كتاب النساء - الجزء الثالث

حرف الغين

غائثة

غائثة. وقيل: غائية.

أتت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فقالت: إن أمي ماتت وعليها نذر أن تمشي إلى الكعبة، فقال: "اقضي عنها".
رواه عُثْمان بن عطاء، عن أبيه مرسلاً.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

غُزَيْلَة بِنْت جابر

غزيلة، ويقال: غزية بِنْت جابر بن حكيم الدوسية أم شريك، هي التي وهبت نفسها للنبي صلّى الله عليه وسلّم. قاله أبو نعيم.

وقال أبو عُمر: هي أنصاريّة من بني النجار قال: والصواب عُزيلة إن شاء الله تعالى. روى عنها جابر بن عَبْد الله، وابن المسيب، وغيرهما.

روى ابن لهيعة، عن أبي الزبير، عن جابر، عن أم شريك: أنها سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: "ليفِرَنَّ الناس من الدجال في الجبال". قلت: فأين العرب يومئذٍ؟ قال: "هم قليل".

أخرجه الثلاثة، وقال أبو عُمر: هي غير أم شريك العامرية، وإحداهما التي وهبت نفسها، وفيها نظر، ويرد ذكرها في أم شريك في الكنى إن شاء الله تعالى، وقد اختلف في التي وهبت نفسها للنبي صلّى الله عليه وسلّم اختلافاً كثيراً.

غُفَيْرَة بِنْت رباح

غفيرة بِنْت رباح، أخت بلال مؤذن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وأخت أخيه خالد.

قال جعفر: هما أخوان وأخت، قاله مُحَمَّد بن إسماعيل البخاري.

أخرجها أبو موسى.

غفيرة مولاة عائشة

غفيرة مولاة عائشة. وقيل: عنقودة، وقد ذكرت.

أخرجها أبو موسى.

غفيلة بِنْت الحَارِث

غفيلة بِنْت الحَارِث. ويقال: بِنْت عُبَيْد بن الحَارِث. روت عنها حجة بِنْت قُريط.

روى موسى بن عُبَيْدة، عن زيد بن عَبْد الرَّحْمَن، عن أبي سلامة، عن أمه حجة بِنْت قريط، عن أمها غفيلة بِنْت الحَارِث قالت: اجتمعت أنا وأمي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهو ضارب قبته بالأبطح، فأخذ علينا أن لا نشرك بالله شيئاً...

أخرجه ابن منده ها هنا، وقيل: عقيْلة بالعين المهملة والقاف. وقد تقدم ذكرها هناك.

الغُميْصاء الأنْصارِيَّة

الغميصاء الأنْصارِيَّة. وقيل: الرميصاء، وهي أم سليم بِنْت مِلحان، أم أنس بن مالك وهي بكنيتها أشهر. أخبرنا أبو ياسر عَبْد الوهاب بن هبة الله بإسناده عن عَبْد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا يحيى، حدثنا حميد، عن أنس، عن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: "دخلت الجنة فسمعت خَشْفَةَ فقلت: ما هذا؟ فقالوا: الغميصاء بِنْت ملحان".

أخرجها ابن منده، وروى لها: "حتى تذوقي عُسَيْلته، ويذوق عُسَيْلتكِ". ويرد الكلام عليها في الترجمة التي بعدها.

الغميصاء الأنْصارِيَّة

الغميصاء الأنْصارِيَّة مطلقة عَمْرو بن حزم.

قال أبو موسى: وهي غير أم سليم، وأم حرام.

أخبرنا أبو موسى إذناً، أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، حدثنا فاروق الخطابي، أخبرنا أبو مسلم الكشي، حدثنا أبو عُمر الضرير، حدثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة. أن عَمْرو بن حزم طلق الغميصاء، فنكحها رجل فطلقها قبل أن يمسها، فجاءت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسأله أن ترجع إلى زوجها الأول فقال: "لا حتى يذوق الآخر من عسيلتها وتذوق من عسيلته".

رواه ابن عباس فقال: الغميصاء أو الرميصاء، ولم يسم زوجها.

أخرجها أبو نُعَيْم وأبو موسى.

قلت: أخرج ابن منده هذا الحديث في ترجمة أم سليم العميصاء المقدم ذكرها ظناً منها أنها المخاطبة للنبي صلّى الله عليه وسلّم في العَود إلى زوجها، وهو وهم، فإن الغميصاء أم سليم تزوجت بأبي طلحة بعد مالك بن النضر، ولم يتفارقا بطلاق إلى أن فرق الموت بينهما والصواب عن أبي نعيم وأبي موسى.

حرف الفاء

فاخِتَةُ بِنْت الأسود

فاختة بِنْت الأسود بن المُطَّلِب بن أسد بن عَبْد العزّى القُرَشِيَّة الأَسَدِيَّة.

روى ابن جُريج، عن عكرمة قال:فرَّق الإسلام بين أربع نسوة وأبناء بعولتهنّ: حمنة بِنْت أبي طلحة بن عَبْد العزى، كانت تحت خلف بن أسد بن عاصم الخزاعي، فخلف عليها الأسود بن خلف. وفاختة بِنْت الأسود بن المُطَّلِب كانت تحت أميَّة بن خلف، فخلف عليها ابنه صفوان بن أميَّة.

أخرجها أبو موسى.

فاختة بِنْت أبي طالب

فاختة بِنْت أبي طالب بن عَبْد المُطَّلِب، أخت علي بن أبي طالب لأبويه، وهي أم هانئ. اختلف في اسمها فقيل: فاختة. وقيل: هِنْد. والأول أكثر. وهي بكنيتها أشهر، وترد في الكنى أكثر من هذا.

أخرجها الثلاثة.

ومن حديثها: أن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم صلى ثماني ركعات غداة الفتح في بيتها.

فاختة بِنْت عَمْرو

فاختة بِنْت عَمْرو الزهرية، خالة النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم.

أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو غالب، أخبرنا أبو بكر، قال أبو موسى: وأخبرنا الحسن، أخبرنا أبو نعيم قالا: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا مُحَمَّد بن عَبْد الله الحضرمي، حدثنا معُمر بن بكار السعدي، حدثنا عُثْمان بن عَبْد الرَّحْمَن، عن مُحَمَّد بن المنكدر، عن جابر بن عَبْد الله قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: "وهبتُ خالتي فاختَةَ بِنْت عَمْرو غُلاماً، وأمرتها أن لا تجعلَهُ جازِراً ولا صائغاً ولا حجّاماً".

أخرجه أبو نعيم وأبو موسى.

فاختة بِنْت الوليد

فاختة بِنْت الوليد بن المغيرة المَخْزُومِيَّة، وتقدم نسبها عند ذكر أخيها خالد بن الوليد. كانت زوج صفوان بن أميَّة بن خلف الجُمحي، أسلمت يوم الفتح، وبايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مع النساء اللاتي بايعنه.

أخرجها الثلاثة.

الفارعَةُ بِنْت أسعد بن زُرارة

الفارعة بِنْت أسعد بن زرارة الأنصاري.

أوصى بها أبوها أبو أمامة أسعد وبأختيها حبيبة وكَبْشَة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من نُبَيط بن جابر من بني مالك بن النجار.

أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن أحمد بن سعد المؤدب بإسناده عن المعافى بن عُمران، حدثنا أبو عقيل، عن بهية، عن عائشة قالت: أَهدَينا يتيمةً من الأنصار، قالت: فلما رجعنا قال النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم: "ما قلتم؟" قالت: سلمنا وانصرفنا. قال: "إن الأنصار قومٌ يعجبهم الغَزَل، ألا قلتِ يا عائشة": الهزج

أتيناكم أتَيْناكُم. فحيُّونا نُحَيّيكم

وهذه اليتيمة هي الفارعة بِنْت أسعد بن زرارة.

الفارعَةُ بِنْت زُرارة

الفارعة بِنْت زرارة بن عُدُس الأنْصارِيَّة، أخت أسعد بن زرارة الأنصاري، ثم من بني مالك بن النجار. أخرجها أبو موسى.

الفارعة بِنْت أبي سُفْيان

الفارعة بِنْت أبي سُفْيان بن حرب بن أميَّة بن عَبْد شمس القُرَشِيَّة الاموِيَّة. كانت عند أبي أحمد بن جحش الأسدي.

روى مُحَمَّد بن عَبْد الله بن نُمَير، عن يونس، عن ابن إسحاق قال: كان أول من خرج من مَكَّة إلى المدينة مهاجراً عَبْد الله بن جحش بن رِئاب الأسدي، أسد بن خزيمة، ومعه أهله الفارعة بِنْت أبي سُفْيان.

أخرجها أبو موسى. وقد اختلف قوله، فإنه جعل في الترجمة أن الفارعة امْرَأَة أبي أحمد بن جحش، وفي الحديث أنها هاجرت مع زوجها عَبْد الله بن جحش، فليحقق وقد اختلفوا في أول من هاجر إلى المدينة، فقال الطبراني: أول من قدمها مهاجراً أبو سلمة بن عَبْد الأسد. والله أعلم.

الفارعة بِنْت أبي الصَّلت

الفارعة بِنْت أبي الصلت الثقفية، أخت أميَّة بن أبي الصلت.

روى عنها ابن عباس: أنها قدمت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد فتح الطائف. وكانت ذات لب وعقل وجمال، وكان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بها معجباً، فقالت الفارعة: فقال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "تحفظين من شعر أخيك شيئاً؟" قلت: نعم، وأعجب من ذلك، كان أخي إذا كان الليل...وذكرت قصة طويلة، وقالت: قدم أخي من سفر فأتاني فرقد على سريري، فأقبل طائران فسقط أحدهما على صدره، فشقّ ما بين صدره إلى ثنته، ثم أخرج قلبه ثم ردّ إلى مكانه وهو نائم، وأنشدت له الأبيات التي أوّلها:

باتتْ هُمومي تَسري طَوارقُهـا

 

أكُفُّ عيني والدَّمعُ سابِقُـهـا

ما رغَّبَ النّفسَ في الحياة؟ وإن

 

تحيا قليلاً فالموتُ سـائقُـهـا

ومنها قوله:

يوشِكُ من فرَّ من مـنِـيَّتِـه

 

يوماً على غِرَّةٍ يوافـقُـهـا

من لم يمت عَبْطَةً يمت هرِماً

 

للموت كأسٌ والمرءُ ذائقهـا

ولما حضرته الوفاة قال عند المعاينة:

إن تغفِرِ الَّلهمَّ تَغْفِرْ جَمّاً

 

وأيُّ عَبْد لكَ لا ألمّـا

ثم قال:

كلُّ عيشٍ وإن تـطـاولَ دهـراً

 

صائرٌ مـرَّةً إلـــى أن يزولا

ليتني كنـتُ مـا قـد بـدا لـي

 

في رؤوس الجبال أرعى الوُعولا

ثم مات، فقال النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم:"كان مثلُ أخيكِ كمَثَلِ الذي آتاه الله آياتِه، فانسلخ منها، فأتبعَهُ الشَّيطانُ فكان من الغاوينَ".

أخرجها الثلاثة.

الفارعة بِنْت عَبْد الرَّحْمَن

الفارعة بِنْت عَبْد الرَّحْمَن الخَثعمية.

تذكر في الصحابة. روى عنها السري بن عَبْد الرَّحْمَن.

أخرجها أبو عُمر مختصراً.

الفارعة بِنْت قُرَيْبَة

الفارعة بِنْت قريبة بن العجلان بن غنم بن عامر بن بياضة الأنْصارِيَّة البياضية. بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

قاله ابن حبيب.

الفارعة بِنْت مالك

الفارعة بِنْت مالك، أخت أبي سعيد الخدري. وقيل: الفريعة، ونذكرها في الفريعة أتم من هذا إن شاء الله تعالى.

الفاضلة الأنْصارِيَّة

الفاضلة الأنْصارِيَّة، امْرَأَة عَبْد الله بن أنيس الجُهَني.

روت أن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم خطبهم وحثَّهم على الصدقة، حديثها عند أهل المدينة.

أخرجها الثلاثة.

فاطِمَة بِنْت أسد

فاطِمَة بِنْت أَسَد بن هاشم بن عَبْد مناف القُرَشِيَّة الهاشمية، أم علي بن أبي طالب، وأم أخوته طالب وعقيل وجعفر. وقيل: إنها توفيت قبل الهجرة. وليس بشيء، والصحيح أنها هاجرت إلى المدينة، وتوفيت بها.

قال الشعبي: أم علي فاطِمَة بِنْت أسد، أسلمت وهاجرت إلى المدينة، وتوفيت بها.

وروى الأعمش، عن عَمْرو بن مرَّة، عن أبي البحتري، عن علي قال: قلت لامي فاطِمَة بِنْت أسد: اكفي فاطِمَة بِنْت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سِقاية الماء والذهاب في الحاجة، وتكفيك الداخل: الطحنَ والعجنَ.

وهذا يدل على هجرتها، لأن علياً إنما تزوج فاطِمَة بالمدينة. قال الزهري: هي أول هاشمية ولدت لهاشمي، وهي أيضاً أول هاشمية ولدت خليفة، ثم بعدها فاطِمَة بِنْت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولدت الحسن، ثم زبيدة امْرَأَة الرشيد ولدت الامين، لا نعلم غيرهنّ. ثم إن هؤلاء الثلاثة لم تصْفُ لهم الخلافة، فأما علي فإنه كان من اضطراب الامور عليه إلى أن قتل، ما هو مشهور، وأما الحسن والامين فخلعا.

أخبرنا أبو الفرج بن أبي الرجاء إجازة بإسناده عن أبي بكر بن أبي عاصم: حدثنا عَبْد الله بن شبيب بن خالد القَيْسي، حدثنا يحيى بن إبراهيم بن هانئ، حدثنا حسين بن زيد بن علي، عن عَبْد الله بن مُحَمَّد بن عُمر بن علي، عن أبيه: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كفَّن فاطِمَة بِنْت أسد في قميصه، واضطجع في قبرها، وجَزَّأها خيراً.

وروي عن ابن عباس نحو هذا، وزاد، فقالوا: ما رأيناك صنعت بأحد ما صنعت بهذه! قال: "إنه لم يكن بعد أبي طالب أبرّ قاله ابن حبيب. منها، إنما ألبستها قميصي لتُكسى من حلل الجنة، واضطجعت في قبرها ليهون عليها عذاب القبر".

قال الزبير:انقرض ولد أسد بن هاشم إلا من ابِنْته فاطِمَة بِنْت أسد.

أخرجها الثلاثة.

فاطِمَة بِنْت أبي الأسد

فاطِمَة بِنْت أبي الأسد أو: أبي الأسود بن عَبْد الأسد. وهي ابنة أخي أبي سلمة بن عَبْد الأسد المخزومي.

روى عَمَّار الدُّهْني، عن شقيق قال: سرقت فاطِمَة بِنْت أبي الأسد، فأشفقت قريش أن يقطعها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فكلموا أسامة بن زيد، فكلم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: "كلَّ شيءٍ ولا تركُ حَدٍّ من حدود الله عَزَّ وجَلّ، ولو كانت فاطِمَة بِنْت مُحَمَّد لقطعْتُها". فقطعها.

وقد روي عن شقيق، عن فاطِمَة بِنْت أبي الأسود هذه: أن امْرَأَة من قريش سرقت. وكان الأول أصح، لأن الحافظ بن ثابت ذكرها كذلك أيضاً.

أخرجها أبو عُمر، وأبو موسى.

فاطِمَة بِنْت الحَارِث

فاطِمَة بِنْت الحَارِث بن خالد بن صخر بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرَّة القُرَشِيَّة التيمية، أمها ريطة بِنْت الحَارِث بن جبَلة. ولدت بأرض الحبشة هي وأختاها زينب وعائشة ابِنْتا الحَارِث. وقيل: إن أخاهن موسى ولد بأرض الحبشة أيضاً، وهلكوا جميعاً من ماءٍ شربوه بالطريق لما رجعوا من الحبشة، إلا فاطِمَة فإنها سلمت، ولم يبق من ولد الحَارِث غيرها.

أخرجها أبو عُمر، وأبو موسى.

فاطِمَة بِنْت أبي حُبَيْش

فاطِمَة بِنْت أبي حبيش بن المُطَّلِب بن أسد بن عَبْد العزّى القُرَشِيَّة الأَسَدِيَّة. وهي التي سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن الإستحاضة.

أخبرنا غير واحد بإسنادهم عن مُحَمَّد بن عيسى: حدثنا هناد، حدثنا وكيع وعَبْدة وأبو مُعاوِيَة، عن هشام بن عُروة، عن أبيه عن عائشة قالت: جاءت فاطِمَة بِنْت أبي حبيش إلى النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله، إني امْرَأَة أُستَحاضُ فلا أطهر، أفأدع الصلاة؟ قال: "لا، إنما ذلك عِرْقُ، وليس بالحيضة، فإذا أقبلت الحيضة فدَعي الصلاة، وإذا أدبرت فاغسلي عنكِ الدَّمَ وصلّي".

أخرجها الثلاثة.

فاطِمَة بِنْت حمزة

فاطِمَة بِنْت حمزة بن عَبْد المُطَّلِب القُرَشِيَّة الهاشمية ابنة عم النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم. وقيل: اسمها أمامة. وقيل: عَمَارَة. قاله أبو نعيم، وتكنى أم الفضل.

أخبرنا يحيى بن محمود إجازة بإسناده إلى القاضي أبي بكر أحمد بن عَمْرو: قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا حسين بن علي، هن زائدة، عن مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى، عن الحكم بن عَبْد الله بن شداد، عن بِنْت حمزة قالت: مات مولى لي وترك ابِنْته، فقسم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ماله بيني وبين ابِنْته، فجعل لي النصف قال مُحَمَّد: هي أخت ابن شداد لامه .

قال: وحدثنا أبو بكر أحمد بن عَمْرو قال: حدثنا يعقوب بن حميد، حدثنا عُمران بن عيينة، عن يزيد بن أبي زياد، عن أبي فاختة، عن جَعْدَة بن هُبيرة، عن علي قال: أهدى إليَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حُلَّةً مسيَّرة بحرير، فقال: "اجعلْها خُمُراً بين الفواطم". فشققت منها أربعة أخمرة: خماراً لفاطِمَة بِنْت مُحَمَّد صلّى الله عليه وسلّم، وخماراً لفاطِمَة بِنْت أسد، وخماراً لفاطِمَة بِنْت حمزة... ولم يذكر الرابعة. أخرجها ابن منده وأبو نعيم.

فاطِمَة الخُزاعية

فاطِمَة الخزاعية.

ذكرها أبو بكر بن أبي عاصم في الوحدان، وأوردها الطبراني أيضاً في الصحابيات.

أخبرنا يحيى إجازة بإسناده عن أحمد بن عَمْرو قال: حدثنا عَبْد الله بن مُحَمَّد بن سالم القزّاز، حدثنا عنبسة بن عَبْد الواحد بن أميَّة بن عَبْد الله بن سعيد بن العاص، عن صالح بن أبي الأخضر، عن الزهري، عن هِنْد بِنْت الحَارِث وفاطِمَة الخزاعية: أن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم دخل على امْرَأَة من الأنصار يعودها، فقال: "كيف تجِدينَكِ؟" قالت: بخير، وقد برحت بي أم مِلْدَم. فقال: "اصبري، فإنها تُذهبُ من خَبَث الإنسان كما تُذهب النار وسخ الحديد".

أخرجها أبو نُعَيْم وأبو موسى.

فاطِمَة بِنْت الخطاب

فاطِمَة بِنْت الخطاب بن نفيل بن عَبْد العزّى القُرَشِيَّة العدويّة، أخت عُمر بن الخطاب رضي الله عنهما. وهي امْرَأَة سعيد بن زيد بن عَمْرو بن نفيل العدوي، أحد العشرة.

أسلمت قديماً أول الإسلام مع زوجها سعيد، قبل إسلام أخيها عُمر، وهي كانت سبب إسلام أخيها عُمر.

روى مجاهد عن ابن عباس قال: سألت عُمر عن إسلامه، فقال: خرجت بعد إسلام حمزة بثلاثة أيام، فإذا فلان المخزومي وكان قد أسلم فقلت: تركت دين آبائك واتَّبعت دين مُحَمَّد؟ قال: إن فعلت فقد فعله من هو أعظم عليك حقاً مني! قلت: من هو؟ قال: أختك وختَنك. قال: فانطلقت فوجدت الباب مغلقاً، وسمعت همهمة، ففتح الباب، فدخلت فقلت: ما هذا الذي أسمع؟ قالت: ما سمعت شيئا. فما زال الكلام بيننا حتى أخذت برأس خَتني فضربته فأدميته، فقامت إليَّ أختي فأخذت رأسي فقالت: قد كان ذاك على رغم أنفك! قال: فاستحييت حين رأيت الدم، وقلت: أروني هذا الكتاب...وذكر قصة إسلام عُمر في ترجمته.

أخرجها الثلاثة.

فاطِمَة بِنْت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم

فاطِمَة بِنْت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، سيدة نساء العالمين، ما عدا مَرْيَم بِنْت عُمران صلى الله عليهما. أمها خديجة بِنْت خويلد. وكانت هي وأم كُلْثُوم أصغر بنات رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

وقد اختلف: في أيتهن أصغر سنّاً؟ وقيل: إن رقية أصغرهن. وفيه عندي نظر، لأن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم زوّج رقية من أبي لهب، فطلقها قبل الدخول بها، أمره أبواه بذلك، ثم تزوجها عُثْمان رضي الله عنه وهاجرت معه إلى الحبشة، فما كان ليزوج الصغرى ويترك الكبرى. وكانت فاطِمَة تكنى أم أبيها، وكانت أحب الناس إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وزوجها من علي بعد أحد. وقيل: تزوجها علي بعد أن ابتنى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعائشة بأربعة أشهر ونصف، وابتنى بعدها بعد تزويجه إياها بسبعة أشهر ونصف، وكان سنها يوم تزويجها خمس عشرة سنة وخمسة أشهر في قول. وانقطع نسل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلا منها، فإن الذكور من أولاده ماتوا صغاراً، وأما البنات فإن رقية رضي الله عنها ولدت عَبْد الله بن عُثْمان فتوفي صغيراً، وأما أم كُلْثُوم فلم تلد، وأما زينب رضي الله عنها فولدت علياً ومات صبيّاً، وولدت أمامة بِنْت أبي العاص فتزوجها علي، ثم بعده المغيرة بن نوفل. وقال الزبير: انقرض عقب زينب.

