حرف الباء

بابونج: ديسقوريدوس في الثالثة: هو ثلاثة أصناف والمرو بينها إنما هو في لون الزهر فقط وله أغصان طولها نحو من شبر شبيه بأغصان التمنش وفيها شعب وورق صغار دقاق ورؤوس مستديرة صغار في باطن بعضها زهر أبيض وفي بعضها زهر مثل لون الذهب وفي الذي ظهر من الزهر على الرؤوس يظهر باستدارة حولها ويكون لونه أبيض وأصفر وفرفيري وهو في قدر زهر السذاب وينبت في أماكن خشنة وبالقرب من الطرق ويقلع في الربيع. لي: هذا البابونج الذي ذكره ديسقوريدوس هنا أعني النوع الأبيض الزهر منه هو النبت المعروف اليوم بمصر بالكركاس، وأهل الأندلس يعرفونه بالمقارجة وهو اسم لطيني، وأهل أفريقية يسمونه أيضاً رجل الدجاجة وهو الأقحوان عند العرب، وليس يستعمل اليوم بين الأطباء وإنما يستعمل نوع آخر وهو الذي يعرف بإفريقية بالبابونق. أبو العباس النباتي: البابونق بالقاف إسم خاص للنوع العطر من البابونج الدقيق بتونس، وهو برقادة من أرض القيروان كثير بها مزدرع بالقمم وهو ينخلق بأرضها من غير أن يزرع الآن، وهو أيضاً بتوزر وهو يوجد في صحارى برقة وأرض مصر والمشرق، ومن هناك في القدم جلب إلى الأندلس وازدرع بوادي أتين وبشرق الأندلس كله وبطليطلة وتخلق بها وبقي على أصل منبته إلى الآن. جالينوس في المقالة الثالثة: من الأدوية المفردة البابونج قريب من الورد ولطافته، وأما في حرارته فقوته قوة الزيت لأن حرارته مشاكلة لحرارة الحيوان معتدلة، ولذلك صار البابونج ينفع من الأعياء أكثر من كل دواء ويسكن الوجع ويرخي الأعضاء المتمددة ويلين الأشياء الصلبة إذا لم تكن صلابتها كثيرة ويخلخل الأشياء الكثيفة ويذهب الحميات التي تكون من ورم الأحشاء وخاصة ما كان من هذه الحميات يحدث عن الأخلاط المرارية عن تكاثف الجلد، ومن أجل ذلك جعله حكماء أهل مصر واحداً من الأشياء التي يتقرب بتقديسها الشمس، ورأوا أنه دواء نافع من جميع الحميات إلا أنهم لم يصدقوا في هذا لأن البابونج إنما هو شفاء من هذه الحميات إذا استعمل وقد استحكم فيها النضج، ولكنه مع هذا ينفع من سائر تلك الحميات الأخر كلها منفعة صالحة أعني الحميات الحادثة عن عفونة المرة السوداء أو الحادثة عن عفونة البلغم والمتولدة عن الأورام الحادثة في الأحشاء، فإن البابونج في هذه الحميات أيضاً إذا استعمل بعد استحكام النضج نفع منفعة قوية جداً، ولذلك صار من أشد الأشياء تسكيناً وألينها في مداواة الأحشاء التي من وراء مراق البطن. وقال في المقالة السادسة أيضاً: البابونج يسخن في الدرجة الأولى وجوهره لطيف، وبهذه الأسباب صارت قوّته قوة تحلل وترخى وتوسع مسام البدن. ديسقوريدوس: وقوة هذا النبات وعروقه وزهره مسخنة ملطفة إذا شرب أو طبخت وجلست النساء في مائها أدرت الطمث وأحدرت الجنين عند الولادة وأدرت البول وأبادت الحصاة، وقد يسقى طبيخها أيضاً للنفخ والفولنج الذي يقال له إيلاوس، ويذهب باليرقان ويبرىء وجع الكبد، وقد يستعمل طبيخها أيضاً في تكميد المثانة والصنف الذي زهره فرفيري من البابونج أشد فعلاً في الحصاة من الصنفين الآخرين وهو أكبر منهما، ويسمى خاصة أوتيثمن، وأما الصنف الذي زهره أبيض والصنف الذي زهره أصفر فهما أشد إدراراً للبول وجميع هذه الأصناف إذا تضمد بها أبرأت الجرب المتقرح، وإذا مضغت أبرأت القلاع وقد تسحق بالدهن ويتمرخ بها للحميات الدائرة، وينبغي أن تخزن الورق والزهر بعد أن تدق كل واحد منهما على حدته وتعمل منه أقراصاً، وأما الأصل فينبغي أن يجفف ويخزن إلى وقت الحاجة وينبغي أن يشرب بالشراب الذي يقال له أونومالي. قال الشيخ الرئيس: البابونج مفتح ملطف ملين لليبس محلل في غير جدب، وهذه خاصته من بين سائر الأدوية ويقوي الأعضاء العصبية كلها وهو مقو للدماغ أيضاً نافع من الصداع البارد، ويستفرغ مواد الرأس ويبرئ الغرب المتفجر ضماداً ويسهل النفث ويشرب في الحميات العتيقة في آخرها. وقال في مقالته في الهندبا: فيه قوة رداعة وفيه قوة محللة، وإذا سقي في الحميات المادية الباردة فرقت الطبيعة بإذن خالقها عز وجل بين القوتين فاستعانت بالباردة على تطفئة الحرارة الغالبة على الأعضاء وبالحارة على تحليل المادة الغليظة إما في الحمى، وأما في الأورام فإنها توجه القوة الباردة إلى المسالك والمنافذ فتقبضها وتمنع المواد منها وإلى المادة  المتوجهة إلى العضو ولم يحصل فيه بعد فتخثرها وتجمدها وتمنع سيلان المواد عنها الذي كان فيها وإلى جوهر العضو فتلزز. وتقويه ولا ينفعل عن المادة الخبيثة، أما القوة الحارة فتوجهها إلى المادة المستقرة في العضو حتى تحلل تلك المادة وتفنيها كلها. الطبري: البابونج يقوي البدن تنقية جيدة شرباً. التجربتين: البابونج العطر منه الرقيق الزهرة الشبيه الرائحة برائحة التفاح إذا استعمل ضماداً في الأوجاع الحارة بدقيق الشعير ورب العنب، وفي الباردة بدقيق الترمس والزيت سكن جميع الأوجاع ما كانت في العضل أو في الأحشاء، وكذلك إذا حل اللاذن في دهنه العطر يقوي فعله في تسكين الأوجاع حيث كانت ويسكن النافض والتعرق بمائه حاراً، وينفع منه عند النضج ويحرك إذا احتيج إليه كما يفعل ذلك اللوز المر والعسل إذا تدلك بهما، وينفع بخاره من النزلات في أواخرها منفعة قوية، وإذا طبخ بخل وماء وأكب على بخاره في أواخر الرمد حلل بقاياه وسكن وجعه إن تمادى عليه وغسل العينين بماء البابونج وحده يسكن أوجاعها كل وقت ووضع الأذان على بخاره ينفع من ابتداء الطرش. وقال بعض علمائنا: وبدله في تقوية الدماغ والمنفعة من الصداع برنجاسف.

باذرنجبويه: هو اسم فارسي معناه الأترجي الرائحة ويسمى أيضاً البقلة الأترجية وهو الترجان عند عامة الناس. وجالينوس لم يذكر في بسائطه البتة وهو يفرح قلب المحزون. ديسقوريدوس في الثالثة: مالسونان ومن الناس من سماه ماليطانا وهو عشبة، وإنما سميت لهذين الإسمين لاستطابة النحل الحلول فيها وورقها وقضبانها يشبهان ورق البلوطي وقضبانه إلا أن ورقها أكبر من ذلك الورق وليس عليه زغب مثل ما عليه ورائحته مثل رائحة الأترج، وإذا شرب ورقها بالشراب أو تضمد به وافق لسعة العقرب ونهشة الرتيلا وعضة الكلب الكلب، وطبيخه إذا صب على هذه المواضع فعل ذلك، وإذا جلس فيه النساء كان صالحاً لإدرار الطمث، وإذا تمضمض به كان صالحاً للأسنان، وإذا شرب ورقه بالنظرون نفع من قرحة المعي والاختناق العارض من الفطر، وينفع من المغص ويهيأ منه لعوق لعسر النفس الذي يحتاج فيه إلى الانتصاب، وإذا تضمد به مع الملح حلل الأورام والخنازير ونقى القروح  وإذا تضمد به أيضاً سكن وجع الأسنان والمفاصل. ابن سينا في الأدوية القلبية: الباذرنجبويه حار يابس في الثانية وله خاصة عجيبة في تفريح القلب وتقويته معاً وعطريته وتلطيفه وتفتيحه مع قبض فيه يعين خاصيته، وهو مع ذلك ينفع الأحشاء كلها وفيه طبيعة إسهالية خفية تقي عن الروح البخار السوداوي وعن الدم الذي في القلب ولا تقي مثله عن الأعضاء والبدن كله. وقال في الثاني من القانون: ينفع من جميع العلل البلغمية والسوداوية ويطيب النكهة ويذهب البخر، وينفع من الجرب السوداوي، وينفع من سدد الدماغ ويعين على الهضم، وينفع من الفواق والغشي. غيره: وقد يشرب من ماء ورقه عشرون درهماً لما ذكر وقد يؤكل نيئاً ومطبوخاً فيفعل ذلك، ومن خواصه الجليلة أنه إذا أخد شيء من أصله وورقه وبزره وجفف الجميع وصير في خرقة وشد بخيط أبريسم وجعل في الجيب فإنه يكون لا مقبولاً عند كل من يراه منجمعاً في حوائجه مسروراً نشيطاً ما دام عليه. ابن ماسة: خاصته النفع من وجع القلب وضعفه المانع لصاحبه من النوم، وإذا أكل على الريق نفع المعدة الباردة الرطبة وهضم الطعام الغليظ ويجشي جشاء طيباً. التجربتين: يطرد الرياح من المعدة والأمعاء وينفع من الوسواس السوداوي البارد السبب ويطيب رائحة العسل وطعمه إذا طبخ به. الإسرائيلي: نافع من الخفقان السوداوي والخفقان العارض من احتراق البلغم، ولذلك سماه الأوائل مفرح القلب. الرازي: نافع من الهم والوحشة. الغافقي: وإذا طلي بمائه النملة والنار والفارسي أزالهما وإن سف من بزره نصف مثقال أو طلي بماء ورقه في البيت الأوسط من الحمام أزال الاقشعرار الشديد والحمى النافض، وأكله يقوي الدماغ وفم المعدة والكبد وينفع من الكابوس. وقال الرازي: وبدله في التفريح وزنه أبريسم وثلثا وزنه قشور الأترج الأخضر.

باذاورد: ديسقوريدوس في الثالثة: ينبت في جبال أو غياض وله ورق شبيه بورق الخامالاون الأبيض، غير أنه أدق وأشدّ بياضاً وعليه شيء شبيه بالزغب وهو مشوك وله ساق طولها أكثر من ذراعين في غلظ أصبع الأبهام، وأكثر لونها إلى البياض ما هي جوفاء مربعة وعلى طرفها رأس مستدير مشوّك شبيه برأس القنفذ البحري، إلا أنه أصغر منه مستطيل له زهر لونه مثل لون الفرفيرية فيه بزر شبيه بحب القرطم إلا أنه أشد استدارة منه. جالينوس في السادسة يجفف ويقبض قبضاً معتدلاً ولذلك صار ينفع من استطلاق البطن ومن ضعف المعدة ويقطع نفث الدم، وإن وضع من خارج كالضماد أضمر الأورام الرخوة، وينفع أيضاً من وجع الأسنان متى تمضمض الإنسان بالماء الذي يطبخ فيه، وبزره أيضاً فيه قوة لطيفة حارة ومن أجل ذلك صار نافعاً لأصحاب التشنج إذا شربوه. ديسقوريدوس: أصله إذا شرب مطبوخاً كان صالحاً لنفث الدم ووجع المعدة والإسهال المزمن ويدر البول وتضمد به الأورام البلغمية، وإذا طبخ وتمضمض به كان صالحاً لوجع الأسنان، وإذا شرب بزره نفع الصبيان الذين يعرض لهم الكزاز والمنهوشين من الهوام، وقد يقال أنه إذا علق طرد الهوام من المواضع التي يعلق بها. المجوسي: أصله أقوى من ورقه وهو نافع من الحميات العتيقة، وإذا وضع ممضوغاً على نهش العقارب نفعه. مجهول: وإذا احتمل على داء الثعلب بأصله نفعه مجرب. ابن سينا: ينفع من الإسهال المزمن لا سيما المعدي خصوصاً أصله، وينفع من الحميات البلغمية الطويلة وما سببه ضعف المعدة وبدله في هذا النفع من الحميات العتيقة شاهترج. باذروج: وهو الحوك وهو ريحان معروف. جالينوس في الثامنة: هذا حارّ في الدرجة الثانية وفيه رطوبة فضلية وليس هو بنافع إذا ورد البدن، وأما من خارج فهو ينفع إذا اتخذ منه ضماد للتحليل والإنضاج. ديسقوريدوس في الثانية: إذا أكثر من أكله أحدث في العينين ظلمة ولين البطن ويهيج الباه ويولد الرياح ويدر البول واللبن وهو عسر الانهضام، وإذا تضمد به مع السويق ودهن الورد والخل نفع من الأورام الحارة، وإذا تضمد به وحده نفع من لسعة العقرب والتنين البحري، وإذا تضمد به مع الشراب الذي من الحريرة التي يقال لها حنوس سكن ضربان العين وماؤه يجلو البصر ويجفف الرطوبات السائلة إلى العين، وبزره إذا شرب وافق من يتولد في بدنه المرة السوداء والصرع ومن به عسر البول والنفخ وإذا استنشق أحدث عطاساً كثيراً. والباذروج أيضاً يفعل ذلك وينبغي أن تغمض العين تغميضاً شديداً في الوقت الذي يعرض فيه العطاس، وقد يحذر قوم أكله لأنه إذا مضغ ووضع في الشمس تولد منه دود، وأهل البلاد التي يقال لها لينوى يزعمون إن أكله أحد ثم لسعته عقرب لم تؤلمه لسعتها. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: الباذروج يولد الصفراء والاكثار منه يظلم البصر وخاصة إذا أكل مع الكوامخ المالحة ويصلحه الخل والخيار وهو جيد لفم المعدة والقلب والخفقان وهو نافع من الغشي. ابن سينا في كتابه في الأدوية القلبية: فيه عطرية مع قبض شديد وتسخين وفيه رطوبة فضلية ويفرح لخاصة تعينها العطريه التي يصحبها قبض مع تلطيف على نحو ما حمدناه إلا أن عاقبته أيضاً في التفريح غير محمودة، وذلك لأن الجوهر الغذائي الذي فيه مضاد للجوهر الدوائي الذي فيه لأن الجوهر الدوائي الذي فيه يفعل ما ذكرناه، والجوهر الغذائي الذي فيه يتولد منه دم عكر سوداوي والرطوبة الفضلية التي فيه تحدث مضرة النفخة في العروق وقد عرفت هذين المعنيين بالروح والفرح. وقال في مفردات القانون أيضاً: فيه قوى متضادة ويسرع إلى التعفن ويولد خلطاً رديئاً سوداوياً وعصارته قطوراً نافعة للرعاف ولا سيما بخل خمر وكافور فتيلة ويذهب بالضرس وهو مما يسكن العطاس في مزاج ويحركه في مزاج ويجفف الرئة والصدر، وأسكرجة من مائه تنفع من سوء النفس وماؤه جيد لنفث الدم ويضر بالمقعدة ويعقل البطن هنا، فإن صادف خلطاً مستعداً أسهل ويوضع على لسع الزنابير فينفعها. غيره: مولد للدود في الجوف رديء للمعي وهو مما ينقص الذهن أيضاً ويظلم البصر ظلمة يعسر زوالها. وقال ابن سينا: والعلة في ذلك تخليط رطوبته وتبخيرها وهو رديء للمعدة. الشريف: إذا مضغه الإنسان مضغاً متتابعاً في وقت نزول الشمس برج الحمل سلمت أسنانه ولم توجعه أبداً في تلك السنة البتة، وإن مضغ غصنه ودس في الآذن الوجعة سكن وجعها غيره: وبدله مثله سيسنبر. باقلا: جالينوس في السابعة: هو في كيفياته جميعاً قريب جداً من مزاج الوسط أعني في أنه يجفف وفي أنه يجلو وجرم الباقلا فيه من قوة الجلاء شيء، وأما قشره فقوته قوة تقبض لا قوة تجلو وبهذا السبب صار قوم من الأطباء يطبخون الباقلا ويطعمون من به قرحة في الأمعاء ومن به استطلاق البطن أو قيء، والباقلاء على سبيل الطعام أشد نفخة من كل طعام وأعسر انهضاماً إلا أنه يعين في نفث الرطوبة من الصدر والرئة، وأما إذا استعمل على سبيل الدواء فوضع من خارج فإنه يجفف تجفيفاً لا أذى معه وقد استعملته مراراً كثيرة في أصحاب النقرس بعد أن طبخته بالماء وخلطت معه شحم الخنزير واستعملته في مداواة الفسوخ والقروح الحادثة في العصب بعد أن طبخت دقيقه بالخل والعسل ووضعته عليها ووضعت أيضاً دقيقه على الأعصاب التي ورمت بسبب ضربة أصابتها مع دقيق الشعير، وهو ضماد نافع بليغ لمن به ورم حار في الأنثيين أوفي الثديين، وذلك أن هذه الأعضاء تستريح إلى الأشياء المبردة باعتدال إذا هي تورمت بسبب ضربة أصابتها مع دقيق الشعير، ولا سيما إن كان ورم الثديين حدث من قبل لبن تجبن فيه فإن هذا الضماد يقلع اللبن، وكذا أيضاً إذا ضمدت العانة من الصبيان بدقيق الباقلا أقاموا مدة طويلة لا ينبت لهم فيها شعر. وقال في أغذيته: الباقلا نافخ ولا تنفك عنه النفخة بالطبخ كما تنفك عن الشعير ويحدث في البدن تمدداً من ريح نافخة وجوهره سخيف وفيه بعض الجلاء وكذلك لا يبطىء في الانحدار والرطب منه مولد للفضول في الأعضاء كلها يسير الغذاء وكذا ما هذا سبيله من الثمار التي لم تنضج أبداً. ديسقوريدوس في الثانية: يولد الرياح والنفخ وهو عسر الانهضام وتعرض منه أحلام رديئة وهو صالح للسعال ويزيد في لحم البدن، وإذا طبخ بالخل والماء وأكل بقشره قطع الإسهال العارض من قرحة الأمعاء والإسهال المزمن الذي ليس معه قروح والقيء، وإذا غلي أوّل غلية واهريق ذلك الماء عنه وصب عليه ماء آخر وطبخ كان أقل لنفخه، والباقلا الحديث أردأ للمعدة من العتيق وأكثر نفخاً ودقيق الباقلا إذا طبخ وتضمد به وحده أو مع السويق سكن الورم الحار العارض من ضربة، ونفع من أورام الثدي الذي ينعقد فيها اللبن وقطع إدرار البول، وإذا خلط بدقيق الحلبة وعسل حلل الدماميل والأورام العارضة في أصول الآذان وما يعرض تحت العين من كمودة لون الموضع ويسمى باليونانية أريوقيا، وإذا خلط بالورد والكندر وبياض البيض نفع من نتوء الحدقة خاصة ومن نتوء العين جملة، وإذا عجن بشراب وافق من اتساع ثقب الحدقة أعني الذي يقال له سيحس وأورام العين الحارة، وقد يقشر ويمضغ ويوضع على الجبين لقطع سيلان الفضول الحارة إلى العين وإذا طبخ بالشراب أبرأ من ورم الخصاء، وإذا ضمدت به عانات الصبيان أبطأ بهم  عن الاحتلام ويجلو من على الوجه البهق، وإذا ضمد بقشره المواضع التي ينتف منها الشعر كان الشعر النابت فيها دقيقاً ضعيفاً وإذا خلط بدقيق الباقلا السويق وشب يمان وزيت عتيق وتضمد به حلل الخنازير وماء طبيخ الباقلا يصبغ الصوف وإن كسر وشق بنصفين وتوضع أنصافه على المواضع التي ينتف منها الشعر والمواضع التي علق منها العلق قطع منها نزف الدم بعد العلق. الرازي: يسدر ويثقل الرأس ويولد تكسراً في البدن ويلين الحلق إذا شرب ماؤه وأكل بغير ملح، وإن كان مع الخل مكان الملح عقل البطن رديء لمن يتأذى بريح القولنج والفتق والرطب منه يولد أخلاطاً رديئة ويكثر البلغم في المعدة والأمعاء ويهيج فيها الرياح، وقال في كتاب دفع مضار الأغذية: الباقلا بالجملة تبرد البدن والرطب واليابس منه يخصب، وماء الباقلا ينقي الصدر ويلينه ويمنع تولد الحصا في الكلي والمثانة وجرم الباقلا يفتح السدد ويخرج الفضل من الصدر ويمنع النوازل الرقيقة التي تنزل من الرأس، فيكون عنها السعال المقلق بالليل من النزلات، وفي قشور الباقلا مرارة وقبض يثيران الفم ويخشنان الحلق، وربما هيجا الخوانيق وفي اللب منه ما دام رطباً شيء من ذلك وتدفع هذه المضرة منه بأن يغسل الآكل له فاه بماء حار ويتمضمض به ويتغرغر به مرات كثيرة حتى يفقد الخشونة المتولدة في فيه ولسانه، ثم يمسك في فيه شيئاً من دهن اللوز أو الزبد أو دهن الخل فإن ذلك يدفع هذه المضرة. ابن ماسويه: الكيموس المتولد منه محمود ليس يورث السدد وهو يجلو جلاء حسناً. ابن سينا: لحم الباقلا ينفع من النزلات التي تكون في الصدر والرئة. ابن سينا: أجوده السمين الأبيض الذي لم يتسوس وأردأه الطري وإصلاحه إطالة نقعه وإجادة طبخه وأكله بالفلفل والملح والحلتيت والصعتر ونحوه مع الإدهان وهو قريب من الاعتدال وميله إلى البرد واليبس أكثر وفيه رطوبة فضلية خصوصاً في الرطب، بل الرطب من حقه أن يقضي ببرده ورطوبته والقوم الذين يجعلون برد الباقلا في الدرجة الثالثة مفرطون، وإذا قشر وطبخ وطحن في القدر بلا تحريك قل نفخه والمقلو منه قليل النفخ لكنه أبطأ إنهضاماً، والمصري منه أقوى الجميع وفيه جلاء يتولد منه لحم رخو ويولد أخلاطاً غليظة، وقد قضى أبقراط بجودة غذائه وانحفاظ الصحة به والرطب منه يحدث الحكة والجرب وهو مصدع ضمار بجميع من يعتريه الصداع جيد للصدر ونفث الدم بولس: لحم الباقلا ينفع من البزاق الذي يكون من الصدر ومن الرئة. بيونيوس في الفلاحة الفارسية: الباقلا يوهن الفكر ويمنع من رؤية الأحلام الصادقة لأنه يولد رياحاً كثيرة فإن أطعم منه الدجاج قطع بينها فلم تبض. قسطس في الفلاحة: من أكله أصابته هموم وأحزان. غيره: وقد يصنع من دقيقه حساء بدهن اللوز نافع للسعال وذات الجنب. التجربتين: إذا سحق لبه سحقاً ناعماً بليغاً واكتحل به منع من انصباب المواد إلى العين، وإذا خلط به شيء من ردس البقر وهو الحجر الموجود في مرارة البقر نفع من جساء الأجفان وحمرتها جزء منه وربع جزء من الردس المذكور ينضج الأورام الحارة حيث كانت تضميداً به مع رب العنب، وإذا طبخ مع ورق النعنع حلل الورم المتولد في الثدي عن تجبن اللبن والأخضر منه إذا أكل بالزنجبيل قوي الإنعاظ، وورقه وقشره الأخضر ينفعان من حرق النار حين وقوعه. باقلا قبطي: وأهل مصر تعرفه بالجامسة بالجيم والسين المهملة وغلط من قال هو الترمس. ديسقوريدوس في الثانية: فاشر القبطي هو ينبت كثيراً بمصر، وقد ينبت أيضاً بالبلاد التي يقال لها أثينا والبلاد التي يقال لها أقيلقيا ويوجد في المياه القائمة، وله ورق كبار مثل ورق قاطاقوس، ولها ساق طولها ذراع في غلظ أصبع، وله زهرة شبيهة بلون الورد الأحمر وهو في عظمه ضعف زهر الخشخاش، وإذا ورّد عقد شيئاً شبيهاً بالخراريب وفيه باقلا صغار ويعلو موضعه على الموضع الذي ليس فيه حب كأنه نقاخة الماء، ويقال له قينوريون وقينوليون وهو الموضوع في قدر الطين لأن الذين يريدون زراعته إنما يزرعونه بأن يصيرونه في كتل من طين ويلقوه في الماء، وله أصل أغلظ من أصل القصب يؤكل مطبوخاً ونيئاً وقد يؤكل هذا الباقلا طرياً وإذا جف اسود، وهذا أصغر من الباقلا المعروف وقوته قابضة جيدة للمعدة ودقيقه إذا شرب مع السويق وعمل منه حسو وافق من به إسهال مزمن وقرحة الأمعاء وقشره أقوى فعلاً إذا طبخ بالشراب المسمى أنومالي وسقي منه مقدار ثلاث قوانوسات والشيء الأخضر الذي في وسطه الذي طعمه مر إذا سحق وخلط بدهن ورد وقطر في الآذان كان صالحاً لوجعها.

بان: أبو حنيفة: هو شجر يسمو ويطول في استواء مثل نبات الأثل وورقه هدب كهدب الأثل وخشبه خوّار رخو خفيف وقضبانه سمجة خضر وهدبه ينبت في القصب وهو طويل أخضر شديد الخضرة وثمرته تشبه قرون اللوبيا إلا أن خضرتها شديدة وفيها حبه، وإذا انتهى انفتق وانتثر حبه أبيض أغبر مثل الفستق، ومنه يستخرج دهن البان ويقال لثمره الشوع وهو مربع ويكثر على الجدب، وإذا أرادوا طبخه رض على الصلاية وغربل حتى ينعزل قشره ثم يطحن ويعتصر وهو كثير الدهن جداً. ديسقوريدوس في الرابعة: حب البان وهو ثمر شجره شبيه بالطرفاء وهذه الثمرة تشبه البندق وقد يعتصر ما في داخلها مثل ما يعتصر اللوز فتخرج منه رطوبة تستعمل في الطيوب المرتفعة مكان الدهن، وقد تنبت هذه الشجرة ببلاد الحبش ومصر وبلاد المغرب، وبالموضع من فلسطين المسمى بطيرا، وأجود هذا الثمر ما كان حديثاً ممتلئاً أبيض سهل التقشير. جالينوس في السادسة: هذا دواء يجلب إلينا من بلاد الغرب والعطارون يستعملون عصارة لبنه وجوفه وجوهره جوهر حار فأمما سجيره الذي يبقى بعد استخراج العصارة منه وهو الصلب الأرضي، فالمرارة فيه أكثر ويخالط مرارته قبض أيضاً، ولذلك صار فعله فعلاً قطاعاً كاثراً، وبهذا السبب صار ينفع من الكلف والبرش والنمش الكائن في الوجه ومن الجرب والحكة والعلة التي يتقشر معها الجلد ويلطف صلابة الكبد والطحال وإن شرب إنسان من عصارته وزن مثقال بالعسل والماء وحده كان دواء يهيج القيء كثيراً ويسهل من أسفل أيضاً إسهالاً كثيراً ليس بدون، ومن أجل ذلك متى استعملناه ونحن نريد تنقية بعض الأحشاء وخاصة الكبد والطحال سقيناه مع خل وماء، وإذا استعملناه أيضاً في الأشياء التي يستعمل فيها من خارج خلطناه بخل، فإنه إذا صار مع الخل كان أكثر لجلائه حتى يجلو الجرب والعلة التي يتقشر معها الجلد ويجلو أيضاً أكثر من جلائه لهذا الكلف والبهق والسعفة والبرش والنمش والبثور المتقرحة وجميع الأدواء المتولدة عن الأخلاط الغليظة ويقلع آثار القروح، فأما القشر الخارج من حب البان فقبضه أكثر جداً، ولذلك قد يمكن الإنسان استعمال ذلك في المواضع التي يحتاج فيها إلى القبض الكثير. ديسقوريدوس: إذا شرب من ثمره مسحوقاً مقدار درخمي بخل ممزوج بالماء أذبل الطحال، وقد يضمد به الطحال أيضاً مع دقيق الشيلم والشراب المسمى ماء القراطن، وقد يضمد به النقرس، وإذا استعمل بخل أذهب الجرب المتقرح والذي ليس بمتقرح والبهق والآثار السود العارضة من اندمال القروح، وإذا استعمل بالبول قلع البثور اللبنية والثآليل التي يقال لها أنثبو والكلف والبثور العارضة في الوجه، وإذا شرب بالشراب الذي يقال له أدرومالي هيج القيء وأسهل البطن وهو رديء للمعدة جداً ودهنه إذا شرب أسهل البطن أيضاً وقشره أشد قبضاً، والسجير الذي يكون منها إذا اعتصر يقع في أخلاط الأدوية الموافقة للخشونة والحكة. غيره: حب البان يشد اللثة ويقطع الرعاف. الرازي في كتاب أبدال الأدوية: قال بديغورس: بدل حب البان إذا عدم وزنه مرة ونصف في قشور السليخه ومثل عشر وزنه من البسباسة. ابن سينا: بدله ووزنه قوّة ونصف وزنه قشور السليخه وعشر وزنه بسباسة.

باذنجان: اسم فارسي معرب يسمى بالعربية الأنب والمغد والوغد. الرازي في دفع مضار الأغذية: الباذنجان جيد للمعدة التي تقيء الطعام رديء للرأس والعين يولد دماً أسود يسير المقدار حار، ويتولد عنه كثير القوابي والبواسير والرمد والأمراض السوداوية ويفتح سدد الكبد والطحال، وإذا سلق أيضاً ثم قلي بالدهن الخل واللوز ذهب عنه أكثر حدته وحرافته وإنما تبقى الحدة والحرافة في المشوي بلا دهن وفيما لم يسلق من البوراني إلا أنه في البوراني أقل وفي المشوي منه أصلح للمعدة التي تقيء الطعام والمطبوخ بالخل أوفق للمحرورين وأصحاب الأكباد الحارة والأطحلة الغليظة حتى أنه ينفعهم نفعاً مبيناً، والمسلوق المقلو بعد بالدهن العذب كدهن اللوز والخل أجودهما حتى يكون لا حرافة في دهنه، وأولى لأن لا يتولد منه الأمراض السوداوية التي ذكرناها. ابن ماسويه. والأحمد في اتخاذه أن يقشر ويشق ويحشى ملحاً ويترك وقتاً طويلاً في الماء البارد ثم يصب ذلك الماء عنه ثم يعاود ويجدد مراراً كذلك ثم يسلق ويطبخ مع لحم الحملان والجداء والدجاج، وإن أكله مقلواً بدهن لوز وشيرج وخل ومري وأكل لبه وما صغر من جرمه وكان حديثاً ويمتص بعد أكله ماء الرمان المز ويشرب من ماء الرمان. غيره: إذا أكل يعد إصلاحه ونقعه في الماء والملح حتى تذهب حرارته لم يتبين له ضرر البتة فإن أكل على هذه الصفة بالخل أطفأ الصفراء ونفع من الغثيان ولم يضر بالعين ولا بالرأس البتة. ابن سينا: العتيق منه رديء والحديث أسلم، وعند ماسرحويه أنه بارد لكن الصحيح أن قوّته الغالبة عليه الحرارة واليبوسة في الدرجة الثانية لمرارته وحرافته، ويولد السدد والسوداء ويفسد اللون ويسود البشرة ويصفر اللون وما كان من الباذنجان صغيراً فكله قشر يؤكل ويورث الكلف ويولد السرطانات والصلابات والجذام والصداع والسحر ويبثر الفم ويولد سدد الكبد والطحال، إلا المطبوخ منه بالخل فإنه ربما فتح سدد الكبد والطحال ويولد البواسير، لكن سحيق أقماعه المجففة في الظل طلاء نافع للبواسير وليس للباذنجان نسبة إلى عقل أو إطلاق، ولكنه إذا طبخ بالدهن أطلقُ في الخل عقل. غيره: مقوٍّ للمعدة يقطع عرق الدم بخاصية فيه أكلاً، وإذا أخذ من جوف الباذنجان المسلوق أوقيةً ومرس بالشراب مرساً بليغاً وسقي أدر البول، وإذا أحرق وعجن رماده بخل قلع الثآليل. الشريف: وإذا فرغت باذنجانة صفراء وهي التي تمكث في شجرتها إلى آخر وقتها فتصفر وتملأ بدهن حب القرع وتوضع في فرن فاتر ثم تخرج ويصفى ذلك الدهن ويقطر منه في الأذن الوجعة فإنه يذهب الوجع وحياً، وإذا طبخ صغيره في ماء وقليل ملح على نار متوسطة حتى ينضج ثم يصف عنه الماء ويجعل على الماء مثله زيتاً وطبخ حتى ينضب الماء ويبقى الدهن وحده فيدهن به من النهار، ويدق الباذنجان المطبوخ ويمنع منه طلاء للثآليل البارزة بالليل ويزال من الدهن. ويعاد الدهن ويواظب على ذلك فإنها تبرأ بحول اللهّ تعالى، وإذا طبخ الباذنجان الأصفر منه بدهن البزر حتى ينضج ويصفى ويلقى على الدهن شمع أصفر فيكون بليغاً منه. قيروطي: وإذا طلى منه على الشقاق العارض في الكعبين وبين الأصابع نفع منه نفعاً عجيباً وأقماع الباذنجان إذا خلطت مع مثلها من لب اللوز المر ودقا وعجنا بدهن بنفسخ وطليت بها البواسير أبرأت منها مجرب، وأقماعه المجففة في الظل إذا سحقت وطلي بها على البواسير بعد أن يدهن بدهن مسخن نفع منها نفعاً بيناً، فإن أراد مريد أن يتخذه لطبيخه لطول السنة فليأخذ منه صغيره ويثقب في كل واحدة ثقبين بالعرض ويسلق الكل في الماء والملح ويترك في الماء الذي قد طبخ فيه فإنه يبقى كذلك السنة كلها.

