حرف الحاء

حاشا: يعرفه شجارو الأندلس وعامتها بصعتر الحمير وهو كثير بأرض بيت المقدس وما والاها. ديسقوريدوس في الثالثة: تومش وهو الحاشا يعرفه جل الناس وهو تمنس صغير في مقدار ما يصلح أن يهيأ من أغصانه فتل القناديل وله ورق صغار دقيق كثير على طرفه رؤوس صغار من في الزهر فرفيرية وأكثر ما ينبت في المواضع الصخرية والمواضع الرقيقة. جالينوس في السادسة: يقطع ويسخن إسخاناً بيناً فهو لذلك يدر الطمث والبول ويخرج الأجنة ويفتح سدد الأحشاء وينفع النفث من الصدر ومن الرئة ومن أجل ذلك ينبغي أن نضعه من التجفيف والأسخان في الدرجة الثالثة. ديسقوريدوس: وإذا شرب بالملح والخل أسهل كيوسماً بلغمياً مائياً وإذا استعمل طبيخه بالعسل نفع من عسر النفس الذي يحتاج معه إِلى الإنتصاب ومن الربو وإخراج الدود الطوال وأدرّ الطمث وأخرج المشيمة والأجنة وهو يدر البول وإذا عجن بالعسل ولعق سهل نفث الدم والفضول التي في الصدر وإذا تضمد به مع الخل حلل الأورام البلغمية الحديثة وهي تحلل الدم المنعقد وتقلع النمش والثآليل التي يقال لها أفرحودونس وإذا خلط بالسويق وعجن بالشراب ووضع على عرق النسا وافقه وإذا طرح في الطعام وأكل نفع من ضعف البصر وقد يصلح استعماله في وقت الصحة. ماسرحويه: ينقي الكبد والمعدة وإذا سحق وعجن بالماء والعسل وشرب منه مقدار مثقالين نفع من القولنج وحلل الفضول وقوى الكلى وهيج الجماع. الدمشقي: نافع من وجع الفم والحلق ومن جميع ما ينفع منه الأفتيمون غير أنه دونه. ابن سرانيون: فقاح الحاشا يسهل المرة السوداء إلا أنه ضعيف ولذلك ينبغي أن يخلط معه الملح ومن الناس من يعطيه مع الخل ليزيد في تلطيفه قال والشربة من فقاحه مثقالان مع خل وماء. دوفس: الحاشا والصعتر يذهبان الظلمة التي في البصر ويلطفان البلغم والحاشا أقوى من الصعتر في ذلك. ديسقوريدوس في الخامسة: وإما الشراب الذي يتخذ بالحاشا فهذه صفته يدق الدواء وينخل ويؤخذ منه مائة مثقال ويصر في خرقة ويلقى في جرة من عصير وهذا الشراب ينفع من سوء الهضم وقلة الشهوة وينفع العصب إذا اضطربت وتحركت ومن الأوجاع التي تكون تحت الشراسيف ومن الإقشعرار الذي يعرض في الشتاء ومن سموم الهوام التي تبرد الدم وتجمده.

حاسيس: الرازي في الحاوي: هو دواء فارسي، قالت الحور فيه: إنه أقوى من الفربيون وأنه محرق وأنه يكثر القيء وهو مسيخ الطعم ومن كان به وجع شديد وشرب منه درهماً تقيأ شاربه الدم وليس بدم ويخلص من ذلك الوجع فإن زاد على درهم قتله. كتاب المنهاج: ويداوى من سقي منه باللبن الحليب وماء الشعير وسويق الشعير بالثلج والجلاب ومخيض البقر مع قرص الكافور.

حافر: أما حافر الحمار فيذكر مع الحمار فيما بعد.

حافر المهر: هو السورنجان وسنذكره في حرف السين المهملة.

حالبي: سمي هذا الدواء بهذا الاسم لأنه يشفي من ورم الحالب ضماداً وتعليقاً وهو اليونانية أسطراطيقوس وقد ذكرته في حرف الألف التي بعدها سين مهملة.

حاج: وتوجد هذه الترجمة في كتاب الحاوي واقعة على الدواء الذي سماه ديسقوريدوس في الأولى أرتقي وهو الخلنج عند عامة الأندلس وقد ذكرته في حرف الخاء المعجمة وليس بشجر الحاج ولا من أنواعه والصحيح أن الحاج هو شجر مشوك يعرف بالشام والديار المصرية بالعاقول وعليه نفع الريحيين بخراسان. أبو حنيفة: الحاج أهل العراق يسمونه العاقول. أبو العباس النباتي: العاقول هو شوك معروف بالمشرق كله كأنه الهليون الأسود إلا أنه يكون متدرجاً وشوكه أخضر وزهره دقيق إلى الزرقة ما هو يخلف مزاود صغاراً فيها بزر شبيه ببزر الحلبة وأصوله عليه متشعبة وفي أوّل خروجه من الأرض يكون له ورق حمصي الشكل وهو كثير بالعراق وكثيراً ما يتولى عليه الكشوث وذكر لي بعض أهل الموصل أن عصارته عندهم تجلو بياض العين والظلمة عنها وهم يستعملونه أيضاً في برودات العين وكثيراً ما ترتعي الإبل بديار مصر العاقول. قال الرازي في موضع آخر من الحاوي: وورق الحاج يدق بلا ماء ويعصر ويقطر في الأنف ثلاث قطرات ثم يقطر فيه بعد ساعة دهن بنفسج خالص وليكن على الريق فإنه ينفع من الصداع العتيق.

حالوم: هو الشنجار وسيأتي ذكره في الشين المعجمة وأيضاً فإن ضرباً من الجبن بمصر يعرف بالحالوم.

حالق الشعر: هو الفاشرا وسيأتي ذكرها في الفاء. حارود: هو اسم الحيوان الذي خصاه الجندبادستر وقد ذكرته في الجيم.

حب النيل: إسحاق بن عمران: إن نباته يشبه اللبلاب يتعلق بالنبات وبالشجر قامتين أو ثلاثة وهو ذو قضبان وورق خضر في كل ورقة نوارة إسماجوني في شبه الأقماع وإذا أسقط النور خرج مزود فيه ثلاث حبات أصغر من حب الرأس مثلث وهذا الحب هو المستعمل. ابن ماسويه: خاصيته إسهال البلغم والتنقية وإصلاحه تجويد سحقه ولته بدهن اللوز الحلو والمختار منه ما كان حديثاً رزيناً ليس بمنقبض والشربة منه ما بين أربع قراريط إلى ثمانية. حبيش بن الحسن: حب النيل هو القرطم الهندي وله أصل إذا خلط مع الأدوية فله وقوف في المعي المسمى ذو الاثني عشر أصبعاً وفي المعي الذي أسفل منه فإن الماء سريعاً يلصق بها فيمغص، وإذا شرب وحده لم يسهل من يومه إلى أربعة وعشرين ساعة من وقت شربه وإذا شرب مع السقمونيا جود السقمونيا وأسهل البلغم اللزج وعمل في إخراج المرة الصفراء وربما أصاب من شربه من الشباب والأحداث كرب وغم وقبض على فم المعدة ومغص شديد وإن أكثر من شربه قيأ وربما أحدث في المعي سحجاً، ومقدار الشربة منه مغ عيره من الأدوية نصف درهم. غيره: ينبغي أن يخلط مع الإهليلج والسقمونيا بقدر الحاجة فإنهما يعينانه على الإسهال ويكسران من عاديته ويخرجانه عن البدن بسرعة فيسهل حينئذ البلغم والمرار الأصفر فإن خلط بالتربد كان أقوى لإسهاله والشربة مئه درهم وأقله نصف درهم إذا وقع في الأدوية.

حب الكلي: ابن رضوان: هو حب صغار في حلقة الكلي إذا شرب منه عشرون درهماً أبرأت من وجع الكلي إبراء حسناً. لي: الدواء المعروف اليوم بالديار المصرية بحب الكلي هو ثمر النبات المسمى باليونانية أناغورس وقد ذكرته في الألف وليس يشرب منه المقدار الذي ذكره ابن رضوان لأنه يأخذ بالقيء إن أخذ منه قدر درهمين.

حب الزلم: ابن واقد: هو حب دسم مفرطح أكبر من الحمص قليلاً أصفر الظاهر أبيض الباطن طيب الطعم لذيذ المذاق ويجلب من بلاد البربر ويسمى فلفل السودان عندنا وفلفل السودان غيره. ابن ماسة البصري: حب الزلم حار في الثالثة رطب في الأولى يزيد في المني زيادة صالحة طيب المذاق دسم وينبت في ناحية شهرزور. الشريف: إذا مضغ ووضع على الكلف في الوجه أذهبه وبدله شقاقل وحب العزيز هو حب الزلم المقدم ذكره وقد ينبت منه شيء بصعيد مصر يسمونه بالسقيط.

حب السمنة: أبو جريج: هو حب شجرة تنبت في القفار على قدر الذراع ورقها أبيض ليس بشديد البياض يحمل ثمرة على قدر الفلفل لها لبن ولحبها زهر. ماسرجويه: حار رطب في الأولى فيه دهنية كثيرة فهو لذلك بطيء في المعدة فإذا انهضم كثر غذاؤه وزاد في الباه. المجوسي: وقدر ما يؤخذ منه إلى عشرة دراهم تدق وتمرس بالماء ويصفى ويلقى عليه يسير دقيق وسكر ودهن لوز حلو وشيرج طري ويشرب بعد طبخه فإنه ينفع الأبدان القصيفة من البرد واليبس. حبيش: حب السمنة وقد يسمى شهدانج البر وقوتها قوة لب حب الزلم يسهل إسهالاً في رفق وإذا سقي من عصير ورق شجر قدر نصف رطل حل الطبيعة اليابسة وأسهل البلغم والمرة الصفراء معاً.

حباحب: هو حيوان له جناحان كالذباب يضيء بالليل كأنه نار يقال إنه إذا سحق بدهن ورد وقطر في الأذن جفف القيح السائل منها. مسيّح بن الحكم: هو الدود الذي يضيء بالليل فيجفف في الشمس في إناء من نحاس ثم يرمى برأسها ويسقي منها صاحب الحصاة دودة واحدة باثني عشر مثقالاً من نقيع الحلتيت ثلاثة أيام فإنه ينتفع به. مجهول هي في نحو الذراريح إلا أنها أقوى منها جداً وأحد جداً.

حب الميسم: التميمي: هو حب يشبه البطم أو حب الفقد وفي مقداره ولونه ما بين الصفرة والحمرة وهو أملس الظاهر ذكي الرائحة طيب النشر فيه عطرية ذكية يؤدي إلى رائحة الأفاويه ويزعم قوم أنه يجلب من سقالة الهند ويدخل في كثير من طيب النساء وأقاويههن وأكثر من يستعمله في الطب أهل اليمن وأهل الحجاز وليس يعرفه أهل العراق وأهل مصر والشام وهو عند أهل اليمن وأهل الحرمين كثير معروف وهو حار يابس في الثانية نافع للمعدة الرطبة المسترخية مسخن لها مقو لها معين على الهضم ينشف الرطوبات الغالبة على مزاجها.

حباري: الشريف: هو طائر كبير العنق رمادي اللون في منقاره بعض الطول وهو مشهور لحمه بين لحم الدجاج والبط وهو أخف من لحم البط لأنه بري وفيه شيء من الغلظ إذا أخذ شحمه ود مع شيء من ملح وسنبل وحبب كالحمص وجفف في الظل ورفع فإذا سقي منه للذرب خمس حبات بماء فاتر على الريق نفع منه منفعة عجيبة، وإذا جففت الجلدة التي داخل قانصة الحباري وسحقت وخلطت بقليل ملح أندراني مسحوق أجزاء سواء واكتحل بها في أول ابتداء نزول الماء في العين كان ذلك أنجع دواء فيه لا يعدله شيء في ذلك من الأدوية وإذا علق قلب الحباري في خرقة على من يكثر نومه منع منه النوم وقد يوجد في قانصة الحباري حجر إذا علف على من به رعاف أزاله من ساعته ولا يعود ما دام مغلقاً عليه بخاصية موجودة فيه. جالينوس: ومن الناس من يسقى دم علوقس وهو الحباري للربو وعسر النفس ومنهم من يطبخ لحمه فيعطيه المريض ويسقيه من مرقه ومن الناس من يقطر على دمه شيئاً من الماء ويسقيه العليل وقد رأيت طبيباً قد سقاه عليلاً بشراب. وقال في أغذيته: لحوم الحباري متوسطة بين الكركي والبط. الرازي في دفع مضار الأغذية: وأما الحباري والكروان فلحومهما لحوم حارة قوية شديدة التجفيف لا ينبغي أن تدمن وينتفع المبرودون بها ومن يسكنه الرياح فإذا طبخت بالماء والملح وصب فيها دهن اللوز صلحت بعض الصلاح فينبغي أن يصب فيها للمبرودين دهن الجوز والزيت ويطرح معها قطع من الدارصيني والخولنجان وتكون أمراقها حينئذٍ نافعة مما ذكرناه.

حبرج: وهو طائر معروف بالديار المصرية مشهور بها. البالسي: لحمه حار في طبعه غلظ بطيء الانهضام يولد المرة السوداء.

حب الرأس: هو زبيب الجبل وقد ذكرته في الزاي.

حين: هو الدفلي بلغة أهل عمان وسيأتي ذكره في الدال.

حيافي: هو الحندقوقة بلغة أهل العراق وسيأتي ذكرها فيما بعد.

حب اللهو: وهو الكاكنج عند عامة أهل الأندلس وسيأتي ذكره مع عنب الثعلب في العين.

حبة خضراء: هي ثمرة البطم وقد ذكرته مع البطم في الباء.

حبة حلوة: هو الأنيسون بلغة أهل الأندلس وقد تقدم من قبل ذكره في الألف.

حبة الإبل: هو الكزمازك والكزمازق أيضاً بالفارسية وقد ذكرته في الألف مع الإبل.

حبة سوداء: يقال على الشونيز وسيأتي ذكره في حرف الشين ويقال أيضاً على دواء آخر وهو التشميزج والبشمة عند أهل الحجاز وقد تقدم ذكره في الباء.

حب الملوك: على الماهودانة وسنذكرها في الميم وأما أهل المغرب والأندلس فيوقعون هذا الاسم على القراصيا التعليلي وسيأتي ذكرها في حرف القاف وبعض الناس يوقعونه أيضاً على حب الصنوبر الكبار وسيأتي ذكره في حرف الصاد.

حب الفقد: هو بالعربية ثمرة البنجنكشت بالفارسية وسمي به لأنه يفقد النسل فيما زعموا وقد ذكرت البنجنكشت في الباء.

حب العروس: هو الكبابة وسنذكرها في الكاف.

حبة فندية: هو حبة الميتان منسوبة إلى جزيرة فنيدس وهي الكرمدانة وسنذكرها مع الميتان في الميم.

حب الرشاد: هو الحرف وسنذكره فيما بعد.

حب القلقل: يأتي ذكره في القاف.

حب السناد: هذا الدواء يسخن ويحرق وهكذا توجد هذه الترجمة في المقالة السابعة من مفردات جالينوس لا زيادة عليها وقول مترجم كتابه حب السناد أظنه تصحيف منه أو من الناقل عنه فهكذا رأيناه في غير ما نسخة السناد وإنما صوابه السذاب وهكذا قال ديسقوريدوس في المقالة الثالثة سالس وهو السذاب يسخن ويحرق وأما من زعم أنه حب الميتان فرأيه أيضاً بعيد عن الصواب.

حب القلت: أبو العباس البناتي: بالتاء المنقوطة باثنتين من فوقها واللام قبلها مفتوحة هو أيضاً عند أهل العراق ماش هندي وهو أشبه شيء بما عظم من الحبة السوداء المسماة بالبشمة إلا أنها أعظم منها وأشد بريقاً ولونها أسود إلى الزرقة وأحمر إلى الدهمة لون حبة الخرنوب طعمه حلو حار وهو مختبر عندهم لتفتيت حصاة المثانة وأهل المواضع التي يكون فيها يدقونه ويضعونه على الحجارة الذين يريدون قطعها فتلين للقطع. لي: قد رأيت هذا الحب المذكور بالصفة المذكورة بالقاهرة المحروسة مع بعض التجار ممن كان جلبه من الهند وهو غير الدواء الذي ترجمه حنين في المقالة الثالثة من كتاب ديسقوريدوس بالقلت كما ستقف عليه حين ذكره في حرف القاف.

حب القنا: هو حب عنب الثعلب من اللغة وسيأتي ذكره في العين. حب المساكين: هو اللبلاب العريض الورق المسمى باليونانية قسوس وسيأتي ذكره في حرف القاف.

حبق: أبو حنيفة: هو بالعربية الفودنج بالفارسية وفيه مشابهة من الريحانة التي تسمى النمام ويكثر على الماء نباته.

حبق الماء: هو الفودنج النهري، وهو حبق التمساح بالديار المصرية وأهل الشام يسمونه نعنع الماء وسنذكر الفودنج بأنواعه في حرف الفاء.

حبق القنا: هو المرزنجوش وسنذكره في الميم.

حب الفيل: قيل إنه المرزنجوش وأظنه تصحيفاً من حبق القنا.

حب الراعي: هو البرنجاسف والبلنجاسف أيضاً وبالعربية الشويلا وقد ذكر في الباء.

حبق نبطي: هو ريحان الجماجم وسنذكره فيما بعد.

حبق البقر: هو البابونج وقد ذكرته في الباء.

حبق قرنفلي: هو الفرنجمشك والبرنجمشك وسأذكره في الفاء.

حبق ترنجاني: هو الريحان المعروف بالباذرنجيوية وقد ذكروا أيضاً نوعاً من الريحان يسمى بذلك.

حبق صعتري: وحبق كرماني وهو الشاهسفرم وسأذكره في الشين العجمعة.

حبق الشيوخ: وريحان الشيوخ هو المر وسيأتي ذكره في الميم.

حبق ريحاني: هو الحبق الدقيق الورق.

حي: هو الذي يؤكل من المقل المكي وداخله العجم وسيأتي ذكر المقل المكي في الميم.

حنرما: هو النعنع بالسريانية من الحاوي ويأتي ذكره في النون.

حجر لبني: ديسقوريدوس في الخامسة: عالافيطنطس ومعناه الحجر اللبني وسمي بهذا الاسم لأنه إذا حك خرج منه شبيه باللبن وهو رمادي اللون حلو الطعم وإذا اكتحل. وافق سيلان الدم والفضول إلى العين والقروح العارضة فيها، وينبغي إذا احتيج إلى استعماله أن يسحق بالماء وتصير عصارته في لوح رصاص وترفع لما فيها من التدبق.

حجر علي: ديسقوريدوس في الخامسة: هو حجر شبيه في جميع حالاته بالحجر اللبني غير أن هذا الحجر إذا حك خرجت منه رطوبة شديدة الحلاوة جداً وقد ينفح مما ينفع منه اللبني.

حجر منتفق: ديسقوريدوس في الخامسة: هذا الحجر يكون مما يلي المغرب من البلاد التي يقال لها أنبوما وأجوده ما كان إلى لون الزعفران وكان سريع التفتت والتشقق إذا قيس إلى غيره من جنسه وقد يشبه الاترنج في تركيب أجزائه واتصال شظاياه بعضها ببعض وقوة هذا الحجر شبيهة بقوة الشادنج إلا أنها أضعف منها وإذا ديف بلبن امرأة ملأ القروح العميقة العارضة في العين ويعمل عملاً قوياً إذا عولج به انحراف العين ونتوءها والخشونة العارضة فيها وفي الجفون. جالينوس في التاسعة: قوّة هذا الحجر المشقق مثل قوّة الشادنة إلا أنه أضعف منه وبعده الحجر المعروف باللبني فأما الحجر المعروف بالعسلي ففيه حرارة موجودة وكل واحد من هذه الحجارة بعيد عن قوة الشادنة قليلاً وهي تقع في أدوية العين كما تقع الشادنة إلا أنها ألين من الشادنة في كل وقت وفي كل موضع للأدوية اللينة أنفع للأعضاء التي تحدث فيها الأورام الحارة ما دامت الأورام في حد الحدوث والكون ولكنها تضعف عن شفائها وإزالتها جملة.

حجر نبطي: كسوفراطيش: من الناس من يسميه موروقينش ومنهم من يسميه غالاكسوش ويسميه قبط مصر وانه وهو موجود عندهم كثيراً ويستعمل في تبييض الثياب وهو حجر أخضر كمد لين سخيف. ديسقوريدوس في الخامسة: هو حجر يكون بمصر يستعمله القصارون في تبييض الثياب وهو رخو ينماع سريعاً مع الماء ويوافق نفث الدم والإسهال المزمن ووجع المثانة إذا شرب بالماء وإذا احتملته المرأة نفع من الطمث الدائم وقد يقع في أدوية العين المغرية لأنه يملأ القروح العارضة فيها ويقطع عنها السيلان، وإذا خلط بقيروطي نفع من انتشار القروح الخبيثة. جالينوس في التاسعة: هذا الحجر ينحل مع الماء سريعاً، ويوجد بمصر يستعمله الناس في قصارة الكتان وغسله، وهو يجفف وبهذا السبب صار الأطباء يخلطونه مع القيروطي، ويستعملونه في إدمال الجراحات الحادثة في الأبدان الرخصة اللحم ويخلطونه أيضاً في الشيافات للعين كما يخلط تلك للجراحات الأخرى التي ذكرناها وبحسب لبن فضل هذا الحجر على تلك الحجارة من قبل أنه لين قوّة من القوى الشديدة لأنه لا طعم له كذا هو ألين للقاء البدن وأكثر تسكيناً للوجع معاً. حجر حبشي: ديسقوريدوس في الخامسة: هو صنف من الحجارة يكون ببلاد الحبشة لونه إلى الخضرة ما هو شبيه بالحجر الذي يقال له لتنشيش، وهو صنف من الزبرجد إذا حك هذا الحجر صار لونه شبيهاً بلون اللبن يلذع اللسان لذعاً شديداً وله قوّة منقية وقد يجلو ظلمة البصر. جالينوس في التاسعة: وهو شبيه بالشبت، ومحكه لذاع شديداً ولذلك إنما يستعمل في المواضع المحتاجة إلى الجلاء والتنقية وإذا كان في العين انتشار الحدقة فيظلم لها البصر من غير أن يكون هناك ورم حار والأثر القريب العهد وهو واحد من هذه الأشياء أعني البياض الحادث قريباً وإن هذا الحجر شأنه أن يلطف ويرقق، وهو أيضاً يجلو ويذهب الظفرة الحادثة إذا لم تكن صلبة كثيراً.

