باب اللام والهاء

لها

اللَّهْو: ما لَهَوْت به ولَعِبْتَ به وشغَلَك من هوى وطَربٍ ونحوهما. وفي الحديث: ليس شيء من اللَّهْوِ إَلاَّ في ثلاث أَي ليس منه مباح إِلاَّ هذه، لأَنَّ كلَّ واحدة منها إذا تأَملتها وجدتها مُعِينة على حَق أَو ذَرِيعة إِليه. واللَّهْوُ: اللَّعِب. يقال: لهَوْتُ بالشيء أَلهُو به لَهْواً وتَلَهَّيْتُ به إذا لَعِبتَ به وتَشاغَلْت وغَفَلْتَ به عن غيره. ولَهِيتُ عن الشيء، بالكسر، أَلْهَى، بالفتح، لُهِيّاً ولِهْياناً إذا سَلَوْتَ عنه وتَرَكْتَ ذكره وإِذا غفلت عنه واشتغلت. وقوله تعالى: وإِذا رأَوْا تجارةً أَو لَهْواً؛ قيل: اللَّهْوُ الطِّبْل، وقيل: اللهوُ كلُّ ما تُلُهِّيَ به، لَها يَلْهُو لَهْواً والْتَهى وأَلهاه ذلك؛ قال ساعدة بن جؤيَّة:

فَأَلْهَاهُمُ باثْنَيْنِ منْهمْ كِلاهُما

 

به قارتٌ، من النَّجِيعِ، دَمِيمُ

والمَلاهِي: آلاتُ اللَّهْو، وقد تَلاهَى بذلك. والأُلْهُوَّةُ والأُلْهِيَّةُ والتَّلْهِية: ما تَلاهَى به. ويقال: بينهم أُلْهِيَّةٌ كما يقال أُحْجِيَّةٌ، وتقديرها أُفْعُولةٌ. والتَّلْهِيَةُ: حديث يُتَلَهَّى به؛ قال الشاعر:

بِتَلهِيةٍ أَرِيشُ بها سِهامـي

 

تَبُذُّ المُرْشِياتِ من القَطِينِ

ولهَتِ المرأَةُ إِلى حديث المرأَة تَلْهُو لُهُوّاً ولَهْواً: أَنِسَت به وأَعْجَبها؛ قال:

كَبِرتُ، وأَن لا يُحْسِنَ اللَّهْوَ أَمثالي

وقد يكنى باللَّهْوِ عن الجماع. وفي سَجْع للعرب: إذا طلَع الدَّلْوُ أَنْسَلَ العِفْوُ وطلَب اللَّهْوَ الخِلْوُ أَي طلَب الخِلْوُ التزويجَ.واللَّهْوُ: النكاح، ويقال المرأَة. ابن عرفة في قوله تعالى: لاهيةً قُلوبُهم؛ أَي مُتشاغِلةً عما يُدْعَوْن إِليه، وهذا من لَها عن الشيء إذا تَشاغل بغيره يَلْهَى؛ ومنه قوله تعالى: فأَنْتَ عنه تلَهَّى أَي تتشاغل.
والنبي، صلى الله عليه وسلم،لا يَلْهوُ لأَنه، صلى الله عليه وسلم، قال: ما أَنا من دَدٍ ولا الدَّدُ مِنِّي. والتَهَى بامرأَة، فهي لَهْوَته.
واللَّهْوُ واللَّهْوةُ: المرأَة المَلْهُوّ بها وفي التنزيل العزيز: لو أَرَدْنا أَن نَتَّخِذ لَهْواً لاتَّخَذْناه من لَدُنَّا؛ أَي امرأَةً، ويقال: ولداً، تعالى الله عز وجل؛ وقال العجاج:

ولَهْوةُ اللاَّهِي ولو تَنَطَّسا

أَي ولو تعمَّقَ في طلَب الحُسْن وبالغ في ذلك. وقال أَهل التفسير: اللَّهْوُ في لغة أَهل حضرموت الولد، وقيل: اللَّهْوُ المرأَة، قال: وتأُويله في اللغة أَن الولد لَهْوُ الدنيا أَي لو أَردنا أَن نتخذ ولداً ذا لَهْوٍ نَلهَى به، ومعنى لاتخذناه من لدنَّا أَي لاصْطفَيْناه مما نخلُق.ولَهِيَ به: أَحبَّه، وهو من ذلك الأَول لأَن حبك الشيء ضَرْب من اللهو به.
وقوله تعالى: ومن الناس من يشتري لَهْوَ الحديث ليُضِلَّ عن سبيل الله؛ جاء في التفسير: أَن لَهوَ الحديث هنا الغِناء لأَنه يُلْهى به عن ذكر الله عز وجل، وكلُّ لَعِب لَهْوٌ؛ وقال قتادة في هذه الآية: أَما والله لعله أَن لا يكون أَنفق مالاً، وبحَسْب المَرء من الضلالة أَن يختار حديث الباطل على حديث الحق؛ وقد روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه حَرَّم بيعَ المُغنِّية وشِراءها، وقيل: إِن لَهْوَ الحديث هنا الشِّرْكُ، والله أَعلم. ولَهِيَ عنه ومنه ولَها لُهِيّاً ولِهْياناً وتَلَهَّى عن الشيء، كلُّه: غَفَل عنه ونَسِيَهُ وترك ذكره وأَضرب عنه. وأَلهاهُ أَي شَغَلَه.
ولَهِيَ عنه وبه: كَرِهَه، وهو من ذلك لأَن نسيانك له وغَفْلَتك عنه ضرب من الكُرْه. ولَهَّاه به تَلْهِيةً أَي عَلَّله. وتَلاهَوْا أَي لَها بضعُهم ببعض. الأَزهري: وروي عن عُمر، رضي الله عنه، أَنه أَخذ أَربعمائة دينار فجعلها في صُرة ثم قال للغلام: اذهب بها إِلى أَبي عبيدة ابن الجرّاح، ثم تَلَهَّ ساعة في البيت، ثم انْظُرْ ماذا يَصْنَعُ، قال: ففرَّقها؛ تَلَهَّ ساعة أَي تَشاغَلْ وتَعَلَّلْ والتَّلَهِّي بالشيء: التَّعَلُّلُ به والتَّمكُّثُ. يقال: تَلَهَّيْت بكذا أَي تَعَلَّلْتُ به وأَقَمْتُ عليه ولم أُفارقُه؛ وفي قصيد كعب:

وقال كلُّ صَديق كنت آمُلُـهُ

 

ولا أُلْهِيَنّكَ، إِني عنكَ مَشْغُول

أَي لا أَشغَلُك عن أَمرك فإِني مَشْغُول عنك، وقيل: معناه لا أَنفعك ولا أُعَلِّلُك فاعمل لنفسك. وتقول: الْهَ عن الشيء أَي اتركه. وفي الحديث في البَلَل بعد الوُضوء: الْهَ عنه، وفي خبر ابن الزبير: أَنه كان إذا سمع صوت الرعد لَهِيَ عن حديثه أَي تَركه وأَعْرَضَ عنه. وكلُّ شيء تَركْتَه فقد لَهِيتَ عنه؛ وأَنشد الكسائي:

إِلْهَ عنها فقد أَصابَك مِنْها

والْهَ عنه ومنه بمعنى واحد. الأَصمعي: لَهِيتُ من فلان وعنه فأَنا أَلْهَى. الكسائي: لَهِيتُ عنه لا غير، قال: وكلام العرب لَهَوْتُ عنه ولَهَوْتُ منه، وهو أَن تدعه وتَرْفُضَه. وفُلانٌ لَهُوٌّ عن الخير، على فَعُولٍ. الأَزهري: اللَّهْو الصُّدُوفُ. يقال: لَهَوْتُ عن الشيء أَلهُو لَهاً، قال: وقول العامة تَلَهَّيْتُ، وتقول: أَلهاني فلان عن كذا أَي شَغَلني وأَنساني؛ قال الأَزهري: وكلام العرب جاء بخلاف ما قال الليث، يقولون لَهَوْتُ بالمرأَة وبالشيء أَلْهُو لَهْواً لا غير، قال: ولا يجوز لَهاً.
ويقولون: لَهِيتُ عن الشيء أَلْهى لُهِيّاً. ابن بزرج: لهَوْتُ ولَهِيتُ بالشيء أَلْهو لَهْواً إذا لعبت به؛ وأَنشد:

خَلَعْتُ عِذارَها ولَهِيتُ عنها

 

كما خُلِعَ العِذارُ عن الجَوادِ

وفي الحديث: إذا اسْتأْثَر اللهُ بشيء فالْهَ عنه أَي اتْرُكْه وأَعْرِضْ عنه ولا تَتعرَّضْ له. وفي حديث سهل بن سعد: فَلَهِيَ رسولُ اللهِ، صلى الله عليه وسلم، بشيءٍ كان بين يديه أَي اشتغل. ثعلب عن ابن الأَعرابي:لَهِيتُ به وعنه كَرهته، ولهوت به أَحببته؛ وأَنشد:

