باب اللام والسين، الشين، الصاد، الضاد، الطاء

لسا

ابن الأَعرابي: اللَّسا الكَثيرُ الأَكل من الحيوان، وقال: لسا إذا أَكل أَكلاً يَسيراً، أَصله من اللِّسِّ وهو الأَكل، والله أَعلم.

لسب

لَسَبَتْه الحَيَّة والعَقْربُ والزُّنْبورُ، بالفتح، تَلْسِبُه وتَلْسَبُه لَسْباً: لَدَغَتْه، وأَكثر ما يُسْتَعْمَلُ في العقرب.
وفي صفة حيات جهنم: أَنْشَأْنَ به لَسْباً. اللَّسْبُ واللَّسْعُ واللَّدْغُ: بمعنىً واحد؛ قال ابن سيده: وقد يُستعمل في غير ذلك؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

بِتْنا عُذُوباً، وباتَ البَقُّ يَلْسِـبُـنـا،

 

نَشْوي القَراحَ كأَنْ لا حَيَّ بالوادي

يعني بالبَقِّ: البَعُوضَ، وقد ذكرنا تفسير نَشْوي القَراحَ في موضعه.
ولَسِبَ بالشيءِ: مثلُ لَصِبَ به أَي لَزِقَ. ولَسَبَه أَسواطاً أَي ضَرَبه؛ ولَسِبَ العسلَ والسمْنَ ونحوه، بالكسر، يَلْسَبُه لَسْباً: لَعِقَه. واللُّسْبة، منه، كاللُّعْقة

لسد

لَسَدَ الطلَى أُمه يَلْسِدُها ويَلْسَدُها لَسْداً: رضعها، مثال كَسَرَ يَكْسِرُ كَسْراً. وحكى أَبو خالد في كتاب الأَبواب: لَسِدَ الطلى أُمه، بالكسر، لَسَداً، بالتحريك، مثل لَجِذَ الكلبُ الإِناءَ لَجَذاً؛ وقيل: لسدها رضع جميع ما في ضرعها؛ وأَنشد النضر:

لا تَجْزَعَنَّ على عُلالةِ بَكْرَةٍ

 

نَسْطٍ، يُعارِضُها فَصِيلٌ مِلْسَدُ

قال: اللَّسْدُ الرضْع. والمِلْسَدُ: الذي يَرْضَعُ من الفُصلانِ.
ولَسَد العَسَلَ: لَعِقَه. ولَسَدت الوحشيَّةُ ولَدَها: لَعِقَتْه.
ولَسَدَ الكلبُ الإِناءَ ولَسِدَه يَلْسِدُه لَسْداً: لَعِقَه. وكل لَحْسٍ: لَسْد.

لسس

اللَّسُّ: الأَكل. أَبو عبيد: لَسَّ يَلُسُّ لَسّاً إذا أَكل؛ وقال زهير يصف وَحْشاً:

ثلاثٌ كأَقْواسِ السَّرَاءِ ونـاشِـطٌ

 

قد اخْضَرَّ من لَسِّ الغَمِير جَحَافِلُه

ولَسَّت الدابةُ الحشيش تَلُسُّه لَسّاً: تَناوَلَتْه ونَتَفتْه بِجَحْفَلَتِها. وأَلَسَّت الأَرضُ: طَلَع أَوّل نباتِها، واسمُ ذلك النبات اللُّساس، بالضم، لأَن المال يَلُسُّه واللُّساس: أَوّل البَقْل. وقال أَبو حنيفة: اللُّسَاس البقل ما دام صغيراً لا تَسْتَمْكِن منه الراعية وذلك لأَنها تَلُسُّه بأَلسِنتها لَسّاً؛ قال:

يُوشِك أَن تُوجِسَ في الإِيجاس

في باقِلِ الرِّمْثِ وفي اللُّساس،

منها هَدِيمُ ضَـبَـعٍ هَـوَّاس

وأَلَسَّ الغَمِيرُ: أَمكن أَن يُلَسَّ. قال بعض العَرب: وجَدْنا أَرضاً مَمْطوراً ما حَوْلها قد أَلَسَّ غَمِيرُها؛ وقيل: أَلَسَّ خرج زَهْرُه.
وقال أَبو حنيفة: اللَّسُّ أَوَّل الرَّعْي، لَسَّتْ تَلُسُّ لَسّاً.
وثوب مُتَلَسْلِس ومُلَسْلَس: كمُسَلْسَل، وزعم يعقوب أَنه مقلوب. وماءٌ لَسْلَس ولَسْلاس ولُسالِس: كسَلْسَل؛ الأَخيرة عن ابن جني. ابن الأَعرابي: يقال للغلام الخفيف الروح النَّشيط لُسْلُس وسُلْسُل. واللُّسْسُ: الحَمَّالون الحُذَّاق؛ قال الأَزهري: والأَصل النُّسُ، والنَّسسُّ السَّوْق، فقلبت النون لاماً.
ابن الأَعرابي: سَلْسَلَ إذا أَكل السَّلْسَلَة؛ وهي القطعة الطويلة من السنام، وقال أَبو عمر: وهي اللِّسْلِسةُ، وقال الأَصمعي: هي السَّلْسَلَة، ويقال سِلْسِلَة. واللَّسْلاسُ: السَّنام المقطَّع؛ قال الأَصمعي: اللَّسْلِسَة يعني السنام المقطَّع.

لسع

اللَّسعُ: لِما ضرَب بمُؤَخَّرِه، واللَّدْغُ لِما كان بالفم، لَسَعَتْه الهامّةُ تَلْسَعُه لَسْعاً ولَسَّعَتْه. ويقال: لَسَعَتْه الحيةُ والعقربُ، وقال ابن المظفر: اللَّسْعُ للعقرب، قال: وزعم أَعرابي أَنَّ من الحَيَّاتِ ما يَلْسَع بلسانه كلسع حُمةِ العقرب وليست له أَسنانٌ.
ورجُل لَسِيعٌ: مَلْسُوعٌ، وكذلك الأُنثى، والجمع لَسْعى ولُسَعاء كقتِيل وقَتْلى وقُتَلاءَ. ولَسَعَه بلسانه: عابَه وآذاه. ورجُل لسّاعٌ ولُسَعةٌ: عَيّابة مُؤْذٍ قَرَّاصةٌ للناس بلسانه، وهو من ذلك. قال الأَزهري: السموع من العرب أَنَّ اللَّسْعَ لذوات الإِبر من العقارِب والزنابيرِ، وأَما الحيَّاتُ فإِنها تَنْهَشُ وتعَضُّ وتَجْذِبُ وتَنْشِطُ، ويقال للعقرب: قد لَسَعَتْه ولَسَبَتْه وأَبَرَتْه ووكَعَتْه وكَوَتْه. وفي الحديث: لا يُلْسَعُ المؤمِنُ من جُحْر مرّتين، وفي رواية: لا يُلْذَعُ، واللَّسْعُ واللَّذْعُ سواء، وهو استعارة هنا، أَي لا يُدْهى المؤمن من جهة واحدة مرتين فإِنه بالأُولى يعتبر. وقال الخطابي: روي بضم العين وكسرها، فالضم على وجه الخبر ومعناه أَنَّ المؤمن هو الكيِّسُ الحازِمُ الذي لا يُؤْتى من جهة الغفْلةِ فيخدع مرة بعد مرّة وهو لا يَفْطُنُ لذلك ولا يَشْعُرُ به، والمراد به الخِداعُ في أَمْرِ الدين لا أَمْر الدنيا، وأَما بالكسر فعلى وجْه النهي أَي لا يُخدَعَنَّ المؤمن ولا يُؤْتَيَنَّ من ناحية الغفلة فيقع في مكروه أَو شرّ وهو لا يشعر به ولكن يكون فَطِناً حَذِراً، وهذا التأْويل أَصلح أَن يكون لأَمر الدين والدنيا معاً.
ولُسِّعَ الرجلُ: أَقامَ في منزله فلم يبْرَحْ. والمُلَسَّعةُ: المقيمُ الذي لا يبرح، زادُوا الهاء للمبالغة؛ قال:

مُلَسَّعةٌ وَسْطَ أَرْساغِه

 

به عَسَمٌ يَبْتَغِي أَرْنَبا

ويروى: مُلَسَّعةٌ بين أَرْباقِه، مُلَسَّعةٌ: تَلْسَعُه الحيّات والعقارِبُ فلا يبالي بها بل يقيم بين غنمه، وهذا غريب لأَن الهاء إِنما تلحق للمبالغة أَسْماء الفاعلين لا أَسماء المفعولين، وقوله بين أَرْباقِه أَراد بين بَهْمِه فلم يستقم له الوزن فأَقام ما هو من سببها مُقامَها، وهي الأَرْباقُ، وعين مُلَسِّعةٌ.
ولَسْعا: موضع، يُمَدُّ ويُقْصَرُ. واللَّيْسَعُ: اسم أَعجمي، وتوهم بعضهم أَنها لغة في إِليَسَع.

لسق

اللَّسَقُ مثل اللَّصَق: لزوق الرِّئة بالجنب من العطش، يقال لَسِق البعير ولَصِقَ؛ منه قول رؤبة:

وَبَلٌ بَرْدُ الماء أَعضَادَ اللَّسَقْ

قال ابن بري وقبله:

حتى إذا أَكْرَعْنَ في الحَوْم المَهَقْ

وبعده:

وَسْوَس يَدْعو مُخْلِصاً ربَّ الفَلَقْ

والحَوْم: الماء الكثير، والمَهَقُ: الأبيض. واللَّسُوق: دواء كاللَّزُوق. الأَزهري: اللَّسَقُ عند العرب هو الظمأُ، سمي لَسَقاً للزوق الرِّئة بالجنب، وأَصله اللَّزَقُ. ابن سيده: لَسِقَ لغة في لَصِقَ، لَسِقَ به ولَصِقَ به والتَسَقَ به والْتَزقَ به وألْسَقه به غيرهُ وأَلصقه. وفلان لِسْقي ولِصْقي وبِلِسِقْي وبِلِصْقِي ولَسِيقي ولَصِيقي أَي بجنبي.

لسم

أَلسَمَه حُجَّته: أَلزَمَه كما يُلْسَم ولَدُ المنتوجة ضرْعَها.
وقال ابن شميل: الإِلْسامُ إِلْقامُ الفصيلِ الضرعَ أَوَّلَ ما يُولد. ويقال: أَلسَمْته إِلْساماً، فهو مُلْسَمٌ. ويقال: أَلسَمْتُه حُجَّتَه إِلْساماً أَي لَقَّنْتُه إِياها؛ وأَنشد:

لا يُلْسَمَنَّ أَبا عِمْرانَ حُجَّتَـه،

 

فلا تكونَنْ له عَوْناً على عُمرا

ابن الأَعرابي: اللَّسْم السكوتُ حياءً لا عَقْلاً.

