وكان آخر غزوة غزاها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بنفسه غزوة تبوك وجميع غزواته بنفسه تسع عشرة غزوة.
قال الواقدي: هكذا يرويه أهل العراق عن زيد بن أرقم وهو خطأ لأنه زيدًا غزا مؤتة مع عبد الله بن رواحة وهو رديفه على رحله ولم يغز مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ غير ثلاث غزوات أو أربع وقيل: غزا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ستًا وعشرين غزوة وقيل: سبعًا وعشرين فمن قال: ستًا وعشرين جعل غزوة خيبر ووادي القرى واحدة لأنه لم يرجع من خيبر إلى منزله ومن فرق بينهما جعل غزواته سبعًا وعشرين جعل خيبر غزوة ووادي القرى غزوة.
وأول غزوة غزاها ودان وهي الأبواء ثم بواط بناحية رضوى ثم العشيرة ثم بدر الأولى لطلب كرز بن جابر ثم بدر التي قتل فيها قريشًا ثم غزوة بني سليم ثم غزوة السويق ثم غزوة غطفان وهي غزوة ذي أمر ثم غزوة بحران بالحجاز ثم غزوة أحد ثم غزوة حمراء الأسد ثم غزوة بني النضير ثم غزوة ذات الرقاع ثم غزوة بدر الآخرة ثم غزوة دومة الجندل ثم غزوة الخندق ثم غزوة بني قريظة ثم غزوة بني لحيان من هذيل ثم غزة ذي قرد ثم غزوة بني المصطلق ثم غزوة الحديبية ثم غزوة خيبر ثم عمرة القضاء ثم غزوة فتح مكة ثم غزوة حنين ثم غزوة الطائف ثم غزوة تبوك قاتل منها في تسع غزوات: بدر وأحد والخندق وقريظة واختلف في عدد سراياه فقيل: كانت خمسًا وثلاثين ما بين سرية وبعث وقيل: ثمانيًا وأربعين.
وفي هذه السنة قدم جرير بن عبد الله البجلي في رمضان مسلمًا فبعثه إلى ذي الخلصة فهدمها وكان من حجر أبيض بتبالة وهو صنم بجيلة وخثعم وأزد السراة فلما أتى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خبر هدمه سجد شكرًا لله تعالى.
وفيها أسلم باذان باليمن وبعث بإسلامه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ذكر عدد حج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وعمره
قال جابر: حج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حجتين حجة قبل أن يهاجر وحجة بعدما هاجر معها عمرة.
وقال ابن عمر: اعتمر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثلاث عمر وقالت عائشة: أربع عمر وروي مثل ذلك عن ابن عمر.
ذكر صفة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأسمائه وخاتم النبوة
قال علي بن أبي طالب: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليس بالطويل ولا بالقصير ضخم الرأس واللحية شئن الكفين والقدمين ضخم الكراديس مشربًا وجهه حمرةً طويل المسربة إذا مشى تكفأ تكفؤًا كأنما ينحط من صبب لم أر قبله ولا بعده مثله وكان أدعج العينين سبط الشعر سهل الخدين ذا وفرة كأن عنقه إبريق فضة وإذا التفت التفت جميعًا كأن العرق في وجهه اللؤلؤ الرطب لطيب عرقه وريحه.
قال أبو عبيدة وغيره: شئت الكفين والقدمين يعني أنهما إلى الغلظ أقرب وقوله: ضخم الكراديس يعني ألواح الأكتاف والمسربة الشعر ما بين السرة واللبة والصبب الانحدار والدعج في العين السواد والسبط من الشعر ضد الجعد.
وكان بين كتفيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ خاتم النبوة وهي بضعة ناشزة حولها شعر.
وأما أسماؤه فهي كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنا محمّد وأنا أحمد والمقفّي والحاشر ونبّي الرحمة ونبّي التوبة ونبّي الملحمة والعاقب والماحي الذي يمحو الله به الكُفْر.
والحاشر الذي يحشر النّاس على قدمه.
والعاقب آخر الأنبياء).
وأما شعره وشيبه فقال أنس: لم يشنه الله بالشيب وقيل: كان في مقدم لحيته عشرون شعرة بيضاء ولم يخضب.
