باب العين - القسم الثالث

عبد الله بن عبد الله بن أبي الأنصاري

"ب د ع" عبد الله بن عبد الله بن أبي بن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي. وسالم يقال له: "الحبلى" لعظم بطنه. وله شرف في الأنصار، وأبوه "عبد الله بن أبي" هو المعروف بابن سلول، وكانت سلول امرأة من خزاعة، وهي أم أبي، وابنه عبد الله بن أبي هو رأس المنافقين، وكان ابنه عبد الله بن عبد الله من فضلاء الصحابة وخيارهم، وكان اسمه الحباب، وبه كان أبوه يكنى أبا الحباب، فلما أسلم سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله.

وشهد بدراً، وأحداً، والمشاهد كلها مع رسول اللهصل. وكانت الخزرج قد أجمعت على أن يتوجوا أباه عبد الله بن أبي ويملكوه أمرهم قبل الإسلام، فلما جاء النبي صلى الله عليه وسلم رجعوا عن ذلك، فحسد النبي صلى الله عليه وسلم، وأخذته العزة، فأضمر النفاق، وهو الذي قال في غزوة بني المصطلق: "لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل" "المنافقون8" فقال ابنه عبد الله للنبي صلى الله عليه وسلم: هو والله الذليل وأنت العزيز يا رسول الله، إن أذنت لي في قتله قتلته، فوالله لقد علمت الخزرج ما كان بها أحد أبر بوالده مني، ولكني أخشى أن تأمر به رجلاً مسلماً فيقتله، فلا تدعني نفسي أنظر إلى قاتل أبي يمشي على الأرض حياً حتى أقتله، فأقتل مؤمناً بكافر فأدخل النار. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "بل نحسن صحبته ونترفق به ما صحبنا، ولا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه ولكن بر أباك وأحسن صحبته".

فلما مات أبوه سأل ابنه عبد الله النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه: أخبرنا إسماعيل بن علي وغير واحد قالوا بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي قال: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا يحيى بن سعيد، حدثنا عبيد الله، أخبرنا نافع، عن ابن عمر قال: "جاء عبد الله بن عبد الله بن أبي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مات أبوه، فقال: أعطني قميصك أكفنه فيه، وصل عليه، واستغفر له. فأعطاه قميصه وقال: "إذا فرغتم فآذنوني". فلما أراد أن يصلي عليه جذبه عمر وقال: أليس قد نهى الله عز وجل أن تصلي على المنافقين؟ فقال: أا بين خيرتين: استغفر لهم أو لا تستغفر لهم. فصلى عليه فأنزل الله تعالى: "ولا تصل على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره" "التوبة 84" فترك الصلاة عليهم.

قال ابن منده: أصيب أنف عبد الله بن عبد الله يوم أحد، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يتخذ أنفاً من ذهب.
وقال أبو نعيم: روى عروة بن الزبير، عن عائشة، عن عبد الله بن عبد الله بن أبي أنه قال: ندرت ثنيتي، فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اتخذ ثنية من ذهب. وقال: هذا هو المشهور، وقول المتأخر -يعني ابن منده- :أصيب أنفه. وهم.

وبقي عبد الله إلى أن قتل يوم اليمامة في حرب مسيلمة الكذاب شهيداً، في خلافة أبي بكر سنة اثنتي عشرة.

أخرجه الثلاثة.

عبد الله بن عبد الله الأعشى

"ب" عبد الله بن عبد الله الأعشى المازني. وقد تقدم في الهمزة، وفي أول العبادلة، لأن أباه عبد الله يعرف بالأعور، روى عنه معن بن ثعلبة، وصدقة المازني، والد طيسلة بن صدقة.

أخرجه أبو عمر.

عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية المخزومي

"ب س" عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية المخزومي، وهو ابن أخي أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم.

ذكره جماعة في الصحابة، وفيه نظر، قال أبو عمر: لا تصح عندي صحبته لصغره. روى عنه عروة بن الزبير، ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان.

أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثنا أبي، حدثنا يعقوب، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثنا هشام بن عروة، عن ابيه، عن عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة المخزومي قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد متوشحاً به ما عليه غيره.

وذكره ابن شاهين وقال: توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثماني سنين. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه رآه يصلي.

قال الطبري: أسلم عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية مع أبيه، وعاش بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أبو عمر وأبو موسى، إلا أن أبا موسى قال: عبد الله بن أبي عبد الله بن أمية، فنقل "أبي" من "أمية"، وجعله مع "عبد الله" الثاني، وليس بصحيح، والصواب ما ذكرناه أول الترجمة، وقد تقدم نسبه عند ذكر أبيه.

عبد الله بن عبد الله بن ثابت

عبد الله بن عبد الله بن ثابت بن قيس بن هيشة، أبو الربيع الأنصاري. قال الواقدي والكلبي: هو الذي عاده رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "غلبنا عليك أبا الربيع". وقيل: كان هذا مع أبيه. قالا: ولما مات هذا -عبد الله- كفنه النبي صلى الله عليه وسلم في قميصه، والله أعلم.

قاله الغساني مستدركاً على أبي عمر.

عبد الله بن عبد الله بن عتبان

"س" عبد الله بن عبد الله بن عتبان الأنصاري.

روى الحافظ أبو موسى بإسناده عن أبي الشيخ الحافظ قال: قال أهل التاريخ: عبد الله بن عبد الله بن عتبان، كان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي كتب الصلح بين المسلمين وبين أهل جي.

أخرجه أبو موسى مختصراً.

عبد الله بن عبد الله بن عثمان

"د ع" عبد الله بن عبد الله بن عثمان، وهو عبد الله بن أبي بكر الصديق، ويذكر نسبه عند أبيه رضي الله عنهما. وهو أخو أسماء بنت أبي بكر لأبويها، أمها قتيلة، من بني عامر بن لؤي.

وهو الذي كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم واباه أبا بكر بالطعام وبأخبار قريشن إذ هما في الغار، كل ليلة، فمكثا في الغار ثلاث ليال. وقيل غير ذلك. وكان عبد الله يبيت عندهما وهو شاب، فيخرج من عندهما السحر، فيصبح مع قريش فلا يسمع أمراً يكادان به إلا وعاه حتى يأتيهما بخبر ذلك إذا اختلط الظلام.

وشهد عبد الله الطائف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرمي بسهم، رماه أبو محجن الثقفي فجرحه، فاندمل جرحه، ثم انتقض به، فمات منه أول خلافة أبيه أبي بكر، وذلك في شوال من سنة إحدى عشرة.
وكان إسلامه قديماً، ولم يسمع له بمشهد إلا شهوده الفتح، وحنيناً، والطائف.

كان قد ابتاع الحلة التي أرادوا أن يدفن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعة دنانير، فلم يكفن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتركها لنفسه ليكفن فيها، فلما حضرته الوفاة قال: لا تكفنوني فيها: فلو كان فيها خير لكفن فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم. ودفن بعد الظهر، وصلى عليه ابوه، ونزل في قبره أخوه عبد الرحمن، وعمر، وطلحة بن عبيد الله رضي الله عنهم.

أخرجه ها هنا أبو نعيم، وأخرجه قبل ابن منده وأبو عمر، واستدركه ها هنا أبو موسى على ابن منده.

عبد الله بن عبد الله بن عمر

"س" عبد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب. أورده ابن أبي عاصم في الآحاد، قال يزيد بن هارون: كان عبد الله بن عبد الله بن عمر أكبر ولد عبد الله. وروى سعيد بن جبير، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دفع عشية عرفة، سمع وراءه زجراً شديداً وضرباً في الأعراب، فالتفت إليهم فقال: " السكينة أيها الناس، فإن البر ليس بالإيضاع".

أخرجه أبو موسى.

عبد الله بن عبد الله بن أبي مالك

"د" عبد الله بن عبد الله بن أبي مالك.

روى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: شهد بدراً من بني عوف بن الخزرج من الأنصار: عبد الله بن عبد الله بن أبي مالك.

أخرجه ابن منده.

قلت: كذا ذكره يونس بن بكير، عن ابن إسحاق فيما سمعناه، وهو وهم منه، فإن الذي شهدها من بني عوف بن الخزرج: عبد الله بن عبد الله بن أبي بن مالك. كذا رواه ابن هشام عن البكائي، عن ابن إسحاق. ورواه أيضاً سلمة، عن ابن إسحاق. وهو الصحيح. وقد روى الثلاثة -أعني يونس والبكائي وسلمة- عن ابن إسحاق، فيمن شهد بدراً، من بني عوف بن الخزرج رجلين، أحدهما هذا، والآخر أوس بن خولي، إلا أن يونس قال: عبد الله بن أبي مالك. فخالف الجميع، وهو سهو، والله أعلم.

عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري

"ب س" عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري الأشهلي. له صحبة ورواية.

أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء كتابة بإسناده إلى ابن أبي عاصم، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن إسماعيل بن أبي حبيبة، عن عبد الله بن عبد الرحمن أنه قال: جاءنا النبي صلى الله عليه وسلم فصلى بنا في مسجد بني عبد الأشهل، فرأيته واضعاً يده في ثوبه إذا سجد.

أخرجه أبو عمر وأبو موسى.

عبد الله بن عبد الرحمن أبو رويحة

"ب" عبد الله بن عبد الرحمن، أبو رويحة الخثعمي. يذكر في الكنى إن شاء الله تعالى.

أخرجه أبو عمر.

عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر

"د" عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق. قتل يوم الطائف، أخرجه هكذا مختصراً ابن منده وحده. قلت: هذا غلط، فإن الذي قتل يوم الطائف من ولد أبي بكر رضي الله عنه إنما هو عبد الله بن أبي بكر لصلبه، لا ابن ابنه، والله أعلم.

عبد الله بن عبد المدان

"ب" عبد الله بن عبد المدان، واسم عبد المدان عمرو بن الديان، واسم الديان يزيد بن قطن بن زياد بن الحارث بن مالك بن ربيعة بن كعب بن الحارث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد الحارثي. وفد على النبي صلى الله عليه وسلمن قاله الطبري، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما اسمك"؟ قال: عبد الحجر. فقال: "أنت عبد الله".
قتله بسر بن أبي أرطاة لما سيّره معاوية إلى الحجاز، واليمن ليقتل شيعة علي، وكان عبيد الله بن العباس أميراً لعلي على اليمن، وهو زوج ابنه عبد الله، فقتله.

أخرجه أبو عمر.

عبد الله بن عبد الغافر

"س" عبد الله بن عبد الغافر. روى حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد الله بن عبد الغافر -وكان مولى للنبي صلى الله عليه وسلم-: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا ذكر أصحابي فأمسكوا، وإذا ذكر النجوم فأمسكوا، وإذا ذكر القرآن فقولوا: كلام الله عز وجل غير مخلوق، ومن قال غير هذا فهو كافر".

أخرجه أبو موسى.

عبد الله بن عبد الملك

"ب س" عبد الله بن عبد الملك. وقيل: عبد الله بن عبد الله بن مالك. وقيل: عبد الله بن عبد بن مالك بن عبد الله بن ثعلبة بن غفار بن مليل، المعروف بآبي اللحم. وإنما قيل له: "آبي اللحم" لنه كان لا يأكل ما ذبح على النصب في الجاهلية، وقيل: كان لا يأكل اللحم ويأباه. وقيل: اسمه الحويرث. وقد ذكرناه، وقتل يوم حنين.

أخرجه أبو عمر وأبو موسى.

عبد الله بن عبد مناف.

"ب د ع" عبد الله بن عبد مناف بن النعمان بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة، من بني جشم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي السلمي، أبو يحيى.

شهد بدراً، قاله عروة، وابن شهاب، وابن إسحاق، وشهد أحداً.

أخرجه الثلاثة.

عبد الله بن عبد بن هلال

"ب د ع" عبد الله بن عبد بن هلال. أنصاري، يعد في أهل قباء.

روى بشر بن عمران من أهل قباء حدثني مولي عبد الله بن عبد بن هلال قال: ما أنسى حين ذهب بي أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ادع الله له وبارك عليه. قال: فما أنسى برد يد رسول الله صلى الله عليه وسلم على يافوخي.

قال: وكان يقوم الليل ويصوم النهار. ومات وهو أبيض الرأس واللحية، وكان لا يكاد يفرق شعره من كثرته.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وعبد الثاني غير مضاف إلى اسم الله تعالى. وقال أبو نعيم: عبد الله بن عبد بن هلال. وقيل: عبد الله بن عبد الله بن هلال، والله أعلم. وأخرجه أبو عمر أيضاً وقال: عبد الله بن عبد "الله" بن هلال. أو عبيد بن هلال، وقيل: عبد هلال.

عبد الله بن عبد

"ب د ع" عبد الله بن عبد. ويقال: عبد بن عبد الثمالي أبو الحجاج، وثمالة بطن من الأزد. يعد في الشاميين، سكن حمص.

روى بقية، عن صفوان بن عمرو، وعن عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي عن عبد الله بن عبد الثمالي أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أقسمت لبررت، لا يدخل الجنة قبل سابق امتي إلا بضعة عشر رجلاً، منهم: إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، والأسباط، وموسى، وعيسى ابن مريم، صلوات الله عليهم وسلم".

وله حديث آخر، رواه إسماعيل بن عياش، عن صفوان وقال: عن عبد الرحمن بن عائذ، عن عبد الله بن عبد الثمالي.

أخرجه الثلاثة، وقد أخرجه الثلاثة أيضاً فقالوا: عبد الله أبو الحجاج الثمالي. وأخرجه ابن منده فقال: عبد الله الثمالي. وذكر له أنه روى عنه عبد الرحمن بن أبي عوف، وقد تقدم الجميع.

عبد الله بن عبس الأنصاري

"ب د ع" عبد الله بن عبس. وقيل: عُبيس، والأكثر: عَبيْس. وهو أنصاري من بني عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج.

شهد بدراً وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال الزهري: شهد بدراً من الأنصار من بني الحارث بن الخزرج: عبد الله بن عبس. ولم يترك ولداً.

أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً من الخزرج، من بني زيد بن مالك بن ثعلبة: "عبد الله بن عبس". وهذا ثعلبة هو ابن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج. أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: ليس هذا من أبي عبس بنسب، هذا خزرجي، وابو عبس أوسي، وهما من الأنصار.

عبد الله بن عبس

"ب" عبد الله بن عبس. أخرجه أبو عمر قال: شهد بدراً، ولم ينسبوه، وقالوا: هو من حلفاء بني الحارث بن الخزرج.
قلت: وهذا هو الأول الذي قبله فيما أظن، وإنما اشتبه على أبي عمر، حيث رأى في هذا أنه حليف، ولم يذكر في الأول أنه حليف. والعلماء قد اختلفوا في كثير، منهم من يجعل الرجل حليفاً، ومنهم من يجعله من القبيلة أنفسها، والله أعلم.

 

عبد الله بن عبيد الله

"س" عبد الله بن عبيد الله بن عتيق. أورده العسكري في الأفراد، ذكره أبو بكر بن "أبي" علي، بإسناده عن علي بن سعيد العطاردي، عن يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن محمد بن عبد الله بن عبيد الله بن عتيق، عن أبيه قال: سمعت رسول اله صلى الله عليه وسلم يقول: "من خرج من بيته مهاجراً في سبيل الله عز وجل -ثم ضم رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه الثلاثة- فخر عن دايته فمات، وقع أجره على الله، أو لدغته دابة فمات، وفع أجره على الله، عز وجل، أو مات كيف مات وقع أجره على الله، عز وجل، أو من قتل قعصاً، فقد استوجب المآب".

أخرجه أبو موسى، ويرد الكلام عليه في: "عبد الله بن عتيك".

عبد الله بن عتبان

"س" عبد الله بن عتبان الأنصاري. سماه عبد الباقي بن قانع.

روى عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن أبي أحمد الزبيري، عن كثير بن زيد، عن المطلب بن عبد الله، عن ابن عتبان قال قلت: يا رسول الله، إني كنت مع أهلي، فلما سمع صوتك عجلت فاغتسلت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الماء من الماء".

أخرجه أبو موسى، وقال: قد مرّ في ذكر صالح أنه كان صاحب هذه الحادثة، وقيل: عتبان، وليس لعبد الله بن عتبار ذكر في هذا الحديث، فلا أدري من أين سماه عبد الله؟! وقد ذكر أبو جعفر الطبري أن سعد بن أبي وقاص سير عبد الله بن عتبان من العراق إلى الجزيرة، فسار على الموصل إلى نصيبين، فصالحه أهلها، فلا أدري هو هذا أم غيره؟.

عبد الله بن عتبة أبو قيس الذكواني

"ب س" عبد الله بن عتبة، أبو قيس الذكواني. مدني، روى عنه سالم بن عبد الله بن عمر.

أخرجه أبو عمر مختصراً وأخرجه أبو موسى وقال: أورده ابن شاهين في الصحابة، وفرق بينه وبين ابن عتبة بن مسعود، وروى عن الزهري عن سالم بن عبد الله بن عمر قال: خرجنا مع عبد الله بن عتبة إلى أرض بريم، وريم من المدينة على قريب من ثلاثين ميلاً نقصر الصلاة.

عبد الله بن عتبة بن مسعود

"ب د ع" عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي. وهو حجازي، ويرد نسبه عند ذكر عمه: "عبد الله بن مسعود".

روى عنه ابنه حمزة أنه قال: سألت أبي عبد الله بن عتبة: أي شيء تذكر من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: أذكر أنه أخذني وأنا خماسي أو سداسي، فأجلسني ي حجره، ومسح على رأسي بيده، ودعا لي ولذريتي من بعد بالبركة.

قال أبو عمر: ذكره العقيلي في الصحابة، وغلط، إنما هو تابعي من كبار التابعين بالكوفة، وهو والد عبيد الله بن عتبة بن مسعود الفقيه المدني، شيخ ابن شهاب. واستعمل عمر بن الخطار "عبد الله بن عتبة بن مسعود". روى عنه ابنه عبيد الله، وحميد بن عبد الرحمن، ومحمد بن سيرين، وعبد الله بن معبد الزماني. وذكره البخاري في التابعين، وإنما ذكره العقيلي في الصحابة لحديث أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال: "بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي نحواً من ثمانين رجلاً، منهم: ابن مسعود، وجعفر. فقال جعفر: أنا خطيبكم اليوم؟. قال: "لو صح هذا الحديث لثبتت هجرته إلى الحبشة". والصحيح أن أبا إسحاق رواه عن عبد الله بن عتبة، عن ابن مسعود قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى النجاشي.
أخرجه الثلاثة.

قلت: قول أبي عمر: "إن عمر بن الخطاب استعمل عبد الله"، يدل على انه له صحبة، لأن عمر مات بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو ثلاث عشرة سنة، فلو لم يكن له صحبة وكان كبيراً في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يستعمله عمر، والله أعلم.

عبد الله بن عتيك الأنصاري

"ب د ع" عبد الله بن عتيك الأنصاري، أخو جابر بن عتيك الأوسي، من بني مالك بن معاوية. وهو أحد قتلة أبي رافع بن أبي الحقيق اليهودي.

كذا نسبه ابن منده وأبو نعيم، وهذا فيه نظر نذكره آخر الترجمة، ونذكر نسبه الصحيح إن شاء الله تعالى.
وقال بن أبي داود: هو أبو جابر وجبر ابني عتيك. حديثه عند ابنه، وكعب بن مالك، وعبد الرحمن بن كعب. قتل باليمامة شهيداً سنة اثنتي عشرة.

أخبرنا أبو جعفر بن السمين البغدادي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن محمد بن عبد الله بن عتيك، عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من خرج مجاهداً في سبيل الله -ثم ضم رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه" :الإبهام والسبابة والوسطى، وقال: "وأين المجاهدون في سبيل الله؟ -فخرّ عن دابته فمات، فقد وقع أجره على الله، أو لدغته دابة فمات، فقد وقع أجره على الله، عز وجل، أو مات حتف أنفه -فما سمعتها من أحد قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم- فقد وقع أجره على الله، عز وجل، ومن قتل قعصاً فقد استوجب المآب".

وهو الذي ولي قتل أبي رافع بن أبي الحقيق بيده. وكان في بصره ضعف، فنزل لما قتله من الدرجة فسقط، فوثئت رجله، واحتمله أصحابه. فلما وصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسح رجله. قال: فكأني لم أشتكها قط. ولما أقبلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخطب، فقال لهم: "أفلحت الوجوه".

قال أبو عمر: وأظنه وأخاه شهدا بدراً، ولم يختلفوا أن عبد الله بن عتيك شهد أحداً.

قال: وقال هشام بن الكلبي، وأبوه محمد بن السائب: إن عبد الله شهد صفين مع علي بن أبي طالب، فإن كان هذا صحيحاً فلم يقتل يوم اليمامة.

قال: وقد قيل: إنه ليس بأخ لجابر بن عتيك، وإن أخا جابر هو الحارث، والأول أكثر، لأن الرهط الذين قتلوا ابن أبي الحقيق خزرجيون والذين قتلوا كعب بن الأشرف من الأوس، كذلك ذكره ابن إسحاق وغيره، لم يختلفوا في ذلك، وهو يصحح قول من قال: إن عبد الله بن عتيك ليس من الأوس، وليس بأخ لجابر بن عتيك، وقد نسبه خليفة بن خيّاط، فقال: عبد الله بن عتيك بن قيس بن الأسود بن مري بن كعب بن غنم بن سلمة من الخزرج.

قلت: وقد نسبه ابن الكلبي وابن حبيب وغيرهما مثل خليفة بن خياط سواء، وأما جابر بن عتيك فهو عتيك بن قبس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بطن من الأوس. وكذلك نسبه ابن إسحاق وغيره إلى الأوس، فلا يكون عبد الله أخا جابر. ومما يقول أنه ليس بأخ له أن الأوس قتلوا كعب بن الأشرف، والخزرج قتلوا أبا رافع، لا يختلف أهل السير في ذلك.

وقد أخرج أبو موسى قبل هذه الترجمة عبد الله بن عبيد بن عتيق، وأورد له هذا الحديث الذي رواه ابن بكير عن ابن إسحاق بإسناده، في أجر من خرج مجاهداً -الحديث في هذه الترجمة- فجعله أبو موسى في عبد الله بن عبيد بن عتيق. ولا شك أن بعض النساخ أو الرواة قد صفحوا "عتيك" ب "عبيد" ، وجعلوا الكاف دالاً. وهذا هو الصحيح، والترجمة الأولى ليست بشيء، ومما يقوي أن الذي قلناه هو الصحيح أن يونس بن بكير روى عن ابن إسحاق الحديث الذي ذكرناه في أول هذه الترجمة في فضل الجهاد ، فظهر بهذا أن الأول تصحيف، والله أعلم.
وأما قول ابن أبي داود: "هو أبو جابر وجبر ابني عتيك" فهو وهم منه، فإن كان من الأوس فهو أخوهما لا أبوهما، لن الجميع أولاد عتيك، والأكثر على أن جابر بن عتيك قيل فيه: جبر ايضاً، وليسا أخوين، وإن كان عبد الله من الخزرج، وهو الأظهر، فلا كلام أنه ليس بأخ لهما إلا أنهما من الأنصار، والله أعلم.

عبد الله بن عثمان الأسدي

"ب" عبد الله بن عثمان الأسدي، من أسد بن خزيمة، حليف لبني عوف بن الخزرج. قتل يوم اليمامة شهيداً.

أخرجه أبو عمر مختصراً.

عبد الله بن عثمان التيمي

"س" عبد الله بن عثمان التيمي. وقيل: عبد الرحمن.

روى يحيى بن عبد الرحمن بن حاطب، عن عبد الله بن عثمان التيمي: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن لقطة الحاج.

أخرجه أبو موسى.

عبد الله بن عثمان الثقفي

"س" عبد الله بن عثمان الثقفي. روى همام، عن قتادة، عن الحسن، عن عبد الله بن عثمان الثقفي، عن رجل أعور من ثقيف -قال قتادة: وكان يقال له: معروف، إن لم يكن اسمه عبد الله بن عثمان فلا أدري ما اسمه؟ -أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الوليمة أول يوم حق، والثاني معروف، والثالث رياء وسمعة". وقيل: اسمه زهير بن عثمان، وقد تقدم ذكره.

أخرجه أبو موسى.

عبد الله بن عثمان أبو بكر الصديق

"ب د ع" عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي، أبو بكر الصديق بن أبي قحافة، واسم أبي قحافة: عثمان، وأمه أم الخير سلمى بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، وهي ابنة عم أبي قحافة، وقيل: اسمها: ليلى بنت صخر بن عامر. قاله محمد بن سعد، وقال غيره: اسمها سلمى بنت صخر بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم. وهذا ليس بشيء، فإنها تكون ابنة أخيه، ولم تكن العرب تنكح بنات الإخوة. والأول أصح.

وهو صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في الغار وفي الهجرة، والخليفة بعده.

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. وروى عنه: عمر، وعثمان، وعلي، وعبد الرحمن بن عوف، وابن مسعود، وابن عمر، وابن عباس، وحذيفة، وزيد بن ثابت، وغيرهم.

وقد اختلف في اسمه، فقيل: كان عبد الكعبة فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله. وقيل: إن أهله سموه عبد الله. ويقال له: عتيق ايضاً. واختلفوا في السبب الذي قيل له لأجله عتيق، فقال بعضهم: قيل له: "عتيق" لحسن وجهه وجماله، قاله الليث بن سعد وجماعة معه. وقال الزبير بن بكار وجماعة معه: إنما قيل له: "عتيق" لأنه لم يكن في نسبه شيء يعاب به. وقيل: إنما سمي "عتيقاً" لأن رسول اله صلى الله عليه وسلم قال له: "أنت عتيق "الله" من النار".