أخبرنا أبو أحمد عَبْد الوهاب بن علي الصوفي، أخبرنا أبو الفضل بن ناصر، أخبرنا الخطيب بن أبي الصقر الأنباري، أخبرنا أبو البركات أحمد بن عَبْد الواحد بن نظيف، أخبرنا أبو مُحَمَّد بن رشيق، حدثنا أبو بشر الدولابي، حدثنا أحمد بن يحيى الصوفي، حدثنا إسماعيل بن أبان، حدثنا أبو مَرْيَم، عن أبي إسحاق، عن الحَارِث، عن علي قال: خطب أبو بكر وعُمر يعني فاطِمَة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأبى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عليهما، فقال عُمر: أنت لها يا علي. فقلت: ما لي من شيء إلا دِرعي أرهنها. فزوجه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فاطِمَة، فلما بلغ ذلك فاطِمَة بكت، قال: فدخل عليها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: "مالك تبكين يا فاطِمَة! فوالله لقد أنكَحْتُكِ أكثرهم علماً، وأفضلهم حِلماً، وأوّلهم سِلماً". قال: وحدثني الدولابي، حدثنا أحمد بن عَبْد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، حدثني عَبْد الله بن أبي نجيح، عن مجاهد عن علي بن أبي طالب قال: خطبت فاطِمَة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقالت لي مولاة لي. هل علمت أن فاطِمَة خطبت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قلت: لا. قالت: فقد خطبت، فما يمنعك أن تأتي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيزوجك. فقلت: وعندي شيء أتزوج به؟ فقالت: إنك إن جئت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زوجك. فوالله ما زالت ترجّيني حتى دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وكانت لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم جلالة وهيبة فلما قعدت بين يديه أُفحمْتُ، فوالله ما أستطيع أن أتكلم، فقال: "ما جاء بك؟ ألَكَ حاجةٌ؟" فسكتّ، فقال: "لعلّك جئتَ تخطب فاطِمَة؟" قلت: نعم. قال: "وهل عندك من شيء تستحلّها به؟" فقلت: لا، والله يا رسول الله فقال: "ما فعلت بالدرع التي سلَّحتُهَكا؟" فقلت: عندي والذي نفس علي بيده إنها لحُطَمِيّة، ما ثمنها أربعمائة درهم. قال: "قد زوجتك، فابعث بها، فإن كانت لصداق فاطِمَة بِنْت رسول الله صلى الله عليه وسلم".

قال: وحدثنا الدولابي، حدثنا أبو جعفر مُحَمَّد بن عَوْف بن سُفْيان الطائي حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهدي، حدثنا عَبْد الرَّحْمَن بن حميد الرواسي، حدثنا عَبْد الكريم بن سَليط، عن ابن بُرَيدة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ليلة البناء يعني بفاطِمَة "لا تُحَدِّثَنَّ شيئاً حتى تلقاني". فدعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بماء فتوضّأ منه ثم أفرغه على عليّ وقال: "الّلهم بارك فيهما، وبارك علَيهما، وبارك لهما في نسلَيهما".

قال ابن إسحاق: وحدثني من لا أتهم أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يغار لبناته غيرة شديدة، كان لا ينكح بناته على ضرة.

أخبرنا غير واحد بإسنادهم عن أبي عيسى: حدثنا عَبْد الله بن يونس وقتيبة بن سعيد قالا: حدثنا الليث، عن ابن أبي مليكة، عن المِسور بن مَخْرَمة قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول وهو على المنبر: "إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني في أن ينكحوا ابِنْتهم علي بن أبي طالب، فلا آذَنُ، ثم لا آذنُ، ثم لا آذن، إلا أن يريد علي بن أبي طالب أن يطلّقَ ابِنْتي وينكح ابِنْتهم، فإنها بضعةٌ مني، يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها".
أخبرنا أبو مُحَمَّد عَبْد الله بن سويدة، أخبرنا أبو الفضل بن ناصر السلامي، أخبرنا أبو صالح أحمد بن عَبْد الملك بن علي المؤذن،أخبرنا الحاكم أبو الحسن علي بن مُحَمَّد الحافظ، والقاضي أبو بكر الخيري قالا: أخبرنا أبو العَبَّاس مُحَمَّد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن مكرم، حدثنا عُثْمان بن عُمر، حدثنا عَبْد الرَّحْمَن بن عَبْد الله، عن شريك بن عَبْد الله بن أبي نمر، عن عطاء بن يسار، عن أم سلمة قالت: في بيتي نزلت: "إنَّما يريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عنكم الرِّجْسَ أهْلَ البيتِ"، قالت: فأرسل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى فاطِمَة وعلي والحسن والحُسَيْن فقال: "هؤلاء أهلي". قالت: فقلت: يا رسول الله أفما أنا من أهل البيت؟ قال: "بلى، إن شاء الله عَزَّ وجَلّ".

قال أبو صالح: قال الحاكم في المستدرك، عن الأصم قال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.

قال: أخبرنا أبو الصالح، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الأهوازي، أخبرنا أحمد بن عُبَيْد بن إسماعيل الصفار، حدثنا تمام بن مُحَمَّد بن غالب، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يمر ببيت فاطِمَة ستة أشهر إذا خرج لصلاة الفجر، يقول: "الصلاة يا أهل بيت مُحَمَّد، "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهِّرَكم تطهيرا" الأحزاب 33 قال: وأخبرنا أبو صالح أخبرنا أبو القاسم عَبْد الملك بن مُحَمَّد بن بشران، أخبرنا أبو علي أحمد بن الفضل بن العَبَّاس بن خزيمة، حدثنا عيسى بن عَبْد الله الطيالسي رعاث حدثنا أبو نعيم، حدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن فراس، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة قالت: أقبلت فاطِمَة تمشي، كأن مشيتها مشية رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: "مرحباً بابِنْتي". ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم أسرّ إليها حديثاً فبكت، ثم أسر إليها حديثاً فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن، فسألتها عما قال، فقالت: ما كنت لأفشي سرّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فلما قبض سألتها، فأخبرتني أنه أسرّ إليَّ فقال: "إنَ جبريل كان يعارضني بالقرآن في كل سنة مرّة وإنه عارضني العام مرَّتين، وما أراه إلا وقد حضر أجَلي، وإنكِ أول أهلي لحوقاً بي، ونعم السَّلف أنا لك". فبكيت، فقال: "ألا ترضَينَ أن تكوني سيِّدة نساء العالمين؟" قال: أبو صالح: رواه البخاري في الصحيح، عن أبي نعيم. وهذا من غريب الصحيح، فإن زكريا روى عن الشعبي أحاديث في الصحيحين، وهذا يرويه عن فراس، ثم عن الشعبي.

أخبرنا إبراهيم بن مُحَمَّد وغيره بإسنادهم عن الترمذي: حدثنا حسين بن يزيد الكوفي، حدثنا عَبْد السلام بن حرب، عن أبي الحَجاف عن جُمَيع بن عمير التيمي قال: دخلت مع عمي على عائشة، فسألت: أي الناس كان أحب إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قالت: فاطِمَة. قيل: من الرجال؟ قالت: زوجها، إن كان، ما علمتُ صوّأما قوّاماً.

أخبرنا أبو مُحَمَّد بن سُوَيدة، أخبرنا مُحَمَّد بن ناصر، أخبرنا أبو صالح المؤذن، أخبرنا أبو بكر مُحَمَّد بن عَبْد الله بن شاذان المقرئ، حدثنا مُحَمَّد بن عَبْد الله القتاب حدثنا أحمد بن عَمْرو بن أبي عاصم، حدثنا عُمر بن الخطاب، حدثنا أبو صالح حدثنا سُفْيان بن عيينة، عن ابن أبي نجيح، عن أبيه، عن رجل سمع عليّ بن أبي طالب يقول: سألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقلت: أيّنا أحب إليك أنا أو فاطِمَة؟ قال: "فاطِمَة أحبُّ إليَّ منك، وأنت أعزُّ عليَّ منها".

وأخبرنا يحيى بن محمود إذناً بإسناده عن ابن أبي عاصم قال: أخبرنا عَبْد الله بن عُمر بن سالم المفلوج وكان من خيار المسلمين عندي حدثنا حسين بن زيد بن علي بن الحُسَيْن بن علي بن أبي طالب، عن عُمر بن علي، عن جعفر بن مُحَمَّد، عن أبيه، عن علي بن حسين بن علي، عن حسين بن علي، عن علي: أن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم قال لفاطِمَة: "إنَّ اللهَ يغضبُ لغضبكِ ويرضى لرضاكِ".

أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن المخزومي بإسناده عن أحمد بن علي: حدثنا الحسن بن عُثْمان بن شقيق، حدثنا الأسود بن حفص المروزي، حدثنا حسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم كان إذا قدم من سفر قبَّل ابِنْته فاطِمَة.

قال: وحدثنا أحمد بن علي، حدثنا مُحَمَّد بن إسماعيل بن أبي سمينة البصريّ، أخبرنا مُحَمَّد بن خالد الحنفي، حدثنا موسى بن يعقوب الزمعي، عن هاشم بن هاشم عن عَبْد الله بن وهب، عن أم سلمة قالت: جاءت فاطِمَة إلى النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فسارّها بشيءٍ فبكت. ثم سارّها بشيءٍ فضحكت، فسألتها عنه فقالت: أخبرني أنه مقبوضٌ في هذه السنة فبكيت، فقال: " ما يسرّك أن تكوني سيِّدةَ نساء أهل الجَنَّة، إلاّ فلانة"، فضحكت.

أخبرنا عَبْد الوهاب بن أبي حبة بإسناده عن عَبْد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا عَفَّان، حدثنا مُعاذ بن مُعاذ، حدثنا قَيْس بن الربيع، عن أبي المقدام، عن عَبْد الرَّحْمَن الأزرق، عن علي قال: دخل عليَّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وأنا نائم، فاستسقى الحسن أو الحُسَيْن، قال: فقام النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم إلى شاة لنا بَكِئٍ فحلبها، فدرَّت، فجاءه الحسن فنحاه النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقالت فاطِمَة: يا رسول الله، كأنه أحبهما إليك؟ قال: "لا، ولكنه استسقى قبله". ثم قال: "إنّا وإيّاك وهذين وهذا الراقد في مكان واحد يوم القيامة". أخبرنا إبراهيم وغيره بإسنادهم عن أبي عيسى: حدثنا سليمان بن عَبْد الجبار البغدادي، حدثنا علي بن قادم، حدثنا أسباط بن نصر، الهمْداني، عن السدّي، عن صبيح مولى أم سلمة، عن زيد بن أرقم، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال لعلي وفاطِمَة والحسن والحُسَيْن: "أنا حربٌ لمن حاربتم، سِلمٌ لمن سالمتم".

أخبرنا أبو مُحَمَّد الحسن بن علي بن الحُسَيْن الأسدي الدمشقي المعروف بابن البن، حدثنا جدي أبو القاسم الحُسَيْن بن الحسن قال: قرأت على القاضي علي بن مُحَمَّد بن علي المِصّيصي، أخبرنا القاضي أبو نصر مُحَمَّد بن أحمد بن هارون بن عَبْد الله الغساني، أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن جيدُرَّة الأطرابلاسي قراءة عليه، حدثنا إبراهيم بن عَبْد الله القصار، أخبرنا العَبَّاس بن الوليد بن بكار الضبي بالبصرة، عن خالد بن عَبْد الله، عن خالد بن بيان، عن الشعبي، عن أبي جُحيفة، عن علي قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: "إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ من وراء الحجاب: يا أهل الجمْع غُضّوا أبصاركم عن فاطِمَة بِنْت مُحَمَّد حتى تمرّ".

أخبرنا أبو ياسر بن أبي حبّة بإسناده عن عَبْد الله بن أحمد: حدثني أبي حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن ليث، عن عَبْد الله بن الحسن هو ابن الحسن بن علي بن أبي طالب عن أمه فاطِمَة بِنْت الحُسَيْن بن علي، عن جدتها فاطِمَة الكبرى هي بِنْت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قالت: كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذا دخل المسجد صلّى على مُحَمَّد وسلم، ثم قال: "ربِّ اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب رحمتك". وإذا خرج صلى على مُحَمَّد وسلم ثم قال: "ربِّ اغفر لي ذنوبي وافتح لي أبواب فضلك".

هذا الحديث ليس إسناده بمتصل، فإن فاطِمَة بِنْت الحُسَيْن لم تدرك جدتها فاطِمَة الكبرى، والله أعلم.
وتوفيت فاطِمَة بعد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بستة أشهر. هذا أصح ما قيل. وقيل: بثلاثة أشهر. وقيل: عاشت بعده سبعين يوماً. وما رؤيت ضاحكة بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى لحقت بالله عَزَّ وجَلّ، ووجدت عليه وَجداً عظيماً.

قال أنس: قالت لي فاطِمَة: يا أنس كيف طابت قلوبكم؟ تحثون التراب على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟!.
وكانت أول أهله لحوقاً به، تصديقاً لقوله صلّى الله عليه وسلّم. ولما حضرها الموت قالت لأَسْمَاء بِنْت عميس: يا أَسْمَاء، إني قد استقبحت ما يُصنع بالنساء، يطرح على المرأة الثوب فيصفها. قالت أَسْمَاء يا ابنة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ألا أريك شيئاً رأيته بأرض الحبشة؟ فدعت بجرائد رطبة فحنتها، ثم طرحت عليها ثوباً. فقالت فاطِمَة: ما أحسن هذا وأجمله! فإذا أنا متُّ فاغسليني أنت وعليّ، ولا تُدخلي عليَّ أحداً. فلما توفيت جاءت عائشة، فمنعتها أَسْمَاء، فشكتها عائشة إلى أبي بكر وقالت: هذه الخثعمية تحول بيننا وبين بِنْت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وقد صنعت لها هودجاً؟! قالت: هي أمرتني ألاّ يدخل عليها أحد، وأمرتني أن أصنع لها ذلك. قال: فاصنعي ما أمرتك. وغسَّلها عليّ وأَسْمَاء.

وهي أول من غُطّي نعشها في الإسلام، ثم بعدها زينب بِنْت جحش. وصلى عليها علي بن أبي طالب. وقيل: صلى عليها العَبَّاس. وأوصت أن تدفن ليلاً، ففعل ذلك بها.

ونزل في قبرها علي والعَبَّاس، والفضل بن العَبَّاس.

قيل: توفيت لثلاثٍ خلون من رمضان سنة إحدى عشرة، والله أعلم. وكان عُمرها تسعاً وعشرين سنة.

وقال عَبْد الله بن الحسن بن الحسن بن علي: كان عُمرها ثلاثين سنة. وقال الكلبي: كان عُمرها خمساً وثلاثين سنة.

وقد روي أنها اغتسلت لما حضرها الموت وتكفنت، وأمرت عليّاً أن لا يكشفها إذا توفيت وأن يَدْرُجَها في ثيابها كما هي، ويدفنها ليلاً. وقد ذكرنا في أم سَلْمَى غسلها أيضاً. والصحيح أن علياً وأَسْمَاء غسَّلاها والله أعلم.
أخرجه الثلاثة.

فاطِمَة بِنْت سَوْدَة

فاطِمَة بِنْت سودة بن أبي ضُبَيس الجُهْنية.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد الهجرة.

قاله ابن حبيب.

فاطِمَة بِنْت شَيْبَة

فاطِمَة بِنْت شيبة بن ربيعة. وهي ابنة عم هِنْد بِنْت عتبة بن ربيعة. وكانت امْرَأَة عقيل بن أبي طالب، دخل عليها عقيل يوم حنين، وسيفه متلطخ دماً، فقالت: ماذا أصبت من غنائم المشركين؟ فناولها إبرة وقال: تخيطين بها ثيابك. فسمع منادي النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم: "أدُّوا الخِياطَ والمِخْيط" فأخذ الإبرة فألقاها في الغنائم.

ذكرها ابن هشام، عن زيد بن أسلم، عن أبيه. وقال الواقدي: هذا الخبر لفاطِمَة بِنْت الوليد بن عتبة، زَوْجَة عقيل. وروى ابن أبي مليكة وابن أبي حسين: أن امْرَأَة عقيل فاطِمَة بِنْت عتبة بن ربيعة، أخت هِنْد.

أخرجها الغساني مستدركاً على أبي عُمر.

فاطِمَة بِنْت صفوان

فاطِمَة بِنْت صفوان بن أميَّة بن مُحَرث بن شِقّ بن رقَبَة بِنْت مُخدَج الكناني. امْرَأَة عَمْرو بن سعيد بن العاص.

هاجرت معه إلى ارض الحبشة.

أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق، في تسمية من هاجر إلى أرض الحبشة من بني أميَّة: عَمْرو بن سعيد بن العاص، ومعه أمرأته فاطِمَة بِنْت صفوان بن أميَّة بن محرث بن شِق بن رَقَبة.

وماتت بها، وقتل عَمْرو بأجنادين من أرض الشام في خلافة أبي بكر رضي الله عنه. قاله ابن إسحاق.

أخرجها أبو موسى.

فاطِمَة بِنْت الضحاك

فاطِمَة بِنْت الضحاك الكلابية.

قال ابن إسحاق: تزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد وفاة ابِنْته زينب، وخيرها حين نزلت آية التخيير، فاختارت الدنيا، ففارقها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فكانت بعد ذلك تلتقط البعر وتقول: أنا الشقيقة، اخترت الدنيا. هكذا قال، وهذا باطل، لأن الحديث الصحيح عن عائشة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين خير أزواجه بدأ بها، فاختارت الله ورسوله، وتتابع أزواج النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم وقال قتادة وعكرمة: كان عنده تسع نسوة حين خيرهن، وهن اللاتي توفي عنهن. وروى جماعة أن التي قالت: أنا الشقيقة هي التي استعاذت منه. وقد اختلفوا فيها اختلافاً كثيراً. وقد قيل: إن الضحاك بن سُفْيان عرض ابِنْته على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، واسمها فاطِمَة، وقال: إنها لم تصدع قط. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "لا حاجة لي فيها". وقيل: تزوجها سنة ثمان.

أخرجها أبو عُمر.

فاطِمَة بِنْت أبي طالب

فاطِمَة بِنْت أبي طالب، أم هانئ. اختلفوا في اسمها فقيل: فاختة وقد تقدمت وقيل: فاطِمَة. وقيل: هِنْد. ونذكرها في الكنى أتم من هذا إن شاء الله تعالى.

فاطِمَة بِنْت عَبْد الله

فاطِمَة بِنْت عَبْد الله، أم عُثْمان بن أبي العاص الثقفي.

شهدت ولادة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حين وضعته أمه أمنَة، وكان ذلك ليلاً، قالت فما شيء أنظر إليه من البيت إلا نور، وإني أنظر إلى النجوم تدنو، حتى أقول: يقعن عليّ أخرجها أبو عُمر.

فاطِمَة بِنْت عُتَبَة

فاطِمَة بِنْت عتبة بن ربيعة بن عَبْد شمس القُرَشِيَّة العبشمية. أخت هِنْد بِنْت عتبة، وهي خالة مُعاوِيَة.

أسلمت يوم الفتح، وبايعت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم.

روى مُحَمَّد بن العجلان، عن أبيه، عن فاطِمَة بِنْت عتبة بن ربيعة: أن أخاها أبا حذيفة بن عتبة ذهب بها وبأختها هِنْد يبايعان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وذلك يوم الفتح، فلما اشترط علينا قالت هِنْد: أو تعلم في نساء قومك هذه الهنات والعاهات؟ فقال: بايعيه فهكذا يشترط.

وروى مُحَمَّد بن عجلان، عن أبيه، عن فاطِمَة: أنها جاءت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقالت: يا رسول الله، قد كنت وما في الأرض قُبَّة أحب إليّ أن تهدم من قبتك، وإني اليوم وما في الأرض قبة أحب إليّ بقاء من قبتك. فقال: "أما إن أحدكم لن يؤمن حتى أكون أحب إليه من نفسه".

أخرجها الثلاثة.

فاطِمَة بِنْت عَمْرو

فاطِمَة بِنْت عَمْرو بن حرام، عمة جابر بن عَبْد الله.

أخبرنا أبو الفضل عَبْد الله بن أحمد بإسناده عن أبي داود الطيالسي: حدثنا شعبة، عن مُحَمَّد بن المنكدر، عن جابر بن عَبْد الله قال: لما قتل أبي جعلت أكشف الثوب عن وجهه، فجعل القوم ينهونني ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا ينهاني، قال: فجعلت عمتي فاطِمَة بِنْت عَمْرو تبكي، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "تبكين أو لا تبكين، ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها".

أخرجها ابن منده و أبو نعيم.

فاطِمَة بِنْت عَمْرو بِنْت حرام

فاطِمَة بِنْت عَمْرو بن حرام. لها صحية. قاله أبو موسى وقال: أوردها جعفر المستغفري كذلك، لم يزد، قال: وأظنها بِنْت عَمْرو بن حرام، عمة جابر. والله أعلم.

فاطِمَة بِنْت قَيْس بن خالد

فاطِمَة بِنْت قَيْس بن خالد الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عَمْرو بن شيبان بن محارب بن فهر القُرَشِيَّة الفِهرية، أخت الضحاك بن قَيْس، قيل: كانت أكبر منه بعشر سنين.

