حرف الدال

دار صيني: معناه بالفارسية شجر الصين. إسحاق بن سليمان: الدارصيني على ضروب: لأن منه الدارصيني على الحقيقة المعروف بدارصيني الصين، ومنه الدارصيني الدون وهو الدارصوص المعروف منه، ومنه المعروف بالقرفة على الحقيقة وهو المعروف بقرفة القرنفل، فأما الدارصيني على الحقيقة فجسمه أضخم وأثخن وأكثر تخلخلاً من جسم القرفة على الحقيقة وسواء قرفة القرنفل، إلا أنه إلى القرفة أميل وبها أشبه لأن حمرته أقوى من سواده وأظهر، وأما لون سطحه فيقرب من لون سطح السليخة الحمراء، وأما طعمه فأول ما يبدو للحاسة منه الحرافة مع يسير من قبض ثم يتبع ذلك حلاوة ثم مرارة زعفرانية مع دهنية خفية، فأما رائحته فمشاكلة لرائحة القرفة على الحقيقة، وإذا مضغته ظهر لك فيه شيء من رائحة الزعفران مع يسير من رائحة اللينوفر، وأما الدارصيني الدون فجسمه يقرب من جسم القرفة على الحقيقة في خفته وتلحمه وحمرة لونه إلا أن حمرته أقوى ولونه أشرق وجسمه أرق وأصلب، وأعواده ملتفة دقاق مقصبة شبيهة بأنابيب قصب السباخ إلا أنها مشقوقة طولاً غير ملتحمة ولا متصلة، ورائحته وطعمه مشاكل لرائحة القرفة على الحقيقة وطعمها في ذكائها وعطريتها وحرافتها إلا أن الدارصيني أقوى حرارة وأقل حلاوة وعفوصة، وأما القرفة على الحقيقة فمنها غليظ، ومنها رقيق وكلاهما أحمر وأملس مائل إلى الحلو فيه قليلاً وظاهره خشن أحمر اللون إلى البياض قليلاً على لون قشر السليخة ورائحتها ذكية عطرة وفي طعمها حدة وحرافة مع حلاوة يسيرة، وأما المعروفة بقرفة القرنفل وهي رقيقة صلبة إلى السواد ما هي ليس فيها شيء من التخلخل أصلاً ورائحتها وطعمها كالقرنفل وقوتها كقوته إلا أن القرنفل أقوى قليلاً. ديسقوريدوس في الأولى: الدارصيني أصناف كثيرة ولها أسماء عند أهل الأماكن التي يكون فيها، وأجوده الصنف الذي يقال له مولوسون لأن فيما بينه وبين السليخة التي يقال لها موسوليطس، مشاكلة يسيرة، وأجود هذا الصنف ما كان حديثاً أسود إلى لون الرماد ما هو مع لون الخمر عيدانه دقاق ملس أغصانه قريبة بعضها من بعض طيب الرائحة جداً، وأبلغ ما يمتحن به الجيد منه هو الذي يكون طيب الرائحة منه خالصاً فقد يوجد في بعضه مع طيب رائحته شيء من رائحة السذاب أو رائحة القردمانا فيه حراقة ولذع للسان وشيء من ملوحة مع حرارة، وإذا حك باليد لا يتفتت سريعاً فإذا كسر كان الذي فيما بين أغصانه شبيهاً بالتراب دقيقاً، وإذا أردت أن تمتحنه فخذ الفص من أصل واحد فإن امتحانه هكذا هين، وذلك بأن الفتات إنما هو خلط فيه وأجوده يملأ الخياشيم من رائحته فمتى ابتدأ الامتحان فيمنع عن معرفته ما كان دونه، ومنه جبليّ غليظ قصير جداً ياقوتي، ومنه صنف ثالث قريب من الصنف الذي يقال له موسولوطس أسود أملس منشط وليس بكثير العقد، ومنه صنف أبيض رابع رخو منتفخ خشن النبات له أصل دقيق هين الانفراك كثيراً، ومنه صنف خامس رائحته شبيهة برائحة السليخة ساطع الرائحة ياقوتي اللون قشره شبيه بقشر السليخة الحمراء صلب تحت المجسة ليس بمنشط، وفي نسخة أخرى ليس بطيّب الرائحة جداً غليظ الأصل، وما كان من هذه الأصناف رائحته شبيهة برائحة الكندر ورائحة الآس أو رائحة السليخة أو عطر الرائحة مع زهومة فهو دون الجيد، وأنف ما كان منه أبيض، وما كان منه أجوف، وما كان منكمش العيدان، وما كان أملس خشبياً وألق الأصل منه فإنه لا ينتفع به، وقد يوجد شيء آخر شبيه بالدارصيني يقال له فسودوقيامومن بمعنى دارصيني حسن النبات ليس بطيب الرائحة ضعيف القوة، ومن قرفة الدارصيني ما يسمى زنجيا وفيه شبه من الدارصيني في المنظر إلا أنه يفرق بينهما بزهومة الرائحة، وأما المعروف بالقرفة فإنه يشبه الدارصيني في أصله وكثرة منافعه وهو دارصيني خشبي له عيدان طوال شديدة وطيب رائحته أقل بكثير من طيب رائحة الدارصيني، ومن الناس من يزعم أن القرفة هي جنس آخر غير الدارصيني، وأنها من طبيعة أخرى غير طبيعة الدارصيني. جالينوس في السابعة: هذا الدواء في الغاية من اللطافة ولكنه ليس بحار غاية الحرارة بل هو من الحرارة في أوّل الثالثة وليس في الأدوية المسخنة شيء آخر يجفف مثل تجفيفه بسبب لطافة جوهره، فأما قرفة الدارصيني فكأنها دارصيني ضعيف وبعض الناس يسميه دارصيني دون. ديسقوريدوس: وقوّة كل دارصيني مسخنة مدرة للبول  ملينة منضجة ويدر الطمث ويسقط الجنين إذا شرب، وإذا احتمل مع مر ويوافق السموم، ومن نهشه شيء من ذوات السموم والأدوية القتالة، ويجلو ظلمة البصر، ويقلع البثور اللبنية والكلف إذا لطخ به بعسل وينفع من السعال المزمن والنزلات والجنب ووجع الكلى وعسر البول، وقد يقع في أخلاط الطيب الشريفة. وبالجملة، هو كثير المنفعة وقد يسحق ويعجن بشراب يسقى زماناً طويلاً ويجفف في الظل ويخزن، وقد يوجد شيء آخر يقال له قياموميس ويسميه بعض الناس أيضاً فسودوقيامومن خشن الشعب جداً، وأغلظ عيداناً من الدارصيني، وهو دون الدارصيني بكثير في الرائحة والطعم. ابن ماسويه: الدارصيني مطيب للمعدة مذهب لبردها مسخن للكيد مدر للبول ولدم الحيض مفتح للسدد محد للبصر مجفف للرطوبة العارضة في الرأس والمعدة، وخاصته أن يحد البصر الضعيف من الرطوبة إذا اكتحل به وإذا أكل. سفيان الأندلسي: يصفي الصوت الذي تخشن عن رطوبات منصبة ويحلل البلغم المنصب إلى الحلق والنغانغ وقصبة الرئة ويجفف الرطوبات المنصبة إليها، ومن التخشن المتولد في الحلق عن بلغم منصب، وهو بالجملة أبلغ الأفاويه في تجفيف الرطوبات الفضلية في أي عضو كانت، وينفع من الاستسقاء اللحمي والزقي بتسخينه الكبد وتجفيفه الرطوبات الفضلية ويحسن الذهن تحسيناً جيداً ولا سيما إذا خلط مع الكابلي. مسيح بن الحكم: طارد للرياح نافع من أوجاع الأرحام يخلط في الأدوية النافعة من العفونة والقيلة وينفع من النافض والارتعاش. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: الدارصيني يسخن ويلطف الأغذية الغليظة ويعدها للهضم، وينفع لكثرة أوجاع المعدة الباردة، ولذلك ينبغي أن يكثر منه في طعام الممعودين وفي طعام من به ربو وأخلاط غليظة في صدره وليس يبلغ من كسره للرياح ما يبلغ الفلفل والخولنجان ونحوه، بل ينفخ قليلاً، وبذلك يعين على الإنعاظ. ابن سينا: في طبعه القبض اليسير وله خاصية في التفريح يعينها عطريته، ويقاربان حدته وحرارته ويصيرانه في المنفعة والترياقية، ويصلح كل عفونة وكل قوة فاسدة وكل صديدة من الأخلاط الفاسدة. أحمد بن أبي خالد: إن طبخ مع المصطكي وشرب ماؤه أزال الفواق وأذهبه. الإسرائيلي: ينفع من النوازل المتحدرة من الرأس إلى الصدر والرئة. جالينوس: ومن الناس قوم يلقون مكان الدارصيني ضعف وزنه من الأيهل إلا أنه إذا شرب كانت قوته قوة تلطف وتحلل. الرازي في كتاب الأبدال: وينبغي أن لا يستعمل هذا البدل للحبالى. وقال جالينوس في كتاب تدبير الأصحاء: إني أنا أستعمل بدل الدارصيني في أيازج الفيقرا السليخة الفائقة ووزنها بدلها من الدارصيني، فأما الدارصيني الفائق فإنه أقوى من السليخة الفائقة ولكن استعمالها بدله ضرورة إذا لم أجده. وقال في المعامر: ينبغي متى لم يقدر على الدارصيني أن يلقي مكانه سليخة جيدة إما أكبر من مقدار ضعف الدارصيني، وإما على كل حال مقدار وزنه لا أقل. وأما إفراطيس فإنه كان يستعمل بدل الدارصيني ضعفه من الكبابة والكبابة أقل منه لطافة. نبادوق: بدله إذا عدم وزنه من الخولنجان.

