عمرو بن سعد أبو كبشة:
عمرو بن سعد، أبو كبشة الأنماري. سماه يحيى بن يونس، وسعيد القرشي، هكذا. وقيل: اسمه عمر بن سعد، وهو الأشهر.
أخرجه أبو موسى.
عمرو بن سعدي:
عمرو بن سعدي، من بني قريظة، نزل من حصن بني قريظة في الليلة التي صبيحتها فتح حصنهم، فبات في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصبح، فلما أصبح لم يدر أين هو حتى الساعة؟.
ذكره ابن شاهين، أخرجه أبو موسى.
عمرو بن سعواء:
عمرو بن سعواء، وقيل: شعواء اليافعي. شهد فتح مصر، يعد في الصحابة. روى عنه سليمان بن زياد، وأبو معشر الحميري. روى ابن لهيعة، عن عياش بن عباس القتباني، عن أبي معشر الحميري، عن عمرو بن شعواء اليافعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سبعة لعنتهم، وكل نبي مجاب الدعوة. الزائد في كتاب الله، والمكذب بقدر الله، والمستحل حرمة الله، والمستحل من عترتي ما حرم الله، والتارك لسنتي، والمستأثر بالفيء، والمتجبر بسلطانه ليعز من أذل الله، ويذل من أعز الله عز وجل".
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
عمرو بن سعيد بن الأزعر الأنصاري:
عمرو بن سعيد بن الأزعر بن زيد بن العطاف الأوسي الأنصاري. ذكره جعفر فيمن شهد بدراً.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
قلت: قد وهم أبو موسى في قوله "سعيد"، إنما هو "معبد"، وقد أخرجه هو في عمرو بن معبد، وفي عمير بن معبد، وقد ذكرناه فيهما، والله أعلم.
عمرو بن سعيد بن العاص القرشيك
عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس القرشي الأموي. وأمه صفية بنت المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، عمة خالد بن الوليد بن المغيرة.
هاجر الهجرتين إلى الحبشة وغلى المدينة، هو وأخوه خالد بن سعيد، وقدما معاً على النبي صلى الله عليه وسلم. وكان إسلام عمرو بعد أخيه خالد بيسير.
روى الواقدي، عن جعفر بن محمد بن خالد، عن إبراهيم بن عقبة، عن أم خالد بنت سعيد بن العاص قالت: قدم علينا عمي عمرو بن سعيد أرض الحبشة، بعد مقدم أبي بيسير، فلم يزل هناك حتى حمل في السفينتين مع أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقدموا عليه وهو بخيبر سنة سبع، فشهد عمرو مع النبي صلى الله عليه وسلم الفتح، وحنيناً، والطائف، وتبوك. واستعمله النبي صلى الله عليه وسلم على ثمار خيبر، ولما أسلم هو وأخوه خالد قال أخوهما أبان بن سعيد بن العاص- وكان أبوهما سعيد هلك بالظريبة، مال له بالطائف:
ألا ليت ميتاً بالظـريبة شـاهـد |
|
لما يفتري في الدين عمرو وخالد |
أطاعا بنا أمر النساء واصبـحـا |
|
يعينان من أعدائنا مـن يكـابـد |
وبقي بعد النبي صلى الله عليه وسلم، فسار إلى الشام مع الجيوش التي سيرها أبو بكر الصديق، فقتل يوم أجنادين شهيداً في خلافة أبي بكر، قاله أكثر أهل السير.
وقال ابن إسحاق: قتل عمرو يوم اليرموك، ولم يتابع ابن إسحاق على ذلك، فقيل: إنه من استشهد بمرج الصفر، وكانت أجنادين ومرج الصفر في جمادى الأولى من سنة ثلاث عشرة. ولم يعقب.
أخرجه الثلاثة.
عمرو أبو سعيد الأنصاري:
عمرو أبو سعيد الأنصاري. وكان ممن شهد بدراً. روى عنه ابنه سعيد. روى وكيع، عن سعد بن سعيد التغلبي، عن سعيد بن عمرو، عن أبيه- وكان بدرياً- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من صلى عليّ مخلصاً من قلبه مرة صلى الله عليه عشراً".
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
عمرو بن سعيد الهذلي:
عمرو بن سعيد الهذلي، أبو سعيد. روى حاتم بن إسماعيل، عن عبد الله بن يزيد الهذلي، عن سعيد بن عمرو بن سعيد الهذلي، عن أبيه- وكان شيخاً كبيراً قد أدرك الجاهلية الأولى والإسلام- قال: حضرت مع رجل من قومي بسواع، وقد سقنا إليه الذبائح.
أخرجه أبو نعيم.
عمرو بن سفيان:
عمرو بن سفيان الثقفي. شهد حنيناً مع المشركين، يعد في الشاميين، روى عنه القاسم أبو عبد الرحمن، كذا ذكره الحاكم أبو أحمد، ثم أسلم بعد حنين. روى عنه أنه قال: إن المسلمين لما انهزموا يوم حنين لم يبق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا العباس وأبو سفيان بن الحارث، فقبض قبضة من التراب، فرمى بها في وجوههم، فما خيل لنا إلا أن كل شجرة وحجر فارس يطلبنا، فأعجزت علي فرسي حتى دخلت الطائف.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
عمرو بن سفيان:
عمرو بن سفيان بن عبد شمس بن سعد بن قائف بن الأوقص بن مرة بن هلال بن فالج بن ذكوان بن ثعلبة بن بهثة بن سليم، أبو الأعور السلمي. وأمه قريبة بنت قيس بن عبد شمس، من بني عمرو بن هصيص، وهو مشهور بكنيته.
كان من أعيان أصحاب معاوية، وعليه كان مدار الحرب بصفين.
قال مسلم بن الحجاج: أبو الأعور السمي، اسمه: عمرو بن سفيان، له صحبة.
وقال ابن أبي حاتم: لا صحبة له، وقد أدرك الجاهلية، وحديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل: "إنما أخاف على أمتي شحاً مطاعاً، وهوى متبعاً، وإماماً ضالاً"، وكان من أصحاب معاوية. قال أبو عمر: كذا ذكره ابن أبي حاتم، وهو الصواب، روى عنه عمرو البكالي. ونذكره في الكنى إن شاء الله تعالى.
أخرجه الثلاثة.
عمرو بن سفيان العوفي:
عمرو بن سفيان العوفي- وقيل: عمرو بن سليم. ذكره ابن أبي عاصم في الوحدان، وقال البخاري: هو تابعي، لا تعرف له صحبة، روى عنه بشر بن عبد الله.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
عمرو بن سفيان المحاربي:
عمرو بن سفيان المحاربي. سمع النبي صلى الله عليه وسلم، يعد في أعراب البصرة، قاله ابن منده وأبو نعيم.
وقال أبو عمر: يعد في الشاميين.
روى حديثه أولاده: أنبأنا يحيى بن محمود إجازة بإسناده إلى أبي بكر بن أبي عاصم قال: حدثنا جراح بن مخلد القزاز، حدثنا روح بن جميل أبو محمد، حدثنا يزيد بن الفضل بن عمرو بن سفيان المحاربي، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنه قومك عن خل الجر؛ فإنه حرام من الله ورسوله".
ورواه بكر بن سهل، عن الجراح بإسناده فقال: عمرو بن سفى.
أخرجه الثلاثة.
عمرو بن سفيان:
عمرو بن أبي سفيان. روى حديثه روح بن عبادة، عن ابن جريج، عن عبد الملك بن عبد الله بن أبي سفيان عن عمه عمرو بن أبي سفيان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تشربوا من الثلمة التي في القدح، فإن الشيطان يشرب من ذلك".
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال ابن منده: أراه الأول، يعني عمرو بن سفيان الثقفي.
عمرو بن أبي سلامة:
عمرو بن أبي صلامة بن سعد، والد أبي حدرد سلامة بن عمرو الأسلمي.
أورده جعفر وقال: في إسناد حديثه اختلاف. روى محمد بن يحيى القطعي، عن حجاج، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن أبي حدرد الأسلمي، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه وأبا قتادة ومحلم بن جثامة في سرية إلى أضم، فلقوا عامر بن الأضبط الأشجعي، فحياهم بتحية الإسلام، فحمل عليه محلم بن جثامة، وسلبه ما معه. فلما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبروه بذلك، فقال: أقتلته بعد ما قال: "آمنت بالله؟!" ونزل القرآن "يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا".
ورواه أبو خالد الأصم عن ابن إسحاق، عن ابن قسيط، عن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد، عن أبيه. ورواه يونس البكالي، عن ابن إسحاق، عن يزيد بن قسيط، عن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد، عن أبيه عبد الله بن أبي حدرد قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. والله أعلم.
عمرو بن سلمة الجرمي:
عمرو بن سلمة بن نفيع، وقيل: سلمة بن لاي بن قدامة الجرمي أبو بريد.
أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يؤم قومه على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه كان أكثرهم حفظاً للقرآن.
روى حماد بن زيد، عن أيوب، عن عمرو بن سلمة الجرمي قال: أممت قومي على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا غلام ابن ست او سبع سنين.
وروى حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة، عن أيوب، عن عمرو بن سلمة قال: كنت في الوفد الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: "يؤمكم أقرؤكم". وكنت اقرأهم.
كذا قال حماد بن سلمة.
أنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بإسناده إلى أبي داود سليمان بن الأشعث: حدثنا قتيبة حدثنا وكيع، عن مسعر بن حبيب الجرمي، حدثني عمرو بن سلمة، عن أبيه أنهم وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أرادوا أن ينصرفوا قالوا: يا رسول الله، من يؤمنا؟ قال: "أكثركم جمعاً للقرآن،" أو: "أخذاً للقرأن" قال: فلم يكن أحد من القوم جمع ما جمعت. قال: فقدموني وأنا غلام، وعليّ شملة- قال: فما شهدت مجمعاً من جرم إلا كنت إمامهم، وكنت أصلي على جنائزهم إلى يومي هذا.
قال سليمان: رواه يزيد بن هارون، عن مسعر بن حبيب، عن عمرو بن سلمة قال: لما وفد قومي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلمن لم يقل "عن أبيه".
أخرجه الثلاثة.
سلمة: بكسر اللام. وبريد: بضم الباء الموحدة، وفتح الراء المهملة.
عمرو بن سليم العوفي:
عمرو بن سليم العوفي. أورده ابن أبي عاصم في كتاب الآحاد والمثاني. أنبأنا يحيى بن أبي الرجاء إذناً بإسناده إلى ابن أبي عاصم، قال: حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك، حدثنا إسماعيل بن عياش، عن قيس بن عبد الله، عن عمرو بن سليم العوفي، رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "عرضت علي الجدود، فرأيت جد بني عامر جملاً أحمر يأكل من أطراف الشجر، ورأيت جد غطفان صخرة خضراء تتفجر منها الينابيع، ورأيت جد بني نميم هضبة حمراء لا يقربها من وراءها"، فقال رجل من القوم: أيهم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مه عنهم، فإنهم عظام الهام، ثبت الأقدام. أنصار الحق في آخر الزمان". فأولت قوله في بني عامر "جملاً أحمر يتناول من أطراف الشجر"، وأن فيهم تناولاً لمعالي الأمور، وقوله في غطفان: "صخرة خضراء تتفجر منها الينابيع" أن فيهم شدة وسخاء لشدة الصخرة وفيض الماء.
عمرو بن سليم:
عمرو بن سليم. أورده سعيد وقال: ليست له صحبة. روي عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن عمرو بن سليم الزرقي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل أحدكم مسجداً فليصل ركعتين قبل أن يجلس".
أخرجه أبو موسى.
والصحيح ما أنبأنا به أبو إسحاق محمد وغيره بإسنادهم عن أبي عيسى قال: حدثنا قتيبة، حدثنا مالك، عن عامر بن عبد الله، عن عمرو بن سليم الزرقي، عن أبي قتادة مرسلاً فذكره. وهو مشهور من حديث أبي قتادة، والله أعلم.
عمرو بن سليمان المزني:
عمرو بن سليمان المزني. ذكره ابن قانع، وروى بإسناده عن المشمعل بن إياس قال: سمعت بن إياس قال: سمعت عمرو بن سليمان المزني قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "العجوة من الجنة".
ذكره ابن الدباغ، على أبي عمر.
عمرو بن سمرة القرشي:
عمرو بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس القرشي العبشمي. وهو أخو عبد الرحمن بن سمرة، وهو الأقطع.
روى يزيد بن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن ثعلبة الأنصاري، عن أبيه أن عمرو بن سمرة أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إني سرقت جملاً لبني فلان.." الحديث، وقد ذكرناه في ثعلبة، وفي عمرو بن حبيب.
أخرجه أبو نعيم وأبو عمر، وأبو موسى، إلا أن أبا عمر قال: "عمرو بن سمرة، مذكور في الصحابة، أظنه الذي قطعت يده في السرقة".
وقال أبو موسى: عمرو بن سمرة بن حبيب بن عبد شمس. وقيل: عمرو بن حبيب الأقطع، أورده أبو زكريا على جده، وقد أورده جده إلا أنه قدم حبيباً على سمرة.
قلت: وقد قال أبو عبد الله بن منده: عمرو بن حبيب، وقيل: عمرو بن سمرة الأقطع، وذكر حديث السرقة، فما لقول أبي زكريا معنى!! لعله لم يعلم أنه هذا ذاك، وأما أبو نعيم فإنه أخرج الترجمتين، وذكر في الترجمة الأولى"عمرو بن حبيب"، وذكر له أنه قال لسعيد بن عمرو: أما علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خاب وخسر عبد لم يجعل الله في قلبه رحمة للبشر" وذكر في هذه الترجمة حديث السرقة، فلعله ظنهما اثنين، فإن كان علم ذلك من غير كتاب ابن منده فيمكن، وأما كلام ابن منده فلا يدل إلا على أنه ظنهما واحداً، ولهذا قال: عمرو بن حبيب، وقيل: عمرو بن سمرة الأقطع، ونسبه إلى عبد شمس، ولا أشك أنهما واحد، وأن قول ابن منده عمرو بن حبيب وهم، وإنما النسب الصحيح: سمرة بن حبيب. وهكذا ذكر أهل النسب، قال الزبير بن بكار: "ولد سمرة بن حبيب عمراً وكريزاً، وأمهما: ريطة بنت عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، وعبد الرحمن بن سمرة، له صحبة".
وساق ابن الكلبي نسب عبد الرحمن بن سمرة فقال: سمرة بن حبيب، وهكذا غيرهما، وهكذا ساق ابن منده وأبو نعيم النسب في عبد الرحمن بن سمرة، وأما أبو عمر فلم يذكر إلا هذه الترجمة، لأنه لم يعبأ بغيرها إن كان وصل إليه، وإن لم يكن سمعه فهو أقوى في أنهما واحد.
�عمرو بن سنان الخدري:
عمرو بن سنان الخدري. ذكره أبو سعيد الخدري. روى أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدري قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الخندق، فقال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من بني خدرة، يقال له: عمرو بن سنان، فقال: يا رسول الله، إني حديث عهد بعرس فأذن لي أن أذهب إلى امرأتي في بني سلمة. فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم، إني حديث عهد بعرس فأذن لي أن أذهب إلى امرأتي في بني سلمة. فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر الحديث بطوله. أخرجه ابن منده وأبو نعيم هكذا.
عمرو بن سهل بن الحارث الأنصاري:
عمرو بن سهل بن الحارث بن عروة بن عبد رزاح بن ظفر بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي ثم الظفري، أبو لبيد.
صحب النبي صلى الله عليه وسلم واستشهد يوم الجسر، وهو الذي برأه الله عز وجل في كتابه العزير في درع اتهم بها، فأنزل الله عز وجل: "ومن يكسب خطيئة أو إثماً ثم يرم به بريئاً".. فدعاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: "قد برأك الله".
أخرجه أبو موسى، وقال: أورده الحافظ أبو زكريا.
قلت: كذا قال "كنيته أبو لبيد" وهو وهم، وإنما هو لبيد بن سهل، وهو الذي قال عنه أبو أبيرق: إنه سرق طعام رفاعة بن زيد، عم قتادة بن النعمان ودرعه، وهم كانوا سرقوه، فبرأه الله عز وجل.
أنبأنا إسماعيل بن علي وغيره قالوا ب صلى الله عليه وسلم وقال: "قد برأك الله".
أخرجه أبو موسى، وقال: أورده الحافظ أبو زكريا.
قلت: كذا قال "كنيته أبو لبيد" وهو وهم، وإنما هو لبيد بن سهل، وهو الذي قال عنه أبو أبيرق: إنه سرق طعام رفاعة بن زيد، عم قتادة بن النعمان ودرعه، وهم كانوا سرقوه، فبرأه الله عز وجل.
أنبأنا إسماعيل بن علي وغيره قالوا بإسنادهم عن محمد بن عيسى قال: أنبأنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني، حدثنا محمد بن سلمة، حدثنا محمد بن اسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن أبيه، عن جده قتادة بن النعمان قال: كان أهل بيت منا يقال لهم: بنو أبيرق.. وذكر حديث سرقة طعام رفاعة ودرعه، فقال بنو أبيرق: ما نرى صاحبكم إلا لبيد بن سهل، رجلاً مناله صلاح وإسلام، فلما سمع لبيد اخترط سيفه..". الحديث.
وهو مذكور في كتب التفسير في سورة النساء، وقد ذكره جميع من صنف في الصحابة في لبيد، وكذلك أهل النسب، فلا أدري من أين علم أبو زكريا أن أبا لبيد كنية عمرو؟ ولا شك أنه قد نقله من نسخة سقيمة، والله أعلم.
عمرو بن سهل الأنصاري:
عمرو بن سهل الأنصاري. سمع النبي صلى الله عليه وسلم يحث على صلة القرابة. روى حديثه حنان بن سدير، عن عبد الرحمن بن الغسيل، عنه مرسلاً.
أخرجه الثلاثة مختصراً.
حنان: بفتح الحاء المهملة، وبنونين.
عمرو بن شأس:
عمرو بن شأس بن عبيد بن ثعلبة بن رويبة بن مالك بن الحارث بن سعد بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي. وقيل: إنه تميمي، من بني مجاشع بن دارم وإنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد بني تميم، والأول أصح، قاله أبو عمر.
وقال ابن منده وأبو نعيم: عمرو بن شأس الأسلمي، ولم يذكر غيره من الاختلاف في نسبه.
له صحبة، وشهد الحديبية، وكان ذا بأس شديد ونجدة، وكان شاعراً جيد الشعر، معدود في أهل الحجاز، ومن قوله في ابنه عرار وامرأته أم حسان، وكانت تبغض عراراً وتؤذيه وتظلمه، وكان عمرو ينهاها عن ذلك فلا تسمع، فقال في ذلك أبياتاً منها:
أرادت عراراً بالهوان ومـن يرد |
|
عراراً لعمري بالهوان لقد ظلـم |
فإن كنت مني أو تريدين صحبتـي |
|
فكوني له كالسمن ربت لـه الأدم |
وإلا فسيري سـير راكـب نـاقة |
|
تيمم غيثاً ليس فـي سـيره أمـم |
وإن عراراً إن يكن غير واضـح |
|
فإني أحب الجون ذا المنكب العمم |
وكان عرار أسود، وجهد عمرو أن يصلح بين ابنه وامرأته فلم يقدر على ذلك، فطلقها ثم ندم فقال:
تذكر ذكرى أم حسان فاقشعـر |
|
على دبر لما تبين ما ائتـمـر |
تذكرتها وهناً وقد حال دونـهـا |
|
رعان وقيعان بها الماء والشجر |
فكنت كذات البو لما تـذكـرت |
|
لها ربعاً حنت لمعهده سـحـر |
وهذا عرار هو الذي أرسله الحجاج مع رأس عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث إلى عبد الملك بن مروان، فسأله فوجده أبلغ من الكتاب، فقال عبد الملك بن مروان:
فإن عراراً إن يكن غير واضـح |
|
فإني أحب الجون ذا المنكب العمم |
فقال عرار: يا أمير المؤمنين، أتدري من يخاطبك؟ قال: لا، قال: أنا والله عرار، وهذا الشعر لأبي، وذكر قصته مع امرأة أبيه.
وعمرو بن شأس هو القائل:
إذا نحن أدلجنا وأنت أمـامـنـا |
|
كفى لمطايانا بوجهـك هـاديا |
أليس تزيد العـيس خـفة أذرع |
|
وإن كن حسرى أن تكون أماميا |
وهو شعر جيد يفتخر فيه بخندف على قيس.
وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
أنبأنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد، حدثني أبي، حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، حدثني أبي، عن محمد بن اسحاق، عن أبان بن صالح، عن الفضل بن معقل بن سنان، عن عبد الله بن نيار الأسلمي، عن عمرو بن شأس الأسلمي- وكان من أصحاب الحديبية- قال: خرجت مع علي إلى اليمن، فجفاني في سفري ذلك، حتى وجدت عليه في نفسي، فلما قدمت أظهرت شكايته في المسجد، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فدخلت المسجد ذات غداة، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في ناس من أصحابه، فلما رآني أبدني عينيه- يقول: حدد إليّ النظر- حتى إذا جلست قال: يا عمرو، والله لقد آذيتني! قلت: أعوذ بالله من أن أؤذيك يا رسول الله! قال: "بلى، من آذى علياً فقد آذاني".
أخرجه الثلاثة.
عمرو بن شبل الثقفي:
عمرو بن شبل بن عجلان بن عتاب بن مالك الثقفي. شهد بيعة الرضوان تحت الشجرة، كانت عنده حبيبة بنت مطعم بن عدي، فتزوج عليها بنت مقبل بن خويلد الهذلي.
ذكره ابن الدباغ مستدركاً على أبي عمر.
عمرو بن شراحيل:
عمرو بن شراحيل. ذكره الطبراني. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "اللهم انصر من نصر علياً، اللهم أكرم من أكرم علياً".
أخرجه أبو نعيم وقال: في إسناد حديثه نظر.
عمرو بن شرحبيل:
عمرو بن شرحبيل. قال أبو عمر: له صحبة، لا أقف على نسبه، وليس هو عمرو بن شرحبيل الهمداني أبو ميسرة، صاحب ابن مسعود.