قال جابر بن سمرة: وكان في مفرق رأسه شعرات بيض إذا دهنه غطاهن الدهن وأخرجت أم سلمة شعره مخضوبًا بالحناء والكتم.
وقال أبو رمثة: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يخضب وكان شعره يبلغ كتفيه أو منكبيه.
وقالت أم هانئ: كان له ضفائر أربع.
ذكر شجاعته ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجوده
قال أنس: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أشجع الناس وأسمح الناس وأحسن الناس وقع في المدينة فزع فركب فرسًا عريًا فسبق الناس إليه فجعل يقول: أيها الناس لم تراعوا.وقال علي بن أبي طالب: كنا إذا اشتد البأس اتقينا برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فكان أقربنا إلى العدو وكفى بهذا شجاعةً أن مثل علي الذي هو هو في شجاعته يقول هذا وقد تقدم في غزواته ما يستدل به على تمكنه من الشجاعة وأنه لم يقاربه فيها أحدٌ.
ذكر عدد أزواج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسراريه وأولاده
قال ابن الكلبي: إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ تزوج خمس عشرة امرأة ودخل بثلاث عشرة وجمع بين إحدى عشرة وتوفي عن تسع.
وأول امرأة تزوجها خديجة بنت خويلد وكان تزوجها قبله عتيق بن عائذ بن عبد الله بن مخزوم ومات عنها وتزوجها بعد عتيق أبو هالة بن زرارة بن نباش التميمي فولدت له هند بن أبي هالة ثم مات عنها فتزوجها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فولدت له ثمانية: القاسم والطيب والطاهر وعبد الله وزينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة فأما الذكور فماتوا وهم صغار وأما الإناث فبلغن ونكحن وولدن ولم يتزوج على خديجة في حياتها أحدًا وكان موتها قبل الهجرة بثلاث سنين ولم يولد له ولد من غيرها إلا إبراهيم.
فلما توفيت خديجة نكح بعدها سودة بنت زمعة وقيل عائشة فأما عائشة فكانت يوم تزوجها صغيرة بنت ست سنين وأما سودة فكانت امرأة ثيبًا وكانت قبله عند السكران بن علمرو بن شمس أخي سهيل بن عمرو وكان من مهاجرة الحبشة فتنصر بها ومات فخلف عليها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو بمكة وكان الذي خطبها عليه خولة بنت حكيم زوجة عثمان بن مظعون فدخل بسودة بمكة زوجها منه أبوها زمعة بن قيس فلما تزوجها كان أخوها عبد بن زمعة غائبًا فلما قدم جعل يحثي التراب على رأسه فلما أسلم قال: إني سفيهٌ حيث فعلت ذلك وندم على ما كان منه.
وأما عائشة فدخل بها بالمدينة وهي ابنة تسع سنين ومات عنها وهي ابنة ثماني عشرة سنة ولم يتزوج بكرًا غيرها ومات سنة ثمان وخمسين.ثم تزوج بعدها حفصة بنت عمر بن الخطاب وكانت قبله عند خنيس بن حذافة السهمي خنيس بالخاء المعجمة والنون والسين المهملة وكان بدريًا ولم يشهد من بني سهم بدرًا غيره ولم تلد له شيئًا وماتت بالمدينة في خلافة عثمان.
ثم تزوج بعدها أم سلمة ابنة أبي أمية زاد الركب المخزومية وكانت قبله عند أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي شهد بدرًا وأصابته جراحة يوم أحد فمات منها وتزوجها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل الأحزاب وماتت سنة تسع وخمسين وقيل: بعد قتل الحسين رضي الله عنه.
ثم تزوج زينب بنت خزيمة من بني عامر بن صعصعة ويقال لها أم المساكين وتوفيت في حياته ولم يمت في حياته غيرها وغير خديجة بنت خويلد وكانت زينب قبله عند الطفيل بن الحارث بن عبد المطلب.
ثم تزوج عام المريسيع جويرية ابنة الحارث بن أبي ضرار الخزاعية من بني المصطلق وكانت قبله عند مالك بن صفوان المصطلقي لم تلد له شيئًا.