صَرَمَتْ حِبالَكَ، فالْهَ عنها، زَيْنَبُ

 

ولقَدْ أَطَلْتَ عِتابَها، لو تُعْـتِـبُ

لو تُعْتِبُ: لو تُرْضِيك؛ وقال العجاج:

دارَ لُهَيَّا قَلْبِكَ المُتَيَّمِ

يعني لَهْو قلبه، وتَلَهَّيْتُ به مثله. ولُهَيَّا: تصغير لَهْوى، فَعْلى من اللهو:

أَزَمان لَيْلى عامَ لَيْلى وحَمِي

أَي هَمِّي وسَدَمي وشَهْوَتي؛ وقال:

صَدَقَتْ لُهَيَّا قَلْبيَ المُسْتَهْتَرِ

قال العجاج:

دارٌ لِلَهْوٍ للمُلَهِّي مِكْسالْ

جعل الجارية لَهْواً للمُلَهِّي لرجل يُعَلِّلُ بها أى لمن يُلَهِّي بها.الأَزهري بإِسناده عن أَنس بن مالك عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: سأَلت ربي أَن لا يُعَذِّبَ اللاهينَ من ذُرِّيَّة البشر فأَعْطانِيهم؛ قيل في تفسير اللاهينَ: إِنهم الأَطفال الذين لم يَقْتَرفُوا ذنباً، وقيل: هم البُلْه الغافِلُون، وقيل: اللاهُون الذين لم يَتَعَمَّدوا الذنب إِنما أتوه غَفْلة ونِسياناً وخَطأً، وهم الذين يَدْعُون الله فيقولون:رَبَّنا لا تؤاخِذْنا إِن نَسِينا أَو أَخْطَأْنا، كما علمهم الله عز وجل.
وتَلَهَّتِ الإِبل بالمَرْعى إذا تَعَلَّلَتْ به؛ وأَنشد:

لَنا هَضَباتٌ قد ثَنيْنَ أَكـارِعـاً

 

تَلَهَّى ببَعْضِ النَّجْمِ، واللَّيْلُ أَبْلَقُ

يريد: ترْعى في القمر، والنَّجْمُ: نبت، وأَراد بهَضَباتٍ ههنا إِبلاً؛ وأَنشد شمر لبعض بني كلاب:

وساجِيةٍ حَوْراءَ يَلْهُـو إِزارُهـا

 

إِلى كَفَلٍ رابٍ، وخَصْرٍ مُخَصَّرِ

قال: يَلْهُو إِزارُها إِلى الكَفَلِ فلا يُفارِقُه، قال: والإِنسانُ اللاهي إِلى الشيءِ إذا لم يُفارِقْه.
ويقال: قد لاهى الشيءَ إذا داناهُ وقارَبَه. ولاهى الغُلامُ الفِطامَ إذا دنا منه؛ وأَنشد قول ابن حلزة:

أَتَلَهَّى بها الهَواجِزَ، إِذْ كُلْ

 

لُ ابْنِ هَمٍّ بَلِيّةٌ عَـمْـياء

قال: تَلَهِّيه بها رُكُوبه إِياها وتَعَلُّله بسيرها؛ وقال الفرزدق:

أَلا إِنَّما أَفْنى شَبابيَ، وانْقَضـى

 

على مَرِّ لَيْلٍ دائبٍ ونـهَـارِ

يُعِيدانِ لي ما أَمْضَيا، وهُما مَعاً

 

طَريدانِ لا يَسْتَلْهِيانِ قَـراري

قال:معناه لا ينتظران قراري ولا يَسْتَوْقِفاني، والأَصل في الاسْتِلْهاء بمعنى التوقف أَن الطاحِنَ إذا أَراد أَن يُلقِيَ في فم الرحى لَهْوة وقَفَ عن الإِدارة وقْفة، ثم استعير ذلك ووضع موضع الاسْتِيقاف والانتظار. واللُّهْوةُ واللَّهْوةُ: ما أَلقَيْتَ في فَمِ الرَّحى من الحُبوب للطَّحْن؛ قال ابن كلثوم:

ولَهْوَتُها قُضاعةَ أَجْمَعِينا

وأَلْهَى الرَّحى وللرَّحى وفي الرَّحى: أَلقى فيها اللَّهوة، وهو ما يُلقِيه الطاحن في فم الرَّحى بيده، والجمع لُهاً. واللُّهْوةُ واللُّهْيةُ؛ الأَخيرة على المُعاقبة: العَطِيَّةُ، وقيل: أَفضل العطايا وأَجْزلُها.
ويقال: إِنه لمِعْطاء لِلُّها إذا كان جَواداً يُعطي الشيء الكثير؛ وقال الشاعر:

إِذا ما باللُّها ضَنَّ الكِرامُ

وقال النابغة:

عِظامُ اللُّها أَبْناءُ أَبْناءِ عُدْرَةٍ

 

لَهامِيمُ يَسْتَلْهُونَها بالجراجِرِ

يقال: أَراد بقوله عِظام اللُّها أَي عظام العَطايا. يقال: أَلهَيْت له لُهْوَةً من المال كما يُلْهَى في خُرْتَي الطَّاحُونة، ثم قال يَسْتَلْهُونَها، الهاء للمَكارم وهي العطايا التي وصَفها،والجَراجِرُ الحَلاقِيم، ويقال: أَراد باللُّها الأَمْوال، أَراد أَن أَموالهم كثيرة، وقد اسْتَلْهَوْها أَي استكثروا منها. وفي حديث عمر: منهم الفاتِحُ فاه لِلُهْوَةٍ من الدنيا؛ اللُّهْوةُ، بالضم: العطِيَّة، وقيل: هي أَفضل العَطاء وأَجزله. واللُّهْوة: العَطيَّة، دَراهِمَ كانت أَو غيرها. واشتراه بَلُهْوَةٍ من مال أَي حَفْنَةٍ. واللُّهْوةُ: الأَلف من الدنانير والدراهم، ولا يقال لغيرها؛ عن أَبي زيد. وهُمْ لُهاء مائةٍ أَي قَدْرُها كقولك زُهاء مائة؛ وأَنشد ابن بري للعجاج.

كأَنَّما لُهاؤه لِمَنْ جَـهَـر

 

لَيْلٌ، ورِزُّ وَغْرِه إذا وَغَر

واللَّهاةُ: لَحمة حَمْراء في الحَنك مُعَلَّقَةٌ على عَكَدَةِ اللسان، والجمع لَهَياتٌ. غيره: اللَّهاةُ الهَنةُ المُطْبِقة في أَقصَى سَقْف الفم. ابن سيده: واللَّهاةُ من كلّ ذي حَلق اللحمة المُشْرِفة على الحَلق، وقيل: هي ما بين مُنْقَطَع أَصل اللسان إِلى منقطَع القلب من أَعلى الفم، والجمع لَهَواتٌ ولَهَياتٌ ولُهِيٌّ ولِهِيٌّ ولَهاً ولِهاء؛ قال ابن بري: شاهد اللَّها قول الراجز:

تُلْقِيه، في طُرْقٍ أَتَتْها من عَلِ

 

قَذْف لَهاً جُوفٍ وشِدْقٍ أَهْدَلِ

قال: وشاهد اللَّهَواتِ قول الفرزدق:

ذُبابٌ طارَ في لَهَواتِ لَيْثٍ

 

كَذاكَ اللَّيْثُ يَلْتَهِمُ الذُّبابـا

وفي حديث الشاة المسمومة: فما زلْتُ أَعْرِفُها في لَهَوات رسولِ الله، صلى الله عليه وسلم. واللَّهاةُ: أَقْصى الفم، وهي من البعير العربيّ الشِّقْشِقةُ. ولكلل ذي حلق لهَاة؛ وأَما قول الشاعر:

يا لكَ من تَمْرٍ ومن شِيشاءٍ

 

يَنْشَبُ في المَسْعَلِ واللَّهاءِ

فقد روي بكسر اللام وفتحها، فمن فتحها ثم مدَّ فعلى اعتقاد الضرورة، وقد رآه بعض النحويين، والمجتمع عليه عكسه، وزعم أَبو عبيد أَنه جمع لَهاً على لِهاء. قال ابن سيده: وهذا قول لا يُعرج عليه ولكنه جمع لَهاةٍ كما بينَّا، لأَن فَعَلَة يكسَّر على فِعالٍ، ونظيره ما حكاه سيبويه من قولهم أَضاةٌ وإِضاءٌ، ومثله من السالم رَحَبةٌ ورِحابٌ ورَقَبةٌ ورِقابٌ؛ قال ابن سيده: وشرحنا هذه المسأَلة ههنا لذهابها على كثير من النُّظَّار. قال ابن بري: إِنما مدّ قوله في المَسْعَل واللَّهاء للضرورة، قال: هذه الضرورة على من رواه بفتح اللام لأَنه مدّ المقصور، وذلك مما ينكره البصريون؛ قال: وكذلك ما قبل هذا البيت:

قد عَلِمَتْ أُمُّ أَبي السِّعْـلاء

 

أَنْ نِعْمَ مأْكُولاً على الخَواء

فمدَّ السِّعْلاء والخَواء ضرورة. وحكى سيبويه: لَهِيَ أَبُوك مقلوب عن لاهِ أَبوك، وإِن كان وزن لَهِيَ فَعِلَ ولاهِ فَعَلٌ فله نظير، قالوا: له جاهٌ عند السلطان مقلوب عن وجْهٍ. ابن الأَعرابي: لاهاهُ إذا دنا منه وهالاهُ إذا فازعه. النضر: يقال لاهِ أَخاك يا فلان أَي افْعَلْ به نحو ما فَعَل بك من المعروف والْهِهِ سواء. وتَلَهلأْتُ أَي نَكَصْتُ.واللَّهْواء، ممدود: موضع. ولَهْوةُ: اسم امرأَة؛ قال:

أَصدُّ وما بي من صُدُودٍ ولا غِنىً

 

ولا لاقَ قَلْبي بَعْدَ لَـهـوةَ لائقُ

لهب

اللَّهَبُ واللَّهيبُ واللُّهابُ واللَّهَبَانُ: اشتعال النار إذا خَلَصَ من الدُّخَانِ. وقيل: لَهِيبُ النار حَرُّها. وقد أَلْهَبها فالْتَهَبَتْ، ولَهَّبَها فَتَلَهَّبَتْ: أَوْقَدَها؛ قال:

تَسْمَعُ مِنْها، في السَّلِيقِ الأَشْهَبِ،

 

مَعْمعَةً مِثْلَ الضِّرَامِ المُلْهَـبِ

واللَّهَبانُ، بالتحريك: تَوَقُّدُ الجمْر بِغَيْرِ ضِرامٍ، وكذلك لَهَبَانُ الحَرِّ في الرَّمْضاءِ؛ وأَنشد:

لَهَبَـانٌ وقَـدَتْ حِـزَّانُـه،

 

يَرْمَضُ الْجُنْدَبُ منه فَيَصِرّ

واللَّهَبُ: لَهَبُ النار، وهو لِسانُها.
والْتَهَبَتِ النارُ وتَلَهَّبَتْ أَي اتَّقَدَتْ. ابن سيده: اللَّهَبَانُ شِدَّةُ الحَرِّ في الرَّمْضَاءِ ونحوها. ويومٌ لَهَبانٌ: شديد الحرّ؛ قال:

ظَلَّتْ بيومٍ لَهَبَانٍ ضَبْحِ،

يَلْفَحُها المِرْزَمُ أَيَّ لَفْحِ،

تَعُوذُ مِنْه بِنَواحي الطَّلْحِ

واللُّهْبَةُ: إِشْراقُ اللَّوْنِ من الجسَد. وأَلْهَبَ البَرْقُ إِلْهاباً؛ وإِلهابُهُ: تَدَارُكه، حتى لا يكون بين البَرْقَتَيْنِ فُرْجَة.
واللُّهابُ واللَّهَبانُ واللُّهْبَةُ، بالتسكين: العَطَشُ؛ قال الراجز:

فصَبَّحَتْ بَيْنَ المَلا وثَبْرَهْ،

جُبّاً تَرَى جِمامَهُ مُخْضَرَّهْ،

وبَرَدَتْ منه لِهابُ الحَـرَّهْ

وقد لَهِبَ، بالكسر، يَلْهَبُ لَهَباً، فهو لَهْبانُ. وامرأَة لَهْبَى، والجمع لِهابٌ.
والْتَهَب عليه: غَضِبَ وتَحَرَّقَ؛ قال بِشْرُ بن أَبي خازم:

وإِنَّ أَباكَ قد لاقاهُ خِرْقٌ

 

مِنَ الفِتْيانِ، يَلْتَهِبُ الْتِهابا

وهو يَتَلَهَّبُ جُوعاً ويَلْتَهِبُ، كقولك يَتَحَرَّقُ ويَتَضَرَّمُ.
واللَّهَبُ: الغُبار الساطعُ. الأَصمعي: إذا اضْطَرَمَ جَرْيُ الفرس، قيل: أَهْذَبَ إِهْذاباً، وأَلْهَبَ إِلهاباً. ويقال للفرس الشديد الجرْي، المُثِير للغُبار: مُلْهِبٌ، وله أُلْهوبٌ. وفي حديث صَعْصَعة، قال لمعاوية: إِني لأَتْرُكُ الكلامَ، فما أُرْهِفُ به ولا أُلْهِب فيه أَي لا أُمْضِيه بسُرْعة؛ قال: والأَصلُ فيه الجَرْيُ الشَّديدُ الذي يُثير اللَّهَبَ، وهو الغُبار السَّاطع، كالدُّخان المرتفع من النار.
والأُلْهُوبُ: أَن يَجْتَهِدَ الفرسُ في عَدْوه حتى يُثِيرَ الغُبارَ، وقيل: هو ابْتداءُ عَدْوِه، ويوصَفُ به فيقال: شَدٌّ أُلْهُوبٌ.
وقد أَلْهَبَ الفرسُ: اضْطَرَمَ جَرْيهُ، وقال اللحياني: يكون ذلك للفرس وغيره مما يَعْدُو؛ قال امرؤُ القيس:

فللسَّوْطِ أُلْهُوبٌ، وللسَّـاقِ دِرَّةٌ،

 

وللزَّجْرِ منه وَقْعُ أَخْرَجَ مُهْذِبِ

واللُّهَابَةُ: كِساءٌ يوضَع فيه حَجَر فيُرَجَّحُ به أَحَدُ جَوانِبِ الهَوْدَج أَو الحِمْلِ، عن السيرافي، عن ثعلب.
واللِّهْبُ، بالكسر: الفُرْجَة والهوَاء بين الجبَلين، وفي المحكم: مَهْواةُ ما بين كل جبلين، وقيل: هو الصَّدْعُ في الجبل، عن اللحياني؛ وقيل: هو الشِّعْبُ الصغير في الجبل؛ وقيل: هو وَجْهٌ من الجَبل كالحائط لا يُستطاعُ ارْتِقاؤُه، وكذلك لِهْبُ أُفُقِ السماءِ، والجمع أَلْهابٌ ولُهُوبٌ ولِهَابٌ؛ قال أَوْسُ بن حَجَر:

فأَبْصَر أَلْهاباً من الطَّوْدِ، دُونهايَرَى بَيْنَ رَأْسَيْ كُلِّ نِيقَيْنِ مَهْبِلا

وقال أَبو ذؤَيب:

جَوارِسُها تَأْري الشُّعوفَ دَوائِباً،

 

وتَنْصَبُّ، أَلْهَاباً مَصِيفاً، كِرابُها

والجَوارِسُ: الأَوَاكِلُ مِن النَّحْل، تقول: جَرَسَتِ النَّحْلُ الشَّجرَ إذا أَكَلَتْهُ. وتَأْرِي: تُعَسِّل. والشُّعوفُ: أَعالي الجِبال.
والكِرَابُ: مجاري الماءِ، واحدتُها كَرَبَةٌ. واللِّهْبُ: السَّرَبُ في الأَرض.
ابن الأَعرابي: المِلْهَبُ: الرَّائعُ الجَمال. والمِلْهَبُ: الكثير الشَّعَر من الرجال.
وأَبو لَهَبٍ: كنيةُ بعضِ أَعمام النبي، صلى اللّه عليه وسلم، وقيل: كُنِيَ أَبو لَهَبٍ لجماله. وفي التنزيل العزيز: تَبَّتْ يدَا أَبي لَهَبٍ؛ فكناه، عز وجل، بهذا، وهو ذَمٌّ له، وذلك ان اسمه كان عبد العُزَّى، فلم يُسَمِّه، عز وجل، باسْمِه لأَن اسْمه مُحالٌ.
وبنو لِهْبٍ: قومٌ من الأَزْدِ. ولِهْبٌ: قبيلة من اليمن فيها عيافة وزَجرٌ. وفي المحكم: لِهْبٌ قبيلة، زَعَمُوا أَنها أَعْيَفُ العرب، ويقال لهم: اللِّهْبِيُّون.
واللَّهَبَة: قبيلة أَيضاً.
واللِّهابُ واللَّهباءُ: موضعان.
واللَّهِيبُ: موضع؛ قال الأَفْوه:

وجَرَّدَ جَمْعُها بِيضاً خِفـافـاً

 

على جَنْبَيْ تُضارِعَ، فاللَّهِيب

ولَهْبانُ: اسم قبيلة من العرب.
واللِّهابةُ: وادٍ بناحيةِ الشَّواجِن، فيه رَكايا عَذْبةٌ، يَخْتَرِقُه طريقُ بَطْنِ فَلْجٍ، وكأَنه جمعُ لِهْبٍ

لهبر

ابن الأَثير: في الحديث لا تَتَزَوَّجَنَّ لَهْبَرَةً؛ هي الطويلة الهزيلة.