دار شيشغان: هو القندول بالبربرية أزوري. ديسقوريدوس في الأولى: هي شجرة ذات غلظ تدخل بغلظها فيما يسمى خشبياً فيها شوك كثير في البلاد التي يقال لها أنصوون وفي البلاد التي يقال لها دوربا، وتستعمله العطارون في تعفيص الأدهان، والجيد منه ما كان رزيناً وإذا قشر ريء لونه إلى لون الدم ما هو وإلى لون الفرفير كثيفاً طيب الرائحة في طعمه شيء من المرارة، ومنه صنف آخر أبيض ذو غلظ خشبي ليست له رائحة وهو دون الصنف الأول. الشريف: هو عود البرق وهو نوع من أنواع الخوانق وفي نباته شبه من نبات الرثم إلا أنه يدوخ ولا يقوم على الأرض أكثر من ذراع ونصف وهي قضبان دقاق صلبة أطرافها حادة كالشرك، وله على القضبان أوراق خفية متباعدة ولا تكاد تتبين للناظر، وله زهر أصفر فاقع عطر الرائحة وله أصل خشبي أسود هو المستعمل وزهره أيضاً يطيب به الدهن وقوس اليد إذا ضرب طرفه على هذا النبات أفاده عطرية ما ساطعة الرائحة، ويسمى ببلاد أفريقية عود البرق، وإذا بخر عوده بلبان ولف في حريرة وجعله إنسان ليلة أربعة عشر من الشهر القمري تحت وسادته وهو يريد السؤال عن أمر، فإنه إذا نام رأى في نومه ما أراد، ذكر ذلك ابن وحشية. جالينوس في الثانية: طعم هذا المواء حريف قابض وقوته أيضاً بحسب ما يعلم من طعمه وقوته مركبة من أجزاء غير متشابهة، وذلك أنه بأجزائه الحارة الحريفة يسخن وبأجزائه القابضة يبرد وبكلتيهما يجفف، ولذلك صار ينفع من القروح المتعفنة عن المواد المتحلبة. ديسقوريدوس: وقوته مسخنة مع قبض، ولذلك يوافق القلاع إذا طبخ بشراب وتمضمض به والقروح الوسخة التي في الفم والقروح الخبيثة التي تسري في البدن إذا احتقن به، ولنتن الأنف ويخرج الجنين إذا وقع في أخلاط الفرزجات، وطبيخه إذا شرب عقل البطن وقطع نفث الدم ونفع من عسر البول والنفخ. غيره: الدارشيشغان حار في الأولى يابس في الثانية. ماسرحويه: ينفع من استرخاء العصب. مسيح: ميبس في جميع أحواله منشف للرطوبات الغليظة. إسحاق بن عمران: مقو للمثانة. ابن سينا: يتمضمض بطبيخه فيحفظ الأسنان وينفعها جداً، ويسحق ويذر على قروح العجان ما بين الخصية والفقحة والمذاكير فينفع من ساعتها للعصب وصلابتها. بديغورس: وبدلها في النفع من استرخاء العصب وزنه من الأسارون وثلثا وزنه من الزراوند ونصف وزنه من الدرونج.

دادي: ابن سينا: هو حب مثل الشعير أطول وأدق أدكن اللون مرّ الطعم. وقال ماسرحويه: أنه بارد، والصحيح أنه إلى الحرارة يابس في الثانية قابض يعقل وبما فيه من القبض يجفف ويخفض نبيذ التمر من الحموضة، وفيه تليين جيد للصلابات وهو نافع جدّاً لأوجاع المقعدة ولاسترخائها جلوساً في طبيخه، فإذا لت منه وزن درهمين بزيت واستف نفع من البواسير وهو نافع من السموم. المجوسي: أجود ما كان أحمر حديثاً طيب الرائحة، ومزاجه بارد يابس إلا أن فيه مرارة توجب بعض الحرارة وفيه قبض، وإذا شرب منه وزن درهمين مع السكر نفع من البواسير، وكذا إذا طبخ وجلس في مائه جففها، وإن كانت المقعدة والرحم بارزة فإنه يقبضها ويردها، وإذا عجن بالعسل ولعق قتل الدود والحيات التي في الجوف. غيره: ويقطع البزاق ويحس من شربه بحرارة واحمرار في الوجنتين وسدر من غد يوم شربه. الكندي في كتاب السمائم: يعرض لشاربه الدوار والهذيان وتقطيع الأمعاء وبدله في تحليل الصلابات ثلثا وزنه لوز ونصف وزنه أبهل إلا في الحبالى لا يستعمل الأبهل.

دادي رومي: هو الهيوفاريقون عن حنين.

دار فلفل: يذكر مع الفلفل في حرف الفاء.

داركيسه: قيل أنها الطياليسفر، وقيل أنها البسباسة، وقد ذكرت في الباء والطاليسفر في حرف الطاء.