وقال أبو موسى: روى أبو عبد الرحمن النسائي في سننه، عن أبي كريب، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي عمار، عن عمرو بن شرحبيل، عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما تقول في رجل صام الدهر؟ قال: وقال أبو زكريا: عمرو بن شرحبيل، روى عنه أبو عطية الوادعي- واسمه مالك بن عامر- قاله الأعمش. وهذان كأنهما واحد، وهو تابعي، قيل: إنه أدرك النبي صلى الله عليه وسلم.
ع1 عمر بن محمد بن طبرزد، أنبأنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، أنبأنا أبو بكر الشافعي، حدثنا محمد بن عبد بن عامر، حدثنا إبراهيم بن الأشعث، حدثنا الفضيل بن عياض، عن شقيق، عن عمرو بن شرحبيل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. "أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء، يجيء الرجل آخذاً بيد الرجل فيقول: يا رب: سل هذا: لم قتلني؟ قال: يقول الله: لم قتلته؟ يقول: قتلته لتكون العزة لك. ويجيء الرجل آخذاً بيد الرجل فيقول: يا رب، سل هذا: لم قتلني؟ فيقول الله تعالى: لم قتلته؟ فيقول: قتلته لتكون العزة لفلان. قال: فيقول الله تعالى: ليس له، بؤ بذنبه".
عمرو أبو شريح:
عمرو أبو شريح الخزاعي- كذا سماه يحيى بن يونس، وقال: اسمه خويلد بن عمرو.
وقال غيره: أبو شريح الكعبي اسمه خويلد بن عمرو، وأبو شريح الخزاعي: كعب بن عمرو.
أخرجه أبو موسى: وقال: الصحيح أنهما واحد، اختلف في اسمه.
عمرو بن شعبة:
عمرو بن شعبة الثقفي. مذكور في الصحابة. أخرجه أبو عمر كذا مختصراً وقال: لا أعرف له خبراً.
عمرو بن شعواء:
عمرو بن شعواء اليافعي. شهد فتح مصر، ذكر في الصحابة، وقد تقدم في عمرو بن سعواء بالسين المهملة.
عمرو بن صليع:
عمرو بن صليع المحاربي. له صحبة، روى عنه صخر بن الوليد: ذكره البخاري في الصحابة روى سيف بن وهب قال: قال لي أبو الطفيل: كان رجل منا يقال له عمرو بن صليع، وكانت له صحبة.
أخرجه الثلاثة.
عمرو بن الطفيل:
عمرو بن الطفيل. روى القاسم أبو عبد الرحمن، عن أبي أمامة الباهلي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث عمرو بن الطفيل من خيبر إلى قومه يستمدهم، فقال عمرو: قد نشب القتال يا رسول الله، تغيبي عنه؟! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما ترضى أن تكون رسول رسول الله"؟ قاله ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو عمر: عمرو بن الطفيل بن عمرو الدوسي، أسلم أبوه ثم أسلم بعده، وشهد عمرو مع أبيه اليمامة، فقطعت يده يومئذ، وقتل باليرموك. وقد تقدم إسلام "الطفيل" في بابه.
عمرو ابن عم الطفيل
بن عمرو بن طريف، تقدم نسبه عند الطفيل. وشهد عمرو غزو الشام، وقتل باليرموك، قاله هشام بن الكلبي.
وقال أبو موسى: عمرو أبو الطفيل بن عمرو الدوسي. ذكر محمد بن إسحاق أن ابن الطفيل قال لما رجع إلى قومه مسلماً أتاه أبوه فقال: إليك عني فإني مسلم! قال: يا بني فديني دينك.
عمرو بن طلق الجني:
عمرو بن طلق الجني. أخرجه أبو موسى وقال: أورده الطبراني، وقد تقدم ذكره في ترجمة عمرو الجني.
عمرو بن طلق الأنصاري:
عمرو بن طلق بن زيد بن أمية بن كعب بن غنم بن سواد الأنصاري السلمي.
شهد بدراً في قول أكثرهم، ولم يذكره موسى في البدريين.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى- وقال أبو موسى: وقيل: إنه شهد أحداً أيضاً.
أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق في تسمية من شهد بدراً من بني سلمة: ".. وعمرو بن طلق بن زيد".
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
عمرو بن العاص:
عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد بن سهم بن عمرو بن هصيص بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي السهمي. يكنى أبا عبد الله، وقيل: أبو محمد. وأمه النابغة بنت حرملة، سبية من بني جلان بن عتيك بن أسلم بن يذكر بن عنزة، وأخوه لأمه عمرو بن أثاثة العدوي، وعقبة بن نافع بن عبد قيس الفهري.
وسأل رجل عمرو بن العاص عن أمه، فقال: سلمى بنت حرملة، تلقب النابغة من بني عنزة، أصابتها رماح العرب، فبيعت بعكاظ، فاشتراها الفاكه بن المغيرة، ثم اشتراها منه عبد الله بن جدعان، ثم صارت إلى العاص بن وائل، فولدت له، فأنجبت، فإن كان جعل لك شيء فخذه.
وهو الذي أرسلته قريش إلى النجاشي ليسلم إليهم من عنده من المسلمين: جعفر بن أبي طالب ومن معه، فلم يفعل، وقال له: يا عمرو، وكيف يعزب عنك أمر ابن عمك، فوالله إنه لرسول الله! قال: أنت تقول ذلك؟! إي والله، فأطعني. فخرج من عنده مهاجراً إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم عام خيبر- وقيل: أسلم عند النجاشي، وهاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
وقيل: كان إسلامه في صفر سنة ثمان قبل الفتح بستة أشهر. وكان قد هم بالانصراف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من عند النجاشي، ثم توقف إلى هذا الوقت، وقدم على النبي صلى الله عليه وسلم هو وخالد بن الوليد، وعثمان بن طلحة العبدري، فتقدم خالد وأسلم وبايع، ثم تقدم عمرو فأسلم وبايع على أن يغفر له ما كان قبله، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإسلام والهجرة يجب ما قبله".
ث بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم أميراً على سرية إلى ذات السلاسل إلى أخوال أبيه العاصي بن وائل، وكانت أمه من بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة يدعوهم إلى الإسلام، ويستنفرهم إلى الجهاد، فسار في ذلك الجيش وهم ثلاثمائة، فلما دخل بلادهم استمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمده.
أنبأنا أبو جعفر بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حدثني محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحصين التميمي، عن غزوة ذات السلاسل من أرض بلي وعذرة، قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص يستنفر الأعراب إلى الشام، وذلك أن أم العاص بن وائل امرأة من بلي، فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم يستألفهم بذلك، حتى إذا كان على ماء بأرض جذام، يقال له السلاسل وبذلك سمت تلك الغزاة ذات السلاسل، فلما كان عليه خاف، فبعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمده، فبعث إليه أبا عبيدة بن الجراح في المهاجرين الأولين، فيهم: أبو بكر، وعمر، وقال لأبي عبيدة: "لا تختلفا". فخرج أبو عبيدة حتى إذا قدم عليه قال له عمرو: إنما جئت مدداً لي. فقال أبو عبيدة: لا، ولكني أنا على ما أنا عليه، وأنت على ما أنت عليه- وكان أبو عبيدة رجلاً سهلاً ليناً هيناً عليه أمر الدنيا- فقال له عمرو: بل أنت مدد لي. فقال أبو عبيدة، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لي "لا تختلفا" وإنك إن عصيتني أطعتك. فقال له عمرو: فإني أمير عليك. قال: فدونك. فصلى عمرو بالناس.
واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على عمان، فلم يزل عليها إلى أن توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أنبأنا إبراهيم وإسماعيل وغيرهم بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي قال: حدثنا قتيبة، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا مشرح بن هاعان، عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أسلم الناس وآمن عمرو بن العاص". قال: وحدثنا أبو عيسى، حدثنا إسحاق بن منصور، حدثنا أبو أسامة، عن نافع بن عمر الجمحي، عن ابن أبي مليكة قال: قال طلحة بن عبيد الله: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن عمرو بن العاص من صالحي قريش".
ثم إن عمراً سيره أبو بكر أميراً إلى الشام، فشهد فتوجه، وولي فلسطين لعمر بن الخطاب، ثم سيره عمر في جيش إلى مصر، فافتتحها، ولم يزل والياً عليها إلى أن مات عمر، فأمره عليها عثمان أربع سنين، أو نحوها، ثم عزله عنها واستعمل عبد الله بن سعد بن أبي سرح. فاعتزل عمرو بفلسطين، وكان يأتي المدينة أحياناً، وكان يطعن على عثمان، فلما قتل عثمان سار إلى معاوية وعاضده، وشهد معه صفين، ومقامه فيها مشهور.
وهو أحد الحكمين والقصة مشهورة- ثم سيره معاوية إلى مصر فاستنقذها من يد محمد بن أبي بكر، وهو عامل لعلي عليها، واستعمله معاوية عليها إلى أن مات سنة ثلاث وأربعين، وقيل: سنة سبع وأربعين، وقيل: سنة ثمان وأربعين، وقيل: سنة إحدى وخمسين، والأول أصح.
وكان يخضب بالسواد، وكان من شجعان العرب وأبطالهم ودهاتهم، وكان موته بمصر ليلة عيد الفطر، فصلى عليه ابنه عبد الله، ودفن بالمقطم، ثم صلى العيد، وولي بعده ابنه، ثم عزله معاوية واستعمل بعده أخاه عتبة بن أبي سفيان.
ولعمرو شعر حسن، فمنه ما يخاطب به عمارة بن الوليد عند النجاشي، وكان بينهما شر قد ذكرناه في "الكامل" في التاريخ:
إذا المرء لم يترك طعاماً يحبه |
|
ولم ينه قلباً غاوياً حيث يمما |
قضى وطراً منه وغادر سنة |
|
إذا ذكرت أمثالها تملأ الفمـا |
ولما حضرته الوفاة قال: اللهم إنك أمرتني فلم أئتمر، وزجرتني فلم أنزجر- ووضع يده على موضع الغل وقال: "اللهم لا قوي فانتصر، ولا بريء فأعتذر، ولا مستكبر بل مستغفر، لا إله إلا أنت" فلم يزل يرددها حتى مات.
وروى يزيد بن أبي حبيب أن عبد الرحمن بن شماسة حدثه قال: لما حضرت عمرو بن العاص الوفاة بكى فقال ابنه عبد الله: لم تبكي، أجزعاً من الموت؟ قال: لا والله، ولكن لما بعد الموت. فقال له: كنت على خير. وجعل يذكر صحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وفتوحه الشام ومصر، فقال عمرو: تركت أفضل من ذلك، شهادة أن لا إله إلا الله، إني كنت على أطباق ثلاث، كنت أول شيء كافراً فكنت أشد الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلو مت حينئذ وجبت لي لنار، فلما بايعت رسول الله كنت اشد الناس حياء منه، فلو مت لقال الناس: هنيئاً لعمرو، أسلم، وكان على خير، ومات فترجى له الجنة. ثم تلبست بالسلطان وأشياء، فلا أدري أعليّ أم لي، فإذا مت فلا تبكين عليّ باكية، ولا تتبعني نائحة ولا نار، وشدوا عليّ إزاري، فإني مخاصم وسنوا علي التراب، فإن جنبي الأيمن ليس بأحق بالتراب من جنبي الأيسر، ولا تجعلن في قبري خشبة ولا حجراً، وإذا واريتموني فاقعدوا عندي قدر نحر جزور وتقطيعه، استأنس بكم، وأنظر ماذا أوامر رسل ربي.
روى عنه ابنه عبد الله، وأبو عثمان النهدي، وقبيصة بن ذؤيب، وغيرهم.
أنبأنا أبو الفضل بن أحمد الخطيب، أنبأنا أبو محمد السراج، أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين، أنبأنا أبو محمد عبد الله بن إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزار، حدثنا محمد بن عثمان- هو ابن أبي شيبة حدثنا مصعب بن عبد الله الزبيري، حدثنا عبد العزيز بن محمد، حدثنا يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم التميمي، عن بسر بن سعيد، عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص، عن عمرو بن العاص قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا حكم الحاكم فاجتهد فأخطأ فله أجر واحد". قال: فحدثت بهذا الحديث أبا بكر بن محمد بن عمرو بن حزم فقال: هكذا حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.
وكان عمرو قصيراً.
عمرو بن عامر بن ربيعة:
عمرو بن عامر بن ربيعة بن هوذة بن ربيعة البكاء بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.
روت ظميا بنت عبد العزيز بن موله، عن أبيها، عن جدها موله، عن ابني هوذة: العرس وعمرو بن عامر بن ربيعة، أنهما وفدا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلما، فأعطاهما مسكنهما من "المصنعة"، و"قرار".
ذكره ابن الدباغ على أبي عمر.
عمرو بن عامر الأنصاري
عمرو بن عامر بن مالك بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري الخزرجي المازني، يكنى أبا داود، ونسبه محمد بن يحيى الذهلي، و قال: شهد بدراً.
وقال ابن إسحاق: اسمه عمير. وروى عنه أنه قال: إني لأتبع رجلاً من المشركين يوم بدر لأضربه، إذ وقع رأسه قبل أن يصل إليه سيفي، فعرفت أنه قتله غيري.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
عمرو بن عبد الأسد المخزومي:
عمرو بن عبد الأسد المخزومي. سماه كذلك سعيد. وقيل: اسمه عبد مناف وقيل: عبد الله.
أخرجه أبو موسى، وقد ذكرناه في عبد الله، وأما عبد مناف فلعله كان في الجاهلية، ونذكره في الكنى، إن شاء الله تعالى.
عمرو بن عبد الله الأصم:
عمرو بن عبد الله الأصم تابعي أدرك الجاهلية.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
عمرو بن عبد الله الأنصاري:
عمرو بن عبد الله الأنصاري. روى عنه أنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل كتف شاة، ثم قام فتمضمض وصلى ولم يتوضأ.
أخرجه أبو عمر وقال: لا أعرفه بغير هذا، وفيه نظر، وضعف البخاري إسناده.
عمرو بن عبد الله الشامي:
عمرو بن عبد الله الشامي. قال جعفر: قاله البخاري في التاريخ الكبير. روى إبراهيم بن أبي عبلة أنه رأى من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: عبد الله بن عمرو، وعمرو بن عبد الله ابن أم حرام، وواثلة بن الأصقع يلبسون البرانس.
أخرجه أبو موسى وقال: هذا الرجل يكنى أبا أبي، مختلف في اسمه، فقيل: عبد الله بن أبي، وقيل: ابن أم حرام امرأة عبادة بن الصامت، وقيل غير ذلك. تقدم ذكره.
عمرو بن عبد الله الضبابي:
عمرو بن عبد الله الضبابي، من بلحارث بن كعب.
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم مع جماعة من قومه، منهم: قيس بن الحصين بن شداد بن قنان ذو الغصة، ويزيد بن عبد المدان، ويزيد بن المحجل، وعبد الله بن قريط، وشداد بن عبد الله القناني ذكره ابن إسحاق.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
عمرو بن عبد الله القاري:
عمرو بن عبد الله القاري أبو عياض. قال خليفة: هو من بني غالب بن أثيع بن الهون بن خزيمة بن مدركة، من بني القارة.
قال أبو عبيدة: أثيع بن الهون هو القارة، وعمرو هو جد عبيد الله بن عياض. يعد في أهل الحجاز، روى عمرو بن عياض القاري، عن أبيه، عن جده عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم مكة، وخلف سعداً مريضاً حين خرج إلى حنين، فلما قدم من الجعرانة معتمراً دخل عليه وهو وجع مغلوب، قال: يا رسول الله، إن لي مالاً.." وذكر حديث الوصية بالثلث.
أخرجه الثلاثة.
عمرو بن عبد الله العامري:
عمرو بن عبد الله بن أبي قيس العامري، من بني عامر بن لؤي، قتل يوم الجمل.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
عمرو بن عبد الحارث:
عمرو بن عبد الحارث. قال يحيى بن يونس: هو اسم أبي حازم والد قيس.
قال جعفر: والمشهور أن اسمه عبد عوف بن الحارث.
أخرجه أبو موسى.
عمرو بن عبد عمرو بن نضلة:
عمرو بن عبد عمرو بن نضلة بن عامر بن الحارث بن غبشان. قيل: هو اسم ذي الشمالين وقال الواقدي: اسمه عمرو بن عبد ود. وقال ابن إسحاق: اسمه عمرو بن نضلة: استشهد يوم بدر، قاله ابن إسحاق.
أخرجه أبو موسى.
عمرو بن عبد نهم الأسلمي:
عمرو بن عبد نهم الأسلمي. هو الذي كان دليل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحديبية، فأخذ به على طريق "ثنية الحنظل"، فانطلق أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى وقف عليها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده ما مثل هذه الثنية إلا مثل الباب الذي قال الله عز وجل لبني إسرائيل: "ادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة"، ولا يجوز هذه الثنية أحد هذه الليلة إلا غفر له".
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
عمرو بن عبسة:
عمرو بن عبسة بن عامر بن خالد بن غاضرة بن عتاب بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم، قاله أبو عمر.
قال ابن الكلبي وغيره: هو عمرو بن عبسة بن خالد بن حذيفة بن عمرو بن خالد بن مازن بن مالك بن ثعلبة بن بهثة بن سليم السلمي، ومازن بن مالك أمه بجلة- بسكون الجيم- بنت هناه بن مالك بن فهم الأزدية، وإليها ينسب ولدها، وممن ينسب عمرو بن عبسة، فهو بجلي، وهو سلمي. ويكنى أبا نجيح، وقيل: أبو شعيب.
أسلم قديماً أول الإسلام، كان يقال هو ربع الإسلام. أنبأنا أبو الفرج بن أبي الرجاء الثقفي إجازة بإسناده إلى أبي بكر بن أبي عاصم، حدثنا محمد بن مصفى، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا عبد الله بن العلاء قال: حدثني أبو سلام الحبشي أنه سمع عمرو بن عبسة السلمي يقول: ألقي في روعي أن عبادة الأوثان باطل، فسمعني رجل وأنا أتكلم بذلك، فقال: يا عمرو، بمكة رجل يقول كما تقول. قال: فأقبلت إلى مكة أسأل عنه، فأخبرت أنه مختف، لا أقدر عليه إلا بالليل يطوف بالبيت. فنمت بين الكعبة وأستارها، فما علمت إلا بصوته يهلل الله، فخجت إليه فقلت: ما أنت؟ فقال: "رسول الله". فقلت: وبم أرسلك؟ قال: "بأن يعبد الله ولا يشرك به شيء، وتحقن الدماء، وتوصل الأرحام". قال قلت: ومن معك على هذا؟ قال: "حر وعبد". فقلت: ابسط يدك أبايعك. فبسط يده فبايعته على الإسلام، فلقد رأيتني وإني لربع الإسلام.
وروي عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أقيم معك يا رسول الله؟ قال: "لا، ولكن الحق بقومك، فإذا سمعت أني قد خرجت فاتبعني". قال: فلحقت بقومي، فمكثت دهراً طويلاً منتظراً خبره، حتى أتت رفقة من يثرب، فسألتهم عن الخبر، فقالوا: خرج محمد من مكة إلى المدينة. قال: فارتحلت حتى أتيته، فقلت: أتعرفني؟ قال: "نعم، أنت الرجل الذي أتيتنا بمكة".
وكان قدومه المدينة بعد مضي بدر، وأحد، والخندق، ثم قدم المدينة فسكنها، ونزل بعد ذلك الشام.
روى عنه من الصحابة: عبد الله بن مسعود، وأبو أمامة الباهلي، وسهل بن سعد الساعدي، ومن التابعين: أبو إدريس الخولاني، وسليم بن عامر، وكثير بن مرة، وعدي بن أرطأة، وجبير بن نفير وغيرهم.
أنبأنا عبد الوهاب بن هبة الله وغيره قالوا: أنبأنا أبو القاسم بن الحصين، أنبأنا أبو طالب بن غيلان، أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن الشافعي، أنبأنا إسحاق الحربي، أنبأنا عبد الله بن رجاء، حدثنا سعيد بن سلمة بن أبي الحسام، حدثنا محمد بن المنكدر، عن عبد الرحمن بن يزيد أنه سمع عمرو بن عبسة يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من شاب شيبة في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة ومن رمى سهماً في سبيل الله فبلغ العدو أو قصر، كان له عدل رقبة. ومن أعتق رقبة مؤمنة، أعتق الله تعالى بكل عضو منه عضواً من المعتق من النار".
أخرجه الثلاثة.
عمرو بن عبيد الله الحضرمي:
عمرو بن عبيد الله الحضرمي. رأى النبي صلى الله عليه وسلم. أنبأنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا الجعيد بن عبد الرحمن عن الحسن بن عبد الله: أن عمرو بن عبيد الله صاحب النبي صلى الله عليه وسلم حدثه قال: رأيت رسول الله أكل كتفاً، ثم قام فتمضمض وصلى، ولم يتوضأ.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: لا تصح له رؤية النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال البخاري: رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولا يصح حديثه.
وقد تقدم هذا المتن في عمرو بن عبد الله الأنصاري، ولعله قد كان حضرمياً، وحلفه في الأنصار، والله أعلم.
�عمرو بن عتبة بن نوفل:
عمرو بن عتبة بن نوفل. يعد في أهل الحجاز. ذكره محمد بن إسماعيل البخاري، عن بشر بن الحكم.
روت عاتكة بنت أبي وقاص أخت سعد قالت: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، فجئته في نسوة ثمان ومعي ابناي، فقلت: يا رسول الله، هذان ابنا عمك، وأنا خالتك فأخذ ابني عمرو بن عتبة بن نوفل، وكان أصغرهما، فوضعه في حجره.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
عمرو بن عثمان القرشي:
عمرو بن عثمان بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب القرشي التميمي. أمه هند بنت البياع بن عبد ياليل بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر.
كان من مهاجرة الحبشة، ورجع في السفينتين، ثم قتل بالقادسية مع سعد بن أبي وقاص سنة خمس عشرة في خلافة عمر بن الخطاب، وليس له عقب.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
عمرو العجلاني:
عمرو العجلاني. أورده أبو زكريا مستدركاً على جده، وقد أخرجه جده.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
روى عبد الرحمن بن عمرو العجلاني، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن تستقبل القبلة بغائط أو بول.
ويرد الكلام في "عمرو بن أبي عمرو"، إن شاء الله تعالى.
