باب الميم - القسم الثالث

باب الميم والعين

معاذ بن أنس

معاذ بن أنس الجهني، والد سهل.

سكن مصر، روى عنه ابنه سهل، وله نسخة كبيرة عند ابنه سهل، أورد منها أحمد بن حنبل في مسنده، وأبو داود، والنسائي، وأبو عيسى، وابن ماجه، والأئمة بعدهم في كتبهم.

أخبرنا ابراهيم بن محمد، وإسماعيل بن علي وغيرهما، قالوا: بإسنادهم عن أبي عيسى الترمذي قال: حدثنا عباس الدوري، حدثنا عبد الله بن يزيد المقرئ، حدثنا سعيد بن أبي أيوب، عن أبي مرحوم عبد الرحيم بن ميمون، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من ترك اللباس تواضعاً، وهو يقدر عليه، دعاه الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق، حتى يخيره من أي حلل الإيمان شاء يلبسها.

أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.

معاذ، أبو بشر

معاذ، أبو بشر الأسدي.

ذكرناه في ترجمة ابنه بشر بن معاذ.

أخرجه أبو موسى مختصراً.

معاذ التميمي

معاذ التميمي.

روى السائب بن يزيد، عن رجل من بني تميم اسمه معاذ: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وقد ظاهر بين درعين.

قاله أبو علي الغساني.

معاذ بن جبل

معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس بن عائذ بن عدي بن كعب بن عمرو بن أُدي بن سعد بن علي بن أسد بن ساردة بن تزيد بن جشم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي، ثم الجشمي وأُدي الذي ينسب إليه هو: أخو سلمة بن سعد، القبيلة التي ينسب إليها من الأنصار.

وقد نسبه بعضهم في بني سلمة، وقال ابن إسحاق: إنما ادعته بنو سلمة، لأنه كان أخا سهل بن محمد بن الجد بن قيس لأمه، وسهل من بني سلمة. وقال الكلبي: هو من بني أُدي، كما نسبناه أولاً، قال: ولم يبق من بني أُدي أحد، وعدادهم في بن سلمة، وآخر من بقي منهم عبد الرحمن بن معاذ، مات في طاعون عمواس بالشام. وقيل: إنه مات بل أبيه معاذ، فعلى هذا يكون معاذ آخرهم، وهو الصحيح.

وكان معاذ يكنى أبا عبد الرحمن، وهو أحد السبعين الذين شهدوا العقبة من الأنصار، وشهد بدراً وأُحداً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبد الله بن مسعود. وكان عمره لما أسلم ثماني عشرة سنة.

أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي، حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن شقيق، عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود، وأُبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة.

أخبرنا إسماعيل وغيره قالوا بإسنادهم عن محمد بن عيسى: حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا حميد بن عبد الرحمن، عن داود العطار، عن معمر، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرحم أُمتي بأُمتي أبو بكر وذكر الحديث، وقال: وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل.

أخبرنا عبد الله بن أبي نصر الخطيب قال: حدثنا جعفر بن أحمد القارئ، حدثنا علي بن المحسن، حدثنا أبو سعيد الحسن بن جعفر بن محمد السمسار، حدثنا أبو شعيب الحراني، حدثنا يحيى بن عبد الله البابلتي، حدثنا سلمة بن وردان قال: سمعت أنس بن مالك قال: أتاني معاذ بن جبل من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: من شهد أن لا إله إلا الله مخلصاً بها قلبه، دخل الجنة. فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، حدثني معاذ أنك قلت: من شهد أن لا إله إلا الله، مخلصاً بها قلبه، دخل الجنة. قال: صدق معاذ.

صدق معاذ. صدق معاذ.

وروى سهل بن أبي حثمة، عن أبيه قال: كان الذين يفتون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم من المهاجرين: عمر، وعثمان، وعلي. وثلاثة من الأنصار: أُبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت.

وقال جابر بن عبد الله: كان معاذ بن جبل من أحسن الناس وجهاً، وأحسنه خلقاً، وأسمحه كفاً، فأدان ديناً كثيراً، فلزمه غرماؤه حتى تغيب عنهم أياماً في بيته، فطلب غرماؤه من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحضره، فأرسل إليه، فحضر ومعه غرماؤه، فقالوا: يا رسول الله، خذلنا حقنا ! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رحم الله من تصدق عليه. فتصدق عليه ناس، وأبى آخرون، فخلعه رسول الله من ماله، فاقتسموه بينهم، فأصابهم خمسة أسباع حقوقهم. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس لكم إلا ذلك. فأرسله رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليمن، وقال: لعل الله يجبرك، ويؤدي عنك دينك. فلم يزل باليمن حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وروى ثور بن يزيد قال: كان معاذ إذا تهجد من الليل قال: اللهم، نامت العيون، وغارت النجوم، وأنت حي قيوم. اللهم، طلبي الجنة بطيء، وهربي من النار ضعيف. اللهم، اجعل لي عندك هدىً ترده إلي يوم القيامة، إنك لا تخلف الميعاد.

ولما وقع الطاعون بالشام قال معاذ: اللهم، أدخل على آل معاذ نصيبهم من هذا. فطعنت له امرأتان، فماتتا، ثم طعن ابنه عبد الرحمن فمات. ثم طعن معاذ بن جبل، فجعل يغشى عليه، فإذا أفاق قال: اللهم، غمني غمك، فوعزتك إنك لتعلم أني أُحبك. ثم يغشى عليه. فإذا أفاق قال مثل ذلك.

وقال عمرو بن قيس: إن معاذ بن جبل لما حضره الموت قال: انظروا، أصبحنا ؟ فقيل: لم نصبح. حتى أُتي فقيل: أصبحنا. فقال: أعوذ بالله من ليلة صباحها إلى النار ! مرحباً بالموت، مرحباً زائر حبيب جاء على فاقة ! اللهم، تعلم أني كنت أخافك، وأنا اليوم أرجوك، إني لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لكري الأنهار، ولا لغرس الأشجار، ولكن لظمإ الهواجر، ومكابدة الساعات، ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر.

وقال الحسن: لما حضر معاذاً الموت جعل يبكي، فقيل له: أتبكي وأنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنت، وأنت ؟ فقال: ما أبكي جزعاً من الموت، إن حل بي، ولا دنيا تركتها بعدي، ولكن إنما هي القبضتان، فلا أدري من أي القبضتين أنا.

قيل: كان معاذ ممن يكسر أصنام بني سلمة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: معاذ أمام العلماء يوم القيامة برتوة أو رتوتين.

وقال فروة الأشجعي، عن ابن مسعود: إن معاذ بن جبل كان أُمةً قانتاً لله حنيفاً، ولم يك من المشركين. فقلت له: إنما قال الله: "إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لله" النحل. فأعاد قوله: إن معاذاً كان أمة قانتاً لله الآية، وقال: ما الأمة ؟ وما القانت ؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: الأمة الذي يعلم الخير ويؤتم به، والقانت المطيع لله عز وجل، وكذلك كان معاذ معلماً للخير، مطيعاً لله عز وجل ولرسوله.

روى عنه من الصحابة عمر، وابنه عبد الله، وأبو قتادة، وعبد الله بن عمر، وأنس بن مالك، وأبو أُمامة الباهلي، وأبو ليلة الأنصاري، وغيرهم. ومن التابعين: جنادة بن أبي أمية، وعبد الرحمن بن غنم، وأبو إدريس الخولاني وأبو مسلم الخولاني، وجبير بن نفير، ومالك بن يخامر، وغيرهم.

وتوفي في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة، وقيل: سبع عشرة. والأول أصح، وكان عمره ثمانياً وثلاثين سنة، وقيل: ثلاث، وقيل: أربع وثلاثون، وقيل: ثمان وعشرون سنة. وهذا بعيد، فإن من شهد العقبة، وهي قبل الهجرة إلى وفاته ثماني عشرة سنة، فعلى هذا يكون له وقت العقبة عشر سنين، وهو بعيد جداً، والله أعلم.

معاذ بن الحارث الأنصاري

معاذ بن الحارث الأنصاري، من الخزرج، ثم من بني النجار، يكنى أبا حليمة. وقال الطبري: يكنى أبا الحارث. ويعرف بالقارئ.

وشهد غزوة الخندق، وقيل: إنه لم يدرك من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ست سنين.
روى عنه عمران بن أبي أنس، ونافع مولى ابن عمر، والمقبري. وهو ممن أقامهم عمر بن الخطاب يصلون بالناس التراويح، وشهد يوم الجسر مع أبي عبيد الثقفي، فعاد منهزماً، فقال عمر بن الخطاب: إنا فئة لهم. ويعد في أهل المدينة. ومن حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: منبري على ترعة من ترع الجنة.

وتوفي قبل زيد بن ثابت، قاله ابن منده وأبو نعيم. وقال أبو عمر: قتل يوم الحرة سنة ثلاث وستين، والله أعلم.

معاذ بن الحارث بن رفاعة

معاذ بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن مالك بن غنم بن مالك بن النجار. ويعرف بابن عفراء، وهي أمه، وهي: عفراء بنت عبيد بن ثعلبة، من بني غنم بن مالك بن النجار.

وقال ابن هشام: معاذ بن الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد. وقال ابن إسحاق: معاذ بن الحارث بن رفاعة بن

سواد. والأول أكثر وأصح.

وهو أنصاري خزرجي نجاري. شهد بدراً هو وأخواه عوف ومعوذ ابنا عفراء، وقتل عوف ومعوذ ببدر، وسلم معاذ فشهد أُحداً، والخندق، والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أنبأنا أبو جعفر بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً من الأنصار، من بني سواد بن مالك: عوف ومعاذ ومعوذ ورفاعة بنو الحارث بن رفاعة بن سواد، وهم بنو عفراء.

وقيل: إن معاذاً بقي إلى زمن عثمان. وقيل: إنه جرح ببدر، وعاد إلى المدينة فتوفي بها.

وقال خليفة: عاش معاذ إلى زمن علي.

وكان الواقدي يروي أن معاذ بن الحارث ورافع بن مالك الزرقي أول من أسلم من الأنصار بمكة، وجعل هذا معاذاً من النفر الثمانية الذين أسلموا أول من أسلم من الأنصار بمكة. قال الواقدي: أمر الستة النفر الذين هم أول من لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلموا، أثبت الأقاويل عندنا. قال: وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين معاذ بن الحارث وبين معمر بن الحارث. وقال الواقدي: توفي معاذ أيام حرب علي ومعاوية بصفين.
وهو الذي شارك في قتل أبي جهل.

روى ابن أبي خيثمة، عن يوسف بن بهلول، عن ابن إدريس، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر ورجل آخر، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن معاذ بن عفراء قال: سمعت القوم وهم في مثل الحرجة، وأبو جهل فيهم، وهم يقولون: أبو الحكم، يعني أبا جهل، لا يخلص إليه. فلما سمعتها جعلته من شأني، فقصدت نحوه، فلما أمكنني حملت عليه، فضربته ضربة عظيمة، فطنت قدمه بنصف ساقه. وضربني ابنه عكرمة على عاتقي فطرح يدي، فتعلقت بجلدة من جنبي. وأجهضني القتال عنه. ولقد قاتلت عامة يومي وإني لأسحبها خلفي، فلما آذتني وضعت قدمي عليها وتمطيت حتى طرحتها. ثم عاش حتى كان زمن عثمان.

قال أبو عمر: هكذا روى ابن أبي خيثمة، عن ابن إسحاق. وذكره عبد الملك بن هشام، عن زياد، عن ابن إسحاق لمعاذ بن عمرو بن الجموح.

وأصح من هذا كله ما أخبرنا به أبو الفرج محمد بن عبد الرحمن بن أبي العز، والحسين بن أبي صالح بن فنا خسرو، وغير واحد، بإسنادهم عن محمد بن إسماعيل قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي، حدثنا ابن علية، حدثنا سليمان التيمي، عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم بدر: من ينظر ما صنع أبو جهل ؟ فانطلق ابن مسعود فوجده قد ضربه ابنا عفراء حتى برد، فقال: آنت أبا جهل قال ابن علية: قال سليمان: هكذا قالها أنس، قال: أنت أبا جهل ! قال: وهل فوق رجل قتلتموه ؟ قال سليمان: أو قال: قتله قومه ؟ قال: وقال ابن مجلز: قال أبو جهل: فلو غير أكار قتلني.

أنبأنا يحيى بن أبي الرجاء الثقفي بإسناده عن ابن أبي عاصم قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا غندر، عن شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن نصر بن عبد الرحمن، عن جده معاذ القرشي: أنه طاف مع معاذ بن عفراء بعد العصر وبعد الصبح، فلم يصل، فسأله فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا صلاة بعد صلاتين: بعد الغداة حتى تطلع الشمس، وبعد العصر حتى تغرب الشمس.

وقال ابن منده: معاذ بن الحارث بن رفاعة بن الحارث الزرقي، وعفراء أمه. وكان هو ورافع بن مالك أول أنصاريين أسلما من الخزرج، قتل يوم بدر. ثم روى بإسناده عن ابن إسحاق فقال: معاذ ومعوذ وعوف بنو الحارث بن رفاعة بن الحارث بن سواد بن غنم بن مالك بن النجار. وأمهم عفراء بنت عبيد، قتلوا يوم بدر. ثم روى بإسناده في هذه الترجمة أيضاً عن الربيع بنت معوذ: أن عمها معاذ بن عفراء بعث معها بقناع من رطب، فوهبها النبي صلى الله عليه وسلم حليةً أهداها له صاحب البحرين.

أخرجه الثلاثة.

قلت: قول ابن منده إنه زرقي وهم منه، وما تقدم من نسبه يرد هذا القول، وما رواه هو أيضاً في هذه الترجمة عن ابن إسحاق ينقض عليه قوله إنه زرقي. وقوله: إنه قتل يوم بدر وهم ثان، وهو وقد رد على نفسه بما رواه عن الربيع بنت معوذ أن عمها معاذاً أهدى معها للنبي، فوهبها حليةً جاءته من صاحب البحرين، وإنما أهدى له صاحب البحرين وغيره من الملوك لما اتسع الإسلام وكاتب الملوك، وأهدى لهم، فكاتبوه وأهدوا إليه. وهذا إنما كان بعد بدر بعدة سنين. والله أعلم.

معاذ بن رباح

معاذ بن رباح أبو زهير الثقفي. روى عنه ابنه أبو بكر، سماه محمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج.
أخبرنا يحيى الثقفي إذناً بإسناده عن أبي بكر: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا زيد بن هارون، أنبأنا نافع بن عمر الجمحي، عن أمية بن صفوان بن عبد الله، عن أبي بكر بن أبي زهير الثقفي، عن أبيه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته بالنباوة من الطائف: توشكون أن تعلموا أهل الجنة من أهل النار- أو: خياركم من شراركم- فقال رجل: بم يا رسول الله ؟ قال: بالثناء الحسن والسيئ، أنتم شهداء بعضكم على بعض أخرجه الثلاثة.

معاذ بن زرارة

معاذ بن زرارة بن عمرو بن عدي بن الحارث بن مر بن ظفر، الأنصاري الأوسي الظفري.

شهد أُحداً وابناه: أبو نملة وأبو ذرة.

أخرجه أبو عمر مختصراً.

معاذ أبو زهرة

معاذ، أبو زهرة.

حديثه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا صام قال: اللهم، لك صمت.

أورده يحيى بن يونس في الصحابة، روى عنه حصين بن عبد الرحمن.

قال جعفر: هو من التابعين، ومن قال: إن له صحبة فقد غلط.

أخرجه أبو موسى.

معاذ بن سعد

معاذ بن سعد، أو: سعد بن معاذ. كذا رواه مالك في الموطأ، على الشك، عن نافع، عن رجل من الأنصار، عن معاذ بن سعد، أو: سعد بن معاذ: أنه أخبره: أن جارية لكعب بن مالك كانت ترعى غنماً له بسلع، فأصيبت شاة منها، فأدركتها فذكتها بحجر، فسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فقال: كلوها.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

معاذ بن الصمة

معاذ بن الصمة بن عمرو بن الجموح.

شهد أُحداً وما بعدها، وقتل يوم الحرة. وهو ابن أخي معاذ بن عمرو بن الجموح الذي يأتي ذكره، إن شاء الله تعالى.

معاذ بن عثمان

معاذ بن عثمان- أو: عثمان بن معاذ القرشي التيمي.

 روى محمد بن إبراهيم التيمي، عن رجل من قومه يقال له: معاذ بن عثمان: أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الناس مناسكهم، فكان فيما قال لهم: وازموا الجمرة بمثل حصى الخذف.

رواه ابن عيينة: فقال: معاذ بن عثمان- أو: عثمان بن معاذ.

أخرجه الثلاثة.

معاذ بن عمرو بن الجموح

معاذ بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري الخزرجي السلمي.

شهد العقبة، وبدراً هو وأبوه عمرو بن الجموح، على اختلاف في أبيه. وقتل أبوه عمرو بن الجموح بأُحد، وأما معاذ بن عمرو فقد ذكر عبد الملك بن هشام، عن زياد البكائي، عن ابن إسحاق: أنه الذي قطع رجل أبي جهل وصرعه، وضربه عكرمة بن أبي جهل فقطع يده، وبقيت متعلقة بالجلدة، ثم ضرب معوذ بن عفراء أبا جهل حتى أثبته، ثم تركه وبه رمق، فذفف عليه ابن مسعود.

وروى البكائي، عن ابن إسحاق قال: حدثني ثور بن يزيد، عن عكرمة، عن ابن عباس، وعبد الله بن أبي بكر أيضاً قد حدثني بذلك، قالا: قال معاذ بن عمرو بن الجموح أخو بني سلمة: سمعت القوم وأبو جهل في مثل الحرجة قولون: أبو الحكم، لا يخلص إليه. قال: فجعلته من شأني، فصمدت نحوه، فحملت عليه، فضربته ضربة فأطنت قدمه.

وقد تقدم في معاذ بن الحارث ابن عفراء الكلام عليه، فقد روى البكائي، عن ابن إسحاق: أن هذا معاذ بن عمرو، قتل أبا جهل، ورواه إدريس، عن ابن إسحاق لمعاذ ابن عفراء.

وأخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس بن بكير قال: حدثني السري بن إسماعيل، عن الشعبي عن عبد الرحمن بن عوف قال: كنا مواقفي العدو يوم بدر، وابنا عفراء الأنصاريان مكتنفاي، وليس قربي أحد غيرهما، فقلت في نفسي: ما يوقفني ها هنا ؟! فلو كان شيء لأجلي هذان الغلامان عني، وتركاني. فبينا أنا أحدث نفسي أن أنصرف إذ التفت إلي أحدهما فقال: أي عم، هل تعرف أبا جهل ؟ فقلت: نعم، وما تريد منه يا ابن أخي ؟ فقال: أرنيه، فإني أعطيت الله عهداً إن عاينته أن أضربه بسيفي حتى أقتله أو يحال بيني وبينه. فالتفت إلي الآخر فسألني عن مثل ما سألني عنه أخوه، وقال مثل مقالته، فبينا أنا كذلك إذا برز أبو جهل على فرس ذنوب يقوم الصف. فقلت: هذا أبو جهل. فضرب أحدهما فرسه، حتى إذا اجتمع له حمله عليه، فضربه بسيفه فأندر فخذه، ووقع أبو جهل، وتحمل عضروط كان مع أبي جهل- على ابن عفراء فقتله، فحمل ابن عفراء الآخر على الذي قتل أخاه فقتله. وكانت هزيمة المشركين.