ثم تزوج أم حبيبة بنت أبي سفيان بن حرب وكانت عند عبيد الله بن جحش وكان من مهاجرة الحبشة فتنصر ومات بها فأرسل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى النجاشي فخطبها عليه وتزوجها وهي بالحبشة وزوجها منه خالد بن سعيد بن العاص وقيل: بل خطبها إلى عثمان بن عفان فزوجها منه وبعث فيها إلى النجاشي فساق منه المهر أربعمائة دينار وأرسلها إليه وتوفيت في خلافة أخيها معاوية فلم تلد له شيئًا.
ثم تزوج زينب بنت جحش وكانت قبله عند زيد بن حارثة مولاه فلم تلد له شيئًا فزوجها الله إياه وبعث في ذلك جبرائيل وكانت تفخر على نساء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتقول: أنا أكرمهن وليًا وسفيرًا وهي أول من توفي من أزواجه توفيت بعده في خلافة عمر.
ثم تزوج عام خيبر صفية بنت حيي بن أخطب وكانت قبله تحت سلام بن مشكم فتوفي عنها وخلف عليها كنانة بن الربيع بن أبي الحقيق فقتله محمد بن مسلمة صبرًا بأمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم أعتقها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتزوجها سنة ست وماتت سنة ست وثلاثين.
ثم تزوج ميمونة ابنة الحارث الهلالية وكانت قبله عند عمير بن عمرو الثقفي ولم تلد له شيئًا ثم خلف عليها أبو زهير بن عبد العزى بعد عمير ثم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعده وهي خالة ابن عباس وخالد بن الوليد وتزوجها في عمرة القضاء بسرف.
ثم تزوج امرأة من بني كلاب يقال لها النشا بنت رفاعة وقيل: هي شنبا ابنة أسماء بن ثم تزوج الشنبا ابنة عمرو الغفارية وقيل الكنانية فمات إبراهيم ابنه قبل أن يدخل بها فقالت: لو كان نبيًا ما مات ابنه فطلقها.
ثم تزوج غزية ابنة جابر الكلابية خطبها عليه أبو أسيد بضم الهمزة الساعدي فلما قدمت على النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ استعاذت بالله منه ففارقها.
ثم تزوج أسماء ابنة النعمان بن الأسود بن شراحل الكندي فلما دخل بها وجد بها بياضًا فمتعها وردها إلى أهلها وقيل: بل استعاذت منه أيضًا فردها.
والعالية ابنة ظبيان فجمعها ثم فارقها.
وقتيلة بنت قيس أخت الأشعث فتوفي عنها قبل أن يدخل بها فارتدت.
وفاطمة ابنة سرع.
وقال ابن الكلبي: غزية هي أم شريك.
قال: وقيل: إنه تزوج خولة ابنة الهذيل بن هبيرة وليلى ابنة الخطيم الأنصارية عرضت نفسها عليه فتزوجها فأخبرت قومها فقالوا: أنتِ غيور وله نساء فاستقيليه فأقالته ففارقها.
وأما من خطب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من النساء ولم ينكحها فمنهن أم هانئ بنت أبي طالب خطبها ولم يتزوجها.
ومنهن ضباعة بنت عامر من بني قشير.
ومنهن صفية بنت بشامة أخت الأعور العنبري.
ومنهن أم حبيبة ابنة عمة العباس فوجد العباس أخاه من الرضاعة فتركها.
ومنهن جمرة ابنة الحارث بن أبي حارثة خطبها فقال أبوها: بها سوء ولم يكن بها فرجع إليها فوجدها قد برصت.
وأما سراريه فهي مارية ابنة شمعون القبطية وولدت له إبراهيم وريحانة ابنة زيد القرظية وقيل: هي من بني النضير.
ذكر موالي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فمنهم زيد بن حارثة وابنه أسامة بن زيد وثوبان ويكنى أبا عبد الله أصله من السراة وسكن حمص بعد موت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومات سنة سبع وخمسين وقيل: سكن الرملة ولا عقب له.
وشقران وكان من الحبشة وقيل من الفرس واسمه صالح بن عيد واختلف في أمره فقيل: إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ورثه من أبيه وقيل: كان لعبد الرحمن بن عوف فوهبه للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأعقب.
