خيل النمر بن قاسط

قال أبو عبد الله: سبق المنذر بن ماء السماء فجلبت له العرب الخيل. وخرج رجل من كلب يقال له: جرية بن مالك بن جحل بن عوف بن عمرو حتى أتى الأعلم بن عوف النمري فطلب فرسه فأعطاه على أن يجريها ابنه فأخذها هلباء مندحة البطن راغية تسح. فلما أرسلت الخيل أمسك الغلام عنانها، فقال الكلبي: أرسلها ذهبت الخيل فلم يجبه حتى توارت الخيل ثم أرسلها فطلع على المنذر سابقاً، وخاف الغلام على فرسه فذهب على فرسه، وأخذ المنذر الكلبي بالفرس فوجه معه خيلاً فأتى الأعلم فقال الأعلم: الفرس لابني وقد خرج يطلب من العشب ما لا تنال الشاة ولا البعير فإن أنتم وجدتموه وقد نام ونتجت سليلاً فأحر بكم أن تأخذوه، فوجدوه كما وصف، فسمع الغلام وئيد الخيل فوثب مذعوراً فألجمها وتبعته الخيل، وإذا هو بالمهر إلى جانب ركبته في كرزه، فقال الكلبي: رب شد في الكرز فذهبت مثلاً، وكان يقال للفرس: الرحى، فقال فيها:

يا عمرو هل عجبت من فلو الرحى

والخيل من ورائه تشكو الوجى

وكان لربيعة بن جشم فرس يقال له: واقع، من ولدها، وله بنت يقال لها: السبوح، قال فيها:

أتتني أم عبد الله تلحـى

 

ومنيتها قليلا يستطـاع

على ابنة واقع لما رأتها

 

تهان لها الروايا والرباع

نسبت لها الثراء وأعقبتها

 

بقلة ما لنا إناشـبـاع

الروايا: الإبل تحمل الماء.

قيس بن زهير النمري، فرسه الذي أفلت عليه المنذر بن ماء السماء: الجريال. وقتل يومئذ قيس بن زهير النمري، قتلته بكر بن وائل يوم كاظمة.