لهث

اللَّهَثُ واللُّهاثُ: حر العطش في الجوف.
الجوهري: اللَّهَثان، بالتحريك: العطش، وبالتسكين: العطشان؛ والمرأَة لَهْئى. وقد لَهِث لَهاثاً مثل سمع سماعاً. ابن سيده: لَهَث الكلب، بالفتح، ولَهِثَ يَلْهَث فيهما لهْثاً: دَلَع لسانه من شدة العطش والحر؛ وكذلك الطائر إذا أَخرج لسانه من حر أَو عطش. ولَهَثَ الرجل ولهِث يلهَثُ في اللغتين جميعاً لَهَثاً، فهو لَهْثانُ: أَعيا. الجوهري: لَهَث الكلب، بالفتح، يَلْهَثُ لَهْثاً ولُهاثاً، بالضم، إذا أَخرج لسانه من التعب أَو العطش؛ وكذلك الرجل إذا أَعيا. وفي التنزيل العزيز: كَمَثَل الكلب إِن تحمِلْ عليه يلهث أَو تتركه يلهث؛ لأَنك إذا حملتَ على الكلب نبح وولَّى هارباً، وإِن تركته شدَّ عليك ونبح، فيتعب نفسه مقبلاً عليك ومدبراً عنك، فيعتريه عند ذلك ما يعتريه عند العطش من إِخراج اللسان. قال أَبو إِسحق: ضرب الله، عز وجل، للتارك لآياته والعادل عنها أَخَسَّ شيءٍ في أَخَسِّ أَحواله مثلاً، فقال: فمثَله كمثل الكلب إِن كان الكلب لَهْثان، وذلك أَنَّ الكلب إذا كان يلهث، فهو لا يقدر لنفسه على ضرٍّ ولا نفع، لأَن التمثيل به على أَنه يلهث على كل حال، حملْتَ عليه أَو تركتَهُ، فالمعنى فمثَله كمثل الكلب لاهثاً.
وقال الليث: اللَّهثُ لَهْثُ الكلب عند الإِعياءِ، وعند شدة الحرِّ، هو إِدْلاعُ اللسان من العطش. وفي الحديث: أَنَّ امرأَةً بَغيّاً رأَت كلباً يَلْهَثُ فسقته فغُفِر لها.
وفي حديث علي: في سَكْرَةٍ مُلْهِثَةٍ أَي مُوقعةٍ في اللهث. وقال سعيد بن جبير في المرأَة اللهْثى والشيخ الكبير إِنهما يُفْطِران في رمضان ويُطْعِمان. ويقال: به لُهاث شديد، وهو شدة العطش؛ قال الراعي يصف إِبلاً:

حتى إذا بَردَ السِّجالُ لُهاثَهـا،

 

وجَعلْنَ خَلْفَ غُروضِهنَّ ثميل

السجال: جمع سَجْل، وهي الدلو المملوءَة. والثميلة: البقية من الماءِ تبقى في جوف البعير. والغُرُوض: جمع غَرْض وهو حزام الرّحل.
وقال أَبو عمرو: اللُّهْثة التَعبُ. واللُّهْثة أَيضاً: العطَش.
واللُّهثة أَيضاً: الحمْراءُ التي تراها في الخوص إذا شققته.
الفراءُ: اللُّهاثيُّ من الرجال الكثير الخِيلان الحُمْر في الوجه، مأْخوذ من اللُّهاث، وهي النقَط الحمر التي في الخوص إذا شققته. أَبو عمرو: اللُّهَّاث عاملو الخُوص مُقْعَدات، وهي الدَّواخِلُ، واحدتها مُقْعَدة، وهي الوشِيخةُ والوشَخَةُ والشَّوْغَرةُ والمُكَعَّبةُ، والله أَعلم.

لهج

لَهِجَ بالأَمرِ لَهَجاً، ولَهْوَجَ، وأَلْهَجَ كلاهما: أُولِعَ به واعْتادَه، وأَلْهَجْتُه به. ويقال: فلان مُلْهَجٌ بهذا الأَمْر أَي مُولَعٌ به؛ وأَنشد:

رَأْساً بِتَهْضاضِ الرُّؤوسِ مُلْهَجا

واللَّهَجُ بالشيء: الوُلوعُ به.
واللَّهْجَةُ واللَّهَجَةُ: طَرَفُ اللِّسان. واللَّهْجةُ واللَّهَجةُ: جَرْسُ الكلامِ، والفتحُ أَعلى. ويقال: فلان فصيحُ اللَّهْجَةِ واللَّهَجةِ، وهي لغته التي جُبِلَ عليها فاعتادَها ونشأَ عليها.
الجوهري: لَهِجَ، بالكسر، به يَلْهيَجُ لَهَجاً إذا أُغْريَ به فَثابرَ عليه.
واللَّهْجةُ: اللسان، وقد يُحَرَّكُ. وفي الحديث: ما من ذي لَهْجةٍ أَصدَقَ من أَبي ذَرٍّ. وفي حديث آخر: أَصْدَق لَهْجةً من أَبي ذَرٍّ؛ قال: اللَّهْجةُ اللسان. ولَهَّجْتُ القومَ تَلْهِيجاً إذا لَهَّنْتَهم وسَلَّفْتَهم. والْهاجَّ اللبنُ الْهِيجاجاً: خَثَرَ حتى يَخْتَلِطَ بعضُه ببعض ولم تَتِمَّ خُثورَتُه. وكذلك كل مختلط. والْهاجَّتْ عينُه: اختلط بها النُّعاسُ.
والفَصِيلُ يَلْهَجُ أُمَّه إذا تَناوَل ضَرْعها يَمْتَصُّه. ولَهِجَتِ الفِصالُ: أَخَذَتْ في شُرب اللبن. ولَهِجَ الفَصيلُ بأُمّه يَلْهَجُ إذا اعتادَ رَضاعَها، فهو فصيل لاهِجٌ، وفصيل راغِلٌ لاهِجٌ بأُمّه.
وأَلْهَجَ الرجُلُ: لَهِجَتْ فِصالُه برَضاعِ أُمّهاتِها فيَعْمَلُ عند ذلك أَخِلَّةً يَشُدُّها في الأَخْلافِ لئلا يَرْتَضِعَ الفَصيلُ.
وأَلْهَج الفَصيلَ: جعلَ في فيه خِلالاً فشدَّه لئلاَّ يَصِلَ إِلى الرَّضاع؛ قال الشمَّاخ:

رَعَى بارِضَ الوَسْمِيِّ، حتى كأَنما

 

