باب السين - القسم الثاني

باب السين والعين

سعد بن الأخرم.

ب د ع، سعد بن الأخرم، أبو المغيرة. مختلف في صحبته، سكن الكوفة، روى عنه ابنه المغيرة.

روى عيسى بن يونس، ويحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن المغيرة بن سعد بن الأخرم، عن أبيه أو عن عمه، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وأريد أن أسأله، فقيل لي: هو بعرفة، فاستقبلته، فأخذت بزمام الناقة، فصاح بي الناس، فقال: "دعوه، فأرب ما جاء به"، قلت: يا رسول الله، دلني على عمل يقربني من الجنة، ويباعدني من النار، فرفع رأسه إلى السماء فقال: "تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحب للناس ما تحب لنفسك، وما كرهت لنفسك فدع الناس منه. خل سبيل الناقة".

رواه عمرو بن علي، عن عبد الله بن داود، عن الأعمش فقال: عن عمه، ولم يشك، ذكره أبو أحمد العسكري.
أخرجه الثلاثة.

سعد بن أسعد.

د ع، سعد بن أسعد الساعدي، والد سهل بن سعد. روى عنه ابنه سهل، توفي بالروحاء متوجهاً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بدر. روى عبد المهيمن بن عباس بن سهل بن سعد، عن أبيه، عن جده سهل أن أباه سعداً خرج مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى بدر، فلما كان بالروحاء توفي، وأوصى للنبي برحله وراحلته، وثلاثة أوسق من شعير، فقبلها، ثم ردها على ورثته، وضرب له بسهم.

وروى عن سهل بن سعد قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم عند أبي سعد ثلاثة أفراس يعلفها، قال: وسمعت أبي يسيمها: اللزاز واللحاف والظرب.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم، ولم أعلم أن جد سهل بن سعد: أسعد إلا في هذه الترجمة، ويرد نسبه في اسمه سعد بن مالك، إن شاء الله تعالى.

سعد الأسلمي.

ب سعد الأسلمي، روى عنه ابنه عبد الله بن سعد أنه نزل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على سعد بن خثيمة.

أخرجه أبو عمر مختصراً.

سعد الأسود.

س سعد الأسود السلمي، ثم الذكواني. روى الحسن وقتادة عن أنس قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه، وقال: يا رسول الله، أيمنع سوادي ودمامتي من دخول الجنة؟ قال: "لا، والذي نفسي بيده ما اتقيت ربك، عز وجل، وآمنت بما جاء به رسوله"، قال: قد شهدت أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، فمالي يا رسول الله؟ قال: "لك ما للقوم، وعليك ما عليهم، وأنت أخوهم"، فقال: قد خطبت إلى عامة من بحضرتك، ومن ليس عندك، فردني لسوادي ودمامة وجهي، وإني لفي حسب من قومي بني سليم، قال: فاذهب إلى عمر، أو قال: عمرو بن وهب، وكان رجلاً من ثقيف، قريب العهد بالإسلام، وكان فيه صعوبة، فاقرع الباب، وسلم، فإذا دخلت عليهم فقل: زوجني نبي الله فتاتكم، وكان له ابنة عاتق، ولها جمال وعقل، ففعل ما أمره، فلما فتحوا له الباب قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجني فتاتكم، فردوا عليه رداً قبيحاً، وخرج الرجل، وخرجت الجارية من خدرها فقالت: يا عبد الله، ارجع، فإن يكن نبي الله زوجنيك فقد رضيت لنفسي ما رضي الله ورسوله، وقالت الفتاة لأبيها: النجاء النجاء قبل أن يفضحك الوحي، فخرج الشيخ حتى أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أنت الذي رددت علي رسولي ما رددت، قال: قد فعلت ذاك، وأستغفر الله، وظننا أنه كاذب، وقد زوجناها إياه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اذهب إلى صاحبتك فادخل بها"، فبينما هو في السوق يشتري لزوجته ما يجهزها به، إذ سمع منادياً ينادي: يا خيل الله اركبي، وبالجنة أبشري، فاشترى سيفاً ورمحاً وفرساً وركب معتجراً بعمامته إلى المهاجرين، فلم يعرفوه، فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يعرفه، فقاتل فارساً حتى قام به فرسه، فقاتل راجلاً وحسر ذراعيه، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم سوادها عرفه، فقال: سعد؟ قال: سعد. فلم يزل يقاتل حتى قالوا صرع سعد. فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضع رأسه في حجره، وأرسل سلاحه وفرسه إلى زوجته، وقال: "قولوا لهم: قد زوجه الله خيراً من فتاتكم، وهذا ميراثه". وما اشبه هذه القصة بقصة جليبيب، وقد تقدمت.

أخرجه أبو موسى.

سعد بن الأطول.

د ع، سعد بن الأطول الجهني. وهو سعد بن الأطول بن عبد الله بن خالد بن واهب بن غياث بن عبد الله بن سعية بن عدي بن عوف بن غطفان بن قيس بن جهينة، كذا نسبه خليفة بن خياط، يكنى أبا مطر، سكن البصرة، روى عنه أبو نضرة.

أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن بن أبي عبد الله الفقيه، بإسناده إلى أبي يعلى أحمد بن علي: حدثنا عبد الأعلى بن حماد، أخبرنا حماد بن سلمة، أخبرنا عبد الملك أبو جعفر، عن أبي نضرة، عن سعد بن الأطول أن أخاه مات، وترك ثلاثمائة درهم وعيالاً فأردت أن أنفقها على عياله، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن أخاك محبوس بدينه، فاقض عنه، فقضى عنه"، وقال: يا رسول الله، قد قضيت عنه إلا امرأة أدعت دينارين، وليس لها بينة، فقال النبي: "أعطها فإنها صادقة".

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

سعد الأنصاري.

س سعد الأنصاري. روى أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أقبل من غزوة تبوك استقبله سعد الأنصاري، فصافحه النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال له: "ما هذا الذي أكتب يديك"، قال: يا رسول الله، أضرب بالمر والمسحاة فأنفقه على عيالي، فقبل يده رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: "هذه يد لا تمسها النار". أخرجه أبو موسى وقال: في سعود الأنصار كثرة، إلا أن في رواية أخرى نسبه سعد بن معاذ. وروى بإسناده عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صافح سعد بن معاذ فقال: "هذه يد لا تمسها النار أبداً"، قال: فإن حفظت هذه الرواية فلعله سعد بن معاذ آخر غير الخزرجي المعروف، فإنه توفي سنة خمس قبل وقعة تبوك بسنين.

قلت: كذا قال أبو موسى، فلعله سعد بن معاذ آخر غير الخزرجي، وهو وهم، فإن سعد بن معاذ الذي مات سنة خمس هو أوسي من بني عبد الأشهل، وهو الذي جرح في الخندق، وتوفي بعد أن حكم في بني قريظة، وهو أوسي لا شبهة فيه، وقوله إن موته كان قبل تبوك صحيح، ولكن هذه الرواية التي فيها ذكر سعد بن معاذ ليس فيها لتبوك ذكر، فإن صحت الرواية فلعله كان قبل قتله، على أنني لا أعلم أن سعد بن معاذ لم يتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة غزاها، بدر وغيرها، وإنما اختلفوا في سعد بن عبادة: هل شهد بدراً أم لا؟ والله أعلم، على أن من تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار وغيرهم معروفون ليس فيهم سعد، ومن تخلف كان أولى باللوم والتثريب، فكيف يقبل يده أو يصافحه.

سعد بن إياس الأنصاري.

س سعد بن إياس البدري الأنصاري. روى إسحاق بن إياس بن سعد بن أبي وقاص قال: حدثني جدي أبو أمي، حدثني سعد بن إياس الأنصاري البدري قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول للعباس بن عبد المطلب: "يا عم، إذا كان غداً فلا ترم أنت وبنوك"، فلما كان الغد صبحهم فقال: "كيف أصبحتم"؟ قالوا: بخير بآبائنا وأمهاتنا أنت يا رسول الله، فقال: "ليدن بعضكم من بعض"، فلما تقاربوا نشر عليهم ملاءة ثم قال: "اللهم، هؤلاء أهل بيتي فاسترهم من النار كستري إياهم"، فقالت أسكفه الباب وحوائط البيت: آمين آمين. هذا حديث مختلف في إسناده، يروى من عدة أوجه، رواه الكديمي، عن عبد الله بن عثمان بن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص، حدثني جدي أبو أمي مالك بن حمزة بن أبي أسيد الأنصاري الخزرجي البدري.

أخرجه أبو موسى.

سعد بن إياس الشيباني.

ب د ع، سعد بن إياس أبو عمرو الشيباني، من بني شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل، فهو بكري شيباني.

أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه، وصحب ابن مسعود واشتهر بصحبته، وسمع منه فأكثر، روي عنه أنه قال: أذكر أني سمعت برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا أرعى إبلاً لأهلي بكاظمة، فقيل: خرج نبي بتهامة، وقال: شهدت القادسية وأنا ابن أربعين سنة.

ومات سنة خمس وتسعين، وهو ابن مائة وعشرين سنة، وسكن الكوفة، روى عنه جماعة من أهلها.

أخرجه الثلاثة.

سعد بن بحير.

ب س، سعد بن بحير، وقيل: بحير بن معاوية بن قحافة بن نفيل بن سدوس بن عبد مناف بن أبي أسامة بن سحمة بن سعد بن عبد الله قداد بن معاوية بن زيد بن الغوث بن أنمار بن إراش البجلي السحمي، وحلفه في الأنصار، وهو المعروف بابن حبتة، وهي أمه، وهي ابنة مالك بن عمرو بن عوف.

روى حرام بن عثمان، عن محمد بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد الله، قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن حبتة يوم الخندق فقاتل قتالاً شديداً، وهو حديث السن، فدعاه فقال: "من أنت يا فتى"؟ قال: سعد بن حبتة، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أسعد الله جدك، اقترب مني"، فاقترب منه، فمسح رأسه.

وروى أبو قتادة بن ثابت بن أبي قتادة الأنصاري عن أبيه، عن جده أن أبا قتادة قال: لما خرجت في طلب سرح النبي صلى الله عليه وسلم، لقيت مسعدة، فضربته ضربة أثقلته، وأدركته سعد ابن حبتة، فضربه فخر صريعاً، فاحفظوا ذلك لولد سعد ابن حبتة.

وهذا سعد ابن حبتة هو جد يوسف القاضي، فإنه أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن حبيب بن خنيس بن سعد بت حبتة، وخنيس جد أبي يوسف هو صاحب جهار سوج خنيس بالكوفة، قاله ابن الكلبي، وأمه حبتة لها صحبة، جاءت به إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فدعا له وبرك عليه، ومسح على رأسه، وهو ممن استصغر يوم أحد.

أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.

بحير: قيل: بفتح الباء، وكسر الحاء المهملة، وقيل: بضم الباء وفتح الجيم.

وحرام: بفتح الحاء والراء.

وخنيس بالخاء المعجمة المضمومة، والنون المفتوحة، وآخره سين مهملة.

سعد مولى أبي بكر.

ب د ع، سعد مولى أبي بكر الصديق، رضي الله عنه. كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم، وسكن البصرة.

أخبرنا أبو الفضل المنصور بن أبي الحسن الطبري بإسناده عن أبي يعلى أحمد بن علي، قال: حدثنا محمد بن المثنى، أخبرنا أبو داود، أخبرنا أبو عامر، هو صالح بن رستم الخزاز، عن الحسن، عن سعد مولى أبي بكر الصديق، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لأبي بكر، وكان سعد مملوكاً له، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه خدمته، قال رسول الله: "اعتق سعداً"، فقال أبو بكر: ما لنا ها هنا غيره، فقال رسول الله: "أعتق سعداً، أبتك الرجال، أبتك الرجال".

وروى عنه الحسن أنه قال: شكى رجل صفوان بن المعطل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هجاني صفوان، وكان صفوان يقول الشعر، فقال النبي: "دعوا صفوان فإنه طيب القلب خبيث اللسان".

أخرجه الثلاثة.

سعد بن تميم.

ب د ع، سعد بن تميم السكوني، ويقال الأشعري، أبو بلال، إمام مسجد دمشق الواعظ، روى أكثر حديثه عنه ابنه بلال.

أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد بإسناده إلى أبي بكر بن أبي عاصم، أخبرنا هشام بن عمار، أخبرنا صدقة بن خالد، عن عمرو بن شراحيل، عن بلال بن سعد بن تميم السكوني، عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله، أي أمتك خير، قال: "أنا وأقراني"، قلت: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال: "ثم القرن الثاني"، قلت: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال: "ثم القرن الثالث"، قلت: ثم ماذا يا رسول الله؟ قال: "ثم يكون قوم يشهدون ولا يستشهدون، ويحلفون ولا يستحلفون، ويؤتمنون و يخونون".

أخرجه الثلاثة.

سعد بن جماز.

ب د ع، سعد بن جماز بن مالك الأنصاري حليف بني ساعدة من الأنصار، وهو أخو كعب ابن جماز، شهد سعد أحداً وما بعدها، وقتل يوم اليمامة شهيداً.

أخرجه الثلاثة.

جماز: قيل: بالجيم وآخره زاي، وقال ابن الكلبي: حمان: يعني بالحاء المكسورة، وآخره نون: سعد بن حمان بن ثعلبة بن خرشة بن عمرو بن سعد بن ذبيان بن رشدان بن قيس ين جهينة، وقال الطبري: حمار، بالحاء، وآخره راء،والميم خفيفة.

والله أعلم.

سعد بن جنادة.

د ع، سعد بن جنادة، والد عطية العوفي، من عوف بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان.

روى محمد بن الحسين بن عطية، عن أبيه، عن جده عطية، عن أبيه سعد بن جنادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما شيء أكرم على الله من عبد مؤمن لو أقسم على الله لأبره".

وروى يونس بن نفيع، عن سعد بن جنادة، قال: كنت في أول من أتى النبي صلى الله عليه وسلم من أهل الطائف، فأسلمت.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

سعد الجهني.

ب سعد الجهني،والد سنان بن سعد، روى عنه ابنه سنان أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الإمام لا يخص نفسه بالدعاء دون القوم".

أخرجه أبو عمر وقال: في إسناد حديثه مقال.

سعد بن الحارث.

سعد بن الحارث.

ب س، سعد بن الحارث بن الصمة، وقد تقدم نسبه عند ذكر أبيه، وهو أنصاري خزرجي، من بني النجار.

صحب النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبوه، وشهد صفين مع علي، وقتل يومئذ وهو أخو أبي الجهيم بن الحارث بن الصمة.

أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.

سعد بن حارثة.

ب د ع، سعد بن حارثة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة بن الخزرج بن ساعدة، كذا نسبه أبو عمر، وقال: شهد أحداً وما بعدها، وقتل باليمامة.

وقال ابن منده، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من استشهد باليمامة من المسلمين من الانصار، من بني الحارث بن الخزرج: سعد بن جارية بن لوذان بن عبد ود.

وقال أبو نعيم، عن إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، فيمن قتل باليمامة من الأنصار، من بني سالم بن عوف: سعد بن جارية بن لوذان بن عبد ود، فقد اختلفوا في نسبه كما ترى، وقال ابن منده وأبو نعيم: جارية بالجيم، وقال أبو عمر: حارثة، بالحاء والثاء المثلثة، وقد أخرجه ابن منده ترجمتين بلفظ واحد، فلعله نسي، وإلا فما هذا مما يخفى.

سعد بم حبان.

س سعد بن حبان البلوي، حليف الأنصار. ذكره الطبراني، وذكره ابن شاهين فقال: سعد بن جماز بن مالك بن ثعلبة أخو كعب بن جماز، شهد أحداً، وقتل يوم اليمامة وأخوه كعي شهد بدراً. قال أبو موسى بإسناده، عن عروة فيمن استشهد يوم اليمامة من الأنصار من بني ساعدة: سعد بن حبان، حليف لهم من بلي، وقد ذكره أبو موسى أيضاً عن الطبراني: سعد بن جماز الأنصاري، قال: وقد أورده ابن منده: سعد بن جبان، بالجيم، قال: وأظن أن الصحيح كما ذكره ابن شاهين، والله أعلم.

قلت: هذا قول أبي موسى،ولا شك أن قوله جبان، بالجيم، تصحيف من بعض النقلة، والصحيح ما تقدم ذكره في ترجمة سعد بن جماز بالجيم والزاي، وذكرنا الاختلاف فيه هناك، ولم يقل أحد: جبان. وقد أخرجه هناك ابن منده ولو لم يخرجه أبو موسى ها هنا لكان أحسن، ولو تركناه لجاء من يظن أننا أهملناه أو لم يصل إلينا، وأما الرواية عن عروة بن الزبير في تسمية من شهد المشاهد، ومن قتل، وغير ذلك من هذا الباب، فإنها كثيراً تخالف ما يروى عن عامة أهل السير، فلا أعلم كيف هذا؟ وإذا كانت كذلك فلا اعتبار بها، ومنها قد روى في هذا حبان، والله أعلم.

سعد بن حرة.

سعد بن حبان بن منقذ، شهد بيعة الرضوان مع أخيه واسع، وقتلا يوم الحرة، ذكره ابن الدباغ عن العدوي، وفيه نظر.

سعد بن خارجة.

س سعد بن حرة. أورده أبو بكر بن أبي علي، وقال: ذكره علي بن سعيد في الأفراد.

روى عنه محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن سعد بن حرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا توضأ أحدكم ثم خرج عامداً إلى المسجد، فلا يشبكن بين أصابعه، فإنه في صلاة".

وهذا حديث مشهور عن ابن عجلان، عن سعيد، عن كعب بن عجرة، وقيل: عن سعيد، عن رجل، عن كعب، فصفحه بعض الرواة فقال: بن حرة.

أخرجه أبو موسى، وقد علم أنه تصحيف، فتركه أولى.

سعد بن خليفة.

د ع، سعد بن خارجة الأنصاري أخو زيد بن خارجة.

استشهد هو وأبوه يوم أحد، وزيد هو الذي تكلم على لسانه بعد الموت.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم، ورويا حديث النعمان بن بشير في كلام زيد بن خارجة بعد موته قال النعمان: وكان أبوه وأخوه سعد بن خارجة أصيبا يوم أحد، وقد تقدم حديث كلام زيد في ترجمته.

سعد ابن خولة.

س سعد بن خليفة الأنصاري، وهو سعد بن خليفة بن الأشرف بن أبي حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الساعدي.

شهد أحداً، وكانت له بنت يقال لها: غزية، قال ابن القداح: قتل بالقادسية مع سعد بن أبي وقاص.
أخرجه أبو موسى.

حزيمة: بفتح الحار المهملة وكسر الزاي.

سعد ابن خولة.

ب د ع، سعد ابن خولة، من بني مالك بن حسل بن عامر بن لؤي، من أنفسهم، وقيل: حليف لهم، وقيل: مولى ابن أبي رهم بن عبد العزى العامري.

قال ابن هشام: هو من اليمن، حليف لهم. وهو من عجم الفرس، أسلم، من السابقين، وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، وذكره ابن إسحاق، موسى بن عقبة، وسليمان التيمي في أهل بدر.

وهو زوج سبيعة الأسلمية، فتوفى عنها في حجة الوداع، فولدت بعد وفاته بليال، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد حللت فانكحي من شئت".

ولم يختلفوا أن سعد ابن خولة مات بمكة في حجة الوداع، إلا ما ذكره الطبري أنه توفي سنة سبع، والأول أصح.
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الفقيه وغيره قالوا: أخبرنا أبو الفتح الكروخي بإسناده إلى أبي عيسى محمد بن عيسى السلمي، حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان، عن الزهري، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه قال: مرضت عام الفتح مرضاً أشفيت منه على الموت، فأتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني، فقلت: يا رسول الله، إن لي مالاً كثيراً وليس يرثني إلا ابنتي، أفأوصي بمالي كله؟ وذكر الحديث إلى أن قال: قلت: يا رسول الله، أخلف عن هجرتي؟ قال: "إنك لن تخلف بعدي، فتعمل عملاً تريد به وجه الله تعالى إلا ازددت به رفعةً ودرجةً اللهم امض لأصحابي هجرتهم، ولا تردهم على أعقابهم"، لكن البائس سعد ابن خولة!" يرثي له رسول صلى الله عليه وسلم أن مات بمكة.

ولم يعقب سعد ابن خولة. أخرجه الثلاثة.

ب د ع س، سعد بن خولي العامري، من عامر بن لؤي، هاجر مع جعفر بن أبي طالب إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، ونزل فيه وفي أصحابه قوله تعالى: "ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي": الأنعام 52. الآية، قاله ابن منده وأبو نعيم.

وقال أبو عمر: سعد بن خولي، من المهاجرين. ذكر إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق فيمن شهد بدراً من بني عامر بن لؤي: سعد بن خولي، حليف لهم من أهل اليمن.

أخرجه الثلاثة، وقال أبو نعيم: هو سعد بن خولة الذي أخرجه قبل، وذكره بعض المتأخرين يعني ابن منده بترجمة.
وأخرجه أبو موسى فقال: سعد مولى خولي، ذكره الطبراني، وروى عن عروة فيمن شهد بدراً: سعد مولى خولي من بني عامر بن لؤي، وذكر ابن منده سعد بن خولة، وسعد بن خولي ترجمتين، ونسبوهما إلى عامر بن لؤي، وهذه التراجم مختلفة مختلطة، والله أعلم بصحتها.

