باب العين - القسم الخامس

عبد الرحمن بن واثلة الأنصاري

"س" عبد الرحمن بن واثلة الأنصاري ذكر أبو علي أحمد بن عثمان الأبهري في الطوالات، في ذكر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بإسناده إلى جعفر بن محمد بن علي، عن ابيه، عن جده، عن علي -ذكر بعث معاذ إلى اليمن ورجوعه إلى أن قال: فلما صار على مرحلتين من المدينة إذا هو بهاتف في سواد الليل، وهو يقول: "يا إله محمد، بلغ معاذ بن جبل أن محمداً صلى الله عليه وسلم فارق الدنيا، وصار بين أطباق الثرى". فخرج إليه معاذ فقال: ثكلتك أمك! من أنت؟ قال أنا عبد الرحمن بن واثلة الأنصاري، أنا رسول أبي بكر الصديق إلى معاذ بن جبل أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد فارق الدنيا، وهذا كتابه إليه . . . وذكر الحديث.

أخرجه أبو موسى.

عبد الرحمن بن وائل

عبد الرحمن بن وائل بن عامر بن مالك بن لوذان.

له صحبة، وشهد أحداً وما بعدها، وقتل يوم القادسية.

قاله ابن القداح، ولم يعرفه غيره فيمن شهد أحداً.

عبد الرحمن أبو هند

"د ع" عبد الرحمن أبو هند. أدرك النبي صلى الله عليه وسلم.

روى إبراهيم بن سعد، عن خالته هند، عن أبيهما عبد الرحمن. وكان قد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يجعل بين فراشه قضيباً، وكان يأتيه بنوه وبنو أخيه، فإذا عرض الحديث فقال أحدهم: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فيخرج" القضيب فيعلوه به، ويقول: أين أنت من الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عبد الرحمن بن يربوع

"عبد الرحمن بن يربوع. من المؤلفة قلوبهم.

روى علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير قال: كان المؤلفة قلوبهم ثلاثة عشر رجلاً منهم ثمانية من قريش، منهم: أبو سفيان بن حرب، من بني أمية: ومنهم الحارث بن هشام، و عبد الرحمن بن يربوع من بني مخزوم.

أخرجه أبو موسى.

عبد الرحمن بن يزيد بن جارية

"ب د ع" عبد الرحمن بن يزيد بن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مال بن الأوس، الأنصاري الأوسي، أخو مجمع، أمه جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح، وهو أخو عاصم بن عمر بن الخطاب لأمه، يكنى أبا محمد.

ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وله عنه رواية، ويروي عنه عمه مجمع بن جارية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يقتل ابن مريم الدجال بباب لد".

قال إبراهيم بن المنذر: ولد عبد الرحمن بن يزيد بن جارية في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله أبو عمر.

وجعله ابن منده وأبو نعيم أخا "مجمع بن يزيد" وقالا: قال محمد بن إسماعيل: عداده في التابعين. وجعله غيره في الصحابة. ورويا عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن القاسم بن محمد: أن مجمعاً و عبد الرحمن ابني يزيد بن جاري أخبراه: "أن رجلاً يدعى خذاماً أنكح بنتاً له، فكرهت نكاح أبيها، فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم نكاح أبيها، وتزوجت أبا لبابة بن عبد المنذر".

رواه جماعة عن يحيى، واختلف عليه فيه.

أخرجه الثلاثة.

جاري: بالجيم: والياي تحتها نقطتان.

عبد الرحمن بن يزيد بن رافع

"ب د ع" عبد الرحمن بن يزيد بن رافع -وقيل: ابن يزيد بن راشد- الأنصاري.

مختلف في صحبته، سكن البصرة.

روى عنه الحسن البصري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم والحمرة، فإنها أحب الزينة إلى الشيطان".

أخرجه الثلاثة.

عبد الرحمن بن يزيد بن عامر

عبد الرحمن بن يزيد بن عامر بن حديدة.

أدرك النبي صلى الله عليه وسلم هو وأخوه منذر بن يزيد، ولهما شرفٌ.

قاله الغساني على العدوي.

عبد الرحمن بن يعمر الديلي

"ب د ع" عبد الرحمن بن يعمر الديلي، سكن الكوفة.

أخبرنا إبراهيم بن محمد وغيره بإسنادهم إلى محمد بن عيسى: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا يحيى بن سعيد و عبد الرحمن بن مهدي قالا: حدثنا سفيان، عن بكير بن عطاء، عن عبد الرحمن بن يعمر: أن ناساً من أهل نجد أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بعرفة، فسألوه، فأمر منادياً فنادى: "الحج عرفة، ومن جاء قبل صلاة الصبح من ليلة جمع تم حجه، أيام مني ثلاثة أيام، من تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه -زاد يحيى: وأردف رجلاً خلفه وجعل ينادي".

روى عنه بكير بن عطاء الليثي، ورواه عن بكير: شعبة والثوري، ورواه وكيع والناس عن سفيان.

أخرجه الثلاثة.

عبد الرحمن

"د ع" عبد الرحمن. غير منسوب.

روى عبد الرحمن بن أبي مالك، عن أبيه، عن جده عبد الرحمن: أنه قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن، فدعاه إلى الإسلام، فأسلم، ومسح على رأسه، ودعا له بالبركة، وأنزله على يزيد بن أبي سفيان. فلما جهّز أبو بكر، رضي الله عنه، جيشاً إلى الشام، خرج مع يزيد إلى الشام، فلم يرجع.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم. وقد أخرج أبو نعيم وأبو موسى "عبد الرحمن أبو عبد الله" وقد تقدم ذكره، ولم يخرجه أبو موسى مستدركاً على ابن منده إلا وقد علم أنه غير هذا، ولم يخرج أبو نعيم الرجلين إلا وقد ظنهما اثنين، وأما ابن منده فلعله ترك أحدهما لأنه ظنهما واحداً، لأن القصة متقاربة، فإن عبد الرحمن أبا عبد الله يروي حديثه في الأزد، وهذا قد قدم من اليمن، والأزد من اليمن، والله أعلم.

عبد رضي الخولاني

"د ع" عبد رضي الخولاني. يكنى أبا مكيف.

وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد خولان، وكتب له كتاباً إلى معاذ. وكان ينزل ناحية الإسكندرية ولا تعرف له رواية، قاله أبو سعيد بن يونس.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصراً.

رُضَي: بضم الراء.

عبد العزيز بن الأصم المؤذن

"ع" عبد ا لعزيز بن الأصم المؤذن. روى الحارث بن أبي أسامة، عن روح بن عبادة، عن موسى بن عبيدة، عن نافع، عن ابن عمر قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم مؤذنان: أحدهما بلال، والآخر عبد العزيز بن الأصم.

أخرجه أبو نعيم.

عبد العزيز بن بدر

"ب" عبد العزيز بن بدر بن زيد بن معاوية بن خشّان بن أسعد بن وديعة بن مبذول بن عثم بن الربعة بن رشدان بن قيس بن جهينة الجهني الربعي.

وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: "ما اسمك؟" قال: عبد العزى. فسماه عبد العزيز، ذكره ابن الكلبي في نسب قضاعة.أخرجه أبو عمر. عثْم: بالعين المهملة والثاء المثلثة، وخِشّان: بكسر الخاء المعجمة، وبالشين المعجمة، وآخره نون.

عبد العزيز بن سخبر

عبد العزيز بن سخبر بن جبير بن منبه بن سعد بن عبد الله بن مالك الغافقي. كان اسمه عبد العزّى فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد العزيز، ودخل مصر.

قاله أبو عبيد الله الجيزي.

عبد العزيز بن سيف

"د ع س" عبد العزيز بن سيف بن ذي يزن الحميري.

كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم، قاله ابن منده.

وقال أبو نعيم: ذكره بعض المتأخرين، والذي كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم "زرعة بن سيف بن ذي يزن" فلا أعلم أحداً قاله "عبد العزيز"، ولم يذكر لذلك رواية ولا بياناً.

وقال أبو موسى: أورده أبو عبد الله -يعني ابن منده- وقال: كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يورد له إسناداً، فأنكره عليه أبو نعيم.

وقال: الذي كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم "زرعة بن سيف بن ذي يزن".

قال: ولا أعلم أحداً ذكره "عبد العزيز" غيره.

وقد روى أبو عبد الله بن منده حديثه بخراسان، وروى أبو موسى بإسناده عن ابن منده قال: أخبرنا أبو اليزن إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن عبد العزيز بن عفير بن عبد العزيز بن السفر بن عفير بن زرعة بن سيف بن ذي يزن، حدثنا عمي أبو روح أحمد بن خيش حدثني عمي محمد بن عبد العزيز قال: سمعت أبي وعمي يقولان، عن أبيهما، عن جدهما: أن عبد العزيز قدم على النبي صلى الله عليه وسلم واسمه عزيز، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما اسمك"؟ قال: عزيز. قال: "بل أنت عبد العزيز"، وهو أخو ذي يزن، فدفع إليه حللاً، ودفع النبي صلى الله عليه وسلم منها إلى عمر بن الخطاب، فقوّمت عشرين بعيراً.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وأبو موسى.

عبد العزيز بن عبد الله بن أسيد

"س" عبد العزيز بن عبد الله بن أسيد.

أورده ابن شاهين وقال: كذا قال ابن أبي داود، وقد اختلف فيه.

روى يزيد بن هارون، عن العوام بن حوشب، عن السفاح بن مطر الشيباني، عن عبد العزيز بن عبد الله بن أسيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يوم عرفة اليوم الذي يعرف فيه الناس".

أخرجه أبو موسى.

عبد العزيز أبو عبد الغفور

"س" عبد العزيز أبو عبد الغفور.

قال أبو موسى: أورده أبو نعيم وقال: غير منسوب، وتبعه عليه أبو زكرياء -يعني ابن منده.

أخبرنا أبو موسى، فيما أذن لي، أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، حدثنا أحمد بن علي الآبار، حدثنا مروان بن جعفر بن سعد بن سمرة، حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، عن عثمان بن مطر البصري، عن عبد الغفور بن عبد العزيز، عن ابيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن رجباً شهر عظيم، تضاعف فيه الحسنات، من صام فيه يوماً كان كسنة".

قال أبو موسى: وهذا مرسل، وهم فيه وهمين، أحدهما: أنه جعله صحابياً، وهو تابعي. وقال: غير منسوب، وهو عبد العزيز بن سعيد، رواه معلى بن مهدي، عن عثمان، عن عبد الغفور، عن أبيه، عن جده. كذلك رواه غير واحد، عن عبد الغفور. وقد أورده أبو نعيم وغيره في باب السين.

أخرجه أبو موسى.

عبد العزيز بن اليمان

"د ع" عبد العزيز بن اليمان، أخو حذيفة بن اليمان.

قال ابن منده: أخبرنا إبراهيم بن محمد النيسابوري، حدثنا محمد بن إسحاق الثقفي، حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري، حدثنا الحسن بن زياد الهمداني، عن ابن جريح، عن عكرمة بن عمار، عن محمد بن عبد الله بن أبي قدامة، عن عبد العزيز بن اليمان أخي حذيفة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمرٌ بادر إلى الصلاة.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: كذا ذكره المتأخرين -يعني ابن منده- المتأخرين -يعني ابن منده- وهو وهم، وصوابه عبد العزيز ابن أحي حذيفة بن اليمان، وروى بإسناده عن عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه قال: حدثنا إسماعيل بن عمر، وخلف بن الوليد قالا: حدثنا يحيى بن زكريا -يعني ابن أبي زائدة- عن عكرمة بن عمار، عن محمد بن عبد الله الدؤلي قال: قال عبد العزيز ابن أخي حذيفة بن اليمان: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر صلى. ورواه أبو نعيم، عن سريج بن يونس، عن يحيى بن زكرياء، عن عكرمة بن عمار، عن محمد بن عبد الله الدؤلي، عن عبد العزيز ابن أخي حذيفة: "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر بادر إلى الصلاة".

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عبد عمرو بن عبد جبل

عبد عمرو بن عبد جبل الكلبي.

يقال: له صحبة.

ذكره ابن ماكولا مختصراً.

جَبَل: بالجيم، وبالباء الموحدة، واللام.

عبد عمرو بن نضلة الخزاعي

"س" عبد عمرو بن نضلة الخزاعي. قيل: إنه اسم ذي اليدين. وقال الواقدي: اسم ذي اليدين عمرو بن "عبد" ود. استشهد يوم بدر.

روى محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد وأبي سلمة وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن أبي هريرة قال: سلم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الركعتين، فقام عبد عمرو بن نضلة، رجلٌ من خزاعة حليف لبني زهرة، فقال: أقصرت الصلاة أم نسيت؟ قال: كلّ لم يكن. قال: بل نسيت، ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على الناس فقال: "أصدق ذو الشمالين؟" وقد تقدم القول فيه في "ذي اليدين".

أخرجه أبو موسى.

عبد عوف بن الحارث

"ب د ع" عبد عوف بن الحارث بن عوف بن خشيش أبو حازم الأحمسي، من أحمس بن الغوث. وهو والد قيس بن أبي حازم.

روى عنه ابنه قيس، وهو مشهور بكنيته. وقيل: اسمه عوف، وقد ذكرناه في الكنى .

أخرجه الثلاثة.

عبد قيس بن لاي

"ب" عبد قيس بن لاي بن عصيم. حليف لبني ظفر من الأنصار.

قال أبو عمر: لا أعرف نسبه. شهد أحداً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه أبو عمر.

عبد القيوم أبو عبيدة

"د ع" عبد القيوم أبو عبيدة الأزدي، مولاهم.

روى موسى بن سهل، عن عبد الجبار بن يحيى بن الفضل بن يحيى بن قيوم، عن جده، الفضل، عن أبيه يحيى، عن جده قيوم: أنه وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع مولاه أبي راشد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي راشد: "ما اسمك"؟ قال: عبد العزى أبو مغوية. قال: "أنت عبد الرحمن أبو راشد". قال: "فمن هذا معك"؟ قال: مولاي. قال: "فما اسمه"؟ قال: قيوم. قال: "ولكنه عبد القيوم أبو عبيدة".

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عبد المطلب بن ربيعة

"ب د ع" عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي. وقيل: اسمه المطلب، وأمه أم الحكم بنت الزبير بن عبد المطلب بن هاشم، وكان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً، قاله الزبير، وقيل: كان غلاماً، والله أعلم. ولم يغير رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه.
سكن المدينة، ثم انتقل إلى الشام في خلافة عمر بن الخطاب، ونزل دمشق، وابتنى بها داراً.

روى الزهري، عن عبد الله بن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، عن عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث قال: اجتمع ربيعة بن الحارث والعباس فقالا: والله لو بعثنا هذين الغلامين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلماه، فأمّرهما على هذه الصدقات . . وذكر الحديث.

أخبرنا إبراهيم بن محمد بن مهران وإسماعيل بن محمد بإسنادهما إلى أبي عيسى السلمي، حدثنا قتيبة، حدثنا أبو عوانة، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث قال: حدثني عبد المطلب بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب: أن العباس بن عبد المطلب دخل على النبي صلى الله عليه وسلم مغضباً وأنا عنده، فقال: ما أغضبك؟ فقال: يا رسول الله، ما لنا ولقريش! إذ تلاقوا بينهم تلاقوا بوجوه مبشرة، وإذا لقونا لقونا بغير ذلك! قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى احمر وجهه، ثم قال: "والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ولرسوله. ثم قال: أيها الناس، من آذى عمي فقد آذاني، فإنما عم الرجل صنو أبيه".

وتوفي بدمشق، فصلى عليه معاوية، وقال ابن أبي عاصم: كأنه توفي سنة إحدى وستين.

أخرجه الثلاثة.

عبد الملك بن أكيدر

"ع" عبد الملك بن أكيدر، صاحب دومة الجندل.

روى يحيى بن وهب بن عبد الملك صاحب دومة الجندل، عن أبيه، عن جده: أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى أبي كتاباً، ولم يكن معه خاتم، فختمه بظفره.

ورواه عبد السلام بن محمد، عن إبراهيم بن عمرو بن وهب، عن أبيه، عن جده.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم. قلت: لا شبهة أن النبي صلى الله عليه وسلم كتب إلى عبد الملك في غزوة تبوك، وسار إليه خالد بن الوليد فأسره، ثم صالحه النبي صلى الله عليه وسلم وحمل الجزية إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والله أعلم. وقد تقدم في "أكيدر" أتم من هذا.

عبد الملك الحجبي

"س" عبد الملك الحجبي.

أورده أبو بكر بن أبي علي في الصحابة، وروى عن هاشم بن القاسم الحراني، عن يعلى بن الأشدق، عن عبد الملك الحجبي: "أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بأهل مكة فقالوا: يا رسول الله نسقيك نبيذاً؟ قال: "نعم".

فجيء به فمزجه ثم قال: "هكذا فاشربوا يا أهل مكة". قالوا: يا رسول الله، إنا لنعطش، وإن ماءنا لحار، وهو يشق علينا شرب الماء. قال: "فانتبذوا في القرب وغيروا طعم الماء واشربوا".

أخرجه أبو موسى.

عبد الملك بن عباد

"ب د ع" عبد الملك بن عباد بن جعفر المخزومي.

روى سعيد بن السائب الطائفي، عن عبد الملك بن أبي زهير بن عبد الرحمن الثقفي: أن حمزة بن عبد الله أخبره، عن القاسم بن حبيب، عن عبد الملك بن عباد بن جعفر أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "أول من أشفع له من أمتي أهل المدينة وأهل مكة وأهل الطائف".

رواه عبد الوهاب الثقفي، عن سعيد بن السائب، عن حمزة بن عبد الله بن سبرة، عن القاسم بن حبيب، عن عبد الملك قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول، نحوه.

ورواه محمد بن بكار، عن زافر بن سليمان، عن محمد بن مسلم، عن عبد الملك بن زهير، عن حمزة بن أبي شمر، عن محمد بن عباد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه.

أخرجه الثلاثة.

عبد الملك بن علقمة

"س" عبد الملك بن علقمة الثقفي.

أورده يونس بن حبيب الأصفهاني في مسند أبي داود الطيالسي.

أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر بإسناده إلى أبي داود الطيالسي، حدثنا أبو بكر الحناط، حدثني يحيى بن هانئ بن عروة بن قعاص، عن أبي حذيفة، عن عبد الملك بن علقمة الثقفي: أن وفد ثقيف قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأهدوا له هدية، فقال: "أصدقةٌ أم هديةٌ؟ فإن الصدقة يبتغى بها وجه الله عز وجل، وإن الهدية يبتغى بها وجه الرسول وقضاء الحاجة. فسألوه وما زالوا يسألونه حتى ما صلوا الظهر إلا مع العصر".

كذا ترجم لعبد الملك في المسند.

ورواه البخاري في تاريخه، عن يوسف، عن أبي بكر هذا، وهو ابن عياش، عن يحيى بن أبي حذيفة، عن عبد الملك بن محمد بن نسير -بالنون- عن عبد الرحمن بن علقمة.

وقال أبو حاتم: عبد الرحمن بن علقمة تابعي.

أخرجه أبو موسى.

عبد مناف بن عبد الأسد

"س" عبد مناف بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، أبو سلمة، زوج أم سلمة قبل النبي.

بدري قديم الإسلام، توفي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم. وقد تقدم في "عبد الله بن عبد الأسد"، وهو بكنيته أشهر. ويذكر في الكنى، إن شاء الله تعالى.

أخرجه أبو موسى.

قلت: لم تجر عادة أبي موسى أن يستدرك أمثال هذا، وأن يذكر من غير النبي صلى الله عليه وسلم في الاسم الأول، فإنه متروك، وهو لم يفعل هذا فيما تقدم من هذا الباب، ولو سلك هذا لطال. والله أعلم.

عبد هلال

"س" عبد هلال. ذكره المستغفري في الصحابة.

روى إبراهيم بن عرعرة، عن زيد بن الحباب، عن بشر بن عمران، عن مولاه عبد الله بن عبد هلال قال: ما أنسى حين ذهب بي أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع له وبرك عليه. قال: فما أنسى برد يد رسول الله صلى الله عليه وسلم على يافوخي.

وكان يصوم النهار ويقوم الليل، ومات وهو أبيض الرأس واللحية. وكان لا يكاد يفرق شعره من كثرته.

ورواه عبدة بن عبد الله، عن زيد بإسناده مثله، إلا أنه قال: عبد الله بن عبد الله بن هلال.

أخرجه أبو موسى.

عبد الواحد

عبد الواحد، غير منسوب.

أخرجه الباطرقاني في طبقات المقرئين.

روى ابن وهب، عن خلاد بن سليمان قال: وكان ممن جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو و عبد الله بن مسعود، فقال عبد الواحد: أرأيت حيث يقول الله، عز وجل في كتابه: "تسعٌ وتسعون نعجة أنثى". ألم يكن يعرف نعجة أنهن إناث!! قال ابن مسعود: رأيت حيث يقول الله: "فصيام ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم تلك العشرة كاملة" ألم يكن يعرف أن سبعة وثلاثة، عشرة؟. قال أبو زرعة: عبد الواحد لم ينسب، وخلاد مصري.

عبد ياليل بن عمرو

"ب س" عبد ياليل بن عمرو بن عمير الثقفي.

كان وجهاً من وجوه ثقيف، وهو الذي أرسلته ثقيف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد قتل عروة بن مسعود، وأرسلوا معه خمسة رجال بإسلامهم. وكانت ثقيف أرادوا أن يرسلوه وحده، فامتنع وخاف أن يفعلوا به ما فعلوا بعروة بن مسعود، فأرسلوا معه الخمسة، وهم: عثمان بن أبي العاص، وأوس بن عوف، ونمير بن خرشة، والحكم بن عمرو، وشرحبيل بن غيلان بن سلمة. فأسلموا كلهم وحسن إسلامهم، وانصرفوا إلى قومهم ثقيف، فأسلموا كلهم.

كذا قال ابن إسحاق: عبد ياليل. وقال غيره: مسعو بن عبد ياليل، قاله موسى بن عقبة وابن الكلبي وأبو عبيد وغيرهم.

قال أبو عمر: وهو الصحيح.

أخرجه أبو عمر وأبو موسى.

عبد ياليل بن ناشب

"ب" عبد ياليل بن ناشب بن غيرة الليثي، من بني سعد بن ليث، حليف لبني عدي بن كعب.

شهد بدراً، وتوفي آخر خلافة عمر بن الخطاب. وكان شيخاً كبيراً.

أخرجه أبو عمر مختصراً.

قلت: لا أعرف في بني سعد بن ليث: عبد ياليل بن ناشب، إلا جد إياس، وخالد، وعاقل بني البكير بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث. شهد إياسٌ وإخوته بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم، وهم حلفاء بني عدي كما ذكره، ويبعد أن يكون له صحبة، وإن كان غيره فلا أعرفه.

عبد بن الأزور

"س" عبد بن الأزور. وقيل: ضرار بن الأزور. وهو الأشهر.

