باب الكاف والسين، الشين

كسأ

كُسْءُ كل شَيءٍ وكُسُوءُهُ: مُؤَخَّرُه. وكُسْءُ الشهر وكُسُوءُه: آخِرهُ، قَدْرُ عَشْرٍ بَقِينَ منه ونحوها. وجاءَ دُبُرَ الشهرِ وعلى دُبُرِه وكُسْأَه وأَكْسَاءَه، وجِئْتُكَ على كُسْئِه وفي كُسْئِه أَي بعدما مَضَى الشهرُ كُلُّه. وأَنشد أَبو عبيد:

كَلَّفْتُ مَجْهُولَها نُوقاً يَمـانِـيةً،

 

إذا الحِدَادُ، على أَكْسائِها، حَفَدُوا

وجاءَ في كُسْءِ الشهرِ وعلى كُسْئِه، وجاءَ كُسْأَه أَي في آخِرِه، والجمعُ في كل ذلك: أَكْسَاءٌ. وجُئْتُ في أَكْسَاءِ القَوْمِ أَي في مآخِيرهم. وصَلَّيْت أَكْسَاءَ الفَرِيضةِ أَي مآخِيرَها. ورَكِبَ كُسْأَهُ: وَقَعَ على قَفَاه؛ هذه عن ابن الأَعرابي.
وكَسَأَ الدابَّةَ يَكْسَؤُها كَسْأً: ساقَها على إثْر أَخْرَى. وكَسَأَ القومَ يَكْسَؤُهم كَسْأً: غَلَبَهم في خُصُومة ونحوها. وكَسَأْتُه: تَبِعْتُه. ومَرَّ يَكْسَؤُهم أَي يَتْبَعُهم، عن ابن الأَعرابي. ومَرَّ كَسْءٌ من الليل أَي قِطْعةٌ. ويقال للرجل إذا هَزَم القومَ فَمَرَّ وهو يَطْردُهُم: مرَّ فلان يَكْسَؤُهم ويَكْسَعُهم أَي يَتْبَعُهم. قال أَبو شِبْل الأَعرابي:

كُسِعَ الشِّتاءُ بِسَبْعَةٍ غُبْرِ،

 

أَيَّامِ شَهْلَتِنا مِنَ الشَّهْـرِ

قال ابن بري: ومنهم من يجعل بدل هذا العَجُز:

بالصِّنِّ والصِّنَّبْرِ والوَبْرِ

وبآمِرٍ، وأَخِيه مُؤْتَمِرٍ،

ومُعَلِّلٍ، وبمُطْفِئ الجَمْرِ

والأَكْسَاءُ: الأَدْبارُ. قال المُثَلَّمُ بن عَمْرو التَّنُوخِي:

حتى أَرَى فارِسَ الصَّمُوتِ علَى

 

أَكْساءِ خَيْلٍ، كـأَنَّـهـا الإِبِـلُ

يعني: خَلْفَ القَوْمِ، وهو يَطْرُدُهُم. معناه: حتى يَهْزِم أَعْداءَه، فيَسُوقُهُم من ورائِهِم، كما تُساقُ الإِبل. والصَّمُوتُ: اسم فَرَسه.

كسا

الكِسْوةُ والكُسْوةُ: اللباس، واحدة الكُسا؛ قال الليث: ولها معانٍ مختلفة. يقال: كَسَوْت فلاناً أَكْسُوه كِسْوةً إذا أَلبسته ثوباً أَو ثياباً فاكْتَسى. واكتَسى فلان إذا لبَس الكِسُوْة؛ قال رؤبة يصف الثور والكلاب:

قد كَسا فيهن صِبْغاً مُرْدِعاً

يعني كساهنَّ دَماً طرّياً؛ وقال يصف العير وأُتُنه:

يَكْسُوه رَهْبـاهـا إذا تَـرَهَّـبـا

 

على اضْطِرامِ اللُّوحِ، بَوْلاً زَغْرَبا

يكسوه رَهْباها أَي يَبُلْن عليه. ويقال: اكتَسَتِ الأَرض بالنبات إذا تغطَّت به. والكُسا: جمع الكُسوة. وكَسِيَ فلان يَكْسى إذا اكْتَسَى، وقيل: كَسِيَ إذا لبس الكُسوة؛ قال:

يَكْسى ولا يَغْرَثُ مملوكُها

 

إِذا تَهَرَّت عَبْدَها الهارِيهْ

أَنشده يعقوب. واكْتَسى: كَكَسِيَ، وكَساه إِياها كَسْواً. قال ابن جني: أَما كَسِيَ زيد ثوباً وكَسَوْته ثوباً فإِنه وإِن لم ينقل بالهمزة فإِنه نقل بالمثال، ألا تراه نقل من فَعِلَ إِلى فَعَلَ، وإِنما جاز نقله بفَعَل لما كان فَعَلَ وأَفْعَلَ كثيراً ما يعتقبان على المعنى الواحد نحو جَدَّ في الأَمر وأَجَدَّ، وصدَدْته عن كذا وأَصدَدْته، وقصر عن الشيء وأَقْصَر، وسَحَته الله وأَسْحَته ونحو ذلك، فلما كانت فَعَلَ وأَفْعَلَ على ما ذكرناه من الاعتقاب والتَّعاوُض ونُقِل بأَفْعل، نقل أَيضاً فَعِلَ يَفعَل نحو كَسِيَ وكَسَوْتُه وشَتِرَت عينُه وشَتَرْتها وعارَتْ وعُرْتها. ورجل كاسٍ: ذو كُسوة، حمله سيبويه عل النسب وجعله كَطاعِم، وهو خلاف لما أَنشدناه من قوله:

يَكْسى ولا يَغْرَثُ

قال ابن سيده: وقد ذكرنا في غير موضع أَن الشيء إِنما يحمل على النسب إذا عُدِمَ الفِعل. ويقال: فلان أَكْسى من بَصَلةٍ إذا لبس الثياب الكثيرة، قال: وهذا من النوادر أَن يقال للمُكْتَسِي كاسٍ بمعناه. ويقال: فلان أَكسى من فلان أَي أَكثر إِعطاء للكُسوة، من كَسَوْتُه أَكْسُوه. وفلان أَكسى من فلان أَي أَكثر اكْتِساء منه؛ وقال في قول الحطيئة:

دَعِ المَكارِمَ لا تَرْحَلْ لبُغْيَتـهـا

 

واقْعُدْ فإِنَّك أَنتَ الطاعِمُ الكاسِي

أَي المُكْتَسي. وقال الفراء: يعني المَكْسُوَّ، كقولك ماء دافِقٌ وعيشةٌ راضِيةٌ، لأَنه يقال كَسِيَ العُرْيانُ ولا يقال كَسا. وفي الحديث: ونِساءٍ كاسِياتٍ عارِياتٍ أَي أَنهنَّ كاسياتٌ من نِعَم الله عارِياتٌ من الشكر، وقيل: هو أَن يَكْشِفْنَ بعضَ جسدهن ويَسْدُلْن الخُمُر من ورائهن فهنَّ كاسِياتٌ كعارِيات، وقيل: أَراد أَنهن يَلْبَسْن ثِياباً رقاقاً يَصِفْنَ ما تحتها من أَجْسامِهن فهن كاسِياتٌ في الظاهر عارِياتٌ في المعنى. قال ابن بري: يقال كَسِيَ يَكْسَى ضدّ عَرِيَ يَعْرَى؛ قال سعيد بن مسحوج الشيباني:

لقَدْ زادَ الحَـياةَ إِلـيَّ حُـبّـا

 

بَناتي، أَنَّهُنَّ من الضِّـعـافِ

مَخافةَ أَن يَرَيْنَ البُؤسَ بَعْـدي

 

وأَن يَشْرَبْنَ رَنْقاً بعدَ صـافِ

وأَن يَعْرَيْنَ، إِنْ كَسِيَ الجَواري

 

فَتَنْبُو العينُ عَن كَرَمٍ عجـافِ

واكْتَسى النَّصِيُّ بالوَرق: لبسه؛ عن أَبي حنيفة. واكْتَسَتِ الأَرضُ: تمَّ نباتُها والتفَّ حتى كأَنها لبَسته.
والكِساء: معروف، واحد الأَكْسِية اسم موضوع، يقال: كِساءٌ وكِساءَان وكِساوانِ، النسبة إِليها كِسائيٌّ وكِساوِيٌّ، وأَصله كِساوٌ لأَنه من كَسَوْتُ إِلا أَن الواو لما جاءت بعد الأَلف همزت. وتَكَسَّيْتُ بالكِساء:لبسته؛ وقول عمرو بن الأَهتم:

فبَاتَ له دونَ الصَّبا، وهي قُرَّةٌ

 

لِحافٌ، ومَصْقولُ الكِساء رَقِيقُ

أَراد اللبنَ تعلوه الدُّوايةُ؛ قال ابن بري: صواب إِنشاده وبات له، يعني للضيف؛ وقبله:

فباتَ لَنا منها، وللضَّيْف مَوْهناً

 

شِواءٌ سَمِينٌ زاهِقٌ وغَبُـوقُ

ابن الأَعرابي: كاساهُ إذا فاخَره، وساكاه إذا ضَيَّقَ عليه في المُطالبة، وسَكا إذا صغر جسمه. التهذيب: أَبو بكر الكَساء، بفتح الكاف ممدود، المجد والشرف والرِّفْعة؛ حكاه أَبو موسى هرون بن الحرث، قال الأَزهري:وهو غريب. والأَكْساء: النَّواحي؛ واحدها كُسْء، وهو مذكور في الهمزة أَيضاً، وهو يائي. والكُسْيُ: مؤخَّر العجز، وقيل: مؤخر كل شيء، والجمع أَكساء؛ قال الشماخ:

كأَنّ على أَكْسائِها، من لُغامِها

 

وخِيفةَ خِطْمِيٍّ بماء مُبَحْزَجِ

وحكى ثعلب: رَكِبَ كَساه إذا سقط على قَفاه، وهو يائي لأَن ياءه لام، قال ابن سيده: ولو حمل على الواو لكان وجهاً فإِن الواو في كَسا أَكثر من الياء، والذي حكاه ابن الأَعرابي رَكِبَ كُسْأَه مهموز، وقد تقدم ذكره في موضعه.

كسب

الكَسْبُ: طَلَبُ الرِّزْقِ، وأَصلُه الجمع. كَسَبَ يَكْسِبُ كَسْباً، وتَكَسَّبَ واكْتَسَب. قال سيبويه: كَسَبَ أَصابَ، واكْتَسَب: تَصَرَّف واجْتَهَد. قال ابن جني: قولُه تعالى: لها ما كَسَبَتْ، وعليها ما اكْتَسَبَتْ؛ عَبَّر عن الحسنة بِكَسَبَتْ، وعن السيئة باكْتَسَبَتْ، لأَن معنى كَسَبَ دون معنى اكْتَسَبَ، لِما فيه من الزيادة، وذلك أَن كَسْبَ الحسنة، بالإِضافة إِلى اكْتِسابِ السيئة، أَمْرٌ يسير ومُسْتَصْغَرٌ، وذلك لقوله، عَزَّ اسْمُه: من جاءَ بالحسنة فله عَشْرُ أَمثالها، ومن جاءَ بالسيئة فلا يُجْزَى إِلا مِثْلَها؛ أَفلا تَرى أَن الحسنةَ تَصْغُر بإِضافتها إِلى جَزائها، ضِعْف الواحدِ إِلى العشرة؟ ولما كان جَزاءُ السيئة إِنما هو بمثلها لم تُحْتَقَرْ إِلى الجَزاءِ عنها، فعُلم بذلك قُوَّةُ فِعْلِ السيئة على فِعْلِ الحسنة، فإِذا كان فِعْل السيئة ذاهباً بصاحبه إِلى هذه الغاية البعيدة المُتَرامِيَة، عُظِّمَ قَدْرُها وفُخِّمَ لفظ العبارة عنها، فقيل: لها ما كَسَبَتْ وعليها ما اكْتَسَبَتْ، فزيدَ في لفظ فِعْل السيئة، وانْتُقِصَ من لفظ فِعْل الحسنة، لما ذَكَرْنا. وقولهُ تعالى: ما أَغْنَى عنه مالُه وما كَسَبَ؛ قيل: ما كَسَبَ، هنا، ولَدُه، إِنه لَطَيِّبُ الكَسْب، والكِسْبة، والمَكْسِبَة، والمَكْسَبَةِ، والكَسِيبةِ، وكَسَبْت الرجلَ خيراً فكَسَبَه وأَكْسَبَه إِياه، والأُولى أَعلى؛ قال:

يُعاتِبُني في الدَّيْنِ قَوْمي، وإِنما

 