قلت: الحق مع أبي نعيم، فإنهما واحد، فلا أدري لم جعلوه ترجمتين! وعادتهم في أمثاله أن يقولا: قيل كذا، وقيل كذا في النسب وغيره، فإن كان ابن منده، وأبو عمر ظناه اثنين، فهذا غريب، فإنه ظاهر، وأما قول أبي موسى إنها مختلفة مختلطة فلا اختلاف ولا اختلاط، وغنما هو سعد بن خولة، وقد نقل عن عروة: سعد بن خولي، وهما واحد، وقد ذكرنا أن هذه الرواية التي ترد عن عروة تخالف جميع الأقوال، والأولى الاعتماد على غيرها، والله أعلم.

سعد بن خولي، مولى حاطب.

ب د ع، سعد بن خولي مولى حاطب بن أبي بلتعة. هو من مذحج، أصابه سباء، قاله أبو معشر، وقيل: هو من الفرس، شهد بدراً. وقال ابن هشام: هو من كلب، ووافقه غيره، ولم يختلفوا أنه شهد بدراً هو ومولاه حاطب.

أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً، من بني أسد بن عبد العزى بن قصي: وحاطب بن أبي بلتعة، ومولاه سعد حلفاً لهم.

وقتل سعد يوم أحد شهيداً، وفرض عمر بن الخطاب لابنه عبد الله بن سعد في الأنصار. روى عنه إسماعيل بن أبي خالد، فإن كان قتل يوم أحد فرواية إسماعيل مرسلة، وقد روى عنه جابر بن عبد الله، هذا كلام أبي عمر.
وقال ابن منده وأبو نعيم في نسبه، وولائه، وشهوده بدراً، مثله. وروى عن عروة وموسى بن عقبة وابن إسحاق أنه شهد بدراً، وروى عن إسماعيل بن أبي خالد عن سعد مولى حاطب قال قلت: يا رسول الله، حاطب في النار؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لن يلج النار أحد شهد بدراً وبيعة الرضوان". قال أبو نعيم: ولا أرى إسماعيل أدرك سعداً. والله أعلم.

وقد رواه الليث بن سعد، عن أبي الزبير، عن جابر أن عبداً لحاطب قال، ولم يسمه.

سعد بن خثيمة.

ب د ع، سعد بن خثيمة بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط بن كعب بن حارثة بن غنم بن السلم بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، يكنى أبا خثيمة، وقيل:أبو عبد الله، كذا نسبه ابن الكلبي، وابن هشام، وأبو عمر، وابن منده، وأبو نعيم، وغيرهم.

ونسبه ابن إسحاق في بني عمرو بن عوف، ووافقه غيره، قال ابن إسحاق، في تسمية من شهد العقبة: ومن بني عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس: سعد بن خثيمة، وساق نسبه كما ذكرناه أول الترجمة سواء، فلا أعلم وجهاً لقوله: ومن بني عمرو بن عوف، ولم يسبق النسب إليهم إلا أن يكون حيث كان نقيباً عليهم نسبه إليهم، والله أعلم.

وهو عقبي، بدري، نقيب لبني عمرو بن عوف، قاله ابن إسحاق، هو أيضاً ممن قتل يوم بدر شهيداً، قتله طعيمة بن عدي، وقيل: بل قتله عمرو بن عبد ود فقتل حمزة يومئذ طعيمة، وقتل علي عمراً يوم الأحزاب.

ولما أرادوا الخروج إلى بدر قال له أبوه خثيمة: لا بد لأحدنا أن يقيم، فآثرني بالخروج، وأقم أنت مع نسائنا، فأبى سعد، وقال: لو كان غير الجنة لآثرك به، إني أرجو الشهادة في وجهي هذا، فاستهما فخرج سهم سعد، فخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلم إلى بدر، فقتل.

ولا عقب له، وقيل: له عقب، وقتل أبوه بأحد، قال أبو نعيم. وقيل: بل عاش سعد بعد بدر حتى شهد المشاهد كلها، وتأخر عن النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك، ثم لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل: إن أبا خثيمة الذي لحق برسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك هو غير هذا، وهو الصحيح.

ولما ورد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة مهاجراً نزل في بيت سعد بن خثيمة، وقيل: نزل في بيت كلثوم بن الهدم، وكان يجلس للناس في بيت سعد، وكان بيته يسمى بيت العزاب، فلهذا اشتبه على الناس، ثم انتقل إلى بني النجار، فنزل في بيت أبي أيوب، وقد تقدم ذكره. والصحيح أن سعد بن خثيمة قتل ببدر، قاله عروة، وابن شهاب، وسليمان بن أبان، ولا اعتبار بقول من قال: إنه تخلف عن تبوك، فإن المختلف خزرجي، وهذا أوسي، ويرد في مالك بن قيس، وفي الكنى.

سعد الدوسي.

ب د ع، سعد الدوسي. روى عنه انس بن مالك أن أعرابياً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة قال: "ما أعددت لها"؟ ثم أتى المسجد فصلى فأخف الصلاة، ثم قال: "أين السائل عن الساعة"؟ ومر سعد الدوسي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن عمر هذا حتى يأكل عمره، لا تبقى منهم عين تطرف".

أخرجه الثلاثة.

سعد الدؤلي.

س سعد الدؤلي. ذكره ابن أبي علي وقال: لم يورده ابن منده، وقد صحفه ابن أبي علي، فإنه سعر، بالراء وكسر السين، وقد أعاد في سعر على الصواب.

أخرجه أبو موسى مختصراً.

سعد بن أبي ذباب.

ب د ع، سعد بن أبي ذباب، دوسي حجازي.

أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، أخبرنا صفوان ابن عيسى، أخبرنا الحارث بن عبد الرحمن، أخبرنا منير بن عبد الله، عن أبيه، عن سعد بن أبي ذباب قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأسلمت، فقلت: يا رسول الله، اجعل لقومي ما أسلموا عليه، ففعل، واستعملني عليهم، ثم استعملني أبو بكر، ثم استعملني عمر، فقدم على قومه من أهل السراة، فقال: يا قوم، أدوا زكاة العسل، فإنه لا خير في مال لا تؤدي زكاته، قالوا: كم ترى؟ قال: العشر، فأخذ منهم العشر، فبعث به إلى عمر، فجعله في صدقات المسلمين.

أخرجه الثلاثة.

سعد بن ذؤيب.

س سعد بن ذؤيب. روى السدي، عن مصعب بن سعد، عن أبيه قال: لما كان يوم فتح مكة أمن رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلا أربعة أنفس: عكرمة بن أبي جهل، وعبد الله بن خطل، ومقيس بن صبابة، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، فأما ابن خطل فأدرك وهو متعلق بأستار الكعبة، فاستبق إليه سعد بن ذؤيب وعمار بن ياسر، فسبق سعد عماراً وكان أشب الرجلين، فقتله، وأما مقيس بن صبابة فرآه الناس في السوق فقتلوه.

أخرجه أبو موسى.

سعد بن أبي رافع.

ع س سعد بن أبي رافع، ذكره الحسن بن سفيان، والطبراني ومن بعدهما.

روى يونس بن بكير والحجاج الثقفي، عن ابن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال: قال سعد بن أبي رافع: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم يعودني، فوضع يده بين ثدي حتى وجدت بردها على فؤادي، فقال: "إنك رجل مفؤود، أنت الحارث بن كلدة، فإنه رجل يتطبب، فليأخذ خمس تمرات من عجوة المدينة، فليجأهن بنواهن، ثم ليدلك بهن".

كذا نسبه يونس، ورواه قتيبة، عن سفيان، عن سعد، ولم ينسبه، ورواه إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، عن جده أنه مرض وذكر نحواً منه.

أخرجه أبو موسى قلت: قال بعض العلماء: قيل: إنه سعد بن أبي وقاص، فإنه مرض بمكة، وعاده النبي صلى الله عليه وسلم، وقال النبي صلى الله عليه وسلم للحارث بن كلدة الثقفي: "عالج سعداً مما به"، فعالجه، فبرأ، والله أعلم.

سعد بن الربيع.

د ع، سعد بن الربيع بن عدي بن مالك بن بني جحجبى، قتل يوم اليمامة.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: صوابه سعيد بن الربيع، ذكره موسى بن عقبة: سعيد بن الربيع، ويرد ذكره، إن شاء الله تعالى.

سعد بن الربيع الأنصاري.

ب د ع، سعد بن الربيع بن عمرو بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الخزرجي.

عقبي، بدري، نقيب، كان أحد نقباء الأنصار، قاله عروة وابن شهاب، وموسى بن عقبة، وجميع أهل السير أنه كان نقيب بني الحارث بن الخزرج هو وعبد الله بن رواحة، وكان كاتباً في الجاهلية، شهد العقبة الأولى والثانية، وقتل يوم أحد شهيداً. أخبرنا أبو الحرم مكي بن زبان بن شبه المقري النحوي بإسناده عن يحيى بن يحيى، عن مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد قال: لما كان أحد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ: "من يأتيني بخبر سعد بن الربيع"؟ فقال رجل: أنا، فهذب يطوف في القتلى، فقال له سعد: ما شأنك؟ قال: بعثني رسول الله لآتيه بخبرك، قال فاذهب إليه فأقرئه مني السلام، وأخبره أني قد طعنت اثنتي عشرة طعنة، وأني قد أنفذت مقاتلي، وأخبر قومك أنهم لا عذر لهم عند الله إن قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأحد منهم حي.

قيل: إن الرجل الذي ذهب إليه أبي بن كعب، قاله أبو سعيد الخدري، وقال له: قل لقومك: يقول لكم سعد بن الربيع: الله الله وما عاهدتم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة، فوالله مالكم عند الله عذر إن خلص إلى نبيكم عين تطرف، قال أبي: فلم أبرح حتى مات، فرجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: "رحمة الله، نصح لله ولرسوله حياً وميتاً".

ودفن هو وخارجة بن أبي زهير في قبر واحد، وخلف سعد بن الربيع ابنتين فأعطاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم الثلثين، فكان ذلك أول بيانه للآية في قوله عز وجل: "فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك": النساء11. وفي ذلك نزلت الآية، وبذلك علم مراد الله منها، وأنه أراد فوق اثنتين: اثنتين فما فوقهما، وهو الذي آخى رسول الله بينه وبين عبد الرحمن بن عوف، فعرض على عبد الرحمن أن يناصفه أهله وماله، وكان له زوجتان، فقال: بارك الله لك في أهلك ومالك، دلوني على السوق.

أخرجه الثلاثة.

سعد بن الربيع، ابن الحنظلية.

ب سعد بن الربيع بن عمرو بن عدي، يكنى أبا الحارث، ويعرف بابن الحنظلية، استصغر يوم أحد، وهو أخو سهل ابن الحنظلية، وهما من بني حارثة من الأنصار، وقد قيل: إن سعد ابن الحنظلية أبوه يسمى عقيباً، ولهما أخ يسمى عقبة، والحنظلية أم جده، وقيل: أمه وأم أخوته.

أخرجه أبو عمر.

سعد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ب د ع، سعد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

روى يحيى بن سعيد القطان، عن عثمان بن غياث، عن رجل في حلقة أبي عثمان النهدي، عن سعد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم أمروا بصيام يوم، فجاء رجل في بعض النهار فقال: يا رسول الله، إن فلانة وفلانة بلغهما الجهد، فأعرض عنه مرتين، أو ثلاثاً، فقال: "ادعهما"، فجاء بعس أو بقدح فقال إحداهما: قيئي، فقاءت لحماً عبيطاً وقيحاً ودماً، وقال للاخرى مثل ذلك، فقاءت، فقال: "إن هاتين صامتا عما أحل لهما، وأفطرنا على ما حرم عليهما".

أخرجه الثلاثة.

سعد بن زرارة.

ب د ع، سعد بن زرارة الأنصاري. تقدم نسبه عند ذكر أخيه أسعد بن زرارة، وهو جد عمرة بنت عبد الرحمن بن سعد، قاله أبو عمر.

وروى ابن منده بإسناده عن أبي الرجال محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، عن أبيه، عن جده سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوماً، هو يتحدث عن ربه، عز وجل، قال: "ما أحب الله من عبده عند ذكر شيء من النعم أفضل ما أحب أن يذكره بما هداه له من الإيمان وملائكته وكتبه ورسله، وإيماناً بقدره خيره وشره".

قال أبو نعيم: ذكره بعض المتأخرين واهماً فيه، يعني ابن منده، فجعله ترجمة، ورواه أبو نعيم، عن عبد اله بن جعفر، عن إسماعيل بن عبد الله بن مسعود، عن يزيد بن محمد الأيلي، عن الحكم بن عبد الله، عن القعقاع بن حكيم، عن أبي الرجال، عن أبيه، عن أسعد بن زرارة، فذكر نحوه، قال: فوهم فيه المتأخر، وجعله ترجمة، وهو اسعد بن زرارة، وليس بسعد، والله أعلم.

قال أبو عمر: وقد ذكره: قيل هو أخو أسعد بن زرارة، فإن كان كذلك فهو سعد، وذكر نسبه وقال: وفيه نظر، أخشى أن لا يكون أدرك الإسلام، لأن أكثرهم لم يذكره، فإخراج أبي عمر له يدل أن الوهم ليس من ابن منده.

سعد بن زيد الأشهلي.

د ع، سعد بن زيد بن سعد الأنصاري الأشهلي. بعثه النبي صلى الله عليه وسلم غلى نجد، قال ابن إسحاق: بعث النبي صلى الله عليه وسلم سعد بن زيد أخا بني عبد الأشهل إلى نجد، وروى سليمان بن محمد بن محمود بن مسلمة عن سعد بن زيد بن سعد الاشهلي أنه أهدى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفاً من نجران، فأعطاه محمد بن مسلمة، وقال: "جاهد بهذا في سبيل الله، فإذا اختلف الناس فاضرب به الحجر، ثم ادخل بيتك". قال ابن منده.

وقال أبو نعيم: سعد بن زيد بن سعد الأشهلي، بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى نجد. وقال أبو نعيم أورد له بعض المتأخرين ترجمة منفرة، وهو عندي ابن مالك الأشهلي الذي يأتي ذكره، والله أعلم.

سعد بن زيد الطائي.

ب د ع، سعد بن زيد الطائي. وقيل: كعب بن زيد. روى عنه جميل بن زيد الطائي.

أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده إلى يونس بن بكير، عن أبي يحيى محمد بن عمر العطار، عن جميل بن زيد الطائي، عن سعد بن زيد الطائي، وقيل: الأنصاري، قال: تزوج النبي صلى الله عليه وسلم امرأة من بني غفار، فدخل بها، فأمرها أن تنزع ثوبها، فرأى فيها بياضاً فانمار عنها، فلما أصبح أكمل لها الصداق، وقال: "الحقي بأهلك".

ورواه عباد بن العوام ونوح بن أبي مريم، عن جميل، عن كعب بن زيد.

ورواه يحيى بن يوسف الذمي، عن أبي معاوية، عن جميل، عن زيد بن كعب، وقيل: جميل، عن عبد اله بن عمرو عن زيد بن كعب، هو ابن عجرة، والاضطراب فيه من جهة جميل لسوء حفظه وضعفه.

أخرجه الثلاثة.

سعد بن زيد الزرقي.

د سعد بن زيد بن الفاكه بن يزيد بن خلدة بن عامر. ذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدراً فقال: سعد بن زيد بن الفاكه بن يزيد بن خلدة بن عامر بن زريق الأنصاري الخزرجي الزرقي.

أخرجه ابن منده هكذا، وأخرجه أبو عمر فقال: سعيد بن يزيد بن الفاكه، وأخرجه أبو نعيم فقال: سعد بن الفاكه بن زيد وقيل: اسمه أسعد، وقد تقدم ذكره أتم من هذا.

سعد بن زيد بن مالك الأشهلي.

ب د ع، سعد بن زيد بن مالك بن عبد بن كعب بن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي الأشهلي.

قال عروة، وابن شهاب، وابن إسحاق في تسمية من شهد بدراً من الأنصار، ثم من بني عبد الأشهل: سعد بن زيد بن مالك بن كعب.

روى ابن أبي حبيبة، عن زيد بن سعد عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نعيت إليه نفسه: خرج متلفعاً في أخلاق ثياب عليه، حتى جلس على المنبر، فحمد الله، وأثنى عليه، ثم قال: "أيها الناس، احفظوني في هذا الحي من الأنصار، فإنهم كرشي التي أحل فيها وعيبتي، اقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم". رواه أبو نعيم وحده.

وقال الواقدي وحده: إنه شهد العقبة، تفرد بذلك، وقال غيره: شهد بدراً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقال أبو عمر، وذكر هذا سعد بن زيد بن مالك الأشهلي: أظنهما اثنين، وسعد بن زيد هذا الذي بعثه رسول الله بسبايا قريظة إلى نجد، فابتاع لهم بها خيلاً وسلاحاً، وهو الذي هدم المنار الذي كان بالمشلل للأنصار، ولسعد بن زيد حديث واحد في الجلوس في الفتنة،آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عمرو بن سراقة، قال: وسعد بن زيد الطائي الذي روى عنه قصة الغفارية غيرهما، على أنه قيل فيه أيضاً: إنه أنصاري.
أخرجه الثلاثة.

قلت: قد ذكرناه قول أبي نعيم في ترجمة سعد بن زيد بن سعد المقدم ذكره أنه وهم، إنما هو سعد بن زيد بن مالك، وقد وافق أبو عمر أبا نعيم، فجعل هذا هو الذي سار إلى نجد، إلا أنه جعلهما اثنين، وقد ذكرنا قوله في هذه الترجمة، وجعل هذا هو الذي روى حديث الفتنة، وخالفا ابن منده فإنه جعل الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى نجد سعد بن زيد بن سعد، وأنه هو الذي روى حديث القعود في الفتنة، وقد وافق أبو أحمد العسكري أبا نعيم وأبا عمر، فجعل الذي أهدى السيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم وروى حديث الفتنة هذا، وكأنه الصحيح، والله أعلم.

سعد بن زيد الأنصاري.

ب سعد بن زيد الأنصاري. من بني عمرو بن عوف، ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى عن عمر بن الخطاب، وتوفي آخر أيام عبد الملك بن مروان، ذكره محمد بن سعد.

أخرجه أبو عمر.

سعد والد زيد.

ب د ع، سعد والد زيد. غير منسوب. روى إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن زيد بن سعد، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نعيت إليه نفسه خرج متلفعاً في أخلاق ثياب عليه، حتى جلس على المنبر، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: "أيها الناس، احفظوني في هذا الحي من الأنصار، فإنهم كرشي وعيبتي، فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم".

أخرجه الثلاثة، أما أبو نعيم فأخرج هذا الحديث في هذه الترجمة، وأخرجه في ترجمة سعد بن زيد بن مالك، وقد تقدم، فلا أدري لم جعل له ترجمة ثانية! وأما ابن منده وأبو عمر فلم يخرجا هذا الحديث إلا في هذه الترجمة حسب.

سعد بن سعد.

ع س، سعد بن سعد الساعدي أخو سهل بن سعد. روى عبد المهيمن بن سهل، عن أبيه، عن جده أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب لسعد بن سعد بسهم يوم بدر.

أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.

سعد بن أبي سعد.

س سعد بن أبي سعد بن مري حليف القواقل، شهد أحداً.

أخرجه أبو موسى، والقواقل من الأنصار قد ذكروا في غير موضع من الكتاب.

سعد بن سلامة.

ب د ع، سعد بن سلامة بن وقش بن زغبة بن زعوراء بن عبد الأشهل الأنصاري الأوسي ثم الأشهلي، وهو أخو سلمة بن سلامة بن وقش، يكنى أبا نائلة، ويعرف بسلكان.

شهد أحداً وما بعده من المشاهد، وقتل يوم جسر أبي عبيد، صدر خلافة عمر، رضي الله عنه بالعراق.

أخرجه الثلاثة، وقال أبو نعيم: والصواب أسعد، وقد تقدم، وقد وافق ابن منده على سعد أبو عمر، وهشام بن الكلبي، وابن حبيب، ويرد ذكره في سلكان، وفي الكنى، إن شاء الله تعالى.

سعد بن سويد.

ب د ع، سعد بن سويد بن قيس، من بني خدرة من الأنصار. وقال الكلبي: سعد بن سويد بن عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر، هو خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي، ثم الخدري.
قتل يوم أحد شهيداً.

أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى، وأبو عمر، إلا أن أبا نعيم وأبا موسى قالا: سعد بن سويد الأنصاري، ورويا عن ابن شهاب، في تسمية من استشهد يوم أحد من الأنصار، من بني عوف بن الخزرج: سعد بن سويد، وقال أبو موسى: قال سليمان، يعني الطبراني: من بني الحارث بن الخزرج. والجميع واحد، وسياق النسب الذي قدمناه يدل عليه، ويكون قد نسب عوفاً إلى جده الخزرج، وإنما هو عوف بن الحارث بن الخزرج، والله أعلم.

سعد بن سهيل.

ب د ع، سعد بن سهل، وقيل: سهيل بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار، بطن من الخزرج، وليس هذا عبد الأشهل قبيلة سعد بن معاذ الأشهلي، هذا غير ذلك، فإن هذا من الخزرج وذلك من الأوس، وذلك بطن ينسب إليه، وهذا لا ينسب إليه إلا نجاري أو ديناري أي من بني دينار بن النجار، ومن رأى نسبهما عرف الفرق بينهما.

شهد بدراً، قاله ابن شهاب، وابن إسحاق، وابن الكلبي.

أخرجه الثلاثة.

سعد بن سهيل.