روى ماجد بن مروان، حدثني أبي، عن أبيه، عن عبد بن الأزور قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم، فلما وقفت بين يديه أنشدته: "المتقارب

تقول جميلة قـرقـتـنـا

 

وصدعت أهلك شتى شمالاً

تركت القداح وعزف القيا

 

ن والخمر تصليةً وابتهالا

وقد تقدم ذكره في ضرار.

أخرجه أبو موسى.

عبد: غير مضاف إلى اسم آخر.

عبد بن جحش

"ب س" عبد بن جحش بن رئاب الأسدي، من أسد خزيمة. وقد تقدم نسبه عند أخيه عبد الله، ويكنى عبدٌ هذا "أبا أحمد" وغلبت عليه كنيته، وهو حليف حرب بن أمية.

وهو ممن هاجر إلى أرض الحبشة، وهو أخو زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ويذكر في الكنى، إن شاء الله تعالى أتم من هذا.

أخرجه أبو عمر وأبو موسى.

عبد هذا: غير مضاف إلى اسم آخر.

عبد بن الجلندي

عبد بن الجلندي.

أسلم هو وأخوه جيفر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان بعمان ذكره أبو عمر في ترجمة أخيه جيفر، وقد ذكرناه في جيفر.

عبد أبو حدرد.

"ب د ع" عبد، أبو حدرد الأسلمي. هو مشهور بكنيته، وسيذكر إن شاء الله تعالى في الكنى.

واختلف العلماء في اسمه، فقال أحمد بن حنبل ويحيى بن معين: اسم أبي حدرد عبد، وقال هشام بن الكلبي: اسمه سلامة بن عمير، وقد تقدم.

وهو والد عبد الله بن أبي حدرد، "و" والد أم الدرداء، والله أعلم. أخبرنا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن جعفر بن عبد الله بن أسلم، عن أبي حدرد، قال: تزوجت امرأةً من قومي، فأصدقتها مائتي درهم، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أستعينه على نكاحي، فقال: كم أصدقت؟ قلت: مائتي درهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سبحان الله! لو كنتم تأخذونها من واد "ما زاد"، لا والله ما عندي ما أعينك به!" فلبثت أياماً، ثم أقبل رجل من جشم بن معاوية ويقال له:"رفاعة بن قيس -أو: قيس بن رفاعة" حتى نزل بقومه ومن معه الغابة، يريد أن يجمع قيساً على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ذا اسم وشرف في جشم، فدعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجلين من المسلمين، فقال: اخرجوا إلى هذا الرجل حتى تأتونا بخبر وعلم. فخرجنا ومعنا سلاحنا، حتى جئنا قريباً من الحاضر مع الغروب، فكمنت في ناحية وأمرت صاحبي فكمنا في ناحية أخرى من حاضر القوم، وقلت لهما: إذا سمعتماني كبرت وشددت في العسكر فكبرا وشدا معي. وغشينا الليل وذهبت فحمة العشاء، وقد كان أبطأ عليهم راع لهم، فتخوفوا عليه. فقام صاحبهم "رفاعة بن قيس" فأخذ سيفه، وقال: والله لأطلبن أثر راعينا. فقال له نفر ممن معه: نحن نكفيك فقال: والله لا يذهب إلا أنا، ولا يتبعني منكم أحد. وخرج حتى مرّ بي، فلما أمكنني نفحته بسهم، فوضعته في فؤاده، فما تكلم. فاحتززت رأسه. ثم شددت في ناحية العسكر "وكبرت" وشد صاحباي وكبرا. فوالله ما كان إلا النجاء بما قدروا عليه من نسائهم وأبنائهم وما خف معهم من أموالهم، واستقنا إبلاً عظيمة وغنماً كثيرة، فجئنا بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجئت برأسه أحمله. فأعطاني من تلك الإبل ثلاثة عشر بعيراً في صداقي، فجمعت إلي أهلي.

رواه محمد بن سلمة وغيره عن ابن إسحاق، فقالا: عن جعفر، عن عبد الله بن أبي حدرد، عن أبيه.

ورواه إبراهيم بن سعد عن ابن إسحاق فقال: عمن لا أتهم. ورواه سلمة بن الفضل مثل رواية يونس، ورواه عبد الملك بن هشام، عن البكائي، عن ابن إسحاق مثل رواية إبراهيم بن سعد.

عبد بن زمعة بن الأسود

"ب د ع" عبد بن زمعة بن الأسود، أخو سودة بنت زمعة. كذا نسبه أبو نعيم.

وقال أبو عمر: عبد بن زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نضر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي العامري، أمه عاتكة بنت الأحنف بن علقمة من بني معيص بن عامر أبو لؤي.

وقال ابن منده: عبد بن زمعة، أخو سودة بنت زمعة.

وكان عبد شريفاً، سيداً من سادات الصحابة، وهو أخو سودة بنت زمعة لأبيها، وأخو عبد الرحمن بن زمعة بن وليدة زمعة، الذي تخاصم فيه "عبد بن زمعة" مع "سعد بن أبي وقاص"، وأخوه لأمه قرظة بن عبد عمرو بن نوفل بن عبد مناف.

أخبرنا يحيى بن محمود إجازة بإسناده عن أبي بكر بن أبي عاصم، حدثنا سعيد بن يحيى بن سعيد، حدثنا أبي، عن محمد بن عمرو، عن يحيى بن عبد الرحمن، عن عائشة قالت: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم سودة بنت زمعة، فجاء أخوها عبد بن زمعة من الحج، فجعل يحثو التراب على رأسه، فقال بعد أن أسلم: إني لسفيهٌ يوم أحثو في رأسي التراب أن تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بسودة بنت زمعة.
أخرجه الثلاثة.

قلت: قول أبي نعيم في نسبه: "زمعة بن الأسود، أخو سودة بنت زمعة" وهم منه، فإن سودة بنت زمعة بن قيس. وكذلك ذكر نسبها أبو نعيم، ولم يذكر الأسود. وأما ابن منده فلم يزد في نسبه على زمعة، فخلص من الوهم: والصحيح النسب الأول: أنه من عامر بن لؤي، وقد تقدم هذا في عبد الرحمن بن زمعة مستوفى.

عبد أبو زمعة البلوي

"س" عبد أبو زمعة البلوي.

ممن بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة، سكن مصر ، واختلف في اسمه فقال جعفر : اسمه عبد.

أخرجه أبو موسى.

عبد بن عبد أبو الحجاج الثمالي

"ب" عبد بن عبد، أبو الحجاج الثمالي. وقيل: اسمه "عبد الله بن عبد". وهو بكنيته أشهر، نذكره فيها، إن شاء الله تعالى.

ذكره أبو عمر في أبي الحجاج الثمالي.

عبد بن عبد الجدلي

"د ع" عبد بن عبد الجدلي.

قديم. ذكر في الصحابة ولا يصح. روى عنه معبد بن خالد، ذكره البخاري في التابعين.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصراً.

عبد العركي

"س" عبد العركي وقيل عبيد -الذي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ماء البحر-.

قال ابن منيع: بلغني أن اسمه "عبد". وأورده الطبراني فيمن اسمه عبيد، والعركي الملاح، وليس باسم له.

أخرجه أبو موسى مختصراً.

عبد بن عبد غنم

"د ع" عبد بن عبد غنم، أبو هريرة الدوسي.

صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأكثر الصحابة رواية عنه، اختلف في اسمه كثيراً.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عبد بن قيس بن عامر بن خالد الأنصاري

"ب" عبد بن قيس بن عامر بن خالد بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي.

شهد العقبة وبدراً.

أخرجه أبو عمر مختصراً.

عبد المزني

"ب د ع" عبد المزني، أبو يزيد. روى عنه ابنه يزيد.

أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء إجازة بإسناده إلى ابن أبي عاصم قال: حدثنا يعقوب بن حميد، عن ابن وهب، عن عمرو بن الحارث، عن أيوب بن موسى، عن يزيد بن عبد المزني، عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يعق عن الغلام، ولا يمس رأسه بدم".

أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: إنه مرسل . وقال أبو أحمد العسكري وذكره فقال : أراه مرسلاً.

عبدة

"ب د ع" عبدة -بزيادة هاء- وهو ابن حزن النصري، من بني نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن. وقيل: نصر بن حزن.
وهو كوفي، روى عنه أبو إسحاق السبيعي.

روى شعبة، والثوري، والأعمش، ويونس بن أبي إسحاق، عن أبي إسحاق، عن عبدة بن حزن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بعث داود وهو راعي غنم، وبعث موسى وهو راعي غنم، وبعثت أنا وأنا راغي غنم بأجياد".

قال ابن منده: قال يونس بن أبي إسحاق، عن أبيه: "عبيدة"، بزيادة ياء.

وقال أبو نعيم: عن أبي إسحاق: "عبيدة"، كما تقدم ذكره.

قال البخاري: عبدة بن حزن النصري من بني نصر بن معاوية، أبو الوليد. أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم من يجعله تابعياً، ويجعل حديثه مرسلاً، لروايته عن ابن مسعود ورواية مسلم البطين والحسن بن سعد عنه.

أخرجه الثلاثة.

عبدة بن الحسحاس

"س" عبدة بن الحسحاس. هو الذي أسر قيس بن السائب يوم بدر.

قال جعفر: كذا قال الواقدي، قال: وقال أبو حاتم بن حبّان في تاريخه: عبيد بن الحسحاس.

أخرجه أبو موسى مختصراً.

حبّان: بكسر الحاء وبالباء الموحدة. والحسحاس، قال الواقدي: عبدة بن الحَسْحَاس، بالحاء والسين المهملتين، وهو ابن عم المجذر بن ذياد وأخوه لأمه، قتل يوم أحد.

وقال ابن إسحاق وأبو معشر: عبادة بن الخشخاش بن عمرو بن زمزمة، له صحبة، وقتل يوم أحد.

فجعلا "عبادة" بزيادة ألف، "والخشخاش" بالخاء والشين المعجمتين، وقد تقدم القول فيه في "عبادة" أتم من هذا. قاله الأمير أبو نصر.

عبدة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم

"س" عبدة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ذكر ابن شاهين. روى يحيى بن بكير، عن ابن المبارك، عن سليمان التيمي، عن رجل قال: قيل لعبدة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بصلاة غير المكتوبة؟ قال بين المغرب والعشاء.

أخرجه أبو موسى.

عبدة بن مسهر

"د ع" عبدة بن مسهر. أدرك النبي صلى الله عليه وسلم.

روى إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير، عن عبدة بن مسهر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين منزلك يا ابن مسهر؟ قال قلت: بكعبة نجران.

رواه ابن أبي زائدة، ومنصور بن أبي الأسود، وغيرهما عن إسماعيل.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عبدة بن مغيث البلوي

"ب س" عبدة -بزيادة هاء أيضاً- هو ابن مغيث بن الجد بن عجلان بن حارثة بن ضبيعة بن حرام بن جعل بن عمرو بن جشم بن ودم بن ذبيان بن هميم بن هني بن بلي البلوي، حليف بني ظفر من الأنصار.

شهد بدراً وأحداً، وهو والد "شريك ابن سحماء" صاحب اللعان، نسب إلى أمه. وذكره الخطيب أبو بكر في ذكر ابنه "شريك ابن سحماء" في آخر كتاب الأسماء المبهمة.

أخرجه أبو عمر وأبو موسى.

ودم: بفتح الواو، وبالدال المهملة. وحرام: بفتح الحاء، وبالراء.

عبس بن عامر الأنصاري

"ب" عبس بن عامر بن عدي بن نابي بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سليمة الأنصاري السلمي. شهد العقبة، وبدراً، وأحداً عند جميعهم. وسماه ابن إسحاق "عبساً"، وسماه موسى بن عقبة "عبسي" بباء موحدة، وفي آخر ياء تحتها نقطتان.

عبس الغفاري

"ب ع س" عبس -بالسين أيضاً- هو الغفاري، ويقال: عابس. وهو أكثر.

شامي. روى عنه أبو أمامة الباهلي، روى عنه أيضاً أهل الكوفة: حنس وعليم الكنديان، ويروي زاذان عنه، وعن عليم عنه.

أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.

أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا شريك بن عبد الله، عن عثمان بن عمير، عن زاذان أبي عمر، عن عليم قال: "كنا جلوساً على سطح ومعنا رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم -قال يزيد: لا أعلمه إلا عبساً الغفاري- والناس يخرجون في الطاعون، فقال: عبس: يا طاعون، خذني. ثلاثاً يقولها، فقال له عليم: لم تقول هذا؟ ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يتمنى أحدكم الموت، فإنه عند انقطاع عمله ولا يرد فيستعتب؟! فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "بادروا بالموت ستاً: إمرة السفهاء، وكثرة الشرط، وبيع الحكم، واستخفاقاً بالدم، وقطيعة الرحم، ونشأ يتخذون القرآن مزامير. يقدمونه يغنيهم وإن كان أقل منهم فقهاً".

عبيد الله بن أسلم

"ع س" عبيد الله -مصغر مضاف إلى اسم الله تعالى- هو ابن أسلم. مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، يعد في الكوفيين.

أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا حسن بن موسى، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا بكر بن سوادة، عن عبيد الله بن أسلم -مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول لجعفر بن أبي طالب: "أشبهت خلقي وخلفي".

أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.

عبيد الله بن الأسود

"ب" عبيد الله بن الأسود السدوسي. قال: خرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بني سدوس.
أخرجه أبو عمر مختصراً.

عبيد الله بن بسر المازني

"س" عبيد الله بن بسر المازني. من بني مازن بن قيس، هو أخو عبد الله بن بسر قاله أبو الفضل السليماني.

أخرجه أبو موسى مختصراً.

عبيد الله بن التيهان

"ب" عبيد الله بن التيهان بن مالك بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو -وهو النبيت- بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي. وهو أخو أبي الهيثم بن التيهان، وأخو عبيد بن التيهان أيضاً.

شهد أحداً. ولم يبق من بني زعوراء أحد، انقرضوا. وهذا زعوراء هو أخو عبد الأشهل. وقيل: إن أبا الهيثم وإخوته من قضاعة، ثم من بلي. والله أعلم.

عبيد الله بن الحارث

"س" عبيد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب، وهو أخو عبد الله بن الحارث الملقب "ببه".

روى الزهري، عن الأعرج قال: سمعت عبيد الله بن الحارث يقول: آخر صلاة صليتها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب، قرأ في الأولى ب"الطور"، وفي الثانية ب: "قل يا أيها الكافرون".

أخرجه أبو موسى.

عبيد الله أبو حرب الثقفي

"د ع" عبيد الله أبو حرب الثقفي. وقيل: حرب بن عبيد الله.

روى عطاء بن السائب، عن حرب بن عبيد الله، عن أبيه -وكان من الوفد على النبي صلى الله عليه وسلم- قال قلت: يا رسول الله، علمني الإسلام. فعلمه، ثم قال: قد علمته، فكيف الصدقة؟ وكيف العشور؟ قال: "العشور على اليهود والنصارى، وليس على أهل الإسلام، إنما عليهم الصدقة".

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عبيد الله أبو خالد السلمي

"ع س" عبيد الله أبو خالد السلمي.

أخبرنا يحيى كتابة بإسناده إلى أبي بكر أحمد بن عمرو بن الضحاك قال: حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن عقيل بن مدرك، عن خالد بن عبيد السلمي، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل أعطاكم عند وفاتكم ثلث أموالكم، زيادة في أعمالكم".

أخرجه أبو نعيم وأبو موسى، وقال أبو موسى: أخرجه أبو عبد الله في "عبد الله" وكأن عبيد الله أصح.

عبيد الله بن عبد الخالق الأنصاري

"د ع" عبيد الله بن عبد الخالق الأنصاري.

له ذكر في حديث "ابن عمر". روى عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من يذهب بكتابي إلى طاغية الروم وله الجنة"؟ فقام رجل من الأنصار -يقال له: عبيد الله بن عبد الخالق- فقال: أنا أذهب به ولي الجنة إن هلكت؟ قال: "نعم، لك الجنة".

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عبيد الله بن زيد بن عبد ربه

"س" عبيد الله بن زيد بن عبد ربه، أخو عبد الله.

روى عبد الله بن محمد بن زيد، عن عمه عبيد الله بن زيد قال: أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحدث في الأذان. قال: فجاءه عبيد الله بن زيد فقال: إني رايت الأذان. قال: فقم فألقه على بلال. فألقاه على بلال، ثم قال: يا رسول الله، أنا أريتها وأنا كنت أريد أن أؤذن. قال: أقم أنت. قال: فقام فأقام.

أخرجه أبو موسى.

عبيد الله بن سفيان القرشي المخزومي

"ب" عبيد الله بن سفيان بن عبد الأسد القرشي المخزومي. وقد تقدم نسبه.

قتل يوم اليرموك، وهو أخو هبّار بن سفيان، لا نعلم له رواية.

أخرجه أبو عمر مختصراً.

عبيد الله بن سهل بن عمرو الأنصاري

"س" عبيد الله بن سهل بن عمرو الأنصاري.

قال جعفر: يقال: إن له صحبة، ولم يورد له شيئاً.

أخرجه أبو موسى مختصراً.

عبيد الله بن شقير القرشي المخزومي

"ب" عبيد الله بن شقير بن عبد الأسد بن هلال القرشي المخزومي.

قتل يوم اليرموك شهيداً.

أخرجه أبو عمر أيضاً مختصراً.

قلت: لا أشك أن ابا عمر وهم فيه، فإنه قد ذكر عبيد الله بن سفيان -بالسين المهملة والفاء- وذكر هذه الترجمة- بالشين المعجمة والقاف- وذكر في عبد الله بن سفيان بن عبد الأسد، وذكر في الجميع. أنه قتل يوم اليرموك.

وسفيان بن عبد الأسد مشهور، وأما شقير بالقاف والشين المعجمة، فلا يعرف.

عبيد الله بن ضمرة

"ب د ع" عبيد الله بن ضمرة بن هود الحنفي اليمامي.

سكن المدينة. روى عنه ابنه المنهال أنه قال: أشهد لجاء "الأقيصر بن سلمة" بالإداوة التي بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فنضح بها مسجد قران -أو: مروان- قاله أبو نعيم، وأبو عمر.

وقال ابن منده: عبيد الله بن صبرة بن هوذة -بالصاد المهملة والبا الموحدة وهوذة بالذال المعجمة، وآخره هاء.

والذي أظنه أن هوذة بزيادة هاء أصح، وأن هوذة هو ابن علي ملك اليمامة، وهو مشهور، وأما هود فلا يعرف في حنيفة، والله أعلم.

عبيد الله بن العباس

"ب د ع" عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي. وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمه لبابة الكبرى أم الفضل بنت الحارث، يكنى أبا محمد.

رأى النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ عنه، وكان أصغر سناً من أخيه عبد الله، قيل كان بينهما في المولد سنة.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا جرير، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحارث قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصف عبد الله وعبيد الله، وكثيراً بني العباس، ثم يقول: من سبق إلي فله كذا. فيستبقون إليه، فيقعون على ظهره وصدره، فيقبلهم ويلزمهم".

وكان عظيم الكرم والجود، يضرب به المثل في السخاء. واستعمله علي بن أبي طالب على اليمن، وأمّره على الموسم، فحج بالناس سنة ست وثلاثين، وسنة سبع وثلاثين. فلما كان سنة ثمان وثلاثين بعثه علي على الموسم، وبعث معاوية "يزيد بن شجرة الرهاوي" ليقيم الحج، فاجتمعا فاصطلحا على أن يصلي بالناس "شيبة بن عثمان" . وقيل : كان هذا مع قثم بن العباس.

ولم يزل على اليمن حتى قتل علي، رضي الله عنه، لكنه فارق اليمن لما سار "بسر بن أرطاة" إلى اليمن لقتل شيعة علي. فلما رجع بسر إلى الشام عاد "عبيد الله" إلى اليمن، وفي هذه الدفعة قتل "بسر" ولدي "عبيد الله". وقد ذكرناه في "بسر".

وكان ينحر كل يوم جزوراً، فنهاه أخوه عبد الله، فلم ينته. ونحر كل يوم جزورين، وكان هو وأخوه عبد الله، رضي الله عنهما، إذا قدما المدينة أوسعهم عبد الله علماً، وأوسعهم عبيد الله طعاماً. أخبرنا أبو محمد بن أبي القاسم، أخبرنا أبي، أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أخبرنا حمزة بن علي بن محمد ومحمد بن محمد بن أحمد قالا: حدثنا أبو الفرج العضاري، حدثنا أبو محمد جعفر بن محمد الخواص، حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد، حدثني عبد الله بن مروان بن معاوية الفرازي، حدثني محمد بن الوليد أبو الحجاج الفزازي: أن عبيد الله بن العباس خرج في سفر له، ومعه مولى له، حتى إذا كان في الطريق، رفع لهما بيت أعرابي، قال: فقال لمولاه: لو أنا مضينا فنزلنا بهذا البيت وبتنا به؟! قال: فمضى، "قال": وكان عبيد الله رجلاً جميلاً جهيراً، فلما رآه الأعرابي أعظمه وقال لامرأته: لقد نزل بنا رجل شريف! وأنزله الأعرابي، ثم إن الإعرابي أتى امرأته فقال: هل من عشاء لضيفنا هذا؟ فقالت: لا، إلا هذه السويمة التي حياة ابنتك من لبنها: قال: لا بد من ذبحها! قال: أفتقتل ابنتك؟ قال: وإن! قال: ثم إنه أخذ الشاة والشفرة وجعل يقول: "الرجز"

يا جارتي لا توقظي البنيه

 

إن توقظيها تنتحب عليه

وتنزع الشفرة من يديه

 

 

ثم ذبح الشاة، وهيأ منها طعاماً، ثم أتى به عبيد الله ومولاه، فعشاهما وعبيد الله يسمع كلام الأعرابي لامرأته ومحاورتهما، فلما أصبح عبيد الله قال لمولاه: هل معك شيء؟ قال: نعم خمسمائة دينار فضلت من نفقتنا. قال: ادفعها إلى الأعرابي. قال: سبحان الله! أتعطيه خمسمائة دينار وإنما ذبح لك شاة ثمن خمسة دراهم؟ قال: ويحك! والله لهو أسخى منا وأجود، إنما أعطيناه بعض ما نملك، وجاد هو علينا وآثرنا على مهجة نفسه وولده. قال: فبلغ ذلك معاوية، فقال: لله درّ عبيد الله ! من أي بيضة خرج؟ ومن أي عش درج؟.

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه سليمان بن يسار، ومحمد بن سيرين، وعطاء بن أبي رباح.

أخبرنا عبد الوهاب بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا هشيم، حدثنا يحيى بن أبي إسحاق، عن سليمان بن يسار، عن عبيد الله بن العباس قال: جاءت الغميصاء -أو: الرميصاء- إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تشكو زوجها، تزعم أنه لا يصل إليها، فما كان إلا يسيراً حتى جاء زوجها، فزعم أنها كاذبة، وإنما تريد أن ترجع إلى زوجها الأول. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس لك ذاك حتى يذوق عسيلتك رجلٌ غيره".