وكانت من المهاجرات الأول، لها عقل وكمال،وهي التي طلقها أبو حفص بن المغيرة، فامرها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أن تعتد في بيت أم مكتوم، وقدمت الكوفة على أخيها الضحاك بن قَيْس، وكان أميراً، فسمع منها الشعبي.

أخبرنا إسماعيل بن علي وغيره بإسنادهم إلى أبي عيسى: حدثنا هناد، أخبرنا جرير عن مغيرة عن الشعبي قال: قالت فاطِمَة بِنْت قَيْس: طلقني زوجي ثلاثاً على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "لا سكنى لكَ ولا نفقةَ".

ولما طلقها زوجها أبو حفص، خطبها مُعاوِيَة وأبو جهم بن حذيفة، فاستشارت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيهما، فقال النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم: "أما مُعاوِيَة فصعلوك لا مال له، وأما أبو حذيفة فلا يضع عصاه عن عاتقه"، وأمرها بأسامة بن زيد فتزوجته.

وفي بيتها اجتمع أصحاب الشورى لما قتل عُمر بن الخطاب رضي الله عنهم.

أخرجها الثلاثة.

فاطِمَة بِنْت المجلَّلِ

فاطِمَة بِنْت المجلّل بن عَبْد الله بن قَيْس بن عَبْد ودّ بن نصر بن مالك بن حِسل بن عامر بن لؤيّ القُرَشِيَّة العامرية تكنى أم جميل. كانت من السباقين إلى الإسلام، وممن هاجر إلى الحبشة.

أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس بن بكير، عن مُحَمَّد بن إسحاق، فيمن هاجر إلى الحبشة: وحاطب بن الحَارِث بن معُمر معه أمرأته فاطِمَة بِنْت المجلل بن عَبْد الله، وابناه: مُحَمَّد بن حاطب والحَارِث بن حاطب، وهما لابنة المجلل.

وتوفي زوجها بالحبشة، وقدمت هي وابناها إلى المدينة في إحدى السفينتين.

روى عَبْد الله بن الحَارِث بن مُحَمَّد بن حاطب، عن أبيه، عن جده مُحَمَّد قال: لما قدمنا من أرض الحبشة خرجت بي أمي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقالت: يا رسول الله، هذا ابن أخيك حاطب وقد أصابه هذا الحرق من النار، فادع الله له. وقد ذكرناه في مُحَمَّد بن حاطب.

أخرجها ابن منده، وأبو نعيم.

فاطِمَة بِنْت منقذٍ

فاطِمَة بِنْت مُنْقِذ بن عَمْرو بن خنساء الأنْصارِيَّة، من بني مازن.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب.

فاطِمَة بِنْت الوليد بن عتبة

فاطِمَة بِنْت الوليد بن عتبة بن ربيعة بن عَبْد شمس بن عَبْد مناف القُرَشِيَّة العبشمية، امْرَأَة سالم مولى أبي حذيفة، زوجها منه عمها أبو حذيفة بن عتبة.

وكانت من المهاجرات الأول، ومن أفضل أيامى قريش. ولما قتل عنها سالم يوم اليمامة تزوجها بعده الحَارِث بن هشام بن المغيرة المخزومي فيما ذكره إسحاق بن أبي فروة، وليس ممن يحتج به. كذا ذكره العقيلي في نسبها، وذكر في ذلك حديث إسحاق بن أبي فروة، عن إبراهيم بن العَبَّاس بن الحَارِث، عن أبي بكر بن الحَارِث، عن فاطِمَة بِنْت الوليد أم أبي بكر: أنها كانت في الشام تلبس الجباب مم ثياب الخزّ ثم تأتزر، فقيل لها: أما يغنيك هذا عن الإزار؟ فقالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يامر بالإزار.

كذا رواه عَبْد السلام بن حرب، عن إسحاق بن أبي فروة، عن إبراهيم. ولم ينسبها ابن أبي خيثمة ونسبها العقيلي، وغيره يخالفه ويقول: هي ابنة الوليد بن المغيرة المخزومي فعلى هذا هي أخت خالد بن الوليد.

أخرجها أبو عُمر، وجعل الحديث في هذه الترجمة، وكان ينبغي أن يكون في ترجمة فاطِمَة بِنْت الوليد بن المغيرة، لأن الحديث مشهور بها. وأما ابن منده وأبو نعيم فرويا هذا الحديث عن أبي بكر بن عَبْد الرَّحْمَن، وجعلاه في ترجمة فاطِمَة بِنْت الوليد القُرَشِيَّة، ولم ينسبها أكثر من وكلاهما: قرشيتان. ولكن أبو بكر بن عَبْد الرَّحْمَن يروي عن المَخْزُومِيَّة، فقد جعلنا علامتهما ترجمتها والله أعلم.

فاطِمَة بِنْت الوليد بن المغيرة

فاطِمَة بِنْت الوليد بن المغيرة المَخْزُومِيَّة، أخت خالد بن الوليد.

أسلمت يوم الفتح، وبايعت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، وهي زوج ابن عمها الحَارِث بن هشام بن المغيرة المخزومي. قاله أبو عُمر، وقال: يقال: تزوجها بعده عُمر. وفي ذلك نظر.

وقال ابن منده وأبو نعيم: فاطِمَة بِنْت الوليد القُرَشِيَّة. ورويا لها حديث الإزار: أنها كانت تلبسه فوق الجباب. فقيل لها: ألا يغنيك هذا عن الإزار؟ فقالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يامر بالإزار.

أخرجها الثلاثة.

قلت: قد أخرج أبو عُمر هذا الحديث في ترجمة فاطِمَة بِنْت الوليد بن عتبة العبشمية، وأخرجه ابن منده وأبو نعيم في فاطِمَة القُرَشِيَّة، وهو لهذه القُرَشِيَّة المَخْزُومِيَّة، ومما يقوي أن الحديث لهذه أن بعض الرواة قال: عن فاطِمَة بِنْت الوليد أم أبي بكر وأنها كانت بالشام، وهذه فاطِمَة المَخْزُومِيَّة كانت بالشام مع زوجها الحَارِث بن هشام فلما مات عادت إلى المدينة. وقالوا: عن فاطِمَة بِنْت الوليد أم أبي بكر. وهذه المَخْزُومِيَّة هي جَدَّة أبي بكر بن عَبْد الرَّحْمَن بن الحَارِث بن هشام، وكثيراً ما يقولون للجد والجَدَّة. أب وأم.

وقال الزبير بن بكار في ولد الوليد بن المغيرة: وفاطِمَة بِنْت الوليد، ولدت عَبْد الرَّحْمَن وأم حكيم ولدي الحَارِث بن هشام.

وهذا الحديث مشهور بهذه.

أخبرنا غير واحد إجازة قالوا: أخبرنا القاسم أبو الحافظ علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي قال: فاطِمَة بِنْت الوليد بن المغيرة بن عَبْد الله بن عُمر بن مخزوم لها صحبة، روت عن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم حديثاً واحداُ، روى عنها عن ابنها أبو بكر بن عَبْد الرَّحْمَن بن الحَارِث بن هشام قالت: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يامر بالإزار. خرجت مع زوجها الحَارِث إلى الشام، واستشارها خالد في بعض أمره.

فاطِمَة بِنْت اليمان

فاطِمَة بِنْت اليمان، أخت حذيفة بن اليمان. وقد تقدم نسبها عند ذكر أخيها حذيفة بن اليمان.

أخبرنا عَبْد الوهاب بن أبي حبَّة بإسناده عن عَبْد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا مُحَمَّد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن حُصين، عن أبي عُبَيْدة بن حذيفة، عن عمته فاطِمَة أنها قالت: أتينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نعود في نساء. فإذا سقاءٌ معلق نحوه يقطر ماؤه عليه، من شدة ما يجده من حرِّ الحمى، فقلنا: يا رسول الله، لو دعوتَ الله فأذهب عنك هذا فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "إنَّ من أشدِّ الناس بلاءً الأنبياء، ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم".

وروت عن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم كراهة تحلي النساء بالذهب. وهذا إن صح فهو منسوخ، أو على أن تركه أفضل من لبسه. وقد ذكرناه في أخت حذيفة.

أخرجها الثلاثة.

فَرْوَةُ ظِئْرُ النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم

فروة ظئر النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم.

قالت: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إذا أويت إلى فراشك فاقرئي: "قل يا أيُّها الكافرون". فإنها براءة من الشرك.

ذكرها أبو أحمد العسكري.

فُرَيْعَةُ بِنْت أبي أمامة أسعدَ بنِ زُرارة الأنصاريّ.

فُريعة بِنْت أبي أمامة أسعد بن زُرارة الأنصاريّ.

كان أبوها أوصى بها وبأختيها حبيبة وكَبْشَة إلى النَّبِيّ، فزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من نُبيط بن جابر، من بني مالك بن النجار.

أخرجها ابن منده وأبو نعيم. وقيل: الفارعة، وهناك أخرجها أبو عُمر.

فُرَيْعَةُ بِنْت الحُباب

فريعة بِنْت الحباب بن رافع بن مُعاوِيَة الأنْصارِيَّة، من بني الأبجر. بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

قاله ابن حبيب.

فُرَيْعَةُ بن رافع

فريعة بِنْت رافع بن مُعاوِيَة بن عُبَيْد بن الجرّاح الأنْصارِيَّة، ثم من بني الأبجر.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وهي أم سعد بن زرارة. قاله ابن حبيب.

ويحتمل أن تكون هذه والتي قبلها واحدة، ويكون بعضهم قد أسقط اسم أبيها الحباب فالنسب واحد، والقبيلة واحدة، والله أعلم.

فُرَيْعَةُ بِنْت عَمْرو

فريعة بِنْت عَمْرو بن خُنَيس بن لَوذان بن عَبْد وُدّ. وهي أم حسان بن ثابت الأنصاريّ الشاعر.

فُريعة بِنْت قَيْس

فريعة بِنْت قَيْس بن عمير بن لَوذان بن ثعلبة بن مَجْدَعة بن عَمْرو بن حَريش بن جحجبى.
بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

قاله ابن إسحاق.

فُرَيعة بِنْت مالك بن الدُّخْشُم

فريعة بِنْت مالك بن الدُّخشم بن مالك الأنْصارِيَّة، ثم من بني عَوْف بن الخزرج.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

فُريعة بِنْت مالك بن سِنان

فريعة بِنْت مالك بن سنان، أخت أبي سعيد الخِدريّ. تقدم نسبها عند ذكر أخيها. ويقال لها: الفارعة أيضاً.

شهدت بيعة الرضوان. وأمها حبيبة بِنْت عَبْد الله بن أبي سلول.

أخبرنا أبو أحمد بن سُكينة بإسناده عن أبي داود: حدثنا عَبْد الله بن مسلمة القعنبي، عن مالك، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عُجرة، عن عمته زينب بِنْت كعب بن عجرة، أن الفُريعة بِنْت مالك بن سنان وهي أخت أبي سعيد الخدري أخبرتها: أنها جاءت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسأله أن ترجع إلى أهلها في بني خُذْرَة فإن زوجها خرج في طلب أعَبْد له أبِقوا حتى إذا كانوا بطرف القدوم لحقهم فقتلوه. فسألت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أن أرجع إلى أهلي، فإني لم يتركني في مسكن يملكه ولا نفقة. قالت: فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "نعم" قالت: فخرجت حتى إذا كنت في الحجرة أو في المسجد، دعاني أو أمر بي، فدعيت له، فقال: "كيف قلتِ؟" فرددت عليه القصة التي ذكرت من شأن زوجي، قالت: فقال: "امكثي في بيتكِ حتى يبلُغَ الكتابُ أجَلَهُ". قالت: فاعتددت فيه أربعة أشهرٍ وعشراً. قالت: فلما كان عُثْمان بن عَفَّان أرسل إليَّ فسألني عن ذلك، فأخبرته، فاتَّبعه وقضى به.

أخرجها الثلاثة.

فُرَيْعة بِنْت مُعَوِّذ

فريعة بِنْت معوذ ابن عفراء الأنْصارِيَّة. تقدم نسبها عند الربيع بِنْت معوّذ. لها صحبة وكانت مجابة الدعوة دخلت على النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم حديثها في الرخصة في الغناء وضرب الدف في العرس، من حديث أهل البصرة.
أخرجها الثلاثة.

فُريعة بِنْت وهب

فريعة بِنْت وهب الزُّهريّة.

رفعها النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم بيده وقال: "من أراد أن ينظر إلى خالة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: فلينظر إلى هذه".

أخرجها أبو موسى مختصرا، وقال: أوردها جعفر هكذا، لم يزد.

فَسْحَمُ بِنْت أَوْسٍ

فسحمُ بِنْت أوس بن خَولِيّ بن عَبْد الله بن الحَارِث الأنْصارِيَّة، من بني الحبلي. بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

قاله ابن حبيب.

فِضَّةُ النُّوبيَّة

فضّة النّوبيّة، جارية فاطِمَة الزهراء بِنْت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

أخبرنا أبو موسى كتابة، أخبرنا أبو الفضل جعفر بن عَبْد الواحد الثقفي، أخبرنا أبو عُثْمان إسماعيل بن عَبْد الرَّحْمَن العصائدي إجازة، أخبرنا أبو سعيد مُحَمَّد بن عَبْد الله بن حمدون وأبو طاهر بن خُزيمة قالا: أخبرنا أبو حامد بن الشرقي، أخبرنا أبو مُحَمَّد عَبْد الله بن عَبْد الوهاب الخوارزمي، ابن عم الأحنف بن قَيْس في شوّال سنة ثمان وخمسين ومائتين. قال أبو عُثْمان: أخبرنا أبو القاسم الحسن بن مُحَمَّد الحافظ، حدثنا أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن علي بِنَسا، حدثنا أبي، حدثنا عَبْد الله بن عَبْد الوهاب الخُوارزمي: حدثنا أحمد بن حماد المروزي، حدثنا محبوب بن حُميد البصري وسأله عن هذا الحديث روح بن عبادة حدثنا القاسم بن بهرام، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس قال في قوله تعالى: "يُوفونَ بالنَّذْرِ ويخافونَ يوماً كان شرُّهُ مُستطيراً ويُطعمونَ الطَّعام على حُبِّه مكيناً ويتيماً وأسيراً". قال: مرض الحسن والحُسَيْن، فعادهما جدهما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعادهما عامة العرب، فقالوا: يا أبا الحسن، لو نذرت على ولدك نَذراً. فقال علي: إن برئا مما بهما صمت لله عَزَّ وجَلّ ثلاثة أيام شكراً. وقالت فاطِمَة كذلك، وقالت جارية يقال لها فضة نوبيّة: إن برئا سيّداي صمت لله عَزَّ وجَلّ شكراً. فأُلبس الغلامان العافية، وليس عند آل مُحَمَّد قليل ولا كثير. فانطلق عليّ إلى شمعون الخيبري فاستقرض منه ثلاثة آصُعٍ من شعير، فجاء بها فوضعها، فقامت فاطِمَة إلى صاعٍ فطحنته واختبزته، وصلّى عليّ مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثم أتى المنزل فوضع الطعام بين يديه، إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب، فقال: السلام عليكم أهل بيت مُحَمَّد، مسكين من أولاد المسلمين، أطعموني أطعمكم الله عَزَّ وجَلّ على موائد الجنة. فسمعه عليّ، فامرهم فأعطوه الطعام. ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا إلا الماء. فلما كان اليوم الثاني قامت فاطِمَة إلى صاعٍ وخبزته، وصلّى علي مع النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، ووضع الطعام بين يديه، إذ أتاهم يتيم فوقف بالباب، وقال: السلام عليكم أهل بيت مُحَمَّد، يتيم بالباب من أولاد المهاجرين، استشهد والدي، أطعموني. فأعطوه الطعام، فمكثوا يومين لم يذوقوا إلاّ الماء. فلما كان اليوم الثالث قامت فاطِمَة إلى الصاع الباقي فطحنته واختبزته، فصلّى علي مع النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، ووضع الطعام بين يديه، إذ أتاهم أسيرٌ فوقف بالباب وقال: السلام عليكم أهل بيت النبوّة، تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا، أطعموني فإني أسير. فأعطوه الطعام ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا إلا الماء. فأتاهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فرأى ما بهم من الجوع، فأنزل الله تعالى: "هل أتى على الإنسانِ حِيْنٌ منَ الدَّهرِ". إلى قوله: "لا نُريدُ منكم جزاءً ولا شُكوراً".

أخرجها أبو موسى.

فُكَيْهَةُ بِنْت السَّكَنِ

فكيهة بِنْت السّكن بن يزيد الأنْصارِيَّة، من بني سواد.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

قاله ابن حبيب.

فُكَيْهَةُ بِنْت عُبَيْد

فُكَيهة بِنْت عُبَيْد بن دُليم الأنْصارِيَّة، ثم من بني ساعدة. وهي ابنة عم سعد بن عبادة. وهي أم قَيْس بن سعد بن عبادة.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

فُكَيهةُ بِنْت المُطَّلِب بن خُلْدَة بن مُخَلَّد الأنْصارِيَّة، من بني زُرَيق.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

قاله ابن حبيب.

فُكيهة بِنْت يَسار

فكيهة بِنْت يسار، امْرَأَة خطّاب بن الحَارِث.

أخبرنا أبو موسى إذناً، أخبرنا أبو علي أخبرنا أبو نعيم، حدثنا مُحَمَّد بن أحمد بن الحسن، حدثنا مُحَمَّد بن عُثْمان بن أبي شيبة، حدثنا مِنجاب بن الحَارِث حدثنا إبراهيم بن يوسف حدثنا زياد بن عَبْد الله البكائي، عن مُحَمَّد بن إسحاق، في تسمية من أسلم بمَكَّة من المهاجرات: حَطّاب بن الحَارِث، وامْرَأَته فكيهة بِنْت يسار.

أخرجها أبو نُعَيْم وأبو موسى.

حرف القاف

قُتَيْلَةُ بِنْت سَعْدٍ

قُتيلة بِنْت سعد، من بني عامر بن لؤي، امْرَأَة أبي بكر الصديق. وهي أم عَبْد الله وأَسْمَاء.

أوردها جعفر في الصحابيات وقال: تأخر إسلامها، سماها أبو أحمد الحافظ في كتاب الكنى، وأورد جعفر لها الحديث المشهور، رواه هشام بن عروة، عن أبيه، عن أمه أَسْمَاء بِنْت أبي بكر قالت: قدمت أمي عليَّ وهي مشركة في عهد قريش، ومدتهم التي عاهدوا النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فاستأذنت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقلت: قدِمَت أمي وهي راغبة، أفأصلها؟ قال: "نعم هي أمكِ". أخرجها أبو موسى وقال: رواه جماعة عن هشام، وليس في شيءٍ منها ذكر إسلامها، وفي جميع الروايات أنها مشركة. وقد تأول بعضهم وهي راغبة، يعني في الإسلام، وليس كذلك، إنما هي راغبة في شيء تأخذه وهي على شركها، ولهذا استأذنت أَسْمَاء النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم في أن تصلها، ولو كانت راغبة في الإسلام لم تحتج إلى إذنه صلّى الله عليه وسلّم.

قُتَيْلَةُ بِنْت صَيفيّ

قتيلة بِنْت صيفي الجُهنيّة، ويقال: الأنْصارِيَّة. وكانت من المهاجرات الأول. روى عنها عَبْد الله بن يسار.
أخبرنا عَبْد الوهاب بن أبي حبّة بإسناده عن عَبْد الله بن أحمد: حدثني يحيى بن سعيد، حدثنا المَسْعودي عن معَبْد بن خالد، عن عَبْد الله بن يسار، عن قُتيلة بِنْت صيفيّ الجهنية قالت: جاء حَبر إلى النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: نعم القوم أنتم يا مُحَمَّد لولا أنكم تشركون! قال: "سبحان الله! وما ذلك؟" قال: تقولون: "والكعبة" إذا حلفتم. فامهل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شيئاً ثم قال: إنه قد قال: "من حلَفَ فليحلف برب الكعبة". ثم قال: "نعم القوم أنتم لولا أنكم تجعلون لله نِدّاً"! قال: "وما ذلك؟" قال : تقولون: "ما شاء الله وشئت". قال: فامهل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شيئاً ثم قال إنه قد قال: "من قال ما شاء الله فلْيَقُلْ: ثمّ شِئتُ".

أخرجها الثلاثة.

قُتيلة بِنْت العِرباض

قتيلة بِنْت العرباض، من بني مالك بن حِسل. لها ذكر في حديث.

أخرجها ابن منده وأبو نعيم كذا مختصراً.

قُتَيلة بِنْت عَمْرو

قُتيلة بِنْت عَمْرو بن هلال الكنانية.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حجة الوداع.

قاله ابن حبيب.

قتيلة بِنْت قَيْس الكندية

قتيلة بِنْت قَيْس بن معد يكرب الكِندية، أخت الأشعث بن قَيْس. وقيل: قَيلة. والأول أصح.

تزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سنة عشر ثم اشتكى، وقبض ولم تكن قدمت عليه ولا رآها ولا دخل بها. قيل إنه تزوجها قبل وفاته بشهر. وقيل إن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم أوصى أن تخير، فإن شاءت ضرب عليها الحجاب وتُحرم على المؤمنين، وإن شاءت طلقها ولتنكح من شاءت. فاختارت النكاح فتزوجها عكرمة بن أبي جهل بحضرموت، فبلغ أبا بكر فقال: لقد همَمْتُ أن أحرق عليهم بيتهما. فقال له عُمر: ما هي من أمهات المؤمنين، ولا دخل عليها، ولا ضرب عليها الحجاب.