أخبرنا إبراهيم بن محمد بن مهران الفقيه وغيره، قالوا: بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي، قال: حدثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، حدثنا معن، حدثنا أسحاق بن يحيى بن طلحة، عن عمه إسحاق بن طلحة، عن عائشة: أن أبا بكر دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلمن فقال له: "أنت عتيق من النار". فيومئذ سمي عتيقاً وقد روي هذا الحديث عن معن وقال: موسى بن طلحة، عن عائشة.

وقيل له: "الصديق" أيضاً، لما أخبرنا أبو محمد بن أبي القاسم الدمشقي إذناً، أنبأنا أبي قال: أنبأنا أبي قال: أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا: أخبرنا أبو نعيم، حدثنا أبو محمد بن حيان، حدثنا محمد بن العباس، حدثنا المفضل بن غسان، حدثنا محمد بن كثير، عن معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: "لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى، أصبح يحدث بذلك الناس، فارتد ناس ممن كان آمن وصدق به وفتنوا، فقال أبو بكر: إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك أصدقه بخبر السماء غدوة أو روحة"، فلذلك سمي أبو بكر الصديق.

وقال أبو محجن الثقفي: "الطويل"

وسميت صديقاً وكل مـهـاجـر

 

سواك يسمى باسمه غير منكـر

سبقت إلى الإسلام والله شـاهـد

 

وكنت جليساً في العريش المشهر

إسلامه

كان أبو بكر رضي الله عنه من رؤساء قريش في الجاهلية، محبباً فيهم، مألفاً لهم، وكان إليه الأشناق في الجاهلية، والأشناق: الديات. كان إذا حمل شيئاً صدقته قريش وأمضوا حمالته وحمالة من قام معه، وإن احتملها غيره خذلوه ولم يصدقوه.

فلما جاء الإسلام سبق إليه، واسلم على يده جماعة لمحبتهم له، وميلهم غليه، حتى إنه أسلم على يده خمسة من العشرة، وقد ذكرناه عند أسمائهم. وقد ذهب جماعة من العلماء إلى أنه أول من أسلم، منهم ابن عباس، من رواية الشعبي، عنه. وقاله حسان بن ثابت في شعره، وعمرو بن عبسة، وإبراهيم النخعي، وغيرهم.
أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحصين التميمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال: "ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت له عنه كبوة وترددٌ ونظر، إلا أبا بكر ما عتم حين ذكرته له ما تردد فيه". أخبرنا الحافظ القاسم بن علي بن الحسن كتابة قال: حدثنا أبي، قال: أبنأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان -قال علي: ثم أخبرنا أبو البركات الأنماطي قال: أخبرنا أبو الفضل بن خيرون- قالا أخبرنا أبو القسام بن بشران، أخبرنا أبو علي الصواف، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا المنجاب بن الحارث، أخبرنا إبراهيم بن يوسف، حدثنا خلف العرفطي أبو أمية، من ولد خالد بن عرفطة، عن ابن داب يعني عيسى بن يزيد قال قال أبو بكر الصديق: "كنت جالساً بفناء الكعبة، وكان زيد بن عمرو بن نفيل قاعداً، فمر به أمية بن أبي الصلت فقال: كيف اصبحت يا باغي الخير؟ قال: بخير. قال: هل وجدت؟ قال: لا، ولم آل من طلب. فقال: "الخفيف"

كل دين يوم الـقــيامة إلا

 

ما قضى الله والحنيفة، بور

أما إن هذا النبي الذي ينتظر منا أو منكم، أو من أهل فلسطين.

قال: ولم أكن سمعت قبل ذلك بنبئ ينتظر أو يبعث. قال: فخرجت أريد ورقة بن نوفل وكان كثير النظر في السماء، كثير همهمة الصدر قال: فاستوقفته ثم اقتصصت عليه الحديث، فقال: نعم يا ابن أخي، أبى أهل الكتاب والعلماء إلا أن هذا النبي الذي ينتظر من أوسط العرب نسباً، ولي علم بالنسب، وقومك أوسط العرب نسباً. قال: قلت: يا عم، وما يقول النبي؟ قال: يقول. ما قيل له إلا أنه لا ظلم ولا تظالم. فلما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم آمنت وصدقت".

وأخبرنا أبو القاسم، عن أبيه، قال: أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد حدثنا، نصر بن إبراهيم، أخبرنا علي بن الحسن بن عمر القرشي، حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن عمر الغازي النيسابوري، حدثنا أبو العباس أحمد بن الحسن الرازي بمكة، حدثنا أبو محمد إسماعيل بن محمد، حدثنا أبو يعقوب القزويني الصوفي، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن إدريس الراسبي، حدثنا أبو القاسم يحيى بن حميد التككي، حدثنا أبو عبد الله محمد بن الجراح، حدثنا أبو خالد، عن عبد العزيز بن معاوية -من ولد عتاب بن أسيد- حدثنا أبو داود الطيالسي، عن شعبة، عن منصور، عن زيد، عن خالد الجهني، عن عبد الله بن مسعود قال: قال أبو بكر الصديق: إنه خرج إلى اليمن قبل أن يبعث النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت على شيخ من الأزد عالم قد قرأ الكتب، وعلم من علم الناس كثيراً، فلما رآني قال: أحسبك حرميا؟ قال أبو بكر قلت: نعم، أنا من أهل الحرم. قال: وأحسبك قرشياً؟ قال قلت: نعم، أنا من قريش. قال: وأحسبك تيمياً قال قلت: نعم، أنا من تيم بن مرة، أنا عبد الله بن عثمان، من ولد كعب بن سعد بن تيم بن مرة. قال: بقيت لي فيك واحد. قلت: ما هي؟ قال: تكشف عن بطنك. قلت: لا افل أو تخبرني لم ذاك؟ قال: أجد في العلم الصحيح الصادق أن نبياً يبعث في الحرم، يعاون على أمره فتى وكهل، فأما الفتى لخواض غمرات ودفاع معضلات، وأما الكهل فأبيض نحيف، على بطنه شامة، وعلى فخذه اليسرى علامة، وما عليك أن تريني ما سألتك، فقد تكاملت لي فيك الصفة إلا ما خفي علي. قال أبو بكر: فكشفت له عن بطني، فرأى شامة سوداء فوق سرتي. فقال: أنت هو ورب الكعبة، وإني متقدم إليك في أمر فاحذره. قال أبو بكر قلت: وما هو؟ قال: إياك والميل عن الهدى، وتمسك بالطريقة المثلى الوسطى، وخف الله فيما خولك وأعطاك.
قال أبو بكر: فقضيت باليمن أربي، ثم أتيت الشيخ لأودعه، فقال: أحامل عني أبياتاً من الشعر قلتها في ذلك النبي؟ قلت: نعم، فذكر أبياتاً. قال أبو بكر: "فقدمت مكة، وقد بعث النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءني عقبة بن أبي معيط، وشيبة، وربيعة، وأبو جهل، وأبو البختري، وصناديد قريش، فقلت لهم: هل نابتكم نائبة، أو ظهر فيكم أمرٌ؟ قالوا: يا أبا بكر، أعظم الخطب: يتيم أبي طالب يزعم أنه نبي، ولولا أنت ما انتظرنا به، فإذا قد جئت فأنت الغاية والكفاية. قال أبو بكر: فصرفتهم على أحسن مسّ وسألت عن النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل: في منزل خديجة. فقرعت عليه الباب، فخرج إلي، فقلت: يا محمد، فقدت من منازل أهلك، وتركت دين آبائك وأجدادك؟. قال: يا أبا بكر، إني رسول الله إليك وإلى الناس كلهم، فآمن بالله. فقلت: ما دليلك على ذلك؟ قال: الشيخ الذي لقيت باليمن. قلت: وكم من شيخ لقيت باليمن؟ قال: الشيخ الذي أفادك الأبيات. قلت: ومن خبرك بهذا يا حبيبي؟ قال: الملك المعظم الذي يأتي الأنبياء قبلي. قلت: مد يد:، فأنا اشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله.

قال أبو بكر: فانصرفت وما بين لابتيها أشد سروراً من رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامي.

أخبرنا غير واحد إجازة قالوا: أخبرنا أبو غالب بن البناء: أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن محمد، حدثنا محمد بن هارون بن حميد بن المجدر، حدثنا محمد بن حميد، حدثنا عبد الرحمن بن مغراء، عن مجالد، عن الشعبي قال: سالت ابن عباسك من أول من أسلم؟ قال: أبو بكر، أما سمعت قول حسان: "البسيط"

إذا تذكرت شجواً من أخي ثـقة

 

فاذكر أخاك أبا بكر بما فعـلا

خير البرية أتقاها وأعـدلـهـا

 

بعد النبي وأوفاها بما حـمـلا

الثاني التالي المحمود مشـهـده

 

وأول الناس منهم صدق الرسلا

أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد إجازة بإسناده إلى أبي بكر بن الضحاك بن مخلد، قال: حدثني محمد بن مصفى، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا عبد الله بن العلاء، حدثني أبو سلام الحبشي: أنه سمع عمرو بن عبسة السلمي يقول: القي في روعي أن عبادة الأوثان باطل، فسمعني رجل وأنا أتكلم بذلك، فقال: يا عمرو، بمكة رجل يقول كما تقول. قال: فأقبلت إلى مكة أسأل عنه، فأخبرت أنه مختف لا أقدر عليه إلا بالليل يطوف بالبيت، فقمت بين الكعبة وأستارها، فما علمت إلا بصوته يهلل الله، فخرجت إليه فقلت: ما أنت؟ قال: رسول الله، فقلت: وبم ارسلك؟ قال: أن يعبد الله ولا يشرك به شيءٌ وتحقن الدماء، وتوصل الأرحام. قال قلت: ومن معك على هذا؟ قال: حر وعبد. فقلت: ابسط يدك أبايعك. فبسط يده فبايعته، فلقد رأيتني وإني لرابع الإسلام.
وأخبرنا إسماعيل بن علي وغير واحد بإسنادهم إلى محمد بن عيسى السلمي. حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا عقبة بن خالد، حدثنا شعبة عن الجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد "قال": قال، أبو بكر: ألست أحق الناس بها؟ يعني الخلافة -ألست أول من أسلم؟ ألست صاحب كذا؟ ألست صاحب كذا؟ وقال إبراهيم النخعي: أول من أسلم أبو بكر رضي الله عنه.

هجرته مع رسول الله صلى الله عليه وسلم

هاجر أبو بكر الصديق رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وصحبه في الغار لما سارا مهاجرين، وآنسه فيه، ووقاه بنفسه. قال بعض العلماء: لو قال قائل: إن جميع الصحابة ما عدا أبا بكر ليست لهم صحبة لم يكفر، ولو قال: إن أبا بكر لم يكن صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم كفر، فإن القرىن العزيز قد نطق أنه صاحبعه.

أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناد إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: واقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ينتظر أمر الله، عز وجل، فجاء جبريل عليه السلام وأمره أن يخرج من مكة بغذن الله عز وجل له في الهجرة إلى المدينة، فاجتمعت قريش فمكرت بالنبي صلى الله عليه وسلمن فأتاه جبريل وأمره أن لا يبيت مكانه، ففعل، وخرج على القوم وهم على بابه، ومعه حفنة من تراب، فجعل ينثرها على رؤوسهم، وأخذ الله أبصارهم.

وكان مخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد العقبة بشهرين، وايام بويع أوسط أيام التشريق، وخرج لهلال ربيع الأول. قاله ابن إسحاق. وقد كان أبو بكر يستأذنه في الخروج فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تعجل، لعل الله يجعل لك صاحباً" . فلما كانت الهجرة جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر وهو نائم فأيقظه، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد أذن لي في الخروج". قالت عائشة: فلقد رأيت أبا بكر يبكي من الفرح، ثم خرجا حتى دخلا الغار، فأقاما فيه ثلاثاً.

أخبرنا أبو ياسر بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا عفان، حدثنا همام، أخبرنا ثابت، عن أنس: أن أبا بكر حدثه قال، قلت للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في الغار -وقال مرة: ونحن في الغار-: لو أن أحدهم نظر إلى تحت قدميه لأبصرنا! قال فقال: "يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما".

أخبرنا أبو القاسم الحسين به هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي الدمشقي، أخبرنا الشريف أبو طالب علي بن حيدرة بن جعفر العلوي الحسيني، وأبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي قالا: أخبرنا الفقيه أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سلمان بن حيدرة، حدثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، حدثنا عبيد الله بن محمد القرشي، حدثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج مهاجراً إلى المدينة، كان أبو بكر معه، وكان أبو بكر أعرف بذلك الطريق، وكان الرجل لا يزال قد عرف أبا بكر، فيقول: يا أبا بكر، من هذا معك؟ فيقول هذا يهديني السبيل. أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر، أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن بدران الحلواني، أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن محمد الفارسي، أخبرنا أبو بكر القطيعي، حدثنا عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا عمرو بن محمد أبو سعيد، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن البراء بن عازب قال: اشترى أبو بكر من عازب سرجاً بثلاثة عشر درهماً. قال: فقال أبو بكر لعازب: مُر البراء فليحمه إلى منزلي. فقال: لا، حتى تحدّثنا كيف صنعت حيث خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنت معه. قال: فقال أبو بكر: خرجنا فأدلجنا فأحيينا يومنا وليلتنا، حتى أظهرنا وقام قائم الظهيرة، فضربت ببصري: هل أرى ظلاً نأوي إليه؟ فإذا أنا بصخرة، فأهويت إليها فإذا بقية ظلها، فسويته لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفرشت له فروة، "و" قلت: اضطجع يا رسول الله "فاضطجع"، ثم خرجت "أنظر؟ هل أرى أحداً من الطلب؟ فإذا " أنا براعي غنم، فقلت: لمن أنت. فقال: لرجل من قريش. فسماه فعرفته، فقلت: هل في غنمك من لبن؟ قال: نعم. قلت: هل أنت حالبٌ لي؟ قال: نعم. فأمرته فاعتقل شاة منها، ثم أمرته فنفض ضرعها، ثم أمرته فنفض كفيه من الغبار، ومعي إداوة على فمها خرقة، فحلب لي كثبة من اللبن، فصببت على القدح، حتى برد أسفله، ثم أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فوافيته وقد استيقظ، فقلت: "اشرب يا رسول الله. فشرب حتى رضيت، ثم قلت: هل آن الرحيل؟ قال: فارتحلنا، والقوم يطلبوننا، فلم يدركنا أحد منهم إلا سراقة بن مالك بن جعشم على فرس له، فقلت: يا رسول الله، هذا الطلب قد لحقنا؟ قال: "لا تحزن إن الله معنا" حتى إذ دنا منا فكان بيننا وبينه قدر رمح أو رمحين -أو قال: رمحين أو ثلاثة- قال قلت: يا رسول الله، هذا الطلب قد لحقنا وبكيت. قال: لم تبكي؟ قال قلت: والله، ما على نفسي أبكي، ولكني أبكي عليك. قال: فدعى عليه رسول الله صلن فقال: "اللهم اكفناه بما ئشت". فساخت فرسه على بطنها في أرض صلد، ووثب عنها وقال: يا محمد، قد علمت أن هذا عملك، فادع الله أن ينجيني مما أنا فيه، فوالله لأعمين على من ورائي من الطلب، وهذه كنانتي فخذ منها سهماً، فإنك ستمر على إبلي وغنمي في موضع كذا وكذا، فخذ منها حاجتك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا حاجة لي فيها". قال: ودعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأطلق ورجع إلى أصحابه، ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا معه، حتى قدمنا المدينة، فتلقاه الناس في الطريق "يقولون": الله أكبر، جاء رسول الله، جاء محمد، قال: وتنازع القوم أيهم ينزل عليه؟ قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنزل الليلة على بني النجار، أخوال عبد المطلب، أكرمهم بذلك". قال: وقال البراء: أول من قدم علينا من المهاجرين ثم مصعب بن عمير، أخو بني عبد الدار، ثم قدم علينا ابن أم مكتوم الأعمى، أخو بني فهر، ثم قدم علينا عمر بن الخطاب في عشرين راكباً، فقلنا: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: هو على أثري. ثم قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر معه. قال البرا: ولم يقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قرأت سوراً من المفصل -قال إسرائيل: وكان البراء من الأنصار من بني حارثة.

أخبرنا إبراهيم بن محمد الفقيه بإسناده إلى أبي عيسى الترمذي قال: حدثنا يوسف بن أبي موسى القطان البغدادي، حدثنا مالك بن إسماعيل، عن منصور بن أبي الأسود قال: حدثني كثير أبو إسماعيل، عن جميع بن عمير، عن ابن عمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بكر: "أنت أخي، وصاحبي في الغار".

شهوده بدراً وغيرها

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي، أخبرنا الشريف أبو الب علي بن حيدرة بن جعفر الحسيني، وأبو القاسم الحسين بن الحسن بن محمد الأسدي قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدر، حدثنا أحمد بن محمد الأبلي العطار بالبصرة، أخبرنا المقدمي، حدثنا محمد بن عبد الله الأسدي، أخبرنا مسعر بن كدام، عن أبي عون، عن أبي صالح الحنفي، عن علي بن أبي طالب قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأبي بكر الصديق يوم بدر: "مع أحدكما جبريل، ومع الآخر ميكائيل وإسرافيل، ملك عظيم، يشهد القتال ويكون في الصف".

أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم: أن سعد بن معاذ قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم -لما التقى الناس يوم بدر- : يا رسول الله، ألا نبني لك عريشاً، فتكون في وننيخ إليك ركائبك، ونلقى عدونا، فإن أظفرنا الله وأعزنا فذاك أحب إلينا، وإن تكن الأخرى تجلس على ركائبك، فتلحق بمن وراءنا؟ فأثنى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم خيراً، ودعا له. فبُني لرسول الله صلى الله عليه وسلم عريش، فكان فيه أبو بكر، ما معهما غيرهما.

قال ابن إسحاق: فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يناشد ربه وعده ونصره، ويقول: "اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد". وأبو بكر يقول: بعض مناشدتك ربك، فإن الله موفيك ما وعدك من نصره.

وقال محمد بن سعد: "قالوا: وشهد أبو بكر بدراً، وأحداً، والخندق، والحديبية والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رايته العظمى يوم تبوك إلى أبي بكر، وكانت سوداء، وأطعمه رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر مائة وسق، وكان فيمن ثبت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ويوم حنين حين ولى الناس".

ولم يختلف أهل السير في أن أبا بكر الصديق، رضي الله عنه، لم يتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في مشهد من مشاهده كلها.

فضائله رضي الله عنه

أخبرنا عبد الله بن أحمد الخطيب، أخبرنا جعفر بن أحمد السراج، أخبرنا الحسن بن أحمد بن شاهين، حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق، حدثنا حامد بن سهل، حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث قال: حدثنا جندب -هو ابن عبد الله- : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول قبل أن يتوفى بيوم: "قد كان لي فيكم إخوة وأصدقاء، وإني أبرأ إلى الله أن أكون اتخذت منكم خليلاً، ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، وإن ربي اتخذني خليلاً، كما اتخذ إبراهيم خليلاً".
قال وأخبرنا جعفر، أخبرنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، حدثنا أبو سعيد الحسن بن جعفر بن محمد بن الوضاح الحرفي السمسار، حدثنا أبو شعيب الحراني، حدثنا يحيى بن عبد الله البابللتي، حدثنا الأوزاعي، حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن عروة بن الزبير قال: سألت عبد الله بن عمرو بن العاص قلت: أخبرني بأشد شيء رأيته صنعه المشركون برسول اله صلى الله عليه وسلم. قال: أقبل عقبة بن أبي معيط، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي عند الكعبة، فلوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقاً شديداً. فأقبل أبو بكر، فأخذ منكبه فدفعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال أبو بكر: يا قوم، أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم.

الحُرْفي: بضم الحاء المهملة وسكون الراء وبالفاء. أخبرنا أبو منصور مسلم بن علي بن محمد السيحي العدل، أخبرنا أبو البركات محمد بن محمد بن خميس الجهني، أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الباقي بن طوق، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن الخليل المرجي، أخبرنا أبو يعلى "أحمد بن علي"، حدثنا زهير بن حرب، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز بن محمد، عن عبد الرحمن بن حميد، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن عوف قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وسعيد بن زيد في الجنة، وأبو عبيدة ابن الجراح في الجنة".

أخبرنا عمر بن محمد بن المعمر بن طبرزد وغيره قالوا: أخبرنا أبو القاسم الحريري، أخبرنا أبو إسحاق البرمكي، حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن بخيث الدقاق، حدثنا أبو هاشم محمد بن إبراهيم الملطي، حدثنا أحمد بن موسى بن معدان الكرابيسي، حدثنا زكريا بن رويد الكندي، عن حميد بن انس قال: جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم بوحي من عند الله عز وجل، فقال: يا محمد، إ، الله يقرأ عليك السلام، ويقول لك: قل لعتيق بن أبي قحافة: إنه غير راض.

قال: وأخبرنا ابن بخيت، حدثنا سليمان بن داود بن كثير بن وقدان، حدثنا سوار بن عبد الله العنبري قال: قال ابن عيينة: عاتب الله سبحانه المسلمين كلهم في رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أبا بكر، فإنه خرج من المعاتبة: "إلا تنصروه فقد نصره الله إذا أخرجه الذين كفروا ثاني اثنين إذ هما في الغار" "التوبة 40".
أخبرنا أبو القاسم يعيش بن صدقة بن علي الفقيه، أخبرنا أبو محمد بن الطراح، أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي، حدثنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة، حدثنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا أبو الجهم العلاء بن موسى الباهلي، حدثنا سوار بن مصعب، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لي وزيرين من أهل السماء ووزيرين من أهل الأرض، فأما وزيراي من أهل السماء فجبريل وميكائيل، صلى الله عليهما وسلم وأما وزيراي من أهل الأرض فأبو بكر وعمر". ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم راسه إلى السماء فقال: "إن أهل عليين ليراهم من هو أسفل منهم كما ترون النجم -أو الكواكب- في السماء، وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما" -قلت لأبي سعيد-: وما "أنعما"؟ قال: أهل ذاك هما.

وأسلم على يد أبي بكر الزبير، وعثمان، و عبد الرحمن بن عوف، وطلحة. وأعتق سبعة كانوا يعذبون في الله تعالى، منهم: بلال، وعامر بن فهيرة، وغيرهما يذكرون في مواضعهم. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير الثقة إليه وبما عنده من الإيمان واليقين، ولهذا لما قيل له: "إن البقرة تكلمت" قال: "آمنت بذلك أنا وأبو بكر وعمر". وما هما في القوم.

أخبرنا إبراهيم بن محمد وغيره بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد بن عيسى قال: حدثنا محمد بن غيلان، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن يحدث عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينما رجلٌ يركب بقرة إذ قالت: لم أخلق لهذا، إنما خلفت للحرث". قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آمنت بذلك أنا وأبو بكر وعمر" قال أبو سلمة: وما هما في القوم.
أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن أحمد بن سعد المؤدب، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن صفوان، أخبرنا أبو الحسن علي بن إبراهيم السراج، أخبرنا أبو طاهر هبة الله بن إبراهيم بن أنس، أخبرنا علي بن عبيد الله بن طوق، حدثنا أبو جابر زيد بن عبد العزيز بن حيثان حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار، حدثنا المعافى بن عمران، حدثنا هشام بن سعد، عن عمر بن أسيد، عن ابن عمر قال: كنا نتحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خير هذه الأمة، ثم أبو بكر، ثم عمر، ولقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن أكون أعطيتهن أحب إلي من حمر النعم: زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ابنته، وأعطاه الراية يوم خيبر، وسد الأبواب من المسجد إلا باب علي. أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء الثقفي، أخبرنا أبو علي قراءة عليه وأنا حاضر أسمع، أخبرنا أحمد بن عبد الله، حدثنا أبو بكر بن خلاد، حدثنا الحارث بن أبي أسامة "ح" قال: أبو نعيم: وحدثنا عبد الله بن الحسن بن بندار، حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ قالا: حدثنا روح بن عبادة، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس قال: صعد النبي صلى الله عليه وسلم أحداً ومعه أبو بكر وعمر وعثمان، فرجف بهم الجبل، فقال: "اثبت فما عليك إلا نبي وصديق وشهيدان".

أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن هبة الله الدمشقي، أخبرنا أبو العشائر محمد بن الخليل بن فارس القيسي، أخبرنا الفقيه أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت، حدثنا علي بن داود القنطري، حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا سفيان بن عيينة حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر الشعبي، عن الحارث، عن علي بن أبي طالب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر إلى أبي بكر وعمر فقال: "هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين والآخرين، إلا النبيين والمرسلين، لا تخبرهما يا علي".

قال: وأخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان، أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا إسحاق بن منصور، حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن جويبر، عن الضحاك في قوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين" "التوبة 119" مع أبي بكر وعمر.
قال: وأخبرنا خيثمة بن سليمان، حدثنا يحيى بن أبي طالب، حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي حدثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن عامر الشعبي، عن أبي جحيفة السوائي قال: قال علي: يا وهب، ألا أخبرك بخير هذه الأمة بعد نبيها؟ أبو بكر، وعمر، ورجل آخر.

وقد روى نحو هذا محمد بن الحنفية، عن أبيه.

