الباب السابع: فيما يعرض في الألفة والمجتمع والتقلب والمعاش

فصل في الاجتماع والافتراق

يقال اجتمع القوم، والتأموا، وائتلفوا، وتألفوا، وانتظم شملهم، وانتظمت ألفتهم، وانتظم شمل ألفتهم، واتصل حبل شملهم، وانتظم عقد اجتماعهم، وانهم لعلى شمل جميع، وقد باتوا في الاجتماع كأنجم الثريا، وكجماع الثريا وهو كواكبها المجتمعة، وبات بعضهم من بعض بمكان الكليتين من الطحال. وكان ذلك أيام دار الشمل جامعة، وأيام الشمل مجتمع، والحبلمتصل، والشعب ملتئم، والمزار أمم. وتقول اجتمع القوم بمكان كذا، واحتشدوا، واحتلفوا، والتفوا، وانتدوا مكان كذا، وندوا فيه، وقد احتفل حشدهم، والتأم حفلهم، واحتشد جمعهم. وهذا مجمع القوم، ومجتمعهم، ومحفلهم، ومحشدهم، ومحضرهم، ومشهدهم، وناديهم، ونديهم، وندوتهم، وهذا مجتمعهم، ومحتفلهم، ومحتشدهم، ومنتداهم، وقد حفل النادي بأهله، وغص بهم، واكتظ بهم، وهذا جمع لا يندوه النادي أي لا يسعه لكثرته.

ويقال في ضد ذلك تفرق القوم، وتشتتوا، وتبددوا، وتصدعوا، وتمزقوا، وتشردوا، وشت شملهم، وانصدع شملهم، وتمزق شملهم، وتصدع شعبهم، وتفرق لفيفهم، وتقطع بينهم، وانبت حبلهم، وتشعثت ألفتهم، وانتثر عقدهم، وتفرقوا قددا، وطرائق، وحزائق، وثبات، وأباديد، وعباديد، وشتى، وأشتاتا، وذهبوا أيدي سبا، وأيادي سبا، وذهبوا أيادي، وتفرقوا شتات شتات، وبدد بدد، وشذر مذر، وشغر بغر، وذهبوا أخول أخول، وأمسوا ثغورا، ومزقهم الدهر كل ممزق، وصاروا كبنات نعش، وتفرقوا تحت كل كوكب. وقد أصابتهم روعة البين، وروعات الفراق، وصدعتهم النوى، وصدع البين شملهم، وضرب الدهر بينهم، وسعى الدهر بينهم، ونبت بهم البلاد، وفرقتهم عدواء الداري بعدها، وعجلت بهم حمة الفراق أي قدره، وقد حم الفراق على ما لم يسم فاعله أي قدر، وأحم الفراق، وأجم أي حضر وقته. وتقول قد ارفض الجمع، وانفض الحشد، وتفرق الحفل، وتقوض المجلس، وتقوضت الحلق، وارفض النادي.

واذا اجتمعوا بعد الافتراق تقول جمع الله شملهم، وضم شتاتهم، ولم شعثهم، ولأم صدعهم، وضم نشرهم، وجمع شتيت ألفتهم، ولأم صديع شملهم. وقد اجتمع شملهم، وانشعب صدعهم، والتأم شعبهم، والتم شعثهم، وهذه مثابة القوم، ومثابهم، أي مجتمعهم بعد التفرق. وقد لف شملي بفلان.

فصل في الجماعات

تقول مررت بنفر من بني فلان وهم من الثلاثة الى السبعة، وبرهط منهم وهم من السبعة الى العشرة، وبعصبة منهم، وعصابة، وهم بين العشرة والأربعين، وبقبيل منهم وهم من الثلاثة فصاعدا، وبشرذمة منهم وهي الجماعة القليلة، وبطبق منهم بفتحتين، وطبق بالكسر، وهم الجماعة الكثيرة. ومررت بلف من الناس، وطائفة، وصبة، وحزقة، وكوكبة، وفرقة، وفريق، وحزب، وجماعة، وزمرة، وزجلة، وعنق، وفئة، وثبة، ولمة، وقوم. وتقول القوم فريقان، وفرقتان، ولفان، وحزبان، وفئتان، وطائفتان. والناس معاشر، وطبقات، وأنماط وأصناف، وأخياف، وضروب، وأطوار. وعند فلان أخلاط من الناس، وأوزاع، وأوفاض، وأوباش، وأوشاب، وأشائب، وشطائب، وألفاف، وجماع. وجاء في لف من الناس، ولفيف، وهم الأخلاط، وجاء في موكب من الناس وهم الجماعة منهم ركبانا ومشاة. وتقول خرج فلان في خف من أصحابه بالكسر أي في جماعة قليلة. ودخلت في غمار الناس، وفي خمارهم، أي في زحمتهم وكثرتهم، ودخلت في جمهور القوم، وسوادهم، ودهمائهم.

فصل في المخالطة والعزلة

يقال خالطت القوم، ولابستهم، وعاشرتهم، وصاحبتهم، وآلفتهم، وداخلتهم، وباطنتهم، ومازجتهم. وقد جاورتهم، وساكنتهم، وحاللتهم، وعايشتهم، وأقمت بين أظهرهم، وبين ظهرانيهم، وتقلبت بينهم، وتصرفت بينهم، وتخللت دهماءهم، واستبطنت سوادهم، وعاشرت آحادهم، وحاضرت طبقاتهم، وبلوتأخلاقهم، وتعرفت دخائلهم، وخبرت أهواءهم، وسبرتأحوالهم. ويقال لبست القوم أي عاشرتهم وعشت معهم، وفي المثل البس الناس على قدر أخلاقهم. وتقول انا أطول القوم لفلان مصاحبة، وأقدمهم له عشرة، واكثرهم له خلطة، وأشدهم به خبرة، وانه لحسن الصحبة، جميل العشرة، طيب العشرة، محمود الملابسة، شهي المجاملة، لذيذ المفاكهة، حلو المساهاة، لطيف المخالقة، رقيق المنافثة، فكه الأخلاق، وهو ريحانة الجليس، وريحانة النديم. ويقال ما أحسن ملأ بني فلان أي اخلاقهم وعشرتهم. وان فلانا لسيء الصحبة، صلف العشرة، غليظ القشرة، خشن المس، خشن الجانب، ثقيل الروح، ثقيل الظل، كريه الطلعة، مسؤومالحضرة، تستحب الوحشة على إيناسه، والوحدة على مجالسته، وانه لجليس سوء، وقرين سوء، وقد لبسته أخشن ملبس، وانه لبئس العشير، وبئس الخليط.

وتقول في خلاف ذلك اعتزلت القوم، وجانبتهم، واجتنبتهم، وتجنبتهم، وانقبضت عنهم، وانزويتعنهم، وتنحيت عنهم، وانفردت عنهم، واعتزلت عنهم، وانتبذتعنهم، وخلوت عنهم. وفلان ألوى، منفرد بنفسه، خال بنفسه، وقد انتبذ ناحية، وانتبذ جانباً وجلس نبذه ونبذه وقعد حجره وقعد جنبه ونزل جنبه وانتبذ مكانا قصيا، وأقام بمعزل، واعتزل الجماعات، واعتزل الخاصة والعامة. وفلان محبب اليه الوحدة، مزين له العزلة، وانه ليؤثرالانفراد، ويستأنس بالوحشة، ويخلدالى الوحدة، ويميل الى الخلوة. وتقول فلان حلسبيته أي لا يبرحه، وقد عصب بيته، ولزم قعر بيته، وخرق في بيته، وأضرب في بيته، كل ذلك إذا لزمه فلم يبرح. ويقال جنة الرجل داره، ونعم صومعة الرجلبيته. وتقول فلان عيير وحده، وجحيش وحده، إذا اعتزل الناس بخلا او جفاء طبع، وانه لرجل حوشي أي لا يألف الناس ولا يخالطهم، وفيه حوشية.

فصل في الحديث

يقال حدثته، وحادثته، وتحدثت اليه، ونافثته، وطارحته الحديث، وناقلته الحديث، وناثثته الحديث، وأخذنا بأطراف الحديث، وتجاذبنا أهدابالحديث، وتجاذبنا أطراف الكلام، وذاكرته حديث فلان، وأفضنا في حديث كذا، وخضنا فيه، وجلنا فيه، وأخذنا فيه، وقد شققنا الحديث، وهو حديث مشقق أي قد شق بعضه من بعض، وقد أفضى بنا الحديث الى ذكر كذا، وترامى بنا الى ذكر فلان، وهذا حديث مساقه كذا، والحديث ذو شجون. وقد جلس القوم في متحدثهم، وأخذوا مجالسهم، وانتظموا في مجالسهم، وانتظمت حلقتهم، وأخذوا من المجلس مواضعهم، واستقر بهم النادي، واطمأنبهم الجلوس، وانتظم بهم عقد الجلوس، وأخذ المجلس أهله، وأخذ المجلس زخرفهممن حضر. وكنت البارحة في سامر بني فلان، وفي سمرهم، وهو مجلسهم للحديث ليلا، وقد سمروا، وتسامروا، وهم السامر، والسمار، وانهم ليتناثون الحديثبينهم، وقد تناثوا ايامهم الماضية، وبات فلان يساقطهم أحسن الاحاديث أي يطارحهم الشيء بعد الشيء، وقد تذاكرنا سقاط الحديث، وتناثثنا سقاط الحديث، وجرى بيننا كل مستمع، ورأيتهما يتساقطان الحديث وهو أن يتحدث الواحد وينصت الآخر فاذا فرغ من كلامه تحدث الساكت. ويقال فلان رجل أخباري أي صاحب أخبار، وانه لحديث بالتشديد أي كثير الاحاديث، وانه لسمير أي صاحب سمر، وهو سميري بالتخفيف أي مسامري، وان فلانا لحدث ملوك بالكسر أي صاحب حديثهم، وفلان حدث نساء أي يتحدث اليهن، وانه للسن، وملسان، كيس، ظريف المحاضرة، حلو المحاورة، لطيف المعاشرة، عذب المفاكهة، لطيف المنافثة، فكه اللسان، رقيق حواشي اللفظ، رخيم حواشي الكلام، حسن المنطق، فصيح اللسان، جيد البيان، عذب الألفاظ، مليح النغمة، مليح الأسلوب، لطيف الإشارة، لطيف الإحماض، لطيف النادرة، مليح النكتة، متفنن الحديث، فسيح المجال، غزير الأدب، غزير الحفظ، غزير المادة، حسن التصرف في جد الحديث وهزله، عارف بأخبار المتقدمين والمتأخرين، متتبع لآثار السلف والخلف، جامع لمقطعات الحديث، واسع الرواية، كثير الحكايات، والأخبار، والأنباء، والقصص، والأقاصيص، والأساطير، والنوادر، واللطائف، والطرائف، والطرف، والملح، والنكت، وانه لجهينة الأخبار، وحقيبة الأسرار، وقد قص علينا خبر كذا، وساقه، وأثره، وسرده، وأداه، وذكره، وأورده، ورواه، وأخبرنا به، وحدثنا به، وأطرفنابه، وعللنا به، وجاءنا بالحديث على سوقه، وعلى سرده، وبات يقص علينا أحسن القصص. وان له حديثا يذهب الهموم، ويفضجيش الكروب، ويسريعن الخواطر، ويجلو رينالصدور، ويسلو به العاشق عن ذكر المعشوق، وان حديثه شركالعقول، وعقلة المستوفز، وعقلة العجلان، وانه ليدير بين فكيه لسانا أحلى من الشهد، وان حديثه لترياق الهموم، ورقية الأحزان، وإكسير السلوان، لا تمله القلوب، ولا تجتويهالأسماع، وان حديثه لهو الرحيق المختوم، والسحر الحلال، وانه ليمتزج بأجزاء النفس، ويمتزج بالأرواح، ويتصل بالقلوب، ويأخذ بمجامع الأفئدة، وانه لحديث أشد تغلغلا الى الكبد الصديا من زلال الماء. وتقول اليك يساق الحديث، وإياك أعني فاسمعي يا جارة.

وتقول فلان غث الحديث، تفه الحديث، بارد الحديث، بارد القصص، بارد الأسلوب، سمج المنطق، ثقيل اللهجة، ثقيل الروح، سقيم الذوق، مستقبح اللفظ، مستهجن الإيماء، خطل المنطق، كثير الفضول، سمج النادرة، بارد النكتة، مقتضبعلائق الحديث، ليس لكلامه معنى، ولا للفظه طلاوة، وليس على حديثه رقة، وليس على كلامه رونق، وكأن لفظه الجنادل، وكأنه يحثيفي الوجوه، وكأنه يدفع في الصدور، وانه ليرمي الكلام على عواهنه، ويرسله على عواهنه، ويحدسه على عواهنه، ويلقيه على رسيلاته، وانما هو كل على الأسماع، وانما يلقي على الأسماع وقرا، وانه لممن يستحب الصمم على سماعه، إذا تكلم انزوى منه الجليس، وانقبض الأنيس، وضربت دونه حجب الأسماع، واستكتل كلامه الآذان، ومجته الأذواق السليمة، وانقبضت عن حديثه الخواطر، وانصرفت عنه القلوب بجسها، وهذا حديث لم يندعلى كبدي. ويقال فلان مكثار، مهذار، ثرثار، رغاء، وانه ليطنبفي كلامه، ويسهب، ويطيل، ويكثر، ويفرط، ويذرع، ويهذر، ويخلط، ويهرج، ويلغو، ويهذي، وفي المثل المكثار لا يخلو من عثار. ويقال لمن مر في كلامه فاكثر قد عب عبابه. ويقال تكلم فلان حتى لفظ الزبيبة على شدقيه وهي الزبدة تخرج في شدق مكثر الكلام.

وتقول إيه يا فلان، وهيه بالتنوين، أي زدنا من حديثك لا تريد حديثا بعينه، وإيه عن فلان أي حدثنا بشيء من حديثه. وإيه، وهيه بلا تنوين، أي امض في حديثك الذي انت فيه. وإيهاً، وصهٍ بالتنوين فيهما، وصه بالإسكان، أي أمسك عن حديثك. وتقول في الزجر أوكخلقك، وأوك فاك، أي اسدده. وتقول لمن اكثر عليك الكلام عج لسانك عني ولا تكثر، وعج لسانك في هذا الامر.

فصل في الإصغاء

يقال أصغى اليه سمعه، وألقى اليه سمعه، وأقبل عليه بسمعه، ومال اليه بسمعه، وأصغى اليه، وأصاخ اليه، وأصاخ له، واستمع الى حديثه، وأذنله، وأنصت له، وأرعاه سمعه، وراعاه سمعه، ونشطلحديثه، وألقى اليه باله، وجمع له باله، ووعى كلامه، وأعاره أذنا صاغية، وأذنا واعية، وقد صغت أذنه اليه صغوا، وصغيت صغا. وتقول سمعكالي، وسماعك الي، وذهنك الي، وسماع كحذار، وألق سمعك، وأحضر ذهنك، واجعل ذهنك الى ما اقول، وأرهف غرب ذهنكلما اقول لك، وتلق مني، وتفهم ما اقول لك.

وتقول في خلاف ذلك كلمه فأعرض عنه بسمعه، وتصام عنه، ولها عنه، وتشاغل عن سماعه، وجعل كلامه دبر أذنه، وولاه صفحة إعراضه، ووقر أذنهعن كلامه، وجعل في أذنه وقرا عن حديثه، وولى كلامه أذنا صماء، ولم يعره سمعه، ولم يرعه سماعه، وما أبه له، وما اكترث لقوله، ولم يعرج على كلامه، ولم يحفل بكلامه، ولم يلتفت الى كلامه، ولم يقم لكلامه وزنا. وحدثت فلانا فوجدت منه فتورا عن حديثي، ولم يلج كلامي أذنه، ولم يع منه حرفا، وقد ضرب الله على أذنه، وعلى صماخه، وكأنما كنت أكلم وثنا، وأكلم حجرا.

فصل في الجد والهزل

يقال جد فلان في كلامه، وفي فعله، وفعل ذلك جادا، وقد رأيت منه الجد، وعرفت منه الجد، وتبينت الجد في كلامه، وتبينت الجد في وجهه. وتقول هذا كلام ما أردت به الا الجد، وما كلمته به الا على ظاهره، وعلى وجهه، وعلى حقيقته، وهذا كلام لا ظل عليه للهزل، ولا محمل فيه للهزل، ولا موضع فيه للمزح، وهذا من الأمور الجدية. ويقال أجدك تفعل هذا أي اجدا منك ثم أضيف وانتصابه على الحال او على المصدر. وتقول فلان من اهل الجد، واني ما عرفت فيه مذهب الهزل، وما رأيته يمزح قط، وان فلانا لكثيرالجد حتى يكاد يخرج الى الجفاء، ويكاد يدخل في حد الجمود.

وتقول في خلاف ذلك فلان يهزل، ويمزح، ويمجن، ويدعب، ويلعب، ويعبث، ويلهو. وانه لهزال ومزاح، ومجان، ودعابة، وعبيث، وانه لتلعاب، وتلعابة، ولعبة بضم ففتح، وانه لدعب لعب، وداعب لاعب. وهو كثير الهزل، والمزح، والمزاح، والمجانة، والمجون، والدعابة، واللعب، والعبث. وقد هازل فلانا، ومازحه، وماجنه، وداعبه، ولاعبه، وطايبه، وفاكهه، وباسطه، وضاحكه. ويقال عبث بفلان إذا تعرض له بما يثيره يريد الضحك منه، وان فلانا ليتداعب على الناس إذا ركبهم بالهزل والمزاح. وفلان مضحك الأمير، ومضحك بني فلان، وانه لمزاح، ظريف، فكه، طيب المنافثة خفيف الروح، طيب النفس، حلو الشمائل، مستملح الفكاهة، كثير النوادر، كثير المضحكات، لطيف الهزل، خفيف المزح، مهذب اللسان، وان له لمزحا يضحك الحزين، ويحرك الرصين، ويذهل الزاهد، ويخشن قلب العابد. ويقال أحمض القوم إذا ملوا الجد فتركوه تفصياواسترواحاوأخذوا في الأحاديث المستملحة. وتجارز الرجلان، وبينهما مجارزة، وهي مفاكهة تشبه السباب. وتقول فلان يتشفى بالمزاح، وهذا هزل يشفعن جد، وهزل يترجم عن جد، وهذا مزح مبطنبالجد، وهذا كلام ظاهره هزل وباطنه جد. ويقال أخذ فلان مالي لاعباً جاداً إذا أخذه على سبيل الهزل فصار جدا. وتقول فلان سمج المزاج، قبيح الدعابة، غليظ المفاكهة، فاحش المجون، خشن المجارزة، ثقيل الروح، غليظ الروح، غليظ الطباع، بعيد عن مذهب اهل الظرف. وانه لفاحش اللسان، قذعاللسان، جامح اللسان، كثير الخطل، كثير الهراء، إذا هزل أسرف في المزاح، وبالغ في العبث، وتعدى الظرف، وأساء الأدب، وهتك ستر الحشمة، وأطلق لسانه في الأعراض، وتناول الأحساب، وخرج الى السخرية، والهجر، والمهاترة، والمقاذعة، وتجاوز الى هتك الحرمات، والعبث بذوي المقامات.