وقيل إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لم يوص فيها بشيء، ولكنه لم يدخل بها، وارتدت مع أخيها حين ارتد، ثم نكحها عكرمة بن أبي جهل، فأراد أبو بكر أن يرجمه، فقال عُمر: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لم يدخل بها، وليست من أمهات المؤمنين، وقد برأها الله عَزَّ وجَلّ بالردّة. فسكت أبو بكر.

وفيها وفي غيرها من أزواج النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم اللاتي لم يدخل بهنّ، اختلاف كثير لم يتحصل منه كثير فائدة، وقد ذكرنا عند كل امْرَأَة ما قيل فيها. والله أعلم.

أخرجها أبو نُعَيْم، وأبو عُمر، وأبو موسى.

قُتَيلة بِنْت النَّضْر

قتيلة بِنْت النّضر بن الحَارِث بن علقمة بن كَلَدة بن عَبْد مناف بن عَبْد الدار بن قصي القُرَشِيَّة العَبْدرية. كانت تحت عَبْد الله بن الحَارِث بن أميَّة الأصغر بن عَبْد شمس، فولدت له عليّاً، والوليد، و مُحَمَّد، وأم الحكم.

قال الواقدي: هي التي قالت الأبيات القافية في رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لما قتل أباها النضر بن الحَارِث يوم بدر، وهي:

يا راكـبـاً إنّ الأثـيلَ مَـظِـنَّةٌ

 

من صبحٍ خامسةٍ وأنتَ موفَّـقُ

أبلِغْ بهـا مـيْتـاً بـإنَّ تـحِـيَّةً

 

ما إنْ تزالُ بها النجائبُ تُعْـنِـقُ

منّي إليه وعَبْـرةً مـسـفـوحةً

 

جادتْ لماتحِها وأخرى تخـنُـقُ

ظلتْ سيوفُ بني أبيه تـنـوشـهُ

 

لله أرحام هـنـاك تَـشَـقَّـقُ

قسراً يُقادُ إلى المنيَّةِ مُـتـعـبـاً

 

رَسْفَ المُقَيَّدِ، وهو عانٍ موثَـقُ

امحَمَّد، أولستَ ضِـنْء نـجـيبةٍ

 

من قومها، والفحلُ فحلٌ مُعْرَقُ

ما كان ضركَ لو مننتَ وربـمـا

 

منّض الفتى وهو المَغيظُ المُحْنَقُ

فالنضرُ أقربُ مَن تركتَ قَرابةً

 

وأحقَّهُم إنْ كان عِتْقٌ بعُـتَـقُ

 

           

فلما بلغ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذلك بكى حتى أخضلت الدموع لحيته، وذكر الزبير قال: فرّق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى دمعت عيناه، وقال لأبي بكر: "يا أبا بكر، لو سمعتُ شِعرها لم أقتل أباها".

أخرجها أبو عُمر.

وروى بعضهم عتق يُعْتَقُ بضم الياء وكسر التاء، ومعناه: إن كان شرف ونجابة وكرم نفس وأصل يُعتق صاحبه فهو أحق به.

قُرَّةُ العين بِنْت عَبادة

قرة العين بِنْت عبادة بن نَضْلة بن مالك بن العجلان الأنْصارِيَّة، ثم من بني عَوْف بن الخزرج، وهي أم عبادة بن الصامت.

قَريبة بِنْت أبي أميَّة

قريبة بِنْت أبي أميَّة بن المغيرة بن عَبْد الله بن عُمر بن مَخزوم القُرَشِيَّة المَخْزُومِيَّة. لها ذكر في حديث أم سلمة زوج النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، وهي أختها.

وروى أبو بكر بن عَبْد الرَّحْمَن بن الحَارِث بن هشام، عن أم سلمة قالت: لما وضعتُ زينب جاءني النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فخطبني، فتزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فقال: "أين زينب؟" فقالت قريبة بِنْت أميَّة ووافقها عندها: أخذها عَمَّار بن ياسر، فقال النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم: "أنا آتيكم الليلة"..

أخرجه ابن منده وأبو نعيم وأبو موسى وإنما أخرجه أبو موسى لأن ابن منده اختصر ذكرها، ولو استدرك عليه أمثال هذا لكان كثيراً فلا أدري لم ذكر هذه؟.

قريبة بِنْت الحَارِث

قريبة بِنْت الحَارِث العُتْواريّة.

روت عنها بِنْتها عقيلة قالت: جئت أنا وأمي قَريبة بِنْت الحَارِث العتوارية في نساء من المهاجرات إلى النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، وهو ضارب قبته بالأبطح، فأخذ علينا أن لا نشرك بالله شيئاً. قالت فأقررنا وبسطنا أيدينا لنبايعه، فقال: "إني لا أمسُّ يد النساء". فاستغفر لنا، وكان ذلك بيعتنا.

أخرجها ابن منده وأبو نعيم.

قٌرَيْبَة بِنْت زيد

قريبة بِنْت زيد بن عَبْد ربه بن زيد الأنْصارِيَّة الجشمية.

بايعت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم.

قاله ابن حبيب.

قَريرة بِنْت الحَارِث العُتوارية

قريرة بِنْت الحَارِث العتوارية وقيل: قَريبة. وقد تقدمت.

هكذا أخرجها الطبراني وغيره. روت عنها ابِنْتها عقيلة بِنْت عُبَيْد بن الحَارِث.

أخبرنا أبو موسى كتابة، أخبرنا أبو غالب، أخبرنا أبو بكر.

قال أبو موسى: وأخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، قالا: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا مُحَمَّد بن علي الصائغ، حدثنا حفص بن عُمر الحُدَيّ أخبرنا بكار بن عَبْد الله ابن أخي موسى بن عُبَيْدة الرَّبذي حدثني موسى.
زاد بن ريذة، عن الطبراني قال: وحدثنا مُعاذ بن المثنى، حدثنا علي بن المديني، حدثنا زيد بن الحباب، أخبرنا موسى بن عُبَيْدة، حدثني زيد بن عَبْد الرَّحْمَن وفي رواية علي بن زيد بن عَبْد الله بن أبي سلامة عن أمه حجة بِنْت قريظ، عن أمها عقيلة بِنْت عُبَيْد بن الحَارِث قالت: جئت أنا وأمي قريرة بِنْت الحَارِث العتوارية في نساء من المهاجرات، فبايعن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم وهو ضارب عليه قبته بالأبطح، فأخذ علينا أن لا نشرك بالله شيئا... الآية كلها فلما أقررنا وبسطنا أيدينا لنبايعه قال: "إني لا أمس أيدي النساء"، فاستغفر لنا. فكانت تلك بيعتنا. وقد تقدم في قريبة.

أخرجها كذا أبو نعيم، وأبو موسى.

قِسْرَة بِنْت رُوَاس

قسرة بِنْت رواس الكِندية، من عجائز العرب.

أخبرنا أبو موسى إذناً أخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم حدثنا الحُسَيْن بن علي بن أحمد الربضي حدثني ذكوان بن مُحَمَّد بن علي الحرشي، حدثنا مُحَمَّد بن خلاد العطار، حدثنا عَبْد الرَّحْمَن بن عَمْرو بن جبلة الباهلي قال: حدثتنا ميسرة بِنْت حبشي الطائية، عن قتيلة بِنْت عَبْد الله، عن قسرة بِنْت رواس الكندية قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "يا قسرة، اذكري الله تعالى عند الخطيئة، يذكرك عندها بالمغفرة. وأطيعي زوجك يكفيك شر الدنيا والآخرة. وبرّي والديكِ يكثر خير بيتكِ".

تفرد به ابن جبلة في أسانيد كثيرة للنساء خاصة، وغيره أوثق منه.

أخرجها أبو نُعَيْم، وأبو عُمر، وأبو موسى.

قُفَيْرَة الهلالية

قُفَيْرَة ويقال: مليكة الهلالية، امْرَأَة عَبْد الله بن أبي حَدرد. لم يرو عنها إلا عَبْد الرَّحْمَن الأعرج. ذكرها مسلم في كتاب الإفراد، وذكرها أبو علي الغساني.

قُهْطَم بِنْت عَلقمة قهطم بِنْت علقمة بن عَبْد الله بن أبي قَيْس، امْرَأَة سَليط بن عَمْرو وابن عَبْد شمس بن عَبْد وُدّ بن نصر بن مالك بن حِسْل بن عامر بن لؤي. هاجرا جميعاً إلى أرض الحبشة، ورجعا جميعاً في السفينة إلى المدينة قاله ابن إسحاق.

أخرجها أبو موسى.

قَيْلَة الأنمارِيَة

قيلة الأنمارِيَة وقال ابن خيثمة الأنْصارِيَّة أخت بني أنمار. وقيل: أم بني أنمار.

رأت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، روى عَبْد الله بن عُثْمان بن خيثم عنها أنها قالت: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عند المروة بحل من عُمرة له، فجلست إليه فقلت: يا رسول الله، إني امْرَأَة أشتري وأبيع، فربما أردت أن أبيع السلعة فأستام بها أكثر مما أريد أن أبيعها، ثم أنقص حتى أبيعها بالذي أريد. وإذا أردت أن أشتري السلعة أعطيت بها أقل مما أريد أن آخذها به، حتى آخذها بالذي أريد. فقال النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم: "لا تفعلي قيلة، إذا أردت أن تشتري السلعة فاستامي بها الذي تريدين أن تأخذ يه، أُعطيتِ أو مُنعت".

أخرجها الثلاثة.

قيلة الخزاعية

قيلة الخزاعية. وهي أم سباع بن عَبْد العزى بن عَمْرو بن نضلة بن عباس بن سليمان الخزاعية، من حلفاء بني زُهرة، فيها نظر.

أخرجها أبو عُمر.

قيلة بِنْت مَخْرَمة قيلة بِنْت مخرمة الغَنَوِيّة. وقيل العنزية. وقيل العنبرية. وهو الصحيح، لأنه قد قيل فيها التميمية، والعنبر من تميم.

روى عَبْد الله بن حسان العنبري قال: حدثتني جدتاي صفية ودُحَيبة ابِنْتا عليبة وكانتا ربيبتي قيلة بِنْت مخرمة، وكانت جَدَّة أبيهما أخبرتهما قيلة بِنْت مخرمة وكانت تحت حبيب ابن أزهر فخرجت تبتغي الصحابة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في أول الإسلام، فبكي جُوَيْرِيَة منهنّ حديثة، وهي أصغرهن، وعليها سُيَيْج لها فرحمتها فاحتملتها معها.. وذكر القصة بطولها وقالت: فقدمنا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يصلي بالناس صلاة الغداة، فسمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: "المسلم أخو المسلم، يسَعُهُما الماء والشجر، ويتعاونان على الفَتَّان".

أخرجه الثلاثة، وهو حديث طويل كثير الغريب، أخرجه أبو نعيم وأبو عُمر مختصراً، وأخرجه ابن منده مطوّلاً.
أخبرنا غير واحد بإسنادهم عن مُحَمَّد بن عيسى حدثنا عَبْد بن حميد، حدثنا عَفَّان بن مسلم الصفار، حدثنا عَبْد الله بن حسان: أن حدثه جدتاه صفية ودحيبة ابِنْتا عُليبة، عن قيلة بِنْت مخرمة وكنتا ربيبتها وقيلة جَدَّة أبيهما أم أبيه، وأنها قالت: قدمنا على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فذكرت الحديث بطوله حتى جاء رجل وقد ارتفعت الشمس، فقال: السلام عليك يا رسول الله. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "وعليك السلام ورحمة الله". وعليه يعني النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم أسمالُ مُلَيَّتَيْن كانتا بزعفران، وقد نفضتا، ومعه عُسَيْبُ نخلة.

حرف الكاف

كَبْشَة بِنْت أبي أمامة كَبْشَة بِنْت أبي أمامة أسعد بن زُرارة، وكانت تحت عَبْد الله بن أبي حبيبة، وهي خالة أبي أمامة بن سهل بن حُنيف، وأختها الفارعة، وقيل: الفريعة، كانت تحت نُبيط بن جابر، وكان أبوهن قد أوصى إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بهنّ، فرباهنّ وزوّجهنّ.

أخرجها ابن منده، وأبو موسى.

كَبْشَة الأنْصارِيَّة

كَبْشَة الأنْصارِيَّة، جَدَّة عَبْد الرَّحْمَن بن أبي عُمرة. وقيل: كبيشة. وتعرف بالبرصاء، وهي غير منسوبة، وقد نسبها أبو عَروبة فقال: كَبْشَة بِنْت ثابت بن المنذر بن حرام، أخت حسان بن ثابت. وقال أحمد بن زهير، عن أبيه: هي من بني مالك بن النجار، وهذا يؤيد قول أبي عروبة، لأن حسان بن ثابت من بني مالك بن النجار. أخبرنا إبراهيم بن مُحَمَّد بن مهران وغيرهم بإسنادهم إلى مُحَمَّد بن عيسى: حدثنا ابن أبي عُمر حدثنا سُفْيان، عن يزيد بن يزيد، عن جابر بن عَبْد الرَّحْمَن بن أبي عُمرة، عن جدته كَبْشَة قالت: دخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فشرب من فيّ قربة معلقة قائماً، فقمت إلى فيّها فقطعته.

هذا يزيد بن يزيد هو أخو عَبْد الرَّحْمَن بن يزيد بن جابر، وهو أقدم منه موتاً.

أخرجها الثلاثة.

كَبْشَة بِنْت أَوس

كَبْشَة بِنْت أوس بن شَريق، وهي أم خزيمة بن ثابت، وهي أنصارية من بني خَطْمة.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

قاله ابن حبيب.

كَبْشَة بِنْت ثابت

كَبْشَة بِنْت ثابت بن حارثة بن ثعلبة بن الجُلاس الأنْصارِيَّة، من بني خُدارة.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب.

كَبْشَة بِنْت حاطِب

كَبْشَة بِنْت حاطب بن قَيْس بن هَيْشَة، من بني مُعاوِيَة.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.قاله ابن حبيب.

كَبْشَة بِنْت حكيم

كَبْشَة بِنْت حكيم الثقفية، جَدَّة أم الحكم بِنْت يحيى بن عُقْبَة.

روت عنها أم الحكم رأت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم. ولها صحبة.

كَبْشَة بِنْت رافع

كَبْشَة بِنْت رافع بن عُبَيْد بن الأبجر وهو خدُرَّة بن عَوْف بن الخزرج الأنْصارِيَّة الخدرية، هي أم سعد بن مُعاذ الأشهلي، عاشت بعد ابنها وندبته لما مات.

أخبرنا عُبَيْد الله بن أحمد بإسناده عن يونس، عن مُحَمَّد بن إسحاق قال: وقالت أم سعد حين حُمل نعش سعد وهي تبكيه:

ويلُ أم سعدٍ سعدا

 

صَرامةً وجِـدَّا

قال: فذكروا أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: "كل نائحة تكذب إلا نائحة سعد".

أخرجها أبو عُمر.

كَبْشَة بِنْت عَبْد عَمْرو

كَبْشَة بِنْت عَبْد عَمْرو بن عُبَيْد بن قميثة بن عامر بن الخزرج الأنْصارِيَّة من بني ساعدة.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.قاله ابن حبيب.

كَبْشَة بِنْت فَرْوَة

كَبْشَة بِنْت فروة بن عَمْرو بن وَدْقَة الأنْصارِيَّة، من بني بياضة.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.قاله ابن حبيب.

كَبْشَة بِنْت كعب

كَبْشَة بِنْت كعب بن مالك الأنْصارِيَّة السُّلَمِية امْرَأَة أبي قتادة الأنصاريّ.

قال جعفر: لها صحبة ولم يورد لها شيئاً. وقال غيره: تروي عن أبي قتادة في سؤر الهِرّ.

روى إسحاق بن عَبْد الله بن أبي طلحة، عن حُميدة بِنْت عُبَيْد بن رفاعة، عن كَبْشَة بِنْت كعب بن مالك وكانت عند أبي قتادة أن أبا قتادة دخل عليها، قالت: فسكبت له وضوءاً، قالت: فجاءت هرة تشرب، فأصغى لها الإناء حتى شربت، قالت كَبْشَة: فرآني أنظر إليه فقال: أتعجبين يا ابنة أخي؟ فقلت: نعم. فقال: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: "إنها ليست بنجس، إنها من الطوافين عليكم والطوافات".

أخرجه أبو موسى.

كَبْشَة بِنْت معدِ يَكْرِب

كَبْشَة بِنْت معد يكرب الكِندية أم مُعاوِيَة بن خُدَيْج.

روى عن مُعاوِيَة بن خديج أنه قال: قدمت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ومعي أمي كَبْشَة بِنْت معد يكرب عمة الأشعث بن قَيْس، فقالت: يا رسول الله، إني آليت أن أطوف بالبيت حبواً. فقال لها: "طوفي على رجلَيْكِ سبعَيْن: سبعاً عن يديكِ، وسبعاً عن رِجليكِ".

ذكرها ابن الدباغ الأندلسي.

كَبْشَة بِنْت واقِد

كَبْشَة بِنْت واقد بن عَمْرو ابن الإطنابة بن عامر الأنْصارِيَّة، من بلحارث بن الخزرج. وهي أم عَبْد الله بن رواحة.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب.

كبيرةُ بِنْت سُفْيان

كبيرة بِنْت سُفْيان. وقيل: بِنْت أبي سُفْيان الخزاعية. وقيل الثقفية.

أدركت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم وروت عنه.

روى عنها مولاها أبو ورقة بن سعيد قال: وكانت أدركت الجاهلية والإسلام، وكانت من المبايعات، قالت: قلت: يا رسول الله، إني وأدت أربع بنين لي في الجاهلية؟ قال: "أعتقي أربع رقاب". قالت: وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "دم عفراء أزكى عند الله من دم سوداوَين". أخرجها الثلاثة وأبو موسى، إلا أن ابن منده وأبا نعيم قالا: كثيرة بالثاء المثلثة، وقاله أبو عُمر وأبو موسى بالباء الموحدة، وأوردها أبو عَبْد الله يعني ابن منده بالثاء المثلثة.

كُبيشة بِنْت مالك

كبيشة تصغير كَبْشَة بِنْت مالك بن قَيْس بن مُحَرَّث الأنْصارِيَّة، من بني مازن.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب.

كبيشة بِنْت معن

كبيشة بِنْت معن بن عاصم.

روى ابن جريج، عن عكرمة مولى ابن عباس قال: نزلت في كبيشة بِنْت معن بن عاصم كانت عند الأسلت فتوفي عنها، فجنح عليها ابنه أبو قَيْس بن الأسلت، فجاءت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فقالت: يا رسول الله، لا أنا ورثت زوجي، ولا أنا تُركت فأُنكح فأنزل الله تعالى: "لا يحل لكم أن ترثوا النساء كَرهاً..." الآية كلها.

أخرجها أبو موسى.

كريمة بِنْت أبي حَدْرَد

كريمة بِنْت أبي حَدْرَد سلامة الأسلمي.

يقال لها صحبة. وهي أم الدرداء الكبراء. روى عنها أهل الشام. وقد قيل: اسمها خيرة. ولم يثبت البخاري لها صحبة.

قال جعفر المستغفري: ليست امْرَأَة أبي الدرداء. وهذا لم يقله غيره.

أخرجها أبو موسى.

كريمة بِنْت كُلْثُوم

كريمة بِنْت كُلْثُوم الحِمْيَرِيَّة.

أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو غالب، اخبرنا أبو بكر، حدثنا أبو القاسم، حدثنا مُحَمَّد بن مُحَمَّد الجذوعي، عن القاضي.

قال أبو موسى: وأخبرنا أبو علي، أخبرنا أبو نعيم، حدثنا مُحَمَّد بن أحمد بن الحسن، حدثنا مُحَمَّد بن عُثْمان بن أبي شيبة قالا: حدثنا عَبْد الجبار بن عاصم، حدثنا بقية بن الوليد، عن مُعاوِيَة بن يحيى، عن سليمان بن موسى، عن مكحول، عن غضيف بن الحَارِث، عن عطية بن بَسْر المازني قال: جاء عكاف بن وداعة الهلالي فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "يا عُكاف، لك زَوْجَة؟" قال: لا، ولا أتزوج يا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى تزوجني من شئت. قال: فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "قد زوجتك على اسم الله تعالى والبركة كريمة بِنْت كُلْثُوم الحميري".

أخرجها أبو نُعَيْم، وأبو موسى.

كُعَيْبَة بِنْت سعيد

كعيبة بِنْت سعيد الأسلمية.

شهدت خيبر مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأسهم لها سهم رجل. قال ذلك الواقدي.

أخرجها أبو عُمر.

كُلْثُم بِنْت بُرْثُن

كلثم وقيل: كليبة بِنْت برثن العنبرية، أم زينب بن ثعلبة.

أخبرنا أبو موسى إذناً، أخبرنا أبو غالب، أخبرنا أبو بكر.

قال أبو موسى: وأخبرنا الحسن بن أحمد، حدثنا أحمد بن عَبْد الله قالا: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا مُحَمَّد بن صالح بن الوليد النرسي، حدثنا سعيد بن عَمَّار بن شعيث بن عَبْد الله بن زُبيب بن ثعلبة، حدثني أبي قال: سمعت جدي زُبيباً قال: دعتني كليبة بِنْت برثن العنبرية فقالت: يا أبتي، إن هذا أخذ زرْبِيَّتي التي كانت ألبس، فلَبَّبْت الرجل فأتيت به النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم ، فقلت: يا رسول الله، إن هذا أخذ زِرْبِيَّة أمي. فقال: "رُدّ عليه زِرْبِيَّة أمه".

أخرجها أبو نُعَيْم، وأبو موسى.

كُلْثُم جَدَّة عَبْد الرَّحْمَن بن أبي عُمرة

كُلْثُم جَدَّة عَبْد الرَّحْمَن بن أبي عُمرة.

روى ابن لَهيعة، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن عَبْد الرَّحْمَن بن أبي عُمرة، عن جدته كلثم قالت: دخل علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وعندنا قربة معلقة، فشرب منها، فقطعت فم القربة ورفعتها.