دالج أبروج: هو الحب الذي يعرفه الصيادلة بالعراق بالفلفل الأبيضَ وبعضهم يعرفه بالقرطم الهندي. المجوسي: هو حب يؤتى به من جبال فارس مثلث الشكل حار في الأولى معتدل في الرطوبة واليبس يزيد في المني ويحرك شهوة الجماع. دبق: ديسقوريدوس في الثالثة: أجوده ما كان حديثاً ولون باطنه بلون الكراث ولون ظاهره إلى الحمرة ليس فيه خشونة ولا نخالة، وإنما يعمل من ثمرة مستديرة تكون في شجر البلوط التي ورقها شبيه بورق الشجرة التي يقال لها بوقيس، وهو الشمشار بأن يدق ثم يغسل ثم يطبخ بماء، ومن الناس من يعمله بأن يمضغ الثمرة وقد يكون أيضاً من شجر التفاح وشجر الكمثري وشجر آخر، وقد يوجد عند أصول بعض الشجر الصغار. جالينوس في السادسة: جوهر هذا جوهر مركب من جوهر هوائي وجوهر مائي وكلاهما كثيران فيه جداً، ومن جوهر أرضي هو فيه قليل جداً، ولذلك صارت الحدة فيه أكثر من المرارة وأفعاله أيضاً تشهد لجوهره، وذلك أنه ليس يجتذب الرطوبة اللطيفة من عمق البدن اجتذاباً قوياً فقط، ولكن يجتذب الرطوبة الغليظة ويلطفها ويذيبها ويحللها وهو من الأشياء التي لا تسخن ساعة توضع بل تحتاج أن تمكث من بعد ما توضع مدة طويلة ثم تسخن كمثل ما عليه النافسنا وهو البنيوت، وهذه خصلة موجودة في الأدوية التي قسوتها تسخن متى كانت مع إسخانها فيها رطوبة فضل غير نضيجة. ديسقوريدوس: له قوة محللة ملينة جاذبة، وإذا خلط براتينج وموم من كل واحدة منهما جزء مساوٍ له أنضج الخراجات والأورام الظاهرة في أصول الآذان وسائر الأورام، وإذا تضمد به أبرأ الشرا، وإذا خلط بالكندز أبرأ القروح المزمنة، وإذا خلط بالنورة أو بالحجر المسمى عاعاطيس أو الحجر الذي يقال له أسبوس وطبخها معها ووضع على الأورام الخبيثة أو على الطحال الجاسي حلل الأورام والجسا ونفعه، وإذا خلط بالزرنيخ الأصفر أو الأحمر ووضع على آثار الأظفار قلعها، وإذا خلط بالنورة وعصير العنب قواها، وإذا وضع على الطحال الجاسي حلل أورامه والجسا. غيره: حرارة الدبق في الدرجة الثالثة ويبوسته في آخر الدرجة الأولى. الرازي في كتاب أبدال الأدوية: وبدل الدبق في تحليل الأورام الصلبة ثلثا وزنه من الكور ونصف وزنه من الأبهل.

دبيداريا: الفلاحة: هي بقلة حريفة هندية تقوم على ساق خشبي غير غض ويطلع على الساق شبيه بالأغصان رطبة تعلو ذراعاً تشبه ورق البهار، شديدة الخضرة وتخرج في الربيع جوزاً كجوز القطن من غير ورد يتقدمه فيها بزر مدور أغبر يستعمل في الطبيخ، وأسافل أغصانها مشوكة، ويؤكل الغض من ورقها وما رطب من أغصانها فيكون طيباً، وفي طعمه حرافة مع مرارة يسيرة، ويستاك بخشبها فينفع اللثة ويحلل الرطوبة من اللهاة، ورائحتها كرائحة الأبهل إلا أنها أضعف وهي تحرق العين وتوافق أصحاب الفالج واللقوة والنقرس، وربما أكلت مطبوخة، وإذا أكلت بالخل كانت نافعة للمعدة ورِبما أكلت باللبن.

دبس: المنهاج: أجوده البصري الذي من سيلان الرطب الفارسي وهو حار رطب يجلو ويزيل الكلف لطوخاً مع القسط والملح، ويلين الطبع ويغذي، ولكنه يولد خلطاً غليظاً ودماً عكراً ويصلحه اللوز والخشخاش وبعده السكنجبين الساذج أو لب الخس. ابن الحسن: وصنعة الدبس غير السيلان أن يؤخذ التمر الجيد الحديث الفارسي فيجعل على كل عشرة أرطال منه من الماء الصافي العذب عشرة أرطال ويجعل في قدر ويغلي الماء من قبل طرحه غلياناً جيداً، وإذا طرح عليه بعد فته ضرب فيه حمَى ينماع وينضج، وإن كان كثيراً ضرب فإذا نضج يجعل بين الجسات ويعصر تحت السهم ثم يجعل في أجاجين في الشمس إن كان صيفاً حتى يثخن ويعاد إلى القدر حتى يغلي ويصير إلى الحد الذي ينبغي إن كان شتاء.

دبا: هو القرع وسيأتي ذكره في القاف.