وأبو رافع واسمه إبراهيم وقيلأو يقع فقيل: كان للعباس فوهبه للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأعتقه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقيل: كان لأبي أحيحة سعيد بن العاص فأعتق ثلاثةٌ من بنيه أنصباءهم منه وشهد معهم بدرًا وهم كفار وقتلوا يومئذٍ ووهب خالد بن سعيد نصيبه منه للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأعتقه وابنه البهي واسمه رافع وأخوه عبيد اله بن أبي رافع كان يكتب لعلي بن أبي طالب.
وسلمان الفارسي وكنيته أبو عبد الله من أهل أصبهان وقيل: من أهل رامهرمز أصابه سبيًا بعض من كلب وبيع من يهودي بوادي القرى فكاتب اليهودي وأعانه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى عتق.
وسفينة كان لأم سلمة فأعتقته وشرطت عليه خدمة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ حياته.
قيل: اسمه مهران وقيل: رباح وقيل: كان من عجم الفرس.
وأنسة يكنى أبا مسروح وهو من مولدي السراة وكان يأذن على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وشهد معه بدرًا وأحدًا والمشاهد كلها وقيل: كان من الفرس.وأبو كبشة واسمه سليم قيل: كان من موالي مكة وقيل: كان من مولدي أرض دوس اشتراه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأعتقه وشهد بدرًا والمشاهد كلها وتوفي يوم استخلف عمر بن الخطاب سنة ثلاث عشرة.
ورويقع أبو مويهبة كان من مولدي مزينة فاشتراه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأعتقه.
ورباح الأسود كان يأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وفضالة نزل الشام.
ومدعم قتل بوادي القرى.
وأبو ضميرة قيل: كان من الفرس من ولد بشتاسب الملك فأصابه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في بعض وقائعه فأعتقه وهو جد أبي حسين.
ويسار وكان نوبيًا أصابه في بعض غزواته فأعتقه وهو الذي قتله العرنيون الذين أغاروا على لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومهران مولاه حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وكان له خصي يقال له مابوز أهداه له المقوقس مع مارية وشيرين قيل: إنه الذي قذفت مارية به فبعث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عليًا ليقتله فرآه خصيًا فتركه.
وخرج إليه ذكر من من الطائف ، وهو محاصرهم أربعة أعبد فأعتقهم منهم أبو بكرة .
ذكر من كان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم
ذكر أن عثمان بن عفان كان يكتب له أحيانًا وعلي بن أبي طالب أحيانًا وخالد بن سعيد وأبا بن سعيد والعلاء بن الحضرمي.
وأول من كتب له أبي بن كعب وكتب له زيد بن ثابت وكتب له عبد الله بن سعد بن أبي سرح ثم ارتد ورجع إلى الإسلام يوم الفتح.
وكتب له معاوية بن أبي سفيان وحنظلة الأسيدي بضم الهمزة وتشديد الياء كذلك يقوله المحدثون وهو منسوب إلى أسيد بن عمرو بن تميم بالتشديد إجماعًا.
ذكر أسماء خيله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
قيل: أول فرس ملكه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فرس اشتراه بالمدينة من أعرابي من فزارة بعشر أواق وسماه السكب وأول غزوة غزاها عليه أحد.
وفرس لأبي بردة بن نيار اسمه ملاوح.
وكان له فرس يدعى المرتجز وهو الفرس الذي شهد به خزيمة بن ثابت وكان صاحبه من بني مرة.
وكان له ثلاثة أفراس: لزاز والظرب واللحيف وأما لزاز فأهداه له المقوقس وأما اللحيف فأهداه له ربيعة بن أبي البراء وأما الظرب فأهداه له فروة بن عمرو الجذامي.
وكان له فرس يقال له الورد أهداه له تميم الداري فوهبه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لعمر بن الخطاب فحمل عليه في سبيل الله فوجده يباع.
وقيل: كان له فرس اسمه اليعسوب.
تفسير هذه الأسماء: السكب الكثير الجري كأنما يصب جريه صبًا.
واللحيف سمي به لطول ذنبه كأنه يلحف الأرض بذنبه.
أي يغطيها.
ولزاز سمي به لشدة تلززه.
والظرب سمي به لشدة خلقه سمي بالجبل الصغير.