وتوفي عبيد الله سنة سبع وثمانين، قاله أبو عبيد القاسم بن سلام. وقال خليفة: إنه توفي سنة ثمان وخمسين. وقيل توفي أيام يزيد بن معاوية. وهو الأكثر، وكان موته بالمدينة، وقيل: باليمن. والأول أصح.
أخرجه الثلاثة.

عبيد الله بن عبيد بن التيهان

"ب" عبيد الله بن عبيد بن التيهان. وقيل: هو عبيد الله بن عتيك، فإن عبيداً قبل فيه: "عتيك" أيضاً.

وقد تقدم نسبه في عبيد الله بن التيهان، وهو ابن أخي أبي الهيثم، قتل يوم اليمامة شهيداً.

أخرجه أبو عمر.

عبيد الله بن عدي

"ب د ع" عبيد الله بن عدي بن الخيار بن عدي بن نوفل بن عبد مناف القرشي النوفلي، وأمه أم قتال بنت أسيد بن أبي العيص، أخت عتاب بن أسيد.

ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي في زمن الوليد بن عبد الملك، وله دار بالمدينة عند دار علي بن أبي طالب.

روى عن عمر وعثمان.

أخبرنا مكي بن ربان بن شبة النحوي بإسناده إلى يحيى بن يحيى، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار أنه قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً بين ظهري الناس، إذ جاء رجلٌ فسارّه، فلم ندر ما سارّه به حتى جهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا هو يستأذنه في قتل رجل من المنافقين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين جهر: "أليس يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله؟" قال: بلى، ولا شهادة له "قال: "أليس يصلي؟" قال: بلى، ولا صلاة له" فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أولئك الذين نهاني الله عنهم".

روى عروة بن عياض، عن عبيد الله بن عدي أنه قال: كسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . . . وذكر الحديث.

أخرجه الثلاثة.

عبيد الله بن عمر

"ب د ع" عبيد الله بن عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي، أو عيسى. تقدم نسبه عند أخيه "عبد الله". ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من شجعان قريش وفرسانهم، سمع أباه، وعثمان بن عفان، وأبا موسى، وغيرهم.

روى زيد بن أسلم، عن أبيه، أن عمر ضرب ابنه عبيد الله بالدرة، وقال: أتكتنى بأبي عيسى؟ وهل كان له من أب؟!.
وشهد عبيد الله صفين مع معاوية، وقتل فيها. وكان سبب شهوده صفين أن أبا لؤلؤة لما قتل أباه عمر رضي الله عنه فلما دفن عمر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر، قيل لعبيد الله: قد رأينا أبا لؤلؤة والهرمزان نجياً، والهرمزان يقلّب هذا الخنجر بيده، هو الذي قتل به عمر، ومعهما "جفينة" وهو رجل من العباد جاء به سعد بن أبي وقاص يعلم الكتاب بالمدينة "وابن فيروز"، وكلهم مشرك إلا الهرمزان. فغدا عليهم عبيد الله بالسيف، فقتل الهرمزان وابنته وجفينة، فنهان الناس فلم ينته. وقال: والله لأقتلن من يصغر هؤلاء في جنبه. فأرسل إليه صهيب عمرو بن العاص، فأخذ السيف من يده، وصهيب كان قد وصى إليه عمر بالصلاة عليه ويصلي بالناس إلى أن يقوم خليفةٌ. فلما أخذ عمرو السيف وثب عليه سعد بن أبي وقاص فتناصبا وقال: قتلت جاري وأخفرتني! فحبسه صهيب حتى سلمه إلى عثمان لما استخلف. فقال عثمان: أشيروا علي في هذا الرجل الذي فتق في الإسلام ما فتق! فأشار عليه المهاجرون أن يقتله، وقال جماعة منهم عمرو بن العاص: قتل عمر أمس ويقتل ابنه اليوم! أبعد الله الهرمزان وجفينة! فتركه وأعطى دية من قتل. وقيل: إنما تركه عثمان لأنه قال للمسلمين: من ولي الهرمزان؟ قالوا: أنت. قال: قد غفوت عن عبيد الله. وقيل: إن عثمان سلم عبيد إلى القماذيان بن الهرمزان ليقتله بأبيه. قال القماذيان: فأطاف بي الناس وكلموني في العفو عنه، فقلت: هل لأحد أن يمنعني منه؟ قالوا: لا. قلت: أليس إن شئت قتلته؟ قالوا: بلى. قلت: قد عفوت عنه.

قال بعض العلماء: ولو لم يكن الأمر هكذا لم يقل الطعانون على عثمان: عدل ست سنين. ولقالوا: إنه ابتدأ أمره بالجور، لأنه عطل حداً من حدود الله.

وهذا أيضاً فيه نظر، فإنه لو عفا عنه ابن الهرمزان لم يكن لعلي أن يقتله، وقد أراد قتله لما ولي الخلافة، ولم يزل عبيد الله كذلك حياً حتى قتل عثمان وولي علي الخلافة، وكان رأيه أن يقتل عبيد الله، فأراد قتله فهرب منه إلى معاوية وشهد معه صفين وكان على الخيل فقتل في بغض أيام صفين قتلتة ربيعة، وكان على ربيعة زياد بن خصفة الربعي، فأتت امرأة عبيد الله، وهي بحرية ابنة هانئ الشيباني تطلب جثته، فقال زياد: خذيها، فأخذتها ودفنته.

وكان طويلاً، قيل: لما حملته زوجته على بغل كان معترضاً عليه، وصلت يداه ورجلاه إلى الأرض، ولما قتل اشترى معاوية سيفه، وهو سيف عمر، فبعث به إلى عبد الله بن عمر. وقيل: بل قتله رجل من همدان، وقيل: قتله عمار بن ياسر، وقيل: قتله رجل من بني حنيفة، وحنيفة من ربيعة. وكانت صفين في ربيع الأول من سنة سبع وثلاثين.
أخرجه الثلاثة.

عبيد الله بن فضالة

"س" عبيد الله بن فضالة الليثي.

قال أبو موسى: أورده ابن منده في "عبد الله" ولم يورد له شيئاً، وأورده ابن شاهين في عبيد الله.

وروى بإسناده عن عدي بن الفضل، عن داود بن أبي هند، عن أبي حرب بن أبي الأسود الديلي، عن عبيد الله بن فضالة قال: قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "من كان له عريف فينزل على عريفه، ومن لم يكن له عريف نزل على أهل الصفة". قال: فنزلت الصفة، فنادى رجل يوم الجمعة ورسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر: أي رسول الله، الجوع. فقال: "توشكون من عاش منكن أن يغدى عليه ويراح بجفنة وتلبسون كأستار الكعبة".

رواه غير واحد عن داود بن أبي هند، عن أبي حرب، عن طلحة بن عمرو النصري. بدل "عبيد الله بن فضالة"، وقد تقدم.

أخرجه أبو موسى.

عبيد الله بن كثير

"ب د ع" عبيد الله بن كثير، أبو محمد.

مختلف في صحبته، روى سليمان بن بلال، عن سهيل بن أبي صالح، عن محمد بن عبيد الله، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من لقي الله وهو مدمن من الخمر، لقي الله وهو كعابد وثن".

ورواه محمد بن سليمان الأصبهاني، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة. أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر قال: عبيد الله بن كثير، والد محمد. وقال ابن منده: عبيد الله أبو محمد: وقال أبو نعيم: عبيد الله غير منسوب. فربما يظن أنهم ثلاثة، وهم واحد، والله أعلم.

وقال أبو عمر: محمد وأبوه عبيد الله مجهولان، والحديث لسهيل، عن ابيه، عن أبي هريرة والله أعلم.

عبيد الله بن مالك بن النعمان

عبيد الله بن مالك بن النعمان بن يعمر بن أبي أسيد الأسلمي صحب النبي صلى الله عليه وسلم.

قاله الغساني، عن ابن الكلبي.

عبيد الله بن محصن

"ب د ع" عبيد الله بن محصن الأنصاري. رأى النبي صلى الله عليه وسلم.

أخبرنا إبراهيم بن محمد بن مهران الفقيه وغيره بإسنادهم إلى محمد بن عيسى بن سورة قال: حدثنا عمرو بن مالك، ومحمود بن خداش البغدادي قالا: حدثنا مروان بن معاوية، حدثنا عبد الرحمن بن أبي شميلة الأنصاري، عن سلمة بن عبيد الله بن محصن الأنصاري الخطمي، عن أبيه -وكانت له صحبة- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أصبح آمناً في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا".

وروى عنه ابنه سلمة أيضاً، عن النبي صلى الله عليه وسلم، في فضل رمضان.

أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: منهم من يجعل حديثه مرسلاً وأكثرهم يصحح صحبته، فيجعل حديثه مسنداً.

عبيد الله بن مسلم القرشي

"ب د ع" عبيد الله بن مسلم القرشي، أبو مسلم. وقيل: مسلم بن عبيد الله، قاله ابن منده.

وقال أبو عمر: عبيد الله بن مسلم القرشي، ويقال: الحضرمي -مذكور في الصحابة، قال: ولا أقف على نسبه في قريش، وفيه نظر. قال: وقد قيل: إنه عبيد بن مسلم الذي روى عنه "حصين" فإن كان هو فهو أسدي، أسد قريش.

وروى ابن منده وأبو نعيم بإسناديهما عن أبي نعيم الفضل بن دكين والقاسم بن الحكم العرني كلاهما، عن هارون بن سلمان الفراء أبي موسى مولى عمرو بن حريث، عن مسلم بن عبيد الله القرشي، عن أبيه: أنه سأل رسول الله فقال: يا رسول الله أصوم الدهر كله؟ قال فسكت، ثم سأله الثانية فسكت، ثم سأله الثالثة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أين السائل عن الصوم"؟ قال: أنأ. قال: "أما لأهلك عليك حق؟ صم رمضان والذي يليه، وصم الأربعاء والخميسن فإذا أنت قد صمت الدهر".

وقيل: عبيد بن مسلم، عن أبيه، وسيذكر في موضعه، إن شاء الله تعالى.

أخرجه الثلاثة.

عبيد الله بن مسلم

"س" عبيد الله بن مسلم.

أخرجه أبو موسى وقال: ليس هو بالذي أورده والذي يروي عنه ابنه، أورده علي العسكري فيما ذكر أبو بكر بن أبي علي.

وروى بإسناده عن عباد بن العوام، عن حصين بن عبد الرحمن قال: سمعت عبيد الله بن مسلم -وكانت له صحبة- يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس من مملوك يطيع الله تعالى ويطيع سيده، إلا كان له أجران"، أخرجه أبو موسى.

قلت: وهذا قد أخرجه ابن منده وأبو نعيم إلا إنهما قالا: عبيد بن مسلم غير مضاف إلي اسم الله تعالى وقد ذكر حديثه المملوك.

عبيد الله بن معمر

"ب د ع س" عبيد الله بن معمر.

أدرك النبي صلى الله عليه وسلم. يعد في أهل المدينة، وقد اختلف في صحبته.

روى عنه عروة بن الزبير، ومحمد بن سيرين، ولا يصح له حديث.

هذا جميع ما ذكره ابن منده. وزاد أبو نعيم: سكن المدينة، وروى بإسناده عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبيد الله بن معمر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما أعطي أهل بيت الرفق إلا نفعهم ولا منعوه إلا ضرهم".

وأما أبو عمر فإنه أحسن فيما قال. قال: فإنه قال: عبيد الله بن معمر بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي. صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان من أحدث أصحابه سناً. كذا قال بعضهم، قال: وهذا غلط، ولا يطلق على مثله أنه صحب، ولكنه رآه ومات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غلام، واستشهد بإصطخر مع عبد الله بن عامر وهو ابن أربعين سنة، وكان على مقدمة الجيش يومئذ.

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرفق، وهو القائل لمعاوية: "الطويل

إذا أنت لم ترخ الإزار تـكـرمـاً

 

على الكلمة العوراء من كل جانب

فمن ذا الذي نرجو لحقن دمـائنـا

 

ومن ذا الذي نرجو لحمل النوائب

 وابنه عمر بن عبيد الله بن معمر أحد الأجواد. وذكر بعد هذا شيئاً من أخبار عمر بن عبيد الله.

أخرجه الثلاثة.

قلت: وقد أخرجه أبو موسى فقال: عبيد الله بن معمر، قال المستغفري: ذكره يحيى بن يونس، لا أدري له صحبة أم لا، وذكر أنه مات في عهد عثمان بإصطخر. وروى حديث الرفق، فلا أعلم لأي سبب أخرجه.

وقد أخرجه ابن منده وإن كان مختصراً.

وروى عبيد الله عن عمر وعثمان، وطلحة. ويكنى أبا معاذ بابنه.

وقول أبي عمر: إنه قتل بإصطخر مع ابن عامر، وهو ابن أربعين سنة، فعليه فيه نظر، فإنه قال: كان من أحدث أصحابه سناً، ولم تثبت له رؤية، فكيف يكون من قتل بإصطخر -وهي سنة تسع وعشرين. ابن أربعين سنة، ولا تثبت له رؤية؟! وعلى هذا يكون له عند وفاة النبي صلى الله عليه وسلم واحداً وعشرين سنة، والله أعلم.

عبيد الله بن معية السائي

"ب د ع"عبيد الله بن معية السوائي، من بني سواءة بن عامر بن صعصعة.

أدرك الجاهلية، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم. سكن الطائف، ويقال: عبد الله بن معية، وقد ذكرناه.

روى وكيع بن سعيد بن السائب قال: سمعت شيخاً من بني عامر، أحد بني سواءة بن عامر بن صعصعة يقال له: عبيد الله بن معية قال: "أصيب رجلان من المسلمين يوم الطائف فحملا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبلغه ذلك. فبعث أن يدفنا حيث أصيبا أو حيث لقيا.

أخرجه الثلاثة.

عبيد الله بن أبي مليكة

عبيد الله بن أبي مليكة والد عبد الله الفقيه.

روى الحكم، عن عبد الله، عن أبيه عبيد الله بن أبي مليكة: أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أمه. فقال: "إنها كانت أبرّ شيءٍ وأوصله وأحسنه صنيعاً، فهل ترجو لها؟ فقال: هل وأدت؟ قال: نعم. قال: هي في النار".

أخرجه الغساني.

عبيد بن أرقم

عبيد -غير مضاف إلى اسم الله تعالى- هو ابن أرقم، أبو زمعة البلوي.

سكن مصر، له صحبة، وهو مشهور بكنيته. ويذكر في الكنى أتم من هذا.

ذكره أبو أحمد العسكري.

عبيد الأنصاري

"ب د ع" عبيد الأنصاري. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم.

روى عنه عبد الله بن بريدة أنه قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالاحتفاء.

أخرجه الثلاثة.

عبيد الأنصاري

"ب" عبيد الأنصاري.

أخرجه أبو عمر غير الأول، قال: أعطاني عمر مالاً مضاربة. حديثه في الكوفيين، عند الفضل بن ديكن، عن عبد الله بن حميد بن عبيد، عن أبيه، عن جده.

أخرجه أبو عمر وقال: فيه وفي الذي قبله، نظر.

عبيد بن أوس

"ب د ع س" عبيد بن أوس بن مالك بن سواد بن كعب الأنصاري الظفري. قاله أبو عمر وقال ابن منده وأبو نعيم: عبيد بن أوس الأنصاري. ولم ينسباه أكثر من هذا.

ونسبه ابن الكلبي فقال: عُبيد بن أوس بن مالك بن زيد بن عامر بن سواد بن ظفر. واسمه كعب- بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس.

فقد أسقط أبو عمر "زيداً" و"عامراً".

وهو أبو النعمان، شهد بدراً، يقال له: "مقرن" لأنه قرن أربعة أسرى يوم بدر. وهو الذي أسر عقيل بن أبي طالب، ويقال: إنه أسر العباس، ونوفلاً وعقيلاً، وأتى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد أعانك عليهم ملك كريمٌ"، وسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم مقرناً.

وبنو سلمة يدّعون أن أبا اليسر كعب بن عمرو أسر العباس. وكذلك قال ابن إسحاق، وليس لأبي النعمان عقب.

أخرجه الثلاثة، وقد أخرجه أبو موسى فقال: عبيد بن أوس بن مالك بن سواد الأنصاري، من الأوس، ثم من بني سواد بن كعب. شهد بدراً، قيل: هو الذي أسر عقيل بن أبي طالب.

قلت: قد أخرج ابن منده هذا، ولم يسقط منه إلا أسر عقيل، ولعل أبا موسى اشتبه عليه حيث لم ينسبه ابن منده فظنه غيره، وهو هو، فلا وجه لاستدراكه، لأنه لم يستدرك كل من أسقط نسبه.

عبيد بن التيهان

"ب س" عبيد بن التيهان بن مالك، أخو أبي الهيثم بن التيهان، تقدم نسبه في أبي الهيثم مالك بن التيهان، إن شاء الله تعالى.

ونسبه أبو عمر ها هنا إلى الأوس من الأنصار، وخالفه غيره فجعلوه من حلفاء بني عبد الأشهل. وممن قال هذا ابن إسحاق، وموسى بن عقبة، وأبو معشر. وكان ابن إسحاق والواقدي يقولان: هو عبيد. وقال موسى بن عقبة وأبو معشر و عبد الله بن محمد بن عمارة -هو عتيك بن التيهان- ووافقهم ابن الكلبي.

وعبيد هذا هو أحد السبعين الذين بايعوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة. شهد بدراً، وقتل يوم أحد شهيداً، قتله عكرمة بن أبي جهل، وقيل: بل قتل بصفين مع علي.

أخرجه أبو عمر، وأبو موسى، إلا أن أبا موسى قال: هو حليف بلي، وهذا لم يقله غيره، إنما من العلماء من جعله من الأنصار من أنفسهم، ومنهم من جعله من بلي بالنسب وحلفه في الأنصار، وأما قول أبي موسى فغريب.

عبيد بن ثعلبة

"ع س" عبيد بن ثعلبة الأنصاري، من بني النجار.

روى عن ابن إسحاق في تسمية من شهد بدراً من الأنصار، من الخزرج، ثم من بني ثعلبة بن غنم بن مالك: عبيد بن ثعلبة.

أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.

عبيد الجهني

"د ع" عبيد الجهني، يكنى أبا عاصم. له صحبة.

روى عاصم بن عبيد الجهني، عن أبيه. وكانت له صحبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتاني جبريل فقال: "في أمتك ثلاثة أعمال لم تعمل بها الأمم قبلها: النباشون، والمتسمنون، والنساء بالنساء".

أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: رواه بعض المتأخرين فقال: الشارون، والمتسمنون.

عبيد بن حذيفة

"ب د ع" عبيد بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي، أبو جهم القرشي العدوي، صاحب الخميصة.

وقد اختلف في اسمه: فقيل: عبيد. وقيل: عامر. وسنذكره في الكنى أتم من هذا إن شاء الله تعالى.

وقال ابن منده: عبيد بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب، أبو جهم الأنصاري. كذا قال.

وقال أبو نعيم ونسبه إلى كعب، وقال: أبو بكر بن أبي عاصم، وقال: عداده في الأنصار. وقال: توفي في خلافة معاوية.

أخرجه الثلاثة.

قلت: قول ابن منده: إنه أنصاري، وقول ابن أبي عاصم: عداده في الأنصار، لا أعرف معناه، فإن أبا جهم الذي بهذا النسب، عدوي من عدي قريش لا شبهة فيه، يجتمع هو ونعيم النحام ومطيع بن الأسود في: عبيد بن عويج.

والذي نقله أبو نعيم عن ابن أبي عاصم أن عداده في الأنصار لم أجده فيما عندنا من كتابه، والله أعلم.

عبيد بن خالد السلمي

"ب د ع" عبيد بن خالد السلمي ثم البهزي. ويقال: عبدة وعبيدة بن خالد، وعبيد أصح. يكنى أبا عبد الله.

وهو مهاجري، روى عنه جماعة من الكوفيين، وسكن الكوفة، وممن روى عنه: سعد بن عبيدة، وتميم بن سلمة. وشهد صفين مع علي، رضي الله عنه.

أخبرنا عبد الله بن أحمد الخطيب بإسناده عن أبي داود الطيالسي، حدثنا سعيد، عن عمرو بن مرة، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن ربيعة السلمي، عن عبيد بن خالد السلمي -وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم- قال: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين رجلين، فقتل أحدهما على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، ثم مات الآخر فصلّوا عليه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما قلتم؟ قالوا: قلنا: اللهم ارحمه اللهم ألحقه بصاحبه. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "فأين صلاته بعد صلاته؟ وأين صيامه وعمله بعد صيامه وعمله؟ ما بينهما أبعد مما بين السماء والأرض".

رواه منصور وزيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة، نحوه. أخرجه الثلاثة.

عبيد بن خالد المحاربي

"د ع" عبيد بن خالد المحاربي، أخو الأسود بن خالد. يعد في الكوفيين.

نسبه سليمان بن قرم، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن رهم بنت الأسود، عن عمها عبيد بن خالد.

وروت عنه رهم بنت أخيه الأسود بن خالد.

روى سعيد بن عامر، عن سعية، عن أشعث بن أبي الشعثاء سليم، عن عمته، عن عمها قالك "بينما أنا أمشي في سكة من سكك المدينة إذ ناداني إنسان من خلفي: ارفع إزارك، فإنه أتقى وأنقى، فالتفت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله، هو بردة ملحاء! فرفع إزاره إلى نصف ساقيه وقال: ما لك في أسوةٌ؟!".

هذا حديث مشهور عن شعبة. وممن روى عنه أبو سلمة موسى بن إسماعيل، ولم يسمع أبو سلمة من شعبة غير هذا الحديث.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عبيد بن الخشخاش العنبري

"د ع" عبيد بن الخشخاش العنبري. أخو مالك وقيس، عداده في أعراب البصرة. روى معاذ بن المثنى بن معاذ، عن أبيه، عن الحسن بن الحسين، عن جده نصر بن حسان، عن حصين بن أبي الحر، عن أبيه مالك وعميه قيس وعبيد: أنهم أتوا النبي صلى الله عليه وسلم، فشكوا إليه رجلاً من بني فهم. فكتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم: "هذا كتاب من محمد رسول الله لمالك وعبيد وقيس بن الخشخاش، إنكم آمنون مسلمون على دمائكم وأموالكم، لا تؤخذون بجريرة غيركم، ولا يجني عليكم إلا أيديكم".

أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: رواه بعض المتأخرين -يعني ابن منده- من حديث معاذ بن المثنى، عن أبيه، وصحف فيه فقال: الحسن بن الحسين، عن نصر. وإنما هو الحر بن الحصين، وصحف أيضاً عن رجل "من بني عمهم"، فقال: "من بني فهم". وقد ذكره في "مالك بن الخشخاش" فقال: "عمهم" على الصواب.

عبيد بن دحي الجهضمي

"ب د ع" عبيد بن دحي الجهضمي. بصري، مختلف في صحبته وفي إسناد حديثه.

روى يحيى بن إسحاق السيلحيني عن سعيد بن زيد، عن واصل -مولى أبي عيينة: روى عنه ابنه يحيى: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتبوأ لبوله كما يتبوأ لمنزله.

ورواه وكيع، عن سعيد، مثله. ورواه عمرو بن عاصم، عن حماد وسعيد بن زيد، عن واصل، عن يحيى بن عبيد، عن أبيه، عن أبي هريرة.

أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر قال: دحي -بالدال- وجعله جهضمياً. وجعله ابن منده وأبو نعيم "رحي" بالراء، وجعلاه جهنياً. وقال أبو نعيم: "وقيل: دحي" والله أعلم.

عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم

"ب د ع" عبيد، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

روى عنه سليمان التيمي.

أخبرنا أبو منصور مسلم بن علي بن محمد المعدل، أخبرنا محمد بن محمد الجهني، أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الباقي طوق، أخبرنا أبو القاسم بن المرجي، أخبرنا أبو يعلى الموصلي، حدثنا عبد الأعلى النرسي، حدثنا حماد بن سلمة، عن سليمان التيمي، عن عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن امرأتين كانتا صائمتين، وكانتا يغتابان الناس، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدح، وقال لهما. قيئا. فقاءتا قيحاً، ودماً، ولحماً عبيطاً فقال: "إن هاتين صامتا عن الخبر، وأفطرتا على الحرام".

وقيل لم يسمع سليمان من عبيد، بينهما رجل. روى المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن رجل، عن عبيد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سئل: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بصلاة بعد المكتوبة؟ قال: نعم، بين المغرب والعشاء.

أخرجه الثلاثة.

عبيد بن رفاعة بن رافع الزرقي "د ع" عبيد بن رفاعة بن رافع الزرقي. تقدم نسبه عند ذكر أبيه.

سكن المدينة. قيل: إنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، في صحبته اختلاف.

أخبرنا أبو أحمد عبد الواحد بن علي بإسناده عن أبي داود السجستاني: حدثنا هارون بن عبد الله، حدثنا مالك بن إسماعيل، حدثنا عبد السلام بن حرب، عن يزيد بن عبد الرحمن، عن يحيى بن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أمه حميد -أو: عبيدة- بنت عبيد بن رفاعة، عن أبيها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يشمت العاطس ثلاثاً، فإن شئت فشمته، وإن شئت فكف".

وروى الليث بن سعد، عن خالد بن الوليد، عن سعيد بن أبي هلال، عن أبي أمية الأنصاري، عن عبيد بن رفاعة قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً، وعنده رجل من أصحابه.

رواه أبو مسعود، عن عبد الله بن صالح، عن الليث، بإسناده عن عبيد بن رفاعة، عن أبيه مثله.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقد ذكراه أيضاً في عبد الله بن رافع، ولا يصح، فإن كانا ظناهما اثنين فليس كذلك.

عبيد بن زيد بن عامر

"ب ع س" عبيد بن زيد بن عامر بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق الأنصاري الزرقي.

شهد بدراً وأحداً، قاله أبو عمر.

وقال أبو نعيم: عبيد بن زيد بن عامر بن العجلان الأنصاري الأوسي، من بني العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق. وروى بإسناده، عن موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، في تسمية من شهد بدراً، من الأنصار من الأوس: "عبيد بن زيد" . وروى بإسناده عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً من الأنصار، من الأوس، من بني العجلان بن عمرو: "عبيد بن زيد بن العجلان".

وقال أبو موسى نحوه.

أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.

قلت: قول أبي نعيم وأبي موسى في نسبه: زرقي، ثم جعلاه أوسياً. هذا غير مستقيم. فإن زريقاً من الخزرج ليس من الأوس في شيءٍ وأما ابن شهاب فلم يرفع نسبه حتى يعلم، فخلص. وأما قول أبي نعيم عن ابن إسحاق في تسمية من شهد بدراً، من الأنصار من الأوس، ثم بني العجلان بن عمرو: "عبيد بن زيد" فالذي عندنا من طرق كتاب ابن إسحاق فليست كذلك.

أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً، من بني العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق: "رافع بن مالك، وعبيد بن زيد بن عامر بن العجلان".
ومثله نقل عبد الملك بن هشام، عن البكائي، عن محمد بن إسحاق. ومثلهما روى سلمة عن ابن إسحاق، والله أعلم.

عبيد بن زيد أبو عياش الزرقي

"د" عبيد بن زيد، أبو عياش الزرقي.

سماه هكذا محمد بن إسحاق، خالفه غيره.

وروى ابن منده بإسناده، عن منصور بن المعتمر، عن مجاهد بن جبر، عن أبي عياش الزرقي: أن النبي صلى الله عليه وسلم: "صلى بهم صلاة الخوف . . . " وذكر الحديث.

أخرجه ابن منده.

عبيد بن سعد

"س" عبيد بن سعد. ذكره بعضهم، روى عبد الوهاب بن عطاء عمن ذكره عن إبراهيم بن ميسرة عن عبيد بن سعد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أحب فطرتي فليستن بسنتي ومن سنتي النكاح".

أخرجه أبو موسى.

عبيد بن سليم

عبيد بن سليم بن حضار الأشعري عم أبي موسى كنيته أبو عامر وهو مشهور بها، وقد ذكرنا نسبه في ترجمة أبي موسى عبد الله بن قيس ونذكر أخباره في كنيته أتم من هذا إن شاء الله تعالى.

عبيد بن سليم بن ضبع

"ب س" عبيد بن سليم بن ضبع بن عامر بن مجدعة بن جشم بن حارثة الأنصاري الحارثي من الأوس شهد أحداً يعرف بعبيد السهام قال الواقدي: سألت ابن أبي حبيبة لم سمي عبيد السهام؟ فقال أخبرني داود بن الحصين قال: إنه كان قد اشترى من سهام خيبر ثمانية عشر سهماً، فسمي عبيد السهام، وقيل إنما سمي عبيد السهام لأنه حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر، فلما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يسهم قال لهم: هاتوا أصغر القوم. فأتي بعبيد، فدفع إليه بأسهم، فسمي بعبيد السهام، ويكنى أبا ثابت، بابنه ثابت بن عبيد الذي روى عنه الأعمش.

أخرجه أبو عمر وأبو موسى، إلا أن أبا موسى لم ينسبه، إنما قال: عبيد السهام وهو هذا.

عبيد بن شرية

"س" عبيد بن شرية، ويقال: عمير بن شبرمة.

قال هشام بن محمد الكلبي، عن أبيه قال: عاش عبيد بن شرية الجرهمي مائتي سنة وأربعين سنة، ويقال: ثلاثمائة سنة، وأدرك الإسلام فأسلم، وأتى معاوية بن أبي سفيان وهو خليفة، فقال له: أخبرني بأعجب ما رأيت؟ قال: انتهيت إلى قوم يدفنون ميتاً، فلما رأيته اغرورقت عيناي، فتمثلت بهذه الأبيات: "البسيط"

استرزق الله خيراً وارضين به

 

فبينما العسر إذ دارت مياسير

وبينما المرء في الأحياط مغتبطٌ

 

إذ صار ميتاً تعفيه الأعاصير

يبكي عليه غريب ليس يعرفـه

 

وذو قرابته في الحي مسرور

قال: فقال لي رجل من القوم: تدري من قائل هذه الأبيات؟ هو والله الذي دفناه الساعة.

وروى هذا من طريق آخر، وسماه عمير بن شبرمة، وزاد في آخره: "وأنت غريب ولا تعرفه تبكيه! وابن عمه في هذه القرية قد خلف على أهله، وأحرز ماله، وسكن رباعه.

أخرجه أبو موسى، وليس فيه ما يدل على أن له صحبة، إلا أنه قد كان قبل النبي صلى الله عليه وسلم وبعده، وقد أسلم، فلعله أسلم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله أعلم.

عبيد بن صخر الأنصاري

"ب د ع" عبيد بن صخر بن لوذان الأنصاري.

كان ممن بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع معاذ إلى اليمن.

وروى سيف بن عمر التميمي، عن سهل بن يوسف بن سهل الأنصاري، عن أبيه، عن عبيد بن صخر بن لوذان الأنصاري أنه قال: أمر النبي صلى الله عليه وسلم عمال اليمن جميعاً فقال: "تعاهدوا القرآن بالتذكرة، وأتبعوا الموعظة الموعظة، فإنه أقوى للعاملين على العمل بما يحب الله تعالى، ولا تخافوا في الله لومة لائم، واتقوا الله الذي إليه ترجعون". وروى عن عبيد أنه قال: عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى عماله باليمن: في البقر في كلا ثلاثين تبيع، وفي كل أربعين مسنة، وليس في الأوقاص. بينهما شيء.

أخرجه الثلاثة.

عبيد بن عازب الأنصاري

"ب د ع" عبيد بن عازب الأنصاري، أخو البراء بن عازب. تقدم نسبه عند ذكر أخيه. يعد في الكوفيين.

روى قيس بن الربيع، عن ابن أبي ليلى، عن حفصة بنت البراء بن عازب، عن عمها عبيد بن عازب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تجمعوا بين اسمي وكنيتي".

رواه ابن منده فقال: "عن حفصة بنت عازب، عن عمها". وهو وهم، والصواب: "حفصة بنت البراء بن عازب".

وقوله: "عن عمها" يرد عليه.

وقال أبو عمر: "شهد عبيد وأخوه البراء مع علي مشاهده كلها" وقال: "وهو جد عدي بن ثابت، روى في الوضوء والحيض".

أخرجخه الثلاثة.

قلت: قد ذكر أبو عمر في "ثابت بن قيس بن الخطيم" أنه جد "عدي بن ثابت" "لأمه"، وقال في عبد الله بن يزيد الخطمي: "إنه جد عدي بن ثابت لأمه"، وقال في دينار الأنصاري: "إنه جد عدي بن ثابت" "وقال في قيس الأنصاري: إنه جد عدي" ، فليتأمل.

عبيد أبو عبد الرحمن

"ب د ع" عبيد أبو عبد الرحمن.

حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم.

روى المنهال بن بحر، عن حماد بن سلمة، عن أبي سنان عيسى بن سنان، عن المعيرة بن عبد الرحمن بن عبيد -وكان لعبيد صحبة- عن أبيه، عن جده: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الإيمان ثلاثمائة وثلاث وثلاثون شريعة، من وافى شريعة منها دخل الجنة".

أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر ترجم عليه: "عبيد رجل من الصحابة" وهو هذا.

عبيد بن عبد الغفار

"د ع" عبيد بن عبد الغفار -مولى النبي صلى الله عليه وسلم، روى حماد بن سلمة بن ثابت البناتي عن عبيد بن عبد الغفار مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا ذكر أصحابي فأمسكوا".

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عبيد بن عبد

"س" عبيد بن عبد.

أورده المستغفري. روى عنه عتبة بن عبد -وله صحبة أيضاً- قال: سمعت عبيد بن عبد أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا تقصوا نواصي الخيل، ولا معارفها، ولا أذنابها، فإن أذنابها مذابها وأعرافها أذفاؤها، ونواصيها الخير معقودٌ فيها".

وقد روى هذا الحديث عن "عتبة بن عبد" ويرد في موضعه إن شاء الله تعالى، أخرجه أبو موسى.

عبيد بن أبي عبيد الأنصاري الأوسي

"ب د ع س" عبيد بن أبي عبيد الأنصاري الأوسي، من بني أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس.

شهد بدراً، قاله موسى بن عقبة عن ابن شهاب، وقاله محمد بن إسحاق.

أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: شهد بدراً، وأحداً، والخندق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأخرجه أبو موسى على ابن منده، وقد أخرجه ابن منده، فلا وجه لاستدراكه عليه!.

عبيد العركي

"ع" عبيد العركي.

أخرجه الطبرتاين فيمن اسمه "عبيد"، وقيل: اسمه عبد، وقد تقدم حديثه في ماء البحر.

أخرجه أبو نعيم، ولم يخرجه أبو موسى في هذه الترجمة، إنما أخرجه في "عبد" قال: "ويقال عبيد".

عبيد بن عمر بن صبح الرعيني

"د" عبيد بن عمر بن صبح الرعيني، ثم الذبحاني.

له ذكر في الصحابة، وشهد فتح مصر، قاله أبو سعيد بن يونس.

أخرجه ابن منده، ويقال: لا تعرف له رواية، وأظنه هو العركي.

عبيد بن عمرو الكلابي

"ب د ع" عبيد بن عمرو الكلابي. وقيل: عبيدة. وهو الصحيح، وهو من بني كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
أخبرنا عبد الوهاب بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد، حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن معمر أو معمر الهذلي، عن سعيد بن خثيم، عن ربيعة بنت عياض قالت: سمعت جدي عبيد بن عمرو قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ فأسبغ الطهور، وكانت هي إذا توضأت أسبغت الطهور.

رواه سريج بن يونس، عن سعيد بن خثيم فقال: "عن عبيدة".

أخرجه الثلاثة، وقال أبو النعيم: رواه بعض المتأخرين فقال: "عن ربيعة، ووهم، إنما هي "ربعية".

وقال أبو عمر: وقيل فيه: عبيدة، وعبيدة بن عمرو، يعني بضم العين وفتحها.

عبيد بن عمير بن قتادة

"ب س" عبيد بن عمير بن قتادة بن سعد بن عامر بن جندع بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الليثي الجندعي، يكنى أبا عاصم، قاصٌ أهل مكة.

ذكر البخاري أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم. وذكر مسلم أنه ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو معدود في كبار التابعين، ويروي عن عمر وغيره من الصحابة.

أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.

عبيد القارئ

"ب" عبيد القارئ، رجل من بني خطمة من الأنصار.

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه يزيد بن إسحاق، أخرجه أبو عمر مختصراً، وقد ذكره أبو عمر أيضاً في عمير، ويرد ذكره هناك، وهو أصح. وقد قيل فيه: "عبيد"، فلو أشار إليه لكان أصلح، فإن أبا أحمد العسكري ذكر الترجمتين معاً.

عبيد بن قشير

"ب" عبيد بن قشير. مصري حديثه مرفوع: "إياكم والسرية التي إن لقيت فرّت، وإن غنمت غلّت".

روى عنه لهيعة بن عقبة.

أخرجه أبو عمر.

عبيد بن قيس أبو الورد الأنصاري

"س" عبيد بن قيس أبو الورد الأنصاري.

سماه جعفر، وقيل: إن اسم أبي الورد "ثابت بن كامل".

أخرجه أبو موسى، وقال: أخرجه ابن منده في الكنى.

عبيد بن مخمر

"ب د ع" عبيد بن مخمر أبو أمية المعافري.

له صحبة فيما قال أبو سعيد بن يونس، وقال: شهد فتح مصر. روى عنه أبو قبيل المعافري.

أخرجه الثلاثة.

عبيد بن مراوح المزني

عبيد بن مراوح المزني.

ذكره ابن قانع، وروى بإسناده عن عبيد بن عبيد بن مراوح المزني قال: نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنقيع، والناس يخافون الغارة، فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الله أكبر"، فقلت: لقد كبرت كبيراً.

فقال: "أشهد أن لا إله إلا الله". فقلت: "لهؤلاء نبأ"، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت، وعلّمني الوضوء وصليت معه، وحمى النقيع، واستعملني عليه. قاله الغساني.

عبيد بن مسلم الأسدي

"ب د ع" عبيد بن مسلم الأسدي.

روى عباد بن العوام، عن حصين بن عبد الرحمن، عن عبيد بن مسلم -وله صحبة- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس من مملوك يطيع الله ويطيع سيده، إلا كان له أجران".

أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر قال: "عن عباد بن حصين قال: سمعت عبيد بن مسلم". قوال ابن منده وأبو نعيم: "روى عبّاد بن العوام، عن حصين بن عبد الرحمن، عن عبيد بن مسلم".

عبيد بن معاذ

"د ع" عبيد بن معاذ بن أنس الأنصاري. وهو عم والد معاذ بن عبد الله بن خبيب الجهني.

روى عبد الله بن سليمان بن أبي سلمة المدني، عن معاذ بن عبد الله بن خبيب الجهني، عن أبيه، عن عمه -واسمه عبيد-: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عليهم وعليه أثر غسل، هو طيب النفس، فظننا أنه ألم بأهله، فقلنا: يا رسول الله، أصبحت طيب النفس! قال أجل، والحمد لله. ثم ذكر الغنى فقال: "لا بأس. بالغنى لمن اتقى الله، والصحة -لمن اتقى الله- خيرٌ من الغنى، وطيب النفس من النعيم".

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عبيد بن معاوية

"ع س" عبيد بن معاوية -وقيل: عبيد بن معاذ- وقيل: عتيك بن معاذ- وقيل: زيد بن الصامت أبو عياش الزرقي، وقد تقدم في الزاي، وفي "عبيد بن زيد".

أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.

عبيد بن المعلى

"ب د ع" عبيد بن المعلى بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عدي بن مالك بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج. وبنو مالك بن زيد مناة حلفاء بني زريق، وحبيب وزريق أخوان. وعبيد أنصاري زرقي.

قتل يوم أحد شهيداً، قتله عكرمة بن أبي جهل قاله ابن إسحاق.

أخرجه الثلاثة.

عبيد بن معية

"ب د ع" عبيد بن معية. وقيل: عبيد الله بن معية، وقد تقدم.

أخرجه الثلاثة.

عبيد بن نضيلة الخزاعي

"ع س" عبيد بن نضيلة الخزاعي.

سكن الكوفة، مختلف في صحبته.

روى الأوزاعي، عن أبي عبيد -حاجب سليمان بن عبد الملك- عن القاسم بن مخيمرة، عن عبيد بن نضيلة: أنهم قالوا في عام سنة: سعّر لنا يا رسول الله. فقال: "لا يسألني الله عن سنةٍ أحدثتها فيكم، لم يأمرني بها، ولكن سلوا الله من فضله".

روى شعبة، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيد بن نضيلة، عن المغير بن شعبة قصة المرأتين اللتين رمت إحداهما الآخرى بعمود فسطاط، فقتلتها وما في بطنها.

فعلى هذا يكون "عبيد"، والله أعلم. أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.

عبيد بن وهب أبو عامر الأشعري

"ب د ع" عبيد بن وهب، أبو عامر الأشعري.

قتل يوم "أوطاس" سنة ثمان من الهجرة شهيداً، قيل: قتله دريد بن الصمة. ولا يصح، لأن دريداً كان شيخاً كبيراً لا يقدر على الامتناع، فكيف أن يقتل؟!.

واستغفر له رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسماه عبيداً.

روى عنه ابنه عامر، وابن أخيه أبو موسى الأشعري.

ويرد ذكره في الكنى أتم من هذا، فإنه بكنيته أشهر.

أخرجه الثلاثة.

قلت: قد ذكر بعض العلماء أن قولهم في أبي عامر بن وهب المستشهد بأوطاس: "إنه عم أبي موسى"، وهم، وهو مركب من اسم رجلين، أحدهما: "أبو عامر عبيد بن سليم بن حضار" عم أبي موسى، وهو الذي قتل بأوطاس، والثاني: "عبيد بن وهب" على اختلاف في اسمه واسم أبيه، نزل الشام، روى عنه ابنه عامر بن أبي عامر. وقد بين حالهما الحاكم أبو أحمد النيسابوري، فقال: عبيد بن سليم -وقيل: ابن حضار- وساق نسبه إلى الأشعر بن نبت أبو عامر الأشعري، عم أبي موسى عبد الله بن قيس بن حضار- وقيل: ابن سليم بن حضار الأشعري- له صحبة قتل أيام حنين، سيّره رسول الله صلى الله عليه وسلم على جيش إلى "أوطاس"، فقتل. وذكر خبر قتله وقال: عبيد بن وهب -وقيل: عبد الله بن هانئ- وقيل: عبد الله بن وهب. له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه: نعم الحي الأزد والأشعرون"، قال: هو غير عم أبي موسى، فإن عم أبي موسى قتل بحنين، وهذا مات أيام عبد الملك بن مروان ، روى عنه ابنه عامر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "نعم الحي الأزد والأشعرون".

وقال خليفة بن خياط، فيمن نزل الشام من الصحابة أبو عامر الأشعري واسمه عبد الله بن هانئ -ويقال: ابن وهب- ويقال: عبيد بن وهب. توفي أيام عبد الملك بن مروان، وهذا ليس بعم أبي موسى فإن سياق نسب أبي موسى يبطل أن يكون هذا عمه، والله أعلم.

عبيد

"د ع" عبيد، رجل من الصحابة، غير منسوب.

روى جرير بن عبد الحميد، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي: حدثني عبيد رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم رفعه قال: "إذا صلى الرجل ثم قعد في مصلاه، فذكر الله تعالى، فهو في صلاة، وذلك أن الملائكة تصلي عليه يقولون: "اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، وإن دخل مصلاه ينتظر الصلاة، كان مثل ذلك".

رواه ابن فضيل، وحماد بن سلمة وغيرهما عن عطاء، عن أبي عبد الرحمن، عمن سمع النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عبيدة الأملوكي

"ب ع س" عبيدة -بفتح العين، وكسر الباء، وبعدها ياءٌ تحتها نقطتان وأخرها هاء- هو عبيدة الأملوكي. ويقال: المليكي. شامي.

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يا أهل القرآن، لا توسدوا القرآن".

روى عنه المهاجر بن حبيب، وسعيد بن سويد.

أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى، وأبو عمر وقال أبو موسى: عبيدة -أو: عبيدة- بفتح العين، وضمها.

عبيدة بن جابر

"ب" عبيدة، هو ابن جابر بن سليم الجهيمي. له صحبة، ولأبيه أيضاً، وقد ذكرناه.

أخرجه أبو عمر.

عبيدة النصري

"د ع" عبيدة -مثله أيضاً- هو ابن حزن النصري- ويقال: عبدة. وقد ذكرناه، يكنى أبا الوليد.

تفرد عنه بالرواية أبو إسحاق السبيعي.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عبيدة بن خالد

"ب س" عبيدة -مثله أيضاً- ابن خالد -وقيل: ابن خلف الحنظلي- من بني حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم. وقيل: المحاربي.

قيل: هو عم عمة "ابن" أبي الشعثاء أشعب بن سليم، حديثه عن الأشعث، عن عمته، عنه. وقيل: عن الأشعث، عن رجل من قومه، عن عمته، عن عمها عبيد بن خالد، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ارفع إزارك فإنه أتقى وأبقى".

وذكره الدارقطني "عبيدة" بالضم فلم يصنع شيئاً، وقال فيه: "ابن خلف أو: ابن خالد" وخلف خطأ.

وقد ذكره البخاري وابن أبي حاتم عن أبيه: "عبيدة" بالفتح بن خالد، وهو الصواب إن شاء الله تعالى.

أخرجه أبو عمر، وأبو موسى، وقيل فيه: عبيد بغير هاء، وقد تقدم ذكره.

عبيدة بن ربيعة بن جبير

عبيدة -مثله أيضاً- هو عبيدة بن ربيعة بن جبير، من بني عمرو بن كعب، من بهراء.

كان حليفاً لبني عصية حلفاء الأنصار، شهد بدراً.

قاله هشام بن الكلبي.

عبيدة بن صيفي  "د ع" عبيدة -أيضاً هو- أبو صيفي الجهني. وقيل: الجعفي.