باجروجي: الفلاحة: وهي شجيرة ترتفع مقدار ثلاثة أذرع في الأراضي اليابسة الصلبة ورقها كورق الكاكنج وتورد ورداً أحمر خفيف الحمرة، وإذا سقط عقد حباً في قدر الحمص وأصغر أسود ليناً وثمرها إذا دق وبل بالزيت وسحق قليلاً على النار وضمد به السلع والثآليل مرات وأديم عليها كلها قلعها، وإذا نتف ورقها باليد وشرب قطع نفث الدم من الصدر، ولا ينبغي أن يشرب إلا مرة واحدة فقط لا زيادة على ذلك، وفي هذه الشجرة قبض يسير وتليين للصدر وثمرها يغني ويقيء ويضر بقبضه الرئة، ولا ينبغي أن يؤكل وليس من أدوية القيء فيستعمل لذلك.

بامية: أبو العباس النباتي: هي بمصر ثمرة سوداء صلبة على قدر الكرسنة طعمها حلو وفيها يسير لزوجة تحويها أوعية مخمسة الشكل كأنها متوسطة من أوعية النوع من السوسن المسمى عندنا بالأندلس الأشبطانة إلا أن أطرافها دقاق يعلوها زغب يشبه زغب لسان الثور، وكذا شجرتها كلها وهي على هيئة شجرة الخطمي في طولها وتشعب أغصانها وهيئتها في اللحاء التي على الأغصان، إلا أن في هذه الشجرةَ حمرة تعلوها ورقها مثل ورق الدلاع في أوّل نباته ثلاثة ثلاثة في كل عنق، ولها زهرة مثل زهرة شجرة أبي مالك الكبير في الشكل والقدر، وفي لون زهر شيكران الحوت من خارجها وداخلها وأهل مصر يأكلونها مع اللحم. أعني هذه الثمرة بغلفها إذا كانت ناعمة فإذا عست فرطت وطبخت. غيره: مزاجها بارد رطب وهي أرطب من سائر البقول والدم المتولد عنها رديء وغذاؤها يسير جداً، وقيل: إنها موافقة لأصحاب الأمزجة الحارة ودفع مضارها أن تؤكل بالمرّي وتكثر توابلها الحارة.

بادزهر: بعض أطبائنا البادزهر يقال على معنيين يقال: على كل شيء ينفع من شيء آخر ويقاوم قوّته ويدفع ضرره لخاصية فيه، ويقال على خجر معلوم ذي عين قائمة ينفع بجملة جوهره من السموم الحارة والباردة إذا شرب وإذا علق. أرسطوطاليس: ألوان حجر البازدهر كثيرة فمنه الأصفر والأغبر والمنكت والمشرب بخضرة والمشرب ببياض وأجوده الأصفر ثم الأغبر، وما أوتي به من خراسان وهناك يسمى بالبازهر، وتفسيره حجر السم ومعادنه ببلاد الصين وببلاد الهند وبالمشرق وله في شبهه أحجار كثيرة ليست لها خصوصيته ولا تدانيه في شيء من فعله من ذلك البنوري والمرمري وحجر لا يخطىء منه شيئاً وقد يغالط به كثيراً، وهو نفيس شريف لين المجسة ليناً غير مفرط وحرارته غير مفرطة، دقيق المذاهب خاصته النفع منِ السموم الحيوانية والنباتية ومن عض الهوام ولدغها ونهشها إذا شرب منه مسحوقاً ومنخولاً وزن اثنتي عشرة شعيرة خلص من الموت وأخرج السم بالعرق والوسخ، وإن تقلد منه إنسان أو تختم به ثم وضع ذلك الخاتم في فم شارب السم ومصه نفعه، وإن وضع ذلك الخاتم على موضع لدغ العقارب والهوام والطيارات ذوات السموم مثل الفراريح والزنابير نفع منها نفعاً بليغاً بيناً، وإن سحق ونثر على موضع لسع الهوام الأرضية حين تلسع أو تنهش اجتذب السم بالرشح، وإن عفن الموضع قبل أن يتدارك بالدواء ثم نثر عليه من هذا الحجر وهو مسحوق أبرأه، وإن وضع هذا الحجر على حمة العقرب بطل لسعها، وإن سحق منه وزن شعيرتين وديف بالماء وصب على أفواه الأفاعي والحيات خنقها وماتت. الرازي: البادزهر حجر أصفر رخو لا طعم له ينفع من السموم، وقد رأيت منه مقاومة عجيبة لدفع ضرر اليبس، وكان هذا الحجر الذي رأيته إلى الصفرة والبياض وكان مع ذلك رخواً متشظياً كتشظي الشب اليماني، وإني رأيت من هذا الحجر في قوته ومقاومته لليبس ما لم أر مثله من الأدوية المفردة ولا الترياقات المركبة أصلاً. أحمد بن يوسف: حجر البادزهر نافع من سم العقرب إذا لبس في خاتم من ذهب ونقشت فيه صورة عقرب والقمر في العقرب في وتد من أوتاد الطالع ثم طبع به في كندر ممضوغ والقمر في العقرب. عطارد بن محمد الحاسب: حجر البادزهر إذا وضع قبالة الشمس عرق وسال منه الماء، وهو نافع من تلهب الحمى الشديدة والرمد إذا امتص عرقه. غيره: البادزهر حار قوي الحرارة إذا سقي منه ضعيف القلب من شدة الهم مقدار سدس مثقال نفعه وقوي قلبه. ابن جميع: والحيواني منه وهو الموجود في قلوب الأيايل أفضل من جميع هذه الأوصاف حتى أنه إذا حك بالماء على مسن وسقي منه كل يوم وزن نصف دانق للصحيح على سبيل الاستعداد والتقدم بالحوطة يقاوم السموم القتالة وحصن من مضارها ولم يخش منها غائلة ولا إثارة وخلط خام كما يخشى من المثرود يطرش، ولا يضر المحرورين ولا المنحفين لأنه إنما يفعل ذلك لخاصية جوهره.

باطاطيس: ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له قضيب طوله نحو من ذراع أو أكثر في غلظ الأبهام وعليه ورقة كبيرة شبيهة بباطالس موضوعة في أعلى القضيب كأنها قطرة إذا دقت دقاً ناعماً وتضمد بها كانت صالحة للقروح الخبيثة والقروح المتأكلة. جالينوس في الثامنة: هذا الدواء في الدرجة الثانية من درجات الأشياء المجففة، ولذلك صار يستعملونه في مداواة الجراح والقروح الخبيثة والآكلة. باريلوملين: أبو العباس النباتي: سماه قوم بصريمة الجدي وليس ذلك بصحيح، ويعرف ببعض جبال الأندلس بالعينية وبذات الأعين. ديسقوريدوس في الرابعة: ومن الناس من يسميه سقليون، ومنهم من يسمي هذا النبات قلوماين وهو تمنش صغير لا أغصان له وعليه ورق صغير متفرق بعضه من بعض محيط به من كل جانب لونه إلى البياض ما هو شبيه في شكله بورق النبات الذي يقال له قسوس وعند الورق شعب فيها ثمرة شبيه بثمر القسوس وكأنه موضوع على الورق صلب عسر الانقلاع، ولهذا النبات أصل غليظ وينبت في أرضين غامرة وسياجات، وقد يلتف على ما كان بالقرب منه من النبات، وقد يجمع ثمره إذا نضج ويجفف في الظل. جالينوس في الثامنة: بزر هذا النبات وورقه نافعان وقوتهما قوهَ تقطع وتسخن حتى أنهما يبولان بولاً يخالطه الدم إذا أكثر من شربهما، وأما في ابتداء شربه لهما فيخرجان البول وحده ومتى دلك بهما البدن من خارج مع الزيت أسخناه وهما نافعان للمطحولين ولأصحاب ضيق النفس والمقدار المعتدل للشربة منهما وزن مثقال واحد بشراب وهما يجففان المني أيضاً، وقد زعم قوم أن من أدمن شربه زماناً طويلاً صيره عقيماً لا بزر له أصلاً وقوم أخر يحدون في شرب ذلك أياماً معلومة بمنزله. ديسقوريدوس: فإنه زعم أن الحدٌ في شربه تسعة وثلاثون يوماً، وزعم أنه قد جرب ذلك منه وامتحنه، وزعم أيضاً مع هذا أنه إذا شربه الإنسان صار بوله منذ أوّل يوم شربه بولاً دموياً. ديسقوريدوس: وقد يجمع ثمره إذا نضج ويجفف في الظل ويشرب مقدار درخمي بشراب في كل يوم ويفعل ذلك أربعين يوماً فيحلل ورم الطحال وقد يذهب بالأعياء وينفع من عسر النفس الذي يحتاج فيه إلى الانتصاب ويسكن الفواق، وفي اليوم السادس من شربه يبدأ ببول الدم وقد يسهل الولادة وقوة ورق هذا النبات شبيهة بقوة ثمره، وقد يقال أن هذا الورق إذا شرب سبعة وثلاثين يوماً قطع عن شاربه قوة النسل، وإذا تمسح به بالدهن، منع ابتداء دور الحمى وسكن الاقشعرار جدًّا.
باطانيخي: ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات منه صنف له ورق صغار شبيهة بورق النبات الذي يقال له فورونولس وأصل دقيق مثل أصل الأذخر وستة أو سبعة أرؤس فيها ثمر شبيه بحب الكرسنة، وإذا جف هذا النبات انحنت الرؤوس إلى أسفل وكان شكلها شبيهاً بشكل مخاليب الحدأة الميتة، ومنه صنف آخر له رؤوس مثل التفاح الصغير وأصل مثل حبة زيتون وأصل شبيه في شكله ولونه بورق الزيتون، إلا أنه ألين وله ثمر صغير مثقب في مواضع كثيرة كأنه حمص أخضر، وقد يزعم قوم أن كلا الصنفين يوافقان التحبيب، ويقال: إن نساء البلاد التي يقال لها أنطاليا يستعملنها.

بابلص: هو من أنواع الخشخاش. ديسقوريدوس في الرابعة: من الناس من يسميه شوقا، ومنهم من يسميه مبقن. أفرودوس: وهو تمنش صغير ملآن من لبن وله ورق صغار شبيهة بورق السذاب إلا أنه أعرض منه، وحمة هذا النبات مستديرة منبسطة على الأرض وقطر الحمة يكون نحو شبر وتحت الورق ثمر صغار مستديرة أصغر من ثمر الخشخاش الأبيض، وهذا النبات كثير الثمر وله أصل واحد لا ينتفع به في الطب، ومخرج هذا النبات كله منه وينبت في البساتين وبين الكروم ويجمع في أيام الحصاد ويجفف في الظل ويقلب دائماً، وأما ثمره فإنه يدق ويسف ثم يرفع وإذا شرب منه مقدار كسوثافن بقوانوس من الشراب الذي يقال له أدرومالي أسهل بلغماً ومرة، وقد يخلط بالطبيخ، وإذا أكل أسهل وقد يعمل بالماء والملح. جالينوس في الثامنة: وهذا أيضاً من أنواع النبات الذي له لبن وهو شبيه باليتوع في أنه يسهل مثل إسهاله وسائر خصاله كلها.

باطس: هو العليق باليونانية وباطس آذاء هو باليونانية عليق آذاء وآذاء جبل بالشام ينسب هذا الدواء إليه، وسيأتي ذكر العليق بأنواعه في حرف العين.

بارود: هو زهر حجر أسيوس وقد مضى ذكره في حرف الألف.

باذامك: قيل أنه الشجر المعروف عندنا بالأندلس بالبنين وهو صنف من الصفصاف وقضبانه يتخذ منها السلال والأطباق أيضاً.

بارزذ: بالفارسية هي القنة وباليونانية جلياني، وسنذكر القنة في حرف القاف.

باباري: هو الفلفل الأسود باليونانية، وسيأتي ذكره في الفاء.

بارنج: هو النارجيل في بعض الأقوال، وسيأتي ذكره في حرف النون.

بارسطاريون: هو رعي الحمام ومعناه باليونانية الحماما وسنذكره في حرف الراء. باروق: هو اسم لاسفيذاج الرصاص بمدينة تونس وما والاها من أعمال أفريقية.

ببرالة: إسم بعجمية مشرق بلاد الأندلس للزراوند الطويل معناه قريعة صغيرة أول الإسم باء بواحدة من أسفلها مضمومة بعدها باء أخرى ساكنة ثم راء مفتوحة بعدها ألف ساكنة ثم لام مفتوحة مشددة ثم هاء، وسيأتي ذكر الزراوند الطويل والمدحرج في حرف الزاي.

بتع: هو شراب مسكر يتخذ باليمن يصنع من الثمر الرطب، وسنذكر جميع الأنبذة في حرف النون.

بجم: هو ثمر الأثل بالديار المصرية معروف بها بهذا الإسم وقد ذكرته مع الأثل في حرف الألف.

بجَ: هو إسم للحناء الأحمر المعرف بعجمية الأندلس بالمطرونية أوله باء بواحدة من تحتها بعدها جيم مشددة يسمى بذلك بمدينة تونس وما والاها من أعمال أفريقية وهو القطلب عند أهل الشام، وسيأتي ذكر القطلب في حرف القاف. بخور مريم: يعرف بأفريقية بخبز المشايخ وأهل الشام يعرفونه بالركف. ديسقوريدوس في الثانية: له ورق شبيه بورق قسوس وفي الورق آثار لونها إلى البياض وساق طولها أربع أصابع عليها زهر شبيه بالورد الأحمر وفي لونه فرفيرية، وله أصل أسود شبيه في شكله بالشلجم إلى العرض مائل، وقد يقطع أصل هذا النبات وبخزن مثل بصل الغار وينبت في مواضع ظليلة وأفياء وخاصة في ظلال الشجر. جالينوس في السابعة: قوّة هذا الدواء منقية وذلك أنه يجلو ويفتح ويجدب ويحلل، والدليل على ذلك أفعاله الجزئية التي يفعلها أولاً فأولاً فإن عصارته تفتح أفواه العروق التي في المقعدة وتحث على الغائط حثاً عنيفاً متى غمست فيه صوفة وأدخلت في المقعدة، وقد يخلط أيضاً في الأدوية التي تحلل الخراجات والخنازير وسائر الصلابات، وإذا اكتحل به مع العسل نفع من الماء النازل في العين وهو مع هذا ينفي الدماغ إذا استعط به وله من شدة القوة ما يبلغ بها إلى أنه إذا طلي به على مراق البطن أطلقها وأفسد الجنين، وذلك أنه من غير هذا الوجه إن احتمل من أسفل كان أقوى الأدوية في إفساد الأجنة، وجملة أصله أضعف عن عصارته إلا أنه أيضاً قوي فهو لذلك يدر الطمث إذا شرب وإذا احتمل، وينفع لأصحاب اليرقان لأنه ليس ينقي الكبد ويفتح سددها فقط بل قد ينقص أيضاً المرار المنتشر في جميع البدن ويخرجه أيضاً بالعرق، ولذلك صار من بعد ما يشربه الشارب له قد ينبغي لنا نحن أن نحار له كل حيلة في اجتلاب العرق، وينبغي أن يكون مقدار ما يشرب منه لا يجاوز ثلاثة مثاقيل ويشرب بشراب حلو وبماء العسل، وبزره أيضاً يجلو ولذلك صار يشفي داء الثعلب والكلف وجميع النمش وسائر ما هذا سبيله من العلل، وهذا الدواء نافع للطحال الصلب إذا ضمد به طرياً كان أو يابساً، وفي الناس قوم يأخذون من أصله إذا يبس فيسقونه أصحاب الربو. ديسقوريدوس: إذا شرب الأصل مع الشراب المسمى أدرومالي أسهل بلغماً كثيراً وكيموساً يابساً، وإذا شرب أو احتمل أدر الطمث، وقد زعم بعض الناس أنه إذا تخطته امرأة حامل أسقطت، وإذا شد في الرقبة أو في العضد منع الحبل وقد يشرب بالشراب للأدوية القتالة والسموم، وخاصة لسم الأرنب البحري، وإذا تضمد به كان بادزهرا لسموم الهوام، وإذا خلط بالشراب أسكر، وإذا شرب منه وزن ثلاثة مثاقيل بطلاء أو بماء القراطن ممزوجاً بالماء القراح رقيقاً أبرأ من اليرقان، وينبغي أن يسقى من به اليرقان ويضجع في بيت حار ويغطي بثياب كثيرة ليعرق ولون ذلك العرق يشبه المرة الصفراء وقد يخلط ماؤه بالعسل ويستعط به لتنقية الرأس ويصير على صوفة ويحتمل في المقعدة لإسهال البطن، وإذا لطخت السرة به والمراق والخاصرة لين البطن وطرح الجنين، وإذا خلط ماؤه بعسل واكتحل به وافق الماء العارض في العين وضعف البصرة وقد يقع في أخلاط الأدوية القتالة للجنين، وإذا خالط ماؤه بالخل ولطخ على المقعدة الناتئة ردّها إلى داخل، وقد يقشر ويدق ويعصر ويؤخذ ماؤه ويطبخ إلى أن يصير مثل العسل ويخزن، والأصل أيضاً ينقي البشرة ويذهب بالبثر وإذا خلط بالخل والعسل أو كان وحده أبرأ الخراجات، وإذا تضمد به حلل الورم العارض في الطحال وينقى الكلف وداء الثعلب ويوافق التواء العصب والنقرس وطبيخه إذا صب على الرأس وافق القروح العارضة والشقاق العارض من البرد، وإذا سخن مع الزيت العتيق وادهن به فعل ذلك وإسخانه على هذه الجهة يكون بأن يقور أصله ويملأ زيتاً ويوضع على رماد حار وربما صير مع هذا الدواء شيء يسير من الموم الذي من البلاد التي يقال لها طولى.

بخور مريم آخر: ابن الهيثم: هو نبات له ورق دقيق في صفة ورق النيل وعسلوج في ارتفاع الذراع رقيق في أصل كل ورقة عسلج صغير وفي طرفه رؤوس صفر كأنها شعبة من إكليل الشبث وبزره كبرزه، وأصل هذا النبات إذا علق على المرأة منع الحبل.

بخور الأكراد: قيل إنه الحماما، وقيل إنه النبات المسمى بالسريانية أندراسبون وبعجمية الأندلس بربطوره وهو الأصح لأن الأكراد في بلاد الشرق كثيراً ما يستعملونه في البخور وخاصة بديار بكر يعرف بها بالسباه بوه، وسيأتي ذكر البربطورة في حرف الباء.

بخور البربر: هو بخور مورشكه أيضاً وهو اليقطوم وبالبربرية أوسرعند، ويقال سرعنت أيضاً وسنذكره في حرف السين.

بختج: معناه بالفارسية مطبوخ والجمع بخاتج. بدسكان: وبداسقان وبداسكان. ابن سرانيون: قيل أنه دواء مدر يجلب من أذربيجان. الرازي: هي الحشيشة التي يتخذ منها القبط الأسورة. ابن سينا: حشيشة يتخذ منها الزنج اسورة وهو بدل كشت بركشت. المجوسي: حار يابس ملطف محلل ينفع أصحاب البلغم والرطوبة. الرازي: وبدله إذا عدم وزنه ونصف وزنه ذرونج وكون كرماني بالسويه.

بذذ: الغافقي: هي عشبة لها ورق مشقق كورق الكزبرة وأغصان رقاق كثيرة خارجة من أصل واحد مائلة إلى الحمرة قليلاً وأصل ذو شعب كثيرة رقاق لونها إلى البياض منتنة الرائحة تنبت في الزرع وهي تقلع الثآليل إذا ضمدت بها.

بذليون: معناه باليونانية راحة الأسد فيما زعم بعض المفسرين وهو المقل، وسيأتي ذكره في حرف الميم.

برنجاسف: هو الأرطاماسيا باليونانية والشويلاء بالعربية. ديسقوريدوس: في الثالثة: أكثر نباته السواحل وهو نبات مستأنف كونه في كل سنة وهو لاحق بتمنش شبيه بالأفسنتين وفيه رطوبة تدبق باليد ومنه صنف أتم وأنضر أغصاناً وأعظم ورقاً من باقيه وباقيه أدق ورقاً وله زهر صغار دقاق بيضاء ثقيلة الرائحة وزهرها يظهر في الصيف، ومن الناس من يسمي بعض النبات المستأنف الكون في كل سنة النابت في حروف الأقرحة أقطاماسيا وهو نبات دقيق العيدان ساذج الساق صغير جداً ملآن من زهر شمعي اللون وهو أطيب رائحة من الصنفين اللذين ذكرناهما قبله. جالينوس في السادسة: اليونانيون يسمون البرنجاسف وهو الأرطاماسيا حشيشتين وكلتاهما يسخنان إسخاناً يسيراً ويجففان تجفيفاً أيسر منه فليوضعا على هذا القياس من الأسخان في الدرجة الثانية ومن التجفيف في الدرجة الأولى ممتدة وفي الثانية مسترخية، ولهما أيضاً لطافة يسيرة ولذلك صارا موافقين قليلاً للحصاة المتولدة في الكليتين ولقروح الأرحام. ديسقوريدوس: وكل هذه الأصناف تسخن وتلطف وإذا طبخت بالماء وجلس النساء فيها وافقتهن لإدرار الطمث وإخراج المشيمة والجنين وانضمام فم الرحم وورم الرحم وتفتت الحصاة وقد تنفع من احتباس البول، وإذا أخذ من هذا النبات شيء كثير فتضمد به أسفل البطن أدر الطمث وعصارتها إذا دقت وسحقت مع المر واحتملته المرأة أحدر من الرحم وأخرج ما يحدره ويخرجه بطبيخه إذا جلس فيه النساء، وقد يسقى من جمة هذا النبات وزن ثلاثة درخميات لإحدار ما ذكرناه وإخراجه. ابن سينا: ينفع ضماده من الصداع البارد ضماداً ونطولاً بماء مسلوقة وينفع من سدد الأنف والزكام. الغافقي: الأصفر الزهر أقوى فعلاً من الأبيض الزهر نافع من السحر والدوار نطولاً بماء طبيخه، وإذا أحرق ونثر رماده على قروح الفرج جففها وإذا شرب منه مع العسل قتل الدود وحب القرع. برشاوشان: وهو شعر الجبار وشعر الأرض وشعر الجن ولحية الحمار وشعر الخنازير والساق الأسود وساق الوصيف وهو كزبرة البئر. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ورق كورق الكزبرة مشقق الأطراف وأغصان سود صلبة دقاق طولها نحو من شبر وليس له ساق ولا زهر ولا ثمر، وله أصل لا ينتفع به وينبت في أماكن ظليلة وحيطان المقابر الندية وعند المياه القائمة المجتمعة من سيلان العيون. جالينوس في السادسة: هذا دواء يجفف ويحلل ويلطف فهو لذلك ينبت الشعر في داء الثعلب ويحلل الخنازير والدبيلات ويفتت الحصاة إذا شرب ويعين على نفث الأخلاط اللزجة التي تخرج من الصدر والرئة ويحبس البطن وليس يتبين له حرارة معلومة ولا برودة معلومة بل هو في المزاج الحادث عن هاتين الكيفيتن المتضادتين في الدرجة الوسطى بينهما. ديسقوريدس: وطبيخ هذا النبات إذا شرب نفع من الربو ومن اليرقان ووجع الطحال وعسر البول وقد تفتت الحجارة ويعقل البطن، وإذا شرب بالشراب نفع من نهش الحيات والهوام ومن سيلان الفضول إلى المعدة، وقد يدر الطمث ويقطع سيلان الدم، وقد يضمد بهذا النبات للقروح الخبيثة المفرطة الرداءة، وقد ينبت الشعر في داء الثعلب ويبدّد الأورام التي يقال لها الخنازير، وإذا خلط باللاذن ودهن الآس أو دهن السوسن والزوفا والشراب أمسك الشعر المتساقط، وطبيخه أيضاً إذا خلط بالشراب وماء الرماد وغسل به الشعر فعل ذلك، وإذا خلط بعلف الديوك والسمانات واعتلفته قواها على الهراش، وقد ينبت في حظائر الغنم لمنفعتها به في ردّ السقم عنها. ابن ماسويه: خاصيته إسهال المرة السوداء التي تعرض في المعدة والإمعاء والشربة منه من ثلاثة دراهم إلى سبعة دراهم. الرازي: أن قوته تذهب سريعاً وينبت الشعر إذا أحرق وغلف به. البصري: ينفع من القرع في الرأس. الزهراوي: قيل أنه إذا دق وهو أخضر وحمل على الجهة المخالفة من سهم وقع في البدن دفعه إلى الجهة المخالفة حتى يخرج. ابن سينا: نافع من النواصير والقروح الرطبة وينفع من غرب العين ورماده بالخل والزيت لداء الثعلب وداء الحية أو ماء رماده ينفع من الحزاز غسلاً ومن جرب العين والبرشاوشان يخرج المشيمة وينقي النفساء وينفع شرباً بالشراب لنهش الكلاب الكلبة. الرازي: في كتاب أبدال الأدوية: وبدله في النفع من الربو وزنه من زهر البنفسج ونصف وزنه من أصل السوسن.

بردى: سليمان بن حسان: هو الخوص وتعرفه أهل مصر بالعافر وهو نبات ينبت في الماء وله ورق كخوص النخل وله ساق طويلة خضراء إلى البياض عليه قيقلة كثيرة ويتخذ هذا النبات كاغد أبيض بمصر يقال له القرطيس فمتى قيل في الطب قرطاس محرق فإنما يراد به القرطاس الذي يكون من البرس. أبو العباس النباتي: هو معروف في كل البلاد ومنه النوع المسمى بالغافر ذكره ديسقوريدوس، وهذا بصقلية موجود معروف بها وأهل البلاد يسمونه يبير بياءين معجمتين في النطق بنقطة واصلة من أسفلها بعدها ياء باثنتين من أسفل ثم راء، ومن هذا النوع من البرس كانت تتخذ القراطيس المستعملة في الطب بالديار المصرية وقد جهلت الآن وهو عندهم في أماكن وبصقلية في بركة أمام قصر السلطان وفيه شبه من البردى إلا أن ورقه وسوقه طوال مستديرة خضر في غلظ عصا الرمح الصغير نحو القامة وأكثر، وهي خوارة متفرقة تتشظى إذا رضت إلى شظايا دقيقة وربما صلحت أن تصلح منها الأرشية وفيها قوة وعلى أطرافها رؤوس مستديرة ضخمة كأنها رؤوس الثوم الكراثي إلا أنها أضخم، عليها هدب ذهبي اللون مليح المنظر، وصفة عمل القرطاس عند المصريين في الزمان الأول كانوا يعمدون إلى سوق النوع فيشقونها بنصفين من أولها إلى آخرها ويقطعونها قطعاً ويوضع كل قطعة منها إلى لصق صاحبتها على لوح من خشب أملس ويأخذون ثمر البشنين ويلزجونه بالماء ويضعون تلك اللزوجة على القطع ويتركونها حتى تجف جداً ويضربونها ضرباً لطيفاً بقطعة خشب شبه الأرزية صغيرة حتى تستوي من الخشن فتصير في قوام الكاغد الصرف الممتلئ ويستعملونه في العلاج ديسقوريدوس في الأولى: بانورس وهو البردى ومنه تعمل القراطيس. جالينوس في السادسة: هذا نبات ليس يستعمل في الطب وحده لكنه متى نقع وأحرق صار نافعاً وذلك أنه إذا نقع في الخل والماء والشراب أدمل الجراحات الطرية إذا لف عليها كما تدور إلا أنه في هذا الموضع إنما يقوم مقام مادة من المواد القابلة للأدوية الشافية، وأما إذا أحرق فإنه يصير دواء مجففاً على مثال الرماد والقرطاس المحرق وإنما الفرق بينه وبين القرطاس المحرق أن البردى والدبس المحرق أضعف من القرطاس المحرق. ديسقوريدوس: وقد تستعمله الأطباء إذا أرادوا فتح أفواه النواصير فإذا أرادوا استعماله بلوه أولاً بالماء ثم لفوا عليه وهو رطب كتاناً وتركوه حتى يجف ثم أدخلوه في النواصير، فإذا أدخل فيها وانتفخ يفتحها، وأصله يغذو غذاء يسيراً وقد تمتصه أهل مصر ويطرحون ثفله وقد يستعملونه بدل القصب، والبردى إذا أحرق إلى أن يصير رماداً واستعمل منع القروح الخبيثة التي في الفم وفي سائر الأعضاء من أن تسعى في البدن والقرطاس المحرق أقوى فعلاً من البردى المحرق. سليمان بن حسان: والقرطاس إذا أحرق وأدخل في السنونات قبض اللثة قبضاً جيداً ومنع سيلان الدم منها، وإذا ذر على القروح والسحج المتولد عن الخف في العقب نفع من ذلك. المنهاج: رماد القرطاس يمنع نزف الدم وينفع من السعفة والرعاف وينقي القروح من المعدة إذا شرب منه درهم وشفع من قروح الرئة مع ماء السرطانات النهرية المطبوخة. ابن سينا: رماد القرطاس يمنع نزف الدم من الصدر. الغافقي: رماد القرطاس قد يقع في الحقن النافعة لقروح الأمعاء فينتفع به وإذا استنشق دخانه نفع من الزكام. ماسرحويه: والبردى إذا مضغه آكل الثوم والبصل أو شارب النبيذ قطع عنه رائحته. مسيح: والبردى مبرد في الدرجة الثانية ميبس مقبض باعتدال. أحمد بن أبي خالد: وقد يدق ورقه الأخضر ويسقى عصيره للطحال فينفعه منفعة عجيبة، وإذا أحرق وسقي مع الخل للطحال نفعه أيضاً ويطعم عرقه الغض لصاحب الطحال فينتفع به أيضاً. برطانيقي: ديسقوريدس في أول الرابعة: هو من النبات المستأتف كونه في كل سنة وله ورق شبيه بورق الحماض البري إلا أنه أشدّ سواداً منه وعليه زغب ويقبض اللسان وله ساق وليس بعظيم، وأصل دقيق قصير، وقد تخرج عصارة هذا النبات وتجفف إما في الشمس وإما في النار. جالينوس في السادسة: ورق هذا النبات قابض يدمل الجراحات والعصارة أيضاً التي تكون منه تقبض مثل قبض الورق ومن أجل ذلك قد يطبخ ويؤخذ ماؤه ويخلط من طريق أنه دواء نافع جيد لقروح الفم وهو مع هذا يشفي القروح التي قد تعفنت. ديسقوريدس: وله قوة قابضة تصلح خاصة للأوجاع العارضة في الفم والورم العارض في اللوزتين والقروح الخبيثة العارضة للفم وسائر ما يحتاج فيه إلى القوة القابضة التي تمنع العفونة.

برنج: وبرنق وبرنك وأبرنج أيضاً. إسحاق بن عمران: هو بالفارسية حب صغير منقط بسواد وبياض مدور أملس في قدر حب الماش لا رائحة له وفي طعمه شيء من المرارة يؤتى به من الصين وهو المستعمل في ذاته. الشيخ الرئيس: حب هندي أو سندي وهو نوعان صغار عير مرقشة وكبار مرقشة وأفضلها الصغار. مسيح: وقوته من الحرارة واليبوسة في الدرجة الثالثة. حبيش: هو أقوى الأدوية كلها في إخراج حب القرع وأسرعها نفعاً حتى أنه يلقى غشاء كاملاً، ثم لا يعود ويبول شاربه مثل لون البقم والشربة منه وزن عشرة دراهم مدقوقاً منخولاً مدوفاً باللبن الحليب قال: ولذلك يخلط بالأدوية الكبار وله خاصية في تنشيف الرطوبات وقلع البلغم من المفاصل. ابن ماسويه: يخرج حب القرع والديدان والحيات المتولدة في البطن. ماسرحويه: ينقص فضول البلغم من الإمعاء وقال بعض الأطباء: إن بدله وزنه ترمس ووزنه قنبيل أيضاً.