فصل في السخرية والهزؤ

يقال سخر منه، واستسخر منه، وهزأ به، ومنه، وتهزأ، واستهزأ، وتهكم به، وضحك به، وتضاحك. وكان ذلك منه هزؤا، وسخرة، وسخرية، وسخريا، وفعله استهزاء به، وقاله على سبيل التهكم. ويقال اتخذني فلان هزؤا، واتخذني سخريا، وهم لك سخري، وسخرية. ويقال فلان هزأة، وسخرة، وضحكة بضم ففتح فيهن، أي يهزأ بالناس، وهو هزأة، وسخرة، وضحكة بضم فسكون، أي يهزأ به، وفلان مضحكة للناس أي هزأة، وقد بات بينهم أضحوكة من الأضاحيك. ويقال لهوت بفلان، ولهوت بلحيته، أي سخرت منه وهو من الكناية. وكلم فلان فلانا فأنغض اليه رأسه أي حركه على سبيل الهزؤ. ولمصه إذا حكاهوعابه وعوج فمه عليه. وتشدق به استهزأ ولوى شدقه. واختلج بوجهه أي حرك شفتيه وذقنه استهزاءً يحكي فعل من يكلمه. وتهانف به، وأهنف، إذا ضحك ضحكة استهزاء. ورأيتهم يتغامزون على فلان، ويترامزونعليه، ويتهامسون عليه، وقد استحمقوه، واستجهلوه، واستضغفوا عقله، وانكروا عقله، وكان كلامه عندهم من مضحكات الأمور.

فصل في الإخبار والاستخبار

يقال أخبرني فلان كذا، وبكذا، وخبرني، وأنبأني، ونبأني، وعرفني، وأعلمني، وأبلغني كذا، وبلغنيه، وحدثني بالخبر، وقصه علي، واقتصه علي، ونقله الي، وانهاه الي، وأوصله، وساقه، ورفعه، ونماه. وقد بلغني خبر كذا، وأتاني، وجاءني، وورد علي، وانتهي الي، وتأدى الي، واتصل بي، وارتفع الي، وروي لي، وحكي لي، وذكر لي، ونقل الي، ونمي الي، ووقع الي، وترامى الي، وقد سمعت كذا، وتواتر الي الخبر، وتواترت الي أخباره، وتتابعت، وتلاحقت، وتداركت، وتقاطرت. وتقول استخبرته عن كذا واستنبأته وسألته واستفهمته وقد استحفيت الرجل عن الخبر، واستقصيت منه، وتقصيت، إذا بالغت في استخباره، وتعقبت عن الخبر إذا شككت فيه فعدت للسؤال عنه او سألت غير من كنت سألته أولا. وخرج فلان يتخبر الأخبار، ويتعرفها، ويتفحصها، ويتنسمها، ويستنشيها. وانه ليترقب خبر فلان، ويترصده، ويتوكفه، ويتشوفاليه، ويتطال اليه، ويتطلع اليه، ويستشرفه. ويقال تندس الأخبار، وتنطسها، وتحدسها، وتحسسها، وتجسسها، إذا تعرفها من حيث لا يعلم به، والأخير لا يستعمل الا في الشر. وقد رس فلان خبر القوم إذا لقيهم وتعرفه من قبلهم. ويقال اختتل لسر القوم إذا تسمع له، وفلان يسترق السمع، وقد أرهف أذنهلاستراق السمع. وتقول اطلع لي طلع فلان، وطلع القوم، أي تعرف لي ما عندهم. وتقول مازلت أتنسم خبر فلان حتى نسملي، وقد أقبسنيفلان خبرا، واستحدثت منه خبرا، أي استفدته، ونشيت الخبر، وحسسته، وأحسسته، أي علمته، يقال من أين نشيت هذا الخبر، ومن اين أحسست هذا الخبر، وهل تحس من فلان بخبر. ويقال نشي الخبر أيضا إذا تخبره ونظر من أين جاء، وفلان نشيان للأخبار، وذو نشوة للأخبار بالكسر، إذا كان يتخبرها أول ورودها. وتقول تسقطت الخبر، واستقطرت الخبر، إذا اخذته شيئا بعد شيء، وسمعت ذروا من خبر، ورسا من خبر، أي طرفا منه، وقد وقعت في الناس رسة من خبر، ونمي الي نبذ من خبر فلان أي شيء قليل. وعندي رضخ من الخبر، ورضخة، وهي الشيء اليسير تسمعه ولا تستيقنه، وعندي نغية من الخبر وهي اول ما يبلغك منه قبل ان تستثبته. وتقول ورى علي الخبر إذا ستره وأظهر غيره، وأخذ في ذرو الحديث إذا عرض ولم يصرح، وسألته عن أمره فذرع لي شيئا من خبره أي أخبرني بشيء منه، واختطف لي من حديثه شيئا ثم سكت إذا شرع يحدثك ثم بدا له فأمسك، ومذع لي بشيء من الخبر إذا حدثك ببعضه وكتم بعضا او أخبرك ببعضه ثم قطع فأخذ في غيره، وقد أخبرني بكذا ثم طوى حديثا الى حديث إذا أسره في نفسه وجاوزه الى آخر. ويقول الرجل للرجل هل عندك من جائبة خبر، ومن مغربة خبر، ومن نائبة خبر، وهو الخبر يجيء من بعد، وهل وراءك طريفة خبر أي خبر جديد، فيقول قصرت عنك لا، أي ما عندي خبر، وان فلانا عنده جوائب الأخبار. وتقول كيف عهدك بفلان، وما فعل الدهر بفلان، وما أحدثفلان بعدي، وما فعل فلان، وكيف خلفت فلانا، ويقال في الجواب هو على أحسن ما عهدت. وتقول عرفني جلية الخبر، وطالعني بصحة الخبر، وكاشفنيبما صح عندك من نبإ فلان. وتقول قد أسفرلي خبر فلان عن كذا وكذا، وانجلى عن كذا وكذا، وثبت عندي من خبره كذا وكذا، وقد تيقنت خبره، واستيقنته، وتحققته، وانا أعلم الناس بأخباره، وعند جهينة الخبر اليقين.

فصل في ظهور الخبر واستسراره

تقول لم يلبث خبر فلان أن ظهر، وعلن، واعتلن، وشاع، وذاع، وانتشر، واشتهر، وفشا، وتفشى، واستطار، وفاض، واستفاض، وقد انتشر انتشار الصبح، واستطار استطارة البرق. وهذا خبر مشهور، سائر، متعالم، متعارف، قد انتشر الصوت به، وتداولته الرواة، وتناقلته الركبان، واضطربت به الألسنة، وتحدث به في المجالس، وتسومع به في الأندية، وسار على الأفواه، وملأ الأسماع، وانتشر بريده في الأنحاء، وطار ذكره في الآفاق. وقد خاض الناس في خبر فلان، وتداولته خاصة الناس وعامتهم، ولم يبق من لا يتحدث به، ويفيض فيه، ويستفيض فيه، ولا حديث للناس اليوم الا حديث فلان، وقد أذاع الخبر فلان، وأشاعه، وبثه، ونثه، ونمه، ورفعه، وشهره، ونشره، وسيره، وطيره، وأعلنه. ويقال في الامر المتعالم المشهور ما يوم حليمة بسر، وقد أصبح امر فلان أشهر من الصبح، وأشهر من القمر، وأشهر من راكب الأبلق، وأصبح خبره أسيرفي الآفاق من مثل. ويقال في خلاف ذلك قد استسر الخبر، وخفي، واستتر، وغمض، وهذا امر لا يزال بساطه مطويا، ولا يزال تحت طي الكتمان، ولا يزال من دفائن الغيب، ومن خبايا الغيب، ومن مخبآت الصدور، وقد أرسل عليه حجاب الكتم. وهذا خبر قد طوتهالألسنة عن الاسماع، وطوته الضمائر عن الألسنة، ولم تلقه الضمائر الى الألسنة، ولم يفض عنه ختم ضمير، ولم تنقف عنه بيضة ضمير، ولم يعلق به لفظ، ولم يتحرك به لسان، ولم تختلج به شفة.

فصل في الصدق والكذب

يقال ان فلانا لرجل صادق، بر، ثقة، ورجل صدوق، وصدق، وانه لصادق الخبر، صدوق المقال، صحيح النبإ، وقد صدقني الحديث، وصدقني الخبر، وصدقني فيما قال، وأخبرني الخبر على حقه، وعلى صدقه. وفلان من حملة الصدق، ومن الرواة الصادقين، وممن عرف بالصدق، واتسم بالصدق، وممن يعتقد قوله، ويوثق بخبره، ولا يقدحفي صدقه، ولا يتهم فيما يقول، وانه ليتجافى عن قول الزور، ولا يلبس الحق بالباطل، ولا يجري لسانه بغير الحق، وان لسانه لصورة قلبه، وانه ليقول الحق ولو على نفسه، ولا يخشى في الحق لومة لائم. وتقول قد صح عندي خبر كذا، وثبت لدي صدقه، وانجلت صحته، وقد اطمأنت اليه نفسه، ونقعت به نفسي، واسترسلتاليه بثقتي، وأخلدتاليه بثقتي، وأعرته جانب الثقة، وهو أمر لا يتخالجنيفيه ريب، ولا يعترضني فيه شك. وهذا أمر قد برز عن ظل الشبهات، وتنزه عن مظان الزور، ونفض عنه غبار الريب، وانه لهو الحق لا ريب فيه، ولا مرية فيه، ولا يتمارى في صدقه، ولا يختلف في صحته، ولا يحتاج صدقه الى شاهد. وهذا امر قد تواترتبه الرواة، وأجمع عليه المخبرون، وتناصرت عليه الاخبار، وتظاهرتعليه الأنباء، وتواطأت عليه الروايات، واتفقت عليه الآثار، وشهد بصدقه التواتر. ويقال صدقني فلان سن بكره، وصدقني وسم قدحه.

وفي الأمثال لا يكذب الرائدأهله، والقول ما قالت حذام. ويقال للمحدث صدقت وبررت.

ويقال في ضده كذب الرجل، وأفك، ومان، وقد كذبني الخبر، وكذب في حديثه، وان فلانا ليصف الكذب، ويختلق الكذب، والحديث، ويفتريه، ويبتدعه، ويفتئته، ويلفقه، ويخترعه، ويخترقه، ويخترصه، ويزوره، ويموهه، ويوشيه، وينمقه، ويرقشه، ويزوقه، ويزخرفه، ويزينه، ويصنعه، وينشئه، ويصوغه، وينسجه، ويسرجه، ويمرجه، ويفتعله، ويرتجله، ويعتبطه. وانه لرجل كذوب، وكذاب، أفاك، خراص، صواغ زور، ونساج زور، وانه لسراج، وسراج مراج، وانه ليسرج الأحاديث، وقد تسرج علي، وتكذب علي، وتخرص علي، وافترى علي حديثا كذبا، ونطق علي بطلا، وافتأت علي الباطل، وزخرف علي قول الزور، وصاغ زورا وكذبا، وانه ليكذب علي الاحاديث، ويتقول علي الأقاويل، ويتقول علي البهتان، وقد قولني ما لم أقل، وأشربني ما لم أشرب. وانما جاء بالكذب، والإفك، والعضيهة، والمين، والبطل، والبهتان، وهذا من اكاذيب فلان، وأباطيله، ونزهاته، وانما هو أفيكة أفاك، وإفكة أفاك، وفرية صواغ، وانه لكذب بحت، وكذب صرد، وكذب صراح، وحديث مفترى، وانما هو خبر مصنوع، وانما هو من زخرف القول، ومن صرف الحديث وهو تزيينه والزيادة فيه، وانه لمن مرمآت الأخبار أي من أباطيلها، وانما هو حديث خرافة. ويقول المكذوب عليهيا للأفيكة، ويا للعضيهة، ويا للبهيتة. ويقال فلان يقت الاحاديث أي يزورها ويحسنها، وانه ليتزيد في الحديث، ويتزايد فيه، ويزلف فيه، ويزرف فيه، ويزهف فيه، أي يزيد فيه ويكذب، وانه ليرقي علي الباطل أي يتزيد فيه ويتقول ما لم يكن. وفلان لا يوثق بسيل تلعته، ولا يصدق أثره، ولا تتسالم خيلاه، ولا تتساير خيلاه، أي لا يوثق بقوله. ويقال أرجف القوم إرجافا إذا خاضوا في الأخبار الكاذبة إيقادا للفتنة، وقد أرجفوا بكذا، وهذا من احاديث المرجفين، ومن أراجيف الغواة. ويقال هذا خبر مكذوب، ومزور، ومصنوع، ومفتعل، وحديث موضوع، ومفترى، وهذا خبر متهم، ومدخول، وخبر لم يعره الصدق نوره. وهذا خبر لم أعره ثقتي، وما نقعت بخبر فلان، وما عجت بقوله. ويقال ليس لمكذوب رأي، ولا يعرف المكذوب كيف يأتمر، واذا كذب السفير بطل التدبير. ويقال فلان أكذب من سراب، واكذب من أخيذ الجيش، واكذب من زراق وهو الذي يحتال وينظر بزعمه في النجوم، وهذا الاخير من أمثال المولدين، وهو أكذب من دب ودرج.

فصل في النميمة واصلاح ذات البين

يقال نم عليه، ووشى به، وسعى به، ومحل به، ودس عليه نمائمه، وبس عليه عقاربه، ودبت عقاربه بين القوم، وأفسد ذات بينهم، وأرسل بينهم نمائمه، وبث بينهم مآبره، وزرع بينهم الأحقاد، ودج، بينهم بالنميمة، ومشى بينهم بالنمائم، ومشى بينهم بالحظر الرطب، وأوقد في الحظر الرطب، وآكل بينهم إيكالا، وضرب بينهم، وضرب، ودب، وأغرى، وحرش، وأرش، وأرث، وأفسد، وأنمس، وأنمل، وقد ضرب بينهم وذرب، وسعى بينهم بالأكاذيب والتضاريب. وانه لرجل نمام، ومشآء، وزراع، وقتات، ودراج، ومنمل، ومنمس، وهو ذو نملة، ونميلة، وانه لذو نمائم، ونمائل، ووشايات، وسعايات، وعقارب، ونيارب، ومآبر. وقد ائتمنته على حديث كذا فنمه، ونثه، وقته، وانما هو جاسوس شر، ورسول شر، وسفير سوء، وانه لمن سماسرة الشقاق، وتجار الفساد، وزراع العداوات. وقد اندس الى فلان بكذا، وتناولنيعنده، وراش لي نبل السعاية، ونقل اليه عني كذا، وبلغه عني بلاغ سوء، وأفسد حالي عنده، وأخبت ريحي عنده، وأرهج، بيني وبينه بالفساد، وزرع بيني وبينه زرعا خبيثا. ويقال خبب على فلان صديقه او امرأته او عبده إذا افسده عليه.

ويقال في ضد ذلك أصلحت بين القوم، وسفرت بينهم، ورأبت بينهم، ورفأت، ولأمت، وأسوت، وسملت، وقد أصلحت ذات بينهم، ورأبت صدعهم، وألفت قلوبهم، وجمعت كلمتهم، وجمعت أهواءهم، وفتأت أضغانهم، وأذهبت موجدتهم، وأطفأت نائرتهم، وسللت سخائمهم، وسكنت فورتهم، وفثأت ما جاش من قدرهم، وألفت ما تنافر من أهوائهم. وان فلانا لسفيرصدق، وانه لنعم السفير.

فصل في كتمان السر وافشائه

يقال كتم فلان سره، واكتتمه، وقد كتمه عني، وكتمه مني، وكتمنيه، وكاتمنيه، وأخفاه عني، وواراه عني، ووراه، وستره، وأضمره، وغيبه، وزواه، وطواه، ولواه، ودفنه، وكنه، وأكنه، وأجنه، وخزنه، وصانه، وحصنه، وضن، به، وقد أسر نجواه، عني، وأسر عني ذات نفسه، وكاتمني ذات صدره، وطوى عني دفينة صدره، وستر عني مخبآت صدره، ودافعني عن دخلة ضميره، وأمسك على ما في نفسه. وهو كتوم، وكتمة، حصين الصدر، حصين الضمير، بعيد غور الضمير، صائن لسره، حافظ لسره، ضنين بأسراره، حصربالأسرار. وهو السر والسريرة، والنجوى، والضمير، والبطانة، والدخلة، والدخيلة، والطوية. وهذا سر مكنون، وسر مصون، وسر مكتوم، وكاتم على المجاز، وانه لسر لا يدرك، ولا يماطحجابه، ولا يفضياليه كاشف، ولا يناله متسقط، وهو من أخفى الأسرار، ومن أغمض السرائر. ويقال أسررت اليه الحديث، وناجيته بسري، وساررته، وخمست اليهبكذا، وأهلست اليه، وخفت اليه، وقررت في أذنه كذا، وأودعته سري، وأفضيت اليه بخبيئة سري، وجعلت سري في خزائنه، وفي خزائن صدره، وقد استحفظته سري، واستكتمته السر، والخبر، وهو نجيي، وبطانتي، وصاحب سري، وامين سري، وخازن أسراري. ورأيت الرجلين يتساران، ويتخافتان، ورأيتهما يتناسفان الكلام أي يتساران. وتقول اكتم علي هذا الامر، وهذه الخطة عندك بأمانة الله، واجعل هذا في وعاء غير سرب، وتقول هذا أمر ما سافر عن ضميري الى شفتي، ولا ندعن صدري الى لفظي. ويقال دمس عليه الخبر إذا كتمه البتة، وتكاتم القوم، وتدافنوا، إذا كتم بعضهم أمره عن بعض، وامر بني فلان بجمع أي مكتوم مستور.

