باب الميم - القسم الأول

باب الميم والالف

مأبور الخصي

أهداه المقوقس صاحب الإسكندرية إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أورده جعفر، وروى بإسناده عن مصعب قال: ثم ولدت مارية بنت شمعون، وهي القبطية التي أهداها المقوقس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب الإسكندرية، وأهدى معها أختها سيرين وخصيا يقال له: مأبور.

وذكر ابن زهير في هذه الترجمة حديث سليمان بن أرقم، عن عروة، عن عائشة قالت: أهديت مارية ومعها ابن عم لها... وذكر الحديث إلى أن قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم علياً ليقتله، فإذا هو ممسوح.

ماتع

أورده جعفر أيضاً، وروى بإسناده عن ابن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي قال: كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة الطائف مولى لخالته فاختة بنت عمرو بن عائذ بن مخزوم، مخنث، يقال له: ماتع، يدخل على نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم ويكون في بيوته، لا يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يفطن لشيء من أمر النساء مما يفطن له الرجال، ولا يرى أن له في ذلك إربة، فسمعه يقول لخالد بن الوليد المخزومي: يا خالد، إن فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف لا تفلتن منك بادية بنت غيلان بن سلمة، فإنها تقبل بأربع وتدبر بثمان. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين سمع ذلك منه: لا أرى هذا الخبيث يفطن لما أسمع منه ! ثم قال لنسائه: لا يدخل هذا عليكن.

وروي أن المخنث قال هذا القول لعبد الله بن أبي أمية، أخي أم سلمة.

وروى محمد بن المنكدر وصفوان بن سليم: أن أبا بكر نفى ماتعاً المخنث إلى فدك، ولم يكن بها أحد من المسلمين.

أخرجه أبو موسى.

مازن بن خيثمة

مازن بن خيثمة السكوني. أرسله معاذ بن جبل وافداً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في شر وقع بين السكاسك والسكون، فأصلح بينهم. روى حديثه إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن عمرو بن قيس بن ثور بن مازن بن خيثمة، عن جده مازن بذلك.

أخرجه الثلاثة.

مازن بن الغضوبة

مازن بن الغضوبة الطائي الخطامي، وخطامه بطن من طيئ، وهو جد علي بن حرب بن محمد بن علي بن حبان بن مازن بن الغضوبة الطائي.

وخبره في أعلام النبوة من أخبار الكهان، أنبأنا به أبو موسى بن أبي بكر المديني، أنبأنا أحمد بن العباس أبو غالب، حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله، عن سليمان بن أحمد بن أيوب، حدثنا موسى بن جمهور التنيسي السمسار، حدثنا علي بن حرب، حدثني أبو المنذر هشام بن محمد الكلبي، عن أبيه، عن عبد الله العماني، عن مازن بن الغضوبة قال: كنت أسدن صنماً يقال له: ناجر، بقرية من أرض عُمان، فعترنا ذات يوم عنده عتيرة- وهي الذبيحة- فسمعت صوتاً من الصنم يقول: يا مازن، اسمع تسر، ظهر خير وبطن شر، بعث نبي من مضر، بدين الله الكبر، فدع نحيتاً من حجر، تسلم من حر سقر. قال مازن: ففزعت لذلك. ثم عترنا بعد أيام عتيرة أخرى، فسمعت صوتاً من الصنم يقول: أقبل إلي أقبل، تسمع ما لا يجهل، هذا نبي مرسل، جاء بحق منزل، آمن به كي تعدل، عن حر نار تشعل، وقودها بالجندل. فقلت: إن هذا لعجب، وإنه لخير يراد بي. فبينا نحن كذلك، إذ قدم رجل من أهل الحجاز، فقلنا له: ما وراءك؟ فقال: ظهر رجل يقال له أحمد يقول لمن أتاه: أجيبوا داعي الله. فقلت: هذا نبأ ما سمعت. فثرت إلى الصنم فكسرته، وركبت راحلتي، فقدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت... وذكر الحديث.

وفي خبره قال: قلت: يا رسول الله، إني من خطامة طيئ، وإني لمولع بالطرب وشرب الخمر والنساء، فيذهب مالي ولا أحمد حالي، فادع الله أن يهب لي ولداً. فدعا لي. فأذهب الله عني ما كنت أجد، وتزوجت أربع حرائر، ورزقت الولد، وحفظت شطر القرآن، وحججت حججاً، وأنشد يقول: الطويل

إليك رسول الله خبّـت مـطـيّتـي

 

تجوب الفيافي من عُمان إلى العرج

لتشفع لي يا خير من وطئ الحصى

 

فيغفر لي ربّي فأرجع بالـفـلـج

إلي معشرٍ جانبت في اللّه دينـهـم

 

فلا دينهم ديني ولا شرجهم شرجي

وكنت أمراً باللّهو والخمر مولعـاً

 

شبابي إلى أن آذن الجسم بالنّهـج

 

فبدّلني بالخمـر أمـنـاً وخـشـيةً

 

وبالعهر إحصاناً فحصّن لي فرجي

 

فأصبحت همّي في الجهاد ونيّتـي

 

فللّه ما صومي وللّه ما حـجّـي

 

           

أخرجه الثلاثة.

ماعز التّميميّ

ماعز التّميمي. سكن البصرة.

روى وهيب بن خالد، عن الجريري، عن حيان بن عمير، عن ماعز: أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسأله: أي الأعمال أفضل ؟ قال: إيمان بالله وحده، وجهاد في سبيله.

ورواه شعبة، عن الجريري عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن ماعز.

أنبأنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي مسعود- يعني الجريري- عن يزيد بن عبد الله بن الشخير، عن ماعز: أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي الأعمال أفضل ؟ قال: إيمان بالله، ثم الجهاد، ثم حجة مبرورة تفضل سائر العمل، كما بين مطلع الشمس ومغربها.

أخرجه الثلاثة، إلا أن أبا عمر لم ينسبه، بل قال: لا أقف على نسبه. وروى أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل ؟.

ماعز أبو عبد الله

ماعز، أبو عبد الله بن ماعز.

قيل: إنه المتقدم. روى عنه ابنه عبد الله. يعد في أهل البصرة.

روى حديثه أحمد بن إسحاق بن صالح، عن أبي سلمة موسى بن إسماعيل، عن الهنيد بن القاسم، عن الجعيد بن عبد الرحمن: أن عبد الله بن ماعز حدثه؛ أن ماعزاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له كتاباً: إن ماعزاً أسلم آخر قومه، وإنه لا يجني عليه إلا باه.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

ماعز بن مالك

ماعز بن مالك الأسلمي.

هو الذي أتى النبي صلى الله عليه وسلم فاعترف بالزنى، فرجمه. روى حديث رجمه ابن عباس، وبريدة وأبو هريرة. قاله ابن منده وأبو نعيم. وقال أبو عمر: ماعز بن مالك الأسلمي. معدود في المدنيين، كتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً بإسلام قومه، وهو الذي اعترف بالزنى فرجمه روى عنه ابنه عبد الله حديثاً واحداً.
أنبأنا أبو بكر مسمار بن عمر بن العويس البغدادي وغيره، أنبأنا أبو العباس أحمد بن أبي غالب بن الطلاية، أنبأنا أبو القاسم الأنماطي، أنبأنا المخلص، أنبأنا أبو حامد محمد بن هارون الحضرمي، حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، حدثنا أبو يوسف القاضي، حدثنا أبو حنيفة، عن علقمة بن مرثد، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه قال: أتى ماعز بن مالك النبي صلى الله عليه وسلم فأقر بالزنا، فرده ثم عاد فأقر بالزنا، فرده فلما كان في الرابعة سأل عنه قومه: هل تنكرون من عقله شيئاً ؟ قالوا: لا. فأمر به فرجم.

أخرجه الثلاثة. فابن منده وأبو نعيم جعلا ماعزاً ثلاث تراجم، وقالا في الثاني- الذي هو ماعز أبو عبد الله- قيل: هو الأول. وأما أبو عمر فجعل ماعز بن مالك المرجوم هو ماعز أبو عبد الله، وقال في ترجمة ماعز بن مالك التميمي: ماعز، رجل آخر، لا أقف على نسبه، سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أفضل. والله أعلم.

ماعز بن مجالد

ماعز بن مجالد بن ثور البكائي. يرد نسبه عند ذكر أبيه. وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

قاله ابن الكلبي.

مالك بن أحمر

مالك بن أحمر.

أنبأنا أبو موسى إذناً، أنبأنا أبو الحسن بن أحمد، أنبأنا أبو نعيم، أنبأنا سليمان بن أحمد في الأوسط، حدثنا محمد بن هارون بن بكار بن بلال، حدثنا صفوان بن صالح، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا سعيد بن منصور الجذامي، عن جده مالك بن أحمر: أنه لما بلغه قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفد إليه، فقبل إسلامه، وسأله أن يكتب له كتاباً يدعو به إلى الإسلام. فكتب له في رقعة من أدم: "بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد رسول الله لمالك بن أحمر ولمن اتبعه من المسلمين، أماناً لهم، ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة واتبعوا المسلمين، وجانبوا المشركين، وأدوا الخمس من المغنم وسهم الغارمين وسهم كذا وكذا، فهم آمنون بأمان الله عز وجل، وأمان محمد رسول الله". ورواه يزيد بن عبد ربه- أو ابن عبد الله- الحمصي، عن الوليد: حدثني سعيد بن منصور بن محرز بن مالك بن أحمر العوفي، ثم الجذامي- أو: الحزامي- ، عن جده: أنه لما بلغه مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك ومكانه بها، وفد إليه وذكر الحديث.

أخرجه أبو عمر وأبو موسى.

مالك بن أخيمر الباهلي

مالك بن أخيمر الباهلي- ويقال: أخامر- والصحيح أخيمر.

روى عنه أبو رزين الباهلي، أنبأنا أبو الفرج بن أبي الرجاء بإسناده عن ابن أبي عاصم، حدثنا دحيم، حدثنا ابن أبي فديك، حدثنا موسى بن يعقوب، عن أبي رزين الباهلي، عن مالك بن أخيمر الباهليل أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله لا يقبل من الصقور صرفاً ولا عدلاً. قيل يا رسول الله، ومن الصقور ؟ قال: الذي لا يبالي من دخل على أهل.

أخرجه الثلاثة. وقال أبو عمر: حديثه مرسل، لأنه لم يسمع من النبي صلى الله عليه وسلم. توفي أيام عبد الملك بن مروان.

وقد رأيته في عدة نسخ صحاح بالاستيعاب لأبي عمر، فقال: أخيمر بالخاء المعجمة، وفي حاشية أحدها مكتوب بالخاء المعجمة أيضاً.

أخرجه الثلاثة.

مالك بن أزهر

مالك بن أزهر- وقيل: ابن أبي أزهر. وقيل: ابن زاهر- أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ينقي باطن قدميه.

أخرجه الثلاثة، وإنما أبو عمر قال: مالك بن زاهر، بتقديم الزاي على الألف لا غير، والأول أكثر.

مالك الأشجعي

مالك الأشجعي.

يأتي ذكره في مالك بن عوف الأشجعي، إن شاء الله تعالى.

أخرجه أبو موسى، وذكر له الحديث الذي نذكره في مالك بن عوف.

مالك الأشعري

مالك الأشعري- أو: ابن مالك.

قال أبو موسى: ذكره عبدان، قال: وأظنه أبو مالك. روى أبو المنهال، عن شهر بن حوشب قال: كان منا- معشر الأشعريين- رجل صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد معه، وأنه أتانا فقال: إنما أتيتكم لأعلمكم وأصلي بكم، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا، وإنا اجتمعنا إليه، وإنه دعا بجفنة عظيمة، فجعل فيهما من الماء، ودعا بإناء صغير فجعل يفرغ بالإناء الصغير على أيدينا، حتى أنقى أيدينا... وذكر الحديث.

أخرجه أبو موسى كذا.

مالك بن أمية

مالك بن أمية بن عمرو السلمي. من حلفاء بني أسد بن خزيمة.

شهد بدراً، واستشهد يوم اليمامة.

أخرجه أبو عمر مختصراً، ونسبه هكذا، فقال: مالك بن أمية بن عمرو. والذي أنبأنا به أبو جعفر بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً من حلفاء بني كثير بن دودان بن أسد: ثقف بن عمرو وأخواه مدلج ومالك ابنا عمرو وهم من بني حجر إلى بني سليم. وأظنه هذا، والله أعلم.

مالك الأنصاري

مالك الأنصاري.

روى حديثه عبيد الله بن موسى، عن موسى بن عبيدة، عن أيوب بن خالد، عن مالك- رجل من الأنصار- أن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: أعطوا المجالس حقها.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال ابن منده: لا يعرف.

 

مالك بن أوس النصري

مالك بن أوس بن الحدثان بن الحارث بن عوف بن ربيعة بن يربوع بن وائلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن، أبو سعد، ويقال: أبو سعيد النصري.

أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وذكره محمد بن إسحاق بن خزيمة، وأحمد بن صالح المصري في الصحابة.
روى أنس بن عياض، عن سلمة بن وردان، عن مالك بن أوس: أنه كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وجبت.

وهذا وهم، والصواب أنس بن مالك. رواه ابن أبي فديك، عن سلمة، عن أنس بن مالك.

وذكر الواقدي: أن مالك بن أوس ركب الخيل في الجاهلية. وذكر ذلك غير الواقدي.

وقال سلمة بن وردان: رأيت أنس بن مالك، ومالك بن أوس بن الحدثان، وسلمة بن الأكوع، وعبد الرحمن بن أشيم، وكلهم صحب النبي صلى الله عليه وسلم لا يغيرون الشيب.

ولا تعرف له رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأما روايته عن عمر بن الخطاب فأشهر من أن تذكر. روى عن العشرة المهاجرين، وعن العباس رضي الله عنهم. وروى عنه محمد بن جبير بن مطعم والزهري، وابن المنكدر، وغيرهم.

وشهد مع عمر بن الخطاب فتح بيت المقدس، وتوفي مالك بالمدينة سنة اثنتين وتسعين.

أخرجه الثلاثة.

مالك بن أوس بن عبد الله الأسلمي

مالك بن أوس بن عبد الله بن جحر الأسلمي. مختلف في صحبته. قيل: إن الصحبة لأبيه. وهو الصحيح.

روى إياس بن مالك بن أوس الأسلمي، عن أبيه قال: لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق رضي الله عنه مروا بالجحفة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لمن هذه الإبل ؟ قال: لرجل من أسلم. فالتفت إلى أبي بكر فقال: سلمت إن شاء الله. فقال: وما اسمك ؟ قال: مسعود. فالتفت إلى أبي بكر وقال: سعدت إن شاء الله عز وجل. فأتاه أبي فحمله على جمل.

أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.

جحر: بفتح الجيم والحاء. وقيل: بضم الحاء، وسكون الجيم.

مالك بن أوس بن عتيك بن عمرو

مالك بن أوس بن عتيك بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي. وزعوراء هو أخو عبد الأشهل وهم من ساكني راتج من المدينة.

شهد مالك أخو، والخندق وما بعدهما من المشاهد. وقتل هو وأخوه عمير يوم اليمامة شهيدين.

أخرجه أبو عمر.

مالك بن إياس الأنصاري

مالك بن إياس الأنصاري الخزرجي.

قتل يوم أحد شهيداً، ولم يذكره ابن إسحاق.

أخرجه أبو عمر مختصراً.

مالك بن أيفع

مالك بن أيفع بن كرب الهمداني الناعظي.

قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد همدان، وناعظ هو: ربيعة بن مرثد، بطن من همدان، منهم: مجالد بن سعيد الذي يحدث عن الشعبي.

أخرجه أبو عمر مختصراً.

مالك ابن بحينة

مالك ابن بحينة.

روى حديثه حماد بن سلمة، عن سعد بن إبراهيم، عن حفص بن عاصم، عن مالك ابن بحينة قال: أقيمت صلاة الفجر، فقام رجل يصلي ركعتين، فأتى عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولاث به الناس، وقال: أتصليها أربعاً ؟!.

هكذا رواه شعبة وأبو عوانة وغيرهما، عن سعد بن إبراهيم. ورواه يونس بن محمد المؤدب، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن حفص بن عاصم، عن عبد الله بن مالك ابن بحينة، عن أبيه، نحوه. والمشهور: عن عبد الله بن مالك ابن بحينة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو الصحيح: أنبأنا أبو الفرج يحيى بن محمود بإسناده، عن مسلم بن الحجاج: حدثنا عبد الله بن مسلمة القعنبي، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن حفص بن عاصم، عن عبد الله بن مالك ابن بحينة: أن رسول الله مر برجل يصلي... وذكر نحوه- قال مسلم: قال القعنبي: عبد الله بن مالك ابن بحينة، عن أبيه، قال: وقوله في هذا الحديث عن أبيه خطأ.

أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: هو مالك بن القشب الأزدي، والد عبد الله بن مالك ابن بحينة، وبحينة أمه، وهي من بني المطلب بن عبد مناف، إلا أن منهم من يقول: إن بحينة أم ابنه عبد الله. ولعبد الله بن مالك ولأبيه مالك صحبة، وتوفي ابن بحينة أيام معاوية.

مالك بن برهة

مالك بن برهة بن نهشل المجاشعي.

أورده ابن شاهين في الصحابة. روى أبو معشر نجيح، عن يزيد بن رومان ومحمد بن كعب القرظي والمقبري، عن أبي هريرة قال: قال مالك بن برهة بن نهشل المجاشعي: يا رسول الله، ألست أفضل قومي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كان لك عقل فلك فضل، وإن كان لك خلق فلك مروءة، وإن كان لك مال فلك حسب، وإن كان لك دين فلك تقى. أو قال: إن كان لك تقى فلك دين.

أخرجه أبو موسى، وقيل فيه: مالك بن عمرو بن مالك بن برهة. فيكون قد سقط. ها هنا بعض النسب، ونذكره هناك إن شاء الله تعالى.

مالك بن التيهان

مالك بن التيهان بن مالك بن عبيد بن عمرو بن عبد الأعلم بن زعوراء بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو- وهو النبيت- بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي. وقيل: إنه بلوي، من بلي بن عمرو بن الحاف بن قضاعة، وحلفه في بني عبد الأشهل.

وكان أحد الستة الذين لقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أول ما لقيه الأنصار. وشهد العقبة الأولى والثانية، وهو أول من بايعه ليلة العقبة، في قول بني عبد الأشهل. وقال بنو النجار: أول من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم أسعد بن زرارة. وقال بنو سلمة: أول من بايعه كعب بن مالك. وقيل: أول من بايعه ليلة العقبة البراء بن معرور. أنبأنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بإسناده إلى أبي داود الطيالسي: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن نصر بن عاصم، عن مالك بن الحويرث قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه إذا افتتح الصلاة، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع.

وله أحاديث غير هذا، وتوفي بالبصرة سنة أربع وتسعين.

أخرجه الثلاثة.

حسيس: بفتح الحاء المهملة، وبالسينين المهملتين- وقيل: بخاء معجمة مضمومة، وشينين معجمتين- وقيل: اوله جيم، والله أعلم.

وكان مالك نقيب بني عبد الأشهل هو وأسيد بن حضير. وشهد بدراً، وأحداً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفي بالمدينة في خلافة عمر سنة عشرين. وقيل: سنة إحدى وعشرين، وقيل: بل قتل بصفين مع علي سنة سبع وثلاثين. وقيل: شهد صفين مع علي ومات بعدها بيسير. وقال الأصمعي: إنه مات في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. وليس بشيء.

أنبأنا أحمد بن عثمان بن أبي علي والحسن بن توحن الباوري قالا: أنبأنا أبو الفضل محمد بن عبد الواحد بن عبد الرحمن النيلي الأصفهاني، أنبأنا أبو القاسم أحمد بن منصور الخليلي البلخي، أنبأنا أبو القاسم علي بن محمد الخزاعي، أنبأنا أبو سعيد الهيثم بن كليب بن شريح بن معقل الشاشي، أنبأنا أبو عيسى الترمذي: حدثنا محمد بن إسماعيل، أخبرنا آدم بن أبي إياس، حدثنا شيبان أبو معاوية، حدثنا عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في ساعة لم يخرج فيها ولا يلقاه فيها أحد، فأتاه أبو بكر فقال: ما جاء بك يا أبا بكر ؟ قال: خرجت للقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والنظر في وجهه، والسلام عليه. فلم يلبث أن جاء عمر فقال: ما جاء بك يا عمر ؟ قال: الجوع يا رسول الله ! قال النبي صلى الله عليه وسلم: قد وجدت بعض ذلك. فانطلقوا إلى منزل أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري، وكان رجلاً كثير النخل والشاء، ولم يكن له خادم، فلم يجدوه، فقالوا لامرأته: أين صاحبك ؟ فقالت: انطلق ليستعذب الماء. فلم يلبثوا أن جاء أبو الهيثم بقربة يزعبها، فوضعها ثم جاء يلتزم النبي صلى الله عليه وسلم ويفديه بأبيه وأمه. ثم انطلق بهم إلى حديقة، فبسط لهم بساطاً، ثم انطلق إلى نخلة فجاء بقنو فوضعه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أفلا تنقنيت لنا من رطبه وبسره ؟ فقال: يا رسول الله، إني أردت أن تختاروا- أو: تخيروا- من رطبه وبسره. فأكلوا وشربوا من ذلك الماء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هذا والذي نفسي بيده النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة: ظل بارد، ورطب طيب، وماء بارد ... وذكر الحديث.