لسن

اللِّسانُ: جارحة الكلام، وقد يُكْنَى بها عن الكلمة فيؤنث حينئذ؛ قال أَعشى باهلة:

إِنِّي أَتَتْني لسـانٌ لا أُسَـرُّ بـهـا

 

من عَلْوَ، لا عَجَبٌ منها ولا سَخَرُ

قال ابن بري: اللِّسان هنا الرِّسالة والمقالة؛ ومثله:

أَتَتْني لسانُ بني عامِرٍ،

 

أَحاديثُها بَعْد قوْلٍ نُكُرْ

قال: وقد يُذَكَّر على معنى الكلام: قال الحطيئة:

نَدِمْتُ على لسانٍ فاتَ مِنِّي،

 

فلَيْتَ بأَنه في جَوْفِ عَكْمِ

وشاهد أَلْسِنَةٍ الجمع فيمن ذَكَّرَ قوله تعالى: واختِلافُ أَلسِنَتِكم وأَلوانكم؛ وشاهدُ أَلْسُنٍ الجمع فيمن أَنث قول العجاج:

أَو تَلْحَجُ الأَلْسُنُ فينا مَلْحَجا

ابن سيده: واللِّسانُ المِقْوَلُ، يذكر ويؤنث، والجمع أَلْسِنة فيمن ذكر مثل حِمار وأَحْمرة، وأَلْسُن فيمن أَنث مثل ذراع وأَذْرُع، لأَن ذلك قياس ما جاء على فِعالٍ من المذكر والمؤنث، وإِن أَردت باللسان اللغة أَنثت. يقال: فلان يتكلم بلِسانِ قومه. قال اللحياني: اللسان في الكلام يذكر ويؤنث. يقال: إِن لسانَ الناس عليك لَحَسنة وحَسَنٌ أَي ثناؤُهم. قال ابن سيده: هذا نص قوله واللسان الثناء. وقوله عز وجل: واجْعَلْ لي لسانَ صِدْقٍ في الآخرين؛ معناه اجعل لي ثَناءً حَسناً باقياً إِلى آخر الدهر؛ وقال كثير:

نَمَتْ لأَبي بكرٍ لسانٌ تتابعتْ،

 

بعارفةٍ منه، فخَضَّتْ وعَمَّتِ

وقال قَسَاس الكِنْدِيُّ:

أَلا أَبْلغْ لَدَيْكَ أَبا هُـنَـيٍّ،

 

أَلا تَنْهَى لسانَك عن رَداها

فأَنثها. ويقولون: إِن شَفَةَ الناس عليك لَحسَنة. وقوله عز وجل: وما أَرسلنا من رسول إِلا بلسانِ قومه؛ أَي بلغة قومه؛ ومنه قول الشاعر:

أَتَتْني لسانُ بني عامِرٍ

وقد تقدَّم، ذهب بها إِلى الكلمة فأَنثها؛ وقال أَعشى باهلة:

إِنِّي أَتاني لسانٌ لا أُسَرُّ به

ذهب إِلى الخبر فذكره. ابن سيده: واللسان اللغة، مؤنثة لا غير.
واللِّسْنُ، بكسر اللام: اللُّغة. واللِّسانُ: الرسالة.
وحكى أَبو عمرو: لكل قوم لِسْنٌ أَي لُغَة يتكلمون بها. ويقال: رجل لَسِنٌ بَيِّنُ اللَّسَن إذا كان ذا بيان وفصاحة.
والإِلْسان: إِبلاغ الرسالة. وأَلْسَنَه ما يقول أَي أَبلغه. وأَلْسَنَ عنه: بَلَّغ. ويقال: أَلْسِنِّي فلاناً وأَلْسِنْ لي فلاناً كذا وكذا أَي أَبْلغْ لي، وكذلك أَلِكْني إِلى فلان أَي أَلِكْ لي؛ وقال عديُّ بن زيد:

بل أَلسِنوا لي سَراةَ العَمّ أَنـكـمُ

 

لسْتُمْ من المُلْكِ، والأَبدال أَغْمار

أَي أَبْلِغوا لي وعني. واللِّسْنُ: الكلام واللُّغة. ولاسَنه: ناطَقه.
ولَسَنه يَلْسُنه لَسْناً: كان أَجودَ لساناً منه. ولَسَنه لَسْناً: أَخذه بلسانه؛ قال طرفة:

وإِذا تَلْسُنُني أَلْسُنُـهـا،

 

إِنني لستُ بموْهُونٍ فَقِرْ

ولَسَنه أَيضاً: كلمه. وفي حديث عمر، رضي الله عنه، وذكَر امرأَةً فقال: إِن دخلت عليك لَسَنتْكَ أَي أَخذَتكَ بلسانها، يصفها بالسَّلاطة وكثرة الكلام والبَذَاءِ.
واللَّسَنُ، بالتحريك: الفصاحة. وقد لَسِنَ، بالكسر، فهو لَسِنٌ وأَلسَنُ، وقوم لُسْنٌ. واللَّسنُ: جَوْدَة اللسان وسَلاطَتُه، لَسِنَ لسَناً فهو لَسِنٌ. وقوله عز وجل: وهذا كتابٌ مُصَدِّقٌ لساناً عربيّاً؛ أَي مُصَدِّقٌ للتوراة، وعربيّاً منصوب على الحال، المعنى مُصَدِّقٌ عربيّاً، وذكَرَ لساناً توكيداً كما تقول جاءني زيد رجلاً صالحاً، ويجوز أَن يكون لساناً مفعولاً بمصدق، المعنى مصدّق النبي، صلى الله عليه وسلم، أَي مصدق ذا لسان عربي. واللَّسِنُ والمُلَسَّنُ: ما جُعِلَ طَرَفُه كطرف اللسان.
ولَسَّنَ النعلَ: خَرَط صدرَها ودَقَّقها من أَعلاها. ونعل مُلسَّنة إذا جُعلَ طَرفُ مُقَدَّمها كطرف اللسان. غيره: والمُلسَّنُ من النِّعال الذي فيه طُول ولَطافة على هيئة اللسان؛ قال كثير:

لهم أُزُرٌ حُمْرُ الحواشي يَطَوْنَها،

 

بأَقدامِهم، في الحَضرَميِّ المِلسَّنِ

وكذلك امرأَة مُلسَّنةُ القَدَمين. وفي الحديث: إِن نعله كانت مُلسَّنة أَي كانت دقيقة على شكل اللسان، وقيل: هي التي جُعلَ لها لسانٌ، ولسانُها الهَنَةُ الناتئة في مُقَدَّمها. ولسانُ القوم: المتكلم عنهم. وقوله في الحديث: لصاحب الحقِّ اليَدُ واللسانُ؛ اليَدُ: اللُّزوم، واللسانُ: التَّقاضي. ولسانُ الميزان: عَذَبَتُه؛ أَنشد ثعلب:

ولقد رأَيتُ لسانَ أَعْدلِ حاكـمٍ

 

يُقْضَى الصَّوابُ به، ولا يتَكَلَّمُ

يعني بأَعدلِ حاكم الميزان. ولسانُ النار: ما يتشَكلُ منها على شكل اللسان.
وأَلسَنه فَصيلاً: أَعاره إِياه ليُلْقيه على ناقته فتَدِرَّ عليه، فإِذا دَرَّتْ حلبها فكأَنه أَعاره لسانَ فَصيله؛ وتَلسَّنَ الفَصيلَ: فعَلَ به ذلك؛ حكاه ثعلب؛ وأَنشد ابن أَحمر يصف بَكْراً صغيراً أَعطاه بعضهم في حَمالة فلم يَرْضَه:

تَلسَّنَ أَهْلُهُ رُبَعاً عـلـيه

 

رِماثاً، تحتَ مِقْلاةٍ نَيُوبِ

قال ابن سيده: قال يعقوب هذا معنى غريب قلَّ من يعرفه. ابن الأَعرابي: الخَلِيَّةُ من الإِبل يقال لها المُتلسِّنة، قال: والخَلِيَّة أَن تَلِدَ الناقةُ فيُنْحَرَ ولدُها عَمْداً ليدوم لبنها وتُسْتَدَرَّ بحُوَارِ غيرها، فإِذا أَدَرَّها الحُوارُ نَحَّوْه عنها واحْتَلبوها، وربما خَلَّوْا ثلاثَ خَلايا أَو أَربعاً على حُوارٍ واحد، وهو التَّلسُّن. ويقال: لَسَنتُ اللّيفَ إذا مَشَنتَه ثم جعلته فتائلَ مُهَيَّأَةً للفَتْل، ويسمى ذلك التَّلسِينَ. ابن سيده: والمَلْسُونُ الكذاب؛ قال الأَزهري: لا أَعرفه. وتَلسَّنَ عليه: كذَبَ.
ورجل مَلسون: حُلْوُ اللسانِ بعيدُ الفِعال.
ولسانُ الحمَل ولسانُ الثَّوْر: نبات، سمي بذلك تشبيهاً باللسان.
واللُّسَّانُ: عُشْبة من الجَنْبةِ، لها ورق متفَرِّشٌ أَخشنُ كأَنه المساحي كخُشونة لسانِ الثور، يَسْمُو من وسطها قضيبٌ كالذراع طُولاً في رأْسه نَوْرة كَحْلاءُ، وهي دواء من أَوجاع اللسانِ أَلسِنةِ الناس وأَلسِنة الإِبل، والمِلْسَنُ: حجرٌ يجعلونه في أَعلى بابِ بيتٍ، يَبْنونه من حجارة ويجعلون لُحْمَةَ السَّبُع في مُؤخَّره، فإِذا دخل السبع فتناول اللُّحمة سقط الحجر على الباب فسَدَّه.

لشا

التهذيب: أَهمله الليث في كتابه. وقال ابن الأَعرابي: لَشا إذا خَسَّ بعد رِفْعة، قال: واللَّشِيُّ الكثير الحَلَب، والله أَعلم.

لشش

قال الخليل: ليس في كلام العرب شين بعد لام ولكن كلها قبل اللام، قال الأَزهري: وقد وُجِد في كلامهم الشين بعد اللام، قال ابن الأَعرابي وغيره: رجل لَشْلاشٌ إذا كان خفيفاً، قال الليث: اللَّشْلشَةُ كثرةُ التردّدِ عند الفزَع واضطرابُ الأَحْشاءِ في موضع بَعْد موضع؛ يقال: جبَانٌ لَشْلاش. ابن الأَعرابي: اللّشّ الطَّرْدُ؛ ذكره الأَزهري في ترجمة علش.