دُيونيَ في أَشياءَ تَكْسِبُهم حَمْدا

ويُروى: تُكْسِبُهم، وهذا مما جاءَ على فَعَلْتُه ففَعَل، وتقول: فلانٌ يَكْسِبُ أَهلَه خَيْراً. قال أَحمد بن يحيى، كلُّ الناس يقول: كَسَبَكَ فلانٌ خَيْراً، إِلا ابنَ الأَعرابي، فإِنه قال: أَكْسَبَكَ فلانٌ خَيْراً.
وفي الحديث: أَطْيَبُ ما يأْكلُ الرجلُ من كسْبه، ووَلَدُه من كَسْبِه.
قال ابن الأَثير: إِنما جَعَلَ الوَلَد كَسْباً، لأَن الوالدَ طَلَبه، وسَعَى في تحصيله؛ والكَسْبُ: الطَّلَبُ والسَّعْيُ في طَلَبِ الرزق والمَعيشةِ؛ وأَراد بالطَّيِّب ههنا الحَلالَ؛ ونفقةُ الوالِدَيْن واجبة على الولد إذا كانا محتاجَيْنِ عاجِزَيْن عن السَّعْي، عند الشافعي؛ وغيرُه لا يشترط ذلك. وفي حديث خديجة: إِنك لتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَكْسِبُ المَعْدُومَ. ابن الأَثير: يقال: كَسَبْتُ زيداً مالاً، وأَكْسَبْتُ زيداً مالاً أَي أَعَنْتُه على كَسْبه، أَو جَعَلْتُه يَكْسِبُه، فإِن كان من الأَوّل، فتُريدُ أَنك تَصِلُ إِلى كلِّ مَعْدوم وتَنالُه، فلا يَتَعَذَّرُ لبُعْدِه عليك، وإِن جعلته متعدِّياً إِلى اثنين، فتُريدُ أَنك تُعْطِي الناس الشيءَ المعدومَ عندهم، وتُوَصِّلُه إِليهم. قال: وهذا أَوْلَى القَوْلَين، لأَنه أَشبه بما قبله، في باب التَّفَضُّل والإِنْعامِ، إِذ لا إِنْعام في أَن يَكْسِبَ هو لنفسه مالاً كان معدوماً عنده، وإِنما الإِنعام أَن يُولِيَه غيرَه. وباب الحظِّ والسعادة في الاكتساب، غيرُ بابِ التفضل والإِنعام. وفي الحديث: أَنه نَهَى عن كَسْب الإِماءِ؛ قال ابن الأَثير: هكذا جاءَ مطلقاً في رواية أَبي هريرة، وفي رواية رافع بن خَديج مُقَيَّداً، حتى يُعْلَم من أَين هو، وفي رواية أُخرى: إِلا ما عَمِلَتْ بيدها، ووجهُ الإِطلاق أَنه كان لأَهل مكة والمدينة إِماءٌ، عليهنَّ ضَرائِبُ، يَخْدُمْنَ الناسَ ويأْخُذْنَ أَجْرَهُنَّ، ويُؤَدِّينَ ضَرائبَهن، ومن تكون مُتَبَذِّلة داخلةً خارجةً وعليها ضريبةٌ فلا يُؤْمَنُ أَن تَبْدُرَ منها زَلَّة، إِما للاستزادة في المعاش، وإِما لشَهوة تَغلِبُ، أَو لغير ذلك، والمعصومُ قليل؛ فنَهَى عن كَسْبِهنَّ مطلقاً تَنَزُّهاً عنه، هذا إذا كان للأَمة وجهٌ معلومٌ تَكْسِبُ منه، فكيف إذا لم يكن لها وجه معلوم؟ ورجل كَسُوبٌ وكَسَّابٌ، وتَكَسَّبَ أَي تَكَلَّف الكَسْبَ.
والكَواسِبُ: الجوارحُ.
وكَسابِ: اسم للذئب، وربما جاءَ في الشِّعر كُسَيباً. الأَزهري: وكَسابِ اسم كَلْبة. وفي الصحاح: كَسابِ مثل قَطامِ، اسم كلبة. ابن سيده: وكَسابِ من أَسماءِ إِناث الكلاب، وكذلك كَسْبةُ؛ قال الأَعشى:

ولَزَّ كَسْبةَ أُخْرى، فَرْعُها فَهِقُ

وكُسَيْبٌ: من أَسماءِ الكلاب أَيضاً، وكلُّ ذلك تَفَؤُّلٌ بالكَسْب والاكتِسابِ. وكُسَيْبٌ: اسم رجل، وقيل: هو جَدُّ العَجَّاج لأُمِّه؛ قال له بعضُ مُهاجِيه، أُراه جريراً:

يا ابْنَ كُسَيْبٍ، ما علينا مَبْذَخُ،

 

قد غَلَبَتْكَ كاعِبٌ تَضَـمَّـخُ

يعني بالكاعب لَيْلى الأَخْيَلِيَّة، لأَنها هاجتِ العَجَّاجَ فَغَلَبَتْه.
والكُسْبُ: الكُنْجارَقُ، فارسيةٌ؛ وبعضُ أَهل السَّواد يُسَمِّيه الكُسْبَجَ. والكُسْبُ، بالضم: عُصارةُ الدُّهْن. قال أَبو منصور: الكُسْبُ مُعَرَّبٌ وأَصله بالفارسية كُشْبٌ، فقُلِبَت الشين سيناً، كما قالوا سابُور، وأَصله شاه بُور أَي مَلِكُ بُور. وبُورُ: الابْنُ، بلسان الفُرْس؛ والدَّشْت أُعْرِبَ، فقيل الدَّسْتُ الصَّحْراءُ.
وكَيْسَبٌ: اسم.
وابنُ الأَكْسَبِ: رَجل من شعرائهم؛ وقيل: هو مَنِيعُ بن الأَكْسَب بن المُجَشَّر، من بني قَطَن ابن نَهْشَل.

كسبج

الكُسْبُجُ: الكُسْبُ بلغة أَهل السواد.

كسبر

الكُسْبُرَة: نبات الجُلْجُلانِ. وقال أَبو حنيفة: الكُسْبَرةُ، بضم الكاف وفتح الباء عربية معروفة.

كست

الكُسْتُ: الذي يُتَبَخَّر به، لغة في الكُسْطِ والقُسْطِ؛ كلُّ ذلك عن كراع. وفي حديث غُسْل الحيضِ: نُبْذَةٌ من كُسْتِ أَظْفارٍ؛ هو القُسْطُ الهِنْدِيّ عُقَارٌ معروف؛ وفي رواية: كُسْطٍ، بالطاء، وهو هو؛ والكاف والقاف يبدل أَحدهما من الآخر.

كسج

الكَوْسَجُ: الأَثَطُّ، وفي المحكم: الذي لا شعَر على عارِضَيْه، وقال الأَصمعي: هو الناقص الأَسنان، معرّب؛ قال سيبويه: أَصله بالفارسية كُوسَهْ.
والكَوْسَجُ: سمكة في البحر تأْكل الناس، وهي اللُّخْمُ، وقال الجوهري: سمكة في البحر لها خُرْطومٌ كالمِئْشارِ. التهذيب: الكاف والسين والجيم مهملة غير الكَوْسَجِ، قال: وهو معرّب لا أَصل له في العربية.

كسح

الكَسْحُ: الكَنْسُ؛ كَسَحَ البيتَ والبئر يَكْسَحُه كَسْحاً: كَنَسه.
والمِكْسَحة: المِكْنَسةُ؛ قال سيبويه: هذا الضرب مما يُعْتَمل مكسور الأَوّل، كانت الهاء فيه أَو لم تكن. الجوهري: المِكْسَحة ما يُكْنَس به الثَّلْجُ وغيره.
والكُساحة مثل الكُناسة؛ قال ابن سيده: والكُساحة الكُناسة، وقال اللحياني: كُساحةُ البيت ما كُسِحَ من التراب فأُلْقِيَ بعضُه على بعض.
والكُساحة: تراب مجموع كُسِحَ بالمِكْسَحِ.
واكْتَسَح أَموالَهم: أَخذها كلها؛ يقال: أَغاروا عليهم فاكْتَسَحُوهم أَي أَخذوا مالهم كله، ويقال: أَتينا بني فلان فاكْتَسَحْنا مالهم أَي لم نُبْق لهم شيئاً؛ قال المُفَضَّل: كَسَحَ وكَثَح بمعنى واحد.
والكُساحُ: الزَّمانةُ في اليدين والرجلين وأَكثر ما يستعمل في الرجلين. الأَزهري: الكَسَحُ ثِقَل في إِحدى الرجلين إذا مَشَى جَرَّها جَرّاً.
وكَسِحَ كَسَحاً، وهو أَكْسَحُ وكَسْحانُ وكَسِيحٌ ومكَسَّحٌ؛ وقيل: الأَكْسَحُ الأَعوجُ والمُقْعَدُ أَيضاً؛ قال الأَعشى:

كُل وَضَّـاحٍ كَـريمٍ جَـــدُّه

 

وخَذولِ الرِّجْلِ، من غيرِ كَسَحْ

وهذا البيت أَورده الجوهري وغيره وابن بري: بين مغلوب نبيل جدّه، وقال: هو يصف قوماً نَشاوى ما بين مغلوب قد غلبه السكر، وخَذُولِ الرجل من غير كَسَح. قال ابن بري: ويروى تليل خدّه، بالخاء المعجمة والدال المهملة.
والكَسَحُ: داء يأْخذ في الأَوراك فتَضْعُفُ له الرجل. وقد كَسِحَ الرجلُ كَسَحاً إذا ثقلت إِحدى رجليه في المشي، فإِذا مشى كأَنه يَكْسَحُ الأَرضَ أَي يَكْنُسُها، وفي حديث قتادة في تفسير قوله: ولو نشاء لمسخناهم على مكانتهم أَي جعلناهم كُسْحاً يعني مُقْعَدين، جمع أَكْسَحَ كأَحْمر وحُمْرٍ. والأَكسح: المُقْعَدُ، والفعل كالفعل. وفي حديث ابن عمر: سئل عن مال الصدقة فقال: إِنها شَرُّ مال، إِنما هي مال الكُسْحانِ والعُورانِ؛ وهي جمع الأَكْسَحِ، وهو المُقْعَد، ومعنى الحديث أَنه كره الصدقة إِلاّ لأَهل الزَّمانَة؛ وأَنشد الليث للأَعشى:

ولقد أَمْنَـحُ مَـنْ عـادَيْتُـه

 

كلَّ ما يَقْطَعُ من داءِ الكَسَحْ

قال: ويروى بالشين. وقال أَبو سعيد: الكُساح من أَدواء الإِبل. جمل مَكْسُوح: لا يمشي من شدّة الضَّلَع. قال: وعُود مُكَسَّح ومُكَشَّح أَي مَقْشُور مُسَوّىً؛ قال: ومنه قول الطِّرِمَّاح: جُمالِيَّة تَغْتالُ فَضْلَ جَديلِها، شَناحٍ كَصَقْبِ الطائِفِيِّ المُكَسَّحِ ويروى المكشح بالشين؛ أَراد بالشَّناحِي عُنُقَها لطوله. والمُكاسَحة: المُشارَّة الشديدة. وكَسَحَتِ الريح الأَرضَ: قشرت عنها التراب.

كسد

الكَسادُ: خِلافُ النَّفاقِ ونقِيضُه، والفعل يَكْسُدُ. وسُوق كاسدة: بائرة.
وكسَد الشيءُ كَساداً، فهو كاسِد وكَسِيدٌ، وسِلعة كاسدة. وكَسَدَتِ السوقُ تَكْسُد كَساداً: لم تَنْفَقْ، وسوقٌ كاسدٌ، بلا هاء. وكسَدَ المتاعُ وغيره، وكَسُدَ، فهو كَسِيد كذلك.
وأَكسَد القومُ: كَسَدَتْ سوقهم؛ وقول الشاعر:

إِذْ كلُّ حَيٍّ نابِتٌ بـأَرُومَةٍ،

 

نبْتَ العِضاهِ، فَماجِدٌ وكَسِيدُ

أَي دونٌ؛ قال ابن بري: البيت لمعاوية بن مالك وهو الذي يسمي مُعَوِّذ الحكماء، سمي بذلك لقوله:

أُعَوِّذُ بَعْدَها الحكماءَ بَعْدِي،

 

إِذا ما الحَقُّ في الأَشْياعِ نابا

وروي: في الأَزمان نابا؛ ومعنى البيت: أَن الناس كالنبات فمنهم كرِيمُ المَنبتِ وغير كريمه.

كسر

كَسَرَ الشيء يَكْسِرُه كَسْراً فانْكَسَرَ وتَكَسَّرَ شُدِّد للكثرة، وكَسَّرَه فتَكَسَّر؛ قال سيبويه: كَسَرْتُه انكساراً وانْكَسَر كَسْراً، وضعوا كل واحد من المصدرين موضع صاحبه لاتفاقهما في المعنى لا بحسب التَّعَدِّي وعدم التَّعدِّي. ورجل كاسرٌ من قوم كُسَّرٍ، وامرأَة كاسِرَة من نسوة كَواسِرَ؛ وعبر يعقوب عن الكُرَّهِ من قوله رؤبة:

خافَ صَقْعَ القارِعاتِ الكُرَّهِ

بأَنهن الكُسَّرُ؛ وشيء مَكْسور. وفي حديث العجين: قد انْكَسَر، أَي لانَ واخْتَمر. وكل شيء فَتَر، فقد انْكسَر؛ يريد أَنه صَلَح لأَنْ يُخْبَزَ. ومنه الحديث: بسَوْطٍ مَكْسور أَي لَيِّنٍ ضعيف. وكَسَرَ الشِّعْرَ يَكْسِرُه كَسْراِ فانْكسر: لم يُقِمْ وَزْنَه، والجمع مَكاسِيرُ؛ عن سيبويه؛ قال أَبو الحسن: إِنما أَذكر مثل هذا الجمع لأَن حكم مثل هذا أَن يجمع بالواو والنون في المذكر، وبالأَلف والتاء في المؤنث، لأَنهم كَسَّروه تشبيهاً بما جاء من الأَسماء على هذا الوزن. والكَسِيرُ: المَكْسور، وكذلك الأُنثى بغير هاء، والجمع كَسْرَى وكَسَارَى، وناقة كَسِير كما قالوا كَفّ خَضِيب. والكَسير من الشاء: المُنْكسرةُ الرجل. وفي الحديث: لا يجوز في الأَضاحي الكَسِيرُ البَيِّنَةُ الكَسْرِ؛ قال ابن الأَثير: المُنْكَسِرَةُ الرِّجْل التي لا تقدر على المشي، فعيل بمعنى مفعول. وفي حديث عمر: لا يزال أَحدهم كاسِراً وِسادَه عند امرأَة مُغْزِيَةٍ يَتَحَدَّثُ إِليها أَي يَثْني وِسادَه عندها ويتكئ عليها ويأْخذ معها في الحديث؛ والمُغْزِيَةُ التي غَزا زوْجُها. والكواسِرُ: الإِبلُ التي تَكْسِرُ العُودَ.
والكِسْرَةُ: القِطْعَة المَكْسورة من الشيء، والجمع كِسَرٌ مثل قِطْعَةٍ وقِطَع. والكُسارَةُ والكُسارُ: ما تَكَسَّر من الشيء. قال ابن السكيت ووَصَفَ السُّرْفَة فقال: تَصْنعُ بيتاً من كُسارِ العِيدان، وكُسارُ الحَطَب: دُقاقُه. وجَفْنَةٌ أَكْسارٌ: عظيمة مُوَصَّلَة لكِبَرها أَو قِدمها، وإِناء أَكْسار كذلك؛ عن ابن الأَعرابي. وقِدْرٌ كَسْرٌ وأَكْسارٌ: كأَنهم جعلوا كل جزء منها كَسْراً ثم جمعوه على هذا.
والمَكْسِرُ: موضع الكَسْر من كل شيء. ومَكْسِرُ الشجرة: أَصلُها حيث تُكْسَرُ منه أَغصانها؛ قال الشُّوَيْعِر:

فَمَنَّ واسْتَبْقَى ولم يَعْتَصِـرْ

 

من فَرْعِهِ مالاً، ولا المَكْسِرِ

وعُود صُلْبُ المَكْسِر، بكسر السين، إذا عُرِفَتْ جَوْدَتُه بكسره.
ويقال: فلان طَيِّبُ المَكْسِرِ إذا كان محموداً عند الخِبْرَةِ.
ومَكْسِرُ كل شيء: أَصله. والمَكْسِرُ: المَخْبَرُ؛ يقال: هو طيب المَكْسِرِ ورَدِيءُ المَكْسِر. ورجل صُلْبُ المَكْسِر: باقٍ على الشِّدَّةِ، وأَصله من كَسْرِكَ العُودَ لتَخْبُرَه أَصُلْبٌ أَم رِخْوٌ. ويقال للرجل إذا كانت خُبْرَتُه محمودة: إِنه لطيب المَكْسِرِ.
ويقال: فلان هَشُّ المَكْسِرِ، وهو مدح وذم، فإِذا أَرادوا أَن يقولوا ليس بمُصْلِدِ القِدْحِ فهو مدح، وإِذا أَرادوا أَن يقولوا هو خَوَّارُ العُود فهو ذم، وجمع التكسير ما لم يبنَ على حركة أَوَّله كقولك دِرْهم ودراهم وبَطْن وبُطُون وقِطْف وقُطُوف، وأَما ما يجمع على حركة أَوّله فمثل صالح وصالحون ومسلم ومسلمون.
وكَسَرَ من بَرْدِ الماء وحَرِّه يَكْسِرُ كَسْراً: فَتَّرَ. وانْكَسَر الحَرُّ: فتَر. وكل من عَجَز عن شيء، فقد انْكَسَر عنه. وكل شيء فَتَر عن أَمر يَعْجِزُ عنه يقال فيه: انْكسَر، حتى يقال كَسَرْتُ من برد الماء فانْكَسَر. وكَسَرَ من طَرْفه يَكْسِرُ كَسْراً: غَضَّ. وقال ثعلب: كسَرَ فلان على طرفه أَي غَضَّ منه شيئاً. والكَسْرُ: أَخَسُّ القليل. قال ابن سيده: أُراه من هذا كأَنه كُسِرَ من الكثير، قال ذو الرمة:

إِذا مَرَئيٌّ باعَ بالكَسْرِ بِـنْـتَـهُ

 

فما رَبِحَتْ كَفُّ امْرِئ يَسْتَفِيدُها

والكَسْرُ والكِسْرُ، والفتح أَعلى: الجُزْءُ من العضو، وقيل: هو العضو الوافر، وقيل: هو العضو الذي على حِدَتِه لا يخلط به غيره، وقيل هو نصف العظم بما عليه من اللحم؛ قال:

وعاذِلةٍ هَبَّتْ عَليَّ تَلُومُني

 

وفي كَفِّها كَسْرٌ أَبَحُّ رَذُومُ

أَبو الهيثم: يقال لكل عظم كِسْرٌ وكَسْرٌ، وأَنشد البيت أَيضاً.
الأُمَويّ: ويقال لعظم الساعد مما يلي النصف منه إِلى المِرْفَق كَسْرُ قَبيحٍ؛ وأَنشد شمر:

لو كنتَ عَيْراً، كنتَ عَيْرَ مَـذَلَّةٍ

 

أَو كنتَ كِسْراً، كنتَ كِسْرَ قَبيحِ

وهذا البيت أَورد الجوهري عجزه:

ولو كنتَ كِسْراً، كنتَ كِسْرَ قَبيحِ

قال ابن بري: البيت من الطويل ودخله الخَرْمُ من أَوله، قال: ومنهم من يرويه أَو كنت كسراً، والبيت على هذا من الكامل؛ يقول: لو كنت عيراً لكنت شرَّ الأَعيار وهو عير المذلة، والحمير عندهم شرُّ ذوات الحافر، ولهذا تقول العرب: شر الدواب ما لا يُذَكَّى ولا يُزَكَّى، يَعْنُون الحمير؛ ثم قال: ولو كنت من أَعضاء الإِنسان لكنت شَرَّها لأَنه مضاف إِلى قبيح، والقبيح هو طرفه الذي يَلي طَرَفَ عظم العَضُدِ؛ قال ابن خالويه: وهذا النوع من الهجاء هو عندهم من أَقبح ما يهجى به؛ قال: ومثله قول الآخر:

لو كُنْتُمُ ماءً لكنتم وَشَلا

 

أَو كُنْتُمُ نَخْلاً لكُنْتُمْ دَقَلا

وقول الآخر:

لو كنتَ ماءً كنتَ قَمْطَرِيرا،

أَو كُنْتَ رِيحاً كانَتِ الدَّبُورَا،

أَو كنتَ مُخّاً كُنْتَ مُخّاً رِيرا

الجوهري: الكَسْرُ عظم ليس عليه كبير لحم؛ وأَنشد أَيضاً:

وفي كَفِّها كِسْرٌ أَبَحُّ رَذُومُ

قال: ولا يكون ذلك إِلا وهو مكسور، والجمع من كل ذلك أَكْسارٌ وكُسورٌ.
وفي حديث عمر، رضي الله عنه، قال سعدُ بنُ الأَخْرَم: أَتيته وهو يُطْعم الناسَ من كُسورِ إِبلٍ أَي أَعضائها، واحدها كَسْرٌ وكِسْرٌ، بالفتح والكسر، وقيل: إِنما يقال ذلك له إذا كان مكسوراً؛ وفي حديثه الآخر: فدعا بخُبْز يابس وأَكسارِ بعير؛ أَكسار جمعُ قلة للكِسْرِ، وكُسورٌ جمعُ كثرة؛ قال ابن سيده: وقد يكون الكَسْرُ من الإِنسان وغيره؛ وقوله أَنشده ثعلب:

قد أَنْتَحِي للناقَةِ العَسِيرِ

 

إِذِ الشَّبابُ لَيِّنُ الكُسورِ

فسره فقال: إِذ أَعضائي تمكنني. والكَسْرُ من الحساب: ما لا يبلغ سهماً تامّاً، والجمع كُسورٌ. والكَسْر والكِسْرُ: جانب البيت، وقيل: هو ما انحدر من جانبي البيت عن الطريقتين، ولكل بيت كِسْرانِ. والكَسْرُ والكِسْرُ: الشُّقَّة السُّفْلى من الخباء، والكِسْرُ أَسفل الشُّقَّة التي تلي الأَرض من الخباء، وقيل: هو ما تَكَسَّر أَو تثنى على الأَرض من الشُّقَّة السُّفْلى. وكِسْرا كل شيء: ناحيتاه حتى يقال لناحيتي الصَّحراءِ كِسْراها. وقال أَبو عبيد: فيه لغتان: الفتح والكسر. الجوهري: والكِسْرُ، بالكسر، أَسفلُ شُقَّةِ البيت التي تَلي الأَرضَ من حيثُ يُكْسَرُ جانباه من عن يمينك ويسارك؛ عن ابن السكيت. وفي حديث أُم مَعْبَدٍ: فنظر إِلى شاة في كِسْرِ الخَيْمة أَي جانبها. ولكل بيتٍ كِسْرانِ: عن يمين وشمال، وتفتح الكاف وتكسر، ومنه قيل: فلان مُكاسِرِي أَي جاري. ابن سيده: وهو جاري مُكاسِرِي ومُؤاصِرِي أَي كِسْرُ بيتي إِلى جَنْبِ كِسْرِ بيته. وأَرضٌ ذاتُ كُسُورٍ أَي ذات صُعودٍ وهُبُوطٍ.
وكُسُورُ الأَودية والجبال: معاطفُها وجِرَفَتها وشِعابُها، لا يُفْرد لها واحدٌ، ولا يقال كِسْرُ الوادي. ووادٍ مُكَسَّرٌ: سالتْ كُسُوره؛ ومنه قول بعض العرب: مِلْنا إِلى وادي كذا فوجدناه مُكَسِّراً. وقال ثعلب: واد مُكَسَّرٌ: بالفتح، كأَن الماء كسره أَي أَسال معَاطفَه وجِرَفَتَه، وروي قول الأَعرابي: فوجدناه مُكَسَّراً، بالفتح. وكُسُور الثوب والجلد: غُضُونُه.
وكَسَرَ الطائرُ يَكْسِرُ كَسْراً وكُسُوراً: ضمَّ جناحيه جتى يَنْقَضَّ يريد الوقوعَ، فإِذا ذكرت الجناحين قلت: كَسَرَ جناحيه كَسْراً، وهو إذا ضم منهما شيئاً وهو يريد الوقوع أَو الانقضاض؛ وأَنشد الجوهري للعجاج:

تَقَضِّيَ البازِي إذا البازِيكَسَرْ

والكاسِرُ: العُقابُ، ويقال: بازٍ كاسِرٌ وعُقابٌ كاسر؛ وأَنشد:

كأَنها كاسِرٌ في الجَوّ فَتْخاءُ

طرحوا الهاء لأَن الفعل غالبٌ. وفي حديث النعمان: كأَنها جناح عُقابٍ كاسِرٍ؛ هي التي تَكْسِرُ جناحيها وتضمهما إذا أَرادت السقوط؛ ابن سيده: وعُقاب كاسر؛ قال:

كأَنها، بعدَ كلالِ الزاجـرِ

 

ومَسْحِه، مَرُّ عُقابٍ كاسِرِ

أَراد: كأَنّ مَرَّها مَرُّ عُقابٍ؛ وأَنشده سيبويه:

ومَسْحِ مَرُّ عُقابٍ كاسِرِ

يريد: ومَسْحِه فأَخفى الهاء. قال ابن جني: قال سيبويه كلاماً يظن به في ظاهره أَنه أَدغم الحاء في الهاء بعد أَن قلب الهاء حاء فصارت في ظاهر قوله ومَسْحّ، واستدرك أَبو الحسن ذلك عليه، وقال: إِن هذا لا يجوز إِدغامه لأَن السين ساكنة ولا يجمع بين ساكنين؛ قال: فهذا لعمري تعلق بظاهر لفظه فأَما حقيقة معناه فلم يُرِدْ مَحْضَ الإِدغام؛ قال ابن جني: وليس ينبغي لمن نظر في هذا العلم أَدنى نظر أَن يظنَّ بسيبويه أَنه يتوجه عليه هذا الغلط الفاحش حتى يخرج فيه من خطإِ الإِعراب إِلى كسر الوزن، لأَن هذا الشعر من مشطور الرجز وتقطيع الجزء الذي فيه السين والحاء ومسحه مفاعلن فالحاء بإِزاء عين مفاعلن، فهل يليق بسيبويه أَن يكسر شعراً وهو ينبوع العروض وبحبوحة وزن التفعيل، وفي كتابه أَماكن كثيرة تشهد بمعرفته بهذا العلم واشتماله عليه، فكيف يجوز عليه الخطأ فيما يظهر ويبدو لمن يَتَسانَدُ إِلى طبعه فضلاً عن سيبويه في جلالة قدره؟ قال: ولعل أَبا الحسن الأَخفش إِنما أَراد التشنيع عليه وإِلا فهو كان أَعرف الناس بجلاله؛ ويُعَدَّى فيقال: كَسَرَ جَناحَيْه. الفراء: يقال رجل ذو كَسَراتٍ وهَزَراتٍ، وهو الذي يُغْبَنُ في كل شيء، ويقال: فلان يَكْسِرُ عليه الفُوقَ إذا كان غَضْبانَ عليه؛ وفلان يَكْسِرُ عليه الأَرْعاظَ غَضَباً. ابن الأَعرابي: كَسَرَ الرجلُ إذا باع متاعه ثَوْباً ثَوْباً، وكَسِرَ إذا كَسِلَ.
وبنو كِسْرٍ: بطنٌ من تَغْلِب.
وكِسْرى وكَسْرى، جميعاً بفتح الكاف وكسرها: اسم مَلِكِ الفُرْس، معرّب، هو بالفارسية خُسْرَوْ أَي واسع الملك فَعَرَّبَتْه العربُ فقالت: كِسْرى؛ وورد ذلك في الحديث كثيراً، والجمع أَكاسِرَةٌ وكَساسِرَةٌ وكُسورٌ على غير قياس لأَن قياسه كِسْرَوْنَ، بفتح الراء، مثل عِيسَوْنَ ومُوسَوْنَ، بفتح السين، والنسب إِليه كِسْرِيّ، بكسر الكاف وتشديد الياء، مثل حِرْميٍّ وكِسْرَوِيّ، بفتح الراء وتشديد الياء، ولا يقال كَسْرَوِيّ بفتح الكاف. والمُكَسَّرُ: فَرَسُ سُمَيْدَعٍ. والمُكَسَّرُ: بلد؛ قال مَعْنُ بنُ أَوْسٍ:

فما نُوِّمَتْ حتى ارتُقي بِنقالِهـا

 

من الليل قُصْوى لابَةٍ والمُكَسَّرِ

والمُكَسِّرُ: لقب رجلٍ؛ قال أَبو النجم:

أَو كالمُكَسِّرِ لا تَؤُوبُ جِيادُه

 