والمرتجز سمي به لحسن صهيله.
واليعسوب سمي به لأنه أجود خيله لأن اليعسوب الرئيس.
ذكر بغاله وحميره وإبله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
كانت له دلدل وهي أول بغلة رؤيت في الإسلام أهداها له المقوقس ومعها حمار اسمه عفير وبقيت البلغة إلى زمن معاوية وأهدى له فروة بن عمرة بغلة يقال لها فضة فوهبها لأبي بكر وحماره يعفور بقي بعد منصرفه من حجة الوداع.
وأما إبله فكانت له القصوى وهي التي أخذها من أبي بكر بأربعمائة درهم وهاجر عليها وكانت من نعم بني الحريش وبقيت مدة وهي العضباء والجدعاء أيضًا.
قال ابن المسيب: كان وأما لقاحه فكان له عشرون لقحة بالغابة وهي التي أغار عليها القوم يأتي لبنها أهله كل ليلة وكان له لقاح غزار منهن: الحناء والسمراء والعريس والسعدية والبغوم واليسيرة والريا ومهرة والشقراء.
وأما منائحه فكانت له سبع منائح من الغنم: عجوة وزمزم وسقيا وبركة وورسة وأطلال وأطراف وسبع أعنز يرعاهن أيمن بن أم أيمن.
تفسير هذه الأسماء: عفير تصغير ترخيم الأعفر وهو الأبيض بياضًا غير خالص ومنه أيضًا اسم حماره يعفور كأخضر ويخضور.
البغام صوت الإبل ومنه البغوم.
والباقي لا يحتاج إلى شرح.
ذكر أسماء سلاحه ـ صلى الله عليه وسلم ـ
كان له ذو الفقار غنمه يوم بدر وكان لمنبه بن الحجاج وقيل لغيره وغنم من بني قينقاع ثلاثة أسياف: سيفًا قلعيًا وسيفًا يدعى بتارًا وسيفًا يدع الحتف وكان له المخذم ورسوب وقدم معه المدينة سيفان شهد بأحدهما بدرًا يسمى العضب.
وكان له ثلاثة أرماح وثلاث قسي قوس اسمها الروحاء وقوس تدعى البيضاء وقوس نبع تدعى الصفراء وكان له درع يقال لها الصعدية وكان له درع يقال لها فضة غنمها من بني قينقاع وكان له درع تسمى ذات الفضول كانت عليه يوم أحد يه وفضة.
وكان له ترس فيه تمثال رأس كبش فكرهه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأصبح وقد أذهبه الله عز وجل.
تفسير هذه الأسماء: سمي السيف ذو الفقار لحفر فيهز والسيف المخذم القاطع.
والرسوب الذي يمضي في الضربة ويثبت فيها.
ذكر أحداث سنة إحدى عشرة
في المحرم من هذه السنة ضرب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بعثًا إلى الشام وأميرهم أسامة بن زيد مولاه وأمره أن يوطىء الخيل تخوم البلقاء والداروم من أرض فلسطين فتكلم المنافقون في إمارته وقالوا: أمر غلامًا على جلة المهاجرين والأنصار.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن تطعنوا في إمارته فقد طعنتم في إمارة أبيه من قبل وإنه لخليق للإمارة وكان أبوه خليقًا لها). وأوعب مع أسامة المهاجرون الأولون منهم: أبو بكر وعمر فبينما الناس على ذلك ابتدئ برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مرضه.
ذكر مرض رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ووفاته
ابتدئ برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مرضه أواخر صفر في بيت زينب بنت جحش وكان يدور على نسائه حتى اشتد مرضه في بيت ميمونة فجمع نساءه فاستأذنهن أن يتمرض في بيت عائشة ووصلت أخبار بظهور الأسود العنسي باليمن ومسيلمة باليمامة وطليحة في بني أسد وعسكر بسميراء وسيجيء ذكر أخبارهم إن شاء الله تعالى.
فتأخر مسير أسامة لمرض رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولخبر الأسود العنسي ومسيلمة فخرج النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عاصبًا رأسًا من الصداع فقال: إني رأيت فيما يرى النائم أن في عضدي سوارين من ذهب فكرهتهما فنفختهما فطارا فأولتهما بكذاب اليمامة وكذاب صنعاء.