دباب: هو النمام وسنذكره في النون. دب: الشريف: هو حيوان معروف يشبه الخنزير في فرطسته وخلقته، إلا أن يديه ورجليه كيدي الإنسان ورجليه وهو من أفهم الحيوان ويحاكي الإنسان في مشه على القدمين ورميه بالحجارة، وله فضل قوة ونجدة وقليلا ما يظهر في مدة الشتاء إذا جاع مص يديه ورجليه فاكتفى بذلك، وإذا ديفت مرارته بعسل وفلفل وطليت بها الفرطسة. أعني القرع في الرأس أذهبها وأنبت فيها شعراً خشناً، لا سيما إذا أدمن عليه ذلك مرات ثلاثة أو خمسة، وإن شربت مرارته مع سكنجبين نفعت من وجع الكبد وإن سخن شحمه في رمانة بعد إخراج حبها وخلط بمثله زيتاً ثم طلي به الحاجبان كثر شعرهما، وإذا حشي به الناصور أبرأه، ودمه إذا سقي منه المجنون نفعه وإن سحق شحمه وطلي به على المفاصل المعقدة يعني المزمنة نفعها، وإن طلي به البرص متوالياً أبرأه وعيناه إذا علقتا في خرقة على عين صاحب حمى الربع أذهبها عنه بخاصية فيه. وذكر عمرو بن بحر الجاحظ في كتاب الحيوان: أن الأنثى من هذا الحيوان تلد ابنها قرداً لا صورة له ثم لا تزال تلحسه بلسانها حتى تستبين أعضاؤه. ديسقوريدوس: وشحمه ينبت الشعر في داء الثعلب ويوافق الشقاق العارض من البرد. أطهورسقس: شحمه نافع جداً من الخلع والوثي والتعقد المزمن والرض ويلطف غلظ العصب جداً، وإذا دلك به في الشمس دلكاً رفيعاً حتى تتشربه الأعضاء كانت في غاية التليين. جالينوس: ودم الدب إذا وضع حاراً على الأورام أنضجها سريعاً. ديسقوريدوس: ومرارته تصلح لما يصلح له مرارة الثور غير أنها أضعف فعلاً إلا أن مرارة الدب إذا لعق منها نفع من به صرع. خواص ابن زهر: وشرب أنفحتها يسمن وشحمه إذا طلي به داء الثعلب أنبت فيه الشعر، وإذا اكتحل بمرارة الدب مع عسل وماء الرازيانج الرطب أحد البصر، ودمه إذا اكتحل به نفع من نبات الشعر الزائد في الأجفان بعدما يقلع، وإن دلك المولود بشحمه مذاباً كان له حرزاً من كل سوء. غيره: لحمه لزج مخاطي عسر الإنهضام مذموم الغذاء جداً، وفرو جلده وجلد الذئب شديدا اليبس والاكتنان به نافع من الأمطار، ولذلك يختارها الصقالبة والأتراك على غيرها من الفراء وفرو الدب الشعراني شديد السخونة واليبس لخشونته، ويصلح أن يتخذ منه مقاعد لأصحاب النقرس والمرطوبين، ولا سيما أصحاب النقرس البارد. دجاج: جالينوس في الحادية عشرة: مرق الدجاج المطبوخ أسفيذباجا قوته قوة مصلحة للمزاج، وأما مرق الديوك العتيقة فإنها تطلق البطن، وينبغي لمن أراد أن يتعالج به أن يطبخ الديوك بالماء طبخاً كثيراً وهذه أشياء قد جربتها وصحت معي. ديسقوريدوس في الثانية: أدمغة الدجاج إذا شربت بشراب نفعت من نهش الهواتم الخبيثة وتقطع نزف الدم العارض من حجب الدماغ، والدجاج إذا شقت ووضعت وهي سخنة على نهش الهوام نفعت منه، وينبغي أن يبدل في كل وقت،. والديك إذا أخذ الحجاب الذي في باطن حوصلته وهو الذي يطرح عند الطبخ وقد جف وسحق وشرب بشراب وافق من كانت معدته وجعة، ومرق الفراريج إذا كان ساذجاً واستعمل نفع خاصة لتعديل المزاج والأبدان السقيمة، والذين يعرض لهم التهاب في المعدة. ومرق الديوك العتيقة يستعمل لإسهال البطن، وينبغي أن يخرج أجوافها ويصير مكانها ملح وتخاط بطونها وتطبخ بعشر قوطوليات من الماء حتى يبقى ثلاث قوطوليات ويتخمر ويشرب، ومن الناس من يطبخ معها كرنباً بحرياً أو من النبات الذي يقال له لسورسطس أو قرطما أو بسبايجا فيسهل كيموساً لزجاً غليظاً نيئاً أسود، ويوافق الحميات المزمنة التي يقال لها ذات الأدوار والارتعاش والربو ووجع المفاصل ونفخ المعدة والترهل الفاسد. غيره: وهذا المرق المذكور ينفع من القولنج جداً، ولحم الدجاج الفتي يزيد في المني والعقل ويصفي الصوت. الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: وأما لحوم الدجاج الأهلية فإنها جيدة الغذاء أيضاً ويتلوها البذج في جودة الغذاء إلا أنها أكبر غذاء منه ومن سائر ما وصفنا، فإن كان مع ذلك سميناً كان أكثر غذاء، وربما بلغ أن يكون كثير الفضول على حسب تسمينه وعلفه وموضعه وهو مرطب للجسد ومخصب له على مقدار تسمينه أيضاً، والغير المسمن من الدجاج الأهلي أشد ترطيباً للمعدة والبدن من سائر الطيور الوحشية وهو لحم ملائم للبدن المعتمل الذي لا يكدّ كدّا شديداً ويحسن اللون ويزيد في المني وفي الدماغ، وخاصة أدمغة الدجاج الأهلية فإنها تغذو الدماغ غذاء كثيراً وتصلح حال من خف عقله وليس يحتاج إلى كثير غذاء وإصلاح إلا إذا أدمن لأصحاب الأمزاج الباردة فإنه كثيراً ما يعتريهم منه القولنج ولا سيما إذا أكلوه بالحصرم، وليس ينبغي أن يجمع بين لحم الدجاج والماست فإنه يخشى منه كون القولنج الصعب الشديد وأكله أيضاً مع الجبن يعسر خروجه فضل عسر. الشريف: إذا طبخ الدجاج الفتي المسمن بالزبد حتى ينضج ويأكلها العليل إن قدر بأسرها فإنها تنفع السعال اليابس الذي لا نفث معه وهو برؤه، فإن سمنت دجاجة بلحم القرطم إثنا عشر يوماً واستخرج شحمها وفتر ودهنت به أطراف من ظهر به مرض الجذام نفعه نفعاً بليغاً، وإذا فتر شحم الدجاج وطلي به رأس من به الماليخوليا السوداوية نفعه نفعاً عجيباً، ولا سيما إذا توالى عليه بذلك ثلاث مرات، وإذا شرب أمراق الدجاج الشحمة ويوالي أكلها صاحب صفرة اللون التي لا يعرف سببها سبعة أيام في كل يوم دجاجة بخبز حواري نفعه ذلك نفعاً عجيباً. ديسقوريدوس: وأما زبل الدجاج فيفعل ما يفعله زبل الحمام إلا أن الدجاج زبله أضعف فعلاً، ويوافق خاصة من كل فطراً قاتلاً والأدوية القتالة، ومن كان به قولنج إذا شرب بخل أو شراب. جالينوس: وأما زبول الدجاج فقد استعملتها في الخناق العارض من أكل الفطر فسقيتها بعد أن سحقتها وعجنتها بخل وماء فنفع منه منفعة عجيبة بأن قيأ بلغماً وأخلاطاً بلغمية كثيرة وأفلت، وقد كان بعض الأطباء يسقي زبول الدجاج لأصحاب وجع القولنج الذي قد طال بهم الوجع وكان سقيه لهم ذلك بالشراب فإن عز به الشراب سقاهم إياه بخل ممزوج، وقد ينبغي أن يفهم عني أن هذه الأجزاء الرطبة الحيوانية واليابسة بينها اختلاف كثير كاختلاف الحيوان إذ كان منها الجبلي والبري والنهري والبحري والوحشي والأهلي والمروض والمودع والسمين والمضمر، فإن الحيوان إذا ضمر بالرياضة صار أيبس من الحيوان الذي يغتذي بالأغذية الباردة الرطبة، وكذلك زبل الحمام الراعية في البيوت أضعف من زبول الراعية منها في البراري، ووجدنا أيضاً زبول الدجاج الذي يعتلف في البيوت وهي محبوسة بنخالة أضعف من زبول الدجاج المسمنة التي تلقط لنفسها وزبول هذه قوية جداً. مجهول: زبل الديوك إذا سحق بخل ووضع على عضة الكلب الكلب انتفع به. دج: المنهاج قال روفس: إنه أفضل الطير البري وبعده الشحرور والسماني، ثم الحجل والدراج والطيهوج والشفنين وفرخ الحمام والورشان والفواخت وهو حار يابس.

دخر: هو اللوبيا وسنذكره في اللام.

دخ الأمير: اسم للنبات المسمى بالفارسية بستان أروز بديار بكر وما والاها وقد ذكرته في الباء.

دخن: أبو حنيفة: هو جنسان أحدهما أحرش من الآخر وهو الذي يمكن أن يستحيل فينسحل عنه قشره كما ينسحل الأرز والأخر زلال وبارد لا ينسحل بل يرقب. جالينوس في السادسة: هذا جنس من الحبوب منظره شبيه بالجاورس وقوته شبيهة بقوته وغذاؤه يسير يجفف فهو لذلك يحبس البطن كما يفعل الجاورس، فأما من خارج فإنه إن وضع برد وجفف كثيراً. ديسقوريدوس في الثانية: هو أيضاً من الحبوب التي يعمل منها الخبز كما يعمل من الجاورس ويوافق ما يوافقه الجاورس غير أن الدخن أقل غذاء من الجاورس وأقل قبضاً. الدمشقي: وقوة الدخن في البرودة من الدرجة الأولى وفي اليبوسة من الدرجة الثانية. إسحاق بن عمران: يدر البول ويبطىء الإنهضام في المعدة، وإذا استعمل. باللبن الحليب أو بالدسوم أو الربوب قل ضرره ويبسه وغذى غذاء صالحاً وسويقه يقطع الإسهال والقيء العارضين من الصفراء.