إِلا غَوانِمَ، وهي غَيْرُ نِواء

كسس

الكسَسُ: أَن يقصُر الحنَك الأَعْلى عن الأَسفل. والكَسَسُ أَيضاً: قِصَرُ الأَسنان وصِغَرُها، وقيل: هو خروج الأَسنان السُّفلى مع الحنَك الأَسفل وتَقاعُس الحنَك الأَعلى. كَسَّ يَكَسُّ كَساً، وهو أَكَسُّ، وامرأَة كَسَّاء؛ قال الشاعر:

إِذا ما حالَ كُسُّ القوم رُوقا

حال بمعنى تحوّل. وقيل: الكَسَسُ أَن يكون الحنَك الأَعلى أَقصر من الأَسفل فتكون الثَّنِيتان العُلْيَيان وراء السُّفْلَيَيْن من داخل الفم، وقال: ليس من قصر الأَسنان.
والتَّكَسُّس: تَكَلُّفُ الكَسَسِ من غير خِلْقة، واليَلَلُ أَشد من الكَسَس، وقد يكون الكَسَسُ في الحوافر. وكَسَّ الشيء يَكُسُّه كَسّاً: دَقَّه دَقّاً شديداً.
والكَسِيس: لَحْم يُجَفَّف على الحجارة ثم يُدَّقُّ كالسَّوِيق يُتَزوَّد في الأَسفار. وخبز كَسِيسٌ ومَكْسُوس ومُكَسْكَسٌ: مكْسُور. والكَسيس: من أَسماء الخمر. قال: وهي القِنْديد، وقيل: الكَسِيسُ نَبيذ التمر.
والكَسِيسُ: السُّكَّرُ؛ قال أَبو الهندي:

فإِنَّ تُسْقَ من أَعْنـاب وَجٍّ، فـإِنَّـنـا

 

لَنا العَيْن تَجْري من كَسِيسٍ ومن خَمْرِ

وقال أَبو حنيفة: الكَسِيس شراب يتخذ من الذُّرَة والشعير.
والكَسْكاسُ: الرجل القصير الغليظ؛ وأَنشد:

حيث تَرى الحَفْيْتَأَ الكَسْكاسا

 

يَلْتَبِسُ المَوْت به الْتِباسـا

وكَسْكَسَة هوازِن: هو أَن يَزيدُوا بعد كاف المؤنث سيناً فيقولوا: أَعْطَيْتُكِسُ ومِنْكِس، وهذا في الوقف دون الوصل. الأَزهري: الكَسْكَسَة لغة من لغات العرب تقارِب الكَشْكَشَة. وفي حديث معاوية: تَياسَروا عن كَسْكَسَة بكر، يعني إِبدالهم السين من كاف الخطاب، تقول: أَبُوسَ وأُمُّسَ أَي أَبوكَ وأُمُّك، وقيل: هو خاصٌّ بمخاطبة المؤنث، ومنهم من يَدَعُ الكاف بحالها ويزيد بعدها سيناً في الوقف فيقول: مررت بِكِسْ أَي بكِ، واللَّه أَعلم.

كسط

الكُسْطُ: الذي يُتبخر به، لغة في القُسْطِ. التهذيب: يقال كُسْطٌ لهذا العُود البحريّ.

كسطل

الكَسْطَل والكَسْطال: الغُبار، والأَعرف بالقاف.

كسطن

أَبو عمرو: القَسْطانُ والكَسْطانُ: الغُبار، وكَسْطَلٌ وقَسْطَلٌ وكَسْطَنٌ؛ وأَنشد:

حتى إذا ما الشمسُ هَمَّتْ بعَرَجْ،

أَهابَ راعِيها فثارَتْ برَهَجْ،

تُثير كَسْطانَ مَراغ ذ وَهَجْ

كسع

الكَسْعُ: أَنْ تَضْرِبَ بيدك أَو برجلك بصدر قدمك على دبر إِنسان أَو شيء. وفي حديث زيد بن أَرقم: أَنَّ رجلاً كَسَعَ رجلاً من الأَنْصار أَي ضرَب دُبُرَه بيده. وكَسَعَهم بالسيفِ يَكْسَعُهم كَسْعاً: اتَّبَعَ أَدبارَهم فضربهم به مثل يَكْسَؤُهم ويقال: ولَّى القومُ أَدْبارَهم فَكَسَعُوهم بسيوفهم أَي ضربوا دَوابِرَهم. ويقال للرجل إذا هَزَمَ القوم فمرَّ وهو يَطْرُدُهُم: مَرَّ فلان يَكْسَؤُهم ويَكْسَعُهم أَي يتبعهم.
وفي حديث طلحة يوم أُحد: فَضَرَبْتُ عُرْقُوبَ فرَسِه فاكْتَسَعَتْ به أَي سَقَطَتْ من ناحية مُؤَخَّرِها ورَمَتْ به. وفي حديث الحُدَيْبيةِ: وعليٌّ يَكْسَعُها بقائِمِ السيفِ أَي يَضْرِبُها من أَسْفَلَ. وورَدَتِ الخيولُ يَكْسَعُ بعضُها بعضاً، وكَسَعه بما ساءَه: تكلم فرماه على إِثْر قوله بكلمة يَسوءُه بها، وقيل: كَسَعَه إذا هَمَزَه من ورائه بكلامٍ قبيح.
وقولهم: مَرَّ فلان يَكْسَعُ، قال الأَصمعي: الكَسْعُ شدَّةُ المَرِّ.
يقال: كَسَعَه بكذا وكذا إذا جعله تابعاً له ومُذْهَباً به؛ وأَنشد لأَبي شبل الأَعرابي:

كُسِعَ الشِّتاءُ بسَبْعةٍ غُبْرِ:

 

أَيامِ شَهْلَتِنا من الشَّهْـرِ

فإِذا انْقَضَتْ أَيّامُ شَهْلَتِنا:

 

صِنٌّ وصِنَّبْرٌ مع الوَبْرِ

وبآمِرٍ وأَخِيهِ مُؤْتَـمِـرٍ

 

ومُعَلِّلٍ وبِمُطْفِئ الجَمْرِ

ذهَب الشِّتاءُ مُوَلِّياً هَرَباً

 

وأَتَتْكَ واقِدَةٌ من النَّجْرِ

وكَسَعَ الناقةَ بغُبْرِها يَكْسَعُها كَسْعاً: ترك في خِلْفِها بِقِيَّةً من اللبن، يريد بذلك تَغْرِيزَها وهو أَشدُ لها؛ قال الحرِثُ بن حِلِّزةَ:

لا تَكْسَعِ الشَّوْلَ بأَغْبارِها

 

إَنَّكَ لا تَدْرِي مَنِ الناتِجُ

واحْلُبْ لأَضْيافِكَ أَلْبانها

 

فإنَّ شَرَّ اللبَنِ الوالِـجُ

أَغْبارُها: جمع الغُبْرِ وهي بقيّةُ اللبن في الضرْعِ، والوالِجُ أَي الذي يَلِجُ في ظُهُورِها من اللبن المَكْسُوعِ؛ يقول: لا تُغَزِّرْ إِبِلَك تَطلُبُ بذلك قُوَّةَ نَسْلِها واحْلُبْها لأَضْيافِكَ، فلعلَّ عدوّاً يُغيرُ عليها فيكون نتاجُها له دونك، وقيل: الكسْع أن يُضْرَبَ ضَرْعُها بالماء البارد ليَجِفَّ لبنُها ويَترادّ في ظهرها فيكون أقوى لها على الجَدْب في العامِ القابِلِ، ومنه قيل رجل مُكَسَّعٌ، وهو من نعت العَزَبِ إذا لم يَتَزَوَّجْ، وتفسيره: رُدَّت بقيته في ظهره؛ قال الراجز:

والله لا يُخْرِجُها مِنْ قَعْرِه

 

إِلاَّ فَتىً مُكَسَّعٌ بِغُـبْـرِه

وقال الأَزهري: الكَسْعُ أَن يؤخَذَ ماءٌ باردٌ فَيُضْرَبَ به ضُرُوعُ الإِبل الحلوبة إذا أَرادوا تَغْزِيرَها ليَبْقَى لها طِرْقُها ويكون أَقْوى لأَولادِها التي تُنْتَجُها، وقيل: الكَسَعُ أَن تَتْرُكَ لبناً فيها لا تَحْتَلِبُها، وقيل: هو علاجُ الضرْعِ بالمَسْحِ وغيره حتى يَذْهَبَ اللبن ويَرْتَفِعَ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

أَكْبَرُ ما نَعْلَمُه مِنْ كُفْرِه

أَنْ كُلّها يَكْسَعُها بغُبْـرِه،

ولا يُبالي وَطْأَها في قَبْرِه

يعني الحديث فيمن لا يؤدِّي زكاة نعَمه أَنَّها تَطَؤُه، يقول: هذا كُفْرُه وعَيْبُه. وفي الحديث: إِنَّ الإِبلَ والغَنَمَ إذا لم يعط صاحِبُها حَقَّها أَي زكاتَها وما يجب فيها بُطِحَ لها يومَ القيامة بِقاعٍ قَرْقَر فَوَطِئَتْه لأَنه يَمْنَعُ حَقَّها ودَرَّها ويَكْسَعُها ولا يُبالي أَن تَطَأَه بعد موته. وحكي عن أَعرابي أَنه قال: ضِفْتُ قوماً فأَتَوْني بكُسَعٍ جَبِيزاتٍ مُعَشِّشاتٍ؛ قال: الكُسَعُ الكِسَرُ، والجِبِيزاتُ اليابِساتُ، والمُعَشِّشاتُ المُكَرَّجاتُ. واكْتَسَعَ الكلبُ بذَنَبِه إذا اسْتَثْفَرَ. وكَسَعَتِ الظَّبْيةُ والناقةُ إذا أَدخلتا ذَنَبَيْهِما بين أَرْجُلِهما، وناقة كاسِعٌ بغير هاء. وقال أَبو سعيد: إذا خَطَرَ الفحْلُ فضرب فَخِذَيْه بذنبه فذلك الاكْتِساعُ، فإِن شالَ به ثم طَواه فقد عَقْرَبَه.
والكُسْعُومُ: الحِمارُ بالحِمْيَرِيّةِ، والميم زائدة.
والكُسْعةُ: الرِّيشُ الأَبيض المجتمع تحت ذنَب الطائِر، وفي التهذيب: تحت ذنب العُقابِ، والصِّفةُ أَكْسَعُ، وجمعها الكُسَعُ، والكَسَعُ في شِياتِ الخيل من وضَحِ القوائمِ: أَن يكون البياضُ في طرَفِ الثُّنَّةِ في الرجْل، يقال: فرَسٌ أَكْسَعُ. والكُسْعَةُ: النُّكْتةُ البَيْضاء في جبْهة الدابة وغيرها، وقيل في جنبها. والكُسْعةُ: الحُمُرُ السائمةُ. ومنه الحديث: ليس في الكُسْعةِ صَدَقةٌ، وقيل: هي الحمر كلها. قال الأَزهري: سميت الحمر كُسْعةً لأَنها تُكْسَعُ في أَدْبارِها إذا سِيقَتْ وعليها أَحْمالُها. قال أَبو سعيد: والكُسْعةُ تَقَعُ على الإِبل العَوامِل والبقَر الحَوامِلِ والحَمِيرِ والرَّقِيقِ، وإِنما كُسْعَتُها أَنها تُكْسَعُ بالعصا إذا سيقَت، والحمير ليست أَولى بالكُسعةِ من غيرها، وقال ثعلب: هي الحمر والعبيد: وقال ابن الأَعرابي: الكُسْعة الرقيق، سمي كسْعة لأَنك تَكْسَعُه إِلى حاجتك، قال: والنّخَّةُ الحمير، والجَبْهةُ الخيل.
وفي نوادر الأَعراب: كَسَعَ فلان فلاناً وكَسَحَه وثَفَنَه ولَظَّه ولاظَه يَلُظُّه ويَلُوظُه ويَلأَظُه إذا طَرَدَه.
والكُسْعةُ: وثَنٌ كان يُعْبَدُ، وتَكَسَّعَ في ضلاله ذهَب كَتَسَكَّعَ؛ عن ثعلب.
والكُسَعُ: حَيٌّ من قَيْسِ عَيْلانَ، وقيل: هم حيّ من اليمن رُماةٌ، ومنهم الكُسَعِيُّ الذي يُضْرَبُ به المثلُ في النَّدامةِ، وهو رجل رامٍ رَمى بعدما أَسْدَفَ الليلُ عَيْراً فأَصابَه وظن أَنه أَخْطأَه فَكَسَرَ قَوْسَه، وقيل: وقطع إِصْبَعَه ثم نَدِمَ من الغَدِ حين نظر إِلى العَيْر مقتولاً وسَهْمُه فيه، فصار مثلاً لكل نادم على فِعْل يَفْعَلُه؛ وإِياه عَنى الفرزدقُ بقوله:

نَدِمْتُ نَدامةَ الكُسَعِيِّ، لَمَّا

 

غَدَتْ مِنِّي مُطَلَّقةً نَوارُ

وقال الآخر:

نَدِمْتُ نَدامةَ الكُسَعيّ، لَمَّا

 

رأَتْ عيناه ما فَعَلَتْ يَداهُ

وقيل: كان اسمه مُحارِبَ بن قَيْسٍ من بني كُسَيْعةَ أَو بني الكُسَعِ بطن من حمير؛ وكان من حديث الكسعي أَنه كان يرعى إِبلاً له في وادٍ فيه حَمْضٌ وشَوْحَطٌ، فإِمّا رَبَّى نَبْعةً حتى اتخذ منها قوساً، وإِما رأَى قَضِيبَ شَوْحَطٍ نابتاً في صخرة فأَعْجَبَه فجعلَ يُقوِّمُه حتى بلغ أَن يكون قَوْساً فقطعه وقال:

يا رَبِّ سَدِّدْني لنَحْتِ قَوْسي،

فإِنَّها من لَذَّتي لنَـفْـسـي،

وانْفَعْ بقَوْسي ولَدِي وعِرْسي؛

أنْحَتُ صَفْراءَ كَلَوْنِ الوَرْسِ،

كَبْداءَ ليسَتْ كالقِسِيِّ النُّكْـسِ

حتى إذا فرغ من نحتها بَرى من بَقِيَّتها خمسة أَسْهُمٍ ثم قال:

هُنَّ ورَبِّي أَسْهُـمٌ حِـسـانُ

يَلَذُّ للرَّمْي بهـا الـبَـنـانُ،

كأَنَّمـا قَـوَّمَـهـا مِـيزانُ

فأَبْشِرُوا بالخِصْبِ يا صِبْيانُ

إِنْ لمْ يَعُقْني الشُّؤْمُ والحِرْمانُ

ثم خرج ليلاً إِلى قُتْرة له على مَوارِدِ حُمُرِ الوحْش فَرَمى عَيْراً منها فأَنْفَذَه، وأَوْرى السهمُ في الصوَّانة ناراً فظن أَنه أَخطأَ فقال:

أَعوذُ بالمُهَيْمِـنِ الـرحْـمـنِ

من نَكَدِ الجَدِّ مع الحِـرْمـانِ،

ما لي رَأَيتُ السَّهْمَ في الصَّوّانِ

يُورِي شَرارَ النارِ كالعِقْبـانِ،

أَخْلَفَ ظَنِّي ورَجا الصِّـبْـيانِ

ثم وردت الحمر ثانية فرمى عيراً منها فكان كالذي مَضى من رَمْيه فقال:

أَعوذُ بالرحْمنِ من شَرِّ القَدَرْ،

لا بارَك الرحمنُ في أُمِّ القُتَرْ!