ب د ع، سعد بن سهيل الأنصاري، من بني دينار النجار، وقيل: من بني خنساء، قاله أبو نعيم، وقال: وقيل: سهل. وقال ابن منده: سعد بن سهيل. من بني خنساء، وروى بإسناده عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن، عن عروة بن الزبير، في تسمية من شهد بدراً: سعد بن سهيل بن عبد الأشهل بن حارثة الأنصاري، من بني خنساء بن مبذول، شهد بدراً، وقال أبو نعيم مثله، وقال: ابن حارثة بن دينار بن النجار.

وأما أبو عمر فأخرج هذه الترجمة، وقال: سعد بن سهيل بن عبد الأشهل بن دينار بن النجار، شهد بدراً. قلت: هذا قولهما في هذه الترجمة وفي التي قبلها، وقد تقدم قولنا إن هذا الإسناد عن عروة فيه خبط. لا أدري كيف هو! فإنه يخالف عامة أصحاب السير، ويخالف أيضاً ما يرويه غيره عن عروة، فمن ذلك هذه الترجمة، جعل سعد بن سهيل من بني دينار من بني خنساء بن مبذول، وهذا غريب، فإن بني خنساء هم من بني مازن بن النجار، منهم: منقذ بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول، والد حبان بن منقذ، فجعل خنساء بن مبذول ها هنا من بني دينار، ثم إن ابن منده وأبا نعيم جعلا هذا والذي قبله ترجمتين، والنسب واحد، والحالة في شهود بدر واحدة، فلا أدري لم فرقا بينهما! على أن ابن منده له بعض العذر فإنه جعل في إحدى الترجمتين سهلاً وفي الأخرى سهيلاً، وأما أبو نعيم فإنه قال في سهيل: وقيل سهل، فبان بهذا أنهما واحد، وأن بعض العلماء قاله سهلاً، وقال غيره سهيلاً، والله أعلم.

ب د ع، سعد بن ضميرة الضمري. قاله أبو عمر، وقال ابن منده وأبو نعيم: السلمي أبو سعد، وقيل: أبو ضميرة، من أهل المدينة.

أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده، عن يونس بن بكير. عن محمد بن إسحاق قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، قال: سمعت زياد بن ضميرة بن سعد السلمي يحدث عن عروة بن الزبير أن أباه وجده شهد حنيناً، وقالا: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم الظهر، ثم عمد إلى ظل شجرة، فقام إليه الأقرع بن حابس التميمي وعيينة بن حصن الفزاري يختصمان في دم عامر بن الأضبط الأشجعي، كان قتله محلم بن جثامة الكناني، فعيينة يطلب بدم عامر الأشجعي لأنهما من قيس، والأقرع بن حابس يدفع عن ملحم لأنهما من خندف، هو يومئذ سيد خندف. وذكر الحديث.

أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: صحبته صحيحة وصحبة أبيه.

سعد الظفري.

ب ع س، سعد الظفري. من بني ظفر، بطن من الأوس.

روى عنه عبد الرحمن بن حرملة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن الكي، وقال: "أكره الحمم".

أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى وأبو عمر، وقال أبو موسى: وقد أورد أبو عبد الله، يعنى ابن منده، سعد بن النعمان الظفري شهد بدراً، فلا ادري أهذا هو أم غيره؟

سعد بن عائذ.

ب د ع، سعد بن عائذ المؤذن. مولى عمار بن ياسر المعروف بسعد القرظ، وغنما قيل له ذلك لأنه كان يتجر فيه، ومسح رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه، وبرك عليه، وجعله مؤذن مسجد قباء، وخليفة بلال إذا غاب، ثم استخلفه بلال على الأذان بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم أيام أبي بكر وعمر، لما سار إلى الشام، فلم يزل الأذان في عقبه، روى حديثه أولاده.

حدث عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد القرظ، مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أبيه، عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلالاً أن يدخل إصبعيه في أذنيه، وأن بلالاً كان يؤذن مثنى مثنى، إقامته مفردة.

قال أبو أحمد العسكري: عاش يعني سعد القرظ إلى أيام الحجاج.

أخرجه الثلاثة.

سعد بن عبادة.

ب د ع، سعد بن عبادة بن دليم بن حارثة بن أبي خزيمة، وقيل: حارثة بن حزام بن حزيمة بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الساعدي، يكنى أبا ثابت، وقيل: أبا قيس، والأول أصح.

وكان نقيب بني ساعدة، عن جميعهم، وشهد بدراً، عن بعضهم، ولم يذكره ابن عقبة ولا ابن إسحاق في البدريين، وذكره فيهم الواقدي، والمدائني، وابن الكلبي.

وكان سيداً جواداً، وهو صاحب راية الأنصار في المشاهد كلها، وكان وجيهاً في الأنصار، ذا رياسة وسيادة، يعترف قومه له بها، وكان يحمل إلى النبي صلى الله عليه وسلم كل يوم جفنة مملوءة ثريداً ولحماً تدور معه حيث دار يقال: لم يكن في الأوس ولا في الخزرج أربعة يطعمون يتوالون في بيت واحد إلا قيس بن سعد بن عبادة بن دليم، وله ولأهله في الجود أخبار حسنة. أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن أبي منصور الأمين، بإسناده إلى أبي داود سليمان بن الأشعث قال: حدثنا محمد بن المثنى، هشام بن مروان المعني، قال ابن المثنى: أخبرنا الوليد بن مسلم، أخبرنا الأوزاعي قال: سمعت يحيى بن أبي كثير، يقول: حدثني محمد ين عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، عن قيس بن سعد، قال: زارنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في منزلنا فقال: "السلام عليكم ورحمة الله"، قال: فرد سعد رداً خفياً، قال قيس: فقلت: ألا تأذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: دعه يكثر علينا من السلام، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "السلام"، ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم، واتبعه سعد، فقال: يا رسول الل، إني كنت أسمع تسليمك، وأرد عليك رداً خفياً، لتكثر علينا من السلام، فانصرف معه رسول الله، فامر له سعد بغسل فاغتسل، ثم ناوله ملحفة مصبوغة بزعفران أو ورس، فاشتمل بها، ثم رفع رسول الله يديه، وهو يقول: "اللهم اجعل صلواتك ورحمتك على آل سعد بن عبادة".

وقد كان قيس بن سعد من اعظم الناس جوداً وكرماً، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قيس بن سعد بن عبادة: "إنه من بيت جود"، وفي سعد بن عبادة، وسعد بن معاذ جاء الخبر أن قريشاً سمعوا صائحاً ليلاً على أبي قيس: الطويل:

فإن يسلم السعدان يصبح محمد

 

بمكة لا يخشى خلاف مخالف.

قال: فظنت قريش أنه يعنى سعد بن زيد مناة بن تميم، وسعد هذيم، من قضاعة، فسمعوا الليلة الثانية قائلاً: الطويل:

أيا سعد الأوس كن أنـت نـاصـراً

 

ويا سعد سعد الخزرجين الغطارف.

أجيبا إلى داعي الهـدى وتـمـنـيا

 

على الله في الفردوس منية عارف.

وإن ثواب الله للطـالـب الـهـدى

 

جنان من الفردوس ذات زخارف.

فقالوا: هذا سعد بن معاذ، وسعد بن عبادة.

ولما كان غزوة الخندق بذل رسول الله صلى الله عليه وسلم لعيينة بن حصن ثلث ثمار المدينة، لينصرف بمن معه من غطفان، واستشار سعد بن معاذ وسعد بن عبادة دون سائر الناس، فقالا: يا رسول الله: إن كنت أمرت بشيء فافعله، وإن كان غير ذلك فوالله ما نعطيهم إلا السيف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لم أومر بشيء، وإنما هو رأي أعرضه عليكما"، فالا: يا رسول الله، ما طعموا بذلك مناقط، في الجاهلية، فكيف اليوم، وقد هدانا الله بك! فسر النبي صلى الله عليه وسلم بقولهما.

وكانت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد سعد بن عبادة يوم الفتح، فمر بها على أبي سفيان، وكان أبو سفيان قد أسلم، فقال له سعد: اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة، اليوم أذل الله قريشاً، فلما مر رسول الله في كتيبة من الأنصار، ناداه أبو سفيان: يا رسول الله، أمرت بقتل قومك، زعم سعد انه قاتلنا، وقال عثمان، وعبد الرحمن بن عوف: يا رسول الله، ما نأمن سعداً أن تكون منه صولة في قريش، فقال رسول الله: "يا سفيان، اليوم يوم المرحمة، اليوم أعز الله قريشاً"، فاخذ رسول الله اللواء من سعد، وأعطاه ابنه قيساً، وقيل: أعطى اللواء الزبير بن العوام، وقيل: أمر علياً فأخذ اللواء، ودخل به مكة.

وكان غيوراً شديد الغيرة، وإياه أراد رسول الله بقوله: "غن سعداً لغيور، وإني لأغير من عسد، والله اغير منا، وغيرة الله أن تؤتى محارمه". وفي هذا لحديث قصة.

ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم طمع في الخلافة، وجلس في سقيفة بني ساعدة ليبايع لنفسه، فجاء إليه أبو بكر، وعمر، فبايع الناس أبا بكر، وعدلوا عن سعد، فلم يبايع سعد أبا بكر ولا عمر، وسار إلى الشام، فأقام به بحوران غلى أن مات سنة خمس عشرة، وقيل: سنة أربع عشرة، وقيل: ما تسنة إحدى عشرة، ولم يختلفوا أنه وجد ميتاً على مغتسله، وقد اخضر جسده، ولم يشعروا بموته بالمدينة حتى سمعوا قائلاً يقول من بئر، ولا يرون احداً. الهزج:

قتلنا سيد الخـزر

 

ج سعد بن عبادة.

رميناه بسهـمـين

 

فلم نخط فـؤاده.

فلما سمع الغلمان ذلك ذعروا، فحفظ ذلك اليوم فوجدوه اليوم الذي ما تفيه سعد بالشام قيل: إن البئر التي سمع منها الصوت بئر منبه، وقيل: بئر سكن.

قال ابن سيرين: بينا سعد يبول قائماً، إذ اتكأ فمات، قتله الجن، وقال البيتين. قيل: إن قبره بالمنيحة، قرية من غوطة دمشق، وهو مشهور يزار إلى اليوم.

روى عنه ابن عباس وغيره، من حديثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما من رجل تعلم القرآن ثم نسبه إلا لقي الله وهو اجذم، وما من أمير عشرة إلا أتى يوم القيامة مغلولاً حتى يطلقه العدل".

أخرجه الثلاثة.

حزيمة: بفتح الحاء المهملة، وكسر الزاي، وبعده ياء تحتها نقطتان، ثم ميم وهاء.

سعد بن عبد الله.

د ع، سعد بن عبد الله. مجهول روى عنه يعلى بن الأشدق أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن قول الله تعالى:"إن الذين ينادونك من وراء الحجرات": الحجرات 4. قال: "إنهم قوم من بني تميم، ولولا أنهم أشد الناس قتالاً للأعور الدجال لدعوت الله عليهم".

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

سعد أبو عبد الله.

د سعد أبو عبد الله. روى عنه ابنه عبد الله، مجهول.

اخرجه ابن منده وحده بعد الأول الذي قبله، والله أعلم.

سعد أبو عبد الله.

د ع، سعد أبو عبد الله. هو ابن الأطول، وقد ذكرناه، وقيل: هو غيره، قال أبو نعيم: والصحيح عندي أنه ابن الأطول، أفرد له بعض المتأخرين، يعني ابن منده ترجمة، وأخرج له الحديث الذي رواه ابن الأطول بعينه، روى واصل بن عبد الله بن بدر أبو الحسين القشيري، حدثني عبد الله بن بدر بن واصل بن عبد الله بن سعد بن خالد القحطاني، قال: كان عبد الله بن سعد يخرج إلى أصحابه إذا قدم تستر أقام بها ثلاثاً، فيقولون له: لو أقمت؟ فيقول: سمعت أبي يقول: نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التناوة، فمن أقام ببلاد الخراج ثلاثاً فقدتنا.

كذا أخرجه ابن منده، وقال أبو نعيم: عن واصل بن عبد الله بن بدر، حدثني أبي عبد الله بن واصل بن عبد الله بن سعد الأطول، قال: كان عبد الله بن سعد يخرج إلى أصحابه. وذكر نحوه، فعلى ما ساق أبو نعيم نسب واصل بن عبد الله بن الأطول هو كما قال، والله أعلم.

سعد بن عبد بن قيس.

ب سعد بن عبد بن قيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن الحارث بن فهر القرشي الفهري، كان من مهاجرة الحبشة، وقيل: اسمه سعيد، ويذكر في بابه، إن شاء الله تعالى.

أخرجه أبو عمر.

سعد بن عبيد.

ب د ع، سعد بن عبيد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، أبو عمير بن سعد، شهد بدراً، لا غقب له. قاله عروة وابن إسحاق. وقيل: اسمه سعيد، ويذكر هناك، إن شاء الله تعالى، ويعرف بالقاري.

قال ابن منده: القاري من بني قارة، الأنصاري، وقتل يوم القادسية سنة خمس عشرة، وهو ابن أربع وستين سنة، وقيل: عاش بعدها شهوراً ومات، قال ابن نمير: يكنى أبا زيد، وهو أحد الأربعة الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأنصار.

روى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى، وطارق بن شهاب، يعد في الكوفيين، روى سفيان عن قيس بن مسلم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: خطبنا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنا لاقوا العدو غداً، وإنا مستشهدون، فلا تغسلن عنا دماً، ولا نكفن إلا في ثوب كان علينا.

رواه شعبة ومسعر، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب قال: قال سعد بن عبيد يوم القادسية نحوه.
قلت: قال أبو عمر: إنه من أهل الكوفة، وروى هو وغيره أنه قتل يوم القادسية، والكوفة إنما بنيت بعد القادسية، وبعد ملك المدائن أيضاً، فلا وجه لنسبته إليها.

أخرجه الثلاثة، وقول ابن منده: إنه من قارة أنصاري، وهم منه، كيف يكون من القارة وهم ولد الديش بن محلم بن غالب بن عائذة بن يثيع بن مليح بن الهون بن خزيمة، والهون أخو أسد بن خزيمة، وهذا أنصاري، فكيف يجتمعان! وإنما هو القاري، مهموزاً، من القراءة.

وقد ذكر أنه أول من جمع القرآن من الأنصار، ولم يجمع القرآن من الأوس غيره، قاله أبو أحمد العسكري، وأما أنا فأستبعد أن يكون هذا هو ممن جمع القرآن من الأنصار لأن الحديث يرويه أنس بن مالك، وذكرهم وقال: أحد عمومتي أبو زيد، وأنس من بني عدي بن النجار خزرجي، فكيف يكون هذا وهو أوسي عما لأنس! هذا بعيد جداً، والله أعلم.

سعد مولى عتبة.

ب د ع، سعد مولى عتبة بن غزوان. شهد بدراً مع مولاه عتبة. روى عطاء والضحاك، عن ابن عباس في قوله تعالى:"ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه" في عتبة، وسعد مولاه، وفي حاطب، وسعد مولاه.

أخرجه الثلاثة.

سعد بن عثمان.

ب د ع، سعد بن عثمان بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي، أبو عبادة.

شهد بدراً، قاله موسى بن عقبة، وابن إسحاق، وكان ممن فر يوم أحد.

أخرجه الثلاثة مختصراً وقيل: سعيد بن عثمان، ويذكر هناك، إن شاء الله تعالى.

سعد العرجي.

ب د ع: سعد العرجي. دليل النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة من العرج إليها، وقال أبو عمر: وقيل: إنه من بلعرج بن الحارث بن كعب بن هوازن، هكذا قال بعضهم، قال: ويقال: إنه مولى الأسلميين، وإنما قيل له العرجي لأنه اجتمع مع رسول الله بالعرج.

روى عنه ابنه عبد الله أنه قال: كنت دليل رسول الله من العرج إلى المدينة، فرأيته يأكل متكئاً.

وروى فائد مولى عباد، عن ابن سعد، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وذكر حديث مسيره معهما إلى المدينة، فتلقاه بنو عمرو بن عوف، فقال: "أين أبو أمامة"؟ فقال سعد بن خثيمة: إنه أهاب قبلي، أفلا أخبره يا رسول الله؟ أخرجه الثلاثة.

قلت: قد ذكر أبو عمر سعداً الأسلمي، وقد ذكرناه قبل، وذكر ها هنا سعد العرجي، وقال: ويقال: إنه مولى الأسلميين، وإنه كان دليل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وهما واحد، فإن هذا هو الذي قدم مع النبي إلى المدينة، فلقيه بنو عمرو بن عوف، وسعد بن خثيمة، كما سقناه، فلا أعلم لأي سبب فرق بينهما! والله أعلم.

سعد بن عقيب.

س سعد بن عقيب. يكنى أبا الحارث، استصغر يوم أحد، قاله ابن شاهين، عن محمد بن سعد، وشهد الخندق.
أخرجه أبو موسى.

سعد بن عمار.

سعد بن عمار بن مالك بن خنساء بن مبذول. شهد أحداً والخندق وهو أخو حمزة بن عمار، ولا عقب له.

سعد بن عمارة الزرقي.

ب ع س، سعد بن عمارة، وقيل: عمارة بن سعد، أبو سعيد الزرقي، وهو مشهور بكنيته واختلف في اسمه، والأكثر يقولون: سعد بن عمارة. روى عنه عبد الله بن مرة، وعبد الله بن أبي بكر، وسليمان بن حبيب المحاربي، ويحيى بن سعيد الأنصاري.

أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر الطوسي بإسناده إلى أبي داود الطيالسي، أخبرنا شعبة، عن أبي الفيض، عن عبد الله بن مرة عن أبي سعيد الزرقي أن رجلاً من أشجع سأل النبي عن العزل، فقال: "ما يقدر في الرحم يكن".

أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى، ونذكره في الكنى، إن شاء الله تعالى.

سعد بن عمارة البكري.

د ع، سعد بن عمارة. أحد بني سعد بن بكر ذكره البخاري في الصحابة، وروى عن عمرو ابن محمد عن يعقوب بن إبراهيم، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، ويحيى بن سعيد الأنصاري، حدثنا عن سعد بن عمارة، أحد بني سعد بن بكر، وكانت له صحبة، أن رجلاً قال له: عظني رحمك الله، قال: إذا أنت قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء فإنه لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا إيمان لمن لا صلاة له، واترك طلب كثير من الحاجات، فإنه فقر حاضر، واجمع اليأس مما في أيدي الناس، فإنه هو الغنى، وانظر ما يعتذر منه من القول والفعل، فاجتنبه.

وروى عن سليمان بن حبيب أن سعد بن عمارة لما حضرته الوفاة، جمع بنيه وأوصاهم.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

سعد بن عمرو الأنصار.

ب سعد بن عمرو الأنصاري. كان هو وأخوه الحارث بن عمرو فيمن شهد صفين مع علي بن أبي طالب، ذكرهما ابن الكلبي وغيره، فيمن شهد صفين من الصحابة.

أخرجه أبو عمر.

سعد بن عمرو بن ثقف.

ع س، سعد بن عمرو بن ثقف، واسم ثقف: كعب بن مالك بن مبذول بن مالك بن النجار شهد أحداً، وقتل يوم بئر معونة شهيداً هو وابنه الطفيل بن سعد، قتلاً جميعاً بعد أن شهد أحداً.

وقال عبد الله بن محمد بن عمارة: قتل مع سعد بن عمرو بن ثقف يوم بئر معونة ابن أخيه سهل بن عامر بن عمرو بن ثقف.

أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.

سعد مولى عمرو بن العاص.

د ع، سعد مولى عمرو بن العاص،أخرجه يوسف القطان وغيره في الصحابة، ولا يصح، وروى يزيد بن هارون، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، عن سعد مولى عمرو بن العاص، قال: تشاجر رجلان في آية، فارتفعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "لا تماروا فيه، فإن مراء فيه كفر".

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

سعد بن عمرو بن عبيد.

سعد بن عمرو بن عبيد بن الحارث بن كعب بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري النجاري.

شهد أحداً وما بعدها، واستشهد يوم اليمامة، وهو أخو كعب بن عمرو. ذكره ابن الدباغ الأندلسي عن العدوي.

سعد بن عمير.

د ع، سعد بن عمير، أو عمير بن سعد. روى حديثه عمرو بن قيس الملائي، عن محمد بن جادة، عن أبيه.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

سعد بن عياض.

ب سعد بن عياض الثمالي. حديثه مرسل، لا تصح له صبة، وإنما هو تابعي، يروي عن ابن مسعود، والحديث الذي رواه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أسد بأساً. روى عنه أبو إسحاق الهمذاني.

أخرجه أبو عمر.

سعد بن الفاكه.

ع س، سعد بن الفاكه بن زيد بن خلدة بن عامر بن زريق.

روى محمد بن إسحاق، قال: شهد بدراً من الأنصار من الخزرج من بني خلدة بن عامر بن زريق: سعد بن الفاكه بن زيد بن خلدة بن عامر.

أخرجه ها هنا أبو نعيم، وأبو موسى، وأخرجه ابن منده: سعد بن زيد بن الفاكه، وذكره أبو عمر: سعد بن يزيد بن الفاكه، والجميع واحد، وقد أخرجنا الجميع، وذكرنا في كل ترجمة اسم من أخرجه.

وقال أبو موسى: سعد بن عثمان بن خلدة: هو هذا أيضاً. وقال عن ابن شهاب في تسمية من شهد بدراً، من بني زريق: سعد بن عثمان بن خلدة.