قال: وأخبرنا خيثمة، حدثنا أحمد بن سليمان الصوري، حدثنا محمد بن مصفى، حدثنا يوسف بن الصباح، حدثنا جرير بن عبد الحميد، حدثنا سعيد الفافلاني، عن الحسن، عن أنس قال: تناول النبي صلى الله عليه وسلم من الأرض سبع حصيات فسبحن في يده، ثم ناولهن أبا بكر فسبحن في يده، كما سبحن في يد النبي صلى الله عليه وسلمن ثم ناولهن النبي صلى الله عليه وسلم عمر فسبحن في يده كما سبحن في يد أبي بكر، ثم ناولهن عثمان فسبحن في يده كما سبحن في يد أبي بكر وعمر.

أخبرنا أبو القاسم الحسين بن هبة الله بن محفوظ بن صصرى التغلبي، أخبرنا الشريف أبو طالب علي بن حيدرة العلوي، وأبو القاسم الحسين بن الحسن الأسدي قالا: أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن القاسم، أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان، أخبرنا جعفر بن محمد القلانسي بالرملة، أخبرنا داود بن الربيع بن مصحح، أخبرنا حفص بن ميسرة، عن زيد بن اسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أصبح منكم صائماً" ؟ قال أبو بكر: أنا. قال: "من تصدق بصدقة"؟ قال أبو بكر: أنا. قال: "من شهد جنازة؟ قال أبو بكر: أنا. قال: "من أطعم اليوم مسكيناً"؟ قال أبو بكر: أنا. قال: "من جمعهن في يوم واحد وجبت له -أو غفر له-".

قال: و حدثنا خيثمة، حدثنا محمد بن الحسين الحنيني، أخبرنا عارم أبو النعمان، حدثنا هشيم، عن حصين، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: وفد ناس من أهل الكوفة وناس من أهل البصرة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قال: فلما نزلوا المدينة تحدث القوم بينهم إلى أن ذكروا أبا بكر وعمر، ففضل بعض القوم أبا بكر على عمر، وفضل بعض القوم عمر على أبي بكر، وكان الجارود بن المعلى ممن فضل أبا بكر على عمر. فجاء عمر ومعه درته فأقبل على الذين فضلوه على أبي بكر، فجعل يضربهم بالدّرّة، حتى ما يتقي أحدهم إلا برجله، فقال له الجارود: أفق أفق يا أمير المؤمنين، فإن الله عز وجل لم يكن يرانا نفضلك على أبي بكر، وأبو بكر أفضل منك في كذا، وأفضل منك في كذا. فسري عن عمر ثم انصرف. فلما كان من العشي صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ألا أن افضل هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر، فمن قال غير ذلك بعد مقامي هذا فهو مفترٍ، عليه ما على المفتري. قال: و حدثنا خيثمة، حدثنا هلال بن العلاء، حدثنا أبي، حدثنا إسحاق الأزرق، حدثنا أبو سنان، عن الضحاك بن مزاحم، عن النزال بن سبرة الهلالي قال: وافقنا من علي طيب نفس ومزاح، فقلنا: يا أمير المؤمنين، حدثنا عن أصحابك. قال: كل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابي. قلنا: حدثنا عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: سلوني. قلنا: حدثنا عن أبي بكر. قال ذاك امرؤٌ سماه الله عز وجل صديقاً على لسان جبريل ولسان محمد صلى الله عليه وسلم، كان خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصلاة، رضيه لديننا، فرضيناه لدنيانا.

علمه رضي الله عنه

أخبرنا أبو محمد بن أبي القاسم، أخبرنا أبي، أخبرنا أبو بكر الحاسب، أخبرنا أبو محمد، أخبرنا أبو عمر بن حيوية، أخبرنا أحمد بن معروف، أخبرنا الحسين بن القهم، حدثنا محمد بن سعد حدثنا محمد بن عمر بن واقد الأسلمي، عن يحيى بن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن عكرمة بن خالد، عن ابن عمر أنه سئل: من كان يفتي الناس في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: أبو بكر وعمر، ما أعلم غيرهما.

أخبرنا أحمد بن عثمان بن أبي علي المقري، أخبرنا أبو رشيد عبد الكريم بن أحمد بن منصور بن محمد بن سعيد، أخبرنا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان، حدثنا أبو بكر بن مردويه الحافظ، حدثنا دعلج بن أحمد، حدثنا محمد بن ايوب، حدثنا محمد بن سنان، حدثنا فليح بن سليمان، ثم سام أبو النضر، عن عبيد بن حنين وبسر بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب يوماً فقال: "عن رجلاً خيره الله بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عند". فبكى أبو بكر، فتعجبنا لبكائه أن يخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن رجل قد خيّر -وكان من المخير صلى الله عليه وسلم، وكان أبو بكر أعلمنا به- فقال: "لا تبك يا أبا بكر، إن أمن الناس في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذته خليلاً، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد، إلا باب أبي بكر".

زهده وتواضعه وإنفاقه رضي الله عنه

أخبرنا أبو محمد القاسم بن علي بن الحسن قال: أخبرنا أبي، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن بن إبراهيم، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمداني، أخبرنا أبو بكر خليل بن هبة الله بن الخليل، أخبرنا أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن بن القاسم بن درستويه، حدثنا أحمد بن محمد بن إسماعيل، أخبرنا إبراهيم بن يعقوب الجورجاني، حدثني الحسين بن عيسى، حدثنا عبد المد بن عبد الوارث، حدثنا عبد الواحد بن زيد، حدثني أسلم الكوفي، عن مرة، عن زيد بن أرقم قال: دعا أبو بكر بشراب، فأتي بماء وعسل، فلما أدناه من فيه نحاه، ثم بكى حتى بكى أصحابه، فسكتوا وما سكت. ثم عاد فبكى حتى ظنوا أنهم لا يقوون على مسألته، ثم أفاق فقالوا: يا خليف رسول الله، ما أبكاك؟ قال: "كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيته، يدفع عن نفسه شيئاً، ولم ار أحداً معه، فقلت: يا رسول الله، ما هذا الذي تدفع، ولا أرى أحداً معك؟ قال: "هذه الدنيا تمثلت فقلت لها: إليك عني". فتنحت ثم رجعت، فقالت: أما إنك إن أفلت فلن يفلت من بعدك". فذكرت ذلك فمقت أن تلحقني.

قال: وأخبرنا أبي، أخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمد بن المجلي، حدثنا محمد بن محمد بن أحمد العكبري، حدثنا أبو الطيب محمد بن أحمد بن خلف بن خاقان، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد، أخبرنا أبو حاتم، عن الأصمعي قال: كان أبو بكر إذا مدح قال: اللهم أنت أعلم بي من نفسي، وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهم اجعلني خيراً مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون".

قال: وأخبرنا أبي، أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن بشران، أخبرنا الحسين بن صفوان، أخبرنا أبو بكر القرشي، حدثنا الوليد بن شجاع السكوني وغيره، حدثنا "أبو" أسامة، عن مالك بن مغول سمع أبا السفر قال: دخلوا على أبي بكر في مرضه فقالوا: يا خليفة رسول الله، ألا ندعوا لك طبيباً ينظر إليك؟ قال: قد نظر إلي. قالوا: ما قال لك؟ قال إني فعال لما أريد. أخبرنا أبو العباس أحمد بن عثمان، أخبرنا أبو رشيد عبد الكريم بن أحمد بن منصور بن محمد بن سعيد، أخبرنا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان، أخبرنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه الحافظ، حدثنا ميمون بن إسحاق بن الحسن الحنفي، حدثنا أحمد بن عبد الجبار هو العطاردي، حدثنا أبو معاوية الضرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما نفعني مال قط، ما نفعني مال أبي بكر". فبكى أبو بكر وقال: وهل أنا ومالي إلا لك يا رسول الله؟.

قال: و أخبرنا أبو بكر بن مردويه، حدثنا أحمد بن محمد بن عاصم، حدثنا عمر بن عبد الرحيم، حدثنا محمد بن الصباح، حدثنا موسى بن عمير القرشي، عن الشعبي قال: لما نزلت: "إن تبدوا الصدقات فنعما هي" . . . "البقرة 271" إلى آخر الآية قال: جاء عمر بنصف ماله يحمله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على رؤوس الناس، وجاء أبو بكر بماله أجمع يكاد يخفيه من نفسه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما تركت لأهلك؟ قال: عدة الله وعدة رسوله". قال: يقول عمر لأبي بكر: بنفسي أنت وبأهلي أنت، ما استبقنا باب خير قط إلا سبقتنا إليه.

وقد رواه أبو عيسى الترمذي، هارون بن عبد الله البزاز، عن الفضل بن دكين، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق، ووافق ذلك مالاً عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته. قال: فجئت بنصف مالي، فقال: ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله. وجاء أبو بكر بكل ما عنده، فقال يا أبا بكر، ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله. قلت: لا أسبقه إلى شيء أبداً.
أخبرنا القاسم بن علي بن الحسن الدمشقي إجازة، أخبرنا أبي، أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أخبرنا أبو بكر بن الطبري، أخبرنا أبو الحسين بن الفضل، حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا يعقوب، حدثنا أبو بكر الحميدي، حدثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: أسلم أبو بكر وله اربعون الفاً، فأنفقها في الله، وأعتق سبعة كلهم يعذب في الله: أعتق بلالاً، وعامر بن فهيرة، وزنيرة، والنهدية، وابنتها، وجارية بني مؤمل، وأم عبيس.
زنِّيرة: بكسر الزاي، والنون المشددة، وبعدها ياء تحتها نقطتان، ثم راء وهاء.

وعُبيْس: بضم العين المهملة، وفتح الباب الموحدة، والياء الساكنة تحتها نقطتان، وآخره سين مهملة.
قال: وأخبرنا أبي، أخبرنا أبو القاسم الواسطي، أخبرنا أبو بكر الخطيب، حدثني الحسن بن علي ببن محمد الواعظ، حدثنا أبو نصر إسحاق بن أحمد بن شبيب البخاري، حدثنا أبو الحسن نصر بن أحمد بن إسماعيل بن سايح بن قوامة ببخارى، أخبرنا جبريل بن منجاع الكشاني بها، حدثنا قتيبة، حدثنا رشدين، عن الحجاج، بن شداد المرادي، عن أبي صالح الغفاري: أن عمر بن الخطاب كان يتعاهد عجوزاً كبيرة عمياء، في بعض حواشي المدينة من الليل، فيستقي لها ويقوم بأمرها، فكان إذا جاء وجد غيره قد سبقه إليها، فأصلح ما أرادت. فجاءها غير مرة كلا يسبق إليها، فرصده عمر فإذا هو بأبي بكر الصديق الذي يأتيها، وهو يومئذ خليفة. فقال عمر: أنت هو لعمري!! قال: وأخبرنا أبي، أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر، أخبرنا الفضيل بن يحيى، أخبرنا أبو محمد بن أبي شريح، أخبرنا محمد بن عقيل بن الأزهر، حدثنا محمد بن إبراهيم، حدثنا عبيد الله بن معاذ، حدثنا أبي، حدثنا شعبة، عن حبيب بن عبد الرحمن، سمع عمته أنيسة قالت: نزل فينا أبو بكر ثلاث سنين: سنتين قبل أن يستخلف، وسنة بعدما استخلف فكان جواري الحي يأتينه بغنمهن، فيحلبهن لهن.

قال: وأخبرنا أبي، أخبرنا أبو بكر الأنصاري، حدثنا الحسن بن علي، حدثنا محمد بن العباس، أخبرنا أحمد بن معروف أخبرنا الحسن بن القهم، حدثنا محمد بن سعد، أخبرنا محمد بن عمر، حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة، عن مورق عن أبي سعيد بن المعلى قال: سمعت ابن المسيب قال: -وأخبرنا محمد بن عمر، حدثنا موسى بن محمد بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن صبيحة، عن أبيه "ح" قال: وأخبرنا محمد بن عمر، حدثنا عبد الرحمن بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: بويع أبو بكر الصديق يوم قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين، لاثنتي عشرة ليلة خلت من ربيع الأول، سنة إحدى عشرة وكان منزله بالسنح عند زوجته حبيبة بنت خارجة بن زيد بن أبي زهير، من بني الحارث بن الخزرج، وكان قد حجر عليه حجرة من شعر، فما زاد على ذلك حتى تحول إلى المدينة، وأقام هناك بالسنح بعد ما بويع له سبعة أشهر، يغدو على رجليه وربما ركب على فرس له، فيوافي المدينة فيصلي الصلوات بالناس فإذا صلى العشاء الآخرة رجع إلى أهله. وكان يحلب للحي أغنامهم، فلما بويع له بالخلافة قالت جارية من الحي: الآن لا يحلب لنا منائحنا. فسمعها أبو بكر فقال: بلى، لعمري لأحلبنها لكم، وإني لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه عن خلق كنت عليه. فكان يحلب لهم، فربما قال للجارية: أتحبين أن أرغي لك أو أن أصرح؟" فربما قالت: أرغ. وربما قالت صرح" فأي ذلك قالت فعل.
وله في تواضعه أخبار كثيرة، نقتصر منها على هذا القدر.

خلافته

أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن هبة الله الدمشقي، أخبرنا أبو العشائر محمد بن الخليل بن فارس القيسي، أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي بن أبي العلاء المصيصي، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن معروف بن أبي حبيب، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن أحمد بن أبي ثابت، حدثنا أحمد بن بكرويه البالسي، حدثنا داود بن الحسن المدني، حدثنا المبارك بن فضالة، عن الحسن، عن أنس بن مالك: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رأيتني على حوض، فوردت علي غنم سود وبيض، فأولت السود: العجم، والعفر: العرب، فجاء أبو بكر فأخذ الدلو مني، فنزع ذنوباً أو ذنوبين، وفي نزعه ضعفٌ، والله يغفر له، فجاء عمر فملأ الحوض وأروى الوارد".

قال: وأخبرنا عبد الرحمن بن عثمان، حدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة حدثنا الحسن بن حميد بن الربيع الخراز، حدثنا إبراهيم عن إسماعيل بن يحيى بن سلمة بن كهيل، عن أبيه، عن جده سلمة، عن أبي الزعراء، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقتدوا باللذين من بعدي: أبي بكر وعمر".

قال: و حدثنا خيثمة، حدثنا أحمد بن ملاعب البغدادي، أخبرنا خلف بن الوليد، أخبرنا المبارك بن فضالة، حدثني محمد بن الزبير قال: أرسلني عمر بن عبد العزيز إلى الحسن البصري أسأله عن اشياء، فصعدت إليه فإذا هو متكئ على وسادة من أدم، فقلت: أرسلني إليك عمر أسألك عن أشياء، فأجابني فيما سألته عنه، وقلت: اشفني فيما اختلف الناس فيه: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم استخلف أبا بكر؟ فاستوى الحسن قاعداً فقال: أو في شك هو لا أبا لك؟ إي والله الذي لا إله إلا هو، لقد استخلفه، ولهو كان أعلم بالله، وأتقى له، وأشد مخافة من أن يموت عليها لو لم يأمره.

أخبرنا منصور بن أبي الحسن الطبري بإسناده إلى أبي يعلى، "حدثنا زكرياء بن يحيى" ، حدثنا يوسف بن خالد، حدثنا موسى بن دينار المكي، حدثنا موسى بن طلحة، عن عائشة بنت سعد، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليصل أبو بكر بالناس. قالوا: لو أمرت غيره؟ قال: لا ينبغي لأمتي أن يؤمهم إمام وفيهم أبو بكر".

أخبرنا إسماعيل بن علي، وإبراهيم بن محمد وغيرهما، بإسنادهم إلى أبي عيسى السلمي: حدثنا النصر بن عبد الرحمن الكوفي، حدثنا أحمد بن بشير، عن عيسى بن ميمون الأنصاري، عن القاسم بن محمد، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا ينبغي لقوم فيهم أبو بكر أن يؤمهم غيره". قال: و حدثنا أبو عيسىن حدثنا عبد بن حميد، أخبرني يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثنا أبي، عن ابيه، أخبرني محمد بن جبير بن مطعم أنا أباه جبير بن مطعم أخبره: أن امرأة أتت النبي صلى الله عليه وسلم في شيءٍ فأمرها بأمر، فقالت: أرأيت يا رسول الله إن لم أجدك؟ قال: "إن لم تجديني فأتي أبا بكر".

أخبرنا أحمد بن عثمان بن أبي علي المقري، أخبرنا أبو رشيد عبد الكريم بن أحمد بن منصور بن محمد بن سعيد، أخبرنا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد، حدثنا أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه، حدثنا محمد بن سليمان المالكي، حدثنا يوسف بن محمد بن يوسف الواسطي، حدثنا محمد بن أبان الواسطي، حدثنا شريك بن عبد الله النخعي، عن أبي بكر الهذلي، عن الحسن البصري، عن علي بن أبي طالب قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أباب بكر فصلى بالناس، وإني لشاهد غير غائب، وإني لصحيح غير مريض، ولو شاء أن يقدمني لقدمني، فرضينا لدنيانا من رضيه الله ورسوله لديننا".

أخبرنا أبو القاسم يعيش بن صقة بن علي الفقيه الشافعي، أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي، أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد البزاز، أخبرنا عيسى بن علي بن عيسى الوزير، أخبرنا عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا وهب بن بقية، أخبرنا إسحاق الأزرق، عن سلمة بن نبيط، عن نعيم بن أبي هند، عن نبيط -يعني ابن شريط- عن سالم بن عبيد- وكان من أصحاب الصفة- :إن النبي صلى الله عليه وسلم لما اشتد مرضه أغمي عليه، فلما أفاق قال: "مروا بلالاً فليؤذن، ومروا أبا بكر فليصل بالناس" - قال: ثم أغمي عليه، فقالت عائشة: إن أبي رجل أسيف، فلو أمرت غيره؟ فقال: "أقيمت الصلاة"؟ فقالت عائشة: يا رسول الله، إن أبي رجل أسيف، فلو أمرت غيره؟ قال: "إنكن صواحبات يوسف، مروا بلالاً فليؤذن، ومروا أبا بكر فليصل بالناس". ثم أفاق فقال: "أقيمت الصلاة"؟ قالوا: نعم. قال: "ادعو إلي إنساناً أعتمد عليه". فجاءت بريرة وإنسان آخر، فانطلقوا يمشون به، وإن رجليه تخطان في الأرض قال: فأجلسوه إلى جنب أبي بكر، فذهب أبو بكر يتأخر، فحبسه حتى فرغ الناس، فلما توفي قال -وكانوا قوماً أميين لم يكن فيهم نبي قبله- قال عمر: "لا يتكلم أحد بموته إلا ضربته بسيفي هذا"ž! قال فقالوا له: اذهب إلى صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فادعه، يعني أبا بكر. قال: فذهبت فوجدته في المسجد، قال: فأجهشت أبكي، قال: لعل نبي الله توفي؟ قلت: إن عمر قال: "لا يتكلم أحد بموته إلا ضربته بسيفي هذا"! قال: فأخذ بساعدي ثم أقبل يمشي، حتى دخل، فأوسعوا له. فأكب على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كاد وجهه يمس وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنظر نفسه حتى استبان أنه توفي. فقال: "إنك ميتٌ وإنهم ميتون" "الزمر 30" قالوا: يا صاحب رسول الله، توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. فعلموا أنه كما قال. قالوا: يا صاحب رسول الله، هل يصلى على النبي؟ قال: نعم، قال: يجيء نفرٌ منكم فيكبرون فيدعون ويذهبون حتى يفرغ الناس. فعلموا أنه كما قال: قالوا: يا صاحب رسول الله، هل يدفن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم. قالوا: أين يدفن؟ قال: حيث قبض الله روحه، فإنه لم يقبضه إلا في موضع طيب. قال: فعرفوا أنه كما قال. ثم قال: عندكم صاحبكم.

ثم خرج، فاجتمع إليه المهاجرون -أو من اجتمع إليه منهم- فقال: انطلقوا إلى إخواننا من الأنصار، فإن لهم في هذا الحق نصيباً. قال: فذهبوا حتى أتوا الأنصار، قال: فإنهم ليتآمرون إذ قال رجل من الأنصار: "منا أميرٌ ومنكم أمير" فقام عمر وأخذ بيد أبي بكر، فقال: "سيفان في غمد إذن لا يصطحبان، ثم قال: من له هذه الثلاثة: "إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا" "التوبة 40" مع من؟ فبسط يد أبي بكر فضرب عليها، ثم قال للناس: بايعوا. فبايع الناس أحسن بيعة". أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت الأنصار: "منا أمير ومنكم أمير" فأتاهم عمر فقال: "يا معشر الأنصار، ألستم تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر أبا بكر أن يؤم الناس؟ فأيكم تطيب نفسه أن يتقدم أبا بكر؟ فقالوا: "نعوذ بالله أن نتقدم أبا بكر".
أخبرنا القاسم بن علي الدمشقي، عن أبيه، أخبرنا أبو طالب علي بن عبد الرحمن، حدثنا أبو الحسن الخلعي، أخبرنا أبو محمد بن النحاس، أخبرنا أبو سعيد بن الأعرابي، حدثنا مشرف بن سعيد الواسطي، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن زر بن حبيش، عن عبد الله قال: كان رجوع الأنصار يوم سقيفة بني ساعدة بكلام قاله عمر، قال: "أنشدكم بالله، أمر أبو بكر أني يصلي بالناس؟ قالوا: اللهم نعم. قال: فأيكم تطيب نفسه أن يزيل عن مقامه الذي أقامه فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: كلنا لا تطيب أنفسنا، نستغفر الله!.

وقد ورد في الصحيح حديث عمر في بيعة أبي بكر، وهو حديث طويل، تركناه لطوله وشهرته.

ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجت مكة، فسمع بذلك أبو قحافة فقال: ما هذا؟ قالوا: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: أمر جليل، فمن ولي بعده؟ قالوا: ابنك. قال: فهل رضيت بذلك بنو عبد مناف وبنو المغيرة؟ قالوا: نعم. قال: لا مانع لما أعطى الله، ولا معطي لما منع.

وكان عمر بن الخطاب أول من بايعه، وكانت بيعته في السقيفة يوم وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم كانت بيعة العامة من الغد. وتخلف عن بيعته: علي، وبنو هاشم، والزبير بن العوام، وخالد بن سعيد بن الوقاص، وسعد بن عبادة الأنصاري، ثم إن الجميع بايعوا بعد موت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا سعد بن عبادة، فإنه لم يبايع أحداً إلى أن مات. وكانت بيعتهم بعد ستة أشهر على القول الصحيح، وقيل غير ذلك.

وقام في قتال أهل الردة مقاماً عظيماً ذكرناه في الكامل في التاريخ.

أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا وكيع، حدثنا مسعر وسفيان، عن عثمان بن المغيرة، عن علي بن ربيعة، عن أسماء بن الحكم الفزاري قال: سمعت علياً يقول: كنت إذا سمعت عن س صلى الله عليه وسلم حديثاً نفعني الله بما شاء أن ينفعني، فإذا حدثني عنه غيره أستحلفه، فإذا حلف لي صدقته، وإنه حدثني أبو بكر -وصدق أبو بكر- أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من رجل يذنب فيتوضأ فيحسن الوضوء -قال مسعر: ويصلي، وقال سفيان: ثم يصلي- ركعتين فيستغفر الله إلا غفر له".

وفاته

قال ابن إسحاق، "توفي أبو بكر" رضي الله عنه، يوم الجمعة، لسبع ليال بقين من جمادى الآخرة، سنة ثلاث عشرة، وصلى عليه عمر بن الخطاب.

وقال غيره: توفي عشي يوم الاثنين. وقيل: ليلة الثلاثاء. وقيل: عشي يوم الثلاثاء، لثمان بقين من جمادى الآخرة.

وأخبرنا أبو محمد بن أبي القاسم إجازة، أخبرنا أبي، أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد، حدثنا شجاع بن علي، أخبرنا أبو عبد الله بن منده قال: ولد -يعني أبو بكر- بعد الفيل بسنتين وأربعة أشهر إلا أياماً، ومات بعد النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين وأشهر بالمدينة، وهو ابن ثلاث وستين سنة. وكان رجلاً أبيض نحيفاً، خفيف العارضين، معروق الوجه غائر العينين، ناتئ الجبهة، يخضب بالحناء والكتم. وكان أول من أسلم من الرجال، وأسلم أبواه له، ولوالديه ولولده وولد ولده صحبة، رضي الله عنهم.

قال: وأخبرنا أبي، أخبرنا أبو بكر الفرضين أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو عمر بن حيوية أخبرنا أحمد بن معروف، أخبرنا الحسين بن القهم حدثنا محمد بن سعد، حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي، حدثني ليث بن سعد، عن عقيل، عن ابن شهاب أن أبا بكر، والحارث بن كلدة كانا يأكلان خزيرة أهديت لأبي بكر، فقال الحارث: ارفع يدك يا خليفة رسول الله، والله إن فيها لسم سنة، وأنا وأنت نموت في يوم واحد. قال: فرفع يده، فلم يزالا عليلين حتى ماتا في يوم واحد، عند انقضاء السنة. قال: وأخبرنا أبي بإسناده عن محمد بن سعد، حدثنا محمد بن عمر، حدثنا محمد بن عبد الله، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: كان أول "ما بدئ" مرض أبي بكر انه اغتسل يوم الاثنين، لسبع خلون من جمادى الآخرة -وكان يوماً بارداً- فحم خمسة عشر يوماً، لا يخرج إلى صلاة، وكان يأمر عمر يصلي بالناس، ويدخل الناس عليه يعودونه وهو يثقل كل يوم "وهو نازل يومئذ في داره التي قطع له النبي صلى الله عليه وسلم، وجاه دار عثمان بن عفان اليوم"، وكان عثمان ألزمهم له في مرضه، وتوفي مساء ليلة الثلاثاء لثمان ليال بقين من جمادة الآخرة سنة ثلاث عشرة، فكانت خلافته سنتين، وثلاثة أشهر وعشر ليال وكان أبو معشر يقول: سنتين وأربعة أشهر إلا أربع ليال، وتوفي وهو ابن ثلاث وستين سنة، مجمع على ذلك في الروايات كلها، استوفى سن رسول الله صلى الله عليه وسلم، "وكان أبو بكر ولد بعد الفيل بثلاث سنين".
وهو أول خليف كان في الإسلام، وأول من حج أميراً في الإسلام، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة سنة ثمان، وسيّر أبو بكر يحج بالناس أميراً سنة تسع، وهو أول من جمع القرآن، وقيل: علي بن أبي طالب أول من جمعه، وكان سبب جمع أبي بكر للقرآن ما ذكرناه في ترجمة عثمان بن عفان، وهو أول خليفة ورثة أبوه.
وقال زياد بن حنظلة: كان سبب موت أبي بكر الكمد على رسول الله صلى الله عليه وسلم. ومثله قال: عبد الله بن عمر.