فهذه الأحاديث مع ما تقدم في معاذ ابن عفراء تدل على أن معاذ ابن عفراء هو الذي قتله.

أخرجه الثلاثة.

معاذ بن عمرو النجاري

معاذ بن عمرو بن قيس بن عبد العزى بن غزية بن عمرو بن عدي بن عوف بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي.

شهد أُحداً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقتل يوم اليمامة شهيداً.

قاله الغساني، عن ابن القداح.

معاذ بن ماعص

معاذ بن ماعص- وقيل: ناعص، وقيل: معاص- بن قيس بن خلدة بن عامر بن زريق الأنصاري الخزرجي، ثم الزرقي.

شهد بدراً وأُحداً، وقتل يوم بئر معونة. قاله الواقدي وقال غيره: إنه جرح ببدر، ومات من جراحته تلك بالمدينة.

وقال ابن منده، عن إبراهيم بن المنذر الحزامي، عن محمد بن طلحة: أن معاذ بن ماعص خرج مع أبي قتادة وأبي عياش الزرقي، وظهير بن رافع، وعباد بن بشر، وسعد بن زيد الأشهلي، والمقداد بن الأسود، في طلب لقاح رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أغار عليها عيينة بن حصن... وذكر الحديث.

أخرجه الثلاثة، وأخرجه أبو موسى فقال: استدركه يحيى على جده، وقد أورده جده.

معاذ بن معدان

معاذ بن معدان.

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن قطبة بن جرير أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، وبايعه.

روى عنه عمران بن حدير. وقيل: إن حديثه مرسل.

أخرجه أبو عمر.

معاذ بن يزيد بن السكن

معاذ بن يزيد بن السكن، وهو أخو حواء بنت يزيد بن السكن، أم ثابت بن قيس بن الخطم.

معاذ بن يزيد

معاذ بن يزيد.

قام خطيباً في بني عامر يحثهم على التمسك بالإسلام في الردة.

ذكره ابن إسحاق.

معاز بن عمرو

معاز بن عمرو النهراني الكندي. أورده أبو الفتح الأزدي في الأسماء المفردة. هذا الاسم لا أتحققه، وكذا كان في الأصل الذي نقلت منه، فلا أعلم آخره نون أم زاي ؟ أخرجه أبو موسى.

المعافى بن زيد

المعافى بن زيد الجرشي.

له ذكر في حديث محمد بن تمام بن عياش، عن عبد العزيز بن قيس، عن حميد، عن أنس قال: لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل من تهامة، يقال له: المعافى بن زيد الجرشي، فقال له: ما تقول في النبيذ ؟ وذكر الحديث.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

معاوية بن ثعلبة

معاوية بن ثعلبة.

أورده أبو بكر الإسماعيلي وقال: لا أدري له صحبة أم لا ؟ روى أبو الجحاف داود بن أبي عوف، عن معاوية بن ثعلبة الحماني قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا علي، من أحبك فقد أحبني، ومن أبغضك فقد أبغضني.

أخرجه أبو موسى

معاوية بن ثور

معاوية بن ثور بن عبادة البكائي، والد بشر.

وفد هو وابنه بشر على النبي صلى الله عليه وسلم وهو شيخ كبير. ذكره العقيلي، بكسر العين، عن هشام بن الكلبي. وقد تقدم نسبه عند ابنه بشر، فمسح النبي صلى الله عليه وسلم رأس ابنه بشر، وأعطاه أعنزاً سبعاً. وقد تقدم أتم من هذا.

أخرجه الثلاثة.

معاوية بن جاهمة

معاوية بن جاهمة السلمي عداده في أهل الحجاز، مختلف فيه. روى عنه طلحة بن عبد الله بن عبد الرحمن. وقيل: روى عنه طلحة بن يزيد بن ركانة. وقيل: محمد بن يزيد بن ركانة.

أخبرنا يحيى بن محمود إجازة بإسناده إلى ابن أبي عاصم: حدثنا الحسن البزار، حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي، حدثنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن طلحة، عن أبيه، عن معاوية السلمي قال: جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله: جئت أريد الجهاد معك، أطلب وجه الله والدار الآخرة. قال: أحية والدتك ؟ قلت: نعم. قال: فأذهب فبرها، قال: فقلت: ما أرى رسول الله صلى الله عليه وسلم فهم. فأتيته من ناحية أخرى، فقلت له مثل ذلك، فقال: ويحك ! أحية أمك ؟ قال قلت: نعم. قال: فاذهب، فأقعد عند رجلها.

وقد روى، عن معاوية بن جاهمة، عن أبيه جاهمة الإسراء. وقد تقدم ذكره، وقد نسبه بعضهم فقال: معاوية بن جاهمة بن العباس بن مرداس السلمي، قاله أبو عمر.

أخرجه الثلاثة.

معاوية بن حديج

معاوية بن حديج بن جفنة السكوني، وقيل: الخولاني. وقيل: هو من تجيب، قال هذا أبو نعيم.
وقال ابن منده: معاوية بن حديج الخولاني.

وقال أبو عمر: معاوية بن حديج بن جفنة بن قتيرة بن حارثة بن عبد شمس بن معاوية بن جعفر بن أسامة بن سعد بن أشرس بن شبيب بن السكون بن أشرس بن ثور- وهو كندة- السكوني. وقيل: الكندي، وقيل: الخولاني. وقيل: التجيبي. والصواب إن شاء الله: السكوني. ومثله نسبه ابن الكلبي.

يكنى أبا عبد الرحمن، وقيل: أبو نعيم، يعد في أهل مصر، وحديثه عندهم. قيل: هو الذي قتل محمد بن أبي بكر بأمر عمرو بن العاص.

وغزا إفريقية ثلاث مرات، فأُصيبت عينه في إحداها، وقيل: غزا الحبشة مع ابن أبي سرح، فأُصيبت عينه هناك.

أخبرنا أبو ياسر بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد قال: حدثنا أبي، حدثنا يحيى بن إسحاق، حدثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب- أو: عن سويد بن قيس- عن معاوية بن حديج قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: غدوة في سبيل الله أو روحة، خير من الدنيا وما فيها.

وروى عبد الله بن شماسة المهري قال: دخلنا على عائشة، فسألتنا: كيف كان أميركم في غزاتكم ؟ تعني معاوية بن حديج، فقالوا: ما نقمنا عليه شيئاً. وأثنوا عليه خيراً، قالوا: إن هلك بعير أخلف بعيراً، وإن هلك فرس أخلف فرساً، وإن أبق خادم أخلف خادماً. فقالت: أستغفر الله، إن كنت لأبغضه من أنه قتل أخي، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم، من رفق بأُمتي فارفق به، ومن شق عليهم فاشقق عليه.

وتوفي معاوية قبل ابن عمر بيسير، وكان محله بمصر عظيماً.

أخرجه الثلاثة. قلت: قول ابن منده وغيره: إنه خولاني، ليس بشيء. والصحيح أنه سكوني، فأما قولهم إنه سكوني، وقيل: تجيبي، وقيل: كندي، فمن يرى هذا يظنه متناقضاً، فإن السكون من كندة كما ذكرناه أول الترجمة، وولد السكون شبيباً، فولد شبيب أشرس، فولد أشرس عدياً وسعداً، أُمهما تجيب، بها يعرف أولادهما، فكل تجيبي سكوني، وكل سكوني كندي.

معاوية بن الحكم

معاوية بن الحكم السلمي. سكن المدينة.

أخبرنا الخطيب أبو الفضل عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر بإسناده عن أبي داود الطيالسي: حدثنا حرب بن شداد وأبان بن يزيد، عن يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم السلمي قال: كنت أُصلي خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعطس رجل من القوم، فقلت: يرحمك الله ! فحدقني الناس بأبصارهم، فقلت: واثكل أُمياه، مالكم تنظرون إلي ؟! قال: فضرب القوم بأيديهم على أفخاذهم، يصمتوني، فسكت. فلما قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاته، دعاني، فبأبي هو وأُمي ما رأيت معلماً قبله ولا بعده، أحسن تعليماً منه، ما كهرني ولا ضربني ولا سبني، ولكنه قال: إن صلاتنا هذه لا يصلح فيها شيء من كلام الناس، إنما الصلاة التسبيح والتحميد والتكبير وقرباءة القرآن.

ولمعاوية أحاديث غير هذا.

وروى مالك، عن هلال بن أسامة بإسناده عن عمر بن الحكم. وهو وهم.

أخرجه الثلاثة.

معاوية بن حيدة

معاوية بن حيدة بن معاوية بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة القشيري.

من أهل البصرة، غزا خراسان ومات بها. وهو جد بهز بن حكيم بن معاوية.

روى عنه ابنه حكيم بن معاوية. وسئل يحيى بن معين عن: بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده. فقال: إسناد صحيح إذا كان من دون بهز ثقة.

روى شعبة، عن أبي قزعة، عن حكيم بن معاوية، عن أبيه: أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم: ما حق المرأة على الزوج ؟ قال: يطعمها إذا طعم، ويكسوها إذا اكتسى. ولا يضرب الوجه ولا يقبح، ولا تهجر في البيت.

أخبرنا أبو القاسم يعيش بن صدقة بن علي، حدثنا أبو محمد يحيى بن علي بن الطراح، حدثنا أبو الحسين بن المهتدي بالله، حدثنا علي بن عمر بن محمد بن شاذان الحربي السكري، حدثنا أبو القاسم الحسن بن أحمد بن حفص الحلواني، حدثنا قطن بن إبراهيم النيسابوري، حدثنا الجارود بن يزيد، عن بهز بن حكيم، عن أبيه، عن جده: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أترعوون عن ذكر الفاجر متى يعرفه الناس ؟! أذكروه بما فيه يعرفه الناس.

أخرجه الثلاثة.

معاوية بن سويد

معاوية بن سويد بن مقرن.

أورده الحسن بن سفيان والمنيعي في الصحابة.

أخبرنا أبو موسى إجازة، حدثنا أبو علي، حدثنا أبو نعيم، أخبرنا أبو عمرو بن حمدان، حدثنا الحسن بن سفيان، عن عثمان بن أبي شيبة، عن عبثر، عن مطرف، عن عامر، عن معاوية بن سويد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من قال لأخيه: يا كافر فقد باء به أحدهما.

أخرجه أبو موسى وأبو نعيم.

معاوية بن صخر بن أبي سفيان

معاوية بن صخر بن حرب بن أُمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأُموي. وهو معاوية بن أبي سفيان، وأمه هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، يجتمع أبوه وأمه في: عبد شمس. وكنيته أبو عبد الرحمن.

أسلم هو وأبوه وأخوه يزيد وأمه هند، في الفتح. وكان معاوية يقول: إنه أسلم عام القضية، وإنه لقي رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلماً وكتم إسلامه من أبيه وأمه.

وشهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنيناً، وأعطاه من غنائم هوازن مائة بعير، وأربعين أُوقية. وكان هو وأبوه من المؤلفة قلوبهم، وحسن إسلامهما، وكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولما سير أبو بكر رضي الله عنه الجيوش إلى الشام سار معاوية مع أخيه يزيد بن أبي سفيان، فلما مات يزيد استخلفه على عمله بالشام، وهو دمشق. فلما بلغ خبر وفاة يزيد إلى عمر، قال لأبي سفيان: أحسن الله عزاءك في يزيد، رحمه الله ! فقال له أبو سفيان: من وليت مكانه ؟ قال: أخاه معاوية قال: وصلتك رحم يا أمير المؤمنين. أخبرنا إبراهيم بن محمد وغيره بإسنادهم إلى أبي عيسى: حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا أبو مسهر، عن سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن عبد الرحمن بن أبي عميرة- وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم- أنه قال لمعاوية: اللهم، اجعله هادياً مهدياً، وأهد به - قال: وأخبرنا أبو عيسى: حدثنا سويد بن نصر، أخبرنا عبد الله- وهو ابن المبارك- أخبرنا يونس، عن الزهري، أخبرنا حميد بن عبد الرحمن: أنه سمع معاوية خطب بالمدينة فقال: أين علماؤكم يا أهل المدينة ؟! سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن هذه القصة ويقول: إنما هلكت بنو إسرائيل حين أتخذها نساؤهم.

وقال ابن عباس: معاوية فقيه.

وقال ابن عمر: ما رأيت أحداً بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسود من معاوية. فقيل له: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي ؟ فقال: كانوا- والله- خيراً من معاوية وأفضل، ومعاوية أسود.

ولما دخل عمر بن الخطاب رضي الله عنه الشام، ورأى معاوية، قال: هذا كسرى العرب.

أخبرنا يحيى بن محمود وغيره بإسنادهما عن مسلم قال: أخبرنا محمد بن مثنى، ومحمد بن بشار- واللفظ لابن مثنى- حدثنا أُمية بن خالد، حدثنا شعبة، عن أبي حمزة القصاب، عن ابن عباس قال: كنت ألعب مع الصبيان، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب، قال: فجاء فحطأني حطأةً، وقال: أذهب فأدع لي معاوية. قال: فجئت فقلت: هو يأكل. ثم قال: أذهب، فأدع لي معاوية. قال: فجئت فقلت: هو يأكل. فقال: لا أشبع الله بطنه.

أخرج مسلم هذا الحديث بعينه لمعاوية، وأتبعه بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني اشترطت على ربي فقلت: إنما أنا بشر، أرضى كما يرضى البشر، وأغضب كما يغضب البشر، فأيما أحد دعوت عليه من أُمتي بدعوة أن يجعلها له طهوراً وزكاةً وقربةً يقربه بها يوم القيامة.

ولم يزل والياً على ما كان أخوه يتولاه بالشام خلافة عمر، فلما استخلف عثمان جمع له الشام جميعه. ولم يزل كذلك إلى أن قتل عثمان، فانفرد بالشام، ولم يبايع علياً، وأظهر الطلب بدم عثمان، فكان وقعة صفين بينه وبين علي، وهي مشهورة. وقد استقصينا ذلك في كتابنا الكامل في التاريخ.

ثم لما قتل علي واستخلف الحسن بن علي، سار معاوية إلى العراق، وسار إليه الحسن بن علي، فلما رأى الحسن الفتنة وأن الأمر عظيم تراق فيه الدماء، ورأى اختلاف أهل العراق، سلم الأمر إلى معاوية، وعاد إلى المدينة، وتسلم معاوية العراق، وأتى الكوفة فبايعه الناس، واجتمعوا عليه، فسمي عام الجماعة. فبقي خليفة عشرين سنة، وأميراً عشرين سنة، لأنه ولي دمشق أربع سنين من خلافة عمر، واثنتي عشرة سنة خلافة عثمان مع ما أضاف إليه من باقي الشام، وأربع سنين تقريباً أيام خلافة علي، وستة أشهر خلافة الحسن. وسلم إليه الحسن الخلافة سنة إحدى وأربعين، وقيل: سنة أربعين، والأول أصح. وتوفي معاوية النصف من رجب سنة ستين، وهو ابن ثمان وسبعين سنة، وقيل: ابن ست وثمانين سنة. وقيل: توفي يوم الخميس لثمان بقين من رجب سنة تسع وخمسين؛ وهو ابن اثنتين وثمانين سنة. والأصح في وفاته أنها سنة ستين.

ولما مرض كان ابنه يزيد غائباً، ولما حضره الموت أوصى أن يكفن في قميص كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد كساه إياه، وأن يجعل مما يليل جسده. وكان عنده قلامة أظفار رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأوصى أن تسحق وتجعل في عينيه وفمه، وقال: افعلوا ذلك، وخلوا بيني وبين أرحم الراحمين.

ولما نزل به الموت قال: ليتني كنت رجلاً من قريش بذي طوى، وأني لم أل من هذا الأمر شيئاً.

ولما مات أخذ الضحاك بن قيس أكفانه، وصعد المنبر وخطب الناس وقال: إن أمير المؤمنين معاوية كان حد العرب، وعود العرب، قطع الله به الفتنة، وملكه على العباد، وسير جنوده في البر والبحر، وكان عبداً من عبيد الله، دعاه فأجابه، وقد قضى نحبه، وهذه أكفانه فنحن مدرجوه ومدخلوه قبره، ومخلوه وعمله فيما بينه وبين ربه، إن شاء رحمه، وإن شاء عذبه.

وصلى عليه الضحاك، وكان يزيد غائباً بحوارين، فلما ثقل معاوية أرسل إليه الضحاك، فقدم وقد مات معاوية، فقال: البسيط.

جاء البريد بقرطاسٍ يحـثّ بـه

 

فأوجس القلب من قرطاسه فزعا

قلنا: لك الويل ! ماذا في صحيفتكم ؟

 

قالوا: الخليفة أمسى مثبتاً وجـعـا

 

           

وهي أكثر من هذا.

وكان معاوية أبيض جميلاً، إذا ضحك انقلبت شفته العليا، وكان يخضب.

روى عنه جماعة من الصحابة: ابن عباس، والخدري، وأبو الدرداء، وجرير، والنعمان بن بشير، وابن عمر، وابن الزبير، وغيرهم. ومن التابعين: أبو سلمة وحميد، ابنا عبد الرحمن، وعروة، وسالم، وعلقمة بن وقاص، وابن سيرين، والقاسم بن محمد، وغيرهم.

روي عنه أنه قال: ما زلت أطمع في الخلافة مذ قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن وليت فأحسن وروى عبد الرحمن بن أبزى، عن عمر أنه قال: هذا الأمر في أهل بدر ما بقي منهم أحد، ثم في أهل أُحد ما بقي منهم أحد، ثم في كذا وكذا، وليس فيها لطليق، ولا لولد طليق، ولا لمسلمة الفتح شيء.

أخرجه الثلاثة.

معاوية بن صعصعة

معاوية بن صعصعة التميمي.

أحد وفد بني تميم، وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة تسع، وهو أحد المنادين من وراء الحجرات.

أخرجه أبو عمر مختصراً، وقال: لا أعلم له رواية.

معاوية بن عبد الله بن أبي أحمد

معاوية بن عبد الله بن أبي أحمد.

أورده أبو بكر بن أبي علي في الصحابة: روى عاصم بن عبيد الله قال: سمعت معاوية بن عبد الله بن أبي أحمد يقول: رأيت حمنة رضي الله عنها يوم أُحد تسقي العطشى، وتداوي الجرحى.

أخرجه أبو موسى.

معاوية بن عبد الله

معاوية بن عبد الله، آخر.

قاله أبو موسى وقال: أورده الإسماعيلي. روى حيوة بن شريح، عن جعفر بن ربيعة: أن معاوية بن عبد الله أخبره: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ في صلاة المغرب: "رحم" التي فيها الدخان أخرجه أبو موسى بعد الذي قبله، وقال: هو آخر.

معاوية بن عياض

معاوية بن عياض الكندي.

قال جعفر: يقال: إن له صحبة، حديثه عند أهل الشام.

أخرجه أبو موسى مختصراً.

معاوية بن قرمل

معاوية بن قرمل المحاربي.

مذكور في الصحابة، روى عنه مودع بن حبان أنه قال: كنت مع خالد بن الوليد حين غزا الشام فرفع لنا دير فدخلنا، فقلنا: السلام عليكم. فخرج إلينا قس فقال: من أصحاب هذه الكلمة الطيبة ؟ قال: وكان معاوية يزعم أصحابه أن له صحبة.

أخرجه الثلاثة.

معاوية الليثي

معاوية الليثي. سكن البصرة.

أخبرنا يحيى بن محمود إجازة بإسناده إلى ابن أبي عاصم قال: حدثنا أحمد بن الفرات ويونس بن حبيب قالا: حدثنا أبو داود، حدثنا عمران القطان، عن قتادة، عن نصر بن عاصم، عن معاوية الليثي، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يصبح الناس مجدبين، فيأتيهم الله برزق من عنده، فتصبح طائفة بها كافرين يقولون: مطرنا بنوء كذا، وبنوء كذا.