قاله ابن وهب عن ابن لهيعة. وقيل: اسمها كَبْشَة. وقد تقدم هذا الحديث في ترجمة كَبْشَة. أخرجها أبو موسى.

حرف اللام

لُبَابَة بِنْت الحَارِث

لُبَابَة بِنْت الحَارِث بن حَزْن بن بُجَيْر بن الهُزَم بن رُوَيْبَة بن عَبْد الله بن هلال بن عامر بن صَعصعة الهلالية أم الفضل. وهي زوج العَبَّاس بن عَبْد المُطَّلِب، وأم الفضل، وعَبْد الله، ومعَبْد، وعُبَيْد الله، وقُثَم وعَبْد الرَّحْمَن، وغيرهم من بني العَبَّاس.

وهي لُبَابَة الكبرى وهي أخت ميمونة زوج النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، وخالة خالد بن الوليد.

يقال: إنها أول امْرَأَة أسلمت بعد خديجة، وكان النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم يزورها ويَقيل عندها. وكانت من المنجبات، ولدت للعباس ستة رجال لم تلد امْرَأَة مثلهم، ولها يقول عَبْد الله بن يزيد الهلالي:

ما وَلَدَتْ نَجـيبَةٌ مـن فـحْـلِ

 

كستَّةِ من بَطنِ أم الـفَـضْـلِ

أكرِمْ بها من كهـلةٍ وكـهـلِ

 

عمِّ النَّبِيّ المصطفى ذي الفضْلِ

وخاتَمِ الرُّسْلِ وخيرِ الرُّسْلِ ولُبَابَة أخت أَسْمَاء وسَلْمَى وسلامة بنات عميس الخثعميات لامهنّ، وأخوهنّ لامهنّ: محمية بن جَزَء الزبيدي، أمهنّ كلّهن هِنْد بِنْت عَوْف الكنانية، وقيل: الحميرية. فمن قال الحميرية قال: هِنْد بِنْت عَوْف بن الحَارِث بن حماطة بن جرش من حمْير. وهي التي قيل فيها: إنها أكرم الناس أصهاراً، لأن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زوج ميمونة ، والعَبَّاس زوج لُبَابَة الكبرى، وجعفر بن أبي طالب، وأبو بكر الصديق، وعلي بن أبي طالب أزواج أَسْمَاء بِنْت عميس. وحمزة بن عَبْد المُطَّلِب زوج سَلْمَى بِنْت عميس. وحمزة بن عَبْد المُطَّلِب زوج سَلْمَى بِنْت عميس. وخلف عليها بعده شداد بن الهاد. والوليد بن المغيرة زوج لُبَابَة الصغرى، وهي أم خالد، وكان المغيرة من سادات قريش. فأولاد العَبَّاس وأولاد جعفر، و مُحَمَّد بن أبي بكر، ويحيى بن علي، وخالد بن الوليد: أولاد خالة.

روت عن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم أحاديث، روى عنها ابناها عَبْد الله وتمام، وأنس بن مالك، وعَبْد الله بن الحَارِث بن نوفل، وعُمير مولاها.

أخبرنا غير واحد بإسنادهم عن مُحَمَّد بن عيسى: حدثنا هنّاد، حدثنا عَبْدة، عن مُحَمَّد بن إسحاق، عن الزهري، عن عُبَيْد الله بن عَبْد الله، عن ابن عباس، عن أمه أم الفضل قالت: خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو عاصبٌ رأسه في مرضه، فصلى المغرب فقرأ بالمرسلات، فما صلاها بعد حتى لقي الله عَزَّ وجَلّ.

أخرجها الثلاثة.

الهُزَم: بضم الهاء وفتح الزاي.

لُبَابَة بِنْت الحَارِث

لُبَابَة بِنْت الحَارِث، أخت التي قبلها، وهي لُبَابَة الصغرى، وهي أم خالد بن الوليد.

في إسلامها وصحبتها نظر. أخرجها أبو عُمر.

لُبَابَة بِنْت أبي لُبَابَة

لُبَابَة بِنْت أبي لُبَابَة الأنْصارِيَّة.

أدركت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم. روي عنها أنها قالت: كنت أنا صاحبة أبي، وكان يقول: شدي وثاق عدوّ الله الذي خان الله ورسوله يعني لما ربط نفسه بسلسلة في المسجد، وقد تقدم في اسم أبيها قالت: ومرّ به أخوه رفاعة بن عَبْد المنذر، فناداه: يا أخي، هلم أكلمك. قال: لا، والله لا أكلمك أبداً حتى يرضى عنك الله تعالى، ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فسأل عنه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فأخبروه خبره، فقال: "لو جاءني لكان لي فيه أمرٌ". فنزلت: "يا أيّها الذين أمنوا لا تخونوا اللهَ والرّسولَ".. الآية، ونزلت: "وآخَرونَ مُرْجَوْنَ لامرِ الله".

أخرجها، و أبو نعيم.

لُبنَى بِنْت الخَطيم

لبنى بِنْت الخطيم الأنْصارِيَّة الأوسية. كانت عند قَيْس بن زيد بن عامر الظفري.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب.

لَسيبَةُ بِنْت كَعْب

لسيبة بِنْت كعب وقيل: بِنْت حرب، أم عَمَارَة الأنْصارِيَّة، من بني النجار. ذكرها الطبراني في باب اللام وقيل: نسيبة بالنون. وهو الأشهر، وتذكر في النون إن شاء الله تعالى.

أخرجها أبو نُعَيْم، و أبو موسى.

لَميسُ بِنْت عَمْرو

لميس بِنْت عَمْرو بن حرام الأنْصارِيَّة.

بايعت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب.

لُهَيَّةُ أم ولد عُمر بن الخطاب

لُهية أم ولد عُمر بن الخطاب. لها صحبة. ذكرها جعفر في الصحابة، وروى بإسناده عن ابن أخي الزهري، عن عمه قال:حدثني رجال من أهل العلم، عن حفصة زوج النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم: أنها أرسلت لُهَيّة أم ولد عُمر في يومها وقالت: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم خرج من عندي فاحتبس، فانظري عند أيّ نسائه. فانطلقت فوجدته عند صفيّة، فأخبرتها، فطفقت حفصة تقول: خلاّبة يهوديّة. ثم أمرت حفصة لهية أن ترجع إلى صفية حتى يخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من عندها، فتخبرها بالذي قالت حفصة فانطلقت لهية فأخبرت صفية، فقالت لها صفية: والله إني لابنة نبي، أبي هارون، وإن عمي موسى، وإن زوجي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وما أعرف لأحد أن يكون أفضل مني. فدخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وصفية تبكي، فقال لها: "ما لَكِ؟" فأخبرته بالذي قالت حفصة، وبالذي قالت صفية. فصدقها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلما رأت حفصة تصديق رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صفية قالت: والله لا أوذي صفية أبداً.

أخرجها أبو موسى.

لَيْلَى بِنْت الإطْنابَة

لَيْلَى بِنْت الإطنابة بن منصور بن مَعيص بن جُشَم الأنْصارِيَّة، من بلحبلى.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب.

لَيْلَى بِنْت ثابت

لَيْلَى بِنْت ثابت بن المنذر الأنْصارِيَّة، من بني مالك بن النجار.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب.

لَيْلَى بِنْت أبي حَثْمَة

لَيْلَى بِنْت أبي حثمة بن حُذيفة بن غانم بن عامر بن عَبْد الله بن عُبَيْد بن عويج بن عديّ بن كعب بن لؤيّ القُرَشِيَّة العدويّة، امْرَأَة عامر بن ربيعة. وهي أم ابنه عَبْد الله بن عامر، وبه كانت تكنى.

وكانت من المهاجرات الأول. هاجرت الهجرتين إلى الحبشة وإلى المدينة، وصلت القبلتين. روت عنها الشفاء. يقال إنها أول ظعينة دخلت المدينة مهاجرة، وقيل: أم سلمة.

أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس، عن مُحَمَّد بن إسحاق، عن عَبْد الرَّحْمَن بن الحَارِث، عن عَبْد العزيز بن عَبْد الله بن عامر بن ربيعة، عن أمه لَيْلَى قالت: كان عُمر بن الخطاب من أشد الناس علينا في إسلامنا، فلما تهيّأنا للخروج إلى أرض الحبشة، جاءني عُمر بن الخطاب وأنا على بعيري نريد أن نتوجه، فقال: أين يا أم عَبْد الله؟ فقلت: آذيتمونا في ديننا، فنذهب في أرض الله حيث لا نؤذى في عبادة الله. فقال: صحبكم الله. ثم ذهب، فجاءني زوجي عامر بن ربيعة، فأخبرته بما رأيت من رقة عُمر، فقال: تَرْجين أن يسلم؟ فقلت: نعم...الحديث.
وروى عَبْد الله بن عامر قال: دعتني أمي يوماً ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم عندنا فقالت: تعال أعطك. فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " ما أردت أن تعطيَه؟" قالت: تمراً. فقال لها: "أما إنك لو لم تعطيه شيئاً كُتِبت عليكِ كَذبة".

أخرجه الثلاثة

لَيْلَى بِنْت حكيم

لَيْلَى بِنْت حكيم الأنْصارِيَّة الأوسية، التي وهبت نفسها للنبي صلّى الله عليه وسلّم.

ذكرها أحمد بن صالح المصري في أزواج النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، ولم يذكرها غيره.

أخرجها أبو عُمر، وأظنه تصحيفاً، فإن لَيْلَى بِنْت الخطيم التي يأتي ذكرها هي الأنْصارِيَّة الأوسية التي وهبت نفسها للنبي صلّى الله عليه وسلّم، ويشتبه الخطيم بالحكيم، والله أعلم.

لَيْلَى بِنْت الخطيم

لَيْلَى بِنْت الخطيم بن عديّ بن عَمْرو بن سَواد بن ظَفَر بن الخزرج بن عَمْرو الأنْصارِيَّة الظفرية، أخت قَيْس بن الخطيم.

أقبلت إلى النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فقالت: يا ابن مباري الريح، أنا لَيْلَى بِنْت الخطيم، جئتك أعرض نفسي عليك، فتزوجني. قال: "قد فعَلْتُ". فرجعت إلى قومها فقالت: تزوجني رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. فقالوا بئس ما صنعت! أنت امْرَأَة غَيرَى، والنَّبِيّ صاحب نساء، استقيليه. فرجعت إلى النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فقالت: أقلني. قال: "قد فعلْتُ".

ذكر ذلك ابن أبي خيثمة. أخرجها ابن منده و أبو نعيم، واستدركها أبو علي على أبي عُمر.

لَيْلَى بِنْت رِبْعي

لَيْلَى بِنْت ربعيّ بن عامر بن خَلدة الأنْصارِيَّة، من بني بياضة.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب.

لَيْلَى بِنْت رِباب

لَيْلَى بِنْت رِباب بن حُنَيف الأنْصارِيَّة من بني عَوْف بن الخزرج.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب.

لَيْلَى السّدُوسيَّة لَيْلَى السّدوسيّة امْرَأَة بشير ابن الخصاصية.

روى عنها إياد بن لقيط، قالت: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سمى زوجها بشير ابن الخصاصية بشيراً، وكان اسمه زحماً.

وقالت: أردت أن أصوم يومين مواصلة، فذكرت ذلك لبشير، فقال: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم نهى عنه، وقال: "يفعل ذلك اليهود، ولكن صوموا، فإذا كان الليل فافطروا".

أخرجه الثلاثة.

لَيْلَى بِنْت أبي سُفْيان

لَيْلَى بِنْت أبي سُفْيان بن الحَارِث بن قَيْس بن زيد بن أميَّة الأنْصارِيَّة الأشهليّة.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب.

لَيْلَى بِنْت سِماك

لَيْلَى بِنْت سماك بن ثابت بن سُفْيان بن جُشم بن عَمْرو بن امرئ القَيْس الأنْصارِيَّة، من بلحارث بن الخزرج.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب.

لَيْلَى مولاة عائشة

لَيْلَى مولاة عائشة. روى عنها أبو عَبْد الله المدني أنها قالت: قلت: يا رسول الله، إنك تخرج من الخلاء فأدخل في أثرك، فلا أرى شيئاً إلا أني أجد ريح المسك. قال: "إنّا معشرَ الأنبياء بُنيت أجسادنا على أرواح أهل الجَنَّة فما خرج منّا من نتَنٍ ابتلعته الأرض".

أبو عَبْد الله المدني: مجهول أخرجها الثلاثة.

لَيْلَى بِنْت عُبادة

لَيْلَى بِنْت عبادة الأنْصارِيَّة الساعديّة أخت عبادة بن عبادة.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب.

لَيْلَى بِنْت عَبْد الله

لَيْلَى بِنْت عَبْد الله بن عَبْد شمس بن خلف بن صدّاد بن عَبْد الله بن قُرْط بن رِزاح بن عَديّ بن كعب القُرَشِيَّة العدوية. وهي التي تدعى الشفاء، قاله: جعفر عن مُحَمَّد بن حبان.

أخرجه أبو موسى.

لَيْلَى عمّةُ عَبْد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى

لَيْلَى عمة عَبْد الرَّحْمَن بي أبي لَيْلَى.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وروت عنه.

روت أم حمادة بِنْت مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن بن أبي لَيْلَى، عن عمتها قالت: كانت أم لَيْلَى تصبغ لها درعها وخمارها ومِلحفتها كلّ شهر، وتختضب غَمَسا، وتقول: على هذا بايعنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

كذا قال الغساني أم لَيْلَى. وقال أبو عُمر: لَيْلَى. والله أعلم.

لَيْلَى الغِفاريَّة

لَيْلَى الغفارية.

كانت تخرج مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في مغازيه، تداوي الجرحى وتقوم على المرضى. روى عنها ذلك موسى بن القاسم، وحديثها عن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم: أن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم قال لعائشة: "هذا عليُّ بن أبي طالب أوّلُ الناس إيماناً".

أخرجها الثلاثة.

لَيْلَى بِنْت قانِف

لَيْلَى بِنْت قانف الثقفيّة.

أخبرنا أبو ياسر بإسناده عن عَبْد الله: حدثني أبي، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي، عن ابن إسحاق، حدثنا نوح بن حكيم الثقفي وكان قارئاً للقرآن عن رجل من ولد عروة بن مَسْعود يقال له داود قد ولدته أم حبيبة بِنْت أبي سُفْيان، عن لَيْلَى بِنْت قانف أنها قالت: كنت فيمن شهد غسل أم كُلْثُوم بِنْت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، قالت: فأول ما أعطانا النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم من كفنها الحَقْو ثم الدرع ثم الخمار ثم الملحفة، ثم أُدِرِجَتْ في الثوب الآخر إدراجاً، و رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عند الباب معه كفنها يناولنا ثوباً ثوباً.

قانف: بالنون.

أخرجها الثلاثة.

لَيْلَى بِنْت نَهِيْك

لَيْلَى بِنْت نهيك بن إساف بن عديّ بن جُشم بن مَجدعة. وهي أخت البراء.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب.

حرف الميم

مارِيَة القِبطيّة

مارِيَة القبطية: مولاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وسُرِّيَّتُه، وهي أم ولده إبراهيم بن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم أهداها له المقوقس صاحب الإسكندرية، وأهدى معها أختها سيرين وخُصِيّاً يقال له: مأبور، وبغلة شهباء، وحلّة من حرير. وقال مُحَمَّد بن إسحاق: أهدى المقوقس إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جواري أربعاً، منهن مارِيَة أم إبراهيم، وسيرين التي وهبها النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم لحسان بن ثابت، فولدت له عَبْد الرَّحْمَن. وأما مأبور الخصيّ الذي أهداه المقوقس مع مارِيَة، وهو الذي اتهم بمارِيَة، فامر النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم عليّاً أن يقتله، فقال علي: يا رسول الله، أكون كالسكّة المحماة، أو الشاهد يرى ما لا يرى الغائب؟ فقال: "بل الشّاهد يرى ما لا يرى الغائب". فذهب عليّ إليه ليقتله فرآه مجبوباً ليس له ذكر، فعاد إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: إنه لمجبوب.

وأهديت مارِيَة فوصلت إلى المدينة سنة ثمان، وتوفيت سنة ست عشرةَ في خلافة عُمر. وكان عُمر يجمع الناس بنفسه لشهود جنازتها، وصلى عليها عُمر.

أخرجها الثلاثة.

مارِيَة جارية النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم

مارِيَة جارية النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، تكنى أم الرّباب.

حديثها عند أهل البصرة أنها قالت: تطأطأت للنبيّ صلّى الله عليه وسلّم حتى صعد حائطاً ليلة فرّ من المشركين.

رواه عَبْد الله بن حبيب، عن أم سليمان، عن أمها عن جدتها مارِيَة.

أخرجها الثلاثة.

مارِيَة خادم النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم

مارِيَة خادمة النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، جَدَّة المثنى بن صالح بن مهران، مولى عَمْرو بن حُريث.

لها حديث واحد من حديث أهل الكوفة، رواه أبو بكر بن عيّاش، عن المثنى بن صالح بن مهران، عن جدته مارِيَة وكانت خادمة لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم قالت: ما مَسسْتُ بيدي شيئاً قط ألين من كف رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

أخرجها الثلاثة، وقال أبو عُمر: لا أدري أهي الأولى أم لا؟ وقال أبو نعيم: أفردها المتأخر يعني ابن منده عن المتقدمة، وهي عندي المتقدمة. والله أعلم.

مارِيَة مولاة حُجَيْر

مارِيَة أو ماوية مولاة حجير بن أبي إهاب التميمي حليف بني نوفل. هي التي حبس في بيتها خُبيب بن عَدي.

أخبرنا عُبَيْد الله بن أحمد بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق، عن أبي نجيج، عن ماوية مولى حجير بن أبي إهاب قالت: حُبس خُبيب بمَكَّة في بيتي، فقلد طلعت عليه يوماً وإن في يده لقطفاً من عنب أعظم من رأسه، يأكل منه، وما في الأرض يومئذٍ حبة عنب.

هكذا في رواية يونس والبكائي عن ابن إسحاق ماوية بالواو، ورواه عَبْد الله بن إدريس مارِيَة بالراء.

أخرجها أبو عُمر.

مُحِبَّة بِنْت الربيع

محبة بِنْت الربيع بن عَمْرو بن أبي زهير الأنْصارِيَّة، ثم من بلحارث بن الخزرج، أخت سعد بن الربيع.

بايعت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، قاله ابن حبيب.

مِحْجَنَة

محجنة سوداء. كانت تقُمّ المسجد فتوفيت على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

روى يحيى بن أبي أُنَيسة، عن علقمة بن مرثد، عن رجل من أهل المدينة قال: كانت امْرَأَة من أهل المدينة يقال لها محجنة كانت تقم المسجد، فتفقدها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فأخبر أنها قد ماتت. فقال: "ألا آذنتموني بها؟" فخرج فصلى عليها وكبر أربعاً.

قال يحيى بن أبي أنيسة. وحدثنا الزهري، عن أبي أمامة بن سهل، عن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، نحوه.

أخرجها ابن منده، وأبو نعيم.

مُحَيَّاة بِنْت خالد بن سِنان

مُحَيَّاة بِنْت خالد بن سِنان.

أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو الرجاء أحمد بن مُحَمَّد بن عَبْد العزيز القارئ، أخبرنا أبو بكر مُحَمَّد بن أحمد الصفار، أخبرنا أبو سعيد مُحَمَّد بن علي بن عَمْرو، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إبراهيم الجرجاني، حدثني مُحَمَّد بن عمير الرازي الحافظ، حدثني عَمْرو بن إسحاق بن العلاء، حدثني إبراهيم بن العلاء حدثنا أبو مُحَمَّد القرشي الهاشمي، حدثنا هشام بن عروة، عن ابن عَمَارَة، عن أبيه عَمَارَة بن حزن بن شيطان بقصة خالد بن سنان، قال: فلما بعث الله مُحَمَّداً صلّى الله عليه وسلّم أتته مُحيّاة بِنْت خالد، فانتسبت له، فبسط لها رداءه وأجلسها عليه، وقال: "ابنة أخي نبي ضيّعه قومُه".

أخرجها أبو موسى..

مَرْضِيِّة

مرضيّة ذكرها ابن أبي عاصم في الوحدان. أخبرنا يحيى بن محمود إجازة بإسناده إلى أحمد بن عَمْرو بن أبي عاصم: حدثنا عَمْرو بن بشير أبو حفص الصيرفي، حدثنا يحيى بن راشد، حدثنا مُحَمَّد بن حُمران، حدثنا عَبْد الله بن حبيب، عن أم سليمان، عن أمها مرضيّة أنها قالت: أراكم تنكرون شيئاً رأيته يُصنع على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: رأيت الميت على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يُتَّبَعُ بالمِجْمَر.

مَرْيَم بِنْت إياس

مَرْيَم بِنْت إياس الأنْصارِيَّة. مدنية روى عنها عَمْرو بن يحيى المازني.

أخرجها أبو عُمر مختصراً.

مَرْيَم المَغالِيَّة

مَرْيَم المغاليّة، امْرَأَة ثابت بن قَيْس بن شماس.

روى يونس بن بكير، عن ابن إسحاق، عن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت، عن الرُبَيِّع بِنْت مُعَوِّذ: أنها اختلعت من زوجها، فامرها عُثْمان أن تبرئ رحمها بحيضة واحدة. قالت الرُبيّع: وإنما أخذ ذلك عُثْمان رضي الله عنه من قول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لمَرْيَم المغالية حين افتدت من زوجها.

أخرجها أبو نُعَيْم، وأبو موسى.

مَزيِدة العَصَرِيَّة

مزيدة العصرية.

روى هود بن عَبْد الله بن سعد، عن جدته مزيدة العصرية أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عقد رايات الأنصار وجعلها صُفراً.