قلت: والذي أظنه أنه غيره، ودليله أن ابن إسحاق قد ذكره فيمن شهد بدراً سعد بن عثمان بن خلدة، وسعد بن يزيد الفاكه بن خلدة، فلو كان واحداً لما ذكرهما، وذكرهما أيضاً ابن الكلبي، قال: أبو عبد الله سعد بن عثمان بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق، وقال ابن الكلبي، فقال: أبو عبد الله سعد بن عثمان بن خلدة بن مخلد بن عامر بن زريق، وقال بعد ذلك: وأسعد بن يزيد بن الفاكه بن زيد بن خلدة، وهذا أسعد هو سعد، قيل فيه كلاهما، فبان بهذا أنهما اثنان، وإنما أبو موسى قد رأى في نسبهم خلدة، فظن سعد بن عثمان أحدهم، وإنما هم بنو عم، والصحيح أن سعد بن زيد، وسعيد بن الفاكه بن زيد، وسعد بن يزيد، وأسعد بن يزيد، واحد، وأن سعد بن عثمان غيرهم، والله أعلم.

سعد مولى قدامة بن مظعون.

ب سعد مولى قدامة بن مظعون. قتله الخوارج سنة إحدى وأربعين مع عبادة بن قرص، في صحبته نظر.

أخرجه أبو عمر مختصراً.

سعد بن قرجاء.

ب سعد بن قرجاء. له صحبة.

ذكر ابن أبي شيبة، عن عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن سعد بن قرجاء، رجل من أصحاب النبي جمع بين امرأة رجل وابنته من غيرها.

أخرجه أبو عمر.

سعد بن قيس.

د ع، سعد بن قيس العنزي، وقيل القرشي سماه النبي صلى الله عليه وسلم سعد الخير. روى عنه ابنه عبد الله، والحسن البصري.

روى الحسن، عن سعد بن قيس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا ابن آدم، صل أربع ركعات أول النهار أكفك آخر".

روى عثمان بن عمر، عن يونس، عن الزهري، عن أبي حزامة عن الحارث بن سعد، عن أبيه أنه قال: يا رسول الله، أرأيت أدوية يتداوى بها، ورقي نسترقي بها، هل ينفع ذلك من قدر الله؟ قال: "هو من قدر الله".

ورواه جماعة، عن يونس، عن الزهري، عن أبي حزامة أحد بني الحارث بن سعد، وهو الصحيح، وله حديث في الربا.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: العنسي عوض العنزي.

سعد بن مالك الساعدي.

ب سعد بن مالك بن خالد بن ثعلبة بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الخزرجي الساعدي، والد سهل بن سعد.

ذكر الواقدي، عن أبي بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي، عن أبيه، عن جده، قال: تجهز سعد بن مالك ليخرج إلى بدر، فمات، فموضع قبره عند دار بني قارظ، فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه، وأجره.

أخرجه أبو عمر.

سعد بن مالك الخدري.

ب د ع، سعد بن مالك بن شيبان بن عبيد بن ثعلبة بن الأبجر، وهو خدرة، بن عوف بن الحارث بن الخزرج، أبو سعيد الأنصاري الخدري، وهو مشهور بكنيته، من مشهوري الصحابة وفضلائهم، وهو من المكثرين من الرواية عنه، وأول مشاهده الخندق، غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة غزوة.

روى عنه من الصحابة: جابر، وزيد بن ثابت، وابن عباس، وأنس، وابن عمر، وابن الزبير، ومن التابعين: سعيد بن المسيب، وأبو سلمة، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وعطاء بن يسار، وأبو أمامة بن سهل بن حنيف، وغيرهم.

أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا ابن نمير، أخبرنا الأعشس، أخبرنا عطية بن سعد، قال: سمعت أبا سعيد الخضري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن أهل الدرجات العلى ليراهم من تحتهم كما ترون النجم الطالع في أفق من آفاق السماء، وأبو بكر وعمر منهم وأنعما".

قال أبو سعيد: قتل أبي يوم أحد شهيداً، وتركنا بغير مال، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أسأله شيئاً، فحين رآني قال: "من استغنى أغناه الله ومن يستعفف أعفه الله"، قلت: ما يريد غيري، فرجعت.

وتوفي سنة أربع وسبعين يوم الجمعة، ودفن بالبقيع، وهو ممن له عقب من الصحابة، وكان يحفي شاربه ويصفر لحيته، ونذكره في الكنى، إن شاء الله تعالى، أكثر من هذا.

أخرجه الثلاثة.

سعد بن مالك العذري.

ب سعد بن مالك العذري. قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد عذرة بن سعد هذيم، بطن من قضاعة. أخرجه أبو عمر مختصراً.

سعد بن مالك القرشي.

ب د ع، سعد بن مالك، وهو سعد بن أبي وقاص، واسم أبي وقاص: مالك بن وهيب وقيل: أهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة القرشي الزهري، يكنى أبا إسحاق، وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس، وقيل: حمنة بنت أبي سفيان بن أمية.

أسلم بعد ستة، وقيل بعد أربعة، وكان عمره لما أسلم سبع عشرة سنة. روى عنه أنه قال: أسلمت قبل أن تفرض الصلاة، وهو أحد الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة، وأحد العشرة سادات الصحابة، وأحد الستة أصحاب الشورى، الذين أخبر عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي وهم عنهم راض.

شهد بدراً وأحداً، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبلى يوم أحد بلاء عظيماً، وهو أول من أراق دماً في سبيل الله، وأول من رمي بسهم في سبيل الله.

أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء بن معد، قال: أخبرنا أبو علي قراءة عليه، وأنا حاضر أسمع، أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله، أخبرنا أبو محمد عبد الله بن جعفر الجابري، أخبرنا محمد ابن أحمد بن المثنى، أخبرنا جعفر بن عوف، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس قال: سمعت سعد يقول: إني لأول العرب رمي بسهم في سبيل الله، والله إن كنا لنغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لنا طعام إلا ورق الحبلة وهذا السمر، حتى إن أحدنا ليضع كما تضع الشاة، ماله خلط، ثم أصبحت بنو أسد تعززني على الدين، لقد خبت إذاً وضل عملي، وكان ناس من أهل الكوفة شكوه إلى عمر بن الخطاب، فعزله عن الكوفة، وكان أكثرهم شكوى منه رجل من بني أسد.

وأخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن مهران وغير واحد، بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد بن عيسى قال: حدثنا أبو كريب، وأبو سعيد الأشج قالا: أخبرنا أبو أمامة، عن مجالد، عن عامر، عن جابر، قال: أقبل سعد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا خالي فليرني امرؤ خاله"، وإنما قال هذا لأن سعداً زهري، وأم رسول الله صلى الله عليه وسلم زهرية، وهو ابن عمها، فإنها آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة، يجتمعان في عبد مناف، وأهل الأم أخوال. وأخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلوا ذهبوا إلى الشعاب فاستخفوا بصلاتهم من قومهم، فبينا سعد بن أبي وقاص في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعب من شعاب مكة، إذ ظهر عليهم نفر من المشركين، فناكروهم، وعابوا عليهم دينهم حتى قاتلوهم، فاقتتلوا، فضرب سعد رجلاً من المشركين بلحي جمل فشجه فكان أول دم أهريق في الإسلام.

واستعمل عمر بن الخطاب سعداً على الجيوش الذي سيرهم لقتال الفرس، وهو كان أميراً لجيش الذين هزموا الفرس بالقادسية، وبجلولاء أرسل بعض الذين عنده فقاتلوا الفرس بجلولاء فهزموهم، وهو الذي فتح المدائن مدائن كسرى بالعراق، وهو الذي بني الكوفة، وولي العراق، ثم عزله، فلما حضرت عمر الوفاة جعله أحد أصحاب الشورى، وقال: غن ولي سعد الإمارة فذاك، وإلا فأوصي الخليفة بعدي أن يستعمله، فإني لم أعز من عجز ولا خيانة، فولاه عثمان الكوفة ثم عزله، واستعمل الوليد بن عقبة بن أبي معيط.

أخبرنا إسماعيل بن علي وغير واحد بإسنادهم إلى محمد بن عيسى بن سورة قال: حدثنا رجاء بن محمد العدوي، أخبرنا جعفر بن عوف، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن سعد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم استجب لسعد إذا دعاك". وكان لا يدعو إلا استجيب له، وكان الناس يعلمون ذلك منه ويخافون دعاءه.

قال: وأخبرنا محمد بن عيسى، أخبرنا الحسن بن الصباح البزار أخبرنا سفيان بن عيينة عن علي بن زيد ويحيى بن سعيد، سمعا ابن المسيب يقول: قال علي بن أبي طالب: ما جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم أباه وأمه لأحد إلا لسعد بن أبي وقاص له يوم أحد: "ارم فداك أبي وأمي، ارم أيها الغلام الحزور".

وقد روى أنه جمعهما للزبير بن العوام أيضاً، قال الزهري: رمى سعد يوم أحد ألف سهم.

ولما قتل عثمان اعتزل الفتنة، ولم يكن مع أحد من الطوائف المتحاربة، بل لزم بيته، وأراده ابنه عمر وابن أخيه هاشم بن عتبة بن وقاص ان يدعو إلى نفسه، بعد قتل عثمان، فلم يفعل، وطلب السلامة، فلما اعتزل طمع فيه معاوية، وفي عبد الله بن عمر، وفي محمد بن مسلمة، فكتب إليهم يدعوهم إلى أن يعينوه على الطلب بدم عثمان، ويقول: إنكم لا تكفرون ما أتيتموه من خذلانه إلا بذلك، فأجابه كل واحد منهم يرد عليه ما جاء به، وكتب إليه سعد أبيات شعر: الوافر:

معاوي داؤك الداء الـعـياء

 

وليس لما تجـيء بـه دواء.

أيدعوني أبو حسـن عـلـي

 

فلم أردد علـيه مـا يشـاء.

وقلت له: اعطني سيفاً بصيراً

 

تميز به العـداوة والـولاء.

أتطمع في الذي أعيا عـلـياً

 

على ما قد طمعت به العفاء.

ليوم منه خـير مـنـك حـياً

 

وميتاً أنت للمرء الـفـداء.

وروت عنه ابنته عائشة أنه قال: رأيت في المنام، قبل أن أسلم، كأني في ظلمة لا أبصر شيئاً إذ أضاء لي قمر، فاتبعته، فكأني أنظر إلى من سبقني إلى ذلك القمر، فأنظر إلى من سبقني إلى ذلك القمر، فأنظر إلى زيد بن حارثة، وإلى علي بن أبي طالب، وإلى أبي بكر، وكأني أسألهم: متى انتهيتم إلى ها هنا؟ قالوا: الساعة، وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الإسلام مستخفياً، فلقيته في شعب أجياد، وقد صلى العصر، فأسلمت، فما تقدمني أحد إلا هم.

وروى داود ابن أبي هند، عن أبي عثمان النهدي أن سعد بن أبي وقاص قال: نزلت هذه الآية في: "وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدينا معروفاً": لقمان 15.

قال: كنت رجلاً براً بأمي، فلما أسلمت قالت: يا سعد، ما هذا الدين الذي أحدثت؟ لتدعن دينك هذا أو لا آكل ولا أشرب حتى أموت فتعير بي. فقال: لا تفعلي يا أمه، فإني لا ادع ديني، قال: فمكثت يوماً وليلة لا تأكل، فأصبحت وقد جهدت، فقلت: والله لو كانت لك ألف نفس، فخرجت نفساً نفساً، ما تركت ديني هذا الشيء. فلما رأت ذلك أكلت وشربت، فأ الله هذه الآية. قال أبو المنهال: سأل عمر بن الخطاب عمرو بن معد يكرب عن خبر سعد بن أبي وقاص فقال: متواضع في خبائه، عربي في نمرته، أسد في تاموره، يعدل في القضية، ويقسم بالسوية، ويبعد في السرية، ويعطف علينا عطف الأم البرة، وينقل إلينا حقنا نقل الذرة.

وروى سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث كثيرة، روى عنه ابن عمر، وابن عباس، وجابر بن سمرة، والسائب بن يزيد، وعائشة، وبنو عامر، ومصعب، ومحمد، وإبراهيم، وعائشة أولاد سعد، وابن المسيب، وأبو عثمان النهدي، وإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وقيس بن أبي حازم، وغيرهم.
أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن هبة الله الشافعي الدمشقي، أخبرنا أبو العشائر محمد بن الخليل بن فارس القيسي، أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن أبي نصر، اخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت، حدثنا يزيد بن محمد بن عبد الصمد، اخبرنا عبد الله بن يزيد، أخبرنا صدقة، عن عياض بن عبد الرحمن، عن موسى بن عقبة عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، قال: قلت لأبي: يا أبة، إني أراك تصنع بهذا الحي من الأنصار شيئاً ما تصنعه بغيرهم، فقال: أي بنى، هل تجد في نفسك من ذلك شيئاً؟ قال: لا، ولكن أعجب من صنيعك!قال إني سمعت رسول الله يقول: "لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق".

وتوفي سعد بن أبي وقاص سنة خمس وخمسين، قاله الواقدي، وقال أبو نعم الفضل بن دكين: مات سنة ثمان وخمسن، وقال الزبير، وعمرو بن علي، والحسن بن عثمان: توفي سعد سنة أربع وخمسين.

وقال إسماعيل بن محمد بن سعد: كان سعد آدم طويلاً، افطس، وقيل: كان قصيراً دحداحاً غليظاً، ذا هامة، شثن الأصابع، قالته ابنته عائشة.

وتوفي بالعقيق على سبعة أميال من المدينة، فحمل على أعناق الرجال إلى المدينة فأدخل المسجد فصلى عليه مروان، وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم.

قال ابنه عامر: كان سعد آخر المهاجرين موتاً، ولما حضرته الوفاة دعا بخلق جبة له من صوف، فقال: كفنوني فيها، فإني كنت لقيت المشركين فيها يوم بدر، وهي علي، وإنما كنت أخبؤها لهذا.

أخرجه الثلاثة.

حازم: بالحاء المهملة، والزاي. الحبلة: ثمر السمر، وقيل: ثمر العضاه، يشبه اللوبياء.

التامور: عرين الأسد. وهو بيته الذي يأوي إليه.

سعد بن محمد.

س سعد بن محمد بن مسلمة. صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد فتح مكة والمشاهد معه، ذكره ابن شاهين، وقال: سمعت عبد الله بن سليمان يقوله، وقد تقدم ذكر نسبه عند أبيه.

أخرجه أبو موسى.

سعد أبو محمد.

ع س، سعد أبو محمد الأنصاري، غير منسوب.

روى حماد بن أبي حماد، عن إسماعيل بن محمد بن سعد الأنصاري، عن أبيه، عن جده أن أن رجلاً من الأنصار قال: يا رسول الله، أوصني وأوجز قال: "عليك بالإياس مما في أيدي الناس وإياك والطمع فإنه الفقر الحاضر، وصل صلاتك وأنت مودع، وإياك وما يعتذر منه".

أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.

قلت: هذا المتن قد أخرجه ابن منده وأبو نعيم، في ترجمة سعد بن عمارة، وقد تقدم، وجعلاه هناك من بني سعد بن بكر، وجعله أبو نعيم هاهنا أنصارياً، ولا شك أنه حيث رآه هناك سعدياً وها هنا أنصارياً، والراوي عنه ها هنا غير الراوي عنه هناك، جعلهما اثنين، ولعل ابن منده ظنهما واحداً، فلهذا لم يخرجه، والله أعلم.
وقال أبو موسى: إسماعيل بن محمد، يعني الذي في هذا الإسناد، هو إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، وهو مهاجري، وليس من الأنصار وهو الصحيح.

سعد بن محيصة.

د ع، سعد بن محيصة، وقيل: سعيد، وقيل: ساعدة. له ولأبيه صحبة.

روى معمر، عن الزهري، عن حرام بن سعد بن محيصة، عن أبيه أن ناقة للبراء دخلت حائط قوم، فأفسدت فيه، فقضى النبي صلى الله عليه وسلم: "حفظ. الأموال على أهلها بالنهار، وعلى أهل المواشي حفظها بالليل".

رواه أكثر أصحاب الزهري، عنه: عن حرام، ولم يقولوا: عن أبيه.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم. حرام: بفتح الحاء والراء.

سعد بن المدحاس.

د ع، سعد بن المدحاس. يعد في الحمصيين. روى نصر بن علقمة، عن أخيه محفوظ، عن عبد الرحمن بن عائذ، قال: سمعت سعد بن مدحاس قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار"، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من علم شيئاً فلا يكتمه، ومن دمعت عيناه من خشية الله لن يلج النار أبداً".

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

سعد بن مسعود الأنصاري.

عس، سعد بن مسعود الأنصاري.

أخبرنا أبو موسى إذناً. أخبرنا أبو غالب الكوشيدي ونوشروان، أخبرنا أبو بكر بن ريذة.
ح قال أبو موسى: وأخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، قالا: أخبرنا سلمان بن أحمد، واللفظ لروايته، حدثنا عبدان بن أحمد، وزكريا الساجي، قالا: أخبرنا عتبة بن سنان الدارع، أخبرنا محمد بن عثمان الغطفاني، أخبرنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: جاء الحارث الغطفاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم، يعنى في وقعة الأحزاب يوم الخندق، فقال: يا محمد، شاطرنا تمر المدينة، قال: "حتى أستأمر السعود"، فبعث إلى سعد بن معاذ، وسعد بن خثيمة، وسعد بن عبادة، وسعد بن مسعود، فقال: "إني أعلم أن العرب قد رمتكم عن قوس واحدة، وإن الحارث يسألكم أن تشاطروه ثمر المدينة، فإن أرتم أن تدفعوه إليه حتى تنظروا في أمركم بعد"، قالوا: يا رسول الله، أوحي من السماء فالتسليم لأمر الله؟ أو عن رأيك وهواك فرأينا تبع لرأيك؟ وإن كنت إنما ترد الإبقاء علينا فوالله لقدر رأيتنا وإنا وإياهم على سواء، ما ينالون تمرة إلا بشراء أو قراء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هو ذا، تسمعون ما يقولون"، قالوا: عذرت يا محمد. فصرفهم.

وبهذا الإسناد قالا: أخبرنا سليمان بن أحمد حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور، أخبرنا سعيد بن سليمان، أخبرنا عباد بن العوام، عن إسماعيل، عن قيس، قال: دخلنا على سعد بن مسعود نعوده، فقال: ما أدري ما يقولون، ليت ما في تابوتي هذا جمر، فلما مات نظروا فإذا فيه ألف أو ألفان.

أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى، وقال أبو موسى: كذا أورد هذا الخبر الطبراني في هذه الترجمة، وذكر ابن منده أن سعد بن مسعود هذا هو الكندي، وكأنه الأصح.

قلت: قولهم في هذا الحديث: استشار السعود، وذكر فيهم: سعد بن خثيمة، فيه نظر، لأن سعد بن خثيمة قتل ببدر، وكانت الخندق بعد بدر بأكثر من ثلاث سنين، ولا اعتبار بقول من يقول: إنه بقي إلى غزوة تبوك، وإنه تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم ثم أتاه، وقائل هذا رد على نفسه بأن سمى المختلف أبا خثيمة، وهو غيره، وقد تقدم القول فيه في سعد بن خثيمة، وفي مالك بن قيس، فليطلب منه، وكذلك سعد بن الربيع بن عمرو فإنه قتل بأحد لم يدرك الخندق أيضاً، وأما سعد بن الربيع بن عدي، فلم يكن في هذا المقام حتى يستشار، والله أعلم.

وأما قول أبي موسى: غن ابن منده ذكر أن هذا سعد بن مسعود هو الكندي. فغن كان ذكره في غير كتابة في معرفة الصحابة، فلا أعلم، وأما في معرفة الصحابة فلم يذكر من هذا شيئاً، وأنا أذكر في ترجمة الكندي جميع ما قاله ابن منده ليعلم أنه لم يذكر من هذا شيئاً.

سعد بن مسعود الثقفي.

ب ع س، سعد بن مسعود الثقفي، قال البخاري: هو عم المختار بن أبي عبيد، وقال الطبراني: له صحبة.
أخبرنا أبو موسى كتابة، أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، اخبرنا محمد بن أحمد، أخبرنا بشر ابن موسى، أخبرنا خلاد بن يحيى، أخبرنا سفيان، هو ابن عيينة، ح قال أبو موسى: وأخبرنا أبو غالب ونوشروان قالا: أخبرنا أبو بكر بن ريذة، أخبرنا أبو القاسم الطبراني، أخبرنا علي ابن عبد العزيز، أخبرنا أبو نعيم هو الفضل بن دكين، أخبرنا سفيان هو الثوري ح قال أبو موسى: وأخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله، أخبرنا محد بن علي بن حبيش، أخبرنا عبد الله بن صالح، أخبرنا محمد بن سليمان لوين، اخبرنا أبو بكر بن عياش، جميعاً، عن أبي حصين، عن عبد الله بن سنان، عن سعد بن مسعود الثقفي، قال: كان نوح، عليه السلام، إذا لبس ثوباً حمد الله تعالى، وإذا أكل أو شرب شكر، فلذلك سمي عبداً شكوراً. لفظ رواية أبي علي.

قال أبو عمر وابن أبي حاتم: هو عم المختار بن أبي عبيد.

أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى، وأبو عمر.

سعد بن مسعود الكندي.

ب د ع، سعد بن مسعود الكندي. قال ابن منده: لا تصح له صحبة، وهو كوفي، ذكر في الصحابة، روى عنه قيس بن أبي حازم، ومسلم بن يسار.