عمرو بن عطية:
عمرو بن عطية. أورده الطبراني في الصحابة، وروى بإسناده عن ابن لهيعة، عن سليمان بن عبد الرحمن، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن عمرو بن عطية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الأرض ستفتح عليكم، وتكفون المؤنة، فلا يعجز أحدكم أن يلهو بأسهمه".
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
عمرو أبو عطية السعدي:
عمرو أبو عطية السعدي. روى عنه ابنه عطية أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تسأل الناس شيئاً، ومال الله مسؤول ومنطى" قال: فكلمني بلغة قومي.
عمرو بن عقبة:
عمرو بن عقبة. ذكره سعيد في الصحابة، وروى بإسناده عن مكحول أن عمرو بن عقبة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صار يوماً في سبيل الله بعد من النار مسيرة عام".
قال سعيد: أراه عمرو بن عبسة.
وقال جعفر المستغفري: عمرو بن عقبة بن نيار الأنصاري شهد بدراً، يكنى أبا سعيد.
أخرجه أبو موسى.
عمرو بن أبي عقرب:
عمرو بن أبي عقرب. أورده سعيد والمستغفري. روى شبابة، عن خالد بن أبي عثمان، عن سليط وأيوب ابني عبد الله بن يسار، كلاهما عن عمرو بن أبي عقرب أنهما سمعاه يقول: والله ما أصبت من عملي الذي بعثني إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ثوبين معقدين، كسوتهما مولاي كيسان.
كذا رواه شبابة. ورواه حرمي بن حفص، عن خالد، عن أيوب، عن عمرو، عن عتاب بن أسيد، وهو أصح.
أخرجه أبو موسى.
عمرو بن عقيش:
عمرو بن عقيش. كان له ربا في الجاهلية، وكان يمنعه من الإسلام حتى أخذه.
كذا أورده سعيد، وروى له حديثاً. وإنما هو ابن أقش، وقيل: وقش، وقيل: ابن ثابت بن وقش.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
عمرو بن أبي عمرو العجلاني:
عمرو بن أبي عمرو، العجلاني، أبو عبد الرحمن. وقيل: أبو عبد الله. حديثه عند ابنه عبد الرحمن.
روى عبد الله بن نافع، عن أبيه، أن عبد الرحمن بن عمرو العجلاني حدث ابن عمر، عن أبيه: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تستقبل القبلة بالغائط والبول.
ورواه جماعة، عن أيوب، عن نافع قال: سمعت رجلاً يحدث ابن عمر، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، نحوه.
ورواه عاصم بن هلال، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر، والأول أصح.
أخرجه الثلاثة.
قلت: قد أخرج أبو نعيم هذه الترجمة، وعاد أخرجها فقال: عمرو العجلاني، ولم ينسبه، وروى عنه هذا الحديث بهذا الإسناد، فلا أعلم لم جعلهما اثنين، وهما واحد. وقد وافقنا الحافظ أبو موسى فقال: عمرو العجلاني، استدركه أبو زكريا على جده، وقد أخرجه جده- يعني هذا- والحق معه، والله أعلم.
عمرو بن أبي عمرو القرشي:
عمرو بن أبي عمرو بن شداد الفهري، من بني ضبة بن الحارث بن فهر بن مالك القرشي الفهري، يكنى أبا شداد.
شهد بدراً، قاله الواقدي، وقال: شهدها وهو ابن اثنتين وثلاثين سنة، ومات سنة ست وثلاثين في خلافة علي.
قاله جعفر المستغفري.
وقال سعيد، عن الواقدي: إنه قتل يوم الجمل، مع علي.
أخرجه أبو موسى وأبو عمر، وقال أبو موسى: وقيل: عمرو بن أبي عمير. قال أبو الزبير: قلت لجابر بن عبد الله: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يزني الزاني وهو مؤمن"؟ فقال: لم اسمعه، ولكن أخبرني عمرو بن أبي عمير أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم.
عمرو بن أبي عمرو المزني:
عمرو بن أبي عمرو المزني، أبو رافع. روى عنه ابنه رافع.
روى هلال بن عامر، عن رافع بن عمرو المزني قال: إني يوم حجة الوداع خماسي أو سداسي فأخذ أبي بيدي حتى انتهينا إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمنى يوم النحر، فرأيت رجلاً يخطب على بغلة شهباء، فقلت لأبي: من هذا؟ فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم فدنوت حتى أخذت بساقه ثم مسحتها حتى أدخلت كفي فيما بين أخمص قدميه والنعل. فكأني أجد بردها على كفي.
رواه محمد بن حميد، عن علي بن مجاهد، عن هلال بن أبي هلال، عن أبيه، عن رافع، مثله.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
عمرو بن عمير:
عمرو بن عمير. اختلف في اسمه، فقيل: عمرو بن عمير، وقيل: عمير بن عمرو، وقيل: عامر بن عمير، وقيل: عمارة بن عمير، وقيل: عمرو بن بلال، وقيل: عمرو الأنصاري. هذا كلام أبي عمر، وقال: "هذا الاختلاف كله في حديث واحد". وهو ما رواه حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أبي يزيد المديني، عن عمرو بن عمير قال: تغيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام، لا يخرج إلا إلى صلاة مكتوبة، ثم يدخل. فخشينا أن يكون قد حدث أمر، فسألناه، فقال: "لم يحدث إلا خير، إن ربي عز وجل، وعدني أن يدخل من أمتي الجنة سبعين ألفاً بغير حساب، وإني سألته في هذه الأيام المزيد، فوجدت ربي ماجداً كريماً، فأعطاني بكل واحد من السبعين ألفاً سبعي ألفاً. قال: قلت: يا رب، فإن لم يبلغ عدد أمتي هذا؟ قال: نكلمهم من الأعراب".
رواه يحيى السيلحيني، عن الضحاك بن نبراس، عن ثابت، عن أبي يزيد، عن عمرو بن حزم، نحوه. ورواه سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أبي يزيد، عن عمر بن عمير، أو عامر بن عمير. ورواه عثمان بن مطر، عن ثابت، عن أبي يزيد، عن عمارة بن عمير.
وذكره ابن إسحاق فيمن بايع بالعقبة، فقال: "..وعمرو بن عمير بن عدي بن نابي بن عمرو بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة.
أخرجه الثلاثة.
عمرو بن عنمة:
عمرو بن عنمة بن عدي بن نابي بن سواد بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري الخزرجي ثم السلمي.
شهد بدراً، والعقبة. وهو أخو ثعلبة بن عنمة، وهو أحد البكائين الذين نزلت فيهم آية: "ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت: لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع.." أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
عمرو بن عوف الأنصاري:
عمرو بن عوف الأنصاري، حليف بني عامر بن لؤي. شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أنبأنا عبيد الله بن أحمد بإسناده، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق فيمن شهد بدراً: "..وعمرو بن عوف، مولى سهيل بن عمر".
وهكذا جعله ابن إسحاق مولى، وجعله غيره حليفاً. وقيل: إنه سكن المدينة، ولا عقب له. روى عنه المسور بن مخرمة حديثاً واحداً.
أنبأنا إسماعيل وإبراهيم وغيرهما بإسنادهم عن أبي عيسى الترمذي: حدثنا سويد بن نصر، حدثنا عبد الله عن معمر يونس، عن الزهري: أن عروة أخبره: أن المسور بن مخرمة أخبره: أن عمرو بن عوف، وهوحليف بني عامر بن لؤي، وكان شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبره: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث أبا عبيدة بن الجراح، فقدم بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدوم أبي عبيدة، فوافوا صلاة الفجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلمن فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تعرضوا له، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآهم، ثم قال: "أظنكم سمعتم أن أبا عبيدة قدم بشيء"؟ قالوا: أجل. قال: "فأبشروا وأملوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا، كما بسطت على من قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم".
أخرجه الثلاثة.
عمرو بن عوف المزني:
عمرو بن عوف بن زيد بن مليحة، وقيل: ملحة بن عمرو بن بكر بن أفرك بن عثمان بن عمرو بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر، أبو عبد الله المزني.
كان قديم الإسلام، يقال: إنه قدم مع النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، ويقال: إن أول مشاهده الخندق. وكان أحد البكائين في غزوة تبوك، له منزل بالمدينة، ولا يعلم حي من العرب مجلس بالمدينة غير مزينة.
وهو جد كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، حديثه عند أولاده.
روى القعنبي، عن كثير بن عبد الله بن عمرو بن عوف، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من شهر علينا السلاح فليس منا".
وروى إسماعيل بن أبي أويس، عن كثير، عن أبيه، عن جده عمرو المزني قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة، فصلى نحو بيت المقدس سبعة عشر شهراً.
أنبأنا إبراهيم بن محمد وغير واحد بإسنادهم عن محمد بن عيسى: حدثنا مسلم بن عمرو، حدثنا عبد الله بن نافع، عن كثير بن عبد الله- هو ابن عمرو بن عوف بن زيد بن مليحة- عن أبيه، عن جده: أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر في العيدين في الأولى سبعاً، وفي الآخرة خمساً قبل القراءة.
ومات بالمدينة آخر أيام معاوية.
أخرجه الثلاثة.
عمرو بن عوف بن يربوع:
شهد العقبة، ثم شهد بدراً. وهو والد الحجاج بن عمرو بن غزية وإخوته، وهم: الحارث، وعبد الرحمن، وزيد، وسعيد، وأكبرهم الحارث له صحبة، واختلف في صحبة الحجاج، ولم تصح لغيرهما من ولده صحبة، قاله أبو عمر.
وروى أبو صالح، عن ابن عباس في قوله تعالى: "أقم الصلاة طرفي النهار"، قال: نزلت في عمرو بن غزية الأنصاري، وكان يبيع التمر، فأتته امرأة تبتاع منه تمراً، فأعجبته، فقال: إن في البيت تمراً أجود من هذا، فانطلقي معي أعطيك منه. فانطلقت معه، فلما دخلت البيت وثب عليها، فلم يترك شيئاً مما يصنع الرجل بالمرأة إلا قد فعله، إلا أنه لم يجامعها، وقذف شهوته. وندم على صنيعه، ثم اغتسل وأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله عن ذلك فقال: "ما أدري ما أرد عليك". فحضرت العصر فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلى العصر، فلما فرغ من صلاته نزل عليه جبريل عليه السلام بتوبته، فقال: "أقم الصلاة طرفي النهار".
أخرجه الثلاثة.
عمرو بن غنم:
عمرو بن غنم بن مازن بن قيس بن أبي صعصعة الخزرجي. أورده جعفر فيمن شهد بدراً، وذكره أيضاً فيمن نزل فيه قوله تعالى: "تولوا وأعينهم تفيض من الدمع".
أخرجه أبو موسى.
عمرو بن غيلان:
عمرو بن غيلان بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قسي- وهو ثقيف- بن منبه الثقفي.
حديثه عند أهل الشام، يكنى أبا عبد الله، مختلف في صحبته، ولأبيه غيلان صحبة. روى عنه أبو عبيد الله بن مشكم.
أنبأنا يحيى بن محمود إجازة بإسناده إلى ابن أبي عاصم: حدثنا أبو بكر، حدثنا يعلى بن منصور، حدثنا صدقة بن خالد، عن يزيد بن أبي مريم الدمشقي، عن أبي عبيد الله مسلم بن مشكم، عن عمرو بن غيلان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اللهم من آمن بي وصدقني وعلم أن ما جئت به الحق من عندك، فأقل ماله وولده، وحبب إليه لقاءك، وعجل له القصاص، ومن لم يؤمن بي ولم يصدقني، ولم يعلم أن ما جئت به الحق، فأكثر ماله وولده، وأطل عمره".
وكان ابنه عبد الله بن عمرو من أعيان رجال معاوية، ولاه البصرة بعد موت زياد، وبعد أن عزل سمرة بن جندب، فأقام بها شهوراً، وعزله واستعمل عليها عبيد الله بن زياد.
أخرجه الثلاثة.
عمرو أبو فراس الليثي:
عمرو أبو فراس الليثي. روى أبو يحيى التيمي، عن سفيان بن وهب، عن أبي الطفيل: أن رجلاً من بني ليث يقال له "فراس بن عمرو" أصابه صداع شديد، فذهب به أبوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فشكا إليه، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم فراساً، فأخذ بجلدة ما بين عينيه فجبذها، فذهب عنه الصداع.
ثم إن فراساً هم بالخروج على علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع أهل حروراء، فأخذه أبوه فأوثقه وحبسه حتى أحدث التوبة بعد ذلك.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، إلا أن ابن منده قال في الإسناد: "سفيان بن وهب"، وإنما هو "سيف بن وهب"، والله أعلم.
عمرو بن الفغواء:
عمرو بن الفغواء بن عبيد بن عمرو بن مازن بن عدي بن عمرو بن ربيعة الخزاعي، أخو علقمة، وقيل: ابن أبي الفغواء.
أنبأنا عبد الوهاب بن علي بن سكينة، بإسناده إلى سليمان بن الأشعث قال: حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، حدثنا نوح بن يزيد بن سيار المؤدب، حدثنا إبراهيم بن سعد، حدثني ابن إسحاق، عن عيسى بن معمر، عن عبد الله بن عمرو بن الفغواء الخزاعي، عن أبيه أنه قال: دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم- وقد أراد أن يبعثني بمال إلى أبي سفيان، يقسمه في قريش، بمكة، بعد الفتح- فقال التمس صاحباً؟ فجاء عمرو بن أمية الضمري، فقال: بلغني أنك تريد الخروج وتلتمس صاحباً؟ قلت: أجل. قال: فأنا لك صاحب. فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: قد وجدت. فقال: من. فقلت: عمرو بن أمية. فقال: "إذا هبطت بلاد قومه فاحذره، فإنه قد قال القائل: أخوك البكري، ولا تأمنه".
أخرجه الثلاثة.
عمرو بن القاري:
عمرو بن القاري. استعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على غنائم حنين، وهو من القارة، ويقال لولد مسعود بن عامر بن ربيعة "بنو القاري"، وهم بالمدينة حلفاء بني زهرة.
قاله هشام بن الكلبي.
عمرو بن قرة:
عمرو بن قرة. لقي النبي صلى الله عليه وسلم. روى عبد الرزاق، عن بشر بن نمير، عن مكحول، عن يزيد بن عبد الله، عن صفوان بن أمية، قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، فجاء عمرو بن قرة فقال: يا رسول الله، إن الله كتب علي الشقوة، فلا أراني أرزق إلا من دفي بكفي، فأذن لي في الغناء من غير فاحشة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلمك "لا آذن لك ولا كرامة ولا نعمة، كذبت يا عدو الله! لقد رزقك الله حلالاً طيباً، فاخترت ما حرم الله عليك، لو كنت تقدمت إليك لنكلت بك".
أخرجه الثلاثة.
عمرو بن قيس العبدي:
عمرو بن قيس، ابن أخت الأشج العبدي. وهو أول من أسلم من ربيعة، وذلك أن الأشج بعثه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعلم له علمه، فلما لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلم، وأتى الأشج فأخبره أخباره، فأسلم الأشج، وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ذكره جعفر.
أخرجه أبو موسى.
عمرو بن قيس بن جدي:
عمرو بن قيس بن جدي بن عدي بن مالك بن سالم بن عوف الأنصاري الخزرجي.
شهد بدر. قاله يونس وسلمة، عن ابن إسحاق.
عمرو بن قيس بن زائدة:
عمرو بن قيس بن زائدة بن الأصم- واسم الأصم جندب- بن هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيص بن عامر بن لؤي القرشي العامري. وهو ابن أم مكتوم الأعمى المؤذن، وأمه أم مكتوم، اسمها: عاتكة بنت عبد الله بن عنكثة بن عامر بن مخزوم. وهو ابن خال خديجة بنت خويلد، فإن أم خديجة رضي الله عنها فاطمة بنت زائدة بن الأصم، وهي أخت قيس.
وقد اختلف في اسمه فقيل: عبد الله، وقيل: عمرو، وهو الأكثر، قاله مصعب، والزبير.
هاجر إلى المدينة بعد مصعب بن عمير، وقيل: قدمها بعد بدر بيسير، واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة ثلاثة عشرة مرة في غزواته، منها غزوة الأبواء، وبواط، وذو العشيرة، وخروجه إلى جهينة في طلب كرز بن جابر، وفي غزوة السويق، وغطفان، وأحد، وحمراء الأسد، ونجران، وذات الرقاع. واستخلفه حين سار إلى بدر، ثم رد إليها أبا لبابة واستخلفه عليها، واستخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم عمراً أيضاً في مسيره إلى حجة الوداع.
وشهد فتح القادسية، ومعه اللواء، وقتل بالقادسية شهيداً.
وقال الواقدي: رجع من القادسية إلى المدينة، فمات، ولم يسمع له بذكر بعد عمر.
قال أبو عمر: وأما قول قتادة، عن أنس: "أن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل ابن أم مكتوم على المدينة مرتين"، فلم يبلغه ما بلغ غيره، والله أعلم.
أخرجه أبو عمر هكذا، وقد أخرجه ابن منده وأبو نعيم فقال: عمرو بن زائدة، فأسقطا قيساً، وهو هذا، فهو متفق عليه.
عمرو بن قيس بن زيد الأنصاري:
عمرو بن قيس بن زيد بن سواد بن مالك بن غنم الأنصاري النجاري. يكنى أبا عمرو، وأبا الحكم.
شهد بدراً في قول أبي معشر، والواقدي، وعبد الله بن محمد بن عمارة. ولا خلاف بينهم أنه قتل يوم أحد شهيداً.
أنبأنا عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق فيمن قتل يوم أحد من بني النجار، ثم من بني سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار: عمرو بن قيس، وابنه قيس.
وكذلك نسبه ابن الكلبي، وجعله بدرياً. يقال: إنه قتله نوفل بن معاوية الديلي. واختلف في شهود أبيه قيس بدراً كالاختلاف في ابنه.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا نعيم قال: "عمرو بن قيس بن سواد" فاسقط "زيداً"، وأما ابن منده فقال: "عمرو بن قيس النجاري" والله أعلم.
عمرو بن قيس بن مالك:
عمرو بن قيس بن مالك بن كعب بن عبد الأشهل بن حارثة بن دينار بن النجار، قتل يوم أحد شهيداً.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
عمرو بن كعب اليامي:
عمرو بن كعب اليامي، وقيل: كعب بن عمرو. جد طلحة بن مصرف.
روى ليث بن أبي سليم عن طلحة بن مصرف عن أبيه، عن جده قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فمسح رأسه، هكذا مرة واحدة، حتى بلغ القذال.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر قال: يقال: إنه جد طلحة بن مصرف- قال: وقال بعض أصحاب الحديث: إن جد طلحة بن مصرف: صخر بن عمرو،وقال غيره: كعب بن عمرو.
عمرو بن مازن:
عمرو بن مازن، من بني خنساء بن مبذول الأنصاري، شهد بدراً. قاله ابن منده عن ابن إسحاق. قال أبو نعيم: وهذا وهم، لأن عمرو بن غنم جد خنساء الذي ينسب إليه بنو خنساء بن مبذول بن عمرو، هكذا قاله ابن إسحاق، سقط من كتابه شيء، فقد رأى أن عمراً شهد بدراً، ولم يذكر ابن إسحاق أنه شهد بدراً من بني خنساء إلا رجلان، أحدهما: أبو داود المازني، واسمه عمرو بن عامر بن مالك بن خنساء، والآخر سراقة بن عمرو بن عطية بن خنساء، وإذا نظر في نسخة صحيحة تبين له وهمه، وكان بين عمرو بن مازن وبين الإسلام أكثر من مائة سنة، فعده في الصحابة، وكثر به كتابه.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
قلت: الذي ذكره ابن منده عن ابن إسحاق فيمن شهد بدراً: عمرو بن مازن صحيح، فإن يونس بن بكير روى عن ابن إسحاق فيمن شهد بدراً، من بني خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار: أبو داود عمير بن عامر بن مالك، وعمرو بن مازن، وسراقة بن عمرو بن عطية، ثلاثة نفر. هذه رواية يونس، وعليها معوّل ابن منده، وإنما غير يونس- منهم البكائي وسلمة- لم يذكروا في روايتهم "عمرو بن مازن"، فلا مطعن على ابن منده، وأبا أبو نعيم فإنما ينقل عن ابن إسحاق رواية إبراهيم بن سعد عنه. وليس هذا في روايته، وأصحاب ابن إسحاق يختلفون عليه كثيراً.
عمرو بن مالك الأشجعي:
عمرو بن مالك الأشجعي. ذكره ابن أبي شيبة وغيره في الصحابة.
أنبأنا أبو موسى كتابة، أنبأنا أبو علي، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا أحمد بن عبد الرحمن، حدثنا أبو الوليد بن مسلم، عن ابن لهيعة، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله بن معمر، عن عمرو بن مالك الأشجعي قال: قلت: يا رسول الله، أوصني، فإني أتخوف أن لا أراك بعد يومي هذا! قال: "عليك بجبل الخمر". قلت: وما جبل الخمر؟ قال: "أرض المحشر. وإياك وسرية النفل، فإنهم إن لقوا فروا، وإن غنموا غلوا".
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
عمرو أبو مالك الأشعري:
عمرو، أبو مالك الأشعري. سماه كذلك يحيى بن يونس، وسعيد. وقيل: اسمه الحارث بن مالك، وقيل: عمرو بن عاصم. روى عنه عطاء بن يسار وغيره، ونذكره في الكنى إن شاء الله تعالى.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
عمرو بن مالك الأوسي:
عمرو بن مالك الأوسي المعروف بالرؤاسي. كذا ذكره ابن شاهين. روى مكي بن إبراهيم، عن موسى بن عبيدة، عن محمد بن كعب، عن عمرو بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ حرفاً من القرآن، كتب له حسنة"- أو قال: عشر حسنات، لا أقول "ألم ذلك الكتاب" حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف".
أخرجه أبو موسى وقال: هذا خطأ، وصوابه عوف بن مالك، وهو الذي يقال له: عمرو بن مالك، وأبي بن مالك، وقد أخرج ابن منده هذا، فقال: عمرو بن مالك، ويقال مالك بن عمر، ويقال: أبي. وقد تقدم في الهمزة.
عمرو بن مالك بن جعفر العامري:
عمرو بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري الجعفري، ملاعب الأسنة.