لصا

لَصاه يَلْصوه ويَلْصاه؛ الأَخيرة نادرة، لَصْواً: عابه، والاسم اللَّصاةُ، وقيل:اللَّصاةُ أَن ترميه بما فيه وبما ليس فيه، وخص بعضهم به قَذْفَ المرأَة برجل بعينه. وإِنه لَيَلْصُو إِلى رِيبة أَي يَميل. وقال ابن سيده في معتل الياء: لَصاه لَصْياً عابَه وقَذَفه، وشاهد لَصَيْت بمعنى قَذَفْتُ وشَتَمْت قول العجاج:

إِني امْرُؤٌ، عن جارتي، كَفِيّ

 

عَفٌّ، فَلا لاصٍ ولا مَلْصِيُّ

أَي لا يُلْصى إِليه، يقول: لا قاذِفٌ ولا مَقْذُوف، والاسم اللِّصاة.
ولَصا فلان فلاناً يَلْصُوهُ ويَلْصُو إِليه إذا انْضَمَّ إِليه لريبة، ويَلْصِي أَعربهما. وفي الحديث: مَن لَصا مسلماً أَي قَذَفه. واللاَّصِي: القاذفُ، وقيل: اللَّصْوُ والقَفْوُ القَذْفُ للإِنسان برِيبة يَنسُبه إِليها، يقال: لَصاه يَلْصُوه ويَلْصِيه إذا قذفَه، قال أَبو عبيد: يروى عن امرأَة من العرب أَنها قيل لها إِن فلاناً قد هجاك، فقالت: ما قَفا ولا لَصا، تقول: لم يَقْذِفْني، قال: وقولها لَصا مثل قَفا، يقال مه: قافٍ لاصٍ. ولَصَى أَيضاً: أَتَى مستتر الرِّيبة. ولَصي أَيضاً: أَثِمَ؛ وأَنشد أَبو عمرو شاهداً على لَصَيْت بمعنى أَثِمْت قول الراجز القشيري:  

تُوبي مِنَ الخِطْء فَقد لَصِيتِ

 

ثم اذْكُري اللهَ إذا نَسِـيتِ

وفي رواية: إذا لَبَّيْتِ.
واللاَّصي: العَسَلُ، وجمعه لَواصٍ؛ قال أُمية بن أَبي عائذ الهذلي:

أَيّامَ أَسْأَلُها النَّوالَ، ووَعْـدُهـا

 

كالرَّاحِ مَخْلُوطاً بِطَعْمِ لَواصِي

قال ابن جني: لام اللاَّصي ياء لقولهم لَصاه إذا عابه، وكأَنهم سموه به لتعلقه بالشيء وتَدْنيسه له كما قالوا فيه نَطَفٌ، وهو فَعَلٌ من الناطِف، لِسَيلانه وتَدَبُّقه، وقال مخلوطاً ذهب به إِلى الشراب، وقيل: اللَّصى واللَّصاة أَن ترميه بما فيه وبما ليس فيه، والله أَعلم.

لصب

لَصِبَ الجِلْدُ باللحم يَلْصَبُ لَصَباً، فهو لَصِبٌ: لَزِقَ به من الهُزال. ولَصِبَ جِلْدُ فُلانٍ: لَصِقَ باللحم من الهُزال. ولَصِبَ السيفُ في الغِمْد لَصَباً: نَشِبَ فيه، فلم يَخْرُجْ. وهو سيف مِلْصابٌ إذا كان كذلك. ولَصِبَ الخاتمُ في الإِصْبع؛ وهو ضدُّ قَلِقَ.
ورجل لَصِبٌ: عَسِرُ الأَخلاق، بَخِيل. وفلان لَحِزٌ لَصِبٌ: لا يكاد يُعْطي شيئاً.
واللِّصْبُ: مَضِيق الوادي، وجمعه لُصُوبٌ ولِصابٌ. واللِّصْبُ: شَقٌّ في الجبل، أَضْيَقُ من اللِّهْبِ، وأَوسَعُ من الشِّعْبِ، والجمع كالجمع.
والْتَصَبَ الشيءُ: ضاق؛ وهو من ذلك؛ قال أَبو دواد:

عن أَبْهَرَيْنِ، وعن قَلْبٍ يُوَفِّرُه

 

مَسْحُ الأَكُفِّ بفَجٍّ غير مُلْتَصِبِ

وطريق مُلْتَصِبٌ: ضَيِّقٌ.
واللَّواصِب، في شِعْرِ كُثَيِّر الآبارُ الضَّيِّقةُ، البعيدةُ القَعْر.
الأَصمعي: اللِّصْبُ، بالكسر، الشِّعْبُ الصغير في الجَبَل، وكلُّ مَضِيقٍ في الجبل، فهو لِصْبٌ، والجمع لِصابٌ ولُصوبٌ.
واللَّصِبُ: ضَرْبٌ من السُّلْت، عَسِر الاستِنْقاءِ، يَنْداسُ ما يَنْداسُ، ويَحْتاجُ الباقي إِلى المناحيز.

لصت

اللَّصْتُ، بفتح اللام: اللِّصُّ في لغة طَيّئ، وجمعه لُصُوت، وهم الذين يقولون للطَّسِّ طَسْتٌ؛ وأَنشد أَبو عبيد:

فَتَرَكْنَ نَهْداً عَيِّلاَ أَبناؤُهُـمْ،

 

وبَنِي كِنانةَ كاللُّصُوتِ المُرَّدِ

وقال الزبير بن عبد المطلب:

ولكنَّا خُلِقْنا، إِذْ خُـلِـقْـنـا،

 

لَنا الحِبَراتُ، والمِسْكُ الفَتِيتُ

وصَبْرٌ في المَواطنِ، كلَّ يَوْمٍ،

 

إِذا خَفَّتْ من الفَزَع البُـيوتُ

فأَفْسَدَ بَطْنَ مكةَ، بعد أُنْـسٍ،

 

قَراضِبةٌ، كأَنه اللُّـصُـوتُ

لصص

اللِّصُّ: السارقُ معروف؛ قال:

إِن يأْتِني لِصٌّ، فإِنِّي لِصُّ،

 

أَطْلَسُ مثلُ الذئب، إِذ يَعُسُّ

جمع بين الصاد والسين وهذا هو الإِكْفاء، ومصدره اللُّصُوصِيَّة والتَّلَصُّصُ، ولِصٌّ بَيِّنُ اللَّصُوصِيّة واللُّصُوصِيّة، وهو يَتلَصّصُ.
واللُّصّ: كاللِّصّ، بالضم لغة فيه، وأَما سيبويه فلا يعرف إِلا لِصّاً، بالكسر، وجمعهما جميعاً لِصَاصٌ ولُصُوصٌ، وفي التهذيب: وأَلْصَاصٌ، وليس له بناء من أَبنية أَدنى العدد. قال ابن دريد: لِصٌّ ولَصٌّ ولُصٌّ ولِصْتٌ ولَصْتٌ، وجمع لَصٍّ لُصُوصٌ، وجمعُ لِصّ لُصُوصٌ ولِصَصةٌ مثل قرود وقِرَدةٍ، وجمع اللُّصّ لُصُوصٌ، مثل خُصٍّ وخُصوص. والمَلَصّة: اسمٌ للجمع؛ حكاه ابن جني، والأُنثى لَصَّةٌ، والجمع لَصّاتٌ ولَصائِصُ، الأَخيرة نادرة. واللَّصْتُ: لغة في اللِّصِّ، أَبدلوا من صادِه تاءً وغَيّروا بناء الكلمة لما حدث فيها من البدل، وقيل: هي لغة؛ قال اللحياني: وهي لغة طيء وبعض الأَنصار، وجمعه لُصوتٌ، وقد قيل فيه: لِصْتٌ، فكسروا اللام فيه مع البدل، والاسم اللُّصوصِيّة واللَّصُوصِيّة. الكسائي: هو لَصٌّ بيَّن اللَّصوصِيّة، وفعلت ذلك به خَصُوصِيّة، وحَرُورِيّ بيِّن الحَرُورِيّة.
وأَرض مَلَصّة: ذاتُ لُصوصٍ.
 واللصَصُ: تقارُب ما بين الأَضراس حتى لا ترى بينها خَلَلاً، ورجل أَلَصُّ وامرأَة لَصّاء، وقد لَصَّ وفيه لَصَصٌ. واللَّصَصُ: تقارُب القائمتين والفخذين. الأَصمعي: رجل أَلَصُّ وامرأَة لصّاءُ إذا كانا ملتزقي الفخذين ليس بينهما فُرْجة. واللَّصَصُ: تَداني أَعلى الركبتين، وقيل: هو اجتماع أَعلى المنكبين يكادان يمسانِ أُذُنيه، وهو أَلَصّ، وقيل: هو تقارب الكتفين، ويقال للزنجي أَلَصُّ الأَلْيَتين. وقال أَبو عبيدة: اللَّصَصُ في مَرْفِقَي الفرس أَن تنْضَمّا إِلى زَوْره وتَلْصَقا به، قال: ويستحبّ اللَّصَصُ في مرفقي الفرس.
ولَصّصَ بُنيانَه: كَرَصَّصَ؛ قال رؤبة:

لَصّصَ مِن بُنْيانِه المُلَصِّصُ

والتَّلْصيص في البنيان: لغة في التَّرْصِيصِ.
وامرأَة لَصّاء: رَتْقاء. ولَصْلَصَ الوتِدَ وغيرَه: حركه لِيَنْزِعَه، وكذلك السنان من الرمح والضرس.

لصغ

لَصَغَ الجِلْدُ يَلْصَغُ لُصُوغاً إذا يَبِسَ على العظْم عَجَفاً.