روى ابن منده بإسناده عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن مسلم بن يسار أن سعد بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من بث فلم يصبر، ثم قرأ: "إنما أشكو بثي وحزني إلى الله": يوسف 86.
أخبرنا عمر بن محمد بن طبرزد وغيره قالوا: أخبرنا ابن الحصين، أخبرنا ابن غيلان، أخبرنا أبو بكر الشافعي، اخبرنا معاذ بن المثنى، أخبرنا عبد الله، يعني أبا محمد بن أسماء، أخبرنا ابن المبارك، أخبرنا يحيى بن أيوب، عن عبيد الله بن زحر، عن سعد بن مسعود، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي المؤمنين أكيس؟ قال: "أكثرهم للموت ذكراً، وأحسنهم له استعداداً".

أخرجه الثلاثة.

سعد بن معاذ.

ب د ع، سعد بن معاذ بن النعمان بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن النبيت، واسمه: عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، ثم الأشهلي، أبو عمرو، وأمه كبشة بنت رافع، لها صحبة.

أسلم على يد مصعب بن عمير، لما أرسله النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة يعلم المسلمين، فلما أسلم قال لبني عبد الأشهل: كلام رجالكم ونسائكم علي حرام حتى تسلموا. فأسلموا، فكان من أعظم الناس بركة في الإسلام، وشهد بدراً، لم يختلفوا فيه، وشهد أحداً، والخندق.

أخبرنا أبو جعفر عبيد الله أحمد بن السمين بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: حدثني عبد الله بن سهل، عن عائشة أنها كانت في حصن بني حارثة يوم الخندق وكانت أم سعد بن معاذ معها في الحصن، وذلك قبل أن يضرب عليهن الحجاب، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه حين خرجوا إلى الخندق قد رفعوا الذراري، والنساء في الحصون، مخافةً عليهم من العدو، قالت عائشة: فمر سعد بن معاذ، عليه درع له مقلصة قد خرجت منها ذراعه، وفي يده حربة، وهو يقول: الرجز:

لبث قليلاً يلحق الهيجا حـمـل

 

لا بأس بالموت إذا حان الأجل.

فقالت أم سعد: الحق يا بني، قد والله أخرت، فقالت عائشة: يا أم سعد، لوددت أن درع سعد أسبغ مما هي، فخافت عليه حيث أصاب السهم، منه، قال يونس عن ابن إسحاق، قال: فرماه فيما حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، حبان بن العرقة، وهو من ابن عامر بن لؤي، فقطع أكحله، فلما رماه قال: خذها مني وأنا ابن العرقة، فقال سعد: عرق الله وجهك في النار، اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش فأبقني لها، فإنه لا قوم احب إلي أن أجاهد من قوم آذوا رسولك وكذبوه وأخرجوه، وإن كنت وضعت الحرب بيننا وبينهم فاجعله لي شهادة، ولا تمتني حتى تقر عيني في بني قريظة.

وهذا حبان بكسر الحاء، وبالباء الموحدة، وقيل غير ذلك، وهذا أصح، وهو ابن عبد مناف بن عمرو بن معيص بن عامر بن لؤي، وإنما قيل له: ابن العرقة، لأن أمه وهي امرأة من بني سهم، كانت طيبة الريح.
قال: وحدثنا يونس عن ابن إسحاق، قال: حدثني من لا أتهم، عن عبد الله بن كعب بن مالك أنه كان يقول: ما أصاب سعد يومئذ بالسهم إلا أبو أسامة الجشمي حليف بني مخزوم.

قال: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أصاب سعداً السهم أمر أن يجعل في خيمة رفيدة الأسليمة، في المسجد، ليعوده من قريب.

فلما حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم قريظة، وأذعنوا أن ينزلوا على حكم سعد بن معاذ. أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر الخطيب بإسناده إلى أبي داود الطيالسي، أخبرنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، قال: سمعت أبا أمامة بن سهل بن حنيف يحدث عن أبي سعيد الخدري، قال: لما أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سعد بن معاذ ليحضر يحكم في قريظة، فأقبل على حمار، فلما دنا من النبي صلى الله عليه وسلم ، قال: "قوموا إلى سيدكم"، أو قال: "خيركم، احكم فيهم". قال: غني أحكم فيهم أن تقتل مقاتلتهم، وتسبي ذراريهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "حكمت بحكم الملك". وأخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: فقاموا إليه فقالوا: يا أبا عمرو، قد ولاك رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر مواليك لتحكم فيهم، فقال سعد: عليكم بذلك عهد الله وميثاقه؟ قالوا: نعم، قال: وعلى من ها هنا؟ من الناحية التي فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه، وهو معرض عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إجلالاً له، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعم"، فقال سعد: أحكم أن تقتل الرجال، وتقسم الأموال، وتسبى الذراري.
أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن هبة الله الدمشقي، أخبرنا أبو العشائر محمد بن الخليل بن فارس القيسي، أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت، قال: حدثنا يزيد بن محمد بن عبد الصمد، أخبرنا عبد الله بن أبي يزيد، أخبرنا صدقة، عن عياض بن عبد الرحمن، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه عن جده، قال: كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء سعد بن معاذ، فقال: "هذا سيدكم".

وكان سعد لما جرح، ودعا مما تقدم ذكره، انقطع الدم، فلما حكم في قريظة انفجر عرقه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده، وأبو بكر، وعمر، والمسلمون، قالت عائشة: فو الذي نفسي بيده إني لأعرف بكاء أبي بكر من بكاء عمر، وقال عمرو بن شرحبيل: إن سعد ابن معاذ لما انفجر جرحه احتضنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعلت الدماء تسيل على رسول الله، فجاء أبو بكر، فقال: وا انكسار ظهراه، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "مه"، فقال عمر: إنا لله وإنا إليه راجعون.

روي أن جبريل عليه السلام نزل إلى النبي صلى الله عليه وسلم معتجراً بعمامة من إستبرق، فقال: يا نبي الله، من هذا الذي فتحت له أبواب السماء، واهتز له العرش؟ فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم سريعاً يجر ثوبه، فوجد سعداً قد قبض.

ولما دفنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وانصرف من جنازته، جعلت دموعه تحادر على لحيته، ويده في لحيته، وندبته أنه، فقالت الرجز:

ويل أم سعد سعدا

 

لراعةً ونجـاً.

ويل أم سعد سعدا

 

صرامةً وجداً.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كل نادبة كاذبة إلا نادبة سعد".

أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد الطوسي، أخبرنا نصر بن أحمد بن عبد الله البطر، إجازة إن لم يكن سماعً، أخبرنا أبو علي بن شاذان، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، أخبرنا عبد الملك بن محمد أبو قلابة الرقاشي، أخبرنا أبو ربيعة، أخبرنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: "اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ".

قال الأعمش: وحدثنا أبو صالح، عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم فقيل لجابر: إن البراء يقول: اهتز السرير؟ فقال جابر: إنه كان بين هذين الحيين الأوس والخزرج ضغائن، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ".

أخبرنا إسماعيل بن عبيد الله، وغير واحد بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي، قال: حدثنا محمود بن غيلان، أخبرنا وكيع، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن البراء، قال: أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثوب حرير، فجعلوا يعجبون من لينه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتعجبون من هذا؟ لمناديل سعد في الجنة أحسن من هذا".

قال: وأخبرنا الترمذي، أخبرنا عبد بن حميد، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن قتادة، عن أنس، قال: لما حملت جنازة سعد بن معاذ قال المنافقون: ما أخف جنازته. وذلك لحكمه في بني قريظة، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "إن الملائكة كانت تحمله".

وقال سعد بن أبي وقاص، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لقد نزل من الملائكة في جنازة سعد بن معاذ سبعون ألفاً ما وطئوا الأرض قبل، وبحق أعطاه الله تعالى ذلك". ومقاماته في الإسلام مشهودة كبيرة، ولو لم يكن له يوم بدر فإن النبي صلى الله عليه وسلم لما سار إلى بدر، وأتاه خبر نفير قريش، استشار الناس، فقال المقداد فأحسن، وكذلك أبو بكر، وعمر، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد الأنصار، لأنهم عدد الناس، فقال سعد بن معاذ: والله لكأنك تريدنا يا رسول الله؟ قال: "أجل". قال سعد: فقد آمنا وصدقناك، وشهدنا أن ما جئت به الحق، وأعطيناك مواثيقنا على السمع والطاعة، فامض يا رسول اله لما أردتن فنحن معك، فوالذي بعثك بالحق، لو استعرضت بنا هذا البحر لخضناه معك، ما تخلف منا رجل واحد، وما نكره أن تلقى بنا عدونا غداً، إنا لصبر عند الحرب، صدق عند اللقاء، لعل الله يريك فينا ما تقر به عينك، فسر بنا على بركة الله. فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم لقوله، ونشطه ذلك للقاء الكفار، فكان ما هو مشهور، وكفى به فخراً، دع ما سواه.

سعد بن المنذر.

ب د ع، سعد بن المنذر. له صحبة، روى حديثه حبان بن واسع، من رواية ابن لهيعة، عن حبان، عن أبيه، عن سعد بن المنذر.

أخرجه أبو عمر مختصراً، ولم ينسبه، وقد أخرجه ابن منده، فقال: سعد بن المنذر بن عمير بن عدي بن خرشة بن أمية بن عامر بن خطمة الأنصاري، عقبى بدري أحدى، ممن شهد المشاهد، وروى بإسناده عن ابن لهيعة، عن حبان بن واسع عن أبيه، عن سعد بن المنذر الأنصاري أنه قال: يا رسول الله، أقرأ القرآن في ثلاث؟ قال: "إن استطعت"، فكان يقرؤه كذلك.

ورواه أبو نعيم، ونسبه مثله، وذكر مشاهده، وقال: كذا نسبه بعض المتأخرين، يعني ابن منده، ونسبه إلى العقبة، وبدر، ولم أر له ذكراً في كتاب الزهري، ولا ابن إسحاق في العقبة بدر، وذكر له الحديث المقدم ذكره في قراءة القرآن.

وقد ذكره هشام بن الكلبي جده عميراً، فقال: عمير بن خرشة بن أمية بن عامر بن خطما القاري، ناصر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغيب، قتل اليهودية التي هجت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه الثلاثة.

حبان: بفتح الحاء، والباء الموحدة.

سعد بن المنذر.

ب سعد بن المنذر. والد أبي حميد الساعدي، ويذكر نسبه عند ابنه أبي حميد إن شاء الله تعالى، كذا ذكره ابن أبي حاتم.

قال أبو عمر: أخاف أن يكون الأول، وهو أخرجه ولم يخرجه أبو موسى.

سعد بن النعمان.

ب سعد بن النعمان بن زيد بن أكال بن لوذان بن الحارث بن امية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، ثم أحد بني عمرو بن عوف.

وهو الذي أخذه أبو سفيان بن حرب أسيراً، ففدا به ابنه عمرو بن أبي سفيان، قال الزبير: كان سعد بن النعمان قد جاء معتمراً، فلما قضى عمرته وصدر كان معه المنذر بن عمرو، فطلبهما أبو سفيان فأدرك سعداً، فأسره، وفاته المنذر، ففيه يقول ضرار بن الخطاب.

الطويل:

تداركت سعداً عنوةً فأخـذتـه

 

وكان شفاءً لو تداركت منذرا.

أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم، قال: كان عمرو بن أبي سفيان من أسارى بدر، في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل لأبي سفيان: افد عمراً ابنك، فقال: قتلوا حنظلة وأفدي عمراً، مالي ودمي!! دعوه بأيديهم ما بدا لهم، فبينما هم كذلك عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، خرج سعد بن النعمان بن أكال، أخو بني عمرو بن عوف، معتمراً ومعه مرية وكان مسلماً لا يخاف الذي صنع به، فعدا عليه أبو سفيان، فحبسه بمكة بابنه عمرو، ثم قال: الطويل:

أرهط ابن أكال أجيبـوا دعـاءه

 

تعاقدتم لا تسلموا السيد الكهلا.

فإن بنـي عـمـرو لـئام أذلة

 

لئن لم يكفوا عن أسيرهم الكبلا.

فمشى بنو عمرو بن عوف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخبروه خبرهم، وسألوه أن يعطيهم عمرو بن أبي سفيان ليفتكوا به أسيرهم، ففعل، فبعثوا به إلى أبي سفيان، فخلى سبيل سعد، فقال حسان: الطويل:

لو كان سعد يوم مكرز مطلقـاً

 

لأكثر فيكم قبل أن يؤسر القتلا.

بعضب حسام أبو بصفراء نبعة

 

تحن إذا ما أنبضت تحفز النبلا.

فأما هشام الكلبي فإنه ذكر هذه الحادثة مع النعمان والد سعد.

أخرجه أبو عمر.

سعد بن النعمان الظفري.

د ع سعد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية الظفري. شهد بدراً.

روى ابن لهيعة عن أبي الأسود، عن عروة في تسمية من شهد بدراً من الأنصار: سعد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

سعد بن ذهيل.

ب د، سعد بن هذيل، وقيل: هذيم، والد الحارث، روى عنه ابنه الحارث.

حدث عثمان بن عمر، عن يونس، عن الزهري، عن أبي خزامة، عن الحارث بن سعد بن هذيم، عن أبيه، قال: قلت: يا رسول الله، أرأيت أدوية نتداوى بها، ورقى نسترقيها، هل ينفع ذلك من قدر الله تعالى؟ قال: "هي من قدر الله تعالى".

ورواه الليث بن سعد وسليمان بن بلال، وابن المبارك، وغيرهم، عن يونس، عن الزهري، عن ابي خزامة، أحد بني الحارث بن سعد، عن أبيه، وهوالصواب.

وقد تقدم هذا المتن في سعد بن قيس العنزي.

أخرجه ابن منده، وأبو عمر.

سعد بن هلال.

س سعد بن هلال. قال أبو موسى: ترجم له الطبراني، ولم يورد له شيئاً.

أخرجه أبو موسى مختصراً.

سعد بن وائل.

د ع، سعد بن وائل بن عمرو العيذي الجذامي. من أهل فلسطين، سكن الرملة.

روى أبو معاوية الحكم بن سفيان العيذي، عن سعد بن وائل أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من شهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، فله الجنة".

وروى عن الحكم العيدي، عن شيخ من قريظة، عن سعد بن وائل، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

سعد بن وهب الجهني.

ب سعد بن وهب الجهني. روى ابن أبي أويس، عن أبيه، قال حدثنا وهب بن عمرو بن سعد ابن وهب الجهني أن أباه أخبره عن جده أنه كان يسمى في الجاهلية غيان، وكان أهله حين أتى النبي صلى الله عليه وسلم يبايعه، ببلد من بلاد جهينة، يقال له: غواء، فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اسمه وأين ترك أهله؟ فقال: اسمي غيان، وتركتهم بغواء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بل أنت رشدان، وأهلك برشاد"، قال: فتلك البلدة تسمى إلى اليوم رشاداً، ويدعى الرجل رشدان.

وذكر ابن الكلبي قال: بنو غيان في الجاهلية قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "من أنتم"؟ قالوا: نحن بنو غيان، فقال: "بل أنتم بنو رشدان"، فغلب عليهم، وكان واديهم يسمي غوياً فسمي رشداً.

أخرجه أبو عمر.

سعد بن وهب.

س سعد بن وهب. من بني النضير، ذكره ابن عباس في تفسير سورة الحشر، قال: لم يسلم من بني النضير إلا رجلان، أحدهما سفيان بن عمير، والثاني سعد بن وهب، أسلما على أموالهما فأحرزاها.

أخرجه أبو موسى.

سعد بن يزيد.

ب سعد بن يزيد بن الفاكه بن زيد بن خلدة بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي شهد بدراً.

أخرجه أبو عمر مختصراً، وقد تقدم في سعد بن زيد، وسعد بن الفاكه مستوفى أغنى عن إعادته.

سعد.

د ع، سعد، غير منسوب. روى عنه زياد بن جبير.

حدث حماد بن سلمة، عن يونس بن عبيد، عن زياد بن جبير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً، يقال له سعد، على السعاية وذكر الحديث.

وروى عبد السلام بن حرب، عن يونس بن عبيد، عن زياد بن جبير، عن سعد قال: لما بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء، قامت امرأة فقالت: يا رسول الله ، ما يحل لنا من أموال أزواجنا وأولادنا؟ قال: "الرطب تأكلينه وتهدينه".

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: هو سعد بن أبي وقاص، وقال: قد روى يحيى الحماني هذا لحديث في مسند سعد بن أبي وقاص، وذكره الثوري، عن يونس، عن زياد، عن سعيد، وهو ابن أبي وقاص. والله أعلم.

سعدي.

س سعدي، بزيادة ياء في آخره. ذكره ابن شاهين، وقال: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في إبل الصدقة، ورواه عن ابن سعد.

أخرجه أبو موسى، وقال: سعدي من أسماء النساء إلا أن يكون أراد السعدي أو ابن السعدي، فعلى هذا يكون الأول بالضم، والآخران بالفتح، والله أعلم.

سعر الكناني.

ب د ع، سعر، بالراء، هو سعر الكناني الدؤلي، روى عنه ابنه جابر. روى روح بن عبادة عن زكريا بن إسحاق، عن عمرو بن أبي سفيان، عن مسلم بن شعبة أن علقمة استعمل أباه على عرافة قومه، قال مسلم: فبعثني على صدقة طائفة من قومي، قال: فخرجت حتى أتيت شيخاً، يقال له: سعر، في شعب، فقلت: إن أبي بعثني إليك لتعطيني صدقة غنمك، فقال: أي ابن أخي، أي حق تأخذون؟ فقلت: نأخذ أفضل ما نجد، فقال الشيخ: فوالله إني لفي شعب في غنم لي إذ جاءني رجلان مرتدفان بعيراً، فقالا: إنا رسولا رسول الله صلى الله عليه وسلم إليك، لتوفينا صدقة غنمك، قلت: وما هي؟ قالا: شاة، فعمدت إلى شاة ممتلئة شحماً ولحماً فأخرجتها، فقالا: هذه شافع والشافع: التي في بطنها ولدها وقد نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نأخذ شافعاً، قلت: أي شيء. تأخذون؟ قالا: عناقاً، جذعة أو ثنية، فأخرج لهما عناقاً، فتناولاها، فجعلاها معهما، وسارا.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر قال: سعر بن شعبة بن كنانة الدؤلي، حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم: "حقنا في الثنية أو الجذعة"، روى عنه ابنه جابر، وقال بشر بن السري: هو سعر ابن شعبة، وهؤلاء ولده ها هنا.
قلت: الذي ساقه أبو عمر فيه أوهام: أنه سمي أباه شعبة، وإنما هو ابن ثفنة، كذلك رواه أبو داود السجستاني في سننه، أخبرنا به أبو أحمد عبد الوهاب بن أبي منصور الأمين، بإسناده إلى أبي داود سليمان بن الأشعث، حدثنا الحسن بن علي، أخبرنا وكيع، عن زكرياء بن إسحاق المكي، عن عمرو بن أبي سفيان الجمحي، عن مسلم بن ثفنة اليشكري، قال الحسن: روح يقول: مسلم بن شعبة، قال: استعمل ابن علقمة أبي على عرافة قومه، فأمره أن يصدقهم، قال: فبعثني أبي في طائفة منهم، فاتيت شيخاً كبيراً يقال له: سعر، فقلت له: إن أبي بعثني إليك، يعني لأصدقك، قال: أي ابن أخي، وأي نحو تأخذون؟ قلت: نختار حتى إنا نسبر ضروع الغنم، قال: إي ابن أخي، إني محدثك أني كنت في شعب من هذه الشعاب على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيغنم، فجاءني رجلان على بعير، فقالا: إنا رسولا رسول الله صلى الله عليه وسلم إليك لتؤدي صدقة غنمك فقلت: ما علي فيها؟ قالا: شاة، فاعمد إلى شاة قد عرفت مكانها، ممتلئة محضاً وشحماً، فأخرجتها إليها، فقالا: هذه شافع، وقد نهانا رسول الله أن نأخذ شافعاً، قلت: فأي شيء تاخذان؟ قالا: عناقاً، جذعة أو ثنية، قال: فأعمد إلى عناق معتاط، والمعتاط التي لم تلد ولداً وقد حان ولادها فاخرجتها إليهما، فقالا: ناولناها، فجعلاها معهما على بعيرهما، ثم انطلقا.

فهذا حديث أبي داود، وقد سماه مسلم بن ثفنة، وقال: استعمل ابن علقمة، وقوله: وقال بشر بن السري: هو سعر بن شعبة، فإنما قال بشر ذلك رداً على وكيع، فإنه قال ثفنة، فقال: إنما هو شعبة، في نسب مسلم، لا في نسب سعر، ثم قال: شعبة بن كنانة، وليس كذلك، إنما هو من كنانة، فصحف من بابن، وقال عن النبي: حقنا في الجذعة والثنية، فهذا لم يسمعه سعر من النبي، إنما رواه عن رسولي النبي، ولم يذكر أحد منهم أنه صحب النبي صلى الله عليه وسلم ولا رآه.

وذكر ابن منده وأبو نعيم عن مسلم بن شعبة أن علقمة استعمل أباه، والصحيح نافع بن علقمة، والله أعلم.

سعيد بن إياس.

س سعيد، بعد العين ياء تحتها نقطتان، وهو سعيد بن إياس أبو عمرو الشيباني، مخضرم، ذكره الطبراني: سعيد بزيادة ياء، وأورده في سعد.

أخرجه أبو موسى.

سعيد بن بجير.

د سعيد بن بجير الجشمي. عداده من أهل حمص، روى عطية بن سليم بن سعيد أوب حبيب الجشمي، عن أبيه، عن جده، روى عن عطية أيضاً، عن أبيه أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم فسماه سليماً.
أخرجه ابن منده.