ذكره ابن منده وأبو نعيم هكذا، وروياه عن أبي أحمد الزبيري، عن مسعر، عن خشرم بن حسان أن عمرو بن مالك ملاعب الأسنة بعث إلى النبي صلى الله عليه وسلم يلتمس دواءً.
رواه جماعة، عن مسعر عن خشرم، عن مالك بن ملاعب الأسنة، وهو الصحيح.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
عمرو بن مالك بن قيس بن بجيد:
عمرو بن مالك بن قيس بن بجيد بن رؤاس- واسمه الحارث- بن ربيعة بن عامر بن صعصعة العامري الرؤاسي. كوفي. وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع أبيه مالك.
روى وكيع بن الجراح، عن أبيه، عن شيخ يقال له: "طارق"، عن عمرو بن مالك قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إرض عني. فأعرض عني ثلاثاً، قال قلت: والله يا رسول الله، إن الرب ليترضى فيرضى، فارض عني. قال: فرضي عني.
وقد روى عن عمرو بن مالك الرؤاسي، عن أبيه.
أخرجه أبو عمر، وأبو نعيم، وأبو موسى. وقد أخرج أبو موسى أيضاً عمرو بن مالك الأوسي الرؤاسي في الترجمة التي قبل هذه، وأخرج هذه أيضاً، ولا أعلم أهما اثنان أم واحد؟ إلا أن الحديث واحد، ولم يخرجهما إلا وقد علم أنهما اثنان، والله أعلم.
عمرو بن محصن:
عمرو بن محصن بن حرثان بن قيس بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة أخو عكاشة بن محصن. شهد أحداً، قال ابن إسحاق: ثم تتابع المهاجرون يقدمون أرسالاً، فكان بنو غنم بن دودان أهل إسلام قد أوعبوا إلى المدينة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم: عمرو بن محصن.
أخرجه الثلاثة، واستدركه أبو موسى على ابن منده، وروى بإسناده عن ابن أبي عمرة، عن عمرو بن محصن قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اقتراب الساعة كثرة المطر، وقلة النبات، وكثرة القراء وقلة الفقهاء، وكثرة الأمراء وقلة الأمناء".
وهذا استدراك لا وجه له، فإن ابن منده قد أخرجه.
عمرو بن محمد بن مسلمة:
عمرو بن محمد بن مسلمة الأنصاري. نذكر نسبه عند أبيه إن شاء الله تعالى. صحب النبي صلى الله عليه وسلم، وشهد فتح مكة والمشاهد بعدها. قاله ابن شاهين. عن عبد الله بن أبي داود.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
عمرو بن مخزوم الغاضري:
عمرو بن مخزوم الغاضري. أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ودخل حدود أصفهان وأرجان أيام عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وله ذكر وليست له رواية. ويقال: إنه أخذ دليلاً على مأرت، فلما شق عليه الصعود قال لدليله: "ما أردت" فسمي مأرت.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
عمرو بن مرداس السلمي:
عمرو بن مرداس السلمي. قدم نسبه عند ذكر أخيه العباس بن مرداس. ذكر في جملة المؤلفة قلوبهم.
روى محمد بن مروان، عن ممد بن السائب، عن أبي صالح، عن ابن عباس قال: كانت المؤلفة قلوبهم خمسة عشر رجلاً، منهم: أبو سفيان بن حرب، والأقرع بن حابس، وعيينة بن حصن الفزاري، وسهيل بن عمرو العامري، والحارث بن هشام المخزومي، وحويطب بن عبد العزى من بني امر بن لؤي، وسهيل بن عمرو الجهني، وأبو السنابل بن بعكك وحكيم بن حزام من بني أسد بن عبد العزى، ومالك بن عوف النصري، وصفوان بن أمية، وعبد الرحمن بن يربوع، من بني مالك، وجد بن قيس السهمي، وعمرو بن مرداس السلمي، والعلاء بن الحارث الثقفي. أعطي كل واحد منهم مائة بعير، وأعطي يربوع وحويطب خمسين خمسين في حديث طويل.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: ذكره بعض المتأخرين من حديث صالح بن عبد الله، عن محمد بن مروان، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح، عن ابن عباس، ووهم في ثلاثة أسام؛ فقال: عمرو بن مرداس، وهو العباس بن مرداس، وقال: سهيل بن عمرو الجهني وقال: جد بن قيس السهمي، وهو خالد، فإن جد بن قيس من الأنصار، ولو أصلحه لكان خيراً له.
عمرو بن مرة بن عبس الجهني:
عمرو بن مرة بن عبس بن مالك بن الحارث بن مازن بن سعد بن مالك بن رفاعة بن نصر بن مالك بن غطفان بن قيس بن جهينة الجهني، ثم أحد بني غطفان، ويقال: الأسدي، ويقال: الأزدي، والأول أكثر. يكنى أبا مريم.
وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال: آمنت بكل ما جئت به من حلال وحرام، وأن أرغم ذلك كثيراً من الأقوام. وكان إسلامه قديماً، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر المشاهد، وسكن الشام. روى عنه عيسى بن طلحة، وسبرة بن معبد، ومضرس بن عثمان، وغيرهم.
أنبأنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، ح إسماعيل بن إبراهيم، عن علي بن الحكم، حدثني أبو حسن أن عمرو بن مرة قال لمعاوية: يا معاوية، غني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ما من إملم- أو وال- يغلق بابه دون ذوي الحاجة والخلة والمسكنة، إلا أغلق الله عز وجل أبواب السماء دون حاجته وخلته ومسكنته" قال: فجعل معاوية رجلاً على حوائج الناس".
وكان عمرو بن مرة يجالس معاذ بن جبل، ويتعلم منه القرآن وسنن الإسلام، فقال في ذلك:
الآن حين شرعت في حوض التقى |
|
وخرجت من عقد الحياة سلـيمـا |
ولبست أثواب الحليم فأصبـحـت |
|
أم الغواية من هواي عـقـيمـا |
وهي أكثر من هذا.
أخرجه الثلاثة.
عمرو بن المسبح الطائي:
عمرو بن المسبح بن كعب بن طريف بن عصر بن غنم بن جارية بن ثوب بن معن بن عتود بن عنبر بن سلامان بن ثعل الطائي الثعلي، منسوب إلى ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيئ.
كان أرمى العرب، عاش مائة وخمسين سنة، وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ووفد إليه وأسلم، وإياه عني امرؤ القيس بقوله:
رب رام من بني ثعل |
|
مخرج كفيه من ستره |
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى. وقال أبو موسى: ليس يدري أقبض قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم أو بعده قال ذلك القتبي في المعارف.
أخرجه ابن شاهين، عن ابن الكلبي.
عصر: بفتح العين، والصاد. وثوب: بضم الثاء المثلثة، وفتح الواو. ومسبح بضم الميم، وفتح السين، وكسر الباء الموحدة.
عمرو بن مسلم الخزاعي:
عمرو بن مسلم الخزاعي. كذا أورده ابن شاهين، وروى حديث يزيد بن عمرو بن مسلم، عن أبيه، عن جده.
أخرجه أبو موسى وقال: الحديث على هذا الاسم لا لعمرو.
عمرو بن مطرف الأنصاري:
عمرو بن مطرف بن عمرو- وقيل: مطرف بن علقمة- الأنصاري، من بني عمرو بن مبذول، استشهد يوم أحد.
أنبأنا أبو جعفر بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من استشهد يوم أحد ".. ومن بني عمرو بن مبذول.. وعمرو بن مطرف بن عمرو".
هكذا نسبه يونس وسلمة عن ابن إسحاق، ونسبه زياد بن عبد الله البكائي، عنه: فقال: عمرو بن مطرف بن علقمة".
وروى موسى بن عقبة، عن ابن شهاب، فيمن استشهد يوم أحد من بني عوف بن عمرو: "عمرو بن مطرف بن علقمة"، مثل البكائي.
أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: عمرو بن مطرف- أو: مطرف بن عمرو- بن علقمة بن ثقف الأنصاري، قتل يوم أحد شهيداً.
عمرو بن مطعم:
عمرو بن مطعم. قيل: أورده ابن أبي عاصم في كتاب الآحاد والمثاني.
أنبأنا محمد بن عمر بن أبي عيسى كتابة قال: حدثنا الحسن بن أحمد، حدثنا عبد الرحمن بن محمد، حدثنا أبو بكر القباب، حدثنا أحمد بن عمرو، حدثنا سلمة، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن عمرو بن محمد بن عمرو بن مطعم، أن أباه أخبره، عن جده: أنه بينما هو يسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مقفله من حنين، علقه الأعراب يسألونه، فاضطروه إلى سمرة، فاستلبت رداءه وهو على راحلته، فوقف فقال: "ردوا علي ردائي، أتخشون علي البخل؟! فلو كان عدد العضاه نعماً لقسمتها بينكم، ثم لا تجدوني بخيلاً ولا كذاباً ولا جباناً"! كذا أورده ابن أبي علي محيلاً به على ابن أبي عاصم. ورواه غير واحد عن الزهري، فيهم معمر، عن عمر بن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه أن جبيراً أباه أخبره. وهو الصحيح، وكذلك رواه الزبيري، عن عبد الرزاق.
أخرجه أبو موسى.
عمرو بن معاذ الأنصاري:
عمرو بن معاذ بن النعمان الأنصاري الأشهلي، أخو سعد بن معاذ. تقدم نسبه عند ذكر أخيه وشهد معه بدراً، وقتل يوم أحد شهيداً، قتله ضرار بن الخطاب، ولا عقب له.
أخرجه الثلاثة.
عمرو بن معبد الأنصاري:
عمرو بن معبد بن الأزعر بن زيد بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي ثم الضبيعي.
شهد بدراً، ويقال فيه: عمرو وعمير، والأول أكثر.
أنبأنا عبيد الله بن أحمد بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً من بني ضبيعة
بن زيد: ".. وعمرو بن معبد".
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
عمرو بن معد يكرب الزبيدي:
عمرو بن معد يكرب بن عبد الله بن عمرو بن حصم بن عمرو بن زبيد الأصغر، وهو منبه، بن ربيعة بن سلمة بن مازن بن ربيعة بن منبه بن زبيد الأكبر بن الحارث بن صعب بن سعد العشيرة بن مذحج الزبيدي المذحجي، أبو ثور. كذا نسبه أبو عمر.
وقال هشام الكلبي "عصم" بدل "حصم".
قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد مراد، لأنه كان قد فارق قومه سعد العشيرة ونزل في مراد، ووفد معهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلم معهم. وقيل: إن عمراً قدم في وفد زبيد قومه، والله أعلم.
ومما يستجاد من شعره قوله:
أعاذل، عدتي، بدني ورمحي |
|
وكل مقلص سلس الـقـياد |
أعاذل، إنما أفنى شبـابـي |
|
إجابتي الصريخ إلى المنادي |
مع الأبطال حتى سل جسمي |
|
وأقرح عاتقي حمل النجـاد |
ويبقى بعد حلم القوم حلمـي |
|
ويفنى قبل زاد القوم زادي |
تمنى أن يلاقـينـي قـييس |
|
وددت وأينما منـي ودادي |
فمن ذا عاذري من ذي سفاه |
|
يرود بنفسه شر الـمـراد |
أريد حياته ويريد قـتـلـي |
|
عذيرك من خليلك من مراد |
في أبيات أكثر من هذا. وتروى هذه الأبيات لدريد بن الصمة، وهي لعمرو بن معد يكرب اشهر. أخرجه الثلاثة.
عمرو بن ميمون الأودي:
عمرو بن ميمون الأودي، أبو عبد الله. أدرك الجاهلي، وكان قد أسلم في زمان النبي صلى الله عليه وسلم، وحج مائة حجة، وقيل سبعون حجة، وأدى صدقته إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
قال عمرو بن ميمون: قدم علينا معاذ بن جبل إلى اليمن رسولاً من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم مع السحر، رافعاً صوته بالتكبير، وكان رجلاً حسن الصوت، فألقيت عليه محبتي، فما فارقته حتى جعلت عليه التراب.
ثم صحب ابن مسعود، وهو معدود في كبار التابعين من الكوفيين. وهو الذي روي أنه رأى في الجاهلية قردة زنت، فاجتمعت القرود فرجمتها. وهذا مما أدخل في "صحيح البخاري" والقصة بطولها تدور على عبد الملك بن مسلم، عن عيسة بن حطان، وليسا ممن يحتج بهما. وهذا عند جماعة من أهل العلم منكر إضافة الزنا إلى غير مكلف، وإقامة الحدود في البهائم، ولو صح لكانوا من الجن، لأن العبادات في الإنس والجن دون غيرهما، وقد كان الرجم في التوراة.
وتوفي سنة خمس وسبعين.
أخرجه الثلاثة.
عمرو بن نضلة:
عمرو بن نضلة. مختلف في اسمه. روى معاذ بن رفاعة، عن أبي عبيد الحاجب، عن عمرو بن نضلة- والصحيح رواية الأوزاعي، عن أبي عبيد حاجب سليمان بن عبد الملك، عن عبيد بن نضلة.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم مختصراً.
عمرو بن النعمان المازني:
عمرو بن النعمان بن مقرن المازني، ويقال: النعمان بن عمرو، قاله ابن منده وأبو نعيم.
روى حديثه بكر بن خلف، عن العلاء بن عبد الجبار، عن عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن أبي خالد الوالبي، عن عمرو بن النعمان- قال بكر: وله صحبة- قال: انتهى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مجلس من مجالس الأنصار، قال: ورجل من الأنصار كان يعرف بالبذاء. ومشاتمة الناس، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر!" فقال ذلك الرجل: والله لا أساب أحداً أبداً.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر قال: عمرو بن النعمان بن مقرن، له صحبة. وكان أبوه من جلة الصحابة.
عمرو بن نعيمان:
عمرو بن نعيمان. روى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى.
أخرجه أبو عمر كذا مختصراً.
عمرو ذو النور الدوسي:
عمرو، ذو النور، وهو عمرو بن الطفيل الدوسي. نسبه موسى بن سهل البرمكي.
كان النبي صلى الله عليه وسلم دعا له، فنور سوطه، واستشهد يوم اليرموك، وكان يقال له: "ذو النور".
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: أبوه الطفيل، هو الذي كان النور في سوطه. وقد ذكرناه، وأما ابنه عمرو فقد اختلف في صحبته.
عمرو بن هرم:
عمرو بن هرم. ذكر أنه ممن نزل فيه "تولوا وأعينهم تفيض من الدمع"، وقد ذكرناه فيما تقدم.
أخرجه أبو موسى.
عمرو بن واثلة:
عمرو بن واثلة، أبو الطفيل. أورده ابن شاهين هكذا. روى المبارك بن فضالة، عن كثير أبي محمد، رجل من أهل الكوفة، عن عمرو بن واثلة قال: "ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استغرب، فقال: "ألا تسألوني مم ضحكت؟" فقالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "عجبت من قوم يقادون إلى الجنة بالسلاسل وهم يتقاعسون عنها!" قالوا: وكيف يا رسول الله؟ قال: "أقوام من العجم، سبتهم المهاجرون، يدخلونهم في الإسلام وهم كارهون".
أخرجه أبو موسى.
عمرو بن وهب الثقفي:
عمرو بن وهب الثقفي. ذكرناه في ترجمة سعد السلمي.
أخرجه أبو موسى.
عمرو بن يثربي:
عمرو بن يثربي الضمري الحجازي: كان يسكن "خبت الجميش" من سيف البحر، أسلم عام الفتح، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وروي عنه.
أنبأنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، أنبأنا أبو عامر، حدثنا عبد الملك- يعني ابن الحسن الحارثي- حدثنا عبد الرحمن بن أبي سعيد قال: سمعت عمارة بن حارثة الضمري قال: شهدت خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بمنى، وكان فيما خطب به أن قال: "ولا يحل لامرئ من مال أخيه إلا ما طابت له نفسه". قال: فلما سمعت ذلك قلت: يا رسول الله، أرأيت لو لقيت غنم ابن عمي، فأخذت منها شاة فاجتزرتها، هل علي في ذلك شيء؟ قال: "إن لقيتها نعجة تحمل شفرة وزناداً فلا تمسها".
واستقضاه عمر بن الخطاب، وقيل: عثمان رضي الله عنهما على البصرة.
عمرو بن يزيد أبو كبشة:
عمرو بن يزيد، أبو كبشة الأنماري. أورده أبو بكر بن أبي علي كذلك، واختلفوا في اسمه، وقد تقدم البعض، ونذكره إن شاء الله تعالى في الكنى.
أخرجه أبو موسى.
عمرو بن يعلى:
عمرو بن يعلى الثقفي.
ذكر أنه حضر مع النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة.
أنبأنا حيى بن محمود إذناً بإسناده إلى أبي بكر أحمد بن عمرو قال: حدثنا يوسف بن موسى حدثنا مهران، حدثنا علي بن عبد الأعلى، عن أبي سهل الأزدي، عن عمرو بن دينار، عن عمرو بن يعلى أنه قال: حضرت صلاة مكتوبة، ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على ركابنا، فأمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتقدمنا. فسألت أبا سهل: ما أراد إلى ذلك؟ فقال: أرى كان المكان ضيقاً.
أخرجه الثلاثة، وقال ابن منده وأبو نعيم: لا تصح صحبته.
عمرو:
عمرو، غير منسوب. كان اسمه جعيلاً فسماه النبي صلى الله عليه وسلم عمراً، وقد ذكرناه في الجيم.
أخرجه أبو موسى.
عمرو:
عمرو، غير منسوب أيضاً. روى عمرو بن شعيب، عن ابيه، عن جده قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة، فقام إليه رجل اسمه عمرو، فقال: يا رسول الله، بينا أنا أمشي مع عم لي إذ وجد حر الرمضاء، فقال لي: أعطني نعليك هذه. فقلت: لا إلا أن تنكحني ابنتك. فقال: نعم، فمشى فيهما هنيهة، ثم ألقاهما. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ذرها، لا خير لك فيها"! قال: إني نذرت في الجاهلية؟ قال: "لا تذر في معصية، ولا فيما لا يملك ابن آدم".
أخرجه أبو موسى، ورواه غير واحد عن عمرو بن شعيب فقالوا: اسمه كردم، وسمى بعضهم عمه أبا ثعلبة.
انقضى "عمرو" ولله الحمد والمنة، وصلى الله على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
عمران بن تيم،
ويقال: عمران بن ملحان. وقيل: عمران بن عبد الله، أبو رجاء العطاردي، من بني عطارد بن عوف بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي العطاردي.
مخضرم، أدرك الجاهلية والإسلام، أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، قيل: أسلم بعد الفتح.
وروى جرير بن حازم، عن أبي رجاء العطاردي قال: سمعنا النبي صلى الله عليه وسلم ونحن في مال لنا، فخرجنا هراباً قال: فمررت بقوائم ظبي فأخذتها وبللتها- قال: وطلبت في غرارة لنا، فوجدت كف شعير، فدققته بين حجرتين، ثم ألقيته في قدر، ثم فصدنا عليه بعيراً لنا فطبخته، وأكلت أطيب طعام أكلت في الجاهلية، قال قلت: أبا رجاء، ما طعم الدم؟ قال: حلو.
وقال أبو عمرو بن العلاء: قلت لأبي رجاء العطاردي، ما تذكر؟ قال: أذكر قتل بسطام بن قيس. قال الأصمعي: قتل بسطام قبل الإسلام بقليل.
وقيل: إنه كان قتله بعد المبعث، وهو معدود في كبار التابعين، وأكثر روايته عن عمر، وعلي، وابن عباس، وسمرة. وكان ثقة، روى عنه أيوب السختياني، وغيره.
وقال أبو رجاء: كنت لما بعث النبي أرعى الإبل وأخطمها. فخرجنا هراباً خوفاً منه، فقيل لنا: إنما يسأل هذا الرجل- يعني النبي صلى الله عليه وسلم- شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، فمن قالها أمن على دمه وماله. فدخلنا في الإسلام.
أنبأنا أبو جعفر بن السمين بإسناده عن يونس بن بكير، عن خالد بن دينار، قال: قلت لأبي رجاء العطاردي: كنتم تحرمون الشهر الحرام؟ قال: نعم، إذا جاء رجب كنا نشيم الأسل، أسنة رماحنا، وسيوفنا أعكام النساء، فلو مر رجل على قاتل أبيه لم يوقظه، ومن أخذ عوداً من الحرم فتقلده، فمر على رجل قد قتل أباه لم يحركه (قلت: ومثل من) كنت حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: كنت أرعى الإبل وأحلبها.
وتوفي أبو رجاء العطاردي سنة خمس ومائة، وقيل: سنة ثمان ومائة، وعاش مائة وخمساً وثلاثين سنة، وقيل: مائة وعشرين سنة.
وكان يخضب رأسه، ويترك لحيته بيضاء.
واجتمع في جنازته الحسن البصري والفرزدق الشاعر، فقال الفرزدق للحسن: يا أبا سعيد، يقول الناس: اجتمع في هذه الجنازة خير الناس وشرهم! فقال: لست بخيرهم ولست بشرهم، ولكن ما أعددت لهذا اليوم؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وقال:
ألم تر أن الناس مات كبيرهـم |
|
وقد كان قبل البعث بعث محمد |
ولم يغن عنه عيش سبعين حجة |
|
وستين لما بات غير مـوسـد |
وهي أكثر من هذا.
أخرجه الثلاثة.
عمران بن الحجاج:
عمران بن الحجاج. ذكره محمد بن إسماعيل البخاري في الصحابة، ولم يذكر له حديثاً.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
عمران بن حصين:
عمران بن حصين بن عبيد بن خلف بن عبد نهم بن حذيفة بن جهمة بن غاضرة بن حبشية بن كعب بن عمرو الخزاعي الكعبي. قاله ابن منده وأبو نعيم.
وقال أبو عمر: عبد نهم بن سالم بن غاضرة. وقال الكلبي: عبد نهم بن جرمة بن جهيمة. واتفقوا في الباقي.
يكنى أبا نجيد، بابنه نجيد. أسلم عام خيبر، وغزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوات، بعثه عمر بن الخطاب إلى البصرة، ليفقه أهلها وكان من فضلاء الصحابة، واستقضاه عبد الله بن عامر على البصرة، فأقام قاضياً يسيراً، ثم استعفي فأعفاه.
قال محمد بن سيرين: لم نر في البصرة أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يفضل على عمران بن حصين.
وكان مجاب الدعوة، ولم يشهد الفتنة. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه الحسن، وابن سيرين وغيرهما.