دخان: جالينوس في السابعة: كل دخان فإنه يجفف لأن جوهره جوهر أرضي وفيه بعد بقية من النار التي أحرقت تلك المادة إلا أن هذه البقية يسيرة، وأما جوهر الدخان فجوهر أرضي لطيف، وقد تختلف أصناف المواد التي عن احتراقها يتولد، والمادة التي هي أحر وأحد يتولد عنها دخان على حسب ذلك، والمادة التي تميل إلى الحلاوة ولذعها يسير بتولد منها دخان شبيه بها من ذلك إن كان دخان الكندر تستعمله الأطباء في أخلاط الأدوية التي تصلح للعين الوارمة التي فيها قرحة فإن قروح العين تنقي بهذا الدخان وتمتلىء لحماً، وقد يستعملونه في الإكحال التي يقال لها محسنة الأشفار، ودخان البطن ودخان المر كل واحد منهما بعيد عن الأذى كدخان الكندر، وأما دخان الميعة فهو أقوى من هذه ودخان الزفت الرطب أيضاً أقوى من هذه ودخان القطران أقوى من دخان الزفت، والأطباء يستعملون من الدخان الأنواع التي هي أحد في مداواة الأشفار إذا كانت بها العلة المعروفة بالسلاق، وهو أن تنتثر الأشفار مع غلظ وصلابة وحمرة من الأجفان، وفي مداواة التآكل والحكة التي تكون في مآقي العين وفي مداواة العين الرطبة التي لا ورم معها، ويستعملون الأنواع التي هي ألين في مداواة سائر العلل أيضاً، وفي مداواة العلل التي قلت أنهم يستعملون فيها دخان الكندر.

دخسيسا: اسم يقع على النبك ويقع على دهن البلسان أيضاً من جداول الحاوي. دردار: هي شجرة البق عند أهل العراق ويعرف بالأندلس بشجر البقم الأسود، وسميت بشجر البق لأنها تحمل تفاحات على شكل الحنظل مملوءة رطوبة، فإذا جفت وأنفقت خرج منها ذلك البق وهو الباعوض فاعلمه. جالينوس في الثامنة: قد أدملنا بورق هذه الشجرة في بعض الأوقات جراحات طرية لأنا وثقنا بما نجده في هذا الورق عياناً من قوة القبض والجلاء معاً، ولحاء هذه الشجرة أشد برودة وقبضاً من ورقها، ولذلك صار لحاؤها يشفي العلة التي ينقشر معها الجلد إذا عولجت بالخل، فأما ما دام هذا اللحاء طرياً قريب العهد فإنه إن لف على موضع الضربة كما يلف الرباط أمكن أن يدمله، وأصل هذه الشجرة أيضاً قوته هذه القوة بعينها، ولذلك قد يصب قوم ماءه الذي يطبخ فيه على جميع الأعضاء المحتاجة إلى أن يتدمل من كسر أصابها. ديسقوريدوس في الأولى: ورق هذه الشجرة وأغصانها وقشرها قابضة، وإذا تضمد بالورق مسحوقاً مخلوطاً بخل كان نافعاً للجرب المتقرح وألزق الجراحات، وقشر الشجرة ألزق للجراحات من الورق إذا ربطت به الجرحة كما يربط بالسير وما كان من قشر هذه الشجرة غليظاً وشرب منه مقدار مثقال بخمر أو بماء بارد أسهل بلغماً، وإذا صب على العظام المنكسرة طبيخ الأصل أو طبيخ الورق ألحمها سريعاً، والرطوبة الموجودة في غلف الثمرة عند أوّل ظهورها إذا لطخت على الوجد جلته، وإذا جفت هذه الرطوبة تولد منها حيوان شبيه بالبق، وقد يؤكل ما كان من هذه الشجرة رخصاً إذا ما هو طبخ. مسيح بن الحكم: وقوة ورق الدردار في البرودة واليبوسة من الدرجة الأولى فأما قشر شجرته فمر جدًا، وإذا عجن بالخل وطلي على البرص أذهبه. الغافقي: إذا أخذ عرق من عروق هذه الشجرة فجعل في النار حتى يبس وأخذت الرطوبة التي تقطر منه وقطرت في الأذان أبرأت من الصمم العارض من طول المرض وعصارة الورق إذا قطرت في الأذان فاترة نفعت من ورمها، وإذا خلطت بعسل واكتحل بها أبرأت غشاوة البصر.