أخرجها أبو نُعَيْم وأبو موسى.

قلت: جعل أبو نعيم مزيدة في هذه الترجمة امْرَأَة، وقد ذكره هو وغيره في الرجال فقال: مزيدة بن جابر العصري العَبْدي، جد هود بن عَبْد الله بن سعد. وهو الصواب، وذكره في النساء وهمٌ. قال البخاري: مزيدة العصرية العَبْدي، له صحبة. روى عنه هود بن عَبْد الله. يعد في البصريين. وكذلك ذكره أبو عَروبة الحرّاني، وأبو عُمر وغيرهم. وقد ذكره أبو موسى وقال: إنما مزيدة رجل لا امْرَأَة. والله أعلم.

مَسَرَّة

مسرّة. كان اسمها غيرة، فسماها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مسرّة.

لها ذكر في حديث رواه زيد بن أبي اُنيسة، عن الزهري مرسلاً.

أخرجها ابن منده، وأبو نعيم مختصراً.

مُسَيْكَة جارية عَبْد الله بن أُبيّ ابن سَلول

مُسَيْكَة جارية عَبْد الله بن اُبيّ ابن سَلول.

نزل فيها وفي أُمَيْمَة: "ولا تكرهوا فتياتكم على البِغاء" قاله ابن منده. وروى عن أبي مُعاوِيَة، عن الأعمش، عن أبي سُفْيان، عن جابر أن أُمَيْمَة ومُسيكة جاريتي عَبْد الله، شكتا إلى النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم عَبْد الله بن أبيّ فنزلت: "ولا تكرهوا فتياتكم على البِغاء".

أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن الطبري الفقيه بإسناده عن أبي يَعْلَى، أحمد بن علي: حدثنا ابن نُمير، حدثنا ابن أبي عُبَيْدة، عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي سُفْيان، عن جابر قال: كانت جارية لعَبْد الله بن اُبيّ يقال لها مُسيكة فأكرهها، فجاءت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فشكت ذلك إليه، فأنزل الله تعالى: "ولا تكرهوا فتياتكم على البِغاء إنْ أردنَ تحَصُّناً لتبتغوا عَرَضَ الحياة الدنيا".

أخرجها ابن منده وأبو نعيم، وقد ذكرناها في مُعاذة أتم من هذا.

مُطيعة بِنْت النعمان

مطيعة بِنْت النعمان بن مالك الأنْصارِيَّة، من بني عَمْرو بن عَوْف.

كان اسمها عاصية، فسماها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مطيعة، وبايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب.

مُعاذة زوجُ الأعشى

مُعاذة زوج الأعشى المازِنيّة. وهي التي نشزت على زوجها الأعشى.

أخبرنا أبو موسى إجازة، أخبرنا أبو غالب الكوشيدي ومُحَمَّد بن أبي القاسم النقِراني وأبو شكر أحمد بن علي الحبال قالوا: أخبرنا أبو بكر مُحَمَّد بن عَبْد الله بن أحمد، حدثنا سليمان بن أحمد، أخبرنا عَبْد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني العَبَّاس بن عَبْد العظيم العنبري، حدثنا أبو سلمة عُبَيْد بن عَبْد الرَّحْمَن الحنفي، حدثنا الجنيد بن أمين بن ذرة بن نضلة بن طريف بن بهصل الحِرْمازي حدثنا أمين، عن أبيه ذروة، عن أبيه نضلة. أن رجلاً منهم يقال له الأعشى واسمه عَبْد الله بن الأعور وكانت عنده امْرَأَة من قومه يقال لها مُعاذة خرج في رجب يميرُ أهله من هَجَر، فهربت أمرأته بعده ناشزاً، فعاذت برجل منهم، فأتى النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، فأنشأ يقول:  

يا سيّدَ الناسِ ودَيَّانَ الـعـربِ

 

أشكو إليكَ ذِرْبَةً من الـذِّرَبْ

كالذئبةِ الغَبْساءِ في ظلِّ السَّرَبْ

 

أخلفَتِ العهدَ ولَطَّت بالـذنـبْ

خرجتُ أبغيها الطعام في رجبْ

 

فخلَّفَتْنـي بـنِـزاعٍ وهـربْ

وأوردتني بين عِيصِ مُؤتَشِـبْ

 

وهنَّ شرُّ غالبٍ لمن غـلـبْ

أخرجها أبو موسى. وقد تقدمت القصة في الأعشى.

مُعاذة جارية عَبْد الله بن أُبيّ ابن سَلول

مُعاذة جارية عَبْد الله بن أُبيّ ابن سَلول.

روى الليث، عن عقيل، عن الزهري، عن مُحَمَّد بن ثابت. أخي بني الحَارِث بن الخزرج في قوله عَزَّ وجَلّ: "ولا تُكرهوا فتياتكم على البِغاء"، قال: نزلت في مُعاذة جارية عَبْد الله بن أُبيّ ابن سَلول، وذلك أنه كان عنده أسير فكان عَبْد الله يضربها لتمكنه من نفسها، رجاء أن تحبل منه، فيأخذ في ذلك فداء، وهو العرض الذي قال الله عَزَّ وجَلّ: "لتبتغوا عَرَضَ الحياة الدنيا"، وكانت الجارية تأبى عليه وهي مسلمة قال الزهري: كانت مسلمة فاضلة، فأنزل الله هذه الآية. ثم إنها عَتَقَتْ وبايعت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم بيعة النساء، فتزوجها بعد ذلك سهل بن قَرَظَة، أخو بني عَمْرو بن عَوْف، فولدت عَبْد الله بن سهل وأم سعيد بن سهل. ثم هلك عنها أو فارقها فتزوجها الحُمَيْر بن عَديّ القاريّ، أخو بني خَطْمَة، فولدت له تواماً: الحَارِث وعدياً ابني الحُمير. ثم فارقها فتزوجها عامر بن عَديّ رجل من بني خطمة أيضاً، فولدت له أم حبيب بِنْت عامر.

قيل في نسبها: مُعاذة بِنْت عَبْد الله بن حبر بن الضُّرّير بن أميَّة بن خُدارة بن الحَارِث بن الخزرج.

وقال ابن ماكولا: وأما الضُّرير بضم الضاد المعجمة، وفتح الراء فمُعاذة بِنْت عَبْد الله بن حبر بن الضرير بن أميَّة بن خدارة بن الحَارِث بن الخزرج. وذكر من أمرها نحو ما تقدم.

أخرجها أبو عُمر، وأبو موسى. إلا أن أبا عُمر قال: مُعاذة بِنْت عَبْد الله. وقيل: مسيكة. قال الزهري: مُعاذة. وقال الأعمش، عن أبي سُفْيان، عن جابر اسمها مسيكة قال: والصحيح قول ابن شهاب إن شاء الله تعالى.
وقد روى أبو صالح، عن ابن عباس القصة، وسمى الجارية، مُسَيْكة، فوافق الأعمش، والله أعلم.
قلت: قول ابن شهاب في نسبها ما ذكرناه إلى خُدارة، يدل على أن الأنصار قد كان يسبي بعضهم بعضاً في الجاهلية، فإن بني خدُرَّة وخدارة هم من ولد الحَارِث بن الخزرج، وعَبْد الله بن أبيّ من بني الحُبلى بن غَنْم بن عَوْف بن الخزرج، فكلهم خزرجيون، ومع ذا فقد كانت مُعاذة من خدارة وهي أمة لعَبْد الله بن أبيّ، والله أعلم.

مُعاذة الغِفارية

مُعاذة الغفارية.

أخبرنا أبو موسى كتابة قال: أخبرنا أبو سعد مُحَمَّد بن عَبْد الله المعداني، حدثنا أبو الحُسَيْن بن أبي القاسم، حدثنا أحمد بن موسى، حدثني مُحَمَّد بن علي، حدثنا جعفر بن أحمد بن رزين الموصلي، حدثنا يعقوب الدورقي، حدثنا يَعْلَى بن عُبَيْد، حدثنا حارثة بن أبي الرجال، عن عُمرة قالت: قالت لي مُعاذة الغفارية: كنت أنيساً برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أخرج معه في الأسفار، أقوم على المرضى وأداوي الجرحى، فدخلت على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بيت عائشة وعليّ رضي الله عنهما خارج من عنده، فسمعته يقول: "يا عائشة، إنّ هذا أحبُّ الرجال إليّ وأكرمهم عليّ، فاعرفي له حقه وأكرمي مثواه..." وذكر الحديث في النظر إلى عليّ عبادة.
أخرجها أبو موسى.

مُلَيْكَة جَدَّة إسحاق بن عَبْد الله

مليكة جَدَّة إسحاق بن عَبْد الله بن أبي طلحة. وقيل: جَدَّة أنس بن مالك.

لها صحبة. روى عنها أنس بن مالك.

أخبرنا أبو الحرم مكي بن ربّان النحوي بإسناده عن يحيى بن يحيى، عن مالك، عن إسحاق بن عَبْد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، أن جدته مليكة دعت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم لطعام، فأكل منه ثم قال: "قوموا فلأصلي لكم". قال أنس: فقمت إلى حصير قد اسْوَدّ من طول ما لُبس فنضحته بالماء، فقام عليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وصفَفْتُ أنا واليتيم خلفه، والعجوز من ورائنا، فصلى بنا ركعتين، ثم انصرف.

وأخرجه الترمذي، عن إسحاق الأنصاريّ، عن معن، عن مالك، به. قيل: إنها أم سليم. وقيل: أم حرام. ولا يصح ذلك، والاختلاف في اسم أم سليم كثير على ما نذكره في اسمها، إن شاء الله تعالى.

أخرجها الثلاثة، إلا أن أبا عُمر قال: جَدَّة إسحاق. وقال ابن منده وأبو نعيم: جَدَّة أنس بن مالك.

قلت: يصح قول أبي عُمر أنها جَدَّة إسحاق، لأنه إسحاق بن عَبْد الله، وأم عَبْد الله أم سليم. ولا يصح أن تكون أم سليم على قول ابن منده وأبي نعيم، لأن أم سليم هي أم أنس بن مالك وليست بجَدَّة له، ولم تكن لأنس جَدَّة من أبيه ولا من أمه مسلمة، حتى يحمل عليها، فما أقرب قولَ أبي عُمر من الصحيح، والله أعلم.

مُلَيْكَة بِنْت خارِجَة

مُليكة ويقال: حبيبة بِنْت خارجة بن زيد بن أبي زهير الأنْصارِيَّة. تقدم ذكرها في حبيبة.

أخرجها أبو عُمر.

مُليكة بِنْت خارجة

مليكة بِنْت خارجة بن سنان بن أبي حارثة بن مُرَّة بن عَوْف بن سعد بن ذبيان بن بَغيض بن رَيث بن غطفان بن سعد بن قَيْس عيلان المُرِّية.

روى ابن جُريج، عن عكرمة قال: فرّق الإسلام بين أربع نسوة وبين أبناء بعولتهن...وذكر منهن: مليكة بِنْت خارجة بن سنان، كانت تحت زّبَّان بن سيَّار بن عَمْرو بن جابر بن عقيل بن هلال بن سُمَيّ بن مازن بن فِزارَة الفَزاري، فخلف عليها ابنه منظور بن زبّان.

أخرجها أبو موسى.

مُليكة امْرَأَة خبّاب بن الأرْت

مليكة امْرَأَة خباب بن الأرت.

أدركت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم. روى حديثها أبو خالد الدالاني، عن المنهال بن عَمْرو موقوفاً.

أخرجها ابن منده مختصراً.

مُلَيْكة أم السائب

مليكة أم السائب بن الأقرع الثقفية.

كانت تبيع العطر. روى عطاء بن السائب، عن بعض أصحابه، عن السائب بن الأقرع أن أممه مليكة دخلت تبيع العطر مع النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، فقال لها: "يا مليكة، ألكِ حاجة؟" قالت: نعم قال: "فكلميني فيها أقضها لكِ". فقالت: لا، والله إلا أن تدعو لابني وهو معها، وهو غلام فأتاه فمسح برأسه، ودعا له.

أخرجها ابن منده وأبو نعيم.

مُليكة بِنْت عَمْرو الزَيْدِيّة

مليكة بِنْت عَمْرو الزيدية، من زيد اللات بن سعد سعد العشيرة بن مَذْحِج.

حديثها عن زهير بن مُعاوِيَة عن امْرَأَة من أهله، عنها قالت: اشتكيت وجعاً في حلقي، فأتيتها، فوصفت لي سمن بقر، وقالت: إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: "ألبانها شفاء، وسمنها دواءٌ".

أخبرنا يحيى بن محمود فيما أذن لي بإسناده عن أبي بكر بن أبي عاصم، حدثنا إسماعيل بن عَبْد الله بن عُثْمان بن صالح، حدثنا عَبْد الله بن وهب قال: كتب إلي حمزة بن عَبْد الواحد بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حَلْحَلة، عن مُحَمَّد بن عَمْرو: أن مليكة أخبرته: أنها سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: "إذا سمعتم بقومٍ قد خُسف بهم فقد أظلت الساعة".

أخرجها الثلاثة.

مُليكة بِنْت عَمْرو بن سهل

مليكة بِنْت عَمْرو بن سهل الأنْصارِيَّة، من بني عَبْد الأشهل، امْرَأَة أبي الهيثم بن التيهان.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب.

مليكة بِنْت عُوَيْمِر

مليكة بِنْت عويمر الهُذَلِيَّة.

إحدى المرأتين اللتين ضربت إحداهما بطن الأخرى، فألقت جنيناً، وكانتا ضِرَّتين هذليتين. قاله ابن عباس: كان اسم إحداهما مليكة والأخرى أم عُطيف. رواه سِماك، عن عكرمة، عن ابن عباس.

أخرجها أبو عُمر، وأبو موسى. إلا أن أبا موسى قال: بِنْت عُوَيْم بغير راء قال: وقيل: بِنْت ساعدة، وقال: أم عفيف، بفاءين. يدل على أنها بِنْت عويم بن ساعدة الأنصاري أو أخته، والقصة التي ساقها أبو موسى في إلقاء الجنين وقضاء رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فيه بغُرَّةٍ عَبْد أو أمة يدل على أنها من هذيل!.

مَنْدوس بِنْت خلاَّد

مندوس بِنْت خلاد بن سُوَيْد بن ثعلبة الأنْصارِيَّة الخزرجية.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب.

مندوس بِنْت عُبادة

مندوس بِنْت عبادة بن دُليم بن حارثة بن أبي حَزيمة الأنْصارِيَّة الساعدية. وهي أخت سعد بن عبادة.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب.

مندوس بِنْت عَمْرو

مندوس بِنْت عَمْرو بن خُنَيْس بن لَوْذان بن عَبْد وُدّ الأنْصارِيَّة، أخت المنذر بن عَمْرو، وهي أم مسلمة بن مخلد.

بايعت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب.

مَنيعة

منيعة. رأت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم.

روت عنها ابِنْتها قريبة. أنها أتت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فقالت: يا رسول الله النارَ النارَ. فقام إليها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: "ما نجواكِ؟" فأخبرته بامرها وهي مُنْتَقِبة فقال : "يا أمة الله، أسفري فإن الإسفار من الإسلام، وإن النِقاب من الفجور".

أخرجها ابن منده، وأبو نعيم.

ميمونة بِنْت الحَارِث الهلالية

ميمونة بِنْت الحَارِث بن حَزْن الهلالية. تقدم نسبها عند أختها لُبَابَة. وميمونة زوج النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقد تقدم ذكر أخواتها: لُبَابَة الكبرى، ولُبَابَة الصغرى، وأَسْمَاء بِنْت عُميس، وغيرهن. وكان اسم ميمونة برّة فسماها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، قاله كُريب، عن ابن عباس، وهي خالته وخالة خالد بن الوليد. وكان قبل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عند أبي رُهْم بن عَبْد العزى بن عَبْد ود بن مالك بن حِسْل بن عامر بن لؤي. وقيل: عند سَخْبَرَة بن أبي رهم. وقيل: كانت عند حُوَيْطِب بن عَبْد العزى. وقيل: عند فروة بن عَبْد العزى الأسدي أسدِ بن خُزيمة قاله قتادة.

تزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد زوجها سنة سبع في عُمرة القضاء في ذي القعدة، فأرسل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جعفر بن أبي طالب إليها فخطبها، فجعلت أمرها إلى العَبَّاس بن عَبْد المُطَّلِب، فزوّجها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وقيل بل العَبَّاس قال لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: إن ميمونة بِنْت الحَارِث قد تأيَّمتْ من أبي رهم بن عَبْد العزى، هل لك أن تزوجها؟ فتزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس بن بُكير، عن ابن إسحاق قال: ثم تزوج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بعد صفية ميمونة بِنْت الحَارِث الهلالية، وكانت قبله عند أبي رهم بن عَبْد العزى.

قال يونس: حدثنا جعفر بن برقان، عن ميمون بن مهران، عن يزيد بن الأصم قال: تزوج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ميمونة وهو حلال في قبةٍ لها، وماتت فيها، ويزيد هو ابن أخت ميمونة.

وقيل: تزوجها وهو محرم.

أخبرنا غير واحد بإسنادهم عن مُحَمَّد بن عيسى: حدثنا حميد بن مسعدة، حدثنا سُفْيان بن حبيب، عن هشام بن حسان، عن عكرمة، عن ابن عباس: أن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم تزوج ميمونة وهو محرم.
ولهذا الاختلاف اختلف الفقهاء في نكاح المحرم، وقال بعضهم: تزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو حلال، وظهر أمر تزويجها وهو محرم ثم بنى بها وهو حلال بسَرف بطريق مَكَّة وماتت بسَرَف أيضاً حيث بنى بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ودُفنت هناك.

ولما فرغ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من عُمرته أقام بمَكَّة ثلاثاً، فأتاه سهيل بن عَمْرو، في نفر من أهل مَكَّة فقال: يا مُحَمَّد، أخرج عنا فاليوم آخر شرطك وكان شرط في الحديبية أن يعتمر من قابل، ويقيم بمَكَّة ثلاثاً فقال: "دعوني أبتني بأهلي وأصنع لكم طعاماً". فقالوا: لا حاجة لنا بطعامك. فخرج فبنى بها بشرف قريب مَكَّة.

وقال ابن شهاب وقتادة. هي التي وهبت نفسها للنبي صلّى الله عليه وسلّم، فأنزل الله تعالى: "وامْرَأَة مؤمنةً إنْ وهبتْ نفسها للنبيّ"...الآية.

والصحيح ما تقدم.

أخبرنا أبو منصور بن مكارم بن أحمد بإسناده عن المعافى بن عُمران، عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ميمونة زوج النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم: أنها سُئل عن الجبن فقال: "اقطع بالسكين، وسمِّ الله تعالى، وكُلْ".

وتوفيت سنة إحدى وخمسين. وقيل: سنة ثلاث وستين عام الحرة، وصلى عليها ابن عباس، ودخل قبرها هو ويزيد بن الأصم. وعَبْد الله بن شداد بن الهاد، وهم أولاد أخواتها، ونزل معهم عُبَيْد الله الخولاني، وكان يتيماً في حِجرها.

أخرجها الثلاثة.

ميمونة مولاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم

ميمونة مولاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

روى عنها علي بن أبي طالب، وزياد بن أبي سَودة. قال أبو نعيم: هي عندي ميمونة بِنْت سعد، وقد أفردها المتأخر يعني ابن منده.

روى مُعاوِيَة بن صالح، عن زياد بن أبي سودة، عن ميمونة وليست زوج النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم أنها قالت: يا رسول الله، افتنا عن بيت المقدس. فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "أرض المحشَر والمنشَر، ائتوه فصلوا فيه، فإن الصلاة فيه كألف صلاة". قالت: أرأيت يا رسول الله من لم يطق أن يأتيه؟ قال: "فإنْ لم يطِق ذلك فليُهدي إليه زيتاً يُسرَجُ فيه، فمن أهدى إليه كان كمن صلى فيه".

وروى عُبَيْد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن زيد بن جبير، عن أبي يزيد الضبّي، عن ميمونة مولاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سئل عن ولد الزنا، فقال: "لا خير فيه، نعلان أجاهد فيهما أحبُّ إليّ من أعتق ولد الزنا".

وأن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سئل عن رجل قبّل أمرأته صائماً، فقال: "أفطَر".

أخرجها الثلاثة، إلا أن أبا عُمر أخرج لهذه فضل بيت المقدس، وأن أشد عذاب القبر، في الغيبة والبول.

ميمونة بِنْت سعد

ميمونة بِنْت سعد، خادم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

روى حديثها أيوب بن خالد، وهلال بن أبي هلال.

أخبرنا إسماعيل بن علي وغيره بإسنادهم عن ابن عيسى قال: حدثنا علي بن خَشْرَم، أخبرنا عيسى بن يونس، عن موسى بن عُبَيْدة، عن أيوب بن خالد، عن ميمونة بِنْت سعد وكانت تخدم النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم أن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: "مَثَلُ الرافِلَةِ في الزينة في غير أهلها كمَثَلِ الظُلْمَةِ يومَ القيامة، لا نور لها".

وروى عن مُحَمَّد بن هلال، عن أبيه أنه سمع ميمونة بِنْت سعد تقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: "من أجمع الصوم من الليل فليصم، ومن أصبح ولم يُجمِع فلا يصم".

أخرجها ابن منده وأبو نعيم.

ميمونة بِنْت صُبَيْح

ميمونة بِنْت صبيح وقيل: صُفَيْح بن الحَارِث، أم أبي هريرة سماها الطبراني، ولم تسمَّ في الحديث الذي ذكرناه في أُمَيْمَة.

وقال أبو مُحَمَّد بن قتيبة: خاله سعيد بن صفيح، كان من أشد الناس.