أنبأنا إسماعيل وإبراهيم وغيرهما بإسنادهم إلى محمد بن عيسى قال: أنبأنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن قتادة، عن الحسن، عن عمران بن حصين: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الكي- قال عمران: فاكتوبنا فما أفلحنا ولا أنجحنا.
وكان في مرضه تسلم عليه الملائكة، فاكتوى ففقد التسليم، ثم عادت إليه، وكان به استسقاء فطال به سنين كثيرة، وهو صابر عليه، وشق بطنه، وأخذ منه شحم، وثقب له سرير فبقي عليه ثلاثين سنة، ودخل عليه رجل فقال: يا أبا نجيد، والله إنه ليمنعني من عيادتك ما أرى بك! فقال: يا ابن أخي، فلا تجلس، فوالله إن أحب ذلك إليّ أحبه إلى الله عز وجل.
وتوفي بالبصرة سنة اثنتين وخمسين، وكان أبيض الرأس واللحية، وبقي له عقب بالبصرة.
عمران بن طلحة:
عمران بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي. تقدم نسبه عند ذكر أبيه، أمه حمنة بنت جحش قيل: إنه ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
روي عن طلحة بن عبيد الله أنه قال: سمى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني موسى وعمران وقدم عمران البصرة إلى علي بن أبي طالب بعد الجمل فكلمه في أملاك أبيه فردها إليه، قال محمد بن سعد في الطبقة الأولى من أهل المدينة: عمران بن طلحة بن عبيد الله، وأمه حمنة بنت جحش بن رئاب، فولد عمران بن طلحة عبد الله وإسحاق، ومحمداً، وحميداً.. وكان لولده ولد فانقرضوا، ولم يبق من ولده أحد.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
عمران بن عاصم الضبعي:
عمران بن عاصم الضبعي، والد أبي جمرة نصر بن عمران الضبعي، صاحب ابن عباس.
ذكره بعضهم في الجاهلية، ومنهم من لم يصحح صحبته. وكان قاضياً بالبصرة، روى عنه ابنه، وأبو التياح، وغيرهم. وروايته عن عمران بن حصين.
وقد روى حماد بن سلمة عن أبي جمرة، عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وسلم مات وهو ابن ثلاث وستين سنة.
كذا رواه حماد، والصواب: أبو جمرة، عن ابن عباس.
أخرجه الثلاثة.
عمران بن عمير:
عمران بن عمير. أورده علي بن سعيد في أفراد الصحابة، ولم يورد له شيئاً.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
عمران بن عويم:
عمران بن عويم، وقيل: ابن عويمر. له ذكر في حديث أسامة الهذلي.
روى أبو المليح، عن أبيه قال: كان فينا رجل يقال له حمل بن مالك، له امرأتان إحداهما هذلية والأخرى عامرية، فضربت الهذلية بطن العامرية بعود خباء، فألقت جنيناً، فانطلقت بالضاربة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم معها أخ لها يقال له: "عمران بن عويم"، فلما قصوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم القصة، فقال: دوه. فقال عمران: يا رسول الله، أندي من لا شرب ولا أكل ولا صاح فاستهل، ومثل ذلك يطل..! الحديث.
وقد تقدم في غير موضع.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
عمران بن فصيل:
عمران بن فصيل بن عائد. ذكره ابن ياسين الحافظ فيمن قدم هراة من الصحابة. روى الهياج بن عمران بن الفصيل، عن أبيه أنه وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم في قومه فأكرمه، فقال عمران: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: فبالذي أكرمك بالنبوة والإيمان، وأكرمنا بك وبالإيمان بالله عز وجل ما أفضل ما يتوسل به إلى الله عز وجل؟ قال: "أن تؤثر أمر الله على كل شيء، وتطيعه بالعمل عليه، وترفض الكذب، وتعين على الحق، وتعاشر الناس بما تحب أن يعاشروك به، وأن تدع ما يريبك إلى ما لا يريبك، وتدع الناس من شرك، وادع نفسك إلى كل خير قدرت عليه"- قال: فلزم عمران رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن مات، وصلى عليه النبي صلى الله عليه وسلم، ودفنه.
وهذا يرد على ابن ياسين أنه ورد إلى هراة. أخرجه أبو موسى.
عمير، مولى أبي اللحم:
عمير، مولى أبي اللحم الغفاري. شهد خيبر وهو مملوك، فلم يسهم له رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكنه رضخ له من خرثي المتاع، أعطاه سيفاً تقلده.
روى عنه يزيد بن أبي عبيد، ومحمد بن زيد بن المهاجر بن قنفد، ومحمد بن إبراهيم بن الحارث.
روى حفص بن غياث، عن محمد بن زيد بن المهاجر، عن عمير مولى أبي اللحم قال: شهدت حنيناً مع النبي صلى الله عليه وسلم وأنا عبد مملوك، فقلت: يا رسول الله أسهم لي. فأعطاني. سيفاً وقال: "تقلد بهذا"، وأعطاني من خرثي المتاع ولم يسهم لي، ومثله قال أبو نعيم الفضل بن دكين، عن هشام بن سعد، عن محمد بن زيد في ذكر حنين، وغيره يقول "خيبر".
أنبأنا إبراهيم بن محمد وغيره بإسنادهم إلى أبي عيسى قال: حدثنا قتيبة، حدثنا بشر بن المفضل، عن محمد بن زيد، عن عمير مولى أبي اللحم قال: شهدت خيبر مع سادتي، فكلموا فيّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وكلموه في أني مملوك. قال: فأمر لي فقلدت سيفاً، فإذا أنا أجره، فأمر لي شيء ن خرثي المتاع.
أخرجه الثلاثة.
عمير بن الأخرم:
عمير بن الأخرم، ذكر في ترجمة أسيد بن أبي إياس.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
عمير بن أسد الحضرمي:
عمير بن أسد الحضرمي. شامي روى عنه جبير بن نفير مرفوعاً في الكذب أنه خيانة.
أخرجه أبو عمر.
عمير بن أفصى:
عمير بن أفصى الأسلمي. روى أبو هريرة قال: قدم عمير بن أفصى في عصابة من اسلم، فقالوا: يا رسول الله، إنا من أرومة العرب، نكافئ العدو بأسنة حداد وأدرع شداد، ومن ناوانا أوردناه السامة.. وذكر حديثاً طويلاً في فضل الأنصار، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتب لعمير ومن معه كتاباً تركنا ذكره، فإن رواته نقلوه بألفاظ غريبة، وبدلوها وصحفوها، تركتاها لذلك.
أخرجه أبو موسى.
عمير بن أمية:
عمير بن أمية. روى يزيد بن أبي حبيب، عن أسلم بن يزيد ويزيد بن إسحاق، حدثاه عن عمير بن أمية: أنه كان له أخت، فكان إذا خرج إلى النبي صلى الله عليه وسلم آذته وشتمت النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت مشركة، فاشتمل لها يوماً على السيف، ثم أتاها فقتلها. فقام بنوها وصاحوا، فلما خاف عمير أن يقتلوا غير قاتلها، ذهب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: "أقتلت أختظ"؟ قال: نعم. قال: "ولم"؟ قال: لأنها كانت تؤذيني فيك يا رسول الله! فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى بنيها فسألهم، فسموا غير قاتلها، فأخبرهم، وأهدر دمها. فقالوا: سمعاً وطاعة.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى، وقد أخرج أبو عمر هذا ولم ينسبه، وإنما قال: عمير الخطمي، وذكر هذه القصة: وقد نسبه ابن الكلبي فقال: عمير بن خرشة بن أمية بن عامر بن خطمة الخطمي القاري، قتل اليهودية التي هجت النبي صلى الله عليه وسلم.
عمير بن أوس الأنصاري:
عمير بن أوس بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو، وهو النبيت الأنصاري الأوسي. وزعوراء هو أخو عبد الأشهل القبيلة التي منها سعد بن معاذ.
وشهد عمير أحداً ومابعدها من المشاهد، وهو أخو مالك والحارث ابني أوس، وقتل عمير يوم اليمامة شهيداً.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
عمير والد أبي بكر:
عمير والد أبي بكر. روى عنه ابنه أبو بكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل وعدني أن يدخل الجنة من أمتي ثلاثمائة ألف بغير حساب". فقال عمير: زدنا يا رسول الله! فقال بيديه هكذا فقال عمير: يا رسول الله، زدنا! فقال عمر: حسبك يا عمير! فقال: ما لنا ولك يا ابن الخطاب، وما عليك أن يدخلنا الجنة! فقال عمر: إن الله عز وجل إن شاء أدخل الناس الجنة بحفنة أو: بحثية- واحدة فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم: "صدق عمر".
أخرجه أبو موسى.
عمير أبو بهيسة:
عمير أبو بهيسة. حديثه قال: قلت: يا رسول الله، ما الشيء الذي لا يحل منعه؟ قال: الماء والملح.
أخرجه أبو عمر، وقال: زيادة الملح في هذا الحديث غير محفوظة.
عمير بن ثابت الأنصاري:
عمير بن ثابت بن كلفة بن ثعلبة بن عوف الأنصاري، أبو حبة. كذا أسماه يحيى بن يونس وسعيد، وخالفهما غيرهما تقدم ذكره، وسنذكره في الكنى إن شاء الله تعالى.
أخرجه أبو موسى.
عمير بن ثابت بن النعمان الأنصاري:
عمير بن ثابت بن النعمان، أبو ضياح الأنصاري. يرد ذكره في الكنى.
أبو ضياح: بالضاد المعجمة، والياء تحتها نقطتان، قاله ابن ماكولا.
عمير بن جابر الكندي:
عمير بن جابر بن غاضرة بن أشرس الكندي، له صحبة.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
عمير بن جدعان:
عمير بن جدعان. أورده جعفر المستغفري. روى قتادة، عن الحسن، عن أبي ساسان حضين بن المنذر، عن المهاجر بن قنفذ، عن عمير بن جدعان أنه سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يتوضأ فلم يرد عليه، فلما فرغ من وضوئه قال: "إنه لم يمنعني أن أرد عليك إلا أني كرهت أن أذكر الله على غير طهارة".
كذا أورده عن عمير، والصواب: قنفذ بن عمير فإنه أبوه، وعمير بن جدعان ما أظنه أدرك المبعث، فإنه أخو عبد الله بن جدعان، والله أعلم.
أخرجه أبو موسى.
عمير بن جودان العبدي:
عمير بن جودان العبدي. روى عنه محمد بن سيرين، وابنه أشعث بن عمير. ليست له صحبة، وحديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل عند أكثرهم، ومنهم من يصحح صحبته.
أنبأنا يحيى بن محمود إجازة بإسناده إلى أبي بكر أحمد بن عمرو قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن أشعث بن عمير، عن أبيه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم وفد عبد القيس، فلما أرادوا الانصراف قالوا: قد حفظتم من النبي صلى الله عليه وسلم كل شيء سمعتموه، فسلوه عن النبيذ.. وذكر الحديث.
أخرجه أبو عمر.
عمير بن الحارث الأزدي:
عمير بن الحارث الأزدي. يكنى أبا ظبيان. أورده ابن شاهين، وروى بإسناده عن إسماعيل بن أبي خالد الأزدي، عن أبيه، عن خضير بن عبد الله، عن أبي ظبيان عمير بن الحارث الأزدي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم في نفر من قومه منهم الحجن بن المرقع أبو سبة، ومخنف وعبد الله ابنا سليم، وعبد شمس بن عفيف بن زهير، سماه النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله، وجندب بن زهير، وجندب بن كعب، والحارث بن الحارث، وزهير بن مخشي، والحارث بن عامر، وكتب لهم النبي صلى الله عليه وسلم كتاباً: "أما بعد، فمن أسلم من غامد فله ما للمسلم، حرم ماله ودمه، ولا يحشر ولا يعشر، وله ما أسلم عليه من أرضه".
أخرجه أبو موسى: "لا يحشروا ولا يعشروا".
عمير بن الحارث الأنصاري:
عمير بن الحارث بن ثعلبة بن الحارث بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد الأنصاري الخزرجي السلمي، شهد بدراً، قاله موسى بن عقبة.
وأنبأنا عبيد الله بن أحمد بن علي بإسناده إلى يونس بن بكير عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً من بني سلمة: "..وعمير بن الحارث بن ثعلبة".
أخرجه الثلاثة.
قال أبو عمر: كان موسى بن عقبة يقول: عمير بن الحارث بن لبذة بن ثعلبة بن الحارث بن حرام. شهد العقبة وبدراً وأحداً في قول جميعهم.
وقال ابن الكلبي: كان يدعى "مقرناً" لأنه كان يقرن الأساري يوم بعاث.
عمير بن الحارث بن لبدة:
عمير بن الحارث بن لبدة بن ثعلبة بن الحارث بن حرام بن كعب.
أورده جعفر، وروى بإسناده عن ابن إسحاق قال: عمير بن الحارث بن حرام من الأنصار، ثم من الأوس، شهد بدراً. وقيل: شهد العقبة وأحداً. أخرجه هكذا أبو موسى، وقال: أورده الحافظ أبو عبد الله- يعني ابن منده- فقال: عمير بن الحارث، وكأن هذا هكذا أبو موسى، وقال: أورده الحافظ أبو عبد الله- يعني ابن منده- فقال: عمير بن الحارث، وكأن هذا غير ذاك.
قلت: قول أبي موسى في نسبه "الحارث بن لبدة" فهو الأول، وإن لم يكن ابن منده أورد في نسبه الأول لبدة، فقد قال أبو عمر: قال موسى بن عقبة: "ابن الحارث بن لبدة بن ثعلبة" وإنما أتى أبو موسى من جهة أن ابن منده لم يرفه نسبه، إنما قال: "عمير بن الحارث الجشمي" فلو نظر أبو موسى في مغازي ابن عقبة لرأى في نسبه "لبدة"، وإنما ابن إسحاق أسقط "لبدة" من النسب، ولم يزل أهل المغازي يختلفون في الأنساب بأكثر من هذا، وإن كان أبو موسى ظن أنه غير الذي قبله، فأنا لا أشك أنهما واحد، وقول أبي موسى إنه من الأوس وهم، وكيف يكون من الأوس وقد ساق نسبه إلى حرام بن كعب، وهذا نسب معروف في بني سلمة، منه جماعة من الصحابة، منهم: جابر بن عبد الله بن عميرو بن حرام، وغيره، ولعل قول أبي موسى "إنه من الأوس" مما قوى ظنه أنه غير الأول، والله أعلم.
عمير بن حبيب بن حباشة:
عمير بن حبيب بن حباشة، وقيل: خماشة، بن جويبر بن عبيد بن عنان بن عامر بن خطمة الأنصاري الخطمي. جد أبي جعفر الخطمي المحدث، واسم أبي جعفر: عمير بن يزيد بن عمير، يقال: إنه ممن بايع تحت الشجرة، وقد تقدم نسبه عند ذكر أبيه، وتوفي أبوه في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبره بعد ما دفن.
روى أبو جعفر أن جده عمير بن حبيب- وكان ممن بايع تحت الشجرة- فقال: أي بني، إياكم ومجالسة السفهاء، فإن مجالستهم داء وإنه من يحلم عن السفيه يسر بحمله، ومن يجبه يندم، ومن لا يفر بقليل ما يأتي به السفيه يفر بالكثير، وإذا أراد أحدكم أن يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر، فليوطن نفسه قبل ذلك على الأذى، ليوقن بالثواب، فإنه من يوقن بالثواب من الله تعالى لا يجد مس الأذى.
أخرجه الثلاثة.
عمير بن حرام الأنصاري:
عمير بن حرام الأنصاري بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي شهد بدراً، قاله الواقدي، وابن الكلبي، وابن عمارة.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
عمير بن الحصين:
عمير بن الحصين، من أهل نجران. كان ممن ثبت أهل نجران على الإسلام لما ارتدت العرب.
ذكره أبو علي مستدركاً على أبي عمر.
عمير بن الحمام الأنصاري:
عمير بن الحمام بن الجموح بن زيد بن حرام الأنصاري السلمي. تقدم نسبه.
شهد بدراً، قاله موسى بن عقبة، وقتل ببدر، وهو أول قتيل من الأنصار في الإسلام في حرب. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد آخى بينه وبين عبيدة بن الحارث المطلبي، فقتلا يوم بدر جميعاً.
قال ابن إسحاق: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر: "لا يقاتل أحد في هذا اليوم فيقتل صابراً محتسباً، مقبلاً غير مدبر، إلا دخل الجنة". وكان عمير، واقفاً في الصف بيده تمرات يأكلهن، فسمع ذلك فقال: بخ بخ، ما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء، وألقى التمرات من يده، وأخذ السيف فقاتل القوم وهو يقول:
ركضاً إلى الله بغـير زاد |
|
إلا التقى وعمل المـعـاد |
والصبر في الله على الجهاد |
|
إن التقى من أعظم السداد |
وخير ما قاد إلى الـرشـاد |
|
وكل حي فـإلـى نـفـاد |
ثم حمل، فلم يزل يقاتل حتى قتل، قتله خالد بن الأعلم.
أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.
عمير بن رئاب:
عمير بن رئاب بن حذيفة بن مهشم بن سعيد بن سهم، قاله الكلبي وابن إسحاق.
وقال الواقدي: هو عمير بن رئاب بن حذافة بن سعيد بن سهم.
وقال الزبير: فمن ولد رئاب بن مهشم: عمير بن رئاب بن مهشم بن سعيد بن سهم القرشي السهمي.
من السابقين إلى الإسلام، ومن المهاجرين إلى أرض الحبشة وإلى المدينة، واستشهد بعين التمر مع خالد بن الوليد، في خلافة أبي بكر الصديق. ولا عقب له.
رواه جعفر بإسناده عن ابن إسحاق، وكذلك رواه يونس والبكائي وسلمة، عن ابن إسحاق.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
سعيد بن سهم: بضم السين، وقيل: بفتحها، والله أعلم.
عمير بن زيد بن أحمر:
عمير بن زيد بن أحمر، أورده جعفر المستغفري، وقال: له صحبة، ولم يورد له شيئاً.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
عمير السدوسي:
عمير السدوسي. ذكره ابن قانع، وروى بإسناده عن عمرو بن عنان بن عمير عن أبيه، عن جده، أنه جاء بإداوة من عند النبي صلى الله عليه وسلم قد غسل فيها وجهه، ومضمض وبزق في الماء، وغسل كفيه وذراعيه.
وذكر صاحب كتاب "الوحدان" بإسناده عن عمرو بن عنان بن عبد الله بن عمير السدوسي عن أبيه، عن جده: أنه جاء بإداوة. فعلى هذا تكون الصحبة لعبد الله بن عمير السدوسي، وقد ذكرناه وهو الصواب.
عمير بن سعد:
عمير بن سعد بن عبيد بن النعمان بن قيس بن عمرو بن عوف، قاله أبو نعيم عن الواقدي.
وقال أبو نعيم: "وقيل: عمير بن سعد بن شهيد بن عمرو بن زيد بن أمية بن زيد الأنصاري وهكذا نسبه ابن منده، ولم يذكر النسب الأول، وهو الذي يقال له: "نسيج وحده" نزل فلسطين.
وقال ابن الكلبي: سعد بن عبيد بن قيس بن عمرو بن زيد بن أمية، شهد بدراً. ثم قال بعده: وعمير بن سعد بن شهد بن عمرو بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن زيد بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، بعثه عمر بن الخطاب على جيش إلى الشام. فجعل ابن الكلبي سعد بن عبيد بن قيس بن عمرو بن زيد غير سعد والد عمير بن سعد بن شهيد بن عمرو بن زيد بن أمية، جعلهما يجتمعان في عمرو بن زيد.
وكان عمير من فضلاء الصحابة، وزهادهم.
وقال ابن منده: عمير بن سعيد بن شهيد بن عمرو بن زيد بن أمية الأنصاري، يقال له: نسيج وحده نزل فلسطين، ومات بها. وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا عدوى" روى عنه ابنه عبد الرحمن، وأبو طلحة الخولاني، وغيرهما.
قال أبو عمر: عمير بن سعد بن عبيد بن النعمان الأنصاري، هو الذي كان الجلاس بن سويد زوج أمه، وقد ربى عميراً: وأحسن إليه. فسمعه عمير في غزوة تبوك وهو يقول: إن كان ما يقول محمد حقاً لنحن شر من الحمير، فقال عمير: أشهد أنه لصادق، وإنك شر من الحمير. وقال: والله إني لأخشى إن كتمتها عن النبي صلى الله عليه وسلم أن ينزل القرآن، وأن أخلط بخطيئة، ولنعم الأب هو لي! فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الجلاس فعرفه، فتحالفا،- فجاء الوحي فسكتوا- وكذلك كانوا يفعلون- فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه وقرأ: "يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر".. الآية إلى قوله: "فإن يتوبوا يك خيراً لهم" فقال الجلاس أتوب إلى الله، ولقد صدق.
وكان الجلاس قد حلف أن لا ينفق على عمير، فراجع النفقة عليه توبة منه.
قال عروة: فما زال عمير في علياء بعد هذا حتى مات. وأما هذه القصة فجعلها ابن منده وأبو نعيم في عمير بن عبيد، ونذكره إن شاء الله تعالى.
وأما قوله تعالى: "وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله"، فإن مولى للجلاس قتل في بني عمرو بن عوف، فأبى بنو عمرو أن يعقلوه. فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة جعل عقله على بني عمرو بن عوف.
وقال ابن سيرين: لما نزل القرآن أخذ النبي صلى الله عليه وسلم بأذن عمير، وقال: "يا غلام، وفت أذنك، وصدقك ربك".
وكان عمر بن الخطاب قد استعمل عمير بن سعد هذا على حمص. وزعم أهل الكوفة أن أبا زيد الذي جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم اسمه سعد وأنه والد عمير هذا. وخالفهم غيرهم، فقالوا اسم أبي زيد: قيس بن السكن.
وما أبعد قول من يقول إنه والد عمير هذا- من الصواب، فإن أبا زيد قال أنس: "هو أحد عمومتي"، وأنس من الخزرج، وهذا عمير من الأوس، فكيف يكون ابنه؟! ومات عمير هذا بالشام، وكان عمر بن الخطاب يقول: وددت لو أن لي رجلاً مثل عمير، أستعين به على أعمال المسلمين.
أخرجه الثلاثة.
شهيد: بضم الشين المعجمة.