ويقال في خلاف ذلك أفشى الرجل سره، وباح به، وأباحه، وأظهره، وأصحره، وأصحر به، وكشفه، وأبرزه، وأبداه، وأعلنه، وعالن به، وجهر به، وأذاعه، وأشاعه، وبثه، ونثه، ونم به. وقد باح السر، وفشا، وظهر، وصحر، وعلن، وذاع، وشاع، وانكشف، وانتشر، واستفاض.

ويقال مذل الرجل بسره إذا قلق وضجر حتى أفشاه، وفاض صدره بالسر إذا لم يطق كتمه، وفلان لا يكتتم أي لا يكتم سره وأمره، وانه لا يكظم على جرته، أي لا يسكت على ما في جوفه حتى يتكلم به، وهو مذل بسره، بؤوح بما في صدره، وهو مذياع، مذاع، بذور، وبذر، وهم مذاييع، وبذر، وهو ظهرة وليس بكتمة، وفلان أنم من الصبح. وتقول باح الرجل بما في صدره، وبما في نفسه، وأفضى الي بسره، وأفضى الي بذات صدره، واستراحالي بمكنون سره، وأطلعني على باطن أمره، وفرشني دخلة أمره، وفرشني ظهر أمره وبطنه، وقد أبثني سره، وباثنيه، وتباثثنا الأسرار، وتناثثناها، وقد بطنت أمره، واستبطنته، ووقفت على ما أضمر، واطلعت على ما أسر، وما أبطن. ويقال استنبثتالرجل عن سره، واستبثثته، واستبحثته، واستكشفته، وتسقطته، واستنزلته، واستزللته، واستدرجته، وقد أثرت دفينته، وأثرت كمين سره، وفضضتختم سره، واستخرجت دفائن صدره. ويقال سانيت فلانا حتى استخرجت ما عنده أي تلطفت به وداريته. وكشفته عن سره وأمره إذا اكرهته على إظهاره. ويقال أبدى فلان نبيثة القوم ونبائثهم أي أظهر أسرارهم وأفرخت بيضة القوم، وانقابت بيضتهم عن أمرهم إذا بينوه.

فصل في المشاورة والاستبداد

يقال شاورت فلانا في الامر، وآمرته مؤامرة، وفاوضته، وذاكرته، وقد تشاور القوم في الامر، واشتوروا، وائتمروا، وأداروا الرأي فيما بينهم، وأجالوا الرأي، وأجالوا قداح الرأي، وأفاضوا قداح الرأي، وقلبوا الرأي ظهراً لبطن، وبين القوم مشورة، وشورى، وأمرهم شورى بينهم أي لا يقطعون بأمر حتى يجتمعوا ويتشاوروا، وقد تمالأ القوم على الامر إذا تتابعوا برأيهم عليه، وتحدث القوم ملأ أي ممالاة، ويقال ما كان هذا الامر عن ممالأة منا أي عن تشاور واجتماع. وتقول قد غمعلي وجه الرأي في هذا الامر، واستسر علي وجه الرأي، وقد بلغ الرأي المشورة، واستشرت فلانا في الامر، واستطلعت رأيه، واستنبطت رأيه، واستخرجت رأيه، واستمددت رأيه، واستنزلت رأيه، واستوريت زند رأيه، واسترشدته، واستنصحته، واستصبحت بمشورته، واستعنت برأيه. وقد سنح له في الامر رأي، وعرض له رأي، وفرق له رأي، وعن، وبدا، واتجه، وقد أجهد رأيه، واجتهد رأيه، واستقصى معي في البحث، واستقصى في النظر، وقد ارتأى لي كذا، وأشار علي بكذا، وسمتلي وجها أجري عليه، وأمدني برأيه، وآزرنيبرأيه، وأرشدني بخبره، وهداني بعلمه، ومحضنيالرأي، وصدقني النصح، وهو مشيري، وصاحب مشورتي، ومن ذوي مشورتي، وممن أسترشد به في المهمات، واستنير برأيه في المشكلات. وتقول أشر علي بما ترى، وأشر علي مشورة صدق، واقتدح لي زند رأيك في هذا الامر. ويقال هلم أواضعك الرأي أي اطلعك على رأيي وتطلعني على رأيك. وتقول الرأي عندي ان تفعل كذا، والوجه ان تفعل كذا، وأرى لك ان تفعل كذا، وهذا أوجه الرأيين، وأمثل الرأيين، وأحوط الوجهين. وتقول قد نزلت على رأي فلان، وصدرت عن رأيه، ورميت عن قوسه، ونزعتعن قوسه، وائتمرت بمشورته، وائتممتبهديه، وعملت برأيه، وصرت الى ما ارتأى لي، واني لأترأى برأي فلان أي اميل اليه وآخذ به، وانه لمشير صدق، ومشير خير، وان فلانا لمشير سوء.

ويقال في خلاف ذلك استبد فلان برأيه، واستقل برأيه، وانفرد به، واختزل، وانقطع، وافتات، وارتجل، وفي المثل أمرك ما ارتجلت أي ما استبددت فيه برأيك. ويقال قد افتات فلان في الأمر، وافتات علي في الأمر إذا قطعه دونك، وفلان لا يفتات عليه أي لا يستبد برأي دونه. وانتاط فلان الامر أي اقتضبه، برأيه لا بمشورة، وافترز أمره دون اهل بيته أي قطعه. وفعل فلان ذلك برأي نفسه، وانه لمعجب برأيه، ومستغن برأيه، وهو رجل فويت بالتصغير، أي منفرد برأيه، ويقال هو عيير وحده، وجحيش وحده، ورجيل وحده بالتصغير والاضافة فيهن أي لا يشاور أحدا. ويقال فلان يتفوت على أبيه في ماله أي يبذره بغير إذنه.

فصل في جودة الرأي وفساده

يقال هذا رأي سديد، ورأي أسد، ورأي صائب، وصواب على الوصف بالمصدر، ورأي أصيل، ثاقب، بازل، جزل، نضيج، مختمر، وان فلانا لذو رأي رميز ورأي رزين، ووزين، وجميع، ومستجمع، وحصيف، ومستحصف، وانه لجيد الرأي، ومحكم الرأي، ومحصدالرأي، ومسدد الرأي، وموفق الرأي، ونجيح الرأي. وفي رأيه سداد، وصواب، وإصابة، وأصالة، وثقوب، وجزالة، ورمازة، ورزانة، ووزانة، وحصافة، وجودة. وتقول بات فلان يصادي نفسه عن هذا الامر أي يدير رأيه فيه، وبات يقسم رأيه في الامر، ويشاور نفسيه. وقد أنضج رأيه، وخمره، وأحصد حبل الرأي، وشحذ غرار الرأي، وقد أبرم رأيه، وأصاب وجه الرأي، وأبصر وجه الرأي. وانه لرجل حازم، وجزل، حصيف، بعيد الغور، وبعيد الحور، بعيد مسافة النظر، بعيد مرمى النظر، بعيد مراد الفكر، وانه لجيد القسم أي الرأي، وجيد المنزعة، وصادق المنزعة، وهي ما يرجع اليه من رأيه وأمره، وانه لحسن الحسبة أي حسن التدبير، وانه لرجل حصيف العقدة أي محكم الرأي والتدربير، وانه لرجل نقاف أي ذو نظر وتدبير. وان فلانا لجذل حكاك، وجذل محكك، أي يستشفى برأيه، وهو رئي قومه أي صاحب رأيهم، وهو جماع قومه أي الذي يأوون الى رأيه وسؤدده، وانه ليرمي برأيه الشواكل، ويصيب شواكل السداد، ويطبق مفاصل الصواب، وان له لرأيا يمزق ظلمات الإشكال، ويحل عقد الإشكال، ويجلي ليل الخطوب، ورأيا يخلص بين الماء واللبن، ويخلص بين الماء والراح، وانه ليصيب بسهام رأيه اكباد المشكلات، وانه لتستصبح برأيه البصائر الضالة، وتنكشف برأيه معالمالهدى. وتقول صوبت رأي فلان، واستصوبته، واستجزلته، واستجدته، ورجحته، والرأي ما رآه فلان، وما اشار به فلان، والقول ما قاله فلان. ويقال نصبت لفلان رأيا أي أشرت عليه برأي لا يعدل عنه. وحضر فلان الأمر بخير إذا رأى فيه رأيا صوابا، وانه لحسن الحضرة إذا كان كذلك.

ويقال في ضده هذا رأي فائل، ضعيف، سخيف، سقيم، واهن، سيء، فاسد، ساقط، وان فلانا لرجل أفين، وأفين الرأي، وفائل الرأي، وفيله، وهو عاجزالرأي، وطائش الرأي، وعاثر الرأي، ومريض الرأي، وانه لرجل ضجوع أي ضعيف الرأي وفي رأيه ضجعة بالضم، وقد ارتثأ في رأيه أي اختلط، وانتشر عليه رأيه إذا التبس عليه وجه الصواب فيه. وتقول فال رأيك، وغبنت رأيك، وسفهت رأيك بالنصب فيهما أي ضعف رأيك، وان فلانا لغبين الرأي، وفي رأيه غبن بفتحتين، وغبانة، وانه لذو كسرات، وذو هزرات، أي يغبن في كل شيء. وقد فيلت رأيه، وضعفته، وسوأته، وسفهته، وعجزته، وفندته، وخطأته، وقبحته، وانه لبئس الرأي، وانه لرأي سوء. ويقال هذا رأي فطير أي صادر عن غير روية، وفي كلام بعضهم دعوا الرأي حتى يختمر فلا خير في الرأي الفطير. وهذا رأي دبري بالتحريك وهو الذي يسنح بعد فوات الحاجة، وفي المثل شر الرأي الدبري. ويقال ما لفلان من نقيبة أي نفاذ رأي، وفلان منهدم الجفر، أي لا رأي له. ويقال فلان خادع الرأي أي متلون لا يثبت على رأي واحد.

فصل في اتفاق الرأي واختلافه

يقال اتفق القوم على الامر، وتوافقوا، وتواطأوا، وتمالأوا، وترافأوا، وتدامجوا، وقد أجمعوا على كذا، وأصفقوا، وأطبقوا، واجتمعوا على الامر، واجتمع رأيهم عليه، واجتمعت كلمتهم، واتحدت كلمتهم، واتحدت وجهتهم، وتسايرت أهواؤهم، وأمضوا امرهم بالاتفاق، وأبرموه باجتماع الأهواء، وفعلوا ذلك بإجماع الكلمة، وإصفاق الرأي، وحكموا بكذا قولا واحدا، وهم في ذلك لسان واحد، وقد استقاموا على عمود رأيهم أي على وجه يعتمدون عليه. وتقول وافقت فلانا على الامر، وطابقته، ومالأته، وواطأته، ورافأته، ودامجته، وشايعته، وتابعته، وآتيته، وجاريته، وواءمته، وقاررته، ورأيت في ذلك رأيه، ونزعت منزعه، واني لأميل الى مذهبه، وأذهب الى رأيه، وأنزع الى مقالته.

ويقال في ضده قد اختلفوا في الامر، وتخالفوا، وتشاقوا، وتنادوا، واختلفت كلمتهم، وتفرقت كلمتهم، وتعارضت أهواؤهم، وتشعبت أراؤهم، وتباينتمذاهبهم، وانتقضت عقدتهم، واضطرب حبلهم، واضطربت خيلهم، وتصدعت عصاهم، وانشقت العصا بينهم، وقد استحكم الشقاق بين القوم، وذهب الخلف بينهم كل مذهب، وقطعهم الله أحزابا، وتفرقت بهم الطرق، وتعادى، ما بينهم، واصبحوا لا تجمعهم جامعة، ورأيت بينهم صدعات أي تفرقا في الرأي والهوى.

فصل في النصيحة والغش

يقال نصحت لفلان، وناصحته، وبذلت له نصحي، ونصيحتي، وأخلصت له النصح، ومحضته النصح، وأصفيته النصح، وصادقته النصح، وصدقته الرأي، والمشورة، وبالغت له في النصيحة، واجتهدت له في المشورة، ولم أدخر عنه نصحا، ولم آله نصحا، ولم أطو عنه نصحا، وقد تحريت له وجوه النصح، وتوخيتله النصح مناهجالرشد، وبصرته مواقع رشده، وعواقب أمره، وما اردت له الا الخير، وما ارتأيت له الا رأي الصواب، وما أشرت عليه الا بما هو أجمل في السمعة، وأحمد في العقب، وأبعد عن مظانالندم، وأنأى عن مواقف اللوم. وان فلانا لناصح، ونصيح، وانه لمشير صدق، وانه لمشير ناصح الجيب، تقي الجيب، صادق الضمير، مخلص السريرة، امين المغيب، ودود، مشفق. وتقول انتصح الرجل إذا قبل النصيحة، وانتصحت فلانا، واستنصحته، إذا عددته نصيحا، وجاءني في فلان يتنصح أي يتشبه بالنصحاء.

ويقال في خلاف ذلك قد غشني فلان، وغرني، وخدعني، ومكر بي، ومحل بي، ودلس علي الرأي، وأوطأني عشوة، وأركبني غرورا، ودلانيبغرور، وزين لي المحال، وموهعلي الباطل، وشبه علي وجوه الرشد، ولبس علي صور السداد، وأشار علي مشورة سوء، وورطني في ورطة سوء، وأورطني شر مورط. وقد استخفني عن رأيي، واستفزنيعن عزمي، وأفكنيعن رأي الصواب، وعدل بي عن جادة الحزم، واستزلني عن محجة الرشد، وزين لي ركوب ما لا رأي في ركوبه. وإن في نصحه ريق الحية، وفي نصحه حمة العقارب، وسم الأفاعي، وسم الأساود. وهذا امر فيه دخل، ودغل، وغش، ومكر، وخديعة، وكمين سوء. ويقال اغتش فلانا، واستغشه، وهو خلاف انتصحه، واستنصحه، أي اعتقد فيه الغش.

فصل في الاغراء والزجر عنه

يقال أغريته بالأمر، وأوزعته به، وحثثته عليه، وحضضته عليه، وحضضته، وحرضته، وبعثته، وحملته، وحدوته، ودعوته الى فعل كذا، وجررته اليه، وحركته اليه، ومليته اليه، وزينته له، وحسنته له، وسولته له، وشحذت، عزيمته على فعله، وأرهفتعزمه عليه، وأشرت عليه أن يفعل كذا، وارتأيت له، ونصحت له، ورغبته في فعله، وأرغبته فيه، وحببت اليه فعله. وتقول قد كان من امر فلان ما جرني الى فعل كذا، وحداني عليه، وحملني عليه، وبعثني عليه، ودعاني اليه، وقادني اليه، ودفعني اليه، وساقني اليه، وأقدم بي عليه، وأركبنيه.

ويقال لا جارة لي في هذا الامر أي لا منفعة تجرني اليه وتدعوني، وهذا امر لا دافع لي اليه، ولا باعث لي عليه، ولا حامل لي عليه. وتقول غري فلان بالامر، ولهج به، وأولع به، وأوزع به، وقد زين له ان يفعل كذا، وسول له، وحمل نفسه عليه، وطوعته له نفسه، وطوقته له، وحدثته نفسه بفعله.

وتقول في خلاف ذلك نهيت الرجل عن عزمه، ونهنهته، وزجرته، ووزعته، وردعته، وزهدته في الامر، ورغبته عنه، وميلته عنه، ولويت رأيه، ولويته عن رأيه، وصرفته عن رأيه، وغلبته على رأيه، وأفكتهعن رأيه، وأزلته عن عزمه، وخدعتهعن وجهته. وتقول عد عن هذا، ودع عنك هذا، وذره عنك، وخله عنك، وتخل عنه، وتجاف عنه، وأعرض عنه. وتقول قد أقلع الرجل عن رأيه، وعدل عن عزمه، ونزع عنه، ورجع، وانتهى، وانزجر، واتزع، ورغب عن الامر، وزهد فيه، وقد بدا له في الامر بداء.

فصل في الثقة والاتهام

يقال وثقت بفلان، وركنت اليه، وسكنت اليه، واطمأننت، واسترسلت، وهجعت، واستنمت، واسترحت، وقد نطت، به ثقتي، وأخلدت، اليه بثقتي، واستسلمت اليه بثقتي، وأنست بناحيته، وأفضيت اليه بسري، وأطلعته على دخائلي، وطالعته بعجري وبجري، وباثثته سري وباطن أمري، ووكلتامري الى رأيه وتدبيره، وألقيت في يده زمام أمري، وألقيت اليه مقاليدامري، وفوضت أموري اليه، واستنمت اليه في الشهادة والغيب. وأنا أرجع في الامور الى قول فلان، ولا أقطع أمرا دونه، ولا أصدر الا عن رأيه، وعن مشورته. وان فلانا لرجل ثقة، صادق الطوية، جميل النية، سليم الصدر، تقي الصدر، نقي الجيب، ناصحالجيب، ناصح الدخلة، مأمون المغيب، يشفظاهره عن باطنه، ويتمثل قلبه في لسانه، وانه لا يؤالس، ولا يدالس، ولا يدامج، ولا يحدجبسوء، وقد طوي باطنه على مثل ظاهره، واستوى في النصح غائبه وشاهده. ويقال استبد فلان بأميره إذا غلب عليه فهو لا يسمع الا منه. وفلان رجل هجعة أي غافل سريع الاستنامة الى كل أحد، وانه لرجل يقن، ويقنة، وميقان، أي لا يسمع شيئا الا صدقه، ورجل نقوع أذناي يثق بكل أحد، وانه لوابصة سمع.