حجر يهودي: ديسقوريدوس في الخامسة: هو حجر بفلسطين شبيه في شكله بالبلوط أبيض خشن الشكل جداً فيه خطوط متوازية كأنها خطت بالبيكار وهو حجر ينماع بالماء لا طعم له وإذا أخذ منه مقدار حمصة وحك على مسن الماء كما تحك الشيافة وشرب بثلاث قوابوسات ماء حار نفع من عسر البول وفتت الحصاة المتولدة في المثانة. جالينوس: لما جربت هذا الحجر فيمن به حصاة في مثانته ما نفع شيئاًً ولكنه في الحصاة المتولدة في الكليتين قوي جداً. لي: جمعت هذا الحجر من أرض الشام بجبل بيروت بموضع يعرف منه بسوق جوينة بضيعة تسمى الجعيثة ومن هناك يؤتى به إلى دمشق.

حجر القدر: ديسقوريدوس في الرابعة: ومن الناس من يسميه افروساليس ومعناه يد القمر وزعم قوم أنه حجر يقال له براق القمر وإنما سمي باليونانية سالينطس وافروساليس لأنه يوجد بالليل في زيادة القمر وقد يكون ببلاد المغرب وهو حجر أبيض له شفيف خفيف وقد يحك هذا الحجر فيسقى ما يحك منه من به صرع وقد تلبسه النساء مكان التعويذ ويقال أنه إذا علق على الشجر ولد فيها الثمر. جالينوس: قد وثق الناس به بأنه ينفع من الصرع وأما نحن فلم نمتحن ذلك ولم نجربه.

حجر أفريقي: ديسقوريدوس: هو حجر يستعمله الصباغون بالبلاد التي يقال لها فروعيا وهي أفريقية ولذلك سمي باليونانية فروعنوس وأجود ما يكون من هذا الحجر ما كان أصفر وسطاً فيما بين الخفة والثقل وأجزاؤه مختلفة في الصلابة واللين وفيه عروق بيض مثل ما في الإقليميا وقد يحرق على هذه الصفة يؤخذ فيبل بخمر بالغ ثم يطم في جمر ويروّح الجمر دائماً فإذا استحال لونه إلى الحمرة يخرج ويطفأ بمثل الخمر الذي بل به، ثم يطم ثانية ويطفأ ويحرق أيضاً ثالثة وينبغي أن يحذر أن يتفتت ويصير رماداً. جالينوس في التاسعة: قوته تجفف تجفيفاً قوياً وفيه مع هذا أيضاً شيء من القبض مع تلذيع وأما أنا فأستعمله أبداً وهو محرق فأداوي به القروح المتعفنة إما وحده وإما مخلوطاً بشراب أو عسل وأتخذ منه دواء للعين يجفف. ديسقوريدوس: وهذا الحجر محرقاً كان أو غير محرق فإنه يقبض وينقي ويكوي وإذا خلط بقيروطي أبرأ حرق النار وقد يعفن تعفيناً يسيراً أو يغسل مثل ما تغسل الإقليميا.

حجر الاساكفة: جالينوس في التاسعة: هو معروف بالحجر الذي لا يتشنج وهو الحجر الذي ترى الأساكفة يستعملونه وهو ينفع اللهاة الوارمة نفعاً بيناً.

حجارة البحيرة: جالينوس في التاسعة: هي حجارة دقاق سود إن وضعت على النار تولد منها لهيب يسير توجد في بلاد الغور وذلك التل المحيط بالبحيرة من شرقيها حيث يكون قفر اليهود. استعملته أنا في مداواة الأمراض التي تتولد عن الريح في الركبتين وإن كان برؤهما يعسر بأن خلطته مع مراهم قد جربتها تنفع من هذه العلة، ورأيتها قد صارت بذلك أقوى مما كانت قوة بينة وخلطت منه أيضاً في المرهم المسمى بارياس فصار الدواء أشد تجفيفاً مما كان بمقدار معلوم حتى صار إنما ليس يلصق الجراحات الطرية بدمها فقط وهي التي قد وثق الناس منه بأنه ينفعها خاصة بل يقلل أيضاً من سعة الجراحات الغائرة. حجر السلوان: أبو العباس البناتي قال: هو الحجر المشهور بأفريقية يستسقى به إذا وضع في الماء كما قال صاحب فقه اللغة في باب الحجارة أخبرني بعض أهل يشكرة من أهل الزاب أن هذا الحجر عندهم معروف وهو حجر أبيض ينحل بالماء فينماع إلى لون اللبن ويشرب للسلو مجرب لذلك، وأيضاً لأمراض كثيرة وزعم لي بعض أهل مدينة تونس ممن كانت عنده معرفة بالحجارة أن هذا الحجر يوجد أيضاً بقرطاجانة تونس وهو على ضربين منه ما يشبه البلور ومنه دون ذلك وهذا النوع قاتل.

حجر الكلب: الشريف: هذا الحجر ذكره أصحاب كتب الخواص وقد جربه في فعله كثير من الناس فصح له وذلك أنه يوجد في الكلاب صنف إذا رمي بالأحجار وثب عليها وعضها وأمسكها بفيه وللسحرة في هذا الحجر سر عجيب في التباغض وهو أنه تؤخذ حجارة سبعة باسم من يراد تباغضهما ويقصد بها إلى الكلب فيرمى بها واحداً واحداً ويؤخذ من تلك الأحجار اثنان ويرميان في الماء الذي يريد منه أن يشربوا فإنه يقضي عجباً في التباغض وقد فعل هذا غير مرة فصح. غيره: وإذا طرح هذا في برج حمام طرد منه ما كان قد اجتمع فيه منها وإن طرح في شراب وقع الشر بين كل من شربه وتبع ذلك الضجة والعربدة.

حجر قرامي: بولس: هذا الحجر أيضاً في لونه سواد يوجد بنهر صقلية يحترق بالماء ويطفأ بالزيت منفر لجميع الحيوان المنساب وينفع من وجع الرحم ويعلق على المصروعين فينفعهم. ديسقوريدوس في الخامسة: وأما الحجر الذي يقال له افرامنتس فإنه يكون في البلاد التي يقال لها سقونيا يوجد في النهر الذي في تلك البلاد الي يقال لها نيطس وقوته مثل قوة غاغاطيس وقد يقال إنه يلهب بالماء ويطفأ بالزيت وقد يعرض ذلك للقفر. جالينوس: إذا رش عليه الماء اشتعل وإذا صب عليه قليل من الزيت انطفأ ولا نفع له في الطب خلا أنه بنتن رائحته يطرد الهوام إذا بخر به.

حجر أعرابي: ديسقوريدوس في الخامسة: يشبه العاج النقي وإذا سحق وذر على المواضع التي ينزف منها الدم تضمداً به قطع النزف وإذا أحرق كان منه جلاء للأسنان. جالينوس في التاسعة: قوته قوة تجلو.

حجر غاغاطيس: ابن حسان: ينسب إلى واد بالشام كان يقال له في القديم غاغا ويسمى الآن وادي جهنم وهذا الحجر يوجد أيضاً بالأندلس في ناحية سرقسطة وقد يوجد أيضاً في ناحية جبل شنير في أجراف طفلية وإذا وضع على النار فاحت منه رائحة القرن المحرق. ديسقوريدوس في الخامسة: هو بعض الحجارة ينبغي أن يختار منه ما كان سريع الإلهاب وكانت رائحته شبيهة برائحة القفر وهذا الحجر بجميع أصنافه هو أسود يابس قحل ذو صفائح خفيف جداً وله قوة ملينة محللة وإذا تدخن به صرع من به صرع وأنعش المرأة من الغشي العارض لها من وجع الأرحام وإذا دخن به أيضاً طرد الهوام وقد يقع في أخلاط الأدوية الموافقة التي للنقرس وقد يكون بالبلاد التي يقال لها لوقيا وقد يوجد في نهر بتلك البلاد ينصب إلى البحر يقال لذلك النهر غاغا.

حجر الإسفنج: ديسقوريدوس في الخامسة: الحصاة الموجودة في الإسفنج إذا ضربت بالخمر فتتت الحصاة المتولدة في المثانة. جالينوس في التاسعة: قوتها قوة تجفف إلا أنها ليست تبلغ من قوتها أن تفتت الحصاة المتولدة في المثانة والذين وصفوها بذلك في كتبهم فقد كذبوا، وأما الحصاة المتولدة في الكليتين فهذه الحجارة أيضاً تفتتها كما تفعل ذلك الحجارة التي تجلب من قيادوقيا وهي توجد على ما يقولون في أرض طوس، وهذه الحجارة إذا حكت خالط الماء منها شيئاً يصير كالعصارة أيضاً.

حجر خزفي: ديسقوريدوس في الخامسة: زعم قوم أنه موجود كثيراً بمصر وهو حجر شبيه بالخزف سريع التشقق ذو صفائح وقد يستعمل مكان القيشور في قلع الشعر وإذا خلط منه مقدار درهمين وشرب بالخمر قطع الطمث وإن شربت منه المرأة مقدار درخمي بعد التطهير من العلة في كل يوم وفعلت ذلك أربعة أيام لم تعلق وإذا خلط بالعسل ووضع على الأبدان الوارمة وعلى القروح الخبيثة سكن ورم الثدي ومنع القروح الخبيثة من الانتشار. جالينوس في التاسعة: قوته قوة تجفف تجفيفاً كثيراً وهي مركبة من القبض وحده. حجر الأثداء: ديسقوريدوس في الخامسة: هو بعض الحجارة يقبض ويجفف ويجلو ظلمة البصر وإذا خلط بالماء ولطخ به الثدي والحصا والقروح سكن الأورام العارضة لها. جالينوس في التاسعة: ينقي الحدقة ويشفي الأورام الحارة الحادثة في الثديين في الأنثيين إذا ديف بالماء.

حجر الحية: ديسقوريدوس في الخامسة: هو فيما زعم بعض الناس صنف من الحجر الذي يقال له باسيقس أي الزبرجد ومنه ما هو صلب أسود اللون ومنه مثل الحجر القمري ومنه شيء رمادي اللون فيه نقط ومنه ما في كل واحدة منه ثلاث خطوط بيض وكل هذه الأصناف تنفع إذا علقت على البدن من نهشة الأفعى وللصداع. وأما الصنف منها الذي في كل واحد منه ثلاث خطوط فإنه يقال فيه خاصة أنه ينفع من المرض الذي يقال له الثريثد ومن الصداع. جالينوس في التاسعة: أخبرني رجل صديق يوثق بقوله أنه ينفع من نهش الأفعى إذا علق.

حجر هندي: جالينوس في التاسعة: هو والحجر الذي يقال له إمانافيطس يقطعان الدم الذي يخرج من أفواه العروق التي في المقعدة وقد جربناهما. غيره: أبراقيطوس هو حجر هندي إذا شرب نفع من لدغ العقارب وينفع من البواسير.

حجر رصاصي: ديسقوريدوس في الخامسة: هو الحجر الشبيه في لونه بالرصاص قوته شبيهة بقوة خبث الرصاص وغسله مثل غسله.

حجر منفى: ديسقوريدوس في الخامسة: هو حجر يوجد بمصر بالمدينة التي يقال لها منف وهو في عظم حصاة وفي الحجر الواحد منه ألوان مختلفة وقد يقال أنه إذا سحق هذا الحجر وبل ولطخ به على الأعضاء التي يحتاج إلى قطعها وكيها منع من الوجع بإبطاله الحس.

حجر البرام: إذا سحق واستن به كان نافعاً للأسنان مبيضاً لها.

حجر البلور: قيل إنه ينفع من الفزع في النوم تعليقاً.

حجر اناخاطس: الغافقي: هذا الحجر ينفع من الأورام ومن كثرة دمعة العين وذلك أنه يؤخذ فيحل فيخرج محكه يشبه الدم حمرة فيجعل مع لبن امرأة ويقطر في العين.

حجر حديدي: هو الخماهان وسنذكره في الخاء المعجمة.

حجر الكرك: التميمي في كتابه المرشد: هذا الحجر أبيض الجوهر شديد البياض وهو حجر بحري يقذف والبحر بحر الهند فيوجد بساحل بدرهم وساحل بحر الهند والسند وهو إذا حك أو خرط وحلي خرج في بياض العاج وبصيصه ونقائه بل هو أشد بياضاً من العاج وأبهى حسناً منه وهو في طبعه بارد يابس في آخر الدرجة الثانية وقد يطبخ يشبه الحجر المعروف بالسلوقي ويشاكله في اللون وصفاء اللون والجوهر والبهاء وذلك أن منظريهما وفعليهما واحد، ونساء الهند ورجالهم مختمون به ونساؤهم يتسورون به في زنودهم ويتخذون منه مخانق لأعناقهم وقد تزعم الهند والسند جميعاً أن خاصة هذا الحجر دفع السحر وإبطاله وإبطال الأخذ ودفع عين العائن ونظر العدو وله أيضاً خاصية أخرى وذلك أنه إِذا سحق واكتحل به جلا البياض الكائن في العين حديثه وقديمه ومحا آثار الفرزجات وقلعها وأزالها ويقول الهندان: فيه خاصية ثالثة وهي أن من حمله أو تقلد به أو تختم بفص منه قل الكذب عليه وأحبه كل من رآه وفعله إذا اكتحل به فعل محمود حسن. وملوك السند والهند يتخذون منه أواني وأقداحاً يستعملونها في مجالسهم ويشربون بها ويزعمون أنه يدفع الشر والصخب عن مجالسهم وأنه يزيد في أفراحهم ويجلب لهم السرور ويقال: أنه إذا سحق ناعماً واستاك به الإنسان بيض أسنانه وجلاها ونقاها من القلح ومن الحفر ومن الأعراض الرديئة التي تعرض للأسنان والهند والسند جميعاً يعلقونه في شعورهم وشعور نسائهم ويزعمون أنه يطول الشعر ويخرطون منه خرزاً يجلونها ويلبسونها فتأتي في كبار اللؤلؤ البراق الكثير الماء وقد يكسب الرجال لبسهم هذا الحجر ويفيدهم الحظوة عند نسائهم.

حجر عراقي: التميمي في المرشد قال هومس: أن الحجر العراقي يكون في النهر المسمى فاميس ولونه أسود جداً فإذا أخد ودلك باللسان كمثل اللحس فإنه عند ذلك يخرج منه رطوبة طعمها كطعم الزعفران وهو حجر مكتنز ثقيل ملزز وخاصته النفع من البياض الكائن في الطبقة القرنية من طبقات العين إذا حك على مسن أخضر بلبن امرأة ترضع ولداً بكراً أبرأته، ومن منافعه أيضاً أنه ينفع من وجع الكلي ويبرىء النسمة ويسهل النفس. حجر الديك: الغافقي: يوجد هذا الحجر في بطون الديكة لونه شبيه بلون المها وعظمه كالباقلا أو أصغر منه ينفع من العطش الشديد إذا غسل بماء وشرب ذلك الماء ويدفع أحزان النفس وهمومها.

حجر النار: الشريف: هو الحجر الأصم وهو حجر الزناد وهو أنواع فمنه ما يكون أبيض ومنه خمري ومنه ما يكون أسود وهو في ذاته بارد شديد اليبس إذا لقي جسم الفولاذ قدح النار ويوجد له في رائحته عند القدح ثقل وهو معلوم. وذكر أرسطو أنه إن علق عند الولادة على فخذ المرأة مشدوداً في خرقة سهلت ولادتها بإذن الله وينزع عنها بعد الولادة سريعاً وإذا صير مسحوقاً غباراً وذر منه على الخنازير جففها ونقاها وألحم أجزاءها وكذا إذا ذر على القروح العسرة الإندمال في أي مكان كانت.

حجر بولس: الغافقي: هذا الحجر يشبه النطرون إلا أنه أكثر تخلخلاً منه وله نفط يشبه لون الذهب ويشبه الحجر الذي يدعى سقندلس وهو ينفع من الأعياء إن أخذ وأغلي بزيت يسير ويؤخذ ذلك الزيت فيدهن به ثدي النصب فيذهب الأعياء.

حجر المثانة: هو الحجر المتولد في مثانة الإنسان، جالينوس في 9: زعم قوم أنه يفتت حصا المثانة فلما جرب ذلك لم ينتفعوا به فإنه فتت الحصاة المتولدة في الكليتين ولا علم لي بذلك لأني لم أجربه. الغافقي: زعم قوم أنه يزيل بياض العين إذا سحق واكتحل به.

حجر الحمام: الغافقي: الحجر المتولد في قدور الحمام إذا عمل منه ضماد وحمل على السرطان عند إبتدائه أذهبه وهو أقوى ما يعالج به السرطان المتولد في الرحم.

حجر البقر: ويقال لها بالديار المصرية خرزة البقر وأهل المغرب والأندلس يسمونها بالورس والورس بالحقيقة غيره. بعض علمائنا: هذا الحجر يوجد في مرارة البقر عند امتلاء القمر وهو حجر ذو طبقات مدوّر صلب لونه إلى الصفرة وكثيراً ما يستعمله النساء بالديار المصرية للسمنة بأن تشرب منه المرأة وزن حبتين في الحمام أو عند خروجها منه بجلاب ثم تتحسى في إثره مرقة دجاجة سمينة مصلوقة وهذا مجرب عندهم في أمر السمنة. غيره: هو شيء يكون في مرارة البقر وفيه رطوبة لدنة تجمد وتخرج من المرار وهي لزجة لدنة في لدونة مح البيض المطبوخ ثم تجف وتصلب حتى تصير في قوام النورة المكلسة يتهيأ عندما يفرك بالأصابع وقد يكون من هذه الرطوبة ما إذا جف وكان فيه بعض صلابة يشبه بعض تلك الحجارة السريعة التفتت ولهذا ما سماه بعض المترجمين بحجارة البقر. الغافقي: زعم بعض الأطباء إنه حار يابس في الدرجة الرابعة وقد يقع في إكحال العين ويحد البصر وزعم بعضهم أنه إذا سحق وطلي به بماء بعض البقول على الحمرة والنملة نفع وأظنه النملة الساعية وشبهها من القروح وإذا سعط به بمقدار عدسة مع ماء أصول السلق نفع من نزول الماء في العين. وزعم بعضهم أنه إذا سحق وعجن بشراب وطلي به موضع البياض خرج الشعر الأسود وقال بعضهم إنما يكون ذلك في علة داء الثعلب والبرص وإما في الشعر الأبيض الطبيعي فلا.

حجر الحوت: الغافقي: هو شبيه بالحجر يوجد في رأس الحوت يقوم مقام دماغه وهو أبيض صلب يشرب فيفتت الحصاة المتولدة في الكليتين وفعله على ما ذكرت الأوائل في ذلك فعل قوي جداً.

حجر بحري: الغافقي: هو حجر يوجد في أرض المغرب ترمي به أمواج البحر كثيراً وهو على شكل الفلك التي تغزل فيها النساء مجوف عليه حب ناتىء من أسفله إلى أعلاه، إن شرب منه وزن دانق وهو عشر شعيرات كسر الحصا وفتتها قال: وهذه صفة القنفذ البحري وهو خرقة يرمي بها البحر وقد تناثر شوكها وذهب ما في جوفها من اللحم وهي كثيرة بأرض المغرب.

حجر الأقروح: الغافقي: قال حنين يكون في أرض الروم وفي بلد قريب من بلد يدعى أولوقوس بينه وبين قسطنطينية مائتا ميل ويطفو فوق الماء كالقيشور وإذا حك وشرب نفع من لسعة العقرب.

حجر الرحى: ابن سينا: بخار الخل عنه يمنع النزف ويمنع الأورام الحادة جداً.

حجر أرمني: ابن سينا: هو حجر يكون فيه أدنى لازوردية وليس في لون اللازورد ولا في اكتنازه بل كان فيه رملية ما وهو لين الملمس رديء للمعدة مغسولة لا يغثي وغير المغسول يغثي يسهل السوداء إسهالاً أقوى من اللازورد وقد اقتصر عليه وترك الخربق الأسود لما ظفر به لأمراض السوداء وقال في الأدوية القلبية يقوي القلب ويفرحه بخاصية فيه مع نقصه عن الروح الدخان السوداوي وتنقية البدن من الخلط السوداوي. حجر البسر: أبو العباس الحافظ: يقال بالباء بواحدة من أسفل مضمومة والسين مهملة والراء اسم لحجر أبيض على شكل ما عظم من الحر الكبير وينفع من الحصا، يوجد في بحر الحجاز وزعم بعضهم أنه يدر البول إذا علق على موضع المثانة من خارج ويقوي القلب ومنه ما يكون إلى الزرقة ويوجد ببحر جدة متكوناً في صدفة كبيرة مستديرة على شكل الصدف المعروف بالحافر إلا أنه أكثف منه بكثير.

حجر سفاف: هو اسم لحجر القيشور ويذكر في حرف القاف.

حجر بارقي: أبو العباس النباتي: هو حجر شكله الحجارة المصرية يكون على قدر الكف. أخبرني الثقة عنه ببغداد وهو ممن رآه ولم يعرفه حتى أخبر به وبخواصه العجيبة، وجد في بعض ذخائر المصريين من خواصه أن يوضع على من به استسقاء فيمص الماء من بطنه حتى يبرأ، وكان قد وقع له منه بعد طوافه البلاد باحثاً عنه مشرقاً ومغرباً قطعة صغيرة من نحو ثلثي الدينار وأراد إختباره بالماء ليرى هل ينماع أم لا لما رآه إلى الخفة غير رزين ولما وضعه في الماء ازداد صلابة فأخرجه عن الماء ووضعه في الشمس فلم يزل ينماع حتى صار إلى زنته الأولى فنبهه بعض المختبرين للأحجار على تحقيق وزنه قبل ذلك ففعل ما أمره به فوجد فيه بعد وضعه في الماء ثلاثة دنانير وذلك أن صاحب الأحجار ذكر هذا الحجر وسماه بما ذكرت وهي قصة عجيبة صحيحة صحت عنه.

حجارة مشوية: هو الجير غير المطفّى وهو الكلس وسأذكره في الكاف.

حجارة ابسوس: هو البارود وقد ذكرته في الباء وأهل مصر يعرفونه بثلج الصين.

حجر الشريط: هو حجر المرمر.

حجر الدم: وهو حجر الطور أيضاً وهو الشادنة وسيأتي ذكرها في حرف الشين.

حجر النسر وحجر العقاب: هو أكتملت وسمي حجر النسر لأنه يوجد كثيراً في أوكار النسور والعقبان ومنهم من يقول حجر البشر من أجل أنه يسهل الولادة وقد ذكرت الأكتملت في حرف الألف.

حجر البهت: هو حجر الأكتملت عن ابن حسان ويعرفه أهل مصر بحجر الماسكة أيضاً.

حجر شجري: هو البسذ وقد ذكر في الباء.