عمير بن سعد بن فهد:
عمير بن سعد بن فهد، وقيل: عمير بن فهد العبدي، أبو الأشعث. أنبأنا أبو الفضل بن أبي الحسن الطبري بإسناده عن أبي يعلى قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، أنبأنا ابن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن الأشعث بن عمير العبدي، عن أبيه قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم وفد عبد القيس، فلما أرادوا الانصراف قالوا: قد حفظتم عن النبي صلى الله عليه وسلم كل شيء سمعتموه منه، فسلوه عن النبيذ. فأتوه فقالوا: يا رسول الله، إنا في أرض وخيمة لا يصلحنا إلا الشراب؟ قال: "وما شرابكم"؟ قالوا: النبيذ. قال: "في أي شيء تنبذونه"؟ قالوا: في النقير. قال: "لا تشربوا في النقير". فخرجوا من عنده- قالوا: والله لا يصالحنا قومنا على هذا، فرجعوا فسألوا، فقال لهم مثل ذلك. فقال: "لا تشربوا في النقير، فيضرب الرجل منكم ابن عمه ضربة لا يزال منها أعرج". فضحكوا فقال: "من أي شيء تضحكون"؟ قالوا: والذي بعثك بالحق، لقد شربنا في نقير لنا، فقام بعضنا إلى بعض فضرب هذا منها ضربة، هو أعرج منها إلى يوم القيامة.
أخرجه أبو عمر، وأبو نعيم، إلا أن أبا نعيم قال: "عمير بن سعد"، ولم يشك. وأما أبو عمر وأبو موسى، فقالا: عمير بن فهد، وقيل: عمير بن سعد بن فهد، والله أعلم.
عمير بن سعيد.
عامل عمر بن الخطاب على حمص. أخرجه أبو زكريا، وقال أبو موسى: إنما هو عمير بن سعد، وقد أورده كلهم، ولا أشك أن أبا زكريا قد رأى غاطاً من الناسخ، فنقله ولم ينظر فيه، والله أعلم.
عمير بن سعيد من بني عمرو بن عوف:
عمير بن سعيد، من بني عمرو بن عوف. وهو ابن امرأة الجلاس بن سويد.
أخرجه أبو موسى وقال: ذكره ابن شاهين، وقال: حدثنا موسى، أنبأنا عبد الله قال: قال: ابن سعد، بذلك.
قلت: كذا أخرج أبو موسى هاتين الترجمتين، وهو غلط. وإنما هما عمير بن سعد بغير ياء، وقد تقدم ذكره. وهو عامل عمر، وهو ابن امرأة الجلاس، فلا أدري لأي معنى أخرجه أبو موسى، مع علمه أنه سهو! والله أعلم.
عمير بن سلمة الضمري. له صحبة، معدود في أهل الحجاز، مختلف في صحبته.
أنبأنا يحيى بن محمود إجازة بإسناده عن أبي بكر بن أبي عاصم: حدثنا يعقوب بن حميد، عن عبد العزيز بن محمد بن أبي حازم، عن يزيد بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عيسى بن طلحة، عن عمير بن سلمة قال: بينما نحن نسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض مياه الروحاء- وقال ابن أبي حازم: ببعض نواحي الروحاء- إذا حمار وحش معقور، فذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "دعوه، فيوشك أن صاحبه يأتيه". فأتى صاحبه الذي عقره، وهو رجل من بهز، فقال: يا رسول الله، شأنكم بهذا الحمار! فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر فقسمه بين الرفاق. قال: ثم مضى، فلما كان بالإثابة مر بظبي حاقف في ظل شجرة فيه سهم، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يهيجه إنسان، فنفذ الناس وتركوه.
كذا ساق ابن أبي عاصم هذا الحديث، ورواه حماد بن زيد، وهشيم، والليث، عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم، مثله. وخالفهم مالك بن أنس، وأبو أويس، وعبد الوهاب وحماد بن سلمة فقالوا: عن يحيى، عن محمد، عن عيسى، عن عمير، عن البهزي.
قال أبو عمر: والصحيح أنه لعمير بن سلمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: والبهزي كان صائد الحمار، لم يختلفوا في صحبة عمير.
أخرجه الثلاثة.
عمير أبو سيارة:
عمير، أبو سيارة المتعي. كذا سماه سعيد، وأورده في الكنى. وكان مولى لبني بجالة، مختلف فيه.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
عمير بن شبرمة:
عمير بن شبرمة. ذكر في ترجمة عبيد بن شرية.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
عمير بن صابي:
عمير بن صابي اليشكري، أخو مرة. خرج مع خالد بن الوليد من المدينة لقتال أهل الردة.
ذكره ابن الدباغ مستدركاً على أبي عمر.
عمير بن عامر الأنصاري:
عمير بن عامر بن مالك بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري الخزرجي، ثم النجاري، أبو داود.
شهد بدراً قاله عروة بن شهاب، وابن إسحاق.
أنبأنا عبيد الله بن أحمد بإسناده، عن يونس بن بكير عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً، من بني خنساء بن مبذول (أبو داود عمير بن مالك بن خنساء).
عمير بن قتادة الليثي:
عمير بن قتادة بن سعد الليثي، سكن مكة). روى عنه ابنه عبيد أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الكبائر فقال: "هي تسع: الإشراك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات، وعقوق الوالدين المسلمين، واستحلال البيت الحرام قبلتكم أحياء وأمواتاً".
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
عمير بن مالك:
عمير بن مالك، أورده ابن شاهين. روى سفيان الثوري، عن إسماعيل بن سميع عن عمير بن مالك قال: قال رجل: يا رسول الله، إني لقيت أبي في الغزو، فصفحت عنه؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال آخر: يا رسول الله، إني لقيت أبي في الغزو فسمعت مقالة سيئة، فقتلته؟ فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أبو موسى.
عمير والد مالك:
عمير والد مالك. أورده أبو بكر الإسماعيلي في الصحابة. روى عنه ابنه مالك أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اللقطة، فقال: "عرفها، فإن وجدت من يعرفها فادفعها إليه، وإلا فاستمتع بها، وأشهد بها عليك. فإن جاء صاحبها فادفعها إليه، وإلا فهو مال الله يؤتيه من يشاء".
أخرجه أبو موسى.
عمير ذو مران:
عمير ذو مران القيل بن أفلح بن شراحيل بن ربيعة- وهو ناعط- بن مرشد الهمداني.
كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم، وهو جد مجالد بن سعيد الهمداني.
قال عبد الغني بن سعيد: عمير ذو مران، وهو من الصحابة. روى مجالد بن سعيد بن عمير ذي مران، عن أبيه، عن جده عمير قال: جاءنا كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: " بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى عمير ذي مران ومن أسلم من همدان، سلام عليكم، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد، فإننا بلغنا إسلامكم مقدمنا من أرض الروم، فأبشروا فإن الله تعالى قد هداكم بهدايته، وإنكم إذا شهدتم أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وأقمتم الصلاة وأنطيتم الزكاة فإن لكم ذمة الله وذمة رسوله، على دمائكم وأموالكم، وعلى أرض القوم الذين أسلمتم عليها، سهلها وجبالها، غير مظلومين ولا مضيق عليهم، وإن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لأهل بيته، وإن مالك بن مرارة الرهاوي قد حفظ الغيب، وأدى الأمانة، وبلغ الرسالة، فآمرك به خيراً فإنه منظور إليه في قومه".
أخرجه الثلاثة.
عمير المزني:
عمير المزني. قال أبو نعيم: ذكره سليمان، ولم يخرج له شيئاً.
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
عمير بن معبد: عمير بن معبد بن الأزعر بن زيد بن العطاف بن ضبيعة بن زيد الأنصاري الأوسي. قاله موسى.
وقال ابن إسحاق: وهو عمرو بن معبد بن الأزعر. شهد بدراً، وأحداً، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أحد المائة الصابرة يوم حنين.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.
عمير جد معرف:
عمير، جد معرف بن واصل. روى أسباط بن محمد، عن معرف بن واصل السعدي، عن حفصة بنت الأقعس، عن عمير جد معرف قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتى بطبق.. وذكر الحديث.
أخرجه ابن منده مختصراً.
عمير بن تويم:
عمير بن تويم. يعد في الكوفيين، حديثه عند شعبة ومسعر، عن عبيد الله بن الحسن، عن عبد الرحمن بن معقل، عن غالب بن ابجر وعمير بن نويم أنهما سألا النبي صلى الله عليه وسلم فقالا: يا رسول الله، إنا لم يبق لنا من أموالنا شيء إلا الحمر الأهلية، فقال: "أطعموا أهليكم من سمين مالكم، فإني قذرت لكم جوال القرية".
أخرجه أبو عمر.
عمير بن نيار الأنصاري:
عمير بن نيار الأنصاري. وقيل: ابن أخي أبي بردة بن نيار. شهد بدراً يعد في أهل الكوفة. روى عنه ابنه سعيد، مختلف في حديثه.
روى وكيع عن سعيد بن سعيد التغلبي، عن سعيد بن عمير، عن أبيه- وكان بدرياً- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صلى عليّ صلاة مخلصاً بها قلبه، صلى الله عليه بها عشر صلوات، ورفعه عشر درجات، وكتب له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات".
وروى عن سعيد بن عمير، عن عمه.
أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر قال: والد سعيد، فربما يظن أنه غير هذا، وهو هو، والله أعلم.
عمير بن ودقة:
عمير بن ودقة. أحد المؤلفة قلوبهم، لم يبلغ به رسول الله صلى الله عليه وسلم مائة من الإبل يوم حنين، لا هو ولا قيس بن مخرمة، ولا عباس بن مرداس، ولا هشام بن عمرو ولا سعيد بن يربوع، وسائر المؤلفة قلوبهم أعطاهم مائة مائة من الإبل.
أخرجه أبو عمر.
عمير بن أبي وقاص:
عمير بن أبي وقاص- واسم أبي وقاص: مالك بن أهيب- أخو سعد بن أبي وقاص الزهري، وأمه حمنة بنت سفيان بن أمية بن عبد شمس.
قديم الإسلام، مهاجري. شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم، وقتل بها شهيداً. واستصغره النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد المسير إلى بدر، فبكى، فأجازه. وكان سيفه طويلاً، فعقد عليه حمائل سيفه، وكان عمره حين قتل ست عشرة سنة قتله عمرو بن عبد ود.
أنبأنا عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، فيمن استشهد من المسلمين ببدر: "..وعمير بن أبي وقاص".
ووافقه الزهري، وموسى، وعروة.
قال سعد: رأيت أخي قبل أن يعرضنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوارء، فقلت: ما لك يا أخي؟ قال: أخاف أن يستصغرني رسول الله فيردني، وأنا أحب الخروج لعل الله أن يرزقني الشهادة! فرزق ما تمنى.
أخرجه أبو عمر، وأبو نعيم، وأبو موسى.
عمير:
عمير بن وهب بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي، يكنى أبا أمية.
كان له قدر وشرف في قريش، وهو ابن عم صفوان بن أمية بن خلف. وشهد بدراً مع المشركين كافراً، وهو القائل يومئذ لقريش عن الأنصار: أرى وجوهاً كوجوه الحيات: لا يموتون ظمأً أو يقتلون منا أعدادهم، فلا تعرضوا لهم وجوهاً كأنها المصابيح. فقالوا: دع هذا عنك. فحرش بين القوم، فكان أول من رمى بنفسه عن فرسه بين المسلمين، وأنشب الحرب.
وكان من أبطال قريش وشياطينهم، وهو الذي مشى حول المسلمين ليحزرهم يوم بدر، فلما انهزم المشركون كان عمير فيمن نجا، واسر ابنه وهب بن عمير يومئذ، فلما عاد المنهزمون إلى مكة جلس عمير وصفوان بن أمية بن خلف، فقال صفوان: قبح الله العيش بعد قتلى بدرž! قال عمير: أجل، ولولا دين علي ل أجد قضاءه وعيال لا أدع لهم شيئاً، لخرجت إلى محمد فقتلته إن ملأت عيني منه، فإن لي عنده على أعتل بها، أقول: قدمت على ابني هذا الأسير. ففرح صفوان وقال: علي دينك، وعيالك أسوة عيالي في النفقة. فجهزه صفوان، وأمر بسيف فسم وصقل، فأقبل عمير حتى قدم المدينة، فنزل بباب المسجد، فنظر إليه عمر بن الخطاب وهو في نفر من الأنصار يتحدثون عن وقعة بدر، ويذكرون نعم الله فيها، فلما رآه عمر معه السيف فزع وقال: هذا عدو الله الذي حزرنا للقوم يوم بدر. ثم قام عمر فدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هذا عمير بن وهب قد دخل المسجد متقلداً سيفاً، وهو الغادر الفاجر، يا رسول الله لا تأمنه على شيء. قال: "أدخله علي". فخرج عمر فأمر أصحابه أن ادخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم واحترسوا من عمير. وأقبل عمر وعمير فدخلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومع عمير سيف، فقال: أنعموا صباحاً- وهي تحيتهم في الجاهلية- فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "قد أكرمنا الله عن تحيتك، السلام تحية أهل الجنة! فما أقدمك يا عمير؟ قال: قدمت في أسيري، ففادونا في أسيركم، فإنكم العشيرة والأهل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فما بال السيف في رقبتك"؟ فقال عمير: فبحها الله، فهل أغنت عنا في شيء، إنما نسيته حين نزلت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اصدقني، ما أقدمك"؟ قال: قدمت في أسيري. قال: "فما الذي شرطت لصفوان بن أمية في الحجر"؟ ففزع عمير فقال: ما شرطت له شيئاً! قال: "تحملت له بقتلي على أن يعول بنيك، ويقضي دينك، والله حائل بيني وبينك"! قال عمير: اشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أنك رسول الله، يا رسول الله، كنا نكذبك بالوحي، وبما يأتيك من السماء، وإن هذا الحديث كان بيني وبين صفوان في الحجر، والحمد لله الذي ساقني هذا المساق، وقد آمنت بالله ورسوله. ففرح المسلمون حين هداه الله. قال عمر: والذي نفسي بيده لخنزير كان أحب إليّ من عمير حين طلع، ولهو اليوم أحب إليّ من بعض ولدي! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اجلس يا عمير نؤانسك". وقال لأصحابه: "علموا أخاكم القرآن". وأطلق له أسيره، فقال عمير: يا رسول الله، قد كنت جاهداً ما استطعت على اطفاء نور الله، والحمد لله الذي هداني من الهلكة، فائذن لي يا رسول الله فألحق بقريش فأدعوهم إلى الله تعالى وإلى الإسلام، لعل الله أن يهديهم ويستقذهم من الهلكة. فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلحق بمكة وجعل صفوان بن أمية يقول لقريش: ابشروا بفتح ينسيكم وقعة بدر. وجعل يسأل كل من قدم من المدينة: هل كان بها من حدث؟ حتى قدم عليه رجل فأخبره أن عميراً أسلم، فلعنه المشركون، وقالوا: صبأ، وحلف صفوان لا ينفعه بنفع أبداً، ولا يكلمه كلمة أبداً. فقدم عليهم عمير، فدعاهم إلى الإسلام، فأسلم بشر كثير.
أخرجه الثلاثة.
عمير. غير منسوب. هو رجل من الصحابة، له ذكر في حديث الزهري، عن أنس قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم يوماً نصف النهار، وعلى بطنه صخرة مشدودة، فأهدى له غلام من الأنصار شيئاً، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "من أنت"؟ قال: أنا عمير، وأمي فلانة. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "كلوا فأكلوا حتى شبعوا وشربوا من اللبن".
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
عميرة- بفتح العين، وكسر الميم، وآخره هاء- هو ابن الأعزل أبو سيارة المتعي، من قيس عيلان، ثم من بني عدوان، ثم من بني حارثة.
قاله جعفر: قال: ورأيت في كتاب ابن حبيب عميلة بن الأعزل بن خالد بن سعد بن الحارث بن راش بن زيد بن الحارث، وهو عدوان.
وقد تقدم ذكر أبي سيارة في عمير.
أخرجه أبو موسى.
عميرة بن فروخ. قال جعفر المستغفري: كذا ترجم بحيى بن يونس.
قال أبو موسى: وهو عند والد العرس بن عميرة، وروى حديثاً عن عدي بن عدي قال: حدثني مولى لنا أنه سمع جدي يقول: "إن الله عز وجل لا يعذب العامة بذنب الخاصة".
أخرجه أبو موسى هكذا مختصراً.
قلت: قول أبي موسى هو عندي والد العرس بن عميرة فإن والد العرس هو: عميرة بن فروة، آخره هاء، وهذا آخره خاء، فكيف يشتبهان؟ وربما يكون "فروخ" غلطاً، فكان ذكر أنه غلط، والصواب فروة، فيكون حينئذ والد العرس. ولا شك أنه والد العرس بن عميرة، وهو جد عدي بن عدي بن عميرة بن فروة، وفروخ غلط.
والحديث أخبرنا به يحيى بن محمد إجازة بإسناده عن أبي بكر بن أبي عاصم، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الله بن نمير، عن سيف بن سليمان، قال سمعت عدي بن عدي الكندي يحدث مجاهداً قال: حدثني مولى لنا عن جدي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى لا يعذب العامة بعمل الخاصة، حتى يروا المنكر بين ظهرانيهم وهم قادرون على أن ينكروه، فلا ينكرونه، فإذا فعلوا ذلك عذب الله العامة بذنب الخاصة".
وما أقرب أن يكون "فروخ" من غلط الكاتب، فإن "فروة" يقرب من صورة "فروخ" والله أعلم.
عميرة بن مالك الخارفي قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد همدان، منصرفه من تبوك. وذكره أبو عمر في ترجمة "مالك بن نمط" والله أعلم.
عنان. أورده العسكري، وقال: هو رجل من الصحابة. لا يعرف له إلا هذا الحديث ورواه بإسناده عن عبد الرحمن بن عنان، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام ستاً بعد يوم الفطر، فكأنما صام الدهر أو السنة".
أخرجه أبو موسى.
عنبس بن ثعلبة البلوي. شهد فتح مصر، قاله ابن يونس.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: لا تعرف له رواية.
عنبسة بن أمية بن خلف الجمحي، أبو غليظ، قيل: اسمه عنبسة، وقيل غير ذلك، ويذكر في الكنى إن شاء الله تعالى.
عنبسة بن ربيعة الجهني. يقال: إن له صحبة. أورده جعفر كذلك ولم يزد.
أخرجه أبو موسى.
عنبسة بن أبي سفيان. أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يصح له رواية ولا صحبة. روى عنه أبو أمامة الباهلي والنعمان بن سالم. أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: ذكره بعض المتأخرين- يعني ابن منده- ولم يزد عليه. وقال: أتفق متقدمو أئمتنا أنه من التابعين.
عنبة بن سهيل:
عنبة بن سهيل بن عمرو العامري. وهو أخو أبي جندل، وقيل عتبة، ولا يصح.
أسلم عنبة مع أبيه، وقتل بالشأم شهيداً. وكانت فاخته بنته معه بالشام، فلما قتل قدم بها على عمر بن الخطاب، وقدم عليه عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وقد قتل أبوه بالشام أيضاً فقال: "زوجوا الشريد للشريد" فتزوجها عبد الرحمن، فهي أم أولاد: أبي بكر، وعمرو، وعثمان وعكرمة.
أخرجه أبو عمر.
عنبة:
عنبة: بالنون، والباء الموحدة، قاله ابن ماكولا.
عنتر العذري:
عنتر العذري. له صحبة. روى حديثه أبو حاتم الرازي. يقال: إنه تفرد.
قال عبد الغني: قيل: "عس" العذري، بالسين غير معجمة، وقيل: إنه أصح من "عنتر" بالنون والتاء فوقها نقطتان، وقد تقدم في "عس" أتم من هذا.
عنترة السلمي:
عنترة، بزيادة هاء، هو عنترة السلمي ثم الذكواني، حليف لبني سواد بن غنم بن كعب بن سلمة. بطن من الأنصار.
شهد بدراً، كذا قال ابن هشام. وقال ابن إسحاق وابن عقبة في عنترة، هذا هو مولى سليم بن عمرو بن حديدة الأنصاري.
شهد بدراً، وقتل يوم أحد شهيداً، قتله نوفل بن معاوية الديلي.
أنبأنا عبيد الله بن السمين بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً: "..وعنترة مولى سليم بن عمرو بن حديدة".
أخرجه أبو عمر.
قلت: كذا قال أبو عمر، عن ابن هشام. والذي رأيناه في كتاب ابن هشام، قال: فيمن شهد بدراً ومن بني سواد بن غنم بن كعب بن سلمة: "وسليم بن عمرو بن حديدة، وعنترة مولى سليم بن عمرو" والله أعلم.
عنترة الشيباني:
عنترة الشيباني، أبو هارون. روى عبد الملك بن هارون بن عنترة الشيباني، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم: "وما تعدون الشهيد فيكم"؟ قلنا: يا رسول الله، من قتل في سبيل الله؟ قال: "إن شهداء أمتي إذاً لقليل، من قتل في سبيل الله شهيد، والبطن شهيد، والمتردي شهيد، والنفساء شهيد، والغريق شهيد، والسبيل شهيد، والحريق شهيد، والغريب شهيد".
أخرجه أبو موسى.
عنزة بن نقب:
عنزة بن نقب من بني كعب بن العنبر بن عمرو بن تميم. قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بني العنبر، وهو جد سوار بن عبد الله بن قدامة بن عنزة قاضي البصرة.
ذكره ابن الدباغ وقد نسبه ابن ماكولا فقال: عنترة بن نقب بن عمرو بن الحارث بن خلف بن الحارث بن مجفر بن كعب بن العنبر.
عنمة الجهني:
عنمة، والد إبراهيم بن عنمة الجهني. قاله ابن منده وأبو نعيم، وجعله أبو عمر مزنياً، ووافقه ابن ماكولا في ترجمة "عنمة المزني" ثم قال: إبراهيم بن عنمة المزني يروى عنه، عن أبيه- ثم قال: وابنه محمد بن إبراهيم بن عنمة الجهني، فجعله في هذه الترجمة جهنياً. وجعل أباه وجده مزنيين! ولعله قيل فيه القولان، والله أعلم.