اخبرنا عَبْد الوهاب بن أبي حبة بإسناده عن عَبْد الله بن أحمد: حدثني أبي، حدثنا عَبْد الرَّحْمَن، حدثنا عكرمة بن عَمَّار، حدثني أبو كثير حدثنا أبو هريرة قال: "ما خلق الله مؤمناً سمع بي ولا يراني إلا أحبني". قلت: وما علمك بذلك يا أبا هريرة؟ قال: إن أمي كانت امْرَأَة مشركة، وإني كنت أدعوها إلى الإسلام فتأبى عليّ... وذكر إسلام أبي هريرة بطوله، وهو مذكور في الكنى في أم أبي هريرة، فلا نطول بذكره.

أخرجها أبو نُعَيْم، وأبو موسى.

ميمونة بِنْت عَبْد الله

ميمونة بِنْت عَبْد الله، من بني مُرَيْد: بطن من بَلِيّ وكان يقال لهم: الجعادُرَّة، حلفاء بني أميَّة بن زيد من الأنصار. قاله ابن إسحاق وذكر إسلامها، وسماها ابن هشام، وهي التي أجابت كعب بن الأشرف في بكائه قتلى بدر بأبيات أولها:

بكتْ عينُ من يبكي لبدرٍ وأهلهِ

 

وعُلَّتْ بمثلَيْهِ لؤيُّ بنُ غالـبِ

استدركه الغساني على أبي عُمر.

ميمونة بِنْت أبي عَنْبَسَة

ميمونة بِنْت أبي عنبسة، أو بِنْت عنبسة. قاله ابن منده وأبو عُمر. وقال أبو نعيم: وهو تصحيف، وإنما هو عسيب، ورواه كذلك.

روى المسجع بن مصعب أبو عَبْد الله العَبْدي، عن ربيعة بِنْت مرثد وكانت تنزل في بني قريع عن منبِّه، عن ميمونة بِنْت أبي عسيب وقيل: بِنْت أبي عنبسة مولاة النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم: أن امْرَأَة من جُرَش أتت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فقالت: يا عائشة، أغيثيني من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسكنيني بها، وتطمنيني بها. وأنها قال لها: "ضعي يدك اليمنى على فؤادكِ فامسحيه، وقولي: بسم الله، اللهم داوني بدوائك، واشفني بشفائك، وأغنني بفضلكَ عمن سواك". قالت ربيعة: فدعوت به فوجدته جيداً.

أخرجها الثلاثة.

ميمونة بِنْت كَرْدَم

ميمونة بِنْت كردم الثقفية. روى عنها يزيد بن مقسم. أخبرنا أبو ياسر بإسناده عن عَبْد الله: حدثني أبي، حدثنا يزيد بن هارون، عن عَبْد الله بن يزيد بن مقسم بن ضبّة الطائفي قال: سمعت عمتي سارة بِنْت مقسم، عن ميمونة بِنْت كردم قالت: رأيت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بمَكَّة وهو على ناقة له، وأنا مع أبي، وبيد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دُرَّة كدُرَّة الكتّاب، وسمعت الأعراب يقولون: الطبطبية الطبطبية... الحديث، وسأل أبوها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: إني كنت نذرت لأنحرنّ ببُوانة، فقال: "هل بها وثن". قال: لا. قال: "أوفِ بنذرك".

وروى الفضل بن دُكين، عن عَبْد الله بن عَبْد الرَّحْمَن بن يَعْلَى بن كعب الثقفي، عن يزيد بن مقسم، عن ميمونة.

أخرجها الثلاثة.

ميمونة

ميمونة، غير منسوبة. روت عنها آمِنَةبِنْت عُمر.

قال أبو نعيم: أفردها المتأخر يعني ابن منده وذكرها سليمان بن أحمد بن ميمونة بِنْت سعد.

أخبرنا يحيى بن أبي الرجاء إذناً بإسناده عن أبي بكر بن أبي عاصم: حدثنا علي بن ميمون أبو الحسن العطار، حدثنا عُثْمان بن عَبْد الرَّحْمَن الحراني، عن عَبْد الحميد بن يزيد، عن آمِنَةبِنْت عُمر، عن ميمونة، أنها قالت: يا رسول الله، أفتنا عن الصدقة. قال: "إنها حجاب من النار لمن احتسبها يبتغي بها وجه الله تعالى". قالت: أفتنا في ثمن الكلب. قال: "طعمةُ جاهليةٌ وقد أغنى الله عنها". قالت: افتنا في عذاب القبر. قال: "أثر البول، فمن أصابه بول فليغسلْه، فمن لم يجد ماءً مسحه بتراب طيبٍ".

ذكر هذا الحديث ابن منده وأبو نعيم، وروى أبو نعيم هذه الترجمة أيضاً عن سليمان بن أحمد، عن أحمد بن النضر العسكري، عن إسحاق بن زُريق الراسبي، عن عُثْمان بن عَبْد الرَّحْمَن الطرائفي، عن عَبْد الحميد بن يزيد، عن آمِنَةبِنْت عُمر بن عَبْد العزيز، عن ميمونة بِنْت سعد أنها قالت: يا رسول الله، أفتنا عن السرقة. قال: "من أكلها وهو يعلم أنها سرقة فقد شُرِك في إثمها وعارها".

وروى أبو نعيم أيضاً عن الحسن بن سُفْيان، عن عَمْرو بن هشام، عن عُثْمان بن عَبْد الرَّحْمَن، عن عَبْد الحميد، عن أمنَة، عن ميمونة بِنْت سعد أنها قالت: يا رسول الله، أفتنا في الغسل من الجنابة، كم يكفي الرأس من الماء؟ قال: "ثلاث حثياتٍ".

أخرجها ابن منده، وأبو نعيم.

قلت: أخرج أبو نعيم حديث سليمان بن أحمد والحسن بن سُفْيان، مستدلاً بهما على أن آمِنَةبِنْت عُمر التي ذكرها ابن منده أنها تروي عن هذه ميمونة التي لم ينسبها وجعلها غير ميمونة بِنْت سعد، قد روت عن ميمونة بِنْت سعد، ليظهر بهذا أنهما واحدة. وبالجملة قد جعل أبو نعيم هذه والتي قبلها مولاة النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم التي روى عنها عليّ، وميمونة بِنْت سعد، واحدة، وجعلهنّ ابن منده ثلاثاً، وأما أبو عُمر فلم يترجم إلا ميمونة بِنْت أبي عنبسة مولاة النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، وميمونة بِنْت سعد، وقال: روى عنها أيوب بن خالد في قبلة الصائم وعتق ولد الزنا، وميمونة أخرى مولاة النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم وقال: حديثها عن أهل الشام في فضل بيت المقدس. وهذه التي تروي فضل القدس قد اتفقوا على أنها غير الثلاث، إنما الاختلاف في الثلاث كما ذكرناه، وما أقرب قول أبي نعيم من الصواب، والله أعلم.

حرف النون

نائلة بِنْت سعد

نائلة بِنْت سعد بن مالك الأنْصارِيَّة، من بني ساعدة.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب.

نُبَيْتَة بِنْت الضحّاك

نبيتة بِنْت الضحاك بن خليفة. قاله ابن المديني هكذا: أوله نون، ثم ياء موحدة، وياء تحتها نقطتان، ثم تاء فوقها نقطتان. وقال غيره: ثبيتة أوله ثاء مثلثة، وقد تقدمت.

ذكر هذا الامير أبو نصر.

نبعة الحبشية

نبعة الحبشية، جارية أم هانئ، ذكرها عَبْد الغني وابن ماكولا. روى الكلبي، عن أبي صالح، عن أم هانئ بِنْت أبي طالب، في مسرى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنها كانت تقول: ما أُسري برسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلا وهو في بيتي نائم عندي تلك الليلة، فصلى العشاء الآخرة ثم نام ونمنا، فلما كان قبل الصبح أهبَّنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فلما صلى الصبح وصلينا معه قال: "يا أم هانئ، لقد صليت العشاء الآخرة كما رأيت، ثم جئت بيتَ المقدس فصليت فيه، ثم صليت صلاة الغداة معكم"، ثم قام ليخرج فأخذت بطرف ردائه، فكشف عن بطنه وكأنه قُبْطِيَّةٌ مَطْوية، فقلت له: يا نبي الله، لا تحدث بهذا الناس فيكذبوك ويؤذوك. قال: "والله لأحدثنّهم". قالت: فقلت لجارية لي حبشية يقال لها نبعة ويحك! اتبعي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تسمَّعي ما يقل للناس وما يقولون له. فلما خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلى الناس أخبرهم، فعجبوا وقالوا: ما آية ذلك يا مُحَمَّد؟... وذكر الحديث.

أخرجه أبو موسى.

نُتَيْلَة بِنْت قَيْس

نتيلة بِنْت قَيْس بن جرير بن عَمْرو بن عَوْف بن مبذول الأنْصارِيَّة، ثم من بني مازن.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب.

نَدْبَة مولاة ميمونة

ندبة مولاة ميمونة. لها ذكر في حديث لعائشة.

أخرجها ابن منده وأبو نعيم كذا مختصراً.

نُسَيْبَة بِنْت الحَارِث

نسيبة بِنْت الحَارِث، أم عطية الأنْصارِيَّة. وهي مشهورة بكنيتها، ويرد ذكرها في الكنى مستقصى إن شاء الله تعالى.

وهي التي غسلت بِنْت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم. روت عنها حفصة بن سيرين. قاله أبو عُمر.

وأما ابن منده وأبو نعيم فجعلا أم عطية نسيبة بِنْت كعب، فخالفهما أبا عُمر في نسبها، وقالا: هي التي غسلت بِنْت النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، وسميا أيضاً أم عَمَارَة نسيبة بِنْت كعب، وخالفهما أبو عُمر في أم عطية بِنْت الحَارِث، وجعل أم عَمَارَة نسيبة بِنْت كعب، مثلهما، ووافقه ابن ماكولا فقال: وأما نُسَيبة بضم أوله، وفتح ثانيه فهي نسيبة أم عطية الأنْصارِيَّة، لها صحبة ورواية. روى عنها مُحَمَّد بن سيرين، وحفصة أخته قال: وأما نَسيبة بفتح أوله، وكسر ثانيه فهي أم عَمَارَة نَسيبة بِنْت كعب الأنْصارِيَّة، كانت تشهد المشاهد مع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، لها رواية. روى عنها عَبْد الرَّحْمَن بن عَبْد الله بن أبي صعصعة، والحَارِث بن عَبْد الله بن كعب، وغيرهما، والله أعلم.

أخرجها الثلاثة.

نُسَيْبَة هذه: بضم النون، وفتح السين.

نَسيبة بِنْت كعب

نسيبة بِنْت كعب بن عَمْرو، أم عَمَارَة الأنْصارِيَّة. شهدت العُقْبَة.

أخبرنا أبو جعفر بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق فيمن شهد العُقْبَة قال: وكان من بني الخزرج اثنان وستون رجلاً وأمرأتان، منهم تسعة نقباء، فيزعمون أن المرأتين قد بايعتا. كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لا يصافح النساء، إنما كان يأخذ عليهن، فإذا أقررن قال: "اذهبْنَ فقد بايعتُكُنّ". والمرأتان من بني مازن بن النجار: نسيبة وأختها ابِنْتا كعب بن عَمْرو بن عَوْف بن مبذول بن عَمْرو بن غَنْم بن مازن بن النجار، كان معها زوجها وابناها، وزوجها زيد بن عاصم بن كعب، وابناها عَبْد الله وحبيب ابنا زيد بن عاصم. وابنها حبيب هو الذي أخذه مسيلمة. تقدمت قصته معه.

وقيل: إن المرأة الثانية: أَسْمَاء بِنْت عَمْرو بن عَدي، أم منيع، وقد تقدمت.

روت أم عَمَارَة، عن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم في الصائم إذا أُكل عنده.

أخرجها الثلاثة.

نَسيبة هذه: بفتح النون، وكسر السين. قاله الامير أبو نصر.

نُسَيْبَة بِنْت نِيار

نسيبة بِنْت نيار بن الحَارِث بن بلال بن أُحَيحة الأنْصارِيَّة، من بني جَحجبى بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب.

نَسيكة بِنْت الجُلاس

نسيكة أم عَمْرو بن الجلاس. روت عنها حبيبة بِنْت سِمعان.

أخبرنا أبو موسى إذناً، أخبرنا أحمد بن العَبَّاس، أخبرنا مُحَمَّد بن عَبْد الله. قال أبو موسى: وأخبرنا الحسن بن أحمد، أخبرنا أحمد بن عَبْد الله قالا: حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا مُحَمَّد بن عَبْد الله الحضرمي، حدثنا عَبْد الله بن الحكم بن أبي زياد القطواني، حدثنا عُبَيْد الله بن موسى، عن إبراهيم بن إسماعيل، عن حبيبة بِنْت سِمعان، عن نسيكة أم عَمْرو بن الجلاس قالت: إني لعِندَ عائشة رضي الله عنها وقد ذبحت شاة لها، فدخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وفي يده عُصَيَّة، فألقاها ثم هوى إلى المسجد فصلى فيه ركعتين، ثم هوى إلى فراشه فانبطح عليها، ثم قال: "هل من غداء؟" فأتيناه بصحفة فيها خبز شعير، وفيها كسرة وقطعة من الكَرِش، وفيها الذراع، قالت: فأخذت عائشة قطعة من الكرش، فإنها لتنهشها إذ قالت: لقد ذبحنا شاة اليوم فما أمسكنا منها غير هذا. قالت: يقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "لا، بل كلَّها أمسكْتِ إلا هذا".

أخرجها ابن منده، وأبو نعيم.

نعامة

نعامة، من سبي بَلْعَنْبَر.

كانت امْرَأَة جميلة، فعرض عليها النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم أن يتزوجها، فلم تلبث أن جاء زوجها الحَريش.

ذكرها ابن الدباغ.

نُعْمُ امْرَأَة شمّاس

نعم امْرَأَة شماس بن عُثْمان بن الشَّريد المخزومي. وقيل: إنها بِنْت حسان.

أنشد لها ابن إسحاق أبياتاً ترثي زوجها، وقُتل بأُحد:

يا عينُ جودي بدمعٍ غيرِ إبْـسـاسِ

 

على كريمٍ من الفِـتـيانِ لَـبَّـاسِ

صعبِ البديهةِ ميمونٌ نـقـيبَـتـهُ

 

حَمَّـالِ ألـويةٍ ركَّـابُ أفـراسِ

أقولَ لمَّا أتى الناعي له جـزَعـاً:

 

أودى الجوادُ وأودى المُطعِمُ الكاسي

وقلت لمَّا خَلَتْ منه مـجـالِـسُـهُ

 

لا يُبعدُ اللهُ منـا قُـرْبَ شَـمَّـاسِ

ذكره ابن الدباغ عن الغساني، مستدركاً على أبي عُمر.

نُعمى بِنْت جعفر

نَعمى بِنْت جعفر بن أبي طالب.

ذكرت في حديث رواه عَبْد الملك بن جريج، عن عطاء، عن أَسْمَاء بِنْت عميس: أن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم قال لنعمى بِنْت جعفر: "ما لي أرى أجساد بني جعفر أنْضاء؟ أبهم حاجة؟" قالت: لا، ولكنهم تسرع إليهم العين، أفأرقيهم؟ قالت: فعرضت عليه كلأما لا بأس به، فقال: "ارقيهم".

أخرجها ابن منده وأبو نعيم.

قلت: حديث الرقية لأولاد جعفر إنما هو معروف عن أمهم أَسْمَاء، ولا أعرف في أولاد جعفر: نعمى.

نَفيسة بِنْت أميَّة

نفيسة بِنْت أميَّة، أخت يَعْلَى بن أميَّة التميمي.

لها صحبة ورواية عن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم. روت عنها أم سعد بن الربيع أنها قالت: ولدت خديجة للنبي صلّى الله عليه وسلّم القاسم، والطاهر، وزينب، ورقية، وأم كُلْثُوم، وفاطِمَة، صلى الله عليهم أجمعين.

نَفيسة بِنْت عَمْرو

نفيسة بِنْت عَمْرو بن خَلْدَة بن مُخَلَّد الأنْصارِيَّة الزُرَقية.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب.

نُهَيَّة

نهيّة، وقيل: لهية باللام، قاله ابن ماكولا، وهي أم ولد عُمر بن الخطاب رضي الله عنه. وهو عَبْد الرَّحْمَن بن عُمر الذي يدعى أبا شَحْمة، وقد تقدم ذكرها في اللام.

أخرجها أبو موسى مختصراً.

النَّوار بِنْت قَيْس

النوار بِنْت قَيْس بن الحَارِث بن عدي.

وقال ابن حبيب: النوار بِنْت قَيْس بن لوذان بن عدي بن مَجْدَعة. واتفقا أنها من المبايعات.

قاله العدوي وابن حبيب، وذكرها الغساني مستدركاً على أبي عُمر.

النوار بِنْت مالك

النوار بِنْت مالك بن صِرْمة، من بني عدي بن النجار. وهي أم زيد بن ثابت الأنصاريّ الفقيه الفَرضي، كاتب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم.

روت عن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم. روت عنها أم سعد بن زرارة.

أخرجها الثلاثة.

نَوْبَة

نوبة. قال عَبْد الغني بن سعيد الحافظ: ذكرُها في حديث زائدة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة قالت: مرض رسول الله صلّى الله عليه وسلّم واشتد مرضه، فوجد في نفسه خفة فخرج بين بَريرة ونوبة.
أخرجها أبو موسى.

نُوَيْلَة بِنْت أسلم

نويلة بِنْت أسلم. وقيل: بِنْت مسلم، جَدَّة جعفر بن محمود بن مسلمة. قاله أبو نعيم وابن منده. وقال أبو عُمر: نولة بِنْت أسم الأنْصارِيَّة، صلّت القبلتين، حديثها يُروى عن جعفر بن محمود عن جدته نولة.

أخبرنا يحيى بن محمود إجازة بإسناده عن ابن أبي عاصم: حدثنا مُحَمَّد بن سنان، عن يزيد بن إسحاق بن إدريس. حدثنا إبراهيم بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمود، عن جدته أم أبيه نويلة بِنْت أسلم أنها قالت: صلينا الظهر أو: العصر في مسجد بني حارثة، فاستقبلنا مسجد إيلياء، فصلينا ركعتين، ثم جاءنا من يخبرنا أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قد استقبل البيت الحرام، فتحول النساء مكان الرجال، والرجال مكان النساء، فصلينا السجدتين الباقيتين ونحن مستقبلو البيت الحرام. فحدثني رجل من بني حارثة أن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم قال حين بلغه ذلك: "أولئك قومٌ أمنوا بالغيب".

أخرجها الثلاثة.

قلت: قد اختلفوا في اسم هذه فقيل: بُدَيْلَة بالباء الموحدة قاله الواقدي عن جعفر. وقيل: تويَلة بالتاء فوقها نقطتان قاله إبراهيم بن حمزة عن جعفر. وقيل: نُويَلة بالنون قاله إسحاق بن إدريس بن جعفر، والله أعلم، فإن الاسم واحد، والباقي تصحيف.

حرف الهاء

هالة بِنْت خُوَيْلِد

هالة بِنْت خويلد بن أسد بن عَبْد العزى بن قصيّ القُرَشِيَّة الأَسَدِيَّة. أخت خديجة بِنْت خويلد زوج النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم. ورد ذكرها في حديث عائشة.

أخبرنا مِسمار بن عُمر بن العويس وأبو الفرج مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن، وغير واحد، بإسنادهم عن مُحَمَّد بن إسماعيل قال: وقال إسماعيل بن خليل: أخبرنا علي بن مُسهر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: استأذنت هالةُ بِنْت خويلد أخت خديجة على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فعرف استئذان خديجة، فارتاع لذلك، وقال: "اللهم هالة". فغِرتُ فقلت: ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشِّدقين، هلكت في الدهر، وأبدلك الله خيراً منها.

أخرجه ابن منده وأبو نعيم.

قلت: هذه هالة على هذا النسب هي أم أبي العاص بن الربيع، وليس لخديجة أخت أخرى اسمها هالة. والله أعلم.

هُجَيْمَة أم الدرداء

هُجيمة. وقيل: خيرة أم الدرداء. مختلف في اسمها وصحبتها.

أخرجها ابن منده وأبو نعيم كذا مختصراً.

قلت: كلام أبي نعيم وأبي موسى يدل على أن هجيمة وخيرة واحدة، وقد اختلف في اسمها وفي صحبتها. وأبو موسى إنما تبع أبا نُعيم وقلّده، وهما اثنتان: خيرة أم الدرداء الكبرى ولها صحبة، وهجيمة أم الدرداء الصغرى، ولا صحبة لها. وقد ذكرنا خبرهما في خيرة مُستقصى.

هُرَيْرَة بِنْت زَمْعَة

هريرة بِنْت زمعة بن قَيْس بن عَبْد شمس، أخت سودة بِنْت زمعة أم المؤمنين.

قال جعفر: لها صحبة. وروى بإسناده عن طال بن حُجَير، عن هود، عن رجل من عَبْد القَيْس كان حَجَّاجاً في الجاهلية، يقال له معَبْد بن وهب أنه تزوج امْرَأَة من قريش يقال لها هريرة بِنْت زمعة أخت سودة بِنْت زمعة أم المؤمنين، وأنه شهد بدراً فقاتل بسيفين، فقال النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم: "يا لهفَ نفسي على فتيان عَبْد القَيْس! أما إنهم أُسْدُ الله تعالى في الأرض".

أخرجها أبو موسى.

هُزَيْلَة بِنْت ثابت

هزيلة بِنْت ثابت بن ثعلبة بن الجُلاس الأنْصارِيَّة.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب.

هُزَيْلَة بِنْت الحَارِث

هزيلة بِنْت الحَارِث بن حَزْن الهلالية، أخت ميمونة بِنْت الحَارِث أم المؤمنين.

قال جعفر: هو اسم حُفَيد التي أهدت إلى ميمونة الضِّباب والأقِط والسَمن. وكانت قد نكحت في الأعراب.