درونج: كثير بجبل بيروت من أعمال الشام، ومنه شيء بكفرسلوان بجبل لبنان شمالي الضيعة ويعرفونه بالعقيربة وهو نبات له ورق على الأرض يشبه ورق اللوف غير أنها إلى الصفرة ما هي مزغبة يخرج في وسط الورق قضيب أجوف طوله ذراعان وأكثر ومع طول القضيب قليل الورق خمس ورقات أو أقل أو أكثر متباعدة بعضها من بعض والورق الذي على القضيب أضيق وأطول من الذي على الأرض وعلى طرف القضيب زهرة صفرا جوفاء كمنفخة الصاغة، ولهذا النبات أصل شكله شكل العقرب يضمحل كل سنة منه البعض ويخلف من البعض الباقي، وربما كثرت حتى تكون كعقدتين أو ثلاثة في أصل واحد، والمستعمل من هذه الدواء أصله وفي طعمه يسير مرارة وقليل عطرية وهي كثيرة الوجود بجبال الأندلس والشام أيضاً وخاصة بجبل بيروت جميعه فإنه موجود كثيراً. مسيح: وقوته الحرارة واليبوسة من الدرجة الثالثة ينفع من الرياح النافخة ومن لسع الهوام المسمومة. الرازي: ينفع من أوجاع الأرحام الباردة والخفقان مع برد، وقال في الجامع: إنه ينفع من الرياح الغليظة في المعدة والأمعاء والأرحام ويلطفها ويحللها وينفع من لسع العقارب والرتيلا، شرباً وضماداً بالتين. ماسرحويه: ينفع من الرياح النافخة وخاصة الريح العارض في الأرحام. ابن سينا: خاصيته في تقوية القلب وتقريحه شديدة جداً لا يقاومها إفراط حره وتعينها ترياقيته وما فيه من القبض اللطيف، فهو لذلك ترياق للسموم كلها قوي ومفرح وهو يكسر شدة تسخينه بماء مزج به من شراب التفاح فإن أريد لخفقان حار جداً خلط به قليل كافور فتبقى خاصيته وتنكسر كيفيته. سفيان الأندلسي: يسخن القلب والمعدة والكبد ويهضم الطعام وينفع من الماليخوليا المعوية بتحليله النفخ وتلطيفه غلظ الأخلاط. خواص بن زهر: إذا علق منه قطعة داخل البيت لم يصب من فيه طاعون وإن علق منه عود على امرأة حامل في حقويها ويكون العود مثقوباً تشده بخيط من غزلها حفظ ولدها من كل آفة تصيب الحبالى، وإن كانت تعسر ولادتها عليها أسرعت الولادة، ومن علقه بخيط على رأسه ويكون الأصل مثقوباً في الطول أمن من الأحلام الرديئة ومن الفزع في النوم. الرازي في كتاب الأبدال للأدوية: إن بدله في دفع الرياح عن الأرحام وزنه رزنباد وثلثا وزنه قرنفل. دردي: ديسقوريدوس في الخامسة: ينبغي أن يستعمل ما كان منه من عتيق خمر البلاد التي يقال لها إيطاليا أو ما كان من خمر أخرى تشاكل خمر إيطاليا ودرديّ الخل شديد القوة جداً، وينبغي أن يحرق كما يحرق زبد البحر بعد أن يجفف تجفيفاً بالغاً، ومن الناس من يأخذه فيصيره في إناء فخار جليد ويلهب تحته ناراً قوية ويدعه عليها إلى أن يصل عملها إلى باطنه، ومن الناس من يكتله ويطمره في جمر ويدعه إلى أن تأخذ فيه كله النار، وينبغي أن تعلم أن إمارة جودة احتراقه أن يستحيل لونه إلى البياض وإلى لون الهواء، وأن يكون متى قرب من اللسان فإنه يلهبه إحراقه، والدردي الذي من الخل على هذه الصفة يحرق أيضاً، والدردي المحرق له قوّة محرقة شديدة الإحراق جداً تجلو وتقلع اللحم الزائد في القروح، وتقبض وتعفن تعفيناً شديداً وتسخن وتجفف، وينبغي أن يستعمل وهو حديث فإن قوته تنحل سريعاً، ولذلك لا ينبغي أن يحرق في غير إناء ولا يترك مكشوفاً، وقد يغسل مثل ما تغسل التوتياء. والدردي الذي ليس بمحرق إذا أحرق وحده أو مع الآس الغض يقبض الأورام البلغمية، وإذا تضمد به مع الآس على البطن والمعدة شدهما ومنع سيلان الرطوبات عنهما، وإذا ضمد به على أسفل البطن وعلى القروح قطع نزف الدم والطمث الدائم، وقد يحلل الجراحات غير المفتوحة والأورام التي يقال لها قوحثلا. ويسكن أورام الثدي، وأما الدردي المحرق فإنه إذا خلط بالبراتينج قلع الآثار البيض العارضة في الأظفار، وإذا خلط بدهن المصطكي والراتينج ولطخ به الشعر وترك ليلة حمّره، وقد يغسل ويستعمل في أدوية العين كما تستعمل التوتياء ويجلو آثار الدماميل والقروح العارضة فيها، وقد يذهب الغشاوة من البصر. حنين في كتاب الكرمة: دردي الخمر يجلو الكلف والنمش والآثار الشبيهة بالعدس التي تكون في الوجه إذا سحق وطرح معه جزء أشنان واستعمل كل يوم، وقوم يطرحونه في الغمر فيعمل عملاً مستقصى في جلاء الوجه وتنقيته.

دراقن: هو الخوخ بلغة أهل الشام، وقد ذكرته في حرف الخاء المعجمة.

دراقيل: هو نوع من القرصعنة كثير يعرفه أهل جبلي لبنان وبيروت بالشنذاب بكسر الشين المعجمة التي بعدها نون وذال معجمة، وسيأتي ذكره مع القرصعنة في حرف القاف وهو كثير يعرفه أهل جبل لبنان.

دراسج: وقيل: هو اليعضيد وقيل هو صنف من اللبلاب صغير له قضبان يمتد على الأرض نحو ذراع زهره أزرق مثل زهر حب النيل وله ثمر كثمر أناغالس، وهذا النبات تأكله الضأن فيطلق بطونها، وسنذكر اللبلاب في حرف اللام واليعضد في حرف الياء.

دراج: ابن سينا: لحمة أفضل من لحم القبج والفواخت وأعدل وألطف وأيبس من لحم التدرج وأقل حرارة منها، ولحمه يزيد في الدماغ والفهم ويزيد في المني.

دروقينون: ديسقوريدوس في الرابعة: وقراطوس يسميه العفاين ويسميه أيضاً قلاء وهو تمنش شبيه بشجر الزيتون في أوّل ما يغرس، وله أغصان طولها أقل من ذراع وورق لونه شبيه بلون ورق الزيتون إلا أنه أطول منه وأرق وهو خشن جداً، وله زهر أبيض وفي أطرافه غلف كثيفة كأنها غلف الحمص، فيها بزر مستدير خمس أو ست في قدر حب الكرسنة الصغار ملس صلبة مختلفة اللون وله أصل في غلظ أصبع وطول ذراع وينبت في صخور ليست ببعيدة عن البحر. جالينوس في السابعة: وهذا النبات شبيه بمزاج الخشخاش وبمزاج اليبروح وغيرهما من الأدوية التي تبرد مثل هذا التبريد، وذلك لأن فبه مقداراً كبيراً من برودة مائية قوية جداً، ومن أجل ذلك متى تناول منه الإنسان الشيء اليسير أحدث سباتاً، ومتى تناول منه الكثير قتل، وزعم قوم أن بزره يصلح للتخنيث. وقال في مداواة أجناس السموم الذين يسقون هذا الدواء يعرض لهم من حس المذاق شبيه بطعم اللبن وفواق دائم ورطوبة في ألسنتهم ونفث دم كثير وإسهال من رطوبة شبيهة بالمخاط كالذي يعرض للذين في أمعائهم قرحة، وينتفعون من قبل أن تعرض لهم هذه الأعراض بالعلاج الذي ينتفع به من السموم التي ذكرناها وهو القيء والحقن وكل ما نستطع أن نخرج به من هذا السم، ويخص هذا الدواء بسقي الشراب الذي يسمى مالقراطن ولبن الأتن ولبن المعز الحلو، وقد فتر وجعل معه أنيسون وأكل اللوز المر وصدور الدجاج المطبوخة والأصداف كلها نيئة أو مشوية وشرب أمراقها.

دروبطاس: معناه البلوطي أو سرخس البلوط ينبت في الأجزاء التي تكون في البلوط، ويعرف بالجزيرة الخضراء من بلاد الأندلس بالديك وهو الغلالة عند بعض شجارينا بالأندلس وهو نوع من البسفايج قتال. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات ينبت في الأجزاء التي تكون في الأشنة فيما تعتق من شجر البلوط وهو شبيه بالنبات المسمى بطارس غير أنه أصغر منه بكثير، وتشريفه أيضاً أصغر من تشريفه وله عروق مشتبكة بعضها ببعض عليها زغب عفصة الطعم مع حلاوة. جالينوس في السادسة: وقوّة هذا النبات مركبة ومن ذاقه وجده كذلك فإن فيه حلاوة وحدة ومرارة. فأما أصله ففيه مع هذه الطعوم الثلاثة عفوصة وقوّته قوة تعفن فهو لذلك يحلق الشعر. ديسقوريدوس: وهذا النبات إذا سحق مع عروقه وتضمد به حلق الشعر، وينبغي بعد أن يندي البدن أن يمسح ما يصير عليه منه ويجدّد منه شيء آخر. ابن سينا: زعم قوم أنه نافع من الفالج واللقوة.

دسيبويه: قال على نوع من البطيخ صغير يعرف بالشام بالشمامات وباللفاح أيضاً، وقد ذكرته مع أصناف البطيخ، ويقال أيضاً على جنس آخر من صغار الأترج الذي نريد ذكره ههنا. ابن رضوان: هو مركب قشره حار لطيف يهضم الطعام ويقوي المعدة ويطرد الرياح منها ولحمه بطيء الانهضام عنها. التميمي: هذا النوع هو شمام الأترج وحكمه حكم قشر الأترج والإدمان على شمه يسخن الدماغ ويفتح ما فيه من السدد ويطرد ما فيه من الرياح.