روى محمد بن إبراهيم بن عنمة، عن أبيه، عن جده أنه قال: خرج النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم، فلقيه رجل من الأنصار، فقال: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي إنه ليسوؤني الذي أرى بوجهك! فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى وجه الرجل، وقال: الجوع! الحديث، وقد ذكرناه في "عثمة" بالثاء المثلثة؛ فإن أبا نعيم أخرجه كذلك وحده، وأخرجه ابن منده وأبو عمر "عنمة بالنون" والله أعلم. وهو الصواب.
عنمة بن عدي:
عنمة بن عدي بن عبد مناف بن كنانة بن جهمة بن عدي بن الربعة بن رشدان الجهني.
شهد بدراً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكره ابن الكلبي، ولم يذكروه، ولا أعلم هو الأول أم غيره، فإن كان الأول شهد بدراً فهما واحد على قول من يجعل الأول جهنياً، وإن لم يكن شهدها فهما اثنان، لا سيما على قول من يجعل الأول مزنياً.
�عنيز العذري: عنيز العذري، ويقال: الغفاري. أقطعه النبي صلى الله عليه وسلم أرضاً بوادي القرى، فهي تنسب إليه، وسكنها إلى أن مات، ويقال في هذا "عس" وقد ذكرناه. أخرجه أبو عمر. وهو ضبطه كذا بالنون والزاي. وقال عبد الغني "عنتر" بالنون والتاء فوقها نقطتان، وقال: وقد قيل "عس"، يعني بالسين غير معجمة: وقيل: إنه أصح، ولعل أبا موسى لم يخرجه، لأنه علم أن عنيزاً غير صحيح، والله أعلم.
العوام بن جهيل المسامي، سادن يغوث. قاله أبو أحمد العسكري، وروى عن ابن دريد، عن السكن بن سعيد، عن محمد بن عباد، عن هشام بن الكلبي قال: كان العوام بن جهيل المسامي، من همدان، يسدن يغوث، فكان يحدث بعد إسلامه قال: كنت أسمر مع جماعة من قومي، فإذا أوى أصحابي إلى رحالهم نمت أنا في بيت الصنم، فنمت في ليلة ذات ريح وبرق ورعد، فلما انهار الليل سمعت هاتفاً من الصنم يقول- ولم نكن سمعنا منه قبل ذلك كلاماً-: يا ابن جهيل، حل بالأصنام الويل، هذا نور سطع من الأرض الحرام، فودع يغوث بالسلام. قال: فألقي والله في قلبي البراءة من الأصنام، وكتمت قومي ما سمعت، وإذا هاتف يقول:
هل تسمعن القـول يا عـوام |
|
أم قد صممت عن مدى الكلام |
قد كشفت دياجـر الـظـلام |
|
وأصفق الناس على الإسـلام |
فقلت:
يا أيها الهاتف بـالـنـوام |
|
لست بذي وقر عن الكلام |
فبيتن عن سنة الإسـلام |
|
|
ووالله ما عرفت الإسلام قبل ذلك، فأجابني يقول:
ارحل على اسم الله والتوفيق |
|
رحلة لا وان ولا مـشـيق |
إلى فريق خبر مـا فـريق |
|
إلى النبي الصادق المصدوق |
فرميت الصنم وخرجت أريد النبي صلى الله عليه وسلم، فصادفت وفد همدان يريدون النبي صلى الله عليه وسلم، فأخبرته خبري، فسر بقولي، ثم قال: "أخبر المسلمين". وأمرني النبي صلى الله عليه وسلم بكسر الأصنام، فرجعنا إلى اليمن وقد امتحن الله قلوبنا للإسلام.
عوذ ابن عفراء- وهي أمه- وهو عوذ بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي النجاري، أخو معاذ ومعوذ ابني عفراء، وعوذ ومعوذ ابنا عفراء هما ضرباً أبا جهل.
أخرجه أبو عمر وقال بعضهم : إنما هو عوف، على ما نذكره إن شاء الله تعالى.
عوسجة بن حرملة بن جذيمة بن سبرة بن خذيج بن مالك بن عمرو بن ذهل بن عمرو بن ثعلبة بن رفاعة بن نصر بن مالك بن غطفان بن قيس بن جهينة الجهني.
سكن فلسطين، ذكره البخاري في الصحابة.
روى عروة بن الوليد عن عوسجة بن حرملة الجهني، عن أبيه، عن جده عوسجة أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وكان ينزل بالمروة، وكان يقعد في أصل المروة الشرقي، ويرجع نصف النهار إلى الرومة التي بنى عليها المسجد، وكان يدور بين هذين الموضوعين، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم حين رآه وأعجب به، ورأى من قيامه ما لم يره من غيره من بطون العرب: "يا عوسجة، سلني أعطك".
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
عوف بن أثاثة- وهو اسم مسطح بن اثاثة بن عباد بن المطلب بن عبد مناف بن قصي، يكنى أبا عباد، وقيل: أبو عبد الله، قاله الواقدي.
وهو مسطح المذكور في قصة الإفك، شهد بدراً، وقيل إنه شهد صفين مع علي، وقيل: توفي قبلها سنة أربع وثلاثين، والأول أكثر.
وأم عوف هي ابنة أبي رهم بن المطلب، واسمها سلمى وأمها ريطة بنت صخر بن عامر التيمي خالة أبي بكر الصديق، ولهذه القرابة كان أبو بكر ينفق عليه، قلما كان في الإفك منه ما هو مشهور، وبرأ الله سبحانه وتعالى عائشة، رضي الله عنها منه، أقسم أبو بكر أنه لا ينفق عليه، فأنزل الله تعالى: "ولا يأتل أولو الفضل منكم والسعة أن يؤتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله" الآية، فرجع أبو بكر إلى النفقة عليه، وقال: إني أحب أن يغفر الله لي.
أخرجه الثلاثة.
عوف بن الحارث- وقيل: ابن عبد الحارث- بن عوف بن حشيش بن هلال بن الحارث بن رزاح بن كلفة بن عمرو بن لؤي بن دهن بن معاوية بن أسلم بن أحمس بن الغوث بن أنمار البجلي الأحمسي، أبو حازم. وهو والد قيس بن أبي حازم، قيل: اسمه عوف، وقيل: عبد عوف، ونذكره في الكنى إن شاء الله تعالى. أنبأنا عبد الله بن أحمد الخطيب بإسناده عن أبي داود الطيالسي: حدثنا شعبة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب، فرأى أبي في الشمس، فأمره- أو: فأومأ إليه- أن أدن إلى الظل.
أخرجه الثلاثة.
حشيش: بفتح الحاء المهملة، وكسر الشين المعجمة، وبالياء تحتها نقطتان، وبعدها شين ثانية.
عوف بن الحارث:
عوف بن الحارث، أبو واقد الليثي. قاله جعفر. وقيل: اسمه الحارث بن عوف.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
عوف بن حضيرة:
عوف بن حضيرة. أدرك النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه الشعبي، وكان يسكن الشأم.
روى حصين بن عبد الرحمن، عن الشعبي، عن عوف بن حضيرة- رجل من أهل الشام-.
قال: الساعة التي ترجى في الجمعة ما بين خروج الإمام إلى انقضاء الصلاة.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وأخرجه أبو موسى. ولا وجه له، فإن ابن منده قد أخرجه.
عوف الخثعمي:
عوف الخثعمي والد حصين بن عوف. تقدم ذكره في الحاء مع أبيه "حصين".
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم مختصراً.
عوف بن دلهم:
عوف بن دلهم. له ذكر في الصحابة. روى الأصمعي، عن أبي عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن عوف بن دلهم قال: النساء أربع.
أخرجه هكذا ابن منده وأبو نعيم.
عوف بن ربيع:
عوف بن ربيع بن جارية بن ساعدة بن خزيمة بن نصر بن قعين بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة، ذو الخيار.
وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، ونزل الرقة، وعقبه بها.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم" ذكره بعض المتأخرين عن علي بن أحمد الحراني، عن محمود بن محمد الأديب، لم يزد عليه، ولم يذكره أبو عروبة، ولا أبو علي بن سعيد في تاريخ الجزريين.
عوف بن سراقة الضمري:
عوف بن سراقة الضمري، أخو جعيل بن سراقة، لهما صحبة. روى عبد الواحد بن عوف بن سراقة، عن أبيه قال: لما أصاب سنان بن سلمة نفسه بالسيف، لم يخرج له رسول الله صلى الله عليه وسلم دية، ولم يأمر بها، وأصاب أخي جعيل بن سراقة عينه يوم قريظة، فذهبت، فلم يخرج له رسول الله صلى الله عليه وسلم دية، ولم يأمر بها.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
عوف بن سلمة:
عوف بن سلمة بن سلامة بن وقش الأنصاري، وقيل: عوف أبو سلمة، روى عنه ابنه سلمة.
أنبأنا أبو الفرج بن أبي الرجاء كتابة بإسناده عن ابن أبي عاصم: حدثنا دحيم، حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي، عن عوف بن سلمة بن عوف، عن أبيه، عن جده: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اللهم اغفر للأنصار، ولأبناء الأنصار، ولأبناء أبناء الأنصار، ولموالي الأنصار".
أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: هو مدني، وحديثه يدور على ابن أبي حبيبة الأشهلي، عن عوف بن سلمة، فإسناده كله ضعيف.
عوف أبو شبيل:
عوف أبو شبيل. أدرك النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه ابنه شبيل.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصراً.
عوف ابن عفراء:
عوف ابن عفراء- وهي أمه- وهي عفراء بنت عبيد بن ثعلبة (بن عبيد بن ثعلبة بن غنم) بن مالك بن النجار، واسم أبيه: الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن (مالك بن) غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي النجاري.
شهد بدراً هو وأخواه: معاذ ومعوذ.
أنبأنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة قال: لما التقى الناس يوم بدر قال عوف ابن عفراء بن الحارث: يا رسول الله، ما يضحك الرب من عبده؟ قال: أن يراه قد غمس يده في القتال، يقاتل حاسراً. فنزع عوف درعه، ثم تقدم حتى قتل شهيداً رضي الله عنه.
وقيل: إنه شهد العقبة، وإنه أحد الستة ليلة العقبة الأولى.
أخرجه الثلاثة.
عوف بن القعقاع:
عوف بن القعقاع بن معبد بن زرارة بن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم التميمي الدارمي.
عداده في أعراب البصرة، وفد مع أبيه إلى النبي صلى الله عليه وسلم. روى محمود بن يزيد بن قيس بن عوف بن القعقاع، عن أبيه، عن جده عوف قال: وفد أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأنا معه غليم، فأمر لكل رجل ببردين، وأمر لي ببردة. فلما انصرفنا باع كل رجل منهم أحد برديه، فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم في بردين، فنظر إليّ وقال: من أين لك هذه؟ قلت: اشتريتها من فلان. قال: أنت كنت أحق به إذ ضيع ما أعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال ابن منده في إسناده: محمود بن يزيد. وقال أبو نعيم: محمود بن ثوبة.
عوف بن مالك الأشجعي:
عوف بن مالك بن أبي عوف الأشجعي، يكنى أبا عبد الرحمن، ويقال: أبو حماد، وقيل: أبو عمرو.
وأول مشاهده خيبر، وكانت معه راية أشجع يوم الفتح، وسكن الشام. روى عنه من الصحابة: أبو أيوب الأنصاري، وأبو هريرة، والمقدام بن معد يكرب، ومن التابعين: أبو مسلم، وأبو إدريس الخولانيان، وجبير بن نفير، وغيرهم، وقدم مصر.
أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد وغيره بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد بن عيسى: حدثنا هناد، حدثنا عبدة، عن سعيد، عن قتادة، عن أبي المليح، عن عوف بن مالك الأشجعي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاني آت من عند ربي فخيرني بين أن يدخل نصف أمتي الجنة، وبين الشفاعة، فاخترت الشفاعة، وهي لمن مات لا يشرك بالله شيئاً".
وروى كثير بن مرة، عن عوف بن مالك: أنه رأى كعباً يقص في مسجد حمص، فقال: يا ويحه! أما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يقص على الناس إلا أمير، أو مأمور، أو مختال".
وتوفي بدمشق سنة ثلاث وسبعين، قاله العسكري.
عوف بن مالك بن عبد كلال:
عوف بن مالك بن عبد كلال الأعرابي الجشمي، أبو الأحوص. كذا أورده العسكري فيما ذكره ابن أبي علي، عن عم أبيه، عنه.
أخرجه أبو موسى.
عوف بن نجوة:
عوف بن نجوة. له ذكر، شهد فتح مصر، ولا تعرف له رواية، قاله ابن عبد الأعلى.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصراً.
نجوة: بالنون، والجيم.
عوف بن النعمان:
عوف بن النعمان الشيباني. أدرك النبي صلى الله عليه وسلم. روى العوام بن حوشب، عن لهب بن الخندق قال: عوف بن النعمان- وكان في الجاهلية-: "لأن أموت عطشاً أحب إلي من أن أكون مخلافاً للوعد".
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
عون بن جعفر:
عون- آخره نون- هو: عون بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب القرشي الهاشمي، والده: جعفر هو ذو الجناحين. ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أمه وأم أخويه عبد الله ومحمد: أسماء بنت عميس الخثعمية.
استشهد بتستر، ولا عقب له.
روى عبد الله بن جعفر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعون: "أشبهت خلقي وخلقي". وهذا إنما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبيه جعفر بن أبي طالب.
أخرجه الثلاثة.
عون بن العباس:
عون بن العباس بن عبد المطلب. ذكره أبو عمر في ترجمة أخيه "تمام بن العباس"، وأن له صحبة.
عويف بن الأضبط:
عويف بن الأضبط، واسم الأضبط: ربيعة بن أبير بن نهيك بن خزيمة بن عدي بن الديل بن عبد مناة بن كنانة الديلي.
أسلم عام الحديبية، قاله ابن الكلبي.
وقيل: عويف بن ربيعة بن الأضبط بن أبير، والأول أكثر.
استخلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة لما سار إلى المدينة.
قال ابن ماكولا: هو الذي قالت له خزاعة لما اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل لك إلى أعز بيت بتهامة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تفزع نسوة عويف بن الأضبط. إنه يأمر بالإسلام".
واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة لما اعتمر عمرة القضاء.
وقال أبو عمر: واستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سار إلى الحديبية. وهذا لا يصح. لأنه أسلم في الحديبية، وساتخلفه في عمرة القضاء من قابل. والله أعلم.
أخرجه أبو عمر.
عويم أبو تميم:
عويم أبو تميم، من بني سعد بن هذيل. روى حديثه عمرو بن تميم بن عويم، عن أبيه، عن جده قال: كانت أخي مليكة وامرأة منا يقال لها أم عفيف بنت مسروح، من بني سعد بن هذيل، تحت رجل منا يقال له: حمل بن مالك بن النابغة، أحد بني هذيل، فضربت أم عفيف أختي مليكة بمسطح بيتها وهي حامل فقتلتها وذا بطنها، فقضى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالدية، وفي جنينها بغرة عبد، فقال العلاء بن مسروح: أنغرم من لا شرب ولا أكل. ولا نطق ولا استهل، فمثل هذا يطل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أشجع سائر اليوم".
قال: وسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إنا أهل صيد؟ فقال: "إذا رميت الصيد فكل ما اصميت، ولا تأكل ما أنميت".
أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقد عاد ابن منده وأبو نعيم أخرجاه في "عويمر"، بالراء أيضاً، ويرد ذكره إن شاء الله تعالى. وأخرجه أبو عمر في "عويمر" أيضاً، ولم يخرجه ها هنا.
عويم بن ساعدة:
عويم بن ساعدة بن عائش بن قيس بن النعمان بن زيد بن أمية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي.
وقال ابن إسحاق: عويم بن ساعدة بن صلعجة، وأنه من بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة حليف لبني أمية بن زيد.
وقال ابن الكلبي بعد أن نسبه كما ذكرناه أول الترجمة، وقال: أصله من بلي، شهد عويم العقبتين جميعاً، قاله الواقدي.
وقال غيره: شهد العقبة الثانية مع السبعين.
وقال العدوي عن ابن القداح: إنه شهد العقبات الثلاثة، وذلك أن ابن القادح قال: العقبة الأولى ثمانية. والثانية اثنا عشر، والثالثة سبعون.
وقال ابن منده: عويم بن ساعدة بن حابس- بالحاء. وآخره سين مهملة. وهو تصحيف، وإنما هو عائش.
آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين حاطب بن أبي بلتعة، وشهد بدراً، وأحداً، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أنبأنا أبو ياسر بن أبي حسنة بإسناده عن عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا حسين بن محمد، حدثنا أبو أويس عن شرحبيل بن سعد، عن عويم بن ساعدة الأنصاري أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاهم في مسجد قباء، فقال: "إن الله قد أحسن الثناء عليكم في الطهور، في قصة مسجدكم "فما هذا الطهور الذي تطهرون به" فقالوا: والله يا رسول الله ما نعلم إلا أنه كان لنا جيران من اليهود، وكانوا يغسلون أدبارهم من الغائط، فغسلنا كما غسلوا.
قال أبو عمر: توفي في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل: مات في خلافة عمر بن الخطاب وهو ابن خمس- أو ست- وستين سنة.
وهو الصحيح. لأنه له أثر في بيعة أبي بكر الصديق.
أنبأنا يحيى بن محمود إجازة بإسناده عن أبي بكر بن أبي عاصم قال: حدثنا يعقوب بن حميد بن كاسب، حدثنا عاصم بن سويد قال: سمعت عبيدة بنت عويم بن ساعدة تقول: قال عمر بن الخطاب وهو واقف على قبر عويم بن ساعدة: "لا يستطيع أحد من أهل الأرض أن يقول إنه يقول إنه خير من صاحب هذا القبر. ما نصب رسول الله صلى الله عليه وسلم راية إلا وعويم تحت ظلها.
أخرجه الثلاثة. وقد أخرجه ابن منده في موضعين من كتابه.
عويمر بن أبيض:
عويمر- بزيادة راء بعد الميم- هو: عويمر بن أبيض العجلاني الأنصاري، صاحب اللعان.
وقال الطبري: هو عويمر بن الحارث بن زيد بن حارثة بن الجد العجلاني. وهو الذي رمى زوجته بشريك بن سحماء، فلا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهما، وذلك في شعبان سنة تسع لما قدم من تبوك. أنبأنا أبو المكارم فتيان بن أحمد بن محمد بن سمنية الجوهري بإسناده إلى مالك بن أنس، عن ابن شهاب: أن سهل بن سعد الساعدي أخبره أن عويمر بن أشقر العجلاني، جاء إلى عاصم بن عدي الأنصاري، فقال له يا عاصم، أرأيت رجلاً وجد مع امرأته رجلاً: أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل؟ سل لي يا عاصم عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم: فسأل عاصم عن ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكره رسول الله المسائل وعابها، حتى كبر على عاصم ما سمع من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما رجع عاصم إلى أهله جاءه عويمر فقال: يا عاصم، ماذا قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال عاصم: لم تأتني بخير! قد كره رسول الله صلى الله عليه وسلم المسألة وعابها. فقال عويمر: والله لا أنثني حتى أسأله عنها! وأقبل عويمر حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أرأيت رجلاً وجد مع امرأته رجلاً، أيقتله فتقتلونه أم كيف يفعل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد أنزل الله فيك وفي زوجتك، فاذهب فأت بها". قال سهل: فتلاعنا.
كذا في الموطأ من رواية القعنبي: عويمر بن أشقر، وأما رواية يحيى بن يحيى، عن مالك فقال: عويمر العجلاني.
أخرجه الثلاثة.
عويمر بن أشقر بن عوف الأنصاري: قيل: إنه من بني مازن.
أنبأنا أبو الحرم مكي بن ربان بن شبة النحوي بإسناده عن يحيى بن يحيى، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عباد بن تميم: أن عويمر بن اشقر ذبح قبل أن يغدو يوم الأضحى، وأنه ذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فأمره بضحية أخرى.
أخرجه الثلاثة.
عويمر أبو تميم:
عويمر أبو تميم. له ذكر في الصحابة، وقيل: عويم، بغير راء، وقد تقدم.
سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصيد. روى حديثه عمرو بن تميم بن عويمر، عن أبيه، عن جده.
أخرجه الثلاثة؛ إلا أن أبا عمر قال: عويمر الهذلي. له حديث واحد في المرأتين اللتين ضربت إحداهما الأخرى، فألقت جنينها وماتت.
وهو هذا، ولم يذكر له أبو عمر حديث الصيد، إنما ذكره ابن منده وأبو نعيم.
عويمر بن عامر:
عويمر بن عامر، ويقال: عويمر بن قيس بن زيد. وقيل: عويمر بن ثعلبة بن عامر بن زيد بن قيس بن أمية بن مالك بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج، أبو الدرداء الأنصاري الخزرجي.
وقال الكلبي: اسمه عامر بن زيد بن قيس بن عبسة بن أمية بن مالك بن عامر بن عدي بن كعب بن الخزرج بن الحارث بن الخزرج.
وقد ذكرناه في عامر.
وقال أبو عمر: وليس بشيء. وهو مشهور بكنيته. ويذكر فيها إن شاء الله تعالى أتم من هذا. وكان من أفاضل الصحابة وفقهائهم وحكمائهم.
روى عنه أنس بن مالك، وفضالة بن عبيد، وأبو أمامة، وعبد الله بن عمر، وابن عباس وأبو إدريس الخولاني، وجبير بن نفير، وابن المسيب، وغيرهم.
تأخر إسلامه، فلم يشهد بدراً، وشهد أحداً وما بعدها من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل: إنه لم يشهد أحداً، وأول مشاهده الخندق.
وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سلمان الفارسي.
روى أيوب، عن أبي قلابة أن أبا الدرداء مر على رجل قد أصاب ذنباً، وكانوا يسبونه، فقال: أرأيتم لو وجدتموه في قليب ألم تكونوا مستخرجيه؟ قالوا: بلى. قال: فلا تسبوا أخاكم، واحمدوا الله الذي عافاكم. قالوا: أفلا نبغضه؟ قال: إنما أبغض عمله، فإذا تركه فهو أخي.
وروى صالح المري، عن جعفر بن زيد العبدي: أن أبا الدرداء لما نزل به الموت بكي، فقالت له أم الدرداء: وأنت تبكي يا صاحب رسول الله؟ž قال: نعم، وما لي لا أبكي ولا أدري علام أهجم من ذنوبي.