حجل: الشريف: هو طائر معروف على قدر الحمام مرقش كالقطا أحمر المنقار والرجلين لحمه معتدل جيد الغذاء سريع الهضم ودماغه إذا سقي بخمر صرفة لصاحب اليرقان نفعه وكبد الحجل إذا ابتلع منه وهو حار مقدار نصف مثقال نفع من الصرع ومرارة الحجل تنفع من الغشاوة والظلمة الكائنة في العين كحلاً، وإذا خلطت بعسل وزيت عذب أجزاء سواء، وحجر بها من خارج العين نفع ابتداء الماء في العين وإذا استعط بمرارة الحجل إنسان في كل يوم جاد ذهنه وقل نسيانه وقوي بصره، وإذا خلطت مرارة الحجل مع لؤلؤ غير مثقوب ومثله مسك سواء واكتحل به بعد السحق نفع من البياض في العين والطرفة والعشي ودمه إذا جفف وسحق مع زجاج فرعوني ودار فلفل أجزاء سواء تنخل وتداف بالعسل ويكتحل لبياض العين والغشاء والجرب نفع من جميع ذلك، وبيض الحجل إذا طبخ بخل عنصل وأكل نفع من وجع البطن والمغص. حديد: يذكر خبثه في الخاء المعجمة وقد ذكرنا توباله في التاء. ابن سمحون: الحديد يستعمل في علاج الطب ومداواة الأمراض على ضروب كثيرة هو وبرادته وخبثه وزنجاره وماؤه وشرابه اللذان يطفأ فيهما وهو محمى. قال أرسطوطاليس: وللحديد معادن كثيرة وأجناسه تتفاضل فمنه ما هو رخو ومنه ما إذا ألقيت عليه الأدوية صلبته وزادت في قوته، ومنه ما إذا سقي الماء زادت صلابته وحدته، ومنه ما إذا لم يسق الماء كان أحد له وأهل الصناعات كلها يحتاجون إليه ولا غنى للناس عنه كما لا غنى لهم عن النار والماء والملح. الرازي: في كتاب علل المعادن زنجار الحديد هو زعفران الحديد والدوص وهو ماء الحديد. الغافقي: الحديد ثلاثة أصناف شابرقان وبرماهن وفولاذ، فالشابرقان هو الفولاذ الطبيعي وهو الذكر وهو الأسطام، والفولاذ هو المتخلص من البرماهن. ديسقوريدوس في الخامسة: وأما الحديد المحمى فإنه إذا طفىء بالماء والخمر وشرب ذلك الماء وذلك الخمر موافق للإسهال المزمن وقرحة الأمعاء وصرم الطحال والهيضة واسترخاء المعدة. جالينوس في الأدوية المقابلة للأدواء: الماء الذي يطفىء فيه الحدادون الحديد المحمى شفاء لمن يخاف من عضة الكلب الكلب من غير أن يعلم فإنه أنفع دواء كان وهو عجيب جداً. الدمشقي: إذا شرب ذلك الماء أو ذلك الشراب الذي يطفأ فيه الحديد نفع المعدة التي قد فسدت من قبل المرة. الرازي: يهيج الباه. بولس: ينفع المرطوبين. الكندي: إذا ألقيت برادة الحديد في شراب مسموم مصت كل ما فيه من السم ولم يضر ذلك الشراب أحداً. قال: ومن سقي سحالة الفولاذ فينبغي أن يسقى من حجر المغناطيس درهمين بالماء البارد فإنه يجمعه ويخرجه من البطن. الرازي: يعرض لمن سقي برادة الحديد وجع في البطن شديد ويبس في الفم ولهيب وصداع غالب وينبغي أن يسقى اللبن الحليب مع بعض المسهلات القوية ثم يسقى السمن والزبد إلى أن تسكن تلك الأعراض. وقال في كتاب خواصه إن علق برادة الحديد على أن يغط في النوم لم يغط. ديسقوريدوس: زنجار الحديد قابض إذا احتملته المرأة قطع نزف الدم وإذا شرب منع الحبل وإذا خلط بالخل ولطخ على الحمرة المنتشرة والبثور أبرأها سريعاً، وقد ينفع من الداحس والظفرة وخشونة الجفون والنواسير الناتئة في المقعدة ويشد اللثة وإذا لطخ على النقرس نفع منه وينبت الشعر في المواضع التي استولى عليها داء الثعلب.

حديدي: هو النبات المسمى باليونانية سندريطس وسيأتي ذكره في السين.

حدأة: الشريف: هو طائر معروف كالبازي يأوي إلى المدن والعمارات يخطف اللحم والجراد ونحو ذلك لحمه تعافه النفوس ولا تأكله، ودمه إذا خلط بقليل مسك وماء ورد وشرب على الريق نفع من الربو، وضيق النفس، ومخه إذا غلي على كراث وعسل وشربه صاحب الزحير ومن به بواسير نفعه وإذا أحرق ريشه بغير رأسه وشرب من رماده مقدار ما يحمله ثلاث أصابع بالماء نفع من النقرس، ومرارته إذا جففت في الظل ورفعت فإذا احتيج إليها فتبل بماء ثم يكتحل بها الملسوع مخالفاً إذا كانت اللسعة في الشق الأيمن اكتحل الملسوع في العين اليسرى، وإن كانت اللسعة في الشق الأيسر اكتحل به في العين اليمنى ثلاثة أميال في كل عين فإنه يبرأ ويحيا، وإذا قليت بيضة بدهن قلياً جيداً وأدهن به موضع الوضح أبرأه وحيا.

حدج: هو بطيخ الحنظل إذا ضخم قبل أن يصفر. حدق: هو الباذنجان، من اللغة في كتاب الرحلة لأبي العباس النباتي: هو اسم عربي معروف بالقدس وما والاها لنوع من الباذنجان بري ينبت عندهم بريحا وأرض الغور جميعه ويعظم نباته حتى يكون أطول من شجر الباذنجان وفيه شوك محجن وثمره يكون أخضر ثم يصفر وقدره على قدر الجوز وشكله شكل الباذنجان سواء وورقه وثمره وأغصانه، وهم يغسلون به الثياب فيبيضها وكذلك هو عندهم باليمن معروف بما ذكرت وفي أرض الحبشة فيما ذكر لي من كان بها، ومنه نوع آخر صغير كثير الشوك وورقه صغار وأغصانه دقاق فطول شجره ذراع رأيته ببلد من أرض الحجاز وسألت عنه بعض الأعراب فسماه لي شوكة العقرب وقال إنها تنفع من لذع العقارب. لي: تعرفه أهل اليمن بالعرصم وهو أيضاً كثير بأرض القاهرة من الديار المصرية رأيته بالمطرية في البستان الذي فيه البلسان بعين شمس، ويذكرون أهل ذلك الصقع أن ثمره يتبخر به للبواسير فيجففها وينفع منها مجرب، وذكر لي من أثق بقوله أن هذه ثمرة إذا قليت في زيت وقطر في الأذن الوجعة سكن وجعها وهذه الثمرة تشبه ثمر اللقاح في النضارة والمنظر والقدر سواء، إلا أنها تخالف اللقاح في الشوك المحيط بأقماعها. حرمل: ابن سمحون: هو أبيض وأحمر فالأبيض هو الحرمل العربي ويسمى باليونانية مولى، والأحمر هو الحرمل العامي المعروف ويسمى بالفارسية أسفنذ. أبو حنيفة: الحرمل نوعان نوع منه ورقه مثل ورق الخلاف وله نور مثل نور الياسمين سواء أبيض طيب يريب به السمسم والسوع وهو حب البان وليست رائحته مثل رائحة الزيتون وحبه في شنفة مثل شنفة العشرق والنوع الآخر هو الذي يقال له بالفارسية الأسفنذ وشنفة هذا مدورة، وشنفة ذاك طوال والشنفة هي الأوعية التي يكون فيها حبها. ديسقوريدوس في الثالثة: والنبات الذي ينبت بقيادوقيا وبالبلاد التي يقال لها عالاطيا التي بآسيا واسمه مولى يسميه بعض الناس سذاباً غير بستاني وهو تمنش مخرج من أصل واحد وله أغصان كثيرة وورق أطول من ورق السذاب الآخر وأغض ثقيل الرائحة وله زهر أبيض ورؤوس أكبر قليلاً من رؤوس السذاب البستاني مثلثة فيها بزر لونه إلى الحمرة ما هو ذو ثلاث زوايا مر شديد المرارة، والبزر هو المستعمل ونضجه في الخريف. جالينوس في 6: قوته لطيفة حارة في الدرجة الثالثة ولذلك صار يقطع الأخلاط الغليظة اللزجة ويخرجها بالبول. مسيح الدمشقي: وإذا سحق بالعسل والشراب ومرارة الدجاج والزعفران وماء الرازيانج الأخضر وافق ضعف البصر، ومن الناس من سماه حرملاً والسريانيون يسمونه بساساً وأهل قيادوقيا هم الذين يسمونه مولى لأن فيه شبهاً يسيراً للنبات الذي يقال له مولى إذا كان أصله أسود وزهره أبيض وينبت في تلال وفي أرض طيبة التربة. مسيح: يخرج حب القرع وينفع من القولنج وعرق النسا ووجع الورك إذا نطل بمائه ويجلو ما في الصدر والرئة من البلغم اللزج ويحلل الرياح العارضة في الأمعاء. عيسى بن ماسة: وأما نحن في بيمارستان مرو فإنا نستعمله منذ إخراج السوداء وأنواع البلغم بالإسهال وهو غاية من الغايات للداء الذي يعتري المصروعين. علي بن رزين: نافع من برد الدماغ والبدن. الرازي: الحرمل يسدد ويصدع ويدر الطمث والبول. وقال بعض الأطباء: نقيعه جيد للسوداء يحللها ويصفي الدم منها ويلين الطبيعة. حبيش: الحرمل يقيء ويسكر مثل ما يسكر الخمر أو قريباً من ذلك، وإصلاحه ليتقيأ به يكون على هذه الصفة يؤخذ من حبه خمسة عشر درهماً، فيغسل بالماء العذب مراراً ثم يجفف ويدق في الهاون، وينخل بمنخل صفيق ويصب عليه من الماء المغلي أربع أواق، ويساط في الهاون بعود ويصفى بخرقة صفيقة ويرمى بثقله ثم يصب على ذلك الماء من العسل ثلاث أواق ومن دهن الخل أوقيتان ويستعمل فإنه يقيىء قيئاً شديداً. إسحاق بن عمران: إن أخذ منه وجعل في قدر مع ثلاثين رطلاً من الشراب وطبخ حتى يذهب ربعه ثم يسقى المصروع منه كل يوم عشرة دراهم نفع من الصرع ويسقى منه المرأة التي قد حملت مرة ثم انقطع الحمل ثلاثة أيام متوالية فينفعها وعلامة انتفاعها به أن تتقيأ. مجهول: يصفي اللون ويحرك إلى الجماع ويسمن ويدر الطمث والبول بقوة. ابن واقد: ينفع أصحاب العشق بإسكاره وتنويمه لهم. غيره: وإذا استف منه وزن مثقال ونصف غير مسحوق اثنتي عشرة ليلة شفى وجع عرق النسا مجرب، وبدل الحرمل إذا عدم وزنه من القردمانا، وأما الحرمل العربي فهو الأبيض. ديسقوريدوس في الثالثة: مولى آخر ورقه شبيه بورق النيل إلا أنه أعرض منه وهو مفترش على الأرض وله زهر شبيه بزهر لوفا وهو الخيري لبني اللون إلا أنه أصغر من زهر لوفا وأقرب في المقدار إلى زهر انكر وهو البنفسج وله قضيب أبيض طوله أربعة أذرع وعلى رأسه شبيه برأس الثوم وله أصل صغير شبيه ببصلة النبات الذي يقال له بلبوس والأصل نافع جداً وإذا سحق وصير معه دهن أيرسا واحتمل في فرزجة يفتح أفواه الأرحام. جالينوس في السابعة: أصل هذا شبيه بأصول الزير الصغار وقوته تشد وتجمع لذلك متى وضع من أسفل بدقيق الشيلم ضماداً على ما وصفت. ديسقوريدوس: ينفع فم الرحم المفتوح.

حرملة: أبو حنيفة: أخبرني بعض أعراب الشراة أن شجره ينبت بقرب الماء يسمونه قضاباً نحو العامة لها لبن كثير وورق أغبر طوال دون ورق الخلاف يتخذ منها الزناد الجياد وهو أجود الزناد بعد المرخ والعفار، ويؤخذ لبنها في صوف أو قطن ويحمل ثم يستعبد بالزبد حتى يروى منه، ثم يمهل عشرة أيام حتى ينتن ثم يحك جرب الإنسان الجرب حكاً شديداً ويقام في الشمس فيدلك جربته بتلك الصوفة فيجد مضضاً شديداً ويبرأ.

 حرف: أبو حنيفة: هو هذا الحب الذي يتداوى به وهو السفا بالعربية والمقلياثا بالسريانية. محمد بن عبدون: المقلياثا هو الحرف المقلو خاصة وسفوف المغلياثا النافع من الزحير منسوب إليه لأنه يقع فيه مقلوًا. الفلاحة: الحرف صنفان أحدهما في ورقه دقة وتفريق كثير والآخر في ورقه شبيه بالاستدارة مع تشقق وتشريف. ديسقوريدوس: أجود ما رأينا منه ما كان من البلاد التي يقال لها بابل. جالينوس في الخامسة: بزر الحرف قوته تحرق مثل بزر الخردل ولذلك يسخن به أوجاع الورك المعروفة بالنسا وأوجاع الرأس، وكل واحد من العلل الأخر التي تحتاج إلى التحمير كما يسخن بزر الخردل وقد يخلط بزر الحرف أيضاً في أدوية يسقاها أصحاب الربو من طريق آخر فيه معلوم أنه يقطع الأخلاط الغليظة تقطيعاً قوياً كما يقطعها بزر الخردل لأنه يشبه به في كل شيء وبقل الحرف نفسه أيضاً إن جفف كانت قوته مثل قوة بزره وأما ما دام طرياً فهو بسبب ما يخالطه من الرطوبة المائية ناقص القوة عن البزر كثيراً. ويبلغ من قوّة تلذيعه أن الإنسان لا يقدر أن يأكله إلا بخبز. ابن ماسويه: قوته في الحرارة واليبوسة في آخر الدرجة الثالثة أو من أول الرابعة. ديسقوريدوس في الأولى: وبزر كل حرف مسخن حريف رديء للمعدة ملين للبطن ويخرج الدود ويحلل أورام الطحال ويقتل الأجنة ويحرك شهوة الجماع وهو شبيه بالخردل وبزر الجرجير والجزر وهو يجلو الجرب المتقرح والقوابي وإذا تضمد به مع العسل حلل ورم الطحال ونقى القروح التي يقال لها الشهدية وإذا طبخ في الأحساء أخرج الفضول التي في الصدر وإذا شرب نفع من نهش الهوام ولسعها وإذا دخن به في موضع طرد الهوام عنه ويمسك الشعر المتساقط ويقلع خبث النار. الفارسي: وله قوة تفتح الأورام وإذا خلط بالسويق والخل وتضمد به نفع من عرق النسا ومن الأورام الحارة وإذا تضمد به مع الماء والملح أنضج الدماميل وورق الحرف أيضاً يفعل ذلك إلا أنه أضعف فعلاً. أبقراط: والحرف يسخن ويقطع ويحدر رطوبة بلغمية بيضاء إلى المثانة إذا أكثر أكله حتى يحدث فيها كثيراً تقطير البول. سلمويه: ينفع من الإسترخاء في جميع البدن شرباً. الطبري: يقتل الأجنة قتلاً قوياً جداً شرباً وحمولاً وهو رديء للمعدة ليبسه وقال في كتاب الجوهرة: إن خاصيته في إذهاب المواد الرديئة وإخراجها. الفارسي: ينشف القيح من الجوف ويزيد في الباه ويشهي الطعام. الدمشقي: ليس بجيد للكلى لأنه يقطع الأخلاط تقطيعاً قوياً. عيسى بن ماسة: خاصيته إذا شرب بالماء الحار يحل القولنج ويخرج الديدان وحب القرع وورقه رديء للمعدة. ابن ماسويه: وإن شرب منه بعد سحقه خمسة دراهم بالماء الحار أسهل الطبيعة وحلل الرياح العارضة في الأمعاء ونفع من وجع القولنج وإن شرب منه مقلوُّا عقل الطبيعة ولا سيما إذا لم يسحق لتحلل لزوجته بالقلي. حبيش: يسخن الكبد الباردة وينفع من برد الكليتين إذا عريتا من الشحم ومن عرق النسا إذا شرب منه غير مقلو ويقلع اللحم والدم اللزج من المعدة وإن قلي أمسك الطبيعة وإن شرب غير مقلو أسهلها. إسحاق بن عمران: وإذا حمص وشرب ببعض الأشربة الحابسة للبطن منع الإسهال العارض من الرطوبة ونفع من الزحير وإذا حمل على القروح العتيقة نقاها وإذا غسل بمائه الرأس نقاه من الأوساخ والرطوبات اللزجة ومنع من تساقط الشعر وإن سحق نيئاً وسفَّ نفع من البرص وإن لطخ عليه وعلى البهق الأبيض بالخل نفع منها وإن سحق مع دم الخطاطيف وطلي به على الوضح غيره التجربيين: والحرف إذا خلط بالزفت مدقوقاً ينفع من قروح الرأس العسرة البرء كالشهدية والحزاز المتقرح وإذا خلط بالغار ووضع على وجع المثانة المتولدة عن البرد نفعه وإذا خلط بالعسل ولعق نفع السعال المتولد عن أخلاط غليظة وينفع أوجاع الجنبين عن سدد غليظة الأخلاط وينفع مع العسل أو فصوص البيض النيمرشت من شدخ عضل الصدر إذا أنصبت إليه المادة من صدمة أو دفع عضو آخر، وكيف كان بأن يلعق، وإذا خلط مقلوُّا كما هو حباً صحيحاً دون سحق في حسو نشا أو حسو دقيق حواري أو حسو أرز أو مح بيض نيمرشت أو شحم مذاب نفع من إستطلاق البطن ومن السحج الحادث عن أخلاط بلغمية وإذا سحق وطلي به النمش مع العسل أو مع الصابون إن كان قوياً قشره، ولا يعاد حتى ترجع القشرة إلى حالها الأول، فإن كان للنمش ظهور أعيد، وإذا ضمدت به اللسعة من العقرب نفعها.العقرب نفعها.

حرف السطوح: وباليونانية بلسقي وعامتنا بالأندلس يعرفها بالأسيرون ويسميه أكثر الأطباء حرفا بابلياً. ديسقوريدوس في الثانية: هو نبات دقيق الورق طول ورقه أصبع منبسط على الأرض مشرف الأطراف، وفيه شيء من رطوبة لزجة وله قلب في وسطه دقيق طوله شبر له شعب يسيرة وعلى كله ثمر واسع الطرف فيه بزر شبيه بالحرف شكله على شكل الفلكة كأنه شيء قد عصر من جانبين، وله زهر لونه إلى البياض وينبت في الطرق وعلى الحيطان والسياجات. جالينوس في السادسة: بلسفي هذا أيضاً بزر بعض النبات وقوته حادة حتى به تفجر الدبيلات التي تحدث في الجوف إذا شرب وهو أيضاً يدر الطمث ويفسد الأجنة وإذا احتقن به نفع من عرق النسا بأن يسهل شيئاً يخالطه دم، وهو أيضاً يخرج من فوق ومن أسفل أخلاطاً مرارية متى شرب منه مقدار أربعة دوانيق ونصف. ديسقوريدوس: وبزره حريف مسخن إذا شرب منه مقدار أكسوثافن أخرج المرة الصفراء بالقيء والإسهال وقد يحقن به لعرق النسا، وقد يسهل الدم إذا احتقن به وإذا شرب فجر الدبيلات التي تكون في باطن البدن ويدر الطمث ويقتل الأجنة وقد زعم فراطوس أنه يكون منه ضرب آخر يسميه بعض الناس جردلاً فارسياً وهو نبات عريض الورق كبير الأصل يقع في أخلاط الحقن المستعملة لعرق النسا. لي: هذا النوع هو المعروف بالشام بالحرفق وأما أهل مصر والإسكندرية فإنهم يعرفونه بالحرفرق وبحشيشة السلطان أيضاً.

حرف مشرقي: ديسقوريدوس في الثانية: ذاربن وهو نبات طوله ذراع له قضبان دقاق عليها الورق من ناحيتين متقابلتين وفي ورقه مشابهة بورق السنطرح، غير أنه أنعم وأشد بياضاً، وله على أطراف القضبان أكلة مثل أكلة النبات الذي يقال له أقطى، وله زهر أبيض أو فرفيري غليظ طيب الرائحة وقد يطبخ هذا النبات بحشيش الشعير خاصة بالبلاد التي يقال لها قنادوقيا، وثمره إذا جفف يستعمل في الطعام مكان الفلفل.

حرف الماء: ديسقوريدوس في الثانية: سيسقريون ومن الناس من سماه قردامومن ومنهم من يسميه أيضاً سبن هذا نبات مائي ينبت مثل ما تنبت قرة العين وسماه بعض الناس قرداميني لأن طعمه شبيه بطعم قردامومن وهو الحرف وله ورق مستدير في أول ما يظهر فإذا كبر صار له تشريف شبيه بتشريف ورق الجرجير. جالينوس في الثامنة: إذا كان هذا النبات يابساً فهو في الدرجة الثالثة التي تسخن وتجفف، وإذا كان رطباً طرياً فهو في الدرجة الثانية. ديسقوريدوس ورقه مسخن مدر للبول وقد يؤكل أيضاً نيئاً ومطبوخاً ويتضمد به ويودع الضماد الليل أجمع ويغسل بالغداة فينقي البثور اللبنية والكلف.