أخرجه الثلاثة.

مالك بن ثابت الأنصاري

مالك بن ثابت الأنصاري. من بني النبيت، والنبيت، هو: عمرو بن مالك بن الأوس.

قتل يوم بئر معونة مع أخيه سفيان بن ثابت. ذكر ذلك الواقدي.

مالك بن ثعلبة الأنصاري

مالك بن ثعلبة.

قال أبو موسى. وجدت على ظهر جزء من أمالي أبي عبد الله بن مندة، وقد روى فيه بإسناده عن مقاتل بن سليمان، عن الضحاك، عن جابر بن عبد الله قال: كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم شاب يقال له: مالك بن ثعلبة الأنصاري، ولم يكن بالمدينة شاب أغنى منه، فمر بالنبي صلى الله عليه وسلم، والنبي صلى الله عليه وسلم يتلو هذه الآية: "والذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالفِضَّة" ... إلى قوله: "فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ" هود فغشي على الشاب، فلما أفاق دخل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: بأبي أنت وأمي، هذه الآية لمن كنز الذهب والفضة ؟ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم نعم، يا مالك. فقال: والذي بعثك بالحق ليمسين مالك ولا يملك درهماً ولا ديناراً قال: فتصدق بماله كله.

مالك بن أبي ثعلبة

مالك بن أبي ثعلبة.

حديثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قضى في سيل مهزور: أن الماء يحبس إلى الكعبين، ثم يرسل الأعلى على الأسفل. روى عنه محمد بن إسحاق.

قال جعفر: أورده يحيى بن يونس- قال: وهذا حديث مرسل، ومالك بن أبي ثعلبة لا صحبة له بيقين؛ لأن ابن إسحاق لم يلق أحداً من الصحابة، إنما روايته عن التابعين فمن دونهم.

أخرجه أبو موسى.

مالك بن جبير الأسلمي

مالك بن جبير بن حبال بن ربيعة بن دعبل الأسلمي.

تقدم نسبه عند ذكر عمه الحارث بن حبال. شهد الحديبية.

قاله ابن الكلبي.

مالك بن الحارث الذهلي

مالك بن الحارث الذهلي. ينسب إلى ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل الربعي البكري ثم الذهلي، يلقب خمخام.

وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وعقبه بهراة، وكان وفوده مع وفد من بكر بن وائل، منهم: فرات بن حيان، وبشير بن الخصاصية وغيرهما.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

مالك بن الحارث العامري

مالك بن الحارث العامري. أنبأنا أبو ياسر بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا هشيم، عن علي بن زيد، عن زرارة بن أوفى، عن مالك بن الحارث- رجل منهم- أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من ضم يتيماً من أبوين مسلمين إلى طعامه وشرابه حتى يستغني عنه، وجبت له الجنة البتة. ومن أعتق أمرأً مسلماً كان فكاكه من النار، يجزى بكل عضو منه عضواً منه.

رواه شعبة، عن علي بن زيد، عن عمه مالك، أو أبي بن مالك. وقيل: مالك بن عمرو، أو عمرو بن مالك.. وفيه اختلاف كثير. وقد ذكرناه في مالك بن عمرو السلمي.

أخرجه أبو موسى.

مالك بن الحارث

مالك بن الحارث.

ذكر ابن منيع، عن محمد بن ميمون الخياط، عن ابن عيينة، عن زكريا، عن الشعبي- ووهم فيه- وصوابه: الحارث بن مالك. وقد ذكر هناك.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

مالك بن الحارث

مالك بن الحارث.

روى حماد بن زيد، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن مالك بن الحارث قال: قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن ستة، فأقمنا معه نحو عشرين ليلة. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم رحيماً، فقال: لو رجعتم إلى بلادكم فعلمتموهم وأمرتموهم أن يصلوا صلاة كذا في حين كذا... وذكر الحديث.

ومالك هذا هو ابن الحويرث. ونذكره في موضعه إن شاء الله تعالى، إلا أن أبا موسى أخرجه ها هنا، وليس بصحيح، إنما الصواب الحويرث.

مالك بن حارثة

مالك بن حارثة.

قال أبو موسى: هو أخو أسماء بن حارثة، له ذكر في ترجمة أخيه، لم يزد على هذا.

حارثة: بالحاء المهملة.

مالك بن حسل

مالك بن حسل.

قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في أناس من أصحابه في قصة الهجرة، روى عنه عبد الله الأشعري.

مالك بن الحسن

مالك بن الحسن.

قال جعفر: أخرجه يحيى بن يونس، ولا أحسب له صحبة.

روى الحسن بن علي الحلواني، عن عمران بن أبان، عن مالك بن الحسن بن مالك، عن أبيه، عن جده: أن النبي صلى الله عليه وسلم رقي المنبر، فأتاه جبريل فقال: يا محمد، قل: آمين. فقال: آمين. ثم رقي عتبة، فقال: يا محمد، قل: آمين. فقال: آمين. ثم رقي عتبة أخرى فقال: يا محمد، قل: آمين. فقال: آمين. قال: "مَنْ أَدرَكَ أَبَواهُ أَوْ أَحَدَاهُمَا، فَمَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ، فَأَبْعَدَهُ اللَه". فقلت: آمين. فقال: "وَمَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَأَبْعَدَهُ اللَه". قلت: آمين. قال: "وَمَنْ ذَكِرْتَ عِنْدَه فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، فَأَبْعَدَهُ اللَه". قلت: آمين.

أخرجه أبو موسى.

مالك بن ذي حماية

مالك بن ذي حماية.

حديثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قفل من بعض أسفاره، فقال: أسرعوا بنا إلى بنات الأقوام.

قال جعفر: أخرجه يحيى بن يونس، وهذا مرسل. وهو ابن يزيد بن ذي حماية، يروي عن عائشة. روى عنه أبو بكر بن أبي مريم.

وقال ابن ماكولا: وأما حماية، بكسر الحاء، وبالياء المعجمة باثنتين من تحتها، فهو: أبو شرحبيل مالك بن ذي حماية، يحدث عن معاوية بن أبي سفيان. روى عنه صفوان بن عمرو. وذكره أحمد بن محمد بن عيسى في تاريخ الحمصيين.

أخرجه أبو موسى.

مالك بن حمرة

مالك بن حمرة بن أيفع بن كرب الهمداني الناعطي.

أسلم هو وعماه عمرو، ومالك ابنا أيفع. وناعط هو ربيعة بن مرثد، منهم: مجالد بن سعيد، وعامر بن شهر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه أبو عمر: حمرة: بضم الحاء المهملة، وتسكين الميم، وبالراء.

مالك بن الحويرث

مالك بن الحويرث بن أشيم الليثي يختلفون في نسبه إلى ليث، فقال شباب: مالك بن الحويرث بن حسيس بن عوف بن جندع- قال: وأخبرني بعض بني ليث أنه مالك بن الحويرث بن أشيم بن زبالة بن حسيس بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث. ولم يختلفوا في أنه من بني ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة، يكنى أبا سليمان، ويقال فيه: مالك بن الحارث. وقال شعبة: مالك بن حويرثة.

وهو من أهل البصرة، قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في شببة من قومه، فعلمهم الصلاة، وأمرهم بتعليم قومهم إذا رجعوا إليهم.

روى عنه أبو قلابة، ونصر بن عاصم، وسوار الجرمي.

مالك بن حيدة

مالك بن حيدة القشيري. يرد نسبه عند ذكر أخيه معاوية.

أنبأنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا عفان، عن حماد بن سلمة، عن أبي قزعة سويد بن حجير الباهلي، عن حكيم بن معاوية، عن أبيه: أن أخاه مالكاً قال: يا معاوية، إن محمداً قد أخذ جيراني، فانطلق إليه، فإنه قد عرفك ولم يعرفني، وكلمك فانطلقت معه فقال: دع لي جيراني. فإنهم قد كانوا أسلموا. فأعرض عنه، ثم أطلق له جيرانه.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

مالك بن الخشخاش

مالك بن الخشخاش العنبري، أخو عبيد وقيس.

روى حصين بن أبي الحر أن أباه مالكاً وعميه قيساً وعبيداً، أتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكوا إليه رجلاً من بني عمهم، فكتب له النبي صلى الله عليه وسلم كتاب أمان، وقد تقدم في عبيد بن الخشخاش.

أخرجه الثلاثة.

الخشخاش: بالخاءين، والشينين المعجمات.

مالك بن خلف

مالك بن خلف بن عمرو بن دارم بن أسلم بن أفصى، أخو النعمان.

كانا طليعتين لرسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحد، وقتلا يومئذ شهيدين، ودفنا في قبر واحد.

أخرجه أبو موسى، ونسبه هكذا، وقد أسقط منه، والذي ذكره ابن حبيب وابن الكلبي أنهما ابنا خلف بن عوف بن دارم بن عمرو بن وائلة بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم بن حارثة.

مالك بن أبي خولي

مالك بن أبي خولي بن عمرو بن خيثمة بن الحارث بن معاوية بن عوف بن سعيد بن جعفي الجعفي، حليف بني عدي بن كعب.

هكذا نسبه ابن إسحاق وغيره إلى جعفي بن مذحج ونسبه ابن سلام وابن هشام إلى: عجل بن لجيم، فقال: عجلي. وهو وهم، والصواب أنه جعفي، وقد تقدم نسبه مستقصى في أخيه خولي.

شهد بدراً، وهو من حلفاء بني عدي بن كعب. وقال ابن إسحاق: لا عقب لهما.

أخرجه الثلاثة.

مالك بن الدخشم

مالك بن الدخشم بن مالك بن غنم بن عوف بن عمرو بن عوف.

وقيل: مالك بن الدخشم بن مالك بن الدخشم بن مرضخة بن غنم.

شهد العقبة في قول ابن إسحاق، وموسى بن عقبة، والواقدي.

وقال أبو معشر: لم يشهد مالك العقبة. وقد روي عن الواقدي أيضاً أنه لم يشهدها.

وشهد بدراً في قول الجميع، وهو الذي أسر يوم بدر سهيل بن عمرو. وكان يتهم بالنفاق وهو الذي قال فيه عتبان بن مالك لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه منافق. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس يشهد أن لا إله إلا الله ؟ فقال: بلى، ولا شهادة له. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس يصلي ؟ قال: بلى، ولا صلاة له. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أولئك الذين نهاني الله عنهم.

ولا يصح عنه النفاق، وقد ظهر من حسن إسلامه ما يمنع من اتهامه.

وهو الذي أرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحرق مسجد الضرار هو ومعن بن عدي.

أخرجه الثلاثة.

مالك بن رافع

مالك بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمرو بن عامر بن زريق الأنصاري الخزرجي ثم الزرقي، أخو رفاعة بن رافع.

شهد مالك هذا بدراً مع أخويه: خلاد، ورفاعة ابني رافع.

روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بينا هو جالس، إذ نظر فإذا رجل يصلي فركع، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى القوم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعليك السلام، ارجع فصل فإنك لم تصل... الحديث.

أخرجه الثلاثة.

مالك بن ربيعة بن البدن

مالك بن ربيعة بن البدن بن عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج، أبو أسيد الساعدي.

وقال ابن هشام، عن ابن إسحاق: البدن، بالباء الموحدة والنون، وهكذا قال موسى بن عقبة، عن ابن شهاب.

وقد رواه إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن عمه موسى، عن الزهري فقال: البدي، بالياء، فصحف فيه، وإنما الصحيح عن ابن عقبة: بالنون. وهو أنصاري خزرجي، ثم من بني ساعدة، وهو مشهور بكنيته.
شهد بدراً وأُحداً، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله محمد بن إسحاق وغيره، وعمي قبل أن يقتل عثمان.

أنبأنا أبو جعفر بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم، عن بعض بني ساعدة قال: سمعت أبا أسيد مالك بن ربيعة بعد أن أصيب بصره يقول: لو كنت معكم اليوم ببدر لأريتكم الشعب الذي خرجت منه الملائكة، لا أتمارى ولا أشك.

وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه من الصحابة أنس بن مالك، وسهل بن سعد، وله أحاديث. أنبأنا الخطيب عبد الله بن أبي نصر بإسناده إلى أبي داود: حدثنا شعبة عن قتادة قال: سمعت أنس بن مالك يحدث عن أبي أُسيد الساعدي: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خير دور الأنصار بنو النجار، ثم بنو عبد الأشهل، ثم بنو الحارث بن الخزرج، ثم بنو ساعدة، وفي كل دور الأنصار خير وتوفي أبو أُسيد سنة ثلاثين، قاله الواقدي وخليفة. وقال المدائني: توفي أبو أُسيد سنة ستين في العام الذي توفي فيه معاوية. قال ابن منده: توفي سنة ستين، ويقال: توفي سنة خمس وستين، قيل: كان عمره خمساً وسبعين سنة، قال أبو نعيم: ذكر بعض المتأخرين- يعني ابن منده- أنه توفي سنة ستين، وهو وهم.

أخرجه الثلاثة.

مالك بن ربيعة السلولي

مالك بن ربيعة السلولي، يكنى أبا مريم. وهو من ولد مرة بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن، أخي عامر بن صعصعة، نسب أولاد مرة إلى أمهم سلول بنت ذهل بن سيبان بن ثعلبة. وهو والد يزيد بن أبي مريم.

شهد الحديبية، وبايع تحت الشجرة، وعداده في الكوفيين.

أنبأنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده إلى عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا سريج ابن النعمان، حدثني أوس بن عبد الله أبو مقاتل السلولي، حدثني يزيد بن أبي مريم، عن أبيه: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم اغفر للمحلقين. قاله له رجل: يا رسول الله، والمقصرين ؟ ثلاث مرات. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: والمقصرين. ثم قال: وأنا يومئذ محلوق الرأس، فما يسرني بحلق رأسي حمر النعم.

وهو أحد الشهود أن زياداً هو ابن أبي سفيان. وقد استوفينا هذه القصة في الكامل في التاريخ.

أخرجه الثلاثة.

مالك الرؤاسي

مالك الرؤاسي.

روى سفيان بن وكيع بن الجراح، عن أبيه، عن طارق بن علقمة بن مددي، عن عمرو بن مالك الرؤاسي، عن أبيه: أنه أغار هو وقوم من بني كلاب على قوم من بني أسد، فقتلوا منهم، وعبثوا بالنساء. فبلغ ذلك النبي فدعا صلى الله عليه وسلم عليهم ولعنهم، فبلغ ذلك مالكاً، فغل يده، ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أرض عني رضي الله عنك. فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم، ففعل ذلك ثلاث مرات، قال: فوالله إن الرب ليترضى فيرضى- قال: فأقبل النبي صلى الله عليه وسلم بوجهه- فقال: ندمت على ما صنعت واستغفرت منه. فرضي عنه وقال: اللهم تب عليه وارض عنه.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وأخرجه أبو موسى وقال: أورده يحيى- يعني ابن منده- وقد أورد جده.

مالك بن زاهر

مالك بن زاهر.

أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وقيل: مالك بن أزهر. وقد تقدم ذكره.

أخرجه ها هنا أبو عمر.

مالك بن زمعة

مالك بن زمعة بن قيس بن عبد شمس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشي العامري.

كان قديم الإسلام. هاجر إلى أرض الحبشة معه امرأته: عمرة بنت السعدي العامرية. وهو أخو سودة بنت زمعة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه أبو عمر.

مالك أبو السائب

مالك، أبو السائب الثقفي، جد عطاء بن السائب.

روى عبيد الله بن تمام القرشي، عن محمد بن تمام، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لقن عند الموت شهادة أن لا إله إلا الله، دخل الجنة.

أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.

مالك بن سعد

مالك بن سعد مجهول، عداده في أعراب البصرة. روى عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، عن مليكة بنت الحارث المالكية، من بني مالك بن سعد قالت: حدثتني أمي، عن جدي مالك بن سعد: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من صلى الصبح في جماعة، فكأنما قام ليله. وسألته عن المسح على الخفين فقال: ثلاثة أيام للمسافر، ويوم وليلة للمقيم.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

مالك أبو السمح

مالك، أبو السمح، خادم النبي صلى الله عليه وسلم.

سماه يحيى بن يونس فيما حكاه جعفر عنه، وقال الحاكم أبو أحمد النيسابوري: ضل أبو السمح، ولا ندري أين مات ؟ ويرد في الكنى إن شاء الله تعالى.

أخرجه أبو موسى.

مالك بن سنان بن عبيد

مالك بن سنان بن عبيد بن ثعلبة بن عبيد بن الأبجر- والأبجر هو: خدرة بن عوف بن الحارث بن الخزرج الأنصاري الخزرجي الخدري، والد أبي سعيد الخدري.

قتل يوم أُحد شهيداً، قتله عراب بن سفيان الكناني.

روى أبو سعيد الخدري قال: أصيب وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستقبله مالك بن سنان- يعني أباه- فمسح الدم عن رسول الله، ثم ازدرده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحب أن ينظر إلى من خالط دمي دمه، فلينظر إلى مالك بن سنان.

وطوي مالك بن سنان ثلاثاً، ولم يسأل أحداً شيئاً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من أراد أن ينظر إلى العفيف المسألة، فلينظر إلى مالك بن سنان.

مالك بن سنان النمري

مالك بن سنان بن مالك النمري، أخو صهيب بن سنان.

ذكره الأسدي مستدركاً على أبي عمر.

مالك بن صعصعة الأنصاري

مالك بن صعصعة الأنصاري الخزرجي ثم المازني، من بني مازن بن النجار.

أنبأنا يحيى بن محمود بإسناده إلى أبي الحسين مسلم بن الحجاج قال: حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا محمد بن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن مالك بن صعصعة- رجل من قومه- قال: قال نبي الله صلى الله عليه وسلم: بينما أنا عند البيت بين النائم واليقظان إذ سمعت قائلاً يقول: أحد الثلاثة بين الرجلين: فأتيت فانطلق بي، فأتيت بطست من ذهب فيها من ماء زمزم، فشرح صدري إلى كذا وكذا- قال قتادة: فقلت للذي معي: ما يعني؟ قال: إلى أسفل بطنه- فأستخرج قلبي، فغسل بماء زمزم، ثم أعيد مكانه، ثم حشي إيماناً وحكمةً، ثم أتيت بدابة أبيض، يقال له: البراق، فوق الحمار ودون البغل، يقع خطوه عند أقصى طرفه، فحملت عليه، ثم انطلقنا حتى أتينا السماء الدنيا، فاستفتح جبريل فقيل له: من هذا ؟ قال: جبريل. قيل: ومن معك ؟ قال: محمد، قيل: وقد بعث إليه ؟ قال: نعم. قال: ففتح لنا وقالوا: مرحباً، ولنعم المجيء جاء ! قال: فأتينا على آدم... وذكر الحديث بقصته، وذكر أنه لقي في السماء الثانية عيسى ويحيى، وفي الثالثة يوسف، وفي الرابعة إدريس، وفي الخامسة هارون، ثم انطلقنا حتى انتهينا إلى السماء السادسة، فأتيت موسى فسلمت عليه، فقال: مرحباً بالأخ الصالح والنبي الصالح. فلما جاوزته بكى، فنودي: ما يبكيك ؟ قال: رب، هذا غلام بعثته بعدي، يدخل من أمته الجنة أكثر مما يدخل من أمتي ! قال: ثم انطلقنا حتى انتهينا إلى السماء السابعة، وأتيت على إبراهيم- فقال في الحديث: وحدث نبي الله أنه رأى أربعة أنهار، يخرج من أصلها نهران ظاهران ونهران باطنان، فقلت: يا جبريل، ما هذه الأنهار ؟ قال: أما النهران الباطنان فنهران في الجنة، وأما الظاهران فالنيل والفرات، ثم رفع لي البيت المغمور، فقلت: يا جبريل، ما هذا ؟ قال: هذا البيت المغمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك، إذا خرجوا منه لم يعودوا فيه آخر ما عليهم، ثم أتيت بإناءين أحدهما خمر والآخر لبن، فعرضا علي، فاخترت اللبن، فقيل: أصبت، أصاب الله بك أمتك على الفطرة. ثم فرضت علي كل يوم خمسون صلاةً. ثم ذكر قصتها إلى آخر الحديث.

أخرجه الثلاثة.

مالك بن ضمرة

مالك بن ضمرة الضمري. نزل الكوفة..

روى فصيل بن مرزوق، عن جبلة بنت المصفح قالت: أوصى عمي مالك بن ضمرة بسلاحه للمهاجرين من بني ضمرة، إلا أنه لا يقاتل به أهل بيت النبوة.

ومات في زمن معاوية، وكانت جبلة قد أدركت النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

مالك بن طلحة

مالك بن طلحة.

قال جعفر: أخرجه علي بن المديني في الصحابة.

أخرجه أبو موسى مختصراً.

مالك بن عامر أبو عطية

مالك بن عامر، أبو عطية الوادعي.

تابعي من أهل الكوفة، إلا أنه قيل: قد أدرك الجاهلية.

أخرجه أبو موسى مختصراً.

مالك بن عامر بن هانئ

مالك بن عامر بن هانئ بن خفاف.

وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وقال شعراً يدل على وفادته: المتقارب

أتيت النّبيّ على نأيه

 

فبايعته غير مستنكر

وذكر في هذه القصيدة أيامه في القادسية وفتح العراق، وهو أول من عبر دجلة يوم المدائن، وقال في ذلك مرتجزاً: الرجز

امضوا فإنّ البحر بحرٌ مأمور

 

والأوّل القاطع منكم مأجور

قد خاب كسرى وأبوه سابور

 

ما تصنعون والحديث مأثور

ثم شهد صفين مع علي، وكان ابنه سعد بن مالك من أشراف أهل العراق.

قاله الغساني مستدركاً على أبي عمر.

مالك بن عبادة

مالك بن عبادة. وقيل: ابن عبد الله. أبو موسى الغافقي، وغافق هو ابن العاص بن عمرو بن مازن بن الأزد بن الغوث. مصري، وقيل: شامي. له صحبة.

أنبأنا يحيى بن محمود بإسناده إلى ابن أبي عاصم قال: حدثنا عقبة بن مكرم، حدثنا عبد الغفار بن داود الحراني، حدثنا ابن لهيعة، حدثنا عمرو بن الحارث، عن يحيى بن ميمون الحضرمي عن أبي وداعة الحميدي قال: كنت إلى جنب مالك بن عبادة أبي موسى الغافقي، وعقبة بن عامر يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو موسى: إن صاحبكم لحافظ- أو: هالك- إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبنا في حجة الوداع فقال: عليكم بالقرآن، فإنكم ترجعون إلى قوم يشتهون الحديث، فمن عقل شيئاً فليحدث به، ومن افترى علي فليتبوأ مقعده من النار.

ومات سنة ثمان وخمسين.

أخرجه الثلاثة.

مالك بن عبادة

مالك بن عبادة الهمداني.

قدم على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد همدان، مع مالك بن مرة وعقبة بن نمر، فأسلموا.

أخرجه أبو عمر.

مالك بن عبد الله الأوسي

مالك بن عبد الله الأوسي.

قال أبو موسى: قال جعفر: له صحبة. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: إذا زنت الأمة ولم تحصن فاجلدوها، ثم إن زنت فاجلدوها... الحديث.

كذا رواه يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن شبل بن حامد، عن مالك بن عبد الله الأوسي.

وقد اختلف على ابن شهاب فيه، فرواه مالك عنه، عن عبيد الله، عن أبي هبيرة وزيد بن خالد، ووافقه معمر. وقال عقيل: عن ابن شهاب، عن عبيد الله، عن شبل بن خليد المزني، عن مالك بن عبد الله الأوسي. وقال الزبيدي مثله، إلا أنه قال: عبد الله بن مالك.

قال ابن المديني: الحديث حديث عقيل. وقال أبو عمر: الصواب فيه عند أكثر أهل الحديث رواية يونس عن ابن شهاب.

أخرجه أبو عمر وأبو موسى.

مالك بن عبد الله بن خيبري

مالك بن عبد الله بن خيبري بن أفلت بن سلسلة بن عمرو بن مسلسلة بن غنم بن ثوب بن معن بن عتود بن سلامان بن عنين بن سلامان بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيئ الطائي.

وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان ابناه مروان وإياس شاعرين.

قاله ابن الكلبي.

مالك بن عبد الله بن سنان الخثعمي

مالك بن عبد الله بن سنان بن سرح بن عمرو بن وهب بن الأُقيصر بن مالك بن قحافة بن عامر بن ربيعة بن عامر بن سعد بن مالك بن بشر بن وهب بن شهران بن عفرس بن حلف بن أفتل- وهو خثعم- أبو حكيم الخثعمي. من أهل فلسطين، له صحبة.

أنبأنا عبد الوهاب بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا وكيع، عن محمد بن عبد الله الشعيثي، عن ليث بن المتوكل، عن مالك بن عبد الله الخثعمي- وكانت له صحبة- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من اغبرت قدماه في سبيل الله، حرمهما الله على النار.

كذا رواه وكيع. والصواب: المتوكل بن الليث. ومالك لم يسمع هذا الحديث من النبي صلى الله عليه وسلم، إنما رواه عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقد ذكرناه في كتاب الجهاد مستقصى.

وكان مالك أميراً على الجيوش في غزوة الروم أربعين سنة، أيام معاوية وقبلها، وأيام يزيد، وأيام عبد الملك بن مروان. ولما مات كسر على قبره أربعون لواءً، لكل سنة غزاها لواء.

وكان صالحاً كثير الصلاة بالليل، وقيل: لم يكن له صحبة، وإنما كان من التابعين، والله أعلم. أنبأنا أبو محمد بن أبي القاسم الدمشقي إذناً قال: أنبأنا أبي، أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني، حدثنا عبد العزيز الكناني، حدثنا أبو محمد بن أبي نصر، حدثنا أبو القاسم بن أبي اللقب، حدثنا أحمد بن إبراهيم، حدثنا ابن عائذ قال: قال محمد بن شعيب: حدثنا نصر بن حبيب السلامي قال: كتب معاوية إلى مالك بن عبد الله الخثعمي وعبد الله بن قيس الفزاري يصطفيان له من الخمس، فأما عبد الله فأنفذ كتابه، وأما مالك فلم ينفذه. فلما قدم على معاوية بدأه بالإذن وفضله. فقال له عبد الله: أنفذت كتابك ولم ينفذه، فبدأته بالإذن وفضلته في الجائزة ؟! قال: إن مالكاً عصاني وأطاع الله، وإنك أطعتني وعصيت الله ! فلما دخل عليه مالك قال: ما منعك أن تنفذ كتابي ؟ قال مالك: أقبح بك وبي أن نكون في زاوية من زوايا جهنم، تلعنني وألعنك، وتقول: هذا عملك. وأقول: هذا عملك !.

وقال ابن منده: فرق البخاري بينه وبين الذي قبله، يعني مالك بن عبد الله الخزاعي الذي يأتي ذكره.

أخرجه الثلاثة.

قلت: قول ابن منده فرق البخاري بينه وبين مالك بن عبد الله الخزاعي، يدل على أنه ظن أنهما واحد، ونقل التفرقة عن البخاري ليبرأ من عهدته، فإن ظنهما واحداً فهو وهم، وهما اثنان لا شبهة فيه، وأين خثعم من خزاعة ؟! والخثعمي أشهر من أن يشتبه بغيره، وإنما اختلفوا في صحبته لا غير.

مالك بن عبد الله الخزاعي

مالك بن عبد الله الخزاعي.

يعد في الكوفيين. صلى خلف النبي صلى الله عليه وسلم، وغزا معه. وقيل: مالك بن عبيد الله. وقيل، ابن أبي عبيد الله. والأول أكثر.

أنبأنا أبو الفرج الثقفي كتابه بإسناده عن ابن أبي عاصم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا مروان بن معاوية، عن منصور بن حيان، عن سليمان بن بشر الخزاعي، عن خاله مالك بن عبد الله قال: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما صليت خلف إمام قط أخف صلاة في المكتوبة من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه الثلاثة.

مالك بن عبد الله المعافري

مالك بن عبد الله. وقيل: ابن عبدة المعافري. من ساكني مصر.

أنبأنا يحيى بن محمود إذناً بإسناده إلى أحمد بن عمرو بن الضحاك قال: حدثنا عباس بن الوليد، حدثنا عبد الله بن يزيد. حدثنا سعيد بن أبي أيوب، عن عياش بن عباس، عن جعفر بن عبد الله، عن مالك بن عبد الله المعافري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعبد الله بن مسعود لا يكثر همك، ما يقدر يكن، وما ترزق يأتك.

ورواه نافع بن يزيد، عن عياش بن عباس، عن عبيد الله بن مالك، عن جعفر بن عبد الله بن الحكم، عن خالد بن رافع. وقد ذكر في الخاء.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

مالك بن عبد الله الهلالي

مالك بن عبد الله الهلالي.

روى الواقدي، عن كثير بن عبد الله المزني، عن عمر بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن مالك الهلالي، عن أبيه قال قائل: يا رسول الله، من أصحاب الأعراف ؟ قال: قوم خرجوا في سبيل الله عز وجل بغير إذن آبائهم، فاستشهدوا، فمنعتهم الشهادة أن يدخلوا النار، ومنعتهم معصية آبائهم أن يدخلوا الجنة.

أخرجه الثلاثة.

مالك والد عبد الله

مالك، والد عبد الله، آخر.

قاله أبو موسى وقال: أورده عبدان، بإسناده عن الحسن بن يحيى، عن الزهري، عن عبد الله بن مالك، عن أبيه قال: أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر منادياً فنادى: إن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة، وإن الله عز وجل ليؤيد الإسلام بالرجل الفاجر.

وقال: قال عبدان: هكذا قال، وإنما هو: عبد الله بن كعب بن مالك، نسب إلى جده. رواه سفيان بن حسين، عن الزهري كذلك.

أخرجه أبو موسى.

مالك بن عبدة الهمداني

مالك بن عبدة الهمداني.

له ذكر في كتاب زرعة بن سيف بن ذي يزن، الذي كتب إلى النبي صلى الله عليه وسلم يوصيه بمعاذ بن عبد الله بن زيد، ومالك بن عبادة، وعقبة بن نمر لما أرسلهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

مالك بن عتاهية

مالك بن عتاهية بن حرب بن سعد الكندي من أهل مصر.

روى بكر بن إبراهيم، عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مخيس بن ظبيان، عن عبد الرحمن بن حسان، عن رجل من جذام، عن مالك بن عتاهية قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن لقيتم عشاراً فاقتلوه. ورواه يحيى بن القطان، عن ابن لهيعة مثله إسناداً ومتناً.

ورواه محمد بن معاوية عن ابن لهيعة مثله. ورواه قتيبة عن ابن لهيعة، ولم يذكر مخيساً ولا عبد الرحمن بن حسان.

أنبأنا أبو ياسر بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا موسى بن داود، أنبأنا ابن لهيعة عن يزيد عن أبي حبيب، عن عبد الرحمن بن حسان، عن مخيس بن ظبيان، عن رجل من جذام، عن مالك بن عتاهية قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا لقيتم عشاراً فاقتلوه.

فقد قدم في هذا الإسناد عبد الرحمن على مخيس.

أخرجه الثلاثة.

مالك بن عقبة

مالك بن عقبة- أو: عقبة بن مالك.

هكذا ذكروه على الشك، له صحبة. روى عنه بشر بن عاصم. وقيل: الصحيح عقبة بن مالك.

أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.

مالك بن عمرو الأسدي

مالك بن عمرو الأسدي، من بني غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة.

قال ابن إسحاق تتابع المهاجرون إلى المدينة أرسالاً، وكان بنو غنم بن دودان أهل إسلام قد أوعبوا إلى المدينة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هجرة رجالهم ونساؤهم، منهم: مالك بن عمرو.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

مالك بن عمرو البلوي

مالك بن عمرو البلوي.

أخرجه أبو موسى عن ابن شاهين في ترجمة سنبر.

مالك بن عمرو التميمي

مالك بن عمرو التميمي.

له ذكر فيمن قدم على النبي صلى الله عليه وسلم من وفد تميم.

أخرجه أبو عمر مختصراً.

مالك بن عمرو الأنصاري

مالك بن عمرو بن ثابت الأنصاري، من بني عمرو بن عوف، يكنى أبا حبة.

هكذا ذكره أبو حاتم الرازي.

أخرجه أبو عمر مختصراً، ويذكر في الكنى إن شاء الله تعالى.

مالك بن عمرو الرؤاسي

مالك بن عمرو الرؤاسي.

روى عنه طارق بن علقمة.

أخرجه أبو عمر وقال: أظنه مالك بن عمرو الكلابي، الذي روى عنه زرارة بن أوفى لأن رؤاساً هو ابن كلاب، وقد ذكرنا الاختلاف في ذلك في مالك العقيلي.

مالك بن عمرو السلمي

مالك بن عمرو السلمي. حليف بني عبد شمس.

شهد بدراً هو وأخواه ثقف ومدلج ابنا عمرو. وقتل مالك بن عمرو يوم اليمامة شهيداً.

وقال ابن إسحاق: شهد بدراً من حلفاء بني عبد شمس: مالك بن عمرو، وأخواه مدلج وكثير ابنا عمرو.

أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده وأبا نعيم قالا: مالك بن عمرو أخو ثقف بن عمرو، وهم من بني حجر إلى بني سليم. وأما أبو عمر فقال: إنه سلمي، حليف بني عبد شمس. وقد ذكرنا في ثقف أنه أسدي أو أسلمي، ولم يذكروا هناك أنه أسلمي، فلينظر ويحقق.

وقد ذكره ابن الكلبي فقال: مالك، وثقف، وصفوان بنو عمرو، من بني حجر بن عياذ بن يشكر بن عدوان. شهدوا بدراً، وهم حلفاء بني غنم بن دودان بن أسد. فعلى هذا يكون نسبهم في عدوان أو سليم، ويكون حلفهم في بني غنم بن دودان بن أسد، وبنو غنم هم حلفاء بني عبد شمس. فمن قال أسدي فلحلفهم فيهم، ومن جعلهم حلفاء عبد شمس، فلأن حلفاءهم بنو غنم هم حلفاء بني عبد شمس، والله أعلم.

مالك بن عمرو بن عتيك

مالك بن عمرو بن عتيك بن عمرو بن مبذول- وهو عامر بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي ثم النجاري.

مات يوم الجمعة، اليوم الذي خرج فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أُحد، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد لبس لأمته، ثم خرج إلى أُحد.

أخرجه أبو عمر.

مالك بن عمرو القشيري

مالك بن عمرو القشيري. وقيل: الكلابي. وقيل: العقيلي. وقيل: الأنصاري. مختلف فيه، فقيل: مالك بن عمرو. وقيل: عمرو بن مالك. وقيل: أُبي بن مالك. وقيل: مالك بن الحارث، تقدم ذكره.

روى علي بن زيد، عن زرارة بن أوفى، عن مالك بن عمرو القشيري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من أعتق رقبةً مؤمنةً، فهي فداوه من النار، عظم من عظام محرره بعظم من عظامه.

انفرد بحديثه علي بن زيد، عن زرارة، عن مالك بن عمرو، على حسب ما ذكرنا من الاختلاف فيه.

وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم: من ضم يتيماً من أبوين مسلمين، وقد تقدم. وقد جعل البخاري مالك بن عمرو العقيلي غير مالك بن عمرو القشيري.

وقال أبو حاتم: هما واحد.

وقال أبو أحمد العسكري في ترجمة أبي صخر العقيلي، قال: قيل: إنه مالك بن عمرو العقيلي. فرق البخاري بينهما، ويرد الكلام عليه هناك.

أخرجه الثلاثة.

مالك بن عمير الحنفي

مالك بن عمير الحنفي.

كوفي، أدرك الجاهلية، ولا نعرف له رؤية ولا صحبة.

روى سفيان الثوري، عن إسماعيل بن سميع الحنفي، عن مالك بن عمير- قال سفيان: وكان قد أدرك الجاهلية- قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إني سمعت أبي يقول لك قولاً قبيحاً، فقتلته ؟ قال: فلم يشق ذلك عليه. قال: وجاءه رجل آخر فقال: يا رسول الله، إني سمعت أبي يقول لك قولاً قبيحاً، فلم أقتله ؟ فلم يشق ذلك عليه.

أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عن علي.

مالك بن عمرو المجاشعي

مالك بن عمرو بن مالك بن برهة بن نهشل المجاشعي.

أورده أبو حفص بن شاهين، وهو الذي تقدم: مالك بن برهة.

وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم في جماعة فصاحوا عند حجرة النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما هذا الصوت ؟ قيل: وفد بني العنبر. فقال: ليدخلوا ويسكتوا فقالوا: ننتظر سيدنا وردان بن مخرم، وكان القوم تعجلوا وبقي وردان في رحالهم يجمعها- فقيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هم ينتظرون رجلاً منهم، لم يكذب قط. وجاء وردان فأتى باب النبي صلى الله عليه وسلم، فاستأذن، فأذن له وللوفد، فدخلوا وأتى عيينة بن حصن بسبي بلعنبر، فقالوا: يا رسول الله، قد جئنا مسلمين، فمالنا سبينا ؟! فقال عيينة بن حصن: لا يفلت رجل منكم حتى يرى الخنفساء يحسبها تمرة ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا بني تميم. أعتق منكم ثلثاً، وأهب لكم ثلثاً، وآخذ ثلثاً. فكلم الأقرع بن حابس رسول الله صلى الله عليه وسلم في السبي، فقال: الفرزدق يفخر بمقام عيينة بن حصن: الطويل

وعند رسول الله قام ابن حابـسٍ

 

بخطّة إسوارٍ إلى المجد حـازم

له أطلق الأسرى التي في قيودها

 

مغلّلةً، أعناقها في الـشّـكـائم

أخرجه أبو موسى.

مالك بن عمير السلمي

مالك بن عمير السلمي.

شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة، وحنيناً، والطائف. وعداده في أهل المدينة.

حديثه أنه قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الفتح، وحنيناً، والطائف، فقلت: يا رسول الله، إني امرؤ شاعر، فأقتني في الشعر. فقال: لأن يمتلئ ما بين لبتك إلى عانتك قيحاً، خير لك من أن يمتلئ شعراً.

أخرجه الثلاثة.

مالك بن عميرة

مالك بن عميرة، أبو صفوان.

أورده عبدان وابن شاهين وغيرهما. وقيل فيه: مالك بن عمير، والأول أكثر. وقيل: إنه أسدي، وقيل: هو من عبد القيس، قد اختلف في اسمه.

أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا شعبة، عن سماك بن حرب قال: سمعت أبا صفوان مالك بن عمير الأسدي- وقال محمد بن جعفر: عميرة- يقول: قدمت مكة قبل أن يهاجر النبي صلى الله عليه وسلم، فاشترى مني رجل سراويل فأرجح لي.

ورواه ابن مهدي، عن شعبة فقال: مالك بن عميرة. وقال سفيان: عن سماك بن حرب عن سويد بن قيس، ولم يكنه. وقال عمرو بن حكام ويحيى بن أبي طالب: عن يزيد بن شعبة، فقالا: ابن عميرة.

أخرجه الثلاثة.

مالك بن عميلة

مالك بن عميلة بن السباق بن عبد الدار.

شهد بدراً. ذكره موسى بن عقبة فيمن شهد بدراً.

أخرجه أبو عمر مختصراً.

مالك بن عوف الأشجعي

مالك بن عوف الأشجعي. وقيل: أبو عوف. أخبرنا أبو موسى كتابة، أخبرنا والدي بقراءتي عليه، أخبرنا سليمان بن إبراهيم، حدثنا علي بن محمد الفقيه، حدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم، حدثنا محمد بن عبد الوهاب، حدثنا آدم بن أبي إياس، حدثنا عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، حدثنا عبد الله بن الوليد، عن محمد بن إسحاق- مولى آل قيس بن مخرمة- قال: جاء مالك الأشجعي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: أُسر ابني عوف ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرسل إليه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن تكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فأتاه الرسول فقال له ذلك، فأكب عوف يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وكانوا قد شدوه بالقد، فسقط القد عنه، فخرج، فإذا هو بناقة لهم فركبها، وأقبل فإذا بسرح القوم الذين كانوا أسروه، فصاح بها، فاتبع آخرها أولها، فلم يفجأ أبويه إلا وهو ينادي بالباب، فقال أبوه: عوف ورب الكعبة !. وذكر الحديث، وأنزل الله تعالى: "وَمَنْ يَتَّقِ اللّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً" الطلاق الآية.

وقال السدي: كان ابن لعوف بن مالك أسيراً.

وقال سالم بن أبي الجعد: إن رجلاً من أشجع أسره العدو، فجاء أبوه. ولم يسمهما.

وقال مسعر، عن علي بن بذيمة، عن أبي عبيدة أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن بني فلان سرقوا غنمي. فقال: سل الله عز وجل. وقيل غيره.

أخرجه أبو موسى.

مالك بن سعد النصري

مالك بن عوف بن سعد بن ربيعة بن يربوع بن واثلة بن دهمان بن نصر بن معاوية بن بكر بن هوازن النصري، يكنى أبا علي.

وهو الذي كان رئيس المشركين يوم حنين، لما انهزم المسلمون وعادت الهزيمة على المشركين.
أنبأنا أبو جعفر بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق قال: حدثني عاصم بن عمر بن قتادة، عن عبد الرحمن بن جابر، عن أبيه جابر بن عبد الله- وعمرو بن شعيب، والزهري، وعبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم، وعبد الله بن المكرم بن عبد الرحمن الثقفي، عن حديث حنين حين سار إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وساروا إليه، فبعضهم يحدث بما لا يحدث به بعض، وقد اجتمع حديثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ من فتح مكة، جمع مالك بن عوف النصري بني نصر وبني جشم وبني سعد بن بكر، وأوزاع من بني هلال، وناس من بني عمرو بن عامر، وعوف بن عامر، وأوعبت معه ثقيف الأحلاف وبنو مالك، ثم سار بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: فأقبل مالك بن عوف فيمن معه. وقال للناس: إذا رأيتموهم فاكسروا جفون سيوفكم، ثم شدوا شدة رجل واحد.