سعيد بن البختري.

د ع، سعيد بن البختري. أخرجه ابن خزيمة في الصحابة، ولا يصح، روى سلمة كهيل عن أبيه، عن بكير الطائي، عن سعيد بن البختري: أنه كان يضرب غلاماً له، فجعل يتعوذ بالله، فمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أعوذ برسول الله، فتركه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "استعاذ بالله فلم تتركه، واستعاذ بي فتركته؟ الله أمنع لعائذه". قال" فإني أشهدك أنه حر لوجه الله تعالى. قال: "فلو لم تفعل لسفع وجهك النار".

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

سعيد بن الحارث الأنصاري.

ب سعيد بن الحارث الأنصاري الخزرجي. روى أبو بكر بن أبي شيبة، عن الحسن بن موسى، عن الليث، عن عقيل، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن أسامة بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أردفه وراءه يعود سعد بن عبادة وسعيد بن الحارث بن الخزرج، قبل وقعة بدر. أخرجه أبو عمر.

قلت: أظنه وهم فيه، والحديث في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ركب يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج، فقد تبع أبو عمر بعض من وهم فيه، والوهم في هذا ينسب إلى ابن وضاح، فإنه كذا رواه.

ورواه جماعة، منهم: يونس، وشعبة، ومعمر، وعقيل، وغيرهم عن الزهري، على الصواب كما ذكرناه.

سعيد بن الحارث القرشي.

ب ع س، سعيد بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي القرشي السهمي أمه امرأة من بني سواءة، وقال أبو نعيم، والزبير: أمه ضعيفه بنت عبد عمرو بن عروة بن سعيد بن حذيم بن سعد بن سهم.

هاجر هو وأخوته كلهم إلى أرض الحبشة، وقد ذكرت كلا منهم في بابه، مهم: تميم بن الحارث، وقتل سعيد هذا يوم اليرموك في رجب سنة خمس عشرة، قاله ابن إسحاق، ولا عقب له، وقيل: بل قتل بأجنادين، قاله عروة، وابن شهاب.

قلت: يقع الاختلاف كثيراً فيمن باليرموك وأجنادين والصفر، وكلها بالشام، وكذلك اختلفوا في أي هذه الأيام قبل الآخر؟ وسبب هذا الاختلاف قرب بعضها من بعض.

أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.

سعيد بن حاطب.

د ع، سعيد بن حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي. ذكره البخاري في الصحابة.

وروى ابن أبي زائدة، عن صالح بن صالح، عن سعيد بن حاطب، قال: طان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج فيجلس على المنبر يوم الجمعة، ثم يؤذن المؤذن، فإذا فرغ قام يخطب.

روي عن الحسن بن صالح، عن أبيه، عن سعيد بن حاطب أتم من هذا.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

سعيد بن حريث.

ب د ع، سعيد بن حريث بن عمرو بن عثمان بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي.

أسلم قبل فتح مكة، وهو أسن من أخيه عمرو بن حريث، شهد فتج مكة مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن خمس عشرة سنةن ثم نزل الكوفة، وغزا خراسان، وقتل بالحيرة، قتله عبيد له، وقيل: بل مات بالكوفة. ولا عقب له.

روى عنه أخوه عمرو، قاله أبو عمر. وقال ابن منده: مات بالكوفة، وقبره بها.

أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود بن سعد إجازة بإسناده عن ابن أبي عاصم، قال" حدثنا أبو الوليد الطيالسي، أخبرنا قيس بن الربيع، عن الملك بن عمير، عن عمرو بن حريث، عن أخيه سعيد بن حريث، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من باع عقاراً أو دراً ولم يجعل ثمنها في مثلها لم سيبارك له فيه".

أخرجه الثلاثة.

سعيد بن حصين.

سعيد بن حصين. روى عليقمة بن وقاص، عن عائشة قالت: قدمنا من حج أو عمرة، فلقينا غلمان الأنصار، فلقوا سعيد بن الحصين بموت امرأته، فجعل يبكي، قالت عائشة: فقلت له: أنت صاحب رسول الله، ولك من السابقة والقدم مالك، تبكي على امرأة! فقال: صدقت، ولا أبكي على أحد بعد سعد بن معاذ، وقد قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اهتز العرش لموت سعد".

ذكره ابن الدباغ الأندلسي مستدركاً على أبي عمر.

سعيد بن حيدة.

ب د ع، سعيد بن حيدة القشيري. والد كندير، روى عنه ابنه كندير أنه قال: حججت في الجاهلية فإذا برجل يطوف، يقول: "الرجز.

يا رب رد راكبي محمداً

 

رد إلي واتخذ عندي يداً.

أخرجه الثلاثة، غلا أن أبا عمر قال: سعيد بن حيوة، بواو عوض الدال. وقال: الباهلي عوض القشيري، وقال: أبو كندير، له حديث واحد في قصة عبد المطلب، إذ فقد النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير، ومثله قال أبو أحمد العسكري.

سعيد بن خالد.

سعيد بن خالد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي.

ولد بأرض الحبشة في هجرة أبيه إليها، وهو ممن أقام بأرض الحبشة حتى قدم مع جعفر بن أبي طالب في السفينتين.

أخرجه أبو عمر مختصراً، وذكره أبو أحمد العسكري أيضاً في الصحابة.

سعيد بن أبي راشد.

ب د ع، سعيد بن أبي راشد الجمحي. سمع النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه عبد الرحمن ابن سابط، وأبو الزبير. روى يونس بن خباب، عن عبد الرحمن بن سابط، عن سعيد بن أبي راشد، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن في أمتي خسفاً ومسخاً وقذفاً".

أخرجه الثلاثة.

سعيد بن الربيع.

س سعيد بن الربيع الأنصاري.

أخبرنا أبو موسى كتابة، أخبرنا أبو غالب أحمد بن العباس، وجعفر بن عبد الواحد، قالا: أخبرنا أبو بكر بن ريذة، أخبرنا أبو القاسم الطبراني، أخبرنا محمد بن عمرو بن خالد، حدثني أبي، أخبرنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة، في تسمية من قتل يوم اليمامة من الأنصار، ثم من بني جحجبى: سعيد بن يربوع بن عدي بن مالك.

وروى الطبراني: عن ابن شهاب، مثله، إلا أنه قال: من الأنصار، ثم من الأوس، ثم من بني عمرو بن عوف.

سعيد بن ربيعة.

د ع، سعيد بن ربيعة. روى عنه عيسى بن عبد الله أنه قال: قدم وفد ثقيف على النبي صلى الله عليه وسلم، فضرب لهم قبة في المسجد، فأسلموا في النصف من رمضان، فأمرهم أن يصوموا ما استقبلوا منه، ولم يأمرهم أن يقضوا ما فاتهم.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: وصوابه ما رواه عطية بن سفيان بن عبد الله بن ربيعة الثقفي، عن بعض وفدهم، قال: كان بلال يأتينا حين أسلمنا وصمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بقي من رمضان بفطورنا وسحورنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.

سعيد بن رقيش.

ب ع س، سعيد بن رقيش بن ثابت بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة، يجتمع هو وبنو جحش في يعمر، وهو أخو يزيد بن رقيش.

هاجر مع أهله إلى المدينة، فهو من الأولين في الهجرة، قال يونس بن بكير، عن ابن إسحاق: ثم تتابع المهاجرون يقدمون أرسالاً، فكان بنو غنم بن دودان أهل إسلام، قد أوعبوا إلى المدينة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجالهم ونساؤهم، منهم: سعيد بن رقيش.

أخرجه أبو نعيم وأبو عمر وأبو موسى، وقال أبو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، يعنى ابن منده، فقال: سعيد بن وقش الأنصاري، من بني غنم بن دودان. ووهم، لأن بني غنم من بني أسد بن خزيمة لا من الأنصار.

سعيد بن زياد.

س سعيد بن زياد الطائي. ذكره الخطيب أبو بكر أحمد بن علي البغدادي، بإسناده عن جميل ابن زيد، عن سعيد بن زياد الطائي، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من بني غفار، فدخل بها، فأمرها فنزعت ثيابها، فرأى بياضاً وذكر الحديث.

أخرجه أبو موسى، وقال: كذا في هذه الرواية، واختلف على جميل في اسم هذا الصحابي، فقيل: سعد بن زيد، وقيل: زيد بن كعب، وقي: كعب بن زيد.

سعيد بن زيد الأنصاري.

د ع، سعيد بن زيد بن سعد الأنصاري الأشهلي، وقيل: سعد بن زيد، روى حديثه عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي، عن إبراهيم بن جعفر بن محمود بن محمد بن مسلمة، أخبرنا رجل منا اسمه محمد بن سلمان بن محمد بن مسلمة، عن سعيد بن زيد بن سعد الأشهلي، أنه أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم سيفاً من نجران، أعطاه محمد بن مسلمة.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: وهم فيه بعض المتأخرين، وصوابه سعد.

سعيد بن زيد القرشي.

ب د ع، سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي، وهو ابن عم عمر بن الخطاب، يجتمعان في نفيل، أمه فاطمة بنت بعجة بن مليح الخزاعية، وكان صهر عمر زوج أخته فاطمة بنت الخطاب، وكانت أخته عاتكة بنت زيد تحت عمر بن الخطاب، تزوجها بعد أن قتل عنها عبد الله بن أبي بكر الصديق، رضي الله عنهم، وكان سعيد يكنى أبا الأعور، وقيل: أبو ثور، والأول أكثر.

أسلم قديماً قبل عمر هو وامرأته فاطمة بنت الخطاب، وهي كانت سبب إسلام عمر على ما نذكره في ترجمته، غن شاء الله تعالى، وكان من المهاجرين الأولين، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي كعب، ولم يشهد بدراً، وضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره، فقيل: إنما لم يشهدها لأنه كان غائباً بالشام، فقدم عقيب غزاة بدر، فضرب له رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمه وأجره، قاله أبو موسى بن عقبة، وابن إسحاق. وقال الواقدي: كان رسول اله صلى الله عليه وسلم قد بعث قبل أن يخرج إلى بدر طلحة بن عبيد الله، وسعيد بن زيد إلى طريق الشام يتجسسان الأخبار، ثم رجعا إلى المدينة، فقدماها يوم الوقعة ببدر، فضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بسهمهما وأجرهما. وقال الزبير مثله.

وقد قيل: إنه شهد بدراً، والأول أصح، وشهد ما بعدها من المشاهد، وهو أحد العشرة المشهود لهم بالجنة.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الوهاب بن عبد الله بن علي الأنصاري الدمشقي، والقاضي أبو نصر عبد الرحيم بن محمد بن الحسن بن هبة الله وغيرهما، قالوا: أخبرنا الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي الشافعي، أخبرنا القاضي أبو عبد الحسين بن علي البيهقي، أخبرنا القاضي أبو علي محمد بن إسماعيل بن محمد العراقي، أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس المخلص، أخبرنا أبو القاسم البغوي، أخبرنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، حدثنا الدراوردي، أخبرنا عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه حميد، عن جده عبد الرحمن بن عوف، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد ابن زيد في الجنة، وأبو عبيدة بن الجراح في الجنة".

وروى عن سعيد بن زيد مثله.

أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد الخطيب بإسناده إلى أبي داود الطيالسي، أخبرنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر. عن طلحة بن عبد الله بن عوف، عن سعيد بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قتل دون ماله فهو شهيد".

وكان مجاب الدعوة، فمن ذلك أن أروى بنت أويس، شكته إلى مروان بن الحكم، وهو أمير المدينة لمعاوية، وقالت: إنه ظلمني أرضي، فأرسل إليه مروان، فقال سعيد: أتروني ظلمتها وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من ظلم شبراً من أرض طوقه يوم القيامة من سبع أرضين؟ اللهم إن كانت كاذبة فلا تمتها حتى تعمي بصرها، وتجعل قبرها في بئرها". فلم تمت حتى ذهب بصرها، وجعلت تمشي في دارها فوقعت في بئرها فكانت قبرها. قال: فكان أهل المدينة يقولون: أعماك الله كما أعمى أروى، يريدونها، ثم صار أهل الجهل يقولون: أعماك الله كما أعمى الأروى، يريدون الأروى التي في الجبل، يظنونها، ويقولون: إنها عمياء، وهذا جهل منهم.

وشهد اليرموك، وحصار دمشق.

روى عنه ابن عمر، وعمرو بن حريث، وأبو الطفيل، وعبد الله بن ظالم المازني، وزر بن حبيش، وأبو عثمان النهدي وعروة بن الزبير، وأبو سلمة بن عبد الرحمن، وغيرهم.

وأخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بن عبد الوهاب بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا معاوية بن عمرو، أخبرنا زائدة، أخبرنا حصين بن عبد الرحمن، عن هلال بن يساف، عن عبد الله بن ظالم التميمي، عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل، قال: أشهد أن علياً من أهل الجنة قلت: وما ذاك؟ قال: هو في التسعة، ولو شئت أن أسمي العاشر، لسميته قال: اهتز حراء، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اثبت حراء فإنه ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد"، قال: ورسول الله، وأبو بكر، وعمر، معثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد، وأنا، يعني نفسه.

وقال سعيد بن جبير: كان مقام أبي بكر وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن بن عوف وسعيد بن زيد، كانوا أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم في القتال ووراءه في الصلاة.

وتوفي سعيد بن زيد سنة خمسين، أو إحدى وخمسين، وهو ابن بضع وسبعين سنة، وقيل: توفي سنة ثمان وخمسين بالعقيق، من نواحي المدينة، وقيل: توفي بالمدينة. والأول أصح.

وخرج إليه عبد الله بن عمر، فغسله وحنطه، وصلى عليه، قاله نافع. وقالت عائشة بنت سعد: غسل سعيد بن زيد سعد بن أبي وقاص، وحنطه ثم أتى البيت، فاغتسل، فلما خرج قال: أما إني لم اغتسل من غسلي إياه، ولكن أغتسل من الحر، نزل في قبره سعد بن أبي وقاص وابن عمر، وصلى عليه ابن عمر.

أخرجه الثلاثة.

سعيد بن سعد.

ب د ع، سعيد بن سعد بن عبادة الأنصاري الساعدي. تقدم نسبه عند ذكر أبيه، وله ولأبيه، وأخيه قيس صحبة. روى عنه ابنه شرحبيل، وأبو أمامة بن سهل.

روى محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عبد اللهب بن الأشج، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن سعيد بن سعد بن عبادة، قال: كان بين أبياتنا رويجل ضعيف سقيم، فلم يرع الحي إلا هو على أمة من إمائهم يعبث بها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اضربوه حده"، فقالوا: يا رسول الله، إنا إن ضربناه حده قتلناه، إنه ضعيف. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "خذوا عثكالاً فيه مائة شمراخ، فاضربوه ضربةً واحدةً".

ورواه أبو الزناد، والزهري، عن أبي أمامة، عن أبيه. ورواه ابن عيينة عن أبي الزناد، ويحيى بن سعيد، عن أبي أمامة، عن أبي سعيد الخدري، والمشهور أبو أمامة مرسلاً، ورواه أبو معشر، عن عبد الوهبا بن عمرو بن شرحبيل، عن أبيه، عن جده، عن سعيد بن سعد، نحوه.

أخرجه الثلاثة.

سعيد بن سعيد.

ب د، سعيد بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي، وأمه صفية بنت المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، عمة خالد بن الوليد، وأبي جهل بن هشام.

قتل يوم الطائف شهيداً، وكان إسلامه قبل فتح مكة بيسير، واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح على سوق مكة، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الطائف خرج معه، فاستشهد يومئذ.

أخرجه ابن منده وأبو عمر.

سعيد بن سفيان.

س سعيد بن سفيان الرعيني. روى أبو معشر عن يزيد بن رومان، عن رجال المدائني، قال: وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم سعيد بن سفيان نخل السوارقية وقصرها، لا يحاقه فيها أحد، ومن حاقه فلا حق له، ومحقه حق. وكتب خالد بن سعيد.

أخرجه أبو موسى.

سعيد بن سويد.

ب د ع، سعيد بن سويد بن قيس بن عامر بن عباد، وقيل: عبيد، وهو الصواب ابن الأبجر، وهو خدرة الأنصاري الخدري، وهو أخو سمرة بن جندب لأمه.

روى عنه ابناه: عقبة، وعبد الملك، قتل يوم أحد شهيداً.

روى الأوزاعي عن باب بن عمير، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الملك بن سعيد بن سويد، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن اللقطة، فقال: "عرفها سنةً، ثم احفظ عفاصها ووكاءها، ثم استنفع بها".

والصواب رواية ربيعة، عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد الجهني.

أخبرنا إسماعيل بن علي بن عبيد الله وغيره، قالوا بإسنادهم عن أبي عيسى الترمذي، أخبرنا قتيبة، حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن يزيد مولى المنبعث، عن زيد بن خالد: أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن اللقطة، فقال: "عرفها سنةً". الحديث، وقد روى من غير وجه عن يزيد مولى المنبعث.

أخرجه الثلاثة.

سعيد بن سهيل.

س سعيد بن سهيل بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل بن دينار بن النجار. كذا قال موسى بن عقبة، والواقدي، وعبد الله بن محمد بن عمارة، وقال أبو معشر وابن إسحاق: سعد بن سهيل، شهد بدراً. وقد ذكرناه في سعد.

أخرجه أبو معشر.

سعيد بن شراحيل.

س سعيد بن شراحيل بن قيس بن الحارث بن شيبان بن الفاتك بن معاوية الأكرمين الكندي.

وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، وكان معه في الوفد ابن أخيه معروف بن قيس بن شراحيل فارتد، فقتل يوم النجير مرتداً، ذكره ابن شاهين.

أخرجه أبو موسى.

سعيد بن العاص.

ب د ع، سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، وجده هو المعروف بأبي أحيحة، وكان أشرف قريش، وأم سعيد أم كلثوم بنت عمرو ابن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي العامرية.

ولد عام الهجرة، وقيل: بل ولد سنة إحدى، وقتل أبوه العاص يوم بدر كافراً، قتله علي بن أبي طالب.

قال عمر بن الخطاب: رأيت العاص بن سعيد يوم بدر يحث التراب عنه كالأسد، فصمد له علي فقتله، وقال عمر يوماً لسعيد بن العاص: لم أقتل أباك وإنما قتلت خالي العاص بن هاشم، وما أعتذر من قتل مشرك. فقال له سعيد بن العاص: ولو قتله لكنت على الحق، وكان على الباطل، فتعجب عمر من قوله.

وكان جده أبو أحيحة إذا اعتم بمكة لا يعتم أحد بلون عمامته، إعظاماً له، وكان له: ذو التاج.

وكان هذا سعيد من أشرف قريش وأجوادهم وفصحائهم، وهو أحد الذين كتبوا المصحف لعثمان بن عفان، واستعمله عثمان على الكوفة بعد الوليد بن عقبة بن أبي معيط. وغزا طبرستان فافتتحها، وغزا جرجان فافتتحها، سنة تسع وعشرين أو سنة ثلاثين، وانتقضت أذربيجان، فغزاها، فافتتحها في قول.

ولما قتل عثمان لزم بيته واعتزل الفتنة، فلم يشهد الجمل ولا صفين، فلما استقر الأمر لمعاوية أتاه، وله مع معاوية كلام طويل، عاتبه معاوية على تخلفه عنه في حروبه، فاعتذر هو، فقبل معاوية عذره، ثم ولاه المدينة، فكان يوليه إذا عزل مروان عن المدينة، ويولي مروان إذا عزله، وكان سعيد كثير الجود والسخاء، وكان إذا سأله سائل، وليس عنده ما يعطيه، كتب به ديناً إلى وقت ميسرته، وكان يجمع إخوانه كل جمعة يوماً فيصنع لهم الطعام، ويخلع عليهم، ويرسل إليهم بالجوائز، ويبعث إلى عيالاتهم بالبر الكثير، وكان يبعث مولى له إلى المسجد بالكوفة في كل ليلة جمعة ومعه الصرر فيها الدنانير، فيضعها بين يدي المصلين، وكان قد كثر المصلون بالمسجد بالكوفة في كل ليلة جمعة، إلا أنه عظيم الكبر.

وروى سعيد هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن عمرو، وعن عثمان، وعائشة. روى ابناه يحيى وعمرو الأشدق، وسالم بن عبد الله بن عمر، وعروة.

روى ابن شهاب، عن يحيى بن سعيد بن العاص، عن أبيه سعيد، قال: استأذن أبو بكر على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو مضطجع في مرط عائشة، فأذن له، وهو كذلك، فقضى حاجته ثم انصرف، ثم استأذن عمر، فأذن له، وهو على ذلك، فقضى حاجته ثم انصرف، قال عثمان: ثم استأذنت عليه، فجلس، فجمع عليه ثيابه، فقضيت حاجتي ثم انصرفت. فقالت له عائشة: مالك لم تفرغ لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن عثمان رجل حيي، وخشيت إن أذنت له، وأنا على حالتي تلك أن لا يبلغ في حاجته".

وتوفي سعيد بن العاص سنة تسع وخمسين، ولما حضرته الوفاة قال لبنيه: أيكم يقبل وصيتي؟ قال ابنه الأكبر: أنا يا أبة، قال: إن فيها وفاء ديني، قال: وما دينك؟ قال: ثمانون ألف دينار. قال: وفيهم أخذتها؟ قال: يا بني في كريم سددت خلته، وفي رجل جاءني ودمه ينزوي في وجهه من الحياء، فبدأته بحاجته قبل أن يسألنيها.
وانقطع عقب أبي أحيحة إلا من سعيد هذا، وقد قيل إن خالد بن سعيد أعقب أيضاً، وقد تقدم ذكره.