حرير: هو الإبريسم وقد ذكرته في الألف، وقال ابن ماسة: الحرير عربي والإبريسم عجمي معرب، وقال ابن ماسه: إذا نسج دود الحرير على نفسه وتم غشاؤه فإنه إن ترك في الشمس ثقبه وخرج منه، وإذا خرج عنه اتخذ منه الإبريسم والقزوان ترك في الشمس حتى يموت يسمى حينئذ حريراً. حرشف: هو أنواع كثيرة لكن المشهور منها بذلك الاسم عند الأطباء نوعان بستاني ويسمى الكنكر وبعجمية الأندلس قنارية، وسنذكره فيما بعد ومنه برّي رؤوسه كبار على قدر الرمان وشوكه حديد وليس له ساق وتسميه البربر بالمغرب الأقصى أقران ومنه بري أيضاً يسمونه باليونانية سقلومس، وهو المعروف عند عامة الأندلس باللصف وصاده مكسورة. ديسقوريدوس في الثالثة: سقولومس هو صنف من الشوك وورقه فيما بين ورق حامالاون وأفالوفي وهو الباذرود إلا أن ورقه أشد سواداً وله ساق طويلة مملوءة ورقاً، عليها رأس مشوّك وله أصل أسود غليظ. جالينوس في الثامنة: أصل هذا النبات يحدر بولاً كثيراً منتناً متى سلقه الإنسان بشراب وشرب ذلك الشراب ولذلك صار أيضاً يذهب رائحة الأبطين ونتن رائحة البدن كله إلا أن فعله هذا يفعله بجملة جوهره من قبل أن يخرج من البدن ما كان هذا سبيله من الأخلاط فأما الأفعال التي يفعلها بكيفياته فيدل على أنه حار في الدرجة الثانية نحو آخرها، وفي الدرجة الثالثة عند مبدئها وأنه يابس في الدرجة الثانية. ديسقوريدوس: إذا طبخ الأصل بشراب كان صالحاً لمن كان أبطأ. وسائر بدنه منتناً وبال بولاً كثيراً منتناً ويؤكل هذا النبات وهو طري مثل ما يؤكل الهليون. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: الحرشف يدر البول أكثر مما يدره الهليون وهو أسخن من الهليون وألطف وأقل رطوبة وأنفع للمبرودين فأما المحرورين فليأكلوه بعد سلقه بالخل ويشربوا عليه سكنجبيناً حامضاً ويصطبغوا بعده لقماً بالخل ويأكلوا من سكباجة حامضة إن حضرت معه وهو كاسر للرياح مسخن للمثانة والكلى مخرج لما في الصدور لأصحاب الربو والسعال الغليظ ومن أخذه من هؤلاء فليكن بغير مري ولا خل ولكن مصلوقاً واسفيداجاً. المجوسي: الحرشف بأنواعه كلها يعقل الطبيعة والبطن ويقتل القمل إذا غسل بمائه الرأس ويذهب الحرارة منه.

حرشف بستاني: هو الكنكر وسيأتي ذكره في حرف الكاف.

حرذون: ابن سينا: هو في طبعه قريب من طبع الورل. مهراريس في خواصه: إن علق قلب الحرذون على صاحب حمى الربع في خرقة سوداء أبرأها وأزالها. ابن الهيثم: في كتاب الإكتفاء جلده إذا أحرق وطلي به إنسان لم يخف ما يناله من الضرب والقطع. جالينوس: قال قوم دمه يحد البصر فتركت تجربته لقذره فإني قدرت على غيره من الأدوية التي امتحنتها لفعل ذلك، وقال في موضع آخر: وأما زبوله فإن النساء قد أكثرت منها وجربنها لأنها تصقل الوجه وتبسط جلدته كما تفعل أدوية كثيرة وقوّة هذه الزبول يابسة حارة. ديسقوريدوس: وخرؤه يصلح للقمرة ولتحسين اللون وصقال الوجه والبشرة وأجود ما يكون من خرئه الشديد البياض الهين الإنغزال خفيفاً كالنشاشتج وإذا خلط برطوبة إنماع سريعاً وإذا فرك فاحت منه رائحة إلى الحموضة ما هي فيها شيء شبيه برائحة الجميز وقد يغشه قوم بخرء الزرازير التي تعلف الأرز ويكون خرؤها شبهاً بخرء الحرذون ومن الناس من يأخذ النشاشتج ويخلطه بالطين المسمى قيموليا ويلونه بالحشيشة التي يقال لها الخرسا وهو خس الحمار ثم يصفيه بمنخل واسع على تخاتج ويكون شكل الصفو كمثل الدود ويباع بحساب خرء الحرذون.

حرجول: هو الحرجل. ديسقوريدوس في الثانية: وهي جراد ليس لها جناح وهي عظيمة الجسم إذا أخذت غير مطبوخة ولا مملوحة وجففت وشربت من غير أن تعتق بالشراب نفعت منفعة عظيمة من لسعة العقرب وقد يكثر استعمالها أهل المدينة التي يقال لها نيطش من البلاد التي يقال لها لينوى. جالينوس في الحادية عشرة: ويزعمون أنه في بلاد نيطش يجفف الحيوان المسمى أثيراون ويسقى منه للسعة العقرب.

حرباء: ديسقوريدوس: ودم الحيوان الذي يقال له حامالاون وهو الحرباء يقال إنه إذا نتف الشعر النابت في العين وجعل في أصوله لم يتركه أن ينبت.

حربث: الغافقي: هو نبات ينسطح على الأرض له ورق طوال وبين ذلك الورق شيء صغار، وقال الأصمعي: أطيب الغنم لحماً ما أكل الحربث. غيره: منابته السهول وقال بعض المحدثين تسميه بعض الناس التمك وبعجمية الأندلس بيزور وهي شجيرة صغيرة دقيقة الورق طيبة الريح طعمها طعم الفلفل وهي طيبة لرائحة الفم جداً. حزاز الصخر: وأهل مصر يسمونه حناء قريش. جالينوس في الثامنة: وهذا هو شبيه بالطحلب ومن توهم أنه من جنس النبات فقد أصاب وأحسبه إنما هي سميت حزازا لأنها تشفي من العلة المسماة بهذا الاسم وهو القوباء وقوته تجلو وتبرد معاً إلا أن تبريدها يسير وهي تجفف من الوجهين جميعاً بالجلاء والتجفيف الذي اكتسبته من الصخرة والتبريد من الماء لأنه إنما ينبت على صخور ندية يقع عليها الندى والطل وليس بعجب أن يكون شيء مركب من مثل هذه الطبائع يمنع حدوث الأورام الحارة فأما أن كان هذا الدواء يقطع الدم المنفجر على ما قال ديسقوريدوس فليس عندي في هذا الدواء شيء أقوله. ديسقوريدوس في الرابعة: يتولد على الصخر الندي وإذا تضمد به قطع نزف الدم مسكن للأورام الحارة وإبراء القوابي وإذا خلط بالعسل وتحنك به نفع من اليرقان وسكن ورم اللسان.

حزاءة: أبو العباس النباتي: اسم لنبتة جزرية الورق إلى البياض ما هي أصلها أبيض جزري الشكل إلى الطول ما هو طعمه بيسير حرافة وساقه في غلظ الأصبع يتفرق في أعلاه إلى أغصان دقاق متشعبة عن أكلة كزبرية الشكل إلى الصفرة ما هي هي أكبر من الكزبرة فيها مشابهة من أكلة الجزر البري يخلف بزراً عريضاً لاطئاً مزويّ عدسي الشكل إلى الطول ما هو حريف الطعم، فيه عطارة وطعم ورقه وأصله طعم الجزر والرازيانج معاً بيسير حرافة رأيته في أرض ببابل بمقربة من الكوفة ورأيت البزر منه ببغداد معروف بهذا الاسم وببلاد المشرق والنبتة تسميها الأعراب بالذي سميتها به أول الاسم حاء مهملة مكسورة بعدها زاي مفتوحة ثم ألف ثم همزة بعدها هاء. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: يسخن المعدة ويهضم الطعام ويطرد الريح ولا يصلح للمحرورين لأنه يهيج الرمد سريعاً وهو نافع لأصحاب الرياح الغليظة والمبلغمين وأصحاب الجشاء الحامض فإن أخذه المحرورون فليشربوا عليه سويقاً وسكراً. ابن ماسويه: نافع من لسع الهوام مدر للبول ويعطش إعطاشاً كثيراً. البصري: كامخ الحزاءة رديء للرأس ويورث السدد ويصلح لبرد المعدة والبخر ونتن الفم ويهيج المرار ويظهر الجرب والبثر في البدن.

حزاء: قال الغافقي: قال أبو حنيفة: هو النبتة التي تسمى بالفارسية الديناروية وهي تشفي الريح وريحها كريهة وورقها نحو من ورق السذاب وليس في خضرته وقيل إنه سذاب البر. الطبري: هو الزوفرا وهو سذاب البر وهو شبيه بالسذاب في صورته وقوته. الرازي: الحزاء المسمى بالفارسية ديناروية. الفلاحة: هي بقلة حارة حريفة قليلاً يشوبها مرارة ورقها كورق الرازيانج في ملسها خشونة وهي تضاد دسم العقارب والأدوية القتالة بالبرد هاضمة للطعام الغليظ وتفش الرياح ولا تنفخ البتة وتزيل الجشاء الحامض. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: تسخن المعدة وتهضم الطعام وتطرد الرياح وتنفع أصحاب الرياح الغليظة والمبلغمين وأصحاب الجشاء الحامض وتهيج الرمد سريعاً. ابن ماسة: نافع من لسع الهوام يدر البول ويعطش إعطاشاً كثيراً. ماسرحويه: هو شبيه بالسذاب في القوة قاطع للمني.

حزاءة أخرى: الغافقي: قال ابن دريد: هي بقلة ورقها مثل ورق الكرفس أو ورق الجزر، ولها أصل كالجزرة ويظهر منه شيء على الأرض وهي تنبت مسلطحة ثم تتشعب غصنه إذا استلقت. الفلاحة: بقلة ورقها دقاق متفرق متشعب يشبه ورق الجزر يطلع كالكرفس من أصله وفي طعمه حرافة وحدة طيبة غير مكروهة يضرب طعمها إلى شبه طعم الرازيانج وهي أطيب وهي هشة ليس فيها شيء من اللزوجة مستطابة ولها في رؤوسها بزر أخضر طيب الريح والطعم طارد للرياح جيد للمعدة وهي مسخنة إسخاناً يسيراً على مزاج الكبد الباردة يهضم الطعام ويزيل الخمار ويصلح مزاج البدن والأحشاء ويزيل إدمانها الصفرة من الوجه وسائر البدن ويفتح سدد الكبد والطحال ويشوبها قبض مع عطرية ويسخن الكلى ويسمنها وينقي المثانة ومجاري البول ويشفي من الزكام وينفع الدماغ ويحلل منه رطوبات وهي أشد الأشياء موافقة للبواسير ينفع من نفوذها ويسكن وجعها بالتضميد وإدمان أكلها. حزنبل: التميمي في كتابه في المرشد: هذا عرق شجرة من النبات ليس لها فرع يطول كبير طول بل قد يغلظ في بطن الأرض ويرمي بقضبان طوال وله ورق أخضر ولون هذا العرق أسمر يضرب إلى البياض والغبرة، وإذا مضغ كان لين المضغ شمعياً يتعجن إذا مضغ كان فيه دهانة وطعمه حلو تشوبه مرارة مثل المرارة التي في طعم الفاريقون ومنابته بطرسوس وبغيرها من أرض الشام وبطبرية وبجبال البيت المقدس منه شيء كثير وخاصته إبطال فعك سم العقارب والنفع منه وأفضله ما جلب من طرسوس وما يليها وليس فيها شيء من الحشيشة اليابسة بل بجميع أجزائه لينة يتعجن إذا مضغ والشربة منه من وزن درهم إلى مثقال وقد ينفع أيضاً من سموم الحيات ويشرب بسيطاً وحده بشراب أو بمطبوخ الماء والعسل فيتبين له نفع بين وأمر عجيب محمود. لي: هذا النبات قد زعم قوم أنه الفاشرا وهو خطأ وإنما هو غيره وهو كثير بأرض الغور وخاصة من الضيعة المعروفة بالجديدة إلى جسر الصنبرة إلى تل الثعالب مع ساحل بحيرة طبرية الأرض منها هناك مستجلسة وتجده في هذه الأرض منفرشاً عليها يشبه في نباته نبات اليبروح أعني في عرض ورقه وتراكم بعضه على بعض، إلا أن ورق الحزنبل عليه زغب يسمو من وسطه قصبة مزواة جوفاء وبزرها محيط بها مثل القراسيون، وعروقه إذا قلعت في الربيع يكون كما قال التميمي يتعجن عند المضغ، وإذا قلعت في الصيف عند استكمالها وجفاف ورقها تكون كأنها العظام في صلابتها وتقيم سنين كثيرة لا يسرع إليها التآكل مجرب. وهذا هو المرباقلن النافع من السموم جميعها عند أهل الشام وأطبائها بلا شك فاعلمه.

حسك: تسميه عامة المغرب بالأندلس حمص الأمير. ديسقوريدوس في الرابعة: هو صنفان أحدهما بري ينبت في الخربات وعند الأنهار وورقه شبيه بورق البقلة الحمقاء إلا أنه أدق منه وله قضبان طوال منبسطة على الأرض وعند الورق شوك ملزز صلب، ومنه صنف آخر ينبت على الأنهار وقضبانه مرتفعة على الأرض خفي الشوك عريض الورق وله قضبان طوال فيها الورق وساق طرفها الأعلى أغلظ من الطرف الأسفل وعليه شيء نابت في دقة الشعر مجتمع شبيه بساق السنبلة، وثمره صلب مثل ثمر الصنف الآخر. جالينوس في الثامنة: هذا النبات مركب من جوهر رطب يسير الرطوبة ومن جوهر يابس ليست يبوسته يسيرة مع أنه بارد رطب، والأغلب على الحسك الذي ينبت في البر الجوهر الأرضي وهو الذي بينا فيه أنه قابض، والغالب على الحسك النابت في الماء الجوهر المائي ولذلك صار هذان النوعان من الحسك موافقين لمنع الأورام الحارة من الحدوث، وبالجملة هي صالحة في كل موضع يسيل وينصب إليه شيء وأما ثمرة الحسك الذي ينبت في البرّ فإنها إذا شربت فتتت الحصاة المتولدة في الكليتين. ديسقوريدوس: وكلا الصنفين يبردان ويقبضان وقد يتضمد بهما الأورام الحارة وإذا خلط بالعسل أبرأ القلاع والعفونات العارضة في الفم وأورام العضل التي عن جانبي الحلق ووجع اللثة وقد تخرج عصارة هذا النبات وتستعمل في الإكحال وثمره إذا شرب رطباً نفع من الحصاة المتولدة في الكلى والمثانة، وأحد الصنفين وهو الأول إذا شرب منه مقدار درهمين وتضمد به نفع من نهشة الأفعى، وإذا شرب بالشراب وافق الأدوية القتالة، وطبيخه إذا رش في موضع فيه براغيث قتلها والذي عند النهر الذي يقال له سطرموس من الأمة التي يقال لها براقي يدلفون خيلهم بهذا النبات إذا كان رطبً ويعملون من ثمره خبزاً لأنه حلو مغذ ويستعملونه بدل خبز الحنطة. سندهشار: جيد لوجع المثانة وعسر البول زائد في المني. غيره: ينفع من القولنج وكل ما يفعله بزره يفعله عصير ورقه إذا شرب رطباً أو جففت عصارته واستعملت. إسحاق بن عمران: وللحسك بزر أصفر صغير فيلقيه ثم يعقد حسكاً يشبه الفول له ثلاث شويكات وداخله حب صغير أصفر يشبه الحلبة وكثيراً ما ينبت في البحائر والأرض الرملة وعصيره يستخرج كما يستخرج عصير الغافت وهو أن يؤخذ نباته أخضر، وقد تناهى طيبه فيدق ويعصر ويجفف عصيره في الظل.

حسل: الرازي: يسمى باليونانية حسمى وهو بقل يشبه الصعتر الطويل الورق المعروف بالبرمر إلا أنه أعظم منه وأطيب رائحة فهو لذلك أجود للمعدة. قال صاحب الفلاحة: الحسمى هو الحسل يشبه الصعتر البستاني إلا أنه أغبر وهو أطول ورقاً من الصعتر، وفيه شيء يطول حتى ينطوي بعضه على بعض، ويطبخ مع الطعام ويؤكل نيئاً وهو يصلح المعدة ويطيب الجشاء ويصلح الطعام الفاسد فيها ويسرع إحدار الطعام ويطيب النكهة وقد يشفي من لدغة العقرب ونهشه الرتيلا.

حشيشة الزجاج: وبالرومي الكسيني وعامة الأندلس تسميها بالحبيقة وبالحبقالة أيضاً تصغير حبق. ديسقوريدوس في الرابعة: القيسني: هو نبات ينبت في السياجات وفي الحيطان وله قضبان دقاق لونها إلى الحمرة وورق شبيه بورق النبات الذي يقال له لبتورسطس عليه زغب وعلى القضبان شيء شبيه بالبزر خشن يتعلق بالثياب. جالينوس في السادسة: قوّة هذا النبات تجلو وتقبض معاً قبضاً يسيراً مع رطوبة فيها باردة فهو لذلك ينفع جميع الأورام في الابتداء وفي الرمد إلى المنتهى وخاصة الأورام الحارة ويوضع أيضاً على أورام اللحم الرخو في إبتدائها فينفعها فأما عصارته فنافعة مع دهن الورد لوجع الأذن الحادثة عن ورم حار باعتدال، ومن الناس قوم يتغرغرون له لورم النغانغ، ومن الأطباء قوم قد سقوا منه أصحاب السعال المزمن وهو يعطيك من نفسه تجربة ما فيه من قوة الجلاء لفعله ما يفعله في أواني الزجاج. ديسقوريدوس: وللورق قوة مبردة قابضة ولذلك إذا تضمد به أبرأ الحمرة والبواسير النابتة في المقعدة وحرق النار والأورام التي يقال لها فوجيلا في ابتداء كونها والأورام الحارة والبلغمية وعصارة هذا النبات إذا خلطت بأسفيذاج الرصاص ولطخت به الحمرة والنملة نفعت منهما وإذا خلطت بقيروطي متخذة من دهن الحناء أو خلطت بشحم تيس نفعت من النقرس، وإذا تحسى من العصارة أيضاً مقدار قوانوس نفع من السعال المزمن وإذا تغرغر به أو تحنك به نفع من اللوزتين، وإذا خلطت بدهن الورد وقطر في الأذن الوجعة سكن وجعها. الغافقي: ورق هذا النبات إذا حكت به القوابي أبرأها وإنما سميت بهذا الاسم لأن آنية الزجاج إذا اتسخت تجلى بها وذلك بأن يقطع ويلقى فيها ويحرك مع الماء فيها فيجلوها بخشونتها وينقيها.
حشيشة الداحس: ديسقوريدوس في الرابعة: قاريوحنا. هو نميش صغير شبيه بالنبات الذي يقال له أنتلس إلا أنه أقصر منه وورقه أكبر من ورق أنتلس وينبت في الصخور وإذا تضمد به أبرأ الداحس والقروح التي يقال لها الشهدية. جالينوس في الثامنة: هذا يسمى باليونانية قاريوحنا لأنه يشفي من العلة المسماة بهذا الاسم وهو الورم الحادث في أصول الأظفار المسمى بالداحس وبحسب ما قال ديسقوريدوس هو يشفي أيضاً السعفة الرطبة الحادثة في الرأس وقوته لطيفة وهو يجفف بلا لذع لأن الأدوية التي تشفي هذه الأورام المسماة مسامير حالها هذه الحال والأمر معلوم، فإن ما كانت هذه حاله يحلل جميع العلل المحتاجة إلى التحليل والأدوية التي حالها هذه الحال هي جميع الأدوية التي تسخن وتجفف في الدرجة الثانية كما يفعل هذا الدواء وكل ما جوهره جوهر لطيف.

حشيشة الأسد: هو الجعفيل وباليونانية أوروليحي وقد ذكرته في حرف الألف.

حشيشة السعال: هذا الدواء المسمى باليونانية فيحزيون وسيأتي ذكره في حرف الفاء.

حشيشة الطحال: يقال على الدواء المسمى باليونانية سقولوفندريون، وقد ذكرته في السين ويقال على النبت المسمى باليونانية طوقوريوس وقد ذكرته في الطاء وعلى الدواء المسمى باليونانية أنيونيطس وقد ذكرته في الألف.

حشيشة الأفعى: هو الدواء المسمى باليونانية أوارسي وبالعربية البلكي، وقد ذكرته في حرف الباء.

حشيشة دودية: هو السقولوفندريون سميت لذلك لشبهها في نباتها بخلقة الدودة المسماة باليونانية سقولوفندو، وهي أم أربعة وأربعين.

حشيشة البرص: يقال على الدواء المسمى بالبربرية أطريلال وقد ذكرته في الألف وعلى الدواء المذكور في آخر المقالة الثانية من كتاب ديسقوريدوس، ويسمى باليونانية طيلافيون. حصرم: أبو حنيفة: هو غض العنب ما دام أخضر وهو في الكرم بمنزلة البلح في النخل. وقال: وعصارته نسمى بالفارسية غورافشرج ومعناه رب الحصرم. الإسرائيلي: وقوته في البرودة من الدرجة الثانية ومن اليبوسة من الدرجة الثالثة. جالينوس: وقوة عصارته مجففة في الدرجة الثالثة. الرازي: هو عاقل للبطن قامع للمرة والدم. غيره: يولد رياحاً ومغصاً. حنين: في كتاب الكرمة يضعف معدة المدمن عليه وإذا جفف في الفيء وسحق ودلك به البدن في الحمام نفع من الحصف وقوى البدن ومنع من أن يحدث فيه الحصف في تلك السنة ويبرد البدن. ديسقوريدوس في الخامسة: وعصارة الحصرم ينبغي أن تستخرج قبل أن يطلع نجم الكلب ويشمس في إناء من نحاس أحمر مغطى بثوب ولا يزال في الشمس إلى أن يجمد كله، وينبغي أن يخلط ما جمد منه بما لم يجمد فإذا كان بالليل يرفع الإناء من تحت السماء فإن الأنداء تمنع من أن تجمد العصارة فاختر منها ما كان أصفر إلى الحمرة سهل الإنعزال يقبض قبضاً شديداً ويلذع اللسان، ومن الناس من يطبخ العصارة ويعقدها بالطبخ وقد يوافق مخلوطه بالعسل أو بالشراب الحلو للعضل الذي عن جنبي اللسان والحلق واللهاة والقلاع واللثة الرخوة التي يسيل إليها الفضول والآذان التي يسيل منها القيح. وإذا خلطت بالخل نفعت النواصير والقروح المزمنة والقروح الخبيثة التي يسعى في البدن وقد يحتقن بها لقرحة الأمعاء ولسيلان الرطوبة المزمنة من الرحم، وإذا اكتحل به أحد البصر ووافقت خشونة العين وتأكل المآقي ويشرب لنفث الدم العارض قديماً من انخراق بعض العروق وينبغي أن يستعمل وقد مزجت بالماء حتى يرق ويصير مائية ويستعمل منها الشيء اليسير لأنها تحرق إحراقاً شديداً، وأما الشراب الحصرمي فإنه يتخذ على هذه الصفة يؤخذ العنب، ولم يستحكم نضجه بعد وفيه مزازة فيجعل في الشمس ثلاثة أيام أو أربعة حتى يذبل ثم يعصر ويلقى في الدنان ويشمس، وقوّة هذا الشراب قابضة وهو مقو للمعدة نافع لمن يعسر إنهضامه للطعام وللمعدة المسترخية والمرأة الوحمى ولمن به القولنج الذي يعرض فيه قيء الرجيع ويقال أنه ينفع الأمراض التي تعرض في الوباء وهذا الشراب يحتاج إلى أن يعتق سنين كثيرة فإنه إن لم يفعل به ذلك لم يكن شروباً، وقال مرة أخرى: وأما صنعة شراب العاقومالي وهو شراب الحصرم تأخذ حصرماً لم يسود ثم يشمسه ثلاثة أيام ثم تعصره وتأخذ من عصيره ثلاثة أجزاء وتلقي عليها من عسل جيد منزوع الرغوة جزءاً واحداً ثم تصيره في إناء من خزف وتدعه في الشمس وقوة هذا الشراب قابضة مبردة ويوافق من كان في معدته استرخاء وإسهال مزمن وإنما يستعمل بعد سنة. ابن ماسويه: رب الحصرم دابغ للمعدة قاطع لإسهال المرة الصفراء مسكن للغم الحادث منها، قاطع للعطش العارض من المرة، صالح من الحمى الحادة، قاطع لقيء المرة الصفراء، عاقل للطبيعة، مقو للكبد، يذهب بالحمار ولا سيما إذا كان معه رب الرمان المر. الرازي: رب الحصرم قامع للدم والصفراء جداً مسكن لالتهاب المعدة الذي مع حرارة والتهاب. ابن عمران: رب الحصرم ينبه الشهوة. بولس: رب الحصرم يابس يقبض قبضاً شديداً ومن ههنا صار موافقاً في العلل السيالة لا سيما في العلل التي تعرض في المقعدة. عيسى بن ماسه: شراب الحصرم مز نافع للحوامل من النساء فإنه يقوي معدهن، ويمنعها من قبول كيموسات رديئة لزجة ويمسك الجنين من أن يسقط. الرازي: وبدل عصارة الحصرم عصير التفاح الحامض.