ثم قال ابن إسحاق: حدثني عاصم، عن عبد الرحمن بن جابر، عن أبيه جابر قال: فسبق مالك بن عوف إلى حنين، فأعدوا وتهيؤ في مضايق الوادي وأحنائه، وأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فانحط بهم الوادي في عماية الصبح، فثارت في وجوههم الخيل، فشدت عليهم، وانكفأ الناس منهزمين، وانحاز رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات اليمين يقول: أيها الناس، أنا رسول الله ! أنا محمد بن بعد الله ! فلا شيء، وركبت الإبل بعضها بعضاً، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم رهط من أهل بيته ومن المهاجرين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للعباس: أصرخ: يا معشر الأنصار- يا أصحاب السمرة فأجابوه: لبيك لبيك- قال جابر: فما رجعت راجعة الناس إلا والأسارى عند رسول الله صلى الله عليه وسلم مكتفين، قيل: إن مالك بن عوف حمل على النبي صلى الله عليه وسلم على فرسه، واسمه محاج فلم يقدم به، ثم أراده فلم يقدم به أيضاً، فقال: الرجز

أقدم محاج إنّـه يومٌ نـكـر

 

مثلي على مثلك يحمي ويكرّ

ويطعن الطّعنة تهوي وتهـرّ

 

لها من الجوف نجيعٌ منهمر

وثعلب العامل فيها منكسـر

 

إذا أحز ألّت زمرٌ بعد زمر

فلما انهزم المشركون يوم حنين، لحق مالك بالطائف، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو أتاني مالك مسلماً لرددت إليه أهله وماله. فبلغه ذلك، فلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد خرج من الجعرانة، فأسلم، فأعطاه أهله وماله، وأعطاه مائة من الإبل كما أعطى سائر المؤلفة، وكان معدوداً فيهم ثم حسن إسلامه، واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على من أسلم من قومه ومن قبائل قيس عيلان، وأمره بمغاورة ثقيف، ففعل وضيق عليهم، وقال حين أسلم: الكامل

ما إن رأيت ولا سمعت بما أرى

 

في النّاس كلّهم بمثل محـمّـد

أوفى وأعطى للجزيل إذا أجتدي

 

ومتى تشأ يخبرك عمّا في غـد

ثم شهد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح دمشق الشام، وشهد القادسية أيضاً بالعراق مع سعد بن أبي وقاص.

أخرجه الثلاثة.

مالك بن أبي العيزار

مالك بن أبي العيزار.

له ذكر في حديث عائذ بن سعيد الخيبري، وقد تقدم.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: كذا ذكره بعض المتأخرين- يعني ابن منده- فقال: الخيبري وإنما هو الجسري، يعني بالجيم والسين، لا الخيبري.

مالك بن قدامة

مالك بن قدامة بن عرفجة بن كعب بن النحاط بن كعب بن حارثة بن غنم بن السلم بن امرئ القيس بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي. كذا نسبه أبو عمر.

وقال ابن الكلبي: مالك بن قدامة بن الحارث بن مالك بن كعب بن النحاط. فجعل الحارث عوض عرفجة، وزاد مالك بن كعب، والباقي مثله.

شهد بدراً، قاله موسى بن عقبة وابن إسحاق والكلبي، وشهدها أخوه المنذر. وقد انقرض بنو السلم كلهم.

أخرجه الثلاثة، إلا أن ابن منده قال: غنم بن سالم، بألف، وليس بشيء، والصحيح بغير ألف، وبكسر السين.

مالك بن قطبة

مالك بن قطبة.

روى عنه زياد بن علاقة.

أخرجه أبو عمر مختصراً.

مالك بن قهطم

مالك بن قهطم، ويقال: قحطم، بحاء. وهو والد أبي العشراء الدارمي.

وقد اختلف في اسم أبي العشراء. وفي اسم أبيه، فقال البخاري: اسم أبي العشراء أسامة، واسم أبيه مالك بن قحطم، قاله أحمد بن حنبل. وقال بعضهم: اسمه عطارد بن بلز، قال: ويقال: يسار بن بلز بن مسعود بن خولي بن حرملة بن قتادة، من بني موله بن عبد الله بن فقيم بن دارم. نزل البصرة. هذا كله كلام البخاري في أبي العشراء.

وقال أحمد بن حنبل ويحيى بن معين: اسم أبي العشراء أسامة بن مالك.

قال أبو عمر: واسم أبي العشراء بلز من قهطم، وقيل: عطارد بن برز- بتحريك الراء وتسكينها أيضاً- وهو من بني دارم بن مالك بن زيد مناة بن تميم. هذا جميعه كلام أبي عمر.

وقد نقل عن البخاري وأحمد بن حنبل غير ذلك. وبالجملة الاختلاف فيه كثير جداً.

أنبأنا الخطيب عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر الطوسي، أنبأنا أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين، أنبأنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، حدثنا عثمان بن أحمد بن السماك، حدثنا الحسن بن سلام، حدثنا عفان، حدثنا حماد بن سلمة، أنبأنا أبو العشراء، عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله، ما تكون الذكاة إلا في اللبة والحلق ؟ قال: لو طعنتها في فخذها لأجزأ عنك. قال عفان: وسمعت حماداً مرةً يقول: وأبيك لو طعنت في فخذها لأجزأ عنك.

لا يعرف لأبي العشراء عن أبيه غير هذا الحديث، تفرد به عنه حماد. ورواه الأئمة عنه مثل سفيان الثوري، وشعبة، وغيرهما.

أخرجه الثلاثة.

مالك بن قيس بن بجيد

مالك بن قيس بن بجيد بن رؤاس بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.

وفد على النبي صلى الله عليه وسلم هو وابنه عمرو بن مالك، فأسلما.

أخرجه أبو عمر، وقال: فيه نظر.

وقال هشام بن الكلبي: عمرو بن مالك بن قيس بن بجيد بن رؤاس، الوافد على رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وحميد وجنيد ابنا عبد الرحمن بن عوف بن خالد بن عفيف بن بجيد، كانا شريفين بخراسان، وليس بالكوفة من بني بجيد غير آل حميد، وسائرهم بالشام. فقد جعل هشام الصحبة لولده عمرو، والله أعلم.

أخرجه أبو عمر.

مالك بن قيس بن خيثمة

مالك بن قيس بن خيثمة. قال ابن شاهين: أبو خيثمة مالك بن قيس بن ثعلبة بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم بن عمرو بن عوف بن الخزرج، شهد أُحداً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتخلف عن الخزرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تبوك عشرة أيام، ثم لحقه.

أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم، أن أبا خيثمة أخا بني سالم رجع بعد مسير رسول الله صلى الله عليه وسلم- يعني إلى تبوك- أياماً إلى أهله في يوم حار، فوجد امرأتين له في عريشين في حائط، قد رشت كل واحدة منهما عريشها وبردت له فيه ماء، وهيأت له فيه طعاماً. فلما دخل قام على باب العريش فنظر إلى امرأتيه وما صنعتا له، فقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم في الضح والريح والحر، وأبو خيثمة في ظل بارد، وماء بارد، وطعام مهنأ وامرأة حسناء، في ماله مقيم، ما هذا بالنصفة ! والله لا أدخل عريش واحدة منكما حتى ألحق برسول الله صلى الله عليه وسلم. فهيئا لي زاداً ففعلتا، ثم خرج في طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أدركه بتبوك حين نزلها، فقال الناس: هذا راكب على الطريق مقبل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كن أبا خيثمة. قالوا: يا رسول الله، هو والله أبو خيثمة ! فلما أناخ أقبل فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: أولى لك يا أبا خيثمة ! ثم أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم الخبر، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيراً ودعا له بخير.

وقيل: إنه الذي تصدق بالصاع من التمر فلمزه المنافقون، فأنزل الله تعالى: "الذِينَ يَلْمِزُونَ المطوُعينَ مِنَ المؤمِنِينَ في الصَّدَقَاتِ"... التوبة الاية.

أخرجه أبو موسى.

مالك بن قيس أبو صرمة

مالك بن قيس، أبو صرمة الأنصاري المازني، مشهور بكنيته، يعد في المدنيين.

قال ابن منده: سماه ابن أبي خيثمة، عن أحمد بن حنبل. حديثه: من ضار ضار الله به.

ويرد في الكنى أكثر من هذا إن شاء الله تعالى.

مالك بن كعب الأنصاري

مالك بن كعب الأنصاري، مختلف في اسمه، والصواب: كعب بن مالك.

روى عبد الوهاب بن نجدة، عن الوليد بن مسلم، عن مرزوق بن أبي الهذيل، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن كعب، عن عبد الله بن كعب، عن عمه مالك بن كعب قال: لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من طلب الأحزاب، ونزل المدينة، نزع لأمته واستجمر واغتسل.

كذا رواه ابن نجدة، عن الوليد فقال: مالك بن كعب. والصواب: كعب بن مالك.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

مالك بن مالك الجني

مالك بن مالك الجني.

روى محمد بن خليفة الأسدي، عن الحسن بن محمد، عن أبيه قال: قال عمر بن الخطاب ذات يوم لابن عباس: حدثني بحديث تعجبني به. فقال: حدثني خريم بن فاتك الأسدي قال: خرجت في بغاء إبل لي، فأصبتها بأبرق العزاف، فعقلتها وتوسدت ذراع بكر منها، وذلك حدثان خرج النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قلت: أعوذ بكبير هذا الوادي- وكذلك كانوا يفعلون- فإذا هاتف يهتف بي، ويقول: الرجز

ويحك عذ بالله ذي الـجـلال

 

منزّل الـحـرام والـحـلال

ووحّـد الـلـه ولا تـبـالـي

 

ما هول ذي الجنّ من الأهوال

وهي أكثر من هذا، فقلت: الرجز

يا أيّها الهاتف ما تخيل

 

أرشدٌ عندك أم تضليل

فقال: الرجز

هذا رسول اللّه ذو الخيرات

 

جاء بياسين وحامـيمـات

وسورٍ بعد مـفـصّـلات

 

محرّماتٍ ومـحـلّـلات

يأمر بالصّوم وبالـصّـلاة

 

ويزجر النّاس عن الهنات

قال: قلت: من أنت ؟ يرحمك الله ! أنا مالك بن مالك، بعثني رسول الله على جن أهل نصيبين نجد. قال قلت: لو كان لي من يكفيني إبلي هذه، لأتيته حتى أؤمن به. قال: أنا أكفيكها حتى أؤديها إلى أهلك سالمة إن شاء الله تعالى. فاعتقلت بعيراً منها، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فوافقت الناس يوم الجمعة وهم في الصلاة. فإني أنيخ راحلتي، إذا خرج إلي أبو ذر فقال لي: يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم: ادخل. فدخلت، فلما رآني قال: ما فعل الشيخ الذي ضمن أن يؤدي إبلك إلى أهلك ؟ أما إنه قد أداها إلى أهلك سالمة. فقلت: رحمه الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجل، رحمه الله. فأسلم، وحسن إسلامه.

أخرجه أبو موسى.

مالك بن مخلد

مالك بن مخلد.

له ذكر في كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى زرعة بن ذي يزن.

ذكره جعفر، أخرجه أبو موسى مختصراً.

مالك بن مرارة الرهاوي

مالك بن مرارة الرهاوي. وقيل: ابن مرة. وقيل: ابن فزارة. والصحيح: مرارة.

روى حميد بن عبد الرحمن، عن ابن مسعود قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده مالك بن مرارة الرهاوي.

وروى عطاء بن ميسرة، عن مالك بن مرارة الرهاوي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر، ولا يدخل النار أحد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان الحديث.

أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: ليس مالك بن مرارة هذا بالمشهور في الصحابة.

وقال عبد الغني بن سعيد: مالك بن مرارة الرهاوي، بفتح الراء. له صحبة، وهو منسوب إلى رهاء بن يزيد بن حرب بن علة بن جلد بن مالك بن أدد، قبيلة من مذحج.

وقال ابن الكلبي: وولد عبد الله بن رهاء طابخة وواهباً وسهماً، رهط مالك بن مرارة، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن.

مالك المري

مالك المري والد أبي غطفان.

ذكره البخاري في الصحابة، وقال: له حديث ثابت.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم مختصراً.

مالك بن مزرد

مالك بن مزرد الرهاوي. وقال ابن إسحاق: مالك بن مرة.

أخرجه أبو موسى هكذا، والذي أظنه مالك بن مرارة وقد صحفه بعضهم، والله أعلم.

مالك بن مسعود

مالك بن مسعود بن البدن بن عامر بن عوف بن حارثة بن عمرو بن الخزرج بن ساعدة الأنصاري الخزرجي ثم الساعدي. وهو ابن عم أبي أُسيد الساعدي.

شهد بدراً وأُحداً، لم يختلفوا في ذلك.

أخرجه الثلاثة.

مالك بن مشوف

مالك بن مشوف بن أسد بن عبد مناة بن عائذ بن سعد العشيرة السعدي العائذي.

وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم. قاله ابن الكلبي.

مالك بن نضلة

مالك بن نضلة. وقيل: مالك بن عوف بن نضلة بن حديج بن حبيب بن حديد بن غنم بن كعب بن عصيمة بن جشم بن معاوية بن بكر بن هوازن الجشمي. والد أبي الأحوص الجشمي صاحب ابن مسعود.

روى عنه أبو الأحوص- واسمه عوف بن مالك.

أنبأنا إبراهيم بن محمد وغيره بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي: حدثنا بندار، وأحمد بن منيع ومحمود بن غيلان قالوا: أنبأنا أبو أحمد، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن أبيه قال: قلت: يا رسول الله، الرجل أمر به فلا يقريني ولا يضيفني، فيمر بي أفأجازيه ؟ قال: لا، أقره. قال: ورآني رث الثياب، فقال: هل لك من مال ؟ قلت: من كل المال قد أعطاني الله، من الإبل والغنم. قال: فلير عليك.

رواه عن السبيعي شعبة، وإسرائيل، وزهير، وفطر بن خليفة، وجرير بن حازم، وغيرهم من الأئمة.

أخرجه الثلاثة.

مالك بن نمط

مالك بن نمط الهمداني، ثم الخارفي، وقيل: اليامي. وقيل: الأرحبي.

قال ابن الكلبي: هو نمط بن قيس بن مالك بن سعد بن مالك بن لأي بن سلمان بن معاوية بن سفيان بن أرحب- واسمه مرة بن دعام بن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان بن بكيل بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان، كنيته أبو ثور.

وفد على النبي صلى الله عليه وسلم وكتب له كتاباً فيه إقطاع. ذكر حديثه أهل الغريب وأهل الأخبار بطوله، لما فيه من العريب. ورواية أهل الحديث له مختصرة. روى أبو إسحاق الهمداني قال: قدم وفد همدان على رسول الله صلى الله عليه وسلم، منهم: مالك بن نمط أبو ثور، وهو ذو المشعار، ومالك بن أيفع، وضمام بن مالك السلماني، وعميرة بن مالك الخارفي، لقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم مرجعه من تبوك، وعليهم مقطعات الحبرات والعمائم العدنية، على الرواحل المهرية والأزحبية، ومالك بن نمط يرتجز بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الرجز

إليك جاوزن سـواد الـرّيف

 

في هبوات الصّيف والخريف

مخطّماتٍ بحبـال الـلّـيف

 

 

وذكر له كلاماً كثيراً فصيحاً، فكتب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كتاباً، وأقطعهم فيه ما سألوه، وأمر عليهم مالك بن نمط، واستعمله على من أسلم من قومه، وأمره بقتال ثقيف: فكان لا يخرج لهم سرح إلا أغار عليه. وكان ابن نمط شاعراً، فقال في ذلك: الطويل

ذكرت رسول اللّه في فحمة الدّجـى

 

ونحن بأعلى رحرحـان وصـلـدد

وهنّ بنا خوصٌ طلائح تـغـتـلـي

 

بركبانها فـي لاحـبٍ مـتـمـدّد

على كلّ فتلاء الذّراعـين جـعـدةٍ

 

تمرّ بنا مرّ الهـجـف الـخـفـيدد

حلفت بربّ الرّاقصات إلى مـنّـى

 

صوادر بالرّكبان من هضب قـردد

بأنّ رسول اللّـه فـينـا مـصـدّقٌ

 

رسولٌ أتى من عند ذي العرش مهتد

لما حملت من ناقةٍ فوق رحـلـهـا

 

أشدّ على أعـدائه مـن مـحـمّـد

وأعطي إذا ما طالب العرف جـاءه

 

وأمضى بحدّ المشرفيّ المـهـنّـد

وقال هشام الكلبي: الذي وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم: نمط، وكتب له رسول الله صلى الله عليه وسلم إقطاعاً، فهو في أيديهم إلى الآن.

أخرجه أبو عمر.

مالك بن نمير

مالك بن نمير.

أورده أبو بكر بن أبي علي، عن أبي بكر بن المقرئ، عن أبي يعلى الموصلي، عن أبي الربيع الزهراني، عن محمد بن عبد الله، عن عصام بن قدامة، عن مالك بن نمير النميري قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس في الصلاة وضع يده اليمنى على فخذه، وأشار بإصبعه.

كذا أورده ابن أبي علي. ورواه إبراهيم بن منصور عن ابن المقرئ بإسناده، وقال: عن مالك بن نمير، عن أبيه.

أخرجه أبو موسى.

مالك ابن نميلة

مالك ابن نميلة، ونميلة أمه. وهو: مالك بن ثابت المزني، حليف لبني معاوية بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس.

شهد بدراً، وقتل يوم أُحد شهيداً. قاله إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق.

أخرجه الثلاثة.

مالك بن نويرة

مالك بن نويرة بن حمزة بن شداد بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع التميمي اليربوعي. أخو متمم بن نويرة.

قدم على النبي صلى الله عليه وسلم وأسلم واستعمله رسول الله صلى الله عليه وسلم على بعض صدقات بني تميم. فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم وارتدت العرب، وظهرت سجاح وادعت النبوة، صالحها إلا أنه لم تظهر عنه ردة، وأقام بالبطاح. فلما فرغ خالد من بني أسد وغطفان، سار إلى مالك وقدم البطاح، فلم يجد به أحداً، كان مالك قد فرقهم ونهاهم عن الاجتماع. فلما قدم خالد البطاح بث سراياه، فأُتي بمالك بن نويرة ونفر من قومه. فاختلفت السرية فيهم، وكان فيهم أبو قتادة، وكان فيمن شهد أنهم أذنوا وأقاموا وصلوا. فحبسهم في ليلة باردة، وأمر خالد فنادى: أدفئوا أسراكم، وهي في لغة كنانة القتل- فقتلوهم، فسمع خالد الواعية فخرج وقد قتلوا، فتزوج خالد امرأته، فقال عمر لأبي بكر: سيف خالد فيه رهق ! وأكثر عليه، فقال أبو بكر: تأول فأخطأ. ولا أشيم سيفاً سله الله على المشركين. وودى مالكاً، وقدم خالد على أبي بكر، فقال له عمر: يا عدو الله، قتلت أمرأً مسلماً، ثم نزوت على امرأته، لأرجمنك.

وقيل: إن المسلمين لما غشوا مالكاً وأصحابه ليلاً، أخذوا السلاح، فقالوا: نحن المسلمون. فقال أصحاب مالك: ونحن المسلمون. فقالوا لهم: ضعوا السلاح وصلوا. وكان خالد يعتذر في قتله أن مالكاً قال: ما إخال صاحبكم إلا قال كذا. فقال: أو ما تعده لك صاحباً ؟ فقتله. فقدم متمم على أبي بكر يطلب بدم أخيه، وأن يرد عليهم سبيهم، فأمر أبو بكر برد السبي، وودى مالكاً من بيت المال. فهذا جميعه ذكره الطبري وغيره من الأئمة، ويدل على أنه لم يرتد. وقد ذكروا في الصحابة أبعد من هذا، فتركهم هذا عجب. وقد اختلف في ردته، وعمر يقول لخالد: قتلت امراً مسلماً. وأبو قتادة يشهد أنهم أذنوا وصلوا، وأبو بكر يرد السبي ويعطى دية مالك في بيت المال. فهذا جميعه يدل على أنه مسلم.

ووصف متمم بن نويرة أخاه مالكاً فقال: كان يركب الفرس الحرون، ويقود الجمل الثفال، وهو بين المزادتين النضوحتين في الليلة القرة، وعليه شملة فلوت، معتقلاً رمحاً خطياً فيسري ليلته ثم يصبح وجهه ضاحكاً، كأنه فلقة قمر رحمه الله ورضي عنه.

مالك بن هبيرة

مالك بن هبيرة بن خالد بن مسلم الكندي السكوني، عداده في المصريين.

روى عنه أبو الخير مرثد بن عبد الله اليزني، كان أميراً لمعاوية على الجيوش.

أنبأنا إسماعيل بن علي وإبراهيم وغيرهما بإسنادهما إلى الترمذي: حدثنا أبو كريب، حدثنا عبد الله بن المبارك ويونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله اليزني قال: كان مالك بن هبيرة إذا صلى على جنازة، فتقال الناس، جزأهم ثلاثة صفوف، ثم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى عليه ثلاثة صفوف فقد أوجب.

هكذا رواه غير واحد عن ابن إسحاق. ورواه إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، وأدخل بين مرثد ومالك: الحارث بن مالك بن مخلد الأنصاري.

أخرجه الثلاثة.

مالك بن هدم

مالك بن هدم.