بربينة: الغافقي: ويقال بربانة ويسمى بالبربرية أبو يموت وهو نبات له ورق طويل مشرف صغير فيه خشونة شديد الخضرة يضرب إلى السواد والخضرة والغبرة وله قضبان مربعة دقاق تعلو نحواً من ذراع وفي أطرافها زهر شبيه بزهرة الكزبرة على طول القضبان ومنه صنف آخر شبيه بهذا إلا أنه أكبر ورقاً وأغصاناً يفترش على الأرض في نباته وزهره يميل إلى الفرفيرية وكلا الصنفين إذا شرب ورق أحدهما قيأ بلغماً لزجاً، وكان من أجود الأدوية المستعملة لذلك وهو ينوم ويحلل النفخ وينفع من الغشي، وقد يشرب طبيخه لتسكين حرارة الدم وعصارته تطلى على الخنازير لتحللها.

برقا مصر: الغافقي، قال صاحب الفلاحة النبطية: هي بقلة جلبت من مصر وتنشأ في مدخل الصيف وتزرع في آخر آذار وورقها متفرق متشعب شبيه بورق الخردل يطلع من أصلها كما يطلع الكرفس وفي طعمها حرافة طيبة تشبه طعم الرازيانج وهي هشة بغير لزوجة ويبرز في رأسها بزر أخضر طيب الريح والطعم طارد للرياح جيد للمعدة وبزرها ينفع الكبد إن أدمن أكله إذا كان فساده من برد ويزيل الخمار بقوة إذا مضغ منها مقدار درهم واحد وجرع عليه خل ممزوج ويقوي المعدة ويصلح مزاج البدن والأحشاء، ويزيل إدمان أكلها الصفرة من الوجه وسائر البدن، ولها خاصية في تفتيح السدد من الكبد والطحال واختصاص بمنفعة الطحال وتفتيح سدده وتصلحه وتدر البول وتكسو الكلى شحماً وتسخنها وتنقي المثانة ومجاري البول، وإن ضمدت بها المقعدة مع ورق الورد والسعد أصلحتها، وإن أدمن شمها نقت من الدماغ الرياح الغيظة والباردة وقد توافق البواسير وتنفع من تغورها وتسكنها بالتضميد وإدمان أكلها.

برقاكطرا: هو الكوبهان بالفارسية، وسيأتي ذكره في حرف الكاف.

برسيانا: الغافقي قال صاحب الفلاحة: هي بقلة فيها حرافة يسيرة طيبة تبزر بزراً في رأسها بلا ورد يتقدمه في أول تموز مطيبة للنفس مسخنة للمعدة باعتدال مقوية لها وللكبد طاردة للرياح بمهل وتفش لطيف وهي كثيرة بأرض بابل واتخذها الناس في البساتين وهي تحد البصر وتقوي الدماغ والروح النفساني، وإذا طلي شيء من مائها مع ورق ورد مطحون مرتين أو ثلاثة في الحمام قلع الآثار السود الباقية من الجرب وغيره من الآثار، وإن استفطرت هذه البقلة حدث فيها قرنفلية وصارت مثل الباذرنبويه وفعلت من تقوية القلب وتطيب النفس أفعالها كلها.

برنوف: هو من نبات أرض مصر وبها تسمى هكذا. التميمي في المرشد: ويقال له الشابانك والشابالج أيضاً وهو كثير الوجود بمصر، وقد يكبر شجره حتى يقارب شجر الرمان في العظم وكثرة الأغصان والورق، وورقه أشبه شيء بورق وعيدان البيلسان، وقد يشبه أيضاً ورق الزعرور غير أن ورقه أغبر مزغب وله رائحة حادّة بشعة فيها ثقل على الطباع تقرب من روائح فروع الشجر المسماة بخور مريم، ويزهر زهراً كثيراً في عناقيد شبيهة بنبات الغاسول وفي وسط زهره زغب يضرب في لونه إلى الصفرة يشاكل زهر القيصوم في المنظر وهو حار في الدرجة الثانية يابس فيها، وقد تنفع عصارة ورقه من أوجاع الصبيان ومن الصرع الذي يعرض للأطفال منفعة بالغة عظيمة إذا حل النيلج بماء هذه الشجرة ومسح على مفاصلهم وآنافهم وأصداغهم ورقابهم وبطون أكفهم وأسافل أقدامهم، وهو طرّاد للرياح الغليظة الباردة إن سقوا من عصير ورقه وزن درهم بلبن أمهاتهم وأظآرهم وشم ورقه نافع من الزكام مفتح للسدد الكائنة في أغشية الدماغ ولما يعرض في المنخرين من السدد والرياح، وإذا سقي الأطفال منه عند الوجع العارض في أجوابهم والأمغاص العارضة لهم من الرياح الباردة ينفعهم ويطرد الرياح الكائنة في بطونهم ويقوّي معدهم ويقطع عنهم سيلان اللعاب، وقد ينفع من الأوجاع الحادثة من احتراق البلغم وانقلابه إلى المرة السوداء، وإن شرب الرجال والنساء من عصارته أعني ماء ورقه الرطب عند الإمغاص ووجع القولنج مع يسير من الجاوشير نفعهم وحال الإمغاص عنهم وأطلق الطبيعة، وقد يسعط بعصارة ورقه مع الدهن المعتصر من ثمر الكهنايا أو مع الجندبادستر مع عصارة السذاب الرطب ودهن اللوز المر أصحاب الأيليميسا ثلاثة أيام فينتفعون به نفعاً بيناً.

برد وسلام: هو لسان الحمل، وسيأتي ذكره في حرف اللام.

برهليا: هو بزر الرازيانج بالسريانية، وسنذكره في حرف الراء إن شاء اللّه تعالى.

برشيان دارو: وهو عصا الراعي، وسنذكره في حرف العين.

بروانيا: هي الكرمة البيضاء وهي الفاشرا بالسريانية وسنذكره في حرف الفاء.

برنجمشك: البر نجمشك بالباء هو الحبق القرنفلي عن ابن ماسوية وغيره من الأطباء، وعند الرواة من أهل اللغة بالفاء المروسة، وسنذكره في حرف الفاء.

برغشت: هو بالفارسية الثملول والغملول أيضاً وهو القنابري بالنبطية وسنذكره في حرف القاف.

بربر: هو ثمر الأراك بالعربية وقد ذكرته في حرف الألف.

برنيس: هو البزر قطونا.

بر: هو الحنطة وسيأتي ذكرها في حرف الحاء.

برنيس: هو صنف من البلوط يقال له بعجمية الأندلس الشونير وهو النهش أيضاً وسيأتي ذكر البلوط في هذا الحرف فيما بعد.

برقوق: يقال على المشمش ببلاد المغرب والأندلس أيضاً ويقال بالشام على نوع من الإجاص صغير إذا نضج جلاء وهو كثير بغزة من أرض الشام.

برهفانج: قيل أنه المرو وفي المجوسي البرهفانج صنفان أحدهما طيب الرائحة وهو المرماخور، وسيأتي ذكره في حرف الميم.

برم: هو إسم لزهر نوع من شجر السبط يكون ببغداد طيب الرائحة في غاية يتخذ في بساتينهم.

برواق: هو الخنثى عند أهل المغرب وسنذكر الخنثى في حرف الخاء، وأما البروق بغير ألف بين الواو والقاف فهو غيره ولكنه فيه بعض مشابهة منه. بزر قطونا: هو الأسفيوس بالفارسية وقسليون باليونانية وتأويله البرغوثي. ديسقوريدوس في الرابعة: نبات له ورق شبيه بورق النبات الذي يقال له قوريوس وعليه زغب وقضبان طولها نحو من شبز وابتداء حمته من وسط الساق وفي أعلاه رأسان أو ثلاثة مستديرة فيها بزر شبيه بالبراغيث أسود صلب وهو المستعمل وينبت في الأرضين المحروثة. جالينوس في الثامنة: أنفع ما في هذا النبات بزره وهو بارد في الدرجة الثانية وسط ما بين الرطوبة واليبس معتدل. ديسقوريدوس: له قوة مبردة إذا تضمد به مع الخل ودهن الورد والماء نفع من وجع المفاصل والأورام الظاهرة في أصول الآذان والخراجات والأورام البلغمية والتواء العصب، وإذا ضمدت به قيل الأمعاء العارضة للصبيان والسرر الناتئة أبرأها وإذا احتيج أن يتخذ منه هذا الضماد أعني الذي لقيل الصبيان وسررهم، فينبغي أن يؤخذ مقداراً كسويافن ويسحق وينخل وينقع في قوطولين من ماء وإذا جمد الماء ضمدت به وهو يبرّد تبريداً قوياً. ابن ماسويه: أجوده الكثير الخصب الذي يرسب في الماء. إسحاق بن عمران: يبرّد الحرارة ويلين الخشونة ويطفىء العطش إذا ضرب في الماء حتى يرخي لعابه وشرب أطلق الطبيعة ورطب الأمعاء وذهب باليبس الحادث فيها من أسباب الصفراء ولخاصته إذا مزج مع دهن البنفسج برّد حرارة الدماغ ولين الشعر ورطبه ومنع من تشققه وذهب بتقصيفه وطوله ويفعل ذلك أياماً تباعاً. حبيش: إن سقي منه قليلاً نفع من لهيب المرّة الصفراء وفوران الدم الحادّ والحميات الحادة الحريفة وإن سقي لعابه المبرسمين نفعهم وسكن عطشهم وهو يسهل الطبيعة إذا سقي نيئاً غير مقلو فيشرب منه وزن درهمين منقعاً بالماء الحار حتى تخرج لزوجته ويشرب كذلك مع السكر الأبيض والجلاب أو السكنجبين. الشيخ الرئيس: يسكن الصداع ضماداً ويقطع العطش الشديد لعابه مع دهن اللوز ويقطع العطش الصفراوي والمقلو منه ملتوتاً بدهن الورد قابض ويشرب منه وزن درهمين فيعقل البطن وينفع من السحج وخصوصاً للصبيان. أهرزالقس: يسكن الغم والمغص والزحير والصداع ويلين الخشونة التي تكون في الفرج والأمعاء. غيره: يفتح ما من شأنه أن ينفتح ويلين خشونة الفم والصدر ويسكن لذع المعدة وليتحفظ من سحقه والإكثار من شربه فإنه ربما أضر جدًّا. ديسقوريدوس: في مداواة السموم وإذا شرب البزر قطونا عرض منه البرد في جميع البدن مع خدر واسترخاء وغثيان النفس وينتفع شاربه بما ينتفع به من شرب الكزبرة الرطبة. الرازي: ربما حدث عن شربها إذا دقت وأكثر منها غم وكرب وضيق نفس وسقوط القوى والنبض والغشي وربما قتل شاربه. حبيش بن الحسن: من أضرّ به البزرقطونا المدقوقة فاسقه العسل بالماء الحار وماء الشبت وقيئه. غيره: ويدفع مضرته أيضاً الاسفيدباجات والمثلث والفلفل. بعض الأطباء: وبدله في تليين الطبيعة حب السفرجل وفي التبريد والترطيب بزر البقلة الحمقاء. بزر الكتان: أبو حنيفة: البزر حب جميع النبات والجمع بزور وقد خص به حب الكتان فصار إسماً له علماً وقد يكسرونه فيقولون بيزر. جالينوس في السابعة: إن أكل بزر الكتان وحده ولد نفخة ولو كان مقلواً، وإذا كان كذلك فهو ممتلىء من الرطوبة الزائدة الداخلة وحبس الفضول بحسب ذلك وهو مع هذا حار في نحو الدرجة الأولى وسط في الرطوبة واليبس. وقال في كتاب الأغذية: هو رديء للمعدة عسر الانهضام والذي يناله البدن منه من الغذاء مقدار يسير وليس يجوز لك أن تمدحه ولا أن تذمّه في إِطلاق البطن ويخالطه أيضاً شيء يسير من القوى المدرة للبول وأبين ما يظهر ذلك فيه على الاستقصاء إذا أكله إنسان من بعد أن يقلي، وإذا فعل به ذلك كان حابساً للبطن وأهل القرى كثيراً ما يستعملونه بأن يخلطوا معه بعدما يقلونه ويطبخونه عسلاً. ديسقوريدوس في الثانية: بزر الكتان قوّته شبيهة بقوة الحلبة، وإذا خلط نيئاً بالعسل والزيت والماء حلل الأورام البلغمية ولينها ظاهرة كانت أو باطنة، وإذا تضمد به مع التين والنطرون قلع الكلف والبئر اللبني، وإذا خلط بالماء حلل الأورام العارضة في أصول الآذان والأورام الصلبة، وإذا طبخ بالشراب قلع النملة والصنف من القروح الي يقال لها الشهدية، وإذا خلط به جزء مساوٍ له من الحرف مع العسل نفع من تشقق الأظفار وتقشيرها، وإذا خلط بالعسل ولعق أخرج الفضول التي في الصدر وسكن السعال، وإذا خلط بالعسل والفلفل واستعمل بدل الناطف، وأكثر منه حرّك شهوة الجماع، وقد يحقن بطبيخه للذغ الأمعاء والرحم وإخراج الفضول وإذا جالس النساء في طبيخه نفع من الأورام العارضة في الأرحام كما ينفع طبيخ الحلبة. أبو جريج: إنه نافع لقروح الكلي والمثانة وينضج الجراحات إذا ضمدت به وإذا شرب محمصاً أنضج السعال البارد الرطب، وإن شرب نيئاً أسهل الطبيعة، الطبري: إن وضع على الظفر أصلح ما فيه من الفساد والتشنج. ابن ماسويه: خاصته أنه إذا ضمدت به الأظفار المبيضة مع الموم والعسل أصلحها، وهذا الفعل خاصته وهو زائد في المني نافع من وجع الأمعاء والصدر. ماسرجويه: طبيخه يضرب مع الدهن ويحتقن به لقروح الأمعاء فيعظم نفعه. الرازي في الحاوي: هذا جيد في تسكين الوجع واللذع. الإسرائيلي: وإذا خلط بزر الكتان بالبورق والرماد وعمل منه ضماد قلع الثآليل. الشريف: وإن سحق وعجن بالماء النار وخضب به الرأس ثلاث ليال نفع من الصداع الحار والأورام وبدله مثل حلبة. الغافقي: بزر الكتان يجلو وينضج وينفع من وجع الرئة إذا شرب منه وزن ثلاثة دراهم ويسكن الأوجاع قريباً من تسكين البابونج وهو رديء للبصر وضماده ينضج الأورام ويحللها وينفع من القوباء والقروح. لي: بزر الكتان ذكره ابن واقد في مفرداته في الدرجة الأولى الحار اليابس فيها، وأورد فيه الذي قالته الأطباء ثم قال ماسرجويه يطرح الولد بسرعة ويسهل الماء بقوّة. وقالت الخوز: لا مثل له في طرح الولد وإسهال الماء.

قال المؤلف عبد الله بن أحمد العشاب: ليس في بزر الكتان شيء من هذه القوى التي حكاها ابن وافد عن ماسرجويه وعن الخوز معاً، بل وهم في ذلك بسبب أنه نقل ما نقله من كتاب الرازي الملقب بالحاوي، وفيه في حرف الكاف كتان أورد فيه كلامه وكلام الأطباء إلى أن استوفى الباب، ثم ترجم على دواء آخر وهو كما يشير وقال فيه قال ماسرجويه: وأورد الكلام المتقدم الذي أورده ابن واقد بنصه حتى أنهاه، ثم أورد فيه أيضاً عن الخوز الكلام الذي أورده ابن واقد في بزر الكتان بنصه، فأحسب أنه نقل من نسخة من نسخ الكتاب المذكور قد سقط منها ترجمة كماشير فاختلط عليه الكلام فأدخل قوته في قوّة بزر الكتان، وأيضاً فإنّ الشريف الأدريسي قال في مفرداته بهذا القول، وتابع ابن واقد فيه فغلط بغلطه كما بيناه. بسفايج: ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات ينبت بين الصخور التي عليها خضرة وفي سوق شجر البلوط العتيقة على الأشنة طولها نحو من شبر ويشبه النبات المسمى بطارس عليه شيء من زغب وهو مشرف وليس تشريفه بدقيق مثل بطارس، وله أصل غليظ عليه شيء من زغب أيضاً، وله شعب وهو شبيه بالحيوان المسمى أربعة وأربعين وغلظه مثل غلظ الخنصر، وإذا حل ظهر ماء لون داخله أخضر وطعمه عفص مائل إلى الحلاوة. جالينوس في الثامنة: الأكثر في مذاقه الحلاوة والقبض معاً فقوته على هذا القياس قوة تجفف تجفيفاً بليغاً من غير أن تلذع. ديسقوريدوس: وقوّة هذا الأصل مسهلة وقد يعطى منه مطبوخاً مع بعض الطيور أو السمك أو السلق أو الملوخيا، وإذا جفف وسحق وذر على الشراب المسمى مالقراطن أسهل بلغماً ومرّة، وإذا تضمد به كان صالحاً لالتواء العصب والشقاق العارض فيما بين الأصابع. إسحاق بن عمران: قوته الحرارة في الدرجة الثالثة واليبوسة في الدرجة الثانية. حبيش بن الحسن: خاصته إسهال المرّة السوداء في رفق إذا شرب مفرداً مع السكر وخلط مع بعض المطبوخات أو مع بعض المعجونات، وكان بعض المتطببين يحتال به لمن يكون شديد الكره لشرب الدواء بأن يلقيه مدقوقاً في بعض الأطعمة فيسهله به المرة السوداء في رفق، ومقدار الشربة منه مفرداً مع السكر درهمان ومطبوخاً مع غيره أربعة دراهم. أبو جريج: اختر منه ما غلظ عوده وقرب من الحمرة لونه وكان حديثاً قد اجتني من عامه وفيه إذا ذقته طعم مرارة خفية تشبه طعم القرنفل. ابن ماسويه: خاصيته إسهال المرّة السوداء والبلغم من غير مغص ولا أذى، ومن خلطه بالأدوية المطبوخة مثل النحتج لم يحتج إلى إصلاحه بشيء أكثر من دقه وخلطه بها والشربة منه مطبوخاً أو منقوعاً ما بين درهمين إلى خمسة دراهم وإن كان غير مطبوخ ولا منقوع ما بين درهم إلى درهمين. ابن سرانيون: يسهل الخلط البلغمي اللزج المخاطي من المعدة والمفاصل ويحدث الغثيان ويجب أن يسحق من أصله مقدار مثقالين ويشرب مع ماء العسل وماء الشعير. للرازي: يحل القولنج ويقع في المطبوخ مع الأفتيمون. ابن سينا: محلل للنفخ والرطوبات مفرح لا بالذات بل بالعرص لأنه يستفرغ الجوهر السوداوي من القلب والدماغ والبدن كله. التجربتين: المستعمل منه هو الغليظ الفستقي الكسر إذا كان أخضر وإذا جف وما كان على غير هذه الصفة فليس بشيء وإسهاله بالجملة لجميع الأخلاط التي تصادف في المعدة والأمعاء، ولذلك يسهل لبعض الناس الأخلاط البلغمية والصفراوية بحسب ما يجدها في المعدة والأمعاء ولا يسهل لهم السوداء، لكنه في الأجسام التي غلبت عليها السوداء يسهلها إسهالاً ظاهراً، وينفع من جميع علل السوداء ويسهلها برفق مفرداً مطبوخاً ومنقوعاً من أوقية فما دونها ويطبخ مع الإحساء وفي ماء الشعير وفي مرق الديوك الهرمة وتطيب مرقتها بالزنجبيل والشمار الأخضر فيخفى أمره على من يصعب عليه أخذ الدواء المسهل. أحمد بن أبي خالد: إذا سقي منه كل يوم درهمان ونصف في مقدار سكرجة من ماء لب الخيار شنبر ووالى عليه سبعة أيام نفع أصحاب داء الماليخوليا والجذام. وقال بعض الأطباء: وبدله في إسهال المرة السوداء نصف وزنه من الأفتيمون وربع وزنه من الملح الهندي.

بسباسة: ديسقوريدوس في الأولى: ماقر وتسميه أهل الشام الداركيسة، وزعم قوم أنها البسباسة وهو قشر يؤتى به من بلاد ليست من بلاد اليونانيين لونه إلى الشقرة ما هو غليظ قابض جداً. ابن سمحون، قال الإسكندراني: البسباسة مركبة من جواهر مختلفة لما فيها من الأرضية الكثيرة الباردة واللطافة والحرارة اليسيرة متيبس لذلك يبساً قوياً وتخلط في الأدوية التي تنفع من استطلاق البطن وهي في اليبوسة في الدرجة الثانية، وأما في الحرارة والبرودة فمتوسطة لا يغلب أحدهما الآخر. ديسقوريدوس: وقد تشرب لنفث الدم وقرحة الأمعاء واستطلاق البطن وسيلان الفضول إليها. إسحاق بن عمران: البسباسة قشور جوزبوا الذي يكون فوق القشرة الغليظة وهي لباسه وقشره الغليظ لا يصلح لشيء وثمره يصلح للطيب وأجود البسباسة الحمراء وأدناها السوداء وهي نافعة للطحال تقوّي المعدة الضعيفة وتزيل الرطوبة التي فيها. ابن سينا: هي تشبه أوراقاً متراكمة يابسة متغضنة إلى الحمرة والصفرة كقشور وخشب وورق تحذي اللسان كالكبابة حارة يابسة في الثانية، ولا شك في حرّه ويبسه ويحلل النفخ وفيه قبض ويطيب النكهة ويحلل الصلابات الغليظة إذا وقع في القيروطي وينفع من السحج وهي جيدة للرحم. مسيح: شبيهة القوّة بجوزبوا ولكنها ألطف من جوزبوا، وتنفع المعدة والكبد الضعيفة لطيب رائحتها، وإذا استعط منها بالماء ودهن البنفسج نفعت من وجع الرأس الذي يكون من البلة والشقيقة. التجربتين: قد تنفع من الاستطلاق المزمن وقرحة الأمعاء المزمنة في آخرها وتقع في أدوية نفث الدم وتنفع من سلس البول البارد السبب إذا أدمن عليها مفردة ومع غيرها، وهي في الأضمدة أقوى فعلاً لسلس البول خاصة، وكذا أدوية سلس البول كلها فالأضمدة أقوى من المشروب ووضعها على السرة والفقار. ساذوق: وبدلها إذا عدمت ثلثا وزنها من جوزبوا. وقال غيره: بدلها وزنها جوزبوا. بسذ: هو العزول وهو المرجان أيضاً. ديسقوريدوس في الخامسة: فرواليون وهو فيما زعم بعض الناس البسذ يقال: إنه نبات بحري ينبت في جوف البحر، وإنه إذا أخرج من البحر لقيه الهواء فاشتدّ وصلب وقد يوجد كثيراً في الجبل الذي يقال له ماخونس الذي عند المدينة التي يقال لها سوراقوما، وأجود ما يكون منه الأحمر الشبيه بالجوهر الذي يقال له سريقن وهو فيما زعم بعض الناس الأسرنج أو بالمشبع اللون من الجوهر الذي يقال له صندفس وهو فيما زعم بعض الناس الزنجفر سريع الانعزال في جميع أجزائه متساوي الأجزاء، رائحته شبيهة برائحة الطحلب البحري كثير الأغصان شبيه في شكله بشجر السليخة، وأما ما كان منه متحجراً موشى متخرماً رخواً فإنه رديء وقوة هذا الدواء قابضة مبرّدة باعتدال وقد يقلع اللحم الزائد في القروح ويجلو آثار القروح العارضة في العين، وقد يملأ القروح العميقة لحماً وينفع نفعاً بيناً من نفث الدم ويوافق من به عسر البول، وإذا شرب بالماء حلل ورم الطحال، ومنه صنف آخر وهو أسود اللون شبيه في شكله بالشجرة وهو أكثر أغصاناً من الأول ورائحته مثل رائحته وقوله مثل قوته. أرسطوطاليس: البسذ والمرجان حجر واحد غير أن المرجان أصل والبسذ فرع ينبت والمرجان متخلخل مثقب، والبسذ ينبسط كما تنبسط أغصان الشجرة ويتفرع مثل الغصون، والبسذ والمرجان يدخلان في الإكحال وينفعان من وجع العيون ويذهبان الرطوبة منها إذا اكتحل بهما أو يجعلان في الأدوية التي تحل دم القلب الجامد فينفعان من ذلك منفعة بينة. ابن سينا: بارد في الأولى يابس في الثانية يقوي العين بالجلاء والتنشيف للرطوبات المستكنة فيها خصوصاً محرقاً مغسولاً ويصلح للدمعة ويعين على النفث، وكذا الأسود لا سيما محرقه المغسول وهم من الأدوية المقوية للقلب النافعة من الخفقان وفيه تفريح لخاصية فيه تعينه بالسوس تنشيفه وتمتينه بقبضه. مسيح الدمشقي: حابس للدم منشف للرطوبات. بولس: يجفف تجفيفاً قوياً ويقبض بعض القبض ويصلح لمن به دوسنطاريا. ابن ماسه: فيه لطافة يسيرة وهو نافع لظلمة العين وبياضها وكثرة وسخها كحلابه، وهو يجلو الأسنان جلاء صالحاً. الرازي كتاب خواصه قال الاسكندر: إن علق البسذ في عنق المصروع أو في رجل المنقرس معهما. إسحاق بن عمران: إن سحق واستيك به قطع الحفر من الأسنان وقوى اللثة. أحمد بن أبي خالد: زعم جالينوس أن البسذ المحرق إذا أخذ منه وزن ثلاثة دوانيق وخلط به دانق ونصف من الصمغ العربي وعجنا ببياض البيض وشربا بالماء البارد كان نافعاً من نفث الدم، وبالجملة أن البسذ المحرق إذا أدخل في الأدوية التي تحبس الدم من أي عضو ينبعث قواها وأعان على حبسه. قال: وإحراق البسذ يكون على هذه الصفة يؤخذ منه قدر أوقية فتصير في كوز فخار جديد ويطين على رأسه ويوضع في التنور وقد سجر من أوّل الليل ويخرج بعد ما يحرق ويستعمل بعد ذلك، وهكذا يكون إحراق الكهربا أيضاً. ابن الصائغ: يقع في أدوية العين مسحوقاً للبثور ويجلو في مثل الظفرة وما أشبهها. مجهول: يقال إنه إذا سحق وقطر في الأذن مدافاً بدهن البلسان نفع من الطرش. كتاب الأبدال: وبدله في حبس الدم وزنه دم الأخوين.

بستان أبروز: سليم بن حسان: وهو نبات يعلو في قدره أكثر من ذراع له قضبان طوال عليها ورق كورق القثاء، رفي أطراف أذرعه وشائع لونها فرفيري مليح المنظر وليس له رائحة عطرية، وأول من عرف هذا الدواء بالأندلس يونس الحراني، وماؤه إذا شرب معصوراً نفع من الدواء القتال الذي يقال له أمونيطن وهو خانق النمر وهو البتال عند شجاري الأندلس. المجوسي: نواره بارد يابس يسكن الحرارة التي تكون في المعدة والكبد إذا شرب من مائه المطبوخ فيه بالجلاب والسكنجبين. بسر: جالينوس في أغذيته: وأما في البلدان التي ليست حرارتها بقوية جداً فإن البسر لا ينضج ولا يصير رطباً مستحكماً ولا يمكن بسبب ذلك أن يشمس ويخزن فيضطر لذلك أهل هذه البلدان إلى أن يأكلوا البسر حتى يفنى فيمتلىء بدن من يأكله خلطاً نيئاً خاماً ويصيبهم اقشعرار ونافض غير ما يسخن ويحدث في أكبادهم سدداً. ديسقوريدوس: والبسر أشد قبضاً من العشب غير أنه يصدع وإذا أكثر من أكله أسكر، وأما بسر الصعيد فإن طبيخه بالماء إذا مزج مع عتيق الشراب الذي يقال له أدرومالي وشرب سكن الالتهاب وقوى الحرارة الغريزية، وإذا أكل أيضاً فعل ذلك، وقد ينبذ منه نبيذ يفعل فعله، وطبيخه إذا شرب وحده قبض قبضاً شديداً وشد. ابن ماسويه: هو حار في الدرجة الأولى يابس في الثانية، ودليل حرارته الحلاوة التي فيه، ودليل يبسه عفوصته ودبغه، ولذلك كان نافعاً للثة والمعدة وعقل الطبيعة ويولد قراقر ورياحاً ونفخاً، ولا سيما إذا شرب على أثره الماء، والمختار منه ما كان هشاً حلواً لأنه إذا كان كذلك لم يبطىء في المعدة كنحو بسر الجيسوار وبسر السكر وما أشبههما من البسر المنتهي في النضج الشديد الهشاشة ومص ماؤه وألقي ثفله وهو أحد من أكله بثفله.

بسباس: هو الرازيانج عند أهل المغرب والأندلس أيضاً.

بشعيرا: هو السرخس من الحاوي وسيأتي ذكره في حرف السين.

بسبيلة: هو نوع من الجلبان كبير الجثة أخضر اللون وهو عند أهل مصر أفضل من الجلبان.

بستيناج: هي الحسكة والاخلة بالديار المصرية جميعها وهي من أنواع كثيرة، وبزرها إذا أغلي بخل وتمضمض به سكن وجع الأسنان.

بشام: أبو حنيفة: هو شجر ذو ساق وأفنان شكعة كبيرة غير بسيطة وورق صغار أكبر من ورق الصعتر ولا ثمر له ولا لبن أبيض، وهو شجر طيب الرائحة والطعم يستاك بقضيبه ومنابته الحزون والجبال وورقه يسود الشعر. أبو العباس النباتي: رأيته بمقربة من قديد وهو بجبال مكة كثير جداً وأغصانه وورقه يشبهان أغصان البلسان إلا أن البشام يميل إلى الاستدارة، وبذلك يبعد عن الشبه بورق السذاب، وشجره أكبر بكثير جداً منه، وزهره دقيق ما بين الصفرة والبياض، وثمره عناقيد كثمر المحلب وعرب البوادي يأكلونه، وكلما قطعت من ورقه ورقة أو شدخت غصناً من أغصانه ظهرت منه في ذلك الموضع دمعة رطبة بيضاء، ثم تصير مائلة إلى الحمرة لزجة عطرية الرائحة والشجر كله عطر ذكي الرائحة وطعم ورقه حلو فيه يسير لزوجة، وثمره هو المعروف عند الجميع من الصيادلة ببلادنا بالأندلس وبغيرها من أقطار الأرض في زماننا هذا بحب البلسان يؤتى به إلى مكة ويباع ويحمل منها إلى البلاد، وقد تحققت شجرته وثمره على الصفة الموجودة بأيدي الناس، ومن الناس من يزعم أن البشام لا يثمر والأمر بخلاف زعمه إلا أن ذلك في بعض الجهات دون بعض كالذي يكون منه الغبيرا أو الحناء أو غيره من الشجر، ومن البشام أيضاً نوع آخر يسمى البكاء لم أقف عليه، واستخبرت عنه الأعراب فوصفوه لي، وقد كتبت صفته في موضع آخر، والفرق بينهما يعلمه من يطيل الاختبار.

بشنه: الغافقي: هو نبات دقيق له أغصان كثيرة دقاق يخرج من أصل واحد مفترش على الصخور وهي منابته طولها طول أصبع معقدة مثل نبات الشريرة وخضرتها تميل إلى الصفرة والبياض، وله ورق دقيق مدور كأن عليه زغباً دقيقاً وعليه دبقية كثيرة كأنه غمس في العسل، وله زهر دقيق جدًا أبيض يخلفه زهر يشبه حب الكزبرة دقيق في غلاف صغار فيه مرارة وقبض يسير، وإذا طبخ وشرب طبيخه نفع النفخ والرياح ويفتح السدد وينفع من عسر النفس وينفع من حساء الطحال. بشمه: أبو العباس النباتي: هو بباء بعدها شين معجمة ساكنة بعدها ميم مفتوحة بعدها هاء إسم حجازي للحبة السوداء المستعملة في علاج العين يؤتى بها من اليمن وهي أيضاً باطرابلس من المغرب كثيراً حجازية ومما يؤتى بها إلينا من بلاد السودان من كوار وغيرها من بلدانهم وهي أكبر قليلاً من الحجازية، ويزعمون أنها أكبر من تلك وكثيراً ما يستعملونها في أمِّراض العين ضماداً وذروراً وغير ذلك من أمراضها فيستعملونها للجلاء وإخراج القذى من العين والنفع من الغشاوة وغير ذلك من أمراضها. أما أهل البلاد المصرية فيستعملونها أيضاً كثيراً مع شراب الجلاب والزعفران والماميران بماء الورد لأكثر علل العين. البصري: غيره حارة يابسة وفيها قبض، وتنفع من رمد العين وأوجاعها.