لصف

لَصَفَ لونُه يَلْصِفُ لَصْفاً ولُصوفاً ولَصيفاً برَق وتلألأ؛ وأَنشد لابن الرِّقاع:

مُجَلِّحة من بنات النّـعـا

 

مِ، بيضاء واضِحة تَلْصِفُ

وفي حديث ابن عباس، رضي اللّه عنهما: لما وفَد عبد المطلب وقريش إلى سيف بن ذي يَزَن فأَذن لهم فإذا هو مُتَضَمّخٌ بالعبير يَلْصِف وبيصُ المسك من مَفْرَقه أَي يَبْرُق ويَتلألأ. واللاصِف: الإِثْمِد المُكتَحَل به، قال ابن سيده: أَراه سمي به من حيث وُصِف بالتَّأَلُّل وهو البرِيق.واللَّصْف واللَّصَفُ: شيء ينبت في أَصل الكَبَر رَطْب كأَنه خِيار، قال الأَزهري: هذا هو الصحيح، وأَما ثمر الكَبَر فإن العرب تسميه الشَّفَلَّح إذا انشق وتفتَّح كالبُرعُومة، وقيل: اللصَف الكبَر نفسُه، وقيل: هو ثمرة حشيشة تُطبخ وتوضع في المرقة فتُمْرِئها ويُصْطَبَغ بعُصارتها، واحدتها لصْفة ولصَفة، قال: والأعرف في جميع ذلك فتح الصاد، وإنما الإسكان عن كراع وحده، فلصْف على قوله اسم للجمع. الليث: اللَّصَف لغة في الأَصَف، وهي ثمرة شجرة تجعل في المَرق وله عصارة يصطبغ به يُمرئ الطعام وهو جنس من الثمر، قال: ولم يعرفه أَبو الغوث. ولَصَف البعيرُ، مخفف: أَكل اللصَف.
ولَصافٌ ولَصافِ مثل قطامِ: موضع من منازل بني تميم، وقيل: أَرض لبني تميم؛ قال أَبو المُهَوِّس الأَسَدِي:

قد كنت أَحسَبُكم أُسُودَ خَفِـيّةٍ

 

فإذا لَصَافِ تَبيضُ فيه الحُمَّرُ

وإذا تَسُرُّكَ من تميمٍ خَصْـلةٌ

 

فلمَا يسُوءُك من تميمٍ أَكْثـرُ

قال الجوهري: وبعضهم يُعربه ويجريه مجرى ما لا ينصرف من الأَسماء؛ قال ابن بري: وشاهده:

نحن ورَدْنا حاضِري لَصافا

 

بسَلَفٍ يَلْتَهِـم الأَسـلافـا

ولصاف وثَبْرَةُ: ماءَان بناحية الشَّواجِن في ديار ضَبّة بن أُدّ؛ وإيَّاها أَراد النابغة بقوله:

بمُصْطَحِباتٍ من لَصافِ وثَبْرَةٍ

 

يَزُرْنَ إلالاً، سَيْرُهنَّ التَّدافُعُ

لصق

لَصِقَ به يَلْصَق لُصُوقاً: وهي لغة تميم، وقيس تقول لَسق بالسين، وربيعة تقول لَزَق، وهي أَقبحها إلا في أَشياء نصفها في حدودها.
والتَصَقَ وأَلْصَقَ غيره، وفي لِصْقُه ولَصِيقُه. واللَّصُوق: دواء يلصق بالجرح، وقد قاله الشافعي. ويقال: أَلْصَقَ فلان بِعُرْقوب بعيره إذا عقره، وربما قالوا أَلْصَقَ بساق بعيره، وقيل لبعض العرب: كيف أنت عند القِرَى؟ فقال: أُلْصِق والله بالنَّاب الفانية والبَكْر والضَّرْع؛ قال الراعي:

فقلتُ له: أَلْصِقْ بأيْبَس ساقِهـا،

 

فإن نُحِرَ العُرْقُوبُ لا يَرقأ النَّسَا

أَراد أَلْصِق السيف بساقها واعقِرْها، وهذا ذكره ابن الأَثير في النهاية عن قيس بن عاصم، قال له رسول الله، صلى الله عليه وسلم: فكيف أَنت عند القِرَى؟ قال: أُلْصِقُ بالناب الفانية والضَّرْع الصغير الضعيف؛ أراد أَنه يُلْصِقُ بها السيف فيعرقبها للضيافة. والمُلْصَقُ: الدعيّ. وفي حديث حاطب: إني كنت امرأً مُلْصَقاً في قريش؛ المُلْصَقُ: هو الرجل المقيم في الحي وليس منهم بنسب. ويقال: اشتر لي لحماً وأَلْصِقْ بالماعز أَي اجعل اعتمادك عليها؛ قال ابن مقبل:  

وتُلْصِقُ بالكُومِ الجِلادِ، وقد رَغَتْ

 

أَجِنَّتُها، ولم تُنَضِّح لها حَـمْـلا

وحرف الإلصاق: الباء، سماها النحويون بذلك لأَنها تُلْصِقُ ما قبلها بما بعدها كقولك مررت بزيد؛ قال ابن جني: إذا قلت أمسكت زيداً فقد يمكن أن تكون باشرته نفسه، وقد يمكن أن تكون منعته من التصرف من غير مباشرة له، فإذا قلت أَمسكت بزيد فقد أَعلمتَ أنك باشرته وأَلْصَقْت محلّ قدرك أو ما اتصل بمحل قدرك به، فقد صح إذا معنى الإلْصَاق.
والملصقة من النساء: الضيقة.واللُّصَيْقَى، مخففة الصاد: عُشْبة؛ عن كراع لم يُحَلِّها.

لضا

التهذيب: لَضا إذا حَذِقَ بالدَّلالة.

لضض

رجل لَضٌّ: مُطَّردٌ. واللَّضْلاضُ: الدَّلِيلُ. يقال: دلِيلٌ لَضْلاضٌ أَي حاذِقٌ، ولَضْلَضَتُه: التِفاتُه يميناً وشمالاً وتحَفُّظُه؛ وأَنشد:

وبَلَدٍ يَعْيا على اللَّضْلاضِ،

 

أَيْهَمَ مُغْبَرِّ الفِجاجِ فاضي

أَي واسِعٍ من الفَضاء.

لضم

التهذيب: اللَّضْمُ العُنْفُ والإِلْحاحُ على الرجل، يقال: لَضَمْتُه أَلْضِمُه لَضْماً أَي عَنُفْتُ عليه وأَلْحَحْت؛ وأَنشد:

مَنَنْتَ بِنائلٍ ولَضَمْتَ أُخْرى

 

بِرَدٍّ، ما كذا فِعْلُ الكِـرام

قال أَبو منصور: ولم أَسمع لضم لغير الليث.

لطأ

اللّطْءُ: لزوقُ الشيء بالشيء.
لَطِئ، بالكسر، يَلْطَأُ بالأَرض لُطُوءاً، ولَطَأَ يَلْطَأُ لَطْأً: لَزِقَ بها. يقال: رأَيت فلاناً لاطِئاً بالأَرض، ورأَيت الذئب لاطِئاً للسَّرِقَةِ. ولَطَأْتُ بالأَرض ولَطِئْتُ أَي لَزِقْتُ. وقال الشماخ، فترك الهمز:

فَوافَقَهُنَّ أَطْلَسُ عامِرِيٌّ،

 

لَطا بصفائِحٍ مُتَسانِداتِ

أَراد لَطَأَ، يعني الصَّيَّادَ أَي لَزِقَ بالأَرض، فترك الهمزة.
وفي حديث ابن إِدريسَ: لَطِئ لساني، فَقَلَّ عن ذكْرِ اللّهِ، أَي يَبِسَ، فكَبُرَ عليه، فلم يَسْتَطِعْ تَحْرِيكَه.
وفي حديث نافع بن جبير: إذا ذُكر عبدُ مناف فالْطَهْ؛ هو من لَطِئ بالأَرض، فَحَذف الهمزة ثم أَتْبَعَها هاءَ السكت. يريد: إذا ذُكر، فالتَصِقُوا في الأَرض ولا تَعُدُّوا أَنفسكم، وكُونوا كالتُّراب. ويروى: فالْطَؤُوا.
وأَكَمةٌ لاطِئةٌ: لازِقةٌ. واللاَّطِئةُ مِن الشِّجاج: السِّمْحاقُ.
قال ابن الأَثير: من أَسماءِ الشِّجاج اللاَّطئةُ. قيل: هي السِّمْحاقُ، والسِّمْحاقُ عندهم المِلْطَى، بالقصر، والمِلْطاةُ. والمِلْطَى: قشرة رقِيقة بين عَظْمِ الرأسِ ولَحْمِه. واللاَّطئةُ: خُراجٌ يَخْرُج بالانسان لا يكادُ يَبْرأُ منه، ويزعمون أَنه مِن لَسْعِ الثُّطْأَة.
ولَطَأَه بالعَصا لَطْأً: ضرَبه، وخص بعضهم به ضربَ الظهر.

لطا

أَلقى عليه لَطاتَه أَي ثِقَلَه ونَفْسَه. واللَّطاةُ: الأَرض والموضع. ويقال: أَلْقى بلَطاتِه أَي بثِقَله، وقال ابن أَحمر:

وكُنَّا وهُمْ كابْنَي سُباتٍ تَفَرَّقا

 

سِوىً، ثم كانا مُنْجِداً وتِهامِيا

فأَلقى التِّهامي مِنْهُما بِلَطاتِه

 

وأَحْلَطَ هذا، لا أَرِيمُ مَكانِيا

قال أَبو عبيد في قوله بلَطاتِه: أَرضِه وموضعه، وقال شمر: لم يُجِد أَبو عبيد في لَطاته. ويقال: أَلقى لَطاتَه طرح نفسه. وقال أَبو عمرو: لَطاتَه مَتَاعه وما معه. قال ابن حمزة في قول ابن أَحمر أَلقى بلطاته: معناه أَقام، كقوله فأَلْقَتْ عَصاها. واللَّطاةُ: الثِّقَلُ. يقال: أَلقى عليه لَطاتَه.
ولَطأْتُ بالأَرض ولطِئْتُ أَي لَزِقْتُ؛ وقال الشماخ فترك الهمز:

فَوافَقَهنّ أَطْلَسُ عامِرِيٌّ

 

لَطا بصَفائِحٍ مُتَسانِداتِ

أَراد لَطأَ يعني الصَّيَّادَ أَي لَزِقَ بالأَرض، فترك الهمز. ودائرة اللَّطاةِ: التي في وسَط جَبْهة الدابَّة. ولَطاةُ الفرس: وسَطُ جبهته، وربما استعمل في الإِنسان. ابن الأَعرابي: بَيَّضَ اللهُ لَطاتَك أَي جَبْهَتك. واللَّطاةُ: الجبهة. وقالوا: فلان من رَطاتِه لا يَعرِفُ قَطاتَه من لَطاتِه، قصر الرطاة إِتباعاً للقَطاة. وفي التهذيب: فلان من ثَطاتِه لا يعرف قَطاتَه من لَطاتِه أَي لا يعرف مُقدِّمه من مُؤَخَّره.واللَّطاةُ واللُّطاة: اللُّصُوص، وقيل: اللُّصُوص يكونون قريباً منكَ، يقال: كان حوْلي لَطاةُ سوء وقوم لَطاة. ولَطا يَلْطا، بغير همز: لَزِقَ بالأَرض ولم يكد يبرح، ولَطأَ يَلْطأُ، بالهمز.
والمِلْطاء،على مِفْعال: السِّمْحاقُ من الشِّجاج، وهي التي بينها وبين العظم القِشرة الرقيقة. قال أَبو عبيد: أَخبرني الواقدي أَن السِّمحاق في لغة أَهل الحجاز المِلْطا، بالقصر؛ قال أَبو عبيد: ويقال لها المِلْطاةُ، بالهاء، قال: فإِذا كانت على هذا فهي في التقدير مقصورة؛ قال: وتفسير الحديث الذي جاء أَن المِلْطى بدمِها؛ يقول: معناه أَنه حين يُشَجُّ صاحِبُها يؤخذ مقدارها تلك الساعةَ ثم يُقْضى فيها بالقصاص أَو الأَرش لا يُنظَر إِلى ما يَحدُث فيها بعد ذلك من زيادة أَو نقصان، قال: وهذا قولهم وليس هو قول أَهل العراق. وفي الحديث: أَنه بالَ فمَسَح ذكره بلِطىً ثم توضأَ؛ قال ابن الأَثير: هو قلب لِيَطٍ جمع لِيطةٍ كما قيل في جمع فُوقةٍ فُوَقٌ، ثم قُلِبت فقيل فُقاً، والمراد به ما قشر من وجه الأَرض من المدر.