ولما حضره الموت استخلف عمر بن الخطاب، رضي الله عنهما، وقد ذكرنا ذلك في ترجمة عمر، رضي الله عنه.

عبد الله بن عثمان بن عفان

"د ع" عبد الله بن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، وأمه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبه كان أبوه عثمان يكنى. ولد بأرض الحبشة.

قال مصعب الزبيري: لما هاجر عثمان بن عفان ومعه زوجه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولدت له هناك غلاماً ما سماه عبد الله.

وروى عبد الكريم بن روح بن عنبسة بن سعيد، مولى عثمان بن عفان -وكانت أمه أم عياش لرقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم- عن أبيه روح بن عنبسة، عن جدته أم عياش قالت: ولدت رقية لعثمان غلاماً، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله، وكنى عثمان بأبي عبد الله، وعاش ست سنين، ومات ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم قبره، قاله الزبير بن بكار.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عبد الله بن العدوي

"ب" عبد الله العدوي، من بني عدي. كان اسمه السائب فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله.

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في ضمان الدَّين نحو حديث أبي قتادة، وفي حديثه: "ديناران كيتان". رواه ابن لهيعة عن أبي قبيل. حديثه في المصريين.

أخرجه أبو عمر.

عبد الله بن عدي الأنصاري

"ب د ع" عبد الله بن عدي الأنصاري روى عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار، عن عبد الله بن عدي الأنصاري، قال: "بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه، إذ جاءه رجل فساره في قتل رجل من المنافقين، فجهر رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلامه، فقال: "أليس يشهد أن لا إله إلا الله"؟ قال: بلى، ولا شهادة له قال: "أليس يصلي"؟ قال: بلى، ولا صلاة له. قيل: "أولئك الذين نهيت عن قتلهم".

أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: وقد روى عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عدي أن رجلاً من الأنصار أخبره وذكر الحديث، قال: والصواب هو الأول.

عبد الله بن عدي بن الحمراء

"ب د ع" عبد الله بن عدي بن الحمراء القرشي الزهري، من أنفسهم. وقيل: إنه ثقفي حليف لهم. يكنى أبا عمر، وقيل: أبو عمرو.

له صحبة، وهو من أهل الحجاز، وكان ينزل بين قديد وعسفان.

أخبرنا إبراهيم بن محمد الفقيه وغيره بإسنادهم إلى محمد بن عيسى، حدثنا قتيبة، حدثنا الليث، عن عقيل، عن الزهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن: أن عبد الله بن عدي بن الحمراء الزهري أخبره قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفاً على الحزورة وهو، يقول:"والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله إلى الله، ولو لا أني أخرجت منك لما خرجت".

رواه جماعة، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه الثلاثة.

ب بن عديس البلوي  "د ع" عبد الله بن عديس البلوي، أخو عبد الرحمن.

نذكر نسبه عند أخيه، إن شاء الله تعالى. يقال: له صحبة. شهد فتح مصر، وله بها خطة، ولا تعرف له رواية. قاله "أبو" سعيد بن يونس. قيل: إنه كان ممن بايع تحت الشجرة.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عبد الله بن عرابة

"د ع" عبد الله بن عرابة الجهني.

روى عنه معاذ بن عبد الله بن خبيب أنه قال: اقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة الفتح حتى إذا كنا بالكدجيدن أتاه ناس يسألونه التسريح إلى أهليهم، فأذن لهم . . وذكر الحديث.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عبد الله بن عرفجة

"د ع" عبد الله بن عرفجة السالمي، من بني سالم بن مالك بن الأوس.

قال ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني غنم بن سالم بن مالك بن الأوس: عبد الله بن عرفجة.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عبد الله بن عرفطة

"ب د ع" عبد الله بن عرفطة بن عدي بن أمية بن خدارة بن عوف الأنصاري، وخدارة أخو خدرة، قاله أبو عمر.
وجعله ابن منده وأبو نعيم من بني خدرة، وقالا: قال عروة وابن شهاب وابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني خدرة بن عوف: عبد الله بن عرفطة. وكان حليف بني الحارث بن الخزرج.

أخرجه الثلاثة.

قلت: كذا ذكره ابن منده وأبو نعيم أنه من خدرة عن ابن إسحاق، والذي عندنا من سيرة ابن إسحاق رواية يونس بن بكير، وعبد الملك بن هشام، وسلمة بن الفضل: خدارة بزيادة ألف، وهو أخو خدرة، ولعل الغلط إنما وقع من الكاتب، والله أعلم.

عبد الله أبو عصام المزني

"س" عبد الله أبو عصام المزني. أورده شاهين.

روى سفيان بن عيينة، عن عبد الملك بن نوفل بن مساحق القرشي، عن عصام بن عبد الله المزني، عن أبيه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "اقتلوا ما لم تروا مسجداً، أو تسمعوا مؤذناً". قال: فأتينا بطن نخلة فرأينا رجلاً، فقلنا: "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله". فلم يجبنا، حتى قلنا ثلاثاً، وقلنا له: إن لم تقل قتلناك" قال: ذروني أقضي إلى النسوان حاجة، فأتى امرأة منهن فقال: "الطويل"

"فلا ذنب لي قد قلت إذ نحن جيرة"

 

أثيبي بود قبل إحدى الصـفـائق

أثيبي بود قبل ان تشحط الـنـوى

 

وينأى أميري بالحبيب المفـارق

قال: فقتلناه فجاءت امرأة فوقعت عليه، فلم تزل ترشفه حتى ماتت عليه. قال سفيان: وكانت امرأة كثيرة الشحم.
أخرجه أبو موسى.

قلت: وهذه القصة كانت مع بني جذيمة، لما أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فتح مكة خالد بن الوليد، فقتلهم خطأ، فودى النبي صلى الله عليه وسلم القتلى، واسم المرأة حبيشة، وقد أتينا على القصة جميعها في الكامل في التاريخ.

عبد الله بن عصام

"د ع" عبد الله بن عصام الأشعري، عداده في أهل الشام.

روى عنه عبد الله بن محيريز أنه قال: "لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرة: العاضهة والمعتضهة -يعني السحرة- والواشرة والموتشرة" الحديث يرد في عائذ.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عبد الله بن عكيرة

"د ع" عبد الله بن عكبرة، يقال: إنه من اليمن.

روى حديثه أبو أحمد الزبيري، عن حنظلة بن عبد الحميد، عن عبد الكريم بن أبي أمية، عن مجاهد، عن عبد الله بن عكبرة -وكانت له صحبة- ، قال: "التخليل من السنة" أخرجه أبو أحمد العسكري، و أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عبد الله بن عكيم

"ب د ع" عبد الله بن عكيم، أبو معبد.

سكن الكوفة، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، قاله ابن منده وأبو نعيم.

وقال أبو عمر: اختلف في سماعه من النبي صلى الله عليه وسلم.

روى عن زيد بن وهب، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وعيسى ابنه، وهلال الوزان، والقاسم بن مخيمرة.
أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بإسناده إلى أبي داود الطيالسي، حدثنا شعبة عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الله بن عكيم قال: قرئ علينا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بأرض جهينة: "أن لا تستمتعوا من الميتة بشيء من إهاب ولا عصب". وقد روى عن عبد الله بن عكيم من غير وجه، وفي بعضها يقول: "جاءنا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بشهر: "أن لا تنتفعوا من الميتة بإهاب ولا عصب".

أخرجه الثلاثة.

عبد الله بن علقمة القرشي

عبد الله بن علقمة بن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي، يكنى أبا نبقة، وهو والد هذيم وجنادة. قال الطبري: أقطع له رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر خمسين وسقاً.

ذكره أبو عمر وأبو موسى في الكنى، ولم يخرجه هاهنا واحدٌ منهم.

عبد الله بن عمار

"ب" عبد الله بن عمار. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وحديثه عندهم مرسل. روى عنه عبد الله بن يربوع.

أخرجه أبو عمر مختصراً.

عبد الله بن عمر الجرمي

عبد الله بن عمر الجرمي. يقال: له صحبة، من حديثه: أنه جاء بإداوة من عند النبي صلى الله عليه وسلم فيها ماء، قد غسل فيها وجهه، ومضمض، وغسل ذراعيه، وقال له: "لا تردن ماء إلا وملأت الإداوة على ما فيها، فإذا وردت بلادك فرش بها تلك البية واتخذها مسجداً".

عبد الله بن عمر بن الخطاب

"ب د ع" عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي. يرد نسبه عند ذكر أبيه إن شاء الله تعالى، أمه وأم أخته حفصة: زينب بنت مظعون بن حبيب الجمحية.

أسلم مع أبيه وهو صغير لم يبلغ الحلم، وقد قيل: إن إسلامه قبل إسلام أبيه. ولا يصح وإنما كانت هجرته قبل هجرة أبيه، فظن بعض الناس أن إسلامه قبل إسلام ابيه.

أجمعوا على أنه لم يشهد بدراً، استصغره النبي صلى الله عليه وسلم فرده، واختلفوا في شهوده أحداً ، فقيل: شهدها . وقيل: رده رسول الله صلى الله عليه وسلم مع غيره ممن لم يبلغ "الحلم".

أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي، بإسناده إلى يونس بن بكير عن ابن إسحاق: حدثني نافع عن ابن عمر قال: لما أسلم عمر بن الخطاب قال: أي أهل مكة أثقل للحديث؟ قالوا: جميل بن معمر الجمحي. فخرج عمر وخرجت وراءه، وأنا غليم أعقل كل ما رأيت، حتى أتاه، فقال: يا جميل، أشعرت أني قد أسلمت؟ فوالله ما راجعه الكلام حتى قام يجر رداءه، وخرج عمر يتبعه، وأنا معه، حتى إذا قام على باب المسجد صرخ: يا معشر قريش، إن عمر قد صبأ. قال: كذبت. ولكن أسلمت . . . " وذكر الحديث.

والصحيح أن أول مشاهده الخندق، وشهد غزوة مؤتة مع جعفر بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين، وشهد اليرموك، وفتح مصر، وإفريقية.

وكان كثير الاتباع لآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إنه نزل منازله، ويصلي في كل مكان صلى فيه، وحتى إن النبي صلى الله عليه وسلم نزل تحت شجرة. فكان عمر بتعاهدها بالماء لئلا تيبس.

أخبرنا إسماعيل بن علي، وغيره بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد بن عيسى قال: حدثنا أحمد بن منيع، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر قال: رأيت في المنام كأنما بيدي قطعة استبرق، ولا أشير بها إلى موضع من الجنة إلا طارت بي إليه، فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "إن أخاك رجل صالح -أو: إن عبد الله رجل صالح".

أخبرنا الحافظ أبو محمد القاسم بن أبي القاسم علي. إجازة قال: أخبرنا أبي، أخبرنا زاهر بن طار، أخبرنا أبو بكر البيهقي، حدثنا أبو نصر بن قتادة، أخبرنا أبو أحمد الحافظ، أخبرنا أبو العباس الثقفي، حدثنا قتيبة، حدثنا الخنيسي -يعني محمد بن يزيد بن خنيس، عن عبد العزيز بن أبي رواد، عن نافع قال: خرج ابن عمر في بعض نواحي المدينة، ومعه أصحاب له، ووضعوا السفرة له، فمر بهم راعي غنم، فسلم، فقال ابن عمر: هلم يا راعي فأصب من هذه السفرة؟. فقال له: إني صائم. فقال ابن عمر: أتصوم في مثل هذا اليوم الحار الشديد سمومه، وأنت في هذا الحال ترعى هذه الغنم؟ فقال: والله إني أبادر أيامي هذه الخالية. فقال له ابن عمر -وهو يريد أن يختبر ورعه-: فهل لك أن تبيعنا شاة من غنمك هذه فنعطيك ثمنها ونعطيك من لحمها ما تفطر عليه؟ قال: إنها ليست لي بغنم، إنها غنم سيدي. فقال له ابن عمر: فما يفعل سيدك إذا فقدها؟ فولى الراعي عنه، وهو رافعٌ أصبعه إلى السماء، وهو يقول: فأين الله؟ قال: فجعل ابن عمرو يردد قول الراعي، يقول: "قال الراعي فأين الله"؟ قال: فلما قدم المدينة بعث إلى مولاه، فاشترى منه الغنم والراعي، فأعتق الراعي ووهب منه الغنم. قال: وأخبرنا أبي، أخبرنا أبو المعالي محمد بن إسماعيل، حدثنا أبو بكر البيهقي، أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أحمد بن سهل الفقيه، حدثنا إبراهيم بن معقل، حدثنا حرملة، حدثنا ابن وهب قال: قال مالك: قد أقام ابن عمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم ستين سنة يفتي الناس في الموسم وغير ذلك، قال مالك: وكان ابن عمر من أئمة المسلمين.

قال: وأخبرنا أبي، أخبرنا أبو بكر بن عبد الباقي، أخبرنا أبو محمد الجوهري، و أخبرنا أبو عمر بن حيوية أخبرنا أبو بكر بن معروف، حدثنا الحسين بن القهم، حدثنا محمد بن سعد قال:" أخبرت عن مجالد، عن الشعبي قال: كان ابن عمر جيد الحديث، ولم يكن جيد الفقه".

وكان ابن عمر شديد الإحتياط والتوقي لدينه في الفتوى، وكل ما تأخذ به نفسه، حتى إنه ترك المنازعة في الخلافة مع كثرة ميل أهل الشام إليه ومحبتهم له، ولم يقاتل في شيءٍ من الفتن، ولم يشهد مع علي شيئاَ من حروبه، حين أشكلت عليه، ثم كان بعد ذلك يندم على ترك القتال معه.

أخبرنا القاضي أبو غانم محمد بن هبة الله بن محمد بن أبي جرادة، أخبرنا عمي أبو المجد عبد الله بن محمد، حدثنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن محمد بن أبي جرادة، أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن إسماعيل بن أحمد بن إسماعيل بن سعيد، حدثنا أبو النمر الحارث بن عبد السلام بن رغبان الحمصي، حدثنا الحسين بن خالويه، حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي سعيد البزاز، حدثنا محمد بن الحسين بن يحيى الكوفي، حدثنا أبو نعيم، حدثنا عبد الله بن ابن حبيب، أخبرني أبي، قال: قال ابن عمر حين حضره الموت: "ما أجد في نفسي من الدنيا إلا أني لم أقاتل الفئة الباغية".

أخرجه أبو عمر، وزاد فيه: "مع علي".

وكان جابر بن عبد الله يقول: "ما منا إلا من مالت به الدنيا وما بها، ما خلا عمر، وابنه عبد الله".
وقال له مروان بن الحكم ليبايع له بالخلافة، وقال له: إن أهل الشام يريدونك. قال: فكيف أصنع بأهل العراق؟ قال: تقاتلهم. قال: والله لو أطاعني الناس كلهم إلا أهل فدك". فإن قاتلتهم يقتل منهم رجل واحد، لم أفعل. فتركه.
وكان بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الحج، وكان كثير الصدقة وربما تصدق في المجلس الواحد بثلاثين ألفاً.

قال نافع: كان ابن عمر إذا اشتد عجبه بشيء من ماله قربه لربه، وكان رقيقه قد عرفوا ذلك منه، فربما لزم أحدهم المسجد، فإذا رآه ابن عمر على تلك الحال الحسنة أعتقه، فيقول له أصحابه: يا أبا عبد الرحمن، والله ما بهم إلا أن يخدعوك! فيقول ابن عمر: من خدعنا بالله انخدعنا له.

قال نافع: ولقد رأيتنا ذات عشية، وراح ابن عمر على نجيب له قد أخذه بمال، فلما أعجبه سيره أناخه بمكانهن ثم نزل عنه، فقال: يا نافع، انزعوا عنه زمامه ورحله وأشعروه وجللوه وأدخلوه في البدن.

وقال نافع: دخل ابن عمر الكعبة، فسمعته وهو ساجد يقول: "قد تعلم يا ربي ما يمنعني من مزاحمة قريش على الدنيا إلا خوفك".

وقال نافع: كان ابن عمر إذا قرأ هذه الآية: "ألم يأن للذين آمنوا أن نخشع قلوبهم لذكر الله" "الحديد 16" بكى حتى يغلبه البكاء.

وقال ابن عمر: "البر شيء هين: وجه طلق، وكلام لين".

وروى ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم فأكثر. وروى عن أبي بكر، وعمر، وعثمان، وأبي ذر، ومعاذ بن جبل، ورافع بن خديج، وأبي هريرة، وعائشة.

وروى عنه ابن عباس، وجابر والأغر المزني من الصحابة. وروى عنه من التابعين بنوه: سالم، وعبد الله، وحمزة. وأبو سلمة وحميد ابنا عبد الرحمن. ومصعب بن سعد، وسعيد المسيب، وأسلم مولى عمر، ونافع مولاه، وخلق كثير.

أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر الطوسي، أخبرنا أبو بكر بن بدران الحلواني، أخبرنا أحمد بن محمد بن يعقوب المعروف بابن قفرجل، حدثني جدي محمد بن عبيد الله بن الفضل، حدثنا أبو بكر محمد بن هارون بن حميد، حدثنا محمد بن سليمان بن حبيب، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، رفعه قال: "كل مسكر خمرٌ، وكل مسكر حرام، ومن شرب الخمر في الدنيا ومات وهو مدمنها، لم يشرب منها في الآخرة". و أخبرنا أبو منصور مسلم بن علي بن محمد السيحي، أخبرنا أبو البركات محمد بن محمد بن خميس الجهني الموصلي، أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الباقي بن طوق، حدثنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن الخليل المرجي، حدثنا أبو يعلى حدثنا سويد بن سعيد، حدثنا فضيل بن عياض، عن ليث، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمر قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً ببعض جسدي، وقال: يا عبد الله، كن في الدينا كأنك غريب أو كأنك عابر سبيل وعد نفسك في أهل القبور، ثم قال لي: يا عبد الله بن عمر، فإنه ليس ثم دينار ولا درهم، إنما هي حسنات وسيئات، جزاء بجزاء، وقصاص بقصاص، ولا تتبرأ من ولدك في الدنيا فيتبرأ الله منك في الآخرة، فيفضحك على رؤوس الأشهاد، ومن جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إلى يوم القيامة".

توفي عبد الله بن عمر سنة ثلاث وسبعين، بعد قتل ابن الزبير بثلاثة أشهر، وكان سبب قتله أن الحجاج أمر رجلاص فسم زج رمح ورحمه في الطريق، ووضع الزج في ظهر قدمه، وإنما فعل الحجاج ذلك لأنه خطب يوماً وأخر الصلاة، فقال له ابن عمر: إن الشمس لا تنتظرك. فقال له الحجاج: فقد هممت أن أضرب الذي فيه عيناك! قال: إن تفعل فإنك سيفه مسلط!.

وقيل: إن الحجاج حج مع عبد الله بن عمر، فأمره عبد الملك بن مروان أن يقتدي بابن عمر، فكان ابن عمر يتقدم الحجاج في المواقف بعرفة وغيرها، فكان ذلك يشق على الحجاج، فأمر رجلاً معه حربة مسمومة، فلصق بابن عمر عند دفع الناس، فوضع الحربة على ظهر قدمة، فمرض منها أياماً، فأتاه الحجاج يعوده، فقال له: من فعل بك؟ قال: وما تصنع قال: قتلني الله إن لم أقتله! قال: ما أراك فاعلاً! أنت أمرت الذي نخسني بالحربة! فقال: لا تفعل يا أبا عبد الرحمن. وخرج عنه، ولبث أياماً، ومات وصلى عليه الحجاج.

ومات وهو ابن ست وثمانين سنة، وقيل: أربع وثمانين سنة. وقيل: توفي سنة أربع وسبعين. ودفن بالمحصب، وقيل: بذى طوى. وقيل: بفج. وقيل: بسرف.

قيل: كان مولده قبل المبعث بسنة، وهذا يستقيم على قول من يجعل مقام النبي صلى الله عليه وسلم بمكة بعد المبعث عشر سنين، لأنه توفي سنة ثلاث وسبعين، وعمره أربع وثمانون سنة، فيكون له في الهجرة إحدى عشرة سنة، فيكون مولده قبل المبعث بسنة، وكانت أحد في السنة الثالثة، فيكون له في الهجرة إحدى عشرة سنة، وأن عمر عبد الله أربع وثمانون سنة، فيكون مولده بعد المبعث بسنتين. وأما على قول من يجعل عمره ستاً وثمانين سنة، فيكون مولده وقت المبعث، والله أعلم.

عبد الله بن عمرو بن الأحوص

"س" عبد الله بن عمرو بن الأحوص. أخبرنا عبد الله بن أحمد الخطيب، قال: أنبأنا طراد بن محمد الزينبي، أخبرنا هلال الحفار، عن الحسين بن يحيى بن عباس، عن الحسن بن محمد بن الصباح، عن عبيدة بن حميد، عن يزيد بن أبي زياد، عن سليمان بن عمرو بن الأحوص، عن أمه قالت: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند جمرة العقبة راكباً، فقال: "يا أيها الناس، من رمى الجمرة فليرمها بمثل حصى الخذف". قالت: ورأيت بين أصابعه حجراً، قالت: فرمى ورمى الناس، ثم انصرف، فجاءت امرأة معها ابنٌ لها به مسّ فقالت: يا نبي الله، ابني هذا. فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم فدخلت بعض الأخبية، فجاءت بتور من حجارة فيه ماءٌ، فأخذه بيده فمج فيه، ودعا فيه وأعاده، وقال: "اسقيه واغسليه فيه". قالت: فتبعتها فقلت: هبي لي من هذا الماء. فقالت: خذ منه. فأخذت منه حفنة، فسقيته ابني عبد الله، فعاش، فكان من بره ما شاء أن يكون، قالت: ولقيت المرأة فأخبرتني أن ابنها برأ، وأنه غلام لا غلام أحسن منه.

أخرجه أبو موسى.

عَمْرو هذا: بفتح العين، وسكون الميم، وآخره واو.

عبد الله بن عمرو بن بجرة

"ب" عبد الله بن عمرو بن بجرة بن خلف بن صداد بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب القرشي العدوي.

أسلم يوم الفتح، وقتل يوم اليمامة شهيداً، ولا نعلم له رواية. ذكره موسى بن عقبة وابن إسحاق فيمن استشهد يوم اليمامة، من بني عدي بن كعب.

وقال أبو معشر: هم بيت من اليمن تبنّاهم بجرة بن عبد الله بن قرط.

أخرجه أبو عمر.

بجرة: بضم الباء، وسكون الجيم.

عبد الله بن عمرو الجمحي

"ب" عبد الله بن عمرو الجمحي. مدني، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأخذ من شاربه وظفره يوم الجمعة. فيه نظر، روى عنه إبراهيم بن قدامة، يعد في الشاميين.

أخرجه أبو عمر مختصراً.

عبد الله بن عمرو بن حرام

"ب د ع" عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن كعب بن غنم بن سلمة بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي السلمي، يكنى أبا جابر، بابنه جابر بن عبد الله.

كان عبد الله عقبياً بدرياً نقيباً، كان نقيب بني سلمة هو والبراء بن معرور، ذكره عروة، وابن شهاب، وموىس بن عقبة وابن إسحاق وغيرهم فيمن شهد بدراً وأحداً، وقتل يوم أحد.

أخبرنا محمد بن محمد بن سرايا بن علي، أخبرنا عبد الأول بن عيسى، أخبرنا أبو منصور بن أبي عاصم الفضيل بن يحيى الفضيلي، حدثنا عبد الرحمن بن أبي شريح، أخبرنا أبو القاسم المنيعي، حدثنا علي بن مسلم، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة، قال: سمعت محمد بن المنكدر قال: سمعت جابر بن عبد الله قال: قتل أبي يوم أحد، فجئت إليه وقد مثل به، وهو مغطى الوجه، فجعلت أبكي، وجعل القوم ينهونني، و رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينهاني، قال: جعلت فاطمة بنت عمرو -يعني عمته- تبكي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تبكيه أو لا تبكيه، ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه".

أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن سويدة التكريتي، أخبرنا أبو عبد الله بن الحسين بن الفرحان، إجازة، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي، أخبرنا "أبو بكر أحمد الواحدي أخبرنا" أبو بكر أحمد بن محمد بن الحارث، أخبرنا أبو الشيخ الحافظ، أخبرنا أحمد بن الحسين الحذاء، أخبرنا علي بن المديني، حدثنا موسى بن إبراهيم بشير بن الفاكه الأنصاري، أنه سمع طلحة بن خراش الأنصاري قال: سمعت جابر بن عبد الله قال: نظر إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "ما لي أراك "منكسراً" مهتماً"؟ قلت: يا رسول الله، قتل أبي وترك ديناً وعيالاً. فقال: ألا أخبرك؟ ما كلم الله أحداً قط إلا من وراء حجاب، وإنه كلم أباك كفاحاً، فقال: يا عبدي، سلني أعطك. قال: أسألك أن تردني إلى الدنيا فأقتل فيك ثانية! قال: إنه قد سبق مني أنهم لا يردون إليها ولا يرجعون. قال: يا رب، أبلغ من ورائي، فأنزل الله تعالى: "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءٌ" . . "آل عمران 169" الآية.

ولما أراد أن يخرج إلى أحد دعا ابنه جابراً فقال: يا بني، إني لا أراني إلا مقتولاً في أول من يقتل، وإني والله لا أدع بعدي أحداً أعز علي منك، غير نفس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن علي ديناً فاقض عني ديني، واستوص بأخواتك خيراً. قال: فأصبحنا فكان أول قتيل جدعوا أنفه وأذنيه.

ودفن هو وعمرو بن الجموح في قبر واحد، قال: النبي صلى الله عليه وسلم: "ادفنوهما في قبر واحد، فإنهما كانا متصافيين متصادقين في الدنيا".

وكان عمرو أيضاً زوج أخت عبد الله، واسمها هند بنت عمرو بن حرام.

قال جابر: حفرت لأبي قبراً بعد ستة أشهر، فحولته إليه، فما انكرت منه شيئاً إلا شعرات من لحيته، كانت مستها الأرض.
أخبرنا أبو الحرم مكي بن زيان بن شبة المقرئ النحوي بإسناده إلى يحيى بن يحيى، عن مالك، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة: أنه بلغه أن عمرو بن الجموح و عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاريين ثم السلميين كانا قد حفر السيل عن قبرهما وكان قبرهما مما يلي السيل، وكان في قبر واحد، وكانا ممن استشهد يوم أحد، فحفروا عنهما ليغيرا من مكانهما، فوجدا لم يتغيرا كأنما ماتا بالأمس وكان أحدهما قد وضع يده على جرحه، فدفن وهو كذلك، فأميطت يده عن جرحه، ثم أرسلت فرجعت كما كانت. وكان بين يوم أحد وبين يوم حفر عنهما ست وأربعون سنة".

وكان الذي قتل عبد الله أسامة الأعور بن عبيد وقيل: بل قتله سفيان بن عبد شمس أبو أبي الأعور السلمي.
أخرجه الثلاثة، رضي الله عنه وأرضاه.

عبد الله بن عمرو بن حزم

"د ع" عبد الله بن عمرو بن حزم الأنصاري، أخو عمارة بن عمرو بن حزم، له ذكر في المغازي، ولا تعرف له رواية.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عبد الله بن عمرو بن الحضرمي

"ب س" عبد الله بن عمرو بن الحضرمي، حليف بني أمية. قال الواقدي: ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى عنه عمر بن الخطاب.

أخرجه أبو عمر وأبو موسى مختصراً.

عبد الله بن عمرو بن حلحلة

"د ع" عبد الله بن عمرو بن حلحلة. ذكر في الصحابة وهو وهم.

روى محمد بن عبد الله بن عمرو بن حلحلة، عن أبيه ورافع بن خديج قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم والسواك".

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عبد الله بن عمرو الألهاني

عبد الله بن عمرو بن زيد بن مخمر بن عوثبان بن عمرو بن مالك بن ألهان الألهاني. وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله عن اسمه، فقال: عبد العزى. قال: أنت عبد الله. قاله ابن الكلبي.

عبد الله بن عمرو بن الطفيل

"ب" عبد الله بن عمرو بن الطفيل ذي النور الأزدي ثم الدوسي. وقد تقدم نسبه.

قال الحسن بن عثمان: كان من فرسان المسلمين وأهل الشدة والنجدة واستشهد يوم أجنادين سنة ثلاث عشرة.

أخرجه أبو عمر.

عبد الله بن عمر بن العاص

"ب د ع" عبد الله بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي القرشي السهمي، يكنى أبا محمد، وقيل أبو عبد الرحمن. أمه ريطة بنت منبه بن الحجاج السهمي. وكان أصغر من ابيه باثنتي عشرة سنة.

أسلم قبل أبيه، وكان فاضلاً عالماً قرأ القرآن والكتب المتقدمة، واستأذن النبي صلى الله عليه وسلم في أن يكتب عنه، فأذن له، فقال: يا رسول الله، أكتب ما أسمع في الرضا والغضب؟ قال: "نعم، فإني لا أقول إلا حقاً".
قال أبو هريرة: ما كان أحد أحفظ لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مني إلا عبد الله بن عمرو بن العاص، فإنه كان يكتب ولا أكتب.

وقال عبد الله: حفظت عن النبي صلى الله عليه وسلم ألف مثل.

أخبرنا إسماعيل بن علي وغيره بإسنادهم إلى أبي عيسى قال: حدثنا عبيد بن أسباط بن محمد القرشي، حدثني أبي، عن مطرف، عن أبي إسحاق، عن أبي بردة، عن عبد الله بن عمرو قال: قلت: يا رسول الله، في كم أقرأ القرآن؟ قال: "اختمه في شهر". قلت: إني أطيق أفضل من ذلك؟ قال: "اختمه في عشرين" .قلت : إني أطيق أفضل من ذلك؟ قال: "اختمه في خمسة عشرة". قلت: إني أطيق أفضل من ذلك؟ قال: "اختمه في عشر". قلت: إني أطيق أفضل من ذلك؟ "قال: "اختمه في خمس". قلت: إني أطيق أفضل من ذلك؟" قال: "فما رخّص لي".

قال مجاهد: أتيت عبد الله بن عمرو، فتناولت صحيفة تحت مفرشه، فمنعني، قلت: ما كنت تمنعني شيئاً! قال: هذه الصادقة، "فيها" ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس بيني وبينه أحد، إذا سلمت لي هذه وكتاب الله والوهط، فلا أبالي علام كانت عليه الدنيا؟ والوهط، أرض كانت له يزرعها.

وقال عبد الله: لخير أعمله اليوم أحب إلي من مثيله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تهمنا الآخرة ولا تهمنا الدنيا، وإنا اليوم مالت بنا الدنيا.

وشهد مع أبيه فتح الشام، وكانت معه راية أبية يوم اليرموك، وشهد معه أيضاً صفين، وكان على الميمنة- قال له أبوه: يا عبد الله، اخرج فقاتل. فقال: يا أبتاه، أتأمرني أن أخرج فأقاتل، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعهد إلي ما عهد؟! قال: إني أنشدك الله يا عبد الله، ألم يكن آخر ما عهد إليك رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أخذ بيدك فوضعها في يدي، وقال: "أطع أباك"؟ قال: اللهم بلى. قال: فإني أعزم عليك أن تخرج فتقاتل، فخرج فقاتل وتقلد سيفين. وندم بعد ذلك، فكان يقول: مالي ولصفين، ما لي ولقتال المسلمين، لوددت أني مت قبله بعشرين سنة. وقيل: إنه شهدها بأمر أبيه له، ولم يقاتل.

قال ابن أبي ملكية. قال عبد الله بن عمرو: أما والله ما طعنت برمح، ولا ضربت بسيف، ولا رميت بسهم، وما كان رجل أجهد مني، رجل لم يفعل شيئاً من ذلك.

وقيل: إنه كانت الراية بيده وقال: قدمت الناس منزلة أو منزلتين. أخبرنا القاسم بن علي بن الحسن إجازة، أخبرنا أبي، أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين، أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي "ح" قال: و أخبرنا أبي، أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أخبرنا أبو الحسين بن النقور -قالا: أخبرنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى، أخبرنا عبد الله بن محمد، حدثنا داود بن رشيد، حدثنا علي بن هاشم، عن أبيه، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه قال: كنت في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، في حلقة فيها أبو سعيد الخدري و عبد الله بن عمرو، فمر بنا حسين بن علي، فسلم، فرد القوم السلام، فسكت عبد الله حتى فرغوا، رفع صوته وقال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته. ثم أقبل على القوم فقال: ألا أخبركم بأحب أهل الأرض إلى اهل السماء؟ قالوا: بلى. قال: هو هذا الماشي، ما كلمني كلمة منذ ليالي صفين، ولأن يرضى عني أحب إلي من أن يكون لي حمر النعم. فقال أبو سعيد: ألا تعتذر إليه؟ قال: بلى. قال: فتواعدا أن يغدوا إليه. قال: فغدوت معهما، فاستأذن أبو سعيد: فأذن له، فدخل، ثم استأذن عبد الله، فلم يزل به حتى أذن له، فلما دخل قال أبو سعيد: يا ابن رسول الله، إنك لما مررت بنا أمس . . فأخبره بالذي كان من قول عبد الله بن عمرو، فقال حسين: أعلمت يا عبد الله أني أحب أهل الأرض إلى أهل السماء؟ قال: إي ورب الكعبة! قال: فما حملك على أن قاتلتني وأبي يوم صفين؟ فوالله لأبي كان خيراً مني. قال: أجل، ولكن عمرو سكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: يا رسول الله، إن عبد الله يقوم الليل ويصوم النهار، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عبد الله، صلّ ونم وصم وأفطر، وأطع عمراً". قال: "فلما كان يوم صفين أقسم علي فخرجت معه، أما والله ما اخترطت سيفاً، ولا طعنت برمح، ولا رميت بسهم". قال: "فكأنه".

وتوفي عبد الله سنة ثلاث وستين، وقيل: سنة خمس وستين بمصر. وقيل: سنة سبع وستين بمكة. وقيل: توفي سنة خمس وخمسين بالطائف. وقيل: سنة ثمان وستين. وقيل: سنة ثلاث وسبعين. وكان عمره اثنتين وسبعين سنة. وقيل: اثنتان وتسعون سنة. شك ابن بكير في: سبعين وتسعين.

أخرجه الثلاثة.

عبد الله بن عمرو بن عوف

عبد الله بن عمرو بن عوف. كان في جملة الذين خرجوا إلى العرنيين الذين قتلوا راعي رسول الله صلى الله عليه وسلمن قاله الواقدي.

عبد الله بن عمرو بن قيس

"ب س" عبد الله بن عمرو بن قيس بن زيد بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار، أبو أبي، وغالب عليه "ابن أم حرام". وهو ابن خالة أنس بن مالك، أمه أم حرام بنت ملحان، امرأة عبادة بن الصامت، فهو ربيب عبادة، عمّر حتى روى عنه إبراهيم بن أبي عبلة.

أخبرنا أبو ياسر بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا كثير بن مروان أبو محمد، حدثنا إبراهيم بن أبي عبلة قال: رأيت عبد الله بن عمرو بن أم حرام الأنصاري، وقد صلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلتين، وعليه خرّ أغبر، وأشار بيده إلى منكبيه، فظن كثير أنه رداءٌ.

أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.

عبد الله بن عمرو بن لويم

"د ع" عبد الله بن عمرو بن لويم، وقيل: عبد الله بن عامر.

يعد في الصحابة. روى مسعر، عن عبيد بن الحسن، عن عبد الله بن معقل، عن رجلين أحدهما من مزينة، أحدهما عن الآخر: عبد الله بن عمرو بن لويم والآخر غالب بن أبجر -قال مسعر: وأرى غالباً الذين أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إنه لم يبق من مالي إلا حمرات قال: "فأطعم أهلك من سمين مالك، فإني قذرت لهم جوال القرية".

أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وأخرجه أبو عمر قال: عبد الله بن عمرو بن مليل المزني، له صحبة أخرجه أبو عمر مختصراً.

وقال أبو أحمد العسكري: عبد الله بن عمرو بن مليل المزني، قال: وقال ابن أبي خيثمة: له صحبة. قال أبو حاتم: لا أعرفه. وروى العسكري الحديث الذي رواه مسعر، عن عبيد بن الحسن، عن ابن معقل، عن رجلين من مزينة، وقد تقدم في أول الترجمة كأنه جعلهما واحداً. وهو الصحيح، وإنما اختلفوا في الجد، والله أعلم.

عبد الله بن عمرو أبو هريرة

"س" عبد الله بن عمرو، أبو هريرة. سماه الواقدي هكذا وقال: توفي سنة تسع وخمسين، هو ابن ثمان وخمسين سنة، وكان ينزل ذا الحليفة، وله دار بالمدينة تصدق بها على مواليه: ويرد في كنيته. أخرجه أبو موسى، وقد اختلف في اسم أبي هريرة على نحو من عشرين وجهاً.

"أخرجه أبو موسى".

عبد الله بن عمرو بن هلال

"ب د ع" عبد الله بن عمرو بن هلال. وقيل: ابن شرحبيل المزني، والد علقمة وبكر ابني عبد الله، وهو أحد البكائين الذي نزلت فيهم: "ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه" . . . "التوبة 92" الآية، وكانوا ستة نفر.

روى عنه ابنه علقمة وابن بريدة، له صحبة ورواية، وكان ابنه بكر من جلة أهل البصرة، كان يقال: الحسن شيخها، وبكر فتاها.

أخبرنا يحيى بن محمود إجازة بإسناده إلى أبي بكر بن أبي عاصم، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا المعتمر بن سليمان، عن محمد بن فضاء، عن أبيه، عن علقمة بن عبد الله، عن أبيه قال: "نهى نبي الله صلى الله عليه وسلم عن كسر سكة المسلمين الجائزة بينهم، إلا من بأس.

وروى عنه ابنه علقمة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا اشترى أحدكم لحماً فليكثر مرقه".

أخرجه الثلاثة.

عبد الله بن عمرو بن هلال

"ب د ع" عبد الله بن عمرو بن وهب بن ثعلبة بن وقش بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة، الأنصاري الخزرجي، ثم الساعدي.

قال ابن شهاب وابن إسحاق، في تسمية من قتل يوم أحد، من بني ساعدة: "عبد الله بن عمرو". ونسبه ابن إسحاق إلى طريف.

أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: كل من كان من بني طريف، فهو من رهط سعد بن معاذ.

قلت: وقد نقله ابن منده، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق: إن من رهط سعد بن معاذ. وكذلك هو فيما رويناه عن يونس عن ابن إسحاق، وهو وهم، والصواب: "سعد بن عبادة" فإن سعد بن معاذ بن الأوس، وبنو طريف من ساعدة من الخزرج، وبنو ساعدة قبيلة سعد بن عبادة، رأيت كلام ابن منده وابي عمر في عدة نسخ صحاح، فليس من الناسخ، والله أعلم. والعجب من يونس يذكره في الخزرج، ثم في بني ساعدة ويقول: "ومن بني طريفك عبد الله بن وهب بن عمرو، رهط سعد بن معاذ" فكيف يكون من رهط ابن معاذ وهو من الأوس، وهذا من الخزرج؟! وقد خالف يونس عن ابن إسحاق عبد الملك بن هشام، وسلمة، وإبراهيم بن سعد، فقالوا عنه: رهط سعد بن عبادة، وهو الصواب.

عبد الله بن عمرو بن وقدان

"ب" عبد الله بن عمرو بن وقدان بن عبد شمس بن عبد ود، العامري المعروف بابن السعدي، وقد تقدم ذكره في عبد الله بن السعدي.

أخرجه أبو عمر.

عبد الله بن عمرو اليشكري

"س" عبد الله بن عمرو اليشكري. كان اسمه العرس، فيما ذكره ابن شاهين.

روى أبو سنان الحنفي قال: أول حيّ أدّوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقتهم حيّ بني الشكر، فأتى الأعرس بن عمرو فقال: من أنت؟ قال: أنا الأعرس بن عمرو. قال: لا، ولكنه عبد الله.

أخرجه أبو موسى.

عبد الله بن عمير الأشجعي

"ب د ع" عبد الله بن عمير الأشجعي.

له صحبة، عداده في أهل المدينة، سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا خرج عليكم خارج يشق عصا المسلمين ويفرق جماعتهم، فاقتلوه، ما استثنى أحداً".

أخرجه الثلاثة.

عبد الله بن عمير الخطمي

"ب د ع" عبد الله بن عمير الخطمي، من بني خطمة بن جشم بن مالك بن الأوس، أنصاري أوسي، ثم خطمي.

يعد في أهل المدينة، كان أعمى وجاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أعمى، وكان يؤم في مسجد بني خطمة.

روى جرير، عن هشام بن عروة، عن ابيه، عن عبد الله بن عمير: أنه كان إمام بني خطمة على عهد رسول الله.
وروى أبو معاوية، عن هشام، عن ابيه فقال: عن عدي بن عميرة.

أخرجه الثلاثة.

عبد الله بن عمير السدوسي

"ب د ع" عبد الله بن عمير السدوسي. له صحبة، وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

روى عمرو بن سفيان بن عبد الله بن عمير السدوسي، عن ابيه، عن جده: أنه جاءنا بإدواة من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد غسل النبي صلى الله عليه وسلم فيها وجهه ومضمض في الماء، وغسل يديه وذراعيه ثم ملأ الإداوة وقال: "لا تردن ماء إلا ملأت الإداوة على ما بقي فيها، فإذا أتيت بلادك فرش تلك البيعة، واتخذها مسجداً". قال: فاتخذوه مسجداً. قال: "وقد صليت أنا فيه".

أخرجه الثلاثة.

عبد الله بن عمير بن عدي

"ب د ع" عبد الله بن عمير بن عدي بن أمية بن خدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاري. شهد بدراً في قول الجميع، كذا نسبه أبو عمر. وأما ابن منده وأبو نعيم فجعلاه خدرياً، من بني خدرة بن عوف، وخدرة وخدارة أخوان.

وقال ابن ماكولا: هو عبد الله بن عمير بن حارثة بن ثعلبة بن خلاس بن أمية بن خدارة، قال عروة وابن شهاب وابن إسحاق: إنه شهد بدراً. وقال ابن منده: وقال -يعني عروة- في موضع آخر: عبد الله بن عرفطة.
والذي رأيناه في كتب المغزي أنه من خدارة بزيادة الألف، لا من خدرة، وهو الصحيح، وأما قول ابن منده عن عروة أنه قال في موضع آخر: "عبد الله بن عرفطة" فلا شك أن ابن منده قد ظن أن "عبد الله بن عدي" قيل في أبيه: "عرفطة" وإنما هما اثنان، شهدا بدراً.

أخبرنا أبو جعفر بإسناده، عن يونس، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً قال: "ومن بني خدارة: "تميم بن يعار بن قيس، و عبد الله بن عمير، وزيد بن المزين بن قيس، و عبد الله بن قرفطة، "أربعة نفر".

فقد جعلهما اثنين كما ترى، ثم قال: أربعة نفر. فهذا تأكيد في أنهما اثنان، والله أعلم. وكذلك قال غيره، ثم قال ابن إسحاق: ومن بني الأبجر -وهم بنو خدرة- وذكرهم.

أخرجه الثلاثة.

خلاّس: بتشديد اللام، وفتح الخاء المعجمة.

عبد الله بن عمير الليثي

"س" عبد الله بن عمير بن قتادة الليثي، أورده ابن شاهين.

أخبرنا أبو موسى إذناً، عن كتاب أبي بكر بن الحارث، أخبرنا أبو أحمد العطار، أخبرنا أبو حفص بن شاهين، حدثنا الحسين بن أحمد، حدثنا بن أبي خيثمة، حدثنا ابي، حدثنا جرير بن عبد الحميد، حدثنا هشام بن عروة، عن ابيه، عن عبد الله بن عمير: أنه كان أم بني خطمة وهو أعمى، على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلمن وجاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو أعمى.

أخرجه أبو موسى وقال: كذا ترجم له ابن شاهين، ويمكن أن يكون غير الليثي، لأن بني خطمة من الأنصار، وهم غير بني ليث.

قلت: هذا كلام بي موسى، وهذا عبد الله بن عمير الخطمي العملى، قد أخرجه ابن منده مثلما ذكره أبو موسى، وقد تقدم ذكره قبل هذه الترجمة، وروى له هذا الحديث، عن جرير بإسناده مثله، ولا أدري من اين أتي أبو موسى؟ فإن كان لأجل زيادة "قتادة" في نسبه، فهذا لا يوجب استدراكاً عليه! وإن كان لأجل أنه قيل فيه: "لشيء"، فهذا غلط من قائله لا يوجب استدراكاً أيضاً، فإن كان كل من يغلط يجعل غلطه استدراكاً، فهذا يخرج عن الحد، لا سيما في زمننا هذا مع غلبة الجهل، فلم يكن لاستدراكه وجه!.

وقوله: "يمكن أن يكون غير الليثي" فلا شبهة أنه غيره، لأن خطمة من الأنصار، والأنصار من الأزد، وهم من أهل اليمن، وليث من كنانة، وكنانة من مصر، فكيف يقال: "يمكن أن يكون غيره"! ولعل قوله: "ليثي" غلط من الناسخ، أو قد سقط من الكتاب ما بعد "الليثي" وبعض ترجمة الأنصار، وبقي حديثه فظنه بعض من رآه أن الحديث لليثي، وليس له، والله أعلم. وقوله في الحديث: "إنه كان يؤم بني خطمة" يدل على أنه خطمي، لأن إمام كل قبيلة كان منها، لنفور طباع العرب أن يتقدم على القبيلة من غيرها، والله أعلم.

عبد الله بن عميرة

"د ع" عبد الله بن عميرة -بزيادة هاء في آخره- أدرك الجاهلية، ولا تصح صحبته، يعد في الكوفيين.

روى روح، عن شعبة، عن سماك بن حرب، عن عبد الله بن عميرة -وكان قائد الأعشى في الجاهلية.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال الأمير أبو نصر: عبد الله بن عَميرة -يعني بفتح العين، وكسر الميم- حديثه في الكوفيين، روى عن جرير وغيره، روى عنه سماك بن حرب. وقال: قال إبراهيم الحربي: لا أعرف عبد الله بن عميرة، وإنما أعرف عميرة بن زياد الكندي، حدث عن عبد الله، إن كان هذا ابنه وإلا فلا أعرفه.

عبد الله بن عنبة

"د ع" عبد الله بن عنبة، أبو عنبة الخولاني، سماه الطبراني في معجمة، وعداده في الشاميين سكن حمص.

روى عنه محمد بن زياد الألهاني، وبكر بن زرعة، وغيرهما. أسلم على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، وقيل: إنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وصلى القبلتين. روى الجراح بن مليح البهراني، عن بكر بن زرعة الخولاني، قال: سمعت أبا عنبة الخولاني- وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ممن صلى القبلتين، وأكل الدم في الجاهلية- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزال الله عز وجل يغرس غرساً في هذا الدين، يستعملهم في طاعته".

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عبد الله بن عنمة المزني

"د ع" عبد الله بن عنمة المزني، له صحبة، شهد فتح مصر، ذكره محمد بن عمر الواقدي وقال: شهد فتح الاسكندرية الثاني، له ذكر في الصحابة، قاله أبو سعيد بن يونس.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصراً.

عبد الله بن عوسجة البجلي

"س" عبد الله بن عوسجة البجلي، ثم العرني، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه بكتابه إلى بني حارثة بن عمرو بن قريط يدعوهم إلى الإسلام، فأخذوا الصحيفة فغسلوها، فرقعوا بها أسفل دلوهم، وأبوا أن يجيبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أذهب الله عقولهم" "فهم أهل سفةٍ وكلام مختلط".

أخرجه أبو موسى.

عبد الله بن عوف

"د ع" عبد الله بن عوف. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، أخرجه يحيى بن يونس الشيرازي في كتابه.

أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء في كتابه بإسناده، عن أبي بكر أحمد بن عمرو بن الضحاك، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا يزيد بن هارون، عن حماد بن هارون ، عن حماد بن سلمة، عن جبلة بن عطية عن عبد الله بن عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " الإيمان يمان".

قال محمود بن إبراهيم بن سميع: هو من تابعي أهل الشامن من الطبقة الثالثة من عمال عمر بن عبد العزيز.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عبد الله بن عوف الأشج

"س" عبد الله بن عوف الأشج، م الوفد، نزل البصرة. قاله ابن شاهين.

أخرجه أبو موسى مختصراً.

عبد الله بن عوف بن عبد عوف

"س" عبد الله بن عوف بن عبد عوف بن "عبد بن" الحارث بن زهرة، أخو عبد الرحمن بن عوف.

قال ابن شاهين: أسلم يوم الفتح، وأخوه الأسود له دار بالمدينة. قال الزبير: لم يهاجر، يعني عبد الله بن عوف.

أخرجه أبو موسى مختصراً.

عبد الله بن أبي عوف

عبد الله بن أبي عوف بن عويف بن مالك بن كيسان بن ثعلبة بن عمرو بن يشكر بن علي بن مالك بن سعد بن نذير بن قسر بن عبقر بن أنمار بن إراش البجلي، كان اسمه "عبد شمس" فسماه النبي صلى الله عليه وسلم "عبد الله" لما وفد إليه.

قاله ابن الكلبي.

عبد الله بن عويم

"د ع" عبد الله بن عويم بن ساعدة الأنصاري. ويذكر نسبه عند ذكر أبيه، إن شاء الله تعالى عداده في أهل المدينة، اختلف في اسمه.

روى محمد بن عباد، عن عبد الرحمن بن سالم بن عبد الله عن عويم بن ساعدة، عن ابيه، عن جده، أن النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عُوِيْم: بضم العين، تصغير عام.

عبد الله بن عياش

"ب د ع" عبد الله ب عياش بن أبي ربيعة، واسم أبي ربيع: عمرو بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي.

ولد بأرض الحبشة، يكنى أبا الحارث، وأمه أسماء بنت مخربة بن جندل بن ابير بن نهشل التميمية.