بشنين: ديسقوريدوس في الرابعة: لوطوس الذي يكون بمصر ينبت في الماء إذا أطبق النيل على أرض مصر، وهو نبات له ساق شبيه بساق الباقلا، وزهر أبيض شبيه بالشعر، ويقال: إنه ينبسط إذا طلعت الشمس وينقبض إذا غربت، وأن رأسه إذا غربت الشمس غاص في الماء، وإذا طلعت ظهر على وجه الماء، ورأسه يشبه العظيم من رؤوس الخشخاش، وفي الرأس بزر شبيه بالجاورس وتجففه أهل مصر ويطبخونه ويعملون منه خبزاً، وله أصل شبيه بالسفرجلة ويؤكل نيئاً ومطبوخاً وطعمه مطبوخاً يشبه طعم صفرة البيض. لي: هو كثير الوجود بالديار المصرية معروف بها جدًا إذا أطلق عليها ماء النيل نباته نبات النيلوفر وهو عندهم صنفان: منه ما يسمى بالجزيري، والآخر يسمى الأعرابي، وهو أفضل عندهم وأجود ويصنع من زهره دهن كما يتخذ دهن السوسن والنيلوفر، وهو عندهم محمود في البرسام سعوطاً به مجرّب، وأما أصله فيعرف بالبيارون، وأصل الأعرابي أفضل من أصل النوع الآخر وفيه أدنى عطرية فيها شبه من روائح السعد، ويطبخ مع اللحم فيأتي في لونه شبيه بصفرة البيض التي تميل إلى يسير بياض، وفي بعضه مشابهة بطعم الكمأة إلا أنه يميل إلى الحرارة يسيراً، وقيل: إنه يزيد في الباه ويسخن المعدة ويقطع الزحير. وقال ابن رضوان في مفرداته: إنه مقو للمعدة، وقد اعتبرته فوجدته غذاء ليس بالرديء.

بشبش: بضم الباءين والشينان معجمتان وهو ورق الحنظل، وسيأتي ذكره في حرف الحاء.

بشكراني: بعجمية الأندلس هو الأشخيص بالعربية وقد مضى ذكره في حرف الألف.

بشلشكة: إسحاق بن عمران: هي بالأندلسية الجنطيانا بالرومية، وسيأتي ذكره في الجيم. بصل: جالينوس في السابعة: هذا في الدرجة الرابعة من درجات الأشياء التي تسخن وجوهره غليظ فهو لهذا السبب إذا دخل في المقعدة فتح أفواه العروق وأثر الدم منها، وإذا طلي بالخل منه في الشمس على موضع البهق أذهبه، وإذا دلك به داء الثعلب أنبت فيه الشعر أسرع ما ينبته زبد البحر، وإن عصر البصل وعزلت عصارته كان الثخين الذي يبقى منه بعد العصارة جوهره جوهر أرضي حار شديد الحرارة، وأما العصارة فتكون مائية حافة، ومن أجل ذلك صارت نافعة من الماء النازل في العين ومن الظلمة في البصر إذا كانت من أخلاط غليظة إذا اكتحل بها من قبل مزاج هذا الجرم، وبهذه العصارة صار البصل الذي مزاجه إلى اليبس أكثر في توليد الرياح والنفخ أقل. ديسقوريدوس في الثانية: المدوّر الأحمر منه أشدّ حرافة من الأبيض، واليابس أشد حرافة من الرطب والطريّ النيء منه أشدِّ حرافة من المشوي ومن المعمول بالخل والملح، وكل البصل لذاع مولد للرياح فاتق لشهوة الطعام ملطف معطش مغث مقيىء وينفع البصر وملين للبطن مفتح لأفواه العروق والبواسير، وإذا احتيج إليه في فتحها قشر وغمس في زيت واحتمل في المقعدة، وماء البصل إذا اكتحل به مع العسل نفع من ضعف البصر ومن القرحة العارضة في العين التي يقال لها ارعاما وهي قرحة تعرض في العين فإن كانت في بياض العين رؤيت حمراء، ومن القرح العارض في العين التي يقال له ماغاليون وابتداء الماء، وإذا تحنك به نفع من الخناق وقد يدر الطمث، وإذا استعط به نقى الرأس، وقد يعمل من مائه ضماد لعضة الكلب إذا خلط بملح وسذاب وعسل، وإذا خلط بالخل وتلطخ به في الشمس أبرأ البهق، وإذا خلط بمثله من التوتيا سكن حكة العين، وإذا خلط بالملح ووضع على الثآليل التي يقال لها لينوا ذهب بها، وإذا خلط بشحم الدجاج نفع من السحج العارض في الرجلين من الخف، وإذا قطر وحده في الأذن نفع من ثقل السمع وطنينها وسيلان القيح منها ومن الماء إذا وقع فيها، وإذا دلك على داء الثعلب أنبت فيه الشعر أسرع من القونيون وهو زبد البحر وقد يصدع، وإذا أكثر من أكله في الأمراض عرض منه المرض الذي يقال له لينغرس، وإذا طبخ كان أشد إدراراً للبول. ابن ماسويه: يزيد في الباه ويهيج شهوة الجماع إن أكل مسلوقاً بالماء، وإن دق وهو نيء وشم شهى الطعام وفتح مسام البدن وحلل البخار والإكثار منه يولد في المعدة خلطاً رديئاً، وينبغي لآكله نيئاً أن يغسله بالملح وخل الخمر مراراً ثم يأكله والجوز المشوي والجبن المقلي بالزيت أو بالسمن إذا مضغ بعمه ثقله فهو قاطع لرائحته من الفم، وإن أكل في الأسفار والمواضع المختلفة المياه نفع من ضرر اختلافها. الإسرائيلي: إذا أخذ منه بقدر على سبيل الدواء في أوقاته كان دواء مفتحاً مسخناً ملطفاً للفضول الغليظة مقطعاً للأخلاط اللزجة مسكناً للجشاء الحامض، والبصل العسقلاني أكثر رطوبة وأقل حراقة ولذلك صار يولد الدود في المعا. التجربتين: ينقي الصدر والرئة من الأخلاط اللزجة لا سيما إذا طبخ بأشياء دسمة، وإذا شوي البصل الأبيض ودرس بشحم أو بسمن أو مع بيض نفع من أوجاع المقعدة ويحلل أورامها ضماداً وينقي قروح الرأس الشهدية إذا درس نيئاً مع الملح وطلي عليها. ابن سينا: فيه جذب لدم إلى خارج فهو محمر للجلد ولا يتولد من غير المطبوخ منه غذاء يعتد به، وغذاء الذي طبخ أيضاً يولد خلطاً غليظاً، والمطبوخ منه كثير الغذاء والإكثار منه يسبت وهو يكثر اللعاب ويدفع ضرر ريح السموم. وقال بعضهم: لأنه يولد في المعدة خلطاً رطباً كثيراً ويكسر عادية السموم وينفع اليرقان. البصري: إذا خلل البصل قلت حرافته ورطوبته وقوى المعدة ونفع الغثي الكائن من الصفراء والبلغم وسكنه، وإذا شم البصل من شراب الدواء المسهل بعد بلعه إياه نفع الغثيان وأذهب رائحة الدواء الغالبة عليه، وربما صدّع المحرورين في هذا الوقت. الرازي: البصل المخلل فاتق للشهوة جداً، وإن عتق في الخل لم يكن له صعود إلى الرأس ولا إعطاش. وقال في دفع مضار الأغذية: البصل مسخن ملهب لا يصلح للمحرورين إلا المتحذ بالخل ويطيب الطبيخ ويذهب بزهومة اللحم ويضر بالرأس وبالعين إذا لم يكن مخللاً وإن سلق أو شوي أصلح حدته كلها وولد البلغم، وكان صالحاً للسعال وخشونة الصدر، وأما إذا كان نيئآ مع الكوامخ فإنه حينئذ أردأ ما يكون للرأس والعين ولا يصلح في هذه الحال إلا لمن ذهبت شهوته لبلغم كثير في معدته فإنه يجلوها ويرد الشهوة عليها. غيره: ماؤه إذا اكتحل به جفف الدمعة القوية جداً.

بصل القيء: ديسقوريدوس في الرابعة: ورقه أطول من ورق البلبوس، وله أصل شبيه بالبلبوس عليه قشر أسود، وهذا الأصل إذا أكل وحده وطبخ وشرب طبيخه هيج القيء. جالينوس في السادسة: مزاج هذا أسخن من مزاج الدواء الذي ذكرته قبل بصل الفار وهو بصل العنصل، وسيأتي ذكره في حرف العين.

بصل الذئب: قيل: إنه بصل البلبوس المأكول، وسيأتي ذكره فيما بعد.

بصاق: جالينوس في العاشرة ة بصاق الممتلىء من الطعام ضعيف وبصاق الجائع قوي جداً وهو يبرىء قوباء الأطفال بأن تدلك به كل يوم، وإذا مضغت الحنطة على الصوم ووضعت على الأورام أنضجتها وحللتها وخاصة في الأبدان الرخصة، وقد يستعمل فيها وحده أو مع الخبز فيكون أسرع لنضجها وتحليلها وهو نافع من الدم الذي ينصبّ إلى العين ويحلل الآثار الكمدة من الوجه وسائر البدن والبصاق كله عامة ضد الحيوانات القاتلة للإنسان بلسعها ونهشها وهو يقتل العقرب.

بصاق القمر: ويسمى رغوة القمر وزبد القمر وهو الحجر القمري، وسيأتي ذكره في حرف الحاء.

بطم: هي شجرة الحبة الخضراء. الفلاحة: تنبت بالجبال وعلى الحجارة والشجرة عيدانها خضر إِلى السواد وحبها أخضر. ديسقوريدوس: هي شجرة معروف. جالينوس في السابعة: لحاء هذه الشجرة وثمرها وورقها في جميعها شيء قابض، وهي مع ذلك تسخن في الدرجة الثانية وهذا مما يدل على أنها تجفف أيضاً إلا أنها تسخن ما دامت طرية رطبة بعد فتجفيفها أقل حتى أنها إذا هي يبست صارت نحو الدرجة الثالثة من درجات الأشياء التي تجفف، ويبلغ من حرارتها أن من يمضغها يعلم بحرارتها من ساعته، ولذلك صارت تدر البول وتنفع الطحال. ديسقوريدوس: قوتها قابضة وهي لذلك توافق ما توافقه شجرة المصطكي وصمغتها مثل صمغتها واستعمالنا لها مثل استعمالنا لها، وأما ثمرتها فإنها تؤكل وهي رديئة للمعدة مسخنة مدرّة للبول تحرك شهوة الجماع، وإذا شربت بالخل وافقت نهشة الرتيلا. غيره: أجود ما يكون منها الحديث الرزين. ابن ماسويه: ثمرة البطم بطيئة الانهضام رديئة الغذاء ضارة للمحرورين نافعة من وجع الطحال العارض من البرودة ولأصحاب البلغم اللزج وخاصتها إذهاب شهوة الطعام. مسيح: ثمرة البطم مسخنة للصدر نافعة من السعال. الطبري: تسخن الكليتين وتنفع من اللقوة والفالج أكلاً. الرازي: في دفع مضار الأغذية مصدّعة للرأس مبثرة للفم ويذهب ذلك عنها السكنجبين وربوب الفواكه الحامضة وأجرامها، وهي تدر الطمث ودم البواسير وتنقي وتسمن الكلي وتزيد في الباه وتحل النفخ وتكسر الرياح. الغافقي: رماد شجرة الحبة الخضراء ينبت الشعر في داء الثعلب وورق شجره إذا جفف وسحق ونخل وغلف به الرأس طول الشعر وأنبته وحسنه. بطيخ: جالينوس في الثامنة: أما النضيج وهو البطيخ فجوهره لطيف، وأما غير النضيج فجوهره غليظ وفيهما جميعاً قوّة تقطع وتجلو، ولذلك هما يدران البول ويصفيان ظاهر البدن وخاصة إذا عمد الإنسان إلى بزرهما فجففه ودقه ونخله واستعمله كما يستعمل الأشياء التي يغسل بها البدن، والغالب عليه المزاج الرطب إلا أنه ليس بالقوي لكنه بمقدار ما يضعهما معه الإنسان في الدرجة الثانية من الرطوبة والبرودة، فإن جفف إنسان بزرهما وأصلهما لم يكن جوهره عند هذه الحال رطباً بل جوهراً مجففاً في الدرجة الأولى، وفي مبدأ الثانية وفي البزر والأصل من الجلي أكثر مما في لحم القثاء والبطيخ الذي يؤكل. ديسقوريدوس في الثانية: فافس البطيخ لحمه منضج إذا أكل أدر البول، وإذا تضمد به سكن أورام العين وقشره إذا وضع على يوافيخ الصبيان نفعهم من الورم العارض في أدمغتهم ويوضع على الجبهة للعين التي تسيل إليها الفضول، وجوف البطيخ مع بزره إذا خلط بدقيق الحنطة وعجن وجفف في الشمس كان منقياً للوسخ إذا تدلك به وصاقلاً للوجه، وأصل البطيخ إذا جفف وشرب منه مقدار درخمي بالشراب المسمى أدرومالي حرك القيء، فإن أحب أن يتقيأ بعد الطعام قيئاً بلا اضطراب فإنه يكتفي منه بوزن أوثولوس، وإذا تضمد به مع العسل أبرأ من القروح التي يقال لها الشهدية. جالينوس: في أعذيته جملة طبيعة البطيخ باردة مع رطوبة كثيرة وفيه بعض الجلاء، ولذلك صار يدر البول وينحدر عن المعدة أسرع من القرع ومن المليون، ومما يدل على أن البطيخ يجلو أنه إذا دلكت به بدناً وسخاً أنقاه ونظفه وبسبب ما فيه من الجلاء صار إذا دلكت به الوجه أذهب الكلف والبهق الرقيق الذي ليس له غور وقلعه وبزر البطيخ أحلى من لحمه حتى أن أكله ينفع الكلي التي تتولد فيها الحصاة والخلط المتولد من البطيخ في البدن رديء لا سيما إذا لم يستمر على ما ينبغي فإنه عند ذلك كثيراً ما يعرض منه الهيضة مع أنه أيضاً قبل أن يفسد يعين على القيء، ولذلك صار متى أكثر الأكل منه ولم يأكل بعد طعاماً يولد غطاء محموداً هيج القيء لا محالة، وأما المليون وهو البطيخ الصيفي المستحيل من القثاء فإنه أقل رطوبة من البطيخ والخلط المتولد عنه أقل رداءة من الخلط المتولد من البطيخ وهو أقل إدراراً منه للبول وأبطأ انحداراً عن المعدة إلا أنه ليس من شأنه أن يهيج القيء كما يفعل البطيخ ولا يفسد أيضاً في المعدة سريعاً مثل البطيخ إذا صادف في المعدة خلطاً رديئاً أو عرض له سبب آخر من أسباب الفساد، ومع أنه ناقص عما عليه الفواكه الجيدة للمعدة نقصاناً كثيراً ليس هو أيضاً بضارّ للمعدة كمضرّة البطيخ لها، وذلك أنه لا يهيج القيء كما يهيجه البطيخ، وليس عادة الناس أن يأكلوا جوف البطيخ وهو لبه الذي فيه البزر فهم يأكلون لب المليون وفي ذلك معونة له على سرعة الخروج، وإذا أكل جرمه وحده ولم يؤكل اللب فإن خروجه بالثفل يكون أبطأ من خروج جرم البطيخ. ابن ماسوية: وأما البطيخ الكائن بمرو المعروف بالمأموني الذي له حلاوة غالبة واحمرار اللون فهو يبثر الفم لكثرة حلاوته، فإن قلت: إنه حار كنت غير مخطىء. ابن سينا: إذا أفسد في المعدة استحال إلى طبيعة سمية فيجب إذا ثفل أن يخرج بسرعة وهو يستحيل إلى أي خلط وافق في المعدة. التجربتين: بزر البطيخ إذا دق ومرس في ماء وشرب نفع من السعال الحار ومن أوجاع الصدر المتولدة عن أورام حارة، ويسهل النفث ويلين خشونة الفم والحنجرة والحلق، وإذا دق ومرس في ماء قطع العطش ونفع من الحميات الحارة المحرقة الصفراوية، وينفع من أورام الكبد الحارة ويفتح سددها ويدر البول وينقي مجاري الكلي والمثانة، وينفع من حرقتها ويوضع في الأدوية المركبة النافعة من علل الكبد الباقية عن أورام حارة مثل المصطكي والسنبل وما أشبههما فيكسر من حدتها ويعينها على تحليل بقايا الورم الحار وفيه تليين يسير للطبيعة، ويقع في أدوية الحصى ليكسر من حدتها وليوصلها ويسكن ما تولده خشونة الحجر من الحرقة. الإسرائيلي: في قشر البطيخ يبس به صار صالحاً لجلاء الآنية، وإذا استعمل عوضاً من الأشنان نقى الزهومة وأذهب رائحة الفم، فأما قشره الطري فإنه إذا دلك به في الحمام نقى البشرة ونفع من الحصف، وإذا طبخ مع السكباجات وردّدت قرصت المرقة بسرعة. غيره: وشم رائحة البطيخ يبرّد الدماغ وقشره إذا طبخ  مع اللحم البقري أعان على انحداره من المعدة. وقال آخر: وإذا جفف قشر البطيخ وسحق وألقي في القندر مع اللحم الغليظ الجاسي أسرع نضجه وهراه. الرازي: في دفع مضار الأغذية البطيخ منه مستعد لأن يصير مراراً ولا سيما الحلو منه والشديد النضج إذا أكل منه المهري بل تجويفه ولم يؤكل منه إلى ناحية القشر فإنه إذا أكل كذلك كان أسرع استحالة إلى المرار، وهو مع ذلك ينفذ في العروق سريعاً فيتولد عنه حميات غب ومحرقة، وقد أخطأ يحيى بن ماسويه في هذا الموضع خطأ عظيماً بمشورته على من يأكل البطيخ بشرب الشراب، وأخذ الكندر والجوارشنات فإن هذا أردأ ما يكون لأن البطيخ مستعد في نفسه لأن يصير مراراً ولأن ينفذ في العروق بسرعة حتى أنه يدر البول، وربما فتت الحصاة وهو جلاء جداً جراد وهو كاف في نفسه في أن يستحيل مراراً وينفذ إلى العروق فضلاً عن أن يحتاج أن يزاد سخونة وحدة وسرعة نفاذ، والجوارشنات والشراب يفعل ذلك فيكون المرار المتولد عنه أحد ونفوذه أسرع، ومن أجل ذلك أقول أنه ينبغي أن يكون قصد آكل مثل هذا البطيخ أن يتبع سرعة استحالته وأن يحدره سريعاً قبل أن ينفذ شيء منه في العروق، وذلك يكون بأن يشرب عليه سكنجبينا مجرداً حامضاً ويتمشى مشياً رفيعاً خفيفاً طويلاً ولا ينام على الجنب الأيمن البتة حتى تنزل الطبيعة، فإن أبطأ نزولها كل عليه السكباج والحصرمية ونحوها وامتص الرمان الحامض ونحوه، فإن ذلك يمنع استحالته إِلى المرار وشر ما يكون إذا أخذ منه على جوع شديد ثم يؤكل بعده بسرعة ولم يؤخذ عليه شيء مما وصفنا بل ينام عليه، فإنه عند ذلك يكاد أن يهيج حمى عرقوب اللهم إلا أن يكون الإنسان مبروداً جداً، وليس يحتمل أن تنسب شيئاً مما قال يحيى بن ماسويه إلى شيء من مزاج أنواع البطيخ إلا الحامض منه والفقوس، لكن ليس ينبغي أن يترك هذا الموضع بلا تمييز ولا تفصيل فإنه كما قيل: إن البطيخ الهندي مستعدّ لأن يصير بلغماً حلواً من وقته، ولذلك لا شيء أنفع لأصحاب الحميات المحترقة والملتهبين منه، وكذلك البطيخ الحلو النضج متهيىء لأن يصير مراراً أصفر من قرب ثم له مع ذلك سرعة النفوذ إلى العروق، والبطيخ ينقي الكلي والمثانة وينفع من يعتاده تولد الحصى في كلاه وينبغي لهؤلاء أن يتجنبوا أن يأكلوا معه جبناً أو لبناً أو خبز فطير لأنه يسرع بتذرقة هذه إلى الكلى وليشربوا عليه الجلاب إن كانوا محرورين، وأما من كان ملتهب المزاج جداً فإني أشير عليه أن يتجرع الخل. والبطيخ المستطيل الحامض وإن كان لا يستحيل مراراً ليس يحتاج أن يشرب عليه الشراب ولا يؤخذ عليه الجوارشنات ولا الكندر، وذلك أن هذا البطيخ لا يؤكل للاستلذاذ بل يتداوى به المحمومون والملتهبون، وهم ينتفعون بتبريده وهو مع حموضته لا يخلو من جلاء وجرد فإن أخذ عليه بعض هذه كان هذا ضارُّا فضلاً عن أن ينفع. بطيخ هندي: هو البطيخ السندي وهو الدلاع أيضاً. الرازي في دفع مضار الأغذية: أما البطيخ الهندي فإنه قويّ الترطيب والتطفية مستعدّ لأن يصير بلغماً حلواً، ولذلك صار نافعاً لأصحاب حميات الغب والمحرقة، ومن يحتاج أن يتولد فيه بلغم رطب ليقاوم مراراً حاراً في كبده ومعدته وعروقه رديء الكيفية قليل الكمية لا يسهل إخراجه بدواء مسهل لقلته ولحوجه ولضعف البدن ونقصان لحمه ودمه، فإنه في هذه الحال يحتاج أن يبدل مزاجه بالأشياء الحامضة، فإن التفهة في هذا الوقت أوفق إذ كانت الحوامض لا تخلو من تقطيع وتلطيف ومثل هذا البدن لا يحتمل مثل ذلك فإن أدمت عليه السكنجبين زاده هزالاً وأضعف قوته وأوهن معدته وربما أسحج أمعاءه، فإن أثمن عليه الحوامض التي معها قبض لم يخل من إِنفاخه والزيادة في سدد إن كانت في كبده ومسامه ولم يرطب أيضاً لأن القابض الحامض يجفف ولا يرطب، وأما التفه لا سيما ما له غلظ جرم مع أدنى حلاوة كما عليه البطيخ الهندي فإنه يرطب ويبدل المزاج الحار ويولد في الكبد لحماً مائياً يصلح به رداءة الدم المراري الذي في العروق إذا امتزج به، وقد يفعل الخيار قريباً من هذا الفعل إلا أنه يدر البول إدراراً كثيراً، فلذلك تكون منفعته أقل في هذا الموضع. التميمي في كتابه المرشد: ومن البطيخ نوع صغير مستدير مخطط بحمرة وصفرة على شكل الثياب العتابية وهو المسمى الدستبويه فإن العامة بمصر يسمونه اللقاح ويظنون أنه نوع من اللقاح وليس هو منه في شيء، وقد يسمى هذا النوع من البطيخ بالعراق الخراساني ويسمونه الشمام أيضاً وهو في طبيعته ومزاجه متوسط بين البطيخ المعروف عند العامة بالبطيخ على الحقيقة وبين طبيعة البطيخ الدلاع الذي هو البطيخ الهندي إلا أنه أغلظ من البطيخ وأقل رطوبة وأرق من الدلاع وأزيد في الرطوبة، ومن أجل ذلك صار كيموسه المتولد عنه، ليس بالمذموم، وخاصيته أن رائحته باردة طيبة مسكنة للحرارة جالبة للنوم، ومن أجل ذلك ظنت العامة أنه نوع من اللفاح الذي هو ثمر اليبروح. مسيح: والبطيخ الصغار التي سمته أهل الشام دستبويه من شأنه إطلاق البطن.

بطره: أبو العباس النباتي: إسم لنبات حمصي الورق مشهور ببلاد أشبيلية من بلاد الأندلس، ويسميه بعض أهل أشبيلية بالشلين، وبعض عوام الشجارين بعرق السوس البلدي، وصحت التجربة فيه بالنفع من النواصير حيث كانت. بط: الرازي في الحاوي: قال ابن ماسويه: إنه كثير الرطوبة بطيء في المعدة. وقال جالينوس في كتاب الكيموسين: إن جميع أعضاء الأوز عسرة الانهضام ما خلا أجنحته. وقال وأصبت لابن ماسويه: إن لحم البط يصفي الصوت واللون ويسمن ويزيد في الباه، ويدفع الرياح حار لين دسم ثقيل في المعدة يقوّي الجسم، وكبد البط المسمن الذي يعجن غذاؤه باللبن لذيذ جداً كثير الغذاء يولد دماً محموداً وخلطاً في غاية الجودة وحاله في الانهضام في المعدة وخروجه من البطن على أصلح ما يكون. العلهمان: لحمه أحرّ وأغلظ من لحوم الطير الأهلية. الرازي: لحمه حار في غاية الحرارة على أني قد أكلت منه فأسخنني ثم أطعمت منه المحرور فحم. وقال في كتاب دفع مضار الأغذية: وأما لحوم البط والأوز فأكثر فضولاً من لحوم الدجاج المسمنة وهو مع ذلك زهم سهك وتكثر السهوكة فيه حسب موضعه وغذائه وما كثر ذلك فيه فهو أردأ، والدم المتولد منه أشر وأسرع إلى العفونة، ويصلح من لحمه أن يطبخ بالخل والأفاويه الطيبة الملطفة والبقول التي تلك حالها كالسذاب والكرفس والفوتنج فإن أكل أسفيدباجا فليصب عنه ماء أو ماءان لتقل سهوكته ثم يلقى معه الحمص والكراث والدارصيني، وإن شووه فليمسح بالزيت ويجعل في جوفه رؤوس البصل وأسنان من ثوم فإن ذلك يذهب سهوكته، وإن مقر فليكن بالخل الثقيف بعد أن يصلق صلقة ويصب ماؤه ويحشى جوفه بالكزبرة والكرفس والسذاب وأسنان الثوم وقطع من الدارصيني، وليكن عنايك بإصلاح ما عظم وسهك منها أكثر مما صغر وقلت سهوكته. جالينوس: لملكة الروم لحم البط فيه زهومة ولذلك يضر بالمعدة ولا ينهضم سريعاً ويلطخ المعدة، وإذا أراد الإنسان أن يأكل منه في بعض الأوقات فليأكل من غير أن يكثر أفاويهه وتوابله، ولا ينبغي أن يكثر منه ولا يشبع لأنه إذا أكل على هذه الصفة لم يضر، وأما البط الذي يكون في البريّة والصحاري فينبغي أن يجتنب لأن الزهومة غالبة عليه، وقال في المعامر: مع شحم البط من تسكين الوجع أمر عظيم. وقال في الأولى من فاطاخالس: إن شحم البط أفضل من الشحوم كلها. سامويه: مسكن للدغ الكائن في عمق البدن حار لطيف. الرازي: لم أر شحماً ألطف وأشد تلييناً وتحليلاً منه ويلين هذا وحده. وقال غيره: لدماغ البط جيد لأورام المقعدة وقانصته كثيرة الغذاء، وإذا انهضم لحم هذا الطير كان أغذى من لحوم جميع الطيور. جالينوس في العاشرة: ذيول البط ليس يستعملها لفضل حدتها، وقد زعم قوم أنه يحلل الخنازير.

بطراساليون: معناه الكرفس الصخري لأن بطرا باليونانية صخروساليون كرفس، وسيأتي ذكره مع الكرفس في حرف الكاف.

بطباط: هو عصا الراعي، وسيأتي ذكره في حرف العين.

بطاريس: هو السرخس باليونانية.

بطراخيون: تأويل هذا الإسم باليونانية الضفدعي وهو الكيبيكج، وسيأتي ذكره في حرف الكاف.

بطولاون: معناه باليونانية دهن الحجر وهو النفط، وسنذكره في حرف النون.

بعر: يذكر مع الزبل في حرف الزاي. بقلة حمقاء: وهي البقلة المباركة والبقلة اللينة والعرفج والعرفجين أيضاً وهي الرجلة. جالينوس في السادسة: هذه البقلة باردة مائية المزاج وفيها أيضاً قبض يسير، ولذلك صارت تمنع الموادّ المتحلبة والنزل وخاصة ما كان منها مائلاً إلى المرارة والحرارة مع أنها تغير هذه الموادّ وتحيل مزاجها وتبرّد تبريداً شديداً تكون قوّته في التبريد بعيدة عن المزاج المعتدل في الدرجة الثالثة من درجات البعد، وفي الترطيب في الدرجة الثانية ومن أجل ذلك هي أنفع الأشياء كلها لمن يجد لهيباً وتوقداً متى وضعت على فم معدته، وعلى ما دون الشراسيف منه وهي تسقى مع هذا للضرس العارض في الأسنان، وذلك لأنها تملس وتملأ الخشونة التي عرضت لها من ملاقاة الطعوم الخشنة بسبب ما لها من الرطوبة اللزجة، وعصارة هذه البقلة قوتها أيضاً على ما وصفت فهي لذلك ليس إنما تبرد إذا وضعت من خارج فقط، بل قد تفعل ذلك إذا شربت أيضاً. والبقلة نفسها إذا أكلت فعلت هذا نفسه وبسبب ما هي عليه من القبض هي موافقة أيضاً لمن به قرحة في الأمعاء إذا أكلت، وللنساء اللواتي يعرض لهن النزف ولمن ينفث الدم وعصارتها أبلغ وأقوى في مثل هذه المواضع. ديسقوريدوس في الثانية: قوها قابضة وإذا تضمد بها مع السويق نفعت من صدع الرأس وأورام العين الحارة وسائر الأورام الحارة والالتهاب العارض في المعدة والحمى ووجع المثانة، وإذا أكلت سكنت الضرس والالتهاب العارض في المعدة وسيلان الفضول إليها، وتنفع من لدغ الكلي والمثانة وتضعف شهوة الجماع، وكذلك يفعل ماؤها إذا شرب وينتفع به في الحميات والدود ونفث الدم من الصدر وما فيه وقرحة الأمعاء والبواسير التي يسيل منها الدم ونهشة الحيوان الذي يقال له سقس، وقد يقع في أخلاط الأكحال فينتفع به، ويهيأ منه ضماد وحقنة لوجع الأنثيين اللتين ينحدر إليهما البلة من فساد المعدة ولسيلان الفضول إلى الأمعاء وللحرقة العارضة فيها وفي الرحم، وقد يخلط بدهن ورد ويصب على الرأس للصداع العارض من الشمس، وقد يخلط بالشراب ويغسل به الرأس للبثور الظاهرة التي تسمى صفاقاً، وقد يتضمد به مع السويق للجراحات التي يعرض لها العارض المسمى سفافالس. أبقراط: الرجلة تظلم البصر وتمنع القيء. ماسرحويه: حبها ينفع من القلاع والحرّ الذي يكون في أفواه الصبيان. ابن ماسويه: قاطعة لشهوة الطعام وهذه خاصيتها. مسيح: تقلع الثآليل إذا دلكت بها. حبيش: ماؤها إذا احتقن به غير مغلي ينفع من انصباب المرة الصفراء إلى الأمعاء ويمسك الطبيعة المنطلقة من المرار الأصفر وبزرها بارد وفيه لزوجة وقبض يسير ينفع من بدو الحصاة ويدر البول ويسهل الطبيعة إذا شرب غير مقلو وإن قلي قوى المعي وأمسك الطبيعة. الرازي في دفع مضار الأغذية: هي باردة مطفئة للعطش تبرد البدن وترطبه وتنفع المحرورين وأصحاب الحميات إذا ألقيت في ألوان طبيخهم المبردة كالحصرمية والمضيرة وتنفع من حرقة البول، وهي في الجملة صالحة للمحرورين وفي الأزمان والبلدان الحارة. وقال في كتاب خواصه قال بليناس: من وضع البقلة الحمقاء في فراشه لم ير حلماً ولا مناماً ألبتة. ابن سينا: عصارتها تخرج حب القرع وإن شربت البقلة الحمقاء وأكلت قطعت الإسهال، وتنفع الحميات الحارة وغذاؤها قليل غير موفور وتنفع من أوجاع الكلي والمثانة وقروحهما وتنفع من حرقة الرحم، وزعم ماسرحويه أنها تزيد في الباه، ويشبه أن يكون ذلك في الأمزجة الحارة اليابسة. غيره: وقد تزيد في المني في الأبدان المحرورة القشفة للدونتها. التجربتين: تغلظ الدم الرقيق وتقطع العطش المتولد عن حرارة المعدة والقلب والكبد والكلي المعروف بديانيطس وتنفع من حرق النار بطبوخة ونيئة تضميداً بها.