وتقول في ضد ذلك قد رابني امر فلان، وأرابني، وقد داخلني منه ريب، وخامرنيفيه شك، وخالجنيفيه ظن، وحك في صدريمنه أشياء انكرتها عليه، وتوجستهامنه، وقد استربت به، وسؤت به ظنا، وأسأت به الظن، وتجاذبتني فيه الظنون، وتوهمت به سوءا، واستوحشت من ناحيته، وخيل الي منه الغدر. وقد بدا لي منه ما يدعو الى التحذر من كيده، ويوجب التيقظ من مكره، والتحصن من محاله. واني لأغتش فلانا، وأستغشه، أي أظن به الغش، وانه لرجل مرهق أي يظن به السوء، وانه ليتهم بكذا، ويزنبكذا، ويرمي بكذا، ويحدج بكذا، ويقرف بكذا، وما إخاله الا مريبا،، مماكراً، خبا، خبيثا، خداعا، نغلالنية، دغلالصدر، فاسد الضمير، مريض الأهواء، خبيث الطوية، خبيث الدخلة، خبيث الخملة، خبيث العملة. وتقول أزهف بي فلان إذا وثقت به فخانك، وأبدع بي إذا لم يكن عند ظنك به في امر وثقت به في كفايتهوإصلاحه. ويقال بين الرجلين شركة حزاز بالكسر وهي ان لا يثق كل منهما بصاحبه فيستقصي أحدهما الآخر. وتقول اتهمني فلان بكذا، وتجنى علي، وتجرم علي، وتقول علي ما لم أقل، وأشربني ما لم أشرب، وادعى علي ذنبا لم أفعله، وحدجنيبذنب غيري، ورماني بذنب لم أجنه، وحمل علي ذنبا لم آته، وفلان يتجرم علي الذنوب. وتقول ورك فلان ذنبه علي توريكا إذا حدجك به وأنت بريء منه، وان فلانا لمورك في هذا الامر أي لا ذنب له.

فصل في الذنب والبراءة

يقال أذنب الرجل، وأجرم، واجترم، وجر الذنب، وجناه، وأجله، وركبه، وارتكبه، واجترحه، واقترفه، وأتاه. وهو الذنب، والجرم، والجريمة، والجريرة، والجناية، والجناح، والإصر، والوزر، وقد اصاب الرجل جناية في قومه، واصاب دما في بني فلان. وتقول فيما دون ذلك قد أخطأ الرجل، وزل، وهفا، وسقط، وعثر، وكبا، وقد فرطت منه هفوة، وزلة، وسقطة، وعثرة، وكبوة، وانما كان ذلك فرطة سبقت، وفلتة بدرت.

ويقال في خلاف ذلك هو بريء مما اتهم به، وبراء، وهو من ذلك خلاء وبراء، وهو بريء العهد مما رمي به، وبريء الصدر، وبريء الساحة، وقد خرج من هذا الامر نقي الثوب، ونقي الصحيفة، وخرج منه سديد الناظر، أي بريئا مما اتهم به ينظر بملء عينيه، وقد انفسحت عنه التهمة، وسقطت عنه التهمة، وبرئ مما قرب به، وبرئ تبرئة، وهو من ذلك الامر بنجوة، وهو بمنتزحعنه، أي بمعزل عن التهمة، وهذا امر لا غبار عنه عليه، وهو بريء منه براءة الذئب من دم ابن يعقوب. وقد تبرأ فلان من الذنب، واحتج لنفسه، وجادل عن نفسه، وأحسن التنصلمما رمي به، والانتفاء منه، والانتفال منه، والانتضاح منه، والمخرج مما أتاه، والتبرؤ من تبعته، والخروج من عهدته. ورأيته يتنضح مما قرف به أي ينتفي ويتنصل.

فصل في اللوم والمعذرة

يقال لمت الرجل على ما أتى، وعذلته، ولحيته ألحاه، وأنبته، ووبخته، وعنفته، وبكته، وقرعته، وثربته، وأقبلت عليه باللوم، وأحلتعليه باللوم، وأنحيتعليه باللوم، وانثنيت عليه بالملام، ومضضتهبالملام، وأوجعته باللوم، وأغلظت عليه اللائمة، ولمته لوما عنيفا، وعذلته عذلا أليما، وشددت عليه النكير، وصدقته اللوم والعتاب، وجعلت عليه لساني مبردا. وقد فندت قوله، وفيلترأيه، وسخفت عقله، وقبحت فعله، وسوأت عمله، وأنكرت عليه فعلته، وذممت اليه رأيه وصنيعه. ويقال نعيت عليه كذا أنعاه أي عبته عليه ووبخته. وان فلانا لملوم على ما صنع، وقد ألام الرجل، واستلام، إذا اتى ما يلام عليه، ويقال استلام الى القوم إذا اتاهم بما يلومونه عليه. وتقول عاتبت الرجل على ما فعل، وأنكرت عليه فعله، وعرضتله بالنكير، وعذلته عذلا لطيفا، وأنبته تأنيبا رفيقا، وقرصته بعض القرص، وأنبت له سوء صنيعه. وتقول هذا امر لا تعذر على فعله، ولا تتسع لك فيه معذرة، ولا يسعك فيه عذر، وامر يضيق عنه نطاق العذر، ولا يمهدلك فيه عذر، ولا تبرأ فيه من الملام. ويقال فلان ما عنده عذيرة أي لا يقبل عذرا. وتقول عينت الرجل بمساوئه إذا بكته في وجهه وعلى عينه، وقد واجهته باللوم، وكفحتهبالملام، وكافحته به، ولمته مواجهة، ومكافحة. وفلان لا يمضهعذل عاذل، ولا يعمل فيه الملام، ولا يحيك، فيه العذل، ولا يريعلنصح، ولا يرعيالى قول قائل، وقد مرد على الكلام، ومرن عليه، ومجن عليه، إذا استمر فلم ينجع فيه. ويقال التام الرجل، واعتذل، وارعوى، إذا قبل اللوم وأقلع عن رأيه.

ويقال في خلافه عذرت الرجل فيما أتى، وبرأته من الملام، ونزهته عن العذل، وقبلت عذره، وبسطت عذره، ومهدت عذره، ووطأت له العذر. وقد اعتذر الي مما فعل، وألقى الي معاذيره، وأبلاني عذرا حسنا، ولم يألني في الامر اعتذارا، وفي المثل المعذرة تذهب الحفيظة. وتقول فلان معذور فيما صنع، وقد أعذر الرجل، ووجدت له في ذلك عذرا بينا، وحجة واضحة، وانه لواضح وجه العذر، أبلجوجه الحجة، وقد ظهر عنه اللوم، وانفسح عنه اللوم، ونفض عن نفسه غبار اللوم، وهذا أمر لا تبعة فيه عليه، ولا درك، ولا لحق، وفي المثل رب ملوم لا ذنب له، ولعل له عذرا وأنت تلوم، والمرء أعلم بشأنه. وتقول عذرت الرجل من فلان أي لمت فلانا ولم ألمه، وأعذر الرجل من نفسه إذا فعل فعلا لا يلام من يوقع به، لأجله.

فصل في الصفح والمؤاخذة

يقال صفحت عن الرجل، وصفحت عن جرمه، وعفوت عنه، وتجاوزت عنه، وتغمدت ذنبه، وضربت عن إساءته صفحا، وضربت عنه صفحا جميلا، وأغضيت عن ذنبه، وتغاضيت عن جرمه، وتجاوزت عن هناته، واغتفرت جريمته، واغتفرت ما فرط منه الي، وتناسيت ما كان منه، وسحبت ذيلي على هفوته، وعركت إساءته بجنبي، وجعلت ذنبه تحت قدمي، وحلمت عنه، ومننت عليه، ووهبت له فعلته، وأقلته عثرته، وتلقيت إسائته بحلمي، ووسعت جريمته بحلمي، وعدتعلى جهله بحلمي، وصبرت على ما كان منه، ولبستهعلى ما فيه، ولبسته على خشونته، وشربته على كدورته، وطويته على بلته، وعلى بلالته، وطويته على غرة، وقد لبست على قوله سمعي، ولبست على قوله أذني، أي سكت عليه وتصاممت، وسمعت كذا فأغمضت عنه، وعليه، وغمضت تغميضا، واغتمضت، أي أغضيت وتغافلت. ويقال عجفت نفسي عن فلان إذا احتملت غيه ولم تؤاخذه. وتقول استغفر فلان من ذنبه، واستقالني عثرته، واستصفحني عن زلته، واستوهبني جرمه، وفي المثل الاعتراف يهدم الاقتراف، ولا ذنب لمن أقر. وفلان عفو، صفوح، بعيد الأناة، واسع الحلم، رحب الصدر، رحب الأناة. ويقال أعرف فلان فلانا إذا وقفه على ذنبه ثم عفا عنه. ويقال في ضد ذلك آخذت الرجل بذنبه، وعاقبته على جريرته، وجزيته بإساءته، وجازيته، واقتصصت منه، وامتثلت منه، وانتقمت منه، وانتصفت منه، وانتصرت منه، واثأرت منه، وشفيت منه غيظي، وأحللت به نقمتي، وسلطت عليه بأس انتقامي، وعاقبته عقوبة موجعة، وعقابا أليما، وعاقبته اشد العقوبة، وأنكى العقاب، ومثلت به، ونكلتبه، وأذقته مر النكال، وأنزلت به أشد النكال، وجعلته مثلة للناظرين، وعظة للمتبصرين، وعبرة في الغابرين، ومثلا واحدوثة في الآخرين. ويقال هو رهن بكذا، ورهينة به، ورهين، ومرتهن، أي مأخوذ به، وقد أخذ فلان بجريرته أي عوقب عليها، وأحل بنفسه، وأعان على نفسه، وأعذر من نفسه، أي استحق العقوبة، وقد ذاق وبال أمره، ونال جزاء ما قدمت يداه، وهذا أقل جزائه، وما اجد شيئا ابلغ في عقوبته من كذا. ويقال عذيريمن فلان، ومن يعذرني من فلان، أي من يعذرني إذا كافأته بسوء صنيعه. وهذا امر لا يسعني الصبر عليه، ولا موضع معه للحلم، ولا مكان للاحتمال، وهذا ذنب لا يتغمده حلم، ولا تسعه مغفرة. ويقال فلان ليس فيه غفيرة أي لا يغفر ذنب أحد، وليس فيه عذيرة أي لا يعذر أحدا. وتقول أنميت لفلان، وأمديت له، وأمضيت له، إذا تركته في قليل الخطإ حتى يبلغ أقصاه فتعاقبه في موضع لا يكون لصاحب الخطإ فيه عذر.
وتقول في الوعيد لأفرغن لك، ولأعرفن لك ذلك، ولأعصبن سلمتك، ولتجدني عند ما ساءك، ولتجدن غبها، ولتندمن على ما فعلت، ولتعلمن نبأه بعد حين. وفي النهاية وفي حديث عوف بن مالك لتردنه او لأعرفنكها عند رسول الله أي لأجازينك بها حتى تعرف سوء صنيعك وهي كلمة تقال عند التهديد والوعيد. ويقول المتوعد بالقتل لأضربن الذي في عيناك.

فصل في الإحسان والإساءة

يقال أحسن الرجل فيما صنع، وأحسن الصنع، وأجمل الصنع، وانه لرجل محسن، ومحسان، محمود الفعال، ممدوح الصنيع، وقد أحسن بدءا وأجمل عودا، وأحسن قولا وفعلا، وانه لرجل مرجو الجميل، كثير الحسنات، جمالمحامد، كامل المروءة، وممن عرف بالخير، وعرف بالإحسان، واتسم بالجميل، واجتمعت فيه خلال الخير، وخصال الفضل، وانه لجماع الخير والإحسان. وهذا من حسنات فلان، ومن مستحسنات أفعاله، ومن جميل آثاره، ومن مشهور مبراته، ومشكور أعماله. وهذا فعل حميد الأثر، جميل السمعة، وقد حسن وقعه في النفوس، وحسن ذكره في السماع. وتقول أحسنت الى فلان، وبررته، وسقت اليه جميلا، وتعهدته بخير، وقد أتتني صالحة من فلان، وفلان لا تعد صالحاته، ولا تحصى حسناته. وتقول فلان يتجافى، عن القبيح، ويتنزه عن المساوئ، ويربأ بنفسهعن المنكر، وانه لمطبوع على الإحسان، وانه ليأبى له طبعه الا الإحسان، وفلان لو تكلف غير الجميل لما استطاعه.

ويقال في ضده قد أساء فلان فيما فعل، وأساء الصنيع، وأتى نكرا، وفعل قبيحا، وجاء أمرا إدا، وقد ساء فعله، وفعل فعلا منكرا، وهذا فعل قبيح، سمج، سيئ، فظيع، شنيع، بشع، مكروه، رذل، ذميم، معيب، مستهجن. وان فلانا لمن ذوي الهنات، والسيئات، وممن عرف بكل خطة، شنعاء، واشتهر بكل فعلة قبيحة، ومازال يتبع السيئة السيئة، ويشفع المنكر بالمنكر، وقد أتى في هذا الامر سوأة، وأتى سوأة سواء. وهذا من فعلات فلان، ومن أيسر سيئات فلان، وانه لفعل تشمئز منه النفوس، وتنفر منه الطباع، وتنقبض له الصدور، وتزوى له الوجوه، وتستكمن ذكره المسامع. وتقول لمن أساء في عمل بئس ما جرحت يداك، واجترحت يداك، أي عملتا وأثرتا. وتقول فلان لا يكاد يأتي الا بالعوراء وهي الفعلة القبيحة او الكلمة القبيحة، وفي الأساس عجبت ممن يؤثر العوراء على العيناء أي الكلمة القبيحة على الحسنة. ويقال بني فلان ثم قوض إذا أحسن ثم أساء.

فصل في أخيار الناس وأشرارهم

يقال فلان رجل خير، وخير، ومن أخيار الناس، وخيارهم، وخيرتهم، ومن رجال الخير، وأهل السمت، وممن يتخيل فيه الخير، ويتوسمفيه الخير، وانه لرجل بر، مؤاس، مصافٍ، مسالم، موادع، محمود الخلطة، محمود الجوار، جميل السيرة، جميل الامر، حسن المذهب، محمود الطريقة، سليم الطوية، سليم الصدر، نقي الدخلة، طيب السريرة، مأمون المغيب، عيوفللشر، عزوفعن الشر، نزوععن المنكر، ناءٍعن القبيح، متثاقلعن الشر، بطيء الرجل عن المنكر، قصير اليد عن السوء، وانه لا يشاري ولا يماري، وإن عليه سمت أهل الخير، وعليه شارة أهل الخير، وسمات أهل الخير، وهو موسوم بالخير، وهو مظنة للخير، ومعلمله، ومخلقة له، وان له قدمافي الخير، ومتقدما، وله في الخير قدم صدق، وهو خير قومه، وهو أمثل بني فلان أي ادناهم الى الخير.

ويقال في خلاف ذلك فلان شرير، سيء الخليقة، رديء الفطرة، خبيث الطوية، خبيث الخملة، خبيث البطانة، قبيح الدخلة، ذميم الأخلاق، موسوم بالشر، مطوي على القبيح، منغمس في الشر، مولع بالسوء، متهافت على المنكر، سريع الى الشر، بطيء عن الخير، ثقيل عن الخير، وقد خلفعن كل خير. وانه لرجل سوء، وهو من اهل السوء، وانه لسؤر شر، وعلق شر، وخدن شر، ولز شر، ولزاز شر، أي ملازم للشر. وقد عض بالشر، وضري به، وشري به، وغري به، أي أولع به ولزمه. وانه لحك شر أي يتحكك به، وهو رجل عريض وزان سكير أي يعرض بالشر، وانه ليتدلى على الشر، وينحط عليه، وانه لنزي الى الشر، ونزاء، ومتنز، أي سواراليه. وقد تفاقمشره، واستطار، وشري، واستشرى، ووسع الناس شره، وأطلق يده في الشر. وهو من قوم أشرار، ومن نشءشر، ونابتة شر، وبنو فلان في الشر سواس، وسواسية، وهم سواسية كأسنان الحمار. ويقال غلام عيار أي نشيط في الشر، وفيه هنات شر أي خصال شر، وقد غمسه فلان في الشر، وصبغه في الشر، وقد خلع عذاره، وخلع رسنه، وانه ليعدو على الناس بالشر، ويتناولهم بالقبيح، وانه لمنقطع العقالفي الشر. ويقال فلان رجل رهق، وفيه رهق، إذا كان يخف الى الشر ويغشاه، وقد أزهف الى الشر إذا أسرع اليه، وانه لرجل تئق أي سريع الى الشر، وجاء فلان يضرب بشر أي يسرع اليه، وقد تسرع الى الشر، وتترع اليه. ويقال فلان ما يغني من الخير فتيلا. وهذا أمر ليس من الخير في شيء.