روى عن انبي صلى الله عليه وسلم، وروى عن عمر وغيره، فمما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ما رواه عنه عبد الله بن الحارث قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض بيوت آل أبي ربيعة، إما لعيادة مريض، وإما لغير ذلك، فقالت له أسماء بنت مخربة التميمية -وهي أم عياش بن أبي ربيعة- : يا رسول الله، ألا توصني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أم الجلاس، إئتي إلى أختك ما تحبين أن تأتي إليك". وأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بصبي من ولد عياش -وكانت أم الجلاس ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم مرضاً باصبي- فأخذه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجعل يرقيه وينقل عليه، وجعل الصبي يتفل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل بعض أهل البيت ينتهر الصبي، و رسول الله يكفهم عن ذلك.

روى عنه بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، ونافع مولى بن عمر، وغيرهما.

أخرجه الثلاثة. قلت: قولهم: "فقالت له أسماء بنت مخربة التميمية، وهي أم عياش: "يا رسول الله" فأم عياش هي أم أبي جهل، وهي لم تسلم، ويرد ذكرها في ابنها عياش، ويرد الكلام عليها. وعلى أسماء بنت مخربة "أم عبد الله هذا في أسماء بنت سلامة بن مخربة" ، فإن أم عبد الله هي بنت أخي أسماء بنت مخربة أم عياش وأبي جهل، وقد نسبوها ها هنا إلى جدها، فربما يظن بعض من يراه أنه غلط، والله أعلم.

عبد الله بن غالب

"ب" عبد الله بن غالب الليثي. من كبار الصحابة، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية سنة اثنتين من الهجرة.

أخرجه أبو عمر مختصراً.

عبد الله بن الغسيل

"د ع" عبد الله بن الغسيل. مجهول روى عنه عامر بن عبد الأسور، يعد في بادية البصرة.

حدث عبد الرحمن بن الحكم بن البراء بن قبيصة الثقفي، عن ابيه، عن عامر بن عبد الأسود العبقسي، عن عبد الله بن الغسيل قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمر بالعباس فقال: يا عم، اتبعني ببنيك. فانطلق بستة من بنيه: الفضل، و عبد الله ، وعبيد الله، وقثم، ومعبد، و عبد الرحمن ، فأدخلهم النبي صلى الله عليه وسلم بيتاً، وغطاهم بشملة سوداء مخططة بحمرة، فقال: "اللهم إن هؤلاء أهل بيتي وعترتي، فاسترهم من النار كما سترتهم بهذه الشملة". فما بقي في البيت مدرة ولا باب إلا أمن.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

قلت: قد كان يقال لعبد الله بن حنظلة بن أبي عامر الأنصاري: "ابن الغسيل" . لأن أباه حنظلة قتل يوم أحد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الملائكة تغسله" فقيل لابنه: ابن الغسيل وله صحبة أيضاً.

عبد الله الغفاري

"د" عبد الله الغفاري. أخرجه ابن منده، ولم يزد على هذا القدر.

عبد الله بن غنام

"ب د ع" عبد الله بن غنام بن أوس بن مالك بن بياضة الأنصاري البياضي له صحبة، يعد في أهل الحجاز.
أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين بإسناده إلى سليمان بن الأشعث، حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا يحيى بن حسان، وإسماعيل قالا: حدثنا سليمان بن بلال، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن عبد الله بن عنبسة، عن عبد الله بن غنام: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قال حين يصبح: "اللهم ما أصبح بي من نعمة فمنك وحدك، لا شريك لك، فلك الحمد، ولك الشكر. فقد أدى شكر يومه، ومن قال ذلك حين يمسي فقد أدى شكر ليلته".

أخرجه الثلاثة، قال أبو نعيم: وقد صحف فيه بعض الرواة من رواية ابن وهب، فقال عن عبد الله بن عباس، وقيل: هو عبد الرحمن بن غنام، وقيل: "ابن غنام" من غير أن يذكر اسمه. وقد رواه ابن منده من حديث يحيى بن صالح الوحاظي، و عبد الله بن مسلمة، عن سليمان، فقال: "عن ابن غنام" ولم يذكر اسمه.

عبد الله بن فضالة الليثي

"ب د ع" عبد الله بن فضالة الليثي أبو عائشة.

روى عنه أنه قال: "ولدت في الجاهلية، فعق أبي عني بفرس" وإسناده ليس بالقائم: واختلف في إتيانه النبي صلى الله عليه وسلم، فروى مسلمة بن علقمة، عن داود بن أبي هند عن أبي حرب بن أبي الأسود، عن عبد الله بن فضالة: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، ورواه خالد الواسطي وزهير بن إسحاق، عن داود عن أبي حرب، عن عبد الله بن فضالة، عن أبيه، وهو أصح، قاله أبو عمر.

وقال ابن منده وأبو نعيم: لا تصح له صحبة. عداده في التابعين، وذكره بعض الناس في الصحابة، قال خليفة: كان عبد الله بن فضالة على قضاء البصرة، وقال أبو عمر: ما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو عندهم مرسل على أنه قد أتى النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يختلف في صحبة أبيه، ويذكر في بابه، إن شاء الله تعالى.

عبد الله بن فضالة المزني

"س" عبد الله بن فضالة المزني قال أبو موسى: كأنه غير الليثي، روى إبراهيم بن جعفر، عن عبد الله بن سلمة الجبيري، عن ابيه، عن عمرو بن مرة الجهني و عبد الله بن فضالة المزني -وكانت لهما صحبة- عن جار بن عبد الله: أنهم كانوا يقولون: "علي بن أبي طالب أول من أسلم".

أخرجه أبو موسى.

عبد الله أبو قابوس

"د ع" عبد الله أبو قابوس غير منسوب، عداده في أهل الكوفة.

اختلف في اسمه فقيل: اسمه المخارق. روى سماك، عن قابوس بن عبد الله، عن أبيه قال: جاءت أم الفضل -وهي امرأة العباس- إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إني رأيت بعض جسمك في بيتي. فقال: "خيراً رأيت، تلد فاطمة غلاماً، فترضعينه بلبن قثم"، فجاءت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فبال عليه، فقالت بيدها هكذا. فقال: "أوجعت ابني، رحمك الله"، ثم قال "النح من الغلام والغسل من الجارية" لم يذكر في هذه الرواية ولد فاطمة.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عبد الله بن قارب

"ب د ع" عبد الله بن قارب، أبو وهب الثقفي. وقيل: ابن مآرب.

روى عنه ابنه وهب أنه قال: كنت مع أبي فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بيده: "رحم الله المحلقين" فقال رجل: يا رسول الله، والمقصرين؟ فقال في الثانية، والثالثة: "والمقصرين".

يذكر الاختلاف فيه، في أبيه قارب، إن شاء الله تعالى.

أخرجه الثلاثة.

عبد الله بن قداد

عبد الله بن قداد الحارثي. ذكره ابن إسحاق فيمن وفد من بني الحارث بن كعب على النبي صلى الله عليه وسلم مع خالد بن الوليد. وقيل فيه: عبد الله بن قريط، ويذكر في موضعه.

عبد الله بن قدامة

"ب د ع" عبد الله بن قدامة السعدي، أخو وقاص بن قدامة. اختلف في اسم أبيه فقيل: قدامة، وقيل غير ذلك. وقد ذكر في عبد الله بن السعدي. وهو من بني عامر بن لؤي، يكنى أبا محمد. كتب لهما النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً.

أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر جعله من عامر، جعله ابن منده وأبو نعيم سلمياً، وسمى ابن منده أباه قمامة، بدل قدامة، ونذكره في موضعه، وهما واحد، والله أعلم.

عبد الله بن قرط

"ب د ع" عبد الله بن قرط الأزدي الثمالي. كان اسمه في الجاهلية شيطاناً فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله له ولأخيه عبد الرحمن صحبة. وشهد اليرموك وفتح دمشق، وأرسله يزيد بن أبي سفيان بكتابه إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنهم. ذكره عبد الله بن محمد بن ربيعة في كتابه "فتوح الشام" واستعمله أبو عبيدة على حمص مرتين، ولم يزل عليها حتى توفي أبو عبيدة، ثم استعمله معاوية على حمص أيضاً. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم.

روى عنه، غضيف بن الحارث، وعمرو بن محص، وسليم بن عامر الخبائري، وغيرهم.

أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد بإسناده عن أبي بكر بن أبي عاصم، حدثنا محمد بن المثنى، عن يحيى القطان، عن ثور بن يزيد، عن راشد بن سعد، عن عبد الله بن نجي، عن عبد الله بن قرط قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أفضل الأيام عند الله عز وجل يوم النحر ويوم القر الذي تستقر الناس فيه"، قال: وقرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بدنات خمس أو ست فطفقن يزدلفن إليه يأتيهن يبدأ، فلما وجبت جنوبها قال كلمة خفية لم أفهمها، فسألت بعض من يليه ما قال؟ فقال: "من شاء اقتطع".

وقتل عبد الله بأرض الروم شهيداً، سنة ست وخمسين، قاله ابن يونس.

أخرجه الثلاثة.

عبد الله بن قرة

"س" عبد الله بن قرة. أخرجه أبو موسى، ونقله عن الخطيب أبي بكر قال: وقال غيره: عبد الله بن قرط، وروى أنه كان اسمه شيطاناً فسماه النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تقدم هذا في عبد الله بن قرط.

عبد الله بن قرة الهلالي

"د" عبد الله بن قرة بن نهيك الهلالي. دعا له النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة، رأيته في بعض نسخ كتاب أبي عبد الله بن منده.

عبد الله بن قريط

"ب" عبد الله بن قريط الزيادي. قدم مع خالد بن الوليد في وفد بني الحارث بن كعب فأسلموا، وذلك سنة عشر.
أخرجه أبو عمر هكذا.

قال ابن إسحاق: من رواية سلمة ويونس عنه: "قريط". ورواه عبد الملك بن هشام، عن البكائي، عن ابن إسحاق: "قداد" وقد تقدم، وهما واحد، والله أعلم.

عبد الله بن قمامة

"د" عبد الله بن قمامة السلمي، أخو وقاص بن قمامة. كتب لهما النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً.

أخرجه ابن منده هكذا، وقد أخرجه أبو عمر وأبو نعيم فقالا: "عبد الله بن قدامة" وقد تقدم ذكره.

عبد الله بن قنيع

"عبد الله بن قنيع بن أهبان بن ثعلبة بن ربيعة، كان اسمه عبد عمرو فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله، وهو قاتل دريد بن الصمة. قاله الغساني عن ابن هشام.

عبد الله بن قيس الأسلمي

"د ع" عبد الله بن قيس الأسلمي. روى يزيد عن عياض، عن الأعرج، عن عبد الله بن قيس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من قام يرائي "بعمله" فهو في مقت الله عز وجل حتى يجلس".

قاله ابن منده، وروى له أبو نعيم: أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتاع من رجل من بني غفار سهمه من خيبر ببعير، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الذي أخذت منك خير من الذي أعطيتك، فإن شئت فخذ، وإن شئت فاترك. قال: قد أخذت".

أخرجه ابن منده وأبو نعيم، فابن منده أخرج الحديث الأول في هذه الترجمة، وأخرجه أبو نعيم في ترجمة "عبد الله بن قيس الخزاعي" الذي يأتي ذكره، وأخرجه الحديث الثاني في هذه الترجمة، والله عز وجل أعلم.

وأما أبو عمر فإنه لم يخرج هذه الترجمة، وإنما أخرج الخزاعي، وقال: "وقيل: الأسلمي" وروى له أن النبي صلى الله عليه وسلم ابتاع من رجل من غفار . . ونذكره بعد هذه الترجمة إن شاء الله تعالى.

عبد الله بن قيس الأنصاري

"د ع" عبد الله بن قيس الأنصاري. قتل في بعض بعوث النبي صلى الله عليه وسلم شهيداً.

روى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما على الأرض رجل يموت وفي قلبه مثقال حبة من خردل من الكبر، إلا جعله الله في النار" فلما سمع عبد الله بن قيس الأنصاري بكى، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "يا عبد الله بن قيس، لم تبكي؟ قال: من كلمتك! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أبشر بأنك في الجنة" فبعث النبي صلى الله عليه وسلم بعثاً، فقتل فيهم شهيداً.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

أري أنه قتل شهيداً يوم أحد، وأنكر محمد بن عمر -يعني الواقدي- ذلك، وقال: عشا عبد الله هذا وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي في خلافة عثمان رضي الله عنهما، وقيل أنه لم يعقب.

أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى، وقال أبو موسى: أفرده أبو نعيم عن الذي يروي حديثه ابن عباس في الكبر، ويحتمل أن يكون هو هو، وهو قبل هذه الترجمة.

عبد الله بن قيس الخزاعي

"ب د ع" عبد الله بن قيس الخزاعي. روى أبو نعيم بإسناده، عن يزيد بن عياض، عن الأعرج، عن عبد الله بن قيس الخزاعي. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قام رياء وسمعة، فهو في مقت الله حتى يجلس".

أخرجه أبو نعيم وأبو عمر وأبو موسى، إلا أن أبا عمر قال: "خزاعي وقيل: أسلمي".

قلت: قد أخرج ابن منده هذا المتن في ترجمة عبد الله بن قيس الأسلمي، وقد ذكرناه هناك، وأما أبو نعيم فلم يخرجه في تلك الترجمة، لأنه ظنهما اثنين، فذكر في الأول حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ابتاع من رجل من بني غفار سهمه من خيبر، وأما أبو عمر فإنه ظنهما واحداً، وقال: عبد الله بن قيس الخزاعي، وقيل: الأسلمي. وروى له حديث سهم خيبر، وقال: "وله حديث آخر". وأنا أظنهما واحداً، قيل فيه: خزاعي، وقيل: أسلمي، وكلام أبي عمر يؤيد ما قلته، والله سبحانه وتعالى أعلم.

عبد الله بن قيس بن زائدة

"ب" عبد الله بن قيس بن زائدة بن الأصم بن هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي القرشي العامري، المعروف بابن أم مكتوم. واختلف في اسمه فقيل: عبد الله ، وقيل: عمرو، وهو الأكثر.

أخرجه أبو عمر.

عبد الله بن قيس الأشعري

"ب د ع" عبد الله بن قيس بن سليم بن حرب بن عامر بن عنز بن بكر بن عامر بن عذر بن وائل بن ناجية بن الجماهر بن الأشعر بن أدد بن زيد بن يشجب أبو موسى الأشعري، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم. واسم الأشعر نبت. وأمه ظبية بنت وهب، امرأة من عك، أسلمت وماتت بالمدينة.

ذكر الواقدي أن أبا موسى قدم مكة، فحالف أبا أحيحة سعيد بن العاص بن أمية، وكان قدومه مع إخوته في جماعة من الأشعريين، ثم أسلم وهاجر إلى أرض الحبشة.

وقالت طائفة من العلماء بالنسب والسير: إن أبا موسى لما قدم مكة، وحالف سعيد بن العاص، انصرف إلى بلاد قومه ولم يهاجر إلى أرض الحبشة، ثم قدم مع إخوته فصادف قدومه قدوم السفينتين من أرض الحبشة. قال أبو عمر: الصحيح أن أبا موسى رجع بعد قدومه مكة ومحالفته من حالف من بني عبد شمس إلى بلاد قومه، وأقام بها حتى قدم مع الأشعريين نحو خمسين رجلاً من سفينة، فألقتهم الريح إلى النجاشي، فوافقوا خروج جعفر وأصحابه منها، فأتوا معهم وقدم السفينتان معاً: سفينة جعفر، وسفينة الأشعريين، على النبي صلى الله عليه وسلم حين فتح خيبر. وقد قيل: إن الأشعريين إذ رمتهم الريح إلى الحبشة أقاموا بالحبشة مدة، ثم خرجوا عند خروج جعفر، رضي الله عنه، فلهذا ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى الحبشة، والله أعلم.

وكان عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم على زبيد وعدن، واستعمله عمر رضي الله عنه على البصرة، وشهد وفاة أبي عبيدة بن الجراح بالشام.

قال لمازة بن زبار: ما كان يشبه كلام أبي موسى إلا بالجزار الذي لا يخطئ المفصل.

وقال قتادة: بلغ أبا موسى أن قوماً يمنعهم من الجمعة أن لبس لهم ثياب، فخرج على الناس في عباءة.

وقال ابن إسحاق: في سنة تسع عشرة بعث سعد بن أبي وقاص عياض بن غنم إلى الجزيرة، وبعث معه أبا موسى وابنه عمر بن سعد، وبعث عياض أبا موسى إلى نصيبين فافتتحها في سنة تسع عشرة. وقيل: إن الذي أرسل عياضاً أبو عبيدة بن الجراح، فوافق أبا موسى، فافتتحا حران ونصيبين.

وقال خليفة: قال عاصم بن حفص: قدم أبو موسى إلى البصرة سنة سبع عشرة والياً، بعد عزل المغيرة، وكتب إليه عمر رضي الله عنه: أن سر إلى الأهواز فأتى الأهواز فافتتحها عنوة -وقيل: صلحاً- وافتتح أبو موسى أصبهان سنة ثلاث وعشرين، قاله ابن إسحاق.

وكان أبو موسى على البصرة لما قتل عمر، رضي الله عنه، فأقره عثمان عليها، ثم عزله واستعمل بعده ابن عامر، فسار من البصرة إلى الكوفة، فلم يزل بها حتى أخرج أهل الكوفة سعيد بن العاص، وطلبوا من عثمان أن يستعمله عليهم، فاستعمله ، فلم يزل على الكوفة حتى قتل عثمان، رضي الله عنه. فعزله علي عنها.

قال عكرمة: لما كان يوم الحكمين، حكم معاوية عمرو بن العاص، قال الأحنف بن قيس لعلي: يا أمير المؤمنين، حكم ابن عباس، فإنه نحوه. قال: أفعل. فقالت اليمانية: يكون أحد الحكمين منا. واختاروا أبو موسى، فقال ابن عباس لعلي: علام تحكم أبا موسى؟ فوالله لقد عرفت رأيه فينا، فوالله ما نصرنا، وهو يرجونا، فتدخله الآن في معاقد الأمر مع أن أبا موسى ليس بصاحب ذلك! فاجعل الأحنف فإنه قرن لعمرو. فقال أفعل. فقالت اليمانية أيضاً -منهم الأشعث بن قيس وغيره-: لا يكون فيها إلا يمان، ويكون أبا موسى. فجعله علي رضي الله عنه، وقال له ولعمرو: أحكمكما على أن تحكما بكتاب الله، وكتاب الله كله معي، فإن لم تحكما بكتاب الله فلا حكومة لكما. ففعلا ما هو مذكور في التواريخ، وقد استقصينا ذلك في الكامل في التاريخ.

ومات أبو موسى بالكوفة، وقيل: مات بمكة سنة اثنتين وأربعين. وقيل: سنة أربع وأربعين، وهو ابن ثلاث وستين سنة. وقيل: توفي سنة تسع وأربعين. وقيل: سنة خمسين، وقيل: سنة اثنتين وخمسين. وقيل: سنة ثلاث وخمسين والله أعلم.

أخرجه الثلاثة.

عبد الله بن قيس بن صخر

"ب د ع" عبد الله بن قيس بن صخر بن حرام بن ربيعة بن عدي بن غنم بن كعب بن سليمة الأنصاري الخزرجي السلمي.

شهد بدراً هو وأخوه معبد.

قال ابن إسحاق إنه شهد بدراً. وقال ابن عقبة: إنه شهد بدراً، رواه أبو نعيم عنه.

وقال أبو عمر، عن موسى بن عقبة: إنه لم يذكره في البدريين، وأجمعوا أنه شهد أحداً.

أخرجه الثلاثة.

عبد الله بن قيس بن صرمة

عبد الله بن قيس بن صرمة بن أبي أنس. استشهد يوم بئر معونة.

قاله الغساني عن العدوي.

عبد الله بن قيس العتقي

"د ع" عبد الله بن قيس العتقي. له صحبة وشهد فتح مصر، ولا تعرف له رواية، قاله أبو يونس.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم. ومات سنة تسع وأربعين.

عبد الله بن قيس بن عدس

عبد الله بن قيس بن عدس النابغة الجعدي -يرد في النون إن شاء الله تعالى- وهو بالنابغة أشهر.

عبد الله بن قيس بن عكرمة

"د ع" عبد الله بن قيس بن عكرمة بن المطلب.

روى حديثه أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن عبد الله بن قيس أنه قال: "لأزمقن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل".

أخرجه ابن منده وأبو نعيم. وفي صحبته نظر.

عبد الله بن مخرمة

"س" عبد الله بن قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف.

أسلم يوم فتح مكة، قاله ابن شاهين.

أخرجه أبو موسى مختصراً، وقد ذكره أبو أحمد العسكري في ترجمة ابيه قيس، فقال: "وقد أدرك ابناه محمد وعبد الله".

عبد الله بن قيس بن العوراء

عبد الله بن قيس، أخو بني وهب بن رياب، ويقال له: "ابن العوراء". وهو الذي قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، هلكت بنو رياب. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "اللهم أجبر مصيبتهم".

أخبرنا عبد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: لما استحر القتل من بني نصر في بني رياب قال: فزعموا أن عبد الله بن قيس -وهو الذي يقال له: ابن العوراء- قال: يا رسول الله، هلكت بنو رياب"، فذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم أجبر مصيبتهم".

عبد الله بن قيظي

"ب" عبد الله بن قيظي بن قيس بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن مجدعة بن حارثة الأنصاري. شهد أحداً، وقتل يوم جسر أبي عبيد هو وأخواه عقبة وعباد شهداء.

أخرجه أبو عمر مختصراً.

عبد الله بن أبي كرب

"س" عبد الله بن أبي كرب بن الأسود بن شجرة بن معاوية بن ربيعة بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي، يكنى أبا لينة.

وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم.

ذكره ابن شاهين: وهو والد عياض بن أبي لينة، ولي لعلي بن أبي طالب ولايات.

أخرجه أبو موسى.

عبد الله بن كرز "د ع" عبد الله بن كرز الليثي. له ذكر في حديث عائشة.

روى ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه كان قاعداً وحوله نفرٌ من المهاجرين والأنصار، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيها الناس، إنما مثل أحدكم ومثل أهله وماله وعمله، كمثل رجل له إخوة ثلاثة" ، فقال لأخيه الذي هو ماله وقد نزل به الموت: ما عندك، فقد نزل بي ما ترى؟ فقال: ما لك عندي غنى ولا نفع إلا ما دمت حياً، فخذ مني الآن ما أردت، فإني إذا فارقتك سيذهب بي إلى غير مذهبك، ويأخذني غيرك. فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "هذا أخوه الذي هو ماله، فأي أخ ترونه" ؟ فقالوا: لا نسمع طائلاً يا رسول اللهž! ثم قال لأخيه الذي هو أهله: قد نزل بي الموت، وحضرني ما ترى، فماذا عندك من الغناء؟ قال: عندي أن أمرضك وأقوم عليك وأعينك، فإذا مت غسلتك وكفنتك وحنطتك وحملتك في الحاملين؟، وشيعتك، ثم أرجع وأثني بخير عند من يسألني عنك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أي أخ ترونه"؟ قالوا: لا نسمع طائلاص يا رسول الله! ثم قال لأخيه الذي هو عمهل: ماذا عندك، وماذا لديك؟ قال: أشيعك إلى قبرك، فأونس وحشتك، وأذهب غمك، وأجادل عنك، وأقعد في كفنك، فأشول بخطاياك. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فأي أخ ترون هذا الذي هو عمله"؟ فقالوا: خير أخ يا رسول الله. قال: "فالأمر هكذا". قالت عائشة: فقام عبد الله بن كرر الليثي فقال: يا رسول الله، أتأذن لي أن أقول في هذا شعراً؟ قال: نعم. وذكر شعره في المعنى.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عبد الله بن كريز

"س" عبد الله بن كريز. أورده علي بن سعيد العسكري في الأفراد.

روى عبد الله بن مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن حنظلة بن قيس، عن عبد الله بن الزبير، عن عبد الله بن كريز: أن النبي صلى الله عليه وسلم: "من قتل دون ماله فهو شهيد".

أخرجه أبو موسى.

عبد الله بن كعب الحميري

"د" عبد الله بن كعب الحمْيري الأزدي. من أهل الشام، توفي سنة ثمان وخمسين.

أخرجه ابن منده مختصراً.

عبد الله بن كعب بن زيد الأنصاري

"د ع" عبد الله بن كعب بن زيد بن عاصم. يكنى أبا الحارث، من بني مازن بن النجار الأنصاري الخزرجي.

شهد بدراً، ولاه النبي صلى الله عليه وسلم حفظ الأنفال يوم بدر.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: "وقيل: عبد الله بن كعب بن عاصم".

واقل ابن منده: توفي سنة ثلاث وثلاثين، فصلى عليه عثمان. ونسبه ابن منده فقال: عبد الله بن كعب بن عاصم بن مازن بن النجار، فأسقط منه عدة آباءٍ يرد ذكرهم في الترجمة التي بعد هذه، إن شاء الله تعالى.

عبد الله بن كعب بن عمرو الأنصاري

"ب ع س" عبد الله بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار، الأنصاري الخزرجي النجاري، ثم المازني.

شهد بدراً، وكان على غنائم النبي صلى الله عليه وسلم يوم بدر، وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان على خُمس النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثين بالمدينة، وصلى عليه عثمان.