يَرى بِسَفَى البُهْمَى أَخِلَّةَ مُلْهِـجِ

وهذه أَفْعَل التي لإِعْدام الشيء وسَلْبه. أَبو منصور: المُلْهِجُ الراعي الذي لَهِجَتْ فِصالُ إِبله بأُمهاتها، فاحتاج إِلى تَفْلِيكِها وإِجْرارِها. يقال: أَلْهَجَ الراعي صاحبُ الإِبل، فهو مُلْهِجٌ، وهو التفليكُ أَن يَجْعَل الراعي من الهُلْبِ مِثْلَ فَلْكَةِ المِغزَلِ، ثم يُثْقَبَ لسانُ الفَصيلِ فيُجْعَل فيه لئلا يَرْضَعَ. واللإِجْرارُ: أَن يُشَقَّ لسانُ الفصيل لئلا يرضع وهو البَدْحُ أَيضاً، وأَما الخَلُّ فهو أَن يأْخذ خِلالاً فيجعله فوق أَنف الفصيل يُلْزِقُه به، فإِذا ذَهب يرضع خِلْفَ أُمّه أَوجعَها طَرَفُ الخِلالِ فزَبَنَتْه عن نفسها؛ ولا يقال: أَلْهَجْتُ الفَصيلَ، إِنما يقال: أَلْهَجَ الراعي إذا لَهِجَتْ فِصالُه، وبيت الشماخ حجة لما وصفته؛ قال يصف حمار وحش رَعى بارِضَ الوسمِيِّ، وهو أَوَّل النبْتِ حتى بَسَقَ وطالَ، فرَعَى البُهْمَى فصار سَفاها كأَخِلَّةِ المُلْهِج، فترك رعْيَها؛ قال الأَزهري: هكذا أَنشده المنذري وذكر أَنه عرضه على أَبي الهيثم، قال: والمُلْهِجُ الذي لَهِجَتْ فِصالُه بالرَّضاعِ؛ يقول رَعَى العَيْرُ بارِضَ الوَسْمِيّ أَوّل ما نَبَتَ إِلى أَن يَبِسَ سَفى بارِض البُهْمَى، كَرَهَه ليُبْسِه، وشَبَّه شَوْكَ السَّفى لمَّا يَبِسَ بالأَخِلَّةِ التي تجعل فوقَ أُنوفِ الفِصالِ، ويُغْرى بها، قال: وفسَّر الباهليُّ البيتَ كما وصفته.
الأُمَوِيُّ: لَهَّجْتُ القومَ إذا عَلَّلْتَهم قبل الغِذاءِ بِلُهْنة يتعللون بها، وهي اللُّهْجةُ والسُّلْفةُ واللُّمْجَةُ. وتقول العرب: سَلِّفُوا ضَيْفَكم ولَمِّجُوه ولَهِّجوه ولَمِّكُوه وعَسِّلوه وشَمِّجوه وعَيِّروه وسَفِّكُوه ونَشِّلوه وسَوِّدوه معنى واحد. ولَهَّجَ القومَ: أَطْعَمَهُم شيئاً يتعللون به قبل الغذاء.
والمُلْهاجُّ من اللبن: الذي خَثُرَ حتى اختَلط بعضُه ببعض ولم تَتِمَّ خُثورَتُه، وكذلك كل مختلِطٍ. وأَمْرُ بني فلانٍ مُلْهاجٌّ، على المثل.
وأَيقظني حين الْهاجَّتْ عَيْني أَي حين اخْتَلطَ النُّعاسُ بها.
ولَهْوَحَ الشيءَ: خَلَطه. ولَهْوَجَ الأَمْرَ: لم يُحْكِمْه ولم يُبْرِمْه. ابن السكيت: طعامٌ مُلَهْوَجٌ ومُلَغْوَسٌ وهو الذي لم يُنْضَجْ؛ وأَنشد الكلابي:

خَيْرُ الشِّواءِ الطَّيِّبُ المُلَهْوَجْ،

 

قد هَمَّ بالنُّضْجِ، ولمَّا يَنْضَجْ

وشواء مُلَهْوَجٌ إذا لم يُنْضَجْ. ولَهْوَجَ اللحمَ: لم يُنْعِمْ شَيَّه؛ قال الشماخ:

وكُنْتُ إذا لاقَيْتُها، كان سِرُّنـا

 

وما بيننا، مثلَ الشّواءِ المُلَهْوَجِ

وقال العجاج:

والأَمْرُ، ما رامَقْتَه مُلَهْـوَجـا،

 

يُضْوِيكَ، ما لم تَجْنِ منه مُنْضَجا

ولَهْوَجْتُ اللحمَ وتَلَهْوَجْتُه إذا لم تُنْعِمْ طَبْخَه. وثَرْمَلَ الطعامَ إذا لم يُنْضِجْه صانِعُه، ولم يَنْفُضْه من الرَّمادِ إِذ مَلَّه، ويُعتَذَرُ إِلى الضيفِ، فيقال: قد رَمَّلْنا لكَ العملَ، ولم نَتَنَوَّقْ فيه للعجلةِ. وتَلَهْوَجَ الشيءَ: تَعَجَّلَه؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

لولا الإِلهُ، ولولا سَعْيُ صاحِبنا،

 

تَلَهْوَجُوها، كما نالوا من العِيَرِ

لهجم

طريقٌ لَهْجمٌ ولَهْمج: موطوءٌ بَيّنٌ مُذلَّل مُنقاد واسع قد أَثر فيه السابلةُ حتى اسْتَتَبَّ، وكأَن الميم فيه زائدة والأَصل فيه لهج وقد تَلَهْجَم، ويكون تَلَهْجُمُ الطريق سَعتَه واعتيادَ المارّة إياه.
الفراء: طريقٌ لَهجَمٌ وطريق مُذنَّبٌ وطريق مُوقَّعٌ أي مُذلَّل. وتلهجَمَ لَحْيَا البعيرِ إذا تحرَّكا؛ قال حميد بن ثور الهلاليّ:

كأَنّ وَحَى الصِّردانِ في جَوفِ ضالةٍ

 

تَلَهْجُمُ لَحْيَيه، إذا ما تَلَـهْـجَـمـا

يقول: كأَنَّ تَلَهْجُمَ لَحْيَيْ هذا البعير وَحَى الصِّرْدانِ، قال: وهذا يحتمل أن تكون الميم فيه زائدة، وأَصله من اللَّهَج، وهو الوُلوعُ.
والتَّلَهْجُمُ: الوُلوعُ بالشيء. واللَّهْجَمُ: العُسُّ الضخم؛ وأنشد أبو زيد:

ناقةُ شيخٍ لـلإلـهِ راهِـبِ،

تَصُفُّ في ثَلاثةِ المَحالِـبِ:

في اللَّهْجَمَيْنِ والْهنِ المُقارِبِ

يعني بالمُقارِب العُسَّ بين العُسَّينِ.

لهد

أَلهَدَ الرجلُ: ظَلَمَ وجارَ. وأَلْهَدَ به: أَزْرَى. وأَلْهَدْتُ به إِلهاداً وأَحْضَنْتُ به إِحْضاناً إذا أَزْرَيتَ به؛ قال:

تَعَلَّمْ، هَداكَ اللَّهُ، أَن ابنَ نَوْفَلبِنا مُلْهِدٌ، لو يَمْلِكُ الضَّلْعَ، ضالِعُ

والبعيرُ اللَّهِيدُ: الذي أَصابَ جَنْبَه ضَغْطَةٌ من حِمْل ثقيل فأَورثه داءً أَفسد عليه رِئَتَهُ، فهو مَلْهُود؛ قال الكميت:

نُطْعِمُ الجَيْأَلَ اللَّهِيدَ مِن الكُـو

 

مِ، ولم نَدْعُ مَن يُشِيطُ الجَزُورا

واللَّهِيدُ من الإِبل: الذي لَهَدَ ظهرَه أَو جنبه حِمْل ثقيل أَي ضَغَطَه أَو شَدَخَه فَوَرِمَ حتى صارَ دَبِراً؛ وإِذا لُهِدَ البعيرُ أُخْلِيَ ذلك الموضعُ من بِدادَيِ القَتَبِ كي لا يَضْغَطَه الحِمل فيزداد فساداً، وإِذا لم يُخْلَ عنه تفتحت اللَّهْدَة فصارت دَبَرَة. ولَهَدَه الحِمْلُ يَلْهَدُه لَهْداً، فهو مَلْهُود ولَهِيدٌ: أَثقله وضَغَطه.
واللَّهْدُ: انفراج يُصيبُ الإِبل في صدورها من صَدْمة أَو ضَغْطِ حِمْل؛ وقيل: اللَّهْدُ ورَمٌ في الفريصة من وعاء يُلِحُّ على ظهر البعير فَيَرِمُ. التهذيب: واللهد داء يأْخذ الإِبل في صدورها؛ وأَنشد:

تَظْلَعُ من لَهْدٍ بها ولَهْد

ولَهَدَ القومُ دوابَّهم: جَهَدُوها وأَحْرَثوها؛ قال جرير:

ولقد تَرَكتُكَ يا فَرَزدقُ خاسِئاً،

 

لمَّا كَبَوْتَ لدى الرِّهانِ لَهِيدا

أَي حَسِيراً. واللَّهْدُ: داء يصيبُ الناس في أَرجلهم وأَفخاذهم وهو كالانفراج. واللهد: الضرب في الثديين وأُصول الكَتِفَينِ. ولَهَدَه يَلْهَدُه لَهْداً ولَهَّده: غَمَزه؛ قال طرفة:

بَطِيءٍ عن الجُلَّى سَرِيعٍ إِلى الخَنَى

 

ذَلولٍ بإِجْماعِ الرجـالِ مُـلَـهَّـدِ

الليث: اللَّهْدُ الصدمة الشديدة في الصدر. ولَهَدَه لَهْداً أَي دفعه لذُلِّه، فهو ملهود؛ وكذلك لَهَّده؛ قال طرفة، وأَنشد البيت:

ذَلُولٍ بإِجماعِ الرجالِ مُلَهَّدِ

أَي مُدَفَّع، وإِنما شدد للتكثير. الهوازني: رجل مُلَهَّد أَي مُسْتَضْعَفٌ ذليل. ويقال: لَهَدْتُ الرجل أَلهَدُه لهْداً أَي دفعته، فهو ملهود.
ورجل مُلَهَّد إذا كان يُدَفَّع تدفيعاً من ذُلِّه. وفي حديث ابن عمر: لو لقيتُ قاتِلَ أَبي في الحرم ما لَهَدْته أَي ما دفَعْتُه؛ واللَّهْد: الدَّفْعُ الشديد في الصدر، ويروى: ما هِدْته أَي حَرَّكْته.
وناقة لَهِيدٌ: غَمَزَها حِمْلُها فَوَثَأَها؛ عن اللحياني. ولَهَدَ ما في الإِناءِ يَلْهَدُه لَهْداً: لَحِسَه وأَكله؛ قال عدي:

ويَلْهَدْنَ ما أَغْنى الوَليُّ فلم يُلِثْ،

 

كأَنَّ بِحافاتِ النِّهاءِ المَزارِعـا

لم يُلِثْ: لم يبطئ أَن ينبت. والنِّهاءُ: الغُدُر، فشبه الرياض بحافاتها المزارع. وأَلْهَدْتُ به إِلهاداً إذا أَمْسَكْتَ أَحد الرجُلين وخَلَّيْتَ الآخرَ عليه وهو يقاتله.
قال: فإِن فَطَّنْتَ رجلاً بِمُخاصَمة صاحبِه أَو بما صاحِبُه يُكَلِّمُه ولَحَنْت له ولقَّنْت حجته، فقد أَلهدت به؛ وإِذا فَطَّنْته بما صاحبه يكلمه قال: والله ما قلتها إِلا أَن تُلْهِدَ عليّ أَي تُعِين عليّ.
واللَّهِيدةُ: من أَطعمة العرب. واللَّهِيدةُ: الرِّخْوة من العصائد ليست بحساء فَتُحْسى ولا غليظة فَتُلْتَقَم، وهي التي تجاوز حَدَّ الحَرِيقةِ والسَّخينةِ وتقْصُر عن العَصِيدة؛ والسخينة: التي ارتفعت عن الحساءِ وثَقُلت أَن تُحْسَى.

لهذب

أَلْزَمَه لَهْذَباً واحداً؛ عن كُراع أَي لِزَازاً ولِزاماً.

لهذم

سيفٌ لَهْذمٌ: حادٌّ، وكذلك السِّنان والنابُ. ولَهْذَمَ الشيء: قطَعه. واللَّهاذِمةُ: اللُّصوص؛ قال ابن سيده: وأَصله من ذلك ولا أَعرف له واحداً إلا أن يكون واحده مُلَهْذِماً، وتكون الهاء لتأْنيث الجمع.
وقال بعضهم: اللَّهْذَمَةُ في كلِّ شيء قاطعٍ. غيره: ويقال اللُّصوصُ لَهاذِمةٌ وقَراضِبةٌ، من لَهْذَمْتُه وقَرْضَبْتُه إذا قطعته. الليث: اللَّهْذَمُ كلُّ شيء من سِنانٍ أو سَيْفٍ قاطِع، ولَهْذَمتُه فِعْلُه.
والتَّلَهْذُمُ: الأكْلُ؛ قال سُبَيْع:

لَولا الإلهُ ولولا حَزْمُ طالبِهـا

 

تَلَهْذَمُوها، كما نالُوا من العِيرِ

لهزم

الأزهري: اللِّهْزِمَتانِ مَضِيغتان عَليَّتان في أصل الحَنكين في أَسفل الشِّدْقَيْن، وفي المحكم: مضيغتان في أَصل الحَنكِ، وقيل: عند مُنْحَنَى اللَّحْيَين أسفل من الأُذُنين وهما معظم اللَّحْيَيْن، وقيل: هما ما تحت الأُذنين من أعلى اللحيين والخدَّين، وقيل: هما مجتمع اللحم بين الماضغ والأُذُن من اللَّحْي. وفي حديث أبي بكر، رضي الله عنه، والنَّسَّابة: أَمِنْ هامِها أو لَهازِمها أي من أَشرافها أَنت أَو من أَوساطها؛ واللَّهازِمُ: أُصولُ الحنكين، واحدتُها لِهْزِمة، بالكسر، فاستعارها لِوَسط النسبْ والقبيلةِ. وفي حديث الزكاة: ثم يأْخذ بِلِهْزِمَتَيه؛ يعني شِدْقَيْهِ، وقيل: هما عَظْمان ناتئانِ في اللحيين تحت الأذنين، وقيل: هما مضيغتان عَلِيّتان تحتهما، والجمع اللَّهازم؛ قال:

يا خازِ بازِ أرْسِل اللّهازِما،

 

إنّي أخافُ أن تكونَ لازِما

وقال آخر:

أَزوحٌ أَنوحٌ ما يَهَشُّ إلى الـنَّـدَى،

 

قَرَى ما قَرَى للضَّرْس بينَ اللَّهازِمِ

ولَهْزَمَه: أَصابَ لِهْزِمَته. ولِهْزَمَ الشيبُ خَدَّيْهِ أي خالَطَهُما؛ وأنشد أبو زيد لأَحد بني فَزارة:

إمَّا تَرَيْ شَيْباً عَلاني أَغْثَمُهْ،

 

لَهْزَمَ خَدَّيَّ به مُلَهْـزِمُـهْ

ولَهَزَه الشيبُ ولَهْزَمَه بمعنى.
واللَّهازِمُ عِجْلٌ، وتَيْم اللاَّت، وقَيْس بن ثعلبة، وعَنَزة.
الجوهري: وتَيْم الله بن ثَعْلبة بن عُكابةَ يقال لَهُم اللَّهازم، وهم حُلَفاءُ بني عِجْلٍ، قال ابن بري: ومنه قول الفرزدق:

وقد ماتَ بِسْطامُ بنُ قَيْسٍ وعامِرٌ

 

وماتَ أبو غَسَّانَ شيخُ اللَّهـازِمِ

لهس

لهَسَ الصَّبِيُّ ثَدْيَ أُمِّه لَهْساً: لَطَعَه بلسانه ولم يَمْصَصْهُ.
والمُلاهِسُ: المُزاحِم على الطعام من الحِرْص؛ قال:

مَلاهِسُ القَوْم على الطَّعامِ،

وجائِزٌ في قَرْقَفِ المُدَامِ،

شُرْبَ الهِجانِ الوُلُهِ الهِيامِ

الجائز: العابُّ في الشراب. وفلان يُلاهِسُ بني فلان إذا كان يَغْشَى طعامَهم.
واللَّهْس: لغة في اللَّحْس أَو هَهَّةٌ، يقال: ما لك عندي لُهْسَة، بالضم، مثل لُحْسَة أَي شيء.

لهسم

لَهْسَمَ ما على المائدة: أَكَلَه أَجمَعَ. وفي النوادر: اللَّهاسِمُ واللَّحاسِمُ مجاري الأَوْدية الضيِّقة، واحدُها لُهْسُمٌ ولُحْسُمٌ، وهي اللّخافِيقُ.

لهط

لَهَطَ يَلْهَطُ لَهْطاً: ضرب باليد والسَّوطِ، وقيل: اللَّهْطُ الضرب بالكف مَنْشُورة أَيَّ الجسدِ أَصابت، لهَطَه لهْطاً؛ ولَهَطَتِ المرأَة فَرجَها بالماء لَهْطاً: ضربته به. ولهَطَ به الأَرض: ضربها به.
ابن الأَعرابي: اللاَّهِطُ الذي يَرُشُّ بابَ دارِه ويُنَظِّفُه.

لهع

اللَّهَعُ واللَّهِعُ واللَّهِيعُ: المُسْترْسِلُ إِلى كل أَحد، وقد لهِعَ لَهعاً ولَهاعةً، فهو لَهِعٌ ولَهِيعٌ. واللَّهَعُ أَيضاً: التَّفَيْهُقُ في الكلام. ابن الأَعرابي: في فلان لَهيعةٌ إذا كان فيه فَتَرَةٌ وكَسَلٌ. ورجل فيه لَهيعةٌ ولهَاعةٌ أَي غَفْلةٌ، وقيل: اللَّهيعةُ التَّواني في الشِّراء والبيع حتى يُغْبَنَ. وتَلَهْيَعَ في كلامه إذا أَفرَطَ، وكذلك تَبَلْتَعَ. ودخل مَعبَدُ بن طَوْقٍ العنبريّ على أَمير فتكلم وهو قائم فأَحْسَنَ، فلمّا جلس تَلَهْيَعَ في كلامه، فقال له: يا معْبد ما أَظرَفَك قائماً وأَمْوَتَك جالساً، قال: إِني إذا قمتُ جَدَدْتُ، وإِذا جلستُ هَزَلْت. ولَهيعةُ: اسم رجل منه، وقيل: هي مشتقة من الهَلَعِ مقلوبة.