روى حماد بن عيسى الجهني، حدثنا أبي، عن أبيه عن جده عبيدة بن صيفي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا نبي الله، ادع الله لذريتي. ففعل، ثم قال: " يا عبيدة، إنكم لأهل بيت لا تصيبكم خصاصةٌ إلا فرجها الله تعالى".

وروي عن حماد بن عيسى، عن بشر بن محمد بن طفيل، عن أبيه، عن عبيدة بن صيفي قال: هاجرت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وحملت إليه صدقات مالي، وقلت: يا رسول الله، ادع لي. فذكر نحو ما تقدم.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عبيدة بن عمرو

"ب د ع" عبيدة بن عمرو -وقيل: ابن قيس السلماني، وسلمان بطنٌ من مراد، يكنى أبا مسلم. وقيل: أبو عمرو.
وكان فقيهاً جليلاً، صحب عبد الله بن مسعود، ثم صحب علياً، وروى عنهما، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم.

روى عنه ابن سيرين، أنه قال: أسلمت قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين، "وصليت" ولم ألقه، وكان من أكابر التابعين.

أخرجه الثلاثة.

عبيدة بن مسهر

"د ع" عبيدة بن مسهر.

أدرك النبي صلى الله عليه وسلم. روى حديثه إسماعيل بن أبي خالد، عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير.

وقد تقدم ذكره في "عبدة".

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عبيدة بن الحارث بن المطلب

"ب د ع" عبيدة، بضم العين، وفتح الباء -هو عبيدة بن الحارث بن المطلب بن عبد مناف بن قصي القرشي المطلبي. يكنى أبا الحارث، وقيل: أبو معاوية. وأمه وأم أخويه سخيلة بنت خزاعي بن الحويرث الثقفي.

وكان أسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشر سنين، وكان إسلامه قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم بن أبي الأرقم. أسلم هو وأبو سلمة بن عبد الأسدي، وعبد الله بن الأرقم المخزومي، وعثمان بن مظعون في وقت واحد.

وهاجر عبيدة إلى المدينة مع أخويه طفيل والحصين ابني الحارث، ومع مسطح بن أثاثة بن عباد بن المطلب، ونزلوا على عبد الله بن سلمة العجلاني.

وكان لعبيدة قدر ومنزلة كبيرة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده إلى يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال: فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة -يعني بعد عوده من غزوة ودّان، بقية صفر، وصدراً من ربيع الأول السنة الأولى من الهجرة، وبعث في مقامه ذلك عبيدة بن الحارث بن المطلب في ستين راكباً من المهاجرين ليس فيهم من الأنصار أحد فكان أول لواءٍ عقده رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتقى عبيدة والمشركون بثنية المرة، وكان على المشركين أبو سفيان بن حرب، وكان أول من رُمي بسهم في سبيل الله سعد بن مالك، وكان هذا أول قتال كان في الإسلام.
ثم شهد عبيدة بدراً، قال: و حدثنا يونس عن ابن إسحاق قال: ثم خرج عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة، فدعوا إلى البراز، فخرج إليهم فتية من الأنصار ثلاثة، فقالوا: ممن أنتم؟ قالوا: رهط من الأنصار. قالوا: ما لنا إليكم حاجة. ثم نادى مناديهم: يا محمد، أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قم يا حمزة، قم يا علي، قم يا عبيدة"، فبارز عبيدة عتبة، فاختلفا ضربتين، كلاهما أثبت صاحبه. وبارز حمزة شيبة فقتله مكانه، وبارز علي الوليد فقتله مكانه. ثم كرّا على عتبة فدففا عليه، واحتملا عبيدة فحازوه إلى الرحل.
قيل: إن عبيدة كان أسن المسلمين يوم بدر، فقطعت رجله، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه على ركبته، فقال: يا رسول الله، لو رآني أبو طالب لعلم أني أحق بقوله منه، حيث يقول: "الطويل"

ونسلمه حتى نصرع حوله

 

ونذهل عن أبنائنا والحلائل

وعاد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بدر، فتوفي بالصفراء.

قيل: إن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل مع أصحابه بالنازية قال له أصحابه: إنا نجد ريح مسك؟! فقال: وما يمنعكم؟ وها هنا قبر أبي معاوية.

وقيل: مكان عمره حين قتل ثلاثاً وستين سنة، وكان مربوعاً حسن الوجه.

أخرجه الثلاثة.

عبيدة بن خالد

"ب" عبيدة -بالضم أيضاً- هو ابن خالد. قال أبو عمر: لم أجد في الصحابة عُبيدة -بضم العين- إلا عبيدة بن الحارث، إلا أن الدار قطني ذكر في المؤتلف والمختلف: عبيدة بن خالد المحاربي، وقال بعضهم فيه: "ابن خلف"، حديثه عند أشعث بن أبي الشعثاء، عن عمته، عن عبيدة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال شيبان، عن أشعث، عن عمته، عن أبيها. وقال غيرهما: عن عمته، عن أبيها.

قال أبو عمر: لم يذكر اختلافاً في أنه عبيدة، بضم العين، وإنما ذكر الاختلاف في الإسناد وفي اسم أبيه. وذكره ابن أبي حاتم، عن أبيه بفتح العين، وقال: "ابن خالد" وما قاله فهو الصواب.

ونقل ابن ماكولا فيه بضم العين وفتحها إلا أنه قال: ابن خلف، وقد تقدم في عبيدة بن خالد وعبيدة بن خالد، والثلاثة واحد.

أخرجه أبو عمر.

عبيدة بن عمرو الكلابي

"د ع" عُبيدة -بالضم أيضاً- هو ابن عمرو الكلابي. وقيل: عبيد. بغير هاء، وقد ذكرناه في "عبيد" . وعبيدة أصح.
أخرجه ها هنا ابن منده وأبو نعيم.

عبيدة بن مالك

عُبيدة -بالضم أيضاً- هو ابن مالك بن همام بن معاوية.

وقد ذكر نسبه في "مزيدة" النبي صلى الله عليه وسلم، وأسلم.

قاله ابن الكلبي.

باب العين مع التاء

عتاب بن اسيد

"ب د ع" عتاب بن أسيد بن أبي العيص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة القرشي الأموي. يكنى أبا عبد الرحمن، وقيل: أبو محمد. وأمه زينب بنت عمرو بن أمية بن عبد شمس.

أسلم يوم فتح مكة، واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على مكة بعد الفتح لما سار إلى حنين. وقيل: إن النبي صلى الله عليه وسلم ترك معاذ بن جبل بمكة يفقه أهلها واستعمل عتاباً بعد عوده من حصن الطائف. وقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا عتاب، تدري على من استعملتك؟ استعملتك على أهل الله عز وجل، ولو أعلم لهم خيراً منك استعملته عليهم".

وكان عمره لما استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم نيفاً وعشرين سنة، فأقام للناس الحج وهي سنة ثمان، وحج المشركون على ما كانوا. وحج أبو بكر رضي الله عنه سنة تسع، فقيل: كان أبو بكر أول أمير في الإسلام. وقيل بل كان عتاب، والله أعلم.

ولم يزل عتبا على مكة إلى أن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقره أبو بكر عليها إلى أن مات، وتوفي عتاب -في قول الواقدي- يوم مات أبو بكر، ومثله قال أولاد عتاب.

وقال محمد بن سلام وغيره: جاء نعي أبي بكر إلى مكة يوم دفن عتاب.

وكان عتاب رجلاً خيراً صالحاً فاضلاً، وأما أخوه "خالد بن اسيد" فروى محمد بن إسحاق السراج، عن عبد العزيز بن معاوية، من ولد عتاب بن اسيد أنه قال: توفي خالد بن أسيد وهو أخو عتاب لأبويه يوم فتح مكة، قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة.

روى ابن أبي عقرب، عن عتاب بن أسيد قال: أصبت في عملي الذي استعملني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بردين معقدين، كسوتهما غلامي كيسان، فلا يقولن أحدكم: أخذ مني عتاب كذا! فقد رزقني رسول الله صلى الله عليه وسلم كل يوم درهمين، فلا أشبع الله بطناً لا يشبعه كل يوم درهمان.

روى عنه عطاء بن أبي رباح، وسعيد بن المسيب، ولم يدركاه.

أخبرنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي الأمين الصوفي بإسناده إلى أبي داود السجستاني: حدثنا عبد العزيز بن السري الناقط، حدثنا بشر بن منصور، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن عتاب بن أسيد قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يُخرص العنب كما يُخرص النخل، تؤخذ زكاته زبيباً كما تؤخذ صدقة النخل تمراً.

أخرجه الثلاثة.

عتاب بن سليم بن قيس بن خالد

"ب" عتاب بن سليم بن قيس بن خالد بن مدلج أبي الحشر بن خالد بن عبد مناف بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي.

أسلم يوم فتح مكة، وقتل يوم اليمامة شهيداً.

أخرجه أبو عمر مختصراً.

الحَشر: بالحاء المهملة المفتوحة، وبالشين المعجمة، وآخره راءٌ. قاله ابن ماكولا والدار قطني.

عتّاب بن شمير الضبي

"ب د ع" عتّاب بن شمير الضبي.

له صحبة: روى عنه ابنه مجمع. روى الفضل بن دكين ويحيى الحماني، عن عبد الصمد بن جابر بن ربيعة الضبي، عن مجمع بن عتاب بن شمير، عن ابيه قال: قلت: يا رسول الله، إن لي أباً شيخاً كبيراً وإخوة، فأذهب إليهم لعلهم يسلمون، فآتيك بهم؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن هم أسلموا فهو خير لهم، وإن أبوا فإن الإسلام واسع عريض".

أخرجه الثلاثة.

شُمَير: بضم الشين المعجمة، وفتح الميم، وآخره راءٌ.

عتبان بن مالك بن عمرو بن العجلان

"ب د ع" عتبان بن مالك بن عمرو بن العجلان بن زيد بن عسم بن سالم بن عوف بن الخزرج الأنصاري الخزرجي السالمي.

شهد بدراً ولم يذكره ابن إسحاق في البدريين، وذكره نحوه.

أخبرنا الخطيب عبد الله بن أحمد الطوسي بإسناده عن أبي داود الطيالسي، أخبرنا إبراهيم بن سعد قال: سمعت الزهري يحدث، عن محمود بن الربيع، عن عتبان بن مالك السالمي قال: كنت أؤم قومي بني سالم، وكان إذا جاءت السيول شق علي أن أجتاز وادياً بيني وبين المسجد، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إني يشق علي أن أجتازه، فإن رأيت أن تأتيني وتصلي في بيتي مكاناً أتخذه مصلى؟ قال: أفعل. فجاءني الغد فاحتبسته على خزيرة فلما دخل لم يجلس حتى قال: أين تحب أن أصلي في بيتك؟ فأشرت إلى الموضع الذي أصلي فيه. فصلى فيه ركعتين . . . ثم ذكر الحديث.

وإنما طلب ذلك لأنه كان قد عمي، وقيل: كان في بصره ضعف.

أخبرنا محمد بن سرايا بن علي الفقيه، ومسمار، وأبو الفرج محمد بن عبد الرحمن بن أبي العز وغيرهم، قالوا بإسنادهم عن محمد بن إسماعيل: حدثنا إسماعيل، حدثنا مالك، عن ابن شهاب، عن محمود بن الربيع الأنصاري، عن عتبان بن مالك: أنه كان يؤم قومه وهو أعمى، وأنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، إنها تكون الظلمة والسيل، وأنا رجل ضرير البصر، فصل يا رسول الله في بيتي مكاناً أتخذه مصلى. فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أين تحب أن تصلي؟ فأشار إلى مكان من البيت، فصى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

روى عنه أنس بن مالك، ومحمود. ومات أيام معاوية.

أخرجه الثلاثة.

عتبة بن أسيد بن جارية

"ب د ع" عتبة بن أسيد بن جارية بن أسيد بن عبد الله بن سلمة بن عبد الله بن غيرة بن عوف بن ثقيف الثقفي، وكنيته أبو بصير. وهو مشهور بكنيته.

وهو الذي هرب من الكفار في هدنة الحديبية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فطلبته قريش ليرده رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، فإنه كان قد صالحهم على أن يرد عليهم من جاء منهم -فردّه رسول الله صلى الله عليه وسلم مع رجلين من الكفار- فقتل أبو بصير أحدهما وهرب الآخر إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وجاء أبو بصير فقال: يا رسول الله، وفت ذمتك، وأدى الله عنك، وقد امتنعت بنفسي من المشركين لئلا يفتنوني في ديني! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ويل امّه مسعر حرب، لو كان له رجال!" فعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم سيرده، فخرج إلى سيف البحر، واجتمع إليه كل من فرّ من المشركين فضيقوا على قريش وقطعوا الطريق عليهم، فكتب الكفار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فردهم إلى المدينة إلا أبا بصير، فإنه كان قد توفي.

ونذكره في الكنى أتم من هذا، إن شاء الله تعالى.

أخرجه الثلاثة.

عتبية بن ربيع بن رافع

"ب د ع" عتبة بن ربيع بن رافع بن عبيدة بن ثعلبة بن عبد بن الأبجر -وهو خدرة- الأنصاري الخدري.

قتل يوم أحد شهيداً، قاله ابن إسحاق.

أخرجه الثلاثة.

عتبة بن ربيعة بن خالد

"ب س" عتبة بن ربيعة بن خالد بن معاوية البهرائي، حليف الأوس.

قال ابن إسحاق: شهد بدراً.

أخرجه أبو عمر، وأبو موسى مختصراً. وقال أبو عمر. اختلف في شهوده بدراً، وقال ابن إسحاق: بهرائي. وقال ابن الكلبي: بهزي، من بني بهز بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم.

عتبة بن سالم بن حرملة العدوي

"س" عتبة بن سالم بن حرملة العدوي.

له صحبة، ذكره المستغفري، ولم يزد.

أخرجه أبو موسى مختصراً.

عتبة بن أبي سفيان

"ب" عتبة بن أبي سفيان -واسمه صخر- بن حرب بن أمية بن عبد شمس، أخو معاوية بن أبي سفيان لأبويه. ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وولاه عمر بن الخطاب الطائف، ولما مات عمرو بن العاص ولّى معاوية أخاه عتبه مصر، وأقام عليها سنة، ثم توفي بها، ودفن في مقبرتها، وذلك سنة أربع وأربعين، وقيل: سنة ثلاث وأربعين.

وكان فصيحاً خطيباً، وقيل: لم يكن أخطب منه، خطب أهل مصر يوماً فقال: "يا أهل مصر، خفّ على ألسنتكم مدح الحق ولا تأتونه، وذم الباطل وأنتم تفعلونه، كالحمار يحمل أسفاراً يثقله حملها ولا ينفعه علمها، وإني لا أداوي داءكم إلا بالسيف، ولا أبلغ السيف ما كفاني السوط، ولا أبلغ السوط، ما صلحتم بالدرة، فالزموا ما ألزمكم الله لنا تستوجبوا ما فرض الله لكم علينا، وهذا يومٌ ليس فيه عقابٌ، ولا بعده عتاب، والسلام".

وشهد صفين مع أخيه معاوية، وكذلك شهد أيضاً الحكمين بدومة الجندل، وله فيه أثر كبير، وكان قد شهد الجمل مع عائشة فدهبت عينه يومئذ.

أخرجه أبو عمر.

 

عتبة بن طويع المازني

"د ع" عتبة بن طويع المازني. ذكر في الصحابة ولا يثبت.

روى ابن جريج، عن يزيد بن عبد الله بن سفيان، عن عتبة بن طويع المازني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا معشر الموالي، شراركم من تزوج في العرب! ويا معشر العرب، شراركم من تزوج في الموالي"! فقيل له -في مولى تزوج امرأة من الأنصار: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "هل رضيت"؟ قال: نعم. فأجازه".
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عتبة بن عائذ

"س" عتبة بن عائذ.

أورده ابن شاهين وقال: إن كان ابن عائذ وإلا فهو ابن عبد، لأن المتنين واحد.

روى خالد بن معدان، عن عتبة بن عائذ -كذا قال: ابن عائذ- وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من شهد العشاء والفجر في جماعة، كان له مثل أجر الحاج المعتمر".

رواه أبو عامر الألهاني، عن أبي أمامة وعتبة بن عبد.

أخرجه أبو موسى.

عتبة بن عبد الله بن صخر

"ب س" عتبة بن عبد الله بن صخر ابن خنساء بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري الخزرجي: السلمي.

شهد العقبة، وبدراً.

أخرجه أبو عمر، وأبو موسى -إلا أن أبا موسى قال: عتبة بن عبد الله بن عبية بن عدي بن غنم بن كعب بن سليمة، ثم من بني خنساء. شهد بدراً، رواه عن ابن إسحاق.

فأسقط من نسبه "صخراً وخنساء وسناناً"، ثلاثة أباءٍ ثم قال: من بني خنساء، ولم يذكر بني خنساء في النسب، حتى يعلم كيف هذا النسب! وقد ذكرت أولاً نسبه على الصحة، والله أعلم.

والذي ذكره ابن إسحاق هو ما أخبرنا به عبد الله بن أحمد بن علي، بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً قال: ومن بني عبيد بن عدي بن غنم بن كعب، ثم من بني خنساء بن سنان بن عبيد: . . . وعتبة بن عبد الله بن صخر بن خنساء.

وكذلك ذكره غير يونس عن ابن إسحاق، فظهر بهذا أنا أبا موسى أسقط من النسب ما ذكرناه.

عتبة بن عبد الله

"س" عتبة بن عبد الله.

أورده الإسماعيلي في الصحابة. حدث إسماعيل بن عياش، عن الحسن بن أيوب، عن عبد الله بن ناسح، عن عتبة بن عبد الله قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم برجلين يتبايعان شاة، وهما يحلفان، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الحلف يمحق البركة".

أخرجه أبو موسى، ولعله الاسم الذي يأته بعد هذه الترجمة، وهو عتبة بن عبد السلمي، فإن أبا نعيم ذكر في ترجمته أن "عبد الله بن ناسح" يروي عنه، ويكون بعض الرواة قد أضاف اسم أبيه إلى الله تعالى، وبعضهم نقصه، فإنهم يختلفون كثيراً مثال هذا، والله أعلم.

عتبة بن عبد الثمالي

"س" عتبة بن عبد الثمالي.

حديثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لو أقسمت لبررت، لا يدخل الجنة قبل سائر أمتي إلا بضعة عشر رجلاً، منهم إبراهيم، وإسماعيل، وإسحاق، ويعقوب، والأسباط اثنا عشر، وموسى، وعيسى، ومريم بنت عمران عليهما السلام".

أخرجه أبو موسى وقال: كذا وجدته في تاريخ يعقوب بن سفيان.

والصواب: عبد الله بن عبد، وقد ذكرناه قبل.

عتبة بن عبد السلمي

"د ع" عتبة بن عبد السلمي، يكنى أبا الوليد. كان اسمه عتلة فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عتبة. سكن حمص، حديثه عند شريح بن عبيد، ولقمان بن عامر، وكثير بن مرة الحضرمي، وخالد بن معدان، وعبد الله بن ناسح، وعقيل بن مدرك، وحبيب بن عبيد الرحبي، وراشد بن سعد، وغيرهم.

روى إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد قال: قال عتبة بن عبد السلمي: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أتاه الرجل، وله الاسم لا يحبه حوّله، ولقد أتيناه وإنا لسبعة من بني سليم، أكبرنا العرباض بن سارية فبايعناه جميعاً.

أخبرنا أبو ياسر بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا الحكم بن نافع، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد قال: كان عتبة يقول: عرباضٌ خيرٌ مني. وعرباضٌ يقول: عتبة خيرٌ مني، سبقني إلى النبي صلى الله عليه وسلم بسنة.

أخبرنا أبو محمد الدمشقي إذناً عن كتاب أم المجتبى فاطمة -قال: وأخبرنا أبي عنها قالت: أخبرنا إبراهيم بن منصور، أخبرنا أبو بكر بن المقري، أخبرنا أبو يعلى الموصلي، أخبرنا جبارة، حدثنا مندل بن علي، عن ثور بن يزيد عن نصر بن علقمة، عن عتبة بن عبد -وكانت له صحبة- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقصوا نواصي الخيل، فإنه معقود بنواصيها الخير، ولا أعرافها فإنه دفاؤها، ولا أذنابها فإنها مذابها".

وقد تقدم هذا الحديث في "عبيد بن عبد"، وعتبة أصح، وعبيد تصحيف منه، والله أعلم.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

وروى يحيى بن عتبة بن عبد، عن أبيه قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا غلام حدثٌ فقال: ما اسمك؟ فقلت: عتلة. فقال: بل أنت عتبة.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

وروى يحيى بن عتبة، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم قريظة والنضير: "من أدخل هذا الحصن سهماً وجبت له الجنة". فأدخلت ثلاثة أسهم.

عَتلة بفتح العين، وسكون التاء فوقها نقطتان. قاله ابن ماكولا، قال: وقال عبد الغني: عتلة، يعني بفتحتين.

قلت: كذا جاء "قريظة والنضير" ولم يكن لهما يوم واحد، فإن قريظة كان يومهم بعد الخندق سنة خمس، وأما النضير فكان إجلاؤهم سنة اربع. وقد جعل أبو عمر عتبة بن عبد، وعتبة بن النذر واحداً، ويرد الكلام فيه إن شاء الله تعالى.

عتبة بن عمرو بن جروة

عبتة بن عمرو بن جروة بن عدي بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزر بن الحارث بن الخزرج الأنصاري.

شهد أحداً، ولا عقب له.

ذكره ابن الدباغ، عن العدوي.

عتبة بن عمرو بن صالح بن ذبحان

عتبة بن عمرو بن صالح بن ذبحان الرعيني، ثم الذبحاني.

من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، شهد فتح مصر.

قاله ابن ماكولا، عن ابن يونس.

عتبة بن عويم

"د ع" عتبة بن عويم بن ساعدة الأنصاري. يذكر نسبه عند ذكر أبيه، إن شاء الله تعالى.

قال ابن أبي داود شهد بيعة الرضوان تحت الشجرة، وشهد ما بعدها.

روى عبد الرحمن بن سالم بن عبد الرحمن بن عتبة بن عويم بن ساعدة، عن أبيه، عن جده عتبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله اختار لي أصحاباً، وجعلهم لي أنصاراً ووزراء، فمن سبّهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين".

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عتبة بن غزوان بن جابر

"ب د ع" عتبة بن غزوان بن جابر بن وهيب بن نسيب بن زيد بن مالك بن الحارث بن عوف بن الحارث بن مازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان.

وقيل: غزوان بن الحارث بن جابر.

وقال ابن منده وأبو نعيم: هو عتبة بن غزوان بن جابر بن وهيب بن نسيب بن مالك بن الحارث بن مازن.

فأسقطا من النسب زيداً وعوفاً.

قال ابن منده: وقيل: غزوان بن هلال بن عبد مناف بن الحارث بن منقذ بن عمرو بن معيص بن عامر بن لؤي. وقال: قاله ابن أبي خيثمة، عن مصعب الزبيري.

يُكنى: أبا عبد الله، وقيل: أبو غزوان. وهو حليف بني نوفل بن عبد مناف بن قصي.