روى ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ربيعة بن لقيط، عن مالك بن هدم قال: غزونا وعلينا عمرو بن العاص، وفينا عمر بن الخطاب، وأبو عبيدة بن الجراح، فأصابتنا مخمصة شديدة، فانطلقت ألتمس المعيشة، فألفيت قوماً يريدون أن ينحروا جزوراً لهم، فقلت: إن شئتم كفتكم نحرها وعملها، وأعطوني منها. ففعلت، فاعطوني منها شيئاً فصنعته، ثم أتيت عمر بن الخطاب فسألني: من أين هو ؟ فأخبرته، فأبى أن يأكله، فأتيت أبا عبيدة فأخبرته، فأبى، فقدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: صاحب الجزور ! ولم يزدني على ذلك شيئاً.

أخرجه أبو موسى.

مالك بن الوليد

مالك بن الوليد.

أورده عبدان. روى خالد بن حميد، عن مالك بن خير الزبادي: أن مالك بن الوليد قال: أوصاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن لا أخطو إلى إمارة خطوةً، ولا أُصيب من معاهد إبرة فما فوقها، ولا أبغي على إمام بالسوء.

أخرجه أبو موسى.

مالك بن وهب الخزاعي

مالك بن وهب الخزاعي.

روى عبد العزيز بن أبي بكر بن مالك بن وهب الخزاعي، عن أبيه، عن جده مالك بن وهب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سليطاً وسفيان بن عوف الأسلمي طليعة يوم الأحزاب، فخرجا حتى إذا كانا بالبيداء التحقت بهم خيل لأبي سفيان، فقاتلا فقتلا، فقدم بهما- أو: فعلم بهما- رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقبرا في قبر واحد، وهما الشهيدان القريبان.

أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.

مالك بن وهيب

مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي، أبو وقاص. والد سعد بن أبي وقاص.

أورده عبدان في الصحابة وقال: هو ممن خرج إلى أرض الحبشة، لا تعلم له رواية. هو ممن توفي في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه أبو موسى وقال: لا أعلم أحداً وافق عبدان على ذلك.

مالك بن يخامر

مالك بن يخامر- ويقال: أخامر- الألهاني، السكسكي. قيل: له صحبة.

روى عن معاذ بن جبل. روى عنه معاوية بن أبي سفيان، وجبير بن نفير، ومكحول، وغيرهم وهو من أهل حمص، وتوفي سنة تسع وستين، وقيل: سنة سبعين.

مالك بن يسار

مالك بن يسار السكوني، ثم العوفي.

روى عنه أبو بحرية. يعد في الشاميين.

أنبأنا يحيى بن أبي الرجاء الأصبهاني إجازة بإسناده إلى ابن أبي عاصم: حدثنا محمد بن عوف حدثنا محمد بن إسماعيل بن عياش، حدثنا أبي، عن ضمضم بن زرعة، عن شريح بن عبيد، عن أبي ظبية، عن أبي بحرية السكوني، عن مالك بن يسار السكوني ثم العوفي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا سألتم الله فسلوه ببطون أكفكم، ولا تسألوه بظهورها.

أخرجه الثلاثة إلا أن ابن منده قال: روى عنه أبو بجدة. قال أبو نعيم: صحف فيه، إنما هو أبو بحرية، والصواب ما قاله أبو نعيم.

باب الميم والباء

مبرح بن شهاب

مبرح بن شهاب بن الحارث بن ربيعة بن سحيت بن شرحبيل اليافعي. قاله ابن منده وأبو نعيم.

وقال أبو عمر: مبرح بن شهاب بن الحارث بن سعد الرعيني، أحد بني رعين الذين قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان على ميسرة عمرو بن العاص يوم دخل مصر، وخطته بجيزة الفسطاط قاله أبو سعيد بن يونس.

أخرجه الثلاثة.

ويافع: بالياء تحتها نقطتان، بطن من رعين. وسحيت: بضم السين المهملة، وفتح الحاء المهملة. ومبرح: يضم الميم، وكسر الراء المشددة، وآخره حاء مهملة.

مبشر بن أُبيرق

مبشر بن أُبيرق- واسمه الحارث- بن عمرو بن الحارث بن الهيثم بن ظفر الأنصاري الأوسي الظفري.

شهد أُحداً مع أخويه بشر وبشير، وذكرنا بشراً ومبشراً ولم نذكر بشيراً؛ لأنه ارتد ومات كافراً.

وذكر ابن ماكولا أن مبشراً كانت له صحبة واستقامة.

ورد ذكرهم في حديث قتادة بن النعمان، أخبرنا به غير واحد بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي: حدثنا الحسن بن أحمد بن أبي شعيب الحراني أبو مسلم، أخبرنا محمد بن سلمة الحراني، حدثنا محمد بن إسحاق، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن أبيه، عن جده قتادة بن النعمان قال: كان أهل بيت منا يقال لهم: بنو أُبيرق: بشر وبشير ومبشر، وكان بشير رجلاً منافقاً، يقول الشعر ويهجو به أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ينحله بعض العرب وذكر الحديث، وقد تقدم في: لبيد بن سهل.

أخرجه أبو عمر وأبو موسى.

مبشر بن البراء

مبشر بن البراء بن معرور تقدم نسبه عند ذكر أبيه، وشهد الحديبية، وبيعة الرضوان.

قاله ابن الكلبي.

مبشر بن عبد المنذر

مبشر بن عبد المنذر بن زنبر بن زيد بن أمية بن زيد بن أمية بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي.

شهد بدراً مع أخويه أبي لبابة بن عبد المنذر، ورفاعة بن عبد المنذر، وقتل مبشر ببدر شهيداً. وقيل: إنه قتل بخيبر.

أنبأنا أبو جعفر بإسناده، عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق في تسمية من شهد بدراً، من بني أمية بن زيد بن مالك بن عوف: مبشر بن عبد المنذر، ورفاعة بن عبد المنذر.

وقال ابن إسحاق فيمن قتل ببدر من الأنصار: مبشر بن عبد المنذر، من بني عمرو بن عوف. ولا عقب له، إلا أن أبا لبابة رده رسول الله صلى الله عليه وسلم من الطريق إلى المدينة، وجعله أميراً عليها، وضرب له بسهمه وأجره، فهو كمن حضرها.

أخرجه الثلاثة.

باب الميم والتاء والثاء

متمم بن نويرة

متمم بن نويرة التميمي، تقدم نسبه عند ذكر أخيه مالك. وكان متمم شاعراً. قال الطبري: مالك بن نويرة بن جمرة التميمي، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقة بني يربوع، وكان قد أسلم هو وأخوه متمم.
قال أبو عمر: فأما مالك فقتله خالد بن الوليد واختلف كثير من الصحابة وغيرهم فيه: هل قتل مرتداً أو مسلماً ؟ وأما متمم فلم يختلف في إسلامه. كان شاعراً محسناً، لم يقل أحد مثل شعره في المراثي التي رثى بها أخاه مالكاً، فمنها قوله: الطويل

وكنّا كندماني جـذيمة حـقـبةً

 

من الدّهر حتّى قيل: لن يتصدّعا

فلمّا تفرّقنا كـأنّـي ومـالـكـاً

 

لطول اجتماع لم نبت ليلةً معـاً

وله مراث حسان. وكان أعور، قيل: إنه بكي على أخيه حتى دمعت عينه العوراء.

أخرجه الثلاثة.

مثعب السلمي

مثعب السلمي ويقال: المحاربي، قاله أبو عمر.

وقال أبو نعيم: مثعب، غير منسوب. وقد أورده الحضرمي والطبراني في الصحابة. روى عنه أشعث بن أبي الشعثاء أنه قال: كنت أغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فيصوم بعضهم ويفطر بعضهم، لا يعيب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم. وكان اسمه حمزة فسماه النبي صلى الله عليه وسلم مثعباً.
أخرجه الثلاثة، وقال الأمير أبو نصر: وأما مثعب بكسر الميم وبعدها ثاء معجمة بثلاث وأخره باء معجمة بواحدة فهو: أبو صالح حمزة بن عمرو الأسلمي، اسمه مثعب. وقال أبو حاتم الرازي: حمزة اسمه مثعب، أو يلقب مثعباً.

المثنى بن حارثة

المثنى بن حارثة بن سلمة بن ضمضم بن سعد بن مرة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل الربعي الشيباني. وفد على النبي صلى الله عليه وسلم سنة تسع، مع وفد قومه. وسيره أبو بكر الصديق رضي الله عنه في صدر خلافته إلى العراق قبل مسير خالد بن الوليد. وهو الذي أطمع أبا بكر والمسلمين في الفرس، وهون أمر الفرس عندهم. وكان شهماً شجاعاً ميمون النقيبة حسن الرأي، أبلى في قتال الفرس بلاءً لم يبلغه أحد. ولما ولى عمر بن الخطاب الخلافة، سير أبا عبيد بن مسعود الثقفي والد المختار في جيش إلى المثنى، فاستقبله المثنى واجتمعوا، ولقوا الفرس بقس الناطف، واقتتلوا فاستشهد أبو عبيد، وجرح المثنى فمات من جراحته قبل القادسية.

وهو الذي تزوج سعد بن أبي وقاص امرأته سلمى بنت جعفر. وهي التي قالت لسعد بالقادسية حين رأت من المسلمين جولةً فقالت: وامثنياه، ولا مثنى للمسلمين اليوم ! فلطمها سعد، فقالت: أغيرةً وجبناً ؟! فذهبت مثلاً.
وكان كثير الإغارة على الفرس، فكانت الأخبار تأتي أبا بكر، فقال: من هذا الذي تأتينا وقائعه قبل معرفة نسبه ؟ فقال قيس بن عاصم: أما إنه غير خامل الذكر، ولا مجهول النسب، ولا قليل العدد، ولا ذليل الغارة، ذلك المثنى بن حارثة الشيباني. ثم قدم بعد ذلك على أبي بكر فقال: ابعثني على قومي أقاتل بهم أهل فارس، وأكفيك أهل ناحيتي من العدو. ففعل أبو بكر، وأقام المثنى يغير على السواد. ثم أرسل أخاه مسعود بن حارثة إلى أبي بكر يسأله المدد، فأمده بخالد بن الوليد. فهو الذي أطمع في الفرس.

ولما عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل، أتى شيبان، فلقي معروف بن عمرو، والمثنى بن حارثة، فدعاهم. وسنذكر القصة في معروق، إن شاء الله تعالى.

أخرجه الثلاثة.

باب الميم والجيم

مجاشع بن مسعود

مجاشع بن مسعود بن ثعلبة بن وهب بن عائذ بن ربيعة بن يربوع بن سمال بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم بن منصور السلمي.

نزل البصرة. روى عنه أبو عثمان النهدي، وكليب بن شهاب، وعبد الملك بن عمير. وأسلم قبل أخيه مجالد.

وقتل يوم الجمل بالبصرة مع عائشة قبل القتال الأكبر، وذلك أن حكيم بن جبلة قاتل عبد الله بن الزبير، وكان مجاشع مع ابن الزبير، فقتل حكيم وقتل مجاشع. قاله خليفة بن خياط.

وقال غيره: قتل يوم الجمل يوم الحرب التي حضرها علي وطلحة والزبير. وقد استقصينا ذلك في الكامل في التاريخ.

وكان مجاشع أيام عمر على جيش يحاصر مدينة توج ففتحها.

أنبأنا أبو ياسر بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا أبو النصر، حدثنا أبو معاوية- يعني شيبان- عن يحيى بن أبي كثير، عن يحيى بن إسحاق، عن مجاشع بن مسعود: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بابن أخ له ليبايعه على الهجرة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا، بل نبايع على الإسلام؛ فإنه لا هجرة بعد الفتح، ويكون من التابعين بإحسان.

أخرجه الثلاثة.

سمال: بتشديد الميم، وآخره لام.

مجاشع بن سليم

مجاشع بن سليم.

قاله أبو موسى: فرق العسكري- يعني علياً- بين مجاشع بن مسعود ومجاشع بن سليم، وهما واحد، وهو ابن مسعود، من بني سلم.

أخرجه أبو موسى.

مجاعة بن مرارة

مجاعة بن مرارة بن سلمى- وقيل: ابن سليم- بن زيد بن عبيد بن ثعلبة بن يربوع بن ثعلبة بن الدؤل بن حنيفة بن لجيم بن صعب بن علي بن بكر بن وائل الحنفي اليمامي.

وفد هو وأبوه على النبي صلى الله عليه وسلم، فأقطعه النبي صلى الله عليه وسلم الغورة وغرابة والحبل، وكتب له كتاباً.

وكان من رؤساء بني حنيفة، وله أخبار في الردة مع خالد بن الوليد، قد أتينا عليها في الكامل أيضاً. ومن خبره مع خالد: أنه كان جالساً معه، فرأى خالد أصحاب مسيلمة قد انتضوا سيوفهم، فقال: مجاعة، فشل قومك. قال: لا، ولكنها اليمانية، لا تلين متونها حتى تشرق ! قال خالد: لشد ما تحب قومك ! قال: لأنهم حظي من ولد آدم. أنبأنا عبد الوهاب بن علي الأمين بإسناده إلى أبي داود سليمان بن الأشعث قال: حدثنا محمد بن عيسى، حدثنا عنبسة بن عبد الواحد القرشي، حدثني الدخيل بن إياس بن نوح بن مجاعة، عن هلال بن سراج بن مجاعة، عن أبيه، عن جده مجاعة: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم يطلب دية أخيه الذي قتله بنو سدوس من بني ذهل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: لو كنت جاعلاً لمشرك دية لجعلت لأخيك، ولكني سأعطيك منه عقبى. فكتب له النبي صلى الله عليه وسلم بمائة من الإبل، من أول خمس يخرج من مشركي بني ذهل.

لم يرو عنه غير ابنه سراج، ويقال له السلمي نسبة إلى جده سليم، لا إلى سليم بن منصور.

أخرجه الثلاثة.

مجالد بن ثور

مجالد بن ثور بن معاوية بن عبادة بن البكاء- واسمه ربيعة- بن عامر بن ربيعة بن عامر بن صعصعة.

يعد في أعراب الكوفة. روى عنه ابنه كاهل. وفد هو وابن أخيه بشر بن معاوية على النبي صلى الله عليه وسلم، فعلمهما يس والحمد لله رب العالمين والمعوذات الثلاثة: "قُلْ هُوَ اللَه أَحَدٌ" و"قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقْ"، و"قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ" الناس. وعلمهما الابتداء ببسم الله الرحمن الرحيم.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

مجالد والد أبي عثمة

مجالد والد أبي عثمة الهجيمي.

يرد ذكره في ترجمة الهجيم، إن شاء الله تعالى.

مجالد بن مسعود

مجالد بن مسعود السلمي.

تقدم نسبه عند ذكر أخيه مجاشع. يكنى مجالد أبا معبد. سكن البصرة، وكان إسلامه بعد إسلام أخيه مجاشع، بعد الفتح.

روى أبو عثمان النهدي، عن مجاشع بن مسعود قال: قلت: يا رسول الله، هذا مجالد بن مسعود فبايعه على الهجرة. قال: لا هجرة بعد فتح مكة، ولكن أبايعه على الإسلام والجهاد.

قال ابن أبي حاتم: إن مجالد بن مسعود قتل يوم الجمل، ولم يقل في مجاشع: إنه قتل يوم الجمل، فوهم، فإن مجاشعاً لا شك أنه قتل يوم الجمل، ولا تبعد رواية أبي عثمان عنهما، فإنهما ممن وفد على النبي صلى الله عليه وسلم، وقبراهما بالبصرة: قبر مجاشع وقبر مجالد.

أخرجه الثلاثة.

مجدي الضمري

مجدي الضمري.

غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم سبع غزوات روى أبو المفرج بن عطي بن مجدي الضمري، عن أبيه، عن جده قال: غزونا مع النبي صلى الله عليه وسلم غزوة المريسيع وغزوة بني المصطلق، فأصبنا سبايا، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم عن العزل فقال: اعزلوا إن شئتم، ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا وهي كائنة.

أخرجه الثلاثة.

قلت: كذا في كتاب ابن منده وأبي نعيم: غزوة المريسيع وغزوة بني المصطلق بواو العطف، وهو وهم، أظنه: أو غزوة بني المصطلق؛ لأن غزوة المريسيع هي غزوة بني المصطلق، فيكون الراوي قد شك، هل قال: المريسيع أو بني المصطلق. والله أعلم.

والمفرج: بميم، وعطي: تصغير عطاء.

مجدي بن قيس

مجدي بن قيس الأشعري. تقدم نسبه عند أخيه أبي موسى. ذكره أبو عمر في اسم أخيه أبي رهم. قاله الغساني مستدركاً على أبي عمر.

مجذر بن ذياد

مجذر بن ذياد.

تقدم نسبه في أخيه: عبد الله بن ذياد. وهو بلوي وحلفه في الأنصار.

وهو الذي قتل سويد بن الصامت في الجاهلية، فهاج قتله وقعة بعاث. ثم أسلم المجذر، وشهد بدراً، وقتل فيها أبا البختري بن هشام بن خالد بن أسد بن عبد العزى القرشي. أخبرنا أبو جعفر بإسناده، عن يونس، عن ابن إسحاق قال: حدثني يزيد بن رومان، عن عروة بن الزبير- قال: وحدثني ابن شهاب، ومحمد بن يحيى بن حبان، وعاصم بن عمر بن قتادة، وعبد الله بن أبي بكر، وغيرهم من علمائنا في وقعة بدر: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من لقي أبا البختري فلا يقتله. قالوا: وإنما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قتله، لأنه كان أكف القوم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بمكة، كان لا يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يبلغه عنه شيء يكرهه وكان فيمن قام في نقض الصحيفة التي كتبت قريش على بني هاشم، فلقي المجذر بن ذياد البلوي أبا البختري، فقال له المجذر: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن قتلك- ومع أبي البختري زميل له قد خرج معه من مكة- فقال: وزميلي ؟ فقال المجذر: لا، والله ما نحن بتاركي زميلك فقال: لا تتحدث نساء قريش أني تركت زميلي حرصاً على الحياة. وقال أبو البختري حين نازله المجذر: الرجز

كلّ أكيلٍ مانـعٌ أكـيلـه

 

حتّى يموت أو يرى سبيله

فاقتتلا، فقتله المجذر. ثم أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: والذي بعثك بالحق لقد جهدت أن يستأسر فآتيك به، فأبى إلا القتال، فقتلته.

وقتل المجذر يوم أُحد شهيداً، قتله الحارث بن سويد بن الصامت، وكان مسلماً، فقتله بأبيه ولحق بمكة كافراً، ثم أتى مسلماً بعد الفتح فقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمجذر. وكان الحارث يطلب غرة المجذر ليقتله، فشهدا جميعاً أُحداً، فلما جال الناس ضربه الحارث من خلفه، فقتله غيلةً. فأخبر جبريل النبي صلى الله عليه وسلم بقتله، وأمره أن يقتل الحارث به، فقتله لما ظفر به.

أخرجه الثلاثة.

مجزأة بن ثور

مجزأة بن ثور بن عفير بن زهير بن كعب بن عمرو بن سدوس السدوسي.

قتل في عهد عمر بن الخطاب. ذكره البخاري في الصحابة ولا يثبت، وروايته عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، وهو أخو منجوف بن ثور. وله أثر عظيم في قتال الفرس، قتل يوم فتح تستر مائة من الفرس، فقتله الهرمزان وقتل معه البراء بن مالك، فلما أُسر الهرمزان وحمل إلى عمر أراد قتله، فقيل: قد أمنته. قال: لا أؤمن قاتل مجزأة بن ثور والبراء بن مالك فأسلم الهرمزان، فتركه عمر.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

مجزز المدلجي

مجزز المدلجي القائف. وهو مجزز بن الأعور بن جعدة بن معاذ بن عتوارة بن عمرو بن مدلج الكناني المدلجي.

وإنما قيل له مجزز، لأنه كان كلما أسر أسيراً جز ناصيته.

أنبأنا إبراهيم وغير واحد بإسنادهم عن أبي عيسى الترمذي قال: حدثنا قتيبة، حدثنا الليث، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل علي مسروراً تبرق أسارير وجهه، فقال: ألم ترى أن مجززاً نظر إلى زيد بن حارثة وأسامة بن زيد، فقال: هذه الأقدام بعضها من بعض.

رواه ابن عيينة، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، وزاد فيه: ألم ترى أن مجززاً مر على زيد بن حارثة وأسامة بن زيد، قد غطيا رؤوسهما وبدت أقدامها، فقال: هذه الأقدام بعضها من بعض.

أخرجه أبو عمر، وأبو نعيم.

مجمع بن جارية

مجمع بن جارية بن عامر بن مجمع بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي، ثم من بني عمرو بن عوف.

يعد في أهل المدينة، وكان أبوه ممن اتخذ مسجد الضرار.

قال ابن إسحاق: كان مجمع غلاماً حدثاً، قد جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أبوه من المنافقين ومن أصحاب مسجد الضرار، وكان مجمع يصلي بهم في مسجد الضرار. ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرق مسجد الضرار، فلما كان في خلافة عمر بن الخطاب، كلم عمر في مجمع ليصلي بقومه، فقال: لا، أو ليس كان إمام المنافقين في مسجد الضرار ؟! فقال: والله الذي لا إله إلا هو، ما علمت بشيء من أمرهم. فتركه عمر يصلي.