حضض: ديسقوريدوس في الأولى: لوفيون. هي شجرة مشوكة لها أغصان طولها ثلاثة أذرع وأكثر عليها الورق وهي شبيهة بورق شجر البقس ملزز ولها ثمر شبيه بالفلفل أسود ملزز مر المذاق أملس وقشر الشجر أصغر شبيه بالحضض المدوف بالماء ولها أصول كثيرة ذاهبة في جانب خشنة ويكون بالبلاد التي يقال لها ماقدونيا، والبلاد التي يقال لها لوقيا، وفي أماكن أخر كثيرة. وبنيت في أماكن الأرض الوعرة وقد يخرج عصارة الحضض إذا دق الورق كما هو ويطبخ مع الشجرة أو أنقع أياماً وطبخ وأخرج من الطبخ وأعيد ثانية إلى الطبخ على النار حتى يثخن ويصير مثل العسل، وقد يغش بعكر الزيت يخلط به في طبخه أو بعصارة الأفسنتين أو بمرارة بقر، وينبغي أن يجمع ما كان منه طافياً وكان شبيهاً بالرغوة وتخزنه ويستعمل في أدوية العين، فأما الباقي فاستعمله في غير ذلك من الأدوية وقد يكون أيضاً من ثمر الحضض عصارة بأن يشمس ويعصر والجيد من الحضض ما التهب بالنار وإذا طفىء أرغى عند ذلك رغوة لونها شبيه بلون الدم وكان خارجه أسود وداخله ياقوتي اللون وما لم يكن زهماً وكان فيه قبض مع مرارة وكان لونه مثل لون الزعفران كالذي تجده في الحضض الهندي فإنه على هذه الصفة وهو أجود ما رأيناه وأقواه فعلاً. جالينوس في السابعة: هذه شجرة شوكية منها يتخذ الحضض وهو عندنا دواء رطب يستعمل في مداواة الكلف ومداواة الأورام والقروح الحادثة في الفم وفي الدبر والنملة والتعفن والقروح الخبيثة والآذان التي يخرج منها القيح والسحج والرطوبة المختلفة في أصول الأظفار، وذلك لأن قوته تجفف وهو مركب من قوى أجناسها متباينة فواحدة منها لطيفة محللة حارة والأخرى أرضية باردة، ومن قبل هذه القوة صار للحضض قبض إلا أن هذه قليلة في هذا الدواء جداً فأما التحليل والتجفيف فليس هما قليلين بل هما منهما في الدرجة الثانية وأما الحرارة فهو منها نحو المزاج الوسط المعتدل، ولذلك صار الناس يستعملون هذا الدواء في مداواة أدواء مختلفة، فمرة يستعملونه على أنه دواء يجلو جلاء شافياً فيكحلون به العين لينقي ما يكون في وجه الحدقة مما يظلم به البصر ومرة يستعملونه على أنه يجمع أجزاء العضو ويشده ويسقون منه أصحاب الإستطلاق ومن به قرحة في أمعائه والنساء اللواتي بهن النزف وهذا النوع من الحضض يكون في بلاد لوقيا وبلاد قيادوقيا كثيراً جداً، وأما النوع الآخر منه وهو الهندي فهو أقوى وأبلغ في هذه الأشياء كلها. ديسقوريدوس: وقوته قابضة ويجلو ظلمة البصر ويبرىء جرب العين وحكتها ويقطع عنها سيلان الرطوبات السائلة إليها سيلاناً مزمناً ويوافق الآذان التي يسيل منها مدة وإذا تحنك به وافق ورم الحلق وإذا لطخ به وافق اللثة القرحة والقروح المتعفنة وشقاق المقعدة والشجوج، وإذا شرب أو احتقن به نفع من الإسهال المزمن وقرحة الأمعاء وقد يسقى بماء لنفث الدم والسعال، وقد يهيأ منه حب ويسقى أولاً ولا يهيأ منه حب ولكن كما هو لعضة الكلب الكلب وقد يحمر الوجه الشعر وقد يشفي من الداحس والنملة والقروح الخبيثة، وإذا احتمل قطع سيلان الرطوبات السائلة سيلاناً مزمناً من الرحم، وقد يقال أن الهندي يكون من الشجرة التي يقال لها الحيطس وهذه الشجرة هي صنف من الشوك لها أغصان قائمة طول ثلاثة أذرع أو أكثر مخرجها من الأصل وهي أغلظ من أغصان العليق منفلقة القشر لونها أحمر مثل لون الدم وله ورق مثل ورق الزيتون، وقد يقال أنه إذا طبخ مع الأغصان بخل نفع من الأورام العارضة للطحال ومن اليرقان ويدر الطمث وقد يقال أنه ينفع ذلك إن لم يطبخ بل يشرب كما هو مسحوق فإنه إذا شرب من ثمرته وزن مسطرون أسهل بلغماً مائياً، وينفع من الأدوية القتالة. ماسرحويه: الفيلزهرج ثلاثة ضروب: أحدها: هندي، والثاني: عربي وهو الذي يسمى الحضض، والثالث: يعمل من الزرشك وهو شوك الحضض الهندي، وهو أن يؤخذ حضض الزرشك فيطبخ بالماء طبخاً جيداً حتى لا يبقى فيه شيء من القوة ثم يصفى ويطبخ بالماء حتى يحمر وكلها معتدلة في الحرارة والبرودة قابضة وأقواها كلها الهندي وخاصة في تقوية أصول الشعر وأنفعها للأورام الحضض الذي يصنع من الزرشك قوته قوة دم الأخوين إلا أنه دونه ويجفف البلة في العين وسائر الأعضاء ويقويها لمكان ما فيه من امتزاج القوى. بديغورس: خاصة الحضض النفع من الأورام الرخوة والحرارة والنفاخات  في الجسد وقطع الدم. الطبري: يغزر الشعر إذا طلي عليه. سندهشار: الفيلزهرج ينفع من أوجاع العين والأورام والجذام والبواسير والقروح. ابن ماسه: ينفع للسع الهوام والأورام الجاسية الكائنة في أصول الأظفار. الرازي: ينفع من الخوانيق إذا تغرغر به. ابن البطريق: يطلى به موضع عضة الكلب الكلب ويحشى به حتى يبلغ قعر العضة فينفع منها. غيره: يسقى منه كل يوم نصف مثقال بماء بارد لهذه البلية فينتفع به.

حفاء: هو البردي وقد ذكرته في حرف الباء من قبل.

حلبة: جالينوس في 8: تسخن في الدرجة الثانية وتجفف في الدرجة الأولى ولذلك صارت تهيج الأورام الملتهبة فأما الأورام القليلة الحرارة الصلبة فإنها تحللها وتشفيها وقال في أغذيته: الحلبة اليابسة منها تسمى قرن الثور وقرن العنز وهي تسخن إسخاناً بيناً، وإذا أكلت مع المري قبل الطعام لينت البطن وكثيراً ما تصدع وربما غثت وإذا أكلت مع الخبز قل تليينها للبطن ولم تصدع ولم تغث، وبقلة الحلبة تصدع إذا أكثر من أكلها وتحدث لبعض الناس غثياناً وأما الحلبة المطبوخة إذا شربت مع العسل تطلق البطن وتخرج ما في الأمعاء من الأخلاط الرديئة، وفي هذا الماء لزوجة وحرارة فهو بلزوجته مأمون أن يؤذي وبحرارته مسكن الأذى وفيه قوة تجلو فهو بهذا السبب يحرك الأمعاء ويستدعيها إلى دفع مما فيها بالبراز، إلا أنه ينبغي أن يكون مقدار ما يخلط معه من العسل يسيراً كيما لا يكون لذاعاً فأما من كانت في صدره أوجاع مزمنة من غير أن يكون معها حمى فينبغي أن يطبخ له الحلبة مع تمر لحيم ويؤخذ شيرجها فيخلط معه عسل كثير ويطبخ على جمر حتى يثخن ثخناً معتدلاً ويسقيه منه قبل وقت الطعام بوقت يسير، وقال في كتابه لملكة الروم: وأما الحلبة المنبوتة التي تستعملها الروم فإنه إذا أكلها إنسان أكلاً معتدلاً فإنها تنفع المعدة وإن أكثر منها أثخمته وصدعته ولا ينبغي أن تؤكل في كل حين ولا يشبع منها. ديسقوريدوس في الثانية: وطيلس ولها أسماء كثيرة الدقيق الذي يعمل منها إذا خلط بماء لقراطن وطبخ وتضمد به كان مليناً ودقيق الحلبة يصلح للأورام الحارة العارضة في الجسم الظاهرة منها والباطنة وإذا خلط دقيقها بنطرون وتضمد به حلل ورم الطحال، وقد تجلس النساء في طبيخ الحلبة وينفعهن ذلك لوجع الأرحام العارضة لهن من وجع الرحم وانضمامه وإذا طبخت الحلبة وعصرت وغسل الرأس بعصارتها نفعت الشعر وحللت النخالة والقروح الرطبة وقد تخلط بشحم أوز وتحتمل فتلين صلابة الرحم وتفتح انضمامه. ماسرحويه: طبيخ الحلبة يجعد الشعر ويذهب بالحزاز وينقي الصدر ويغذو الرئة بعض الغذاء. ابن ماسويه: تدر دم الحيض إذا شرب ماء طبيخها مع خمسة دراهم من الفوة وهي مغيرة للنكهة مطيبة لرائحة الرجيع مفسدة لرائحة العرق والبول محمودة لكسر الأعضاء ووهنها ملينة للطبيعة. عيسى بن ماسه: ومن احتاج إلى تليين طبيعته يبتدي بها منبتة مع المري قبل الغذاء. الرازي: الحلبة تلين الصدر والحلق والبطن وتسكن السعال والربو وعسر النفس وتزيد في الباه جيدة للريح والبلغم والبواسير. الطبري في كتاب الجوهرة: إذا وضعت على الظفر المتشنج أصلحته. الدمشقي: تجلب البلغم اللزج من الصدر وتغزر البول. ابن سينا: حرارتها تفعل بالترقيق وكيموسها رديء وليس بالقليل ولعابها مع دهن الورد ينفع من الشقاق البارد ولحرق النار وتدخل في أدوية الكلف وتحسن اللون، ودقيقها يلين الدبيلات وينضجها وطبيخها يشفي من الطرفة ويصفي الصوت، ويجلس في طبيخها لورم الرحم ووجعه وانضمامه والحلبة تسهل ولادة الرحم العسر الولادة للجفاف. الرازي: بقل الحلبة إذا أكل كان نافعاً من وجع الظهر والكبد وبرد المثانة ويقطر البول وأوجاع الأرحام الباردة. الحوز: والرطب من الحلبة يزيد في الدم جيداً. حلق: أبو حنيفة: هي شجرة تنبت نبات الكرم تترقى في الشجر ولها ورق شبيه بورق العنب حامض يطبخ به اللحم وله عناقيد صغار كعناقيد العنب البري يحمر ثم يسود فيكون مزاً ويؤخذ ورقه فيطبخ ويجعل ماؤه في العصفر فيكون أجود له من ماء حب الرمان، ويحمل إذا جف في البلاد لذلك ومنابته جلد الأرض. ابن رضوان: هو نوع من الكشك يعمل من حشيشة باليمن حامض جداً بارد يابس قامع للصفراء يسكن الكرب الحادث عنها نافع للحمار والحصا قاطع للعطش. البالسي: وهذا يكون باليمن شجرة لطيفة تطرح حباً يشبه حب عنب الثعلب وعيدانها تشبه عيدان الكرم يؤخذ ورقها فيجمع ويلقى في تنور وقد سكن ناره، فيصير قطعاً سوداً يشبه الكشك البابلي، وهو حامض جداً بارد يابس في طبعه يقطع المرة الصفراء ويسكن اللهيب الحادث عنها في المعدة والذي يؤخذ منه مقدار خمسة دراهم فيلقي عليه ثلاثون درهماً من الماء فإذا مرش صفى ذلك الماء.

حلبيثا: ديسقوريدوس في الرابعة: فيلبس ومن الناس من يسميه بقلة الحمقاء برية وأما أبقراط فإنه يسميه ببليون وهو تمنش ينبت أكثر ذلك في السواحل، وهو كثير الأغصان والورق ملآن من لبن والورق شبيه بثمر بيلص يجرح الحلق وله أصل واحد دقيق لا ينتفع به، ويشبه ورق البقلة الحمقاء البستانية مستدير وفي أسافل الورق شيء من حمرة وتحت الورق ثمر مستدير شبيه بثمر بيلص يجرح الحلق وله أصل واحد دقيق لا ينتفع به في الطب وقد يجمع ويرفع ويسقى منه وبيلص يجمع ويرفع ويعمل منه أيضاً بالماء والملح كما يعمل وفيه مثل قوته. جالينوس في 8: وهذا النبات أيضاً له لبن كلبن النبوع وأكثر ما ينبت عند البحر وأصله لا ينتفع به ولا يصلح لشيء كما لا يصلح أيضاً أصل النبات المسمى بابلس وأما لبنة فقوي مع أنه ليس ينتفع به كثير المنفعة، وأما بزره فنافع وهو ناري مسهل مثل بزر النبات المسمى بابلس.

حلبيب: بياءين منقوطتين كل واحدة منهما بواحدة من أسفلها بينهما ياء منقوطة باثنتين ساكنة. ابن سينا: دواء هندي يشبه السورنجان حار يابس في الثانية يسهل البلغم والنخام والديدان وحب القرع والأخلاط الغليظة، وينفع من النقرس وأوجاع المفاصل شرباً.

حلفا: الشريف: نبت معروف إذا أخذ منها ثلاثة وأوقدت أطرافها وكوي بهن الدمل في أول ظهوره ثلاث مرّات منعه من التزايد، ورمادها إذا أحرقت حار يابس إذا غسل به الرأس نقاه من الأبردة تنقية بالغة وأزالها، ولا يعدلها في ذلك دواء آخر، وإذا شرب مع عسل وخل قتل الديدان في البطن يؤخذ لذلك ثلاثة أيام ولاء وإذا أوقدت أطرافه وكويت بها النملة الساعية نفع منها نفعاً بيناً.

حلاب: الشريف: حشيشة صغيرة تنبت في أطراف العمارات والأرضين الحرشا وورقها دقيق ولها قضبان دقاق ولها زهر دقيق أبيض وطول هذه الحشيشة مقدار شبر لا أزيد قوتها باردة يابسة عصارتها إذا خلط معها دقيق حواري وضمد بها بقايا الكسور والفكوك والوهن والوثي نفع منها، وإذا خلطت بالحناء ويخضب بها أيدي الصبيان الصغار نفعت من الحكة العارضة لها والماء السائل منها. حلتيت: هو صمغ الأنجدان. جالينوس في 7: لها قوة تجنب جذباً بليغاً وفيها بسبب هذا المزاج الذي ذكرته منها شيء ينقص اللحم ويذيبه. جالينوس في 7: الحلتيت أكثر ألبان الشجر حرارة ولطافة ولذلك هو أشد تحليلاً. جالينوس في الثانية: الحلتيت ينفع ورم اللهاة كنفع ألقاوانيا من الصرع، وقال في قاطا حابس: إن حرارة الجاوشير ليست عند حرارة الحلتيت بشيء أبداً. ديسقوريدوس في الثالثة: وقد يجمع من الأنجدان صمغ وهو الحلتيت بأن يشرط أصله وساقه وأجود ما يكون منه ما كان إلى الحمرة ما هو صافياً شبيهاً بالمر قوي الرائحة لا تكون رائحته شبيهة برائحة الكراث ولا كريهة المذاق هيناً أن يداف، وإذا ديف كان لونه إلى البياض. والحلتيت المعروف بقورنياس وهو الذي من قورنيا إذا ذاق إنسان منه قليلاً فإنه على المكان يبدل بدنه كله ورائحته ليست بكريهة، ولذلك إذا تنوول منه لا يكون للفم رائحة شديدة، والحلتيت المعروف بميديفوس وتفسيره المائي وهو الذي من ماه، والحلتيت الذي يعرف بسورياتغس وهو الذي من سورياهما أضعف قوة من القورنياس وأردأ رائحة، وكل أصناف الحلتيت تغش قبل أن يجف بسكبينج يخلط به أو دقيق الباقلا، ويعرف المغشوش منه بالمذاق والرائحة والذوق، ومن الناس من يسمي ساق هذا النبات سلفيون ويسمي أصله ماء عنطاوس ويسمي ورقه مسقطس وأقوى هذا كله الصمغ وبعده الورق وبعده الساق والصمغ حريف، وإذا خلط بالعسل واكتحل به أحد البصر وذهب بابتداء الماء النازل في العين وقد يوضع في التآكل العارض في الأسنان فيسكن وجعها ويخلط بالكندز ويلطخ على خرقة ويوضع على الأسنان فيسكن وجعها أيضاً ويطبخ مع الزوفا والتين بخل ممزوج ويتمضمض بطبيخه فيفعل مثل ذلك، وإذا وضع على القرحة العارضة من عضة الكلب الكلب نفع منها، وإذا شرب أو تلطخ به نفع ضرر الحيوانات ذوات السموم كلها والجراحات العارضة من النشاب المسموم، وقد يداف بزيت ويتمسح به للسعة العقرب، وإذا شرطت الأورام الشبيهة القريبة في الخبث من الورم المسمى عبقراً ووضع الحلتيت في مواضع الشرط نفع منها، وإذا وضع وحده أو مع السذاب والنطرون والعسل نفع منها، وإذا وضع على المواضع التي منها قلع الثآليل المسمارية والغدد الظاهرة الناتئة بعد أن يخلط بقيروطي أو بجوف التين اليابس أذهب بها، وإذا خلط بالخل أبرأ القوابي في حدثان كونها، وإذا خلط بالقلنت والزنجار وصير في المنخرين وفعل ذلك أياماً شفى من اللحم الزائد النابت في الأنف، وينبغي أن ينزع اللحم إذا أكله هذا الدواء بالكليتين التي تسمى سوقولانيس وقد ينفع من خشونة اللحم المزمنة، وإذا ديف بالماء وتجرع على المكان صفي الصوت الذي عرض له البحوحة دفعة، وإذا خلط بالعسل تحنك به حلل ورم اللهاة وقد يتغرغر به مع ماء القراطن فينفع من سوندجي، وإذا استعمله في طعامه حسن لونه، وإذا تحسى ببيض وافق السعال اليابس، وإذا طرح في الإحساء وتحساه من به شوصة وافقه، وإذا استعمل بالتين اليابس وافق اليرقان والختر، وإذا شرب بالشراب مع الفلفل والسذاب سكن الكزاز وقد يؤخذ منه مقداراً ويولوس ويخلط مع شمع ويبتلعه من عرض له فالج مع انتصاب الرقبة وميلها إلى خلف، وإذا تغرغر به مع الخل قلع العلق المتعلق بالحلق، وإذا شرب بالسكنجبين نفع من جمود اللبن في الجوف ومن الصرع، وإذا شرب بالمرّ والفلفل أدر الطمث، وإذا أخذ في حبة عنب نفع من الإسهال المزمن، وإذا شرب بماء الرماد نفع من الإسهال المزمن ومن شدخ العضل وأطرافها، وقد يذاب بدهن لوز مر أو سذاب أو خبز حار إذا احتيج إلى شربه. الرازي: رأيته بليغاً في علل العصب لا يعدله شيء من الأدوية في الإسخان وجلب الحمى، فليعط منه العليل كالباقلاة غدوة ومثلها عشية يسقى بشراب جيد قليل، فإنه يلهب البدن من ساعته. وقال في الحاوي: رأيت في كتاب الهند أنهم يعتمدون في الباه على الحلتيت وهو عندي قوي لأنه حار جداً وهو مع هذا كله منفخ وإن جعل القليل منه في ثقب الإحليل أنعظ إنعاظاً قوياً وإن صب عليه دهن زنبق في قارورة وترك أياماً ثم تمسح به فإنه يلذذ الرجل والمرأة لذة عجيبة. حبيش بن الحسن: هو حار يابس في أول الدرجة الرابعة يقرب فعله من فعل السموم ويضر بالكبد والمعدة، وإن جعل في الضرس المأكول فتنه وهو شديد الرائحة جداً قريب من حرارة البلادر، وزعم قوم أنه لا يسلم زرع أهل السند إلا به وذلك أنهم يعلقونه مصروراً في الخرق في أفواه أنهارهم فيقتل برائحته ما يتولد في مزارعهم من كلاب الماء والديدان وأن أهل أرمينية إذا أصاب أحداً منهم في حرب الخزررمية مسمومة وضعوه على الرمية فيسلم منها. ابن سينا: ينفع من البواسير ويدر البول وينفع المغص. وزعم بولس: أن فيه قوة مسهلة قليلة مع قبضه، ومن المعلوم عند الجماعة أنه ينفع من الإسهال العتيق البارد وينفع جداً من حمى الربع. غيره: يقلع الرطوبات من المفاصل وله في ذلك خاصية عجيبة ويقتل الدود وحب القرع. التجربتين: وهو في أورام الجوف المتقيحة كثير النفع جداً إذا شرب منه شيء محلول في ماء لسان الحمل ومقدار ذلك نصف درهم، وإذا أخلط بالأدوية الماسكة للطبيعة قوي فعلها وقطع الإسهال المتولد عن رطوبات وأخلاط لزجة، وإذا شرب منه نصف درهم مع مثله من السكبينج وتمودي عليه نفع من الفالج والخمر منفعة بالغة ومن أوجاع المفاصل الباردة جداً متى يؤخذ باللحس وإن كانت شديدة البرد، وينفع من لسعة العقرب منفعة بالغة شرباً وطلاء، وإذا طلي به الملسوعون أزال ما يجده المبرودون منهم بعد سكون وجع اللسعة من التنمل والثقل في العضو، وإذا شرب الثوم أو بالجنطيانا نفع من عضة الكلب الكلب.