وهو سابع سبعة في الإسلام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قال ذلك في خطبته بالبصرة: لقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما لنا طعام إلا ورق الشجر، حتى قرحت اشداقنا. وهاجر إلى أرض الحبشة -وهو ابن أربعين سنة- ثم عاد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة، فأقام معه حتى هاجر إلى المدينة مع المقداد، وكان من السابقين. وإنما خرجا مع الكفار يتوصلان إلى المدينة. وكان الكفار سريةً، عليهم عكرمة بن أبي جهل، فلقيهم سريةً للمسلمين عليهم عبيدة بن الحارث، فالتحق المقداد وعتبة بالمسلمين.

ثم شهد بدراً، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسيره عمر بن الخطاب رضي الله عنهما إلى أرض البصرة، ليقاتل من بالأبلة من فارس، فقال له لما سيره: "انطلق أنت ومن معك حتى تأتوا أقصى مملكة العرب وأدنى مملكة العجم، فسر على بركة الله تعالى ويمنه، اتق الله ما استطعت، واعلم أنك تأتي حومة العدو، وأرجو أن يعينك الله عليهم، وقد كتبت إلى العلاء بن الحضرمي أن يمدك بعرفجة بن هرثمة، وهو ذو مجاهدة للعدو وذو مكايدة، فشاوره، وادع إلى الله، فمن أجابك فاقبل منه، ومن أبى فالجزية عن يد مذلة وصغار، وإلا فالسيف في غير هوادة، واستنفر من مررت به من العرب، وحثهم على الجهاد، وكابد العدو، واتق الله ربك".
فسار عتبة وافتتح الأبلة، واختط البصرة، هو أول من مصرها وعمرها. وأمر محجن بن الأدرع فخط مسجد البصرة الأعظم، وبناه بالقصب. ثم خرج حاجاً وخلف مجاشع بن مسعود، وأمره أن يسير إلى الفرات، وأمر المغيرة بن شعبة أن يصلي بالناس، فلما وصل عتبة إلى عمر استعفاه عن ولاية البصرة، فأبى أن يعفيه، فقال: اللهم لا تردني إليها! فسقط عن راحلته فمات سنة سبع عشرة، وهو منصرف من مكة إلى البصرة، بموضع يقال له: معدن بني سُليم، قاله ابن سعد.

وقالد المدايني: مات بالربذة سنة سبع عشرة، وقيل: سنة خمس عشرة، وهو ابن سبع وخمسين سنة.

وكان طوالاً جميلاً.

أخبرنا عبد الوهاب بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا وكيع، حدثنا قرة بن خالد، عن حميد بن هلال العدوي، عن خالد بن عمير، عن رجل منهم قال: سمعت عتبة بن غزوان يقول: لقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما لنا طعام إلا ورق الحبلة، حتى قرحت أشداقنا.

وفتح عتبة دست ميسان، وغنم ما فيها، وسبى الحريم والأبناء، وممن أخذ منها: يسار أبو الحسن البصري، وأرطبان جد عبد الله بن عون بن أرطبان وغيرهم.

أخبرنا يحيى بن محمود بن سعد بإسناده عن أبي بكر بن أبي عاصم قال: حدثنا أزهر بن حميد أبو الحسن، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الطفاوي، حدثنا أيوب السختياني، عن حميد بن هلال، عن خالد بن عمير: أن عتبة بن غزوان -وكان أمير البصرة- خطب فقال في خطبته: "ألا إن الدنيا قد ولّت حذّاء، ولم يبق منها إلا صبابة كصبابة الإناء يتصابها أحدكم، وإنكم ستنتقلون منها لا محالة، فانتقلوا منها بخير ما بحضرتكم إلى دار لا زوال لها، فلقد ذكر لنا أن الحجر يُلقى من شفا جهنم فيهوى فيها سبعين خريفاً، لا يبلغ قعرها. وأيم الله لتملأن! ولقد ذكر لي أن ما بين المصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين عاماً، وأيم الله ليأتين عليه يومٌ وهو كظيظ بالزحام، وأعوذ بالله أن أكون عظيماً في نفسي صغيراً في أعين الناس، وستجربون الأمراء بعدي".

أخرجه الثلاثة.

عتبة بن فرقد بن يربوع

"ب د ع" عتبة بن فرقد بن يربوع بن حبيب بن مالك بن أسعد بن رفاعة بن ربيعة بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم السلمي، أبو عبد الله.

وقال الكلبي: اسم فرقد "يربوع"، أمه بنت عباد بن علقمة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف، له صحبة ورواية، وكان شريفاً.

وقال ابن منده: عتبه فرقد السلمي، من بني مازن. غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوتين.
أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن سعد المؤدب بإسناده إلى زكريا يزيد بن إياس الأزدي قال: أخبرنا عبد الله بن عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا هشيم، أخبرنا حصين قال: كان عتبة بن فرقد شهد خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فقسم له، فأصابه منها سهم، فجعلها لبني عمه عاماً، ولأخواله عاماً. فكان بنو سليم يجيئون عاماً فيأخذونه، وكان بنو فلان -يعني أخواله- يجيئون عاماً فيأخذونه، قال هشيم: كان حصين بينه وبينه قرابة -يعني عتبة- وكان أميراً لعمر بن الخطاب على بعض فتوح العراق. أخبرنا يحيى بن محمود، وعبد الوهاب بن هبة الله، بإسناديهما عن أبي الحجاج مسلم بن الحجاج قال: حدثنا "أحمد بن" عبد الله بن يونس، حدثنا زهير، حدثنا عاصم الأحول، عن أبي عثمان قال: كتب إلينا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ونحن بأذربيجان: "يا عتبة بن فرقد، إنه ليس من كدك ولا كد أبيك ولا كد أمك، فأشبع المسلمين في رحالهم مما تشبع منه في حلك، وإياكم والتنعم . . . " الحديث.

أخبرنا يحيى بن محمود كتابة بإسناده إلى ابن أبي عاصم: حدثنا وهبان، حدثنا خالد عن أم عاصم امرأة عتبة بن فرقد قالت: كنا عند عتبة ثلاث نسوة، وإن كل واحدة منهن تريد أن تكون أطيب ريحاً من صاحبتها، وكان عتبة أطيب ريحاً منا، وكان إذا خرج عرف بريح طيبة، فسألته عن ذلك فقال: أخذه الشرى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشكا ذلك إليه، فأمر به فقعد بين يديه، ثم تفل النبي صلى الله عليه وسلم في يده ومسح بها ظهره وبطنه.

وله رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروت عنه زوجه أم عاصم. وسكن الكوفة، وكان له بها عقب، يقال: "الفراقدة".

أخبرنا أبو منصور بن مكارم بإسناده إلى أبي زكرياء قال: وولي عتبة بن فرقد لعمر بن الخطاب الموصل -قال: وفي بعض الروايات أنه فتحها- قال: وابتنى عتبة داراً ومسجداً.

قال: و أخبرنا أبو زكرياء قال: أخبرت عن خليفة بن خياط، حدثنا حاتم بن مسلم: أن عمر بن الخطاب وجه عياض بن غنم فافتتح الموصل، وخلف عتبة بن فرقد على أحد الحصنين، وافتتح الأرض كلها عنوة غير الحصن، صالحه أهله عليه، وذلك سنة ثمان عشرة.

قال: و أخبرنا أبو زكرياء قال: أنبأني محمد بن يزيد، عن السري بن يحيى، عن شعيب، عن سيف بن عمر، عن محمد وطلحة والمهلب قالوا: كان على حرب الموصل في سنة سبع عشرة ربعي بن الأفكل، وعلى الخراج عرفجة بن هرثمة، وفي قول آخره: عتبة بن فرقد على الحرب والخراج، وكان قبل ذلك كله إلى عبد الله بن المعتمر.

أخرجه الثلاثة.

قلت: قول ابن منده: "إنه من مازن"، لا أعرفه، وليس في نسبه إلى "سليم" من اسمه مازن حتى ينسب إليه، ولعله قد علق بقلبه مازن بن منصور أخو سليم، أو قد نقل من كتاب فيه إسقاط وغلط، أو أنه وصل إليه ما لا نعلمه، والله أعلم.

عتبة بن أبي لهب

"ب س" عتبة بن أبي لهب -واسم أبي لهب: عبد العزى بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، وهو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، وأمه أم جميل بنت حرب بن أمية، أخت أبي سفيان، وهي حمالة الحطب.

أسلم هو وأخوه معتب يوم الفتح، وكان قد هربا من النبي صلى الله عليه وسلم، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم العباس بن عبد المطلب عمهما إليهما، فأتى بهما، فأسلما، فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامهما، وشهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنيناً، وكانا ممن ثبت ولم ينهزم، وشهدا الطائف ولم يخرجا عن مكة، ولم يأتيا المدينة، ولهما عقب.

وقال الزبير بن بكار، شهد عتبة ومعتب ابنا أبي لهب حنيناً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان فيمن ثبت، وأقام بمكة.

أخرجه أبو عمر، وأبو موسى. وقال أبو موسى: "إن ثبت، وما أراه" وقول الزبير يرد عليه، والله أعلم.

عتبة بن مسعود الهذلي

"ب د ع" عتبة بن مسعود الهذلي. تقدم نسبة عند ذكر أخيه عبد الله بن مسعود، يكنى أبا عبد الله.
هاجر مع أخيه عبد الله إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية، وقد المدينة، وشهد أحداً وما بعدها من المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقال الزهري: ما كان عبد الله بأفقه عندنا من أخيه، ولكنه مات سريعاً.

وقيل عن الزهري: ما كان عبد الله بأقدم صحبة وهجرة من أخيه، ولكنه مات قبله.

وروى عن عبد الله بن عتبة قال: لما مات عتبة بكاه أخوه عبد الله، فقيل له : أتبكي؟ فقال: أخي، وصاحبي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأحب الناس إلي، إلا ما كان من عمر بن الخطاب.

وقيل: إن عتبة مات في خلافة عمر رضي الله عنه.

كذا قيل، والذي روى عن القاسم بن عبد الرحمن أن عتبة توفي سنة أربع وأربعين، فعلى هذا يكون موته بعد أخيه، لا قبله.

أخرجه الثلاثة.

عتبة بن الندر السلمي

"ب د ع" عتبة بن الندر السلمي.

سكن الشام روى عنه علي بن رباح وخالد بن معدان. أخبرنا يحيى بن محمو إذناً وإسناداً إلى أبي بكر بن أبي عاصم قال: حدثنا ابن مصفى، حدثنا بقية، عن مسلمة بن علي، حدثني سعيد بن أبي أيوب، عن الحارث بن يزيد الحضرمي، عن علي بن رباح قال: سمعت عتبة بن الندر -وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يقول-: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم يوماً فقرأ سورة "طسم" حتى بلغ قصة موسى، قال: إن موسى صلى الله عليه وعلى جميع الأنبياء وسلم، آجر نفسه ثماني سنين- أو قال: عشر سنين- لعفة فرجه، وطعام بطنه.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

وقال أبو عمر: عتبة بن الندر، وهو عتبة بن عبد السلمي، له صحبة. كان اسمع عتلة، فغير النبي صلى الله عليه وسلم اسمه. فسماه عتبة.

روى محمد بن القاسم الطائي، عن يحيى بن عتبة بن عبد، عن أبيه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما اسمك"؟ قلت: عتلة. قال: "أنت عتبة". وقيل: كان اسمه نشبة، فقال: "أنت عتبة".

قال: وشهد عتبة بن عبد خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنيته أبو الوليد. توفي سنة سبع وثمانين أيام الوليد بن عبد الملك. وهو ابن أربع وتسعين سنة. يعد في الشاميين.

روى عنه جماعة من تابعي أهل الشام، منهم: خالد بن معدان، و عبد الرحمن بن عمرو السلمي، وكثير بن مرة، وراشد بن سعد. وأبو عامر الألهاني، وعلي بن رباح.

وقال الواقدي: عتبة بن عبد آخر من مات بالشام من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

قال أبو عمر: وقد قيل إن عتبة بن الندر غير عتبة بن عبد، وليس بشيء، والصواب ما ذكرناه، ولم يختلفوا أنهما سلميان، وأن خالد بن معدان روى عن كل واحد منهما.

قال أبو حاتم الرازي: عتبة بن الندر شامي، روى عنه خالد بن معدان، وعلي بن رباح، وذكر في باب آخر: عتبة بن عبد السلمي أبو الوليد، شامي. روى عنه خالد بن معدان، و عبد الرحمن بن عمرو السلمي. وقال ابنه عبد الرحمن بن أبي حاتم: روى عنه كثير بن مرة، ولقمان بن عامر، وراشد بن سعد، وأبو عامر الألهاني، و عبد الله بن عائذ، وحبيب بن عبيد، وشرحبيل بن شفعة، و عبد الرحمن بن أبي عوف وابنه يحيى.

هذا كله ذكره في باب عتبة بن عبد، ولم يذكر في باب عتبة بن الندر أنه روى عنه غير رجلين: خالد بن معدان، وعلي بن رباح. وفي ذلك نظر، لأن الأغلب عندي ما ذكرته لك.

هذا جميعه كلام أبي عمر، وهو يميل إلى أنهما واحد، والله أعلم.

عتبة بن نيار

"د ع" عتبة بن نيار. بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى زرعة بن سيف.

روى الأسود، عن عروة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب إلى زرعة بن سيف بن ذي يزن: "بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، من محمد رسول الله إلى زرعة بن ذي يزن: إذا أتاكم رسلي فآمركم بهم خيراً: معاذ بن جبل، وابن رواحة، ومالك بن عبادة، وعتبة بن نيار".

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

قلت: في هذا نظر، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كاتب الناس باليمن سنة تسع بعد الفتح، و عبد الله بن رواحة قتل بمؤتة سنة ثمان، والله أعلم.

عتبة بن أبي وقاص

"د ع" عتبة بن أبي وقاص -واسم أبي وقاص: مالك- وقد تقدم نسبه عند ذكر أخيه "سعد".

ذُكر في الصحابة، عهد إلى سعد أخيه أن ابن وليدة زمعة سنه. رواه الزهري، عن عروة، عن عائشة.

قاله ابن منده، وقال أبو نعيم: ذكره بعض المتأخرين في الصحابة، واحتج بحديث الزهري أن سعداً عهد "إليه أخوه" بابن وليدة زمعة أنه ابنه.

قال: وعتبة هو الذي شج وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكسر رباعيته يوم أحد، وما علمت له إسلامه، ولم يذكره أحد من المتقدمين في الصحابة، قيل: إنه مات كافراً.

وروى عن معمر، عن عثمان الجزري، عن مقسم: أن عتبة كسر رباعية رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا عليه، فقال: " اللهم لا يحول عليه الحول حتى يموت كافراً"، فما حال عليه الحول حتى مات كافراً.

هذا كلامه، وقد قال الزبير بن بكار: عتب بن "أبي" وقاص كان أصاب دماً في قريش، فانتقل إلى المدينة قبل الهجرة، فاتخذ بها منزلاً ومالاً ومات في الإسلام، وأوصى إلى سعد بن أبي وقاص، وأمه هند بنت وهب بن الحارث بن زهرة.

عتبة

"س" عتبة، آخر.

أورده ابن شاهين، وفرق بينه وبين غيره. ومن حديثه أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم: كيف أول شأنك؟ قال: "كانت حاضنتي من بني سعد بن بكر". وذكر الحديث. أخرجه أبو موسى مختصراً.

عتريس بن عرقوب

"د ع" عتريس بن عرقوب.

ذكر فيمن أدرك النبي صلى الله عليه وسلم.

روى عنه طارق بن شهاب، وهو من أصحاب ابن مسعود. ولا تصح له صحبة.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عتيبة البلوي

"ع س" عتيبة، البلوي نسباً، ثم الأنصاري حلفاً.

روى الحسن عن ابنٍ لأبي ثعلبة، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم، صلى فقام رجل خلفه فقال: سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك، عملت سوءاً وظلمت نفسي، فاغفر لي وارحمني وتب علي، إنك أنت التواب الرحيم. فقال: "من صاحب الكلام؟" فقال الرجل: أنا يا رسول الله -وهو رجل من بلي، ثم من الأنصار، يقال له: عتيبة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفس محمد بيده ما خرج آخرها من فيك حتى رايت أحد عشر ملكاً يبتدرونها، أيهم يكتبها".

أخرجه أبو موسى وأبو نعيم.

عتير البدري

عتير البدري.

له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه سليمان بن عبد الرحمن الأزدي.

قاله المستغفري: عُثير، بثاء معجمة بثلاث. وقاله ابن ماكولا: بضم العين، وفتح التاء فوقها نقطتان ، ثم بالياء تحتها نقطتان، وآخره راء. ولا أدري أهو عتير العذري الذي نذكره أم غيره.

عتير العذري

"س" عتبر العذري.

قال أبو موسى: استدركه أبو زكرياء على جده، وقد ذكره جده فقال: "عسّ" بالسين، وقيل فيه كلاهما، وقاله البرذعي بالشين المعجمة، وكذلك عثامة بن قيس قيل فيه: عسامة.

أخرجه أبو موسى، وقد ذكره أبو أحمد بالتاء المثلثة، وروى له حديث: "إذا زفت المرأة" كأنه رآهما واحداً.

عتيق بن قيس

"س" عتيق بن قيس.

ذكرناه في ترجمة ابنه الحارث.

أخرجه أبو موسى.

عتيقة بن الحارث

"س" عَتِيقة بن الحارث الأنصاري.

روى مكحول، عن عبد الله بن عمرو قال: "بينا نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل عتيقة بن الحارث، فقال: قد أصبت خلوة، فأحب أن أسألك؟ قال: "سل عما شئت". قال: يا رسول الله، ما لمن تقلد سيفاً في سبيل الله؟ قال: "يكون له وشاحاً من أوشحة الجنة من درّ وياقوت وزبرجد" قال: يا رسول الله، ما لمن اعتقل رمحاً في سبيل الله عز وجل؟ قال: "يكون له علماً يوم القيامة يعرف به" قال: يا رسول الله، ما لمن تنكّب قوساً في سبيل الله عز وجل قال: "يكون له رداء أخضر من أردية الجنة . . . "وذكر حديثاً طويلاً في فضل الجهاد في سبيل الله عز وجل.

أخرجه أبو موسى.

عتيقة

"د" عتيقة، روى عنه عبد الله بن صفوان، ولم يصح حديثه. ذكره البخاري في الصحابة، ولم يذكر له حديثاً.

أخرجه ابن منده مختصراً، والله أعلم.

عتيك بن التيهان

"ب د ع" عتيك بن التيهان، أخو أبو الهيثم بن التيهان الأنصاري الأوسي الأشهلي.

قاله ابن منده، وقال أبو نعيم: ذكره بعض المتأخرين عتيكاً، وفي نسختي "عتيد"، بالدال، عن الزهري وابن إسحاق.

وقال أبو عمر: عتيك بن التيهان: ويقال: عبيد، قال: وقد ذكرنا من قال ذلك في باب عبيد، شهد بدراً، وقتل يوم أحد شهيداً. وقيل: بل قتل بصفين.

قال ابن هشام: يقال: التيهان والتّيهان، بالتخفيف والتشديد.

أخرجه الثلاثة.

عتيك بن قيس

"س" عتيك بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية بن مالك.

ذكره ابن شاهين. روى عنه ابنه جابر بن عتيك، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن من الغيرة ما يحب الله، ومنها ما يبغض الله. ومن الخيلاء ما يحب الله، ومنه ما يبغض الله. فالغيرة التي يحبها الله الغيرة التي في الريبة، والغيرة التي يبغضها الله الغيرة في غير الريبة، والخيلاء الذي يحب الله الرجل يختال بنفسه عند القتال، والخيلاء الذي يبغض الله الخيلاء في البغي والفجور".

ورواه غير واحد، عن ابن جابر بن عتيك، عن أبيه. وهو الأصح.

أخرجه أبو موسى.

باب العين والثاء

عثامة بن قيس

"ب د ع" عثامة بن قيس -وقيل عسامة.

روى أبو بشر عن عثامة بن قيس الأزدي عن عبد الله بن سفيان الأزدي، وكلاهما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما من رجل يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله وجهه عن النار مائة عام".

قال عبد الله بن سفيان: إنما أحدثكم بما سمعت. وروى عنه بلال بن أبي بلال فقال: عثامة بن قيس البجلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نحن أحق بالشك من إبراهيم، ويرحم الله لوطاً لقد كان يأوي إلى ركن شديد".

أخرجه الثلاثة.

عثم بن الربعة

"ب" عثم بن الربعة الجهني.

وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان اسمه عبد العزى، فغيره رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه أبو عمر مختصراً.

عثمان بن الأرقم

"س" عثمان بن الأرقم المخزومي.

أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء إذناً بإسناده عن أحمد بن عمرو بن الضحاك قال: حدثنا الحسن بن علي، حدثنا عبد الله بن صالح، حدثني عطاف بن خالد المخزومي، حدثنا عبد الله بن عثمان بن الأرقم عن جده عثمان بن الأرقم قال: "جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: "أين تريد"؟ قلت: أريد بيت المقدس. قال: "هل مخرجك إليه التجارة"؟ قلت: لا، ولكني أردت الصلاة فيه يا رسول الله. فقال: "صلاة في هذا المسجد خير من ألف صلاة ثم". يريد بيت المقدس!.

رواه ابن عفير، عن عطاف بن خالد المخزومي، عن عبد الله بن عثمان بن الأرقم، عن جده الأرقم.

وروى ابن أبي عاصم أيضاً حديثاً فقال: عن عبد الله بن عثمان، عن جده الأرقم.

أخبرنا به يحيى بن محمود إجازة بإسناده إلى ابن أبي عاصم قال: حدثنا محمد بن عوف، حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا عطاف بن خالد، قال: حدثني عبد الله بن عثمان بن الأرقم، عن جده الأرقم وكان بدرياً، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل في داره عنه الصفا.

وقد تقدم في ترجمة الأرقم ما يقوي هذا، وهو الصواب.

أخرجه أبو موسى.

عثمان بن الأزرق

"س ع" عثمان بن الأزرق.

روى هشان بن زياد، عن عمار بن سعد قال: دخل علينا عثمان بن الأزرق المسجد يوم الجمعة والإمام يخطب، فقصر وقعد في المسجد، فقلنا: يرحمك الله! لو وصلت إلينا فكان أوفق بك؟ فقال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من تخطى رقاب الناس بعد خروج الإمام -أو: فرق بين اثنين- كان كجار قصبه في النار".

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عثمان بن حنيف

"ب د ع" عثمان بن حنيف الأنصاري الأوسي. تقدم نسبه عند ذكر أخيه سهل بن حنيف. يكنى عثمان: أبا عمرو. وقيل: أبو عبد الله.

شهد أحداً والمشاهد بعدها. واستعمله عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، على مساحة سواد العراق، فمسحه عامره وغامره، فمسحه وقسط خراجه. واستعمله علي، رضي الله عنه، على البصرة فبقي عليها إلى أن قدمها طلحة والزبير مع عائشة رضي الله عنهم في نوبة وقعة الجمل، فأخرجوه منها. ثم قدم علي إليها فكانت وقعة الجمل، فلما ظفر بهم علي استعمل على البصرة عبد الله بن عباس.