وأمر بإنفاذ جيش أسامة وقال: (لعن الله الذين اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد).
وخرج أسامة فضرب بالجرف العسكر وتمهل الناس وثقل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولم يشغله شدة مرضه على إنفاذ أمر الله فأرسل إلى نفر من الأنصار في أمر الأسود فأصيب الأسود في حياة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبل وفاته بيوم فأرسل إلى جماعة من الناس يحثهم على جهاد من عنهم من المرتدين.
وقال أبو مويهبة مولى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أيقظني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليلة وقال: إني قد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع فانطلق معي فانطلقت معه فسلم عليهم ثم قال: ليهنئكم ما أصبحتم فيه قد أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم.
ثم قال: قد أوتيت مفاتيح خزائن الأرض والخلد بها ثم الجنة وخيرت بين ذلك وبين لقاء ربي فاخترت لقاء ربي.
ثم قالت عائشة: فلما رجع من البقيع وجدتي وأنا أجد صداعًا وأنا أقول: وارأساه! قال: بل أنا والله يا عائشة وارأساه! ثم قال: ما ضرك لو مت قبل فقمت عليك وكفنتك وصليت عليك ودفنتك فقلت: كأني بك والله لو فعلت ذلك فرجعت إلى بيتي فعرست ببعض نسائك.
فتبسم وتتام به وجعه وتمرض في بيتي. فخرج منه يومًا بين رجلين أحدهما الفضل بن العباس والآخر علي قال الفضل: فأخرجته حتى جلس على المنبر فحمد الله وكان أول ما تكلم به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن صلى على أصحاب أحد فأكثر واستغفر لهم ثم قال: أيها الناس إنه قد دنا مني حقوق من بين أظهركم فمن كنت جلدت له ظهرًا فهذا ظهري فليستقد منه ومن كنت شتمت له عرضًا فهذا عرضي فليستفد منه ومن أخذت له مالًا فهذا مالي فليأخذ منه ولا يخش الشحناء من قبلي فإنها ليست من شأني ألا وإن أحبكم إلي من أخذ مني حقًا إن كان له أو حللني فلقيت ربي وأنا طيب النفس.
ثم نزل فصلى الظهر ثم رجع إلى المنبر فعاد لمقالته الأولى.
فادعى عليه رجلٌ بثلاثة دراهم فأعطاه عوضها.
ثم قال: أيها الناس من كان عنده شيء فليؤده ولا يقل فضوح الدنيا ألا وإن فضوح الدنيا أهون من فضوح الآخرة.
ثم صلى على أصحاب أحد واستغفر لهم ثم قال: إن عبدًا خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عنده.
فبكى أبو بكر وقال:
فديناك بأنفسنا وآبائنا! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لا بيقين في المسجد باب إلا باب أبي بكر فإني لا أعلم أحدًا أفضل في الصحبة عندي منه ولو كنت متخذًا خليلًا لاتخذت أبا بكر خليلًا ولكن أخوة الإسلام.
ثم أوصى بالأنصار فقال: يا معشر المهاجرين أصبحتم تزيدون وأصبحت الأنصار لا تزيد والأنصار عيبتي التي أويت إليها فأكرموا كريمهم وتجاوزوا عن مسيئهم.
قال ابن مسعود: نعى إلينا نبينا وحبيبنا نفسه قبل موته بشهر.
فلما دنا الفراق جمعنا في بيت عائشة فنظر إلينا فشدد ودمعت عيناه وقال: مرحبًا بكم حياكم الله رحمكم الله آواكم الله حفظم الله رفعكم الله وفقكم الله سلمكم الله قبلكم الله أوصيكم بتقوى الله وأوصي الله بكم وأستخلفه عليكم وأؤديكم إليه إني لكم منه نذير وبشير ألا تعلوا على الله في عباده وبلاده فإنه قال لي ولكم: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوًا في الأرض ولا فسادًا والعاقبة للمتقين} [القصص: 83]. صلى الله عليه وسلم.