أخرجه الثلاثة.

وقال أبو عمر: جعل البخاري معاوية بن حيدة ومعاوية الليثي واحداً، وقال أبو حاتم الليثي أن معاوية الليثي غير معاوية بن حيدة، وحديثه: مطرنا بنوء كذا، يضطرب في إسناده قلت: والحق مع أبي حاتم، فإن ابن حيدة قشيري، من قيس بن عيلان، ومعاوية الليثي من كنانة، فكيف اشتبه على البخاري ؟! والله أعلم.

معاوية بن محصن

معاوية بن محصن بن علس الكندي، أبو شجرة.

يذكر في الكنى إن شاء الله، قاله الكلبي.

معاوية بن معاوية

معاوية بن معاوية المزني، ويقال: الليثي. ويقال: معاوية بن مقرن المزني. قال أبو عمر: وهو أولى بالصواب.
توفي في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

روى حديثه محبوب بن هلال المزني، عن ابن أبي ميمونة، عن أنس بن مالك قال: نزل جبريل على النبي عليهما السلام وهو بتبوك، فقال: يا محمد، مات معاوية بن معاوية المزني بالمدينة، فيجب أن نصلي عليه: قال: نعم، فضرب بجناحه الأرض، فلم تبق شجرة ولا أكمة إلا تضعضعت، ورفع له سريره حتى نظر إليه، فصلى عليه وخلفه صفان من الملائكة، في كل صف ألف ملك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام: يا جبريل، بم نال هذه المنزلة ؟ قال بحبه "قلْ هُوَ الله أَحَدٌ"، وقراءته إياها جائياً وذاهباً، وقائماً وقاعداً، وعلى كل حال.

وقد روى: في كل صف ستون ألف ملك.

ورواه يزيد بن هارون، عن العلاء أبي محمد الثقفي، عن أنس بن مالك، فقال: معاوية بن معاوية الليثي. ورواه بقية بن الوليد، عن محمد بن زياد، عن أبي أُمامة الباهلي، نحوه. وقال: معاوية بن مقرن المزني.
قال أبو عمر: أسانيد هذه الأحاديث ليست بالقوية. قال: ومعاوية بن مقرن المزني وإخوته: النعمان، وسويد، ومعقل- وكانوا سبعة- معروفون في الصحابة مشهورون، قال: وأما معاوية بن معاوية فلا أعرفه بغير ما ذكرت، وفضل "قُلْ هُوَ الله أَحَد" لا ينكر.

أخرجه الثلاثة.

معاوية بن نفيع

معاوية بن نفيع له صحبة، حديثه موقوف، رواه البكري، عن معاوية بن نفيع- وكانت له صحبة- قال: اجتمعنا إليه يوم عيد في السواد، فصلى بنا.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

معاوية بن نوفل

معاوية بن نوفل الديلي.

أورده الطبراني في الصحابة. روى عبد الرزاق، عن ابن أبي سبرة، عن محمد بن عبد الرحمن، عن نوفل بن معاوية، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأن يوتر أحدكم أهله وماله، خير له من أن يفوته وقت صلاة العصر.

أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.

معاوية الهذلي

معاوية الهذلي. غير منسوب، يعد في الشاميين، نزل حمص.

أخبرنا أبو المعالي نصر الله بن سلامة الهيتي، أخبرنا أبو الفضل محمد بن عمر الأُرموي، أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة، أخبرنا أبو الفضل عبيد الله بن عبد الرحمن الزهري، حدثنا أبو بكر جعفر بن محمد الفريابي، حدثنا تميم بن المنتصر، حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا حريز بن عثمان، عن سليم بن عامر، عن معاوية الهذلي صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أراه رفعه فقال: إن المنافق ليصلي فيكذبه الله عز وجل، ويصوم فيكذبه الله عز وجل، ويجاهد فيكذبه الله عز وجل، ويقاتل فيقتل، فيجعله الله من أهل النار.

أخرجه الثلاثة.

معبد بن أكثم

معبد بن أكثم الخزاعي الكعبي. تقدم نسبه عند أكثم بن أبي الجون.

له ذكر في حديث جابر. روى عبد الله بن محمد بن عقيل، عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عرضت علي النار، وأكثر من رأيت فيها النساء، اللاتي إن اؤتمن أفشين وإن سألن ألحفن، وإن أُعطين لم يشكرن. ورأيت فيها عمرو بن لحي يجر قصبه، وأشبه من رأيت به معبد بن أكثم الكعبي. فقال: يا رسول الله، أيخشى علي من شبهه، فإنه والد؟ قال: لا، أنت مؤمن وهو كافر، إنه كان أول من حمل العرب على الأصنام، وقد روي نحو هذا عن الطفيل بن أبي بن كعب، وعن أبي هريرة.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

معبد الجذامي

معبد الجذامي.

أورده الطبراني في الصحابة.

أخبرنا أبو موسى إذناً، حدثنا أبو غالب، أخبرنا أبو بكر، حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن يزداذ التوزي، حدثنا الحسن بن حماد البجلي- سجادة- حدثنا يحيى بن سعيد الأموي، عن محمد بن إسحاق، عن حميد بن رومان، عن بعجة بن زيد، عن عمير ابن معبد الجذامي، عن أبيه قال: وفد رفاعة بن زيد الجذامي على نبي الله صلى الله عليه وسلم، فكتب له كتاباً، فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد رسول الله لرفاعة بن زيد، إني بعثته إلى قومه عامةً، ومن دخل فيهم يدعوهم إلى الله عز وجل وإلى رسوله، فمن آمن ففي حزب الله، ومن أدبر فله أمان شهرين.

أخرجه أبو موسى.

معبد بن خالد

معبد بن خالد الجهني، يكنى أبا روعة.

ذكره الواقدي في الصحابة، وقال: أسلم قديماً، وكان أحد الأربعة الذين حملوا ألوية جهينة يوم الفتح، ومات سنة ثنتين وسبعين، وهو ابن بضم وثمانين سنة، وكان يلزم البادية.

وقال أبو أحمد الحاكم في الكنى، في الراء: أبو روعة معبد بن خالد الجهني، له صحبة، وكان ألزم جهني للبادية، وقال: توفي سنة ثلاث وسبعين، وهو ابن ثمانين سنة. وكذلك قال ابن أبي حاتم سواء في الكنية، والسن، والوفاة، وقال: روى عن أبي بكر، وعمر، وقال: هو غير معبد بن خالد الذي هو عندكم أول من تكلم بالبصرة بالقدر، وقال: لا يعرف معبد الجهني ابن من هو ؟ وليس ابن خالد. وقال غيره: هو نفسه.

أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.

معبد الخزاعي

معبد الخزاعي، الذي رد أبا سفيان يوم أُحد عن الرجوع إلى المدينة. أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: حدثني عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم: أن معبداً الخزاعي مر برسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بحمراء الأسد، وكانت خزاعة مسلمهم ومشركهم عيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة، صغوهم معه، لا يخفون عليه شيئاً كان بها. فقال معبد، وهو يومئذ مشرك: يا محمد، أما والله لقد عز علينا ما أصابك في أصحابك، لوددنا أن الله أعفاك فيهم. ثم خرج ورسول الله بحمراء الأسد حتى لقي أبا سفيان بن حرب، ومن معه بالروحاء، وقد أجمعوا بالرجعة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وقالوا: أصبنا حد أصحابهم وقادتهم، ثم رجعنا قبل أن نستأصلهم ! لنكرن على بقيتهم فلنفرغن منهم. فلما رأى أبو سفيان معبداً قال: ما وراءك يا معبد ؟ قال: محمد قد خرج في أصحابه يطلبكم في جمع لم أر مثلهم، يتحرقون عليكم تحرقاً، قد أجمع معه من كان تخلف عنه، وندموا على ما صنعوا، فلهم من الحنق عليكم شيء لم أر مثله قط ! قال: ويلك ! ما تقول ؟ فقال: والله ما أرى أن ترتحل حتى ترى نواصي الخيل. قال: فوالله لقد أجمعنا على الكرة عليهم لنستأصل بقيتهم. قال: فإني أنهاك عن ذلك، فوالله لقد حملني ما رأيت على أن قلت فيه أبياتاً من شعر. فقال أبو سفيان: ماذا قلت ؟ قال معبد: قلت: البسيط

كادت تهدّ من الأصوات راحلتي

 

إذا سالت الأرض بالجرد الأبابيل

تردي بأُسدٍ كـرام لا تـنـابـلةٍ

 

عند اللقاء، ولا خرقٍ معـازيل

وهي أطول من هذا فثنى ذلك أبي سفيان ومن معه.

أخرجه أبو عمر.

معبد بن زهير معبد بن زهير بن أبي أُمية بن المغيرة المخزومي. وهو ابن أخي أم سلمة.

قتل يوم الجمل، له رؤية وإدراك، ولا صحبة له.

أخرجه أبو عمر.

معبد أبو زهير

معبد أبو زهير النميري.

روى عنه شريح بن عبيد.

أخرجه أبو عمر مختصراً.

شريح: بالشين المعجمة، والحاء المهملة.

معبد بن صبيح

معبد بن صبيح. روى عنه الحسن البصري.

أخبرنا أبو موسى كتابة، أنبأنا أبو علي، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا الحسن بن علان، حدثنا عبد الله بن أبي داود، حدثنا إسحاق بن إبراهيم، حدثنا سعد بن الصلت، حدثنا أبو حنيفة، عن منصور بن زاذان، عن الحسن، عن معبد: أن النبي صلى الله عليه وسلم بينما هو في صلاته، إذ أقبل أعمى فوقع في زبية، فضحك بعض القوم حتى قهقه. فلما سلم النبي قال: من كان منكم قهقه فليعد الوضوء والصلاة.

رواه أسد بن عمرو، عن أبي حنيفة، فقال: عن معبد بن صبيح. وقال مكي، عن أبي حنيفة، عن معبد بن أبي معبد.

أخرجه أبو عمر، وأبو موسى. وقد أخرجه ابن منده وأبو نعيم فقالا: معبد بن أبي معبد الخزاعي، ورويا له هذا الحديث. وقالا: رأى النبي صلى الله عليه وسلم وهو صغير لما هاجر، ورويا له أيضاً حديث جابر أنه قال: لما هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه، مرا بخباء أم معبد، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم معبداً، وكان صغيراً فقال: أدع هذه الشاة، ثم قال: يا غلام، هات فرقاً، فأرسلت أن لا لبن فيها. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هات، فمسح ظهرها، فاجترت ودرت، ثم حلب فشرب، وسقى أبا بكر وعامراً، ومعبد بن أبي معبد، ثم رد الشاة.

وقال أبو نعيم عقيب حديث الضحك في الصلاة: رواه أسد بن عمرو، عن أبي حنيفة فقال: معبد بن صبيح.

أخرجه الثلاثة وأبو موسى.

قلت: قد أخرج ابن منده معبد بن أبي معبد، وذكر له حديث الضحك في الصلاة، وقال أبو نعيم: هو معبد بن صبيح، فبان بهذا أنهما واحد، وأنهما أخرجاه، فليس لإخراج أبي موسى إياه وجه، والله أعلم.

معبد بن عباد

معبد بن عباد بن قشير.

كذا نسبه الثلاثة، وقال ابن الكلبي: معبد بن عبادة بن فلان- لم يعرف الكلبي اسمه- ابن الفدم بن سالم بن مالك بن سالم الحبلي بن غنم بن عوف بن الخزرج أبو حميضة.

أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق، فيمن شهد بدراً، من الأنصار من بني جزء بن عدي بن مالك: وأبو حميضة معبد بن عباد بن قشير.

أخرجه الثلاثة. خميصة: ضبطه أبو عمر، أعني بفتح الخاء المعجمة، وكسر الميم، وبالصاد المهملة. وقال: قال ابن إسحاق: حميضة، يعني بضم الحاء المهملة. وبالضاد المعجمة. وقال الأمير: أبو حميضة معبد بن عباد بن قشير بن الفدم بن سالم بن غنم، أنصاري، شهد بدراً. ذكره ابن إسحاق في رواية إبراهيم بن سعد، عنه. وكذلك قال يحيى بن سعيد الأموي، عن ابن إسحاق. وكذا كناه ابن القداح، وخالف في نسبه فقال: معبد بن عمارة. فجعل بدل عباد: عمارة، وهو وهم، قال: وقال الواقدي في نسبه كما تقدم، ولكنه كناه أبا خميصة بخاء معجمة، وصاد مهملة، والله أعلم.

معبد بن العباس

معبد بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم. يكنى أبا عباس.

ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يحفظ عنه، وأمه أم الفضل بنت الحارث. قتل بإفريقية شهيداً سنة خمس وثلاثين، زمن عثمان بن عفان رضي الله عنهما، وكان غزاها مع عبد الله بن سعد بن أبي سرح.

أخرجه أبو عمر.

معبد بن عبد سعد

معبد بن عبد سعد بن عامر بن عدي بن مجدعة بن حارثة بن الحارث الأنصاري الحارثي.

شهد أُحداً، وشهدها معه ابنه تميم بن معبد.

أخرجه أبو عمر.

معبد القرشي

معبد القرشي.

ذكره الطبراني في الصحابة.

أخبرنا أبو موسى إجازة، أنبأنا الحسن بن أحمد، أنبأنا أحمد بن عبد الله قال أبو موسى: وأخبرنا أبو غالب الكوشيدي، أنبأنا أبو بكر بن ريذة قالا: أنبأنا سليمان بن أحمد، حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق عن إسرائيل- يعني ابن يونس- عن سماك بن حرب، عن معبد القرشي قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم بقديد، فأتاه رجل فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: أطعمت اليوم شيئاً ؟ ليوم عاشوراء، فقال: لا، إلا أني شربت ماءً، قال: فلا تطعم شيئاً حتى تغرب الشمس، وأمر من وراءك أن يصوموا هذا اليوم.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.

معبد بن قيس

معبد بن قيس بن صخر. وقيل: معبد بن وهب بن قيس بن صخر. وقيل: معبد بن قيس بن صيفي بن صخر بن حرام بن ربيعة بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي. شهد بدراً.

أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً: ومعبد بن قيس بن صخر بن حرام بن ربيعة بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة وأخوه عبد الله، وقيل: شهد أيضاً أُحداً.
أخرجه الثلاثة.

معبد بن مخرمة

معبد بن مخرمة بن قلع بن حريش بن عبد الأشهل.

شهد أُحداً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه أبو عمر مختصراً.

معبد بن مسعود

معبد بن مسعود السلمي البهزي، أخو مجالد ومجاشع ابني مسعود.

حديثه نحو حديث مجالد. قال البخاري: له صحبة، روى أبو عثمان النهدي، عن مجاشع قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأخي معبد بن مسعود بعد الفتح، فقلت: يا رسول الله، جئتك بأخي معبد لتبايعه على الهجرة. فقال: ذهب أهل الهجرة بما فيها. فقلت: على أي شيء تبايعه يا رسول الله ؟ فقال: على الإسلام- أو: الإيمان- والجهاد. فلقيت معبداً فسألته، وكان أكبرهما فقال: صدق.

وقد روي عن مجاشع أنه قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم بأخي مجالد. وروي عنه أنه قال: بأخي أبي معبد، وهي كنية مجالد، ولعله أتى بهما النبي صلى الله عليه وسلم بعد الفتح، فقال له ذلك، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول ذلك لكل من جاءه بعد الفتح، ليبايعه على الهجرة.

أخرجه الثلاثة.

معبد بن ميسرة

معبد بن ميسرة السلمي. فيه نظر.

أخرجه أبو عمر كذا مختصراً.

معبد بن نباتة

معبد بن نباتة، من بني غنم بن دودان.

هاجر إلى المدينة، لا تعرف له رواية. وروى عن ابن إسحاق أن بني غنم بن دودان أهل إسلام، قد أوعبوا إلى المدينة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هجرةً، منهم: معبد بن نباتة. ذكره أبو نعيم، وقال: قال بعض المتأخرين- يعني ابن منده- معبداً، وإنما هو منقذ بن نباتة. وروى أبو نعيم بإسناده عن ابن إسحاق، فقال: منقذ بن نباتة.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

معبد بن وهب

معبد بن وهب العبدي، من عبد القيس.

 شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم، وتزوج هريرة بنت زمعة، أخت سودة بنت زمعة أم المؤمنين. يقال: إنه قاتل يوم بدر بسيفين، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا لهف نفسي على فتيان عبد القيس ! أما إنهم أُسد الله في أرضه !. حدث بذلك طالب بن حجير، عن هود العصرى عن معبد.

أخرجه الثلاثة.

معبد بن هوذة

معبد بن هوذة الأنصاري.

أخبرنا أبو أحمد بإسناده عن أبي داود سليمان بن الأشعث: قال: حدثنا النفيلي، حدثنا علي بن ثابت، حدثني عبد الرحمن بن النعمان بن معبد بن هوذة، عن أبيه، عن جده معبد بن هوذة قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بالإثمد المروح عند النوم، وقال: ليتقه الصائم.أخرجه الثلاثة.

معتب بن عمرو

معتب بن عمرو الأسلمي، أبو مروان. قاله الطبري بسكون العين، وكسر التاء فوقها نقطتان، وقاله الواقدي بفتح العين، وتشديد التاء.

روى عنه ابنه عطاء أنه قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءه ماعز... الحديث.

قاله الأمير، وقال: الأشبه معتب قول الواقدي.

معتب ابن الحمراء

معتب ابن الحمراء، وهو: معتب بن عوف بن عامر بن الفضل بن عفيف بن كليب بن حبشية ابن سلول بن كعب بن عمرو بن الخزاعي السلولي، حليف بني مخزوم، ويعرف بابن الحمراء.

أخبرنا أبو جعفر بإسناده، عن يونس، عن ابن إسحاق، في تسمية من هاجر إلى الحبشة من حلفاء بني مخزوم: معتب بن عوف بن عامر بن الفضل بن عفيف، وهو الذي يدعى عيهامة ابن كليب ابن سلول بن كعب بن خزاعة.
وبهذا الإسناد عن ابن إسحاق، فيمن شهد بدراً، من بني مخزوم بن يقظة: ومعتب ابن عوف بن عامر، حليف لهم من خزاعة.

لا عقب له، وهاجر إلى المدينة أيضاً وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين ثعلبة بن حاطب الأنصاري. قيل: إنه توفي سنة سبع وخمسين، فقيل: كان عمره ثمانياً وسبعين سنة، وقال الطبري: كان عمره ثمانياً وخمسين سنة. وهذا فيه نظر؛ لأن من شهد بدراً وهي في السنة الثانية من الهجرة لا يجوز أن يكون عمره ثلاث سنين، والأول أصح عندي.

أخرجه الثلاثة.

معتب: بتشديد التاء.

معتب بن عبيد

معتب بن عبيد بن إياس البلوي. حليف بني ظفر من الأنصار.

ذكره ابن إسحاق وابن عقبة فيمن شهد بدراً من حلفاء بني ظفر.

أخرجه الثلاثة.

معتب: بضم الميم، وفتح العين المهملة، وتشديد التاء فوقها نقطتان، وقاله محمد بن سعد. مغيث؛ بالغين المعجمة، وبالياء تحتها نقطتان، وآخره ثاء مثلثة. ويرد هناك إن شاء الله تعالى.

معتب بن قشير

معتب بن قشير. وقيل: معتب بن بشير بن مليل بن زيد بن العطاف بن ضبيعة بن زيد بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي.