قيل: إنه كان قد جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا سورة أو سورتين. أنبأنا أبو الفرج بن أبي الرجاء، أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد قراءة عليه وأنا حاضر أسمع، أخبرنا أحمد بن عبد الله، حدثنا عبد الله بن جعفر الجابري، حدثنا محمد بن أحمد بن المثنى، حدثنا جعفر بن عون، حدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن عامر قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة كلهم من الأنصار: معاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبي بن كعب، وأبو الدرداء، وسعد بن عبيد، وأبو زيد، وكان بقي على المجمع بن جارية سورة أو سورتان حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه ابن أخيه: عبد الرحمن بن يزيد بن جارية، ويعقوب بن مجمع، وعكرمة بن سلمة.

أنبأنا إسماعيل بن علي وغيره قالوا بإسنادهم إلى محمد بن عيسى قال: أنبأنا قتيبة حدثنا الليث، عن ابن شهاب الزهري، عن عبد الله بن عبيد الله بن ثعلبة، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جارية، عن عمه مجمع بن جارية قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: يقتل ابن مريم الدجال بباب لد.

كذا رواه ابن عيينة، وعقيل، وابن عجلان، عن الزهري، عن عبد الله بن عبيد الله. ورواه معمر والأوزاعي، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله.

قال النسائي: وحديث الليث ومن تابعه أولى بالصواب.

أخرجه الثلاثة.

مجمع بن يزيد بن جارية

مجمع بن يزيد بن جارية، هو ابن أخي الذي قبله، وأخو عبد الرحمن.

قال ابن منده: أراهما واحداً. يعني هذا ومجمع بن جارية.

وقال أبو نعيم: أفرده بعض المتأخرين عن الأول، وهما واحد. روى عنه عكرمة بن سلمة بن ربيعة: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يمنع الرجل جاره أن يغرز خشباً في جداره.

وقال أبو عمر: مجمع بن يزيد بن جارية، هو ابن أخي الأول، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وروى: لا يمنع أحدكم أخاه أن يغرز خشبةً في جداره، مثل حديث أبي هريرة، قيل: إن حديثه هذا مرسل، وإنما يروي عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وربما رواه عن أبي هريرة.

وقول أبي عمر يدل على أنه رأهما اثنين، وإنما الاختلاف في أمر حديثه: متصل أو مرسل ؟ والله أعلم. وقد جعل البخاري هذا مجمع بن يزيد أخا عبد الرحمن بن يزيد بن جارية، مثل أبي عمر.

أنبأنا أبو ياسر بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا مكي بن إبراهيم، حدثنا عبد الملك بن جريج، عن عمرو بن دينار: أن هشام بن يحيى أخبره: أن عكرمة بن سلمة بن ربيعة أخبره: أن أخوين من بني المغيرة، لقيا مجمع بن يزيد بن جارية الأنصاري فقال: أشهد أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر أن لا يمنع جار جاره أن يغرز خشباً في جداره. فقال الحالف: أي أخي، قد علمت أنك مقضي لك، وقد حلفت، فاجعل أسطواناً دون جداري. ففعل الآخر، فغرز في الأسطوان خشبة.

أخرجه الثلاثة.

باب الميم والحاء

محارب بن مزيدة

محارب بن مزيدة بن مالك بن همام بن معاوية بن شبابة بن عامر بن حطمة بن محارب بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس العبدي.

وفد هو وأبوه على النبي صلى الله عليه وسلم، فأسلما.

قاله هشام بن الكلبي.

حطمة: بضم الحاء المهملة، وفتح الطاء. وإليه تنسب الدروع الحطمية، قاله ابن ماكولا وقال: قال الدارقطني: بفتح الحاء، قال: والنسبة تبطله.

محتفر بن أوس

محتفر بن أوس المزني.

بايع النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه أولاده، ذكره الحاكم أبو عبد الله في تاريخ خراسان. رواه أحمد بن الحسين النيسابوري.

أخرجه أبو موسى.

محجن بن الأدرع

محجن بن الأدرع الأسلمي، من ولد أسلم بن أفصى بن حارثة بن عمرو بن عامر. كان قديم الإسلام.
قال أبو أحمد العسكري: إنه سلمي. وقيل: أسلمي. وفيه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ارموا، وأنا مع ابن الأدرع.

سكن البصرة، واختط مسجدها، وعمر طويلاً. روى عنه حنظلة بن علي، ورجاء بن أبي رجاء. أنبأنا الخطيب عبد الله بن أحمد بإسناده عن أبي داود الطيالسي: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن عبد الله بن شقيق، عن رجاء الباهلي قال: أخذ محجن بيدي حتى انتهينا إلى مسجد البصرة، فإذا بريدة الأسلمي قاعد على باب من أبواب المسجد، وفي المسجد رجل يقال له: سكبة يطيل الصلاة، وكان في بريدة مزاحة، فقال بريدة: يا محجن، ألا تصلي كما يصلي سكبة؟ فلم يرد عليه، وقال: أخذ بيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى انتهينا إلى سدة المسجد، فإذا رجل يركع ويسجد، فقال لي: من هذا ؟ فقلت: هذا فلان. وجعلت أُطريه وأقول: هذا، هذا، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تسمعه فتهلكه. ثم انطلق حتى بلغ باب الحجرة، ثم أرسل يدي من يده. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: خير دينكم أيسره.

ثم انتقل محجن بن الأدرع من البصرة إلى المدينة، فتوفي بها آخر أيام معاوية.

أخرجه الثلاثة.

محجن بن أبي محجن الديلي

محجن بن أبي محجن الديلي، من بني الديل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة.

معدود في أهل المدينة، يكنى أبا بسر. روى عنه ابنه بسر.

واختلف في اسم ابنه فقيل: بسر، بضم الباء وبالسين المهملة، قاله مالك وغيره. وقيل: بشر، بكسر الباء وبالشين المعجمة، قاله الثوري.

وقال أحمد بن صالح المصري: سألت جماعة من ولده، فما اختلف على منهم اثنان أنه بشر، كما قال الثوري، يعني بالشين المعجمة، هذا كلام أبي عمر.

وقال ابن ماكولا: بسر، يعني بضم الباء، والسين المهملة: بسر بن محجن الديلي، عن أبيه. روى عنه زيد بن أسلم، وكان الثوري يقول عن زيد: بشر، يعني بالشين المعجمة، ثم رجع عنه.

أخبرنا فتيان بن أحمد بن محمد بن الجوهري المعروف بابن سمنية بإسناده عن القعنبي، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن بسر بن محجن الديلي، عن أبيه: أنه كان في مجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأذن بالصلاة وقام النبي صلى الله عليه وسلم فصلى، ثم رجع، ومحجن في مجلسه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما منعك أن تصلي مع الناس، ألست برجل مسلم ؟ قال: بلى، يا رسول الله، ولكن كنت قد صليت في أهلي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا جئت فصل مع الناس، وإن كنت قد صليت أخرجه الثلاثة.

محدوج بن زيد

محدوج بن زيد الهذلي.

مختلف في صحبته، حديثه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن أول من يدعى يوم القيامة بي.

أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.

المحرز بن حارثة

المحرز بن حارثة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف.

استخلفه عتاب بن أسيد على مكة في سفرة سافرها، ثم ولاه عمر بن الخطاب مكة في أول ولايته، ثم عزله وولي قنفذ بن عمير التيمي. وقتل المحرز بن حارثة يوم الجمل، ويعد في المكيين.

أخرجه أبو عمر.

محرز بن زهير

محرز بن زهير الأسلمي. مدني، يقال: له صحبة.

روى حديثه كثير بن زيد، عن أم ولد محرز، عن محرز: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الصمت زين العالم.

وروت ابنته عنه أنه كان يقول: اللهم، إني أعوذ بك من زمن الكذابين. قلت: وما زمان الكذابين ؟ قال: زمان يظهر فيه الكذب، فيذهب الرجل لا يريد الكذب فيتحدث معهم، فإذا هو قد دخل معهم في حديثهم.

أخرجه الثلاثة، وأخرجه أبو موسى وقال: أورده أبو نعيم، وذكر أن ابن منده وهم فيه، فقال: ابن زهير. قال: وفرق بينهما جعفر، فجعلهما اثنين. والذي ذكره البخاري في تاريخه في باب محرز، آخره زاي: محرز بن زهير.
وقال محمد بن نقطة الحافظ: محرز بن زهير. وقيل: ابن زهر. والأول أصح.

وأخرجه أبو عمر فقال: زهير. مثل ابن منده، فبان بهذا أنه ليس بوهم، والله أعلم.

محرز بن عامر

محرز بن عامر بن مالك بن عدي بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار الأنصاري الخزرجي، ثم النجاري.

شهد بدراً، وتوفي صبيحة اليوم الذي غدا فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أُحد. فهو معدود فيمن شهد اُحداً لذلك، ولا عقب له.

أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى هكذا بالحاء والزاي، ومثلهم قال الدارقطني.

وقال ابن ماكولا: محرر، براءين مهملتين: محرر بن عامر، من بني عمرو بن عوف الأنصاري، له صحبة، شهد بدراً. كذلك ذكره أصحاب المغازي، موسى بن عقبة، وابن إسحاق والواقدي- قال: وقال الدارقطني: بالزاي. وهو خطأ. قلت: هذا الذي ذكره ابن ماكولا هو الذي في هذه الترجمة، إلا أنه جعله من بني عمرو بن عوف. وهو وهم؛ فإن أبا جعفر بن السمين أخبرني بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً من الأنصار، من بني عدي بن النجار: محرز بن عامر بن مالك. وكذلك رواه سلمة عن ابن إسحاق، وعبد الملك بن هشام، عن البكائي، عن ابن إسحاق. ومثله قال موسى بن عقبة، وإن كان صحيحاً فهو غير هذا، وليس بشيء. والله أعلم.

محرز بن قتادة

محرز بن قتادة بن مسلمة.

كان يوصي بني حنيفة بالتمسك بالإسلام وينهاهم عن الردة، وله في ذلك كلام متين، وشعر حسن.

محرز القصاب

محرز القصاب.

أدرك الجاهلية، ذكره البخاري عن موسى بن إسماعيل، عن إسحاق بن عثمان، عن جدته أم موسى، أن أبا موسى الأشعري قال: لا يذبح للمسلمين إلا من يقرأُ أُم الكتاب، فلم يقرأ إلا محرز القصاب، مولى بني عدي أحد بني ملكان، وكان من سبي الجاهلية، فذبح وحده.

أخرجه أبو عمر.

محرز بن نضلة

محرز بن نضلة بن عبد الله بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي، يكنى أبا نضلة، ويعرف بالأخرم الأسدي. حليف بني عبد شمس، وكان بنو عبد الأشهل يذكرون أنه حليفهم.

قال ابن إسحاق: تتابع المهاجرون إلى المدينة أرسالاً، وكان بنو غنم بن دودان أهل إسلام، قد أوعبوا إلى المدينة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هجرة رجالهم ونساؤهم، منهم: محرز بن نضلة.

وشهد بدراً، وأُحداً، والخندق. وخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم السرح- وهي غزوة ذي قرد- سنة ست، فقتله مسعدة بن حكمة بن مالك بن حذيفة بن بدر، وكان يوم قتل ابن سبع وثلاثين، أو ثمان وثلاثين سنة.

وقال فيه موسى بن عقبة: محرز بن وهب. ولم يقل: محرز بن نضلة، وذكره فيمن شهد بدراً من حلفاء بني عبد شمس.

أنبأنا عبيد الله بن السمين بإسناده إلى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً من حلفاء بني عبد شمس، من بني أسد بن خزيمة: ... ومحرر بن نضلة بن عبد الله.

أخرجه الثلاثة.

محرز

محرز، غير منسوب.

روى إبراهيم بن محمد بن ثابت، أخو بني عبد الدار، عن عكرمة بن خالد قال: جاءني محرز ذات ليلة عشاءً، فدعونا له بعشاء، فقال محرز: هل عندك سواك ؟ فقلنا: ما تصنع به هذه الساعة ؟ قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما نام ليلة حتى يستن.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

محرش الكعبي

محرش الكعبي، بضم الميم وفتح الحاء المهملة، وكسر الراء المشددة، قاله ابن ماكولا.

قاله أبو عمر: ويقال: محرش، يعني بكسر الميم وسكون الحاء.

وقال علي بن المديني: زعموا أن مخرشاً الصواب، بالخاء المعجمة.

وروى أبو عمر بإسناده عن إسماعيل بن أمية، عن مزاحم، عن عبد العزيز بن عبد الله بن خالد بن أسيد، عن محرش الكعبي قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من الجعرانة ليلاً... وذكر الحديث. قال ابن المديني: مزاحم هذا هو مزاحم بن أبي مزاحم. روى عنه ابن جريج وغيره، وليس هو مزاحم بن زفر. قال أبو حفص الفلاس: لقيت شيخاً بمكة اسمه سالم، فاكتريت منه بعيراً إلى منى، فسمعني أُحدث بهذا الحديث، فقال: هو جدي، وهو محرش بن عبد الله الكعبي، ثم ذكر الحديث، وكيف مر بهم النبي صلى الله عليه وسلم، فقلت: ممن سمعته ؟ قال: حدثنيه أبي وأهلنا.

قال أبو عمر: وأكثر أهل الحديث ينسبونه: محرش بن سويد بن عبد الله بن مرة الخزاعي الكعبي، وهو معدود في أهل مكة. روي عنه حديث واحد: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتمر من الجعرانة، ثم أصبح بمكة كبائت- قال: ورأيت ظهره كأنه سبيكة فضة.

أخبرنا غير واحداً بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي قال: حدثنا بندار، حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج، عن مزاحم، عن عبد العزيز بن عبد الله، عن محرش الكعبي: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج من الجعرانة ليلاً معتمراً، فدخل مكة ليلاً فقضى عمرته، ثم خرج من ليلته فأصبح بالجعرانة كبائت، فلما زالت الشمس من الغد خرج من بطن سرف حتى جاء مع الطريق، طريق جمع ببطن سرف، فمن أجل ذلك خفيت عمرته على الناس.

أخرجه أبو عمر.

محسن بن علي

محسن بن علي بن أبي طالب بن عبد المطلب القرشي الهاشمي. أمه: فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. أنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن أبي منصور الأمين، أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر، أنبأنا أبو طاهر بن أبي الصقر الأنباري، أنبأنا أبو البركات بن نظيف الفراء، أخبرنا الحسن بن رشيق، أنبأنا أبو بشر الدولابي، حدثنا محمد بن عوف الطائي، حدثنا أبو نعيم وعبيد الله بن موسى قالا: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن علي قال: لما ولد الحسن سميته حرباً. فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أروني ابني، ما سميتموه ؟ قلنا: حرباً. قال: بل هو حسن. فلما ولد حسين، سميته حرباً، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أروني ابني، ما سميتموه ؟ قلنا: حرباً. فقال: بل هو حسين. فلما ولد الثالث، سميته حرباً، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أروني ابني، ما سميتموه ؟ قلنا: حرباً. قال: بل هو محسن. ثم قال: سميتهم بأسماء ولد هارون: شبر وشبير ومشبر.

رواه غير واحد عن أبي إسحاق كذلك، ورواه سالم بن أبي الجعد عن علي، فلم يذكر محسناً، وكذلك رواه أبو الخليل، عن سلمان.

وتوفي المحسن صغيراً.

أخرجه أبو موسى.

محصن الأنصاري

محصن الأنصاري. قاله جعفر. ورواه بإسناده عن مروان بن معاوية، عن عبد الرحمن بن أبي شميلة الأنصاري، من أهل قباء، عن سلمة بن محصن الأنصاري، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لمن أصبح آمناً في سربه، معافىً في جسده، وعنده طعام يومه، فكأنما حيزت له الدنيا.

كذا رواه جعفر، وترجم له، وإنما هو سلمة بن عبيد الله بن محصن، عن أبيه. كذلك رواه غير واحد، عن مروان، وقد تقدم في عبيد الله.

أنبأنا يحيى بن محمود إجازة بإسناده، عن ابن أبي عاصم: أنبأنا كثير بن عبيد الله الحذاء، حدثنا مروان بن معاوية، عن عبد الرحمن بن أبي شميلة الأنصاري، عن سلمة بن عبيد الله بن محصن الأنصاري، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، مثله.

أخرجه أبو موسى.

محصن بن وحوح

محصن بن وحوح الأنصاري الأوسي. وقد ذكرنا نسبه عند أبيه وحوح.

قتل هو وأخوه حصين بالقادسية، ولا بقية لهما، قاله ابن الكلبي.

محلم بن جثامة

محلم بن جثامة- واسمه يزيد بن قيس بن ربيعة بن عبد الله بن يعمر الشداخ بن عوف بن كعب بن عامر بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن كنانة الكناني الليثي، أخو الصعب بن جثامة.

أنبأنا عبيد الله بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق: حدثني يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن القعقاع بن عبد الله بن أبي حدرد، عن أبيه قال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى إضم، فخرجت في نفر من المسلمين فيهم: أبو قتادة، ومحلم بن جثامة، فخرجنا حتى إذا كنا ببطن إضم مر بنا عامر بن الأضبط الأشجعي، على بعير له، فلما مر علينا سلم علينا بتحية الإسلام، فأمسكنا عنه، وحمل عليه محلم بن جثامة فقتله؛ لشيءً كان بينه وبينه، وأخذ بعيره ومتاعه. فلما قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرناه الخبر، فنزل فينا القرآن: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا ضَرَبْتُم في سَبِيلِ اللّهِ فَتَبَيَّنُوا وَلاَ تَقُولُوا لمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلاَمَ: لَسْتَ مُؤْمِناً"... النساء الآية.
وذكر الطبري أن محلم بن جثامة توفي في حياة النبي صلى الله عليه وسلم فدفنوه، فلفظته الأرض مرة بعد أخرى، فأمر به فألقي بين جبلين وجعل عليه حجارة، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الأرض لتقبل من هو شر منه، ولكن الله أراد أن يريكم آية في قتل المؤمن.

قال أبو عمر: وقد قيل: إن هذا ليس محلم بن جثامة، فإن محلماً نزل حمص بأخرة، ومات بها في أيام ابن الزبير. والاختلاف في المراد بهذه الآية: كثير جداً، قيل: نزلت في المقداد، وقيل: في أسامة، وقيل: في محلم. وقيل: في غالب الليثي. وقيل: نزلت في سرية، ولم يسم قائل هذا أحداً. وقيل غيرهم، وكان قتله خطأ.

ويرد لمحلم ذكر في مكيتل إن شاء الله تعالى.

أخرجه الثلاثة.

محمد بن أُبي بن كعب

محمد بن أُبي بن كعب. تقدم نسبه عند ذكر أبيه، يكنى أبا معاذ.

ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، روى عن أبيه، وعن عمر. وروى عنه الحضرمي بن لاحق، وبسر بن سعيد.

أخرجه الثلاثة.

محمد بن أُحيحة

محمد بن أُحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جحجبى بن عوف بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف الأنصاري الأوسي.

ذكر في الصحابة. قال عبدان: بلغني أن أول من سمي محمداً: محمد بن أُحيحة قال: وأظن أنه أحد هؤلاء الذين ذكروا في حديث محمد بن عدي- يعني الذين سموا في الجاهلية، حين سمعوا أنه يبعث نبي من العرب، فسمى جماعة منهم أبناءهم رجاء أن يكون هو النبي المبعوث. والذين سموا أبناءهم محمداً نفر، منهم: محمد بن سفيان بن مجاشع، ومحمد بن البراء أخو بني عتوارة من بني ليث، ومحمد بن أُحيحة أخو بني جحجبى، ومحمد بن حمران بن مالك الجعفي، ومحمد بن خزاعي بن علقمة بن محارب بن مرة بن فالج، ومحمد بن عدي بن ربيعة بن جشم بن سعد.

أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.

قلت: وهذا فيه نظر، فإن سفيان بن مجاشع ومن ذكروا معه، أقدم عهداً من رسول الله صلى الله عليه وسلم بكثير، فأما أُحيحة بن الجلاح أخو بني جحجبى فإنه كان تزوج أم عبد المطلب، وهي سلمى بنت عمرو، فمن يكون زوج أم عبد المطلب، مع طول عمر عبد المطلب كيف يكون ابنه مع النبي صلى الله عليه وسلم ؟! هذا بعيد وقوعه، ثم إن ابن مندة وأبا نعيم وأبا عمر، قد ذكروا المنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح، كان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد بدراً، ولعل الكلام سقط منه عقبة والمنذر، حتى يستقيم والله أعلم.

محمد بن أسلم

محمد بن أسلم بن بجرة الأنصاري، أخو بني الحارث بن الخزرج.

رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولأبيه صحبة.

روى محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن محمد بن أسلم بن بجرة، أخي بني الحارث بن الخزرج، وكان شيخاً كبيراً، قال: وكان يدخل فيقصي حاجته في السوق، ثم يرجع إلى أهله، فإذا وضع رداءه ذكر أنه لم يصل في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيقول: والله ما صليت في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين، فإنه قد كان قال لنا: من هبط منكم هذه القرية، فلا يرجعن إلى أهله حتى يركع في هذا المسجد ركعتين. ثم يأخذ رداءه ويرجع إلى المدينة، حتى يركع في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين، ثم يرجع إلى أهله.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصراً، وأما أبو عمر فقال: محمد بن أسلم، روى عن النبي، حديثه مرسل فلم يذكر الحديث، ولا نسبه حتى يعلم: هل هو هذا أم غيره ؟ وأظنه هو. والله أعلم.