قلنا: فمتى أجلك قال: دنا الفراق والمنقلب إلى الله وسدرة المنتهى والرفيق الأعلى وجنة المأوى. فقلنا: من يغسلك قال: أهلي الأدنى فالأدنى.قلنا: فيم نكفنك قال: في ثيابي هذه إن شئتم أو في بياض.
قلنا: فمن يصلي عليك قال: مهلًا غفر الله لكم وجزاكم عن نبيكم خيرًا.
فبكينا وبكى ثم قال: إذا غسلمتوني
وكفتنتموني فضعوني على سريري على شفير قبري ثم اخرجوا عني ساعةً ليصلي علي جبرائيل وإسرافيل وميكائيل وملك الموت مع الملائكة ثم ادخلوا علي فوجًا فوجًا فصلوا علي ولا تؤذوني بتزكية ولا رنة وليبدأ بالصلاة علي رجال أهل بيتي ثم نساؤهم ثم أنتم بعد أقرئوا أنفسكم مني السلام ومن غاب من أصحاب فاقرئوه مني السلام وما تابعكم على ديني فاقرئوه السلام.
قال ابن عباس: يوم الخميس وما يوم الخميس - ثم جرت دموعه على خديه - اشتد برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مرضه ووجعه فقال: إيتوني بدواة وبيضاء أكتب لكم كتابًا لا تضلون بعدي أبدًا.
فتنازعوا - ولا ينبغي عند نبي تنازع - فقالوا: إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يهجر.
فجعلوا يعيدون عليه فقال: دعوني فما أنا فيه خيرٌ مما تدعونني إليه.
فأوصى بثلاث: أن يخرج المشركون من جزيرة العرب وأن يجاز الوفد بنحو مما كان يجيزهم. وسكت عن الثالثة عمدًا أو قال: نسيتها.
وخرج علي بن أبي طالب من عند رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في مرضه.
فقال الناس: كيف أصبح رسول الله قال: أصبح بحمد الله بارئًا.
فأخذ بيده العباس فقال: أنت بعد ثلاث عبد العصا وإن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سيتوفى في مرضه هذا وإني لأعرف الموت في وجوه بني عبد المطلب فاذهب إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فاسأله فيمن يكون هذا الأمر فإن كان فينا علمناه وإن كان في غيرنا أمره أوصى بنا.
فقال علي: لئن سألناها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمنعناها لا يعطيناها الناس أبدًا والله لا أسألها رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أبدًا.
قال: فما اشتد الضحى حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قالت عائشة: قالت أسماء بنت عميس: ما وجعه إلا ذات الجنب فلو لددتموه ففعلوا.
فلما أفاق قال: لم فعلتم هذا قالوا: ظننا أن بك ذات الجنب: قال: لم يكن الله ليسلطها علي.
ثم قال: لا تبقن أحدًا لددتموه إلا عمي وكان العباس حاضرًا ففعلوا.
قال أسامة:لما ثقل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ هبطت أنا ومن معي إلى المدينة فدخلنا عليه وقد صمت فلا يتكلم فجعل يرفع يده إلى السماء ثم يضعها علي فعلمت أنه يدعو لي.
قالت عائشة: وكنت أسمع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول كثيرًا: إن الله لم يقبض نبيًا حتى يخيره.
قالت: فلما احتضر كان آخر كلمة سمعتها منه وهو يقول: بل الرفيق الأعلى.
قالت: قلت: إذًا والله لا يختارنا وعلمت أنه تخير.
ولما اشتد مرضه أذنه بلال بالصلاة فقال: مروا أبا بكر يصلي بالناس.
قالت عائشة: فقلت: إنه رجل رقيق وإنه متى يقوم مقامك لا يطيق ذلك.
فقال: مروا أبا بكر فيصلي بالناس.فقلت مثل ذلك فغضب وقال: إنكن صواحب يوسف مروا أبا بكر يصلي بالناس.
فتقدم أبو بكر فلما دخل في الصلاة وجد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خفة فخرج بين رجلين فلما دنا من أبي بكر تأخر أبو بكر فأشار إليه أن قم مقامك فقعد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصلي إلى جنب أبي بكر جالسًا فكان أبو بكر يصلي بصلاة النبي والناس يصلون بصلاة أبي بكر وصلى أبو بكر بالناس سبع عشرة صلاة وقيل: ثلاثة أيام.