بقم: أبو حنيفة: هو خشب شجر عظام ورقه مثل ورق اللوز الأخضر وساقه وأفنانه حمر، ونباته بأرض الهند والزنج ويصبغ بطبيخه. اِبن رضوان: يلحم الجراحات ويقطع الدم المنبعث من أيّ عضو كان ويجفف القروح. ابن حسان: يقال أنه إذا شرب من أصله مسحوقاً قدراً مّا قتل شاربه. بقس: وأهل الشام تسميه الشمشار وهو باليونانية بسقيس. ابن حسان: هي شجرة يشبه ورقها ورق الآس وعودها أصفر صلب ولها حب أسود كحب الآس قابض يعقل البطن إذا شرب منه وينشف بلة الأمعاء. الشريف: نشارة خشب البقس إذا عجنت مع الحناء وضمد بها الرأس قوت الشعر ونفعت من الصداع وجمعت تفرّق الشؤون وإذا عجنت ببياض البيض وغبار الحواري وضمد بها الوثي نفعته.

بقم: بضم الباء المنقوطة بواحدة من أسفلها وضم القاف أيضاً وهي مشددة ثم ميم إسم ببلاد اليمن الشجرة جوز مائل، وسيأتي ذكرها في الجيم.

بعثوفوثن: ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ورق شبيه بورق الجرجير حريف وهو أغلظ ورقاً من الجرجير، وله ساق مربعة وزهر شبيه بزهر الباذروح وثمرة شبيهة ببزر الكرَاث، وأصل أسود وفيه صفرة مستديرة كأنها تفاحة صغيرة رائحته شبيهة برائحة السداب ينبت هذا النبات في مواضع صخرية. جالينوس في الثامنة: أصل هذا النبات وثمرته وورقه قوّتها تحلل وتجذب وطعمها مع هذا حريف، وورقه يحلل الرياح والخراجات والثآليل المنكوسة، وثمرته أقوى من ورقه، ويمكن فيه أن يفعل هذه الأفعال إذا هو خلط مع الأضمدة المحللة بمنزلة الضماد المتخذ من دقيق الشعير، وشأنه أن يجذب السلاء وكل ما سبيله سبيل السلاء ويخرجه إلى ظاهر الجلد، وأما أصله فيفعل في تلك الخصال الأخرى التي ذكرناها بيسرة لكنه يخرج مرة صفراء بالإسهال. ديسقوريدوس: وإذا شرب من ثمره مقدار درخمي أحدث أحلاماً كثيرة فيها تخليط وتشويش، وإذا تضمد بها مع سويق الشعير حللت الأورام البلغمية وأخرجت الأزجة والسلاء من اللحم وقلعت الثآليل، وإذا تضمد بالورق حلل الخراجات والحبون، وأصله يسهل البطن، وينبغي أن يعطى منه درخميان بالشراب الذي يقال له مالقراطن.

بقلة يمانية: هي البقلة العربية أيضاً والبربوز والجربوز وهو البليطس عند أهل الأندلس فاعرفه. ديسقوريدوس في الثانية: هذه البقلة تؤكل وهي ملينة للبطن، ليس فيها من قوة الأدوية شيء ألبتة. جالينوس في السادسة: هذه بقلة تؤكل ومزاجها رطب بارد في الدرجة الثانية. ابن سينا: هي مائية كالقطف لا طعم لها وهي في ذلك أكثر من جميع البقول وأشدَ ترطيباً من الخس والقرع وغذاؤها يسير ونفوذها ليس بسريع لفقدانها البورقية أصلاً، ويضمد بها الأورام الحارة والقروح بأصلها الشهدية ويخلط عصيرها بدهن الورد فينفع من الصداع العارض من احتراق الشمس. ابن ماسويه: تولد خلطاً محموداً ومذهبها مذهب الغذاء لا مذهب الدواء نافعة للمحرورين مسكنة للسعال والعطش العارضين من المرة الصفراء والحرارة، ولا سيما إذا سلقت وطحنت وصير فيها دهن اللوز الحلو وماء الرمان الحلو والكزبرة الرطبة واليابسة. الرازي: أقل برداً ولزوجة من القطف وهي قريبة من الاعتدال إلا أنها تبرد على حال وترطب وهي أعدل من جل هذه البقول ولا يحتاج المحرور إلى إصلاحها، فأما المبرودون فإن أدمنوها فليأخذوا عليها بعض الجوارشنات.

بقلة الرمل: الشريف: وتسميها العرب بقلة البراري ذكرها ابن وحشية. وقال: سميت بذلك لأنها تنبت في الرمال القفرة وهي تشبه في نباتها نبات القنابري إلا أنها ألطف منه قليلاً وتخالف القنابري في الطعم، وله زهر لونه أصفر يبزر مكان الورد بزراً يكون شبيهاً بحب القطن، وله عروق ليست بغائرة في الأرض بل تنبسط على وجه الأرض وتوجد في آخر الشتاء المتتابع الأمطار، وتنبت بلا زرع وطعمها مالح تشوبه مرارة طيبة وتؤكل هذه البقلة نيئة ومطبوخة في شهر أيار وفي آخر نيسان وهي مما تصلح الأمزجة وتقوّي الأحشاء والمعدة والكبد، وتنفع من خفقان القلب وتطيب النكهة وتشدٌ فم المعدة، وإذا بخر بعروقها لحمى الربع والحمى البلغمية تنفع منهما وإذا وضعها إنسان تحت وسادته ونام رأى في منامه أحلاماً حسنة، وقد جرب ذلك فصح.

بقلة ذهبية: هي القطف وسأذكره في القاف وهو بقل الروم.

بقلة الأمصار: هي الكرنب، وسيأتي ذكره في حرف الكاف.

بقلة باردة: هي اللبلاب، وسيأتي ذكره في حرف اللام.

بقلة يهودية: تقال على التفاف وهو نوع من الهندبا البرّي، ويقال أيضاً على الدواء المعروف بالقرصعنة وهو الأصح، وسيأتي ذكرها في القاف.

بقلة الضب: قيل أنه الريحان البري.

بقلة الخطاطيف: هي العروق الصفر، وسيأتي ذكرها في حرف العين. بقلة أترجية: تقال على الدواء المسمى بالفارسية كروان، وسأذكره في حرف الكاف، وعلى الدواء المعروف بالباذرنجبويه، وقد تقدم ذكره في حرف الباء.

بقلة حامضة: ابن ماسويه: هذه البقلة تشبه الكرنب الخراساني وهي باردة يابسة في وسط الدرجة الثانية مطفئة لحرارة الصفراء تعقل البطن وتشهي الطعام إذا كان صاحبه فاسد الشهوة من قبل الحرارة، محمودة للمحرورين ضارة لأصحاب البلغم.

بقلة مباركة: هي الهندبا وسيأتي ذكرها في حرف الهاء. وقال قوم: بل المباركة هي الرجلة وهذا هو الأصح وقد تقدّم ذكرها.

بقلة لينة: هي الرجلة أيضاً.

بقلة دشتي: البقول الدشتية هي البقول البرية كلها كالشاهترج والطرحسقوق واليعضيد والتفاف، إلا أن التفاف خاصة خص بهذا الإسم دون سائرها، وقد ذكرت التفاف في حرف التاء، ومن الناس من يصحفه فيقول بقل ريشي وبقل دمشقي والصحيح دشتي.

بقلة الملك: هو الشاهترج.

بقلة حمقاء برية: تقال على الدواء المسمى باليونانية طباً أفيون، وقد ذكرته في الطاء، وقد يقال على صنف آخر من اليتوعات وهو الحلتيت، وقد ذكرته في حرف الحاء المهملة فاعرفه.

بقلة الرماة: هذه البقلة تكون بثغور بلاد الأندلس وهي مشهورة بهذا الإسم، وقد عرض للغافقي أن ذكرها في حرف الألف في الأفيون ونقلتها عنه هناك وأما ههنا فإنه ذكر ماهيه الدواء المذكور، وهذا نص كلامه بعينه وهو من النبات المستأنف كونه في كل عام ورقه يشبه ورق لسان الحمل أو ورق النبات الذي يقال له لسان الذئب إلا أنه أميل إلى الغبرة، وله أصول دقاق ذات شعب خارجها أسود وداخلها أبيض يحفر عنها في شهر حزيران، ويجمع فتقشر ويؤخذ لحاؤها فيدق ويعصر وتخرج عصارته فتطبخ حتى تصير كالزفت، ويرفع هذا الدواء فيطلى به النشاب ويرمى به الصيد فيقتل إذا خالط الدم قتلاً وحياً، وأما الأصول التي قشر عنها اللحاء فتبيعها الصيادلة عندنا مكان الكندس وليست به وهي حارة جداً تقيىء بقوة قوية وسقيها خطر وهي محركه للعطاس ويسمى هذا النبات بعجمية الأندلس يرابله.

بقلة الأوجاع: أبو العباس الحافظ: سمعت بذلك ببعض بوادي أفريقية عند العربان إسماً للنبات المسمى بالمغرب فوجده وهو مختبر في إزالة الأوجاع من البطن كله، وهذا الدواء مختبر بالأندلس أيضاً، وقد صحت لي فيه التجربة وهو مما تحققت بالرؤية وقد كان بعض من مضى من الشجارين عندنا بالأندلس يسميها بأذن الجدي، وهو النبات الذي سماه ديسقوريدوس فافاليا، وفي أطرافه مشابهة من السمونيون، وفي طعمه بعض شبه من الأنيسون بيسير مرارة ليست بظاهرة. بقر: جالينوس في كتاب أغذيته: لحم البقر غذاؤه غذاء ليس بيسير ولا بسريع التحلل إلا أن الدم المتولد عنه أغلظ من المقدار الذي يحتاج إليه، وإن كان الذي يأكل لحم البقر صاحب مزاج مائل إلى المرة السوداء بالطبع إذا هو أكثر منه أعمى بالأمراض الحادثة عن المرة السوداء كالسرطان والجذام والعلة التي يتقشر معها الجلد وحمى الربع والوسواس وبعض الناس يعرض له منه غلظ في طحاله ويفسد به مزاج بدنه ويصيبه منه استسقاء، والمقدار الذي يفضل به لحم البقر على لحم الخنزير في الغلظ بحسب فضل لحم الخنزير على لحم البقر في اللزوجة والمتانة وهو أوفق للاستمراء. الرازي في الحاوي، قال أبقراط في كتاب ماء الشعير: ليس لحم أقوى ولا أطيب من لحم البقر، وإنما يضر من لم يقو على هضمه، وإذا انهضم غذى غذاء كثيراً قوياً غليظاً، وأجوده ما أطيل وأجيد طبخه فإن طول الطبخ يهيئه لسرعة الهضم. وقال في كتاب دفع مضار الأغذية: وأما لحوم البقر فيتولد منها دم غليظ متين جداً وليس بلزج جداً وهو أصلح لمن يديم الكد والتعب ولا تصلح إدامته لغيرهم، وإن أدمنه من ليس بموافق له أورثه غلظ الطحال والدوالي والسرطان ونحوها من الأمراض المتولدة عن هذا الدم المائل إلى السوداء، ولذلك ينبغي أن يدفع هذه المضار من يدمن هذا اللحم بالتعاهد بإسهال السوداء ولا يتعرض لإدرار البول ويجتنب الشراب الغليظ الأسود خاصة ويشرب الرقيق المائي في حال التهابه والرقيق الأصفر في وقت سكون بدنه والخل الثقيف وإن كان قد يفي بدفع مضرة غلظ هذا اللحم فليس يفي بأن يجعل الدم المتولد منه غير مائل إلى السوداء، ولذلك كان الأجود أن يتعاهد المدمن لأكله إسهال السوداء، وقد ينتفع به المحرورون وأصحاب الأكباد الحارة بالسكباج المتخذ من لحم البقر لا سيما مرقه المبرد المصفى عن دسمه المسمى الهلام، فإن هذا المرق يبلغ إلى أن يذهب باليرقان إذا تؤدم به مع الخيار وتحسى منه، فأما المبرودون فيصلحون اللحوم البقرية بعد التهرية بالخل والعسل والكاشم والثوم والسذاب والجرجير، ويأكلون من بعدها الخردل ويقلون شرب الماء عليها حتى يخف البطن ثم يشربون عليه أقوى الشراب. ابن سينا: سكباجه يمنع سيلان المواد إلى المعدة والأمعاء ويمنع الإسهال المراري وتقطيعه، وكذا قريض لحمه بالكزبرة والخل والحموضات التي تشبهه والكزبرة اليابسة وقليل الزعفران، وإذا جعل لحم البقر ومعه قشر البطيخ هراء في الطبخ ولم يطل لبثه في المعدة، ولحم البقر المهزول إذا شوي وقطر في الأذن ماؤه قتل الدود المتولد فيها، وإذا حمل على حرق النار منعه من التنفط. الرازي في الحاوي قال: برادة قرن الثور إذا شربت بماء حبست الرعاف وكذا تفعل عظام فخذيه، وربما حبست البطن. وقال بولس: إن أحرق قرنه وشرب مع الماء حبس نفث الدم. وقال: وكعب البقر إذا أحرق وسحق بالخمر نفع من وجع الأسنان، وإذا شرب مع العسل استفرغ حب القرع من البطن، وإن شرب بسكنجبين أذيل الطحال العظيم وهو مهيج للباه. غيره: وظلف الجاموس إذا أحرق وسحق وشرب نفع من الصرع، وإذا خلط رماده بالزيت حلل الخنازير ونفع من داء الثعلب. الغافقي: وكعبه إذا أحرق وسحق وشرب بعسل قرح القلب وأخضب البدن وقوى الكبد، وإذا اكتحل به أحذ البصر والشربة منه ثلاثة مثاقيل. ديسقوريدوس: ومرارة البقر يتحنك بها مع العسل للخناق وكذا تفعل إذا غمس فيها ريشة وطلي بها على الحلق وتبرىء أيضاً القروح العارضة في المقعدة، فإذا خلطت بلبن عنز أو لبن امرأة وقطرت في الأذن التي يسيل منها القيح أو عرض لها انخراق وجراح أبرأتها، وقد تخلط بماء الكراث لطنين الأذن، وقد تقع في أخلاط المراهم التي تمنع الحمرة من الجراحات وتقع في أخلاط لطوخات نافعة من نهش الهوام، وقد تصلح إذا خلطت بالعسل للقروح الخبيثة ووجع الفروج والذكر والجلدة التي تحوي البيضتين، وإن خلطت بالنطرون والطين المسمى قيموليا أبرأت الجرح المتقرح والجرب والبرص والنحالة العارضة للرأس برأ قوياً وأما أخثاء البقر الأناث التي في المرعى إذا وضع حين يروثه على الأورام الحارة العارضة من الجراحات سكنها، وقد يلف بورق ويسخن على رماد حار ثم يطرح الورق ويوضع الأخثاء على الأورام، وقد ينتفع به انتفاعاً بيناً من عرق النسا إذا وضع على هذا الموضع، وإذا تضمد به مع الخل حلل الخنازير والأورام  الصلبة والأورام التي يقال لها فوجثلا، وأخثاء الثور خاصة إذا تبخر به أصلح حال الرحم الناتىء، وإذا بخر به طرد البق. جالينوس في العاشرة: وزبول البقر يابسة محللة وفيها قوة جاذبة، ولذلك تنفع من لسع النحل والزنابير، ويمكن أن يكون فعلها لذلك من قبل طبعها، وقد كان رجل من أهل آسيا مشهور بالطب يطلي أصحاب الاستسقاء بالأخثاء على بدنهم كله فينتفعون بذلك منفعة عظيمة، وكان هذا الطبيب يستعمل أخثاء البقر في الأعضاء الورمة، ولا سيما أعضاء أبدان الأكرة، وكان يجمع أخثاء البقر في فصل الربيع وهي رطبة، وكان اختياره لأخذه ذلك في فصل الربيع لأن البقر في ذلك الوقت ترعى العشب الأخضر الرطب، وقوّة أخثاء البقر إذا رعت العشب تكون لينة جداً وأما أخثاء البقر إذا أكلت الحشيش اليابس فقوّتها قوّة يابسة، والأخثاء الكائنة في فصل الربيع هي وسط بين الأخثاء الكائنة من اعتلاف التبن والكرسنة وأخثاء البقر التي تعتلف الكرسنة نافعة لأصحاب الاستسقاء، ولا ينبغي أن يذهب عنك أن هذه الأشياء كلها إنما ينبغي أن تستعمل في أبدان الأكرة والحفارين والحصادين وغيرهم ممن يكثر عمله ويتكزز بدنه، وقد كان ذلك الطبيب يستعمل أخثاء البقر في الأورام الصلبة كلها، وكان عند ذلك يعجنها بالخل ويضمد بها الأورام، وقال في رسالة الترياق إلى قيصر: إن أحرقت أخثاء البقر بعد أن تجفف وسقي منها المستسقي نفعته نفعاً بيناً. سفيان الأندلسي: أخثاء البقر إذا كانت حارة نفعت من الوثي الحديث. ابن سينا: أخثاء البقر من بخورات الرئة في السل ونحوه. الطبري: إن وضع على النقرس مع شيء من رماد وشيء من زيت نفع، وإن أحرق ووضع منه في المنخرين مع الخل حبس الرعاف وهو نافع من جميع السمائم إذا شرب ووضع على موضع اللسع، وإذا دخن به طرد الهوام جميعها، وإذا طبخ بالزيت ووضع حاراً على البدن وترك حتى يجف ثم رفع ذلك ووضع غيره وفعل به ذلك مراراً أخرج النصل والقصب، وإن بخرت به المرأة سهل الولادة وأخرج الجنين الميت وقتل الحي. قال: وتؤخذ الأخثاء وتوضع في قدر نحاس ويصب عليها ما يكفي من الزيت وتطبخ ثم تفتر ويضمد بها أسفل السرة إلى العانة والخاصرة فينتفع به من القولج والرياح نفعاً بيناً إذا فعل به ذلك أياماً. ماسرحويه: إن طلي زبل البقر على الركبة بعد أن يسحق بخل ويطلى على الألم نفع جداً وكذا إن طلي على لسع الزنبور ببوله. ديسقوريدوس: وبول الثور إذا سحق بالمر وقطر في الأذن سكن وجعها. غيره: ينفع من وجع المقعدة إذا جلس فيه. ديسقوريدوس: ودم الثور إذا تضمد به حاراً مع السويق حلل ولين الأورام الصلبة. وقال في موضع آخر: من سقي شيئاً من دم البقر ساعة يذبح يختنق لأنه يسد الحنجرة واللوزتين ويشنج العصب ويحمر منه اللسان والأسنان ويعلو الأسنان منه حب لحم جامد، وينبغي لنا أن نحذر عليهم العي لأنه يسد المريء باندفاع الدم إليه لأن الدم يجمد في المعدة ويطفو فوقها فنسقي صاحب هذا ما يذيب الدم الجامد ونسهل بطنه بأكل التين الفَج وهو ملآن لبناً ونسقيهم من الأنفحات ما قدرنا عليه مع خل وبزر الكرنب ورماد السرو وورق النبات المسمى باليونانية فوتورا وهو الطباق بالعربية مع الفلفل وعصارة العوسج فإن نجا من الموت فعلامته أن يأتي من بطنه الأسفل شيء شبيه بالزعفران فيجري من دبره، وينبغي أن نضمد بطنه ومعدته بدقيق شعير وماء العسل.

بكا: أبو العباس النباتي: شجر معروف عند العرب بمكة وهو شجر شبيه بالبشام ورقه كورقه إلا أنه أطول مائل إلى ورق الصعتر الأبيض في الشبه وثمره كذلك إلا أنه أكبر منه وأَميل إلى الاستدارة ويسيل منه دمعة بيضاء عندما يقطع ورقه ويستاك بأغصانه. بلسان: شجر لا يعرف نباته اليوم بغير مصر خاصة بالموضع المعروف منها بعين شمس. ديسقوريدوس في الأولى: بلسان عظم شجرته مثل عظم شجرة الحبة الخضراء أو مثل شجرة بوراقيني له ورق شبيه بورق السذاب غير أنه أشدّ بياضاً بكثير وأدور ورقاً ويكون في بلاد اليهود فقط في غورها، وقد يختلف بالخشونة والطول والدقة، وقد يسمى ذلك الدقيق الذي يشبه الشعر الموجود في شجرة البلسان بأرسطون، ولعله يسمى هكذا لهيئة خضرته إذا كان دقيقاً ويسمى أفويلاسيمون، وأما دهن البلسان فإنه يخرج بعد طلوع القلب بأن تشرط الشجرة بمشراط من حديد، والذي يسيل منه شيء يسير، والذي يجتمع منه في كل عام ما بين الخمسين إلى الستين رطلاً ويباع بضعف وزنه فضة، والجيد منه الحديث القوي الرائحة خالصها ليس فيه شيء من رائحة الحموضة سريع الانحلال بالماء لين قابض يلذع اللسان لذعاً يسيراً، وقد يغش على ضرور لأن من الناس من يخلط به بعض الأدهان مثل دهن الحبة الخضراء ودهن الحناء ودهن شجرة المصطكي ودهن السوسنِ ودهن البان والدهن الذي يقال له ماطونيون وهو دهن العثة، وبعض الناس يخلط به عسلاً أو شمعاً قد خلط بدهن الآس أو بدهن الحناء حتى يرق جداً، والسبيل إلى معرفة هذا هينة، وذلك أن الخالص إذا قطر منه على صوفة وغسلت بالماء من بعد فليس يؤثر فيها، وأما المغشوش فإنه يبقى فيه أثر، وأيضاً الخالص إذا قطر منه على لبن أجمده والمغشوش لا يفعل ذلك، والخالص إذا قطر في الماء انحل ثم يصير إلى قوام اللبن بسرعة، وأما المغشوش فإنه يطفو مثل الزيت ويجتمع ويتفرق ويصير بمنزلة الكواكب، والخالص على طول الزمان يثخن فيشتد، وقد يغلط من يظن أن الخالص إذا قطر على الماء يغوص أولاً في عمقه ثم يطفو عليه وهو غير منحل، وأما العود الذي يقال له عود البلسان فإن أجوده ما كان حديثاً دقيق العيدان أحمر طيب الرائحة خشناً يفوح منه رائحة دهن البلسان واختر من حبه فإن الحاجة إليه اضطرارية ما كان منه أشقر ممتلئاً كبيراً ثقيلاً يلذع اللسان ويحذو حذواً يسيراً ويفوح منه رائحة دهن البلسان وقد يؤتى بحب من البلاد التي يقال لها ابطرانيون شبيه بالأوفاريقون يغش به حب البلسان ويستدل عليه من أنه صغير فارغ ضعيف القوّة شبيه بطعم الفلفل. جالينوس في السادسة: البلسان يجفف ويسخن في الدرجة الثانية وهو مع هذا لطيف وللطافته صارت رائحته طيبة، وأما دهنه فهو ألطف قوّة من النبات نفسه وليس له من الأسخان قدر ما يظن به قوم غلطاً منهم بسبب لطافته، وأما ثمرته وهو حب البلسان فقوّتها من جنس هذه القوّة بعينها إلا أنها أقل لطافة من دهن البلسان. ديسقوريدوس: قوّة دهن البلسان شديدة جداً وهو حار مفرط الحرارة ويجلو ظلمة البصر ويبرىء من برد الرحم إذا احتمل مع شحم ودهن ورد، ويخرج المشيمة والجنين، وإذا دهن به أبطل النافض وينقي القروح الوسخة، وإذا شرب أدر البول وكان موافقاً لمن به عسر البول لإنضاجه الفضول، وإذا شرب كان موافقاً لمن شرب السم الذي يقال له افوبيطن وهو خانق الثمر ولمن نهشه شيء من الهوام، وقد يقع في أخلاط بعض الأدهان التي تحلل الأعياء وأخلاط بعض المراهم وبعض المعجونات، وبالجملة أقوى ما في البلسان دهنه وبعده حبه وبعده عوده وحبه موافق إذا شرب لمن به شوصة أو ورم حار في رئته أو من به سعال أو عرق النسا أو صرع أو سدد، ومن لا يمكنه التنفس دون أن ينتصب أو من به مغص أو عسر بول أو من به نهشة شيء من الهوام، وإذا وقع في أخلاط الصوف التي تنفع من وجع الأرحام، وإذا طبخ وجلس في مائه النساء فتح فم الرحم لفتحه وجذبه منه الرطوبة وللعود قوة الحب، غير أنه أضعف منه، وإذا طبخ بماء وشرب نفع من سوء الهضم، ومن نهشه شيء من الهوام ومن به تشنج في العصب ويدر البول ويوافق القروح العارضة في الرأس مع النوع من السوسن المسمى إيرسا إذا أخذ يابساً ويخرج قشور العظام وقد يقع في أخلاط الطيب. الرازي. دهن البلسان يفتت الحصاة وبعين إذا احتمل على الحبل، وإذا دلك به الذكر نفع من استرخائه وكان في ذلك عجيباً. ومن خواصه أنه إن دهن به الحديد اشتعلت فيه النار الطبري: لطيف ينفع من لدغ العقارب ويسكن وجع الأذن إذا قطر فيها. ابن عمران: دهن البلسان نافع من السعال المتولد من البرد إذا أخذ منه وزن مثقال يصب على سكرجة من ماء الزوفا المطبوخ وشرب على  الريق ومرخ الصدر به من خارج. الإسرائيلي: ومن منافعه أنه إذا طلي به على البياض غيره ونقاه. ابن أبي الأشعث: دهن البلسان أحد أركان الترياق الفروق، ومتى برد الدماغ حتى تحدث منه السكتة وعمل منه، ومن دهن الزنبق فتيلة وتحمل بها نفع من ذلك منفعة عجيبة وينفع من ابتداء الماء كحلاً وإذا حدث في البدن اختلاج أو رعشة أو لقوة أو برد البدن بأسره وصغر النبض ووجد كلال في الحركة وثقل فأخذ من هذا الدهن وزن دانق إلى ثلاثة دوانيق وخلط مع أوقية دهن لوز مر ونحوها أو خلط بعسل وسقي منه العليل فإنه يبرأ بإذن اللّه. الرازي: عوده وحبه ينفعان من لدغ العقارب الإسرائيلي: عصير ورق البلسان إذا تجرع قلع العلق المتعلق بالحلق ونفع من الصداع العارض من الرطوبات الغليظة وإذا أحرق قشر عود البلسان وعجن بالخل وطلي به على للثآليل قلعها. التيمي في كتاب المرشد: قشر عوده الرطب إذا ربي بالعسل كان منه دواء نافع للمعدة مسخن لها مقو لها ويجلو رطوبتها. بديغورس: وبدل دهن البلسان إذا عدم دهن الكادي ونصف وزنه من دهن البان الفائق وربع وزنه من الزيت العتيق. الرازي: بدل دهن البلسان دهن الفجل. وقال بياذوق: بدله وزنه من ماء الكافور وحب البلسان خاصيته النفع من الفضول الغليظة وبدله إذا عدم نصف وزنه من قشور السليخة وعشر وزنه من البسباسة. ابن الجرار: بدل حب البلسان إذا عدم وزنه ونصف وزنه من عوده. بلبوس: هو بصل الزير. الفلاحة: هو بصل لا طاقات له وورقه وصورته كالبصل البستاني وإنما يفرق بينه وبين البصل في طعمه وفي أنه لا طاقات له وقد يكبر ويعظم أصله بكثرة المطر وفي طعمه مرارة وقبض وهو خشن يأخذ بالحلق. جالينوس في السادسة: إذا أكل الزير ولد خلطاً رديئاً غليظاً لزجاً لأنه عسر الانهضام نافخ مهيج لشهوة الجماع إذا وضع من خارج كالضماد ولسبب ما فيه من المرارة والقبض معاً يجلو ويدمل ومن البين أنه مع هذا يجفف، وذلك لأنا قد بينا أن المرارة موجودة في الجواهر التي تجلو وأن القبض في الجواهر التي تدمل، وأن اليبس والجفوف في النوعين كليهما. ديسقوريدوس في الثانية: بلبوس وزعم قوم من أهل الجزيرة أن اسمه عندهم بلسا وهو نبات يؤكل والأحمر منه في البلاد التي يقال لها لينوى جيد للمعدة، والمر منه الذي يشبه الأشقيل أجود للمعدة من الحلو يهضم الطعام وكل أصناف البلبوس حريف مسخن مهيج لشهوة الجماع مخشن للسان وجانبي الحنك كثير الغذاء يكثر اللحم ويولد نفخاً، وإذا تضمد به مع العسل أو وحده كان صالحاً لالتواء العصب وشجاج الرأس التي ترض اللحم وتوهن العظم ولا تكسره ويسمى باليونانية بلسا ولإخراج السلي، وما أشبه ذلك من باطن الجسد ووجع المفاصل والنقرس، وإذا تضمد به أيضاً مع العسل كان صالحاً للرهل العارض للمحبوبين وعضة الكلب الكلب ويحبس العرق وإذا تضمد به مع الفلفل مسحوقاً سكن وجع المعدة، وإذا خلط بنطرون مشوي نقى النخالة التي في الرأس والقروح الرطبة العارضة في الرأس وإذا خلط بصفرة البيض واستعمل وحده ذهب بكمنة الدم العارضة تحت العين والثآليل التي يقال لها لبلسو، وإذا خلط بسكنجبين قلع البثور اللبنية، وإذا خلط بسويق نفع من شدخ الآذان والأظفار، وإذا شوي في رماد حار وخلط برؤوس السمك الصغار التي يقال لها الصير بعد أن تحرق وتوضع على القروح العارضة في الذقن التي تسمى سوفا قلعها وإذا خلط بالدواء المسمى القونيون وتلطخ به في الشمس قلع الكلف والآثار السود العارضة من اندمال القروح، وإذا سلق وأكل بالخل كان صالحاً لوهن العضل خلا أطرافها، وينبغي أن يتوقى الإكثار من أكله لأنه يضر بالعصب. ارساسيس: إذا دق البلبوس وخلط مع الخل وحمل نفع من الأورام التي تكون في الماق الأعظم أكثر من جميع الأدوية.