محمد بن إسماعيل الأنصاري

محمد بن إسماعيل الأنصاري.

روى محمد بن أبي حميد، عن محمد بن المنكدر، عن محمد بن إسماعيل الأنصاري، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: جاءني جبريل فقال: إن الله عز وجل أرسلني... وذكر الحديث.

قال ابن منده: أراه إسماعيل بن ثابت بن قيس بن شماس.

قال أبو نعيم: هذا وهم فيه، لأن إسماعيل في أولاد ثابت لا يعرف، وإنما يعرف: محمد بن ثابت، ومن عقبه: إسماعيل ويوسف ابنا محمد بن ثابت.

روى أبو نعيم بإسناده عن محمد بن أبي حميد، عن إسماعيل الأنصاري، عن أبيه، عن جده: أن رجلاً قال: يا رسول الله، أوصني وأوجز. فقال: عليك باليأس مما في أيدي الناس، وإياك والطمع فإنه فقر حاضر.

قال أبو نعيم: إسماعيل هذا قيل: هو إسماعيل بن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس- قال: ووهم بعض الرواة في هذا الحديث، وأدخل بين محمد بن أبي حميد، وبين محمد بن إسماعيل: محمد بن المنكدر- قال: ومن أعجبه أنه- يعني ابن منده- بني الترجمة على ذكر من اسمه محمد، وأخرج الحديث عن محمد بن إسماعيل، عن أبيه، عن جده، فإن كانت الرواية صحيحة فإسماعيل لا يخرج عنه في ترجمة محمد. ولو قال: إسماعيل بن محمد، عن أبيه- لكان أشبه بالترجمة وأقرب، والله أعلم.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

محمد بن أسود بن خلف

محمد بن أسود بن خلف بن أسعد بن بياضة بن سبيع بن خلف بن جعثمة بن سعد بن مليح بن عمرو بن ربيعة الخزاعي. وهو ابن عم طلحة الطلحات بن عبد الله بن خلف.

نسبه شباب العصفري بن خياط، وذكر أنه روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: على ذروة كل بعير شيطان.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

محمد بن الأشعث

محمد بن الأشعث بن قيس الكندي. تقدم نسبه عند ذكر أبيه.

قيل: إنه ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد روى عن عائشة. أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن سعد المؤدب بإسناده عن أبي زكريا بن إياس الأزدي قال: حدثني محمد بن أحمد بن المثنى، حدثنا سعيد بن سليمان، عن خالد بن عبد الله، عن حصين، عن عمرو بن قيس، عن محمد بن الأشعث قال: حدثتني عائشة أم المؤمنين قالت: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم اليهود فقال: هم قوم حسد، يحسدوننا على الجمعة التي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى القبلة التي هدانا الله لها وضلوا عنها.

وروى الزبير بن بكار، عن محمد بن الحسن قال: المحمدون الذي اسمهم محمد، وكناهم أبو القاسم: محمد بن طلحة، ومحمد بن علي، ومحمد بن الأشعث، ومحمد بن سعد.

واستعمله عبد الله بن الزبير على الموصل.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم. وقال أبو نعيم: لا تصح له صحبة. والله أعلم.

محمد بن أنس

محمد بن أنس بن فضالة الأنصاري الظفري. وقيل: محمد بن فضالة بن أنس. ولأبيه صحبة، ولجده أيضاً.
روى إدريس بن محمد بن يونس بن محمد بن أنس بن فضالة الظفري، عن جده يونس بن محمد، عن أبيه محمد بن أنس قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن أسبوعين، فأُتي بي إليه، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، وقال: سموه باسمي، ولا تكنوه بكنيتي.

قال: وحج بي معه عام حجة الوداع.

روى عمرو بن أبي فروة، عن مشيخة أهل بيته قال: قتل أنس بن فضالة يوم أُحد فأتى بمحمد بن أنس الظفري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتصدق عليه بعذق لا يباع ولا يوهب.

وروى فضيل بن سليمان، عن يونس بن محمد بن فضالة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاهم.

أخرجه الثلاثة؛ إلا أن أبا نعيم جعل الترجمة لمحمد بن فضالة، وجعلها ابن منده وأبو عمر لمحمد بن أنس بن فضالة، وهما واحد، والله أعلم.

محمد الأنصاري

محمد الأنصاري، وقيل؛ الدوسي.

له صحبة، وله ذكر في حديث أنس.

روى حماد، عن ثابت، عن أنس: أن رجلاً قال: يا رسول الله، متى تقوم الساعة ؟- وعنده غلام من الأنصار اسمه محمد- فقال: إن يعش هذا الغلام فعسى أن لا يبلغ الهرم حتى تقوم الساعة.

ورواه حماد بن زيد، عن معبد بن هلال، عن أنس، ولم يسمه.

وقيل: اسم الغلام سعد.

ورواه هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، ولم يسم الغلام.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

محمد الأنصاري

محمد الأنصاري.

روى سلام بن أبي الصهباء، عن ثابت قال: حججت، فدفعت إلى حلقة فيها رجلان أدركا رسول الله صلى الله عليه وسلم أخوان، أحسب أن اسم أحدهما محمد، وهما يتذاكران الوسواس.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وأخرجه أبو موسى مستدركاً على ابن منده، وقد أخرجه ابن منده كما ذكرناه، فلا حاجة إلى استدراكه عليه.

محمد بن إياس

محمد بن إياس بن البكير الكناني. تقدم نسبه عند ذكر أبيه.

قال ابن منده: أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا تعرف له رواية، يروي عن ابن عباس، فلا تصح له صحبة.

محمد بن البراء

محمد بن البراء الكناني الليثي، ثم من بني عتوارة. هو ممن سمي محمداً في الجاهلية مع محمد بن سفيان وغيره. وقد تقدم القول فيه في محمد بن أحيحة.

أخرجه أبو موسى.

محمد بن أبي برزة

محمد بن أبي برزة.

روى إبراهيم بن سعد، عن عبد الله بن عامر، عن رجل يقال له: محمد بن أبي برزة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس من البر الصيام في السفر.

وقد روى أيضاً عن إبراهيم بن سعد، عن عبد الله، عن رجل يقال له: محمد بن أبي برزة. وكأنه أصح.

أخرجه أبو موسى.

محمد بن بشر

محمد بن بشر الأنصاري.

روى عنه ابنه يحيى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أراد الله بعبد هواناً أنفق ماله في البنيان.

وهو الذي شهد لخريم بن أوس الطائي يوم فتح خالد بن الوليد الحيرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم وهب له الشيماء بنت نفيلة، فأعطيها خريم. وقد تقدمت القصة في خريم، وكان الشاهدان: محمد بن مسلمة، ومحمد بن بشر. وقيل: كان محمد بن مسلمة وعبد الله بن عمر.

أخرجه الثلاثة.

محمد بن ثابت

محمد بن ثابت بن قيس بن شماس. تقدم نسبه عند ذكر أبيه.

ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى به أبوه رسول الله صلى الله عليه وسلم فسماه محمداً، وحنكه بتمرة. سكن المدينة، وقتل يوم الحرة، أيام يزيد بن معاوية. روى إسماعيل بن محمد بن ثابت بن قيس بن شماس، عن أبيه: أن أباه ثابت بن قيس فارق أمه جميلة بنت أُبي، وهي حامل بمحمد، فلما ولدت حلفت أن لا تلبنه بلبنها. فجاء به ثابت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في خرقة، وأخبره بالقصة، فقال: أدنه مني. فأدنيته منه، فبزق في فيه، وسماه محمداً، وحنكه بتمرة عجوة، وقال: اذهب به، فإن الله عز وجل رازقه.

أخرجه الثلاثة.

محمد بن جابر

محمد بن جابر بن غراب.

شهد فتح مصر: يعد في الصحابة، قاله ابن عبد الأعلى.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

محمد بن جد بن قيس

محمد بن جد بن قيس: سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم محمداً، وشهد فتح مكة، قاله ابن القداح.

أخرجه أبو موسى مختصراً.

محمد بن جعفر بن أبي طالب

محمد بن جعفر بن أبي طالب بن عبد المطلب، وهو ابن ذي الجناحين، القرشي الهاشمي. وهو ابن أخي علي بن أبي طالب، وأمه أسماء بنت عميس الخثعمية.

ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت ولادته بأرض الحبشة، وقدم إلى المدينة طفلاً ولما جاء نعي جعفر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، جاء إلى بيت جعفر وقال: أخرجوا إلي أولاد أخي. فأخرج إليه عبد الله، ومحمد، وعون، فوضعهم النبي صلى الله عليه وسلم على فخذه ودعا لهم، وقال: أنا وليهم في الدنيا والآخرة، وقال: أما محمد فيشبه عمنا أبا طالب.

وهو الذي تزوج أم كلثوم بنت علي، بعد عمر بن الخطاب.

قال الواقدي: كان محمد بن جعفر يكنى أبا القاسم، قيل: إنه استشهد بتستر، قاله أبو عمر.

أخرجه الثلاثة.

محمد بن أبي جهم

محمد بن أبي جهم بن حذيفة بن غانم بن عامر بن عبد الله بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب بن لؤي القرشي العدوي.

ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقتل يوم الحرة بالمدينة سنة ثلاث وستين. قاله أبو عمر وقد ذكره أبو نعيم.

أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، أخبرنا محمد بن أحمد بن الحسين أخبرنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، أخبرنا أحمد بن عيسى، أخبرنا عبد الله بن وهب، أخبرنا ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن محمد بن أبي الجهم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استأجره يرعى له- أو: في بعض أعماله- فأتاه رجل فرآه كاشفاً عن عورته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لم يستحي من الله عز وجل في العلانية، لم يستحي منه في السر. أعطوه حقه.

قال أبو نعيم: ذكره محمد بن عثمان بن أبي شيبة في المقلين من الصحابة، قال: ولا أراه صحيحاً.

أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.

محمد بن حاطب

محمد بن حاطب بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح القرشي الجمحي.
ولد بأرض الحبشة، أمه أم جميل فاطمة بنت المجلل، وقيل: جويرية. وقيل: أسماء بنت المجلل بن عبد الله بن أبي قيس بن عبد ود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي القرشية العامرية، هاجرت إلى أرض الحبشة أيضاً مع زوجها حاطب، فولدت له هناك محمداً والحارث ابني حاطب. كان محمد يكنى أبا القاسم، وقيل: أبو إبراهيم. وهو أول من سمي في الإسلام محمداً وقيل: إن أباه هاجر به إلى الحبشة وهو طفل.

أخبرنا أبو ياسر بإسناده عن عبد الله حدثني أبي، أخبرنا إبراهيم بن أبي العباس ويونس بن محمد قالا عن عبد الرحمن بن عثمان بن إبراهيم بن محمد بن حاطب، عن أبيه، عن محمد بن حاطب يحدث عن أمه قالت: خرجت بك من أرض الحبشة، حتى إذا كنت من المدينة على ليلة أو ليلتين طبخت لك طبيخاً، ففني الحطب، فذهبت أطلب، فتناولت القدر، فانكفأت على ذراعك، فقدمت المدينة، فأتيت بك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله، هذا محمد بن حاطب وهو أول من سمي بك. قالت: فتفل رسول الله صلى الله عليه وسلم في فيك، ومسح على رأسك، ودعا لك، ثم تفل على يدك، ثم قال: "أذْهِبِ ألْبَاسَ رَبَّ النَّاسِ، أشْفِ أَنْتَ الشَّافِي، لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمَاً". قالت: فما قمت من عنده حتى برئت يدك.

قال مصعب: كانت أسماء بنت عميس قد أرضعت محمد بن حاطب الجمحي مع ابنها عبد الله، فكانا يتواصلان على ذلك، حتى ماتا.

روى عنه أبو بلج، وسماك بن حرب، وأبو عون الثقفي. أخبرنا إبراهيم بن محمد وغيره بإسنادهم عن محمد بن عيسى: حدثنا أحمد بن منيع، أخبرنا هشيم، أخبرنا أبو بلج، عن محمد بن حاطب الجمحي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فصل ما بين الحلال والحرام الدف والصوت.

قال هشام بن الكلبي: شهد محمد بن حاطب مع علي مشاهده كلها: الجمل، وصفين، والنهروان.

وتوفي محمد أيام عبد الملك بن مروان سنة أربع وسبعين بمكة، وقيل بالكوفة، قاله أبو عمر.

وقال أبو نعيم: توفي سنة ست وثمانين بالكوفة، أيام عبد الملك بن مروان- قال: وقيل: إنه مات بمكة سنة أربع وسبعين.

أخرجه الثلاثة.

محمد بن حبيب المصري

محمد، بن حبيب المصري، وقيل: النصري. والصواب المصري.

أخبرنا يحيى بن محمود إذناً بإسناده إلى ابن أبي عاصم قال: أنبأنا الحوطي، أنبأنا أبو المغيرة، أنبأنا الوليد بن سليمان بن أبي السائب، أنبأنا بسر بن عبيد الله عن ابن محيريز، عن عبد الله بن السعدي، عن محمد بن حبيب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تنقطع الهجرة ما قوتل الكفار روى حسان بن الضمري، عن ابن السعدي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، نحوه.

قال ابن منده: وهو الصواب، ولا يعرف محمد بن حبيب في الشاميين ولا المصريين إلا محمد بن حبيب يروي عن أبي رزين العقيلي، والله أعلم.

أخرجه الثلاثة.

محمد بن أبي حدرد

محمد بن أبي حدرد.

قال ابن منده: مختلف في حديثه. ولا تصح له صحبة. وقد تقدم نسبه عند ذكر أبيه.

وقد روى محمد بن إسماعيل النيسابوري، عن أبيه، عن عبيد بن هشام، عن عبيد الله بن عمرو، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن أبي حدرد: أنه أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستعينه في نكاح، فقال: كم الصداق ؟ قال: مائتا درهم. قال: لو كنتم تغرفون من بطحان، ما زدتم.

ورواه الثوري وعبد الوهاب وأبو ضمرة، عن يحيى فقالوا: محمد بن إبراهيم، عن أبي حدرد.

وقد أخبرنا أبو جعفر بإسناده، عن يونس، عن ابن إسحاق، قال جعفر بن عبد الله بن أسلم، عن أبي حدرد قال: تزوجت بامرأة من قومي، فأصدقتها مائتي درهم، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أستعينه على نكاحي، قال: كم أصدقت ؟ قلت: مائتي درهم. فقال رسول الله: سبحان الله ! لو كنتم تأخذونها من واد، ما زدتم. ثم ذكره غزوة أبي حدرد إلى الغابة.

وهذا هو الصواب، ولا اعتبار برواية من روى: محمد بن أبي حدرد.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

محمد بن أبي حذيفة

محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي العبشمي، كنيته أبو القاسم.

ولد بأرض الحبشة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمه سهلة بنت سهيل بن عمرو العامرية. وهو ابن خال معاوية بن أبي سفيان. ولما قتل أبوه أبو حذيفة، أخذ عثمان بن عفان محمداً إليه فكفله إلى أن كبر ثم سار إلى مصر فصار من أشد الناس تأليباً على عثمان.

قال أبو نعيم؛ هو أحد من دخل على عثمان حين حوصر فقتل، وأخذ محمد بجبل الجليل- جبل لبنان- فقتل.

قال خليفة ولاه علي بن أبي طالب على مصر ثم عزله، واستعمل قيس بن سعد بن عبادة، ثم عزله.

والصحيح: أن محمداً كان بمصر لما قتل عثمان، وهو الذي ألب أهل مصر على عثمان حتى ساروا إليه، فلما ساروا إليه كان عبد الله بن سعد أمير مصر لعثمان قد سار عنها، واستخلف عليها خليفةً له فثار محمد على الوالي بمصر لعبد الله، فأخرجه واستولى على مصر. فلما قتل عثمان أرسل علي إلى مصر قيس بن سعد أميراً، وعزل محمداً. ولما استولى معاوية على مصر، أخذ محمداً في الرهن وحبسه، فهرب من السجن، فظفر به رشدين مولى معاوية، فقتله.

وانقرض ولد أبي حذيفة وولد أبيه عتبة إلا من قبل الوليد بن عتبة؛ فإن منهم طائفة بالشام، قاله أبو عمر.
أخرجه الثلاثة.

محمد بن حزم

محمد بن حزم. رجل من الأنصار يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: نكمل يوم القيامة سبعين أمةً، نحن أعزها وخيرها.

قال أبو نعيم: ذكره أبو العباس الهروي في جملة من اسمه محمد وقال ابن منده: محمد بن حزم. روى عنه قتادة، وهو تابعي.

والذي يعرف: محمد بن عمرو بن حزم، يأتي ذكره إن شاء الله تعالى.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

محمد بن حطاب

محمد بن حطاب بن الحارث بن معمر الجمحي. وهو ابن عم محمد بن حاطب المقدم ذكره. ولد هذا بأرض الحبشة.

قال أبو عمر: هو أسن من ابن عمه محمد بن حاطب- فإن كان كذلك فهو أول من سمي محمداً- وقدم به أرض الحبشة.

أخرجه أبو عمر.

محمد بن حميد

محمد بن حميد بن عبد الرحمن الغفاري.

ذكره علي بن سعيد العسكري في الصحابة.

روى ابن إسحاق، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن الأعرج، عن حميد بن عبد الرحمن الغفاري قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فقلت: لأرمقن صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بنا العشاء الآخرة، ثم فرش برذعة رحله، وشد بعض متاعه، فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم هوياً من الليل، ثم هب فتعار ورمى ببصره إلى السماء، ثم تلا هذه الآيات الخمس من آل عمران: "إنَّ في خَلْقِ السَّمَواتِ والأَرض"، إلى أخرهن. ثم أخرج سواكه فاستن، ثم قام إلى وضوئه، ثم قام فركع أربع ركعات، يسوي بينهن في الركوع والسجود والقيام، ثم جلس فرمى ببصره إلى السماء، ثم تلا هذه الآيات. فعل ثلاث مرات، ثم ركع وأوتر مع السحر، وأدبر رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ينشئ الله تعالى السحاب، فينطق أحسن منطق، ويضحك أحسن ضحك.

رواه يحيى الحماني، ومحمد بن خالد، والهيثم بن حميد، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه قال: كنت جالساً مع حميد بن عبد الرحمن إذ عرض لنا شيخ جليل في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني غفار، فحدثنا: يعني حديث السيب.

أخرجه أبو موسى.

محمد بن حويطب

محمد بن حويطب القرشي.

حديثه عند خصيف الجزري.

أخرجه أبو عمر مختصراً.

محمد بن خثيم

محمد ين خثيم، أبو يزيد المحاربي.

ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قاله البخاري.

روى عن عمار بن ياسر، روى عنه محمد بن كعب القرظي.

روى يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق، عن يزيد بن محمد بن خثيم حاربي عن محمد بن كعب القرظي، عن محمد بن خثيم بن يزيد، عن عمار بن ياسر في فضل علي.

ورواه محمد بن سلمة وبكر الإسواري، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن يزيد بن خثيم أن محمد بن كعب قال له: حدثني أبوك يزيد بن خثيم.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

محمد الدوسي

محمد الدوسي. وقيل: سعد الدوسي.

روى أنس أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة، وقد ذكر في ترجمة محمد الأنصاري.

أخرجه ابن منده.

محمد بن رافع

محمد بن رافع.

ذكره عبدان وقال: لا أدري له صحبة أم لا ؟ إلا أني قد رأيت من أصحاب الحديث من أدخله في المسند وقال: حديثه حديث إسرائيل، عن إبراهيم بن عبد الأعلى، عن إسحاق بن الحكم، عن محمد بن رافع قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً إلى قوم يطمس عليهم النخل... الحديث.

أخرجه أبو موسى مختصراً.

محمد بن ربيعة

محمد بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي، يكنى أبا حمزة وهو أخو عبد المطلب بن ربيعة.

قيل: إنه أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تذكر عنه رواية ولا رؤية.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

محمد بن ركانة

محمد بن ركانة.

ذكره ابن منيع في الصحابة، وهو تابعي.

أخرجه ابن منده.

محمد مولى رسول الله- صلى الله عليه وسلم -

محمد، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قيل: كان اسمه ماناهيه، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم محمداً، ذكره الحاكم أبو عبد الله فيمن قدم خراسان من الصحابة، قال أبو موسى.

روى عبد الله بن محمد بن مقاتل بن محمد بن موسى بن محمد بن إبراهيم بن محمد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: حدثني أبي، عن أبيه مقاتل بن محمد بن موسى، عن أبيه: أن محمداً كان اسمه ماناهيه، وكان مجوسياً، وكان تاجراً. فسمع بذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم وخروجه، فخرج معه بتجارة من مرو حتى هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فأسلم على يديه، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم محمداً، وأنه مولاه ورجع إلى منزله بمرو مسلماً، وداره قبالة مسجد الجامع.

أخرجه أبو موسى.

محمد بن زهير

محمد بن زهير بن أبي جبل. ذكره الحسن بن سفيان في الصحابة. أخبرنا أبو موسى كتابة، أخبرنا الحسن بن أحمد، أخبرنا أحمد بن عبد الله أخبرنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسين، أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن أبي عمران الجوني، عن محمد بن زهير بن أبي جبل، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من بات على ظهر بيت ليس عليه ما يستره، فمات فلا ذمة له. ومن ركب البحر حين يرتج فلا ذمة له.