قلت: قد جعل أبو نعيم هذا غير الذي قبله، وجعل الأول هو الذي حفظ الأنفال، وجعل هذا الثاني فيمن شهد بدراً، ولم يذكر أحدهما، وأما ابن منده فلم يذكر الثاني وإنما جعل الأول هو الذي حفظ الأنفال، وذكر وفاته. وأما أبو عمر فلم يذكر الأول، وإنما ذكر هذا وجعله هو الذي حفظ الأنفال، وأنه مات سنة ثلاثين. وكنى أبو نعيم وابن منده الأول: أبا الحارث، وجعل أبو عمر هذه الكنية لهذا. وقال ابن الكلبي: عبد الله بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول، شهد بدراً، وجعله رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبض مغانمها، ووافق أبا عمر ولم يذكر الأول، وإنما ذكر حبيب بن كعب بن زيد بن عاصم بن عمرو بن عوف بن مبذول. وقد تقدم ذكره.

والصحيح أن أبا الحارث كنية عبد الله بن كعب بن عمرو بن عوف، وهو الذي كان على الخمس وهو الذي صلى عليه عثمان. على أن أبا أحمد العسكري قال في ترجمة "عبد الله بن كعب بن عاصم": ذكره ابن أبي خيثمة، يكنى أبا الحارث، كان على الخمس يوم بدر، مات سنة ثلاث وثلاثين وصلى عليه عثمان.

ولا شك أن ابن منده وأبا نعيم عن ابن أبي خيثمة نقلا ما قالاه، والعجب من أبي نعيم فإنه ذكره في ترجمة "عبد الله بن يزيد بن عمرو بن مازن" المقدم كلام ابن منده، ونسب ابن منده إلى الخطأ، وقال: الذي كان على النقل" حب بن كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار" وجعل ها هنا الذي على النفل "عبد الله بن كعب بن زيد بن عاصم" وهذا خلاف ما قاله أولاً، والله أعلم.

عبد الله بن كعب بن مالك

عبد الله بن كعب بن مالك بن أبي بن كعب الأنصاري السلمي.

ذكره أبو أحمد العسكري فيمن لحق النبي صلى الله عليه وسلم.

عبد الله بن كعب المرادي

"ب" عبد الله بن كعب المرادي، قتل يوم صفين، وكان من أيعان اصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

أخرجه أبو عمر.

عبد الله بن كليب

"ب" عبد الله بن كليب بن ربيعة الخولاني. كان اسمه ذؤيباً فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله، وقد تقدم في الذال.

أخرجه أبو عمر مختصراً.

عبد الله بن لبيد

"ع س" عبد الله بن اللتبية الأزدي. استعمله النبي صلى الله عليه وسلم على بعض الصدقات. ذكره في حديث أبي حميد الساعدي.

أخرجه أبو نعيم وأبو موسى مختصراً، ويذكر فيمن لم يسم من الأبناء إن شاء الله تعالى.

عبد الله بن أبي ليلى

عبد الله بن أبي ليلى الأنصاري. روى عنه أنه قال: تلقيت النبي صلى الله عليه وسلم حين رجع من تبوك، مع غلمان من الأنصار، وأنا غلام خماسي، كأني أنظر غليه حين هبط من الثنية على بعير، والناس حوله، وتوفي وأنا يافع، أرى الناس يحثون على رؤوسهم وثيابهم، وأبكي لبكائهم.

لا يعرف لعبد الله بن ليلى غير هذا الحديث.

عبد الله بن ماعز التميمي

"د ع" عبد الله بن ماعز التميمي. عداده في البصريين، حديثه عند الجعيد بن عبد الرحمن.

روى الهنيد بن القاسم، عن الجعيد بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن ماعز: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعه فقال: إن ماعز أسلم آخر قومه، وإنه لا يجني عليه إلا يده، فبايعه على ذلك.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عبد الله بن مالك الأسلمي

عبد الله بن مالك بن أبي أسيد بن رفاعة بن ثعلبة بن هوزان بن اسلم بن أفصى الأسلمي، وهو من أعمام عبد الله بن أبي أوفى بن الحارث بن "أبي" أسد الأسلمي.

روى عنه عقبة بن عامر أنه قال: "خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في عمرة، حتى إذا كنا ببطن رابغ وأنا إلى جنبه . . . " . وذكره في فضل "قل هو الله أحد" والمعوذتين.

قاله أبو علي الغساني عن ابن الكلبي، وقاله أبو أحمد العسكري.

عبد الله بن مالك ابن بحينة

"ب د ع" عبد الله بن الك ابن بحينة، وبحينة أمه، وأبوه مالك هو ابن القشب الأزدي، من أزد شنوءة، وهو حليف بني المطلب بن عبد مناف، وكان ينزل بطن ريم من نواحي المدينة، يكنى أبا محمد، وقيل: إن بحينة أم أبيه، قال أبو عمر: والأول أصح.

روى عنه ابنه علي، وعطاء بن يسار، والأعرج، ومحمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، وغيرهم.

أخبرنا إسماعيل بن علي وغيره بإسنادهم إلى أبي عيسى قال: حدثنا قتيبة، حدثنا الليث، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن الأعرج. عن عبد الله ابن بحينة الأزدي، حليف بني المطلب: أن النبي صلى الله عليه وسلم قام في صلاة الظهر، وعليه جلوس، فلما أتم صلاته سجد سجدتين يكبر في كل سجدة، وهو جالس قبل السلام، وسجدهما الناس معه، مكان ما نسي من الجلوس.

وله حديث كثير، توفي آخر أيام معاوية. وقد ذكر في عبد الله ابن بحينة.

أخرجه الثلاثة.

عبد الله بن مالك الحجازي

"ب د ع" عبد الله بن مالك الحجازي الأوسي، من الأنصار، ثم من الأوس سكن الحجاز له صحبة.

أخبرنا أبو ياسر بن أبي حية بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا يعقوب بن أخي الزهري، عن عمه، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، أن شبل بن خليد المزني حدثه، عن عبد الله بن مالك الأوسي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الوليدة إن زنت فاجلدوها، ثم إن زنت فاجلدوها، ثم إن زنت فاجلدوها، ثم إن زنت فبيعوها ولو بضفير". والضفير: الحبل.

ورواه سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عبد الله، عن أبي هريرة وزيد بن خالد وشبل، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه الثلاثة.

عبد الله بن مالك الغفقي

"ب د ع" عبد الله بن مالك الغافقي أبو موسى. وقيل: مالك بن عبد الله. مصري.

روى ابن وهب، عن ابن ربيعة، عن عبد الله بن سليمان، عن ثعلبة بن أبي الكنود، عن عبد الله بن مالك الغافقي أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول لعمر: "إذا توضأت وأنا جنب أكلب وشربت ولا أصلي ولا أقرأ القرآن".

أخرجه الثلاثة.

عبد الله بن مالك بن أبي القين

"د ع" عبد الله بن مالك بن أبي القين الخزرجي، أخو كعب بن مالك.

روى عنه ابن أخيه عبد الله. لا يعرف له رواية.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عبد الله بن مالك أبو كاهل

"ب د ع" عبد الله بن مالك، أبو كاهل البجلي الأحمسي.

كذا يقول إسماعيل بن أبي خالد، عن أخيه، عن عبد الله بن مالك، وتابعه قوم. والأكثر على أن اسم أبي كاهل: قيس بن عائذ.

أخرجه الثلاثة.

عبد الله بن مالك

عبد الله بن مالك. ذكره ابن أبي عاصم.

أخبرنا يحيى بن محمود بإسناده إلى ابن أبي عاصم، حدثنا علي بن ميمون، حدثنا سعيد بن مسلمة، حدثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة، وإياكم والفحش فإن الفحش ولا التفحش، وإياكم والشح فإنه أهلك من كان قبلكم، أمرهم بالظلم فظلموا، وأمرهم بالفجور ففجروا، وأمره بالقطيعة فقطعوا".

عبد الله بن مالك ب المعتمر

"د ع" عبد الله بن مالك بن المعتمر، من بني قطيعة بن عيسى.

له صحبة، عقد له النبي صلى الله عليه وسلم لواء أبيض في رهط بعثهم. شهد فتح القادسية، وكان على إحدى المجنبتين. لا تعرف له رواية.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عبد الله بن مالك الخثعمي

"د ع" عبد الله بن مالك الخثعمي. له ذكر في حديث محمد بن مسلمة.

روى أبو يحيى عن عمرو بن عبد الله، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مروا صبيانكم بالصلاة إذا أبلغوا سبعة . . . " وذكر الحديث.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصراً.

عبد الله بن مبشر

عبد الله بن مبشر. فارق هوزان حين أرادوا الرجوع عن الإسلام ايام الردة.

قاله الغساني عن ابن إسحاق.

عبد الله بن محمد بن مسلمة

"س" عبد الله بن محمد بن مسلمة بن سلمة الأنصاري.

صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد فتح مكة والمشاهد بعده.

أورده ابن شاهين وقال: "سمعت عبد الله بن سليمان يقول ذلك".

أخرجه أبو موسى مختصراً.

عبد الله بن محمد

"ب" عبد الله بن محمد. رجل من أهل اليمن. روى عبد الله -هو ابن قرط- أنه سمع عبد الله بن محمد، من أهل اليمن، يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لعائشة: "احتجبي من النار ولو بشق تمرة".

وروى عنه عبد الله بن قرط، و عبد الله بن قرط يعد في الصحابة أيضاً.

أخرجه أبو عمر مختصراً، كذا ذكره أبو عمر "محمد" وقد قيل: مخمر، ويرد ذكره إن شاء الله تعالى.

عبد الله أبو محمد

"د ع" عبد الله، أبو محمد. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في مدمن الخمر.

روى حديثه سهيل بن أبي صالح، عن محمد بن عبد الله، عن ابيه.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصراً، وقال أبو نعيم: والصواب سهيل عن أبيه.

عبد الله بن محيريز

عبد الله بن محيريز. ذكره العقيلي في الصحابة فقال: حدثني جدي، حدثنا فهد بن حيان، حدثنا شعبة، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن ابن محيريز -وكانت له صحبة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سألتم الله فاسألوه ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها".

كذا ذكره العقيلي في الصحابة بهذا الحديث، وهذا الحديث رواه إسماعيل بن علية، وعبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن أبي قلابة أن عبد الرحمن بن محيريز قال: "إذا سألتم الله ...."، الحديث مثله سواء، وقالا: "عبد الرحمن" لا عبد الله. وقد روى خالد الحذاء في هذا الحديث: "عبد الرحمن" أيضاً، كما قال أيوب. و عبد الله بن محيريز رجل مشهور من أهل الشام، من اشراف قريش، من بني جمح، وله جلالة في العلم والدين. روى عن عبادة بن الصامت، وأبي سعيد وغيرهما، وأما أن تكون له صحبة فلا، ولا يشكل أمره على أحد من العلماء وقد جعلهما أبو نصر الكلاباذي أخوين، فقال: عبد الله بن محيريز القرشي الشامي، أخو عبد الرحمن، سمع أبا سعيد الخدري، روى عنه الزهري، ومحمد بن يحيى بن حبان، ومات في ولاية الوليد بن عبد الملك، وقال الهيثم: توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز.

عبد الله بن مخرمة

"ب د ع" عبد الله بن مخرمة بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري وهو عبد الله الأكبر وأمه بهنانة بنت صفوان بن أمية بن محرث امرأة من بني كنانة. يكنى أبا محمد.

من السابقين إلى الإسلام.

روى ابن منده وأبو نعيم، عن ابن إسحاق: أن عبد الله بن مخرمة هاجر إلى أرض الحبشة مع جعفر بن أبي طالب، وهاجر ايضاً إلى المدينة، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين فروة بن عمرو بن وذفة الأنصاري البياضي، وشهد بدراً وجميع المشاهد.

قال أبو عمر: قالد الواقدي: هاجر الهجرتين جميعاً، قال: ولم يذكره ابن إسحاق فيمن هاجر الهجرة الأولى، وقال: إنه هاجر الهجرة الثانية مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ابن ثلاثين سنة، واستشهد يوم اليمامة سنة اثنتي عشرة، وهو ابن إحدى وأربعين سنة، وكان يدعو الله عز وجل أن لا يميته حتى يرى في كل مفصل منه ضربة في سبيل الله، فضرب يوم اليمامة في مفاصله واستشهد، وكان فاضلاً عابداً.

أخبرنا أبو القاسم يحيى بن أسعد بن يحيى بن بوش إجازة، أخبرنا أبو غالب بن البنا، أخبرنا أبو الحسين بن الأبنوسي، أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الفتح الجلي المصيصي، حدثنا أبو يوسف بن محمد بن سفيان بن موسى الصفار المصيصي، حدثنا أبو عثمان معبد بن رحمة بن نعيم الأصبحي، قال: سمعت ابن المبارك، عن ابن لهيعة، لصائم؟ قلت: نعم. قال: فاجعل في هذا المجن ماءٌ لعلي أفطر عليه. ففعلت، ثم رجعت إليه فوجدته قد قضى رضي الله عنه.

أخرجه الثلاثة. قلت: قول أبي عمر عن ابن إسحاق إنه لم يذكره فيمن هاجر الهجرة الأولى، وقال: إنه هاجر الهجرة الثانية مع النبي صلى الله عليه وسلم، فقول أبي عمر يدل أنه اراد الهجرتين هجرة الحبشة وهجرة المدينة، لأنه قال: هاجر الهجرة الثانية مع النبي صلى الله عليه وسلم، والنبي إنما هاجر إلى المدينة، فحينئذ يناقض ما نقله ابن منده وأبو نعيم عن ابن إسحاق، لنهما نقلا عنه أنه هاجر الىالحبشة مع جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، وإنما أراد ابن إسحاق أنه لم يهاجر الهجرة الأولى إلى الحبشة، لأن المسلمين هاجروا إلى الحبشة هجرتين أولى وثانية، والثانية كان فيها جعفر وهو معه، فحينئذ يمكن الجمع بين ما نقله أبو عمر، وبين ما نقله ابن منده وأبو نعيم عن ابن إسحاق، لولا قوله: هاجر الثانية مع النبي صلى الله عليه وسلم، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يهاجر إلى الحبشة، ولعل قوله: "مع النبي صلى الله عليه وسلم" وهم وغلط، فإن كان كذلك فقد صح قولهم واتفق. والصحيح أن ابن إسحاق ذكره فيمن هاجر مع جعفر إلى الحبشة.

أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن السمين بإسناده عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق، في تسمية من هاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، قال: "ومن بني عامر بن لؤي . . . و عبد الله بن مخرمة بن عبد العزى بن أبي قيس بن عبد ود". وكذلك روى سلمة والبكائي، عن ابن إسحاق. فبان بهذا أن قوله مع النبي صلى الله عليه وسلم وهم وغلط، والله أعلم.

عبد الله بن مخمر

"د ع" عبد الله بن مخمر. من أهل اليمن، عداده في الشاميين، مختلف في صحبته.

أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء بإسناده عن أبن أبي عاصم قال: حدثنا محمد بن إدريس، حدثنا ابن أبي مريم، عن يحيى بن ايوبن حدثنا عبد الله -هو ابن قرط- : أنه سمع عبد الله بن مخمر -رجل من أهل اليمن- يحدث أن س صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: "احتجبي من النار ولو بشق تمرة".

أخرجه ابن منده وأبو نعيم هكذا بالخاء المعجمة وآخره راء، وأخرجه أبو عمر بالحاء المهملة وآخره دال، وقل ابن منده وأبو نعيم تصحيف.

عبد الله بن مربع الأنصاري

"ب" عبد الله بن مربع الأنصاري. روى عنه يزيد بن شيبان قال: أتانا ابن مربع فقال: إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم بقول: "كونا على مشاعركم هذه، فإنكم على غرث من إرث أبيكم إبراهيم".

وقيل: يزيد بن مربع، وقيل: زيد بن مربع.

أخرجه أبو عمر هكذا وأخرج له هذا المتن. وأخرج ابن منده وأبو نعيم هذا المتن في الترجمة التي تتلو هذه، ويرد ذكرها والكلام عليها، إن شاء الله تعالى.

عبد الله بن مربع بن قيظي

"ب د ع" عبد الله بن مربع بن قيظي بن عمرو بن زيد بن جشم بن حارث بن الحارث، الأنصاري والحارثي.
شهد أحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقتل هو وأخوه عبد الرحمن يوم جسر أبي عبيد، ولهما أخوان لأبيهما وأمهما، أحدهما زيد، والآخر مرارة، صحبا النبي صلى الله عليه وسلم ولم يشهدا أحداً. وكان أبوهم مربع بن قيظي منافقاً، وكان أعمى، وهو الذي سلك النبي صلى الله عليه وسلم حائطه لما سار إلى أحد، فجعل يحثو التراب في وجوه المسلمين، ويقول: "إن كنت نبياً فلا تدخل حائطي. هذا كلام أبي عمر.

وأما ابن منده وأبو نعيم فنسباه كذلك، ورويا عن عبد الله بن صفوان الجمحي: أنه سمع رجلاً من أخواله، يقال له: يزيد بن شيبان قال: أتانا ابن مربع فقال: إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم . . الحديث. ورويا أيضاً عن الواقدي، عن عبد الله بن يزيد الهذلي، عن عبد الرحمن بن محمد قال: سمعت عبد الله بن مربع بن قيظي الحارثي قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم زمزم فشرب من مائها.

أخرجه الثلاثة.

قلت: أخرج ابن منده وأبو نعيم هذين الحديثين في هذه الترجمتة، وأخرج أبو عمر الحديث الأول في الترجمة الأولى، فجعلهما أبو عمر اثنين، وجعلهما ابن منده وأبو نعيم واحداً، ولو ارتفع نسب الأول لعلمنا هل هما واحد أو اثنان، والله أعلم.

مِرْبع: بالميم المكسورية والباب الموحدة.

عبد الله بن مرقع

"د ع" عبد الله بن مرقع. وقيل: عبد الرحمن. روى عنه أبو يزيد المدني أنه قال: فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر، وهو في ألف وثمانمائة، فقسم علي ثمانية عشر سهماً، فأكلوا الكفواكه فحموا، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يشنوا عليهم من الماء بين المغرب والعشاء.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

مرقّع: بضم الميم وبالقاف.

عبد الله المزني

"ب د ع" عبد الله المزني، غير منسوب. يقال: إنه ابن مغفل.

روى حديثه أبو معمر، عن عبد الوارث، عن حسين المعلم، عن ابن بريدة، عن عبد الله المزني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم".

أخرجه الثلاثة، وهذا عبد الله هو ابن مغفل لا شبهة فيه، والحديث له، والله أعلم.

عبد الله بن المزين

عبد الله بن المزين، أخو زيد بن المزين.

ذكرهما ابن عقبة فيمن شهد بدراً، من بني الحارث بن الخزرج. وذرك ابن إسحاق زيداً فيمن شهد بدراً، وذكر أبو عمر "عبد الله" مدرجاً في ترجمة أخيه زيد.

عبد الله بن أبي مستقة

"د ع" عبد الله بن أبي مستقة الباهلي. روى حديثه شبل بن نعيم الباهلي أنه قال: جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، فألفيته وافقاً على بعيره كأن ساقه في غرزة الجمار فاحتضنتها، فقرعني بالسوط، فقلت: القصاص يا رسول الله . فدفع إلي السوط، فقبلت ساقه ورجله. وقيل فيه: عبد الله بن أبي سقية.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عبد الله بن مسعدة

"ب س" عبد الله بن مسعدة، وقيل: ابن مسعود الفزاري، صاحب الجيوش، لأنه كان أميراً عليها في غزو الروم، سماه الطبراني في الأوسط، وذكره غير فيمن لا يسمى.

أخبرنا أبو موسى كتابة، أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا إبراهيم بن محمد بن بزة الصنعاني، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، عن عثمان بن أبي سليمان، عن ابن مسعدة: أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر أو العصر، فسلم من ركعتين، فقال له ذو اليدين: أقصرت الصلاة أم نسيت؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما يقول ذو اليدين"؟ قالوا: صدق. فأتم بهم الركعتين، ثم سجد سجدتي السهو، وهو جالس عد ما سلم.

قال سليمان: "ابن مسعدة اسمه: عبد الله، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يروه عن ابن جريج إلا عبد الرزاق".

أخرجه أبو عمر وأبو موسى.

وقد ذكره الحافظ أبو القاسم بن عساكر في تاريخه فقال: عبد الله بن مسعدة، ويقال: ابن مسعود بن حكمة بن مالك بن حذيفة بن بدر الفزاري، له رؤية من رسول الله صلى الله عليه وسلمن قيل: إنه كان من سبي فزارة، وأن النبي صلى الله عليه وسلم وهبه لفاطمة ابنته، فأعتقته، وسكن دمشق، وكان مع معاوية بصفين، وبعثه يزيد بن معاوية على جند دمشق يوم الحرة، وبقي إلى أن بايع مروان بالخلافة بالجابية.

وقال يحيى بن عباد بن عبد الله، عن أبيه: أن ابن مسعدة كان شديداً في قتال ابن الزبير، فضربه مصعب بن عبد الرحمن بن عوف على فخذه فجرحه، وضربه ابن أبي درع من جانبه الآخر فجرحه جرحاً آخر، فما عاد خرج للحرب حتى ولو منصرفين.

عبد الله بن مسعود

"ب د ع" عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر أبو عبد الرحمن الهذلي، حليف بني زهرة، كان أبوه مسعود قد حالف في الجاهلية عبد بن الحارث بن زهرة، وأم عبد الله بن مسعود أم عبد عبد بنت عبد ود بن سواء من هذيل أيضاً.

كان إسلامه قديماً أول الإسلام، حين أسلم بن زيد وزوجته فاطمة بنت الخطاب، وذلك قبل إسلام عمر بن الخطاب بزمان.

روى الأعمش، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبيه قال: قال عبد الله: لقد رأيتني سادس ستة، ما على ظهر الأرض مسلم غيرنا. وكان سبب إسلامه ما أخبرنا به أبو الفضل الطبري الفقيه بإسناده إلى أبي يعلى أحمد بن علي قال: حدثنا المعلى بن مهدي، حدثنا أبو عوانة، عن عاصم بن بهدلة، عن النبي صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر، فقال: "يا غلام، هل معك من لبن"؟ فقلت: نعم، ولكني مؤتمن! فقال: ائتني بشاة لم ينز عليها الفحل. فأتيته بعناق -أو جذعة- فاعتقلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل يمسح الضرع ويدعو حتى أنزلت، فأتاه أبو بكر بصخرة فاحتلب فيها: ثم قال لأبي بكر: اشرب. فشرب أبو بكر، ثم شرب النبي صلى الله عليه وسلم بعده، ثم قال للضرع: اقلص. فقصل فعاد كما كان، ثم أتيت فقلت: يا رسول الله، علمني من هذا الكلام -أو من هذا القرآن- فمسح رأسي وقال: إنك غلام معلّم. قال: فلقد أخذت منه سبعين سورة، ما نازعني فيها بشر.
وهو أول من جهر بالقرآن بمكة: أخبرنا عبد الله بن أحمد بإسناده، عن يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني يحيى بن عروة بن الزبير، عن أبيه قال: كان أول من جهر بالقرآن بمكة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن مسعود، اجتمع يوماً أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: والله ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر لها به قط، فمن رجلٌ يسمعهم؟ فقال عبد الله بن مسعود: أنا. فقالوا: إنا نخشاهم عليك، إنما نريد رجلاً له عشيرة تمنعه من القوم إن أرادوه! فقال: دعوني، فإن الله سيمنعني. فغدا عبد الله حتى أتى المقام في الضحى وقريش في أنديتها، حتى قام عند المقام، فقال رافعاً صوته: "بسم الله الرحمن الرحيم الرحمن علم القرآن"، فاستقبلها فقرأ بها، فتأملوا فجعلوا يقولون: هذا الذي خشينا عليك! فقال: ما كان أعداء الله قط أهون علي منهم الآن، ولئن شئتم غاديتهم بمثلها غداً؟ قالوا: حسبك، قد أسمعتهم ما يكرهون.

ولما أسلم عبد الله أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، وكان يخدمه، وقال له: "إذنك علي أن تسمع سوادي ويرفع الحجاب". فكان يلج عليه، ويلبسه بعليه، ويمشي معه وأمامه، ويستره إذا اغتسل، ويوقظه إذا نام، وكان يعرف في الصحابة بصاحب السواد والسواك.

بر أبو الفرج الثقفي، أخبرنا أبو علي الحداد -وأنا حاضر أسمع- أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا عبد الله بن جعفر الجابري، حدثنا أحمد أحمد بن محمد بن المثنى، حدثنا علي بن زياد الأحمر حدثنا ابن إدريس وحفص، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم بن سويد، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذنك علي أن يرفع الحجاب وتسمع سوادي حتى أنهاك".

وهاجر الهجرتين جميعاً إلى الحبشة وإلى المدينة، وصلى القبلتين، وشهد بدراً، وأحداً، والخندق، وبيعة الرضوان، وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد اليرموك بعد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الذي أجهز على أبي جهل، وشهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة.

وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه من الصحابة: ابن عباس، وابن عمر، وأبي موسى، وعمران بن حصين، وابن الزبير، وجابر، وأنس، وأبو سعيد، وأبو هريرة، وأبو رافع، وغيرهم. وروى عنه من التابعين: علقمة، وأبو وائل، والأسود، ومسروق، وعبيدة، وقيس بن أبي حازم، وغيرهم.