شهد العقبة، وبدراً، وأُحداً.

أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق، فيمن شهد بدراً من الأنصار. من بني ضبيعة بن زيد: ومعتب بن فلان بن مليل، لا عقب له.

كذا في رواية يونس، لم يسم أباه. ورواه البكائي وسلمة، عن ابن إسحاق فقالا: معتب بن قشير وبهذا الإسناد عن ابن إسحاق قال: حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، عن جده عبد الله بن الزبير، عن الزبير أنه قال: والله لكأني أسمع قول معتب بن قشير وإن النعاس ليغشاني، ما أسمعها منه إلا كالحلم، وهو يقول: لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا.

أخرجه الثلاثة.

معتب: بضم الميم، وفتح العين المهملة، وتشديد التاء فوقها نقطتان.

معتب بن أبي لهب

معتب بن أبي لهب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمه أم جميل بنت حرب بن أمية، حمالة الحطب، أخت أبي سفيان بن حرب.

روى عبد الله بن عباس، عن أبيه العباس بن عبد المطلب قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة في الفتح قال لي: يا عباس، أين ابنا أخيك عتبة ومعتب، لا أراهما ؟ قال قلت: يا رسول الله، تنحيا فيمن تنحى من مشركي قريش. فقال: اذهب إليهما فأئتني بهما. فقال العباس: فركبت إليهما بعرفة، فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعوكما. فركبا معي فقدما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعاهما إلى الإسلام فأسلما، وبايعا. قاله أبو موسى. وقال أبو عمر: شهد معتب وعتبة حنيناً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفقئت عين معتب بحنين، وكان فيمن ثبت. ومن ولده القاسم بن العباس بن محمد بن معتب، روى عنه ابن أبي ذئب، وقتل ابنه عباس بن القاسم يوم قديد.

أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.

معتمر أبو حنش

معتمر أبو حنش. ذكره الطبراني في الصحابة.

أخبرنا أبو موسى إجازة، أنبأنا الحسن، أنبأنا أحمد بن عبد الله قال أبو موسى: وأخبرنا أبو غالب، أنبأنا أبو بكر قالا: أنبأنا أبو القاسم سليمان بن أحمد: حدثنا أبو يزيد القراطيسي، حدثنا نجاح بن إبراهيم الأزرق، حدثنا صالح بن عمر الواسطي، عن إسماعيل، عن حنش بن المعتمر، عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي على جنازة، فجاءت امرأة بمجمر تريد الجنازة، فصاح بها حتى دخلت في آجام المدينة.

أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.

معد بن ذهل

معد بن ذهل.

وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم. روى عنه ابنه لاحق بن معد.

أخرجه أبو موسى كذا مختصراً.

معدان أبو الخير

معدان أبو الخير، اسمه جفشيش. تقدم ذكره في الجيم والحاء والخاء.

أخرجه ها هنا ابن منده وأبو نعيم، كذا مختصراً.

معدان أبو خالد

معدان أبو خالد.

أورده الطبراني وقال: يقال: له صحبة.

أخبرنا أبو موسى إجازة، أنبأنا أبو غالب، أنبأنا أبو بكر، قال أبو موسى: وأنبأنا الحسن، أنبأنا أحمد قالا: أنبأنا سليمان بن أحمد، حدثنا عبد الله بن محمد بن شعيب الرجاني حدثنا محمد بن معمر البحراني، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا جريج، عن زياد، عن خالد بن معدان، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تبارك وتعالى رفيق يحب الرفق، ويعين عليه ما لا يعين على العنف. فإذا ركبتم هذه الدواب العجم فنزلوها منازلها، فإن أجدبت الأرض فأنجوا عليها، فإن الأرض تطوى بالليل ما لا تطوى بالنهار، وإياكم والتعريس بالطريق، فإنه طريق الدواب، ومأوى الحيات.

أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.

معديكرب بن الحارث

معد يكرب بن الحارث بن لحي بن شرحبيل بن الحارث الكندي.

وفد على النبي صلى الله عليه وسلم. قاله هشام بن الكلبي.

معد يكرب بن رفاعة

معد يكرب بن رفاعة أبو رمثة.

ذكره يحيى بن منده، عن أبي العباس أحمد بن الحسن النصيري، عن الحاكم أبي عبد الله بهذا، وقاله غيره أيضاً.

أخرجه أبو موسى.

معد يكرب بن شراحيل

معد يكرب بن شراحيل بن الشيطان بن خديج بن امرئ القيس بن الحارث بن معاوية الكندي.

وفد على النبي صلى الله عليه وسلم. قاله ابن الكلبي.

معد يكرب بن قيس

معد يكرب بن قيس. يعرف بالأشعث الكندي، وقد تقدم ذكره في الأشعث مستوفى، وفي ذكر أخيه: سيف..

أخرجه أبو موسى.

معد يكرب الهمداني

معد يكرب الهمداني.

ذكره أبو أحمد العسكري، وروى بإسناده عن الفضل بن العلاء الكوفي، عن ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معد يكرب، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: شكا رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وحشةً يجدها إذا دخل منزله، فأمره أن يتخذ زوجاً من حمام، ففعل، فذهبت الوحشة.

معد يكرب

معد يكرب.

أخرجه أبو موسى وقال: أورده العسكري- يعني علي بن سعيد- وجعفر المستغفري. روى عمر بن موسى، عن خالد بن معدان، عن معديكرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أعتق أو طلق ثم استثنى، فله ثنياه.

أورده العسكري عن يحيى بن عبد الأعظم. وقال أبو موسى: أظنه المقدام بن معديكرب، لا أعلم أهو والذي قبله واحد أم اثنان ؟ والله أعلم.

معرض بن علاط

معرض بن علاط السلمي، أخو الحجاج بن علاط. تقدم نسبه عند ذكر أخيه، أمه أم شيبة بنت طلحة، قتل يوم الجمل.

قال أبو عمر: هكذا ذكره أهل السير والأخبار، وكذلك ذكره ابن المبارك قال: قتل معرض بن علاط يوم الجمل، فقال أخوه الحجاج: الطويل

ولم أر يوماً كان أكثر ساعياً

 

بكفّ شمالٍ فارقتها يمينها

أخرجه أبو عمر. وللحجاج بن علاط أشعار منها ما يمدح به علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه.

معرض: بضم الميم، وفتح العين، وكسر الراء وتشديدها. قاله الأمير.

معرض بن معيقيب

معرض بن معيقيب اليمامي. روى حديثه شاصويه بن عبيد أبو محمد اليمامي. قال شاصويه: حدثنا معرض بن عبد الله بن معرض بن معيقيب، عن أبيه عن جده قال: حججت حجة الوداع، فدخلت داراً بمكة، فرأيت فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم، كأن وجهه دارة القمر، ورأيت منه عجباً، أتاه رجل من أهل اليمامة بغلام يوم ولد، قد لفه بخرقة فقال: يا غلام، من أنا ؟ فقال: أنت رسول الله. قال: صدقت، بارك الله فيك. ثم إن الغلام لم يتكلم بعدها حتى شب، فكنا نسميه مبارك اليمامة.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

معضد بن يزيد

معضد بن يزيد، أبو يزيد.

من أهل الكوفة قيل: أدرك الجاهلية، وقتل بأذربيجان زمن عثمان رضي الله عنه.

أخرجه أبو موسى مختصراً.

معقل بن خليد

معقل بن خليد، وقيل: معقل بن خويلد.

له صحبة، عداده في أهل الحجاز. روى ابن أبي ذئب، عن عبد الله بن يزيد الهذلي قال: كان بين أبي سفيان وبين معقل بن خويلد خصومة يوم حنين في سلب رجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معقل، اجتنب مخاصمة قريش.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

معقل بن سنان بن مظهر

معقل بن سنان بن مظهر بن عركي بن فتيان بن سبيع بن بكر بن أشجع بن ريث بن غطفان الأشجعي، يكنى أبا عبد الرحمن. وقيل: أبو محمد، وأبو زيد، وأبو سنان.

شهد فتح مكة، ثم أتى المدينة فأقام بها. وكان فاضلاً تقياً، وهو الذي روى حديث بروع بنت واشق.
أخبرنا إسماعيل وإبراهيم وغيرهما بإسنادهم إلى محمد بن عيسى قال: حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا زيد بن الحباب، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن ابن مسعود: أنه سئل عن رجل تزوج امرأة، ولم يفرض لها صداقاً، ولم يدخل بها حتى مات. قال ابن مسعود: لها مثل مهر نسائها، لا وكس ولا شطط، وعليها العدة، ولها الميراث، فقام معقل بن سنان الأشجعي فقال: قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بروع بنت واشق امرأة منا مثل ما قضيت. ففرح ابن مسعود.

وكان معقل ممن خلع يزيد بن معاوية مع أهل المدينة، فقتله مسلم بن عقبة المري لما ظفر بأهل المدينة يوم الحرة صبراً، وممن قتل يوم الحرة صبراً: الفضل بن العباس بن ربيعة ابن ابن الحارث بن عبد المطلب، وأبو بكر بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وأبو بكر بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، ويعقوب بن طلحة بن عبيد الله، وعبد الله بن زيد بن عاصم، وغيرهم. ولقب أهل المدينة مسلم بن عقبة بعد الحرة مسرفاً، لما أسرف في القتل.

وكان معقل على المهاجرين، فمما قيل فيه: الطويل

ألا تلكم الأنصار تبكي سراتها

 

وأشجع تبكي معقل بن سنان

روى عن معقل من أهل الكوفة: علقمة، ومسروق، والشعبي. وروى عنه من غيرهم: الحسن البصري، وطائفة من المدنيين.

أخرجه الثلاثة.

مظهر: بضم الميم، وفتح الظاء المعجمة. وفتيان: بالفاء، والتاء فوقها نقطتان، وبعدها ياء تحتها نقطتان..

معقل بن سنان بن نبيشة

معقل بن سنان بن نبيشة بن سلمة بن سلامان بن النعمان بن صبح بن مازن بن خلاوة بن ثعلبة بن ثور بن هذمة بن لاطم بن عمان المزني.

وفد على النبي صلى الله عليه وسلم في وفد مزينة، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم، وأقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم قطيعة.

ذكر هذا هشام بن الكلبي.

معقل بن مقرن

معقل بن مقرن المزني. تقدم نسبه عند أخيه سويد.

وهو أخو النعمان بن مقرن، وكانوا سبعة إخوة. كلهم هاجر وصحب النبي صلى الله عليه وسلم، وليس ذلك لأحد من العرب، قاله الواقدي، وابن نمير.

أخرجه الثلاثة.

قلت: كذا نقل أبو عمر عن الواقدي وابن نمير. وقد ذكر أبو عمر أيضاً أن بني حارثة بن هند الأسلميين كانوا ثمانية، أسلموا كلهم وشهدوا بيعة الرضوان، ذكر ذلك في هند بن حارثة.

أخرجه الثلاثة.

معقل بن المنذر

معقل بن المنذر بن سرح بن خناس بن سنان بن عبيد بن عدي بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي.

شهد العقبة وبدراً، قال ابن إسحاق، فيمن شهدا بدراً من الأنصار، من بني عبيد بن عدي بن غنم بن كعب: ومعقل بن المنذر بن سرح.

أخرجه الثلاثة.

خناس: بضم الخاء المعجمة، وبالنون الخفيفة.

معقل بن أبي الهيثم

معقل بن أبي الهيثم الأسدي، ويقال: معقل بن أبي معقل، ومعقل ابن أم معقل. وكله واحد. يعد في أهل المدينة، روى عنه أبو سلمة، وأبو زيد مولاه، وأم معقل.

روى عمر بن أبي عمر، وعن أبي زيد، عن معقل بن أبي الهيثم الأسدي حليف لهم، قد صحب النبي صلى الله عليه وسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تستقبل القبلة بغائط أو بول.

ومن حديثه: عمرة في رمضان تعدل حجة.

وتوفي في أيام معاوية.

أخرجه الثلاثة.

معقل بن يسار

معقل بن يسار بن عبد الله بن معبر بن حراق بن لؤي بن كعب بن عبد بن ثور بن هذمة بن لاطم بن عثمان بن عمرو بن أُد بن إلياس بن مضر المزني. يكنى أبا عبد الله، وقيل: أبو يسار، وأبو علي. ويقال لولد عثمان وأوس ابني عمرو: مزينة نسبوا إلى أمهم مزينة بنت كلب بن وبرة.

صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وشهد بيعة الرضوان. روي عنه أنه قال: بايعناه على أن لا نفر.
سكن البصرة، وإليه ينسب نهر معقل الذي بالبصرة، وتوفي بها آخر خلافة معاوية وقد قيل: إنه توفي أيام يزيد بن معاوية.

روى عنه عمرو بن ميمون الأودي، وأبو عثمان النهدي، والحسن البصري. وله أحاديث.

أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر الخطيب، أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد القارئ أخبرنا عبيد الله بن عمر بن شاهين، أخبرنا عبد الله بن إبراهيم بن ماسي، أخبرنا محمد بن عبدوس، حدثنا علي بن الجعد، حدثنا أبو الأشهب، عن الحسن قال: عاد عبيد الله بن زياد معقل بن يسار في مرضه الذي قبض فيه، فقال له معقل: إني محدثك حديثاً لو علمت لي حياة ما حدثتك، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد يسترعيه الله رعيةً يموت يوم يموت غاشاً لرعيته، إلا حرم الله عليه الجنة.

أخرجه الثلاثة.

معبر: بضم الميم، وفتح العين، وكسر الباء الموحدة المشددة. وقيل: معير، بكسر الميم، وتسكين العين، وفتح الياء تحتها نقطتان، وآخره راء، والله أعلم. وقيل: حسان بدل حراق.

المعلى بن لوذان

المعلى بن لوذان بن حارثة بن زيد بن ثعلبة بن عدي بن مالك بن زيد مناة بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن مالك بن جشم بن الخزرج الأنصاري الخزرجي.

قاله ابن الكلبي.

معمر الأنصاري

معمر الأنصاري.

روى عبد الله بن عبد الرحمن، عن معمر الأنصاري: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من تعلم مما ينفع الله عز وجل به في الآخرة، لا يتعلمه إلا للدنيا، حرم الله عليه أن يجد عرف الجنة أخرجه أبو موسى وقال: كذا أورده ابن شاهين، قال: وأظنه عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر، فيكون الحديث مرسلاً.

معمر بن الحارث بن قيس

معمر بن الحارث بن قيس بن عدي بن سعد بن سهم القرشي السهمي.

كان من مهاجرة الحبشة.

أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق، في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة من بني سهم بن عمرو بن هصيص: ومعمر بن الحارث بن قيس.

وقد ذكرت إخوته في تميم وغيره من مواضع أسمائهم. وكان الكلبي يقول فيهم معبد بن الحارث.

أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.

معمر بن الحارث بن معمر

معمر بن الحارث بن معمر بن حبيب بن وهب بن حذافة بن جمح، أخو حاطب وحطاب. أمهم قتيلة بنت مظعون، أخت عثمان بن مظعون.

أسلم معمر قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الأرقم، وهاجر إلى المدينة، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين معاذ ابن عفراء. وشهد بدراً وأُحداً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً من بني جمح: والمعمر بن الحارث.

وتوفي في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.

أخرجه الثلاثة.

معمر بن حبيب

معمر بن حبيب بن عبيد بن الحارث الأنصاري.

شهد بدراً. قاله الغساني، عن الواقدي.

معمر بن حزم

معمر بن حزم بن زيد بن لوذان بن عمرو بن عبد بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي النجاري، جد أبي طوالة. وهو أخو عمرو بن حزم، قاله محمد بن سعد كاتب الواقدي.

شهد بيعة الرضوان وما بعدها، وهو أحد العشرة الذين بعثهم عمر بن الخطاب مع أبي موسى إلى البصرة.

أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.

معمر والد أبي خزامة

معمر والد أبي خزامة السعدي، وقيل: يعمر. قال يعقوب بن سفيان في تاريخه: أبو خزامة بن معمر السعدي سعد هذيم، قضاعي. وقال: حدثنا أبو صالح، حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب، عن أبي خزامة، عن أبيه: أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أرأيت رقى نسترقيها، ودواء نتداوى به، واتقاء نتقيه: هل يرد من قدر الله عز وجل من شيء ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه من قدر الله عز وجل أخرجه أبو موسى.

معمر بن أبي سرح

معمر بن أبي سرح بن ربيعة بن هلال بن أُهيب بن ضبة بن الحارث بن فهر القرشي الفهري.

شهد بدراً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومات سنة ثلاثين. قاله الواقدي، وكناه أبا سعيد. وكذلك قال أبو معشر، وسماه معمر بن أبي سرح. وسماه موسى بن عقبة، وابن إسحاق، وابن الكلبي: عمرو بن أبي سرح، إلا أن ابن الكلبي قال في نسبه: هلال بن مالك بن ضبة. فجعل مالكاً عوض أهيب. وقد ذكرناه في عمرو.
أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.

معمر بن عبد الله بن نضلة

معمر بن عبد اله بن نضلة بن عبد العزى بن حرثان بن عوف بن عبيد بن عويج بن عدي بن كعب القرشي العدوي.

وقال ابن المديني: هو معمر بن عبد الله بن نافع بن نضلة.

وهو معمر بن أبي معمر: أسلم قديماً وهاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، وتأخرت هجرته إلى المدينة، وقدمها مع أصحاب السفينتين من الحبشة عاش عمراً طويلاً. يعد في أهل المدينة. هو الذي حلق شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع.

روى عنه سعيد بن المسيب، وبسر بن سعيد.

أخبرنا إسماعيل وإبراهيم بن محمد قالا بإسنادهما إلى أبي عيسى محمد بن عيسى: حدثنا إسحاق بن منصور، أخبرنا يزيد بن هارون، حدثنا ابن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن سعيد بن المسيب، عن معمر بن عبد الله بن نضلة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يحتكر إلا خاطئ. قلت لسعيد إنك تحتكر قال: ومعمر كان يحتكر.

أخرجه الثلاثة.

معمر بن عثمان

معمر بن عثمان بن عمرو، بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التميمي.

كان ممن أسلم يوم الفتح، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وابنه عبيد الله بن معمر له أيضاً صحبة أخرجه أبو عمر.

معمر بن كلاب

معمر بن كلاب الزماني.

كان ممن وعظ مسيلمة ونهاه عما أتاه.

قاله الغساني مستدركاً على أبي عمر.

معمر

معمر.

أورده ابن شاهين، وروى عن محمد بن جحش قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم على معمر وفخذاه مكشوفتان، فقال: يا معمر، غط فخذك، فإن الفخذ عورة.

قال ابن شاهين: المعروف حديث جرهد.

أخرجه أبو موسى.

معن بن حاجر

معن بن حاجر.

كان هو وأخوه طريفة بن حاجر مع خالد بن الوليد مسلمين في الردة. وقد تقدم ذكر أخيه طريفة.

أخرجه أبو عمر مختصراً.

معن بن عدي

معن بن عدي بن الجد بن العجلان بن ضبيعة بن حارثة بن ضبيعة بن حرام بن جعل بن عمرو بن جشم بن ودم بن ذبيان بن هميم بن ذهل بن هني بن بلي البلوي، حليف بني عمرو بن عوف، أخو عاصم بن عدي.

شهد العقبة، وبدراً، وأُحداً، والخندق، وسائر المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخبرنا أبو جعفر بإسناده فيمن شهد العقبة من بني عمرو بن عوف: ومعن بن عدي بن الجد بن العجلان بن ضبيعة، حليف لهم.