فصل في النفع والضرر

يقال انتفعت بالامر، وارتفقت به، واستفدت به خيرا، وفادت لي من هذا الامر فائدة، واستخرجت منه منافع، وتوفرت لي فيه منافع. وفلان يجر المنافع الى نفسه، وانه ليستدر من هذا الامر منافع، ويجتلب منافع، وقد أجدى عليه الامر، وأرفقه، ورد عليه، وعاد عليه بنفع جزيل، ورجع كثير، ودرت له منه منافع، ونجمت له منه فوائد. وانه لامر جليل النفع، جمالمنفعة، حاضر النفيعة، غزير الفائدة، موفور العائدة، وفيه مرافقجمة. وتقول هذا الامر أرفق بك، وأرفق عليك، وأعود عليك، وأرد عليك، وهذا أرجع في يدي من هذا أي أنفع، وهو أجزل فائدة، وأرجى منفعة، وأتم عائدة. ويقال سافر فلان سفرة مرجعة أي لها ثواب وعاقبة حسنة. وباع فلان دارة فارتجع منها رجعة صالحة إذا صرف ثمنها فيما يعود عليه بالعائدة الصالحة. وجاء فلان برجعة حسنة أي بشيء صالح مكان شيء قد كان دونه. وتقول ما نفعني فلان بنافعة، وما أغنى عني فلان شيئا، وهذا امر لا يرد عليك، ولا يجدي عليك، ولا جدوى فيه عليك، وانه لقليل الجداء عنك، وقليل الغناء، وانه ما يغني عنك فتيلا، وما يجدي عنك فتيلا، وما يغني من الخير فتيلا، وما في فلان مسكة، وما فيه مساك، أي ما فيه ما يرجى. وهذا امر لا رادة فيه، ولا فائدة، ولا عائدة، ولا ثمرة، وليس وراءه طائل، وما لي من فلان ومن هذا الامر رجع، وهذا الامر لا جارة لي فيه أي لا منفعة تجرني اليه. وفي أمثال المولدين فلان يجر النارالى قرصه أي يجتلب المنفعة الى نفسه. وفلان يشوي الحريق سمكته لمن ينتفع بما يضر غيره. ويقال في ضد ذلك قد ضرني هذا الامر، وأضر بي، وضارني ضيرا، وآذاني إيذاء، وقد أذيت به، وتأذيت، وجر علي مضرة، وأضرارا، وألحق بي ضررا، وأدخل علي ضررا، وأغشاني ضررا، وأرهقني أضرارا جمة، ومسني بأذى، ولقيت منه أذى، ونالني منه أذى، وأصابني منه أذى، وأذاة، وأذية. وتقول تحيفت فلانا المضار، وبلغت منه المضرة، وهذا ضرر بين، وضرر جسيم. وتقول ما ضر فلانا لو فعل كذا، وما عليه لو فعل كذا، وهذا لا ضرر عليك فيه، ولا ضير، ولابأس عليك منه، ولا ينالك منه أذى، ولايرهقك، منه سوء.

ويقال فلان لا ينفع ولا يضر، ولا يملك نفعا ولا ضرا، ولا يمر ولا يحلي، ولا يريش ولا يبري، وما هو بلحمة ولا سداة.

فصل في الكد والكسل

يقال كد فلان لعياله، وكدح، واجترح، وترفح، وكسب، واكتسب، واحترف، واصطرف، وتصرف. وخرج فلان يسعى على عياله أي يتصرف لهم، وخرج يضطرب في المعاش، ويضرب في النواحي، أي يسير في ابتغاء الرزق، وإن في الف درهم لمضربا أي تستحق ان يضرب لأجلها في الارض، ورجل صفاق أفاق أي كثير الاسفار والتصرف في التجارات يضرب من أفق الى أفق. وفلان كسوب للمال، وكساب، وهو كاسب أهله، وجارحهم، وجارحتهم، وهو قوام اهل بيته. وهو يتكسب بكذا، ويتعيش بكذا، ويتبلغمن صناعة كذا، ويتعاطى عمل كذا، وصنعة كذا، وتجارة كذا، وصناعته كذا، وحرفته كذا، وهي مرتزقه، ومحترفه، ضيعته، وعلاقته، ومنها كسبه، وطعمته، ومعاشه، ومعيشته، ورزقه، وأكله. وانه ليكد نفسه في العمل، ويكدح فيه، ويسعى، ويدأب، ويجد، ويجهد. وانه لرجل عمل، وعمول، أي مطبوع على العمل، وانه لرجل عمال أي كثير العمل دائب عليه، وانه لجاد، مجد، نشيط، دائب السعي، مرهف العزم، نافذ الهمة، يقظ الجنان، نهاض بأموره، كثير التصرف والتقلب، قائم على ساقه، يصل نهاره بليله، ويصل صباحه بمسائه، ولا يجف لبده، ولا يقعد عن السعي، ولا يدخر جهدا، ولا يعرف دعة، ولا يستوطئ، راحة، ولا تفوته نهزة، ولا يضيع فرصة، وما رأيته الا متحفزا، مستوفزا، متحزما، متلببا، جامعا ذيله، وكافأذيله، حاسراعن ساقه ويده. ويقال أجمل فلان في الطلب إذا اعتدل ولم يفرط.

ويقال في ضده فلان كسل، وكسلان، بليد، قاعد الهمة، عاجز الهمة، ساقط الهمة، متخاذلالعزم، بليد الحركة، بطيء الحركة، وانه لرجل فيه رسله أي كسل، وانه لقعدة، وضجعة، ونومة، وتكلة، وانه لقعدة ضجعة. وانه لرجل لبد، ولبد، إذا كان لا يبرح منزله ولا يطلب معاشا، ورجل فسل أي لا خير فيه ولا غناء عنده، وانه لكلعلى الناس، عيال على الناس، وخبال على أهله، وحميلة على ذويه. ورأيته فارغا، خاليا، بطالا، ورأيته باهلا، وسبهلالا، أي يتردد بلا عمل. ويقال مالك بهلاً سبهللاً، ويا ضيعة الأعمار تمشي سبهللا. وفلان يقضي دهره متبطلا، ومتعطلا، ويقال شر الفتيان المتبطل المتعطل. وفلان قد ألف القعود، وأخلدالى الكسل، واسترسلالى العطلة، واستنام الى الراحة، ورضي بالتخلف، واطمأن الى الخمول، وأصبح ميت الحس، لا تحفزهالحاجة، ولا تستحثه الفاقة، ولا يؤلمه ناب الفقر، ولا يبالي بالضراعة، ولا يستخشن لباس المسكنة، ولا يجد للامتهان مسا. ويقال فلان ضاجع، وضجعي، إذا رضي بالفقر وصار الى بيته، وفلان حلسمن أحلاس بيته، وانما هو قعيدة بيت، وانه لمعدود في القعائد، ومعدود في العجائز، وانه لعاجز من العجزة. وتقول تركت فلانا يتقمعاي يطرد الذباب من فراغه، وتركته يزجيوقته بالثوباء، وتركته بين الثوباء والمطواء وهي التمطي، وتركته أفرغ من حجام ساباط، وأخلى من حجام ساباط. ويقال فلان يقتات السوف، وقوته السوف، أي يعيش بالاماني. وتقول كسل فلان عن الامر، وتكاسل، وقتر، وقعد، وونى، وتقاعد، وتثاقل، وتواكل. ويقال هذا الامر مكسلة أي يدعو الى الكسل، وفي المثل الشبع مكسلة. وفلان لا تكسله المكاسل وهي جمع مكسلة.

وتقول نشط فلان بعد فتوره، وهب من ضجعته، واستأنف نشاطه، وأرهف غربه، وشحذ للامر عزمه، وأيقظ همته، وخلع رداء الكسل، ونفض عنه غبار الكسل.

فصل في التعب والراحة

يقال تعب الرجل، ونصب، وونى، وأعيا، وكل، ولغب بفتح الغين وكسرها، وهو في تعب، ونصب، وعناء، وكد، وجهد، ومشقة، وهو في نصب ناصب، ونصب منصب، وجهد جاهد، وعناء معنٍ. وقد أتعبه هذا الامر، وجهده، وكده، وأنصبه، وعناه، وأعنته، وألغبه، وأرهقه، وقد لقي منه عنتا شاقا، وتحمل منه رهقا شديدا، وعانى فيه برحا بارحا. وبات فلان تعبا، وانيا، لاغبا، مجهودا، مكدودا، قد أعيا من التعب، وكل من السعي، وقد خذلته قوته، وخذله نشاطه، وكل غرب نشاطه، وبات منهوك القوى، مهدود القوى، محلول العرى، مرتهكالمفاصل. ورأيته يتنفس الصعداءتعبا، ويئن من التعب، ويتأففمن الكلال، وقد تصبب عرقا، وارفض عرقا، وتفصد جبينه عرقا، وجاء يمشي متطرحا، ويرسفرسف المقيد، وقد تساقط من الإعياء، وتهالكعلى مقعده من اللغوب، وأصبح لا تقلهرجلاه، ولا تتبعه رجلاه. وفلان لا يعرف الراحة، ولا يذوق للدعة طعما، وانه لرجل كدود، دائبالعمل، دائب السعي، لا يقف على ساق، ولا يطمئن جنبه الى مضجع، وقد أنصب نفسهفي العمل، وتحامل على نفسه، وكلفها فوق طاقتها، وحملها جهدا ونصبا، وقد تبين فيه أثر التعب، وظهرت على وجهه دلائل الجهد، ورأيته متغير اللون، شاحب الجسم، واني الحركة. ويقال تحلل السفر بالرجل إذا اعتل بعد قدومه.

ويقال في ضده هو في راحة، ودعة، وهو على جمام، وقد استراح، واستجم، وعفامن تعبه، وأخذ حظه من الراحة، واستنشى نسيم الراحة، وأمسى رافها، ومترفها، وقد راجعه نشاطه، وثاباليه نشاطه، وثابت اليه قوته، ورجعت اليه نفسه بعد الإعياء. وتقول فلان خلو من الأعمال، فارغ من الأشغال، وانه ليتفيأ ظلال الراحة، ويتقلب بين أعطافالنعيم، وانه لا يمد يده الى عمل، ولا ينقل قدمه الى درك، ولا يشغل ذرعهبمهمة، وقد أراح نفسه من مزاولة الأعمال، وخفف عن نفسه مؤونة السعي. ويقال رفة الرجل عن نفسه أي أزال عنها ما يتبعها، وهو يهاون نفسه أي يرفق بها. ويقال أرفه عندي، واسترفه، ورفه عندي، وروح عندي، أي أقم واسترح.

فصل في علو الهمة وسقوطها

يقال فلان عالي الهمة، أصيدالهمة، بعيد الهمة، ماضي العزيمة، نافذ العزم، مستحصدالعزم، ممر الصريمة، وانه لرجل ماضٍ في الامور، صلت، ومصلت بكسر الميم، ومنصلت، وأحوذي، ومشمر، وشمير، ورجل ذو عارضة، وذو شكيمة، وذو حد، وذو باع، طلاع ثنايا، وطلاع أنجد، وحمال أعباء، ونهاض ببزلاء، وانه لذو عزيمة حذاء، وصريمة محكمة، وهمة شماء، وهمة قصية المرمى، رفيعة المناط. وهو دراك غايات، سبوق الى الغايات، مقدام على العظائم، يقصد خطيرات الأمور، ويركب المراقي الصعبة، ويضطلع بأعباء المهمات. وانه ليذلل العقاب، ويروض الصعاب، ويركب ظهور العوائق، ويتخطى رقاب الموانع، لا يتعاظمه امر، ولا يقف دونه غاية، ولا يفوته مطلب، ولا تعجزه لبانة، ولا ينكلعن خطة، ولا تثبطه عقلة. ويقال فلان مطلع لهذا الامر، ومقرن له، أي مطيق له قادر عليه، وقد شمر للامر، وحسرله عن ساقه، وقام فيه على ساق، وقرع له ساقه، وظنبوبة، واندفع فيه، وانصلتفيه، ومضى فيه، وهو أمضى من الشهاب، وأنفذ من السهم.

وتقول في خلاف ذلك هو رجل ساقط الهمة، قاعد الهمة، متقاعس الهمة، عاجز الهمة، عاجز الرأي، ضعيف الرأي، ضعيف المنة، واهن العزيمة، ضئيلالعزم، كليل الحد، صغير الهمة، صغير النفس، بطيء الهمة، ثقيل الهمة، بطيء النهضة، فاتر العزم، متلكئالعزم. وهو رجل نكس بالكسر أي عاجز مقصر، ورجل هيوب، وهيبان، أي جبان يهاب كل شيء، ورجل محجام أي يحجم عن الأمور هيبة، ورجل قصف، وقصم، أي ضعيف سريع الانكسار، ورجل وكل بفتحتين، ووكلة، وتكلة بضم ففتح فيهما، ويقال أيضا وكلة تكلة، أي ضعيف يتكل على غيره. وقد أحجم عن الأمر، وتراجع، وخنس، ونكص، ونكل، وانكفأ، وانخزل. وانه لا يقدم على عظيم، ولا ينهض الى خطير، ولا تحفزهمهمة، وقد أخلدالى العجز، واطمأن الى القعود، ورضي بالحرمان. ويقال فلان يمد الى الأمور كفا جذماء أي مقطوعة الأصابع.

فصل في السرعة والبطء

يقال أسرع في الأمر والسير، وسارع، وعجل، واستعجل، وانكمش، وقد أسرع السير، وعجل الأمر تعجيلا، وفعل كذا على عجل، وعلى عجلة، وقد تسرع في الأمر إذا عجل فيه على غير روية، وفيه تسرع أي خفة ونزق، وتترع في الشر خاصة. وأمرته بكذا فبادر الى فعله، وخف، وعجل، وأسرع، وما لبث أن فعل، وما أبطأ، وما عتم، وما كذب، وما عدا، وما نشب، وما نشم، وقد فعله من فوره، ولفتوره، وساعته، وحينه، ووقته، وفعله في مثل طرفة عين، ولحظة عين، وفي مثل رجع النفس، ورجع البصر، وفي أسرع من ارتداد الطرف، ومن لمح البصر، ولمح البرق، ولمع البرق.

وأقبل فلان حثيثا، وحثيث السير، وكميش الإزار، وقد هرع، وأهرع على ما لم يسم فاعله فيهما، وجد في سيره، وأوفض، وانكمش، وتكمش، وتشمر، واحتث، واحتفز، وأغذ السير، وسار سيرا وحيا، وسار أسرع من الطائر، ومن الظليم، ومن الريح، ومن الشهاب، ومر كأنه ظل ذئب، وكأنه خطف البرق، واندفع في عدوه لا يلويعلى شيء، ولا يعرجعلى شيء، ولا يربععلى شيء. ويقال مر فلان يخطف خطفا منكرا أي مر مرا سريعا، ومر يهتلك في عدوه، ويتهالك، أي يجد، وقد تهالك في الامر إذا جد فيه مستعجلا. ويقال انصلت يعدو، وانجرد، وانكدر، وانسدر، إذا أسرع بعض الإسراع. وهرول في مشيه هرولة وهي بين المشي والعدو. وأهطع إهطاعا إذا جاء مسرعا خائفا. وتقول حثثت الرجل، واحتثثته، واستحثثته، واستعجلته، وحفزته. ويقال في الاستحثاث العجل العجل، والسرع السرع، والبدار البدار، والوحى الوحى، والنجاء النجاء. وتقول لمن بعثته واستعجلته بعين ما أرينكاي لا تلو على شيء فكأني أنظر اليك.

ويقول المستحث أبلعني ريقي أي أمهلني حتى أقول او أفعل، وفي الأساس وقلت لبعض شيوخي أبلعني ريقي فقال قد أبلعتك الرافدين. ويقال خرج فلان وشيكا، وجاءنا على وفز، وعلى أوفاز، ووفض، وأوفاض، وعلى حد عجلة، وجاء فما أقام الا فواقا أي قدر فواق، وما أبطأ الا كلا ولا، ولم يقف الا كقبسة العجلان. ويقال سرعان ما جئت، ووشكان ما جئت بتثليث اولهما أي ما أسرع ما جئت.

ويقال فرس جواد المحثة أي إذا حركته جاءه جري بعد جري. وفرس بعيد الشحوة، أي بعيد الخطو، ورغيبالشحوة أي كثير الأخذ من الارض بقوائمه. وفرس قيد الأوابد أي يدركها بسرعته فكأنه يقيدها عن الجري، والأوابد الوحوش. وقد مر مرور السهم، وانطلق يهوي براكبه، ومر يسابق ظله، ومر فما أبصرته الا لمحا، وانه لا تمتلئ العين منه لسرعته. وتقول قرطت الفرس عنانه، وقرطته لجامه، إذا مددت يدك بالعنان حتى يقع على أذنيه مكان القرط، وملأت عنانه إذا بلغت به مجهوده في الحضر، وقد امتلأ عنانه، وسار ملء فروجه أي ملء ما بين قوائمه.
ويقال في خلاف ذلك أبطأ الرجل، وتباطأ، وراث، وتريث، وتوانى، وتراخى، وتورك، وتلكأ، وتثاقل، وتقاعد. وقد استبطأته، واسترثته، أي وجدته بطيئا، وبطآن ما جاءني بتثليث الباء أي ما ابطأ ما جاءني، وقد أبطأ حتى نوط الروح، وهو أبطأ من فند. وجاء فلان يمشي على رسله، وعلى هينته، ويمشي رويدا، وعلى رود، وعلى مهل، وأقبل يهود في مشيته، ويسير الهوينى، ويمشي هونا. وتقول للرجل مهلا، ورويدك، وعلى رسلك، وعلى هونك، وعلى هينتك، واربع على نفسك، واستأن في امرك، واتئد، وعليك بالتؤدة، وتله ساعة أي تشاغل وتمكث. ويقال توأد الرجل في أمره، وتأنى، واتأد، واستأنى، وتمهل، وتثبت، وترزن، وفيه تؤدة، وأناة، كل ذلك من الرزانة والحلم. وتقول استأنيت الرجل، واستأنيت به، وتأنيته، أي أمهلته وانتظرته، وقد استؤني به حولا، وتأنيته حتى لا أناة بي. ويقال آنيت الشيء إيناء، وأكريته، أي أخرته عن وقته، يقال لا تؤن فرصتك، وفلان يؤتي عشاءه، ويكريه، ويعتمه، وقد عتم القرى أي تأخر وابطأ وهو قرى عاتم، وفلان عاتم القرى، وجاءنا ضيف عاتم. ويقال جاء فلان دبريا بالتحريك أي أخيرا، وهذا رأي دبري أي سنح بعد فوت الحاجة، وما انتبل فلان نبله الا بأخرة أي ما اخذ عدته الا بعد فوات الوقت.