دشيش: هو الحشيش وبالجيم أيضاً وقد ذكرته في الجيم.

دعفيلا: هو الجعفيل وباليونانية أوزو نعجى، وقد ذكرته في الألف. دفلي: ديسقوريدوس في الرابعة: هو تمنش معروف شبيه بورق اللوز إلا أنه أطول منه وأغلظ وأخشن وزهره شبيه بالورد الأحمر وحمله شبيه بالخرنوب الشامي مفتح في جوفه شيء شبيه بالصوف مثل ما يظهر في زهر النبات المسمى أواقمنس وأصله حاد الطرف طويل مالح الطعم وينبت في البساتين وفي السواحل. جالينوس في التاسعة: هذا النبات يعرفه جميع الناس وإذا وضع على البدن من خارج فقوّته قوة تحلل تحليلاً بليغاً، وإذا تناوله إنسان حتى يرد إلى داخل البدن فهو قتال مفسد وليس يقتل الناس فقط، بل وكثيراً من البهائم فأما مزاجه فهو من الأسخان في الدرجة الثالثة عند منتهاها ومن التجفيف في الأولى. ديسقوريدوس: وقوّة زهر هذا النبات وورقه قاتلة للكلاب والحمير والبغال وعامة المواشي، وإذا شربا بالشراب خلصا الناس من نهشة ذوات السموم، وخاصة إن خلط بهما السذاب، وأما الصنف من الحيوان مثل الضأن والمعز فإنه إن شرب من ماء قد استنقع فيه هذا النبات قتله. ماسرحويه: إن طبخ ورقه ووضع مثل المرهم على الأورام الصلبة حللها وأذابها، وقد ينفع عصير ورقه من الحكة والجرب إذا طلي عليه من خارج البدن وفقاحه معطس. البصري: ورده صالح للأوجاع الكائنة في الأرحام. الرازي: جيد لوجع الركبة والظهر المزمن العتيق إذا ضمد به. إسحاق بن عمران: إن أخذ أنبوب من قصب وقضيب دفلي فوضع طرف القضيب في نار فحم، والطرف الأخر في الأنبوب ووضع طرف الأنبوب الآخر على الضرس الذي يكون فيه الدود حتى يرتفع الدخان إليه فإنه نافع. ابن سينا: يحلل جداً ويرش بطبيخه البيت فيقتل البراغيث والأرضة. الشريف: إذا جنيت عيون الدقلي الغضة ودرست حتى تنعم وطبخت في سمن تنتهي أو تخرج قوتها في الدهن وطلي بذلك الدهن الفرطيسة فعل ذلك فعلاً عجيباً وأثر فيها أثراً حسناً، وإن طلي بذلك السمن على جدري الدواب لا سيما النوع الطيار منه فإنه يبرئه من أول طلية. الشريف: وإذا طبخ ورقه بما يغمره من الماء حتى ينضج وينقص ثم يسقى ويلقى على كل رطل منه نصف رطل زيت عتيق ويطبخ مع الصفو إلى أن ينضب الماء ويبقى الدهن ثم يلقى على الدهن شمع مذاب قدر ثمن رطل ويصير مرهماً ويطلى به الجرب والحكة فإنه في ذلك دواء عجيب وأنه إذا طلي به بعد الإنقاء اثني عشر مرة أذهب البرص، وإذا جنيت أطراف عيونه الغضة وطبخت بالسمن بعد أن ترض حتى تتهرى وتخرج قوتها في السمن ثم يطلى به على الجرب والحكة نفعه نفعاً بليغاً، لا سيما إذا استعملت بعد الإنقاء، وخاصة هذا الدواء ينفع في الفرطيسة نفعاً عجيباً. الرازي في إبدال الأدوية: وينوب عنه في تحليل الأورام الصلبة وزنه من أصابع الملك وثلث وزنه ورق التين. الغافقي: إذا طبخ ورقه وزهره بالزيت نفع من الجرب نفعاً بليغاً، وإذا دق ورقه يابساً ونثر على القروح جففها. المنهاج: ويداوى من سقي بشيء من الدفلي بالأمراق الدسمة والأخبصة ولعاب البزرقطونا ودهن الورد والكثيراء والثمر الشهير عجيب في مداواته، وكذا التين بالعسل والسكر والحلاوات كلها ورب العنب يضاف إلى الأشياء الدسمة.

دقاق الكندر: هو ما يقع تحت المنخل إذا نخل الكندر وسأذكره مع الكندر في حرف الكاف.

دلب: لم أر منه شيئاً ببلاد الأندلس أو المغرب. أبو حنيفة: الدلب هو الصنار والصنار فارسي، وقد جرى في كلام العرب، والدوح من شجره ما قد عظم واتسع وهو معروض الورق واسعة شبيه بورق الكرم ولا نور له ولا ثمرة، وزعم بعض الرواة أنه يقال له الغينام.

إسحاق بن عمران: شجر الدلب كثير متدوح له ورق كبير مثل كف الإنسان يشبه ورق الخروع إلا أنه أصغر منه، ومذاقه مر عفص وقشر خشبه غليظ أحمر ولون خشبه إذا شق أحمر خلنجي، وله نوار صغير متخلخل خفيف أصفر ويخلفه إذا سقط حب أخرش أصفر، إلى الحمرة والغبرة كحب الخروع، وأكثر ما ينبت في الصحاري الغامضة في بطون الأودية. جالينوس في الثامنة: جوهر الدلب رطب وليس ببعيد عن الأشياء المعتدلة، ولذلك صار ورقه الطري إذا سحق ووضع كالضماد على الأورام الحادثة في الركبتين سكنها تسكيناً ظاهراً، وأما لحاء أصل هذه الشجرة وجوزها فقوته تجفف حتى أن لحاءها إن طبخ بالخل نفع من وجع الأسنان، وأما جوزها فإن استعمل مع الشحم نفع الجراحات الحادثة عن حرق النار، ومن الناس قوم يحرقون لحاء الدلب فيتخذون منه دواء مجففاً جلاء إذا عولج به مع الماء نفع من العلة التي ينقشر معها الجلد وإذا نثر الرماد على حدته يشفي الجراحات التي قد كثر وسخها وعتقت بسبب رطوبة كثيرة تنصب إليها، وينبغي للإنسان أن يحذر ويتوقى الغبار الذي يعلق ويلتصق بورق هذه الشجرة فإنه ضار جداً بقصبة الرئة إذا استنشق، ولذلك يجفف تجفيفاً شديداً، ويحدث فيها خشونة، ويضر بالصوت والكلام، وكذا يضر بالبصر والسمع إن وقع في العين أو الأذن. ديسقوريدوس في الأولى: إذا طبخ الطري من ورقه بخمر وضمدت به أورام العين منع الرطوبات من أن تسيل إليها ونفع من الرطوبات البلغمية والأورام الحارة، وقشر الدلب إذا طبخ بالخل وتمضمض به نفع من أوجاع الأسنان وثمر الدلب إذا كان طرياً وشرب بخمر نفع من نهش الهوام، وإذا استعمل بشحم أبرأ حرق النار وغبار الثمر، والررق إذا وقع في الأذن أو في العين أضر بها. ابن سينا: ثمره وورقه يقتلان الخنافس، وجوزه مع الشحم ضماد للنهش والعض. بولس قال في المقالة السابعة: وقشره إذا أحرق كان مجففاً جلاء حتى أنه يشفي البرص. الغافقي: إذا لقط ثمره وجفف في شيء خشن وأخذ الزيبر الذي عليه ونفخ في الأنف نفع من الرعاف جداً، وإذا بخر البيت بثمره وورقه طرد الخنافس.