بليلج: إسحاق بن عمران: هو ثمرة خضراء ترض وتجفف فتصفر وطعمه مر عفص، والمستعمل منه قشره الذي على نواه يؤتى به من بلاد الهند وهو بارد قابض. مجهول: هو مشبه للهليلج أصفر أملس القشر فيه رخاوة وفي طعمه عفوصة لذيذة ومرارة وفيه قوة تسهل السوداء إسهالاً لطيفاً. ابن سينا: بارد في الأولى يابس في الثانية وفيه قوة ملطفة وقوة قابضة يقوي المعدة بالدبغ والجمع وينفع من استرخائها ورطوبتها ولا شيء دابغ للمعدة مثله، وربما عقل البطن وعند بعضهم يلين فقط وهو الظاهر وهو نافع للمعي المستقيم والمقعدة. البصري: هو لاحق بالأملج في العمل والقوة فعله يقرب من فعل الأملج وأما الأملج فيقرب فعله من فعل الكابلي. حبيش: وأما البليلج المربى بالعسل فإن العسل وإن كان يلطفه ويذهب كثرة غلظه فإنه عسر الانهضام بطيء في المعدة وربما يستعان على سرعة انهضامه بأن يجعل بالأفاويه كالسنبل والدارصيني والقاقلة الكبيرة والعود والمصطكي وما أشبه ذلك، فإن هذه إذا جعلت فيه هضم الطعام وسخن المعدة وجلا ما كان فيها من الرطوبة. الشريف: إذا استعمل على الريق أو بماء حار مع السكر نفع من اللعاب السائل وأحدّ البصر وبدله فاغية يابسة وثلث وزنه آس وسدس وزنه هليلج أسود. إسحاق بن عمران: وبدله إذا عدم وزنه من الأملج. بلوط: جالينوس في السادسة: جميع أجزاء هذه الشجرة قوتها تقبض فأما الذي هو منه شبيه بالغشاء فيما بين الغشاء والعود فهو أشد قبضاً وكذا الغشاء المستبطن لقشر ثمرته أعني الذي تحت قشر البلوط ملفوفاً على نفس جرم البلوط وهو جفت البلوط فيشفي النزف العارض للنساء ونفث الدم وقروح الأمعاء واستطلاق البطن، وأكثر ما يستعمل منه مطبوخاً وأقوى من هذا في القبض النباتان الآخران اللذان يقال لأحدهما قيبس وللآخر ميربلس وهما نوعان إن شاء إنسان أن يقول أنهما من أنواع البلوط وإن شاء أن يقول أنهما مخالفان له في الجنس، فإن ذلك جائز وورق هاتين الشجرتين جميعاً إن دخل في الضماد وهو طري فشأنه أن يجفف تجفيفاً قوياً فأما ورق شجر ذلك البلوط الآخر فهو أقل تجفيفاً من ورق هاتين بحسب ما هو أقل قبضاً منه، فإني لأعرف أني أدملت جراحة أصابت إنساناً من منجل بورق ذلك البلوط وحده عندما لم أجد دواء آخر، وذلك أني أخذت الورق فدققته وسحقته على صخرة ملساء ووضعته على الجراحة وعلى جميع المواضع التي حولها، وقوة ثمرة البلوط أيضاً شبيهة بقوة ورقه، وقوم من الأطباء يستعملون ثمرة البوط في مداواة الأورام الحارة التي قد بلغت إلى حد الصعوبة والشدة وليس يحتاج إلى أدوية قابضة، وذكر هذه المعاني وهو بكتابه حيلة البرء أولى منه بهذا الكتاب الذي نحن فيه، فحسبنا ههنا أن نعلم أن البلوط حاله من القوة القابضة هذا المقدار الذي وصفناه ههنا فهو لذلك يجفف ويقبض وله تبريد يسير يكاد أن يكون دون الأشياء الواسطة في درجة الأدوية التي هي في المثل باثره. وقال في أغذيته: البلوط كثير الغذاء مثل الحبوب المتخذ منها الخبز وقد كان الناس في سالف الدهر إنما يغتذون بالبلوط وحده، وغذاؤه ثقيل غليظ عسر الإنهضام وأجود ما يكون منه الشاهبلوط. ديسقوريدوس في الأولى: هذه الشجرة كلها تقبض وأشد ما فيها قبضاً القشر الرقيق الذي فيما بين قشر الساق والساق، وأيضاً القشر الباطن من البلوط كذلك وقد يعطى من طبيخها من كان به إسهال مزمن أو قرحة الأمعاء أو نفث الدم وقد يعمل منه فرزج، ويحتمله النساء لسيلان الرطوبة المزمنة من الرحم، والبلوط أيضاً يفعل ذلك ويغزر البول ويصدع وينفخ البطن وينفع ذوات السموم من الهوام، وطبيخه وطبيخ القشر إذا شرب بلبن البقر نفعا من الدواء القتال المسمى طقسيقون، وإذا تضمد بالبلوط سكن الأورام الحارة، وإذا تضمد به مع شحم مملوح من شحم الخنزير وافق الورم الحالبي الجاسي الصلب والقروح الخبيثة والنوع من البلوط الذي يقال له بريلس وهو السوقر أقوى من سائرها فعلاً وهما من أصناف الشجرة التي يقال لها فيغورس، والشجرة التي يقال لها برنيس من أصناف شجر البلوط وقشر أصل برنيس إذا طبخ بماء حتى يلين ووضع على الشعر وترك الليل كله بعد أن يتقدم في غسله بطين يسمى قيموليا صبغ الشعر أسود، وورق أصناف شجرة البلوط كلها إذا دق ناعماً وافق الأورام البلغمية وقوى الأعضاء الضعيفة، وأما ما يقال له سرديالا ويسميه بعض الناس أونيقي ويسميه بعضهم فرطا وبعضهم قطانياثوا، وبعضهم يسميه دنوسالا وهو الشاهبلوط فإنه قابض أيضاً وفعله يشبه فعل البلوط ولا سيما قشر الشاهبلوط الباطن وهو الرقيق الذي فيما بين قشره الغليظ ولحمه ولحم الشاهبلوط يوافق شرب الدواء القتال الذي يقال له افيمارون. ابن سينا: البلوط قابض، والشاهبلوط أقل قبضاً والبلوط بارد يابس ويبسه في الثانية وبرده في الأولى، وفي الشاهبلوط قليل حرارة لحلاوته وفيه جلاء وفي جميعه نفخ في البطن الأسفل وقبض، والشاهبلوط بطيء الهضم وهو أحسن غذاء فإن خلط بسكر جاد غذاؤه على أن غذاء جميعه غير محمود للناس، والبلوط مصدع للرأس لحقنه البخار عاقل للطبيعة ينفع من رطوبة المعدة ويمنع سعي القلاع والقروح الساعية إذا أحرق واستعمل. الرازي: هو بارد يابس يمسك البول. وقال في كتاب الأبدال: وبدل البلوط إذا عدم وزنه من خرنوب نبطي. وقال بديغورس: وبدل جفت البلوط إذا عدم وزنه من الآمر ونصف وزنه قشر البلوط ونصف وزنه ورداً بأقماعه. بلوط الأرض: إسحاق بن عمران: وهي عروق تشبه البلوط تكون تحت الأرض مثل البلوط ويطلع لها على وجه الأرض ورق عريض أخضر يشبه ورق الشريس وهو الهندبا وينبت في الرمال وكثيراً ما يكون تحت عروق السمار، وطعمه مر بحلاوة كطعم البلوط وفيه حرارة وهو يقطع الفضول ويضمر الطحال إذا وضع من ظاهر ويفتح سدد الأعضاء الباطنية ويدر الطمث والبول. الشريف: إذا خلطت أصول هذا النبات بعسل نقت القروح العتيقة المعفنة الرديئة واللحم، وزعم قوم أنه ينفع حصى المثانة ويتصرف في كثير من الأدوية الكبار.

بلوطي: تسميه عامة الأندلس مرويه يلبوسه وهو إسم لطيني وغلط من جعله اللاعية أو ضرباً منها. ديسقوريدوس في الثالثة: ومن الناس من سماه ماليفراسيون، وهو نبات له قضبان مربعة لونها أسود وعليها شيء من زغب ومخرجها من أصل واحد كبير وورق شبيه بورق فراسيون إلا أنه أكبر منه وأشد استدارة وسواداً وعليه زغب وهو على القضبان متفرق بعضه عن بعض كورق مالسلوفن منتن الرائحة، ولذلك شبهه قوم بالسوفلن، والزهر على القضبان على استدارة، وإذا تضمد بورقه مع الملح كان جيداً لعضة الكلب الكلب وإذا دفن في رماد حار حتى يذبل أذهب البواسير وإذا خلط بالعسل نقى القروح الوسخة جالينوس في السابعة: قوة هذا الدواء شبيهة بقوة الفراسيون إلا أنه دونه.

بلح: أبو حنيفة: إذا اخضر الوليع وهو ما في جوف طلعة النخل واستدار فهو البلح والبلح في النخل بمنزلة الحصرم في الكرم، ويزعمون أنه ليس نبيذ أطيب رائحة من نبيذه والنساء يتخذن منه سبحاً لطيب رائحته ويدخل في ضروب من صنعة الطيب كلها تنسب إليه يقال لها البلحيات. ديسقوريدوس: هو عفص المذاق ويشرب بالخمر العفصة للإسهال ولسيلان الرطوبات من الرحم سيلاناً مزمناً، وقد يقطع الدم السائل من البواسير، وإذا تضمد به ألزق الجراحات. ابن ماسويه: وهو بارد يابس في وسط الثانية دابغ للمعدة واللثة رديء للصدر والرئة للخشونة التي فيه بطيء في المعدة ويغذو غذاء يسيراً ضعيفاً. ابن سينا: يحدث سدداً في الكبد والإكثار منه يولد في البطن أخلاطاً غليظة ويغزر البول الشريف: إدمانه يقطع عرق الجذام ويوقفه ويغزر البول واللبن.

بلخته: أول الإسم باء منقوطة بواحدة من أسفلها مكسورة بعدها لام مكسورة أيضاً ثم خاء معجمة ساكنة بعدها تاء منقوطة باثنتين من فوقها مفتوحة ثم هاء. الغافقي: هي عشبة تنبسط على الأرض ولا تعلو شيئاً أغصانها دقاق جداً وورقها غير دقاق لا تشبه الغصن كأنها دود بصل أغصانها بعضها فوق بعض وتستدير دائرة في الأرض لها نويرة بيضاء فيها حمرة وإذا تغرغر بماء هذا النبات أسقط العلق.

بلخية: أوّل الإسم باء بواحدة من أسفلها مفتوحة ثم لام مفتوحة أيضاً بعدها خاء معجمة مكسورة ثم ياء منقوطة باثنتين من أسفلها مفتوحة مشددة ثم هاء. التميمي: هذه شجرة تكبر وتعظم وتغلظ أغصانها حتى تكون في عظم شجر الرمان، وقد تغرس في البساتين وفي المنازل فتخرج فقاحاً حسن اللون يضرب في لونه إلى التوريد يشبه لون ورق الزعفران أو لون ورق اللوز المر، وقد يشبه ريش الطائر المختلف الألوان الكائن بفارس والعراق وزهرها ناعم الملمس ذكي الرائحة طيب المشم يودي بروائح الخوخ الأقرع المسمى بمصر الزهري، ونوار هذه الشجرة حار يابس في الدرجة الأولى لطيف النسيم خنث الرائحة محلل للرياح مفتح للسدد الكائنة في الدماغ. ماسرحويه: معتدل لطيف خفيف على الطباع جيد للرياح الغليظة في الرأس إذا شم، وورقه إذا طبخ وصب على الموضع الذي فيه الرياح نفع منها.

بلحياء: أوّلها باء بواحدة من أسفلها ثم لام مفتوحة بعدها ياء منقوطة باثنتين من أسفلها وهي ساكنة ثم حاء مهملة مفتوحة ثم ألف ممدودة اسم بثغر الاسكندرية للنبات الذي يسميه أهل المغرب باليرول الذي يستعمله الصباغون وهي الحشيشة عندهم أيضاً، وبالعربية الأسليح وقد مضى ذكرها في حرف الألف. بل: الرازي قالت الخوزانة قناهندي: وهو مثل قنا الكبر وهو مر حار يابس في الثانية قابض يقوي الأحشاء نافع من صلابة العصب ورطوبته وأمراضه الباردة مثل الفالج واللقوة ويوقد نار المعدة، وينفع من القيء ويؤخذ في الجوارشتات ويعقل البطن ويفش الرياح. إسحاق بن عمران: هو حبة سوداء تشبه في خلقتها الذرة إلا أنها أجل منها وهي مجرودة الرأس في داخلها ثمرة دسمة وهي المستعملة منها يؤتى بها من الهند. البصري: وقوته الحرارة واليبوسة في الثالثة وفيه لطافة وينفع من استرخاء العصب والنقرس ويزيد في الباه. مسيح: هو عقار هندي كالشل نافع من إرواح البواسير.

بلاذر: ابن الجزار: هو بالهندية انقردبا بالرومية ومعناه الشبيه بالقلب. إسحاق بن عمران: هو ثمرة شجرة تشبه قلوب الطير ولونه أحمر إلى السواد على لون القلب وفي داخله شيء شبيه بالدم وهذا هو المستعمل منه فيه ومذاقته تعقب تدبيباً وحرارة باطنة في اللسان يؤتى به من الصين، وقد ينبت بصقلية في جبل النار. ابن ماسويه: حار يابس في الدرجة الرابعة جيد لفساد الذهن وجميع الأعراض الحادثة في الدماغ من البرد والرطوبة. مسيح: نافع من برد العصب والاسترخاء والنسيان وذهاب الحفظ. الرازي: محرق للدم. عيسى بن علي: إذا شرب منه نصف درهم نفع لجودة الحفظ ويعرض لأكثر من شربه يبس في الدماغ وسهر وبرسام وعطش شديد. أبو جريج: لا نحب أن يقرب منه الشباب ولا من مزاجه حار وهو جيد للفالج ولن يخاف عليه منه. كتاب السموم: عسل البلاذر إذا طلي على الوشم قلعه ويقلع الثآليل ويقرح الجلد. ابن سينا: لبه مثل لب اللوز حلو لا مضرة فيه وعسله لزج ذو رائحة يبرىء من داء الثعلب البلغمي لطوخاً، وإذا تدخن به جفف البواسير ويذهب البرص وهو من جملة السموم وترياقه مخيض البقر ودهن الجوز يكسر قوته، ومن الناس من يقضمه فلا يضره وخصوصاً مع الجوز والسكر. حبيش بن الحسن: البلاذر سم حاد شديد المضرة وإذا أخذ صرفاً أحدث على آخذه أنواعاً من الأسقام والأوجاع، وأما أن يحدث الوسواس والهيجان والبرص والجذام أو الورم أو السحج والعقر في بعض أعضاء الجوف، وربما قتل وشيكاً ولم يؤخر ذلك غير أن قوماً من أهل الطب يدخلونه في جوارشناتهم فيسقونه الشيوخ والزمنى ويسقيه منهم من قذفهم الطبيب أن أمره في أشد ما يكون مزاجه من البرد، وإنما يسقى في جوارشنة مثل البندقة أو النبقة، ويصلح لمن غلب على مزاجه البلغم ومن يخاف عليه الفالج واللقوة فأما من كان محرور المزاج فلا أرى له شرب الجوارشن وخاصة الشباب، فإني لم أر أحداً منهم شربه قنجاً من عاهة تصيبه نحو الذي وصفت عنه، وإصلاحه أن يغلى قبل استعماله في سمن البقر الخالص غلية جيدة، فمتى أراد أحد أخذ عسله دون قشره قلع رأس الثمرة أعني قمع البلاذر، ثم حمى كلبتي حديد حتى يحمر جداً وأخذ الثمرة بها ثم ضمها عليه حتى يسيل عسلها وخلطه بسمن البقر المغلي ثم استعمله. بديغورس: وبدل البلاذر إذا عدم وزنه خمس مرات من قلب البندق وربع وزنه دهن البلسان وسدس وزنه نفط أبيض.

بلان: أبو العباس النباتي: أول الإسم باء بواحدة من أسفلها مكسورة بعدها لام ألف مشددة ثم نون أصم اسم لتمنش حمصي اللون مشرف الورق مقطع كثير الأغصان متدوح من أصل واحد ذاهب تحت الأرض كثير الشعب طعمه قابض يشبه ورقه ورق السرو إلا أنها أصغر بكثير يزهر زهراً فرفيري اللون خيري الشكل بين أثناء الورق من فتائل صغار يشبه فتل السمر إلا أنها أصغر يخلف ثمراً كثيراً كروي الشكل لونه أصفر وأحمر فيه مرارة يسيرة وفيه بزر دقيق قابض جرب منه النفع من البواسير إذا دخنت به، وأغصانه يتخذ منها المكانس للطرق ببلاد القدس ونواحيه وهو بأرضهم كثير جداً ورأيت منه شيئاً يسيراً بأرض برقة وسماه لي بعض الأعراب بالسيرق، وهو عند العرب بالحجاز غيره.

بلكي: يعرفه عامة الشجارين بالأندلس بمصفي الرعاة وبالودود وبحب الصبيان وبالقوّة البرانية وهو أيضاً معروف. ديسقوريدوس في الثالثة: أفارفتي هو نبات ذو أغصان كثيرة طوال مربعة خشنة عليها ورق نابت باستدارة متفرق بعضه من بعض مثل ورق الفوة وزهر أبيض وبزر صلب مستدير وسطه إلى التجويف ما هو مثل السرة، وقد يتعلق هذا النبات بالثياب، وقد تستعمله الرعاة مكان المصفاة إذا أراد تصفية اللبن من الشعر الذي يسقط فيه. جالينوس في السادسة: وهذه الحشيشة تجلو قليلاً وتجفف ولها أيضاً لطافة. ديسقوريدوس: وإذا أخرجت عصارة ثمره أو أغصانه أو ورقه وشربت بالشراب نفعت نهشة الرتيلا والأفعى، وإذا قطرت في الأذن أبرأت وجعها، وإذا تضمد بهذا النبات مع شحم عتيق حلل الخنازير.

بليجاسف: هو البرنجاسف وقد ذكرته في هذا الحرف.

بلسن: هو العدس، وسنذكره في حرف العين.

بلس: هو التين وسيأتي ذكره في التاء. بنفسج: هو معروف. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ورق أصغر من ورق النبات الذي يقال له قسوس، وأدق منه وأشد سواداً وليس هو ببعيد الشبه منه، وله ساق يخرج من أصله عليه زغب صغير، وعلى طرف ساقه زهر طيب الرائحة جداً ولونه لون الفرفير، وينبت في المواضع الظليلة الحسنة. جالينوس في السادسة: ورق هذا النبات جوهره جوهر مائي بارد قليلاً، ولذلك صار متى صنع ورقه كالضماد إما مفرداً وإما مع دقيق الشعير سكن الأورام الحارة وقد يوضع أيضاً على فم المعدة إذا كان فيه لهيب وعلى العين أيضاً. ديسقوريدوس: وورق هذا النبات إذا تضمد به وحده أو مع السويق يبرد، وينفع من التهاب المعدة والأورام الحارة العارضة في العين وسائر الأورام الحارة ونتوء المقعدة، وقد قيل أن زهره إذا شرب بالماء نفع من الخناق والصرع العارض للصبيان وهو المسمى أم الصبيان. مسيح: الرطب منه من البرودة في أواخر الأولى وفي الرطوبة في الثانية وفيه لطافة يسيرة بها يحلل الأورام، وينفع من السعال العارض من الحرارة وينوم نوماً معتدلاً ويسكن الصداع العارض من المرة الصفراء والدم الحريف إذا شرب وإذا شم، واليابس يسهل المرة الصفراءة المحتبسة في المعدة والمعي. حبيش: الرطب إن ضمد به الرأس والجبين سكن الصداع الذي يكون من الحرارة، وإذا يبس نقصت رطوبته، وإن شرب مع السكر أسهل الطبيعة إسهالاً واسعاً غير أنه إن طبخ وأخذ ماؤه سهل انحداره ونزوله ولا سيما إن خلط بغيره من الأدوية مطبوخاً معها مثل الإجاص والأثلوج والعناب والتمر الهندي والهليلج والشاهترج، وما أشبه ذلك. ابن سرانيون: الشربة منه من ثلاثة دراهم إلى سبعة دراهم مدقوقاً منخولاً مع مثله من السكر ويشرب بالماء الحار. إسحاق بن عمران: زهر البنفسج إِذا طبخ مع البابونج وصب ماؤه على الرأس نفع من الصداع المتولد من الحرارة، وينفع من كل حر ويبس يعرض للرأس، وفي أعضاء البدن. التجربتين: زهره ينقي المعدة ونواحيها من الأخلاط الصفراوية، وإذا تمادى الإطلاق الصفراوي وكان معه لذع وأشتف من زهره أربعة دراهم مسحوقاً يومين أو ثلاثة أحدر بقية ذلك الخلط اللذاع وقطع الإسهال ومن علامه هذا النوع من الإطلاق أن تضر صاحبه الأدوية القابضة وتزيد فيه، وينفع من وجع الأسفل وشقاقه وأورامه منفعة بالغة جداً ضماداً وحده أو مع ما يشبهه وينفع من حرقة المثانة. ابن ماسويه: الشراب المتخذ من البنفسج والسكر على صنعة الجلاب نافع من السعال ووجع الرئة مسهل للبطن موافق لذات الجنب والشوصة، وهو أوفق لذات الجنب من الجلاب للعقوصة التي في ماء الورد المتخذ به. ابن سينا: شرابه ينفع من وجع الكلي ويدرّ البول. مسيح: إذا ربب البنفسج بالسكر نفع من السعال العارض من الحرارة. الرازي: المربى منه يلين الحلق والبطن غير أنه يرخي المعدة ويسقط الشهوة. التميمي: إذا شرب البنفسج اليابس ربما قبض على القلب وأغرق النفس وأحدث كرباً وله بشاعة يسيرة في طعمه تمنع كثيراً من الناس من شربه، وربما يثقل في المعدة ويربو فيها وفي الأمعاء، فيحدث كرباً ولا ينحل سريعاً لا سيما لمن كانت له حمى حادة. الشريف: ورق البنفسج جيد للجرب الصفراوي والدموي وزهره ينفع الزكام والنزلات النازلة إلى الصدر ودهنه مع المصطكي يقع من الورم الصفراوي الكائن بين الأصابع. عبد اللّه بن العشاب: جربت منه أن ورقه الغض إذا دق وعصر ماؤه وخلط بالسكر وشربه الصبي الذي تبرز مقعدته نفعه نفعاً بيناً. الرازي: وبدل زهر البنفسج إذا عدم وزنه من أصول السوس، وقيل بدله لسان الثور. وقال مسيح: وللينوفر فعل كفعل زهر البنفسج وأكثر منه. بنجنكشت: تأويله بالفارسية ذو الخمسة أصابع وغلط من جعله البنطافلن. ديسقوريدوس في الأولى: أعيس وقد يسمى بعيس وهو نبات لاحق في عظمه بالشجر ينبت بالقرب من المياه وهو في مواضع وعرة، وفي أحاقيف من الأرض وله أغصان عسرة الرض وورق شبيه بورق الزيتون غير أنه ألين ومنه ما لون زهره مثل لون الفرفير وله بزر شبيه بالفلفل. غيره: ورقه على قضبان خارجة من الأغصان على رأس كل قضيب خمس ورقات مجتمعة الأسافل متفرقة الأطراف كأصابع الإنسان وعسراً ما يوجد أقل أو أكثر من خمس، وإذا فركت الورق ظهر منها رائحة البسباسة وأغصانها تطول نحو القامة وأكثر ومنه ما زهره أبيض وهو في وشائع طوال وفي أطراف أغصانه وبزره، وربما كان أبيض، وربما كان أسود وليس في كل مكان يعقد الحب. جالينوس في السادسة: هذا نبات فيما بين الحشيش والشجر وعيدانه ليست تصلح ولا ينتفع بها في شيء من الطب فأما ورقه وحبه فقوّتهما حارة يابسة وجوهرهما جوهر لطيف، وعلى هذا يجدهما عندنا المستعمل لهما، ومن ذاق أيضاً ورق هذا النبات وزهره وثمرته وجد في جميعها حرافة وعفوصة قليلاً، وثمرته إذا أكلت أسخنت إسخاناً بيناً وأحدثت مع ذلك صداعاً، فإن قلي حبه وأكل مقلوًّا مع الأنواع التي تنقله بها وينتقل عليها كان إحداثه للصداع أقل وليس يحدث هذا الحب نفخاً في البطن أصلاً وخاصة المقلو منه، وهو أيضاً يقطع شهوة الجماع إذا أكل مقلواً كان أو غير مقلو، وورق هذا النبات أيضاً وورده يفعلان هذا الفعل نفسه، ومن أجل هذا قد وثق الناس منهما أن عندهما معونة على التعفف لا متى أكلا وشربا فقط، لكن متى افترشا أيضاً، وبهذا السبب كان جميع نساء أهل أيثنية يفرشنه تحتهن في أيام الأعياد العظام التي كانوا يعتدونها ومن ههنا يسمى باليونانية أعيس، لأن هذه لفظة اشتقاقها في لسان اليونانيين بالشام يدل على الطهارة، فمن هذه الخصال كلها إن كنا ذاكرين لما قيل في تلك المقالات الأول، وقد علم أن البنجنكشت يسخن ويجفف ولا يولد رياحاً أصلاً، وهذا بدل منه على أنه لطيف في غاية اللطافة وإحداثه أيضاً ما يحدثه من الصداع ليس هو شيئاً يكون منه لكثرة ما يولده من الرياح البخارية لأنه لو كان كذلك لكان ينفخ البطن ويهيج شهوة الجماع كما يفعل الجرجير، ولكن إذا كان ليس إنما لا يهيج الجماع فقط، بل شأنه قطعه ومنعه، فقد علم أن قوته في الإسخان والتجفيف مثل قوة السذاب، ولكنه ليس بمساوٍ له بل هو أقل منه في الأمرين جميعاً لأن السذاب أكثر إسخاناً منه وأكثر تجفيفاً وهو أيضاً مباين له في نفس قوّته وطعمه، وذلك أن بزره وورقه يتبين فيهما شيء من القبض يسير، وأما السذاب فهو إذا جف كان صادق المرارة حريفاً، وإذا كان طرياً كانت مرارته يسيرة وليس فيه قبض البتة، وإن رأى إنسان أن فيه من القبض شيئاً يسيراً خفياً غير مساوٍ للقبض الذي يكون في البنجنكشت، ولذلك صار بزر البنجنكشت أنفع للكبد والطحال إذا كانت فيهما سدد من بزر السذاب، ويحسب هذا الغرض الذي قد قصدناه حسبناه ههنا لأن تعلم أن قوّته حارة يابسة ليست باعتدال لكن قوية، وأنه ملطف كثير التلطيف، فإن من علم هذا من أمره ثم يعلم الطريق المؤدي إلى حيلة البرء واستخرجه يجد من نفسه كيف يدر الطمث إن أراد إدراره بهذا الدواء وكيف يحلل الأورام الصلبة الحادثة في الأعضاء وكيف يذهب أيضاً الإعياء إذا عمل منه مروخاً مسخناً. ديسقوريدوس: وقوته مسخنة ملينة قابضة وثمره إذا شرب نفع من نهش الهوام والمطحولين والمحبونين، وإذا شرب منه وزن درخمي بالشراب أدرّ الطمث واللبن وهو يضعف قوّة المني ويعمل في الرأس ويحدث سباتاً وطبيخه مع ثمره إذا جلس فيه نفع من أوجاع الرحم وأورامه الحارة، وثمره إذا شرب مع القوتنج البري وتدخن به أو احتمل أدر الطمث، وإذا تضمد به أبرأ من الصداع، وقد يخلط بخل وزيت عذب ويصب على الرأس ممن كان به المرض الذي يقال له ليبرعس، ومن المرض الذي يقال له قرانيطس، وورقه إذا تدخن به وإذا افترش يطرد الهوام، وإذا تضمد به نفع من نهش الهوام، وإذا خلط بزبد وورق الكرم لين جساء الأنثيين، وإذا تضمد بتمره بالماء سكن الوجع العارض من شقاق المقعدة، وإذا خلط بالورق أبرأ من الخراجات والتواء العصب والجراحات، وقد يظن به قوم أنه إذا عملت منه عصا وتوكأ عليها المشاة والمسافرون منعت عنهم الحفاء  وسمي أعيس، ومعناه الطاهر لأن المتزهدات من النساء يفترشنه في الهياكل ليقمع الشهوة، وقيل له ليعيس لصلابة أغصانه.

بنطافلن: ومعناه ذو الخمسة أوراق، ومنهم من سماه بنطاباطيس ومعناه ذو الخمسة أجنحة، ومنهم من سماء بنطاطوس، ومعناه المنقسم بخمسة أقسام، ومنهم من سماه بنطادقطران ومعناه ذو الخمسة أصابع. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له نبت له قضبان دقاق طولها نحو من شبر وله ورق شبيه بِوَرق النعنع خمسة على كل قضيب وعسيراً ما يوجد أكثر من خمسة، والورق مشرف من كل جانب مثل تشريف المنشار، وله زهر لونه إلى البياض والصفرة وينبت في أماكن رطبة وقرب الأنهار، وله أصل لونه إلى الحمرة مستطيل أغلظ من أصل الخربق الأسود وهو كثير المنافع. جالينوس في الثامنة: أصل هذا النبات يخفف تجفيفاً شديداً وليس له حدة ولا حرافة أصلاً فهو لذلك نافع جداً كنفع جميع الأشياء التي جوهره لطيف يجفف من غير لذع وتجفيفه كأنه في الدرجة الثالثة وليس فيه حرارة. ديسقوريدوس: وطبيخ الأصل إذا طبخ بالماء حتى ينقص الثلث وأمسك في الفم سكن وجع الأسنان، وإذا تمضمض به منع القروح الخبيثة من أن تنبسط في الفم، وإذا تغرغر به منع من خشونة الحلق، وإذا شرب نفع من إسهال البطن وقرحة الأمعاء ووجع المفاصل وعرق النسا، وإذا دق ناعماً وطبخ بالخل وتضمد به منع النملة أن تسعى في البدن، وقد يحلل الخنازير والأورام الصلبة والأورام البلغمية وتفور الشريان عند القصد والدبيلات والحمرة والداحس والبواسير الناتئة في المقعدة ويبرىء الجرب، وعصارة الأصل إذا كان طرياً تصلح لوجع الكبد ووجع الرئة والأدوية القتالة، وقد يشرب الورق بالشراب الذي يقال له أدرومالي أو شراب ممزوج مع شيء من فلفل لحمى الربع والغب التي تأخذ كل يوم ويشرب لحمى الربع ورق أربعة أغصان ولحمى الغب ورق ثلاثة أغصان وللحمى التي تأخذ كل يوم ورق غصن واحد وإذا شرب الورق في كل يوم ثلاثين يوماً متوالية نفع من الصداع والصرع، وعصارة الورق إذا شرب منها عدة أيام في كل يوم مقدار ثلاث قوانوسات أبرأت اليرقان، وإذا تضمد بالورق مع الملح والعسل أبرأ الجراحات والنواصير والداحس، وقد ينفع من فتلة الأمعاء، وإذا شرب من هذا النبات وتضمد به قطع نزف الدم، وقد يستعمل هذا النبات في الهياكل للتطهير وغير ذلك مما يستعمل في الهياكل. الغافقي: يلزق الجراحات الطرية بدمها ويفعل فيها فعل دم الأخوين، وورقه إذا افترش ورقد عليه منع من الاحتلام، وإذا دق ورقه وعصر ماؤه وسعط به الفرس المجدورة أبرأها من الجدري، وينبغي أن تستغرق الفرس إذا سعطت به بالجري حتى تعرق.

بنج: هو الشيكران بالعربية. ديسقوريدوس في الرابعة: ايشفرامش وهو البنج هو تمنش له قضبان غلاظ وورق عراض صالحة الطول مشققة الأطراف إلى السواد عليها زغب، وعلى القضبان ثمر شبيه بالجلنار في شكله منفرق في طول القضبان واحد بعد واحد كل واحد منها مطبق بشيء شبيه بالترس، وهذا الثمر ملآن من بزر شبيه ببزر الخشخاش وهو ثلاثة أصناف: منها ما له زهر لونه إلى لون الفرفير، وورق شبيه بورق النبات الذي يقال له عين اللوبيا، وورق أسود وزهر شبيه بالجلنار مسودة، ومنه ما له زهر لونه شبيه بلون التفاح وورقه وزهره ألين من ورق وخمل الصنف الأول وبزر لونه إلى الحمرة شبيه ببزر النبات الذي يقال له أروسمر وهو التوذري، وهذان الصنفان يجننان ويسبتان وهما رديئان لا منفعة فيهما في أعمال الطب، وأما الصنف الثالث فإنه ينتفع به في أعمال الطب وهو ألينها قوّة وأسلسها وهو ألين في المجس وفيه رطوبة تدبق باليد وعليه شيء فيما بين الغبار والزغب وله زهر أبيض وبزر أبيض وينبت في القرب من البحر، وفي الخرابات فإن لم يحضر أحداً هذا الصنف فليستعمل بدله الصنف الذي بزره أحمر، وأما الصنف الذي بزره أسود فينبغي أن يرفض لأنه شرهاً وقد يدق الثمر مع الورق والقضبان كلها رطبة وتخرج عصارتها وتجفف في الشمس، وإنما تستعمل نحواً من سنة فقط لسرعة العفونة إليها وقد يؤخذ البزر على حدته وهو يابس ويدق ويرش عليه ماء حار في الدق وتخرج عصارته، وعصارة هذا النبات هي أجود من صمغه وأشد تسكيناً للوجع، وقد يدق هذا النبات ويخلط بدقيق الحنطة وتعمل منه أقراص ويخزن. جالينوس في الثامنة: وأما البنج الذي نواره أسود فهو يحرك جنوناً وسباتاً، والبنج الذي بزره أيضاً أحمر حمرة معتدلة فهو قريب من هذا في القوة، ولذلك ينبغي للإنسان أن يتوقاهما جميعاً ويحذرهما ويجانبهما مجانبة ما لا ينتفع به، وأما البنج الأبيض البزر والزهر فهو من أنفع شيء في علاج الطب، وكأنهما في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء التي تبرد. ديسقوريدوس: ومن الناس من يخلط عصارة الورق والقضبان والبزر وعصارة البزر وحده بالإشافات المسكنة للأوجاع في العين فينتفع بها، وقد يوافته سيلان الرطوبة الحادة السائلة إليها وأوجاع الآذان والأرحام، وإذا خلط بالدقيق أو السويق وافق الأورام الحارة العارضة في العين والرجل وسائر الأورام الحارة، وقد يفعل ذلك أيضاً البزر ويصلح للسعال والنزلة ولسيلان الرطوبات إلى العين وضرباتها، وإذا شرب منه مقدار أوثولوسين مع بزر الخشخاش بالشراب الذي يقال له مالقراطن وافق نزف الدم من الرحم ومن سائر الأعضاء، وإذا دق ناعماً وتضمد به مع الشراب وافق النقرس والخصي الوارمة والثدي الوارمة في النفاس، وقد يخلط بسائر الضمادات المسكنة للوجع فينتفع بها والأقراص المعمولة من ورق النبات هي نافعة في تسكين الوجع إذا خلطت بالسويق وتضمد بها أو تضمد بها وحدها، وإذا تضمد بالورق وهو طري سكن الوجع، وإذا شرب منه مقدار ثلاث ورقات أو أربع بالشراب أبرأ الحمى التي يقال لها أنقيالوس وهي حمى يعرض فيها حر وبرد معاً، وإذا طبخ الورق كما يطبخ سائر البقول وأكل منه مقدار طرينيون أفسد العقل في ذلك الوقت، وزعم قوم أن من كان يأخذه قرقرة في المعي الذي يقال له قولون إذا احتقن ، به نفعه، وأصل البنج الأبيض إذا طبخ وتمضمض بطبيخه نفع من وجع الأسنان. ابن سينا: بزر البنج الأبيض يدخل في التسمين لعقده الدم وإجماده وإن شرب من ورقه ثلاثة أو أربعة بطلاء أبرأ أكلة العظام، وإن شرب منه أوثولوسين نفع من نفث الدم المفرط، وربما وقع في أدوية تسكين السعال، وإذا دخن ببزر البنج الضرس الوجع في أنبوب سكنه ويحدث الخناق والجنون. ابن عمران: وإذا أخذ من بزر البنج والأفيون من كل واحد جزء بالسوية فعجن بالطلاء أو بالعسل وسقي منه مثل الباقلاة فإنه ينيم وينفع النزلة التي تكون في الصدر ووجع الأضراس والأسنان، وإذا سحق بزر البنج وحده وعجن بقطران الأرز وحشيت به الأسنان والأضراس المتآكلة المثقبة نفعها وسكن وجعها. التجربتين: جميع أصنافه وورقها وبزرها يمنع انصباب المواد إلى الأعضاء المتورمة ورماً حاراً إذا وضع عليها في ابتدائها، ويجب أن لا يطول لبثها عليها لئلا تجمد المادة، وإذا خلط بدقيق الشعير والكندر وماء ورقه وصنع منه ضماد سكن وجع الرض.