أَأُمْغِطُ السَّهْمَ لإِرْهاقِ الضَّرَرْ،

أَمْ ذاكَ من سُوءِ احْتِمالٍ ونَظَرْ،

أَمْ ليس يُغْني حَذَرٌ عند قَدَرْ؟

المَغْطُ والإِمْغاطُ: سُرْعةُ النزْعِ بالسهم؛ قال: ثم وردت الحمر ثالثة فكان كما مضى من رميه فقال:

إِنِّي لشُؤْمي وشَقائي ونَكَدْ،

قد شَفَّ مِنِّي ما أَرَى حَرُّ الكَبِدْ،

أَخْلَفَ ما أَرْجُو لأَهْلي ووَلَدْ

ثم وردت الحمر رابعة فكان كما مضى من رميه الأَوّل فقال:

ما بالُ سَهْمِي يُظْهِرُ الحُباحِبَا؟

قد كنتُ أَرْجُو أَن يكونَ صائِبا،

إِذْ أَمكَنَ العَيْرُ وأَبْدَى جانِبا،

فصار رَأْبي فيه رَأْياً كاذِبا

ثم وردت الحمر خامسة فكان كما مضى من رميه فقال:

أَبَعْدَ خَمْسٍ قد حَفِظْتُ عَدَّها

أَحْمِلُ قَوْسِي وأُرِيدُ رَدَّها؟

أَخْزَى إِلَهِي لِينَها وشَدَّها

واللهِ لا تَسْلَمُ عِنْدِي بَعْدَها،

ولا أُرَجِّي، ما حَييتُ، رِفْدَها

ثم خرج من قُتْرَتِه حتى جاء بها إِلى صخرة فضربها بها حتى كَسَرَها ثم نام إِلى جانبها حتى أَصبح؛ فلما أَصبح ونظر إِلى نبله مُضَرَّجة بالدماء وإِلى الحُمُرِ مُصَرَّعةً حوله عَضَّ إِبهامه فقطعها ثم أَنشأَ يقول:

نَدِمْتُ نَدامةً، لو أَنَّ نَـفْـسِـي

 

تُطاوِعُني، إذا لَبَتَرْتُ خَمْسِي!

تَبَيَّنَ لي سَفاه الـرَّأْي مِـنِّـي

 

لَعَمْرُ الله، حينَ كَسَرْتُ قَوْسِي!

كسعم

الكُعْسُوم: الحِمار، بالحِمْيرية. ويقال: بل الكُسْعُوم، والأَصل فيه الكُسْعة، والميم زائدة، وجمع الكُسْعُوم كَساعِيم، سميت كُسْعوماً لأَنها تُكْسَع مِن خَلْفِها.

كسف

كسَف القمرُ يَكْسِفُ كُسوفاً، وكذلك الشمس كسَفَتْ تَكْسِف كسوفاً: ذهب ضوءُها واسْوَدَّت، وبعض يقول انكسف وهو خطأٌ، وكسفها اللّه وأَكسفها، والأَول أَعلى، والقمر في كل ذلك كالشمس. وكسف القمر: ذهب نوره وتغيَّر إلى السواد. وفي الحديث عن جابر، رضي اللّه عنه. قال: انكسفت الشمس على عهد رسول اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، في حديث طويل؛ وكذلك رواه أَبو عبيد: انكسفت. وكسَف الرجلُ إذا نكَّس طَرْفه. وكسَفَت حالُه: ساءت، وكَسفَت إذا تغيَّرت. وكسفت الشمس وخسَفت بمعنى واحد، وقد تكرر في الحديث ذكر الكُسوف والخُسوف للشمس والقمر فرواه جماعة فيهما بالكاف، ورواه جماعة فيهما بالخاء، ورواه جماعة في الشمس بالكاف وفي القمر بالخاء، وكلهم روَوا أَن الشمس والقمر آيتان من آيات اللّه لا يَنْكسفان لموت أَحد ولا لحياته، والكثير في اللغة وهو اختيار الفراء أَن يكون الكسوف للشمس والخسوف للقمر، يقال: كسَفت الشمس وكسفها اللّه وانكسفت، وخسف القمر وخسَفه اللّه وانخسف؛ وورد في طريق آخر: إنَّ الشمس والقمر لا ينخسفان لموت أَحد ولا لحياته؛ قال ابن الأَثير: خسف القمر بوزن فَعَل إذا كان الفعل له، وخُسِف على ما لم يسمَّ فاعله، قال: وقد ورد الخسوف في الحديث كثيراً للشمس والمعروف لها في اللغة الكسوف لا الخسوف، قال: فأَما إطلاقه في مثل هذا فتغليباً للقمر لتذكيره على تأَنيث الشمس يجمع بينهما فيما يخص القمر، وللمعارضة أَيضاً لما جاء في الرواية الأُولى لا ينكسفان، قال: وأَما إطلاق الخسوف على الشمس منفردة فلاشتراك الخسوف والكسوف في معنى ذهاب نورهما وإظلامهما. والانخِساف: مطاوع خسَفْته فانخَسَف، وقد تقدم عامة ذلك في خسف. أَبو زيد: كسفت الشمس إذا اسْودَّت بالنهار، وكسفت الشمسُ النجومَ إذا غلب ضوءُها على النجوم فلم يبدُ منها شي، فالشمس حينئذ كاسفة النجوم، يتعدَّى ولا يتعدى؛ قال جرير:

فالشمسُ طالعةٌ ليست بكاسـفةٍ

 

تَبكي عليك، نُجومَ الليلِ والقَمرا

قال: ومعناه أَنها طالعة تبكي عليك ولم تكسِف ضوء النجوم ولا القمر لأَنها في طلوعها خاشعةً باكيةً لا نور لها، قال: وكذلك كسف القمرُ إلا أَن الأَجود فيه أَن يقال خسَف القَمرُ، والعامة تقول انكسفت الشمس، قال:وتقول خشَعَت الشمس وكسَفت وخسَفت بمعنى واحد؛ وروى الليث البيت:

الشمسُ كاسفةٌ ليست بطالـعةٍ

 

تبكي عليك نجومَ الليلِ والقَمرا

فقال: أَراد ما طلع نجم وما طلع قمر، ثم صرفه فنصبه، وهذا كما تقول: لا آتيك مطْرَ السماء أَي ما مَطَرَت السماء، وطُلوعَ الشمسِ أَي ما طَلعت الشمسُ، ثم صرفته فنصبته. وقال شمر: سمعت ابن الأَعرابي يقول تبكي عليك نجومَ الليل والقمرا أَي ما دامت النجوم والقمر، وحكي عن الكسائي مثله، قال: وقلت للفراء: إنهم يقولون فيه إنه على معنى المغالبة باكيته فبكيته فالشمس تغلب النجوم بكاء، فقال: إن هذا الوجه حسن، فقلت: ما هذا بحسن ولا قريب منه. وكسَف بالُه يَكْسف إذا حدثته نفسه بالشرّ، وأَكْسفه الحزنُ؛ قال أَبو ذؤيب:

يَرْمِي الغُيُوبَ بعَينَيْه ومَطْـرِفُـه

 

مُغْضٍ، كما كسَف المُسْتأْخذُ الرَّمِدُ

وقيل: كُسوف باله أَن يَضِيق عليه أَمله. ورجل كاسفُ البال أَي سيِّء الحال. ورجل كاسفُ الوجه: عابسُه من سوء الحال؛ يقال: عبَس في وجهي وكسَفَ كُسوفاً. والكُسوف في الوجه: الصفرة والتغير. ورجل كاسف: مهموم قد تغير لونه وهُزل من الحزن. وفي المثل: أَكَسْفاً وإمْساكاَ؟ أَي أَعبوساً مع بُخل. والتكسيف: التقطيع. وكسَف الشيءَ يكْسِفه كسْفاً وكسَّفه، كلاهما: قطعه، وخص بعضهم به الثوب والأَديم.
والكِسْف والكِسْفةُ والكَسِيفة: القِطْعة مما قطَعْت. وفي الحديث: أَنه جاء بثريدة كِسْفٍ أَي خبز مكسّر، وهي جمع كِسْفة للقطعة من الشيء. وفي حديث أَبي الدرداء، رضي اللّه عنه: قال بعضهم رأَيته وعليه كِسافٌ أَي قطعة ثوب؛ قال ابن الأَثير: وكأَنها جمع كِسْفة أَو كِسْف. وكِسْف السحاب وكِسَفُه: قِطَعُه، وقيل إذا كانت عريضة فهي كِسْف. وفي التنزيل: وإن يروا كِسْفاً من السماء؛ الفراء في قوله تعالى: أَو تسقط السماء كما زعمت علينا كِسَفاً، قال: الكِسْفُ والكِسَفُ وجهان، والكِسْفُ: الجِماعُ، قال: وسمعت أَعرابياً يقول أَعطني كِسْفة من ثوبك يريد قِطْعة، كقولك خَرْقة، وكُسِفَ فعل، وقد يكون الكِسْف جماعاً للكِسفة مثل عُشْبة وعُشْب؛ وقال الزجاج: قرئ كِسْفاً وكِسَفاً، فمن قرأَ كِسَفاً جعلها جمع كِسْفة وهي القِطْعة، ومن قرأَ كِسْفاً جعله واحداً، قال: أَو تسقطها طَبَقاً علينا، واشتقاقه من كسَفْت الشيء إذا غطَّيته. وسئل أَبو الهيثم عن قولهم كسَفْت الثوبَ أَي قطعته فقال: كلُّ شيء قطعتَه فقد كسفته. أَبو عمرو: يقال لخِرَق القميص قبل أَن تؤلَّف الكِسَفُ والكِيَف والحِذَف، واحدتها كِسْفة وكِيفةٌ وحِذْفةٌ. ابن السكيت: يقال كسَف أَملُه فهو كاسف إذا انقطع رجاؤه مما كان يأْمل ولم ينبسط، وكسَف بالُه يكسِف حدَّثته نفسه بالشر.
والكَسْفُ: قَطع العُرْقُوب وهو مصدر كسَفْت البعير إذا قطعت عُرْقوبه.
وكسَف عرقوبه يكْسِفُه كَسْفاً: قطَع عصَبَته دون سائر الرِّجل. ويقال: استدبَر فرَسَه فكسَف عرقوبيه. وفي الحديث: أَن صفْوان كسَف عُرقوبَ راحِلَتِه أَي قطَعه بالسيف.

كسق

الكَوْسَقُ: الكَوْسَجُ معرب.