وسكن عثمان بن حنيف الكوفة، وبقي إلى زمان معاوية.

روى عنه أبو إمامة ابن أخيه سهل بن حنيف، وابنه عبد الرحمن بن عثمان، وهانئ بن معاوية الصدفي.

أخبرنا إبراهيم بن محمد وإسماعيل بن علي وغيرهما قالوا بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد بن عيسى قال: حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا شعبة، عن أبي جعفر، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت، عن عثمان بن حنيف: أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ادع الله أن يعافيني. فقال: "إن شئت دعوت وإن شئت صبرت فهو خير لك". قال: ادعه! قال: فأمره أن يتوضأ فيحسن الوضوء، ويدعو بهذا الدعاء: "اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بمحمد نبيك نبي الرحمة، يا محمد، إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه لتقضي لي، اللهم فشفعه في".

أخرجه الثلاثة.

عثمان بن ربيعة الجمحي

"ب" عثمان بن ربيعة بن أهبان بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي.

كان من مهاجرة الحبشة، قاله ابن إسحاق وحده.

وقال الواقدي: ابنه "نبيه بن عثمان" هو الذي هاجر إلى الحبشة.

أخرجه أبو عمر.

عثمان بن شماس

"د ع" عثمان بن شماس بن لبيد المخزومي.

مهاجري، شهد بدراً، وقتل يوم أحد. قاله ابن منده، ورواه عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق في ذكر الهجرة: ثم خرج مصعب بن عمير، وعثمان بن مظعون، وعثمان بن شماس بن الشريد، وجماعة سماهم.

وروى ابن منده، عن ابن عباس: أن عثمان بن شماس بن لبيد ممن أنزل الله، عز وجل فيه، وذكره في كتابه.

كذا قال ابن منده في الترجمة: "شماس بن لبيد"، والذي رواه هو عن ابن إسحاق: شماس بن الشريد. قال أبو نعيم: وهذا وهم فاحش، فإنه شماس بن عثمان بن الشريد كذا ذكره ابن بكير عن ابن إسحاق فيمن قتل يوم أحد، من بني مخزوم. وقد تقدم في شماس. وقد ذكره الزبير بن بكار فقال: فولد عامر بن مخزوم هرمي بن عامر، فولد هرمي بن عامر: الشريد، وولد الشريد بن هرمي: عثمان بن الشريد، وولد عثمان بن الشريد: عثمان بن عثمان -وهو الشماس- كان من أحسن الناس وجهاً، وهو من المهاجرين، قتل يوم أحد شهيداً، وكان يقي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عثمان بن أبي طلحة

"ب د ع" عثمان بن طلحة بن أبي طلحة، واسم أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب بن مرة القرشي العبدري الحجبي. أمه أم سعيد من بني عمرو بن عوف، قتل أبوه طلحة وعمه عثمان بن أبي طلحة جميعاً يوم أحد كافرين، قتل حمزة عثمان، وقتل علي طلحة مبارزة، وقتل يوم أحد منهم أيضاً مسافع، والجلاس، والحارث، وكلاب بنو طلحة، كلهم إخوة عثمان بن طلحة، قتلوا كفاراً. قتل عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح: مسافعاً. والجلاس، وقتل الزبير: كلاباً، وقتل قزمان: الحارث.

وهاجر عثمان بن طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في هدنة الحديبية مع خالد بن الوليد، فلقيا عمرو بن العاص قد أتى من عند النجاشي يريد الهجرة، فاصطحبوا حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم: "ألقت إليكم مكة أفلاذ كبدها -يعني أنهم وجوه أهل مكة-". وأقام مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، وشهد معه فتح مكة، ودفع إليه مفتاح الكعبة يوم الفتح وإلى ابن عمه شيبة بن عثمان بن أبي طلحة، وقال: خذوها خالدة تالدة ولا ينزعها منكم إلا ظالم.

وأقام عثمان بالمدينة، فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم انتقل إلى مكة، فأقام بها حتى مات سنة اثنتين وأربعين، وقيل: إنه استشهد يوم أجنادين.

أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي وحسن بن موسى قالا: حدثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عثمان بن طلحة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى في البيت ركعتين -وجاهك بين السارتين.

أخرجه الثلاثة.

عثمان بن أبي العاص

"ب د ع" عثمان بن أبي العاص بن بشر بن عبد بن دهمان -وقيل: عبد دهمان بن عبد الله بن همام بن أبان بن سيار بن مالك بن حطيط بن جشم بن ثقيف الثقفي، يكنى أبا عبد الله.

وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد ثقيف فأسلم، واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف.

أخبرنا عبيد الله أن أحمد بن السمين بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق -وذكر قصة وفد ثقيف- قال: "فلما أسلموا وكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابهم، أمّر عليهم عثمان بن ابي العاص -وكان من أحدثهم سناً، وذلك أنه كان أحرصهم على التفقه في الإسلام وتعلم القرآن- فقال أبو بكر: يا رسول الله، إني قد رأيت هذا الغلام أحرصهم على التفقه في الإسلام وتعلم القرآن.

قال: و حدثنا يونس بن إسحاق قال: حدثني سعيد بن أبي هند، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن عثمان بن أبي العاص قال: كان من آخر ما أوصاني به رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثني إلى ثقيف قال: يا عثمان، تجوز في الصلاة، واقدر الناس بأضعفهم، فإن فيهم الكبير والضعيف، وذا الحاجة، والصغير.

ولم يزل عثمان على الطائف حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخلافة أبي بكر، وسنتين من خلافة عمر.

واستعمله عمر سنة خمس عشرة على عمان والبحرين، فسار إلى عمان ووجه أخاه الحكم إلى البحرين، وسار هو إلى توج فافتتحها ومصرها وقتل ملكها "شهرك" سنة إحدى وعشرين، وكان يغزو سنوات في خلافة عمر وعثمان، يغزو صيفاً ويشتو بتوج. وهو الذي منع أهل الطائف من الردة بعد النبي صلى الله عليه وسلم فأطاعوه، ثم سكن البصرة.

وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وروى عنه من أهلها ومن أهل المدينة.

روى عنه الحسن البصري فأكثر، وقيل: لم يسمع عنه. أخبرنا يعيش بن صدقة بن علي الفقيه، أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أخبرنا المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن محمد بن الملاعب الأنماطي، أخبرنا الحاكم أبو حامد أحمد بن الحسين بن علي المروزي -يعرف بابن الطبري- حدثنا أبو العباس أحمد بن الحارث بن محمد بن عبد الكريم المروزي العبدي، حدثنا جدي أبو جعفر محمد بن عبد الكريم، حدثنا الهيثم بن عدي، حدثنا هشام بن حسان القردوسي، حدثنا لقيط بن عبد الله قال: "مر عثمان بن أبي العاص بكلاب بن أمية بن الأسكر وهو بالأبله فقال: ما يحبسك ها هنا؟ قال: على هذه القرية -قال عثمان: أعشار؟ قال: نعم. قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا انتصف الليل أمر الله تعالى منادياً ينادي: هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من داع فأجيبه؟ هل من سائل فأعطيه؟ فما ترد دعوة داع إلا زانية بفرجها، أو عشار".
ولعثمان عقب أشراف.

أخرجه الثلاثة.

عثمان بن عامر القرشي

"ب د ع" عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي، أبو قحافة القرشي التيمي. والد أبي بكر الصديق، أمه آمنة بنت عبد العزى بن حرثان بن عبيد بن عدي بن كعب، قاله الزبير بن بكار.

أسلم يوم فتح مكة، وأتى به أبو بكر النبي صلى الله عليه وسلم ليبايعه.

أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده إلى عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا محمد بن سلمة الحراني، عن هشام، عن محمد بن سيرين قال: سئل أنس بن مالك عن خضاب رسول الله صلى الله عليه وسلمن فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن شاب إلا يسيراً، ولكن أبو بكر وعمر بعده خضبا بالحناء والكتم، قال: وجاء أبو بكر بأبيه أبي قحافة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة، يحمله حتى وضعه بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رحمة الله عليه ورضوانه: "لو أقررت الشيخ في بيته لأتيناه". تكرمة لأبي بكر، فأسلم ورأسه ولحيته كالثغامة بياضاً. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "غيروهما وجنبوه السواد".

وقال قتادة: هو أول مخضوب في الإسلام، وعاش بعد ابنه أبي بكر، وورثه. وهو أول من ورث خليفة في الإسلام، إلا أنه رد نصيبه من الميراث، وهو السدس، على ولد أبي بكر.

أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير عن ابن إسحاق: حدثني يحيى بن عباد، عن أبيه عباد، عن أبيه عباد بن عبد الله بن الزبير، عن اسماء بنت أبي بكر قالت: لما كان يوم الفتح نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا طوى، قال أبو قحافة لبنت له كانت من أصغر ولده: أي بنية، أشرفي "بي" على أبي قبيس -وقد كف بصره- فأشرفت به عليه، فقال: أي بنية، ماذا ترين؟ قالت: أرى سواداً مجتمعاً، وأرى رجلاً يشتد بين ذلك السواد مقبلاً ومدبراً. فقال: تلك الخيل أي بنية، وذلك الرجل الوازع ثم. قال: ماذا ترين؟ قالت: أرى السواد قد انتشر. قال: قد والله إذا دفعت الخيل، فأسرعي بي إلى بيتي. فخرجت به سريعاً حتى إذا هبطت به إلى الأبطح لقيتها الخيل وفي عنقها طوق لها من ورق، فاقتطعه إنسان من عنقها، فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد خرج أبو بكر حتى جاء بأبيه يقوده، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "هلا تركت الشيخ في بيته حتى أجيئه". قال: يمشي هو إليك يا رسول الله، فأجلسه بين يديه، ثم مسح رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال: "أسلم تسلم". فأسلم، ثم قام أبو بكر فأخذ بيد أخته فقال: أنشد بالله وبالإسلام طوق أختي. فما أجابه أحد. ثم قال الثانية: أنشد بالله وبالإسلام طوق أختي. فما أجابه أحد. فقال: يا أخية، احتسبي طوقك، فوالله إن الأمانة في الناس لقليل.

وتوفي أبو قحافة سنة أربع عشرة، وله سبع وتسعون.

أخرجه الثلاثة.

عثمان بن عبد الرحمن التيمي

"ب" عثمان بن عبد الرحمن التيمي.

قال الحسن بن عثمان: مات عثمان بن عبد الرحمن التيمي. ويكنى: أبا عبد الرحمن سنة أربع وسبعين، وله صحبة.

أخرجه أبو عمر مختصراً.

عثمان بن عبد غنم القرشي

"ب" عثمان بن عبد غنم بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن مالك بن ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك القرشي الفهري. كان قديم الإسلام، وهو من مهاجرة الحبشة في قول الجميع. وقال هشام بن الكلبي: هو عامر بن عبد غنم.

أخرجه أبو عمر.

عثمان بن عبيد الله بن عثمان

"ب" عثمان بن عبيد الله بن عثمان.

تقدم نسبه عند أخيه: طلحة بن عبيد الله. وهو قرشي من بني تيم، وأمه كريمة بنت موهب بن نمران، امرأة من كندة.

أسلم، وهاجر، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم.

قال أبو عمر: لا أحفظ له رواية، ومن ولده محمد بن طلحة بن محمد بن عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله. كان أعلم الناس بالنسب والمغازي، وقد روى عنه الحديث.

أخرجه أبو عمر.

عثمان بن عبيد الله بن الهدير القرشي

"د ع" عثمان بن عبيد الله بن الهدير بن عبد العزي بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي.

ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عثمان بن عثمان الثقفي

"د" عثمان بن عثمان الثقفي.

يعد في أهل حمص.

روى عنه عبد الرحمن بن أبي عوف أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تعالى يقبل توبة العبد قبل أن يموت بسنة، ثم قال: بشهر، ثم قال: بيوم حتى قال: قبل أن يغرغر".

أخرجه ابن منده.

عثمان بن عثمان بن الشريد

"ب" عثمان بن عثمان بن الشريد بن سويد بن هرمي بن عامر بن مخزوم القرشي المخزومي. وأمه صفية بنت ربيعة بن عبد شمس، أخت عتبة وشيبة ابني ربيعة.

كان من مهاجرة الحبشة، شهد بدراً وقتل يوم أحد، وهو المعروف بشماس. وذلك ذكره ابن إسحاق، فقال: الشماس بن عثمان.

وقال هشام بن الكلبي: اسم شماس بن عثمان: عثمان، وإنما سمي شماساً لأن بعض شمامسة النصارى قدم مكة في الجاهلية، وكان جميلاً. فعجب الناس من جماله، فقال عتبة بن ربيعة وكان خاله: أنا آتيكم بشماس أحسن منه، فأتى بابن أخته عثمان بن عثمان فسمي شماساً من يومئذ، وغلب ذلك عليه.

وكذلك قال الزبير مثل قول ابن الكلبي: عثمان ونسبه إلى الزهري. وقد تقدم في شماس بن عثمان أيضاً.

أخرجه أبو عمر.

عثمان بن عفان

"ب د ع" عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي. يجتمع هو ورسول الله صلى الله عليه وسلم في عبد مناف. يكنى: أبا عبد الله،وقيل: أبو عمرو وقيل: كان يكنى أولاً بابنه عبد الله، وأمه رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم كني بابن عمرو. وأمه أروى بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، فهو ابن عمة عبد الله بن عامر، وأم أروى: البيضاء بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وهو ذو النورين، وأمير المؤمنين. أسلم في أول الإسلام، دعاه أبو بكر إلى الإسلام فأسلم، وكان يقول: إني لرابع أربعة في الإسلام.

أخبرنا أبو جعفر بإسناده إلى يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال: فلما أسلم أبو بكر وأظهر إسلامه دعا إلى الله، عز و جل، ورسوله صلى الله عليه وسلم، وكان أبو بكر رجلاً مألفاً لقومه محبباً سهلاً، وكان أنسب قريش لقريش، وأعلم قريش بما كان فيها من خير وشر. وكان رجال قريش يأتونه ويألفونه لغير واحد من الأمر، لعلمه وتجاربه وحسن مجالسته، فجعل يدعو إلى الإسلام من وثق به من قومه، ممن يغشاه ويجلس إليه. فأسلم على يديه، فيما بلغني الزبير بن العوام، وعثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله وذكر غيرهم فانطلقوا ومعهم أبو بكر حتى أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرض عليهم الإسلام وقرأ عليهم القرآن، وأنبأهم بحق الإسلام، فآمنوا، فأصبحوا مقرين بحق الإسلام. فكان هؤلاء الثمانية الذين سبقوا إلى الإسلام، فصلوا وصدقوا.

ولما أسلم عثمان زوجه رسول الله صلى الله عليه وسلم بابنته رقية، وهاجرا كلاهما إلى أرض الحبشة الهجرتين ثم عاد إلى مكة وهاجر إلى المدينة. ولما قدم إليها نزل على أوس بن ثابت أخي حسان بن ثابت. ولهذا كان حسان يحب عثمان ويبكيه بعد قتله.

قال ابن إسحاق.

وتزوج بعد رقية أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما توفيت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لو أن لنا ثالثة لزوجناك". أخبرنا أحمد بن عثمان بن أبي علي قال: أخبرنا أبو رشيد عبد الكريم بن أحمد بن منصور، حدثنا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدثنا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان، أخبرنا أبو بكر بن المقرئ، حدثنا محمد بن إبراهيم بن مردويه، حدثنا علي بن أحمد بن بسطام، أخبرنا سهل بن عثمان، حدثنا النضر بن منصور العنزي، حدثني أبو الجنوب عقبة بن علقمة، قال: سمعت علي بن أبي طالب يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لو أن لي أربعين بنتاً زوجت عثمان واحدة بعد واحدة، حتى لا يبقى منهن واحدة".

وولد لعثمان ولد من رقية اسمه عبد الله، فبلغ ست سنين، وتوفي سنة أربع من الهجرة.

ولم يشهد عثمان بدراً بنفسه، لأن زوجته رقية بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت مريضة على الموت، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقيم عندها، فأقام، وتوفيت يوم ورد الخبر بظفر النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين بالمشركين، لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب له بسهمه وأجره، فهو كمن شهدها.
وهو أحد العشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة.

أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أبي نصر قال: أخبرنا نصر بن أحمد أبو الخطاب إجازة إن لم يكن سماعاً، أخبرنا أحمد بن طلحة بن هارون، أخبرنا أحمد بن سليمان، حدثنا يحيى بن جعفر، حدثنا علي بن عاصم، حدثني عثمان بن غياث، حدثني أبو عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديقة بني أبو عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديقة بني فلان، والباب علينا مغلق، إذا استفتح رجل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا عبد الله بن قيس، قم فافتح له الباب، وبشره بالجنة". فقمت ففتحت الباب، فإذا أنا بأبي بكر الصديق، فأخبرته بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فحمد الله، ودخل، فسلم وقعد، ثم أغلقت الباب فجعل النبي صلى الله عليه وسلم ينكت بعود في الأرض، فاستفتح آخر. فقال: "يا عبد الله بن قينس، قم فافتح له الباب وبشره بالجنة". فقتم ففتحت، فإذا أنا بعمر بن الخطاب، فأخبرته بما قال النبي صلى الله عليه وسلمن فحمد الله، ودخل، فسلم وقعد. وأغلقت الباب فجعل النبي صلى الله عليه وسلم ينكت بذلك العود في الأرض إذا استفتح الثالث الباب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا عبد الله بن قنيس، قم، فافتح الباب له، وبشره بالجنة على بلوى تكون". فقمت ففتحت الباب، فإذ أنا بعثمان بن عفان، فأخرته بما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: الله المستعان وعليه التكلان. ثم دخل فسلم وقعد.

أخبرنا أبو منصور بن مكارم، أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن صفوان، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن السراج، أخبرنا أبو طاهر هبة الله بن إبراهيم بن أنس، أخبرنا أبو الحسن علي بن عبيد الله بن طوق، أخبرنا أبو جابر زيد بن عبد العزيز بن حيان، حدثنا محمد بن عبد الله بن عمار، حدثنا المعافي بن عمران، عن شعبة بن الحجاج، عن الحر بن الصياح قال: سمعت عبيد الله بن الأخنس قال: قدم سعيد بن زيد هو ابن عمرو بن نفيل فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة في الجنة، والزبير في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وسعد في الجنة، والآخر لو شئت سميته، ثم سمى نفسه".

قال: وحدثنا المعافي بن عمران، حدثنا سفيان، عن منصور، عن هلال بن يساف عن أبي طالب، عن سعيد بن زيد أن رجلاً قال له: أحببت علياً حباً لم أحبه شيئاً قط. قال: أحسنت، أحببت رجلاً من أهل الجنة قال: وأبغضت عثمان بغضاً شيئاً قط! قال: أسأت، أبغضت رجلاً من أهل الجنة، ثم أنشأ يحدث قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم على حراء ومعه أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير قال: "أثبت حراء، ما عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد". أخبرنا أحمد بن عثمان بن أبي علي، أخبرنا أبو رشيد بن عبد الكريم بن أحمد بن منصور، أخبرنا أبو مسعود سليمان بن إبراهيم بن محمد بن سليمان، أخبرنا أبو بكر بن مردويه، حدثنا أحمد بن عبد الله بن أحمد، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا بشر بن موسى، حدثنا سعيد بن منصور، حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إبراهيم الأسدي، عن الأوزاعي، عن حسان بن عطية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "غفر الله لك يا عثمان ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما هو كائن إلى يوم القيامة".

أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود الثقفي، أخبرنا الحسن بن أحمد وأنا حاضر أسمع، أخبرنا أحمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أبو بكر بن خلاد، حدثنا الحارث بن أبي أسامة ح قال أبو نعيم: وحدثنا عبد الله بن الحسن بن بندار، حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ، قالا: حدثنا روح بن عبادة، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس قال: صعد النبي صلى الله عليه وسلم أحداً، ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف الجبل، فقال: "أثبت أحدٌ، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان".

أخبرنا أبو البركات الحسن نب محمد بن هبة الله الشافعي الدمشقي، أخبرنا أبو العشائر محمد بن خليل القيسي، أخبرنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي المصيصي، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عثمان بن القاسم، حدثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي، حدثنا أبو الحسن أحمد بن عبد الله بن محمد بن سليمان البنا بصنعاء، حدثنا إبراهيم بن أحمد اليمامي، حدثننا يزيد بن أبي حكيم، حدثنا سفيان البنا بصنعاء، حدثنا إبراهيم بن أحمد اليمامي، حدثنا يزيد بن أبي حكيم، حدثنا سفيان الثوري، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس في هذه الآية: "ونزعنا ما في صدورهم من غل"، قال: نزلت في عشرة: أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وطلحة، والزبير، وسعد، وعبد الرحمن بن عوف، وسعيد بن زيد، وعبد الله بن مسعود.
أخبرنا أبو محمد الحسن بن علي بن أبي القاسم الحسين بن الحسن الأسدي، أخبرنا جدي أبو القاسم قال: قرأت على أبي القاسم علي بن محمد المصيصي، أخبرنا أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون بن موسى بن عبد الله الغساني، أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدة، حدثنا هلال بن العلاء، حدثنا أبي وعبد الله بن جعفر قالا: حدثنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، قال: حدثنا أبو سهلة مولى عثمان قال: قلت لعثمان يوم الدار: قاتل يا أمير المؤمنين! وقال عبد الله: قاتل يا أمير المؤمنين! قال: لا، والله لا أقاتل، وعدني رسول الله صلى الله عليه وسلم أمراً، فأنا صائر إليه.

قال: وحدثنا هلال، حدثنا أبي، حدثنا إسحاق الأزرق، حدثنا أبو سفيان، عن الضحاك بن مزاحم، عن النزال بن سبرة الهلالي قال: قلنا لعلي: يا أمير المؤمنين، فحدثنا عن عثمان بن عفان، فقال: ذاك امرؤ يدعى في الملأ الأعلى ذا النورين، كان ختن رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابنتيه، ضمن له بيتاً في الجنة.

أخبرنا إسماعيل بن عبيد وإبراهيم بن محمد وغيرهما بإسنادهم إلى محمد بن عيسى قال: حدثنا أبو هشام الرفاعي، حدثنا يحيى بن اليمان، عن شيخ بن بني زهرة، عن الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن طلحة بن عبيد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لكل نبي رفيق، ورفيقي يعني في الجنة عثمان".

قال: وحدثنا محمد بن عيسى، حدثنا أبو زرعة، حدثننا الحسن بن بشر، حدثنا الحكم بن عبد الملك، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ببيعة الرضوان، كان عثمان بن عفان رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة قال: فبايع الناس، قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن عثمان في حاجة الله وحاجة رسوله، فضرب بإحدى يديه على الأخرى فكانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان خيراً من أيديهم لأنفسهم". قال: وحدثنا محمد بن عيسى، حدثنا محمد بن بشار، حدثنا عبد الوهاب الثقفي، حدثنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي الأشعث الصنعاني: أن خطباء قامت في الشام، فيهم رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقام آخرهم رجل يقال له: مرة بن كعب، فقال: لولا حديث سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ما قمت، وذكر الفتن فقربها، فمر رجل مقنع في ثوب، فقال: هذا يومئذ على الهدى، فقمت إليه، فإذا هو عثمان بن عفان، فأقبلت عليه بوجهه، فقلت: هذا؟ قال: نعم.