وبهذا الإسناد عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً، من بني عبيد بن زيد بن مالك ومن حلفائهم: معن بن عدي بن الجد بن العجلان بن ضبيعة.

لا عقب له. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد آخى بينه وبين زيد بن الخطاب، فقتلا جميعاً يوم اليمامة، في خلافة أبي بكر.

روى مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه قال: بكى الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين مات، وقالوا: والله لوددنا أنا متنا قبله، نخشى أن نفتن بعده. فقال معن بن عدي: لكني والله ما أحب أن أموت قبله، لأُصدقه ميتاً كما صدقته حياً.

أخرجه الثلاثة.

معن بن فضالة

معن بن فضالة بن عبيد بن ناقد بن صهيبة بن أصرم بن جحجبى بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس الأنصاري.

له صحبة، وولي اليمن لمعاوية.

قاله ابن الكلبي.

معن بن يزيد السلمي

معن بن يزيد بن الأخنس بن حبيب بن جرة بن زعب بن مالك بن خفاف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمي. صحب النبي صلى الله عليه وسلم هو وأبوه وجده، يكنى أبا يزيد.

قال يزيد بن أبي حبيب: إنه شهد بدراً مع أبيه وجده، ولا يعرف أحد شهد بدراً هو وأبوه وجده غيره.

قال أبو عمر: لا يعرف معن في البدريين، ولا يصح. وإنما الصحيح حديث أبو الجويرية عنه.

أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن الطبري الفقيه بإسناده عن أبي يعلى الموصلي قال: حدثنا عبد الأعلى بن حماد وعبد الرحمن بن سلام وعدة قالوا: حدثنا أبو عوانة، عن أبي الجويرية، عن معن بن يزيد قال: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وأبي وجدي، وخاصمت إليه فأفلجني، وخطبت إليه فأنكحني.

وشهد معن فتح دمشق، وله بها دار، وشهد صفين مع معاوية.

أخرجه الثلاثة.

جرة: بضم الجيم، يعني وآخره هاء. قاله الأمير.

معن بن يزيد الخفاجي

معن بن يزيد الخفاجي. وخفاجة هو ابن عمرو بن عقيل بن كعب بن عامر بن صعصعة.

روى عن عقبة بن نافع الأنصاري قال: غزوت مع عمر الصائفة، ومعنا معن بن يزيد الخفاجي، من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فنزل منزلاً حين أشفينا على أرض العدو، فقام في الناس فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس، إنا لا نريد أن نقسم الغنم ولا الطعام والعلف وأشباه ذلك، فخذوا منه ما أحببتم، فقد أحللناه لكم.
أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.

معوذ ابن عفراء

معوذ ابن عفراء، وهي أمه، وهو: معوذ بن الحارث بن رفاعة، أخو معاذ ابن عفراء. تقدم نسبه عند أخيه معاذ شهد العقبة، وبدراً.

أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق، فيمن شهد بدراً: وشهدها من الخزرج بن حارثة... وعوف، ومعاذ، ومعوذ بنو الحارث، وهم بنو عفراء.

وبهذا الإسناد عن ابن إسحاق، فيمن شهد بدراً: عوف، ومعاذ، ومعوذ بنو عفراء.

ومعوذ هو الذي قتل أبا جهل يوم بدر، ثم قاتل حتى قتل يومئذ ببدر شهيداً. ولم يعقب.

أخرجه أبو عمر.

معوذ بن عمرو

معوذ بن عمرو بن الجموح بن زيد بن حرام الأنصاري السلمي.

شهد بدراً مع أخيه معاذ. هكذا قال موسى بن عقبة، وأبو معشر، والواقدي. ولم يذكره ابن إسحاق في أكثر الروايات عنه فيمن شهد بدراً. وشهد أُحداً.

أخرجه أبو عمر.

معيقيب بن أبي فاطمة

معيقيب بن أبي فاطمة الدوسي، حليف لآل سعيد بن العاص بن أمية.

وقال موسى بن عقبة: إنه مولى سعيد بن العاص. أسلم قديماً بمكة، وهاجر إلى الحبشة الهجرة الثانية، ثم هاجر إلى المدينة.

أخبرنا عبيد الله بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق، فيمن هاجر إلى أرض الحبشة، من بني أمية ومن حلفائهم: ومعيقيب بن أبي فاطمة، وهو آل سعيد بن العاص.

وله عقب، فقيل قدم المدينة في السفينتين والنبي صلى الله عليه وسلم بخيبر، وقيل: قدمها قبل ذلك. وقال ابن منده: إنه شهد بدراً، وكان على خاتم النبي صلى الله عليه وسلم، واستعمله عمر بن الخطاب خازناً على بيت المال، وأصابه الجذام، وأحضر له عمر رضي الله عنه الأطباء، فعالجوه، فوقف المرض.

وهو الذي سقط من يده خاتم النبي صلى الله عليه وسلم أيام عثمان رضي الله عنه في بئر أريس فلم يوجد، ومذ سقط الخاتم اختلفت الكلمة، وكان من أمر عثمان ما هو مذكور في التواريخ، وتم الاختلاف إلى الآن، والناس يعجبون من خاتم سليمان بن داود عليهما السلام، وكانت المعجزة بها في الشام حسب. وهذه الخاتم مذ عدمت اختلفت الكلمة، وزال الاتفاق في جميع بلاد الإسلام، من أقصى خراسان إلى آخر بلاد المغرب.

وروى معيقيب عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخبرنا إسماعيل بن علي وابراهيم وغيرهما بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي: حدثنا الحسن بن حريث، حدثنا الوليد بن مسلم، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن معيقيب قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مسح الحصى في الصلاة، فقال: إن كنت لا بد فاعلاً فمرةً واحدةً.

وروى عنه ابنه محمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: هل تدرون على من تحرم النار ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: على الهين اللين القريب السهل.

وتوفي معيقيب آخر خلافة عثمان رضي الله عنه، وقيل: بل توفي سنة أربعين في خلافة علي رضي الله عنه، وله عقب.

أخرجه الثلاثة.

معيقيب بن معرض

معيقيب بن معرض اليمامي، أبو عبد الله. روى شاصويه بن عبيد، عن معرض بن عبد الله بن معيقيب بن معرض اليمامي، عن أبيه، عن جده قال: حججت حجة الوداع، فدخلت داراً، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجهه كأنه دارة قمر. قاله ابن منده.

وقال أبو نعيم: معيقب بن معرض اليمامي، أبو عبد الله ذكره بعض المتأخرين- يعني ابن منده- من حديث شاصويه بن عبيد. وهو وهم فيه إنما هو معرض بن معيقيب لا معيقيب بن معرض.

وقد ذكره على الصحة في معرض بن معيقيب، فلينظر من هناك.

وقد أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله أخبرنا أبو غالب بن البناء، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو بكر بن مالك، أخبرنا محمد بن يونس القرشي، حدثنا شاصويه بن عبيد أبو محمد اليمامي، حدثنا معرض بن عبد الله بن معرض بن معيقيب اليمامي، عن أبيه، عن جده معرض بن معيقيب قال: حججت حجة الوداع، فدخلت داراً بمكة، فرأيت فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن وجهه دارة قمر، وسمعت منه عجباً، جاءه رجل من أهل اليمامة بصبي يوم ولد، قد لفه في خرقة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا غلام، من أنا ؟ قال: أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: صدقت، بارك الله فيك. قال: ثم إن الغلام لم يتكلم بعدها حتى شب، قال: فكنا نسميه مبارك اليمامة.

وهذا يؤيد قول أبي نعيم والله تعالى اعلم.

باب الميم والغين

مغفل بن عبد غنم

مغفل بن عبد غنم- وقيل: ابن عبد نهم بن عفيف بن سحيم بن ربيعة بن عدي، وقيل: عداء بن ثعلبة المزني.

تقدم نسبه عند ذكر ابنه عبد الله. ومغفل هذا هو أخو ذي البجادين المزني. وتوفي مغفل بطريق مكة قبل أن يدخلها سنة ثمان عام الفتح، قبل الفتح. ذكر ذلك الطبري.

أخرجه أبو عمر.

مغلس البكري

مغلس البكري، والدركينة بنت مغلس.

وفد على النبي صلى الله عليه وسلم. روت زينب بنت سعيد بن سويد بن يزيد العقيلية، عن ركينة بنت مغلس، عن أبيها: أنه وفد على النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم مختصراً.

مغيث مولى أبي أحمد

مغيث، مولى أبي أحمد بن جحش، وهو زوج بريرة، قاله ابن منده، وأبو نعيم.

وقال أبو عمر: هو مولى بني مطيع.

وروى عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة: أنها اشترت بريرة من ناس من الأنصار.

وقيل: كان مولى بني المغيرة بن مخزوم. وأبو أحمد أسدي، من أسد بن خزيمة، وبنو مطيع من عدي قريش.

ولما اشترتها عائشة كان زوجها مغيث حراً. وقيل: كان عبداً.

أخبرنا يحيى بن محمود الأصبهاني وأبو ياسر بن أبي حبة بإسناديهما إلى مسلم بن الحجاج. حدثنا محمد بن العلاء الهمداني، حدثنا أبو أسامة، حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: دخلت علي بريرة فقالت: إن أهلي كاتبوني على تسع أواق في تسع سنين، كل سنة أُوقية، فأعينيني. فقلت لها: إن شاء أهلك أن أعدها لهم عدةً واحدة وأعتقك ويكون الولاء علي فعلت. فذكرت ذلك لأهلها، فأبوا إلا أن يكون الولاء لهم. فأتتني فذكرت ذلك لي، فانتهرتها قالت: فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألني، فأخبرته، فقال: اشتريها وأعتقيها، واشترطي لهم الولاء، فإن الولاء لمن أعتق. ففعلت، ثم خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد، فما بال أقوام يشترطون شرطاً ليس في كتاب الله. ما كان من شرط ليس في كتاب الله فهو باطل، وإن كان مائة شرط ! ما بال رجال منكم يقول أحدهم: أعتق فلاناً والولاء لي، إنما الولاء لمن أعتق.

أخبرنا مسمار، وأبو الفرج، والحسين، وغيرهم بإسنادهم إلى محمد بن إسماعيل قال: حدثنا محمد أخبرنا عبد الوهاب، حدثنا خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن زوج بريرة كان عبداً يقال له مغيث، كأني أنظر إليه يطوف خلفها يبكي، ودموعه تسيل على لحيته، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ألا تعجبون من حب مغيث بريرة، ومن بغض بريرة مغيثاً ؟! فقال النبي: لو راجعته ؟ قالت: يا رسول الله، تأمرني ؟ قال: إنما أشفع. قالت: لا حاجة لي فيه.

أخرجه الثلاثة.

مغيث بن عبيد البلوي

مغيث بن عبيد بن إياس البلوي. حليف الأنصار.

قتل بمر الظهران يوم الرجيع شهيداً. وهو أخو عبد الله بن طارق لأُمه.

قال عبد الله بن محمد بن عمارة: واسمه مغيث، بالغين المعجمة. وقال الواقدي، وابن إسحاق ! اسمه معتب بن عبيد حليف لبني ظفر وقد تقدم في معتب.

أخرجه أبو عمر.

مغيث بن عمرو

مغيث بن عمرو أبو مروان الأسلمي.

قاله محمد بن إسحاق بالغين المعجمة، وآخره ثاء مثلثة. وقيل: معتب وقد تقدم ذكره والاختلاف فيه.

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه لما أشرف على خيبر قال لأصحابه وأنا فيهم: اللهم، رب السموات وما أظللن... الحديث.

روى هذا الحديث سعيد بن عطاء بن أبي مروان عن أبيه، عن جده أبي مروان قال: واسمه مغيث بن عمرو.
وقال الطبري فيه: معتب، ساكن العين المهملة. وقال غيره: معتب بفتح العين.

أخرجه أبو عمر.

مغيث الغنوي

مغيث الغنوي.

له صحبة. وله حديث مع أبي هريرة في حلب الناقة، قاله أبو عمر مختصراً.

وقال ابن منده، وأبو نعيم: مغيث- وقيل: معتب- بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في بعض البعوث.

روى حديثه محمد بن يزيد بن البراء الغنوي، عن أبيه، عن جده، عن الحارث بن عبيد، عن أبيه عن جده بهذا الحديث.

أخرجه الثلاثة.

المغيرة بن الأخنس

المغيرة بن الأخنس بن شريق الثقفي.

تقدم نسبه عند ذكر أبيه. وهو حليف بني زهرة. وقتل يوم الدار مع عثمان بن عفان رضي الله عنهما، وأبلى يومئذ بلاءً حسناً، وقاتل قتالاً شديداً لما أحرقوا باب عثمان، وقال: البسيط

لمّا تهدّمت الأبواب واحترقـت

 

يمّمت منهنّ باباً غير محترق

حقّاً أقول لعبد الـلّـه آمـره:

 

إن لم تقاتل لدى عثمان فانطلق

والله أتركه ما دام بـي رمـقٌ

 

حتّى يزايل بين الرّأس والعنق

هو الإمام، فلست اليوم خاذلـه

 

إنّ الفرار عليّ اليوم كالسّرق

وقاتل حتى قتل.

قال خليفة بن خياط: بلغني أن الذي قتل المغيرة بن الأخنس تقطع جذاماً بالمدينة.

وقيل: إن الذي قتله رأى في المنام كأن قائلاً يقول له: بشر قاتل المغيرة بن الأخنس بالنار. وهو لا يعرفه، فلما كان يوم الدار، خرج المغيرة يقاتل، فقتل ثلاثة، فحذفه ذلك الرجل بالسيف، فأصاب رجله فقطعها، ثم ضربه فقتله، ثم قال: من هذا ؟ قيل: المغيرة بن الأخنس. فقال: ما أراني إلا المبشر بالنار. فلم يزل بشر حتى هلك.

أخرجه أبو عمر.

المغيرة بن الحارث القرشي

المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي، ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم. كنيته أبو سفيان، وبها اشتهر. وقيل كنيته أبو عبد الملك.

أسلم في الفتح، وشهد حنيناً هو وابنه. ويرد في الكنى أتم من هذا إن شاء الله تعالى.

أخرجه الثلاثة.

المغيرة بن الحارث القرشي

المغيرة بن الحارث بن عبد المطلب القرشي الهاشمي ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم، أخو أبي سفيان المقدم ذكره.

له صحبة. وقد قيل: إن أبا سفيان بن الحارث اسمه المغيرة. ولا يصح، والصحيح أنه أخوه. هذا كلام أبي عمر.

قلت: وقد ذكره ابن الكلبي والزبير بن بكار وغيرهما فقالوا: اسم أبي سفيان المغيرة، وهو الشاعر. وهذا يؤيد ما قاله ابن منده وأبو نعيم من أن المغيرة اسم أبي سفيان، لا اسم أخ له. وجعله أبو عمر ترجمتين، على ظنه أنهما اثنان، وسماهما في الترجمتين المغيرة. وقال ما ذكرناه عنه، والله أعلم.

أخرجه هذه الترجمة أبو عمر.

المغيرة بن الحارث بن هشام

المغيرة بن الحارث بن هشام.

أورده الحضرمي في الصحابة، وروى بإسناده عن معاوية بن يحيى بن المغيرة، عن يحيى بن المغيرة، عن أبيه، عن جده المغيرة بن الحارث بن هشام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يكفي المؤمن الوقعة في الشهر.

أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى.

المغيرة بن سلمان

المغيرة بن سلمان الخزاعي.

أورده ابن شاهين في الصحابة، روى بإسناده عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن المغيرة بن سلمان الخزاعي: أن رجلين اختصما في شيء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: هل لكما في الشطر ؟ وأومأ بيده.

أخرجه أبو موسى.

المغيرة بن شعبة

المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قيس، وهو ثقيف- الثقفي- يكنى أبا عبد الله. وقيل: أبو عيسى. وامه أُمامة بنت الأفقم أبي عمر، ومن بني نصر بن معاوية. أسلم عام الخندق، وشهد الحديبية، وله في صلحها كلام مع عروة بن مسعود، وقد ذكر في السير.

وكان يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كناه أبا عيسى، وكناه عمر بن الخطاب أبا عبد الله.

وكان موصوفاً بالدهاء، قال الشعبي: دهاة العرب أربعة: معاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وزياد، فأما معاوية بن أبي سفيان فللأناة والحلم، وأما عمرو بن العاص فللمعضلات، وأما المغيرة فللمبادهة، وأما زياد فللصغير والكبير. وكان قيس بن سعد بن عبادة من الدهاة المشهورين، وكان أعظمهم كرماً وفضلاً.

قيل: إن المغيرة أحصن ثلاثمائة امرأة في الإسلام، وقيل: ألف امرأة.

وولاه عمر بن الخطاب البصرة، ولم يزل عليها حتى شهد عليه بالزنا، فعزله. ثم ولاه الكوفة فلم يزل عليها حتى قتل عمر، فأقره عثمان عليها. ثم عزله، وشهد اليمامة، وفتوح الشام، وذهبت عينه باليرموك، وشهد القادسية، وشهد فتح نهاوند. وكان على ميسرة النعمان بن مقرن، وشهد فتح همدان وغيرها.

واعتزل الفتنة بعد قتل عثمان، وشهد الحكمين، ولما سلم الحسن الأمر إلى معاوية، استعمل عبد الله بن عمرو بن العاص على الكوفة، فقال المغيرة لمعاوية: تجعل عمراً على مصر والمغرب، وابنه على الكوفة، فتكون بين فكي أسد ! فعزل عبد الله عن الكوفة، واستعمل عليها المغيرة، فلم يزل عليها إلى أن مات سنة خمسين.

روى عنه من الصحابة: أبو امامة الباهلي، والمسور بن مخرمة، وقرة المزني. ومن التابعين أولاده: عروة، وحمزة، وعقار. وروى عنه مولاه وراد، ومسروق، وقيس بن أبي حازم، وأبو وائل، وغيرهم.

وهو أول من وضع ديوان البصرة، وأول من رشى في الإسلام، أعطى يرفأ حاجب عمر شيئاً حتى أدخله إلى دار عمر.

أخبرنا ابراهيم بن محمد الفقيه، وغير واحد، بإسنادهم إلى محمد بن عيسى: حدثنا أبو الوليد الدمشقي، حدثنا الوليد بن مسلم، قال: أخبرني سور بن يزيد، عن رجاء بن حيوة، عن كاتب المغيرة. وهو وراد- عن المغيرة بن شعبة: أن النبي صلى الله عليه وسلم مسح أعلى الخف وأسفله.

وتوفي بالكوفة سنة خمسين، ولما توفي وقف مصقلة بن هبيرة الشيباني على قبره فقال: الخفيف

إنّ تحت الأحجار حزماً وجوداً

 

وخصيماً ألـدّ ذا مـعـلاق

حيّةٌ في الوجار أربـد، لا ين

 

فع منه السّليم نفث الرّاقـي

ثم قال: أما والله لقد كنت شديد العداوة لمن عاديت، شديد الأخوة لمن آخيت.

أخرجه الثلاثة.

المغيرة بن نوفل القرشي

المغيرة بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم القرشي الهاشمي.

ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة قبل الهجرة، وقيل: لم يدرك من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا ست سنين. يكنى أبا يحيى، بابنه يحيى، وأم يحيى أمامة بنت أبي العاص بن الربيع، وأمها زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكانت أُمامة قد تزوجها علي بن أبي طالب، فلما جرح علي أوصى أن يتزوجها المغيرة بن نوفل، فتزوجها بعد قتل علي. وقيل: كان يكنى أبا حليمة.