أخرجه الثلاثة.

سعيد بن عامر.

ب د ع، سعيد بن عامر بن حذيم بن سلامان بن ربيعة بن سعد بن جمح القرشي الجمحي.

هذا قول أهل النسب إلا ابن الكلبي، فإنه كان يجعل بين ربيعة وسعد بن جمح عريجاً فيقول: سلامان بن ربيعة بن عريج بن سعد، قال الزبير: هذا خطأ من الكلبي ومن كل ما قاله، لأن عريجاً لم يكن له ولد إلا البنات، وأم سعيد أرةى بنت أبي معيط، أخت عقبة.

قيل: إن سعيداً أسلم قبل خيبر، هاجر إلى المدينة وشهد خيبر وما بعدها من المشاهد وكان من زهاد الصحابة وفضلائهم، ووعظ عمر بن الخطاب يوماً، فقال له: ومن يقوى على ذلك؟ قال: أنت يا أمير المؤمنين، إنما هو أن تقول فتطاع. وولاه عمر حمص فبلغه أنه يصيبه لمم فأمره بالقدوم عليه، فلم ير معه إلا عكازاً وقدحاً، فقال له عمر: ليس معك إلا ما أرى؟ فقال له سعيد: وما أكثر من هذا؟ عكاز أحمل عليه زادي، وقدح آكل فيه، فقال له عمر: أبك لمم؟ قال: لا. قال: فما غشية بالغني أنها تصيبك؟ قال: حضرت خبيب بن عدي حين صلب، فدعا علي قريش وأنا فيهم، فربما ذكرت لك، فأجد فترة حتى يغشى علي، فقال له عمر: ارجع إلى عملك، فأبى، وناشده إلا أعفاه، فقيل: إنه لما مات أبو عبيدة، ومعاذ ويزيد ولاه عمر حمص، فلم يزل عليها حتى مات، وقيل: استخلفه عياض بن غنم الفهري، فأقره عمر رضي الله عنه.

وروى أنه لما اجتمعت الروم يوم اليرموك استغاث أبو عبيدة عمر فأمده بسعيد بن عامر بن حذيم، وله أخبار عجيبة في زهده لا نطول بذكرها. أخبرنا أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن الدمشقي إجازة قال: أخبرنا أبي، أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم، أخبرنا عبد العزيز الكناني، أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر، أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب، أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم البغدادي أخبرنا محمد بن يحيى، أخبرنا عبد الله بن نوح، أخبرنا مالك بن دينار، عن شهر بن حوشب، قال: لما قدم عمر حمص أمرهم أن يكتبوا له فقراءهم، فرفع الكتاب، فإذا فيه سعيد بن عامر، قال: من سعيد بن عامر؟ قالوا: يا أمير المؤمنين، أميرنا. قال: وأميركم فقير؟ قالوا: نعم. فعجب فقال: كيف يكون أميركم فقيراً! أين عطاؤه؟ أين رزقه؟ قالوا: يا أمير المؤمنين، لا يمسك شيئاً، قال: فبكى عمر، ثم عمد إلى ألف دينار فصرها وبعث بها إليه، وقال: أقرئوه مني السلام، وقولوا له: بعث بها إليك أمير المؤمنين، فاستعن بها على حاجتك، قال: فجاء بها الرسول، فنظر إليها فإذا هي دنانير، فجعل يسترجع، فقالت له امرأته: ما شأنك؟ أصيب أمير المؤمنين؟ قال: أعظم، قالت: فظهرت آية؟ قال: أعظم من ذلك، قالت: فأمر من الساعة؟ قال: بل أعظم من ذلك، قالت: فما شأنك؟ قال: الدنيا أتتني، الفتنة أتتني، دخلت علي، قالت: فاصنع فيها ماشئت، قال لها: أعندك عون؟ قالت: نعم، فصر الدنانير فيها صرراً، ثم جعلها في مخلاة، ثم بات يصلي حتى أصبح، ثم اعترض بها جيشاً من جيوش المسلمين، فأمضاها كلها، فقالت له امرأته: لو كنت حبست منها شيئاً نستعين به! فقال لها: سمعت رسول الله ص2 يقول: "لو اطلعت امرأة من نساء الجنة إلى الأرض لملأت الأرض من ريح المسك. فإني والله ما أختار عليهن".

وتوفي بقيسارية من الشام، وهو أميرها سنة تسع عشرة، قاله الهيثم بن عدي، وقال أبو نعيم: توفي بالرقة، وبها قبره، وقيل: توفي بحمص والياً عليها بعد عياض بن غنم. وقيل: توفي سنة عشرين، وقيل: سنة إحدى وعشرين، وهو ابن أربعين سنة، ولم يعقب.

روى عنه عبد الرحمن بن سابط أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يدخل فقراء المهاجرين قبل الناس بسبعين عاماً".

أخرجه الثلاثة.

سعيد أبو عبد العزيز.

د ع، سعيد أبو عبد العزيز يعد في الصحابة، روى عنه ابنه عبد العزيز أنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خمسة نفر كانوا في سفر، فخطب بهم رجل يوم الجمعة، ثم صلى بهم، فلم يغير ذلك عليهم.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

سعيد بن عبد بن قيس.

ب س، سعيد بن عبد بن قيس، وقيل: سعيد بن عبيد بن قيس بن لقيط بن عامر بن ربيعة، وقيل: عامر بن أمية بن الحارث بن فهر القرشي الفهري.

أسلم قديماً وهاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية في قول جميعهم، قاله ابن شاهين.

أخرجه أبو عمر وأبو موسى.

قلت: كذا نسبه أبو عمر وأبو موسى، والذي ذكره ابن الكلبي في هذا النسب أنه قال: نافع بن عبد قيس بن لقيط بن عامر بن أمية بن ظرب بن الحارث بن فهر، وقال: ولد الحارث بن فهر وديعة وضبة وظربا، فولد ظرب عايشاً وأمية عامراً، فولد عامر بن أمية عبد الله ولقيطاً، فهذا يمنع أن يكون قد غلط فيه الناسخ.

ونسبه الزبير بن بكار، فقال: ولد الحارث بن فهر وديعة وظرباً، فولد ظرب بن الحارث أمية، ثم قال: ومن ولد أمية نافع بن عبد قيس بن لقيط بن عامر بن أمية، كان مع هبار بن الأسود يوم عرضا لزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد وافق الكلبي في نسبه، على أن النسابين يختلفون أكثر من هذا، وإنما أردنا أن ننبه عليه، والله أعلم.

عايش: بالياء تحتها نقطتان، وشين معجمة.

سعيد بن عبيد الثقفي.

د ع، سعيد بن عبيد الثقفي الطائفي. رمي يوم الطائف فأصيب أنفه. روى عنه ابنه إسماعيل أن أبا سفيان رمى أباه سعيداً يوم الطائف بسهم فأصاب عينه، فأتي به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن هذه عيني أصيبت في سبيل الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن شئت دعوت الله فرد عليك عينكن وإن شئت فعين في الجنة". قال: عين في الجنة.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

سعيد بن عبيد القاري.

ع س، سعيد بن عبيد القاري. وقيل: سعد، وقد تقدم، روى عبد الرزاق عن الثوري، عن قيس ابن مسلم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن سعيد بن عبيد، وكان يدعى في زمن النبي صلى الله عليه وسلم: القاري، وكان لقي عدواً فانهزم منهم، فقال له عمر: هل لك في الشام. لعل الله أن يمن عليك بالشهادة؟ قال: لا، إلا العدو فررت منهم، قال: فخطبهم بالقادسية، فقال: إنا لاقو العدو غداً إن شاء الله، وإنا مستشهدون، فلا تغسلوا عنا دماً، ولا نكفن إلا في ثوب كان علينا.

أخرجه أبو نعيم وأبو موسى، وقال أبو موسى: أورده أبو زكرياء مستدركاً على جده، يعنى ابن منده، وأورده جده في سعد، إلا أن الطبراني وغيره أورده في سعد، وسعيد جميعاً. قلت: وقد أورده أبو نعيم فيهما جميعاً، وقد أخذ بعض العلماء، وهو عبد الغني بن سرور المقدسي على أبي نعيم هذه الترجمة، وقال: قال يعني أبا نعيم: سعد بن عبيد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية القاري الأنصاري، وكذر ما تقدم ذكره في سعد بن عبيد من شهوده بدراً وغير ذلك، ثم قال: وقال: يعني أبا نعيم، بعد تراجم كثيرة: سعد بن النعمان بن قيس بن عمرو الظفري شهد بدراً، قال: وروى، يعني أبا نعيم، بإسناده عن عروة فيمن شهد بدراً من الأنصار: سعد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية الظفري، فإن أبا نعيم أسقط أباه ونسبه إلى جده، فإنه سعد بن عبيد بن النعمان، وقال: ذكر أبو نعيم في ترجمة أخرى في باب سعيد: سعيد بن عبيد القاري، وكان لقي عدواً فانهزم منهم، فقال عمر: هل لك في الشام؟ وقد ذكرناه في هذه الترجمة، قال عبد الغني: هذه التراجم الثلاث لرجل واحد، وهو سعد بن عبيد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية القاري المذكور في الترجمة الأولى، والترجمة التي قال فيها: سعيد، لا قائل به.

قلت: هذا القول وهم منه، فإن أبا نعيم قد روى سعيداً عن الطبراني، وهو الإمام الثقة الحافظ، وقال أبو موسى، كما ذكرناه عنه أول الترجمة: أورده أبو زكرياء مستدركاً على جده، وأورده جده في سعد، إلا أن الطبراني وغيره أورده في سعد، وسعيد جميعاً، فهذا كلام أبي موسى يوافق أبا نعيم في أن الطبراني أخرجه، وزاد على أبي نعيم بقوله: وغيره فكيف يقول عبد الغني: لا قائل به. فلو ترك أبو نعيم هذه الترجمة كما تركها ابن منده لا ستركوه عليه، كما استدركوه على ابن منده، وحيث ذكره قيل هما واحد، ولم يقل أحد إنه سعيد، فما الحيلة؟ الله المستعان.

وقول عبد الغني إن سعد بن النعمان بن قيس الظفري أسقط أبو نعيم أباه عبيداً، ونسبه إلى جده، وجعله في الرواية عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة ظفرياً، وساق نسبه إلى زيد بن أمية، وهذا تناقض ظاهر، وعبد الغني قد وافق وصرح أن هذا الإسناد إلى عروة لا يعتمد عليه، ولا وثق به، لما فيه من مخالفة الناس، فأما سعد بن عبيد، وسعيد بن عبيد، فهما واحد، وقد نبه أبو نعيم وأبو موسى، فقالا: قيل: سعد، وقال الطبراني وغيره: سعيد، وأما كونه جعل سعد بن عبيد هو سعد بن النعمان، وأن أبا نعيم نسبه في إحداهما إلى أبيه عبيد، وفي الثانية إلى جده، فكيف يكون هو هو؟ وسعد بن عبيد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس، وسعد بن النعمان لم ينسبه أبو نعيم، إنما قال: سعد بن النعمان الظفري، وظفر اسمه كعب، وهو ابن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس، لا يجتمعان إلا في مالك بن الأوس بعد عدة آباء! والذي يقع لي أن عبد الغني رأى في ترجمة سعد بن النعمان الظفري من كتاب أبي نعيم ما رواه بإسناده عن ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة في تسمية من شهد بدراً من الأنصار: سعد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية، فعبد الغني قد طعن في هذا الإسناد في غير موضع، وقال: إنه يخالف أهل السير، فكيف يعتمد عليه الآن، وأبو نعيم قد صدر هذه الترجمة بأنه ظفري، وقد روى في ترجمة سعد بن عبيد، عن ابن شهاب وموسى ابن عقبة وابن إسحاق، وغيرهم أنه من بني أمية بن زيد من بني عمرو بن عوف، والله أعلم.

سعيد بن عثمان.

س سعيد بن عثمان الأنصاري الزرقي، أخو عقبة. روى محمد بن إسحاق، عن يحيى بن عباد عن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير عن الزبير، قال: والله إني لأسمع قول معتب بن قشير، أخي بني عمرو بن عوف والنعاس يغشاني، ما أسمعه إلا كالحلم، حين قال: "لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا" ثم قال: "إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان، إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم" فالذين استزلهم الشيطان، ثم عفا الله عنهم: عثمان بن عفان، وسعيد بن عثمان، وعلقمة لن عثمان، وقال الطبراني: شهد عثمان بدراً.

أخرجه أبو موسى، وقال: أخرجه ابن منده في سعد بن عثمان.

معتب: بضم الميم وفتح العين، وكسر التاء المشددة فوقها نقطتان، وآخره باء موحدة.

سعيد العكي.

س سعيد العكي ثم الآهلي. ذكره أبو بكر بن أبي علي هكذا، قال: أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني، وإنما هو سويد الآهلي، صحفه بعضهم، وقد أورده ابن أبي علي في سويد على الصواب.

أخرجه كذا أبو موسى.

سعيد بن عمرو التميمي.

ب سعيد، وقيل: معبد بن عمرو التميمي، حليف لبني سهم، وقد قيل: إنه كان أخا تميم بن الحارث بن قيس بن عدي لأمه، قاله ابن إسحاق وموسى بن عقبة والزبير. وقال الواقدي وأبو معشر: هو معبد بن عمرو، وذكراه فيمن هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، وقال الزبير: قتل يوم أجنادين شهيداً.

أخرجه أبو عمر.

سعيد بن عمرو الأنصاري.

سعيد بن عمرو بن غزية الأنصاري. ذكره أبو عمر مدرجاً في ترجمة أخيه الحارث بن عمرو.

ذكره ابن الدباغ الأندلسي.

سعيد بن عمرو الكندي.

سعيد بن عمرو الكندي. روى حديثه محمد بن المطلب الخزاعي، عن علي بن قرين، عن عبيدة بن حريث الكندي، عن الصلت بن حبيب الشني، عن سعيد بن عمرو الكندي، قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاله ابن ماكولا.

سعيد بن القشب.

ب سعيد بن القشب الأزدي حليف بني أمية، ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم جرش.

أخرجه أبو عمر مختصراً.

سعيد بن قيس.

ع س، سعيد بن قيس بن صخر بن حرام بن ربيعة بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي.

روى عن عروة بن الزبير، في تسمية من شهد بدراً من الأنصار: سعيد بن قيس بن صخر. ونسبه كما ذكرناه.

أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.

سعيد مولى كبيرة.

د ع، سعيد مولى كبير بنت سفيان، مسح النبي صلى الله عليه وسلم رأسه.

روى يحيى بن أبي ورقة بن سعيد، عن أبيه، قال: حدثتني مولاتي كبيرة بنت سفيان، وكانت قد أدركت الجاهلية والإسلام، وكانت من المبايعات، قالت: قلت: يا رسول الله، إني وأدت أربع بنات لي في الجاهلية؟ قال: "أعتقي أربع رقاب". قالت: فأعتقت أباك سعيداً، وابنه ميسرة، وجبيراً، وأم ميسرة.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

سعيد بن مينا.

سعيد بن مينا، مولى النبي صلى الله عليه وسلم، ذكره الحافظ أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، في كتاب المتفق والمفترق له، فقال: سعيد بن مينا اثنان، أحدهما يذكر أن له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه عطاء بن أبي رباح، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "فر من المجذوم فرارك من الأسد".

ذكره الأشيري.

سعيد بن نمران.

ب سعيد بن نمران الهمداني الناعطي. كان كاتباً لعلي، وأدرك من حياة النبي صلى الله عليه وسلم أعواماً، وشهد اليرموك، وسار إلى العراق مدداً لأهل القادسية، وكان من أصحاب حجر ابن عدي، وسيره زياد مع حجر إلى الشام، فأراد معاوية قتله مع حجر، فشفع فيه حمزة بن مالك الهمداني، فخلى سبيله، ولما غلب المختار على الكوفة استقضى عبد الله بن عتبة بن مسعود، فتمارض، ولما ولي مصعب بن الزبير الكوفة، استقضى سعيد بن نمران ثم عزله، وولى عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، وروى سعيد عن أبي بكر، روى عنه عامر بن سعد.

أخرجه أبو عمر مختصراً.

سعيد بن نوفل.

د ع، سعيد بن نوفل. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الإستئذان، رواه علي بن زيد بن جدعان، عن عمار بن أبي عمار، عنه، بذلك.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: هو عندي مرسل.

سعيد بن وقش.

د سعيد بن وقش الأسدي. من بين غنم بن دودان، هاجر مع أهله إلى المدينة. أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، قال: ثم قدم المهاجرون أرسالاً، وكان بنو غنم بن دودان أهل إسلام، قد أوعبوا إلى المدينة مع النبي صلى الله عليه وسلم هجرةً رجالهم ونساؤهم، منهم: سعيد بن وقش.

أخرجه ها هنا ابن منده، وأخرجه أبو عمر وأبو نعيم وأبو موسى في سعيد بن رقيش، وقد تقدم ذلك والكلام عليه هناك.

قلت: وقال ابن منده ها هنا: سعيد بن وقش، أنصاري من بني غنم بن دودان، ثم ينقل عن ابن إسحاق: وكان بنو غنم بن دودان أهل إسلام، منهم: سعيد بن وقش، فكيف يكون أنصارياً وهو من بني غنم بن دودان، وهم بطن من أسد بن خزيمة! ولعله حيث رأى رقيش ظنه غلطاً، ووقش من أسماء الأنصار من بني عبد الأشهل، فجعله أنصارياً، ولم ينظر إلى أنه متناقض، والله أعلم.

سعيد بن وهب.

س سعيد بن وهب الخيواني الهمداني. أدرك الجاهلية، كوفي يروي عن الصحابة.

أخرجه أبو موسى مختصراً.

سعيد بن يربوع.

ب د ع، سعيد بن يربوع بن عنكثة بن عامر بن مخزوم القرشي المخزومي، أبو هود، وقيل أبو عبد الرحمن، وأمه هند بنت سعيد بن رئاب بن سهم، وقال الزبير: أمه هند بنت أبي المطاع بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة.

قيل: أسلم قبل الفتح وشهده، وقيل: هو من مسلمة الفتح، وكان اسمه صرماً فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سعيداً، وقال علي بن المديني: كان لقبه صرماً، وقال غيره: أصرم فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سعيداً، وليس بشيء.

وروى عمر بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع بن عنكثة، عن أبيه، عن جده، وكان اسمه الصرم، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سعيداً، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "أينا أكبر، أنا أو أنت"؟ فقلت: يا رسول الله، أنت أكبر مني وأخير، وأنا أقدم ميلاداً منك، وذكره في المؤلفة قلوبهم، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاه من غنائم حنين خمسين بعيراً.

وروى أيضاً قصة ابن خطل والحويرث بن نقيد وابن أبي سرح ومقيس بن صبابة، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتلهم، فأما حويرث فقتله علي، وأما مقيس فقتله الزبير، وأما ابن أبي سرح فاستأمن له عثمان، وأما ابن خطل فقتل أيضاً.

وتوفي سعيد سنة أربع وخمسين بالمدينة وقيل بمكة، وكان عمره مائة سنة وأربعاً وعشرين سنة، وقيل: مائة سنة وعشرون سنة، وله دار بالمدينة، وعمي أيام عمر بن الخطاب، فأتاه عمر يعزيه بذهاب بصره، وقال: لا تدع الجمعة ولا الجماعة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "ليس لي قائد، فبعث إليه عمر بقائد من السبي".

أخرجه الثلاثة.

سعيد بن يزيد.

ب د ع، سعيد بن يزيد الأزدي من أزد بن الغوث، يعد في المصريين، روى عنه أبو الخير اليزني، وزعم أن له صحبة.
روى الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن سعيد بن يزيد أن رجلاً قال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصني، قال: "أوصيك أن تستحي من الله، عز وجل، كما تستحي رجلاً صالحاً من قومك".

قال أبو عمر: وأما الذي رأينا من روايته فعن ابن عمر.

أخرجه الثلاثة.

سعيد بن سهيل.

ب سعيد، بضم السين وفتح العين، تصغير سعد، فهو سعيد بن سهيل الأنصاري الأشهلي، مذكور فيمن شهد بدراً، ولم يذكره ابن إسحاق، أخرجه أبو عمر هكذا مضموماً.

قلت: قد أخذ عليه بعض العلماء هذا، قال: قد ذكره أبو عمر في سعيد، بفتح العين، ابن سهيل، وعاد ذكره ها هنا، وليس على أبي عمر في هذا مطعن، فإن ذلك من بني عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار خزرجي، ولا ينسب إلى هذا أشهلي، فإذا قيل: أشهلي مطلقاً، فلا يراد به إلا عبد الأشهل بن جشم بن الحارث من الأوس، وذلك ذكره بان منده وأبو نعيم: سعد بن سهيل، وذكره أبو عمر: سعيد، بزيادة ياء، وقالوا: إن ابن إسحاق ذكر أنه شهد بدراً، وذكر أبو عمر هذا، وقال: لم يذكره ابن إسحاق فيمن شهد بدراً، ويمكن أن يكون أبو عمر أخطأ في تصغيره، وحيث صغره لم نر ابن إسحاق ذكره، ولكنه يبعد من مثل ذلك الإمام الفاضل أن يشتبه عليه هذا فيعدل عن تلك الترجمة، وهو قد انتهى إلى هذه المصغرة من غير يقين، والله أعلم.

سعير بن سوادة.

