مقدمة الحكواتي

أبو عبد الله، محمد بن زياد، مولى بني هاشم، المعروف بابن الإعرابي

المولود بالكوفة عام 150 هـ والمتوفي عام 231هـ

 

 أبو عبد الله، محمد بن زياد، مولى بني هاشم، يعرف بابن الإعرابي. عالم بالعربية وأيام العرب وأنساب القبائل ورواية الأشعار. ولد بالكوفة، وكان أبوه عبداً من السِند مولى للعباس بن محمد بن عليّ الهاشمي الذي أعتقه، وتزوجت أمُّه بعد وفاة أبيه المفضّل الضبّي فرباه.

أخذ اللغة وعلوم العربية عن أبي معاوية الضرير، والمُفضّل الضَبّي (ت170هـ)، والقاسم بن معن (ت175هـ)، والكِسائي (ت182هـ).

اتصل بالخليفة المأمون وكانت له حظوة عنده، وكان من الذين برعوا في التعليم وكان يحضر مجلسه كثيرون، وكانت طرائقه في التعليم طرائق الفقهاء والعلماء والشيوخ المحدّثين: يُسأل، ويُقرأ عليه، فيجيب.

ولم يكن يعتمد على كتاب عندما يملي على الناس، وذلك لأنه كان كثير الحفظ، ثقة في الرواية، حتى عُدّ رأساً في كلام العرب. فقال فيه ثعلب: انتهى علم اللغة والحفظ إلى ابن الأعرابي.

ناقش علماء اللغة، واستدرك عليهم، وخطّأ كثيراً من نَقَلِة اللغة، وكان يزعم أن ما رواه أبو عبيدة والأصمعي قد سُمع خلافه، وكان يتحرج من شرح ألفاظ القرآن.

أخذ عنه كثيرون، منهم: إبراهيم الحربي (ت285هـ)، وثعلب (ت291هـ)، وابن السِكّيت (ت244هـ)، وأبو عِكرمة الضَبّي وغيرهم. مات بسرّ من رأى (سامراء).

من تصانيفه: النوادر، والأنواء، والنخل، وصفة الزرع، والنباتات، والخيل، وكتب «تاريخ القبائل»، و«معاني الشعر»، و«تفسير الأمثال» أو «تنسيق الأمثال»، و« الألفاظ»، و«نسب الخيل»، و«نوادر الزبيريين»، و«نوادر بني فقعس»، و«الذباب»..

بسم الله الرحمن الرحيم

قال أبو البختري يرفعه قال: قال صلى الله عليه وسلم: ارتبطوا هذه الخيل فإنها دعوة أبيكم إسماعيل، وكانت وحوشاً فدعا ربه فسخرها له.

ويقال: إن أصل خيل العرب من فرس زوده سليمان، عليه السلام، ناسا من العماليق يقال له:زاد الركب.

قال ابن حبيب: فولد زاد الركب الهجيسي فكان أجود منه، فولد الهجيسي الديناري فكان أجود منه.

وقال أنس بن مدرك:

أبونا الذي لم تركب الخيل قبله

 

ولم يدر حي قبله كيف يركب

قال يعقوب بن محمد الزهري: حدثني عبد العزيز بن عمران عن إبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة الأشهلي عن داود بن الحصين عن عكرمة عن ابن عباس قال: كانت الخيل وحوشاً لا تركب فأول من ركبها إسماعيل فلذلك سميت عراباً.