وهو الذي ألقى القطيفة على ابن ملجم لما ضرب علياً، فإن الناس لما هموا بأخذ ابن ملجم، حمل عليهم بسيفه، فأفرجوا له، فتلقاه المغيرة، فألقى عليه قطيفة كانت معه، واحتمله وضرب به الأرض، وأخذ سيفه. وكان شديد القوة، وحبسه حتى مات علي كرم الله وجهه، فقتل ابن ملجم.

وشهد المغيرة مع علي صفين، وكان قاضياً في خلافة عثمان.

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثاً واحداً، رواه عبد الملك بن نوفل، عن أبيه، عن جده، عن المغيرة بن نوفل قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لم يحمد عدلاً، ولم يذم جوراً، فقد بارز الله تعالى بالمحاربة.
وقيل: إن حديثه مرسل. وقد روى عن أبي بن كعب، وعن كعب الأحبار.

أخرجه أبو عمر، وأبو موسى، وقال أبو موسى: ذكره ابن شاهين في الصحابة.

المغيرة بن هشام

المغيرة بن هشام، وكنية هشام أبو ذئب، يعرف بها، وهو ابن شعبة بن عبد الله بن قيس بن عبدود بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي بن غالب، جد محمد بن عبد الرحمن بن المغيرة، المعروف بابن أبي ذئب، الفقيه المدني.

ولد عام الفتح، وروى عن عمر بن الخطاب. روى عنه ابن أبي ذئب. أخرجه أبو عمر، وساق نسبه كما ذكرناه. وقال غيره في نسبه: عبد الله بن أبي قيس، والله أعلم.

باب الميم والفاء والقاف

مفروق بن عمرو

مفروق بن عمرو الأصم بن قيس بن مسعود بن عامر بن عمرو بن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل الشيباني. واسم مفروق النعمان، وهو بمفروق أشهر.

روى أبان بن تغلب، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال: تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم الأنعام الآية على بني شيبان، وفيهم المثنى بن حارثة، ومفروق بن عمرو، وهاني بن قبيصة، والنعمان بن شريك، فالتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر فقال: بأبي أنت ! ما وراء هؤلاء عون من قومهم، هؤلاء غرر الناس. فقال مفروق بن عمرو، وقد غلبهم لساناً وجمالاً: والله ما هذا من كلام أهل الأرض، ولو كان من كلامهم لعرفناه. وقال المثنى كلاماً نحو معناه، فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى... النحل الآية، فقال مفروق: دعوت والله يا قرشي إلى مكارم الأخلاق، وإلى محاسن الأفعال، وقد أفك قوم كذبوك وظاهروا عليك. وقال المثنى: قد سمعت مقالتك، واستحسنت قولك، وأعجبني ما تكلمت به، ولكن علينا عهد، من كسرى لا نحدث حدثاً، ولا نؤوي محدثاً ولعل هذا الأمر الذي تدعونا إليه مما يكرهه الملوك. فإن أردت أن ننصرك ونمنعك مما يلي بلاد العرب فعلنا. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما أسأتم إذ أفصحتم بالصدق، إنه لا يقوم بدين الله إلا من حاطه بجميع جوانبه. ثم نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم على يد أبي بكر.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: لا أعرف لمفروق إسلاماً.

المقترب

المقترب كان اسمه الأسود، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم المقترب. وقد تقدم ذكره في الأسود.

المقداد بن عمرو

المقداد بن عمرو بن ثعلبة بن مالك بن ربيعة بن ثمامة بن مطرود بن عمرو بن سعد بن دهير بن لؤي بن ثعلبة بن مالك بن الشريد بن أبي أهون بن قاس بن دريم بن القين بن أهود بن بهراء بن عمرو بن الحاف بن قضاعة البهراوي، المعروف بالمقداد بن الأسود. وهذا الأسود الذي ينسب إليه هو الأسود بن عبد يغوث الزهري. وإنما نسب إليه لأن المقداد حالفه، فتبناه الأسود. فنسب إليه. ويقال له أيضاً: المقداد الكندي. وإنما قيل له ذلك، لأنه أصاب دماً في بهراء، فهرب منهم إلى كندة فحالفهم، ثم أصاب فيهم دماً فهرب إلى مكة فحالف الأسود بن عبد يغوث.

وقال أحمد بن صالح المصري: هو حضرمي، وحالف أبوه كندة فنسب إليها، وحالف هو الأسود بن عبد يغوث فنسب إليه.

والصحيح أنه بهراوي، كنيته أبو معبد، وقيل: أبو الأسود.

وهو قديم الإسلام من السابقين، وهاجر إلى أرض الحبشة. ثم عاد إلى مكة، فلم يقدر على الهجرة إلى المدينة لما هاجر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبقي إلى أن بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عبيدة بن الحارث في سرية، فلقوا جمعاً من المشركين عليهم عكرمة بن أبي جهل، وكان المقداد وعتبة بن غزوان قد خرجا مع المشركين ليتوصلا إلى المسلمين، فتواقفت الطائفتان، ولم يكن قتال، فانحاز المقداد وعتبة إلى المسلمين.

أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من هاجر إلى الحبشة من بني زهرة ومن بهراء المقداد بن عمرو، وكان يقال له: المقداد بن الأسود بن عبد يغوث بن وهب بن عبد مناف بن زهرة؛ وذلك أنه كان تبناه وحالفه. وشهد بدراً أيضاً، وله فيها مقام مشهور. وبهذا الإسناد عن ابن إسحاق قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سار إلى بدر الخبر عن قريش بمسيرهم ليمنعوا عيرهم، فاستشار رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس، فقال أبو بكر فأحسن، وقال عمر فأحسن، ثم قام المقداد بن عمرو فقال: يا رسول الله، امض لما أُمرت به فنحن معك، والله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى: "اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاَ إِنَّا هَا هُنَا قَاعِدُونَ" المائدة. ولكن: اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون؛ فوالذي بعثك بالحق نبياً لو سرت بنا إلى برك الغماد لجالدنا معك من دونه، حتى نبلغه. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم خيراً، ودعا له.

قيل: لم يكن ببدر صاحب فرس غير المقداد، وقيل غيره، والله أعلم.

وكان المقداد من أول من أظهر الإسلام بمكة، قال ابن مسعود: أول من أظهر الاسلام بمكة سبعة منهم: المقداد.

وشهد أُحداً أيضاً والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومناقبه كثيرة.

أخبرنا غير واحد بإسنادهم عن أبي عيسى الترمذي قال: حدثنا إسماعيل بن موسى الفزاري- ابن بنت السدي- حدثنا شريك، عن أبي ربيعة، عن ابن بريدة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل أمرني بحب أربعة، وأخبرني أنه يحبهم. قيل: يا رسول الله سمهم لنا. قال: علي منهم- يقول ذلك ثلاثاً وأبو ذر، والمقداد، وسلمان.

وروى علي بن أبي طالب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: لم يكن نبي إلا أعطى سبعة نجباء وزراء ورفقاء، وإني أعطيت أربعة عشر: حمزة، وجعفر، وأبو بكر، وعمر، وعلي، والحسن والحسين، وابن مسعود، وسلمان، وعمار، وحذيفة، وأبو ذر، والمقداد، وبلال.

وشهد المقداد فتح مصر. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. وروى عنه من الصحابة: علي، وابن عباس، والمستورد بن شداد، وطارق بن شهاب، وغيرهم. ومن التابعين: عبد الرحمن بن أبي ليلى، وميمون بن أبي شبيب، وعبيد الله بن عدي بن الخيار، وجبير بن نفير، وغيرهم.

أخبرنا إبراهيم بن محمد الفقيه وغيره بإسنادهم إلى محمد بن عيسى قال: حدثنا سويد بن نصر، حدثنا ابن المبارك، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثني سليم بن عامر، حدثنا المقداد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إذا كان يوم القيامة أُذنيت الشمس من العباد، حتى تكون قيد ميل أو اثنين- قال سليم: لا أدري أي الميلين عنى، أمسافة الأرض أم الميل الذي يكحل به العين قال: فتصهرهم الشمس، فيكونون في العرق بقدر أعمالهم، فمنهم من يأخذه إلى عقبيه، ومنهم من يأخذه إلى ركبتيه، ومنهم من يأخذه إلى حقويه، ومنهم من يلجمه إلجاماً- فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشير بيده إلى فيه، أي: يلجمه إلجاماً.

أخبرنا عبد الله بن أحمد بن محمد بن عبد القاهر الخطيب قال: أخبرنا أبو محمد جعفر بن أحمد السراج، أنبأنا علي بن المحسن التنوخي، حدثنا أبو عمر بن حيويه الخزاز، حدثنا أبو الحسين العباس بن المغيرة، حدثنا أبو نصر محمد بن موسى بن هارون الطوسي، حدثنا محمد بن سعد، عن الواقدي، عن موسى بن يعقوب، عن عمته، عن أمها: أن المقداد فتق بطنه فخرج منه الشحم.

وكانت وفاته بالمدينة في خلافة عثمان، ومات بأرض له بالجرف، وحمل إلى المدينة، وأوصى إلى الزبير بن العوام. وكان عمره سبعين سنة، وكان رجلاً ضخماً، قاله منصور، عن إبراهيم، عن همام بن الحارث.

أخرجه الثلاثة.

المقدام بن معد يكرب

المقدام بن معد يكرب بن عمرو بن يزيد بن معد يكرب بن سيار بن عبد الله بن وهب بن ربيعة بن الحارث بن معاوية بن ثور بن عفير الكندي، أبو كريمة، وقيل: أبو يحيى. كذا نسبه أبو عمر.

وقال ابن الكلبي: هو المقداد بن معد يكرب بن عمرو بن يزيد بن معد يكرب بن سيار بن عبد الله بن وهب بن الحارث الأكبر بن معاوية الكندي.

وهو أحد الوفد الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من كندة. يعد في أهل الشام، وبالشام مات سنة سبع وثمانين، وهو ابن احدى وتسعين سنة.

روى عنه سليم بن عامر الخبائري، وخالد بن معدان، والشعبي، وأبو عامر الهوزني، وغيرهم. أخبرنا أبو محمد بن أبي القاسم الدمشقي إجازة، أخبرتنا أم المجتبى العلوية إذناً، أنبأنا إبراهيم بن منصور، أنبأنا أبو بكر بن المقرئ، أنبأنا أبو يعلى الموصلي، حدثنا داود ابن رشيد، حدثنا إسماعيل بن عياش، قال أبو محمد: وأخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن الحسن بن إبراهيم، حدثنا أبو الفرج بن بشر بن أحمد، أنبأنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن محمد بن الحسين، أنبأنا محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي القاضي، حدثنا أبو عمران موسى بن هارون، حدثنا الحكم بن موسى ويحيى بن عبد الحميد الحباني، عن إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعيد، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معد يكرب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: للشهيد عند الله عز وجل خصال، يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويحلى حلية الإيمان، ويزوج من الحور العين، ويجار من عذاب القبر، ويأمن يوم الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منه خير من الدنيا وما فيها، ويزوج اثنتين وسبعين زوجةً من الحور العين، ويشفع في سبعين إنساناً من أهل بيته- اللفظ للذهلي.

أخرجه الثلاثة.

مقسم زوج بريرة

مقسم زوج بريرة.

أورده جعفر المستغفري، وروى عن محمد بن عجلان، عن يحيى بن عروة بن الزبير عن أبيه، عن عائشة قالت: كان في بريرة ثلاث سنن؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها: الولاء- لمن أعتق. وكان زوجها عبداً يقال لها مقسم، فلما عتقت قلت لها: ألم تعلمي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنك أملك بأمرك ما لم يطأك، وما أحب أن تفعلي. قالت: لا حاجة لي به. والأخرى شأن الصدقة حين قال: بلغت محلها.

كذا سماه في هذا الحديث، والمشهور في اسمه أنه مغيث. والله أعلم.

أخرجه أبو موسى.

مقعد

مقعد.

أورده أبو جعفر، وروى بإسناده عن يزيد بن نمران قال: رأيت بتبوك رجلاً مقعداً فقال: مررت بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا على حمار، وهو يصلي، فقال: اللهم، اقطع أثره. فما مشيت عليها.

أخرجه أبو موسى.

مقوقس

مقوقس صاحب الإسكندرية.

أهدى إلى النبي صلى الله عليه وسلم.

ذكره ابن منده وأبو نعيم، ولا مدخل له في الصحابة، فإنه لم يسلم، ولم يزل نصرانياً، ومنه فتح المسلمون مصر في خلافة عمر رضي الله عنه، ولهما أمثال هذا، ولا وجه لذكره.

قال ابن ماكولا: اسم المقوقس جريج. يعني بجيمين، أولهما مضمومة.

باب الميم والكاف

مكحول

مكحول، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أورده جعفر في الصحابة، وروى بإسناده عن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن أبي وجزة يزيد بن عبيد السعيد قال: لما انتهى بالشيماء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي بنت الحارث بن عبد العزى، من بني سعد بن بكر قالت: يا رسول الله، إني لأُختك من الرضاعة... وذكر الحديث قال: فخيرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال: إن أحببت فعندي محبة مكرمة، وإن أحببت أن أُمتعك وترجعي إلى قومك ؟ فقالت بل تمتعني وتردني إلى قومي. فمتعها وردها إلى قومها فزعم بنو سعد أنه أعطاها غلاماً يقال له مكحول وجارية، فزوجت إحداهما بالآخر فلم يزل فيهم من نسلهم بقية.

أخرجه أبو موسى.

مكرم الغفاري

مكرم الغفاري.

روى نضلة بن عمرو الغفاري أن رجلاً من بني غفار أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما أسمك ؟ قال: مهران. قال: بل أنت مكرم- وقيل: كان اسمه مهان، فقال: بل أنت مكرم.

أخرجه بن منده، وأبو نعيم.

مكلبة بن ملكان

مكلبة بن ملكان.

أورده جعفر وغيره في الصحابة.

روى المظفر بن عاصم بن الأغر العجلي سنة إحدى عشرة وثلاثمائة قال: حدثنا مكلبة بن ملكان في مدينة خوارزم- وذكر أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعاَ وعشرين غزوة ومع سراياه- قال: بينما نحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أقبل شيخ يقال له ابن فلان قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، فسلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرد وقال: يا ابن فلان، ألا أُبشرك في شيبك هذا ؟ وذكر حديثاً طويلاً في فضل الشيب.

أخرجه أبو موسى، ولو تركه لكان أصلح !

مكنف الحارثي

مكنف الحارثي.

ذكره الحسن بن سفيان في الوحدان. أخبرنا أبو موسى، كتابة، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا حبيب بن الحسن، حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا أحمد بن يحيى بن محمد، حدثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن مسلم وعبد الله بن أبي بكر، عن مكنف الحارثي قال: أعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر محيصة بن مسعود ثلاثين وسقاً شعيراً، وثلاثين وسقاً تمراً.

أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.

مكنف بن زيد الخيل

مكنف بن زيد الخيل الطائي. تقدم نسبه عند ذكر أبيه، وكان أكبر أولاد زيد الخيل، وبه كان يكنى.

وشهد قتال أهل الردة هو وأخوه حريث بن زيد الخيل مع خالد بن الوليد. وقد ذكره أبو عمر في ترجمة أبيه زيد الخيل.

وحماد الراوية مولى مكنف، قاله القتيبي في المعارف.

أخرجه أبو موسى.

مكيتل الليثي

مكيتل الليثي.

أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس، عن محمد بن إسحاق قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير قال: سمعت زياد بن سعد بن ضميرة السلمي يحدث عن عروة بن الزبير: أن أباه وجده شهدا حنيناً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالا: صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر، ثم عمد إلى ظل شجرة، فقام إليه الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن يختصمان في دم عامر بن الأضبط الأشجعي، وكان قتله محلم بن جثامة، فعيينة يطلب بدم الأشجعي عامر بن الأضبط لأنه من قيس، والأقرع بن حابس يدفع عن محلم لأنه من خندف. فقام رجل من بني ليث يقال له مكيتل، مجموع قصير، فقال: يا رسول الله، ما وجدت لهذا القتيل في غرة الإسلام شبيهاً إلا كغنم وردت فرميت أولاها فنفرت أُخراها، اسنن اليوم وغير غداً... وذكر القصة.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

مكيث

مكيث.

أورده أبو بكر بن أبي علي في باب الميم، وروى أحمد بن الفرات، عن عبد الرزاق عن معمر، عن عثمان بن زفر، عن رافع بن مكيث، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: البر زيادة في العمر.

ورواه الدبري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن بعض بني رافع، عن رافع. وهو الصحيح.

أخرجه أبو موسى.

باب الميم واللام

ملحان بن زياد

ملحان بن زياد بن غطيف وقيل: ملحان بن غطيف بن حارثة بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم الطائي أخو عدي بن حاتم لأُمه.

أدرك النبي صلى الله عليه وسلم مسلماً، وسمع أبا بكر الصديق وسار إلى الشام مجاهداً، وشهد فتح دمشق، وسيره أبو عبيدة منها بين يديه إلى حمص مع خالد بن الوليد.

ذكره البلاذري.

وشهد صفين مع معاوية، وكان أخوه عدي بن حاتم مع علي.

ملحان بن شبل

ملحان بن شبل البكري، وقيل: القيسي.

وهو والد عبد الملك بن ملحان، ويقال: إنه والد قتادة بن ملحان القيسي. يختلفون فيه، وله حديث واحد أخبرنا به أبو أحمد ابن سكينة بإسناده عن أبي داود: حدثنا محمد بن كثير، أنبأنا همام، عن أنس بن سيرين، عن ابن ملحان القيسي، عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بصوم البيض: ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة، ويقول: هو كصيام الدهر.

اختلف فيه على شعبة وعلى أنس بن سيرين أيضاً فقال أبو الوليد الطيالسي، ومسلم بن إبراهيم، وسليمان بن حرب، عن شعبة: عن عبد الملك بن ملحان، عن أبيه، إلا أن أبا الوليد قال: عبد الرحمن بن ملحان. وهو غلط.
وقال يزيد بن هارون، عن شعبة، عن أنس: عن عبد الملك بن منهال، عن أبيه.

قال ابن معين وهو خطأ، والصواب. عبد الملك بن ملحان.

ورواه همام، عن أنس: عن عبد الملك بن قتادة القيسي، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل حديث شعبة.

وهو خطأ، والصواب رواية شعبة، فإن هماماً ليس مما يعارض به شعبة، والله أعلم.

أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.

ملفع بن الحصين

ملفع بن الحصين التميمي السعدي، ويقال: منقع بن الحصين بن يزيد بن شبيل.

له حديث واحد ليس إسناده بالقوي. شهد القادسية، ثم قدم البصرة، واختط بها.

أخرجه أبو عمر.

ملكو بن عبدة

ملكو بن عبدة.

أورده جعفر في الصحابة وقال: قسم له رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر ثلاثين وسقاً، قاله محمد بن إسحاق.

أخرجه أبو موسى.

مليل بن عبد الكريم

مليل بن عبد الكريم بن خالد بن العجلان. قاله جعفر، عن ابن إسحاق.

وقال ابن منده: مليل بن وبرة بن عبد الكريم. أخرجه أبو موسى. وهذا قد أخرجه ابن منده وغيره فقالوا مليل بن وبرة بن عبد الكريم ولعل أبا موسى قد نقل من نسخة فيها غلط، وقد أسقط الناسخ وبرة، فظنه غيره، وهو هو.

مليل بن وبرة

مليل بن وبرة بن عبد الكريم بن خالد بن العجلان. قاله أبو نعيم، عن ابن إسحاق.