ثم إن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خرج في اليوم الذي توفي فيه إلى الناس في صلاة الصبح فكاد الناس يفتتنون في صلاتهم فرحًا برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتبسم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فرحًا لما رأى من هيئتهم في الصلاة ثم رجع وانصرف الناس وهم يظنون أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد أفاق من وجعه ورجع أبو بكر إلى منزله بالسنح.
قالت عائشة: رأيت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو يموت وعنده قدح فيه ماء يدخل يده في القدح ثم يمسح وجهه بالماء ثم يقول: اللهم أعني على سكرات الموت.
قال: ثم دخل بعض آل أبي بكر وفي يده سواك فنظر إليه نظرًا عرفت أنه يريده فأخذت فلينته ثم ناولته إياه فاستن به ثم وضعه ثم ثفل في حجري قالت: فذهبت أنظر في وجهه وإذا بصره قد شخص وهو يقول: بل الرفيق الأعلى فقبض قالت: توفي وهو بين سحري ونحري وحداثة سني أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قبض في حجري فوضعت رأسه على وسادة وقمت ألتدم مع النساء وأضرب وجهي.
ولما اشتد برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجعه ونزل به الموت جعل يأخذ الماء بيده ويجعله على وجهه ويقول: واكرباه! فتقول فاطمة: واكربي لكربك يا أبتي! فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لا كرب على أبيك بعد اليوم فلما رأى شدة جزعها استدناها وسارها فبكت ثم سارها الثانية فضحكت فلما توفي رسول الله سألتها عائشة عن ذلك قالت: أخبرني أنه ميت فبكيت ثم أخبرني أني أول أهله لحوقًا به فضحكت.
وروي عنها أنها قالت: ثم سارني الثاني وأخبرني أني سيدة نساء أهل الجنة فضحكت.
وكان موته يوم الاثنين لثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول ودفن من الغد نصف النهار وقيل: مات نصف النهار يوم الاثنين لليلتين بقيتا من ربيع الأول.
ولما توفي كان أبو بكر بمنزله بالسنح وعمر حاضر فلما توفي قام عمر فقال: إن رجالًا من المنافقين يزعمون أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ توفي وإنه والله ما مات ولكنه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى ابن عمران والله ليرجعن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم زعموا أنه مات.
وأقبل أبو بكر وعمر يكلم الناس فدخل على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو مسجىًّ في ناحية البيت فكشف عن وجهه ثم قبله وقال: بأبي أنت وأمي طبت حيًا وميتًا أما الموتة التي كتب الله عليك فقد ذقتها.
ثم رد الثوب على وجهه ثم خرج وعمر يكلم الناس فأمره بالسكوت فأبى فأقبل أبو بكر على الناس فلما سمع الناس كلامه أقبلوا عليه وتركوا عمر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت ثم تلا هذه الآية: {وما محمدٌ إلا رسولٌ قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئًا وسيجزي الله الشاكرين} [آل عمران: 144]. النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
قال: فوالله لكأن الناس ما سمعوها إلا منه.
قال عمر: فو الله ما هو إلا إذ سمعتها فعقرت حتى وقعت على الأرض ما تحملني رجلاي وقد علمت أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد مات.
ولما توفي رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ووصل خبره إلى مكة وعامله عليها عتاب بن أسيد بن أبي العاص بن أمية استخفى عتاب وارتجت مكة وكاد أهلها يرتدون فقام سهيل بن عمرو على باب الكعبة وصاح بهم فاجتمعوا إليه فقال: يا أهل مكة لا تكونوا آخر من أسلم وأول من ارتد والله ليتمن الله هذا الأمر كما ذكر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فلقد ررأيته قائمًا مقامي هذا وحده وهو يقول: قولوا معي لا إله إلا الله تدن لكم العرب وتؤد إليكم العجم الجزية والله لتنفقن كنوز كسرى وقيصر في سبيل الله فمن بين مستهزىء ومصدق فكان ما رأيتم والله ليكونن الباقي.
فامتنع الناس من الردة.
وهذا المقام الذي قاله رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لما أسر سهيل بن عمرو في بدر لعمر بن الخطاب وقد ذكر هناك.