وقال شميط بن عجلان: لما نزل بأبي الدرداء الموت جزع جزعاً شديداً، فقالت له أم الدرداء: ألم تك تخبرنا أنك تحب الموت؟ قال: بلى وعزة ربي، ولكن نفسي لما استيقنت الموت كرهته، ثم بكى وقال: هذه آخر ساعاتي من الدنيا، لقنوني "لا إله إلا الله" فلم يزل يرددها حتى مات.
وقيل: دعا ابنه بلالاً فقال: ويحك يا بلال! اعمل للساعة، اعمل لمثل مصرع أبيك، واذكر به مصرعك وساعتك، فكأن قد، ثم قبض. وتوفي قبل عثمان بسنتين، قيل: توفي سنة ثلاث أو اثنتين وثلاثين بدمشق، وقي: توفي بعد صفين سنة ثمان أو تسع وثلاثين. والأصح والأشهر والأكثر عند أهل العلم أنه توفي في خلافة عثمان، ولو بقي لكان له ذكر بعد قتل عثمان إما في الاعتزال، وإما في مباشرة القتال، ولم يسمع له بذكر فيهما البتة، والله أعلم.
قال أبو مسهر: لا أعلم أحداً نزل دمشق من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم غير أبي الدرداء، وبلال مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وواثلة بن الأسقع، ومعاوية، ولو نزلها أحد سواهم لما سقط علينا.
وكان أبو الدرداء أقنى أشهل، يخضب بالصفرة، عليه قلنسوة وعمامة قد طرحها بين كتفيه.
عياذ بن عمرو، وقيل: عياذ بن عبد عمرو، الأزدي. حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفة خاتم النبوة كأنها ركبة عنز.
حديثه عند أبي عاصم النبيل، عن بشر بن صحار بن معارك بن بشر بن عياذ بن عبد عمرو، عن معارك بن بشر، عن عياذ بن عمرو: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان تبعه قبل فتح مكة، ودعا له، قال: فرأيت خاتم النبوة، وحمله على ناقة.
وسكن البصرة، وبقي إلى أن قتل عثمان.
أخرجه الثلاثة ها هنا هكذا، ومثلهم قال الأمير أبو نصر، وأخرجه ابن منده وأبو نعيم في عباد، بالباء الموحدة أيضاً، والله أعلم، وقد ذكرناه هناك.
عياش بن أبي ثور، له صحبة، ولاه عمر بن الطاب البحرين قبل قدامة بن مظعون.
أخرجه أبو عمر مختصراً.
عياش بن أبي ربيعة، واسم أبي ربيعة: عمرو بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، يكنى أبا عبد الرحمن، وقيل: أبو عبد الله. وهو أخو أبي جهل لأمه، وابن عمه، وهو أخو عبد الله بن أبي ربيعة.
كان إسلامه قديماً أول الإسلام، قبل أن يدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وهاجر إلى أرض الحبشة، وولد له بها ابنه عبد الله، ثم عاد إلى مكة، وهاجر إلى المدينة هو وعمرو بن الخطاب. ولم يذكره ابن عقبة ولا أبو معشر فيمن هاجر إلى الحبشة.
ولما هاجر إلى المدينة قدم عليه أخواه لأمه أبو جهل والحارث ابنا هشام، فذكرا له أن أمه حلفت أن لا يدخل رأسها دهن ولا تستظل حتى تراه، فرجع معهما، فأوثقاه وحبساه بمكة، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو له، واسم أمه وأم أبي جهل والحارث أسماء بنت مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم. وكان هشام بن المغيرة قد طلقها، فتزوجها أخوه أبو ربيعة بن المغيرة.
ولما منع عياش من الهجرة قنت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو للمستضعفين بمكة، ويسمي منهم الوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام، وعياش بن أبي ربيعة.
وقتل عياش يوم اليرموك، وقيل: مات بمكة، قاله الطبري.
أنبأنا يحيى بن محمود إذناً بإسناده عن أبي بكر بن أبي عاصم قال: حدثنا بن أبي شيبة، حدثنا علي بن مسهر ومحمد بن فضيل، عن يزيد بن أبي زياد حدثنا عبد الرحمن بن سابط، عن عياش بن أبي ربيعة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تزال هذه الأمة بخير ما عظموا هذه الحرمة حق تعظيمها"- يعني الكعبة والحرم- "فإذا ضيعوها هلكوا".
وروى عنه ابناه: عبد الله، والحارث، وروى عنه نافع مولى بن عمر، وهو مرسل.
أخرجه الثلاثة.
عياض الأنصاري. له صحبة. روى عبيدة بن أبي رايطة الحداد، عن عبد الملك بن عبد الرحمن، عن عياض الأنصاري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "احفظوني في أصحابي وأصهاري، فمن حفظني فيهم حفظه الله في الدنيا والآخرة، ومن لم يحفظني فيهم تخلى الله عنه، ومن تخلى الله عنه يوشك أن يأخذه".
أخرجه الثلاثة.
عياض الثقفي، والد عبد الله بن عياض. روى نه ابنه عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى هوازن في اثني عشر ألفاً. وهو معدود في أهل الطائف.
أخرجه أبو عمر مختصراً، وأخرجه البخاري في تاريخه.
عياض بن جمهور. أورده أبو بكر الإسماعيلي في الصحابة. روى حريث بن المعلى الكندي- وكان ينزل كندة- عن ابن عياش، عن عياض بن جمهور قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، فسأله رجل فقال: الرجل يدخل عليّ بسيفه يريد نفسي ومالي، كيف أصنع به؟ قال: "تناشده الله عز وجل، وتذكره به وبأيامه، فإن أبى فقد حل لك دمه، فلا تكونن أعجز منه".
أخرجه أبو موسى.
عياض بن الحارث:
عياض بن الحارث التيمي، عم محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، مدني، له صحبة، روى عنه محمد بن إبراهيم.
أخرجه الثلاثة مختصراً.
عياض بن حمار:
عياض بن حمار بن أبي حمار بن ناجية بن عقال بن محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم التميمي المجاشعي.
كذا نسبه خليفة بن خياط. وقال أبو عبيدة: هو عياض بن حمار بن عرفجة بن ناجية.
سكن البصرة، روى عنه مطرف ويزيد ابنا عبد الله بن الشخير، والحسن.
أنبأنا الخطيب عبد الله بن أحمد الطوسي بإسناده عن أبي داود الطيالسي: حدثنا عمران القطان. وهمام، عن قتادة- قال عمران: عن مطرف بن عبد الله. وقال همام: عن يزيد بن عبد الله- عن عياض قال: قلت: يا رسول الله، الرجل من قومي يشتمني، وهو دوني؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان، فما قالا فهو على البادئ منهما حتى يعتدي المظلوم".
أخرجه الثلاثة إلا ابن منده قال: عياض بن حمار بن مخمر، بالخاء المعجمة وآخره راء. وهو تصحيف، وإنما هو "محمد" باسم النبي صلى الله عليه وسلم، يجتمع والأقرع بن حابس في عقال بن محمد بن سفيان، وهذا نسب مشهور، وقد أسقط ابن منده مع التصحيف عدة آباء.
عياض بن زهير:
عياض بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن أهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر القرشي الفهري، يكنى أبا سعد.
وكان من مهاجرة الحبشة، وشهد بدراً، وذكره إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق.
وأنبأنا أبو جعفر بن أحمد بإسناده عن ابن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً من بني الحارث بن فهر: ".. وعياض بن زهير بن أبي شداد".
وكذلك ذكره موسى بن عقبة، والواقدي.
وتوفي بالشام سنة ثلاثين، وهو عم عياض بن غنم بن زهير الفهري الذي يأتي ذكره، وذكر خليفة بن خياط "عياض بن زهير" هذا ونسبه كما ذكرناه، وقال يقال: إنه عياض بن غنم المعروف بالفتوح في الشاميات. ولم يذكر الزبير وعياض بن زهير من بني فهر، ولا ذكره عمه وقد ذكره غيرهما، وقد جوده الواقدي فقال: عياض بن غنم بن أخي عياض بن زهير. وقال أبو موسى: "عياض بن زهير أو: ابن أبي زهير الفهي. شهد بدراً ذكره سعيد القرشي ولم يورد له شيئاً".
أخرجه أبو عمر كما ذكرناه أولاً، واختصره أبو موسى كما ذكرناه عنه أخيراً.
قلت: لم يخرجه ابن منده ولا أبو نعيم، وأبو عمر يظنهما اثنين، أحدهما هذا، والثاني عياض بن غنم الذي يأتي ذكره. وقد وافق محمد بن سعد الكاتب أبا عمر في أنهما اثنان، فقال في الطبقة الأولى من بني الحارث بن فهر: "عياض بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال.. هاجر إلى أرض الحبشة الهجرة الثانية في رواية محمد بن إسحاق ومحمد بن عمر.. قالوا: وشهد عياض بن زهير بدراً، وأحداً، والخندق، والمشاهد كلها، وتوفي بالمدينة سنة ثلاثين، وليس له عقب". وقال أيضاً في الطبقة الثالثة: عياض بن غنم بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال.. أسلم قبل الحديبية، وشهدها.. وتوفي بالشام سنة عشرين، وهو ابن ستين سنة".
هكذا ذكرهما في الطبقات الكبرى والطبقات الصغرى، وفرق بينهما، ثم ذكرهما في الطبقات الكبرى أيضاً وجعلهما واحداً، ونذكره في عياض بن غنم إن شاء الله تعالى. وأما ابن إسحاق فقد روى عنه يونس بن بكير، والبكائي، وسلمة، في تسمية من شهد بدراً من بني الحارث بن فهر.. وعياض بن زهير بن أبي شداد. والله أعلم.
عياض بن زيد العبدي:
عياض بن زيد العبدي. روى أبو شيخ الهنائي، عن عياض بن زيد بن عبد القيس: أنه سمه النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "يا ايها الناس، عليكم بذكر ربكم، عز وجل، وصلوا صلاتكم في أول وقتم؛ فإن الله تبارك وتعالى يضاعف لكم".
أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.
عياض بن سعيد الأزدي:
عياض بن سعيد بن جبير بن عوف الأزدي الحجري.
شهد فتح مصر. له ذكر ولا تعرف له رواية. ذكره أبو سعيد بن يونس.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
عياض بن سليمان:
عياض بن سليمان. روى عنه مكحول أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "خيار أمتي قوم يضحكون جهراً، ويبكون سراً من خوف شدة عذاب الله، يذكرون الله تعالى بالغداة والعشي في البيوت الطيبة- يعني المساجد- يدعونه بألسنتهم رغباً ورهباً، مؤنتهم على الناس خفيفة، وعلى أنفسهم ثقيلة، يدبون على الأرض حفاة بلا مرح ولا بذخ يمشون بالسكينة، ويتقربون بالوسيلة".الحديث.
أخرجه أبو موسى.
عياض بن عبد الله الثقفي:
عياض بن عبد الله الثقفي، أبو عبيد الله. روى حديثه عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي، عن عبد الله بن عياض، عن أبيه أنه قال: شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأتاه رجل من فهر بعسل، فقال: "أهديناه لك" فقبله النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "احم شعبي" فحماه له، وكتب له كتاباً.
أخرجه ابن منده وأبو نعيم.
عياض بن عبد الله المدني:
عياض بن عبد الله بن أبي ذباب المدني. روى الحارث بن عبد الرحمن بن أبي ذباب، عن عمه عياض بن عبد الله بن أبي ذباب قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل المسجد يصلي، فقام رجل يصلي بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم ثم ذكر الحديث.
أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.
عياض بن عبد الله الضمري:
عياض بن عبد الله الضمري. أورده العسكري علي بن سعيد في الصحابة.
وروى يزيد بن أبي حبيب أن الزهري كتب يذكر أن عياض بن عبد الله الضمري أخبره أنهم تذاكروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاعون، فقال أرجو أن لا يطلع علينا من نقبها.
أخرجه أبو موسى.
عياض بن عمرو الأشعري:
عياض بن عمرو الأشعري. سكن الكوفة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعن أبي عبيدة، وخالد بن الوليد، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل ابن حسنة. روى عنه الشعبي. وسماك بن حرب، وحصين بن عبد الرحمن السلمي.
روى شريك، عن مغيرة، عن الشعبي، عن عياض الأشعري أنه شهد عيداً بالأنبار، فقال: "ما لي لا أراهم يقلسون كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع"؟ والتقليس: ضرب الدف.
أخرجه الثلاثة.
عياض بن عمرو:
عياض بن عمرو بن بليل بن أحيحة بن الجلاح. كانت له صحبة حسنة، وشهد أحداً وما بعدها، ومن ولده أيوب بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عياض الزاهد صاحب العمري الزاهد.
ذكره ابن الدباغ على أبي عمر.
عياض بن غطيف:
عياض بن غطيف السكوني. ذكره أبو بكر بن عيسى في تاريخ المصريين، وقال: هو من أصحاب أبي عبيدة بن الجراح، يذكرون له صحبة ورواية عن النبي صلى الله عليه وسلم.
استدركه ابن الدباغ على أبي عمر.
عياض بن غنم القرشي:
عياض بن غنم بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال بن وهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر القرشي، أبو سعد، وقيل: أبو سعيد.
له صحبة، أسلم قبل الحديبية وشهدها، وكان بالشام- مع ابن عمه أبي عبيدة بن الجراح، ويقال: إنه كان ابن امرأته. ولما توفي أبو عبيدة استخلفه بالشام، فأقره عمر وقال: ما أنا بمبدل أميراً أمره أبو عبيدة.
وهو الذي فتح بلاد الجزيرة، وصالحه أهلها، وهو أول من أجاز الدرب في قول الزبير.
ولما مات استخلف عمر على الشام سعيد بن عامر بن حذيم، وكان موت عياض سنة عشرين. وكان صالحاً فاضلاً سمحاً، وكان يسمى "زاد الركب"، يطعم الناس زاده، فإذا نفذ نحر لهم جمله.
أنبأنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني ابي، حدثنا أبو المغيرة، حدثنا صفوان، عن شريح بن عبيد، عن جبير بن نفير قال: جلد عياض بن غنم صاحب دار حبن فتحت، فأغلظ له هشام بن حكيم القول حتى غضب عياض. ثم مكث ليالى، فأتاه هشام فاعتذر إليه، ثم قال هشام لعياض: ألم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن من أشد الناس عذاباً أشدهم للناس عذاباً في الدنيا"؟ž! فقال عياض: قد سمعنا ما سمعت، ورأينا ما رأيت، أو لم تسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من أراد أن ينصح لذي سلطان عامة فلا يبد له علانية، ولكن ليخل به، فإن قبل منه فذاك، وإلا كان قد أدى الذي عليه له" وإنك يا هشام لأنت الجريء إذ تجترئ على سلطان الله، فهلا خشيت أن يقتلك السلطان، فتكون قتيل سلطان الله؟!. أنبأنا أبو الفضل بن أبي الحسن بإسناده عن أبي يعلى أحمد بن علي، حدثنا الحكم بن موسى، حدثنا هفل عن المثنى. عن أبي الزبير، عن شهر بن حوشب، عن عياض بن غنم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين يوماً، فإن مات فإلى النار، وإن تاب قبل الله منه. وإن شربها الثانية لم تقبل له صلاة أربعين يوماً، فإن مات فإلى النار وإن تاب قبل الله منه. وإن شربها الثالثة أو الرابعة كان حقاً على الله أن يسقيه من ردغة الخبال". فقيل: يا رسول الله، وما ردغة الخبال؟ قال: "عصارة أهل النار".أخرجه الثلاثة.
قلت: لم يخرج ابن منده وأبو نعيم: عياض بن زهير المذكور أولاً فلا أدري أظناهما واحداً أو لم يصل إليهما؟ وقد ختلف العلماء فيهما فمنهم من جعلهما اثنين، وجعل أحدهما عم الآخر، ومنهم من جعلهما واحداً، وجعل الأول قد نسب إلى جده، ويكفي في هذا أن مصعباً وعمه لم يذكرا الأول، وجعلاهما واحداً، وأهل مكة أخبر بشعابها. وممن ذهب إلى هذا أيضاً الحافظ أبو القاسم بن عساكر الدمشقي، وروي بإسناده إلى محمد بن سعد ما ذكرناه في عياض بن زهير أولاً، وأنهما اثنان، ثم قال: وذكرهما محمد بن سعد في الطبقات الكبرى في موضع آخر، فقال في تسمية من نزل الشام من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: عياض بن غنم بن زهير بن أبي شداد بن ربيعة بن هلال الفهري، أسلم قبل الحديبية، وشهد الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلمن وكان رجلاً صالحاً سمحاً، كان مع أبي عبيدة بالشام، فلما حضرته الوفاة ولي عياض بن غنم الذي كان يليه، وذكر أن عمر أقره ورزقه كل يوم ديناراً وشاة. فلم يزل والياً لعمر على حمص حتى مات بالشام سنة عشرين، وهو ابن ستين سنة- قال أبو القاسم. وهذا يدل على أنهما واحد، وهو الصواب.
هذا كلام أبي القاسم، وليس في كلام محمد بن سعد ما يدل على أنهما واحد، فإنه ذكر في هذه الترجمة من نزل الشام. فلم يحتج إلى ذكر الأول. لأنه لم ينزل الشام، إنما مات بالمدينة وكلامه الذي ذكرناه في عياض بن زهير يدل على أنهما اثنان، لأنه ذكرهما في طبقتين، وذكر لأحدهما شهود بدر، وهذا لم يشهدها إلى غير ذلك من الكلام الذي يدل على أنهما اثنان.
وقال أبو أحمد العسكري، عن الجهني: عياض بن زهير، غير عياض بن غنيم بن زهير. والله أعلم.
عياض الكندي:
عياض الكندي. أورده ابن أبي عاصم وغيره في الصحابة.
أنبأنا يحيى بن محمود كتابة بإسناده إلى ابن أبي عاصم قال: حدثنا الحوضي، عن إسماعيل بن عياش، عن سعيد بن سالم بن عياض الكندي، عن أبيه، عن جده قال: سمعت نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا شرب الرجل الخمر فاجلدوه ثم إن عاد فاجلدوه، ثم إن عاد فاضربوا عنقه".
أخرجه أبو موسى.
عياض بن مرثد الغنوي:
عياض بن مرثد الغنوي. مختلف في صحبته، أورده الطبراني في معجمه.
أنبأنا أبو موسى إذناً قال: أنبأنا أبو غالب، أنبأنا أبو بكر، أنبأنا أبو القاسم الطبراني قال أبو موسى: وأنبأنا أبو علي، أنبأنا أبو نعيم، أنبأنا الطبراني وأبو أحمد الجرجاني قالا: حدثنا بن خليفة، حدثنا أبو الوليد الطيالسي، حدثنا شعبة، أخبرني عاصم بن كليب، قال: سمعت عياض بن مرثد، أو مرثد بن عياض، يحدث رجلاً أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عمل يدخله الجنة فقال: "هل من والديك واحد حي"؟ قال: لا. فسأله ثلاثاً قال: "اسق الماء، احمله إليهم إذا غابوا، واكفهم إياه إذا حضروا".
رواه الحوضي، عن شعبة، عن عاصم، عن عياض بن مرثد، أو مرثد بن عياض، عن رجل منهم أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.
عيسى بن عقيل الثقفي:
عيسى بن عقيل الثقفي- وقيل: ابن معقل.
روى عنه زياد بن علاقة أنه قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بابن لي يقال له: حازم، فسماه عبد الرحمن.
قال أبو أحمد العسكري: يخرجونه في المسند، وهو وهم.
أخرجه الثلاثة.
عقيل: بفتح العين، وكسر القاف.
عيسى بن لقيم العبسي:
عيسى بن لقيم العبسي. قسم له رسول الله صلى الله عليه وسلم من سهم خيبر مائتي وسق.
ذكره أبو جعفر المستغفري عن ابن إسحاق.
أخرجه أبو موسى مختصراً.
عيينة بن حصن الفزاري:
عيينة بن حصن بن حذيفة بن بدر بن عمرو بن جوية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس غيلان الفزاري، يكنى أبا مالك.
أسلم بعد الفتح. وقيل: أسلم قبل الفتح، وشهد الفتح مسلماً، وشهد حنيناً أو الطائف أيضاً. وكان من المؤلفة قلوبهم، ومن الأعراب الجفاة، قيل: إنه دخل على النبي صلى الله عليه وسلم من غير إذن، فقال له: "أين الإذن"؟ فقال: ما استأذنت على أحد من مضر! وكان ممن ارتد وتبع طليحة الأسدي، وقاتل معه. فأخذ أسيراً، وحمل إلى أبي بكر رضي الله عنه فكان صبيان المدينة يقولون: يا عدو الله أكفرت بعد إيمانك؟! فيقول ما آمنت بالله طرفة عين. فأسلم، فأطلقه أبو بكر.
وكان عيينة في الجاهلية من الجرارين، يقود عشرة آلاف. وتزوج عثمان بن عفان ابنته، فدخل عليه يوماً، فأغلظ له، فقال عثمان: لو كان عمر ما أقدمت عليه بهذا. فقال: إن عمر أعطانا فأغنانا وأخشانا فأتقانا.
وقال أبو وائل: سمعت عيينة بن حصن يقول لعبد الله بن مسعود، أنا ابن الأشياخ الشم فقال عبد الله: ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السلام.
وهو عم الحر بن قيس، وكان الحر رجلاً صالحاً من أهل القرآن له منزلة من عمر بن الخطاب فقال عيينة لابن أخيه: ألا تدخلني على هذا الرجل؟ قال: إني أخاف أن تتكلم بكلام لا ينبغي فقال: لا افعل. فأدخله على عمر، فقال: يا ابن الخطاب، والله ما تقسم بالعدل، ولا تعطي الجزل! فغضب عمر غضباً شديداً، حتى هم أن يوقع به، فقال ابن أخيه: يا أمير المؤمنين، إن الله يقول في كتابه العزيز: "خذ العفو وأمر بالعرف واعرض عن الجاهلين"، وإن هذا لمن الجاهلين. فخلى عنه، وكان عمر وقافاً عند كتاب الله عز وجل.
أخرجه الثلاثة.
عيينة بن عائشة المرائي. من الصحابة، شهد يوم مؤتة وما بعده، ذكره ابن أبي معدان.
قاله ابن ماكولا.
(انتهى). آخر حرف العين، والحمد لله رب العالمين.