لهف

اللَّهْف واللَّهَف: الأَسى والحزن والغَيْظ، وقيل: الأَسى على شيء يفُوتُك بعدما تُشرف عليه؛ وأَما قوله أَنشده الأَخفش وابن الأَعرابي وغيرهما:

فلَسْتُ بمُدْرِكٍ ما فات مِني

 

بِلَهْفَ، ولا بلَيْتَ، ولا لوَأني

فإنما أَراد بأَن أَقول والهَفا فحذف الأَلف. الجوهري: لَهِف، بالكسر، يَلْهَفُ لَهَفاً أَي حَزِن وتحسَّر، وكذلك التَّلهُّف على الشيء. وقولهم: يا لَهْف فلان كلمة يُتحسَّر بها على ما فات؛ ورجل لَهِف ولَهِيف؛ قال ساعدة بن جُؤية:

صَبَّ اللَّهِيفُ لها السُّبُوبَ بطَغْيةٍ

 

تُنْبي العُقابَ، كما يُلَطُّ المِجْنَبُ

قال ابن سيده: يجوز أَن يكون اللَّهِيف فاعلاً بصَبَّ، وأَن يكون خبر مبتدإٍ مضمر كأَنه قال: صُبَّ السُّبُوبُ بطَغية، فقيل: مَن هو؟ قال: هو اللهيف، ولو قال اللهيفَ فنصب على الترحم لكان حَسناً، قال: وهذا كما حكاه سيبويه من قولهم إنه المسكينَ أَحقُّ؛ وكذلك رجل لَهْفانُ وامرأَة لَهْفَى من قوم ونساء لَهافى ولُهُفٍ. ويقال: فلان يُلَهِّف نفْسَه وأُمّه إذا قال: وانَفْساه وا أُمِّياه وا لَهْفَتاه وا لَهْفَتِياهْ، واللَّهْفانُ: المتَحسِّر. واللهْفانُ واللاهِفُ: المَكْروب. وفي الحديث: اتقوا دعْوة اللَّهْفان؛ هو المكروب. وفي الحديث: كان يحب إغاثة اللَّهْفان. ومن أَمثالهم: إلى أُمّه يَلْهَف اللهْفان؛ قال شمر: يَلْهَفُ من لَهِفَ. وبأُمه يَستَغيث اللَّهِفُ، يقال ذلك لمن اضْطُرْ فاستغاث بأَهل ثِقَته. قال: ويقال لهَّف فلان أُمَّه وأُمَّيْه، يريدون أَبويه؛ قال الجَعْدي:

أَشْكى ولَهَّفَ أُمّيْه، وقد لَهِفَتْ

 

أُمّاه، والأُم فيما تنحل الخبلا

يريد أَباه وأُمه. ويقال: لَهِف لَهفاً، فهو لَهْفان، ولُهِف، فهو مَلْهوف أَي حَزين قد ذهب له مال أَو فُجع بحَميم؛ وقال الزَّفَيان:

يا ابْن أَبي العاصِي إليكَ لَهَّفَت

 

تَشْكُو إليك سَنةً قد جَلَّـفَـتْ

لهَّفت أَي استغاثتْ. ويقال: نادَى لَهَفه إذا قال يا لَهَفي، وقيل في قولهم يا لهْفا عليه: أَصله يا لهْفي، ثم جعلت ياء الإضافة أَلفاً كقولهم: يا ويْلي عليه ويا ويْلا عليه. وفي نوادر الأَعراب: أَنا لَهِيفُ القلب ولاهِفٌ ومَلهوف أَي مُحْتَرِق القلب. واللَّهِيف: المضطر. والملْهوف: المظلوم ينادي ويستغيث. وفي الحديث: أَجِب المَلْهوفَ. وفي الحديث الآخر: تُعِين ذا الحاجة المَلْهُوفَ؛ واستعاره بعضهم للرُّبَعِ من الإبل فقال:

إذا دعاها الرُّبَعُ المَلْهُـوفُ

 

نَوَّه منها الزَّجِلاتُ الحُوفُ

كأَنَّ هذا الرُّبَعَ ظُلِم بأَنه فُطِم قبل أَوانه، أَو حِيل بينه وبين أُمه بأَمر آخر غير الفِطام. واللَّهوف: الطويل.

لهق

اللَّهقُ، بالتحريك: الأبيض، وقيل: الأبيض الذي ليس بذي بَرِيقٍ ولا مُوهةٍ، وصف في الثور والثوب والشيب؛ قال الهذلي:

وإلا النَّعامَ وحـفَّـانَـهُ،

 

وطُغُيَا مع اللَّهِقِ الناشط

وكذلك البعير الأَعيس، الواحد والجمع فيه سواء، وقيل: اللَّهِقُ واللَّهَقُ واللَّهَاق الأبيض الشديد البياض، والأُنثى لَهِقَة ولِهَاقٌ. وقد لَهِقَ ولَهَقَ لَهْقاً ولَهَقاً: ابيضَّ، فهو لَهَق ولَهِق إذا كان شديد البياض مثل يَقَق ويَقِق؛ قال القطامي يصف إبلاً:

وإذا شَفَنَّ إلى الطريف رَأَيْنَهُ

 

لَهَقاً، كشاكلة الحِصانِ الأَبْلَقِ

واللَّهَاق واللِّهَاقُ: الثور الأبيض، قال اأمية بن أبي عائذ:

كأنَّي ورَحْلي، إذا رُعْتُـهـا،

 

على جَمَزَى جازِئٍ بالرِّمالْ،

حَدِيد القناتين، عَبْلِ الـشَّـوى

 

لَهَاق، تَلأْلُؤهُ كـالـهِـلالْ

واللَّهَقُ مقصور منه. والتَّلَهُّق: كثرة الكلام والتَّقَعُّر فيه.وسهم لَهْوَق: حديد نافذ؛ قال أبو ذؤيب:

فأعْشَيْتُه من بَعْدِ ما رَاثَ عِشْيُهُ

 

بسَهْمٍ، كسَيْرِ الثَّابِرِيَّةِ، لَهْـوَقِ

والتَّلَهْوُقُ: التَّمَلّق. وفيه لَهْوَقة أي مَلَق وطَرْمذَة. ابن الأَعرابي: في فلان طَرْمَذة وبَلْهقَة ولَهْوَقة أي كبر. ورجل لَهْوق ومُتَلَهْوق: يُبْدِي غير ما في طبيعته ويتزين بما ليس فيه من خُلُق ومروءة وكرم؛ قال الزمخشري: وعندي أَنه من اللَّهَق وهو الأبيض في موضع الكرم لنقاء عِرْضه مما يدنسه؛ ومنه قصيد كعب:

تَرْمي الغُيُوب بعَيْنَيْ مفردٍ لَهَقِ

هو بفتح الهاء وكسرها الأبيض، والمفرد: الثور الوحشي شبهها به.
والمُتَلَهْوق: المبالغ فيما أَخذ فيه من عمل أو لبس. واللّهْوقة: كل ما لم يبالغ فيه من كلام أو من عمل، تقول: قد لهوق كذا وقد تَلَهْوقَ فيه. قال أَبو الغوث: اللهوقة أن تتحسن بالشيء وأَن تظهر شيئاً باطنك على خلافة نحو أن يُظهر الرجلُ من السخاء ما ليس عليه سجيّته؛ قال الكميت يمدح مخلد بن يزيد بن المهلب:

أَجْزيهمُ يَدَ مخْلَدٍ، وجَزَاؤُهـا

 

عِنْدي بلا صَلَفٍ، ولا بتَلَهْوُقِ

وفي الحديث: كان خُلُقه سجيّةً ولم يكن تَلَهْوُقاً أي لم يكن تصنّعاً وتكلُّفاً.

لهلأ

التهذيب في الخماسي: تَلَهلأْتُ أَي نَكَصْتُ.

لهله

اللَّهْلَهةُ: الرجوعُ عن الشيء. وتَلَهْلَه السرابُ: اضطرَبَ.
وبلدٌ لهُلَهٌ ولُهْلُهٌ: واسعٌ مُسْتوٍ يضطرب فيه السرابُ. واللُّهْلُهُ أَيضاً: اتساعُ الصحراء؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

وخَرْق مَهارِقَ دي لُهْلُهٍ

 

أَجَدَّ الأُوامَ به مَظْمَـؤُهْ

أَجَدَّ: جدَّدَ. واللُّهْلُه، بالضم: الأَرضُ الواسعة يضطرب فيها السراب، والجمع لَهالِهُ؛ وأَنشد شمر لرؤبة:

بَعْدَ اهْتضامِ الرَّاغِياتِ النُّكَّهِ،

ومخْفِقٍ من لُهْلُهٍ ولهْلُهِ،

من مَهْمَهٍ يَجْتَبْنَه ومَهْمَهِ

قال ابن بري: الراغيات النُّكَّهُ أَي التي ذهبت أَصواتها من الضعف؛ قال: وشاهدُ الجمع قول الشاعر:

وكم دُونَ لَيْلى مِنْ لَهالِهَ بَيْضُها

 

صحيحٌ بمَدْحَى أُمِّه وفَـلِـيقُ

وقال ابن الأَعرابي: اللُّهْلُهُ الوادي الواسع. وقال غيره: اللَّهالِهُ ما استوى من الأَرض. الأَصمعي: اللُّهْلُهُ ما استوى من الأَرض.
واللَّهْلَهُ، بالفتح: الثوبُ الرديءُ النسج، وكذلك الكلامُ والشِّعْرُ. يقال: لَهْلَه النسَّاجُ الثوبَ أَي هَلْهَلَه، وهو مقلوب منه. وثوبٌ لَهْلَهٌ، بالفتح لا غيرُ: رقيقُ النسج. واللَّهْلَهةُ: سخافةُ النسج.
واللُّهْلُهُ: القبيحُ الوجه.