كسل

الليث: الكَسَل التَّثاقُل عما لا ينبغي أَن يُتَثاقَل عنه، والفعل كَسِل وأَكْسَل؛ وأَنشد أَبو عبيدة للعجاج:

أَظَنَّتِ الدَّهْنا وظَنَّ مِـسْـحَـلُ

 

أَن الأَميرَ بالقَضـاء يَعْـجَـلُ

عن كَسَلاتي، والحِصان يُكْسِـلُ

 

عن السِّفادِ، وهو طِرْفٌ هَيْكَلُ؟

قال أَبو عبيدة: وسمعت رؤْبة ينشدها: فالجواد يُكْسِل؛ قال: وسمعت غيره من ربيعة الجُوعِ يرويه: يَكْسَل، قال ابن بري: فمن روى يَكْسَل فمعناه يثقُل، ومن روى يُكْسِل فمعناه تنقطع شهوته عند الجماع قبل أَن يصل إِلى حاجته؛ وقال العجاج أَيضاً:

قد ذاد لا يَسْتَكْسِل المَكاسِلا

أَراد بالمَكاسِل الكَسَل أَي لا يَكْسَل كَسَلاً. المحكم: الكَسَل التثاقُل عن الشيء والفُتور فيه؛ كَسِل عنه، بالكسر، كَسَلاً، فهو كَسِل وكَسْلان والجمع كَسالى وكُسالى وكَسْلى. قال الجوهري وإِن شئت كسرت اللام كما قلنا في الصَّحارِي، والأُنثى كَسِلة وكَسْلى وكَسْلانة وكَسُول ومِكْسال. ويقال: فلان لا تُكْسِله المَكاسِل؛ يقول: لا تُثْقِلُه وجوه الكَسَل. والمِكْسال والكَسُول: التي لا تكاد تبرَح مجلسَها، وهو مدحٌ لها مثل نَؤوم الضحى، وقد أَكْسَله الأَمر. وأَكْسَل الرجلُ: عَزَل فلم يُرِدْ ولداً، وقيل: هو أَن يعالج فلا يُنزل، ويقال في فحل الإِبل أَيضاً. وفي الحديث أَن رجلاً سأَل النبي، صلى الله عليه وسلم: إِن أَحدنا يجامع فيُكْسِل؛ معناه أَنه يفتُرُ ذكَرُه قبل الإِنزال وبعد الإِيلاج وعليه الغسل إذا فعل ذلك لالتقاء الخِتانين. وفي الحديث: ليس في الإِكْسال إِلا الطَّهُور؛ أَكْسَلَ إذا جامع ثنم لَحِقه فُتور فلم يُنْزِل، ومعناه صار ذا كَسَل، قال ابن الأَثير: ليس في الإِكْسال غُسْل وإِنما فيه الوضوء، وهذا على مذهب مَنْ رأَى أَن الغسل لا يجب إِلا من الإِنزال، وهو منسوخ، والطَّهور ههنا يروى بالفتح ويراد به التطهر، وقد أَثبت سيبويه الطَّهور والوَضوء والوَقود، بالفتح، في المصادر. وكَسِلَ الفحلُ وأَكْسَلَ: فَدَر؛ وقول العجاج:

أَإِن كَسِلْتُ والجَواد يَكْسَلُ

فجاء به على فَعِلْت، ذهب ب إِلى الدّاءِ لأَن عامة أَفعال الداء على فَعِلْت.
والكِسْل: وَتَرُ المِنْفَحة، والمِنْفَحة: القوس التي يُنْدَف بها القُطْن؛ قال:

وأَبْغِ لي مِنْفَحةً وكِسْلا

ابن الأَعرابي: الكِسْل وتَر قوس الندَّاف إذا نزع منها، وقال غيره: المِكْسَل وتر قوس الندّاف إذا خلع منها. والكَوْسَلة: الحَوْثَرَة وهي رأْس الأُذَافِ، وبه سمي الرجل حَوْثَرة، وفي ترجمة كسل: الكَوْسَلة، بالسين في الفَيْشة ولعل الشين فيها لغة، وقد ذكرناه في كَشَل أَيضاً مبيناً.

كسم

ابن الأَعرابي: الكَسْمُ الكَدُّ على العيال من حرام أَو حلال، وقال: كَسَمَ وكَسَبَ واحد. والكَسْم: البَقية تَبْقى في يدك من الشيء اليابس. والكَسْمُ: فَتُّك الشيء بيدك ولا يكون إلا من شيء يابس، كَسَمه يَكْسِمه كَسْماً؛ وقول الشاعر:

وحامِل القِدْر أَبو يَكْسُوم

يقال: جاء يَحْمِل القِدْر إذا جاء بالشر. والكَيْسُوم: الكثير من الحشيش، ولُمْعة أُكْسُوم وكَيْسُوم؛ أَنشد أبو حنيفة:

باتَتْ تُعَشَّى الحَمْضَ بالقَصِيمِ،

 

ومِنْ حَليٍّ وَسْطَه كَـيْسُـومِ

الأَصمعي: الأَكاسِمُ اللُّمَعُ من النبت المتراكبة.
يقال: لُمْعةٌ أُكْسُومٌ أَي مُتراكِمة؛ وأَنشد:

أَكاسِماً للِطَّرْفِ فيها مُتَّسَعْ،

 

ولِلأَيُولِ الآيلِ الصَّبّ فَنَعْ

وقال غيره: روضة أُكْسُومٌ ويَكْسُوم أَي نَدِيَّة كثيرة، وأَبو يَكْسُوم من ذلك: صاحب الفيل؛ قال لبيد:

لو كان حَيٌّ في الحياة مُخَلَّداً،

 

في الدَّهْر، أَلْفاه أَبو يَكْسُوم

وكَيْسوم، فَيْعُول: منه. وخَيْل أَكاسِمُ أَي كثيرة يكاد يركب بعضها بعضاً. وَكَيْسَمٌ: أَبو بطن من العرب مشتق من ذلك. وكَيْسُومٌ: اسم وهو أَيضاً موضع، مُعَرَّب. ويَكْسُوم: اسم أَعجمي. ويَكْسُوم: موضع.

كشأ

كَشَأَ وَسَطَه كَشْأَ: قَطَعَه. وكَشَأَ المرأَةَ كَشْأً: نَكَحها. وكَشَأَ اللحمَ كَشْأً، فهو كشِيءٌ، وأَكْشَأَه، كلاهما: شَواهُ حتى يَبِسَ، ومثله: وزَأْتُ اللحمَ إذا أَيْبَسْتَه.
وفلان يَتَكَشَّأُ اللحمَ: يأْكله وهو يابِسٌ.
وكَشَأَ يَكْشَأُ إذا أَكلَ قَطْعَةً مِن الكَشِيء، وهو الشِّواءُ المُنْضَجُ. وأَكْشَأَ إذا أَكَلَ الكَشيءَ، وكَشَأْتُ اللحمَ وكَشَّأْته إذا أَكلتَه. قال: ولا يقال في غير اللحم. وكَشَأْتُ القِثَّاءَ: أَكَلْته.
وكَشَأَ الطَّعامَ كَشْأَ: أَكلَه، وقيل: أَكله خَضْماً، كما يُؤْكَلُ القِثَّاءُ ونحوه.
وكَشِئ من الطعام كَشْأً وكَشَاءً، الأَخيرة عن كُراع، فهو كَشِئ وكَشِيءٌ، ورجل كَشِيءٌ: مُمْتَلِئ من الطَّعام.
وَتكَشَّأَ: امْتَلأً. وتَكَشَّأَ الأَدِيمُ تَكَشُّؤاً إذا تَقَشَّر.
وقال الفَرَّاُ: كَشَأْتُه ولَفَأْتُه أَي قَشَرْتُه. وكَشِئ السِّقاءُ كَشْأً: بانَتْ أَدَمَتُه مِن بَشَرَتِه. قال أَبو حنيفة: هو إذا أُطِيلَ طَيُّه فَيَبِسَ في طَيِّه وتَكَسَّرَ. وكَشِئْتُ من الطَّعام كَشْأً: وهو أَن تَمْتَلِئ منه.
وكَشَأْتُ وَسَطَه بالسيف كَشْأَ إذا قطعته.
والكَشْءُ: غِلَظٌ في جِلْد اليَدِ وتَقَبُّضٌ. وقد كَشِئَتْ يَدُه.
وذو كَشَاءٍ: موضعٌ، حكاه أَبو حنيفة قال: وقالت جِنِّيَّةٌ مَن أَراد الشِّفَاءَ مِن كل داءٍ فعليه بِنَباتِ البُرْقةِ من ذِي كَشَاءٍ. تعني بَنَبات البُرْقةِ الكُرَّاثَ، وهو مذكور في موضعه.

كشب

الكَشْبُ: شِدَّةُ أَكْلِ اللحمِ ونحوه، وقد كَشَبه. الأَزهري: كَشَبَ اللحمَ كَشْباً: أَكله بشِدَّة. والتَّكْشِيبُ للمبالغة؛ قال:

ثم ظَلِلْنا في شِواءٍ، رُعْبَبُهْ

 

مُلَهْوَجٍ مِثلِ الكُشَى نُكَشِّبُهْ

الكُشَى: جمعُ كُشْية، وهي شَحْمةُ كُلْية الضَّبِّ. وكُشُبٌ: جبل معروف، وقيل اسم جبل في البادية.

كشث

الكَشُوثُ، والأُكْشُوثُ، والكَشُوثَى: كلُّ ذلك نباتٌ مُجْتَثٌّ مقطوعُ الأَصل، وقيل: لا أَصل له، وهو أَصْفَرُ يتعلق بأَطراف الشَّوْكِ وغيره، ويُجْعَلُ في النبيذ سَوادِيَّةٌ، يقولون: كَشُوثاء. الجوهري: الكَشُوثُ نبتٌ يَتَعلَّقُ بأَغصانِ الشجرِ، من غير أَن يَضْرِبَ بعِرْقٍ في الأَرض؛ قال الشاعر:

هو الكَشُوثُ، فلا أَصلٌ، ولا وَرَقٌ،

 

ولا نَسيمٌ، ولا ظِـلٌ، ولا ثَـمَـرُ

ابن الأَعرابي: الكَشُوثاءُ الفَقَدُ، وهو الزُّحْمُوكُ؛ قال ابن الأَعرابي: جاء على فَعُولاء ممدوداً، جَلُولاءُ وحَرُوراءُ، وهما بَلدَان؛ وكَشُوثاءُ يسميه الناسُ الكَشُوثَ؛ قال: وبزْرُ قَطُونا، قال: والمدُّ فيها أَكثر، وقد يقصران، وفتَح الكاف من كَشُوثاء.

كشح

الكَشْحُ: ما بين الخاصرة إِلى الضِّلَعِ الخَلف، وهو من لَدُن السرة إِلى المَتْن؛ قال طَرَفَةُ:

وآلَيْتُ لا يَنْفَكُّ كَشْحِي بِطانَةً

 

لعَضْبٍ، رَقيقِ الشَّفْرَتَيْنِ،

مُهَنَّدِ قال الأَزهري: هما كَشْحانِ وهو موقِع السيف من المُتَقَلَّد؛ وفي حديث سعد: إِن أَميركم هذا لأَهْضَمُ الكَشْحَين أَي دقيق الخَصْرين؛ قال ابن سيده: وقيل الكَشْحان جانبا البطن من ظاهر وباطن وهما من الخيل كذلك؛ وقيل: الكَشْحُ ما بين الحَجَبَة إِلى الإِبط؛ وقيل: هو الخَصْر؛ وقيل: هو الحشى، والكَشْحُ: أَحد جانِبَيِ الوِشاحِ؛ وقيل: إِن الكَشْحَ من الجسم إِنما سمي بذلك لوقوعه عليه، وجمع كل ذلك كُشوح لا يُكَسَّر إِلاَّ عليه؛ قال أَبو ذؤَيب:

كأَنَّ الظّباءَ كُشُوحُ النِّـسـا

 

ءِ، يَطْفون فوقَ ذَراه جُنوحا

شبه بياضَ الظباء ببياض الوَدَع.
وكَشِحَ كَشَحاً: شَكا كَشْحَه. والكَشَحُ: داء يصيب الكَشْحَ. وكَوى كَشْحَه على أَمر: استمر عليه؛ وكذلك الذاهب القاطع الرحم؛ قال:

طَوى كَشْحاً خليلُك والجَناحا

 

لبَيْنٍ منكَ، ثم غَدا صُراحا

وكذلك إذا عاداك وفاسَدَك، يقال: طوى كَشْحاً على ضِغْن إذا أَضمره؛ قال زهير:

وكانَ طَوى كَشْحاً على مُسْتكِنَّةٍ

 

فلا هو أَبْداها، ولم يَتَجَمْجَـمِ

والكاشِحُ: المتولي عنك بِوُدّه. ويقال: طَوى فلانٌ كَشْحَه إذا قطعك وعاداك؛ ومنه قول الأَعشى:

وكانَ طَوى كَشْحاً وأَبَّ ليَذْهَبا

قال الأَزهري: يحتمل قوله وكان طوى كَشْحاً أَي عزم على أَمر واستمرت عزيمته. ويقال: طوى كشحه عنه إذا أَعرض عنه. وقال الجوهري: طويتُ كَشْحي على الأَمر إذا أَضمرته وسترته. والكاشحُ: العَدُوُّ المُبْغِضُ. والكاشح: الذي يضمر لك العداوة. يقال: كَشَحَ له بالعداوة وكاشَحه بمعنىً. قال ابن سيده: والكاشح العدوّ الباطنُ العداوة كأَنه يطويها في كَشْحه، أَو كأَنه يُوَلِّيك كَشْحَه ويُعْرِض عنك بوجهه، والاسم الكُشاحة. وفي الحديث: أَفضل الصدقة على ذي الرَّحِم الكاشِحِ؛ الكاشح: العدوُّ الذي يضمر عداوته ويطوي عليها كَشْحه أَي باطنه. والكَشْحُ: الخَصْر. والذي يَطْوي عنك كَشْحَه ولا يأْلفك. وسمي العدوُّ كاشحاً لأَنه وَلاَّك كَشْحَه وأَعرض عنك؛ وقيل: لأَنه يَخْبَأُ العداوة في كَشْحه وفيه كَبِدُه، والكَبِدُ بيت العداوة والبَغْضاء؛ ومنه قيل للعدوّ: أَسودُ الكبد كأَنَّ العداوةَ أَحرقت الكَبِدَ؛ وكاشَحه بالعداوة مكاشحة وكِشاحاً. قال المُفَضَّل: الكاشحُ لصاحبه مأخوذ من المِكْشاحِ، وهو الفأْس. والكُشاحة: المُقاطعة. وكَشَحَت الدابةُ إذا أَدخلت ذنبها بين رجليها؛ وأَنشد:

يأْوي، إذا كَشَحتْ إِلى أَطْبائِها

 

سَلَبُ العَسِيبِ كأَنه ذُعْلُـوقُ

الأَزهري: كَشَحَ عن الماء إذا أَدبر به. وكَشَحَ القومُ عن الماء وانْكَشَحوا إذا ذهبوا عنه وتفرّقوا. ورجل مَكْشُوحٌ: وُسِمَ بالكِشاح في أَسفل الضلوع. والكِشاحُ: سِمَةٌ في موضع الكَشْح.
وكَشَحَ البعيرَ وكَشَّحَه: وَسَمَه هنالك، التشديد عن كراع.
والكَشْحُ: الكَيُّ بالنار؛ وإِبل مُكَشَّحة ومُحَنَّبة قال الجوهري: والكَشَحُ، بالتحريك، داء يصيب الإِنسانَ في كَشْحِه فيُكْوى. وقد كُشِحَ الرجلُ كَشْحاً إذا كُوِيَ منه، ومِنه سمي المَكْشُوحُ المراديّ.
وكَشَحَ العُودَ كَشْحاً: قشره. ومَرَّ فلانٌ يَكْشَح القومَ ويَشُلُّهم ويَشْحَنُهم أَي يُفَرِّقُهم ويطردهم.