حلبوب: هو الحربق الأملس بالحاء المهملة عند شجارينا بالأندلس ويسمونه أيضاً بخصا هرمس وعصا هرمس. ديسقوريدوس في الرابعة: ليثورسطس ومن الناس من يسميه برساينون ومنهم من يسميه أريونو لوطانون هو نبات له ورق شبيه بورق الباذروح إلا أنه أصغر منه ومائل إلى ورق النبات المسمى القبسي، وله أغصان ذات عقد فيها شعب كثيرة والأنثى من هذا النبات ثمرها شبيه العناقيد كثيفة، وأما الذكر فورقه صغار وثمرته صغيرة مستديرة مركب بعضها فوق بعض حبتين حبتين شبيه بالحصا وطول هذا النبات نحو من شبر. جالينوس في 7: هذا تستعمله الناس كلهم في إلانة البطن وإن أحب إنسان أن يجربه بأن يضمد به وجد أن قوته تحلل تحليلاً قوياً بليغاً. ديسقوريدوس: وكلا الصنفين إذا أكلا مطبوخين لينا البطن، وإذا سلقا بالماء وشرب ماؤهما أسهل مرة ورطوبة مائية، وقد يظن قوم أن ورق الصنف المسمى أنثى إذا سحق واحتملته المرأة وشربته بعد أن تطهر يصيرها أن تحبل بأنثى وإن ورق الصنف المسمى الذكر إذا فعل به مثل ذلك صير المرأة أن تحبل بذكر.

 حلزون: جالينوس: وأما الحيوان المسمى فوحلياس وهو جنس ما من أجناس الحلزون فإنه إذا أحرق مع جثته وخلط مع رماد عفص أخضر وفلفل أبيض نفع من القروح الحادثة في الأمعاء ما دامت لم تعفن منفعة عظيمة، وينبغي إن خلط هذا أن يجعل مع الفلفل جزء ومعه من العفص جزءان ومن رماد الحلزون أربعة أجزاء ويسحق جميع ذلك سحقاً ناعماً ويذر منه على الطعام ويسقى منه أيضاً بالماء أو بالشراب الأبيض من غير أن يخلط أيضاً رماد الحلزون المحرق بالعفص فقوته قوة تجفف تجفيفاً شديداً، وفيه مع هذا أيضاً شيء يسخن بسبب أجزائه ومتى لم يحرق الحلزون فقد يسحق مع جثته ويوضع على بطن صاحب الاستسقاء وعلى الأورام الحادثة في المفاصل ممن به وجع المفاصل، وإذا وضعت هذه على هذه الصفة كان وضعها مما يعسر قلعه لكنها تجفف تجفيفا شديداً، وينبغي إذا وضعت أن تترك على حالها أبداً حتى تسقط من قبل نفسها، وهذا بعينه ينبغي أن يفعل في مداواة الأورام عسرة الانحلال الحادثة في الآذان من ضربة أو رضة وذلك أن هذا الدواء يجففها تجفيفاً شديداً ولو أنه صادف فيها رطوبة غليظة متمكنة في عمق العضو. ديسقوريدوس في الثانية: فوحليا سن بري هو صنف من ذوات الصدف وهو الحلزون البري جيد للمعدة عسير الفساد والذي منه في الجزيرة التي يقال لها سردونيا والبلاد التي يقال لها لينوى والتي يقال لها أسطاقوليا، والجزيرة التي يقال لها صقلية والتي يقال لها حيوس هو أجوده، ومثله في الجبال التي في البلاد التي يقال لها ليفوريا ويقال لها قوماطناس، والفوحلياس البحري وهو الحلزون البحري جيد للمعدة سريع البراز، وأما النهري فإنه زهم، وأما البريّ اللاصق بالشوك والأشجار الصغار الذي يسميه بعض الناس ساسليس ويسمونه ساساليطس، فإنه يسهل البطن ويقيىء وقوّة أغطيتها كلها إذا أحرقت مسخنة محرقة تجلو الجرب المتقرح والبهق والأسنان، وإذا أحرقت كما هي بلحمها وشحمها وسحقت واكتحل بها كما هي مع عسل جلت آثار اندمال القروح العارضة في العين وأبرأت القرحة العارضة في العين وأبرأت القرحة وهي التي تسمى لوقويا والكلف والغشاوة، وإذا ضمد بها غير محرقة للانتفاخ العارض من الحبن أضمرته ولا تفارق الانتفاخ حتى تفنى رطوبتها وتسكن أورام النقرس، وإذا تضمد بها جذبت السلاء من داخل اللحم، وإذا سحقت واحتملت أدرّت الطمث، وإذا ضمدت بها الجراحات وخاصة في الأعصاب بلحومها مسحوقة وقد خلطت بمر وكندر ألزقتها، ولحومها تبرىء القروح، وإذا دقت وسحقت وخلطت بخل قطعت الرعاف، وإذا ابتلعت لحومها طرية غير مطبوخة وخاصة ما كان منها من بلاد لينوى سكنت وجع المعدة، وإذا دقت كما هي بأغطيتها وسحقت وشربت بخمر وشيء يسير من مر أبرأت أصحاب القولنج وأصحاب أوجاع المثانة، وإذا أخدت اللزوجة التي على اللحم منها بطرف إبرة ووضعت على الشعر النابت في العين ألزقته.

الغافقي: لحمه وصدفه ينفع جراحة الكلب الكلب، وإذا سحق ووضع على الورم الجاسي حلله، وقد يعجن المر والصبر بلعاب الحلزون بأن يؤخذ طرياً فيثقب لحمه بحديدة حادة الرأس ويقرب من النار حتى تسيل رطوبته.

حلبلاب قيل: هو اللبلاب العريض الورق المسمى قسوس، وقال بعضهم: هو اللاعبة، وسيأتي ذكر قسوس في حرف القاف واللاعبة في اللام.

حلحل وحلاحل: وهو بصل الزير فيما زعموا وقد ذكرته في حرف الباء.

حلم: هو القواد.

حلوسيا: هي الكثيراء وسيأتي ذكرها في الكاف. حماما: ديسقوريدوس في الأولى: آامومن هي شجرة كأنها عنقود خشب مشتبك بعضه ببعض وله زهر صغير مثل الدواء الذي يقال له لوقاين وهو الخيري وله ورق شبيه بورق بروانيا وهو بالسريانية الفاشراوقاسر سنين وهي الكرمة البيضاء والفاشرتين الكرمة السوداء، وأجوده ما كان من أرمينية، لونه شبيه بلون الذهب ولون خشبه إلى الياقوت وهو طيب الرائحة جداً، وأما الذي من ماء قلابة ينبت في صحاري وأماكن رطبة فهو أضعف وهو عظيم ولونه إلى الخضرة ما هو لين تحت المحبس وخشبة كالشظايا في رائحته شيء شبيه برائحة السذاب، وأما الذي من البلاد التي يقال لها نيطس فإن لونه إلى لون الياقوت ما هو ليس بطويل ولا عسر الرض خلقته كخلقة العنقود وهو ملآن من ثمرته ورائحته ساطعة، فاختر منه ما كان حديثاً أبيض وكان لونه إلى الدم ما هو منضغطاً ولا مشتبكاً ولا متخلخلاً متفرق ملآن من بزره وهو شبيه بعناقيد صغار ثقيل طيب الرائحة جداً ليست فيه رائحة التكرج، حريف يلذع اللسان لونه واحد لا يختلف وقوته مسخنة قابضة ميبسة ويجلب النوم ويسكن الصداع إذا ضمدت به الجبهة وينضج الأورام الحارة ويحللها وينفع من لسعة العقرب إذا ضمدت به مع الزبيب، وهو نافع من أورام الرحم إذا عمل في الفرزجات، وإذا جلس في مائه النساء وإذا شرب طبيخه كان موافقاً لمن كبده عليلة ومن كانت كلاه أيضاً كذلك، والمنقرسين وقد يقع في أخلاط بعض الأدوية وفي أخلاط الطيب الشريفة، وقد يغش قوم الحماما بالدواء الذي يقال له أمويس لأنه شبيه به غير أنه ليست له رائحة ولا ثمرة، ويكون بأرمينية وزهر شبيه بزهر الفودنج الجبلي إذا أحببت أن تمتحن هذا وأشباهه فاجتنب الفتات واختر منه ما كانت أغصانه تامة نابتة من أصل واحد. جالينوس في 7: قوّة هذا شبيهة بقوة الوج إلا أن الوج أكثر تجفيفاً. والحماما أكثر إنضاجاً. ديسقوريدوس: وقوّته مسخنة قابضة ميبسة ويجلب النوم ويسكن الصداع إذا ضمد به الجبهة وينضج الأورام الحارة وينفع من لسع العقرب. الغافقي: وقال جالينوس في شرح فصول أبقراط: الحماما حار لطيف يصدع، وكذا أكثر الأفاويه تصدّع لأنها حارة لطيفة. بديغورس: خاصتها النفع لطرد الرياح وتنقية المعدة وتقوية الكبد. حنين في كتاب الترياق: وقوّة الحماما في الحرارة واليبوسة من الدرجة الثالثة وهي من المسكرات وخاصته أنه يسكر وينوم. الرازي: جيد للسدد في الكبد مع برد. سادوق: وبدلها عند عدمها وزنها من الأسارون وإن شئت وزنها من الوج وإن شئت وزنها من أعواد القرنفل. الرازي: قوّتها مثل قوّة الوج إلا أن الحماما أكثر إنضاجاً، والوج أكثر تجفيفاً فينبغي أن يزيد عند الاستعمال من الحماما ما يجفف ومن الوج ما يلين. وقال غيره: وبدلها وزنها من الوج ووزنها من الكمون الأبيض.

حمص: جالينوس في 6: وهو جنس من الحبوب ينفخ ويلين البطن ويدر البول ويزيد في اللبن والمني ويدر الطمث، فأما الحمص الأسود فهو أكثر إدراراً للبول من سائر الحمص، وماؤه الذي يطبخ فيه يفتت حصاة الكلي، فأما الجنس الآخر وهو الذي يسمى حمصاً كرسنيآَ فقوّته هذه القوّة أعني قوّة جاذبة محللة قطاعة مفتتة وهو حار فيه رطوبة يسيرة وفيه مع هذا شيء من المرارة بسببها صار ينقي ويفتح سدد الكبد والكلي والطحال ويجلو الجرب والقوباء والأورام الحادثة عند الأذنين وفي البيضتين إذا صلبتا ويشفي أيضاً الخراجات إذا استعمل مع العسل. ديسقوريدوس في الثانية: ملين للطبيعة ويدرّ البول ويولد النفخ ويحسن اللون ويدر الطمث ويعين في إخراج الجنين ويولد اللبن، والصنف من الحمص الذي يقال له أرونياس خاصة يطبخ بماء ويضمد به مع عسل لورم الحصى الحار والقوابي وقروح الرأس الرطبة والقروح السرطانية والجرب والقروح الخبيثة، والصنف الآخر الذي يقال له قريوس وهو الأسود الصغار وكلاهما إذا سقي من طبيخهما مع الحشيشة التي تسمى لينابوطيس لليرقان والحبن نفعا منهما بإخراجهما الفضول بإدرار البول ويضران بالمثانة المتقرحة والكلي، ومن الناس من يزعم أنه يقلع الثآليل التي يقال لها أفروحودس، ؤالثآليل التي يقال لها مرميقيا بأن يؤخذ من الحمص حبة حبة وتوضع واحدة على كل تؤلول في أوّل الشهر ثم يؤخذ ذلك الحمص الذي يوضع على الثآليل فيصر في خرقة ويرمى به إلى خلف. ماسرحويه: يغذو الرئة أكثر من سائر الأشياء، ولذلك إذا كان فيها قروح أغلينا دقيقة باللبن الحليب وجعلناه حساء وهو يهيج الشهوة ويزيد في ماء الصلب وقد تعتلفه فحول الخيل لهذا السبب. روفس: وغذاؤه كاف ويحدث في اللحم انتفاخاً ويفعل في البدن ما يفعله الخمير في العجين والخل في الأرض. ابن ماسويه: نافع لما يعرض في الرأس والبدن كله من الحكة وإن أنقع وأكل نيئاً وشرب ماؤه على الريق زاد في الإنعاظ وقوى الذكر. أربياسيس: والجماع يحتاج في تمامه إلى ثلاثة أشياء هي مجتمعة في الحمص. أحدها: طعام يكون فيه زيادة الحرارة واعتدالها وما يقوّي الحرارة الغريزية وينبه الشهوة للجماع، والثاني غذاء يكون فيه من قوة الغذاء ورطوبته ما يرطب البدن ويزيد في المني، والثالث: غذاء فيه من الرياح والنفخ ما يملأ أوراد القضيب وهذا كله موجود في الحمص. الطبري: إن أنقع الحمص في الخل ليلة ثم أكل على الريق وصبر عليه نصف يوم قتل الدود الذي في البطن، وينفع من وجع الظهر والمواضع التي تكون خدرة. ابن سينا: رطبه أكثر توليداً للفضول من يابسه ويابسه يجلو النمش وينفع من وجع الظهر ونقيعه ينفع من وجع الضرس وينفع من أورام اللثة الحارة ودهنه ينفع من القوباء. وقال أبقراط: إن في الحمص جوهرين يفارقانه بالطبخ أحدهما مالح يلين الطبيعة والآخر حلو يدر البول والحلو فيه نفخ. غيره: إذا طبخ مع اللحم أعان على نضجه، وإذا غسل به أثر الدم قلعه من الثوب. التجربتين: إذا طبخ الحمص ووضع في خريطة ووضعت الأنثيان على بخار، قد ينفع من أورامها ويجفف من أوجاعها. الإسرائيلي: الحمص الأسود أكثر حرارة وأقل رطوبة من الأبيض، ولذلك صارت مرارته أظهر على حلاوته وصار فعله في تفتيح سدد الكبد والطحال وتفتيت الحصاة وإخراج الدود وحب القرع من البطن وإسقاط الأجنة والنفع من الاستسقاء واليرقان العارض في سدد الكبد والطحال والمرارة فيه أقوى وأظهر وأما في زيادة المني واللبن وتحسين اللون وإدرار البول فالأبيض أخص بذلك وأفضل لعذوبته ولذاذته وكثرة غذائه، ويجب أن لا يؤكل قبل الطعام ولا بعده لكن في وسطه لأنه إن قدم قبل الطعام انحدر بسرعة قبل تمام هضمه لما فيه من قوًة الجلاء والتلطيف وقام عند الطبيعة مقام الدواء لا مقام الغذاء وإن أخذ بعد الطعام عام قطعاً في أعلاها وربا هناك وولد نفخاً في البطن وإزماماً في الجنبين، وإذا أخذ في وسط الطعام اختلط بالطعام ومنعه من أن يطفو وأن ينحدر بسرعة وانهضم رويداً رويداً وفعل فعل الغذاء والدواء جميعاً. إسحاق بن عمران: ينمي البدن ويقوّي البدن كله. الرازي: وماء الحمص الأسود يصلح الفالج والأمراض الباردة ووجع المفاصل الرطبة. وقال في دفع مضار الأغذية: ماؤه يلين البطن ويخرج الريح إذا طبخ مع الكمون والشبت وأكل بالزيت وبالخردل، وينفع من الأمراض  البلغمية والحساء المتخذ منه ومن اللبن نافع لمن جفت رئته ودق صوته، وأما الرطب منه فمنفخ بطيء الانهضام، ولا ينبغي أن يشرب الماء ساعة يؤخذ لأنه إن شرب عليه الماء أكثر نفخه جداً، ولا سيما إن كان قد أخذ منه شيء كثير بل يشرب عليه اليسير من الشراب الصرف أو يؤخذ بعده من الكموني والقلاقلي اللهم إلا أن يطلب بذلك الزيادة في الإنعاط. ديسقوريدس: وقد يكون حمص بري ورقه يشبه ورق البستاني حاد الرائحة وثمره مخالف لثمر الحمص البستاني يصلح لكل ما يصلح له الحمص البستاني في كل شيء ويسخن ويجفف أكثر منه بمقدار ما هو أحد وأحر منه.

حمص الأمير: وهو السكوهج وهو الحسك. وقد تقدم ذكره. حماض: أبو حنيفة: هو ضربان عذب وآخر فيه مرارة وفي أصولهما جميعاً إذا نبتا حمرة وثمره سنبل طوال الشعر خشنة فإذا أدرك ابيض وإذا فرك خرج منه حب أسود زلال مزوي صغار وبزره وورقه يتداوى بهما. ديسقوريدوس في الثانية: لا باين وهو الحماض منه ما يقال له اكسوبالانابو ينبت في آجام وهو صلب محدد الأطراف ومنه شيء بستاني عريض شبيه بورق السلق لا يشبه الذي وصفنا في الشكل، ومنه صنف آخر ثالث بري صغير فمي ناعم شبيه بالنبات الذي يقال له لسان الحمل، ومنه صنف آخر رابع يسميه بعض الناس أفضليس. وألقيس ولايونايون بري له ورق شبيه بورق الحماض البري الذي صفناه، ونوع منه له ساق محدد الطرف ليس بعظيم وله ثمر في شعب على رأسه أحمر حريف الطعم حامض. جالينوس في 7: في الحماض التفه قوة تحليل يسير، وأما الحماض فقوته مركبة وذلك أن فيه مع القوة المحللة قوّة رداعة مانعة فأما بزر الحماض الحامض ففيه قبض بين حتى أنه يشفي قروح الأمعاء واستطلاق البطن ولا سيما بزر الحماض الكبار، وأكثر ما ينبت في الآجام وقوته أضعف من قوة هذا. ديسقوريدوس: وأصنافه كلها إذا طبخت لينت البطن وإذا تضمد بها نيئة وخلطت بدهن ورد وزعفران حللت الأورام التي يقال لها ماليكيديس وهي التي تسمى الشهدية، وقد يشرب بماء وخمر وبزر الحماض البري وبزر الصنف الذي من الحماض البري الذي يقال له أفسولاباين، وبزر الصنف الذي يقال له أفضليس ينتفع به من قرحة الأمعاء والإسهال المزمن والغثيان ولسعة العقرب، وإن تقدم أحد في شربه ثم لسعته العقرب لم يحك فيه لسعتها، وأصول هذه الأصناف التي ذكرناها من أصناف الحماض إذا تضمد بها مع الخل أو مطبوخة أو غير مطبوخة أبرأت الجرب المتقرح والقوابي والشقاق العارض في الأظفار والداحس، وينبغي من قبل أن يضمد بها أن يدلك المكان الذي يحتاج إلى الضماد بنطرون وخل في الشمس وطبيخها إذا صب على الحكة العارضة للبدن أو خلط بماء الحماض واستحم بها سكنها، وإذا طبخت بالشراب وتمضمض به سكنت وجع الأسنان وإذا طبخت بالشراب وتضمد بها حللت الخنازير والأورام العارضة في أصول الآذان وإذا طبخت بالخل وتضمد بها حللت ورم الطحال ومن الناس من يعلق أصل الحماض في رقبة من به الخنازير لأنه يرى بذلك أنه ينفعه وإذا سحقت واحتملتها المرأة قطعت سيلان الدم من الرحم سيلاناً مزمناً، وإذا طبخت بالشراب وشربت أبرأت من به يرقان وفتت الحصاة التي في المثانة وأدرت الطمث ونفعت من لسعة العقرب، وأما أقولابائن فهو حماض كثير النبات يكون في الآجام وقوته مثل قوَة أصناف الحماض التي ذكرنا. الدمشقي: التفه منه هو السلق البري. ابن ماسويه: الحماض الشبيه بالهندبا بارد يابس وفيه رطوبة عرضية وبزره إن قلي يعقل الطبيعة ويدبغ المعدة فإن طبخت بقلته بالماء ثم طبخت وصير معها زيت الأنفاق والكزبرة اليابسة وشيء من الكمون وماء حب الرمان عقلت الطبيعة، وإن سلقت ولم تطحن أزلقت ما في البطن بلزوجتها ولما فيها من ذلك كانت نافعة للسحج العارض في الأمعاء من المرة الصفراء إذا كان البقل يابساً لأن إزلاقها إياه وإخراجها له وتغريتها للسحج بلزوجتها. وقال مرة أخرى: وأنواع الحماض جميعاً تسكن المرة الصفراء وكيموسها ليس بالرديء. إسحاق بن عمران: الحماض مطفىء قانع للعطش نافع من هيجان الصفراء وسطوة الحرارة يقطع القيء ويشهي الأكل ويذهب الجماع. غيره: الحماض الحامض يسكن الغثيان الصفراوي ويذهب بالحمار. ابن سينا: هو بارد يابس في الثانية وبزره بارد في الأولى يابس في الثانية والذي ليس بشديد الحموضة أغذى وهو الشبيه بالهندبا وأكله يقمع الصفراء وخلطه محمود. جالينوس في أغذيته: والحماض الحامض نافع للنساء اللواتي تعرض لهن العلة التي يقال لها باليونانية نبطاً، وهو شهوة الطين وغيره من الأشياء الرديئة وغذاء هذا الحماض الحامض أقل جداً من غذاء الذي ليس بحامض. قسطس: في الفلارحة إن صر بزر الحماض الحامض في خرقة وعلق في عضد المرأة الأيسر لم تحبل ما دام عليها. حماض الماء: الغافقي: قال صاحب الفلاحة: هو نبات ينبت على المياه وله ورق طولها على طول أصبع مفترشة على الأرض شبيهة بورق الهندبا، وله ساق صغيرة ورأس فيه بزر مجتمع أسود يضرب إلى الحمرة ولا يتقدمه زهر وطعم هذا النبات طيب كطعم الحماض وهو ملين للبطن إذا طبخ وأكل وبزره إذا سحق وشرب بخمر طيب النفس وأزال الهموم ويشفي من التوحش والخفقان الحار وهي وبزرها يبرئان الغثي ويصلحان المقعدة المسترخية وتسكن الحكة إذا طبخت وصبت على العليل وإذا مضع بزرها وورقها سكن وجع الأسنان وأصلح اللثة المسترخية وإذا أدمن أكلها أبرأت اليرقان.

حماض الأرنب: قيل هو الأكشوث وسيأتي ذكره في الكاف.

حمضيض: أبو حنيفة: هي بقلة حامضة تجعل في الأقط وهو من الذكور ومنابتة الرمل.