فصل في الإعجال والاعتياق

يقال أعجلت الرجل عن الامر، وحفزته عنه، وأوفزته، وأرهقته، إذا سبقت الى منعه قبل ان يفعله، تقول أعجلته عن سل سيفه، وأعجلته عن رد الجواب. وأعجلت الحامل حملها، وأجهضته، وأخدجته، إذا اسقطته قبل التمام. ويقال صاد الجارحالصيد فأجهضناه عنه أي نحيناه عنه وغلبناه على ما صاده، واجهضت الرجل عن كذا أي أعجلته عنه وغلبته عليه. ويسرت الدمل إذا عصرته قبل أن ينضج، وبسرت غريمي إذا تقاضيتهقبل محل المال، وابتسرت الحاجة إذا طلبتها قبل أوانها، وابتسرت الدابة، واقتضبتها، إذا ركبتها قبل ان تراض، وكل من كلفته عملا قبل أن يحسنه فقد اقتضبته وهو مقتضب فيه. واعتسرت الناقة مثل ابتسرتها إذا ركبتها قبل ان تذلل، ويقال اعتسر الكلام إذا تكلم به قبل أن يزوره. واختضرت الفاكهة إذا اكلتها قبل أن تنضج، ويقال اختضر فلان إذا مات شابا غضا. ولقي بعض شبان العرب شيخا فقالوا أجززت يا أبا فلان من أجز النخل إذا حان أن يقطع ثمره فقال الشيخ أي بني وتختضرون.

وتقول في خلاف ذلك ثبطه عن حاجته، وعاقه، واعتاقه، وعوقه، وريث وأقعده، وتقعده، وبطأ به، وأخره، وحبسه، وقطعه، وخزله. وهو رجل عوق، وعوقة، وخزلة بضم ففتح فيهن أي يحبسك عما تريد. ورجل عوق بالضم والتشديد أي تعتاقه الامور عن حاجته. وفعل ذلك ربيثة أي خديعة وحبسا. وتقول أردت ان أزورك فخلجنيشغل، وخلجتني الخوالج، وما تقعدني عن ذلك الامر الا شغل شاغل، وقد حالتمن دون مرامي الحوائل، وعدتنيعنه العوادي، ومنعتني عوائق الأحداث، وعاقتني موانع الأقدار، وقطعتني قواطع المرض، وحبستني عقلالهموم، وصدفتني عدواء الأشغال.

فصل في اطلاق العنان وحبسه

يقال أطلقت للرجل عنانه، وخليته وشأنه، وخليته وما يريد، ووكلته الى رأيه، وتركته ورأيه، وخليت بينه وبين رأيه، وخليت بينه وبين ما اختار لنفسه، وملكته أمره، وأطلقت له ان يفعل ما شاء، ووليته خطة رأيه، وأقطعتهجانب رأيه، ومددتهفي غيه، وأمليت لهفي غيه، وأرخيت له الطول، وقرطته عنانه، وقلدته حبله، وأجررته رسنه، وأجررته عنانه، وأجررته فضل خطامه. ويقال بهلت الرجل، وأبهلته، أي خليته مع رأيه، واستبهل الوالي الرعية أي اهملهم يركبون ما شاءوا ولا يأخذ على أيديهم، وسوم فلان عبده أي خلاه وما يريد. ويقال فلان طويل العنان إذا لم يرد عما يريد لشرفه، وانه لمحكم مسوم أي مخلى لا يثنى له يد في امر، وانه لرجل مترف أي متروك يصنع ما شاء ولا يمنع، وهو رجل مؤتمر أي يعمل برأي نفسه لا يشاور أحدا، وقد ركب سجيحة رأسه أي ما اختار لنفسه من الرأي، وفلان أمره في يديه. وتقول للرجل شأنك وما تريد، وافعل ما بدا لك، وافعل برأيك، وافعل ما انت فاعل، وشأنك وذاك، وأنت وذاك، وأنت وشأنك، وأنت وما اخترته، وأنت وما تراه، والامر في ذلك اليك، وأنت بالخيار، وبالمختار، وافعل مختارا. وفي المثل الكلاب على البقراي خل رجلا وشأنه.

وتقول في ضده ردعته عن غيه، ووزعته، وكففته، وكبحته، وقدعته، وقمعته، وقبضت يده، وغللت يده، وأخذت على يده، وضربت على يده، وقصرت خطاه، وحبست عنانه، ورددت عرامه، وكسرت من غلوائه، وكففت عاديته، وثنيته عن عزمه، وأفكتهعن مراده، وحجزته عن وجهه، وأخذت عليه متوجهه، وقطعت عليه وجهته، وملكت عليه مذاهبه، وحلتبينه وبين ما يروم، وجعلت من دونه عقبة، وأقمت من دونه سدا.

وتقول عد عن هذا الامر، وخل عنه، وتخل عنه، وإليك عنه، وانه لأمر ليس لك فيه يد، وليس لك فيه يدان، وأمر لست من ليله ولا سمره، ولست منه في عير ولا في نفير، وامر يفوت ذرعك، ويضيق عنه طوقك، ويقصر دونه باعك، ولا يبغه شأوك، ولا ترقى اليك همتك. وهذا أمر من دونه خرط القتاد، ومن دونه شيب الغراب، ولترومن من ذلك مراما قصيا، ولتجدنه فوت يدك، ولتتركنه خاسئا، ولتجعنه صاغرا.

فصل في التمادي في الضلال والرجوع عنه

تقول تمادى الرجل في ضلاله، ولج في غوايته، وأوغلفي عمايته، وأمعنفي تيهه، وعمهفي طغيانه، وغلافي جهالته، وركب متنغروره، وتاه في شعابالباطل، وهامفي أودية الضلال، وتسكعفي بيداء الغواية، وركب رأسه، وركب هواه، وأصر على غيه، ومضى على غلوائه، وبسط عنان، في الجهل، وأطلق لنفسه عنان هواه، وقلد أمره هواه. وقد طبعالله على بصيرته، وختم على قلبه، وضرب على سمعه، وعمتعليه وجوه الرشد، واستبهمت عليه معالم القصد، وانه لرجل غاوٍ، وغوي، وانه لخابطجهالات، وراكب عشوات. وتقول خاض القوم في باطلهم، وتهافتوافي غرورهم، وتتابعوا في ضلالهم، واسترسلوا في جهالتهم، وأبعطوفي غوايتهم. ويقال انخرط في الامر، وتخرط، إذا ركب رأسه فيه من غير علم ولا معرفة. وفلان يتدفق في الباطل إذا كان يسارع فيه.

وتقول في خلاف ذلك أقصرالرجل عن باطله، وكف عن غوايته، وخفض من غلوائه، ونزععن جهله، وأقلع، عن غيه، وأفاق من سكرته، ولوى عنانه، ورد جماح غلوائه، وأقام من صعره، وقوم ضعله، وزجر أحناء طيره، وزجر غراب جهله، وارعوى عن القبيح، وقبض يده عن المنكر، وقد انتهى عما هو فيه، وانزجر، وارتدع، واتزع، وكف، وأمسك، وامتنع، وانقمع، وانقدع، وصد، وصدف، وظلف نفسه، وأبصر رشده، وثابالى هداه، وفاءالى رشده، وراجعه رشده، واستقام على الطريقة المثلى.

فصل في الانقياد والامتناع

تقول أمرته بكذا فانقاد، وأطاع، وخضع، وعنا، وأذعن، وأرغن، وأجاب، ولبى. وقد ائتمر بما أمرته، وامتثله، وارتسمه، ونشط لفعله، وفعل ذلك طائعا، وفعله عن طوع، وطواعية. وهو رجل طائع، مؤاتٍ، ورجل طيع، ومطواع، ومطواعة، ومذعان، ومصحاب، وهو مصحاب لنا بما نحب، وقد أصحبالرجل بعد امتناعه، وأسمحت قرونتهلهذا الامر. وتقول قد استجررت لفلان أي انقدت له، وأنا طوع له بما يحب، وانا طوع يديه، وطوع أمره، وانا أطوع له من بنانه، ومن يمينه، ومن عنانه، وقد جعلت قياديفي يده، وألقيت اليه ربقتي، وبذلت له طاعتي، وبذلت له قيادي، ونزلت على حكمه، وقعدت تحت حكمه، واني لا أتخطى مراسمه، ولا أعصي له أمرا، ولا أخالف له أمرا ولا نهيا. وتقول أنا درج يديك، ونحن درج يديك، أي لا نعصيك. وفلان لا ينبو في يديك أي لا يمتنع عن الانقياد لك. ويقال رجل إمر، وإمرة بالكسر وفتح الميم المشددة، أي يأتمر لكل أحد لضعفه. وتقول رجل وفرس طوع العنان، وطوع الجناب، لين المقادة، سلس القياد، وفرس قؤود، وقيد، هش العنان، وخفيف العنان، وخوار العنان، أي لين المعطف سهل الانقياد.

وتقول في خلاف ذلك أمرته ان يفعل كذا فأبى علي، وامتنع، وتمنع، ونبا عني، ونبا علي، وعصى، واستعصى، وأعرض عن طاعتي، ونكب عن طاعتي، ونبذ أمري وراء ظهره، وجعل قولي دبر أذنه. وانه لرجل عنيد، جافي الطبع، صلب النفس، أبي العنان، شديد الشكيمة، وقد ركب في هذا الأمر رأسه، وركب هواه، وأصر على الإباء، ولجفي العصيان، وقد اعتاص علي في هذا الامر، وتأرب، إذا تشدد عليك فيما تريد منه. وتقول فلان رجل أصم، وجموح، أي لا يرد عن هواه، ورجل مبل إذا كان يعييك، ان يتابعك على ما تريد. ويقال فرس جرور وهو ضد القؤود، وقد اعترض الفرس في رسنه، وتعرض، إذا لم يستقم لقائده. ومهر ريض إذا كان لا يقبل الرياضة او لم تتم رياضته. وفرس شموس وهو الذي يمنع ظهره. وفرس جموح وهو الذي لا يثني رأسه، وقد اعتزم الفرس إذا مر جماحا لا ينثني. وفرس خروط وهو الذي يجتذب رسنه من يد ممسكه ثم يمضي عائرا أي ذاهبا في الارض. ويقال عجر به بعيره، وعكر به، إذا اراد وجها فرجع به قبل ألافه وأهله. ويقال نشزت المرأة بزوجها، ونشزت عليه، إذا استعصت عليه وخرجت عن طاعته. وجمحت المرأة الى أهلها أي ذهبت بغير إذن زوجها.

فصل في الكره والرضى

تقول رغمت الرجل على الامر، وأرغمته، وأجبرته، وأكرهته، وقهرته، وقسرته، واقتسرته، ودفعته اليه، وأحرجته، وألجأته، وأجأته. وقد فعل هذا الامر كارها، وفعله كرها، وجبرا، وقهرا، وفعله برغمه، وبرغم أنفه، وبالرغم من أنفه، ومن معاطسه، ومن مراعفه، وهذا أمر لم يفعله الا مكرها، وما فعله الا بعد ما عفر وأرغم، وبعد ما خزم وخيس، وقد أخذت بكظمه، وأخذت بمخنقه، وضيقت خناقه، وأغصصته بريقه، وأجرضتهبريقه، وبلغت مجهوده، وأبطرته ذرعه، وملكت عليه مذاهبه، وأخذت عليه السبل، وحلت دون مسربه. ومن أمثالهم ناوص الجرة ثم سالمهايضرب لمن خالف ثم اضطر الى الوفاق. وتقول انا مدفوع الى هذا الامر، ومسوق اليه، ومحمول عليه، وانما فعلته مضطرا، وقد تحاملت فيه على نفسي، وحملت نفسي على مكروها، ورددتها على مكروهها، وانما انا مسيرفيه لا مخير. وتقول هذا امر لا محيد لك عنه، ولا محيصعنه، ولا مناصمنه، وامر لا سبيل عنه، ولا سبيل الا اليه، ولا تبرح حتى تفعل، ولا تخطو حتى تفعل، ولتفعلنه طائعا او كارها، ولتفعلنه على المنشط والمكره، ولتفعلن ذلك صاغرا قميئا. ويقال لأكدنك كد الدبر، ولآخذنك أخذ عزيز مقتدر، ولأعصبنك عصب السلمة. ويقال جعلت فلانا لزازاً لفلان أي ضاغطا عليه لا يدعه يخالف ولا يعاند..

وتقول في خلاف ذلك فعل هذا الامر طوعا، وفعله طائعا، وعن طوع، وعن رضى، وعن اختيار، وعن إيثار. وقد أرغتذلك منه باللين، والرفق، والهوادة، وأخذته بالملاطفة، والملاينة، والمساناة، والمساهاة، والمهاونة، وتركت الأمر الى رأيه، والى هواه، وتركته في سعة من فعله، وفي متسع. وهذا امر جاء منه عفوا، وقد نشط لفعله، وارتاحله، واسترسل اليه، وفعله من ذات نفسه، ومن ذي نفسه، وفعله مختارا، ومريدا، وفعله من غير إكراه ولا إجبار. وتقول افعل هذا إن أحببت، وان رأيت، وان نشطت، وافعل كذا غير مأمور، والامر في ذلك اليك، والى رأيك، ولك في هذا الامر رأيك، وأنت فاعل ان شاء الله.

فصل في الشفاعة والوسيلة

يقال شفعت له الى الأمير، وعند الأمير، وشفعت فيه، وتشفعت، وذرعت له عنده، وذرعت تذريعا، وأنا شفيعه اليه، ومن أهل شفاعته، وانا ذريعه عند فلان، وذريع له عنده، وأنا له شفيع مشفع أي مقبول الشفاعة، وقد استشفعني اليه، واستشفع بي اليه، وتحمل بي عليه، وتذرع بي اليه، وتوسل بي، وتزلف، وتوصل، وتقرب. وانه ليدلوبي اليه، ويمتبي اليه، وقد جعلني ذريعة اليه في حاجته، ووسيلة، ووصلة، وسلما، وسببا، وودجا. وانه ليتوسل الى حاجته بما استطاع من آصرة، وآصية، وآخية، وعلاقة، وحق، وذمام، وذمة، وعهد، وحرمة، ودالة، وقربة. وله عند فلان آخية ثابتة، وله أواخي وأسباب ترعى. ويقال مت الينا فلان برحم غير قطعاء، وبثدي غير أقطع، أي توسل بقرابة قريبة، وقد أدلى الي برحمه، وتقرب الي بمواتالرحم، وبيني وبينه رحم ماتة، وانه ليماتني أي يذكرني الموات.

وتقول فلان لا يمت الي بحبل، ولا يمد الي بسبب، أي لا ماتة له عندي، وانما مت الي برحم قطعاء، وبثدي أقطع، أي بما لا ماتة فيه. وقد انقطعت وسائله، وانقبضتعلائقه، ووهتأسبابه، ورث حبله، وأخلقذمامه. وفلان لا تنفعه عندي شفاعة، ولا تشفع له عندي دالة، ولا تغني عنه آصرة. وهذا أمر لا تبلغ اليه ذريعة، ولا ينال بوسيلة، ولا يعلق به سبب.

فصل في العهد والميثاق وذكر الحلف وما يتصل به

يقال عاهدت فلانا على كذا، وعاقدته، وواثقته، وحالفته، وقاسمته، وضمنت له من نفسي كذا، وأعطيته عهدي، وذمتي، ويميني، وأعطيته صفقة يدي، وصفقة يميني. وقد وثقت له عقدي، وأوثقته، ووكدته، وأخذ مني ميثاقا غليظا، وأخذ مني عهداً وثيقا، وعهدا موكدا. وبيني وبينه عهد، وعقد، وموثق، وميثاق، وذمة، وذمام، وإصر، وحلف، وقسم، ويمين، وألية، وبيني وبينه عهد الله، وذمام الله، وبيننا عهود ومواثيق. وقد واثقته بالله لأفعلن، وآليتعلى نفسي لأفعلن، وائتليت، وتأليت، وحلفت له بالأيمان المحرجة، وبالمحرجات، وبكل محرجة من الأيمان، وحلفت له بالأقسام المغلظة، والأقسام الموكدة، والوكيدة، وحلفت له بأغلظ الأيمان، وأوكد الأيمان، وحلفت له بكل يمين يرضاها، وحلفت له بكل ما يحلف به البر والفاجر، وله علي ذمة لا تخفر، وحرمة لا تخرق، وعقد لا يحله الا خروج نفسي. ويقال تأذن فلان ليفعلن كذا أي أقسم وأوجب على نفسه. وعتقت عليه يمين ان يفعل كذا أي سبقت وتقدمت.

وتقول استحلفت فلانا، واستقسمته، وأحلفته، وحلفته، وأبلته يمينا، وأبليته يمينا، وبلت لي هو، وأبلتني، وأبلاني يمينا، أي حلف لي. ويقال جزم اليمين، وأبتها إبتاتا، أي أمضاها وحلفها، وبتت اليمين أي وجبت، وهي يمين باتة، وحلف على ذلك يمينا بتا، وبتة، وبتاتا، وآلى يمينا جزما، وحلف يمينا حتما جزما، وقد حلف فأجهد أي بالغ في توكيد يمينه، وحلف جهد اليمين، وجهد الألية، وأقسم بالله جهد القسم. وتقول أقتبته يمينا، وأقتبته باليمين، واقتبت عليه باليمين، وصهرته باليمين، إذا استحلفته على يمين شديدة، يقال لأصهرنك بيمين مرة، وقد سمط على ذلك يمينا، وسبط يمينا، أي حلف، وسحج الأيمان أي تابع بينها، ويقال تزبد اليمين إذا أسرع اليها، وقد تزبد يمينا حذاء وهي السريعة المنكرة..

ويقال استحلف فلان فنكل عن اليمين أي امتنع منها، وألاح من اليمين أي أشفق، وصبره الحاكم إذا أجبره على اليمين وحبسه حتى يحلف، وقد حلف صبرا، وهي يمين الصبر، ويمين مصبورة. ويقال حلف فلان فاستثنى في يمينه، وتحلل في يمينه، إذا جعل لنفسه منها مخرجا، وهي يمين ذات مخارج، وذات مخارم، ويقال هذه يمين طلعت في المخارم. ويقال حلف يمينا لا ثنية فيها، ولا ثنيا، ولا ثنوى، ولا مثنوية، وحلف حلفه غير ذات مثنوية، أي لم يستثن فيها، وهذه حلفة عضال، أي لا مثنوية فيها. وتقول هذا حلف سفساف أي كاذب لا عقد فيه. وهذه يمين لغو على الوصف بالمصدر، وحلف فلان بلغو اليمين، وهي ما يسبق الى الألسنة بضرب من العادة من غير عقد. وأعوذ بالله من يمين الغلقوهي التي تحلف على غضب. ويقال ورك اليمين توريكا إذا نوى غير ما ينويه المستحلف.