لطث

ابن الأَعرابي: اللَّطْثُ الفساد.
لَطَثَهُ يَلْطُثُه لطثاً: ضربه بِعرْض يده أَو بعود عريض. أَبو عمرو: لطثه بحجر ولطسه إذا رماه.
وتلاطثَ الموجُ: تلاطم. وتلاطثَ القومُ: تضاربوا بالسيوف أَو بأَيديهم.
ولطثه الحِمْلُ والأَمر يَلْطُثُه لطثاً: ثَقُل عليه وغَلُظ؛ وقول رؤْبة:

ما زالَ بيعُ السَّرَقِ الـمُـهـايِثُ

 

بالضعْف، حتى استوقَرَ المُلاطِثُ

قال أَبو عمرو: المُلاطِثُ يعني به البائع؛ قال: ويروى المَلاطِثُ، وهي المواضع التي لُطِثَتْ بالحَمْل حتى لُهِدَت.
ومِلْطَثٌ: اسم.

لطح

اللَّطْحُ: كاللَّطْخ إذا جَفَّ وحُكَّ ولم يبق له أَثر.
وقد لَطَحه ولَطَخه يَلْطَحُه لَطْحاً: ضربه بيده منشورة ضرباً غير شديد: الأَزهري: اللَّطْح كالضرب باليد. يقال منه: لَطَحْتُ الرجلَ بالأَرض؛ قال: وهو الضرب ليس بالشديد ببطن الكف ونحوه؛ ومنه حديث ابن عباس: أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، كان يَلْطَحُ أَفخاذ أُغَيْلِمة بني عبد المطلب ليلة المُزْدَلفة ويقول: أَبَنِيَّ لا ترموا جمرة العَقَبة حتى تطلُع الشمس. ابن سيده: ولَطَحَ به الأَرضَ يَلْطَحُها لَطْحاً: ضرب. الجوهري: اللَّطْحُ مثل الحَطْءِ، وهو الضرب اللَّيِّنُ على الظهر ببطن الكف، قال: ويقال: لَطَحَ به إذا ضرب به الأَرض.

لطخ

لطخه بالشيء يَلْطَخه لطخاً ولطَّخه، ولطختُ فلاناً بأَمر قبيح: رميته به.
وتلطَّخ فلان بأَمر قبيح: تدنس، وهو أَعم من الطَّلْخ.
واللُّطاخَة: بقية اللَّطْخ.
ورجل لَطِخٌ: قذر الأَكل. ولَطَخَه بشرٍّ يلطَخُه لطْخاً أَي لوَّثه به فتلوَّث وتلطخ به فعله.
وفي حديث أَبي طلحة: تركتْني حتى تلطَّخْت أَي تنجست وتقذرت بالجماع.
يقال: رجل لَطِخ أَي قذر، ورجل لُطَخَة: أَحمق لا خير فيه، والجمع لطَخات. واللَّطخ: كل شيءٍ لُطِّخ بغير لونه. وفي السماء لَطْخٌ من سحاب أَي قليل. وسمعت لَطْخاً من خَبَرٍ أَي يسيراً.
ويقال: اغنُوا لَطْختكم.

لطس

اللَّطْس: الضَّرْب للشيء بالشيء العَريض؛ لَطَسه يَلْطُسُه لَطْساً. وحجرٌ لَطَّاس: تُكْسَر به الحجارة. والمِلْطَسُ والمِلْطاس: حَجَرٌ ضخْم يُدَقُّ به النَّوى مثل المِلْدَم والمِلْدام، والجمع المَلاطِس.
والمِلْطاس: مِعْوَل يكسَر به الصخر. قال ابن شميل: المَلاطِيس المَناقِير من حديد يُنْقَر بها الحجارة، الواحدة مِلْطاس. والمِلْطاس ذو الخَلْفَين: الطويل الذي له عَنَزَة، وعَنَزَتُه حدُّه الطويلُ؛ قال أَبو خيرة: المِلْطَس ما نَقَرْتَ به الأَرجاء؛ قال امرؤْ القيس:  

وتَرْدي على صُمٍّ صِلاب مَلاطِس

 

شَديدات عَقْد، لَـيِّنـات مِـتـان

وقال الفرّاء: ضربه بِمِلْطاس، وهي الصخرة العظيمة، لَطَسَ بها أَي ضرَب بها ابن الأَعرابي: اللَّطْسُ اللَّطْمُ؛ وقال الشماخ فجعل أَخفاف الإِبل مَلاطِس:

تَهْوي على شَراجِعٍ عَلِيَّاتْ

 

مَلاطِسِ الأَخْفافِ أَفْتَلِيَّاتْ

قال ابن الأَعرابي: أَراد أَنها تضرِب بأَخْفافِها تَلْطُسُ الأَرض أَي تَدُقُّها بها. واللَّطْس: الدَّقُّ والوَطءُ الشديد؛ قال حاتم:

وسُقِيتُ بالماءِ النَّميرِ، ولم

 

أَترَكْ أُلاطِسُ حَمْأَة الحَفْرِ

قال أَبو عبيدة: معنى أُلاطِسُ أَتَلَطَّخ بها. ولَطَسه البعيرُ بخفِّه: ضرَبه أَو وَطِئَه. والمِلْطَس والمِلْطاس: الخُفُّ أَو الحافر الشديد الوطء.
التهذيب: وربما سمي خُفُّ البعير مِلْطاساً. والمِلْطاس: الصخرة العظيمة، والمِدَقُّ المِلْطاس، والمِلْطاس: حجر عَريض فيه طُول.

لطط

لَطَّ الشيءَ يَلُطُّه لَطّاً: أَلْزَقَه. ولَطَّ به يَلُطُّ لَطّاً: أَلْزَقَه. ولَطَّ الغَريمُ بالحقّ دُون الباطِل وأَلَطَّ، والأُولى أَجْود: دافَعَ ومَنَعَ الحقّ. ولَطَّ حقَّه ولطّ عليه: جَحَده، وفلان مُلِطٌّ ولا يقال لاطٌّ، وقولهم لاطٌّ مُلِطٌّ كما يقال خَبِيث مُخْبِث أَي أَصحابه خُبَثاء. وفي حديث طَهْفةَ: لا تُلْطِطْ في الزّكاةِ أَي لا تَمْنَعْها؛ قال أَبو موسى: هكذا رواه القتيبي لا تُلْطِطْ على النهي للواحد، والذي رواه غيره: ما لم يكن عَهْدٌ ولا مَوْعِدٌ ولا تَثاقُل عن الصلاة ولا يُلْطَطُ في الزكاة ولا يُلْحَدُ في الحياةِ، قال: وهو الوجه لأَنه خطاب للجماعة واقع على ما قبله، ورواه الزمخشري: ولا نُلْطِط ولا نُلْحِد، بالنون. وأَلَطَّه أَي أَعانَه أَو حمله على أَن يُلِطُّ حقي. يقال: ما لكَ تُعِينُه على لَطَطِه؟ وأَلَطَّ الرجلُ أَي اشْتَدَّ في الأَمر والخُصومة. قال أَبو سعيد: إذا اختصم رجلان فكان لأَحدهما رَفِيدٌ يَرْفِدُه ويشُدُّ على يده فذلك المعين هو المُلِطُّ، والخَصم هو اللاَّطُ. وروى بعضهم قولَ يحيى بنِ يَعْمَرَ: أَنْشأْتَ تَلُطُّها أَي تَمْنَعُها حَقَّها من المَهر، ويروى تطُلُّها، وسنذكره في موضعه، وربما قالوا تَلَطَّيْتُ حقّه، لأَنهم كرهوا اجتماع ثلاث طاءات فأَبدلوا من الأَخيرة ياء كما قالوا من اللَّعاع تَلَعَّيْت. وأَلَطَّه أَي أَعانه. ولَطَّ على الشيء وأَلَطَّ: ستَر، والاسم اللَّطَطُ، ولَطَطْتُ الشيءَ أَلُطّه: سترتُه وأَخْفيته. واللّطُّ: الستْر. ولطَّ الشيءَ: ستَره؛ وأَنشد أَبو عبيد للأَعشى:

ولَقَدْ ساءها البَياضُ فَلَطَّـتْ

 

بِحِجابٍ، مِنْ بَيْنِنا، مَصْدُوفِ

ويروى: مَصْرُوفِ، وكل شيء سترته، فقد لَطَطْتَه. ولطّ السِّتر:أَرْخاه. ولطّ الحِجاب: أَرْخاه وسدَلَه؛ قال:

لَجَجْنا ولَجَّتْ هذه في التَّغَضُّبِ،

 

ولطّ الحجاب دُوننا والتَّنَـقُّـبِ

واللّطُّ في الخبَر: أَن تَكْتُمه وتُظْهر غيره، وهو من الستر أَيضاً؛ ومنه قول الشاعر:

وإِذا أَتاني سائلٌ، لم أَعْتَـلِـلْ،

 

لا لُطَّ مِنْ دُونِ السَّوامِ حِجابي

ولَطَّ عليه الخَبرَ لَطّاً: لَواه وكتَمه. الليث: لَطَّ فلان الحَقَّ بالباطل أَي ستَره. والناقةُ تَلِطُّ بذنبها إذا أَلزَقَتْ بفرجها وأَدخلته بين فخذيها؛ وقَدِم على النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، أَعْشَى بني مازِن فشكا إِليه حَلِيلَته وأَنشد:

إِلَيْكَ أَشْكُو ذِرْبةً مِنَ الذِّرَبْ،

 

أَخْلَفَتِ العَهْدَ ولَطَّتْ بالذَّنَبْ

أَراد أَنها مَنَعَتْه بُضْعَها وموضِعَ حاجتِه منها، كما تَلِطُّ الناقةُ بذنبها إذا امتنعت على الفحل أَن يضْربها وسدّت فرجها به، وقيل: أَراد تَوارَتْ وأَخْفت شخصها عنه كما تُخْفِي الناقةُ فرجَها بذنبها.
ولطَّتْ الناقةُ بذنبها تَلِطُّ لَطّاً: أَدخلته بين فخذيها؛ وأَنشد ابن بري لقَيْسِ بن الخَطِيم:

لَيالٍ لَنا، وُدُّها مُنْصِبٌ،

 

إِذا الشَّوْلُ لَطَّتْ بأَذْنابِها

ولَطَّ البابَ لَطّاً: أَغْلَقه. ولَطَطْتُ بفلان أَلُطُّه لَطّاً إذا لَزِمْته، وكذلك أَلْظَظْتُ به إِلْظاظاً، والأَول بالطاء، رواه أَبو عُبيد عن أَبي عُبيدةَ في باب لُزومِ الرَّجلِ صاحبه. ولَطَّ بالأَمر يَلِطُّ لطّاً: لَزِمَه. ولططت الشيءَ: أَلصَقْتُه. وفي الحديث: تَلُطُّ حوْضها؛ قال ابن الأَثير: كذا جاء في الموطّإِ، واللَّطُّ الإِلصاق، يريد تُلْصِقُه بالطّين حتى تسُدّ خَلَلَه. واللَّطُّ: العِقْدُ، وقيل: هو القِلادةُ من حبّ الحنْظَلِ المُصَبَّغ، والجمع لِطاطٌ؛ قال الشاعر:

إِلى أَميرٍ بالعِراق ثَطِّ،

وجْهِ عَجُوزٍ حُلِّيَتْ في لَطِّ،

تَضْحَكُ عن مِثْلِ الذي تُغَطِّي

أَراد أَنها بَخْراء الفَمِ؛ قال الشاعر:

جَوارٍ يُحَلَّيْنَ اللِّطـاطَ، يَزِينُـهـا

 

شَرائحُ أَحوافٍ من الأَدَمِ الصِّرفِ

واللَّط: قِلادة. يقال: رأَيت في عُنقها لَطّاً حسنَاً وكَرْماً حسنَاً وعِقْداً حسنَاً كله بمعنى؛ عن يعقوب.
وترس مَلْطُوطٌ أَي مَكْبُوب على وجهه؛ قال ساعدة بن جُؤيّةَ:

صَبَّ اللَّهِيفُ لها السُّبُوبَ بطَغْيةٍ،

 

تُنْبي العُقابَ، كما يُلَطُّ المِجْنَـبُ

تُنْبي العُقاب: تَدْفعُها من مَلاستها. والمِجْنب: التُّرْس؛ أَراد أَن هذه الطَّغْية مثل ظهر الترس إذا كبَبْتَه. والطَّغْيةُ: الناحيةُ من الجبَل.
واللِّطاطُ والمِلْطاطُ: حرف من أَعْلَى الجبل وجانبه. ومِلعطاطُ البعير: حَرْف في وسط رأْسه. والمِلْطاطانِ: ناحِيتا الرأْس، وقيل: مِلْطاطُ الرأْس جُمْلته، وقيل جِلْدته، وكل شِقّ من الرأْس مِلْطاط؛ قال: والأَصل فيها من مِلْطاط البعير وهو حرف في وسط رأْسه. والمِلْطاطُ: أَعلى حرف الجبل وصَحْنُ الدّار، والميم في كلها زائدة؛ وقول الراجز:

يَمْتَلِخُ العَيْنينِ بانْـتِـشـاطِ،

 

وفَرْوةَ الرّأْسِ عن المِلْطاطِ

وفي ذكر الشِّجاج: المِلْطاط وهي المِلْطاء والمِلْطاط طريق على ساحل البحر؛ قال رؤبة:

نحنُ جَمَعْنا الناسَ بالمِلْطاطِ،

 

في وَرْطةٍ، وأَيُّمـا إِيراطِ

ويروى:

فأَصْبَحُوا في ورْطةِ الأَوْراطِ

وقال الأَصمعي: يعني ساحل البحر. والمِلْطاطُ: حافةُ الوادِي وشَفِيرُه وساحِلُ البحر. وقول ابن مسعود: هذا المِلْطاطُ طَريقُ بَقِيّةِ المؤمنين هُرّاباً من الدَّجّالِ، يعني به شاطئ الفُراتِ، قال: والميم زائدة.
أَبو زيد: يقال هذا لطاط الجبل وثلاثة أَلِطّة، وهو طريق في عُرض الجبل، والقِطاطُ حافةُ أَعْلى الكَهْف وهي ثلاثة أَقِطَّة. ويقال لصَوْبَجِ الخَبَّازِ: المِلْطاط والمِرْقاق. واللِّطْلِطُ: الغَلِيظُ الأَسنان؛ قال جرير:

تَفْتَرُّ عن قَرِدِ المنابِتِ لِطْـلِـطٍ،

 

مِثْلِ العِجان، وضِرْسُها كالحافِر

واللِّطْلِطُ: الناقةُ الهَرِمةُ. واللِّطلِطُ: العَجوز. وقال الأَصمعي: اللطلط العجوز الكبيرة، وقال أَبو عمرو: هي من النوق المسِنة التي قد أُكل أَسنانُها. والأَلَطُّ: الذي سَقطت أَسنانه أَو تأَكَّلت وبَقِيَتْ أُصُولُها، يقال: رجل أَلَطُّ بيِّن اللَّطَطِ، ومنه قيل للعجوز لِطْلِط، وللناقة المسنة لِطْلط إذا سقطت أَسنانها. والمِلْطاطُ رَحَى البَزِر.
والملاط: خشبة البزر؛ وقال الراجز:

فَرْشَطَ لما كُرِه الفِرْشاطُ،

 

بِفَيْشةٍ كأَنها مِلْـطـاطُ

لعط: لعطه بسهم لعطا: رماه فأصابه به. ولعطه بعين لعطا: أصابه.
واللعطة: خط بسواد أو صفرة تخظه المرأة في خدها كالعلطة، ولعطة الصفر: سعفة في وجهه.
وشاة لعطاء: بيضاء عرض العنق. ونعجة لعطاء: وهي التي بعرض عنقها لعطة سوداء وسائرها أبيض. وقال أبو زسد: ان كان بعرض عنق الشاة سواد فهي لعطاء، والاسم اللعطة. وفي الحديث: أنه عاد البراء بن مهرور وأخذته الذبحة فأمر من لعطه بالنار أي كواه في عنقه. ولعط الرمل: ابطه، والجمع ألعاط.
قال أبو خنيفة: لعطت الابل لعطا والتعطت لم تبعد في مرعاها ورعت حول البيوت، والملعط ذلك المرعى، والملاعط المراعي حول البيوت.
يقال: ابل فلان تلعط الملاعط أي ترعى قريبا من البيوت، وأنشد شمر:

ما راعني الا جناح هابطا،

على البيوت، قوطة العلابطا

ذات فضول تلعط الملاعطا

وجناح: اسم راعي غنم، وجعل هابطا ههنا واقعا. ولعطني فلان بحقي لعطا أي لواني به ومطلني.
واللعط: ما لزق بنجفة الجبل. يقال: خذ اللعط يا فلان. ومر فلان لاعطا أي مر معارضا الى جنب حائط أو جبل، وذلك الموضع من الحائط والجبل يقال له اللعط . وألعط الرجل إذا مشى في لعط الجبل، وهو أصله.

لطع

اللَّطْعُ: لَطْعُكَ الشيء بلسانك، وهو اللحْسُ. لَطَعَه يَلْطَعُه لَطْعاً: لَعِقَه لَعْقاً، وقيل: لحِسه بلسانه، وحكى الأَزهريّ عن الفراء: لَطَعْتُ الشيء أَلْطَعُه لَطْعاً إذا لَعِقْتَه، قال وقال غيره: لَطِعْته، بكسر الطاء. ورجل لَطّاعٌ قَطّاعٌ: فَلَطَّاعٌ يَمُصُّ أَصابعَه إذا أَكل ويَلْحَسُ ما عليها، وقَطَّاعٌ يأْكل نصف اللقمة ويرد النصف الثاني.
واللَّطَعُ: تَقَشُّرٌ في الشفةِ وحُمْرةٌ تعلوها. واللَّطَعُ أَيضاً: رِقَّةُ الشفة وقلة لحمها، وهي شَفةٌ لَطْعاء. ولِثةٌ لَطْعاء: قليلة اللحم. وقال الأَزهريّ: بل اللَّطَعُ رقة في شفة الرجُلِ الأَلْطَع، وامرأَة لَطْعاءُ بَيِّنةُ اللطَعِ إذا انْسَحَقَت أَسنانها فَلَصِقَتْ باللِّثةِ. واللطَع، بالتحريك: بياض في باطن الشفة وأَكثر ما يعتري ذلك السُّودانَ، وفي تهذيب الأَزهري: بياض في الشفة من غير تخصيص بباطن. والأَلْطَعُ: الذي ذهبت أَسنانه من أُصولها وبقيت أَسْناخُها في الدُّرْدُرِ، يكون ذلك في الشابّ والكبير، لَطِعَ لَطَعاً وهو أَلْطَعُ، وقيل: اللَّطَعُ أَن تَحاتَّ الأَسْنانُ إِلا أَسْناخَها وتَقْصُر حتى تَلْتزِقَ بالحنَك، رجل أَلْطَعُ وامرأَة لَطْعاء؛ قال الراجز:

جاءتْكَ في شَوْذَرها تَمِيسُ

عُجَيِّزٌ لَطْعاءُ دَرْدَبِـيسُ،

أَحْسَنُ منها مَنْظَراً إِبْلِيسُ

وقيل: هو أَن تُرى أُصولُ الأَسنانِ في اللحم.
واللَّطْعاءُ: اليابسة الفرج، وقيل: هي المهزولة، وقيل: هي الصغيرة الجَهازِ، وقيل: هي القلِيلةُ لحمِ الفَرْج، والاسم من كل ذلك اللَّطَعُ.وفي نوادر الأَعراب: لَطَعْتُه بالعَصا، والْطَعِ اسمَه أَثْبِتْه، والْطَعْه أَي امْحُه، وكذلك اطْلِسْه. ورجل لُطَعٌ: لَئِيمٌ كَلُكَعٍ.
واللَّطْعُ: أَن تَضْرِبَ مؤخَّر الإِنسانِ برجلك، تقول: لَطِعْتُه، بالكسر، أَلْطَعُه لَطْعاً.
والتَطَعَ: شرب جميع ما في الإِناءِ أَو الحوْضِ كأَنه لَحِسَه.