د ع، سعير، بضم السين وفتح العين وبعد الياء راء، هو: سعير بن سوادة العامري، اتى النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه عتوارة.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصراً، وقال أبو نعيم: ذكره بعض المتأخرين وقال: هو سفيان بن سوادة، ولم يذكر ابن منده هذا في هذه الترجمة، والله أعلم.

سعير بن العداء.

د ع، سعير بن العداء الفرعي، يعد في الحجازيين.

روى عبد الله بن يحيى بن سليمان، قال: أتاني ابن لسعير بن العداء، ومعه كتاب من محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعير بن عداء: إني أحضرتك الزجيج وذكر الحديث.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

باب السين والفاء

سفيان بن أسد.

ب د ع، سفيان بن أسد، ويقال: ابن أسيد، وأسيد الحضرمي، شامي، روى عنه جبير بن نفير.

أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء الثقفي إجازة بإسناده إلى أبي بكر بن أبي عاصم، قال: حدثنا الحوطي، عن عبد الوهبا بن نجدة، عن بقية بن الوليد، عن ضبارة بن مالك الحضرمي، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن أبيه، عن سفيان بن أسد الحضرمي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "كبرت جنايةً أن تحدث أخاك حديثاً هو لك مصدق، وأنت له كاذب".

أخرجه الثلاثة.

سفيان بن ثابت.

ب سفيان بن ثابت الأنصاري. استشهد يوم بئر معونة، هو واخوه مالك بن ثابت، ذكر ذلك الواقدي.

أخرجه أبو عمر.

سفيان بن حاطب.

ب س، سفيان بن حاطب بن أمية بن رافع بن سويد بن حرام بن الهيثم بن ظفر الأنصاري الظفري، شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد، واستشهد يوم بئر معونة، ذكره ابن شاهين.

أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.

سفيان بن الحكم.

ب د ع، سفيان بن الحكم بن سفيان الثقفي.

أخبرنا أبو القاسم يعيش بن صدقة بن علي الفقيه بإسناده إلى أبي عبد الرحمن النسائي، قال: أخبرنا أحمد بن حرب، أخبرنا قاسم بن يزيد الجرمي، أخبرنا سفيان، عن منصور، عن مجاهد، عن الحكم بن سفيان، أوسفيان بن الحكم الثقفي، قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فنضح فرجه.

ورواه شعبة ووهب، عن منصور، عن الحكم بن سفيان، عن أبيه نحوه.

أخرجه الثلاثة.

سفيان بن خولي.

سفيان بن خولي بن عبد عمرو بن خولي بن همام بن الفاتك بن جابر بن حدرجان بن عساس بن ليث بن حداد بن ظالم بن ذهل بن عجل بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس، العبدي من عبد القيس، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم.

ذكره ابن الكلبي.

سفيان بن أبي زهير.

ب د ع، سفيان بن أبي زهير الأزدي الشنوي، من أزد شنوءة، واسم أبي زهير القرد، قاله ابن المديني وشباب، وقيل: سفيان بن نمير بن مرارة بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث، وقيل: إنه نميري، وقيل نمري، والأول أكثر. ولا يختلفون أنه من أزد شنوءة، فربما كان في أجداده من اسمه نمر أو نمير، فنسب إليه، قال أبو أحمد العسكري يعني أنه من النمر ابن عثمان بن نصر بن زهران. وهذا النسب المتقدم ذكره ابن منده وأبو نعيم، ولا شك قد سقط منه شيء، وهو معدود في أهل المدينة.

أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد وأبو ياسر بن أبي حبة بإسناديهما إلى مسلم بن الحجاج، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، أخبرنا وكيع، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، عن سفيان بن أبي زهير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يفتح الشام، فيخرج قوم من المدينة بأهلهم يبسون، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون".

أخبرنا أبو الحرم مكي بن زيان بن شبه النحوي بإسناده عن يحيى بن يحيى، عن مالك بن أنس، عن يزيد بن خصيفة، عن السائب بن يزيد، عن سفيان بن أبي زهير، وهو رجل من أزد شنوءة، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، يقول: "من اقتنى كلباً لا يغني عنه زرعاً ولا ضرعاً، نقص من عمله كل يوم قيراط"، قال: أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: إي ورب هذا المسجد.

وقال أبو أحمد العسكري: روى جرير، عن هشام بن عروة فقال: سفيان بن أبي العوجاء، وهما واحد، ولعل أبا العوجاء لقب، وجعله ابن أبي عاصم ثقيفاً، والله أعلم.

أخرجه الثلاثة.

سفيان بن زيد.

د ع، سفيان بن زيد الأزدي، من أزد شنوءة، ذكره محمد بن إسماعيل البخاري في الصحابة. أخرجه ابن منده وأبو نعيم. وقال أبو نعيم: وقيل: ابن زيد، روى عنه ابن سيرين في العتيرة.

سفيان بن سهل.

د ع، سفيان بن سهل، وقيل: ابن أبي سهل. روى شريك، عن عبد الملك بن عمير، عن قبيصة بن جابر، عن المغيرة بن شعبة، قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو آخذ بحجزة سفيان بن سهل، وهو يقول: "يا سفيان، لا تسبل إزارك، فإن الله لا يحب المسبلين".

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

سفيان بن صهابة.

د ع، سفيان بن صهابة المهري، وهو الخريق الشاعر، قاله ابن أبي داود.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصراً.

سفيان بن عبد الأسد.

ب سفيان بن عبد الأسد. مذكور في المؤلفة قلوبهم، فيه نظر.

أخرجه أبو عمر.

سفيان بن عبد الله.

ب د ع، سفيان بن عبد الله بن أبي ربيعة بن الحارث بن مالك بن حطيط بن جشم بن ثقيف، الثقفي الطائفي، كذا نسبه أبو أحمد العسكري.

له صحبة ورواية، وكان عاملاً لعمر بن الخطاب رضي الله عنه على الطائف، استعمله عليه إذ عزل عثمان بن أبي العاص عنها، ونقل عثمان إلى البحرين.

روى عن سفيان ابنه عبد الله بن سفيان، ويقال: ابنه الحكم بن سفيان، وعروة بن الزبير، ومحمد بن عبد الله بن ماعز، ونافع بن جبير.

روى ابن شهاب، عن محمد بن عبد الرحمن بن ماعز العامري، عن سفيان بن عبد الله الثقفي، قال: قلت: يا رسول الله، حدثني بأمر أعتصم به، قال: "قل: ربي الله، ثم استقم".

وقد رواه شعبة، عن يعلى بن عطاء، عن عبد الله بن سفيان، عن أبيه. ورواه بشر بن المفضل، عن سفيان بن عبد الله، عن أبيه.

أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر قال: محمد بن عبد الله بن ماعز، وقال ابن منده وأبو نعيم: محمد بن عبد الرحمن بن ماعز، وهو أصح.

أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد الخطيب، أخبرنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن البطر إجازة إن لم يكن سماعاً، أخبرنا أبو محمد بن يحيى البيع، أخبرنا الحسين المحاملي، أخبرنا يوسف بن موسى، أخبرنا جرير، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن سفيان بن عبد الله الثقفي، قال: قلت: يا رسول الله، قل لي قولاً في الإسلام لا أسأل عنه أحداً بعدك. قال: قل: آمنت بالله، عز وجل، ثم استقم.

أخرجه الثلاثة.

سفيان بن عطية.

ب د ع، سفيان بن عطية بن ربيعة الثقفي. وقال ابن أبي خثيمة: هو عطية بن سفيان. وهو طائفي، قدم مع وفد ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى محمد بن إسحاق، عن عيسى بن عبد الله، عن سفيان بن عطية بن ربيعة الثقفي، قال: وفدنا من ثقيف على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضرب لهم قبة، فأسلموا في النصف من رمضان، فأمرهم فصاموا ما استقبلوا منه، ولم يأمرهم بقضاء ما فاتهم.

أخرجه الثلاثة.

سفيان بن عمير.

س سفيان بن عمير بن وهب، من بني النضير، ذكرناه في سعد بن وهب، أخرجه أبو موسى كذا مختصراً.

سفيان بن أبي العوجاء.

ع س، سفيان بن أبي العوجاء، أبو ليلى الأنصاري، أورده الطبراني وغيره في هذا الباب، يعرف بكنيته. ويرد في الكنى، فإنه بها أشهر، إن شاء الله تعالى، واختلف في اسمه على وجوه كثيرة، فقيل: سفيان، وقيل: أوس، وقيل: بلال، وقيل: داود، ويرد في غير هذا الباب إن شاء الله تعالى، من الكنى وغيرها.

أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.

قلت: قال بعض العلماء: سفيان بن أبي العوجاء رجل من التابعين، ليست له صحبة، يكنى: أبا ليلى أيضاً، فقولهما في اسم أبي ليلى سفيان، مهم منهما، قال مسلم: سفيان بن أبي العوجاء أبو ليلى، عن أبي شريح. وقال البخاري: سفيان بن أبي العوجاء عن أبي شريح. وقال أبو أحمد: سفيان بن أبي العوجاء أبو ليلى السلمي، عن أبي شريح خويلد بن عمرو الخزاعي. وقال أبو أحمد العسكري: سفيان بن أبي العوجاء النمري. قال: وهما واحد: يعني هو وسفيان بن أبي زهير النمري، الذي تقدم ذكره، قال: ولعل أبا العوجاء لقب له، والله أعلم.

سفيان بن قيس بن أبان.

ب د ع، سفيان بن قيس بن أبان الثقفي الطائفي، له صحبة، ولأخيه وهب بن قيس صحبة، روت عنهما أميمة بنت رقيقة، عن رقيقة، قالت: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يطلب النصر من الطائف، فدخل علي فسقيته سويقاً، فشرب، وقال: "لاتعدب طاغيتهم، ولا تصلي لها". فقلت: إذن يقتلوني، فقال: "إذا جاءوك فقولي: ربي رب هذه الطاغية ووليها ظهرك إذا صليت". قالت: بنت رقيقة: حدثني أخواي وهب وسفيان ابنا قيس، قالا: لما أسلمت ثقيف أتينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما فعلت أمكما؟ فقلنا: ماتت على الحال التي تركت. فقال: أسلمت أمكما إذاً.

أخرجه الثلاثة.

سفيان بن قيس الكندي.

س سفيان بن قيس الكندي. وفد مع الأشعث بن قيس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأمره أن يؤذن لهم، فلم يزل يؤذن حتى مات.

أخرجه أبو موسى.

قلت: هذا سفيان، قيل فيه: سيف، وهو أخو الأشعث، وقد ذكرناه في سيف.

سفيان بن مجيب.

د ع، سفيان بن مجيب. ذكر أنه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه حجاج بن عبيد الثمالي في صفة جهنم أن فيها سبعين ألف واد.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصراً، وقد روى أبو عمر هذا الحديث في نفير بن مجيب بالنون، ووافقه البخاري وابن أبي حاتم والدارقطني وابن ماكولا، ويذكر هناك إن شاء الله تعالى، إلا أن ابن قانع وابن منده وأبا نعيم ذكروه: سفيان، وقد ذكره أبو أحمد العسكري، فقال: نفير بن مجيب، أو سفيان بن مجيب، روى أن في جهنم سبعين ألف واد، والله أعلم.

سفيان بن معمر.

ب د ع، سفيان بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي، أخو جميل بن معمر، يكنى أبا جابر، كان من مهاجرة الحبشة، وابنه الحارث بن سفيان أتى به من أرض الحبشة. قال ابن إسحاق: هاجر سفيان بن معمر الجمحي ومعه ابناه جابر وجنادة، ومعه حسنة امرأته، وهي أمهما، وأخوهما لأمهما شرحبيل بن حسنة. وقال ابن إسحاق: كان سفيان من الأنصار، ثم أحد بني زريق بن عامر من بني جشم بن الخزرج، قدم مكة فأقام بها، ولزم معمر بن حبيب الجمحي فتبناه، وزوجه حسنة ولها شرحبيل من رجل آخر، وغلب معمر على نسب سفيان هذا ونسب بنيه، فهم ينسبون إليه، قال: وهلك سفيان وابناه جابر وجنادة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

وقال الزبير بن بكار: هو سفيان بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، أمه أم ولد، وهو من مهاجرة الحبشة، وكانت تحته حسنة التي سنسب إليها شرحبيل بن عبد الله بن المطاع، وتبنته وليس بابن لها، كانت مولاة لمعمر بن حبيب، قال: وليس لسفيان ولا لأخيه جميل بن معمر عقب.

وروى موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، في تسمية الذين هاجروا إلى أرض الحبشة بن بني جمح: سفيان بن معمر بن حبيب.

سفيان بن نسر.

ب س، سفيان بن نسر بن زيد بن الحارث الأنصاري الخزرجي، من بني جشم بن الحارث بن الخزرج، شهد بدراً وأحداً، قاله أبو عمر.

وقال ابن ماكولا: سفيان بن نسر بن عمرو الأنصاري، يعني بالنون والسين المهملة، ومثله قال ابن الكلبي: وأبو موسى، وعبد الملك بن هشام، والواقدي. وعبد الله بن محمد عمارة القداح.

قال محمد بن حبيب: من قال فيه: بشر بالباء الموحدة والشين المعجمة فقد أخطأ، إنما هو نسر بالنون، والسين المهملة.

وروى البكائي، عن محمد بن إسحاق: بشر، بالباء والشين المعجمة.

وروى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق: بشير بن زيادة ياء تحتها نقطتان، والأول أصح وأكثر.

قال ابن ماكولا: الصواب نسر، يعنى بالنون والسين المهملة: قال: وقيل: إنه ليس من الأنصار، وإنما هو حليف لهم.

أخرجه أبو عمر وأبو موسى.

سفيان أبو النضر.

ب س، سفيان أبو النضر الهذلي. روى عنه ابنه النضر، قال: خرجنا في عير لنا إلى الشام، فلما كنا بين الزرقان ومعانة عرسنا من الليل، فإذا بفارس يقول وهو بين السماء والأرض: أيها الناس، هبوا، فليس هذا بحين رقاد قد خرج أحمد، وطردت الشياطين كل مطرد، ففزعنا، فرجعنا إلى أهلنا فإذا هم يذكرون اختلافاً بمكة بين قريش، وقد خرج فيهم نبي من بني عبد المطلب اسمه أحمد.

قال ابن أبي حاتم: النضر بن سفيان الدؤلي، عن أبي هريرة، روى عنه مسلم بن جندب.

أخرجه أبو عمر وأبو موسى.

سفيان بن هانئ.

د ع، سفيان بن هانئ بن جبر بن عمرو بن سعد الفوي، بن ذاخر بن شرحبيل بن عمرو بن شرحبيل بن عمرو بن يعفر بن عريب بن شراحيل ويقال: شرحبيل ثويب أبو سالم الجيشاني، عداده في المصريين.

وفد على علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، وعن عقبة بن عامر، وزيد بن خالد، وكان علوي المذهب، روى عنه الحارث بن يزيد، وواهب بن عبد الله، وغيرهما، اختلف في صحبته.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

الفوي: بفتح الفاء وتشديد الواو.

سفيان بن همام.

ب د ع، سفيان بن همام المحاربي، من محارب بن خصفة بن قيس عيلان، وقيل: من محارب عبد القيس.

روى يزيد بن الفضل بن عمرو بن سفيان المحاربي، عن أبيه، عن جده، عن سفيان بن همام، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "انه قومك عن نبيذ الجر، فإنه حرام من الله ورسوله".

أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وجعلاه من محارب بن خصفة، ووافقهما ابن أبي عاصم، وجعله أبو عمر من عبد القيس، وهو الأظهر عندي، لأنه قد تكرر النهي من النبي صلى الله عليه وسلم لعبد القيس عن نبيذ الجر، وفي عبد القيس محارب ينسب إليه، وهو محارب بن عمرو ابن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس، وقد تقدم لابن منده مثلها في أبان المحاربي، وقد تقدم الكلام عليه.

سفيان بن وهب.

ب د ع، سفيان بن وهب الخولاني، يكنى أبا أيمن، وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وحضر حجة الوداع، وشهد فتح مصر، وإفريقية، وسكن المغرب، روى عنه أبو الخير مرثد ابن عبد الله، وأبو عشانة، ومسلم بن يسار.
حدث عبد الله بن وهب، عن عبد الرحمن بن شريح، عن سعيد بن أبي شمر السبائي، قال: سمعت سفيان بن وهب الخولاني يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تأتي المائة وعلى الأرض أحد باق".
وروى عنه غياث بن أبي شبيب من أهل بيت جبرين، قال: كان يمر بنا سفيان بن وهب صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. ونحن بالقيروان، ونحن غلمة، فيسلم علينا وهو معتم بعمامة قد أرخاها من خلفه.
أخبرنا عبد الوهاب بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا حسن بن موسى، أخبرنا ابن لهيعة، حدثني أبو عشانة: أن سفيان بن وهب الخولاني حدثه: أنه كان تحت ظل راحلة رسول الله يوم حجة الوداع، أو أن رجلاً حدثه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وغدوة في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وإن المؤمن على المؤمن: عرضه وماله ونفسه حرام، كما هذا اليوم".

أخرجه الثلاثة.

سفيان بن يزيد.

ب د، سفيان بن يزيد الأزدي، من أزد شنوءة. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه محمد بن سيرين في العتيرة.

أخرجه ابن منده وأبو عمر.

قلت: هذا سفيان بن يزيد، هو سفيان بن زيد، وتقدم ذكره، أخرجه ابن منده ترجمتين وهما واحدة، وأخرجه أبو نعيم ترجمة واحدة فقال: سفيان بن زيد، وقيل: يزيد. وأخرجه أبو عمر ترجمة واحدة، وهي هذه، والجميع واحد.

سفينة.

ب د ع، سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل: مولى أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهي أعتقته، واختلف في اسمه، فقيل: مهران، وقيل: رومان: وقيل: عبس كنيته أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو البختري، والأول أكثر روى عنه حشرج بن نباتة، وسعيد بن جهمان.

روى عنه محمد بن المنكدر أنه قال: ركبت سفينة فانكسرت، فركبت لوحاً منها فطرحني إلى الساحل، فلقيني أسد، فقلت: يا أبا الحارث، أنا سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: فطأطا رأسه، وجعل يدفعني بجنبه، أو بكتفه، حتى وقفني على الطريق، فلما وقفني على الطريق همهم، فظننت أنه يودعني.
وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم، سفينة، لأنه كان معه في سفر فكلما أعيا بعض القوم ألقى علي سيفه وترسه ورمحه حتى حملت شيئاً كثيراً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أنت سفينة"، فبقي عليه.
وكان يسكن بطن نخلة، وهو من مولدي العرب، وقيل: هو من أبناء فارس، واسمه سقية بن مارفنه، وكان إذا قيل له: ما اسمك؟ يقول: ما أنا بمخبرك، سماني رسول الله صلى الله عليه وسلم سفينة، فلا أريد غيره. وقال: أعتقني أم سلمة وشرطت علي خدمة النبي صلى الله عليه وسلم. أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن مهران، وغير واحد قالوا بإسنادهم إلى محمد بن عيسى بن سورة، قال: حدثنا أحمد بن منيع، أخبرنا سريج بن النعمان، حدثني حشرج بن نباتة، عن سعيد بن جهمان، قال: حدثنا سفينة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الخلافة في أمتي ثلاثون سنةً ثم ملك بعد ذلك". ثم قال لي سفينة: امسك خلافة أبي بكر وخلافة عمر وخلافة عثمان، ثم قال: امسك خلافة علي فوجدناها ثلاثين سنة. قال سعيد: فقلت له: إن بني أمية يزعون أن الخلافة فيهم؟ فقال: كذب بنو الزرقاء، بل هم ملوك من شر الملوك.

باب السين والكاف

سكبة بن الحارث.

ب د ع، سكبة بن الحارث الأسلمي. له صحبة، روى عبد الله بن شقيق، عن رجاء الأسلمي، قال: أخذ محجن بيدي حتى انتهينا إلى مسجد البصرة، فوجدنا بريدة الأسلمي قاعداً على باب من أبواب المسجد، ورجل في المسجد يقال له" سكبة، يطيل الصلاة، وكان في بريدة مزاحة، فقال بريدة: يا محجن، ألا تصلي سكبة؟ فلم يرد عليه محجن.

رواه أبو داود الطيالسي، عن أبي عوانة، عن أبي بشر، عن رجاء.

أخرجه الثلاثة.

السكران بن عمرو.

ب د ع، السكران بن عمرو بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر ابن لؤي، أخو سهيل بن عمرو، وهو من مهاجرة الحبشة، هاجر إليها ومعه امرأته سودة بنت زمعة، وتوفي هناك، قاله موسى بن عقبة وأبو معشر، والزبير. وقال ابن إسحاق والواقدي: رجع السكران إلى مكة فمات بها قبل الهجرة إلى المدينة، وخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم على زوجته سودة بنت زمعة.

أخرجه الثلاثة.

سكن الضمري.

ب د ع، سكن الضمري، وقيل: سكين، روى عنه عطاء بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المؤمن يأكل في معىً واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء".

أخرجه الثلاثة.

سكينة.

س سكينة. روى الحسن بن عبيد الله، بن عبد الله، عن زياد أو ابن زياد ابن سكينة عن أبيه عن جده سكينة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو أن الدين معلق بالثريا لتناوله رجال من أبناء فارس". قال سكينة: أوصى إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أسأل أحداً شيئاً.

أخرجه أبو موسى، وقال: هذا وهم والصواب: ابن عبيد بن الأسود بن سويد بن زياد بن سفينة، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن أبيه، عن جده الأسود، عن أبيه، عن جده سفينة، بمعناه، وهذا أصح.

أخرجه أبو موسى.