لهم

اللهم: الابتلاع. يقال لهمت الشيء وقلما يقال إلا التهمت، وهو ابتلاعه بمرة، قال جرير:

ما يلق في أشداقه تلهما

ولهم الشيء لهما ولعما وتلهمه والتهمه: ابتلعه بمرة. ورجل لهم ولهم ولهوم: أكول. والملهم: الكثير الأكل. والتهم الفصيل ما في الضرع: استوفاه. ولهم الماء لهما: جرعه، قال:

جاب لها لقمان في قلاتها

ماء نقوعا لصدى هاماتها

تلهمه لهما بجحفلاتها

وجيش لهام: كثير يلتهم كل شيء ويغتمر من دخل فيه أي يغيبه ويستغرقه. واللهام: الجيش الكثير كأنه يلتهم كل شيء.
واللهيم وأم اللهيم: الحمى كلاهما على التشبيه بالمنية. قال شمر: أم اللهيم كنية الموت لأنه يلتهم كل أحد. واللهيم: الداهية، وكذلك أم اللهيم، وأنشد ابن بري:

لقوا أم اللهيم فجهزتـهـم

 

غشوم الورد نكنيها المنونا

واللهم من الرجال: الرغيب الرأي الكافي العظيم، وقيل: هو الجواد، والجمع لهمون، ولا توصف به النساء. وفرس لهم، على لفظ ما تقدم، ولهميم ولهموم: جواد سابق يجري أمام الخيل لالتهامه الأرض، والجمع لهاميم. الجوهري: اللهموم الجواد من الناس والخيل، وقال:

لا تحسبن بياضا في منقصة

 

إن اللهاميم في أقرابها بلق.

وفرس لهم، مثل هجف: سباق كأنه يلتهم الأرض. وفي حديث علي، عليه السلام: وأنتم لهاميم العرب، جمع لهموم الجواد من الناس والخيل، وحكى سيبويه لهمم وهو ملحق بزهلق، ولذلك لم يدغم، وعليه وجه قول غيلان:

شأو مدل سابق اللهامم

قال: ظهر في الجمع لأن مثل واحد هذا لا يدغم. واللهموم من الأحراح: الواسع. وناقة لهموم: غزيرة القطر واللهموم من النوق: الغزيرة اللبن. وإبل لهاميم إذا كانت كثيرة المشي، وأنشد الراعي:

لهاميم في الخرق البعيد نياطه

واللهم: العظيم. ورجل لهم: كثير العطاء، مثل خضم. وعدد لهموم: كثير، وكذلك جيش لهموم. وجمل لهميم: عظيم الجوف. وبحر لهم: كثير الماء.
وألهمه الله خيرا: لقنه إياه. واستلهمه إياه: سأله أن يلهمه إياه. والإلهام: ما يلقى في الروع. ويستلهم الله الرشاد، وألهم الله فلانا. وفي الحديث: أسألك رحمة من عندك تلهمني بها رشدي، الإلهام أن يلقي الله في النفس أمرا يبعثه وعلى الفعل أو الترك، وهو نوع من الوحي، يخص الله به من يشاء من عباده. واللهم: المسن من كل شيء، وقيل: اللهم الثور المسن، والجمع من كل ذلك لهوم، قال صخر الغي يصف وعلا:

بها كان طفلا ثم أسدس فاستوى

 

فأصبح لهما في لهوم قراهب

وقول العجاج:

لاهم لا أدري وأنت الداري

 

كل امرئ منك على مقدار

يريد اللهم، والميم المشددة في آخره عوض من ياء النداء لأن معناه يا الله.
ابن الأعرابي: الهلم ظباء الجبال، ويقال لها اللهم، واحدها لهم، ويقال في الجمع لهوم أيضا، قال: ويقال له الجولان والثياتل والأبدان والعنبان والبغابغ. ابن الأعرابي: إذا كبر الوعل فهو لهم، وجمعه لهوم، وقال غيره: يقال ذلك لبقر الوحش أيضا، وأنشد:

فأصبح لهما في لهوم قراهب

وملهم: أرض، قال طرفة:

يظل نساء الحي يعطفن حوله

 

يقلن عسيب من سرارة ملهما

وقد ذكره التهذيب في الرباعي، وسنذكره في فصل الميم.

لهمج

طريقٌ لَهْمَجٌ ولَهْجَمٌ: موطوءٌ مُذَلَّلٌ مُنْقادٌ.
واللَّهْمَجُ: السابقُ السريعُ؛ قال هميان:

ثُمَّتَ يُرْعِيها لها لَهامِجا

ويقال: تَلَهْمَجَه إذا ابتلعه، كأَنه مأْخوذ من النَّهمةِ، ومِن تَلَمَّجَه

لهن

اللُّهْنة ما تُهْدِيه للرجل إذا قَدِمَ من سفر. واللهْنة: السُّلْفَة وهو الطعام الذي يُتَعَلَّل به قبل الغداء، وفي الصحاح: هو ما يتَعَلَّلُ به الإنسانُ قبل إدراك الطعام؛ قال عطية الدُّبيريّ:

طَعامُها اللُّهنةُ أَو أَقلّ

وقد لَهَّنَهم ولَهَّنَ لهم وسَلَّفَ لهم. ويقال: سَلَّفْتُ القومَ أَيضاً، وقد تَلَهَّنت تَلَهُّناً. الجوهري: لَهَّنته تَلْهيناً فتَلَهَّنَ أَي سَلَّفْتُه. ويقال: أَلْهَنْتُه إذا أَهْدَيْتَ له شيئاً عند قدومه من سفر.
وبنو لَهانٍ: حيّ. وهم إخوة هَمْدَان. الجوهري: وقولهم لَهِنَّك، بفتح اللام وكسر الهاء، فكلمة تستعمل عند التوكيد، وأَصله لإنَّك فأُبدلت الهمزة هاء كما قالوا في إياك هِيّاك، وإنما جاز أَن يجمع بين اللام وإنَّ وكلاهما للتوكيد، لأَنه لما أُبدلت الهمزة هاء زال لفظ إنّ فصار كأَنه شيء آخر؛ قال الشاعر:

لَهِنَّـكِ مـن عَـبْـسِـيَّةٍ لَـوَسِـيمةٌ

 

على كاذبٍ، من وعْدِها ضَوْءُ صادقِ

اللام الأُولى للتوكيد والثانية لام إن؛ وأَنشد الكسائي:

وبي من تَباريحِ الصَّبابة لَوْعةٌ

 

قَتِيلةُ أَشواقي، وشَوْقي قَتيلُهـا

لَهِنِّكِ من عَبْسـيَّةٍ لَـوَسـيمةٌ

 

على هَنَواتٍ، كاذبٍ مَنْ يَقُولُها

وقال: أَراد لله إنك عن عَبْسِيَّة، فحذف اللام الأُولى من لله والأَلف من إنك؛ كما قال الآخر:

لاهِ ابنُ عَمِّكَ والنَّوَى تعْدُو

أَراد: للهِ ابنُ عمك أَي والله، والقولُ الأَول أَصح. قال ابن بري: ذكر الجوهري لَهِنَّك في فصل لَهَنَ، وليس منه لأَن اللام ليست بأَصل، وإنما هي لام الابتداء والهاء بدل من همزة إن، وإنما ذكره هنا لمجيئه على مثاله في اللفظ؛ ومنه قول محمد بن مَسلمة:

أَلا ياسَنا بَرْقٍ على قُلَلِ الحِمَـى،

 

لَهِنَّك من بَرْقٍ عَـلَـيَّ كَـريمُ

لمَعْتَ اقْتِذاءَ الطيرِ، والقوْمُ هُجَّعٌ،

 

فهَيَّجْتَ أَسْقاماً وأَنـتَ سَـلِـيمُ

واقْتِذاءُ الطائرِ: هو أَن يفتح عينيه ثم يُغْمِضَهما إغْماضَةً.