كشخ

الكَشْخانُ: الدَّيُّوث، وهو دخيل في كلام العرب؛ ويقال للشاتم: لا تَكْشِخْ فلاناً؛ قال الليث: الكشخان ليس من كلام العرب، فإِن أُعرب قيل كِشْخَانُ على فِعلال. قال الأَزهري: إن كان الكشخ صحيحاً فهو حرف ثلاثي، ويجوز أَن يقال فلان كَشْخان على فَعلان، وإِن جعلت النون أَصلية فهو رباعي، ولا يجوز أَن يكون عربيّاً لأنه يكون على مثال فعلال، وفعلال لا يكون في غير المضاعف، فهو بناء عقيم فافهمه. والكشخنة: مولِّدة ليست عربية.

كشخن

قال في الكَشْمَخِ: بقلة تكون في رمال بني سعد، قال أَبو منصور: أَقمْتُ في رمال بني سعد فما رأَيت كَشْمَخةً ولا سمعت بها وما أُراها عربية، وكذلك الكَشْخَنة مُوَلَّدة ليست بصحيحة، وقد ذكرناه في ترجمة كشخ.

كشد

الليث: الكَشْد صرب من الحَلْب بثلاث أَصابع. ابن شميل: الكَشْدُ والفَطْرُ والمَصْرُ سواء، وهو الحَلْبُ بالسَّبَّابةِ والإِبهام. وكَشَدَ الناقةَ يَكْشِدُها كَشْداً، وهي كَشُود: حَلَبها بثلاث أَصابع.
وناقة كَشُود، وهي التي تُحْلب كَشْداً فَتَدِرُّ. والكَشُودُ: الصَّيِّقَةُ الإِحْلِيل من النُّوق القَصِيرة الخِلْفِ.
وكَشَدَ الشيءَ يَكْشِدُه كَشْداً: قَطَعَه بأَسنانه قطْعاً كما يقطع القِثَّاء ونحوه.
ابن الأَعرابي: الكُشُدُ الكثيروُ الكَسْب الكادُّون على عِيالهم الواصِلون أَرْحامَهم، واحدهم كاشِدٌ وكَشُودٌ وكَشَدٌ.

كشر

الكَشْرُ: بُدُوُّ الأَسنان عند التبسم؛ وأَنشد:

إِنّ مِـنَ الإِخْـوانِ كِـشْـرَةٍ

 

وإِخْوانَ كَيْفَ الحالُ والبالُ كلُّه

قال: والفِعْلَة يجيء في مصدر فاعَلَ، تقول هاجَرَ هِجْرَةً وعاشَرَ عِشْرَةً. وإنما يكون هذا التأْسيس فيما يدخل الافتعال على تفاعلا جميعاً. الجوهري: الكَشْرُ التبسم.
يقال: كَشَرَ الرجلُ وانْكَلَّ وافْتَرَّ وابْتَسَمَ كل ذلك تَبْدَوُ منه الأَسنان. ابن سيده: كَشَرَ عن أَسنانه يَكْشِرُ كَشْراً أَبْدى، يكون ذلك في الضحك وغيره، وقد كاشَرَهُ، والاسم الكِشْرَةُ كالعِشْرَةِ. وكَشَرَ البعيرُ عن نابه أَي كَشَفَ عنه. وروي عن أَبي الدرداء: إنا لَنَكْشِرُ في وُجُوهِ أَقوام،وإِن قُلُوبَنا لتَقْلِيهم أَي نَبْسِمُ في وُجوههم.
وكاشَرَه إذا ضَحِكَ في وجهه وباسطه. ويقال: كَشَرَ السبعُ عن نابه إذا هَرَّ الحِراش، وكَشَرَ فلانٌ لفلان إذا تَنَمَّرَ له وأَوْعَدَه كأَنه سبع. ابن الأَعرابي: العُنْقُود إذا أُكل ما عليه وأُلقي قهو الكَشَرُ.
والكَشْرُ: الخُبْزُ اليابس. قال: ويقال كَشِرَ إذا هَرَبَ، وكَشَرَ إذا افْتَرَّ. والكَشْرُ: ضرب من النكاح، والبَضْعُ الكاشِرُ: ضربٌ منه.
ويقال: بأضَعها بُضْعاً كاشِراً، ولا يُشْتَقُّ منه فِعْلٌ.

كشش

كشَّت الأَفعى تَكِشّ كَشّاً وكَشِيشاً: وهو صوت جلدها إذا حكَّت بعضَها ببعض، وقيل: الكَشيشُ للأُنثى من الأَساوِد، وقيل: الكَشِيشُ للأفعى، وقيل: الكَشِيشُ صوتٌ تخرجه الأَفعى من فيها؛ عن كراع، وقيل: كَشِيشُ الأَفْعى صوتُها من جلدها لا من فَمِها فإِن ذلك فَحِيحُها، وقد كَشَّت تَكِشّ، وكَشْكَشَت مثله. وفي الحديث: كانت حيّةٌ تَخْرج من الكَعْبة لا يَدْنو منها أَحدٌ إِلا كَشَّت وفتَحَت فاها. وتَكاشَّت الأَفاعي: كَشَّ بعضُها في بعض. والحيّات كلها تكِشّ غير الأُسود، فإِنه يَنْبَحُ ويَصْفِر ويَصيح؛ وأَنشد:

كأَنَّ صوتَ شَخْبِها المُرْفَضِّ

كَشِيشُ أَفْعى أَجْمَعَتْ بِعَضِّ،

فهي تَحُكُّ بعضَها بِبَعْضِ

أَبو نصر: سمعت فَحِيحَ الأَفعى وهو صوتها من فمها،وسمعت كَشِيشَها وفَشِيشَها وهو صوت جلدها. وروى أَبو تراب في باب الكاف والفاء: الأَفعى تَكِشُّ وتَفِشُّ، وهو صوتها من جلدها، وهو الكَشِيشُ والفَشَيشُ، والفَحِيحُ صوتُها من فيها، وقيل لابنة الخُسّ: أَيُلْقِح الرَّبَاعْ؟ فقالت: نعم برُحْب ذِراعُ، وهو أَبو الرَّبَاعْ، تكاشُّ من حِسِّه الأَفاعُ. وكَشَّ الضبُّ والوَرَلُ والضفْدعُ يَكِشُّ كَشِيشاً: صوّتَ. وكَشَّ البَكْرُ يَكِشُّ كَشّاً وكَشِيشاً: وهو دون الهَدْر؛ قال رؤبة:

هَدَرْتُ هَدْراً ليس بالكَشِيشِ

وقيل: هو صوت بين الكَتِيتِ والهَدِير. وقال أَبو عبيد: إذا بلغ الذكَرُ من الإِبل الهَدِير فَأَوَّلهُ الكَشِيشُ، وإِذا ارتفع قليلاً قيل: كتَّ يكِتُّ كَتِيتاً، فإِذا أَفْصح بالهَدِير قيل: هَدَرَ هَدِيراً فإِذا صفا صوتُه ورَجَّع قيل: قَرْقَر. وفي حديث عليّ، رضوان اللَّه عليه: كأَني أَنْظُرُ إِليكم تكِشُّون كَشِيشَ الضِّبَاب؛ هو من هدير الإِبل؛ وبَعِير مِكْشاشٌ؛ قال العَنْبَريّ:

في العَنْبَرِيِّين ذَوِي الأَرْياشِ

 

يَهْدِرُ هَدْراً ليس بالمِكْشاشِ

وقال بعضُ قيسٍ: البَكْرُ يَكِشُّ ويَفِشُّ وهو صوته قبل أَن يهْدِر،.
وكَشَّت البقرةُ: صاحَتْ. وكَشِيشُ الشرابِ: صوتُ غَلَيانِه. وكَشَّ الزَّنْدُ يَكِشُّ كَشّاً وكَشِيشاً: سمعت له صوتاً خَوَّاراً عند خروج نارِه.
وكشت الجَرَّةُ: غَلَتْ؛ قال:

يا حَشراتِ القاع من جُلاجِلِ

 

قد نَشَّ ما كَشَّ من المَرَاجِلِ

يقول: قد حانَ إِدْراكُ نَبِيذي وأَن أَتَصَيَّدَكُنَّ فآكُلَكُنَّ على ما أَشْرب منه. والكَشْكَشَةُ: كالكَشِيشِ.
والكَشْكَشَةُ: لغة لربِيعة، وفي الصحاح: لبني أَسد، يجعلون الشين مكان الكاف، وذلك في المؤَنث خاصة، فيقولون عَلَيْشِ ومِنْشِ وبِشِ؛ وينشدون:

فَعَيناشِ عَيْناها، وجِيدُشِ جِيدُها

 

ولكنَّ عظمَ الساقِ مِنْشِ رَقِيقُ

وأَنشد أَيضاً:

تَضْحَكُ مني أَن رأَتني أَحْتَرِشْ

 

لو حَرَشْتِ لكشَفْتُ عن حِرِش

ومنهم من يزيد الشين بعد الكاف فيقول: عَلَيكِشْ وإِليكِشْ وبِكِشْ ومِنْكِشْ، وذلك في الوقف خاصة، وإِنما هذا لِتَبِين كسرةُ الكاف فيؤَكد التأْنيث، وذلك لأَن الكسرة الدالة على التأْنيث فيها تَخْفى في الوقف فاحتاطوا للبيان بأَن أَبْدلُوها شيناً، فإِذا وصَلوا حذفوا لِبَيان الحركة، ومنهم من يُجْري الوصل مُجْرى الوقف فيبدل فيه أَيضاً؛ وأَنشدوا للمجنون:

فعيناش عيناها وجِيدُشِ جِيدُها

قال ابن سيده: قال ابن جني وقرأْت على أَبي بكر محمد بن الحسن عن أَبي العباس أَحمد بن يحيى لبعضهم:

عَلَيَّ فيما أَبْتَغِي أَبْـغِـيشِ،

بَيْضاء تُرْضِيني ولا تَرْضيشِ

وتَطَّبِي وُدَّ بـنـي أَبِـيشِ،

إِذا دَنَوْتِ جَعَلَـت تَـنْـئّيشِ

وإِن نَأَيْتِ جَعَلَتْ تُـدْنـيشِ،

وإِن تَكَلَّمْتِ حَثَتْ في فِيشِ،

حتى تَنِقِّي كنَقِـيقِ الـدِّيشِ

أَبْدَل من كاف المؤَنث شِيناً في كل ذلك وشبَّه كاف الدِّيكِ لكسرتِها بكاف المؤنث، وربما زادوا على الكاف في الوقف شيناً حِرْصاً على البيان أَيضاً، قالوا: مررت بِكِشْ وأَعْطَيْتُكِشْ، فإِذا وصلوا حذفوا الجميع، وربما أَلحَقُوا الشينَ فيه أَيضاً. وفي حديث معاوية: تَيَاسَرُوا عن كَشْكَشةِ تميمٍ أَي إِبدالِهم الشين من كاف الخطاب مع المؤنث فيقولون: أَبُوشِ وأُمُّشِ، وزادُوا على الكاف شيناً في الوقف فقالوا: مررت بكِشْ، كما تفعل تميم.
والكُشَّةُ: الناصيةُ أَو الخُصْلةُ من الشعر. وبَحْرٌ لا يُكَشْكِشُ أَي لا يُنْزَحُ، والأَعْرَفُ لا يَنْكَشُّ.
والكُشُّ: ما يُلْقح به النخلُ؛ وفي التهذيب عن ابن الأَعرابي: الكُشُّ الحِرْقُ الذي يُلْقَح به النخلُ.

كشط

كشَطَ الغِطاءَ عن الشيء والجِلدَ عن الجَزُور والجُلَّ عن ظهر الفرس يَكْشِطُه كَشْطاً: قَلَعه ونَزَعه وكشَفه عنه، واسم ذلك الشيء الكِشاطُ، والقَشْطُ لغة فيه. قيسٌ تقول: كشَطْتُ، وتميم تقول: قَشَطْتُ، بالقاف؛ قال ابن سيده: وليست الكاف في هذا بدلاً من القاف لأَنهما لغتان لأَقوام مختلفين. وكشَطْتُ البعير كَشْطاً: نَزَعْت جِلده، ولا يقال سَلَخت لأَن العرب لا تقول في البعير إِلا كشطْتُه أَو جَلَّدْتُه. وكَشَط فلان عن فرسه الجُلَّ وقَشَطَه ونَضاه بمعنى واحد. وقال يعقوب: قريش تقول كشط، وتميم وأَسد يقولون قشط. وفي التنزيل العزيز: وإِذا السماء كُشِطَتْ؛ قال الفراء: يعني نُزِعت فَطُوِيَتْ، وفي قراءة عبد اللّه قُشِطَتْ، بالقاف، والمعنى واحد. والعرب تقول: الكافُور والقافُور والكُسْط والقُسْط، وإِذا تقارَب الحرفان في المَخْرج تعاقبا في اللغات. وقال الزجاج: معنى كُشِطت وقُشِطت قُلِعَتْ كما يُقْلَعُ السَّقْفُ. وقال الليث: الكَشْطُ رفعُك شيئاً عن شيء قد غطّاه وغَشِيَه من فوقه كما يُكْشَط الجلد عن السنام وعن المسلوخة، وإِذا كُشط الجِلد عن الجَزُور سمي الجلد كِشاطاً بعدما يُكْشط، ثم ربما غُطِّيَ عليها به فيقول القائل ارفع عنها كِشاطَها لأَنظر إِلى لحمها، يقال هذا في الجَزُور خاصّة. قال: والكَشَطةُ أَرْبابُ الجُزور المَكْشُوطةِ؛ وانْتَهى أَعرابيّ إِلى قوم قد سَلَخُوا جزوراً وقد غَطَّوْها بِكِشاطِها فقال: مَن الكَشَطةُ؟ وهو يريد أَن يَسْتَوْهِبَهم، فقال بعض القوم: وِعاء المَرامي ومُثابِت الأَقْران وأَدْنى الجَزاء من الصَّدَقةِ، يعني فيما يُجْزي من الصدقةِ، فقال الأَعرابي: يا كِنانةُ ويا أَسدُ ويا بَكْر، أَطعِمُونا من لحم الجَزور؛ وفي المحكم: وقف رجل على كنانةَ وأَسَد ابني خُزَيْمة وهما يَكْشِطان عن بعير لهما فقال لرجل قائمٍ: ما جِلاء الكاشِطَيْنِ؟ فقال: خابئةُ المَصادِعِ وهَصَّارُ الأَقْران، يعني بخائبة المصادع الكِنانة وبَهصَّار الأَقران الأَسد، فقال: يا أَسد ويا كِنانةُ أَطْعِماني من هذا اللحم، أَراد بقوله ما جِلاؤهما ما اسْماهما، ورواه بعضهم: خابئة مَصادِعَ ورأْسٌ بلا شعر، وكذا روي يا صُلَيع مكان يا أَسد، وصُلَيْعٌ تصغير أَصْلَعَ مُرخّماً.
وانكَشَط رَوْعُه أَي ذهب. وفي حديث الاستسقاء: فَتَكَشَّطَ السحاب أَي تقطَّع وتَفَرَّق. والكَشْطُ والقَشْطُ سواء في الرَّفْعِ والإِزالة والقَلْع والكشف.