والفسخ، وإذا شوي الورق ودرس بالشحم أو بمح البيض سكن أوجاع الأسفل. الرازي: قال أنكاعانس في كتاب الأدواء المزمنة: إن قوماً زعموا أن أصل البنج إذا علق على صاحب القولنج نفعه. ديسقوريدوس: وإذا أكل البنج أسبت وخلط الفكر مثل الشوكران مع الطلاء، وقد يبرأ صاحبه برءاً سهلاً، وذلك أن يشرب ماء العسل واللبن ويكثر منهما وخاصة لبن المعز أو لبن الأتن والبقر والماء الذي يطبخ التين اليابس فيه، وينتفع بحب الصنوبر وبزر المامينا المطبوخ وشحم الخنزير العتيق والبورق مع قشور جوزبوا وسلجم وحرف وبصل وثوم وتين ويأكلها كلها حارة والطلاء أيضاً سخن. الرازي: يعرض لمن شرب البنج سكراً شديداً واسترخاء الأعضاء وزبد يخرج من الفم وحمرة في العين فيتداركونه بالقيء بماء العسل وبطبيخ التين والبورق، ثم يسقون لبناً حليباً مرات كثيرة فإن نقي ذلك وإلا عولجوا بعلانج الأفيون، عيسى بن علي: من شرب من بزر البنج الأسود درهمين قتله ويعرض لشاربه ذهاب العقل وبرد البدن كله وصفرة اللون وجفاف اللسان وظلمة في العينين وضيق نفس شديد وشبيه بالجنون وامتناع الكلام. ابن الجزار: وإن لم يتدارك بالعلاج هلك في يومين، وإذا دنا منه الموت عرض له كسل وسبات واصفرار وبرد في الأطراف. الرازي في كتاب إبدال الأدوية، وبدل البنج إذا عدم وزنه من الأفيون. بندق: أبو حنيفة: هو الجلوز والبندق فارسي والجلوز عربي. جالينوس في السابعة: وفي البندق من الجوهر الأرضي البارد أكثر مما في الجوز الكبار فهو لذلك أكثر عفوصة منه عند المذاق، وذلك موجود في شجر، وثمره وقشوره، وأما في الخصال الأخر فهو شبيه بالجوز الكبار. ديسقوريدوس في الأولى: البندق رديء للمعدة ضار لها، وإذا سحق وشرب بماء العسل أبرأ من السعال المزمن، وإذا قلي وأكل مع شيء يسير من الفلفل أنضج النزلة، وإذا أحرق كما هو بقشره وسحق وخلط بالشحم العتيق من شحم الخنزير وشحم الدب ولطخ به داء الثعلب أنبت الشعر، وزعم قوم أن البندق المحرق إذا سحق مع الزيت وسقيت به يافوخات الصبيان الزرق سوّد أحداقهم وشعورهم. أبقراط: البندق يزيد في الباه أكلاً. ابن ماسويه: البندق أغلظ من الجوز وأقل رطوبة وأكثر إذا انهضم غذاء لاستكثاف جسمه ودهنه أقل من دهن الجوز وجسمه أخصف من جسمه وفيه عفوصة يسيرة وهو بطيء في المعدة ضار لها يزيد في المرة وينفع المعي المدعو بالصائم ويقويه وينفي الضرر عنه، وهذه خاصيته وينفع من الموم إذا أكل قبل الطعام، فإن أكل بعده مع التين والسذاب نفع منها أيضاً. ابن ماسة: يصدع. مسيح: مقطع للخلط اللزج نافع من النفث الحادث من الرئة والصدر. الطبري: إذا أكل مع التين والسذاب نفع من لذع العقارب، وقد كنت أنا في حداثتي في أرض الموصل في بعض أعمالها فرأيت قوماً يعلقون الجلوز في أعضادهم، ويذكرون أنهم ينتفعون به من لذع العقارب. ابن سينا: هو إلى حرارة ويبوسة قليلة ويهيج القيء. الإسرائيلي: هو أكثر توليداً للنفخ والقراقر من الجوز وأكثر نفخه في أسفل البطن وخاصة إذا أخذ بقشره الداخل لأن في ذلك القشر قبضاً قوياً، وبه تعقل البطن وإذا قشر من قشره الباطن كان أسرع انحداراً وانهضاماً. الرازي في دفع مضار الأغذية: بطيء النزول في الغذاء ويصلح منه الفانيذ خاصة ومتى أكثر منه حتى يبلغ إلى أن تمدد المعدة، فينبغي أن يشرب عليه المبرود ماء العسل والمحرور ماء الجلاب، وإن كفى ذلك ونزل وإلا أخذ عليه بعض الجوارشنات المسهلة، وينبغي أن يقشر من قشرته. بندق هندي: هو الرتة وقد غلط من قال إنه الفوفل. المسعودي: قال جوز الرتة مثل البندق عليه لحاء وداخله لب مثل لب البندق، والهند تفخر بها لأنها تصلح لأمور عجيبة. ابن سينا: البندق الهندي هو ثمرة في قدر البندقة متخشخشة وتنفلق عن حبة كالنارجيل. البالسي: هو قريب من البندق في كبره ولون قشره أغبر صقيل قريب من الفضار الصيني الأدكن في اللون ولون ما داخله أصفر وهو حار يابس موافق للمعدة الباردة معين لها على هضم الغذاء، وإن طلي على الأعضاء الرخوة قواها وشدها وانتفع به فيها منفعة ظاهرة، والذي يؤخذ منه وزن نصف درهم بماء ورد مغلي، والذي يستعمل في الأضمدة من درهم أنى درهمين مع ما يضاف إليه. الرازي في الحاوي: البندق الهندي في كتاب ابن البطريق في السموم وقشرها الأعلى يسحق ويسقى منه قدر عدسة أو يسعط منه في الشق الذي فيه اللسعة أو يسقى منه مثقال بماء الحشيش المسمى اللحاج ويطلى منه على موضع اللسعة ولذع العقارب الجرارة، والرتيلا ويصلح للسموم كلها، وينفع الماء في العين وحمى الربع واستطلاق البطن والهيضة والجرب والشقيقة والصداع ويسعط منه قدر فلفلة، وكذا اللقوة فيسعط منه أياماً ويلزمه في بيت مظلم فإنه برؤه ويسعط للصرع وريح الخشم والسدر، وأما قشر الحب الذي في جوفه ففيه خشونة فيدخن لريح الصبيان والجنون ويطلى على الخنازير بخل فإنه يبرئه، وللريح في الظهر والخاصرة فيسقى منه قدر حمصة أياماً ويحل القولنج، وللخلفة يسقى منه بماء بارد قدر حمصة ولريح السبل والغشاوة والظلمة يسعط بماء المرزنجوش ويخلط بالأثمد ويكتحل به للحول. قال العلهمان: إنه جيد لاسترخاء العصب. كان برجل لقوة فأسعط بشيء قليل من الرئة قطرتين في الجانب المعوج الذي يغمض فيه عينه وقطرة في الجانب الصحيح فسال من أنفه بلاغم كثيرة جداً وأديم ذلك وزيد في كل يوم قطرة ثلاثة أيام فبرىء. قالت الخوزانة: نافع للفالج. ابن سينا: يسقى من أصله وزن درهمين في الشراب لذات الجنب البارد، والربو والسعال المزمن ونفث الدم من الصدر لما فيه من القبض ويسقى من لبه وزن درهمين لوجع الرحم والفرزجة المحتملة من محكوكه تدر الطمث وتخرج الجنين، وكذا عصارته تسهل المرة السوداء والبلغم والمائية أيضاً والصفراء من البدن كله من غير إكراه حتى إنه يعافى به من البرص واليرقان والكنف ونحوه، ويحل القولنج والشربة منه ثلاث كزمات والكزمة ستة قراريط ويسقى مع شراب حلو وسكنجبين ويعطى مع النظراشاليون ودوقوا والسقمونيا تحرك إسهاله إذا خلطت به وتقويه ومقداره لكل درخمي ثلاث أوثولوسات من السقمونيا، وربما أخذ منه وزن درهمين فيدق، ويجعل في شراب حلواً وفي سكنجبين ويترك مدة طويلة ثم يطبخ ذلك الشراب أو السكنجبين بالعدس أو بالشعير بلحم الدجاج ويتحسى مرقه ويخلط به من السقمونيا، وربما أخذ منه وزن درهمين. غيره: له عمل جيد في تقوية الإنعاظ وإن أدمنه من لا يقوم ذكره البتة أبرأه إذا أدمنه أياماً. مجهول: زعم أندراس جماع العقاقير أن من هذه الثمرة شيئاً فارغاً لا نوى له خفيفاً على قشره شبيه بالخطوط السود في شكل الصليب إذا اقتلعها إنسان من شجرتها عرض له صرع على المكان من ساعته، فلا يفيق ما دامت في يده فإذا سقطت من يده أو نزعت عنه أفاق، وربما مات وقد يحذر من لا صرع به من أهل تلك البلاد تناول شيء من ثمرة هذا النبات لما وصفناه.

بنك: ديسقوريدوس في الأولى: سعفتن هذا يؤتى به من بلاد الهند شبيه بالقشور كأنه قشر شجرة التوت يدخن به لطيب رائحته ويقع في أخلاط الدخن المركبة، وإذا تدخن به نفع من انضمام فم الرحم الذي عرض له الجفاف. أبو حنيفة: أكثر ما يكون البنك باليمن بوادي عوسجة وهو واد يفصل بين زبيد وعتر. ابن رضوان: هو دواء طيب الرائحة يقال: إنه ينحت من أصل خشب أم غيلان باليمن قابض بارد يابس يقوي الأعضاء إذا ضمد به ويمنع العرق ويطيب رائحة البدن. ابن سينا: أجوده الأصفر الخفيف العذب الرائحة الأبيض الرزين حار يابس في الدرجة الأولى ينقي الجلد وينشف ما تحته من الرطوبات ويقطع رائحة النورة. المجوسي: ملطف مقوٍّ للمعدة والكبد الباردتين إذا ضمد به من خارج أو استعمل من داخل. بنتومة: هذا نبات يعرف بهذا الإسم عند شجارينا ببلاد الأندلس ونعرفه أيضاً بالرقعة الفارسية وبذرق الطير، وكذا يعرف بأرض الشام أيضاً وخاصة ببلاد نابلس وما والاها، وأما أهل الشوبك من أرض الشام فإنهم يعرفونه بالعنم ويطحن ثمره مع الزيت فيأتي لونه أحمراً قانياً يعرف بالزيت المعنم وهو يوجد على شجر الزيتون وشجر اللوز والكمثري ينبت بنفسه عفواً على الشجر المذكور وهو يضرّ بها جداً كمثل الكشوث بما يتخلق عليه. ابن حسان: هو نبات ينبت في شجرة الزيتون في نفس الشجرة. يقال: إن الطير يذرق بزره هناك فينبت منه وورقه يشبه ورق الزيتون غير أنه أشد خضرة منه واستدارة وأصلب في ذاته، وله أغصان طويلة خضر فيها عقد، وله بزر أحمر اللون وهو بارد قابض يجفف وفيه شيء من مرارة يدل على أنه ليس بمتشابه الأجزاء، والغالب عليه البرد واليبس وإذا دق هذا النبات وعصر ماؤه نفع من كسر العظام ويجبرها وينفع من الوثي العارض في العضلات ومن نفث الدم. الغافقي: وإذا شرب مع وزنه من الطين الأرمني فعل ذلك أيضاً، وإذا طبخ مع التين وشرب طبيخه نفع من السعال. الشريف: إذا جفف ورقها وسحق وذر على العرطسة بعد حلق الرأس بالنورة ويحكه بالبول والملح حتى يدمى ثم يذر عليه كان في ذلك أنجع دواء مجرب.

بنات وردان: ديسقوريدوس في الثانية: سلى جرمها إذا سحق بزيت أو طبخ بزيت وقطر في الأذن سكن وجعها. ابن سينا: تنفع من أوجاع الأرحام والكلي بعد أن يكسر تحليله بزيت وموم ومح البيض ولا يصلب ويدر البول والطمث ويسقط وينفع مع قردمانا للبواسير وينفع للنافض ومن سموم الهوام. الشريف: إذا درست وضمد بها المالنكونيا وهي القروح التي تكون في الساقين أبرأت منه جداً.


بنات الرعد: هي الكمأة وسيأتي ذكرها في الكاف، وسميت بذلك لأن الأرض تنشق عنها بالرعد.

بنات النار: هي الأبخرة. عن البصري والأبخرة هي القريص والخربق أيضاً، وقد ذكرت الأنجرة في حرف الألف.

بنجنكسزوان: هو بالفارسية لسان العصفور، وسنذكره في اللام.

بهار: هو الأقحوان الأصفر عند بعض الناس الذي تعرفه شجارونا بالأندلس بالمقازجة وبالبربرية إملال وعامتنا ببلاد الأندلس أيضاً تسميه خبز الغراب. ديسقوريدوس في الثالثة: هو الأورنون انعلمن، وتفسيره عين البقرة وهو نبات له ساق رخصة وورق شبيه بورق الرازيانج وزهر أصفر أكبر من زهر البابونج شبيه بالعيون، ولذلك سمي بهذا الإسم وينبت بالدمن. جالينوس في السادسة: له ورد أكبر من ورد البابونج جداً، وله من الحدة والحرافة أكثر مما لورد البابونج ولذلك هو أكثر تحليلاً حتى أنه يشفي الأورام الصلبة إذا خلط بشمع مذاب ودهن. ديسقوريدوس: زهره إذا سحق بقيروطي حلل الأورام البلغمية والجشاء، وزعم قوم إن من كان به يرقان، وشربه في الحمام بعد خروجه من الأبزن حسن لونه وقيأه ماء. ابن سينا: هو الذي يسمى بالفارسية كاوحشم أي عين البقر ورور أصفر اللون أحمر الوسط أسمن من ورد البابونج حار في الثانية يابس في الأولى ينفع شمعه من الرياح الغليظة في الرأس. التميمي في كتاب المرشد: ومنه نوع صغير الشكل يسمى بالشام عين الحجل إذا جمع نواره وجفف وسحق وجعل في بعض الإكحال للعين جلا ظلمة البصر العارضة له وقوى طبقات العين ودفع الماء المنصب إليها المفسد لحس البصر وأحدّ نورها وجلا البياض الكائن من آثار القرحات.

بهج: الغافقي: هو المستعجلة وهو دواء معروف وسيأتي ذكرها في الميم. بهمن: إسحاق بن عمران: هو ضربان: أحمر وأبيض وهما جميعاً عروق في قدر الجزر الصغار وكثيراً ما تكون مفتولة ومعوجة فالأحمر منهما أحمر القشر إلى السواد، وباطنه أقل حمرة من ظاهره، والأبيض منهما أبيض الباطن، والظاهر ومذاقتهما جميعاً طيبة لزجة، وفي رائحتهما شيء من طيب يؤتى بهما من أرض أرمينية من أرض خراسان، وهما من أدوية النقرس. ابن سينا: هو قطع خشبية وهو أصول مجففة متشجنة متغضنة وهي نوعان: أبيض وأحمر حار يابس في الثانية مسمن يقوّي القلب جداً، وينفع من الخفقان ويزيد في المنيّ زيادة بينة. وقال في الأدوية القلبية: منه أبيض وأحمر والأحمر أشدّ حرارة وفيهما جميعاً قبض مع تلطيف وتفتيح ولهما خاصية في تقوية القلب وتعينها الطبيعة المذكورة أعني القبض والتلطيف. مسيح: البهمنان حاران في الدرجة الثانية رطبان زائدان في المني مهيجان للباه. الرازي: البهمن الأحمر حار مهيج للباه. وقال في كتاب أبدال الأدوية: وبدله إذا عدم وزنه من التودري ونصف وزنه من ألسنة العصافير.

بهمي: ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ورق شبيه بورق الشعير إلا أنه أقصر منه وأدق وله سنبل شبيه بسنبل الشيلم وقضبان طولها نحو من ستة أصابع ناتئة حوالي الأصل وسبع سنبلات أو ثمار وينبت في مواضع العمارة، وعلى السطوح الجديدة التطيين، وهذا النبات إذا شرب بشراب قابض قطع الإسهال ونزف الدم ويقطع كثرة البول، وزعم قوم أنه إذا شد في صوف مصبوغ بحمرة قانية وعلق على الإنسان الذي به نزف الدم من أي عضو كان قطع النزف.

بهرامج: أبو حنيفة: هو الرنف وهو الخلاف البلخي وهو ضربان: ضرب مشرف بزره أحمر ومنه أحمر هادي البزر وكلاهما طيب الرائحة. التميمي: هو زهرة الشجرة المسماة البلخية. لي: وقد ذكرت البلخية في هذا الحرف فيما تقدم.

بهرم وبهرمان: وهو العصفر عن أبي حنيفة وسنذكره في حرف العين.

بهش: هو صنف من البلوط يشبه العفص وليس بعفص ولا بلوط ويسمى بعجمية الأندلس الحركة والشوبر، وثمره غليظ أسود قصير مدوّر ويسمى الراتينج وهو برنقس باليونانية وتعلف البقر بثمره والدواب، والنهش أيضاً عن أبي حنيفة وهو رطب المقل. قال الزبير بن بكار: المقل إذا كان رطباً ولم يدرك فهو النهش.

بهق الحجر: هو الجوز خندم عن الإسرائيلي وعن غيره وهو جرار الصخر وهو الأصح.

بوزيدان: سليم بن حسان: هو أصول صلبة بيض مصمتة تشبه البهمن الأبيض وتنفع من النقرس وأوجاع المفاصل وهو دواء هندي قليل التصرف، وقد جلب إلينا ورأيته مراراً عندنا. ابن رضوان: هو ضرب من المستعجلة حار يابس في الثالثة ينفع من الأمراض الباردة ويذيب الأخلاط الغليظة. ابن ماسويه: أجوده ما ابيض لونه وغلظ عوده وكثرت خطوطه والدقيق العود الشديد الملاسة القليل البياض رديء قليل المنفعة. حبيش: منافعه مثل منافع السورنجان في تسكين أوجاع المفاصل والنفع من النقرس حار يزيد في الباه. ماسرحويه: حار يزيد في المني وخاصته إسهال الماء الأصفر والإضرار بالأنثيين ويصلح بالخردل والشربة منه درهمان وأجوده الحديث. المجوسي: ينفع من الأخلاط الباردة البلغمية ويلطفها وينقي العصب منها. ابن سينا: ينفع السموم.

بوش دربندي: ابن هراردار: هو نبات يدق بجملته ويتخذ منه شياف، ويستعمل في الأورام الحارة وهو ملين مبرد نافع من النقرس الحار إذا طلي عليها وهو يابس في آخر الدرجة الأولى. ابن رضوان: هو عصارة ورق شجيرة شبيهة بورق الحناء يؤخذ ورقها فيدق وهو رطب فيجمع ويجفف. الرازي: في كتاب النقرس: الشياف الجزري الذي يؤتى به من أرمينية إذا حمل مع ماء عنب الثعلب نفع منفعة عجيبة من النقرس. ابن سينا: يجلب من أرمينية.

بوصير: هو الحوران وعامتنا بالأندلس تسميه بالبرية شكه باللطينية وهو عندهم شيكران الحوت، وبالبربرية أقمعن، ولحاء أصوله تستعمله أطباء الشام مع الماهي زهره في أدوية المفاصل. ديسقوريدوس في الرابعة: قلومس هو نبات ينقسم على صنفين: أحدهما أبيض الورق، والآخر أسود الورق ومن أبيض الورق صنف يسمى الأنثى وصنف يقال له الذكر، فالأنثى له ورق يشبه ورق الكرنب إلا أن عليه زغباً، وهو أعرض من ورق الكرنب وهو أبيض وله ساق طولها نحو من ذراع أو أكثر، وعليها زغب وزهر أبيض مائل إلى الصفرة وبزر أسود وأصل طويل عفص في غلظ أصبع وينبت في الصحاري في الصخور، والصنف الذي يقال له الذكر له ورق أبيض أيضاً وهو إلى الطول ما هو أثق من ورق الأنثى، وله ساق ألحق من ساق الأنثى، وأما الصنف الأسود الورق فيخالف الأبيض بأنه أشد سواداً منه وأعرض ورقاً وهو موافق في سائر الحالات، وفي النبات صنف آخر يقال له قلومس بري، وله قضبان طوال لاحقة في كبرها بقضبان الشجر وورق شبيه بورق النبات الذي يقال له الأسفافس، وعلى القضبان أشياء مستديرة كالفلكة مثل ما للفراسيون وزهر أصفر إلى لون الذهب، ومن النبات نوع آخر يقال له قلومس وهو ثلاثة أصناف: منها صنفان عليهما زغب وهما لاصقان بالأرض ولهما ورق مستدير، والصنف الثالث يمال له لحسطس، ومن الناس من يسميه واللسن وله ثلاث ورقات أو أربع أو أكثر قليلاً غلاظ عليها زغب وفيها رطوبة تدبق باليد تستعمل في فتائل السراج. جالينوس في السابعة: أصل النوعين الأولين من البوصير يجد له من يذوقه قبضاً وهو لذلك نافع للعلل السيلانية، ومن الناس قوم يتمضمضون به لوجع الأسنان وورق هذه الأنواع قوّته محللة، وكذا قوّة الأنواع الأخر ولا سيما ورق النوع الذهبي الزهرة وهو الذي يحمر به الشعر وقوّة أنواع جميع هذا النبات قوّة تجلو وتجفف جلاء معتدلاً. ديسقوريدوس: وأصول الصنفين الأوّلين إذا كانت قابضة فهي لذلك إذا أخذ منها مقدار كعب ويسقى بالشراب نفع من الإسهال وطبيخها ينفع من شدخ العضل والهشم والسعال المزمن، وإذا تضمد به سكن وجع الأسنان، وأما النبات الذي يقال له قلومس بري فإن زهره، وهو الأصفر القريب في لونه من لون الذهب يصبغ الشعر وحيثما وضع جمع الصراصر، وقد يطبخ ورقه بالماء ويتضمد به للأورام البلغمية وللأورام الحارة العارضة في العين، وقد يتضمد به مع العسل والشراب للقروح التي تعرض معها سعافلس ويتضمد به أيضاً مع الخل للخراجات فيبرئها وينفع من لسعة العقرب، وأما الصنف من قلومس الذي يقال له الذكر فقد يعمل منه ضماد لحرق النار وينتفع به، وقد زعم قوم أن ورق الصنف من قلومس الذي يقال له الأنثى إذا صر مع التين منع عنه السوس.

بونيون: ديسقوريدوس في الرابعة: ومن الناس من يسميه أنيطون وهو نبات له ساق مربعة صالحة الطول في غلظ أصبع وورق شبيه بورق الكرفس إلا أنه ألطف منه بكثير مثل ورق الكزبرة، وله زهر شبيه بزهر الشبت وبزر طيب الرائحة أصفر من بزر البنج. جالينوس في السادسة: هذا النبات حار وتبلغ حرارته إلى أنه يدر البول. ديسقوريدوس: والبزر مسخن مدر للبول يخرج المشيمة ويصلح لوجع الطحال والكلي والمثانة، وإذا استعمل البزر يابساً أو رطباً أو أخرجت عصارته مع القضبان والأصول فإنه إنما يستعمل بالشراب الذي يقال له مالقراطن، وأما سطرنيون فهو تمنش طوله نحو من ثلث شبر ينبت في الجزيرة التي يقال لها المنافريطي، وله ورق شبيه بورق النبات الني يقال له بونيون. جالينوس في السادسة: ولذلك يسير حونيون أسخانه مثل أسخان البونيون. ديسقوريدوس في الرابعة: وإذا شرب منه نحو من أربع طاقات بالماء أبرأ المغص وتقطير البول ووجع الجنب، وإذا خلط به ملح وشراب وتضمد به فاتراً حلل الخنازير.

بولوغالين: تأويل هذا الإسم في اليونانية مكثر اللبن. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ساق طولها نحو من شبر وورق شبيه بورق العدس في طعمه عفوصة، وقد يظن أن هذا النبات إذا شرب يكثر اللبن. جالينوس في الثامنة: هذا نبات له ورق قابض معتدل، وقد يظن به الناس أنه إذا شرب ولد اللبن، وإذا كان كذلك فالغالب عليه الحرارة والرطوبة فاعلمه. بولامونيون: ديسقوريدوس في الرابعة: ومن الناس من يسميه فيلاطاريون، ومنهم من يسميه جلندوناس وهو نبات له أغصان صغار دقاق مشعبة وورق أكبر وأطول من ورق السذاب بشيء يسير شبيه بورق ترسبان دار، وهو عصا الراعي أو بورق فودنج الماء، وهو الذي يقال له باليونانية فالاسي وعلى أطراف الأغصان شيء شبيه بالرؤوس المستديرة فيها بزر أسود اللون، ولهذا النبات أصل طوله نحو من ذراع لونه إلى البياض ما هو شبيه بأصل النبات المسمى سطرونيون، وينبت هذا في جبال ومواضع خشنة. جالينوس في الثامنة: هذا النبات قوته لطيفة مجففة، ومن أجل ذلك صار بعض الناس يسقون من أصوله بالشراب لمن به وجع الورك ولمن به قرحة الأمعاء ولمن به صلابة الطحال. ديسقوريدوس وأصل هذا النبات يشرب بشراب لضررونهش الهوام ولقرحة الأمعاء وقد يشرب بالماء لعسر البول وعرق النسا ويشرب منه مقدار درخمي بالخل لقروح الطحال، وقد يعلق هذا الأصل على الإنسان للسعة العقرب ويقال: إن من كان هذا الأصل معلقاً عليه لا يقربه العقرب، وإن قربته ولسعته فإن اللسعة لا تضره شيئاً وإذا مضغ هذا الأصل سكن وجع الأسنان.
بولوغاناطن: تأويله كثير الركب وكثير العقد أيضاً باليونانية. ديسقوريدوس في الرابعة: هو ثمنش ينبت في الجبال وطوله أكثر من ذراع وله ورق شبيه بورق الغار إلا أنه أعرض منه وأشد ملاسة وفي طعمه شيء شبيه بطعم السفرجل أو طعم الرمان مع شيء من قبض، وفي كل موضع ينبت منه الورق زهر أبيض كثير جداً متفرّع من موضع، وله أصل أبيض طويل كثير العقد عليه زغب ثقيل الرائحة في غلظ أصبع إذا تضمد به كان صالحاً للجراحات، وقد يقلع الآثار التي تكون في الوجه مثل الكلف وما أشبهه. جالينوس في الثامنة: قوّة هذا الدواء وطعمة قوة وطعم مركب وذلك لأن فيه شيئاً من القبض والحرافة والحدة وشيئاً من الكراهة والبشاعة ليس تحيط بهما الصفة، فهو لذلك بنافع في أشياء كثيرة خلا أن قوماً يستعملون أصوله كالضماد في مواضع الضرب، وفيهم من يستعمله في جلاء كلف الوجه خاصة.

بولوقيتمن: تأويله باليونانية كبير الرؤوس. ديسقوريدوس في الرابعة: هو شجيرة صغيرة تستعمل في وقود النار وله ورق شبيه بورق أوريفاس وثمر كثير كالعلك مثل ثمر علنجن وليس عليه إكليل لكن له رؤوس صغار طيبة الرائحة جداً مع حدة. جالينوس في الثامنة: هذا يسخن ويجفف في الدرجة الثانية فهو لذلك يدمل مواضع الضرب. ديسقوريدوس: وإذا تضمد به طرياً أو يابساً كان صالحاً للجراحات لإلصاقه إياها وينبغي أن لا يحل ضماده إلا في اليوم الخامس، وقد يشرب بالشراب لتقطير البول وشدخ أوساط العضل.