قال أبو نعيم: لا أراه تصح له صحبة، وأبو عمران الجوني أدرك غير واحد من الصحابة، وهو ممن يعد في الخضارمة.

وقال ابن منده: محمد بن زهير مرسل. روى عنه وهيب بن الورد، وروى شعبة، عن أبي عمران الجوني، عن محمد بن زهير بن أبي زهير مرسلاً.

أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.

محمد بن زيد

محمد بن زيد الأنصاري.

أخرج عنه أبو حاتم الرازي في الوحدان.

روى عمرو بن قيس، عن ابن أبي ليلة، عن عطاء، عن محمد بن زيد: أن رسول الله أتى بلحم صيد فرده، وقال: إنا حرم.

أخرجه الثلاثة.

محمد بن سعد

محمد بن سعد.

مجهول. روى عنه خالد بن أبي خالد، ذكره القاضي أبو أحمد في الصحابة، وتكلم عليه فقال: هو عندي مرسل.

روى خالد بن أبي خالد قال: بايعت محمد بن سعد بسلعة فقال: هلم أُماسحك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: البركة في المماسحة.

وهذا الحديث مشهور بمحمد بن مسلمة.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

محمد بن سفيان بن مجاشع

محمد بن سفيان بن مجاشع بن دارم التميمي الدارمي.

له ذكر في حديث محمد بن عدي بن ربيعة، ومحمد بن أُحيحة بن الجلاح، وغيرهما ممن سمي محمداً، كما ذكرناه.

قال أبو نعيم: حدثني بهذه الأسامي أحمد بن إسحاق قال: حدثنا محمد بن سليمان الهروي في كتاب الدلائل أن هؤلاء المحمدين ممن سماهم آباؤهم قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لما أخبرهم الراهب بقرب مبعثه، وهم محمد بن عدي بن ربيعة، ومحمد بن أُحيحة، ومحمد بن حمران بن مالك الجعفي، ومحمد بن خزاعي بن علقمة.

أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.

قلت: قد ذكرت في ترجمة محمد بن أُحيحة ما فيه كفاية ونزيده وضوحاً؛ فإن من عاصر النبي صلى الله عليه وسلم من أولاد محمد بن سفيان يعدون إليه بعدة آباء، منهم: الأقرع بن حابس، كان قد رأس وتقدم في قومه قبل أن يسلم ثم أسلم. وهو الأقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان، فإن كان محمد صحابياً، فينبغي أن يذكروا من بعده إلى الأقرع في الصحابة: عقالاً وحابساً، وكذلك أيضاً غالب أبو الفرزدق، فإنه كان معاصر النبي صلى الله عليه وسلم، وهو غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال بن محمد، وأمثال هذا كثير لا نطول بهم، فذكر محمد بن سفيان في الصحابة ومن عاصره ممن اسمه محمد، لا وجه له.

أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.

محمد بن أبي سفيان

محمد بن أبي سفيان.

له ذكر في حديث سعيد بن زياد، عن آبائه، عن أبي هند في قصة إسلامه، وذكر فيه شهادة أبي بكر، وعمر، وعلي، وعثمان، ومحمد بن أبي سفيان.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم؛ ذكره بعض الواهمين في حديث سعيد بن زياد بن فائد بن زياد بن أبي هند الداري، في قصة إقطاع رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم بأرضهم من ببيت جبرين، وبيت عينون، وبيت إبراهيم، وفي ذلك الكتاب شهادة الخلفاء الراشدين وشهادة معاوية بن أبي سفيان، فوهم بعض الرواة، فقال: محمد بن أبي سفيان، ولا يعرف في الصحابة محمد بن أبي سفيان.

محمد بن أبي سلمة

محمد بن أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي. ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه ابن منده مختصراً، وأخرجه أبو موسى أيضاً فقال: ذكره ابن شاهين قال: قال البغوي: رأيت في كتاب بعض من ألف، تسمية نفر ممن روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا أعلم أحداً منهم سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا ولد على عهده، منهم: محمد بن أبي سلمة بن عبد الأسد.

قلت: هذا القول في ابن أبي سلمة غير مستقيم؛ فإن أبا سلمة توفي في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتزوج رسول الله امرأته أم سلمة، فيكون لأولاده رؤية وإدراك، ورسول الله صلى الله عليه وسلم رابهم وهم أرباؤه، فمن أولى بالصحبة منهم. وقد أخرجه ابن منده فلا أعلم لأي معنى استدركه عليه أبو موسى ؟!.

محمد أبو سليمان

محمد، أبو سليمان.

عداده في أهل المدينة، ذكره جماعة في الصحابة، وهو وهم.

روى عاصم بن سويد الأنصاري من أهل قباء، عن سليمان بن محمد الكرماني، عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من توضأ فأحسن وضوءه، ثم خرج إلى المسجد مسجد قباء، لا يخرجه إلا الصلاة فيه، انقلب بأجر عمرة".

وقال القاضي أبو أحمد: لا أرى له صحبة.

وقال أبو نعيم وذكره: صوابه محمد بن سليمان الكرماني، عن أبيه، عن أبي أُمامة بن سهم بن حنيف، عن أبيه.

روى قتيبة، عن مجمع بن يعقوب، عن محمد بن سليمان، وذكره.

ورواه سعد بن إسحاق بن كعب بن عجرة، وحاتم بن إسماعيل مثل رواية مجمع بن يعقوب.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

محمد بن سهل

محمد بن سهل.

قال أبو موسى: ذكره بعض الحفاظ في الصحابة عن عثمان بن عمر، عن شعبة، عن واقد بن محمد، عن صفوان بن سليم، عن محمد بن سهل بن أبي حثمة أو: عن سهل بن أبي حثمة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا صلى أحدكم إلى شيء فليدن منه، لا يقطع الشيطان عليه صلاته.

ورواه معاذ بن معاذ ويزيد بن هارون، عن شعبة، مثله.

ورواه ابن عيينة، عن صفوان، عن نافع بن جبير، عن سهل، بلا شك.

أخرجه أبو موسى.

محمد بن شرحبيل

محمد بن شرحبيل الأنصاري، من بني عبد الدار.

ذكره البخاري في الوحدان، ولا تعرف له صحبة. روايته عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

روى عنه يزيد بن قسيط. ويزيد بن خصيفة، ومحمد بن المنكدر.

قال أبو نعيم: والصحيح محمود بن شرحبيل. وأخرج عنه حديث عبد الله بن موسى التميمي- عن المنكدر بن محمد بن المنكدر، عن محمد بن المنكدر، عن محمد بن شرحبيل- رجل من بني عبد الدار- قال: أخذت قبضة من تراب قبر سعد بن معاذ، فوجدت منه ريح المسك.

ورواه محمد بن عمرو بن علقمة، عن ابن المنكدر، عن محمود بن شرحبيل.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

محمد بن الشريد

محمد بن الشريد بن سويد الثقفي.

حدث محمد بن الحسين بن مكرم، عن محمد بن يحيى القطعي، عن زياد بن الربيع، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة: أن محمد بن الشريد جاء بجارية سوداء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أمي جعلت عليها عتق رقبة مؤمنة، فيجزئ عنها أن أعتق هذه ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم للجارية: أين ربك ؟ فرفعت يدها إلى السماء. فقال: من أنا ؟ قالت: أنت رسول الله. قال: أعتقها فإنها مؤمنة.

كذا ذكره ابن منده، وقال أبو نعيم: إنما هو عمرو بن الشريد، وروى بإسناده عن إبراهيم بن حرب العسكري، عن محمد بن يحيى القطعي بإسناده، عن أبي هريرة: أن عمرو بن الشريد جاء بخادم سوداء- وذكر نحوه، قال: ولا يعرف في أولاد الشريد محمد. وروى الحديث حماد بن سلمة، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن الشريد بن سويد أن أُمه أوصت أن يعتقوا عنها رقبة مؤمنة- وذكره.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

محمد بن صفوان الأنصاري

محمد بن صفوان الأنصاري، مختلف في اسمه فقيل: صفوان بن محمد، وقيل: عبد الله بن صفوان- وقيل: خالد بن صفوان، وقيل ابن صفوان.

يعد في أهل الكوفة، لم يعرف له راو غير الشعبي.

أخبرنا أبو ياسر بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عاصم الأحول، عن الشعبي، عن محمد بن صفوان، أنه صاد أرنبين، فذبحهما بمروة، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم، فأمره بأكلهما.

وسماه أبو الأحوص، عن عاصم، عن الشعبي، عن محمد بن صفوان. ورواه أبو عوانة، عن عاصم، عن الشعبي فقال: محمد بن صفوان- أو: صفوان بن محمد.

ورواه حصين، عن الشعبي فقال: محمد بن صيفي. والله أعلم.

وقال أبو عمر: وقيل: إنهما اثنان. يعني هذا ومحمد بن صيفي الأنصاري، الذي يأتي ذكره، إن شاء الله تعالى، قال: وهو عندي أصح. وروى عن الواقدي أنه قال: أبو مرحب محمد بن صفوان، روى عنه الشعبي في الأرنب، وانقرض عقبه.

أخرجه الثلاثة.

محمد بن صيفي القرشي

محمد بن صيفي بن أمية بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي. وأمه: هند بنت عتيق بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وأمها خديجة بنت خويلد.

لا رواية له، وفي صحبته نظر، قاله أبو عمر. وقال أبو موسى: محمد بن صيفي المخزومي، قال ابن شاهين: وليس بالأنصاري، هذا محمد بن صيفي بن أمية بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، قال: سمعت عبد الله بن سليمان يقوله في ابتداء كتاب المصابيح، ذكره من نسب القداح.

أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.

عابد: بالباء الموحدة، والدال المهملة.

محمد بن صيفي الأنصاري

محمد بن صيفي الأنصاري.

يعد في الكوفيين، لم يرو عنه غير الشعبي. حديثه في صوم عاشوراء، ليس له غيره، قاله أبو عمر.

وقال ابن منده وأبو نعيم، عن محمد بن سعد كاتب الواقدي، أنه قال: محمد بن صيفي غير محمد بن صفوان، هو آخر، روى عنهما الشعبي ونزلا الكوفة.

وقال أبو أحمد العسكري: محمد بن صيفي بن الحارث بن عبيد بن عنان بن عامر بن خطمة- قال: وقال بعضهم: هو محمد بن صفوان بن سهل. قيل: هما واحد، وفرق أبو حاتم بينهما، فذكر أن محمد بن صيفي مدني، ومحمد بن صفوان كوفي- قال: وبعضهم يقول: محمد بن صيفي مخزومي.

وقال ابن أبي خيثمة: محمد بن صيفي ومحمد بن صفوان جميعاً من الأنصار.

أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده إلى عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا هشيم، أخبرنا حصين، عن الشعبي، عن محمد بن صيفي أنه قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء، فقال: أصمتم يومكم هذا ؟ فقال بعضهم: نعم. وقال بعضهم: لا. قال: فأتموا بقية يومكم. وأمرهم أن يؤذنوا أهل العروض أن يتموا يومهم ذلك.

أخرجه الثلاثة.

عنان: بفتح العين والنون، وقيل: بكسر العين، والأول أصح.

محمد بن ضمرة

محمد بن ضمرة بن أسود بن عباد بن غنم بن سواد.

سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم محمداً. شهد فتح مكة.

أخرجه أبو موسى.

محمد بن طلحة

محمد بن طلحة بن عبيد الله القرشي التيمي. تقدم نسبه عند ذكر أبيه.

حمله أبوه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح رأسه، وسماه محمداً، ونحله كنيته، فكان يكنى أبا القاسم. وقيل: أبو سليمان، أمه حمنة بنت جحش، أخت زينب بنت جحش، زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل: إن رسول الله كناه أبا سليمان، فقال طلحة: يا رسول الله، أكنه أبا القاسم. فقال: لا أجمعهما له، هو أبو سلمان. والأول أصح.

وقال أبو راشد بن حفص الزهري: أدركت أربعة من أبناء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كلهم يسمى محمداً، ويكنى أبا القاسم: محمد بن علي، ومحمد بن أبي بكر، ومحمد بن طلحة، ومحمد بن سعد بن أبي وقاص.

وكان محمد بن طلحة يلقب: السجاد؛ لكثرة صلاته وشدة اجتهاده في العبادة.

وقتل يوم الجمل مع أبيه سنة ست وثلاثين، وكان هواه مع علي إلا أنه أطاع أباه، فلما رآه علي قتيلاً قال: هذا السجاد، قتله بره بأبيه.

وكان سيد أولاد طلحة، ونهى علي عن قتله ذلك اليوم، فقال: إياكم وصاحب البرنس. قيل: إن أباه أمره بالقتال، وكان كارهاً للقتال، فتقدم ونثل درعه بين رجليه، وقام عليهما، وجعل كلما حمل عليه رجل قال: نشدتك بحاميم.

حتى شد عليه رجل فقتله، وأنشأ يقول: الطويل

وأشـعـث قـوّام بـآيات ربّـه

 

قليل الأذى فيما ترى العين مسلم

ضممت إليه بالقناة قـمـيصـه

 

فخرّ صريعاً لليدين ولـلـفـم

على غير ذنب غير أن ليس تابعاً

 

عليّاً، ومن لا يتبع الحقّ يظلـم

يذكّرني حاميم والرّمح شـاجـرٌ

 

فهلاّ تلا حاميم قبل التّـقـدّم ؟

وفي رواية: الطويل

خرقت له بالرّمح جيب قميصه

 

فخرّ صريعاً لليدين وللـفـم

يقال: قتله كعب بن مدلج، من بني أسد بن خزيمة. وقيل: قتله شداد بن معاوية العبسي. وقيل: قتله الأشتر.

وقيل: قتله عصام بن مقشعر النصري، وهو الأكثر. وقيل غير من ذكرنا. روي عن محمد بن حاطب أنه قال: لما فرغنا من القتال يوم الجمل، قام علي بن أبي طالب والحسن، وعمار بن ياسر، وصعصعة بن صوحان، والأشتر، ومحمد بن أبي بكر، يطوفون في القتلى، فأبصر الحسن بن علي قتيلاً مكبوباً على وجهه، فرده على قفاه وقال: "إِنا لله وإِنا إِليه راجعون"، هذا فرع قريش والله ! فقال أبوه: من هو يا بني ؟ قال: محمد بن طلحة ! قال: "إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون"، إن كان من علمته لشاباً صالحاً. ثم قعد كئيباً حزيناً، فقال الحسن، يا أبت، كنت أنهاك عن هذا المسير، فغلبك على رأيك فلان وفلان ! قال: قد كان ذلك يا بني، ولوددت أني مت قبل هذا بعشرين سنة.
أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا عفان، حدثنا أبو عوانة، عن هلال الوزان، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: نظر عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى ابن عبد الحميد- وكان اسمه محمداً- ورجل يقول له : فعل الله بك وفعل يا محمد، ويسبه ! فدعاه عمر فقال: يا ابن زيد، ألا أرى محمداً يسب بك، والله لا تدعى محمداً أبداً ما دمت حياً. فسماه عبد الرحمن، وأرسل إلى بني طلحة وهم سبعة، وسيدهم وكبيرهم محمد بن طلحة ليغير أسماءهم، فقال محمد: أُذكرك الله يا أمير المؤمنين، فوالله لمحمد صلى الله عليه وسلم سماني محمداً. فقال عمر: قوموا، فلا سبيل إلى شيء سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخرجه الثلاثة.

محمد بن عاصم

محمد بن عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، تقدم نسبه عند ذكر أبيه، وهو أنصاري.

له ذكر في حديث قتل أبيه عاصم في غزاة الرجيع سنة ثلاث، فتكون له صحبة.

أخرجه ابن منده، وقد أخرجه أبو موسى وقال: شهد بيعة الرضوان والمشاهد بعدها، وقد أخرجه ابن منده، فلا وجه لاستدراكه عليه.

محمد بن عبد الله بن أبي ابن سلول

محمد بن عبد الله بن أبي ابن سلول، أخو عبد الله.

مجهول، لا تعرف له صحبة. روى جعفر بن عبد الله السالمي، عن الربيع بن بدر، عن راشد الحماني، عن ثابت البناني، عن محمد بن عبد الله بن أبي ابن سلول قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا معشر الأنصار، إن الله تعالى قد أحسن عليكم الثناء في الطهور، فكيف تصنعون ؟ قلنا: يا رسول الله، كان فينا أهل الكتاب، وكان أحدهم إذا جاء من الخلاء غسل بالماء طرفيه، هذا الحديث هكذا، لا يعرف إلا من حديث جعفر السالمي، ووهم فيه، والصواب: محمد بن عبد الله بن سلام.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

محمد بن عبد الله بن جحش

محمد بن عبد الله بن جحش الأسدي. ذكرنا نسبه عند أبيه. وهو من حلفاء حرب بن أُمية، وأمه فاطمة بنت أبي حبيش، يكنى أبا عبد الله.

هاجر مع أبيه وعميه إلى الحبشة، وعاد هاجر إلى المدينة مع أبيه. له صحبة ورواية، وقد ذكرنا أباه وعمه وعماته في هذا الكتاب.

ولما خرج عبد الله بن جحش إلى أُحد أوصى بابنه محمد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاشترى له مالاً بخيبر، وأقطعه داراً بسوق الدقيق بالمدينة.

وقال الواقدي: كان مولده قبل الهجرة بخمس سنين.

وكان محمد بن طلحة بن عبيد الله ابن عمة محمد بن عبد الله؛ لأن أم محمد بن طلحة حمنة بنت جحش.

أخبرنا ابن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، أخبرنا محمد بن بشر، حدثنا محمد بن عمر، أخبرنا أبو كثير مولى الليثيين، عن محمد بن عبد الله بن جحش: أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: مالي يا رسول الله إن قتلت في سبيل الله ؟ قال: الجنة. قال: فلما ولى قال: إلا الذين، سارني به جبريل آنفاً.

أخرجه الثلاثة.

محمد بن عبد الله بن زيد

محمد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربه الأنصاري.

ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه ابن منده مختصراً.

محمد بن عبد الله بن سلام

محمد بن عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي. من ولد يوسف بن يعقوب عليهما السلام.

وكان حليف الأنصار، وكان أبوه عبد الله بن سلام من أحبار اليهود، فأسلم. وقد ذكرناه في بابه، ولمحمد ابنه هذا رؤية ورواية محفوظة. روى مالك بن مغول، عن سيار أبي الحكم، عن شهر بن حوشب، عن محمد بن عبد الله بن سلام قال: أتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتنا فقال: إن الله تعالى قد أثنى عليكم في الطهور، أفلا تخبروني ؟ قالوا: إنا نجده مكتوباً علينا في التوراة: الاستنجاء بالماء.

وقد روي عن محمد بن عبد الله بن سلام، عن أبيه.

أخرجه الثلاثة.

محمد بن أبي بكر

محمد بن عبد الله بن عثمان- وهو محمد بن أبي بكر الصديق- وأمه أسماء بنت عميس الخثعمية. تقدم نسبه عند ذكر أبيه.

ولد في حجة الوداع بذي الحليفة، لخمس بقين من ذي القعدة، خرجت أمه حاجةً فوضعته، فاستفتى أبو بكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمرها بالاغتسال والإهلال، وأن لا تطوف بالبيت حتى تطهر.

أخبرنا أبو الحرم مكي بن ربان بن شبة النحوي بإسناده، عن يحيى بن يحيى، عن مالك، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن أسماء بنت عميس: أنها ولدت محمد بن أبي بكر بالبيداء، فذكر ذلك أبو بكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: مزها فلتغتسل ولتهلل.

وكانت عائشة تكني محمداً أبا القاسم، وسمى ولده القاسم، فكان يكنى به، وعائشة تكنيه به في زمان الصحابة فلا يرون بذلك بأساً.

وتزوج علي بأمه أسماء بنت عميس، بعد وفاة أبي بكر، وكان أبو بكر تزوجها بعد قتل جعفر بن أبي طالب، وكان ربيبه في حجره، وشهد مع علي الجمل، وكان على الرجالة، وشهد معه صفين، ثم ولاه مصر فقتل بها.

وكان ممن حصر عثمان بن عفان ودخل عليه ليقتله، فقال له: عثمان: لو رآك أبوك لساءه فعلك ! فتركه وخرج.
ولما ولى مصر، سار إليه عمرو بن العاص فاقتتلوا، فانهزم محمد ودخل خربةً، فأُخرج منها وقتل، وأُحرق في جوف حمار ميت. قيل: قتله معاوية بن حديج السكوني. وقيل: قتله عمرو بن العاص صبراً. ولما بلغ عائشة قتله اشتد عليها وقالت: كنت أعده ولداً وأخاً، ومذ أُحرق لم تأكل عائشة لحماً مشوياً.

وكان له فضل وعبادة، وكان علي يثني عليه، وهو أخو عبد الله بن جعفر لأُمه، وأخو يحيى بن علي لأُمه.

أخرجه الثلاثة.

محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر

محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق- واسمه عبد الله بن عثمان- وهو المعروف بأبي عتيق القرشي التيمي.

أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأبوه: عبد الرحمن، وجده أبو بكر الصديق، وجد أبيه أبو قحافة لكلهم صحبة، وليست هذه المنقبة لغيرهم.