روى القعنبي، عن مالك عن عَبْد الرَّحْمَن بن عَبْد الله بن أبي صعصعة، عن سليمان بن يسار قال: دخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بيت ميمونة بِنْت الحَارِث، فأتى بضباب فيهنّ بيض، ومعه عَبْد الله بن عباس وخالد بن الوليد، فقال: "من أين لكم هذا؟" قالت: أهدته إليّ أختي هُزيلة بِنْت الحَارِث. فقال لعَبْد الله وخالد: "كُلا". فقالا: ألا تأكل؟ قال: "إني يحضُرُني من الله تعالى حاضر".

أخرجها الثلاثة.

هُزَيلة بِنْت سعيد

هزيلة بِنْت سعيد بن سهل بن مالك بن كعب.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب. وهي من بني دينار من الأنصار.

هُزيلة بِنْت عَمْرو

هزيلة بِنْت عَمْرو بن عتبة بن خَديج بن عامر بن جُشَم بن الحَارِث بن الخزرج. وهي أم سعد بن الربيع.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب، وابن ماكولا.

خديج: بالخاء المعجمة المفتوحة. قال الدارَقُطني: ليس في الأنصار حَديج بالحاء المهملة.

هُزَيلة بِنْت مَسْعود

هزيلة بِنْت مَسْعود بن زيد الأنْصارِيَّة، من بني حرام.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب.

هُمَيْنَة بِنْت خالد

هُمَينة بِنْت خالد أو خَلَف بن أسعد بن عامر بن بَيَاضة بن سُبَيْع بن جُعْثُمَة بن سعد بن مُليح بن عَمْرو بن ربيعة الخزاعية. وقيل: همينة بِنْت خلف. وهو أصح. وهي أخت عَبْد الله بن خلف، والد طلحة الطلحات. هاجرت مع زوجها خالد بن سعيد بن العاص إلى أرض الحبشة، فولدت له هناك سعيداً وأمة، فتزوج أمة الزبير بن العوام، فولدت له خالداً وعُمراً.

روى مِنْجاب بن الحَارِث، عن زياد بن عَبْد الله البَكَّائي، عن ابن إسحاق في تسمية من هاجر من المسلمين إلى الحبشة: خالد بن سعيد بن العاص وامْرَأَته هُمينة بِنْت خالد بن أسعد بن عامر بن بياضة من خزاعة.

أخرجها أبو نُعَيْم وأبو موسى.

قلت: كذا نسبها أبو موسى على الشك، فقال: خالد أو خلف. وقال أبو نعيم: خالد ولم يشك. ونقلاه عن البكائي، عن ابن إسحاق. والذي عندنا من طريق ابن هشام، عن البَكائي، عن ابن إسحاق: خلف، بالفاء. وهو الصحيح، فإن نسبها يقضي بذلك، فإنها عمة طلحة الطلحات، وطلحة هو: ابن عَبْد الله بن خلف، لا خلاف فيه. وقيل فيها أيضاً: أُمَيْمَة وأمينة، وقد تقدما. والله أعلم.

هِنْد بِنْت أُثاثة

هِنْد بِنْت أثاثة بن عباد بن المُطَّلِب بن عَبْد مناف القُرَشِيَّة المُطَّلِبية، أخت مسطح بن أثاثة. ذكرها العسكري في ترجمة أخيها مِسطح، وذكرها ابن إسحاق أيضاً.

أخبرنا أبو جعفر بإسناده، عن يونس، عن ابن إسحاق قال: فحدثني صالح بن كيسان قال: ثم علت هِنْد بِنْت عتبة يعني يوم أُحد على صخرة مشرفة، فنادت بأعلى صوتها، ثم قالت حين ظفروا بما أصابوا من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

نحن جـزَيْنـاكُـمْ بـيومِ بـدرِ

 

والحربُ بعدَ الحربِ ذاتُ سُعْرِ

ما كان عنْ عُتْبَةَ لي من صبـرِ

 

أبي وعمِّي وشقـيقِِ بِـكـري

شفَيْتُ نفسي وقضـيتُ نَـذري

 

شَفَيْتَ وَحْشي غَليلَ صـدري

وهي أطول من هذا. فأجابتها هِنْد بِنْت أثاثة بن عباد، وكانت من اللواتي أسلمن بمَكَّة:

خَزيتِ في بدرٍ وغيرِ بـدرِ

 

يا بِنْت وقَّاعٍ عظيمِ الكُفـرِ

صبَّحكِ اللهُ غداةَ الفـجـرِ

 

بالهاشِمِيِّينْ الطِّوالِ الزُّهرِ

بكلِّ قَطَّاعٍ حُسـام يَفْـري

 

حَمزةَ ليثي، وعلِيُّ صَقري

وذكرها أيضاً ابن هشام، ولها أشعار غير هذا تُجيب بها هِنْد بِنْت عتبة.

هِنْد بِنْت أُسَيْد

هِنْد بِنْت أسيد بن حُضير الأنْصارِيَّة.

لها ذكر في حديث مُحَمَّد بن عَبْد الرَّحْمَن بن سعد بن زُرارة. لم يزد ابن منده وأبو نعيم على هذا.
قال أبو عُمر: روى عنها أبو الرجال، عن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم أنه كان يخطب بالقرآن، قالت: وما تعلمت: "ق والقرآن المجيد" إلا من كثرة ما كنت أسمعها منه يخطب بها على المنبر.

هِنْد بِنْت أبي أميَّة

هِنْد بِنْت أبي أميَّة بن المغيرة بن عَبْد الله بن عُمر بن مخزوم القُرَشِيَّة المَخْزُومِيَّة. زوج النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، وإحدى أمهات المؤمنين، واسم أبيها أبي أميَّة: حذيفة، ويعرف بزارد الركب. وهو أحد أجواد قريش المشهورين بالكرم. وأمها عاتِكَة بِنْت عامر بن ربيعة بن مالك بن جَذيمة بن علقمة وهو جِذْلُ الطعان بن فراس الكنانية.

اختلف في اسمها، فقيل: رَمْلَة. وليس بشيء. وقيل: هِنْد. وهو الأكثر. وكانت قبل أن يتزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم تحت أبي سلمة بن عَبْد الأسد المخزومي، وكانت هي وزوجها أول من هاجر إلى الحبشة، ويقال أيضاً: إن أم سلمة أول ظَعينة هاجرت إلى المدينة. وقيل: بل لَيْلَى بِنْت أبي حَثْمة امْرَأَة عامر بن ربيعة. وتزوجها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سنة ثلاث، بعد وقعة بدر. وقيل: إنه شهد أُحداً ومات بعدها. قاله ابن إسحاق.

ولما دخل بها قال لها: "إن شئت سبَّعْتُ عندكِ وسبَّعتُ لنسائي، وإن شئتِ ثلَّثتُ ودُرْت؟" فقالت: ثَلِّث.

وتوفيت أم سلمة أول أيام يزيد بن مُعاوِيَة. وقيل: إنها توفيت في شهر رمضان أول شوال سنة تسع وخمسين، وصلى عليها أبو هريرة. وقيل: صلى عليها سعيد بن زيد أحد العشرة.

قال محارب بن دِثار: أوصت أم سلمة أن يصلي عليها سعيد بن زيد، وكان مروان بن الحكم أميراً على المدينة. وقال الحسن بن عُثْمان: كان أميراً على المدينة يومئذٍ الوليد بن عتبة بن أبي سُفْيان ودخل قبرها ابناها عُمر وسلمة ابنا أبي سلمة، وابن أخيها عَبْد الله بن عَبْد الله بن أبي أميَّة. ودفنت بالبَقيع. روت عن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم أحاديث، ويرد ذكرها في الكنى أكثر من هذا إن شاء الله تعالى.

أخرجها الثلاثة.

هِنْد بِنْت أَوْس

هِنْد بِنْت أوس بن شَريق، أم سعد بن خَيْثَمة الأنْصارِيَّة من بني خَطْمة.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب.

هِنْد الجُهَنِيَّة

هِنْد الجُهنية.

روى أبو بكر مُحَمَّد بن عَبْد الله بن إبراهيم الشافعي، عن أبي العَبَّاس بن مسروق الطوسي، عن عُمر بن عَبْد الحكم، وحفص بن عَبْد الله الوراق، والقاسم بن الحسن، كلهم عن ابن سعد، عن أبيه: أنه كان في بَدء الإسلام رجل شاب يقال له بشر كان يختلف إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وكان من بني أسد بن عَبْد العزى، وكان طريقه إذا غدى على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أخذ على جُهينة، وإذا فتاة من جهينة نظرت إليه فتعَشَّقَتْه، وكان بها من الحسن والجمال حظ عظيم، وكان للفتاة زوج يقال له سعد بن سعيد، وكانت الفتاة تقعد كل غداة لبشر على أن يجتاز بها لينظر إليها، فلما جازها أخذها حبُّه... وذكر القصة بطولها، ذكرها جعفر المستغفري.

وأخرجها أبو موسى.

هِنْد الخَولانيَّة

هِنْد الخولانية، زوج بلال بن رباح. سماها سعيد بن عَبْد الملك، عن الأوزاعي، عن عمير بن هانئ.

قيل: إن لها صحبة، وهي من أهل دارَيَّا، من أرض دمشق.

أخبرنا أبو مُحَمَّد بن أبي القاسم بن الحسن بن هبة الله الدمشقي إجازة بإذنه من أبي البركات بن المبارك، أخبرنا أبو الحُسَيْن بن الطُيُوري، أخبرنا عَبْد العزيز بن علي الأزَجي، أخبرنا عَبْد الرَّحْمَن بن عُمر بن أحمد بن خَيثمة، أخبرنا أبو بكر مُحَمَّد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة، حدثني جدي، حدثنا عَبْد الرَّحْمَن بن المبارك، حدثنا عَبْد الأعلى بن عَبْد الأعلى، حدثنا سعيد الجُرَيري، عن أبي الورد القُشيري، حدثتني امْرَأَة من بني عامر، عن امْرَأَة بلال: أن النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم أتاها فسلم فقال: "أَثَمَّ بلال؟" فقالت: لا. فقال: "لعلَّك غضبى على بلال؟"فقالت: إنه يجِئُني كثيراً فيقول: قال رسول الله. فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "ما حدّثكِ عنّي فقد صدقكِ، بلالُ لا يكذب، لا تُغضبي بلالاً، فلا يُقبلُ منكِ عملٌ ما غضب عليك بلال".

أخرجها ابن منده وأبو نعيم، وقال أبو نعيم: ذكرها المتأخر يعني ابن منده وهذا عندي فيه نظر، فإن بلالاً إنما تزوج في خولان لما أقام بالشام، وذلك بعد وفاة النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم، وليس في الحديث أنها من خولان، ولعل هذه غير الخولانية، والله أعلم.

هِنْد بِنْت ربيعة

هِنْد بِنْت ربيعة بن الحَارِث بن عَبْد المُطَّلِب بن هاشم.

ولدت على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهي التي كانت عند حَبَّان بن واسع هي وامْرَأَة له أنصارية، فطلق الأنْصارِيَّة وهي ترضع، فمرت بها سنة ثم هلك عنها ولم تحض، فقالت: أنا أرثه ولم أحض. فاختصما إلى عُثْمان بن عَفَّان رضي الله عنه، فقضى لها بالميراث، فلامت الهاشمية عُثْمان فقال: هذا عمل ابن عمك. هو أشار علينا بهذا. يعني علي بن أبي طالب.

أخرجها أبو عُمر.

هِنْد بِنْت سِماك

هِنْد بِنْت سماك بن عتيك بن امرئ القَيْس، عمه أسيد بن حضير الأنصاري الأشهلي. هي أم الحَارِث بن أوس بن مُعاذ، قاله العدوي في نسب الأنصار، وقال: كانت من المبايعات.

وقال ابن حبيب: هي أم عَبْد الله وعَمْرو. ابني سعد بن مُعاذ. ذكرها ابن الدباغ عن الغساني.

هِنْد بِنْت أبي طالب

هِنْد بِنْت أبي طالب، أم هانئ القُرَشِيَّة الهاشمية. اختلف في اسمها فقيل: هِنْد وقيل: فاختة.

وحجة من يقول هِنْد ما أخبرنا به أبو جعفر بإسناده عن يونس، عن ابن إسحاق قال: وأما هبيرة بن أبي وهب المخزومي، وهو زوج أم هانئ، فإنه أقام بنجران حتى مات مشركاً، وقال: حين بلغه إسلام أم هانئ بِنْت أبي طالب، وكانت تحته، واسم أم هانئ هِنْد: الطويل

أَشَاقَتْكَ هِنْد أم أتاكَ سـؤالُـهـا

 

كذاك النَّوى أسبابُها وانْفِتالُـهـا

وقد أَرَّقَتْ في رأسِ حِصنٍ مُمَرًّد

 

بنَجْرانَ يَسري بعدَ ليلٍ خَيَالُهـا

وهي أكثر من هذا.

أخرجها أبو عُمر وأبو موسى.

هِنْد بِنْت عُتْبَة

هِنْد بِنْت عتبة بن ربيعة بن عَبْد شمس بن عَبْد مناف القُرَشِيَّة الهاشمية، امْرَأَة أبي سُفْيان بن حرب، وهي أم مُعاوِيَة.

أسلمت في الفتح بعد إسلام زوجها أبي سُفْيان، وأقرها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على نكاحها، كان بينهما في الإسلام ليلة واحدة، وكانت امْرَأَة لها نفسٌ وأَنَفَة، ورأي وعقل.

وشهدت أُحد كافرة، وهي القائلة يومئذٍ:

نحن بنـاتُ طـارقْ

 

نَمشي على النَّمارِقْ

أنْ تُقبِلوا نُـعـانِـقْ

 

أو تُدْبِروا نُفـارِقْ

فِراقَ غيرَ وأمقْ فلما قُتل حمزة مثّلت به وشقت بطنه واستخرجت كبده فلاكتها، فلم تطق إساغتها، فبلغ ذلك النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: "لو أساغتها لم تمسها النار". وقيل: إن الذي مثّل بحمزة مُعاوِيَة بن المغيرة بن أبي العاص بن أميَّة، جد عَبْد الملك بن مروان لامه، وقتله النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم صبراً مُنْصَرَفه من أُحد.
ثم إن هِنْداً أسلمت يوم الفتح وحسُن إسلامها، فلما بايعن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم النساء وفي البيعة: "ولا يسرِقْنَ ولا يزنيْنَ"، قالت هِنْد: وهل تزني الحرة وتسرق؟ فلما قال: "ولا يقتُلْنَ أولادَهُنّ"، قالت: ربيناهم صغاراً وقتلتهم كباراً؟ وشكت إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زوجها أبا سُفْيان وقالت: إنه شحيح لا يعطيها من الطعام ما يكفيها وولدها، فقال لها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "خُذي من ماله بالمعروف ما يكفيك وولدك".

روى هشام بن عروة، عن أبيه قال: قالت هِنْد لأبي سُفْيان: إني أريد أن أبايع مُحَمَّداً. قال: قد رأيتك تُكذِّبين هذا الحديث أمس! قالت: والله ما رأيت الله عَبْد حقَّ عبادته في هذا المسجد قبل الليلة. والله إن باتوا إلا مصلين. قال: فإنك قد فعلت ما فعلت. فاذهبي برجل من قومك معك. فذهبت إلى عُثْمان بن عَفَّان، وقيل: إلى أخيها أبي حذيفة بن عتبة، فذهب معها فاستأذن لها فدخلت وهي مُنْتَقِب، فقال: "تُبايعيني على أن لا تُشركي بالله شيئاً..." وذكر نحو ما تقدم من قولها للنبي صلّى الله عليه وسلّم.

وشهدت اليرموك، وحرّضت على قتال الروم مع زوجها أبي سُفْيان، وكانت قبل أبي سُفْيان تحت حفص بن المغيرة المخزومي، وقصتها معه مشهورة، وتوفيت هِنْد في خلافة عُمر بن الخطاب في اليوم الذي مات فيه أبو قحافة والد أبي بكر الصدّيق.

أخرجها الثلاثة.

هِنْد بِنْت عَمْرو

هِنْد بِنْت عَمْرو بن حرام الأنْصارِيَّة، أخت عَبْد الله بن عَمْرو. وهي عمة جابر بن عَبْد الله.

روى حديثها الواقدي، عن أيوب بن النعمان، عن أبيه عنها.

أخرجها ابن منده. وأبو نعيم مختصراً.

هِنْد بِنْت محمود

هِنْد بِنْت محمود بن مسلمة بن خالد بن عَمْرو الأنْصارِيَّة.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب

هِنْد بِنْت منبِّه

هِنْد بِنْت منبّه بن الحجاج القُرَشِيَّة السّهمية.

أسلمت يوم الفتح. وهي أم عَبْد الله بن عَمْرو بن العاص. قاله الواقدي.

استدركه أن الدباغ، على الغساني.

هِنْد بِنْت المنذر

هِنْد بِنْت المنذر بن الجموح بن زيد بن حرام الأنْصارِيَّة الساعدية.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب.

هِنْد بِنْت هبيرة

هِنْد بِنْت هبيرة. ذكره النسائي هكذا.

أخبرنا أبو القاسم يعيش بن صدقة الفقيه بإسناده عن أبي عَبْد الرَّحْمَن النسائي. أخبرنا عُبَيْد الله بن سعيد، حدثنا مُعاذ بن هشام، حدثني أبي، عن أبي يحيى بن أبي كثير قال: حدثني زيد، عن أبي سلام، عن أبي أَسْمَاء الرَّحبي: أن ثوبان مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حدثه قال: جاءت هِنْد بِنْت هبيرة إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وفي يدها فَتَخٌ، أي: خواتيم ضخام فجعل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يضرب يدها، فدخلت على فاطِمَة تشكو إليها الذي صنع بها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فانتزعت فاطِمَة سلسلة كانت في عنقها من ذهب، فقالت: هذه أهداها إليّ أبو حسن. فدخل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم والسلسلة في يدها، فقال: "يا فاطِمَة، أَيَغُرُّكِ أن يقال الناس ابنة رسول الله وفي يدك سلسلة من نارٍ؟" ثم خرج ولم يقعد. فأرسلي فاطِمَة السلسلة إلى السوق فباعتها، واشترت بثمنها غلأما وقال مرّة: عَبْداً فأعتقته، فحدقت بذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: "الحمد لله الذي نجّى فاطِمَة من النار".

أخرجها أبو موسى.

هِنْد بِنْت الوليد

هِنْد بِنْت الوليد بن عتبة بن ربيعة بن عَبْد شمس القُرَشِيَّة العبشميّة. وهي ابنة خال مُعاوِيَة. سماها أبو عُمر فاطِمَة. وقال الدار قطني: سماها مالك فاطِمَة، وخالفه غيره عن الزهري، فقالوا: هِنْد. وهو الصواب.
أخبرنا أبو أحمد عَبْد الوهاب ابن إسحاق نعلي بن سُكيْنة بإسناده عن أبي داود السجستاني: حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا عنْبَسة، حدثني يونس، عن ابن شهاب: حدثني عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النَّبِيّ وأم سلمة: أن أبا حذيفة بن عتبة بن ربيعة كان تبنّى سالماً وأنكحه ابن أخيه هِنْد بِنْت الوليد بن عتبة، وهو مولى لامْرَأَة من الأنصار، كما تبنّى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم زيد بن حارثة. وكان من تبنّى رجلاً في الجاهلية دعاه الناس إليه، ووَرِث ميراثه، حيى أنزل الله عَزَّ وجَلّ: "ادعوهم لآبائهم"... الآية، فردّوا إلى آبائهم، فمن لم يعلم له أب كان مولى وأخاً في الدين، فجاءت سهلة بِنْت سُهيل بن عَمْرو امْرَأَة أبي حذيفة القُرَشِيَّة العامرية فقالت: يا رسول الله، إنّا كنا نرى سالماً ولداً.. وذكر الحديث أنها أرضعته. وقد ذكرناه في غير موضع من كتابنا هذا.

هِنْد بِنْت يزيد

هِنْد بِنْت يزيد بن البرصاء، من بني أبي بكر بن كلاب.

هكذا ذكرها أبو عُبَيْدة في أزواج النَّبِيّ صلّى الله عليه وسلّم. وقال أحمد بن صالح المصري: هي عُمرة بِنْت يزيد. وفيها اضطراب كثير جداً.

أخرجها أبو عُمر.

حرف الياء

يُسَيْرَة بِنْت مُلَيْل

يُسير بِنْت مُليل بن زيد بن خالد بن العجلان الأنْصارِيَّة، من بني عَوْف بن الخزرج.

بايعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قاله ابن حبيب.

يُسَيْرَة أم ياسر

يسيرة أم ياسر الأنْصارِيَّة. وقيل: بل هي يُسَيرة بِنْت ياسر. تُكنى أم حُمَيْضة.

كانت من المهاجرات المبايعات. قاله أبو عُمر. وقال ابن منده وأبو نعيم: يُسيرة من المهاجرات، غير منسوبة، حديثها عند حُميضة بِنْت ياسر.

أخبرنا غير واحد بإسنادهم عن أبي عيسى: حدثنا موسى بن حزام وعَبْد بن حُميد وغير واحد قالوا: حدثنا مُحَمَّد بن بشر، عن هانئ بن عُثْمان، عن أمه حميضة بِنْت ياسر، عن جدتها يسيرة وكانت من المهاجرات قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "عليكنّ بالتسبيح والتقديس والتهليل، واعقِدنَ بالأنامل، فإنهنّ مسؤولاتٌ مستنطِقاتٌ".

أخرجها الثلاثة.

يُسَيرة: بضم الياء، وفتح السين المهملة، وبعدها ياء ثانية.

آخر أَسْمَاء خير النساء، والحمد لله رب العالمين. ويتلوه زائده كتاب الكُنى، إن شاء الله تعالى.