بورق: أرسطاطاليس: أنواعه مختلفة ومعادنه كثيرة كمعادن الملح فمنه ما يكون ماء جارياً ثم يتحجر ومنه ما يكون معدنه حجراً ومنه ما يكون أحمر وأبيض وأغبر وألوان كثيرة،  والنطرون وإن كان من جنس البورق، فإن له أفاعيل غير أفاعيل البورق. إسحاق بن عمران: البورق هو صنوف كثيرة فمنه صنف يقال له: البورق الأرمني يؤتى به من أرمينية ومنه صنف يقال له النطرون يؤتى به من الواحات وهو ضربان: أحمر وأبيض ويشبه الملح المعدني ومذاقه بين الملوحة والحموضة. ابن واقد: وقال بعض الأطباء: البورق نوعان مخلوق ومصنوع، فالمخلوق هو المعدني وهو صنفان أرمني ومصري، والأرمني أجودهما ولم نره عندنا. والمصري هو هذا البورق الذي يجلب إلينا ويكثر عندنا وهو صنفان صنف يسمى النطرون، وهو ملح حجري يضرب إلى الحمرة وطعمهما إلى الملوحة مع مرارة يسيرة تشوبه تدل على شدة احتراقه، وضرب منه يعرف ببورق الخبز لأنّ الخبازين بمصر يحلونه بالماء ويغسلون به ظاهر الخبز قبل طبيخه فيكسبه رونقاً وبريقاً، والبورق المصنوع هو هذا الذي يسمي عندنا بالنطرون وهو ملح حجري قطاع جلاء يتولد من مادّة الزجاج ورطوبة الرصاص والقلى إذا خلط بعضها ببعض وأدخلت النار. قال: وزعم الرازي في كتاب المدخل التعليمي أن من أصناف البورق بورق الصاغة وهو الأبيض السبخي ومنه البورق الزبدي وهو أجودها وأحدّها كلها ولونه براق أحمر، ومنه بورق الغرب وهو يكون من شجر الغرب ومنه تنكار يكتم عمله. ديسقوريدوس في الخامسة: ينبغي أن يختار منه ما كان خفيفاً مورداً أبي اللون مثقباً كأنه اسفنجة والذي يجلب من فرفور من بلاد ليغوريا وهو على هذه الصفة، وأما الذي يقال له اقرونطون ومعنى اسمه زبد البطرون، وهو الذي يزعم بعض الناس أنه البورق الأرمني وأجود ما يكون منه ما كان خفيفاً جدّاً ذا صفائح سريع التفتت في لونه شبيهاً بالفرفير شبيهاً بالزبد لذاعاً مثل الذي يؤتى به من المدينة التي يقال لها قيلادليقيا ومن بعد هذا الصنف في الجودة المصري، وقد يكون أيضاً بالموضع الذي يقال له تعيساً من البلاد التي يقال لها قاونا. جالينوس في التاسعة: الفرق بين البورق الأفريقي المعروف بالبورق الزبدي وبين زبد البورق أن زبد البورق هو دواء مجفف ومنظره شبيه بمنظر دقيق الحنظة وذلك أنه أبيض، وليس هو مثل زهرة الحجر المجلوب من اسيوس رمادي اللون، وأما هذا البورق الزبدي فليس هو بمثل الدقيق متخلخلاً بل هو جامد مجتمع وهو الذي يستعمله الناس في كل يوم ليغسلوا به أبدانهم في الحمام لأن له قوّة تجلو فهو بهذه القوّة ليس بغسل الوسخ فقط، بل قد يشفي أيضاً الحكة وذلك لأنه يحلل الرطوبات الصديدية التي تحدث عنها تلك الحكة وإذا كان الأمر على ما وصفت فقد أصاب الأطباء في إلقائهم إياه في أخلاط أدوية كثيرة من الأدوية المحللة، وأما زبد البورق فطبيعته وقوته هذه الطبيعة، وهذه القوة بعينها التي هي للبورق إلا أن جوهره ألطف وأدق وقد قلنا قبل أن قوة البورق وسط بين قوة البورق الأفريقي وبين قوة الملح، وذلك أن البورق الأفريقي إنما فيه قوة تجلو فقط، والملح فيه قوة تقبض، وأما البورق ففيه القوتان جميعاً إلا أن القوة القابضة فيه يسيرة جداً وقوة الجلاء فيه كثيرة. والبورق إذا أحرق صار قريباً من البورق الأفريقي، وذلك لأنه يلطف فهو بهذا السبب يجفف ويحلل وإن ورد البدن منه شيء قطع ولطف الأخلاط الغليظة اللزجة أكثر مما يفعل الملح جداً، وأما البورق الأفريقي فمتى لم يضطرنا إليه أمر شديد فليس يعطاه الإنسان يزدرده لأنه يغني ويهيج القيء، ولولا ذلك لكان تقطيعه للأخلاط الغليظة أكثر من تقطيع البورق، وقد كان إنساناً يستعمل هذا البورق الأفريقي في مداواة من أكل فطراً فخنقه وكان يشفى به في كل وقت. وأما البورق المحرق وغير المحرق ولا سيما زبده فنحن نستعمله أيضاً في مداواة الاختناق. ديسقوريدوس: قوة النطرون وقوة الدواء الذي يقال له قرويطون شبيهة بقوة الملح إلا أن النطرون يفضل عليه بأنه يسكن المغص إذا سحق مع الكمون ويشرب مع أدرومالي أو الشراب الذي يقال له أنشاما أو ببعض الأدوية التي تحلل الرياح مع طبيخ الزوفا، وما أشبه ذلك مثل السذاب والشبت، وقد يخلط ببعض الأدهان ويتمسح به لبعض الحميات الآخذة بأدوار وقبل وقت أخذها ويكون بالقرب من النار، وقد يقع في أخلاط بعض المراهم المحللة والمراهم الجاذبة والمراهم المتخذة للجرب المتقرّح والحكة والبرص، وإذا خلط بالماء والخمر وقطر في الآذان أبرأها من أوجاعها وبدد الريح العارضة فيها ومن الدوي والرطوبة السائلة منها، وإن خلط بالخل وقطر فيها نقى وسخها، وإذا خلط بشحم الحمار مع خل أو شحم الخنزير أبرأ من عضة الكلب الكلب، وإذا خلط بصمغ البطم فتح أفواه الدماميل وإذا تضمد به مع التين من به استسقاء نقعه، وإذا اكتحل به مع العسل أحد البصر، وإذا شرب بالخل مع الماء نفع من مضرة الفطر القتال، وإذا شرب مع الماء نفع من مضرة الضرب من الذراريح الذي يقال له نوقرسطس، وإذا شرب مع الأنجدان نفع من مضرة دم النور وقد يعمل منه ضماد نافع للهزال، وقد يخلط بقيروطي ويضمد به الفالج الذي يعرض فيه ميل الرقبة إلى خلف في انحطاط العلة والتواء العصب، وقد يخلط بالعجين ويخبز لمن عرض له استرخاء في لسانه. ومن الناس من يحرقه مثل ما يحرق غيره من الأدوية بأن يصيره في إناء من فخار ويضعه على جمر ويتركه إلى أن يحمى ويرفعه عن النار. أرسطوطاليس: النطرون نافع للنساء اللاتي في أرحامهن رطوبات ينشفها ويقوّيها إذا استرخت أعضاؤها. مسيح: والبورق إذا سحق وذر على الشعر الغليظ أرقه. محمد بن الحسن: والبورق حار يابس في الرابعة وهو كله نافع لأصحاب البلغم. حبيش بن الحسن: البورق يقع في بعض الحبوب المسهلة والمعجونات والحقن ومقدار ما يلقى منه في الحقن لتسهيل الطبيعة وزن درهمين. إسحاق بن عمران: إذا طلي الجسد من خارج بالبورق الأرمني مع دهن البابونج عرق البدن، وإذا سحق مع خل خمر وتغرغر به أسقط العلق المتعلق بالحلق. ابن سينا: إذا تضمد به جذب الدم إلى ظاهر البدن فيحسن اللون لكنه ربما سود كثرة أكله اللون وينفع من الحزاز في الرأس غسلاً به ويشرب مع الأدوية القاتلة للدود فيخرجها، وكذا إذا مسح البطن والسرة به ويجلس بقرب النار فيقتلها، وبهذا وأمثاله يفوق الملح وهو رديء للمعدة مفسد لها ورغوته مع العسل تنقى وتفتح وتنفع من الصمم في الآذان قطوراً. الرازي في الحاوي: يسخن منه درهمان بثلاث دراهم دهن زنبق ويدلك به الذكر ويلطخ به المذاكير فإنه أقوى ما يهيج به الإنعاظ. مجهول: ينعم سحقه. ويديفه بعسل ويطلى به القضيب والشرج والعانة فإنه ينعظ إنعاظاً مضجراً. الشريف: إن أخذ منه نصف أوقية وحل في نصف رطل من ماء وغلي على نار هادئة وخلط معها إذا انجلت أربع أواقي في زيت عذب واستعمل شرباً في علة القولنج الحادث للسباكين في معادن الفضة ينفعهم مجرّب بيادوق: وبدل البورق الأرمني وزنه ونصف وزنه من النطرون. وقال بديغورس: وبدله إذا عدم وزنه ونصف وزنه من الملح. وقال إسحاق بن عمران: مثله. بوريطش: هو حجر المرقشيشا وقد ذكرته في حرف الميم.

بوقيصا: هو شجرة الدردار المعروفة بالشام والعراق بشجرة البق ويغلط من يتوهم غير ذلك وسيأتي ذكرها في حرف الدال.

بوشياد: هو الشلجم عن دويس بن تميم وسيأتي ذكره في حرف الشين المعجمة.

بوطانية: هو الكرمة السوداء بعجمية الأندلس. ابن واقد: إن البوطانية هي الكرمة البيضاء وهو غلط محض، وهذا الدواء يسمى بالسريانية فاسرسنين وسيأتي ذكرها في حرف الفاء.

بوغلصن: باليونانية، معناه لسان الثور بالعربية، وسنذكره في حرف اللام.

بولودنون: باليونانية معناه كثير الأرجل وهو البسفايج، وقد مضى ذكره في هذا الحرف.

بولوطويخون: تأويله باليونانية كثير الشعر وهو البرشياوشان وقد تقدم ذكره.

بول الإبل: الزهراوي: وغيره: هي أقراص يؤتى بها من اليمن وتباع بالموسم بمكة وتعالج بها الجراحات الطربة بدمها إذا سحق منها قرص وذر على جرح طري بدمه لصق به ولم ينقلع حتى يبرأ الجرح وهو معروف عندهم مشهور، ويذكر أهل اليمن أن إبلهم ترتعي في فصل من السنة حشيشاً يكون هناك خاصة في ذلك الوقت، فيأخذون أبوالها عند ذلك فيجففونها ويقرّصونها، وإنما يكن هذا باليمن فقط. لي: ليس الأمر في هذا الدواء كما حكاه الزهراوي وإنما هو شيء يوجد في مغاير في جبال مكة وغيرها قطع سود متحجرة تعرف بصن الوبر تجلبه العربان فتأخذه التجار فيقرّصونه، ويسمى إذ ذلك بول الإبل ويذكر جلابوه أنه زبل الوطواط يتراكم بعضه على بعض في المغاير فاعلم ذلك، وسنذكر صن الوبر في حرف الصاد المهملة.

بوقشرم: اسم بربري ببجاية وما والاها من أعمال أفريقية وهو النبات المعروف عندنا بالأندلس أبو نموت وعصارته مجرّبة عند بعضهم لبياض العين أوّله باء بواحدة مضمومة ثم واو ساكنة بعدها قاف مكسورة ثم شين معجمة ساكنة ثم راء مهملة بعدها ميم. بول: جالينوس في العاشرة: قوة البول حادة وفيه جلاء كثير ولذلك يستعمله القصارون ويغسلون به الثياب الدرنة من أوساخها، وما كان منه من الحيوان أشد حرارة فحرارة بوله أشد وأقوى منه، وما كان منه بارداً فبوله أقل حرارة، وبول الإنسان أضعف من بول سائر الحيوان ما خلا بول الخنزير الذي قد خصي فإنه في ضعفه مثل بول الإنسان، وأما بول فحول الخنازير فهو أقوى من بول الإنسان وبسبب ما رأى الأطباء من جلاء البول عالجوا به القروح العميقة والجرب والوسخ والقروح الوسخة الكثيرة الرطوبة، ويستعملونه في الآذان، ويغسلون به الرأس أيضاً فتنقيه من النموشة اللزجة ويذهب بالحزاز المتولد فيه، ويشفي من السعفة إن كانت فيه، وإذا استعمل فبالضرورة لعدم دواء آخر. غيره: في مثل العلوج والأكرة شفيت به من قروحهم بأن تأخذ مشاقة تلف على الجرح والقرحة التي تحدث في أصبع القدم من عثرة وتربط ربطاً وثيقاً ويؤمر المريض أن يبول عليها كلما أراد أن يبول ويتقدّم إليه أن لا يحل الرباط حتى يبرأ برءاً تاماً فينتفع بذلك. وأما الدواء الذي يتخذ من بول الصبيان والغلمان وهو المعروف بلزاق الذهب لأن الصاغة يستعملونه فيه ويلحمون به الذهب فهو دواء قوي المنفعة جداً في القروح الخبيثة البطيئة البرء، وإذا أرادوا صنعة هذا عمدوا إلى مهراس متخذ من النحاس، وكذا دستجة فتصير في بعض المواضع ويؤمر الصبيان الذين لم يراهقوا بأن يبولوا فيه ويسحق بذلك الدستج أياماً كثيرة عند الشمس أو في بيت دفىء لينماع من جرم النحاس في ذلك البول بحرارة الشمس شيء كثير ويكون أبلغ في المنفعة، ولهذا الدواء في هذه القروح التي وصفناها منفعة عجيبة، وأما السحابة التي تكون في جوف البول قائمة غليظة بيضاء فقيل إنها نافعة من الحمرة المنتشرة، وأما أبوال الأطفال وأبوال الرجال فقد شربها قوم ممن كان بهم مرض من فساد الهواء وتغيره وهو الوباء وظنوا أنهم نجوا من تلك الأمراض عند شربهم هذه الأبوال، وأما أبوال الدواب فإنها تخلط بالأدوية التي تتخذ لأوجاع المفاصل فتنتفع من ذلك. ديسقوريدوس في الثانية: بول الإنسان إذا شربه صاحبه وافق نهش الأفعى والأدوية القتالة وابتداء الحين، وإذا صب على نهشة أفعى البحر وتنين البحر نفع منها، والبول ممن كان من الناس قد يخلط بنطرون ويصب على عضة الكلب الكلب والجرب المتقرّح والحكة فيجلوها، والبول العتيق هو أشد جلاء من البول الجديد للقروح الرطبة العارضة في الرأس والنحالة وهي الحزاز والجرب والقروح التي تسمى أبريا وهي الجدجري ويمنع القروح الخبيثة من أن تسعى في البدن، وإذا حقنت القروح به منع القروح العارضة فيها من السعي ويقطع سيلان القيح من الآذان، وإذا سحق في قشر رمَّان وقطر في الآذان أخرج الدود المتولد فيها، وبول الصبي الذي لم يحتلم إذا تحسى منه وافق عسر النفس الذي يحتاج معه إلى الانتصاب، وإذا طبخ في إناء من نحاس مع عسل جلى البياض العارض في العين من اندمال القروح والقروح التي يقال لها أرعامن، والتي يقال لها أخيلوس وينفع من الرمد ويجلو ظلمة البصر ويعمل منه ومن النحاس القبرصي لزاق يلزق به الذهب بعضه ببعض وعكر البول الراسب في أسفله إذا مكث أياماً متى لطخ على الحمرة سكنها، وإذا سحق مع دهن الحناء واحتمل سكن أوجاع الأرحام وخفف الوجع العارض من الاختناق ويجلو الجفون والبياض العارض في العين من اندمال القروح، وبول الثور إذا سحق بالمر وقطر في الأذن سكن أوجاعها، وبول الخنزير البري له قوة بول الثور غير أنه له خاصية إذا شرب أن يفتت الحصاة المتولدة في المثانة وبوله وبول الثور والعير إذا شرب بسنبل الطيب منه في كل يوم مقدار فرايوسين ما يحط الحبن اللحمي ويخرجه بإسهال البطن وإدرار البول، وإذا قطر في الآذان أبرأ وجعها وبول الحيوان الذي يقال له ليكس وبوله يسمى ليعوريون يقال: أنه إذا بيل تحجر على المكان وهذا باطل، وإنما هو الذي يسميه بعض الناس بطار وعرفورون، وإذا شرب بالماء وافق رأس المعدة والبطن التي تسيل إليها الفضول، وبول الحمار يقال أنه إذا شرب أبرأ من وجع الكلي، الشريف: إذا غسل به العينان مساء وصباحاً أزال العموشة منها، وإذا اغتسل بالبول الحار من به تورم في مقعدته وفعل ذلك ثلاث مرات من اليوم والليلة وتوالى على ذلك انتفع به جداً. وإذا حقن بالبول الحار  نفع من الإمغاص المعائية، وإذا خلطت مع بول إنسان نطروناً وحك به على داء الثعلب وفعل به ذلك مراراً شفاه وأذهبه. ابن سينا: البول حار يابس وبول الإنسان يجعل مع رماد الكرم على موضع النزف فيقف، والبول نافع من التقشر والحكة والبرص، لا سيما إذا خلط ببورق وماء حماض الأترج، وينفع من الأوجاع العصبية ولا سيما بول الماعز الأهلي والجبلي وخصوصاً التشنج والامتداد، وكذلك سعوطاً للامتداد، وإذا عقد البول في إناء من نحاس وخصوصاً بول الإنسان نفع من البياض والجرب في العين، وكذا مطبوخاً مع الكراث، وقد رأى إنسان مطحول أنه أمر في النوم أن يشرب من بوله في كل يوم ثلاث حفنات فعوفي وجرب فوجد صحيحاً عجيبآ، وبول الإنسان مطبوخاً مع الكراث ينفع من أوجاع الأرحام إذا جلس فيه خمسة أيام كل يوم مرة واحدة، ومن أخذ بول كلبة وتركه حتى ينعقد ثم غسل به الشعر سوده وكان كأحسن ما يكون من الخضاب. التجربتين: إذا طبخ جميع بول الحيوانات حتى تغلظ وعولجت به القروح والنواصير الخبيثة كلها وتمودي عليها جففها وأدملها، ومتى كانت العلة أخبث احتاجت إلى بول أشد حرارة وحدة، وكذا بول إناث البقر أنفع شيء للقروح الخبيثة، والنواصير في أجسام الصبيان إذا تمودي عليه بالصفة المذكورة. بيض: جالينوس: الذي قد ألفناه من البيض وسهل علينا وجوده أكثر فهو بيض الدجاج، فلسنا نحتاج معه إلى غيره على أن طبع هذا البيض وذاك طبع واحد بعينه، ومزاج البيضة أبرد قليلاً من البدن المعتدل والوسط وهي تبرد تبريداً معتدلاً وتجفف تجفيفاً لا لذع معه، ويجب أن يستعمل منها الطرية لأن العتيقة قد نالها آفة فأما بياض البيض، فينبغي أن يستعمل في جميع الأوجاع التي تحتاج إلى دواء لا يلذع أصلاً بمنزلة وجع العين والجراحات التي في المقعدة والعانة وفي جميع القروح الخبيثة الرديئة، ويخلط أيضاً في الأدوية التي تقطع الدم المحترق من أغشية الدماغ فيكون موقعها منها موقعاً حسناً نافعاً، وهذه الأدوية تلحج وتقبض من غير أن تلذع ويخلط في الأدوية التي من شأنها أن تجفف الجراحات من غير أن تلذع كالتوتياء المغسولة ومح البيض وهو من جوهر شبيه بجوهر يعارضها، ولذلك صار يخلط مع القيروطي الذي لا لذع معه بعد أن تسلق البيضة أو تشوى، والأمر في أن بين هذين خلافاً يسيراً أمر بين، وكذا الذي يشوى هو يجفف فضلاً قليلاً وبحسب ما يكتسب من هذه القوة كذلك يخرج عن اعتداله وهو يخلط أيضاً في الأدوية التي تمنع من حدوث الأورام بمنزلة الأضمدة التي تتخذ من إكليل الملك النافعة للمقعدة، وأما جملة البيض فتستعملها بعد أن تخلط معها دهن الورد في مداواة الورم الحادث في الثديين، وفي الأجفان وفي الأذنين إذا كان قد أصاب واحداً منها ضربة أو تورم بوجه من الوجوه وتستعملها أيضاً في مداواة الأعضاء العصبية بمنزلة المرفق والوترات التي في الأصابع ومفاصل اليدين والرجلين فإن طبخت البيضة كما هي بالخل وأكلت نفعت المواد التي تسيل وتنصب إلى المعدة والأمعاء، وإن أنت أيضاً خلطت معها من الأدوية التي تنفع لاستطلاق البطن ووجع البطن ثم شويتها أو طبختها على نار لا دخان لها بمنزلة نار الفحم وأطعمتها العليل نفعته بذلك منفعة ليست باليسيرة وأنفع ما يخلط معها في هذا الموضع عصارة الحصرم، والسماق نفسه وعصارته والعفص أيضاً وقشور الرمان ورماد الحلزون المحرق مع خبثة، وكذا عجم الزبيب وحب الآس وأقوى من هذه الجلنار وهو قسطيداس وجنبذ الرمان، وإن أنت وضعت على الحرق من الماء الحار بيضة نيئة نفعته جداً، وإن أنت وضعتها وأخذت بياضها وحده، فوضعته عليه بصوفة كان أجود، وإن أنت وضعت الصفرة مع البياض كذا أيضاً وذلك لأنها تبرد تبريداً معتدلاً وتجفف تجفيفاً لا لذع معه، ولما كانت البيضة على هذه الحال صرنا نستعملها أيضاً في الأضمدة التي توضع على الجبهة المعروفة باللزوق وتلزق بها الشعرة التي تنبت مع الأشفار وتدخل إلى العين بعد أن تخلط معها شيئاً مما يصلح لها بمنزلة الكندر، ولا سيما إذا كان الكندر دسماً ليس بعتيق ولا يابس إلا أن الذي ينتفع به في هذه المواضع من البيضة إنما هو لزوجة بياضها فقط لا مزاجه اللهم إلا أن نقول ههنا أن المزاج من قبل أنه ليس بمضاد ولا مخالف للدواء الذي يداوي به العلة هو أيضاً نافع لها لأن كثيراً من الأشياء اللزجة التي هي مضادة مخالفة لهذه العلة بمنزلة الدبق الذي هو حاد حار، ومن قبل أنها إذا شويت أو طبخت أكسبها ذلك اختلافاً ليس باليسير وصارت من هذا الوجه كثيرة المنافع، وذلك لأنها تخلط مع الأدوية التي تقطع ما في الصدر وفي الرئة وهي نيمبرشت في حد ما يتحسى وهي التي تطبخ بالماء حتى تسخن فقط، ويتناولها المتناول لها بسبب طبعها وجوهرها إذا كان يشكو خشونة في حنجرته أصابته بسبب صياح صاحه أو من خلط حاد نصب إلى حنجرته وقصبة رئته لأن البيضة تلحج في ذلك المواضع العليلة وتبقى لابثة فيها بمنزلة الضماد وبسبب ما هي عليه من البعد عن التلذيع في جوهرها، وشأنها أن تسكن وجع تلك المواضع وتشفيها، وعلى هذا الطريق بعينه تشفي الخشونة العارضة في المريء وفي المعدة والأمعاء والمثانة. ديسقوريدوس في الثانية: النيمبرشت منه أكثر غذاء من الرقيق والصلت أكثر غذاء من النيمبرشت، وصفرة البيض المسلوق إذا خلطت بزعفران ودهن ورد كان نافعاً من الضربان العارض للعين، وإذا خلط بها إكليل الملك نفعت من أورام المقعدة وأورام البواسير، وإذا قليت بالسماق أو العفص عقلت البطن وإن أكلت أيضاً وحدها فعلت ذلك، وبياض البيض إذا قطر في الأذن الوارمة ورماً حاراً برده وغري وسكن الوجع، وإذا لطخ به  حرق النار أول ما يعرض لم يدعه أن يتنقط، وإذا لطخ به الوجه نفع من الاحتراق العارض من الشمس، وإذا خلط بالكندر ولطخ به على الجبهة نفع من النزلة، وإذا خلط بدهن الورد والشراب المسمى أنومالي أو بل به الصوف ووضع على العين سكن الأورام الحارة العارضة للعين وإذا تحسي البياض نيئاً نفع من نهشة الحية التي يقال لها أمروانس، وإذا فتر وتحسى وافق حرقة المثانة وقروح الكلي وخشونة الصدر ونفث الدم والنزلة والصدر الذي تسيل إليه المواد. ابن سينا في الثاني من القانون: النيمبرشت ينفع من السعال والشوصة والسل وبحوحة الصوت من حرارة وضيق النفس ونفث الدم خاصة إذا تحسيت صفرته مفترة ومشوية ينقلب إلى الدخانية ويحتقن ببياضه مع إكليل الملك للقروح في الأمعاء وعفونتها، وينفع من جراحات المقعدة والعانة، ويحتمل منه فتيلة مغموسة فيه وفي دهن ورد لورم المقعدة وضربانها، وأما بيض البط ونحوه فهو رديء الخلط، وأيبس البيض بيض النعام والأوز وصفرة بيض الدجاج إذا شويت وسحقت بعسل كان منه طلاء للكلف والسواد، وبيض الحباري خضاب جيد فيما يقال ويجرب وقت صلوحه لذلك بخيط صوف وينفذ فيه وينزل حتى ينظر فيه هل اسود، وكذا بيض اللقلق فيما يقال، ويقال إن بيض السلحفاة البرية ينفع من الصرع وهو مجرب لسعال الصبيان أيضاً وجميع البيض لا سيما بيض العصافير يزيد في الباه، ويقال إن بيض الأوز إذا خلط بزيت وقطر فاتراً في الرحم أدر الطمث بعد أربعة أيام، وبيض الحرباء فيما يقال إنه سم قاتل. غيره: وبيض النمل يسحق بالماء ويطلى به على البدن فلا ينبت فيه شعر. الطبري: وبياض البيض إن خلط بالسويق وسقي منه حبس قيء الدم. الإسرائيلي: بياض البيض لا يستعمل في علل العين إلا فيما كان منها في الأجفان والحجاب الملتحم الذي يكون فيه الرمد ويحذر استعماله غاية الحذر من العلل المتولدة عن المواد الحادة اللذاعة المحتقنة في طبقات العين وحجبها الباطنة لأنه يسد مسام العين الظاهرة لغروبته، ويحقن البخارات في باطنها ويمنع من تحللها، وإذا انحصرت البخارات هناك وازدحمت جملة الرطوبات واتسعت فطلبت موضعاً أوسع من موضعها وخرقت الحجاب القرني طلباً للخروج منه أحدثت فتوقاً وقروحاً. التجربتين: وبياض البيض إذا عجنت به الأدوية المانعة من انصباب المواد شد الأعضاء ومنع من انصبابها مثل العصائب الموضوعة على الجبهة والصدغين ومواضع الكسر والرض والفسخ. قال الإسرائيلي: ومح البيض فإنه لما كان حاراً ليناً صار التحليل فيه أقوى، ولذلك صار إذا عمل منه ضماد بدهن بنفسج لين الأورام الحارة وأسرع نضجها وحلل ما لم يجتمع منها، فإن كانت الأورام تحتاج إلى التقوية أكثر جعل مح البيض أكثر مشوياً وإن كانت تحتاج إلى التحليل أكثر جعل نيأً، وإذا عمل منه ضماد بدهن ورد ويسير زعفران ومر حلل الأورام المتولدة من الدم الغليظ. التجربتين: ومحاحه إذا وضعت نيئة أو قليلة الطبخ على الأورام الحارة أنضجتها وسكنت آلامها لا سيما في الأعضاء الحساسة كالرمد وورم الأسفل وانتفاخه وحرقته وشقاقه. مسيح: وقشر البيض بارد في الدرجة الثانية مجفف ينفع من الحكة والجرب الحادث في العين إذا أحرق وسحق واكتحل به. التجربتين: المكلس من قشره يجفف القروح وينقص من بياض العين كحلاً ويقطع الرعاف إذا حل في ماء الكزبرة الرطبة وقطر في الأنف، وقشر بيض النعام خاصة إذا سحق كما هو دون حرق النار ولعق بالعسل نفع من وجع الجنبين. من كناس ابن الرملي: أنه قد قطع الرعاف كم مرة بقشر بيض الدجاج المحرق حتى اسود بياضه ثم سحقه ناعماً ونفخه في المنخر بقوّة بأنبوبه فضة فانقطع الرعاف العظيم الذي كاد أن يهلك صاحبه مراراً كثيرة قال: فما رأيت دواء أنجع منه في ذلك الوقت وقال آمره بشدة حرقة والمبالغة فيه. الرازي في دفع مضار الأغذية: المختار المألوف من البيض بيض الدجاج والدراج، فأكل بيض البط فيسهل وهو في اللذاذة والنفع وجودة الدم المتولد عنه دون هذين، فأما بيض الأوز والنعام فثقيل وخم ولم تجر العادة لأهل الحضر بالاغتذاء به، وأما بيض سائر الطيور الصغار فلم تجر العادة باستعماله، وأما بيض العصافير خاصة فيهيج الباه إذا اتخذ منه عجة على السمن والبصل وليس يصلح أن يدمن على الاغتذاء به بل على سبيل العلاج، وبياض البيض يولد دماً لزجاً وأما صفرته فتولد دماً كثيراً  معتدلاً وهو كثير الغذاء، والمسلوق المشتد منه أكثر غذاء وأبطأ نزولاً والنيمبرشت منه أقل غذاء وأسرع نزولاً والرعاد منه والعيون معتدلة بين هذين في كثرة الغذاء وسرعة النزول وما طجن منه بالدهن فثقيل وخم بطيء النزول والدم المتولد من صفرة البيض دم جيد صحيح وهو صالح لخشونة الصدر والرئة ويزيد في الباه إذا تحسى النيمبرشت مع بزر الجرجير وملح الاسقنقور ويلين البطن، ويسهل خروج أثقال الطعام ويغذو غذاء سريعاً، وكذا المفصوعون والمحتجمون وكل من ضعف واحتاج إلى غذاء نافع وأنفذ ما يكون إذا خلط به شيء يسير من الشراب أو عمل ما وصفه الفاضل. ج يؤخذ صفرة البيض وينفض في قدح نصف قحف دقيق ويضرب حتى يرق ويلقى فيها لكل صفرة بيضة قدر دانق من الفلفل المسحوق ويصب عليها من المري النبطي مقدار العشر أو أكثر ومن الشراب الريحاني مثله ويوضع القحف في طنجير أو قدر لطيف فيه ماء يغلي ويحرك بخلال حتى يغلظ بعض الغلظ ثم يؤكل، وليزد فيه من الفلفل والمري على مقدار الاستلذاذ فإنه طعام سريع النفاذ جيد الغذاء معتدله وليس يوافق البيض وخاصة المسلوق منه أصحاب المعد الضعيفة، فإن اضطر إلى إدمان أكله فليؤكل بالملح والفلفل والمري، فإن ذلك يلطفه فليجتنب البياض خاصة فإنه يتولد منه بلغم غليظ لزج ولا يؤكل البياض بالخل فإنه يصلبه، فإما الصفرة فإنه يحلها حلاً فإن آثر مؤثر أكل البياض فليأكله بالملح والمري والزيت، فإن ذلك مما يعدل مزاجه ويقطعه ويخرجه سريعاً وإن سلق البيض بالخل كان طعاماً نافعاً لمن به قروح الأمعاء والذرب، والعجة ثقيلة وخمة بطيئة النزول وخاصة إن كانت على سمن وهو على الزيت أخف وأمرأ، وكلما كانت العجة أرطب كانت أسرع نزولاً والأجود أن لا يستعمل في العجة بياض البيض بل صفرته فقط، وينبغي أن يجتنب الإكثار من البيض المسلوق لمن يعتريه القولنج ولا سيما مع الشواء والبقل أو مع اللبن أو مع الشيراز والماست والجبن. ابن سينا في الأدوية القلبية: البيض وإن لم يكن من الأدوية فإنه لا محالة مما له مدخل في تقوية القلب جدًّا، وأعني بذلك الصفرة من بيض الحيوان المحمود اللحم كالدجاج والتدرج والقبج، وهذه الصفرة معتدلة المزاج، وتجمع ثلاثة معان: سرعة الاستحالة إلى الدم وقلة الفضل الذي يستحيل منه إليه وكون الدم الذي يتولد منه محابس الدم الذي يغذو القلب خفيفاً فيندفع إليه بعجلة، فلذلك كان أوفق يتلافى به عادية الأمراض المحللة لجوهر الروح المقللة لمادته وهو الدم الذي في القلب. بيقيه: ديسقوريدوس في الثالثة: أنافي تنبت في الحروث وهي أطول من نبات العدس وتؤكل كما يؤكل العدس. جالينوس في السادسة: قوة هذه الحبة قابضة كقوة العدس وتؤكل كما يؤكل وهي أعسر انهضاماً من العدس وأقوى تجفيفاً وحرارتها معتدلة. وقال في أغذيته: هي عسرة الانهضام حابسة للبطن رديئة الخلط سوداوية مثل العدس إلا أن للعدس فضائل ليست لها. ديسقوريدوس: قوة حبة قابضة ولذلك إذا قلي وطحن وطبخ مثل ما يطبخ العلص قطع تحلب المواد إلى المعدة والأمعاء وقرحة الأمعاء. ابن سينا: جيدة للمفاصل ويضمد بها القبل والفتوق للصبيان وتعقل البطنَ.

بيش: قال ابن سمحون، قال بعض الأطباء: البيش ينبت ببلاد الصين بقرب السند ومنه ببلد يقال له هلاهل لا يوجد في شيء من الأرض إلا هناك ويقوم نبته على ساق ويعلو على ساق وعلى الأرض قدر ذراع وورقه يشبه ورق الخس والهندباء، ويؤكل وهو أخضر ببلاد هلاهل بقرب السند، وإذا يبس كان من أقوات أهل ذلك البلد ولم يضرهم فإذا بعد عن السند ولو مائة ذراع وأكله آكل مات من ساعته. حبيش: ينبت في أراضي الهند ويقتل الناس كثيره وقليله ولا يقتل صنفاً واحداً من الحيوان ويرعاه طائر يقال له السلوى ويأكله الفأر ويسمن عليه. عيسى بن علي: البيش ثلاثة ألوان: لون يشبه القرون التي توجد في السنبل الهندي وعليه بياض كأنه سحيق الطلق أو الكافور وله بصيص وهو عود كعقد نصف الأصبع، ولون آخر أغبر يضرب إلى الصفرة منقط بسواد يشبه عروق الماميران، ولون آخر وهو عود طويل معقد كأنه أصل القصب الفارسي كقدر الأصبع ولونه يضرب إلى الصفرة وهو أردؤها وأخبثها وهو حار جداً وإذا طلي على ظاهر الجسد أكل اللحم، وإذا سقي منه نصف مثقال قتل شاربه وفسخ جسمه وهو أسرع نفوذاً في البدن من سم الأفاعي والحيات. اهرن القس: البيش أسرع الأشياء قتلاً وربما صرع ريحه من يشمه من غير أن يشربه وربما جعل من عصيره على النشاب ثم رمي به فلا يصيب إنساناً إلا وقتله، وعلامة من شربه أن تورم شفتاه ولسانه ويصرع مكانه وقل من رأيناه تفلت منه، وقال مرة أخرى: من شرب البيش أخذه الغشي والرعاف أو يقتله فجأة. الرازي قال: من شرب البيش أخذه الدوار والصرع وتجحظ عيناه، فينبغي أن يقيأ مرات بعد أن يسقى في كل يوم طبيخ بزر السلجم مع سمن البقر العتيق، فإذا تقيأ مرات طبخ البلوط بالشراب وسقي منه أربع أواقي مع نصف درهم دواء المسك، وقد يسحق فيه قيراط مسك فائق، ومما يعظم نفعه سمن البقر والباد زهر الأحمر الأصفر الخالص الممتحن وترياق الأفاعي والمثروديطوس، وقد ذكر عدة من القدماء أن أصول الكبر كالبادزهر للبيش. ابن سينا: هو حار في غاية الحرارة واليبوسة يذهب البرص طلاء، وكذا إن شرب معجونه الذي نقع فيه وهو البزرجلى، وكذا ينفع من الجذام وترياقه فأرة البيش وهي فأرة تغتذي به.

بيش موش بيشا: ابن سينا: حشيشة تنبت مع البيش وأي بيش جاورها لم يثمر شجره، وهو أعظم ترياق للبيش وله جميع المنافع التي للبيش في البرص والجذام، وأما بيش موش فإنه حيوان يكون في أصل البيش مثل الفأرة فينفع من البرص والجذام وهي ترياق لكل سم وللأفاعي.

بيارون: وهو أصل البشنين بالديار المصرية، وقد ذكرته مع البشنين فيما مضى من هذا الحرف.