حماض البقر: هو الحماض البري وهو شبيه بالبستاني العريض إلا أنه أصغر وبزره في غلف خشنة يتعذر خروجه وبزره صغير في غلف خشنة حمر مثلث الشكل.

حماض السواقي: هو الحماض الآجامي وقد ذكر مع أنواعه.

حماحم: ابن عمران: هو الحبق الكرماني العريض الورق ويسمى بالشام حبق نبطي وله أغصان خضر مربعة خوارة ونور أبيض وبزره كبزر الحبق وهو حار يابس في الدرجة الثانية جيد لأصحاب البلغم مفتح للسدد العارضة في الدماغ والرأس من البلغم نافع من الزكام الرطب. مسيح: هو أحرّ وأيبس من الشاهسفرم. غيره: مقوٍّ للقلب وليس بمؤذ للمحرورين ويضمد بورقه لاحتراق البلغم والاحتراق ويسقى بزره مقلوًّا لأصحاب الإسهال المزمن بدهن ورد وماء بارد.

حمر: هو التمر هندي، وقد ذكرته في التاء ويسمى بهذا الاسم أيضاً قفر اليهود، وسيأتي ذكره في القاف.

حميراء: هو رجل الحمام بلغه أهل الأندلس وهو الشنجار، وسيأتي ذكره في الشين المعجمة.

حماط: هو ضرب من الجميز، وقد ذكرته معه في الجيم.

حمحم: هو لسان الثور عند أهل الشام والشرق وديار بكر وسمعتهم ينطقون بضم الحاءين المهملتين معاً، وسيأتي ذكر لسان الثور في اللام.

حمض: هو الأشنان. قال الأصعمي: هو كل ما ملح من الشجر وكانت ورقته وحبه إذا غمستهما أنفعتا وكان ذفر المشم ينقي الثوب إذا غسل به والغنم ترعاه. حمام: ماسرحويه: لحمه جيد للكلي ويزيد في المني والدم. الرازي: الحمام أخف من الفراخ وأقل إلهاباً. الشريف: وإذا شقت وهي أحياء ووضعت حارة على موضع نهشة العقرب نفعت منها نفعاً بيناً وشحمها إذا طلي به على آثار الخدوش أذهبها وأزال ذلك وإذا حرق رأس حمام مشروك بريشه وسحق واكتحل به نفع من الغشاوة وظلمة البصر. خواص ابن زهر: إذا سكن المخدور بمقربة منها إن كانت في غرفة وسكن المخدور تحتها أو كانت في بيت وسكن فوقها برأ ومجاورتها أمان من الخدر ومن الفالج والسكتة والخمود والسبات وهذه خاصية بديعة جعلها الله تعالى فيها. ديسقوريدوس في الثانية: ودم الورشان والسفنين والقبج والحمام تؤخذ وهي حارة ويكتحل بها للجراحات العارضة للعين وكمنة الدم فيها والغشاوة ودم الحمام خاصة يقطع الرعاف الذي في حجب الدماغ. قال جالينوس: وأما دم الحمام فقد استعمله كثير من قدماء الطب في الرأس إذا تصدع بأن يصيره في الشق الذي أصيب في العظم وكانوا إذا لم يجدوا دم الحمام استعملوا مكانه دم الورشان أو دم القبج أو دم اليمام أيها كان حاضراً وأما أنا فقد حضرت عدة ممن شق رأسه وقطرت فيه بدل هذه الدماء دهن الورد فبرؤوا ولم يضرهم ذلك غير أن الدهن ينبغي أن يصب وهو سخن على نحو سخونة الدم فعلمت بذلك أن منفعة الدم إنما كانت لسخونته لا بقوة نافعة فيه، غير أن تلك القوة هي السخونة فقط واعتدال مزاجه، فقد بان من هذا أن دهن الورد من أفضل ما عولج به الشق الذي يقع في الرأس إذا كان هذا الدهن معتدل المزاج وكان فيه شيء من القبض. وبعض الأطباء كان يقطر من دم الحمام وهو حار في العين التي أصابتها طرفة واجتمع فيها الدم فيشفيها بذلك ومنهم من يأخذ ريش فرخ الحمام الناعمة منها الرخصة المملوءة دماً فيعصر منها في العين فينتفع به. ديسقوريدوس: وزبل الحمام أسخن وأشد إحراقاً من غيره من الزبول وقد يخلط بدقيق الشعير وينتفع به وإذا خلط بخل حلل الخنازير وإذا خلط بالعسل وبزر الكتان فجر الورم الصلب وقلع خشكريشة القروح التي تسمى النار الفارسية وإذا خلط بالزيت أبرأ حرق النار. جالينوس: وأما زبل الحمام الطيارة التي تأوي الأبراج والبيوت فحارة وزبل الجبلية منها والبرية أشد حرارة وأنا أستعمل زبل الحمام في أمراض كثيرة وربما خلطت معها بزر الحرف مدقوقاً منخولاً أو مع الخردل وأستعملها في الأمراض الباردة التي تحتاج إلى التسخين ولا سيما في الأمراض المزمنة مثل النقرس والشقيقة والصداع والدوار وأوجاع الجنبين والكتفين والظهر فقد يظهر في الظهر أوجاع الكليتين وأوجاع مزمنة ويستعمل أيضاً في أوجاع البطن وأوجاع المفاصل وهذه زبول بعيدة النتن ولا سيما إذا جفت ولذلك يكثر استعمالنا لها في الأمصار. الطبري: إذا خلط بدقيق الشعير وضرب بالماء حتى يصير كالحساء وطبخ بالخل والعسل وضمدت به الدبيلة والخنازير والأورام الصلبة حلل وأبرأ، وإذا خلط بدقيق الشعير المضروب بالماء مع شيء من قطران وسحق حتى يصير كالمرهم ووضع على البرص في خرقة كتان وترك ثلاثة أيام ثم نزع وجدد غيره نفع منه ويفعل به ذلك حتى يبرأ. الحور: زبل الحمام إذا طبخ بالماء وجلس فيه من به عسر البول نفعه جداً. ابن سينا: ينفع من اللسعة طلاء. مجهول: وإذا طلي بالخل على صاحب الاستسقاء نفعه وكذا إن سقي بالسكنجبين، وإذا طلي مع بزر الكتان مدقوقاً معجوناً بالخل على الخنازير حللها، وزبل الحمام الأحمر إذا شرب منه وزن درهمين مع ثلاثة دراهم دارصيني نفع من الحصاة، وإذا حرق في خرقة كتان حتى يصير رماداً وخلط بزيت وطلي على حرق النار كان نافعاً. غيره: تعلف الحمام بزر الكتان ويقتمح من ذرقها راحة أو راحتين أياماً فإنه يفتت الحصاة ويبول مجرب.

حمار أهلي: جالينوس في أغذيته: ومن الناس قوم يأكلون لحوم الحضرية الهرمة على أنها في الغاية القصوى من رداءة الدم المتولد فيها وفي غاية عسر الانهضام، وهي رديئة للمعدة مع أنها بشعة زهمة لا تقبلها النفس ولا لها لذة، والقوم الذين يأكلون ذلك قوم طبائعهم قريبة من طبائع الحمير في أنفسهم وأبدانهم. الرازي: قالت الحور: إذا طبخ لحم الحمير وقعد في طبيخه صاحب الكزاز من يبوسة كثيرة نفعه جداً. جالينوس في الحادية عشرة من مفرداته: زعم قوم أن حوافر الحمير قد يحرقونها ويداوون بها من يصرع كثيراً إذا واصل شربها وأنهم يحللون بها الخنازير إذا عجنوها بالزيت، وإن كثيراً زعموا أن هذا الرماد إن نثر يابساً شفى الريح الذي يعرض في أصول أظفار اليدين والرجلين. ديسقوريدوس في الثانية: حوافر الحمير يقال أنها إذا احترقت وشرب منها أياماً كثيرة وزن فجلنارين في كل يوم نفعت المصروعين، وإذا خلطت بزيت ووضعت على الخنازير حللتها وإذا تضمد بها أبرأت الشقاق العارض من البرد. قال: وكبد الحمار إذا طبخ وسوي وأكل نفع المصروعين وليؤكل على الريق. الرازي في خواصه: أصبت في اختيارات حنين أنه وجد في السفر الطبي أنه مما يضاد الصرع بخاصية عجيبة فيه أن يؤخذ كثير من جلد جبهة الحمار ويلبس السنة كلها ويتخذ في السنة المقبلة فإنه يمنع الصرع البتة. وقال في موضع آخر: وجدت في كتاب ينسب إلى هرمس أنه إذا اتخذ خاتم من حافر حمار يمين ولبسه المصروع لم يصرع. ديسقوريدوس: وشحم الحمار يقال إنه يصير ألوان اندمال القروح شبيهة بلون سائر البدن. قال: وسرجينه وسرجين الخيل إذا أحرقا أو لم يحرقا وخلطا بخل قطعا سيلان الدم، وسرجين الحمار الذي رعى العشب إذا كان يابساً وخلط بشراب وصفي نفع من لسعة العقرب منفعة عظيمة شرباً. أطهوزسفس في خواصه: إن علق جلد جبهة الحمار على الصبيان منعهم أن يفزعوا. ويقال: إن وسخ أذن الحمار إذا سقي منه الصبي البكاء وزن ثمن درهم لم يبك. غيره: وروث الحمار الأهلي إذا كسرته وعصرته في الأنف منع من انبعاث الدم الذي يكون من قطع الشريان أو عرق وحشيثه، وكذا إن رش عليه خل واستمر قطع الرعاف، وكذا إن عصر وقطر ماؤه في أنف المرعوف، وإن اعتصر وهو طري وشرب ماؤه فتت الحصاة. وزبل الخيل يفعل ما يفعله زبل الحمير، وروث البرذون يخرج المشيمة والجنين الميت. الفلاحة الفارسية: إذا ركب ملسوع العقرب حماراً وجعل وجهه إلى ذنبه صار الوجع فيه. قال: وإن تقدم الملدوغ إلى أذن الحمار وقال: إني لدغت ذهب الوجع. حواض ابن زهر: نهيق الحمار يضر بالكلاب حتى أنه ربما عوى الكلب من كثرة ما يؤلمه.

حمار وحشي: عبد الملك بن زهر: النظر إلى عين حمار الوحش يديم صحة البصر ويمنع من نزول الماء وهي خاصية عجيبة جعلها الله فيه لدوام صحة العين لا شبهة فيها. جالينوس في كتاب أغذيته: لحوم حمير الوحش غليظة وإذا كان الحمار منها سميناً فتي السن فهو قريب من لحم الإبل. الرازي في دفع مضار الأغذية: هي غليظة جداً وهي تنفع إذا طبخت بماء وملح وأكثر فيها الدارصيني والزنجبيل، وتتحسى أمراقها وأكل السمين من لحومها ينفع من وجع التشبك في المفاصل والرياح الغليظة، وكذا إذا طبخت بدهن الجوز والزيت ومن اضطر إلى إدمان أكلها فليتعاهد ما يخرج السوداء ويتعاهد الترطيب والتدبير لبدنه إن لم يكن بلغمياً، ومتى حدث عن أكل لحوم الوحش تمدد في المعدة وبطء خروج الثفل فينبغي أن يبادر بالجوارشنات المسهلة كالشهريارات والتمري ودواء الجزر ونحوهما من الجوارشنات المركبة من التربذ والسقمونيا والأفاويه. ابن ماسويه: شحم حمار الوحش نافع من الكلف إذا طلي عليه، وإذا غلي بدهن القسط كان نافعاً من وجع الظهر والكلى العارض من البلغم والريح الغليظة. غيره: مرارة الحمار الوحشي تنفع من داء الثعلب والدوالي لطوخاً.

حمار قبان: ويقال: عير قبان وحمار البيت أيضاً وهي الدويدة التي تكون تحت الحباب والجرار تستدير عندما تلمس باليد وهي الهدبة، وسيأتي ذكرها في حرف الهاء. حنظل: ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات يخرج أغصاناً وورقاً مفروشة على الأرض شبيهة بأغصان وورق القثاء البستاني وورقه مشرف وله ثمرة مستديرة شبيهة بكرة متوسطة في العظم مرة شديدة المرارة، وينبغي أن يؤخذ من شجرتها ويجمع إذا ابتدأ لونها يستحيل إلى الصفرة. جالينوس في السابعة: طعم هذا الدواء مر لكنه إذا شرب لم يقدر أن يفعل أفعال المرارة لأنه يبادر فيخرج مع الأشياء التي يخرجها بالإسهال لشدّة ما هو عليه من قوّة الإسهال، وإذا كان الحنظل طرياً ثم دلك به الورك ممن يوجعه انتفع به. ديسقوريدوس: وشحم هذه الثمرة إذا أخذ منه مقدار أربع أوثولوسات بالشراب المسمى أدرومالي قيأ، وإن خلط بنطرون ومر وعسل مطبوخ وعمل منه حب أسهل البطن، والثمرة كما هي إذا جففت وسحقت وخلطت ببعض أدوية الحقن نفعت من عرق النسا والفالج والقولنج وأسهلت بلغماً وخراطة ودماً أحياناً، وإذا احتملت قتلت الجنين، وإن ثقبت وأخرج ما في جوفها وطين عليها بطين وسخن فيها خل وتمضمض به وافق وجع الأسنان، وإن طبخ فيها أحد شيئاً من الشراب المسمى ماء القراطن وهو ماء العسل أو الشراب المسمى غلوقس، وهو طلاء ونجّمه وصفي وسقي أسهل كيموساً غليظاً وخراطة وينفع من وجع الأعضاء وهي رديئة للمعدة جداً، وقد يحتمل ويعمل منه إشافات لإسهال البطن وعصارة الثمر إذا كان لون الثمر أخضر، إذا دلكت به على عرق النسا وافقه. ابن جريج: ينبغي لجاني الحنظل أن يجنيه في آخر السنة إذا اصفرّ ولا يقربه وهو أخضر ولا فيه خضرة، وإن أخرج شحمه من بطيخه نقصت قوته سريعاً وضعفت فإن ترك في بطيخه بقي دهراً والذي على شجره حنظلة واحدة قتالة. ابن ماسويه: وينبغي لمجتني الحنظل أن يحذر من الواحدة التي لم تحمل شجرتها غيرها فإنها ضارة متلفة، والمختار منه ما اصفرّ قشره فإن ذلك دليل على بلوغه ونضجه وما كان داخله أبيض قريباً من الصفرة خفيف الوزن متخلخل الحزم. البصري: هو صنفان: ذكر وأنثى والذكر ليفي والأنثى رخو أبيض أملس. الدمشقي: هو حار في الثالثة يابس في الثانية. بولس: وشحم الحنظل يخلف المرّة وفضولاً مخاطية وليس يخلف ذلك من الدم ما يخلف الخربق والسقمونيا، بل من الأعضاء العصبية، وينبغي أن يسقى من به وجع في الرأس أو علة في الصفاق أو في الأصداغ، والذين يعرض لهم الصرع والشقيقة أو يتأذون بوجع الرأس أو لابيليمسا وأصحاب الفالج ومن به لقوّة مزمنه أو يعرض له نزلات في العين ومن به عسر النفس الذي يعرض منه الانتصاب وأصحاب الربو والسعال المزمن وأصحاب وجع المفاصل وعرق النسا ومن به علة في الكلى والمثانة. الطبري: شحم الحنظل خاصيته إسهال البلغم الغليظ إذا شرب منه وقلع صفرة اليرقان من العين إذا استعط بمائه. حبيش بن الحسن: يسهل البلغم الغليظ الذي ينصب إلى مفاصل البدن وله أيضاً صعود إلى الرأس ويسهل الأخلاط الرديئة التي تجتمع من المرة السوداء ولا يسقى في برد شديد ولا في حر شديد فإنه إذا شرب في شدة الحر أضر بالمعدة والمقعدة إضراراً شديداً، ويبعث الدم من أفواه العروق في الخلفة، وإذا شرب في شدّة البرد أمغص وأكرب إكراباً شديداً، ولم تكد الطبيعة تنحل وهو يسهل من لا تكاد طبيعته تجيب من أهل البلاد الباردة، ومن يستعمل في أغذيته الألبان والأجبان فإن هذا الجنس لا تكاد طبيعتهم تجيب إلى الانطلاق إلا بأقوى الأدوية فعلاً في ذلك، ومن أراد إصلاحه وخلطه بالأدوية فليخلص شحمه وحده من حبه وقشره الخارج ثم يخلطه بوزنه من الصمغ العربي أو الكثيراء والنشاستج مفردة ومؤلفة، وأكثر ما يشرب منه إذا دبر هذا التدبير مع غيره دانقان وأقله قيراط والأقوياء نصف درهم. بولس: أكثر ما يؤخذ من شحم الحنظل وزن نصف درهم مع ثلاث أواق من ماء وعسل أو عسل قد أغلي فيه شراب، وينبغي أن لا يسحق الحنظل ناعماً فإنه إذا كان ناعماً لصق بالأحشاء فعقرها ويكون منه أيضاً المر في العصب. ابن ماسويه: الحنظل يورث مغصاً وتقطيعاً وسحجاً للأمعاء وإضراراً بها، فإن أراد مريد أخذه فليتقدم قبل ذلك بإصلاحه بالكثيراء، وقد يصلحه قوم بالصمغ العربي وهما في دفع ما يحذر من ضرره في سبيل واحد إلا أن الكثيراء أحد ما يصلح به لسهولته وأنه معين له على الإسهال والصمغ مانع للإسهال، وينبغي أن لا يجاد سحقه لئلا يلصق بالأمعاء فيجرحها. الكندي: حار لطيف يجذب من أقاصي  البدن وأطرافه. الدمشقي: يسهل الكيموسات المائية. حبيش: ومن احتاج إلى أن يجعل الحنظل في شيء من الحقن ألقاه في طبيخ الحقنة صحيحاً غير مكسور فإنه ينفع من القولنج وينزل الخام والمرة السوداء ويلقى منه في الحقنة من درهمين إلى أربعة دراهم. إسحاق بن عمران: إذا أخذت حنظلة وقوّرت رأسها ورمي لحمها ثم ملئت دهن زنبق وسد الثقب بعجين أو بطين وصيرت على النار حتى تغلي غليات ثم ينزل ويدهن به الشعر فإنه يسوّده ويمنع من أن يسرع إليه الشيب. عبد اللّه بن زياد: حب الحنظل يعالج بالغسل حتى ينقي ويطيب ثم يرضخ ويطبخ باللبن والتمر أو الدقيق فيؤكل وإن نقي منه علقميه فأكلوه صرفاً ليس معه شيء أخذهم منه دوار وسلح ولكنه يورثهم صحة لا يترك مراراً ولا شيئاً إلا استخرجه. حبيش: وليس ينبغي أن يستعمل في شيء من الأدوية شيء من قشور الحنظل ولا من حبه لأنهما غليظان يابسان جداً يلصقان بالمعدة والأمعاء ويمغصان مغصاً شديداً ولا يسهلان. الدمشقي: ورقه الغض يحلل الأورام إذا ضمدت به مع النشاستج ويقطع انفجار الدم، وإذا طبخ ورقه كما يطبخ البقل أسهل الطبيعة أيضاً وكذا تفعل قضبانه. حبيش بن الحسن: إصلاح ورقه لمن أراد العلاج به أن يجتنبه من شجره إذا نضج بطيخه واصفر فإذا بدأ الهواء يبرد عند جني البطيخ منه تمم تجفيفه في الظل حتى لا يبقى فيه شيء من النداوة، فإذا احتاج إليه على نحو ما وصفناه من شحمه من خلطه بالنشا والصمغ العربي فإنه إذا فعل به هذا كان له فعل في ذلك عجيب في إخراج المرة السوداء إذا أخذ وخلط في الأدوية الموافقة له مثل الأنيسون والأفتيمون والملح الهندي والصبر السقوطري وأيارج فيقرا، ولم أر شيئاً من الأدوية المسهلة الحادة أعمل في أوجاع المرة السوداء منه غير أن الأوائل أغفلوا ذكره وتركوا العلاج به، وأما أنا فقد امتحنته وسقيته أصحاب داء الماليخوليا والصرع والوسواس وداء الثعلب وداء الحية والجذم فوجدته نافعاً لهم، وربما قيأ من يتناوله فينفعه أيضاً، وأما أصحاب الجذام فيوقف وجعهم فلا يزيد فهذا هو البرء من هذا الداء، وأما أن تكون أوصالهم التي سقطت ترجع فمحال، وإذا طال مكث ورق الحنظل حتى يتجاوز السنة والسنتين إلى الثلاثة نقصت قوّته فينبغي أن يزاد في وزنه على وزن ذلك القوى. مسيح الدمشقي: أصله المطبوخ نافع من الاستسقاء ومن لسع الأفاعي. الكندي: خبرني غير واحد أن أصله أعظم دواء للسع الأفاعي والعقارب وأن الأعراب مشهور ذلك فيهم. وقال: أخبرني أعرابي أن ابنه لسعته عقرب في أربعة مواضع فسقاه درهماً من أصل الحنظلة فسكن على المكان كل ما به. غيره: إنه إن سحق وطلي عليه سكن أيضاً قال: ولا سيما أصل الحنظل الذكر منه. ابن سينا: الحنظل إذا طبخ في الزيت كان ذلك قطوراً نافعاً من الدوي في الآذان، ويسهل مع ذلك قلع الأسنان، والحنظل ينفع من القولنج الرطب والريحي جداً. مجهول: وقشره اليابس محرقاً يدر على المقعدة لوجعها، وقد يتبخر بحبه لوجع الأسنان فإذا رش البيت بطبيخ الحنظل قتل البراغيث، والحنظل الذي ينبت في المواضع المرتفعة ويشرب من ماء الأمطار أجود من الذي بقرب المياه، والذكر الليفي أقوى من الأنثى الرخوة. حنطة ودقيق: ديسقوريدوس في الثانية: أفوري وهو الحنطة ويدعى فورس أجود ما يستعمل منها في وقت الصحة الحديث الذي قد أستكمل الامتلاء ولونه إلى الصفرة، وبعد هذا الصنف من الحنطة الذي فيما بين وقت ما يزرع ووقت ما يحصد ثلاثة أشهر وهي التي تسميها بعض الناس سطانيوس. جالينوس في الثانية: الحنطة إذا وضعت من خارج البدن فهي تسخن البدن في الدرجة الثانية من درجات الأشياء المسخنة وأما في التجفيف والترطيب فليس يمكن فيها ولا واحد منها أن يفعله فعلاً ظاهراً وفيه مع هذا شيء لزج يشد ويغرى به. وقال في كتاب أغذيته: إن الخيل إذا أكلت الحنطة لم تسلم من مضرتها.