وروى نحو هذا عن بن عمر.

قال: وحدثنا محمد بن عيسى، حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا العلاء بن عبد الجبار العطار، حدثنا الحارث بن عمير، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي: أبو بكر، وعمر، وعثمان. فقيل: في التفضيل، وقيل: في الخلافة.

أخبرنا أبو ياسر بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثني أبو قطن، حدثنا يونس، يعني ابن أبي إسحاق عن أبيه، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: أشرف عثمان من القصر وهو محصور، فقال: أنشد بالله من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حراء إذ اهتز الجبل فركله برجله، ثم قال: اسكن حراء، ليس عليك إلا نبي أو صديق أو شهيد، وأنا معه، فأنتشد له رجال، ثم قال: أنشد بالله من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بيعة الرضوان إذ بعثني إلى المشركين إلى أهل مكة، قال: هذه يدي وهذه يد عثمان، فبايع لي. فأنتشد له رجال، قال: أنشد بالله من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من يوسع لنا هذا البيت في المسجد ببيت له في الجنة؟ فابتعته من مالي فوسعت به في المسجد. فأنتشد له رجال، ثم قال: وأنشد بالله من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جيش العسرة، قال: من ينفق اليوم نفقة متقبلة؟ فجهزت نصف الجيش من مالي.فأنتشد له رجال. قال: وأنشد بالله من شهد رومة يباع. ماؤها من ابن السبيل، فابتعتها من مالي فأبحتها ابن السبيل. فأنتشد له رجال.

قال: وحدثنا عبد الله، حدثنا أبي، حدثنا عبد الصمد، حدثنا القاسم يعني ابن الفضل حدثنا عمرو بن مرة، عن سالم بن أبي الجعد قال: دعا عثمان ناساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم عمار بن ياسر، فقال: إني سائلكم، وإني أحب أن تصدقوني، نشدتكم بالله أتعلمون أن رسول لله صل الله عليه وسلم كان يؤثر قريشاً على سائر الناس، ويؤثر بني هاشم على سائر قريش؟ فسكت القوم، فقال عثمان: لو أن بيدي مفاتيح الجنة لأعطيتها بني أمية حتى يدخلوا من عند آخرهم، فبعث إلى طلحة والزبير، فقال عثمان: ألا أحدثكما عنه يعني عماراً أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو آخذ بيدي، نتمشى في البطحاء، حتى أتى على أبيه وأمه يعذبون، فقال أبو عمار: يا رسول الله، الدهر هكذا؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "اصبر، ثم قال: اللهم اغفر لآل ياسر، وقد فعلت".

قال: وحدثنا أبي، حدثنا حجاج، حدثنا ليث، حدثني عقيل، عن ابن شهاب، عن يحيى بن سعيد بن العاص: أن سعيد بن العاص أخبره: أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم وعثمان حدثاه: أن أبا بكر استأذن على النبي صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على فراشه، لابس مرط عائشة، فأذن له وهو كذلك، فقضى إليه حاجته ثم انصرف، ثم استأذن عمر فأذن له وهو على تلك الحال، فقضى إليه حاجته ثم انصرف، قال عثمان: ثم استأذنت عليه فجلس وقال لعائشة: اجمعي عليك ثيابك. فقضيت إليه حاجتي ثم انصرفت. قالت عائشة: يا رسول الله، لم أرك فزعت لأبي بكر ولا عمر كما فزعت لعثمان؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن عثمان رجل حيي، وإني خشيت إن أذنت له على تلك الحال أن لا يبلغ إلى الحاجة" وقال الليث: قال جماعة الناس: ألا أستحيي ممن تستحي منه الملائكة.

خلافته

أخبرنا مسمار بن عمر بن العويس وأبو فرج، محمد بن عبد الرحمن الواسطي وغير واحد، قالوا بإسنادهم إلى محمد بن إسماعيل قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبو عوانة، عن حصين، عن عمرو بن ميمون قال: رأيت عمر قبل أن يصاب بأيام بالمدينة، ووقف على حذيفة بن اليمان وعثمان بن حنيف فقال: كيف فعلتما؟ أتخافان أن تكونا حملتما الأرض ما لا تطيق؟ قالا: حملناها أمراً وهي له مطيقة وذكر قصة قتل عمر رضي الله عنه قال: فقالوا له: أوص يا أمير المؤمنين؛ استخلف. قال: ما أجد أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر أو: الرهط الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض، فسمى علياً، وعثمان، والزبير، وطلحة، وسعداً، وعبد الرحمن، وقال: يشهدكم عبد الله بن عمرن وليس له من الأمر شيء، كهيئة التعزية له. فإن أصابت الإمرة سعداً فهو ذاك، وإلا فليستعن به أيكم ما أمر، فإني لم أعزله من عجز ولا خيانة. وقال: أوصي الخليفة من بعدي بالمهاجرين الأولين، أن يعرف لهم حقهم، ويحفظ لهم حرمتهم. وأوصيه بالأنصار خيراً الذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم، أن يقبل من محسنهم، وأن يغضي عن مسيئهم. وأوصيه بأهل الأمصار خيراً، فإنهم ردء الإسلام، وجباة المال، وغيظ العدو، وأن لا يؤخذ منهم إلا فضلهم عن رضاهم. وأوصيه بالأعراب خيراً، فإنهم أصل العرب، ومادة الإسلام، أن يأخذ من حواشي أموالهم، ويزد على فقرائهم. وأوصيه بذمة الله وذمة رسوله، أن يوفي لهم بعهدهم، وأن يقتل من ورائهم، ولا يكلفوا إلا طاقتهم. فلما قبض خرجنا به فانطلقنا نمشي، فسلم عبد الله بن عمر، وقال يستأذن عمر بن الخطاب، فقالت يعني عائشة : أدخلوه، فأدخل فوضع هنالك مع صاحبيه.

فلما فرغ من دفنه اجتمع هؤلاء الرهط، فقال عبد الرحمن: اجعلوا أمركم إلى ثلاث منك قال الزبير: قد جعلت أمري إلى علي، وقال طلحة: قد جعلت أمري إلى عثمان. وقال سعد: قد جعلت أمري إلى عبد الرحمن. فقال عبد الرحمن: أيكما تبرأ من هذا الأمر فنجعله إليه، والله عليه والإسلام، لينظرن أفضلهم في نفسه. فأسكت الشيخان. فقال عبد الرحمن: أفتجعلونه إلي، والله علي أن لا آلو عن أفضلكم؟ قالا: نعم. وأخذ بيد أحدهما فقال: لك قرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم والقدم في الإسلام ما قد علمت، فالله عليك لئن أمرتك لتعدلن، ولئن أمرت عثمان لتسمعن ولتطيعن. ثم خلا بالآخر فقال له مثل ذلك، فلما أخذ الميثاق قال: ارفع يدك يا عثمان. فبايعه وبايع له علي، وولج أهل الدار فبايعوه.

وبويع عثمان بالخلافة يوم السبت غرة المحرم سنة أربع وعشرين، بعد دفن عمر بن الخطاب بثلاثة أيام، قاله أبو عمر.

مقتله

قتل عثمان رضي الله عنه بالمدينة يوم الجمعة لثمان عشرة أو: سبع عشرة خلت من ذي الحجة سنة خمس وثلاثين من الهجرة، قاله نافع.

وقال أبو عثمان النهدي: قتل في وسط أيام التشريق.

وقال ابن إسحاق: قتل عثمان على رأس أحد عشرة سنة، وأحد عشر شهراً، واثنين وعشرين يوماً من مقتل عمر بن الخطاب، وعلى رأس خمس وعشرين من متوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقال الواقدي: قتل يوم الجمعة لثمان ليال خلت من ذي الحجة يوم التروية سنة خمس وثلاثين.

وقد قيل: إنه قتل يوم الجمعة لليلتين بقيتا من ذي الحجة.

وقال الواقدي: حصروه تسعة وأربعين يوماً، وقال الزبير: حصروه شهرين وعشرين يوماً.

أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده إلى عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا إسحاق بن عيسى الطباع، عن أبي معشر قال: وقتل عثمان يوم الجمعة، لثمان عشرة مضت من ذي الحجة، سنة خمس وثلاثين، وكانت خلاف اثنتي عشرة سنة إلا اثني عشر يوماً وقيل: كانت إحدى عشرة سنة، وأحد عشر شهراً، وأربعة عشر يوماً.
قال: وحدثنا عبد الله، حدثني أبي، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، حدثنا يونس بن أبي اليعفور العبدي، عن أبيه، عن أبي سعيد مولى عثمان بن عفان : أن عثمان أعتق عشرين مملوكاً يعني وهو محصور ودعا بسراويل فشدها عليه، ولم يلبسها في جاهلية ولا إسلام، وقال: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم البارحة في المنام، ورأيت أبا بكر وعمرن وقالوا لي: اصبر فإنك تفطر عندنا القابلة، ثم دعا بمصحف فنشره بين يديه، فقتل وهو بين يديه. أخبرنا إبراهيم بن محمد وغير واحد بإسنادهم إلى أبي عيسى قال: حدثنا محمود بن غيلان. حدثنا حجين بن المثنى، حدثنا الليث بن سعد، عن معاوية بن صالح،عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الله بن عامر، عن النعمان بن بشير، عن عائشة أن البني صلى الله عليه وسلم قال: "يا عثمان، إنه لعل الله يقمصك قمصاً، فإن أرادوك على خلعه تخلعه لهم".

وأخبرنا أحمد بن عثمان بن أبي علي، أخبرنا أبو رشيد عبد الكريم بن أحمد بن منصور، أخبرنا أبو مسعود: سليمان، أخبرنا أبو بكر بن مردويه، أخبرنا أبو علي بن شاذان، حدثنا عبد الله بن إسحاق، حدثنا محمد بن غالب، حدثنا الفضل بن جبير الوراق، حدثنا خالد بن عبد الله، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعثمان: "تقتل وأنت مظلوم، وتقطر قطرة من دمك على "فسيكفكهم الله" قال: فإنها إلى الساعة لفي المصحف".

ولما حصر عثمان وطال حصره والذين حصروه هم من أهل مصر، والبصرة، والكوفة، ومعهم بعض أهل المدينة أرادوه على أن ينزع نفسه من الخلافة، فلم يفعل، وخافوا أن تأتيه الجيوش من الشام والبصرة وغيرهما ويأتي الحجاج فيهلكوا، فتسوروا عليه فقتلوه رضي الله عنه وأرضاه. وقد ذكرنا كيفية قتله، وخلافته، وجميع فتوحه وأحواله، وما نقموا عليه حتى حصروه، ومن الذي حرض الناس على الخروج عليه في كتاب الكامل في التاريخ، فلا نرى أن نطول بذكره هاهنا.

ولما قتل دفن ليلاً، وصلى عليه جبير بن مطعم وقيل: حكيم بن حزام وقيل: المسور بن مخرمة وقيل: لم يصل عليه أحد، منعوا من ذلك. ودفن في حشر كوكب بالبقيع، وكان عثمان قد اشتراه وزاده في البقيع. وحضره عبد الله بن الزبير، وامرأتاه: أم البنين بنت عيينة بن حصن الفزارية، ونائلة بنت الفرافصة الكلبية، فلما دلوه في القبر صاحت ابنته عائشة، فقال لها ابن الزبير: اسكتي وإلا قتلتك. فلما دفنوه قال لها: صيحي الآن ما بدا لك أن تصيحي.

أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد: حدثني عثمان بن أبي شيبة، حدثنا جرير، عن مغيرة، عن أم موسى قالت: كان عثمان من أجمل الناس.

وقيل: كان ربعة لا بالقصير ولا بالطويل، حسن الوجه رقيق البشرة، كبير اللحية، أسمر اللون، كثير الشعر، ضخم الكراديس، بعيد ما بين المنكبين. كان يصفر لحيته ويشد أسنانه بالذهب، وكان عمره اثنتي وثمانين سنة، وقيل: ست وثمانون سنة، قاله قتادة: وقيل: كان عمره تسعين سنة.

ورثاه كثير من الشعراء، قال حسان بن ثابت: البسيط

من سره الموت صرفاً لا مزاج له

 

فليأت مأدبةً في دار عثـمـانـا

ضحوا بأشمط عنوان السجود بـه

 

يقطع الليل تسبـيحـاً وقـرآنـا

صبراً، فدى لكم أمي وما ولـدت

 

قد ينفع الصبر في المكروه أحيانا

لتسمعن وشـيكـاً فـي ديارهـم:

 

الله أكبر يا ثـارات عـثـمـانـا

وزاد فيها بعض أهل الشام أبياتاً لا حاجة إلى ذكرها، ومنها: البسيط

يا ليت شعري وليت الطير تخبرني!

 

ما كان بين علي وابن عـفـانـا

وإنما زادوا فيها تحريضاً لأهل الشام على قتال علي، ليقوى ظنهم أنه هو قتله.

وقال حسان أيضاً: البسيط

إن تمس دار بني عفان موحـشةً

 

بابٌ صريعٌ وباب محرقٌ خرب

فقد يصادف باغي الخير حاجتـه

 

فيها، ويأوي إليها الجود والحسب

وقال القاسم بن أمية بن أبي الصلت: الطويل

لعمري لبئس الذبح ضحيتم بـه

 

خلاف رسول الله يوم الأضاحيا

ورثاه غيرهما من الشعراء، فلا نطول بذكره.

أخرجه الثلاثة.

عثمان بن عمرو الأنصاري

"ع س" عثمان بن عمرو الأنصاري.

ذكره أبو القاسم الطبراني في المعجم.

قال أبو نعيم: هو عندي نعمان بن عمرو بن رفاعة، وروى ما أخبرنا به أبو موسى كتابة، أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني، حدثنا أبي، حدثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود، عن عروة في تسمية من شهد بدراً، من الأنصار: عثمان بن عمرو بن رفاعة بن الحارث بن سواد.

أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.

عثمان بن عمرو

"د ع" عثمان بن عمرو. له ذكر في حديث أنس، رواه كثير بن سليم، عن أنس بن مالك قال: جاء عثمان بن عمرو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان إمام قومه، وكان بدرياً فقال : "إذا صليت بقومك فاخف بهم، فإن فيهم الكبير والضعيف وذا الحاجة".

أخرجه ابن منده وأبو نعيم وقالا: هكذا روى هذا الحديث، فقيل: عثمان بن عمرو، وكان بدرياً. وهذا الحديث مشهور بعثمان بن أبي العاص الثقفي، ولم يكن بدرياً، وإنما كان إسلامه مع وفد ثقيف.

عثمان بن قيس بن أبي العاص

"د ع" عثمان بن قيس بن أبي العاص بن قيس بن عدي السهمي.

شهد فتح مصر مع أبيه. قاله أبو سعيد بن يونس.

روى الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب قال: كتب عمر بن الخطاب إلى عمرو بن العاص: أن أفرض لكل من قبلك ممن بايع تحت الشجرة في مائتين من العطاء، وأبلغ ذلك بنفسك وأقاربك، وافرض لخارجة بن حذافة في الشرف لشجاعته، وافرض لعثمان بن قيس في الشرف لضيافته.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

عثمان بن محمد بن طلحة التيمي

"س" عثمان بن محمد بن طلحة بن عبيد الله التيمي.

أورده ابن أبي علي في الصحابة.

أخبرنا محمد بن أبي بكر كتابة، حدثنا سعيد بن أبي الرجاء، أخبرنا أحمد بن الفضل المقري، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا عبد الله بن محمد الحارث، أخبرنا صالح بن أحمد بن أبي مقاتل، حدثنا عمار بن خالد، حدثنا أسد بن عمرو، عن أبي حنيفة، عن محمد بن المنكدر، عن عثمان بن محمد بن طلحة بن عبيد الله قال: تذاكرنا لحم صيد يصيده الحلال فيأكله المحرم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم نائم حتى ارتفعت أصواتنا، فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "فيم تتنازعون؟ فقلنا: في لحم صيد يصيده الحلال فيأكل منه المحرم؟ قال: فأمرنا بأكله".

قال عبد الله بن محمد: كذا رواه أسد بن موسى، عن أبي حنيفة، وفلان، وفلان. حتى عد خمسة عشر رجلاً يعني كلهم رواه كذلك. وهذا مرسل وخطأ.

أخرجه أبو موسى.

قلت: لا خلاف في أن هذا عثمان ليست له صحبة، لأن أباه قتل يوم الجمل سنة ست وثلاثين وهو شب، وكان مولده آخر أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيكون ابنه في حجة الوداع ممن يناظر في الأحكام الشرعية؟. هذا لا يصح، وقد سقط فيه شيء. والله أعلم.

عثمان بن مظعون

" ب د ع" عثمان بن مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي الجمحي. يكنى أبا السائل، أمه سخيلة بنت العنبس بن أهبان بن حذافة بن جمح، وهي أم السائب وعبد الله ابني مظعون.

أسلم أول الإسلام، قال ابن إسحاق: أسلم عثمان بن مظعون بعد ثلاثة عشر رجلاً، وهاجر إلى الحبشة هو وابنه السائب الهجرة الأولى مع جماعة من المسلمين، فبلغهم وهم بالحبشة أن قريشاً قد أسلم فعادوا.
أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده إلى يونس بن بكير عن ابن إسحاق قال: فلما بلغ من بالحبشة سجود أهل مكة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبلوا ومن شاء الله منهم، وهم يرون نهم قد تابعوا النبي صلى الله عليه وسلم. فلما دنوا منم مكة بلغهم الأمر فثقل عليهم أن يرجعوا، وتخوفوا أن يدخلوا مكة بغير جوار، فمكثوا حتى دخل كل رجل منهم بجوار من بعض أهل مكة، وقدم عثمان بن مظعون بجوار الوليد بن المغيرة. قال ابن إسحاق: فحدثني صالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه، عمن حدثه قال: لما رأى عثمان ما يلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الأذى، وهو يغدو ويروح بأمان الوليد بن المغيرة، قال عثمان: والله إن غدوي ورواحي آمناً بجوار رجل من أهل الشرك، وأصحابي وأهل بيتي يلقون البلاء والأذى في الله ما لا يصيبني لنقص شديد في نفسي. فمضى إلى الوليد بن المغيرة فقال: يا أبا عبد شمس، وفت ذمتك، قد كنت في جوارك، وقد أحببت أن أخرج منه إلى رسول لله صلى الله عليه وسلم، فلي به وأصحابه أسوة. فقال الوليد: فلعلك يا ابن أخي أوذيت أو انتهكت؟ قال: لا، ولكن أرضى بجوار الله، ولا أريد أن أستجير بغيره! قال: فانطلق إلى المسجد، فقال الوليد: هذا عثمان بن مظعون قد جاء ليرد علي جواري. فقال عثمان: صدق، وقد وجدته وفياً كريم الجوار، وقد أحببت أن لا أستجير بغير الله عز وجل، وقد رددت عليه جواره. ثم انصرف عثمان بن مظعون، ولبيد بن ربيعة بن جعفر بن كلاب القيسي في مجلس قريش، فجلس معهم عثمان، فقال لبيد وهو ينشدهم: الطويل.

ألا كل شيء ما خلا الله باطل

فقال عثمان: صدقت. قال لبيد: الطويل

وكل نعيم لا محالة زائل

فقال عثمان: كذبت، فالتفت القوم إليه فقالوا للبيد: أعد علينا. فأعاد لبيد، وأعاد له عثمان بتكذيبه مرة وبتصديقه مرة، وإنما يعني عثمان إذا قال: كذبت، يعني نعيم الجنة لا يزول. فقال لبيد: والله يا معشر قريش ما كانت مجالسكم هكذا! فقام سفيه منهم إلى عثمان بن مظعون فلطم عينه، فاخضرت، فقال له من حوله: والله يا عثمان لقد كنت في ذمة منيعة وكانت عينك غنية عما لقيت! فقال عثمان: جوار الله آمن وأعز وعيني الصحيحة فقيرة إلى ما لقيت أختها ولي برسول الله صلى الله عليه وسلم وبمن آمن معه أسوة. فقال الوليد: هل لك في جواري؟ فقال عثمان: لا أرب لي في جوار أحد إلا في جوار الله.

ثم هاجر عثمان إلى المدينة، وشهد بدراً. وكن من أشد الناس اجتهاداً في العبادة، يصوم النهار ويقوم الليل، ويجتنب الشهوات، ويعتزل النساء، واستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في التبتل والاختصاء، فنهاه عن ذلك. وهو ممن حرم الخمر على نفسه، وقال: لا أشرب شراباً يذهب عقلي، ويضحك بي من هو أدنى مني.

وهو أول رجل مات بالمدينة من المهاجرين، مات سنة اثنتين من الهجرة، قيل: توفي بعد اثنين وعشرين شهراً بعد شهوده بدراً، وهو أول من دفن بالبقيع.

أخبرنا إبراهيم بن محمد بن مهران وغيره قالوا بإسنادهم إلى محمد بن عيسى قال: حدثنا محمد بن بشار، حدثن عبد الرحمن بن مهدي، حدثنا سفيان، عن عصام بن عبيد الله، عن القاسم بن محمد، عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قبل عثمان بن مظعون وهو ميت، وهو يبكي، وعيناه تهراقان.

ولما توفي إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه سلم: "ألحق بالسلف الصالح عثمان بن مظعون". وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ذاك لابنته زينب عليها السلام.

وأعلم النبي صلى الله عليه وسلم على قبره بحجر، وكان يزوره.

وروى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل على عثمان بن مظعون حين مات، فانكب عليه ورفع رأسه، ثم حنى الثانية، ثم حنى الثالثة، ثم رفع رأسه وله شهيق وقال: "اذهب عنك أبا السائب. خرجت منها ولم تلبس منها بشيء".

وروى يوسف بن مهران عن ابن عباس قال: لما مات عثمان بن مظعون قالت امرأته: هنيئاً لك الجنة! فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر المغضب، وقال: "وما يدريك؟" فقالت: يا رسول الله، فارسك وصاحبك! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني رسول الله، وما أدري ما يفعل بي"!.

واختلف الناس في المرأة التي قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا، فقيل: كانت أم السائب زوجته.

وقيل: أم العلاء الأنصارية، وكان نزل عليها. وقيل: كانت أم خارجة بن زيد. وقالت امرأته ترثيه: البسيط

يا عين جودي بدمع غير ممـنـون

 

على رزية عثمان بن مظـعـون

على امرئ بات في رضوان خالقه

 

طوبى له من فقيد الشخص مدفون

طاب البقيع له سكنى وغـرقـده

 

وأشرقت أرضه من بعد تـعـيين

وأورث القلب حزناً لا انقطاع له

 

حتى الممات، فما ترقى له شوني

 

           

وقالت أم العلاء: رأيت لعثمان بن مظعون عيناً تجري، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال: "ذاك عمله".

أخرجه الثلاثة.