بر ابو منصور مسلم بن علي بن محمد الموصلي العدل، قال: أخبرنا أبو البركات محمد بن محمد بن خميس، أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الباقي بن طوق، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن الخليل المرجي، أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا أبو خيثمة، حدثنا جرير، عن مغيرة، عن أبي رزين قال: قال ابن مسعود: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اقرأ علي سورة النساء". قال قلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ قال: "إني أحب أن أسمعه من غيري". فقرأت عليه حتى بلغت: "فكيف إذا جئنا من كل أمةٍ بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً". . . الى آخر الآية فاضت عيناه صلى الله عليه وسلم. أخبرنا أبو البركات الحسن بن محمد بن الحسن بن هبة الله الدمشقي، أخبرنا أبو العشائر محمد بن خليل بن فارس القيسي، أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي المصيصي، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم بن أبي نصر، أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة الإطرابلسي، حدثنا أبو عبيدة السري بن يحيى بالكوفة، حدثنا قبيصة بن عقبة، حدثنا سفيان الثوري، عن عبد الملك بن عمير، عن مولى لربعي، عن ربعى، عن حذيفة قال: قال رس صلى الله عليه وسلم: "وتمسكوا بعهد ابن أم عبد".

وقد رواه سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء، عن ابن مسعود.

و أخبرنا إسماعيل بن علي بن عبيد الله وغير واحد بإسنادهم إلى محمد بن عيسى قال: حدثنا أبو كريب، حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق، عن ابيه، عن أبي إسحاق، عن الأسود بن يزيد أنه سمع أبا موسى يقول: قد قدمت أنا وأخي من اليمن، وما نرى إلا أن عبد الله بن مسعود رجل من أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، لما نرى من دخوله ودخوله أمه على النبي صلى الله عليه وسلم".

قال: و أخبرنا محمد بن عيسى، حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن يزيد قال: أتينا حذيفة فقلنا: حدثنا بأقرب الناس من رسول الله صلى الله عليه وسلم هدياً ودلاً، فنأخذ عنه ونسمع منه. قال: كان أقرب الناس هدياً ودلاً وسمتاً برسول الله صلى الله عليه وسلم ابن مسعود "حتى يتوارى منا في بيته"، ولقد علم المحفوظون من أصحاب محمد أن أم عبد هو من أقربهم إلى الله زلفى".

قال: و أخبرنا محمد بن عيسى، قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، حدثنا صاعد الحراني، حدثنا زهير، عن منصور، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي رضي الله عنه قال: قال رس صلى الله عليه وسلم: "لو كنت مؤمراً أحداً من غير مشورة لأمرت ابن أم عبد".

ومن مناقبه أنه بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد المشاهد العظيمة. منها: أنه شهد اليرموك بالشام وكان على النفل، وسيّره عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الكوفة، وكتب الى أهل الكوفة: إني قد بعثت عمار بن ياسر أميراً، و عبد الله بن مسعود معلماً ووزيراً، وهما من النجباء من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، من أهل بدر، فاقتدوا بهما، وأطيعوا واسمعوا قولهما، وقد آثرتكم بعبد الله على نفسي".

بر ابن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا محمد بن فضيل حدثنا مغيرة، عن أم موسى قالت: سمعت علياً يقول: "أمر النبي صلى الله عليه وسلم ابن مسعود فصعد على شجرة يأتيه منها بشيء، فنظر أصحابه إلى ساق عبد الله فضحكوا من حموشة ساقيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما تضحكون؟ لرجل عبد الله أثقل في الميزان يوم القيامة من أحدٍ".

و أخبرنا عمر بن محمد بن طبرزد إجازة، أخبرنا أبو البركات الأنماطي إجازة إن لم يكن سماعاً، أخبرنا أبو طاهر وأبو الفضل الباقلانيان قالا: أخبرنا أبو القاسم الواعظ، أخبرنا أبو علي الصواف، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، حدثنا أبي، عن الأعمش، عن حبة بن جوين، عن علي قال: كنا عنده جلوساً، فقالوا: ما رأينا رجلاً أحسن خلقاً، ولا أرفق تعليماً، ولا أحسن مجالسة، ولا أشد ورعاً، من ابن مسعود. قال علي: أنشدكم الله أهو الصدق من قلوبكم؟ قالوا: نعم. قال: اللهم أشهد أني أقول مثل ما قالوا وأفضل.

قال أبو وائل: لما شق عثمان رضي الله عنه المصاحف، بلغ ذلك عبد الله فقال: لقد علم اصحاب محمد أني أعلمهم بكتاب الله، وما أنا بخيرهم، ولو أني أعلم أن أحداً أعلم بكتاب الله مني تبلّغنيه الإبل لأتيته فقال أبو وائل: فقمت إلى الخلق أسمع ما يقولون، فما سمعت أحداً من أصحاب محمد ينكر ذلك عليه.

وقال زيد بن وهب: إني لجالس مع عمر إذ جاءه ابن مسعود يكاد الجلوس يوارونه من قصره فضحك عمر حين رآه، فجعل يكلم عمر ويضاحكه وهو قائم حدثنا ولّى فأتبعه عمر بصره حتى توارى فقال: كنيفٌ مليء علماً.

وقال عبيد الله بن عبد الله : كان عبد الله إذا هدأت العيون قام فسمعت له دوياً كدوي النحل حتى يصبح. وقال سلمة بن تمام: لقي رجلٌ ابن مسعود فقال: لا تعدم حالماً مذّكراً، رأيتك البارحة ورأيت النبي صلى الله عليه وسلم على منبر مرتفع، وأنت دونه وهو يقول: يا ابن مسعود، هلم إلي، فلقد جفيت بعدي. فقال: الله لأنت رأيت هذا؟ قال: نعم قال فعزمت أن تخرج من المدينة حتى تصلي علي، فما لبث أياماً حتى مات.

وقال أبو ظبية: مرض عبد الله، فعاده عثمان بن عفان، فقال: ما تشتكي؟ قال: ذنوبي! قال: فما تشتهي؟ قال: رحمة ربي. قال: ألا آمر لك بطبيب؟ قال: الطبيب أمرضني. قال: ألا آمر لك بعطاء؟ قال: لا حاجة لي فيه. قال: يكون لبناتك. قال أتخشى على بناتي الفقر، إني أمرت بناتي أن يقرأن كل ليلة سورة الواقعة، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من قرأ الواقعة كل ليلة لم تصبه فاقة أبداً".

وإنما قال له عثمان: ألا آمر لك بعطائك؟ لأنه كان قد حبسه عنه سنتين، فلما توفي أرسله إلى الزبير، فدفعه إلى ورثته. وقيل: بل كان عبد الله ترك العطاء استغناءً عنه، وفعل غيره كذلك.

وروى الأعمش، عن زيد بن وهب قال: لما بعث عثمان إلى عبد الله بن مسعود يأمره بالقدوم عليه بالمدينة، وكان بالكوفة، اجتمع الناس عليه فقالوا: أقم، ونحن نمنعك أن يصل إليك شيءٌ تكرهه. فقال عبد الله: "إن له علي حق الطاعة، وإنها ستكون أمورٌ وفتنٌ، فلا أحب أن أكون أول من فتحها". فرد الناس وخرج إليه.

وتوفي ابن مسعود بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين. وأوصى إلى الزبير رضي الله عنهما، ودفن بالبقيع، وصلى عليه عثمان، وقيل: صلى عليه عمار بن ياسر. وقيل صلى الله عليه وسلم عليه الزبير. ودفنه ليلاً أوصى بذلك، وقيل: لم يعلم عثمان رضي الله عنه فدنه، فعاتب الزبير على ذلك. وكان عمره يوم توفي بضعاً وستين سنة، وقيل: بل توفي سنة ثلاث وثلاثين. والأول أكثر.

ولما مات ابن مسعود نعي إلى أبي الدرداء، فقال: "ما ترك بعده مثله".

أخرجه الثلاثة.

عبد الله بن مسعود الغفاري

"س" عبد الله بن مسعود الغفاري. وقيل: أبو مسعود الغفاري.

رُوي عنه حديث طويل في فضائل رمضان، سماه بعضهم في الرواية عبد الله، وأكثر ما يروى عنه لا يسمى.

أخرجه أبو موسى مختصراً، ويذكر في الكنى إن شاء الله تعالى.

عبد الله بن مسلم

"س" عبد الله بن مسلم. أورده أبو القاسم الرقاعي في العبادلة، وذكر له حديثاً رواه سعيد بن سليمان، بن عباد بن حصين قال: سمعت عبد الله بن مسلم -وكانت له صحبة- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مملوك يطيع الله تعالى ويطيع مالكه إلا كان له أجران".

أخرجه أبو موسى.

عبد الله بن مسيب

"س" عبد الله بن مسيب. ذكره العسكري في الصحابة.

روى ابن جريج، عن محمد بن عباد بن جعفر، عن أبي سلمة بن سفيان و عبد الله بن المسيب و عبد الله بن عمرو قالوا: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح بمكة، فاستفتح سورة المؤمنين، حتى إذا جاء ذكر موسى وهارون، وجاء ذكر عيسى صلى الله عليهم، أخذت النبي صلى الله عليه وسلم سعلة فسجد.

كذا رواه، وهذا الإسناد عن هؤلاء الثلاثة محفوظ عن عبد الله بن السائب، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه أبو موسى.

عبد الله بن مطر

"د ع" عبد الله بن مطر أبو ريحانة، وقيل: اسمه شمعون. وهو من الأزد، وكان يقص بإيليا، وله كرامات وآيات.
روى عنه كريب بن أبرهة، وثوبان بن شهر، والهيثم بن شفي وعبادة بن نسي، قاله أبو نعيم.

وقال ابن منده: وهو من بني نمير، من بني ثعلبة بن يربوع، روى شهر بن حوشب، عن أبي ريحانة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الحمى من فيح جهنم، وهي نصيب المؤمن من النار".

بر يحيى بن محمود إجامة بإسناده إلى أبي بكر عاصم، حدثنا أبو عمير، عن ضمرة، عن ابن عطاء، عن أبيه قال: ركب أبو ريحانة البحر، فاشتد عليه، فقال: "اسكن، فإنما أنت عبدٌ حبشي. فسكن حتى صار كالزيب، قال: وسقطت إبرته، فقال: اي رب عزمت عليك لما رددتها علي. فظهرت حتى أخذها.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم. قلت: ذكر بعض العلماء أن عبد الله بن مطر أبا ريحانة الذي قيل فيه: شمعون، قال: هما رجلان، أحدهما صحابي، وهو شمعون أبو ريحانة، وهو الذي كان يقص بالبيت المقدس، وله الكرامات.

والثاني: أبو ريحانة عبد الله بن مطر، هو تابعي بصري، روى عن ابن عمر، وسفينة. كذلك ذكرهما الأئمة، منهم مسلم وابن أبي حاتم.

عبد الله بن أبي مطرف

"ب د ع" عبد الله بن أبي مطرف. له صحبة، عداده في الشاميين، وهو أزدي.

روى حديثه هشام بن عمار، عن رفدة بن قضاعة، عن صالح بن راشد القرشي، قال: أتى الحجاج بن يوسف رجلٌ قد اغتصب أخته نفسها، فقال: احبسوه وسلوا من ها هنا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. فسألوا عبد الله بن أبي مطرف عن ذلك، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من تخطى الحرمتين الثنتين، فخطوا وسطه السيف". وكتبوا إلى ابن عباس يسألونه عن ذلك. فكتب بذلك.

أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: "يقولون: إن رفدة غلط. ولم يصح عندى قول من قال ذلك".

وقال أبو أحمد العسكري: ليس يعرف عبد الله بن أبي مطرف، وإنما هو عبد الله بن مطرف بن عبد الله بن الشخير، وهو مرسل. وروى أن الحجاج رفع إليه رجل زنى بأخته، فقال: "يضرب ضربة بالسيف"، فضربت عنقه، والله أعلم.

عبد الله بن المطلب بن أزهر

عبد الله بن المطلب بن أزهر بن عبد عون الزهري. ولد بأرض الحبشة، وهلك بها أبوه، فورثه عبد الله.
قال ابن إسحاق: هو أول من ورث أباه في الإسلام.

أخبرنا أبو جعفر بن أحمد بن علي، بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة، من بني زهرة، قال: "والمطلب بن أزهر بن عبد عوف بن عبد الحارث بن زهرة، معه امرأته رملة بنت أبي عوف بن صبيرة، ولدت له بأرض الحبشة عبد الله بن المطلب.

عبد الله بن المطلب بن حنطب

"س" عبد الله بن المطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي.

قال أبو موسى: ذكر بعض مشايخنا أن له صحبة، وأنه يروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أبو بكر وعمر بمنزلة السمع والبصر".

أخرجه أبو موسى.

وذكره ابن أبي حاتم الرازي، وقال: له صحبة.

وروى ابن أبي فديك، عن عبد العزيز بن المطلب، عن أبيه، عن جده عبد الله بن المطلب بن حنطب قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأطلع أبو بكر وعمر، فقال: "هذان السمع والبصر".

أخبرنا به إبراهيم بن محمد الفقيه وغيره، بإسنادهم إلى أبي عيسى قال: حدثنا قتيبة، حدثنا ابن أبي فديك، عن عبد العزيز بن المطلب، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله، بن حنطب: أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى أبا بكر وعمر فقال: "هذان السمع والبصر".

قال أبو عيسى: "عبد الله بن حنطب لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم".

كذا قال: عبد الله بن حنطب.

عبد الله بن مطيع

"ب د ع" عبد الله بن مطيع بن الأسود بن حارثة بن نضلة بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي.

ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فحنكه النبي صلى الله عليه وسلم.

ولما أخرج أهل المدينة بني أمية أيام يزيد بن معاوية من المدينة، وخلعوا يزيد، كان عبد الله بن مطيع على قريش، و عبد الله بن حنظلة على الأنصار. فلما ظفر أهل الشام بأهل المدينة يوم الحرة، انهزم عبد الله بن مطيع ولحق بعبد الله بن الزبير بمكة، وشهد معه الحصر الأول لما حصرهم أهل الشام بعد وقعة الحرة، وبقي عنده إلى أن حصر الحجاج بن يوسف بن عبد الله بن الزبير بمكة، أيام عبد الملك بن مروان، وكان ابن مطيع معه، فقاتل هو يقول: "الرجز" أنا الذي فررت يوم الحرة=والحر لا يفر إلا مرّه

يا حبذا الكرّة بعد الفرّه

 

لأجزين كرّة بـفـرّه

وقتل مع ابن الزبير.

وكان من جلة قريش شجاعة وجلداً. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إيما امرئٍ عرضت عليه الكرامة، فلا يدع أن يأخذ منها قلّ أم كثر".

أخرجه الثلاثة، وقال أبو نعيم: عبد الله بن مطيع بن الأسود القرشي، من العبلات من بني عدي، قال: وروى زيد بن أسلم، عن أبيه: أن عبد الله بن مطيع كان من العبلات، من رهط بن عمر.

قلت: لا أعرف معنى قول أبي نعيم: "إنه من العبلات" إنما العبلات ولد أمية الأصفر بن عبد شمس، وليسوا من بني عدي، والله أعلم. عبد الله بن مظعون "ب د ع" عبد الله بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي. يكنى أبا محمد.

هاجر هو وأخوه عثمان بن مظعون إلى أرض الحبشة، وشهد بدراًهو و إخوته.

قال الواقدي: توفي سنة ثلاثين، وهو ابن ستين سنة، ولا يحفظ لأحد منهم رواية إلا لقدامة بن مظعون.

وأولاد مظعون أخوال عبد الله بن عمر بن الخطاب، رضي الله عنهم.

أخرجه الثلاثة.

عبد الله بن مظفر

"س" عبد الله بن مظفر. قال أبو موسى: كذا وجدته في كتاب أبي الحسن محمد بن ابن القاسم الفارسي، المسمى ب "كتاب الأسباب الجالية للرزق"، روى فيه بإسناده عن أحمد بن علي بن المثنى، عن أبي الربيع، عن سلام بن سليم، عن معاذ بن قرة، عن عبد الله بن مظفر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلمك يقول الله تبارك وتعالى: "يا ابن آدم، تفرّغ لعبادتي أملأ قلبك غنى، وأملأ يديك رزقاً، يا ابن آدم، لا تباعد مني أملأ قلبك فقراً، وأملأ يديك شغلاً".

قال:كذا وجدته. وإنما هو معاوية بن قرة، والمحفوظ عن أبي يعلى أحمد بن علي وغيره، عن أبي الربيع بهذا الإسناد: " عن معاوية بن قرة، عن معقل بن يسار".

أخرجه أبو موسى.

عبد الله بن معاوية الغاضري

"ب د ع" عبد الله بن معاوية الغاضري. عداده في الشاميين، نزل حمص. قيل: هو من غاضرة قيس.

روى عنه جبير بن نفير ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاث من فعلهن فقد ذاق طعم الإيمان: من عبد الله وحده، فإنه لا إله إلا هو. وأعطى زكاة ماله طيبةً بها نفسه واجبةً عليه كل عام، ولم يعط الهرمة ولا الدرنة ولا المريضة ولا الشرط الئيمة، ولكن من أوسط أموالكم، فإن الله عز وجل لم يسألكم خيره، ولم يأمركم بشره وزكاة نفسه". فقال رجلٌ: ما تزكية الرجل نفسه؟ قال: "أن يعلم أن الله معه حيث كان".

أخرجه الثلاثة.

عبد الله أخو معبد بن قيس

عبد الله أخو معبد بن قيس بن صخر. ذكره أبو عمر مدرجاً في ترجمة أخيه معبد، وشهد أخوه معبد أحداً.

عبد الله بن معتب

"س" عبد الله بن معتب، وقيل: مُغيث، ويرد هناك.

أخرجه أبو موسى.

عبد الله بن المعتمر

"ب د ع" عبد الله بن المعتمر. له صحبة.

روى عنه سليمان بن شهاب العبسي، قال سليمان: نزل عبد الله بن المعتمر، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فحدثني عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن الدجال ليس به خفاءٌ، إنه يجيء من قبل المشرق فيدعو إلى نفسه، فيتّبع ويقاتل ناساً فيظهر عليهم، لا يزال كذلك حتى يقدم الكوفة فيظر عليهم.

قاله ابن منده وأبو نعيم هكذا: بالتاء فوقها نقطتان، والميم المشددة.

وقال أبو عمر: "المعتمر" في آخر راء. وكلهم جعلوا الراوي عنه: سليمان بن شهاب، وقال أبو عمر: لا أعرف له إلا حديثاً واحداً في الدجال.

أخرجه الثلاثة، وجعله أبو عمر كندياً، وقيل فيه: مغْنَم، بالغين المعجمة والنون.

عبد الله بن المعتم

عبد الله بن المعتم.

كان على إحدى المجنبتين يوم القادسية، وسيرة سعد بن أبي وقاص من العراق إلى "تكريت"، ومعه عرفجة بن هرثمة، وربعي بن الأفكل، وفيها جمع من الروم والعرب، ففتح "تكريت" وأرسل عبد الله بن المعتم ربعي بن الأفكل إلى "نينوى" و "الموصل"، ففتحهما. وجعل عبد الله على الموصل ربعي بن الأفكل، وعلى الخراج عرفجة بن هرثمة.

هذا قول ابن إسحاق. وقيل: إن الذي فتحها عتبة بن فرقد، أرسله عمر بن الخطاب إلى "الموصل" ففتحها سنة شعرين. وقيل غير ذلك.

وكان عبد الله على مقدمة سعد بن أبي وقاص من القادسية إلى المدائن، وهو وزهرة أبن الحوية.
وقال أبو أحمد العسكري: هو عبد الله بن المعتمر -يعني بالراء- له صحبة، وقيل: المعتم: بغير راء، والله أعلم.

وقال الأمير أبو نصر: أما معتم -بضم الميم، والتاء فوقها نقتطان، والميم المشددة- فهو عبد الله بن المعتم.

وقال أبو زكرياء يزيد بن إياس: عبد الله بن المعتم العبسي: وهو الذي افتتح الموصل، وروى ذلك عن سيف بن عمر.

عبد الله بن معرض

"د ع" عبد الله بن معرض الباهلي.

سكن البادية نحو اليمامة، وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكره المنيعي وابن أبي داود في الصحابة. روى عبد الله بن حمزة أبو يمن الباهلي، عن أبيه، عن جده عبد الله بن معرض الباهلي: أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجعل لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فريضة في إبلهم.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عبد الله بن أبي معقل

"ب" عبد الله بن أبي معقل الأنصاري.

شهد أحداً مع أبيه، ونذكر أباه في الكنى إن شاء الله تعالى.

أخرجه أبو عمر مختصراً.

عبد الله بن المعمر العبسي

"ب" عبد الله بن المعمر العبسي. له صحبة، وهو ممن تخلف عن علي رضي الله عنه في قتال أهل البصرة.
أخرجه أبو عمر مختصراً.

عبد الله بن معية السوائي

"ب د ع" عبد الله بن معية السوائي، من بني سواءة بن عامر بن صعصعة.

أدرك الجاهلية، وزعم بعضهم أنه شهد حصر الطائف.

روى عنه سعيد بن السائب الطائفي أنه قال: قتل رجلان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عند باب بني سالم بن الطائف، فأتى بهما النبي صلى الله عليه وسلم ليراهما -يعني أنهما حملا إليه . . . ، وذكر الحديث.

أخرجه الثلاثة.

قال ابن ماكولا: عبد الله بن معية العامري، أخرج حديثه بعض المشايخ في الصحابة.

معيّة: بضم الميم، وبالياء تحتها نقطتان، وهي مشددة، وآخره هاء.

عبد الله بن مغفل

"ب د ع" عبد الله بن مغفل بن عبد غنم، وقيل: عبد نهم، بن عفيف بن أسحم بن ربيعة بن عداء، وقيل: عدى، بن ثعلبة بن ذؤيب، وقيل: ذويد، بن "سعد بن عداء بن" عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة المزني. وولد عثمان من مزينة، نسبوا إلى أمهم مزينة بنت كلب بن زبرة، وعمرو بن أد هو عم تميم بن مر بن أد.

كان عبد الله من أصحاب الشجرة، يكنى أبا سعيد، وقيل: أبو عبد الرحمن. وقيل: أبو زياد. سكن المدينة، ثم تحول إلى البصرة وابتنى بها داراً، قرب الجامع.

وكان من البكائين الذي أنزل الله، عز وجل فيهم: " ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع" الآية.

وكان أحد العشرة الذين بعثهم عمر إلى البصرة يفقهون الناس، وهو أول من أدخل من باب مدينة "تستر"، لما فتحها المسلمون. وقال عبد الله بن مغفل إني لآخذ بغصن من أغصان الشجرة التي بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحتها أظله بها، قال : فبايعناه على أن لا نفر.

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، روى عنه الحسن البصري، وأبو العالية، ومطرف ويزيد ابني عبد الله الشخير، وعقبة بن صهبان، وأبو الوازع، ومعاوية بن قرة، وحميد بن هلال وغيرهم.

أخبرنا أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر، أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد، أخبرنا الحسن بن أحمد الدقاق، أخبرنا عثمان بن أحمد، حدثنا الحسن بن مكرم، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا كهمس، عن ابن بريدة، عن عبد الله بن مغفل "أنه رأى رجلاً يخذف، فقال: لا تخذف، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أو: كره - الخذف لا أحدثك به- أو: لا أحدثك أبداً.

وتوفي عبد الله بالبصرة سنة تسع وخمسين، وقيل: سنة ستين، أيام إمارة "ابن زياد" بالبصرة، وصلى عليه أبو برزة الأسلمي، بوصية منه بذلك.

أخرجه الثلاثة.

عبد الله بن مغنم

عبد الله بن مغنم.

قال الأمير أبو نصر: وأما مغنم بفتح الميم، وسكون الغين المعجمة، وبعدها نون مفتوحة خفيفة -فهو عبد الله بن مغنم، له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه سليمان بن شهاب العبسي، وحديثه في الدجال معروف، أخرجه البخاري في تاريخه. وقيل فيه: معتمر -بالعين المهملة، والتاء فوقها نقطتان، وآخره راء، كذا ضبطه أبو عمر، والله أعلم.

عبد الله بن مغيث

"س" عبد الله بن مغيث أو معتب -أورده العسكري هكذا بالشك.

روى يحيى بن أيوب، عن الوليد بن أبي الوليد، عن عبد الله بن مغيث: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ على رجلٌ يبيع طعاماً، فأدخل يده فإذا هو مبتل، فقال: "من غشنا فليس منا".

أخرجه أبو موسى.

عبد الله بن المغيرة

"ب" عبد الله بن المغيرة وكنية المغيرة: أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب القرشي الهاشمي.

روى عنه سماك بن حرب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما قدست أمة لا يؤخذ لضعيفها حقه من قويها غير متعتع". وقد روي هذا الحديث عن عبد الله، عن أبيه. وأي ذلك كان فقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان معه مسلماً بعد الفتح.

أخرجه أبو عمر، وقد ذكره في عبد الله بن أبي سفيان.

عبد الله بن المغيرة بن معيقيب

عب بن المغيرة بن معيقيب. من مهاجرة الحبشة.

قاله أبو أحمد العسكري مختصراً.

عبد الله أبو المغيرة اليشكري

عبد الله أبو المغيرة اليشكري أخبرنا يحيى بن محمود بإسناده إلى ابن أبي عاصم "حدثنا ابن نمير"، و حدثنا يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن المغيرة بن عبد الله بن سعد بن الأخرم، عن أبيه - أو: عمه: شك الأعمش- قال قلت: يا رسول الله، دلّني على عمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار . . . ".

كذا أخرجه ابن أبي عاصم، ويرد ذكره في عبد الله اليشكري أبين من هذا، وفي عبد الله بن المنتفق أيضاً.

عبد الله بن مقرن المزني

"د ع" عبد الله بن مقرن المزني.

روى عنه ابن سيرين، وعبد الملك بن عمير. ويرد نسبه عند إخوته النعمان وغيره إن شاء الله تعالى.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: ذكره بعض المتأخرين -يعني ابن منده- ولم يخرج له شيئاً.