ديسقوريدوس: وإذا أكلت الحنطة نيئة ولدت الدود في البطن وإذا مضغت وتضمد بها نفعت عضة الكلب الكلب. ابن سينا: أجودها الحديثة المتوسطة في الصلابة والسخافة العظيمة السليمة الملساء التي بين الأحمر والأبيض والحنطة السوداء رديئة وهي في الرطوبة واليبوسة معتدلة، والكبيرة الحمراء أكبر غذاء والمصلوقة بطيئة الهضم نفاخة، لكن غذاؤها إذا استعمل واستمرىء كثير، والحوّاري قريب من النشا لكنه أسخن والدقيق اللزج بطبعه غير اللزج بالصنعة وليس للزج بالصنعة ما للزج بطبعه. الرازي في دفع مضار الأغذية: والحنطة أوفق حبة عمل منها الخبز وأشدّها ملاءمة لبدن الإنسان المعتدل، وإذا أكلت نيئة ربما تولد منها حب القرع وينفع ذلك أن يتحسى عقبها المربى النبطي والخل العتيق، وإدمان أكل الفطير منها يعقل البطن، ولذلك ينبغي أن يتلاحق بما يسهله إسهالاً معتدلاً كالفانيذ الشحري والتين العلك وما أشبه ذلك، فأما الحنطة المطبوخة والفريكة فينفخان جداً، ولذلك ينبغي أن يؤخذ بعدهما جوارشن الكمون والقلاقي ويحذر شرب الماء كثيراً عليه فإنه يولد النفخ. أبقراط: إذا كان دقيق الحنطة قريب العهد بالطحن كان أسخن وأعون على حبس البطن من قبل أن يكون فيه بقية من الحرارة النارية التي نالته في طحنه، وأما الدقيق الذي فيه لبث بعد طحنه فضلاً قليلاً فتذهب عنه تلك القوة ويصير أسرع انحداراً عن المعدة. ديسقوريدوس: وقد يتضمد بدقيق هذه الحنطة مع عصارة البنج لسيلان الفضول إلى الأعصاب والنفخ العارض للمعي، وإذا خلط دقيق هذه الحنطة بالسكنجبين ووضع على البثر اللبني قلعه، ودقيق الحنطة التي يقال لها سطانيوك إن ضمد به بالخل أو بالشراب وافق من سم الهوام وإذا طبخ حتى يصير مثل الغراء ولعق منه نفع من به سعال ونفث دم من الصدر، وإذا طبخ بماء ونعنع وزبد كان نافعاً للسعال وخشونة الصدر وغبار الرحى الذي من دقيق الحنطة إذا طبخ بالشراب المسمى مالقراطن أو بماء وزيت حلل الأورام الحارة.

حنطة رومية: هو الخندروس، وسيأتي ذكره في الخاء المعجمة.

حندقوقي بستاني: ديسقوريدوس في الرابعة: لوطوس منه ما ينبت في البساتين وتسميه بعض الناس طريفلن. جالينوس في السابعة: قوته تجلو جلاء معتدلاً وكذا هو في التجفيف، وأما في تركيب الحرارة والبرودة فكأنه وسط معتدل المزاج. ديسقوريدوس: وعصارته إذا خلطت بعسل واستعملت نفعت القروح العارضة في العين التي يقال لها أرعاما والتي يقال لها باقاليا، والأثر العارض في العين الذي يقال له قوما وغشاوة البصر.

 حندقوقي بري: هو الذرق والحباقي أيضاً. ديسقوريدوس في الرابعة: لوطوس أعربوس ومعناه الحندقوقي البري وهو ينبت كثيراً بالبلاد التي يقال لها لينوى وله ساق طولها نحو من ذراعين أو أكثر، ويتشعب منها شعب كثيرة ولها ورق شبيه بورق الحندقوقي الذي ينبت في المروج، ويقال له طريفان، وله بزر شبيه ببزر الحلبة إلا أنه أصغر منه بكثير وهو كريه الطعم. جالينوس في السابعة: أكبر ما يكون في بلاد النوبة وبزره في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء المسخنة وفيه مع هذا شيء يجلو. ديسقوريدوس: وقوته مسخنة قابضة قبضاً يسيراً منقية للأوساخ العارضة في الوجه والكلف إذا خلط بالعسل ولطخ عليه، وإذا دق ناعماً وشرب وحده أو بالشراب أو بالطلاء وخلط به بزر الملوخية أو شرب أيضاً إما بالشراب أو بالطلاء نفع من أوجاع المثانة. ماسرحويه: الحندقوقي جيد لوجع الانثيين وبدو الاستسقاء. أبو جريج الراهب: ينفع المعدة الباردة ويخرج الريح الغليظ وماؤه يشد البطن وينفع من الهيضة. مسيح بن الحكم: يدر البول والحيض وينفع من وجع الأضلاع الحادث عن البلغم اللزج ومن وجع المعدة العارض من البرودة وينقي الرياح عنها إلا أنها تصدع. ابن سينا: يولد دماً عكراً غليظاً، وخاصيته إحداث وجع الحلق ولا سيما فيمن كان محروراً، ويؤمن من أضراره بالحلق أن يؤكل بعده كزبرة وهندبا وخس. الرازي: جيد لأصحاب الصرع ضار للمحرورين جداً ولا يكاد يصلحه شيء وهو ينفع من برد المثانة وتقطير البول. إسحاق بن عمران: يعقل البطن وخاصة إذا كان مصلوقاً، وإذا استعط بمائه نفع من الجنون والصرع ومنه يتخذ الأشنان بإفريقية. غيره: ينفع من وجع الجنبين المتولد عن السدد إذا سقي العليل من بزره وزن درهم بالماء الحار. التجربيين: إذا جلس الأطفال الذين بهم إبطاء الحركة في أعضائهم في طبيخ الحندقوقي أسرع بهم وكذا يفعل دهنه. الخوز: هو وبزره يهيجان الباه. الطبري: قد يتخذ من طبيخ الحندقوقي دهن ينفع من الرياح في الجسد. وحكى الرازي عنه أنه عالج غير واحد كادوا أن يزمنوا بدهن الحندقوقي فانطلقت أرجلهم. لي: حكى الرازي في الحاوي عن أبي جريج الراهب في الحندقوقي ما هذا نصه: وإن صب ماؤه على لسع العقارب سكنه وإن سكب على عضو غير ملسوع أحدث فيه وجعاً. هذا قوله وهو فيه بعيد عن الصواب لأن هذه الأفعال ليست للحندقوقي، وإنما ديسقوريدوس ذكر ذلك في المقالة الثالثة في الدواء المسمى باليونانية طريفلن وهو الجرمانة بالعربية فاعلم ذلك.

تنبيه: والسبب. الموجب للوقوع في هذا الغلط أن ديسقوريدوس قال في الحندقوقي البستاني: إن بعض الناس يسميه طريفلن ووقعت ترجمة هذا الدواء الآخر المذكور في الثالثة من ديسقوريدوس طريفلن، فتوهم أبو جريج بسبب هذا الاشتراك في الاسمية أنهما شيء واحد، والأمر بخلاف ذلك، وقد نبهت على مثل هذا الغلط وأشباهه في كتابي الموسوم بالإبانة والأعلام بما في المنهاج من الغلط والأوهام بما فيه الكفاية، ثم أن حنيناً أيضاً قال في نقله في ترجمة الحندقوقي في المقالة السابعة من مفردات جالينوس: إن من الحندقوقي نوعاً مصرياً يتخذ من بزره الخبز. هذا قوله وفيه نظر لأن هذا النوع هو النبات المعروف بالبشنين عند أهل الديار المصرية، وقد ذكرته في حرف الباء وليس هو من الحندقوقي بشيء لا في الماهية ولا في القوة. وأقول: إنما حصل الوهم في هذا الموضع من جهة اشتراك الاسم في اللغة اليونانية وذلك أن لوطوس عندهم اسم مشترك في المقالة الرابعة من كتاب ديسقوريدوس بين ثلاثة أنواع من النبات وهي نوعا الحندقوقي والبشنين، وقد أفرد ديسقوريدوس كل نوع من الثلاثة بترجمة قائمة بنفسها وبماهية وطبع وزاد فصل ترجمة لوطوس الذي هو البشنين منها على الترجمتين الأولتين، وهما نوعا الحندقوقي بترجمة دواء آخر لئلا يقع الوهم من جهة اشتراك الاسم، وقد وقع في الذي منه فزع بتخليط النقلة وقلة تثبتهم في النقل، وذلك أن حنيناً جعل البشنين لأجل اشتراكه في الاسم مع الحندقوقي من أحد أنواعها كما قد نبهنا عليه في قوله، وأما الحندقوقي المصري فيتخذ منه خبز لم يخلق الله قط بمصر حندقوقي يتخذ من بزره خبز، وإنما اعتمد على كلام ديسقوريدوس فلم يفهم معناه ولا نقله على ما هو عليه. واعلم أن العالم أولى الناس بالتثبت والاحتياط لنفسه ولغيره، وقد قالت الحكماء: لا تقال زلة العالِم لأنه يزل بزلته العالم وهذا سواء قد اتفق في هذه المسألة لحنين فإنه كان متفقاً على علمه بلغة اليونانيين وهو من أفضل النقلة فيها إلا أنه لم يتثبت في هذا الموضع فزد بزلله جميع من أتى بعده من العلماء من عصره، وإلى هذه الغاية منهم ابن واقد وابن سينا وابن جزلة في المنهاج وابن سمحون والغافقي وغيرهم، وهؤلاء هم أعلام العلماء في الصناعة الطبية بالمشرق والمغرب، ولا ينبغي أن ينسب الوهم في ذلك إلى جالينوس حيث قال: لوطوس يتخذ من بزره خبز، فقول جالينوس: صحيح لأنه ربما أراد لوطوس الذي هو البشنين لالوطوس الذي هو الحندقوقا كما وهم عليه وعلى ديسقوريدوس فيه. حناء: أبو حنيفة: شجره كبار مثل شجر السدر وله فاغية وهي نوره وبزره وعناقيد متراصفة إذا انفتحت أطرافها شبهتها بما ينفتح من الكزبرة إلا أنه أطيب رائحة. وإذا تحات نوره بقيت له حبة غبراء صغيرة أصغر من الفلفلة، والفاغية كل نورة طيبة الرائحة وقد خصت فاغية الحناء بذكر الفاغية فيقال الفاغية فتعرف من غير تشبيه وهي ذكية حمراء. وقال مرة أخرى: الفاغية تخرج أمثال العناقيد وينفتح فيها نوار صغار فتجتنى منه ويزيت به الدهن الذي يقال له دهن الحناء فيقال الدهن المفغو، وإنما تطحن الحناء من ورقه وتنور في السنة مرتين وهي بأرض العرب كثيراً. ديسقوريدوس في الأولى: ورق شجر الحناء شبيه بورق الزيتون غير أنه أعرض منه وألين وأشد خضرة ولها زهر أبيض شبيه بالأشنة طيب الرائحة وبزر أسود شبيه ببزر النبات الذي يقال له أوطي، وأجوده ما كان من البلاد التي يقال لها أسقالونلطفي والبلاد التي يقال لها ماريوس. جالينوس في لا: الذي يستعمل من هذه الشجرة إنما هو ورقها وقضبانها خاصة وقوة هذا الورق وهذه القضبان مركبة لأن فيها قوة محللة اكتسبتها من جوهر فيها مائي حار باعتدال، وفيها أيضاً قوة قابضة اكتسبتها من جوهر بارد أرضي، ولذلك قد تطبخ بالماء ويصب ذلك الماء الذي تطبخ فيه على المواضع التي تحترق بالنار وتستعمل أيضاً في مداواة الأورام الملتهبة ومداواة الجمرة لأنها تجفف بلا لذع وهي نافعة من القروح التي تكون في الفم من غير سبب من خارج وخاصة القروح التي تكون من جنس القلاع، وتنفع أيضاً من القلاع نفسه الحادث في أفواه الصبيان. ديسقوريدوس: وقوة ورقها قابضة، وكذا إذا مضغ أبرأ من القلاع والقروح التي تكون في الفم التي تسمى الجمر، وإذا تضمد به نفع من الأورام الحارة، وقد يصب طبيخه على حرق النار، وإذا دق وأنقع في ماء اسطربنون ولطخ على الشعر حمّره، وزهره إذا سحق وضمد به الجبهة مع خل سكن الصداع والمسوح التي تعمل منه مسخنة ملينة للأعصاب وتصلح للأشياء المسخنة التي تعمل منه يقع في الأخلاط الطيبة الرائحة. بولس: ويخلط مع الأدوية التي تصلح للطحال. عيسى بن ماسه: قوة الحناء من البرودة في الدرجة الأولى ومن اليبوسة في الدرجة الثانية وبعض المتطببين لما رآه يخضب ويحمر ذكر أنه حار واحتج بقول جالينوس في أن له قوة لطيفة من الجوهر المائي الحار، وفيما أحسب فليس هذا الرجل عالماً بشروط جالينوس في المقالة الأولى من كتابه في الأدوية المفردة. الدمشقي: يفعل بالجراحات ما يفعل دم الأخوين: البصري: تفاح الحناء طيب في الشم، وإذا اخلط مع الشمع المصفى ودهن الورد نفع من أوجاع الجنب والوهن الكائن فيه وهو نافع للسيلان العارض في أفواه الصبيان. الطبري: إذا دق ووضع على الورم الحار الرخو نفع منه. ابن رضوان: أخبرني من أثق به أنه شاهد رجلاً تعقفت أظافير أصابع يديه وأنه بذل لمن يبرئه شيئاً كثيراً فلم يجد فوصفت له امرأة أن يشرب عشرة دراهم حناء فلم يجسر أن يشربها فنقعها بماء وشربه فرجعت أظافيره إلى حسنها. وقال: إنه رأى على المكان أظافيره قد أخذت تنبت من أصولها إلى أن تكامل حسنها. ابن زهر: إذا ألزقت الأظفار بها معجونة تزيد حسنها وتنفعها. الشريف: إذا أنقع ورق الحناء في غمرها ماء عذباً وعصرت وشرب من صفوها عشرين يوماً في كل يوم وزن أربع أواقي وأوقية سكر أنفع من ابتداء الجذام ويتغنى عليه بلحوم الخرفان فإن كمل لأخذ هذا الدواء 37 يوماً ولم يبرأ فاعلم أنه لا يبرأ يفعل ذلك لخاصية فيه، فإذا حملت معجونة بالسمن على بقايا الأورام الحارة التي تؤدي ماء أصفر وتبقي بعض أوجاعها مع حرارة سكنت الأوجاع وجففت المادّة وأدملت مجرب. ابن ماسويه: وإذا بدأ الجدري يخرج بصبي وأخضبت أسافل رجليه بحناء معجونة بماء فإنه يؤمن على عينيه أن يخرج فيهما شيء من الجدري وهذا صحيح مجرب. مجهول: إذا طلي بالحناء على موضع من البدن فيه قشف ويبس أزالهما، وإذا شرب من بزره مثقال مع العسل أو لعق مسحوقاً بعسل نفع الدماغ منفعة عظيمة وأزال عنه الأعراض الردية العارضة من الحرارة والرطوبة. التجربتين: إذا سحق ورقها وضمد به جباه الصبيان وأصداغهم نفعتهم ومنعت انصباب الموادّ إلى أعينهم وتعجن بماء كزبرة خضراء وتنقع أيضاً معجونة بماء الكزبرة لحرق النار في ابتدائه، وإذا عجنت بزيت وقطران وحملت على الرأس  أنبتت الشعر وحسنته، وإذا سحقت مع الزفت الأسود بشطرين وعجنت بزيت أو بدهن ورد وحملت على قروح رؤوس الصبيان جففتها وأدملتها. التميمي: ونور الحناء إذا استودع بين طي ثياب الصوف طيبها ومنع من السوس فيها وأن يفسدها.

حناء الغولة: عامة مصر يسمون بهذا الاسم الدواء المسمى شنجار، وقد ذكرته في حرف الشين المعجمة.

حناء قريش: وهو حزاز الصخر عند أهل مصر.

حناء معجون: مذكور في حرف الواو في رسم وسمة.

حنجرة: ابن ماسة: هي باردة يابسة تغذو غذاء يسيراً للغضروفية التي فيها ولتؤكل بالأفاويه الحارة.

حور: جالينوس في 7: مزاج هذا الدواء مركب من جوهر مائي فاتر ومن جوهر أرضيّ قد لطف ولذلك صارت قوته مركبة. ديسقوريدوس في الأولى: لورقي وهو الحور قشر هذه الشجرة إذا شرب منه وزن مثقال نفع عرق النسا وتقطير البول، ويقال: إنه أيضاً يقطع الحبل إذا شرب مع كلى بغل ويقال أيضاً أن ورقه يفعل ذلك إذا شربته المرأة بعد طهرها وعصير الورق إذا قطر في الأذن وهو فاتر نفع من ألمها وثمر الحور إذا أخذ منه حين ينبت ودق وخلط بعسل واكتحل به أبرأ غشاوة العين، وقد زعم قوم أن الحور إذا قطع صغاراً وغرس في مشارق مزبلة أنبت السنة كلها ثمراً يؤكل.

حور رومي: ابن حسان: هو المعروف عندنا بالجوز وشجره أزواج وفيه مشابهة من الجوز وله قشر أصفر تبطن به القسيّ وله ثمر يعرف بالبرد، وله صمغة ذهبية، وقشره إذا وضع مع عيدانه بعضها على بعض وأضرم فيها النار، وتحتها قدر سال منها زيت لدن طيب الرائحة كدهن البلسان. جالينوس في السابعة: ورد هذه الشجرة قوّته قوّة حارة وهو في الدرجة الثالثة من الحرارة، وأما في التجفيف والترطيب فتبعد زهرة هذه الشجرة عن درجة الأشياء المعتدلة المزاج المتوسطة بعداً يسيراً وهي إلى اليبس أميل قليلاً، وهي زهيرة اللطافة أولى بها من الغلظ، فأما ورق هذه الشجرة فهو يفعل كل شيء يفعله وردها إلا أن الورق أضعف وأمهن من قوة الزهر، وصمغة هذه الشجرة أيضاً وهو الكهربا قوتها شبيهة بقوّة زهرتها وهي أسخن من الزهرة، وأما بزرها فهو ألطف من صمغتها إلا أنه ليس بكثير الحرارة. ديسقوريدوس في الأولى: إذا تضمد بورقه بالخل نفع من الضربان العارض من النقرس وصمغه ينفع في أخلاط المراهم، وقد يقال أن ثمره إذا شرب بخل نفع من به صرع، ويقال: إن الذي يسيل من صمغه في النهر الذي يسمى أزيدانوس يجمد في النهر ويكون هذا الدواء أبلغطورس ومن الناس من يسميه حور فورون وهو الكهرباء وهو إذا فرك فاحت منه رائحة طيبة ولونه كلون الذهب، وإذا شرب منع عن المعدة والأمعاء سيلان الرطوبات. لي: هكذا قال الترجمان أن صمغ هذه الشجرة هو الكهرباء وفيه نظر لأن الكهرباء ليست هذه صفته كما تقف على ذلك عند الكهرباء في حرف الكاف.

حوك: هو الباذروج وقد ذكرته في حرف الباء.

حومر: هو التمر هندي وقد ذكرته في التاء.

حواري: هو الدقيق الأبيض المنتزع النخالة.

حوجم: هو الورد الأحمر وسيأتي ذكره في حرف الواو.

حومانه: هو بالعربية الدواء المسمى باليونانية طريفل، وسيأتي ذكره في الطاء.

حواصل: البالسي: هو طائر يكون بمصر كثيراً يعرف بالكُيْ بضم الكاف وإسكان الياء المنقوطة باثنتين من أسفل وهو صنفان أبيض وأسود، والأسود منه كريه الرائحة لا يكاد يستعمل، والأبيض أجوده وأقوى وأطيب رائحة وحرارته قليلة ورطوبته كثيرة وهو قليل البقاء ولباسه يصلح للشباب وذوي الأمزاج الحارة ومن يغلب عليه الصفراء. حي العالم: ديسقوريدوس في المقالة الرابعة: إيرون الكبير ومعنى إيرون الحي أبداً، وإنما سمي الحي لأنه لا يطوح ورقه في وقت من الأوقات وهو نبات له قضبان طولها نحو من ذراع وأكثر في غلظ الإبهام فيها شيء من رطوبة تدبق باليد وهي غضة، فيها قسم كأنها قسم الصنف من اليتوع الذي يقال له حاراً قياس وأطرافه شبيهة بأطراف الألسن، وما كان من الورق في أسفل النبات فإنه مستلق وما كان في أعلاه فإنه قائم بعضه على بعض، ومنبته حوالي القضبان كأنه شكل عين وينبت في الجبال والمدائن، وقد ينبته الناس في منازلهم، ولورق هذا النبات قوّة مبردة قابضة يصلح إذا تضمد به وحده أو مع السويق للجمرة والنملة والقروح الخبيثة والأورام الحارة العارضة للعين وحرق النار والنقرس، وقد تخلط عصارته بدهن الورد وتطلى بها الرأس من الصداع ويسقاها من عضته الرتيلا ومن كان به إسهال أو قرحة الأمعاء، وإذا شرب بالشراب أخرج الدود المستطيل من البدن، وإذا احتمل قطع سيلان الرطوبات المزمنة من الرحم وقد يكتحل بها للرمد فينتفع بها، وأما حي العالم الصغير فينبت في الحيطان وبين الصخور وفي السباخات وخنادق ظليلة، وله قضبان صغار مخرجها من أصل واحد وهي كبيرة مملوءة من ورق صغير مستدير طويل وفيه رطوبة تدبق باليد حاد الأطراف وله قضيب في الوسط طوله نحو من شبر وعليه إكليل وزهر أصفر دقيق، وقوّة هذا النبات مثل قوّة النوع الأول. جالينوس في السابعة: والنوع الكبير من حي العالم والنوع الصغير جميعاً يجففان جميعاً تجفيفاً يسيراً وهما بعيدان عن كل طعم آخر قوي من طريق أن الجوهر المائي فيهما كثير، وهما يبردان تبريداً شديداً عظيماً وهما في الدرجة الثالثة من درجات التبريد، ومن أجل ذلك هما نافعان من الورم المعروف بالجمرة والأورام الحارة الحادثة عن المادة المنصبة والأورام التي تسعى وتنتشر في البدن. ديسقوريدوس: وقد يكون صنف ثالث من حي العالم ومن الناس من يسميه بقلة حمقاء برية، ومنهم من يسميه طيلاقون، ومنهم من يسميه أندريني طيلاقيون، وأهل رومية تسميه أيليغتوانا مغرا، وهذا الصنف من حي العالم ورقه إلى التسطيح ما هو شبيهة بورق البقلة الحمقاء، وعليه زغب، وينبت هذا النبات بين الصخور، وله قوة مسخنة حارة ومقرحة للجلد، وإذا تضمد به مع الشحم العتيق حلل الخنازير.