وقال ابن منده: مليل بن وبرة بن عبد الكريم بن العجلان.

وقال أبو عمر: مليل بن وبرة بن خالد بن العجلان، من بني عوف بن الخزرج.

وقال الكلبي: مليل بن وبرة بن خالد بن العجلان بن زيد بن غنم بن سالم، من بني عوف بن الخزرج الأكبر، ومثله نسبه ابن ماكولا، عن الواقدي، وقالوا كلهم: أنه شهد بدراً وأحداً.

أخرجه الثلاثة.

باب الميم والنون

منبعث

منبعث. كان اسمه المضطجع، فسماه النبي صلى الله عليه وسلم منبعثاً.

أسلم لما حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف.

أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق قال: ونزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كان محاصراً للطائف ممن أسلم: المنبعث، كان اسمه المضطجع، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم المنبعث، وكان إلى عثمان بن عامر بن معتب.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

منبه أبو وهب

منبه، أبو وهب.

أخرجه أحمد بن محمد بن ياسين في تاريخ هراة فقال: قدم هراة من الصحابة منبه أبو وهب.

أخرجه أبو موسى.

منبه والد يعلى

منبه والد يعلى بن منبه، أبو وهب.

اختلف في حديثه، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الذي أحرم بعمرة وعليه جبة، وهو متخلق بالخلوق، فأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن ينزع الجبة ويغسل أثر الخلوق.

أخرجه أبو عمر.

قلت: هذا وهم من أبي عمر، فإن والد يعلى إنما هو أمية، وقد ذكرناه في الهمزة، وهناك أخرجه أبو عمر أيضاً على الصواب، وإنما أم يعلى اسمها منية، بضم الميم وسكون النون، وبالياء تحتها نقطتان، ونذكر اسمها ونسبها في يعلى ابنها، إن شاء الله تعالى.

منتجع

منتجع.

روى عبد الله بن هشام الرقي، عن ناجية، عن جده المنتجع- وكان من أهل نجد، وكان له مائة وعشرون سنة، لم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة أحاديث- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوحى الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل: إذا أصبحت فشمر ذيلك، فأول شيء تلقاه فكله، والثاني فأدفنه، والثالث فاوه، والرابع فأطعمه. فأول شيء لقيه جبل شامخ في الهواء، قال: يا ويلتا ! أُمرت أن آكل هذا الجبل، ولست أُطيقه !؛ فتضام الجبل حتى صار كالتمرة الحلوة فابتلعها. ثم مضى فإذا هو بطست ملقاة على قارعة الطريق، فاحتفر لها قبراً فدفنها، فكان كلما دفنها نبت عن الأرض، فلما أعيته تركها... وذكر الحديث. وهو غريب.

وقال وهب بن منبه: إن هذا النبي كان شعيباً.

أخرجه أبو موسى.

المنتذر

المنتذر- وقالوا: المنيذر- نسبه جعفر إلى يحيى بن يونس. وقد أروده ابن منده: المنذر، وقال: وقيل: المنيذر.

ونذكره في المنذر والمنيذر.

أخرجه أبو موسى.

المنتشر

المنتشر الهمداني، والد محمد بن المنتشر، وهو جد إبراهيم بن محمد بن المنتشر. سكن الكوفة.

روى عنه ابنه محمد بن المنتشر أنه قال: كانت بيعة النبي صلى الله عليه وسلم التي بايع الناس عليها: البيعة لله، والطاعة للحق. وكانت بيعة أبي بكر: تبايعوني ما أطعت الله.

قال أبو عمر: قال ابن أبي حاتم. قلت لأبي: رأى المنتشر النبي صلى الله عليه وسلم ؟ قال: لا أدري، وقد روى عنه عليه السلام.

قال أبو عمر: ولا تصح له عندي صحبة ولا رؤية، وحديثه مرسل. وهو المنتشر بن الأجدع فيما ذكر الدارقطني.

أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.

المنتفق

المنتفق، وقيل: عبد الله بن المنتفق.

كذا ذكره ابن شاهين وقال: سمعت عبد الله بن سليمان يقول: هذا المنتفق هو أبو رزين العقيلي، وروى بإسناده عن محمد بن جحادة، عن المغيرة بن عبد الله قال: انطلقت إلى الكوفة أنا وصاحب لي، فدخلنا فإذا رجل من قيس يقال له المنتفق- أو: ابن المنتفق- فقال: طلبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا: هو بمنى. فأتيت منى فقالوا: هو بعرفة... وذكر الحديث.

أخرجه أبو موسى. قلت قول عبد الله بن سليمان أن هذا المنتفق هو أبو رزين العقيلي حقق أنه وهم فيه، فإن أبا رزين العقيلي هو لقيط بن صبرة بن عبد الله المنتفق. ومع الاختلاف في، فلم يقل أحد: أن اسمه المنتفق، وقد استقصيناه في اسمه. فليطلب منه. وإنما المنتفق اسم البطن الذي ينسب إليه. والله أعلم.

منجاب بن راشد الضبي

منجاب بن راشد بن أصرم بن عبد الله بن زياد بن حزن بن باليه بن غيظ بن السيد بن مالك بن بكر بن سعد بن ضبة الضبي.

نزل الكوفة، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه ابنه سهم بن منجاب، وكان سهم من أشراف أهل الكوفة، وهو أحد الثلاثة الذين أوصى إليهم زياد بن أبيه حين مات بالكوفة.

أخرجه أبو موسى.

منجاب بن راشد الناجي

منجاب بن راشد الناجي. وناجية بطن من بني سامة بن لؤي. منجاب أخو الخريق بن راشد.

ذكره سيف والمدائني فيمن استعمل على كور فارس في خلافة عثمان، ممن لقي النبي صلى الله عليه وسلم، وآمن به هو وأخوه الخريث. وكانا عمانيين، فهربا من علي بعد التحكيم. فأما الخريث فإنه أفسد في الأرض ببلاد فارس. فسير علي إليه جيشاً فأوقعوا ببني ناجية، وكان كثير منهم قد ارتد. وقد استقصينا قصتهم في كتابنا الكامل في التاريخ.

أخرجه أبو موسى.

وهذا المنجاب غير الأول، فإن ذلك ضبي، وهذا من بني سامة بن لؤي، ثم من بني ناجية وبنو ناجية هم ولد عبد البيت بن الحارث بن سامة بن لؤي وأمه ناجية بنت جرم ربان، حلف عليها بعد أبيه نكاح مقت فنسب ولده إليها.

المنذر بن الأجدع

المنذر بن الأجدع الهمداني.

له صحبة. قاله جعفر.

أخرجه أبو موسى.

المنذر الأسلمي

المنذر الأسلمي. وقيل: منيذر سكن إفريقية. روى عنه أبو عبد الرحمن السلمي أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من قال إذا أضبح: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً، فأنا الزعيم لآخذن بيده حتى أُدخله الجنة.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم. وقال أبو نعيم: رواه بعض المتأخرين من حديث حرملة، عن ابن وهب، عن حيي بن عبد الله، عن أبي عبد الرحمن السلمي. وهو وهم، وإنما هو أبو عبد الرحمن الحبلي، وليس للسلمي مدخل فيه.

المنذر بن أبي أُسيد

المنذر بن أبي أُسيد الساعدي، سماه النبي صلى الله عليه وسلم المنذر.

أخبرنا أبو الفرج يحيى بن محمود، وعبد الوهاب بن هبة الله بإسناديهما إلى مسلم قال: حدثنا محمد بن سهل التميمي وأبو بكر بن إسحاق قالا: حدثنا ابن أبي مريم، حدثنا محمد- وهو ابن مطرف أبو غسان- حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد قال: أُتي بالمنذر بن أبي أُسيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولد، فوضعه على فخذه، وأبو أُسيد جالس، فلهي النبي صلى الله عليه وسلم بشيء بين يديه، فأمر أبو أُسيد بابنه فحمل وأقلبوه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أين الصبي ؟ قال: أبو أُسيد: أقلبناه يا رسول الله. قال: ما اسمه ؟ قال: فلان. قال: لا، ولكن اسمه المنذر. فسماه يومئذ المنذر.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

المنذر بن ساوى

المنذر بن ساوى بن عبد الله بن زيد بن عبد الله بن دارم التميمي الدارمي، صاحب البحرين، نسبه ابن الكلبي.

كان عامل النبي صلى الله عليه وسلم على البحرين. وقيل: هو من عبد القيس. وقد ذكرنا خبر وفادته على النبي صلى الله عليه وسلم في ترجمة نافع أبي سليمان.

روى أبو مجلز، عن أبي عبيدة، عن عبد الله قال: كتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المنذر ابن ساوى: من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذاكم المسلم.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

المنذر بن سعد

المنذر بن سعد بن المنذر، أبو حميد الساعدي.

اختلف في اسمه، فقيل: المنذر. وقيل: عبد الرحمن. وهو ممن غلبت عليه كنيته، وقد ذكرناه في باب العين . ونذكره في الكنى إن شاء الله تعالى.

أخرجه الثلاثة.

المنذر بن عائذ

المنذر بن عائذ بن المنذر بن الحارث بن النعمان بن زياد بن عصر بن عوف بن عمرو بن عوف بن جذيمة بن عوف بن بكر بن عوف بن أنمار بن عمرو بن وديعة بن لكيز بن أفصى بن عبد القيس، الأشج العبدي. العصري.
وهو الذي قال له النبي صلى الله عليه وسلم: إن فيك خلقين يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة. وقد ذكرناه في الأشج، ومن ولده عثمان بن الهيثم بن جهم بن عبس بن حسان ابن المنذر العبدي المحدث.

وقيل: إن النبي صلى الله عليه وسلم: قال له: يا أشج، فهو أول يوم سمي فيه الأشج.

أخرجه الثلاثة.

المنذر بن عباد

المنذر بن عباد الانصاري الساعدي.

قتل يوم الطائف. وقيل: هو المنذر بن عبد الله بن قوال. قاله ابن إسحاق، ونذكره في المنذر بن عبد الله، إن شاء الله.
أخرجه أبو عمر.

المنذر بن عبد الله

المنذر بن عبد الله بن قوال بن وقش بن ثعلبة من بني ساعدة الأنصاري الخزرجي الساعدي.

قتل يوم الطائف شهيداً.

أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، في تسمية من استشهد يوم الطائف: ومن بني ساعدة: المنذر بن عبد الله بن وقش بن ثعلبة.

وقال الواقدي: هو المنذر بن عبد بن قوال بن قيس بن وقش بن ثعلبة بن طريف بن الخزرج بن ساعدة.

قال أبو عمر: هو المنذر بن عباد فيما أظن.

أخرجه الثلاثة.

المنذر بن عبد المدان

المنذر بن عبد المدان اليشكري.

له ذكر في المغازي، لا تعرف له رواية.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: كذا ذكره بعض المتأخرين- يعني ابن مندة- ولم يزد عليه.

المنذر بن عدي

المنذر بن عدي بن المنذر بن عدي بن حجر بن وهب بن ربيعة بن معاوية الأكرمين الكندي.

وفد على النبي صلى الله عليه وسلم.

ذكره ابن الكلبي، والطبري.

المنذر بن عرفجة

المنذر بن عرفجة بن كعب بن النحاط بن كعب بن حارثة بن غنم الأنصاري الأوسي.

شهد بدراً.

أخرجه أبو عمر مختصراً

المنذر بن عمرو بن خنيس

المنذر بن عمرو بن خنيس بن حارثة بن لوذان بن عبد ود بن زيد بن ثعلبة ابن الخزرج بن ساعدة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الخزرجي ثم الساعدي.

كذا نسبه أبو عمر، وابن إسحاق وأما ابن منده، وأبو نعيم، وابن الكلبي فقالوا: خنيس بن لوذان واسقطوا حارثة.
وهو المعروف بالمعنق ليموت، وقيل: المعنق للموت شهد العقبة، وبدراً، وأُحداً.

أخبرنا عبيد الله بن أحمد بإسناده، عن يونس، عن ابن إسحاق، فيمن شهد العقبة من بني ساعدة: والمنذر بن عمرو بن خنيس بن حارثة بن لوذان بن عبد ود بن زيد، نقيب. شهد بدراً وأحداً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقتل يوم بئر معونة.

وكان نقيب بني ساعدة هو وسعد بن عبادة. وكان يكتب في الجاهلية بالعربية، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين طليب بن عمير. وقال ابن إسحاق: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي ذر الغفاري، وكان الواقدي ينكر ذلك، ويقول: آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه قبل بدر، وأبو ذر يومئذ غائب عن المدينة، لم يشهد بدراً ولا أحداً ولا الخندق، وإنما قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك.

وكان على ميسرة النبي صلى الله عليه وسلم. وقتل بعد أحد بأربعة أشهر أو نحوها يوم بئر معونة، وكانت أول سنة أربع.

أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق قال: حدثني والدي إسحاق بن يسار، عن المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وغيرهما من أهل العلم قالوا: قدم أبو براء عامر بن مالك بن جعفر ملاعب الأسنة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم الاسلام، ودعاه إليه، فلم يسلم ولم يبعد من الإسلام، وقال: يا محمد، لو بعثت رجالاً من أصحابك إلى أهل نجد فدعوهم إلى أمرك، لرجوت أن يستجيبوا لك. فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المنذر بن عمرو بن المعنق للموت في أربعين رجلاً من أصحابه من خيار المسلمين، فيهم: الحارث بن الصمة، وحرام بن ملحان، وعروة بن أسماء بن الصلت السلمي، ورافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي، وعامر بن فهيرة، في رجال مسمين، فساروا حتى نزلوا بئر معونة، وهي بين أرض بني عامر وحرة بني سليم... وذكر القصة، فاستصرخ- يعني عامر بن الطفيل- قبائل بني سليم، فأجابوه إلى ذلك، فخرجوا حتى غشوا القوم، فأحاطوا هم في رحالهم. فلما رأوهم أخذوا أسيافهم، ثم قاتلوا حتى قتلوا من عند آخرهم، إلا كعب بن زيد، أخا بني دينار بن النجار وعمرو بن أمية الضمري.

قال ابن إسحاق: ولم يعقب المنذر بن عمرو.

أخرجه الثلاثة.

المنذر بن قدامة

المنذر بن قدامة بن الحارث. تقدم نسبه عند أخيه مالك، وهو من بني غنم ابن السلم بن مالك بن الأوس، الأوسي الأنصاري، شهد بدراً.

أخبرنا أبو جعفر بن السمين بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق، في تسمية من شهد بدراً من الأوس، من بني غنم بن السلم بن امرىء القيس بن مالك بن الأوس: منذر بن قدامة. وكذلك قال ابن شهاب.

أخرجه الثلاثة.

المنذر بن كعب الدارمي

المنذر بن كعب الدارمي.

وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن ولده: أبو جعفر أحمد بن سعيد بن صخر بن سليمان ابن سعيد بن قيس بن عبد الله بن المنذر بن كعب الدارمي المحدث. روى عنه البخاري. قاله أبو العباس السراج في تاريخه. ذكره الغساني.

المنذر بن مالك

المنذر بن مالك.

أخبرنا أبو موسى إجازة، أنبأنا أبو علي، أنبأنا أبو نعيم، أنبأنا أبو محمد بن حيان، حدثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، حدثنا سعيد بن يحيى، حدثنا مسلم بن خالد، عن مطرف البصري، عن حميد بن هلال، عن منذر بن مالك قال: قلت: يا رسول الله، أي الصدقة أفضل ؟ فقال: سر إلى فقير، وجهدٌ من مقل.

أخرجه أبو نعيم، وأبو موسى. قال أبو نعيم: هو مجهول.

المنذر بن محمد

المنذر بن محمد بن عقبة بن أحيحة بن الجلاح بن الحريش بن جحجبى بن كلفة بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس.

شهد بدراً، وأحداً. قاله يونس، عن ابن إسحاق. وقتل يوم بئر معونة، يكنى أبا عبدة أخرجه الثلاثة، وأخرجه أبو موسى فقال: أورده يحيى- يعني ابن منده- على جده أبي عبد الله بن منده، وقد أخرجه جده.

المنذر بن يزيد

المنذر بن يزيد بن عامر بن حديدة.

أدرك النبي صلى الله عليه وسلم، وله صحبة ولأخيه عبد الرحمن.

قاله العدوي.

منصور بن عمير

منصور بن عمير بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار، أبو الروم العبدري، أخو مصعب بن عمير.

كذا سماه أبو بكر بن دريد، وقال: أبو الروم لقب.

من مهاجرة الحبشة، شهد أحداً. ذكره الحافظ أبو القاسم الدمشقي، ويرد في الكنى أتم من هذا، إن شاء الله تعالى.

منظور بن زبان

منظور بن زبان بن سيار بن عمرو- وهو العشراء بن جابر بن عقيل بن هلال بن سمي ابن مازن بن فزارة الفزاري.
وهو الذي تزوج امرأة أبيه، فأنفذ إليه النبي صلى الله عليه وسلم خال البراء ليقتله النساء. وهو جد الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب لأمه، أمه خولة بنت منظور، وهي أيضاً أم إبراهيم بن محمد بن طلحة.
ذكره ابن ماكولا هكذا، ولو لم يكن مسلماً لما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله لنكاحه امرأة أبيه، ولكان قتله على الكفر.

منقذ بن خنيس

منقذ بن خنيس بن سلامة بن سعد بن مالك بن دودان بن أسد بن خزيمة.

قال جعفر: هو اسم أبي كعب الأسدي، سماه ابن حبيب في كتاب من غلبت كنيته على اسمه.

أخرجه أبو موسى مختصراً.

منقذ بن زيد

منقذ بن زيد بن الحارث.

أخرجه أبو عمر مختصراً وقال: ذكره بعض من ألف في الصحابة، ولا أعرفه.

منقذ بن عمرو

منقذ بن عمرو بن عطية بن خنساء بن مبذول بن عمرو بن غنم بن مازن بن النجار الأنصاري الخزرجي ثم النجاري المازني.

له صحبة. وهو جد محمد بن يحيى بن حبان، وكان قد أصابته ضربة في رأسه، فتغير لسانه وعقله، فكان يخدع في البيع، وكان لا يدع التجارة، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا ابتغت شيئاً فقل لا خلابة. وجعل له الخيار في كل سلعة يشتريها ثلاث ليال، وعاش مائة سنة وثلاثين سنة.

أخرجه الثلاثة.

منقذ بن لبابة

منقذ بن لبابة الأسدي، من بني أسد بن خزيمة، ذكره ابن إسحاق فيمن هاجر إلى المدينة من بني غنم بن دودان بن أسد.

أخرجه أبو عمر هكذا: لبابة باللام. وأخرجه أبو موسى: نباتة بالنون، وأحدهما تصحيف من الآخر. وقيل فيه: معبد، وقد تقدم، أخرجه أبو نعيم وابن منده فقالا: نباتة، ففي هذا دليل على أنه نباتة بالنون، والله أعلم

منفعة

منفعة، رجل مذكور في الصحابة.

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، روى عنه ابنه كليب بن منفعة أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، من أبر ؟ قال: أمك.

أخرجه أبو عمر مختصراً.

منفعة: بالنون والفاء. قاله ابن ماكولا.

منقع التميمي

منقع التميمي. غير منسوب. مذكور في الصحابة، وذكره ابن سعد في طبقات أهل البصرة من الصحابة، فقال: المنقع بن الحصين بن يزيد بن شبل بن حيان بن الحارث بن عمرو بن كعب بن عبد شمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم. وقد شهد القادسية، ثم قدم البصرة فاختط بها، وكان له فرس يقال له جناح شهد عليه القادسية فقال: الطويل

لمّا رأيت الخيل زيّل بينـهـا

 

طعانٌ ونشّابٌ، صبرت جناحا

فطاعنت حتّى أنزل اللّه نصره

 

وودّ جناحٌ لو قضى فأراحـا

كأنّ سيوف الهند فوق جبينـه

 

مخاريق برقٍ في تهامة لاحا

وقد روى المنقع عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخرجه الثلاثة.