كشع

كَشَعُوا عن قَتِيلٍ: تَفَرَّقُوا عنه في مَعْرَكةٍ؛ قال:

شِلْو حِمارٍ كَشَعَتْ عنه الحُمُرْ

كشف

الكشْفُ: رفعُك الشيء عما يُواريه ويغطّيه، كشَفه يكشِفه كشْفاً وكشَّفه فانكَشَف وتكَشَّفَ. ورَيْطٌ كَشِيفٌ: مكْشُوف أَو مُنْكَشِف؛ قال صخر الغيّ:

أَجَشَّ رِبَحْلاً، له هَـيْدَبٌ

 

يُرَفِّعُ للخالِ رَيْطاً كَشِيفا

قال أَبو حنيفة: يعني أَن البرق إذ لَمَع أَضاء السحابَ فتراه أَبيض فكأَنه كشَف عن رَيْطٍ. يقال: تكشَّف البرق إذا ملأَ السماء.
والمَكشوف في عَروض السريع: الجُزء الذي هو مفعولن أَصله مفْعولات، حذفت التاء فبقي مفعولاً فنقل في التقطيع إلى مفعولن. وكشَف الأَمر يكْشِفه كَشْفاً: أظهره. وكَشَّفه عن الأَمر: أَكرهه على إظهاره. وكاشَفه بالعَداوة أَي بادأَه بها. وفي الحديث: لو تَكاشَفْتم ما تَدافَنْتم أَي لو انكشَفَ عَيبُ بعضكم لبعض. وقال ابن الأَثير: أَي لو علم يعضُكم سَريرةَ بعض لاستثقل تَشْيِيع جنازَتِه ودَفْنَه. والكاشِفةُ: مصدر كالعافِية والخاتِمة. وفي التنزيل العزيز: ليس لها من دون اللّه كاشِفة؛ أَي كَشْف، وقيل: إنما دخلت الهاء ليساجع قوله أَزِفت الآزفة، وقيل: الهاء للمبالغة، وقال ثعلب: معنى قوله ليس لها من دون اللّه كاشفة أَي لا يَكْشِفُ الساعةَ إلا ربُّ العالمين، فالهاء على هذا للمبالغة كما قلنا. وأَكْشَفَ الرجلُ إكشافاً إذا ضحك فانقلبت شفَته حتى تبدو دَرادِرُه.والكَشَفةُ: انقِلاب من قُصاص الشعَر اسم كالنَّزَعَةِ، كَشِفَ كَشَفاً، وهو أَكْشَفُ. والكشَفُ في الجَبْهة: إدبار ناصيتها من غير نَزَعٍ، وقيل: الكَشَفُ رجوع شعر القُصّة قِبَلَ اليافوخ. والكشَف: مصدر الأَكْشَفِ.
والكشَفَةٌ: الاسم وهي دائرة في قُصاص الناصية، وربما كانت شعرات تَنْبُت صُعُداً ولم تكن دائرة، فهي كشَفَةٌ، وهي يُتشاءم بها. الجوهري: الكشَفُ، بالتحريك، انقلاب من قُصاص الناصية كأَنها دائرة، وهي شُعيرات تنبت صُعُداً، والرجل أَكْشَف وذلك الموضع كشَفةٌ. وفي حديث أَبي الطُّفَيل: أَنه عَرَض له شاب أَحمر أَكْشَفُ؛ قال ابن الأَثير: الأَكشف الذي تنبت له شعرات في قُصاص ناصيته ثائرةً لا تكاد تسْترسِل، والعرب تتشاءم به.
وتكشَّفت الأَرض: تَصَوَّحت منها أَماكن ويبست.
والأَكْشَفُ: الذي لا تُرْس معه في الحرب، وقيل: هو الذي لا يثبت في الحرب. والكُشُف: الذين لا يَصْدُقون القِتال، لا يُعْرف له واحد؛ وفي قصيد كعب:

زالوا فما زالَ أنْكاسٌ ولا كُشُفٌ

قال ابن الأَثير: الكُشُف جمع أَكْشف. وهو الذي لا ترس معه كأَنه مُنْكشِف غير مستور. وكشِف القومُ: انهزموا؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

فما ذُمَّ حاديهـمْ، ولا فـالَ رأْيُهُـم

 

ولا كَشِفُوا، إن أَفزَعَ السِّرْبَ صائح

ولا كَشِفُوا أَي لم ينهزمزا.
والكِشافُ: أَن تَلْقَح الناقةُ في غير زمان لَقاحها، وقيل: هو أَن يَضْرِبها الفحل وهي حائل، وقيل: هو أَن يُحْمَل عليها سنتين متواليتين أو سنين متوالية، وقيل: هو أَن يُحْمَل عليها سنة ثم تترك اثنتين أَو ثلاثاً، كَشَفَت الناقة تَكْشِف كِشافاً، وهي كَشوف، والجمع كُشُفٌ، وأَكْشَفتْ.
وأَكشَفَ القومُ: لَقِحَت إبلُهم كِشافاً. التهذيب: الليث والكَشُوف من الإبل التي يضربها الفحل وهي حامل، ومصدره الكِشافُ؛ قال أَبو منصور هذا التفسير خطأٌ، والكِشافُ أَن يُحمل على الناقة بعد نتاجها وهي عائذ قد وضَعت حديثاً، وروى أَبو عبيد عن الأَصمعي أَنه قال: إذا حُمِلَ على الناقة سنتين متواليتين فذلك الكِشاف، وهي ناقة كشُوف. وأَكشَفَ القوم أَي كَشفَت إبلُهم. قال أَبو منصور: وأَجودُ نتاج الإبل أَن يضربها الفحل، فإذا نُتِجَت تُركت سنة لا يضربها الفحل، فإذا فُصِل عنها فصيلها وذلك عند تمام السنة من يوم نِتاجها أُرسل الفحل في الإبل التي هي فيها فيضربها، وإذا لم تَجِمّ سنة بعد نِتاجها كان أَقلَّ للبنها وأَضعفَ لولدها وأَنْهَك لقوَّتها وطَرْقِها؛ ولَقِحت الحربُ كِشافاً على المثل؛ ومنه قول زهير:

فَتعْرُكْكُمُ عَرْكَ الرَّحى بثِفالِها

 

وتَلْقَحْ كِشافاً ثم تُنْتَجْ فتُـتْـئمِ

فضرب إلقاحها كِشافاً بحِدْثان نِتاجها وإتْآمها مثلاً لشدّة الحرب وامتداد أَيامها، وفي الصحاح: ثم تنتج فتَفْطِم.
وأَكشفَ القومُ إذا صارت إبلهم كُشُفاً، الواحدة كَشُوف في الحمل.
والكشَفُ في الخيل: التواء في عَسِيب الذنَب.واكتشَف الكبْشُ النعجة: نزَا عليها.

كشك

الكَشْكُ: ماء الشعير.

كشل

الكَوْشَلة: الفَيْشَلة العظيمة الضخمة، وهو الكَوْش والفَيْش أَيضاً. قال أَبو منصور: الكَوْسَلة، بالسين في الفَيْشة ولعل الشين فيها لغة، فإِن الشين عاقبت السين في حروف كثيرة مثل رَسْم ورَشْم، وسَمَّر وشَمَّر، وسَمَّت وشَمَّت، والسُّدْفة والشُّدْفة.

كشم

كَشَم أَنفَه: دَقَّه؛ عن اللحياني. وكَشَم أَنفَه يَكْشِمه كَشْماً: جَدَعه. والكَشْم: قَطْع الأَنف باستئصال. وأَنْفٌ أَكْشَم وكَشِمٌ: مقطوع من أصله، وقد كَشِمَ كَشَماً. وحَنَكٌ أَكْشَم: كالأكَسِّ. وأُذُنٌ كَشْماء: لم يُبِنِ القطعُ منها شيئاً، وهي كالصَّلْماء، والاسم الكَشْمة والكَشَم: نقصان الخَلْق والحَسَب. والأَكْشَم: الناقص الخَلْق، ورجل أَكْشَم بَيِّن الكَشَم، وقد يكون ذلك النقصان أَيضاً في الحَسَب. ابن سيده: الأَكْشَم الناقص في جسمه وحَسَبه؛ قال حسان بن ثابت يهجو ابنه الذي كان من الأَسلمية:

غلامٌ أتاه اللُّؤم مِنْ نَحْوِ خاله،

 

له جانبٌ وافٍ وآخَرُ أَكْشَـمُ

أي أَبوه حُرٌّ وأُمُّه أَمَة، فقالت امرأَته تناقضه:

غلام أَتاه اللُّؤمُ من نَحْو عَمِّـه،

 

وأَفضَلُ أَعْراقِ ابْنِ حَسَّانَ أَسْلَمُ

وكَشَم القِثَّاءَ والجَزَر: أَكله أَكلاً عنيفاً.
والكَشْمُ: اسم الفَهْد، وروى ثعلب عن ابن الأَعرابي أَنه قال: الأَكْشَم الفَهْد، والأُنثى كَشْماء، والجمع كُشْمٌ. وكَيْشَم: اسم.

كشمخ

الكَشْمَخَة والكُشْمَخة: بقلة تكون في رمال بني سعد تؤَه طيبة رخصة؛ قال الأَزهري أقمت في رمال بني سعد فما رأَيت كَشْمَخة ولا سمعت بها، قال: وأَحسبها نبطية وما أُراها عربية. وذكر الدينوري الكشمخة وفسرها كذلك ثم قال: وهي المُلاَّجُ وأَهل البصرة يسمون المُلاَّج الكُشْمَلَخَ، والله أَعلم.

كشمر

كَشْمَر أَنْفَه، بالشين بعد الكاف: كَسَره.

كشمش

الكِشْمِشُ: ضربٌ من العِنَب وهو كثيرٌ بالسَّراة.

كشملخ

الكُشْمَلَخُ بِصرية: المُلاَّحُ، حكاها أَبو حنيفة قال: وأَحسبها نبطية، قال: وأَخبرني بعض البصريين أَن الكُشْمَلَخ اليَنَمَةُ.

كشن

الكُشْنَى، مقصور: نبت؛ قال أَبو حنيفة: هو الكِرْسِنَّةُ

كشي

كُشْيةُ الضَّبِّ: أَصل ذَنَبه، وقيل: هي شَحْمة صفراء من أَصل ذنبه حتى تبلغ إِلى أَصل حَلْقه، وهما كُشْيَتان مُبْتَدَّتا الصلب من داخل من أَصل ذنبه إِلى عنقه،وقيل: هي على موضع الكُلْيَتَيْنِ، وهما شحمتان على خِلْقة لِسان الكلب صفراوان عليهما مِقْنعة سَوْداء أَي مثل المِقْنعة، وقيل: هي شَحْمة مُسْتطيلة في الجنبين من العُنُق إِلى أَصل الفَخِذ.
وفي المثل: أَطْعِمْ أَخاكَ مِنْ كُشْيةِ الضبِّ؛ يَحُثُّه على المُواساة، وقيل: بل يَهْزَأُ به؛ قال قائل الأَعراب:

وأَنت لو ذُقْتَ الكُشى بالأَكْباد

 

لَما تَرَكْتَ الضَّبَّ يَعْدُو بالواد

وفي حديث: عمر، رضي الله عنه: أَنه وضَع يدَه في كُشْيةِ ضَبٍّ، وقال إِنَّ نبيَّ الله، صلى الله عليه وسلم، لم يُحرِّمْه ولكن قَذِرَه؛ الكُشْيةُ شَحْم يكون في بَطن الضبِّ ووضْعُ اليد فيه كِنايةٌ عن الأَكل منه؛ قال ابن الأَثير: هكذا رواه القتيبي في حديث عمر، والذي جاء في غَرِيب الحَرْبي عن مُجاهِد: أَن رجلاً أَهْدَى للنبي، صلى الله عليه وسلم، ضَبّاً فقَذِرَه فوضع يده في كُشْيَتَي الضَّبِّ، قال: ولعله حديث آخر، والجمع الكُشَى؛ وقال الشاعر:

فلو كان هذا الضبُّ لا ذَنَبٌ لَـه

 

ولا كُشْيةٌ، ما مَسَّه الدَّهْرَ لامِسُ

ولَكِنَّه من أَجْلِ طِـيبِ ذُنَـيْبِـه

 

وكُشْيَتِه دَبَّتْ إِليهِ الـدِّهـارِسُ

ويقال: كُشَّةٌ وكُشْيةٌ بمعنى واحد. ابن سيده: وكَشا الشيءَ كَشْواً عَضَّه بفيه فانتزعه.