وتقول والله لأفعلن كذا، ووالله لقد كان من الامر كذا، وقسما بالله، ومحلوفة بالله، ويمينا بالله، ويمين الله، وايمن الله، وايم الله، ولعمر الله، ولعمري، وفي ذمتي، وأشهد الله، وعلى عهد الله، وعلى عهد الله وميثاقه، وكل يمين يحلف بها حالف لازمه لي لافعلت الا كذا، ولله علي أن أفعل كذا. ويقال صدقت الله حديثا ان لم افعل او ان كان الامر على غير ما ذكرت، أي لا صدقت الله حديثا. وآليت بالله حلفة صادق، والله على ما أقول شهيد، وعلم الله ما أردت الا كذا، وشهد الله ما كان الأمر الا كذا. وتقول في الاستعطاف بالله الا ما فعلت كذا، وبالله لتفعلن كذا، ونشدتك الله، وناشدتك الله، وناشدتك العهد والرحم، وسألتك بالله، وأقسمت عليك، وعزمت عليك، وآليت عليك، وعمرك الله، ونشدك الله، وقعدك الله، وقعيدك الله، وبعيشك، وبحياتك، وبأبيك، وبكل عزيز عندك الا فعلت كذا، والا ما فعلت كذا، وبحياتي، وبحقي عليك، وبمالي عندك من حرمة لتفعلن كذا.

فصل في الوفاء والغدر

تقول وفيت له بعهدي، وأوفيت به، ووفيت بالتشديد، وحفظت له عهدي، ووفيت له بما أذممت، وبررت في قوله، وفي قسمي، وقد برت يميني، وأبررتها، وأمضيتها على الصدق. وفلان بر، وفي، كريم العهد، صادق العهد، وثيقالذمة، صحيح الموثق، ثابت العقد، مؤربالعقد، جميل الرعاية، حسن الحفاظ. وانه لرجل ناصح الجيب، صحيح الدخلة، مأمون المغيب، واني لم أجد أوفى منه ذمة، ولا أمر عقدا، ولا أبر عهدا، وهو أوفى من عوف، وأوفى من السموأل. وتقول في ضده قد خان الرجل عهده، واختانه، وغدر به، وختر به، وخاس به، وأخفره، ونقضه، ونكثه. وهو رجل غادر، وغدار، وغدور، ورجل خائن، من قوم خانة، وخونة، وهو خوان، وخؤون، ختار، مخفار للذمم، ورجل سقيم العهد، سخيف الذمة، واهي العقد، وانه لمذموم العهد، ومذموم الحبل، لا يرعى ميثاقا، ولا يحفظ حرمة، ولا يثبت على عهد. وقد غدر صاحبه، وغدر به، وختره، وخانه، وأخفره، وأضاع ذمته، وانتهك حرمته، وكفر بحرمته وجحدذمامه، ولم يرع له آصرة، ولم يرع له إلاً ولا سببا. وقد أبدى له صفحة الغدر، ودس له الغدر في الملق، وانه لرجل مبنيعلى الغدر، مطبوع على الخيانة، وقد عقد غيب ضميره على الغدر، وسلك في الغدر كل طريق. ويقال حنث في يمينه، وفجر في يمينه، إذا لم يبر بها، وهو رجل فاجر، وهي يمين فاجرة أي كاذبة، ويمين غموس، وغموص، وهي التي يتعمد فيها الكذب. ويقال رجل مذاع أي لا وفاء له، ورجل طرف بفتح فكسر إذا كان لا يثبت على عهد. ومن امثالهم فلان ملحه على ركبته، وعلى ركبتيه، إذا كان قليل الوفاء. وتقول معاذ الله ان أخون لك عهدا، وأبى الله أن أخفر لك ذمة، وانا أكرم من ذلك شيمة، وأبر عقد ضمير، وأشرف منزع نفس، وأرفع مناط همة.

فصل في الوعد والوعيد

تقول وعدني بكذا، ووعدنيه، وقد وعدني خيرا، ووعدني وعدا كريما، وعدة جميلة، ووعدني بكذا فاتعدت أي قبلت الوعد. وانه لرجل صادق الوعد، كريم العهد، وانه ليفعل ما يقول، ويتبع قوله فعله، ويشفععدته بالإنجاز، وقد وثقت بوعده، ونطتبه ثقتي، وانقلبتعنه ثلج الصدر، طيب النفس، ناعم البال، قوي الأمل، حي الرجاء. وقد قام بوعده، وبر بقوله، وأنجز لي وعده، وأتمه، وقضاه، ووفاه، ووفى به. وتقول لمن سألك حاجة أفعل وكرامة، وأفعل وحبا وكرامة، ونعم ونعمة عين، ونعمى عين، ونعام عين، وسميعا دعوت، وقريبا دعوت، وسأبلغ في ذلك محبتك، وأبلغ محابك، وستجدني عند ما تحب، وعند ما يرضيك، وما يسرك، وعولعلي بما شئت، واحمل عليما أحببت، وحاجتك مقضية ان شاء الله.

وتقول سألته كذا فملثني، وملذني، أي طيب نفسي بوعد لا ينوي به وفاء، وقد وعدني عدة ضمارا وهي التي لا وفاء لها، وانه لرجل ملاث، وملاذ، ورجل مذق اللسان أي كاذب يقول ولا يفعل، ولفلان كلام وليس له فعال. وقد مطلني بوعده، وماطلني، وطاولني، وزجاني، ودافعني، وسوفني، وعللني بالمواعيد، وغرني بالأماني، وفوقني الأماني، ومناني الأماني، وأجرني أعنة التعليل، وما زلت مرتهنا في وعده، وقد علق نفسي بالأمل، وأقامني بين الرجاء واليأس، وأقامني بين الظفر والخيبة. وانما كان وعده وعد عرقوب، وانما هو سحابة صيف، وانما هو برق خلب، وسحاب جهام. وقد استبطأت وعده، واسترثته، وتقاضيته ما وعدني، واستنجزته وعده، وتنجزته، وطالبته بوعده، وأذكرته وعده، وأقمت أتوقعإنجازه، وأنتظر وفاءه، وقد درجتعلى وعده الأيام، وكرت الاسابيع، وما زال يشفع الوعد بالوعد، ولا يزيدني على المطل، وقد أخلفني ما وعدني، وخاس بوعده، وكنت معه كالقابض على الماء، وكالباني في الهواء، والمستمسك بحبال الهباء. ومن امثالهم السراجمن النجاح أي إذا لم تقدر على قضاء حاجة الرجل فأيئسه منها فان ذلك يكون بمنزلة الإسعاف. ويقال فلان قريب الثريبعيد النبطأي داني الموعد بعيد الإنجاز. ويقول المنتجز أنجز حر ما وعد وهو طلب في صورة الخبر أي لينجز. ويقال استأنفه بوعد إذا ابتدأه به من غير أن يسأل.

وتقول في الوعيد أوعده بشر، وأوعده شرا، وتوعده بكذا، وهدده، وتهدده، وانه لوعيد تنقدمنه الضلوع، وتنقض الجوانح، وتنماثالقلوب، وتتزايل المفاصل، وترتعد الفرائص، وتمشي القلوب في الصدور، وتنقطع الظهور رهبة وفرقا. ويقال جاء فلان وقد أبرق وأرعد، وجاء وهو يبرق ويرعد أي يتوعد ويتهدد. وفي كتاب فلان بروق ورعود أي كلمات وعيد. ويقال فلان مفايش إذا كان يكثر من الوعيد في القتال ثم يكذب. وان فلانا ليكثر من الهديد والفديدوهو الوعيد من وراء وراء. وفي المثل الصدقينبئ عنك لا الوعيد أي الفعل ينبئ عن حقيقتك لا القول.

فصل في الاسعاف والرد

يقال أسعفني فلان بحاجتي، وسعفني بها، وساعفني، وقضاها لي، وأمضاها، وأنعم لي بما طلبت، ومن علي به، وبلغني ما في نفسي، وأمكنني من بغيتي، ومكنني منها، وأدناهامن منالي، ووصل يدي بملتمسي، وملأ يدي مما أملت، وجعل حاجتي على حبل ذراعي، وقد نزل على مقترحي، وأجابني الى ما سألته، ولبى مبتغاي، وخفلحاجتي، وعني بأمري، واهتم بشأني، وكفاني ما استكفيتهمن حوائجي. وقد صدقني السعي، وبذل لي مسعاه في الأمر، وبذل طوقه، وجهد جهده ولم يدخر عني وسعا، وما قصر فيما عهدت اليه، وما ونى، وما تهاون، ولم يقصر في شيء من مبلغات النجح. وقد أخذ بضبع آمالي، وأورى زند آمالي، وعقد آمالي بالفوز، وذيل مسعاي بالنجح، وما خاب فيه أملي، وما كذبني فيه ظني، وما خدعتني فيه أمانيي، وقد أويت منه الى ركن منيع، ونزلت منه جنابٍ مريع، وأنزلت منه أملي منزله، وأنزلت آمالي منه منزل صدق، وأنزلت حاجتي على كريم، وبغيت حاجتي من مبغاتها، وانصرفت عنه منجحا، ورجعت عنه بنجح حاجتي، وانثنيت أحمد مسعاي، وعدت عنه ثانيا عناني، وانقلبتعنه أجمل منقلب. وتقول طلب الي فلان كذا فأطلبته طلبته أي أسعفته بما طلب.

ويقال في ضد ذلك كلفته كذا فامتنع من قضائه، وأبى إسعافي به، وانقبض عن إسعافي، وقبض يده عني، وأعرضعن ملتمسي، وولاني صفحة إعراضه، وقعد عن حاجتي، وتقاعد، وتثاقل، وتوانى، وتورك، وقد استخف بحاجتي، وتهاون بها، وأغفلها، وأهملها، وتغافل عنها، وتغاضى عنها، وأضربعنها، وضرب عنها صفحا، وظهر بها، وأظهرها، وجعلها بظهر، واتخذها ظهريا، وتركها نسيا منسيا، وما اغنى عني من امري شيئا، وما أغنى عني فتيلا، ولم يغن عني قلامة ظفر. وقد أخلف ظني فيه، وخيب أملي، وخيب مسعاي، وأحبط مسعاي، وكسع آمالي بالخذلان، وقد صدرتعنه بآمالي، وعدت وانا اتعثر بأذيال الخيبة. وانما صرت الى غير كاف، ونزلت بواد غير ممطور، وأنزلت آمالي بواد غير ذي زرع، واستصرخت غير مصرخ، واشتكيت الى غير مشك. وتقول ما على فلان من محمل، وما عليه من معول، ومن معتمد، ومن متكل، ومن مستند. ويقال اتاني فلان في حاجة كذا فصفحته عنها، وأصفحته، أي منعته ورددته، وقد ثنيته على وجهه أي رجعته الى حيث جاء، وقد رجع أدراجه، ورجع على حافرته. وتقول ما امتهدعندي مهد ذاك إذا طلب اليك معروفا بلا يدسلفت منه اليك او بعد أن أسلفك إساءة. وتقول لمن قصدك عد عني حاجتك، وعد عنيالى غيري، أي اطلب حاجتك عند غيري فاني لا أقدر لك عليها. ويقول الرجل للرجل ما ألوتعن الجهد في حاجتك، فيقول بل أشد الألو. ويقال نمت عني نومة الأمة أي غفلت عني وعن الاهتمام بي. وتقول أبدع بي فلان في هذا الامر إذا لم يكن عند ظنك به في كفايته وإصلاحه..

فصل في القصد والاستمناح

يقال قصدت فلانا، وأممته، ويممته، واعتفيته، واجتديته، واستجديته، واستمحته، واستمنحته، واسترفدته، وانتجعتفضله، واستمطرت معروفة، وشمت بارقته، وشمت برق كرمه، واستمطرت غيث جوده، ووردت شرعة نداه، وجئت أستنضمعروفه، وأستوكفبره، وأمتاح فضله، وأستدر جوده، وقد اتصلت ببابه، وتمسكت بعروته، وشددت كفي بعروته، واتصلت بسببه، ووصلت حبلي بحبله، ورميته بآمالي، ونزعتاليه برجائي، وتوسلت اليه بأسباب الأمل، وركبت اليه ظهور الآمال، وزففت اليه حاجتي، واستحملته نفسي، واستحملته أموري، ورفعت اليه حوائجي، وأسندت حاجتي اليه، وصمدت اليهبحاجتي، وعمدت اليه، وصمدته، وعمدته، واعتمدته، وتعمدته. وهو سيد معمود، وسيد صمد، ومصمود، أي مقصود بالحوائج، وهو معمود مصمود، وهو سيد منظور، يرجى فضله، وترمقهالأبصار، وتمتد اليه الأعناق، وتناخببابه الحاجات، وهو قبلة الراجي، وقبلة الآمال، ووجهة العافي، وكهف اللاجئ، ولا مذهب للآمال عن بابه، ولا مرادللنجح عن فنائه. ويقال صدعت فلانا أي قصدته لكرمه، واختبطته إذا قصدته من غير رحمبينكما ولا وصلة، واعتررته إذا تعرضت لمعروفه من غير أن تسأل. ويقال فلان طالب عرف، ومجتدي كرم، وهو رائد حاجة، ومرتادها، وهو من رواد الحاجات.

فصل في الصنيعة

يقال صانعه، واصطنعه، وصنع اليه جميلا، وأجمل اليه الصنع، واصطنع اليه معروفا، وازدرع عنده معروفا، وأحدث اليه عارفة، واصطنع عنده صنيعة، واتخذ عنده صنيعة، واتخذ عنده يدا بيضاء، ويدا غراء، وبوأه من أياديه مبوأ صدق، وله عليه أثر جميل، وله عنده يد صالحة. وهو صنيعة فلان، وهو موصول بنعمته، ومغبوط بمننه، وقد بره، وأحسن اليه، وأفضل عليه، وتفضل عليه، وأنعم عليه، وتطولعليه، ومن عليه، واختصه بمعروفه، وآثرهببره، وساق اليه جميلا، وأسدى اليه معروفا، وأولاهخيرا، وتعهدهبخير، وخولهنعمة، وأزل اليه نعمة، وأدر عليه أخلافنعمته، وأرضعه أفاويقبره، ولحفه فضل لحافه، ومد له أكنافبره، وقد عاد عنه مغتبطا بسيبه، محبوا، محبورا، يجر ذلاذلالفوز، ويرفل في برود النعم، وقد عقد بذلك منة لديه، وقلده منة، وطوقه نعمة، وطوقه أطواق بره، وناط نعمته قلادة في عنقه، وقد تطوق منه أيادي، وتقلد نعمته طوق الحمامة، ولم يخل من بره، ومبرته، وإحسانه، وفضله، ونعمته، ومنته، وعوائده، وصنائعه، وآلآئه، وأياديه، وفواضله، وعوارفه، ومعروفه، وجميله. ويقال ما أحسن عائدة فلان على قومه، وانه لكثير العوائد عليهم، وان له نفحاتمن المعروف. وما رأيت اكثر منه تبرعا بعطاء أي ابتداء من غير سؤال، وفي الحديث ما رأيت أحدا أعطى لجزيل عن ظهر يد من طلحة أي تفضلا من غير مكافأة ولا قرض.

فصل في الهبة والحرمان

يقال وهبه، وأعطاه، وحباه، ومنحه، ونفحه، وأناله، ونوله، ووصله، وأجازه، وخوله، ورفده، وأرفده، وأصفده، وأحذاه، وأجداه، وأجدى عليه، وجدا عليه، وأفضل عليه، وأندى عليه، وأولاه كذا، وجادله بكذا، وبره، وأتحفه، وألطفه، وآساه بماله، وأسهم له في هباته، وبذل له ذات يده. وقد أمر له بما ملأ عينه، وأمر ان يحمل اليه كذا، وأطلق له كذا دينارا، وخلع عليه، وكساه، وحمله، وأقطعه موضع كذا، وسوغهضيعة كذا، وقد ملأ يديه بجوائزه، وملأ كفيه بعطائه، وعاد عنه يجر ذيل الغنى، ويسحب ذيل السعادة، وعاد عنه بأموال طائلة. وقد وسع القوم عطاء فلان، وعمتهم نوافله، وغمرهم نواله، وأكثر لهم من الأعطية، وأجزل لهم من الهبات، وأسنى لهم من الصلات، وأسبغ عليهم آلاءه، وأضفى عليهم نعمته، وأفاض عليهم سجال عرفه، وتابع لهم إحسانه، وواصل مبراته، ورادف مننه، وظاهر نعمه، وأياديه، ومواهبه، وصنائعه، ومنحه، وتحفه، وحباءه، ورفده، وصفده، ونواله، ونائله، وسببه، وفضله، وجدواه، ونداه. ولفلان نعم تسترقالأعناق، وتستعبد الأحرار، وان له العطاء الجزل، والنائل الغمر، والسيب المحسب، والمواهب السنية، وقد بسط عنان المكارم، وبسط يده في اصطناع المعروف. ويقال فلان لا يفترص إحسانه أي لا تترصد له الفرص لانه لا يفوت، ويقال لا يفترط ايضا بالطاء والمعنى واحد.