المنقع بن مالك

المنقع بن مالك بن أمية بن عبد العزى بن ملان بن عمل بن كعب بن الحارث ابن بهثة بن سليم السلمي.

توفي في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بوفاته ترحم عليه. وقد ذكرناه في قدد.

أخرجه أبو موسى.

منكدر بن عبد الله بن الهدير

منكدر بن عبد الله بن الهدير بن عبد العزى بن عامر بن الحارث بن حارثة ابن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي، والد محمد بن المنكدر وإخوته.

روى عن النبي صلى الله عليه وسلم.

أخبرنا أبو بكر مسمار بن عمر بن العويس، أنبأنا أبو العباس بن الطلاية، أنبأنا أبو القاسم عبد العزيز بن عل بن أحمد الأنماطي، أنبأنا أبو طاهر المخلص، حدثنا يحيى بن صاعد، حدثنا خلاد بن أسلم، حدثنا النضر بن شميل، أنبأنا حرث بن السائب مؤذن لبني سلمة قال: سمعت محمد بن المنكدر، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من طاف بهذا البيت سبعاً، وذكر اللّه فيه، كان كعدل رقبة يعتقها.

أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر: حديثه عندهم مرسل، ولكنه ولد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تثبت له صحبة.

منهالٌ أبو عبد الملك

منهال أبو عبد الملك القيسي. روى عنه ابنه عبد الملك.

أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبة بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أنس بن سيرين، عن عبد الملك بن المنهال، عن أبيه قال: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيام أيام البيض الثلاثة، ويقول: هنّ صيام الشّهر.

ورواه أبو داود الطيالسي وسليمان بن حرب، عن شعبة، نحوه.

وقال أبو عمر: عبد الملك بن المنهال عندهم وهم، والصواب عندهم: ملحان. وقد تقدم الكلام عليه في ملحان.

أخرجه الثلاثة.

منيب الأزدي

منيب الأزدي، أبو مدرك.

روى حديثه منيب بن مدرك بن منيب، عن أبيه، عن جده قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجاهلية يقول: قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا، فمنهم من تفل في وجهه، ومنهم من حثا عليه التراب، ومنهم من سبه حتى انتصف النهار، وأقبلت جارية بعس من ماء، فغسل وجهه ويديه وقال: يا بنية، لا تخشي، على أبيك غلبة ولا ذلاً. فقلت: من هذه ؟ فقالوا: هذه زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أخرجه الثلاثة، وقد أخرجوا هذا الحديث في مدرك بن الحارث الأزدي، وقد تقدم.

منيب بن عبد السلمي

منيب بن عبد السلمي.

أورده الخطيب أبو بكر وأبو نصر بن ماكولا. روى عنه عبد الله بن غابر الألهاني- قال: وكان من الصحابة- وعن أبي أمامة الباهلي، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه كان يقول: من صلى الصبح في مسجد جماعة، ثم ثبت حتى يسبح سبحة الضحى، كان كأجر حاج ومعتمر تام، له حجة وعمرة.

أخرجه أبو موسى.

منيذر الأسلمي

منيذر الأسلمي- وقيل: منذر. وقد تقدم ذكره. روى عنه أبو عبد الرحمن وقال: كان يسكن إفريقية، وكان له صحبة، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من قال حين يصبح: رضيت بالله رباً... الحديث.

أخرجه الثلاثة.

باب الميم والهاء

المهاجر بن أبي أمية

المهاجر بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي. أخو أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم لأبيها وأمها. كان اسمه الوليد فكرهه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسماه المهاجر، وأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم المهاجر إلى الحارث بن عبد كلال الحميري باليمن، وتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بتبوك، فرجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عاتب عليه، فشفعت فيه أخته أم سلمة فقبل شفاعتها، فأحضرته فاعتذر إلى النبي، فرضي عنه. واستعمله رسول الله على صدقات كندة والصدف، فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسر إليها، فبعثه أبو بكر رضي الله عنه إلى قتال من باليمن من المرتدين، فلما فرغ سار إلى عمله، فسار إلى ما ذكره له أبو بكر.

وهو الذي فتح حصن النجير بحضرموت مع زياد بن لبيد الأنصاري، وسير الأشعث ابن قيس إلى أبي بكر أسيراً، وله في قتال الردة باليمن أثر كبير، أتينا على ذكره في الكامل في التاريخ.

أخرجه الثلاثة.

المهاجر بن خالد بن الوليد

المهاجر بن خالد بن الوليد، وهو ابن عم الأول، وهو قرشي مخزومي.

كان غلاماً على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وأخوه عبد الرحمن. وكانا مختلفين: شهد عبد الرحمن صفين مع معاوية، وشهدها المهاجر مع علي كرم الله وجهه، وشهد معه الجمل أيضاً، وفقئت عينه بها، وقتل بصفين.

وله ابن اسمه خالد، ولما قتل ابن أثال الطبيب عبد الرحمن بن خالد بالسم الذي سقاه، ولم يطلب خالد بثأر عمه، عيره عزوة بن الزبير، فسار خالد إلى دمشق هو ومولاه نافع، فرصدا ابن أثال ليلاً، وكان يسمر عند معاوية، فلما انتهى إليهما ومعه غيره من سمار معاوية، حمل عليه خالد ونافع، فتفرقوا، وقتل خالد الطبيب، ثم انصرف إلى المدينة وهو يقول لعروة بن الزبير: الطويل

قضى لابن سيف اللّه بالحقّ سيفـه

 

وعرّي من حمل الذّحول رواحلـه

فإن كان حقاً فهو حـقٌّ أصـابـه

 

وإن كان ظنّاً فهو بالظّنّ فاعـلـه

سل ابن أُثالٍ هل ثأرت ابن خالد ؟

 

وهذا ابن جرموز فهل أنت قاتله ؟

يعني أن ابن جرموز قتل الزبير، فلم يطلب أحد من أولاده بثأره.

أخرجه أبو عمر.

المهاجر بن زياد

المهادر بن زياد الحارثي، أخو الربيع بن زياد.

أخرجه أبو عمر، وقال: لا أعلم له رواية، وفي صحبته نظر وقتل بمناذر سنة سبع عشرة.

وقيل: بل قتل يوم تستر مع أبي موسى، وكان صائماً، وقد شرى نفسه من الله عز وجل، فقال أخ له لأبي موسى: إنه يقاتل صائماً. فعزم عليه أن يفطر، فأفطر المهاجر، ثم قاتل حتى قتل رضي الله عنه.

المهاجر مولى أم سلمة

المهاجر، مولى أم سلمة.

قال: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم. روى عنه بكير مولى عمرة- جد يحيى بن عبد الله بن بكير المخزومي، مولى لهم، يعد مهاجر هذا في المصريين. قال بكير: سمعت مهاجراً مولى أم سلمة يقول: خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين- أو: خمس سنين- فلم يقل لشيء صنعته: لم صنعته ؟ ولا لشيء تركته: لم تركته ؟ أخرجه الثلاثة، وقال أبو عمر، لا أدري أهو الذي روى في نعل النبي صلى الله عليه وسلم كان لها قبالان أم لا ؟

المهاجر بن قنفذ

المهاجر بن قنفذ بن عمير بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي.

كان عبد الله بن جدعان عم أبيه. وهو جد محمد بن يزيد بن مهاجر، وقيل: إن اسم المهاجر عمرو، واسم قنفذ خلف، وإن مهاجراً وقنفذاً لقبان، وإنما قيل له المهاجر؛ لأنه لما أراد الهجرة أخذه المشركون فعذبوه، ثم هرب منهم، وقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلماً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم. هذا المهاجر حقاً. وقيل: إنه أسلم يوم فتح مكة، وسكن البصرة، ومات بها.

روى عنه أبو ساسان حضين، ورواية الحسن عنه مرسلة؛ بينهما حضين.

أخبرنا يعيش بن صدقة بن علي الفقيه بإسناده عن أبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب: حدثنا محمد بن بشار حدثنا معاذ بن معاذ، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن حضين أبي ساسان، عن المهاجر بن قنفذ أنه سلم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبول، فلم يرد عليه حتى توضأ، فلما توضأ رد عليه.

وولى الشرطة لعثمان، وفرض له أربعة آلاف.

أخرجه الثلاثة.

حضين: بالحاء المهملة والضاد المعجمة، وآخره نون.

المهاجر

المهاجر. رجل من الصحابة. روى أن نعل النبي صلى الله عليه وسلم كان لها قبالان.

أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.

مهجع

مهجع، مولى عمر بن الخطاب.

هو أول قتيل من المسلمين يوم بدر، أتاه سهم غرب، وهو بين الصفين فقتله. وهو من أهل اليمن، نزل فيه وفي أصحابه قوله تعالى: "وَلاَ تَطْرُدِ الذينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بالغَدَاة والعَشِي يُرِيدُونَ وَجْهَهُ" الأنعام، وهم: بلال، وصهيب، وعمار، وخباب، وعتبة بن غزوان، ومهجع مولى عمر، وأوس بن خولي، وعامر بن فهيرة، قاله ابن عباس.
أخرجه الثلاثة.

مهدي الجزري

مهدي الجزري.

روى سليمان بن المغيرة، عن مبذول بن عمرو، عن مهدي الجزري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة يعذرون بسوء الخلق: المريض، والمسافر، والصائم.

أخرجه أبو موسى وقال: أظنه مرسلاً.

مهران مولى رسول الله- صلى الله عليه وسلم -

مهران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل: كيسان، وقيل: طهمان، وقيل: ذكوان، وقيل: ميمون، وقيل: هرمز. وتقدم ذكر الاختلاف فيه، وقيل: هو مولى آل أبي طالب.

أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عبد الله بن أحمد: حدثني أبي حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن عطاء بن السائب قال: أتيت أم كلثوم بنت علي بشيء من الصدقة، فردتها وقالت: حدثني مولى للنبي صلى الله عليه وسلم يقال له مهران: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنا- آل محمد- لا تحل لنا الصدقة، ومولى القوم منهم أخرجه الثلاثة.

مهران والد ميمون

مهران والد ميمون. روى عنه ابنه ميمون إمام أهل الجزيرة. حدث عمرو بن ميمون بن مهران، عن أبيه، عن جده مهران قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: من لم يقرأ بأم الكتاب في صلاته فهي خداج.

أخرجه أبو نعيم.

مهزّم بن وهب

مهزم بن وهب الكندي.

روى عنه سعيد بن جبير أنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إني لا أُحل لكم أن تنتبذوا في الجر الأخضر والأبيض والأسود، ولينتبذ أحدكم في سقائه، فإذا طاب فليشرب.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

مهشّم بن عتبة

مهشم: هو اسم أبي حذيفة بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس، وقيل في اسمه غير ذلك. وقد تقدم، ويرد في الكنى إن شاء الله تعالى أتم من هذا، فإنه بكنيته أشهر.

أخرجه أبو موسى.

مهلهل

مهلهل، غير منسوب.

روى عنه مسلمة الضبي- وقيل: سلمة- قال: وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال: قال النبي: من سره أن يظلّه الله يوم القيامة، فليصل رحمه، ولا يبخل بالسلام.

أخرجه ابن منده، وأبو نعيم.

مهين

مهين بن الهيثم بن نابي بن مجدعة، من آل الأسود بن أوس بن نابي.

لا عقب له، ذكره ابن إسحاق فيمن شهد العقبة، وذكره ابن منيع وجعفر المستغفري في الصحابة.

أخرجه أبو موسى.

باب الميم والواو

موسى بن الحارث

موسى بن الحارث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة. تقدم نسبه عند ذكر أبيه.
ولد موسى بأرض الحبشة وهلك بها، وقدم أبوه إلى المدينة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في السفينتين أخرجه أبو عمر، وأبو موسى.

مولة بن كثيف

مولة بن كثيف بن حمل بن خالد بن عمرو بن معاوية- وهو الضباب- ابن كلاب.

نسبه الزبير بن بكار. وكلاب هو ابن ربيعة بن عامر بن صعصعة الضبابي الكلابي، قاله أبو عمر.

وقال ابن منده وأبو نعيم: هو مولى الضحاك بن سفيان الكلابي.

وفد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن عشرين سنة، وهو الذي روى قصة عامر بن الطفيل: غدة كغدة البعير، وموت في بيت سلولية ؟!. وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحمل صدقة إبله إليه، بنت لبون، ثم صحب أبا هريرة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة سنة، وعاش في الإسلام مائة سنة، وكان يدعى ذا اللسانين، من فصاحته وبلاغته.

أخرجه الثلاثة، وأخرجه أبو موسى فقال: استدركه يحيى بن منده على جده، وقد أخرجه جده.

مونّس بن فضالة

مونس بن فضالة بن عدي بن حرام بن الهيثم بن ظفر الأنصاري الظفري. هو أخو أنس بن فضالة.
بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم عيناً إلى المشركين من قريش، لما جاءوا إلى أحد مع أخيه. وشهدا جميعاً أحداً.

أخرجه أبو عمر.

مونس: بضم الميم، وفتح الواو، وتشديد النون.

موهب بن عبد الله

موهب بن عبد الله بن خرشة.

ذكره ابن شاهين، وروى بإسناده عن أبي معشر، عن يزيد بن رومان ورجال المدائني قال: كان في وفد ثقيف موهب بن عبد الله- يعني ابن خرشة- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أنت موهب أبو سهل.

أخرجه أبو موسى.

باب الميم والياء

ميتم

ميتم، رجل من الصحابة، لا يعرف نسبه. ذكره ابن أبي عاصم في الوحدان.

أخبرنا يحيى بن محمود إجازة بإسناده إلى أبي بكر أحمد بن عمرو: حدثنا محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى، حدثنا زكريا بن عدي بن عبيد الله بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، عن ميتم- رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم- قال: بلغني أن الملك يغدو برايته مع أول من يعدو إلى المسجد، فلا يزال بها معه حتى يرجع بها منزله، وأن الشيطان يغدو برايته إلى السوق مع أول من يغدو، فلا يزال بها حتى يرجع، فيدخل بها منزله.

أخرجه أبو نعيم، وأبو عمر، وأبو موسى.

ميسرة أبو طيبة

ميسرة أبو طيبة الحجام.

قال ابن منيع: اسم أبي طيبة الحجام ميسرة، وقال: سألت أحمد بن عبيد بن أبي طيبة، عن اسم أبي طيبة، فقال: ميسرة.

وقيل: اسمه نافع.

روى يزيد بن معقل بن ميسرة، عن أبيه معقل، عن أبيه ميسرة حجام النبي صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ستة يعذبون يوم القيامة: الأمراء بالجور، والعرب بالعصبية، والعلماء بالحسد، والدهاقين بالكبر، والتجار بالخيانة، وأهل الرساتيق بالجهل.

أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.

ميسرة الفجر

ميسرة الفجر، له صحبة، يعد لي أعراب البصرة.

أخبرنا عبد الله بن أحمد الخطيب، أنبأنا أبو محمد السراج القارىء، أنبأنا الحسن ابن أحمد الدقاق، أنبأنا عثمان بن أحمد بن السماك، أنبأنا أحمد بن محمد بن عيسى، حدثنا محمد بن سنان، أنبأنا إبراهيم بن طهمان، عن بديل عن عبد الله بن شقيق العقيلي، عن ميسرة الفجر قال: قلت: يا رسول الله، متى كنت نبياً ؟ قال: كنت نبياً وآدم بين الروح والجسد.

أخرجه الثلاثة.

قلت: قال ابن الفرضي: اسم ميسرة الفجر عبد الله بن أبي الجدعاء، وميسرة لقلب له، ويشبه أن يكون كذلك، فإن عبد الله بن شقيق يروي عنهما: متى كنت نبياً ؟.

ميسرة بن مسروق العبسي

ميسرة بن مسروق العبسي.

هو أحد التسعة الذين وفدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني عبس. ولما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع لقيه ميسرة، فقال: يا رسول الله، ما زلت حريصاً على اتباعك. فأسلم وحسن إسلامه، وقال: الحمد لله الذي استنقذني بك من النار. وكان له من أبي بكر منزلة حسنة.

أخرجه الأشيري مستدركاً على أبي عمر.

ميمون مولى رسول الله- صلى الله عليه وسلم -

ميمون، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقيل: مهران، وقيل غير ذلك. وقد تقدم ذكره.

ميمون بن سنباد

ميمون بن سنباد العقيلي، يكنى أبا المغيرة.

روى المعتمر بن سليمان، عن أبيه قال: كنا على باب الحسن، فخرج إلينا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال له ميمون بن سنباد، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قوام أمتي بشرارها.

أخرجه الثلاثة، قال أبو عمر: أنكر بعضهم أن يكون له صحبة، وقال: هو رجل من أهل اليمن.

ميمون بن يامين

ميمون بن يامين.

روى سعيد بن جبير قال: جاء ميمون بن يامين إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وكان رأس اليهود بالمدينة، فأسلم وقال: يا رسول الله، اجعل بينك وبينهم حكماً؛ فإنهم سيرضون بي. فبعث إليهم رسول الله فحضروا، وأدخله بيتاً وقال: اجعلوا بيني وبينكم حكماً. فقالوا: رضينا بميمون بن يامين، فأخرجه إليهم، فقال لهم: أشهد أنه على الحق، وأنه رسول الله. فأبوا أن يصدقوا، فأنزل الله عز وجل: "قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ مِنْ عِنْدِ اللّه وَكَفَرْتُمْ بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرائِيْلَ عَلَى مِثْلِهِ" الأحقاف الآية.

أخرجه أبو موسى.

ميمون

ميمون، غير منسوب، سكن الشام. روى أشعث بن سوار، عن محمد بن سيرين، عن ميمون قال: استقطعت النبي صلى الله عليه وسلم أرضاً بالشام قبل أن تفتح، فأعطانيها، ففتحها عمر في زمانه، فأتيته فقلت له: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعطاني أرضاً من كذا إلى كذا. فجعل عمر ثلثاً لابن السبيل، وثلثاً لعمارتها، وثلثاً لنا.

أخرجه أبو نعيم: وأبو موسى.

مينا والد الحكم

مينا، هو والد الحكم بن مينا، وهو مولى لأبي عامر الراهب.

شهد تبوك مع النبي صلى الله عليه وسلم، قاله مصعب الزبيري. وابنه الحكم يروي عن ابن عمر وأبي هريرة.

أخرجه أبو عمر.

مينا

مينا، غير منسوب.

روى إسماعيل بن جعفر، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة قال: وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحجر، فقال: إنك والله لخير أرض الله، وأحب أرض الله عز وجل إلي، ولولا أني أخرجت منك لما خرجت، وإنما أُحلت لي ساعةً من نهار، ثم هي من ساعتي هذه حرام، لا يعضد شجرها، ولا يحبس خيلها، ولا تلتقط ضالتها إلا لمنشد. فقال له رجل- يقال له: مينا -: يا رسول الله، إلا الإذخر؛ فإنه لبيوتنا وقبورنا.

أخرجه أبو موسى وقال: كذا كان بخط أبي الحسن اللنباني: مينا وفي غير هذه الرواية أن قائل ذلك العباس بن عبد المطلب، غير أن في هذا الحديث ذكر شاه- أو: أبي شاه- فلعله صحفه بعضهم، والله أعلم وأحكم.