لطف

اللَّطِيف: صفة من صفات اللّه واسم من أَسمائه، وفي التنزيل العزيز: اللّه لطيف بعباده، وفيه: وهو اللطيف الخبير؛ ومعناه، واللّه أَعلم، الرفيق بعباده. قال أَبو عمرو: اللطيف الذي يوصل إليك أَربك في رِفْق، واللُّطفُ من اللّه تعالى: التوفيق والعِصمة، وقال ابن الأَثير في تفسيره:اللَّطِيف هو الذي اجتمع له الرِّفق في الفعل والعلمُ بدقائق المصالح وإيصالها إلى من قدّرها له من خلقه. يقال: لَطف به وله، بالفتح، يَلْطُف لُطْفاً إذا رَفَقَ به. فأَما لَطُف، بالضم، يَلْطُف فمعناه صغُر ودقَّ. ابن الأَعرابي: لَطف فلان يَلْطُف إذا رَفَق لُطْفاً، ويقال: لَطَف اللّه لك أَي أَوْصَل إليك ما تُحِب برِفْق. وفي حديث الإفك: ولا أَرَى منه اللطف الذي كنت أَعرفه أَي الرِّفق والبر، ويروى بفتح اللام والطاء، لغة فيه.
واللُّطْف واللَّطَف: البر والتَّكْرمة والتحَفِّي. لَطف به لُطْفاً ولَطافة وأَلطَفه وأَلطفته: أَتحَفْته. وأَلطفه بكذا أَي بَرَّه به، والاسم اللَّطَفُ، بالتحريك. يقال: جاءتنا لَطَفةٌ من فلان أَي هَدية. وهؤلاء لَطَف فلان أَي أَصحابه وأَهله الذين يُلطفونه؛ عن اللحياني؛ قال أَبو ذؤيب:

ولا لَطَفٌ يَبْكي عليك نَصيح

حمل الوصف على اللفظ لأن لفظ لَطَف لفظ الواحد، فلذلك ساغ له وصف الجمع بالواحد، وقد يجوز أَن يعنى بلَطَف واحد، وإن شئت جعلت اللَّطَف مصدراً فيكون معناه ولا ذو لَطَف، والاسم اللُّطف. وهو لَطيف بالأَمر أَي رَفِيق، وقد لَطَف به. وفي حديث ابن الصَّبْغاء: فاجْمَعْ له الأَحِبّة الأَلاطِف؛ قال ابن الأَثير: هو جمع الأَلطف، أَفعل من اللُّطف الرِّفْق، قال: ويروى الأَظالف، بالظاء المعجمة. واللَّطِيفُ من الأَجْرام والكلام: ما لا خَفاء فيه، وقد لَطُفَ لَطافة، بالضم، أَي صغُر، فهو لَطِيف. وجارية لطيفة الخَصْر إذا كانت ضامرة البطن. واللَّطِيفُ من الكلام: ما غَمُض معناه وخَفي. واللُّطْف في العمل: الرفق فيه. ولَطُف الشيءُ يَلْطُف: صغر؛ وقول أَبي ذؤيب:

وهمْ سبعة كعَوالـي الـرِّمـا

 

حِ، بِيضُ الوُجوهِ لِطافُ الأُزُرْ

إنما عنى أَنهم خِماص البطون لطافُ مواضِع الأُزر؛ وقول الفرزدق:

ولَلَّهُ أَدْنَى مِن وَرِيدي وأَلْطَفُ

إنما يريد وأَلطف اتِّصالاً. ولَطُف عنه: كصغُر عنه.
وأَلطف الرجلُ البعيرَ وأَلطف له أَدخل قضيبه في حياء الناقة؛ عن ابن الأَعرابي، وذلك إذا لم يهتدِ لموضع الضِّراب. أَبو زيد: يقال للجمل إذا لم يَسْتَرْشِد لطَروقته فأَدخل الرَّاعي قضيبه في حيائها: قد أَخْلطه إخْلاطاً وألطفه إلطافاً، وهو يُخْلِطه ويُلطِفه. واسْتخْلط الجمل واسْتَلْطَف إذا فعل ذلك من تِلقاء نفسه وأَدخله فيها بنفسه، وأَخلط غيره. أَبو صاعِد الكِلابيّ: يقال أَلطفت الشيء بجنبي واستلطفته إذا أَلصقته وهو ضد جافيته عني؛ وأَنشد:

سَرَيْتُ بها مُسْتَلْطِفاً، دونَ ريْطَـتـي

 

ودُونَ رِدائي الجَرْدِ، ذا شُطَبٍ عَضبا

والتلَطُّف للأَمر: الترفُّق له، وأُمٌّ لطِيفة بولدها تُلْطِفُ إلطافاً.واللَّطَف أَيضاً من طُرَف التُّحَف: ما أَلطَفْت به أَخاك ليَعْرِفَ به بِرَّك. والمُلاطَفة: المُبارَّة.
وأَبو لَطِيف: من كُناهم؛ قال عُمارة بن أَبي طَرفة:

فَصِلْ جَناحي بأَبي لَطِيف

لطم

اللَّطْمُ: ضَرْبُك الخدَّ وصَفْحةَ الجسد ببَسْط اليد، وفي المحكم: بالكفّ مفتوحة، لَطَمَه يَلْطِمُه لَطْماً ولاطَمَه مُلاطَمةً ولِطاماً. والمَلْطِمانِ: الخدّان؛ قال:

نابي المَعَدَّيْنِ أَسِيل مَلْطِمُه

وهما المَلْطَمانِ نادر. ابن حبيب: المَلاطِمُ الخدود، واحدها مَلْطَمٌ؛ وأَنشد:

خَصِمُون نَفّاعُون بِيضُ المَلاطِم

ابن الأَعرابي: اللَّطْمُ إِيضاحُ الحمرة. واللَّطْمُ: الضرب على الوجه بباطن الراحة. وفي المثل: لو ذاتُ سِوارٍ لَطَمَتْني؛ قالته امرأَة لَطَمَتْها مَن ليست بكفءٍ لها.
الليث: اللَّطِيمُ، بلا فِعْلٍ، من الخيل الذي يأْخذ خدَّيه بياضٌ. وقال أَبو عبيدة: إذا رجعت غُرّةُ الفرس من أَحد شِقّي وجهه إِلى أَحد الخدّين فهو لَطِيمٌ، وقيل: اللَّطِيمُ من الخيل الذي سالت غُرّتُه في أَحد شِقّي وجهه، يقال منه: لُطِمَ الفرس، على ما لم يسمّ فاعله، فهو لَطِيمٌ؛ عن الأَصمعي. واللَّطِيمُ من الخيل: الأَبيضُ موضِع اللَّطْمةِ من الخدّ، والجمع لُطُمٌ، والأُنثى لَطِيمٌ أَيضاً، وهو من باب مُدَرْهم أَي لا فِعْل له، وقيل: اللَّطيمُ الذي غُرّته في أَحد شِقّي وجهه إِلى أَحد الخدّين في موضع اللَّطْمة، وقيل: لا يكون لَطيماً إِلا أَن تكون غُرّتُه أَعظمَ الغُررِ وأَفشاها حتى تُصِيبَ عينيه أَو إِحداهما، أَو تُصِيبَ خَدّيه أَو أَحدَهما. وخَدٌّ مُلَطَّمٌ: شُدِّد للكثرة. واللَّطيمُ من خَيْلِ الحَلْبة: هو التاسع من سوابق الخيل، وذلك أَنه يُلْطَم وجهُه فلا يدخل السُّرادِق. واللَّطِيمُ: الصغيرُ من الإِبل الذي يُفْصَل عند طلوع سُهَيْل، وذلك أَن صاحبه يأْخذ بأُذُنِه ثم يَلْطِمه عند طلوع سهيل ويستقبله به ويَحْلِف أَن لا يذوق قطرة لَبَن بعد يومه ذلك، ثم يَصُرُّ أَخلافَ أُمِّه كلَّها ويَفْصِله منها، ولهذا قالت العرب: إذا طلع سُهيلْ، بَرَدَ الليلْ، وامتنع القَيْلْ، وللفصيل الوَيْلْ؛ وذلك لأَنه يُفْصَل عند طلوعه. الجوهري: اللَّطيمُ فَصيلٌ إذا طلع سهيل أَخذه الراعي وقال له: أَتَرى سهيلاً؟ والله لا تذوق عندي قطرة، ثم لَطَمه ونَحّاه. ابن الأَعرابي: اللَّطِيمُ الفصيل إذا قَوِي على الركوب لُطِمَ خَدُّه عند عَيْنِ الشمس، ثم يقال اغْرُبْ، فيصير ذلك الفصيلُ مؤدَّباً ويسمى لَطِيماً. واللَّطِيمُ: الذي يموت أَبواه. والعَجِيُّ: الذي تموت أُمُّه. واليتيمُ: الذي يموت أَبوه.
واللَّطِيم واللَّطِيمةُ: المِسْكُ؛ الأُولى عن كراع، قال الفارسي: قال ابن دريد هي كل ضربٍ من الطيِّب يُحمل على الصُّدْغ من المَلْطِم الذي هو الخدّ، وكان يستحسنها، وقال: ما قالها إِلاَّ بطالع سعد. واللَّطِيمةُ: وِعاءُ المِسْك، وقيل: هي العير تحمله، وقيل: سُوقُه، وقيل: كلُّ سُوقٍ يُجْلب إِليها غيرُ ما يؤكل من حُرِّ الطيِّب والمتاعِ غير المِيرة لَطِيمةٌ، والميرة لما يؤكل؛ ثعلب عن ابن الأَعرابي: أَنه أَنشده لِعاهانَ بن كَعْب بن عمرو بن سعد:

إِذا اصْطَكَّتْ بضَيْقٍ حُجْرتاها،

 

تَلاقِي العَسْجَدِيَّةِ واللَّـطِـيمِ

قال: العَسْجَدِيّة إِبل منسوبة إِلى سُوق يكون فيها العَسْجد وهو الذهب؛ وقال ابن بري: العسجدية التي تَحْمِل الذهب، واللَّطِيمُ: منسوب إِلى سُوق يكون أَكثرُ بَزِّها اللَّطِيمَ، وهو جمع اللَّطيمة، وهي العيرُ التي تحمل المسك. ابن السكيت: اللَّطيمة عِيرٌ فيها طِيبٌ، والعسجديةِ ركابُ المُلوكِ التي تحمل الدِّقَّ، والدِّقُّ الكثير الثمن الذي ليس بجافٍ.
الجوهري: اللَّطِيمةُ العيرُ تحمل الطِّيبَ وبَزَّ التِّجار، وربما قيل لسُوقِ العَطَّارِين لَطِيمةٌ؛ قال ذو الرمة يَصف أَرطأة تَكنَّسَ فيها الثور الوحشي:

كأَنَّها بيتُ عَطَّارٍ يُضَمِّـنُـه

 

لَطائمَ المِسْكِ، يَحْويها وتُنْتَهَبُ

قال أَبو عمرو: اللَّطِيمةُ قِطْعةُ مِسْك، ويقال فارة مِسْك؛ قال الشاعر في اللَّطيمة المسك:

فقتلُ: أَعَطَّاراً نَرى في رِحالِنا؟

 