ويقال في ضد ذلك منعه، وحرمه، وضنعليه بمعروفه، وقبض يده عن مبرته، وحجبه عن فضله، وقد أكدى نواله، وصلد زنده، وكبازنده، وجمدت كفه، وما نديت له كفه، وما نديت له صفاته، وما بضله حجره، وتأخرت عنه صلته، وعاد عنه بالخيبة، وانقلب عنه بالحرمان، ورجع صفر اليدين. وتقول ما امتهد فلان عندي يداً إذا لم يولك نعمة ولا معروفا، وما تنديت من فلان، وما انتديت، وما نديني منه شيء، أي ما اصابني منه خير، وما بل فلان لهاتي بناطل، وما ظفرت منه بناطل، وما أسففت منه بتافه، وما حليت منه بتافه، وما حليت منه بخير، وما أعطاني زغبة، وما أصبت منه زغابة، وما أصبت منه فرضا، ولا قرضا، أي لم أنل منه شيئا. وتقول في المنع لا ولا قلامة، ولا ولا كرامة. ويقال اذهب فما تبلك عندنا بالة أي لا يصيبك منا ندى ولا خير. ويقال كان فلان يعطي ثم خدع أي أمسك ومنع.

وتقول فيما بين ذلك رضخ له من ماله، وبض له، وبرضله، إذا أعطاه عطاء قليلا، وقد أفل عطاءه، وأوتحه، وأنزره، وأخسه، وصرده، واوشله، وجاءه فلم يحل منه بطائل، ولم يفز منه بغناء، وما نال منه الا اليسير، النزر، التافه، البرض، الزهيد، الطفيف، الخسيس، وانه لعطاء وتح، ووتح، وعطاء منزور، وممصور، كل ذلك بمعنى القليل. ويقال مصر عليه عطاءه تمصيرا إذا أعطاه قليلا قليلا. وهو يتبرض فلانا إذا أخذ منه الشيء بعد الشيء وتبلغ به.

فصل في ترادف النعم

يقال ترادفت على فلان النعم، وتتابعت، وتوالت، وتتالت، وتداركت، وتساتلت، وتواصلت، وتواترت، وتواردت، وتعاقبت. ويقال رب فلان معروفة،، وتمم إحسانه، وعاد على ما بدأ من صنيعته، وأنعم عودا وبدءا، وعودا على بدء، وأفضل بادئا وعائدا، وبادئا ومعقبا، وسالفا ومجددا، وأولا وآخرا. وتقول هذه نعمة ترب بها سابق إحسانك، وتتم غابرإنعامك، وتضاعف سالف إيلائك، وتجدد قديم نعمائك، وتستأنفماضي إفضالك، وتصل بها ما سبق لك من الأيادي، وتذيل ما تقدم لك من المواهب، وتشفعمالك قبليمن الجميل، وتصل هوادي نعمك بتواليها، وتردف أوائلها بأواخرها، وسوابقها بلواحقها، وسوالفها بروادفها.

وتقول في الدعاء ادام الله لك سوابغ، النعم، وجدد لك نوابغالقسم، وضاعف لك هباته المتناسقة، وظاهر عليك آلآءهالمترادفة، وواصل لك مننه المتتابعة، ولا أخلاك من حمد تجدده على نعمة يجددها لك، ولا برحت تهنأ بعارفة تستزيدها، وزيادة في الخير تستفيدها، ولا فتئت تقرن بين قديم النعم وحديثها، وتجمع بين تالدها وطريفها، ولا زلت من الخير كل يوم في مزيد.

فصل في الشكر والكفران

يقال شكر لفلان نعمته، وشكره على نعمته، وتشكره، وتشكر له ما صنع، وقام بشكر أياديه، وقام بواجب شكره، ونهض بأعباء، شكره، وبأعباء صنيعته، وقام بحرمة صنيعته، وأحسن جوار نعمته، وأدى مفترض شكره، وقضاه فريضة إحسانه، وقضاه حق الشكر على إنعامه، ورطب لسانه بشكره، وملأ فاه بحمده، وقد عرف حق نعمته، وقدر نعمته حق قدرها، واعترف بمنته، وحدث بأياديه، ونوه بنعمته، وأظهر صنائعه، ونشر آلاءه، وأشادبفضله، وأذاع مكارمه، ونثفضائله، وأثنى على صنيعته، وأجمل الثناء عليه، وقابل جميل صنعه بجميل ثنائه، وعطر المجالس بذكره، وخطب في المحافل بشكره، ونشر على آلآئه رياطالحمد، وخلع على قدود صنائعه حلل الثناء، وناطشكره قلائد في أعناق مننه، وأثنى على جميله ثناء الزهر على القطر. وتقول لفلان علي يدلا أكفرها، وله علي الايادي السالفة، والحرمات اللازمة، وله في عنقي قلائد لا يفكها الملوان، وقد ملكني بإحسانه، واسترقني بفضله، وقيدني بنعمائه، واستعبد ثنائي ببره، وقد أصفيته شكري، وضربت على شكره أطنابعمري، وحبست لساني على شكره، ولساني وقف على شكر أياديه. وهذه نعمة لا يؤدى حقها، ولا ينقضي شكرها، ولا يستوفى ثناؤها، ولا ينهض بها شكر، ولا يضطلع بأعبائهاشكر، ولا يستوفي حقها شكر، ونعمة يعجز عن قضائها لسان الشكر، ولا يقوم بحق شكرها لسان. وقد تواترتالي صنائع فلان حتى نزفجميله شكري، وأبدع بره بثنائي، وأبدع قصده بوصفي. وتقول أعانني الله على قضاء حقك، وطوقني الله أداء حقك، وآتاني الله لسان صدق يقوم بأعباء شكرك. ويقال ان فلانا لرجل فيه مصطنع، أي أهل لأن يصطنع، وقد احتمل الصنيعة أي تقلدهاوشكرها. ويقال الشكر قيد النعم الموجودة، وصيد النعم المفقودة، وبالشكر تمترى النعم.

ويقال في ضد ذلك كفر صنيعته، وجحد إحسانه، وأنكر جميله، وغمط بره، وغمصه، وكند نعمته، وبطرها، وأجحفبحق النعمة، واستخف بها، وتهاون بها، وأضاع حرمتها، وفرطفي واجبها. وفلان كفور، كنود، سيء الاحتمال للصنائع، كتوم للنعمة، ساتر لما يصل اليه من الإحسان، لا يعرف للصنيعة حرمة، ولا يشكر نعمة، ولا ينشر جميلا. ويقال فلان رجل مكفر وهو المحسانالذي لا تشكر نعمه. وفي الامثال فلان كالشعير يؤكل ويذم. ولم أر كالدنيا تذم وتحلب.

فصل في المدح والذم

يقال مدحه، وامتدحه، وقرظه، وأثنى عليه، وذكره بخير، وذكره بصالح، وذكره بالجميل، وأجمل ذكره، وأشاد بذكره، وعدد مآثره، وأذاع مناقبه، ونشر مساعيه، وأظهر محامده، وأعلن مفاخره، وأطنبفي فضائله، ونوهبصنائعه، وأثنى على خلائقه، وأكثر من مدحه، وأطال في الثناء عليه، ووصفه أحسن وصف، وذكره أجمل ذكر، ومدحه أبلغ مدح، وخلع على عرضهأجمل الحلل، ونشر طرازمحاسنه في المجالس، ونثر لآلئ وصفه في المحافل، وسير ذكر محامده في الآفاق. ويقال هتفت بفلان إذا مدحته، وخلفته بخير عند القوم إذا ذكرته بالجميل، وفلان حسن المحضر إذا كان ممن يذكر الغائب بخير. وأطريته إطراء، وأطرأته بالهمز، إذا بالغت في الثناء عليه. وتقول فلان يتبجح علينا بفلان، ويتمجح علينا به، أي يباهى به ويهذي بمدحه، وهو يهرف بفلان نهاره كله أي يطنب في الثناء عليه حتى يخرج الى الهذيان. وتقول فلان طيب الثناء، وطيب النثا، جميل الذكر، محمود الشهرة، جمالفضائل، كثير الممادح. وانه لمن أهل النجابة، والنبل، والمروءة، والشهامة، والكرم، والجود، والإحسان، والحلم، والأناة، والدعة، والرقة. ومن ذوي الرصانة، والحصافة، والحنكة، والرأي، والسداد، والعلم، والأدب، والفضل، والتقى، والصلاح، والكمال، والخير، والسمت. ومن ألي الشرف، والحسب، والمجد، والجلالة، والنباهة، والمعالي، والنخوة، والنجدة، والبسالة، والسيف، والقلم. وفلان يقصر عن حقه طويل الثناء، ويضيق بمدحه الثناء العريض، ولا يبلغ كنه محامده لفظ، ولا يحيط بمعاني مدحه وصف، وان له خطى في الفضل يظلع وراءها القلم، وغاية في المجد يحسرمن دونها الفكر، وبسطة في الكرم تضيق عن استيعابها الصفات، ولا عيب فيه سوى أن فضله قد أعجز البلغاء وقصرت عن مجاراته الكرام.

ويقال في ضد ذلك ذمه، وثلبه، وسبه، وعابه، وشتمه، وعيره، وتنقصه، واغتابه، ونزعه، ولمزه، وهمزه، وقدح فيه، وغمز فيه، وطعن فيه، وطعن عليه، ووقع فيه، وشنع عليه، وشنر عليه، وزرى عليه، وسمع به، وندد به، ووقع في عرضه، وهجن عرضه، وهتر عرضه، ونهك عرضه، وانتهكه، وأطال عليه لسانه، ولسعه بلسانه، ولسبه، ولدغه، وبسط لسانه فيه، وأخذه فيه، وأخذه بلسانه، وتناوله بلسانه، وقال فيه، ونال منه، ونال من عرضه، وذكره بالسوء، وتناوله بالقبيح، واستطال في عرضه، وقرض عرضه، واقترضه، ومضغه، ولاكه. وما زال فلان يتتبع هفواتفلان، ويتعقبسقطاته، ويترقب فرطاته، ويترصد عثراته، وينقب عن عوراته، ويعد عليه أنفاسه. وقد أصاب منه مترقعا، وأصاب منه مغمزا، أي موضعا للذم، وما برح ينبه على عيوبه، وينعى عليه عيوبه، ومعايبه، ومعايره، ومثالبه، ومقابحه، ومشاينه، ومخازيه، ومساوئه، ومذامه، ومطاعنه، ونقائصه، وغمائزه، وعوراته، وسوآته. وفلان يقذع ذوي الأحساب الشريفة، وينحت أثلتهم، ويقطع أعراضهم، ويلوك أعراضهم، ويسرح في أعراضهم، وينتهك حرماتهم. وهو يصغي إناء فلان، ويقرع مروته، ويقرع صفاته، ويمزق فروته، ويجب ذروته، ويغمز قناته، ويغمز صعدته، أي ينتقصه ويقع فيه، وقد رماه بالهجرات، والمهجرات، وهي الفضائح. وانه لرجل ذرع، خبيث اللسان، طويل اللسان، وقاع في الأعراض، وانه لمضاغ للحوم الناس، وانه ليمضغ لحومهم، ويأكل لحومهم، وهو رجل هماز لماز، وهمزة لمزة، ورجل لسعة، ولساعة، ولسابة، وقراصة، ولداغة، وانه لفكه بأعراض الناس أي يتلذذ باغتيابهم، وقد مرج لسانه في أعراضهم، وأمرجه، أي أطلقه بالوقيعة، فيهم. ويقال شحذتلسانك علينا، وأرهفته علينا، أي حددته لثلب أعراضنا. ونعوذ بالله من قوارع فلان، ولواذعه، ونواقره، ومن قوارص لسانه، وحصائد لسانه، وقد أتتني من فلان قوارص، ولواسع، وأتتني عنه نوافر، ولا تزال تقرصني من فلان قارصة. وتقول خلفه عند القوم بشر كما تقول خلفه بخير أي ذكره به. ويقال هجاه هجوا، وهجاء، وهو الذم بالشعر خاصة، وقلد فلان قلادة سوء إذا هجي بما بقي عليه وسمه، وقد طوق طوقا لا يبلى، وهذا كلام يبقى ميسمهعليه ما بقي الليل والنهار. ويقال قشبني فلان بعيب نفسه أي لطخني به، وهو قاشب أي يعيب الناس بما فيه، وفي المثل رمتني بدائها وانسلت، وعير بجير بجرة نسي بجير خبره.

فصل في حسن الصيت وقبحه

يقال فلان حسن الصيت، جميل الذكر، حميد السمعة، جميل المآثر، طيب الثناء، طيب الذكر، جميل العرض، جميل الصفات، ممدوح الخلال، محمود المآثر، مأثورالمحامد. وهذا فعل يشيع، بالحمد، ويذيل بالثناء، ويذكر بالجميل، وتحمد في النقلأنباؤه، ويحسن في السماع خبره، ويجمل في المجالس ذكره، ويطيب في المحافل نشره، ويخلد في الصحائف حمده، وهذه مأثرة يرويها لسان الحمد، ويذيعها بريد الثناء، وتتناقلها ألسنة المديح، وهذه محمدة تؤثر على الأيام، ومأثرة يبقى ذكرها في الأعقاب، ومكرمة تملأ مسامع الدهر حمدا، وهذا صنع يرغب فيما يخلفه من طيب الأحدوثة، وجمال السمعة، وحسن الأثر، ويغتنم ما فيه من المكرمة الباقية، والمأثرة السائرة، وبمثل هذا يناط الذكر الجميل على وجه الدهر، ويخلد الثناء الطيب على تراخي الأحقاب.

ويقال في ضده فعل فلان فعلا انتشرت له في الناس قالة سيئة، واستطاربه سماع سوء، وشاعت له سمعة قبيحة، وطارت له هيعة منكرة، واشتهر به شهرة فاضحة، ووسم جبهته بميسم العار، وقد اتسم به وسم سوء، وارتطم به في مراغة الذم، وأصبح مضغة في أفواه القارضين، وغرضالسهام الطاعنين. وانه لرجل مشنوع، قبيح السمعة، قبيح الثناء، ذميم الصيت، مشنوءالذكر، مكروه الأفعال، مذموم الصفات، وانه لعرة قومه، وشين قومه، وانه لعرة من العرر. وهذه فعلة شنعاء، وفعلة شنيعة، وسوءة فاضحة، وانها لمن اقبح المخازي، ومن أشنع الفضائح، وهذا صنيع يقبح في القالة، ويكره في الذكر، ويشنأفي السماع، واني أرغب بك عن هذا الصنيع، وأخاف عليك منه سوء السماع، وأخاف عليك قبح الأحدوثة، وهذا امر يسوء موقع القول فيه، وأمر يحمل عليك معايبه، وينالك شينه، وينتشر عليك به سوء النبإ، وهذا فعل يطوق فاعله الذم، ويقلده قلائد الخزي، ويغمسه في الفضائح، ويلزمه عارا لا يمحوه كرور الأيام ولا ينسيه تعاقب الحدثان.

فصل في ركوب العار واجتنابه

يقال لحقه من هذا الامر عار، وشنار، وخزي، وعيب، وشين، ووصم، وسبة، وغضاضة، ومغضة، وغضيضة، ومنقصة، ونقيصة، ودنيئة، ومعرة. وان في هذا الامر لمغمزا عليه، ومطعنا، وغميزة، وغميصة، وانه لرجل موصومالحسب، وانه لمغموز عليه في حسبه، ومغموص عليه، أي مطعون عليه، وان فيه لمغامز، ومطاعن، وقد وسم بطابع العار، وبميسم العار، وأورثه هذا الامر عارا، وأعقبه عارا، وقنعه العار، وعصب برأسه العار، وطوقه العار، وخطم أنفهبالعار، وعصب بهعارا لا يمحى، وجر عليه عارا لن يغسل عنه، ولطخه بعار لا ترحضهعنه السنون، ونطفه بعار لا يطهره منه الجديدان. ويقال جاء فلان بالمخزيات، وبالمنديات، وبالموئبات، وجاء بسوءة شنعاء، ومعرة دهماء، وانه لرجل مستهتر أي لا يبالي ما قيل فيه، وانه لممن يركب العار، ويقارف العيوب، ويغشى الدنايا، ويبرز صفحتهللخزي، ويطرح نفسه في الفضائح، ولا يبالي بالغضاضة، ولا يتقي الذم. ويقال ان فلانا لينعى على نفسه بالفواحش إذا شهر نفسه بتعاطيها. وتقول هذا امر يعيبك، ويشينك، ويعرك، ويغض منك، ويضع من قدرك، وينقص من حسبك، ويقدح في حسبك، ويشعرك شناره، ويلبسك عاره، وهذا مسقطة لكمن أعين الناس، وانه لفعل يغض الطرف، ويغض من البصر، وينكس البصر، ويخدش وجوه الأحساب، وهذه معرة لا ينزل كنفها، وأمر لا يحط عاره، وهذه سبة الأبد، وسبة باقية في الأعقاب، وهذه فعلة ستبقى وسم ذم على الأبد، وستبقى عارا وأحدوثة سوء في الغابرين. وتقول هذا أمر أجلك عن إتيانه، وأنزهك عنه، وأرفعك عنه، وأربأبكعنه، وأرغب بك عنه، وآنف لك منه، وأستنكف لك منه، وأعيذك من إتيان مثله، وهذا امر لا أرضاه لك، وانه لا يليق بك، ولا يرصفبك، ولا يزكو بك، ولا يجمل بحسبك، وما هذا منك بحر. ويقال في ضد ذلك فلان صحيح العرض، وافرالعرض، نقي العرض طاهر الحسب، نقي الأديم، نقي الثياب، بعيد عن الدنايا، منزه عن النقائص، بريء من المطاعن. وانه ليأنف من العار، ويتكرمعن الدنيئة، ويترفع عن النقيصة، ويتصون من العايب، ويربأ بنفسه عن الدنايا، ويكرم نفسهعن إتيان المخازي، ويذهب بنفسهعن مواطن الشين. وانه ليجل عن أن يفعل كذا، ويتجال عنه، وهو أجل من أن يرمى بمثل هذا، وهو أعلى من ذلك قدرا، وأرفع محلا، وأنزه شأنا، وأطهر نفسا. وفلان لا سبيل عليه للطعن، ولا ينال بمذمة، ولا تلحفه غضاضة، ولا ترهقهمعرة، ولا يتوجه عليه ذم، ولا يعاب بدنيئة، ولا يرمى بوصم. ويقال ظهر عنك العار أي لم يعلق بك، وهذا امر ظاهر عنك عاره.