وما إِنْ بمَوْماةٍ تُباعُ اللَّـطـائمُ

وقال آخر في مثله:

عَرُفْتَ كإِتْبٍ عَرَّفَتْه اللَّطائمُ

وفي حديث بدر: قال أَبو جهل يا قومِ اللَّطيمَة اللَّطيمةَ أَي أَدْرِكوها، وهي منصوبة بإِضمار هذا الفعل. واللَّطيمة: الجِمالُ التي تحمل العِطْرَ والبَزَّ غير المِيرة. ولَطائمُ المِسْك: أَوْعِيتُه. ابن الأَعرابي: اللَّطيمةُ سُوقُ الإِبل، واللَّطيمة والزَّوْمَلةُ من العِير التي عليها أَحمالها، قال: ويقال اللَّطيمةُ والعِيرُ والزَّوْملة، وهي العير التي كان عليها حِمْل أَو لم يكن، ولا تسمى لَطيمةً ولا زَوْملة حتى تكون عليها أَحمالها؛ وقول أَبي ذؤيب:

فجاءَ بها ما شِئتَ من لَطَمِيَّةٍ،

 

تَدُورُ البحارُ فوقَها وتَمُـوجُ

إِنما عنى دُرَّة. وقوله: ما شئت من لَطَمِيّة، في موضع الحال.
وتَلَطَّم وجهُه: ارْبَدّ. والمُلَطَّم: اللئيم. ولَطَّم الكتاب: ختَمه؛ وقوله:

لا يُلْطَمُ المصْبُورُ وَسْطَ بُيوتِنا،

 

ونَحُجُّ أَهلَ الحقِّ بالتَّحْـكِـيم

يقول: لا يُظْلَم فينا فيُلْطَم ولكن نأْخذ الحق منه بالعدل عليه.
الليث: اللَّطِيمة سُوق فيها أَوْعيةٌ من العِطْر ونحوه من البِياعات؛ وأَنشد:

يَطُوفُ بها وَسْطَ اللَّطِيمة بائعُ

وقال في قول ذي الرمة:

لطائِم المِسْكِ يَحْوِيها وتُنْتَهَبُ

يعني أَوْعِيَة المسك. أَبو سعيد: اللَّطيمة العَنْبَرةُ التي لُطِمَت بالمسك فتَفَتَّقت به حتى نَشِبَت رائحتها، وهي اللَّطَمِيّة، ويقال: بالةٌ لَطَمِيّةٌ؛ ومنه قول أَبي ذؤيب:

كأَنَّ عليها بالةً لَطَـمِـيَّةً،

 

لها من خِلالِ الدَّأْيَتينِ أَرِيجُ

أَراد بالبالة الرائحة والشَّمّة، مأْخوذ من بَلْوته أَي شَمَمْته، وأَصلها بَلوة، فقدَّم الواو وصيرها أَلفاً كقولهم قاعَ وقَعا. ويقال: أَعْطِني لَطِيمةً من مِسك أَي قطعة. واللَّطِيمة في قول النابغة هي الغوالي المُعَنْبَرة، ولا تسمى لَطِيمة حتى تكون مخلوطة بغيرها. الفراء: اللَّطِيمة سُوق العطّارين، واللَّطيمة العِيرُ تحمل البُرَّ والطِّيبَ. أَبو عمرو: اللَّطيمةُ سُوقٌ فيها بَزٌّ وطِيب. ولاطَمَه فتَلاطما؛ والتطَمَت الأَمْواجُ: ضرب بعضها بعضاً؛ وفي حديث حسّان:

يُلَطِّمُهنّ بالخُمُرِ النساءُ

أَي يَنْفُضْن ما عليها من الغُبار، فاستعار له اللَّطْم، وروي يُطَلِّمُهنّ، وهو الضرب بالكف.

لطن

اللاَّطُونُ: الأَصْفَرُ من الصُّفْر.

لطه

ابن الأَعرابي: اللَّطْحُ واللَّطْهُ واحدٌ، وهو الضرب بباطن الكف.
وفي النوادر: هَلْطةٌ من خَبَرٍ وهَيْطةٌ ولَهْطةٌ ولَعْطةٌ وخبْطةٌ وخَوْطةٌ كلُّه الخبر تَسمعه ولم تَسْتَحِقَّ ولم تُكذِّبْ.

لظظ

لَظَّ بالمكان وأَلَظَّ به وَألَظَّ عليه: أَقام به وأَلَحَّ.
وأَلظَّ بالكلمة: لَزِمها. والإِلْظاظُ: لزُوم الشيء والمُثابرةُ عليه. يقال: أَلْظظت به أُلِظُّ إِلْظاظاً. وأَلظَّ فلان بفلان إذا لَزِمه. ولَظَّ بالشيء: لزمه مثل أَلظَّ به، فعَل وأَفْعل بمعنىً. ومنه حديث النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم: أَلِظُّوا في الدعاء بيا ذا الجلال والإِكرام؛ أَلظوا أَي الزموا هذا واثبتُوا عليه وأَكثِروا من قوله والتلفُّظ به في دعائكم؛ قال الراجز:

بعَزْمةٍ جَلَّت غُشا إِلْظاظها

والاسم من كل ذلك اللَّظِيظُ. وفلان مُلِظٌّ بفلان أَي مُلازِم له ولا يُفارِقه؛ وأَنشد ابن بري:

أَلَظَّ به عَباقِـيةٌ سَـرَنْـدَى،

 

جرِيء الصدْرِ مُنْبَسِطُ القَرِينِ

واللَّظِيظُ: الإِلْحاحُ. وفي حديث رَجْم اليهودي. فما رآه النبي، صلّى اللّه عليه وسلّم، أَلَظَّ به النِّشْدةَ أَي أَلَحَّ في سؤاله وأَلزَمَه إِياه. والإِلظاظُ: الإِلحاح؛ قال بشر:

أَلَظَّ بهِنَّ يَحْدُوهُنَّ، حتى

 

تبَيَّنتِ الحِيالُ من الوِساقِ

والمُلاظّةُ في الحَرب: المُواظبةُ ولزوم القِتال من ذلك. وقد تلاظُوا مُلاظَّة ولِظاظاً، كلاهما: مصدر على غير بناء الفعل. ورجل لَظٌّ كَظٌّ أَي عَسِر مُتشَدِّدٌ، ومِلَظٌّ ومِلْظاظٌ: عسِر مُضيَّق مُشدَّد عليه. قال ابن سيده: وأَرى كَظّاً إِتباعاً. ورجل مِلظاظ: مِلْحاح، ومِلَظٌّ: مِلَحٌّ شديد الإِبلاغ بالشيء يُلح عليه؛ قال أَبو محمد الفقعسي:

جارَيْتُه بسابِحٍ مِلْظـاظِ،

 

يَجْري على قَوائمٍ أَيْقاظِ

وقال الراجز:

عَجِبْتُ والدَّهْرُ له لَظِيظُ

وأَلظَّ المطرُ: دامَ وأَلحَّ. ولَظْلَظَت الحيّة رأْسَها: حرَّكته، وتلَظْلَظَت هي: تحرَّكت. والتَّلَظْلُظُ واللظْلظةُ من قوله: حية تَتَلَظْلَظُ، وهو تحريكها رأْسها من شدّة اغْتِياظها، وحية تَتَلَظَّى من توقُّدها وخُبْثِها، كأَنَّ الأَصل تتلظَّظُ، وأَمَّا قولهم في الحرّ يتلظَّى فكأَنه يلتهب كالنار من اللظى.
واللظْلاظُ: الفَصِيح.
واللظلظة: التحريك؛ وقول أَبي وجْزَة:

فأَبْلِغْ بَني سَعْدِ بن بَكْرٍ مُلِـظَّةً،

 

رسولَ امْرِئ بادِي المَودَّةِ ناصِح

قيل: أَراد بالمُلِظَّة الرسالةَ، وقوله رسول امرئ أَراد رسالة امرئ.

لظي

اللَّظى: النار، وقيل: اللَّهَبُ الخالص؛ قال الأَفوه:

في مَوقِفٍ ذَرِب الشَّبا، وكأَنمـا

 

فيه الرّجالُ على الأَطائم واللَّظَى

ويروى: في مَوْطِنٍ.
ولَظَى: اسم جهنم، نعوذ بالله منها، غير مصروف،وهي معرفة لا تنوّن ولا تنصرف للعلمية والتأْنيث، وسميت بذلك لأَنها أَشد النيران. وفي التنزيل العزيز: كلا إِنها لَظَى نَزَّاعةً للشَّوَى.
والتِظاءُ النار: التِهابُها، وتَلَظِّيها: تَلَهبُها، وقد لَظِيَت النار لَظىً والتَظَتْ؛ أَنشد ابن جني:

وبَيَّنَ للوُشاةِ، غداةَ بـانَـت

 

سُلَيْمى، حَرّ وجْدِي والْتِظايَهْ

أراد: والتِظائِيَهْ، فقَصر للضرورة. وتَلَظَّتْ: كالتَظَتْ. وقد تَلَظَّت تَلَظِّياً إذا تَلَهَّبت، وفي التنزيل العزيز: فأَنْذَرْتُكم ناراً تَلَظَّى؛ أَراد تَتَلظَّى أَي تَتَوَهَّج وتَتَوَقَّدُ. ويقال: فلان يَتَلَظَّى على فلان تَلَظِّياً إذا تَوَقَّد عليه من شدَّة الغضب؛ وجعل ذو الرمة اللَّظى شدّة الحرّ فقال:

وحتَّى أَتى يَوْمٌ يَكادُ من اللَّـظـى

 

تَرى التُّومَ، في أُفْحُوصِه، يَتَصَيَّحُ

أَي يَتشَقَّقُ، وفي حديث خَيْفانَ لما قَدِم على عثمان: أَما هذا الحيُّ من بَلْحَرِث بن كعب فحَسَكٌ أَمْراسٌ تَتَلظَّى المنِيَّةُ في رِماحهم أَي تَلْتَهِبُ وتَضْطرم، من لَظى وهو اسم من أَسماء النار.والتَظَتِ الحِراب: اتَّقَدَت، على المثل؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

وهْوَ، إذا الحَرْبُ هَفا عُقابُه

 

كَرْهُ اللِّقاء تَلْتَظِي حِرابُـه

وتَلَظَّتِ المَفازةُ: اشْتدَّ لهبها. وتَلَظَّى غَضَباً والتَظَى: اتَّقَد، وأَلفها ياء لأَنها لام. الأَزهري في ترجمة لظظ: وَجْنة تتَلَظَّى من تَوقُّدها وحُسْنها، كان الأَصل تَتَلَظَّظُ. وأَما قولهم في الحرّ: يَتَلظَّى فكأَنه يَلْتَهِب كالنار من اللَّظى.