دليوث: هو النوع الأحمر من السوسن البري. الغافقي: هو المعروف بسيف الغراب أكثر نباته المزارع وله بصلة بيضاء مصمتة عليها ليف وليس لها طاقات تطبخ باللبن وتؤكل وهي إذا كانت نيئة مرة عفصة. ديسقوريدوس في الرابعة: كسثفيون ومن الناس من يسميه سفراعاينون، ومنهم من سماه ماحاربون، وسمي هذا النبات بهذا الإسم لمشاكلة ورقه السيوف في شكلها، وورق هذا النبات يشبه ورق الصنف من السوسن الذي يقال له إيرسا إلا أنه أصغر منه وأدق وهو دقيق الطرف مثل طرف السيف، وله ساق طولها نحو من ذراع عليه زهرة مصففة مفرق بعضه من بعض لونه لون الفرفير وثمره مستدير، وله أصلان أحدهما مركب على الآخر كأنهما بصلتان صغيرتان، وأحد الأصلين أسفل، والثاني فوقه والأسفل منهما ضامر والأعلى ممتلىء، وأكثر ما ينبت في الأرضين العامرة. جالينوس في السابعة: أصل هذا النبات قوته جاذبة لطيفة محللة، وإذا كانت كذلك فمعلوم أنها أيضاً مجففة وخاصة الأعلى منهما. ديسقوريدوس: الأصل الأعلى إذا تضمد به مع الكندر والشراب أخرج من اللحم الأزجة والسلاء وما أشبه ذلك، وإذا خلط بدقيق الشيلم والشراب الذي يقال له أدرومالي وضمدت به الأورام التي يقال لها فوختلا حللها، ولذلك يقع في أخلاط المراهم المحللة لهذه الأورام، وإذا احتملته المرأة أدر الطمث، ويقال: إنه إذا شرب بشراب حرك شهوة الجماع، ويقال: إن الأصل السفلي إذا شرب قطع شهوة النساء، ويقال: إن الأصل الأعلى إذا سقي منه الصبيان الذين عرض لهم قيلة الأمعاء بالماء انتفعوا به. الزهراوي: إذا أخذ أصله ونقع مع النبيذ وشرب من ذلك النبيذ كل يوم قدر رطل أو نحوه جفف أرواح المقعدة والبواسير، وهذا من فعله مجرب وقد يجفف ويؤخذ منه كل يوم زنة درهم بماء العسل فيفعل ذلك. أبو العباس النباتي: أصله يسمى النافوخ بالنون ببغداد ويستعمله النساء بها كثيراً للتسمن، وفي حمرة الوجه وتحسين اللون وهوعندهم ببواديها كثير يباع منه المن يابساً بثلاثة دراهم.

 دلدغ: أبو العباس النباتي: يقال مضموم الدال ساكن اللام بعدها دال أخرى مضمومة ثم غين معجمة إسم ببلاد البيت المقدس للنوع العريض الورق من الكلخ المعروف بأغرناطة من بلاد الأندلس بالكلخ الدلبي وبغيرها من بلاد البربر بالثافيقرا مختبر عندهم في النفع للأوجاع ويزيد في الباه شرباً. قال المؤلف: هو الدواء المسمى باليونانية سفندوليون وسيأتي ذكره في حرف السين المهملة.

دليك: هو ثمر الورد الذي يخلفه بعد الورد وهو ثمر أحمر إذا نضج وفيه حلاوة، ويعرفه العامة بالشام بصرم الديك.

دلينس: إسم بالديار المصرية للنوع من الصدف صغير يؤكل نيئاً مملوحاً يتأدم به، وسيأتي ذكره مع الصدف في حرف الصاد.

دلق: هو في الفراء كالسمور في جميع حالاته. البالسي: هو أضعف حراً من السمور وأثقل حملاً وإسخانه إسخان معتدل، لأن حيوانه في طبيعته حار رطب ورائحته غير طيبة.

دلفين: الشريف: هو حوت كبير أسود اللون عريض رأسه كرأس الخنزير ذو فرطيسة وفمه في حلقه، وله أسنان ويسمى خنزير البحر وهو جنس لا يمشي إلا في جماعته يطرد بعضه بعضاً ويساق على سياق واحد يتلو الآخر الآخر، ولحمه كثير الشحم إذا أذبت شحمه في حنظلة فارغة من شحمها وغلي فيها وقطر في الأذن نفع من الصمم المزمن والحديث، ولحمه بارد غليظ بطيء الإنهضام إذا أكله الأكارون، وأصحاب المهنة قوى أعضاءهم وأنعم أجسامهم، وإذا علقت أسنانه على الصبيان لم يفزعوا، وإذا أكل شحمه نفع من أوجاع المفصل، لي: زعم الشريف أنه الحوت المسمى باليونانية أموطار يحسن وليس كما قال. التميمي: لحمه غليظ يشاكل لحم كلب الماء في الغلظ وإبطاء الهضم وتوليده السوداء ورداءة الكيموس. دم: ذكرت كثيراً منها مع حيواناتها في هذا الكتاب من ماش وطيار. جالينوس: الذي يخص ذكره هنا من الدم هو الطبيعي الذي قد سلم صاحبه، وكان بريئاً من الأسقام والآفات وغير مذموم المزاج، وهذا الدم الطبيعي هو مختلف في الحيوان، وذلك أن من الحيوان ما دمه أرطب ومنه ما دمه أيبس ومنه ما دمه إما أحر وإما أبرد، فإن غلب عليه بعض الأخلاط فمال إليه أو عفن فهو دم فاسد وليس بصحيح طبيعي، ودم الخنزير حار رطب مثل دم الإنسان وكذا لحمه شبيه بلحم الإنسان، حتى إن قوماً في بلاد الروم كانوا يقتلون الناس ويطعمون لحومهم لغيرهم على أنه لحم خنزير فلا يشك من يأكله أنه لحم خنزير، ومن الناس من يسقى دم المعز مخلوطاً بعسل أصحاب الحبن، ومنهم من يسقى هذا الدم لمن كان به استطلاق البطن واختلاف الأشياء اللزجة المخاطية التي تخالط الدم فانتفعوا بذلك. ومن الأطباء من زعم أن دم الديوك والدجاج نافع من الدم السائل من أغشية الدماغ فلم أقبل ذلك ولا رمت تجربته، ومنهم من زعم أن دم الخرفان إذا شرب نفع من الصرع، والأدوية النافعة من هذه العلة ينبغي أن تكون لطيفة القوى ودم الخرقان على ضد ذلك لأنه غليظ لزج. وزعم كسوفراطيس أن دم الجداء نافع من الصرع. وزعم أيضاً أن دمه أيضاً ينفع من قذف الدم إذا أخذ منه وهو جامد مقدار رطل ويخلط بمثله خلاً نقيعاً ويطبخ حتى يغلي ثلاث غليات أو أكثر، ثم يقسم على ثلاثة أجزاء ويسقى منه ثلاثة أيام كل يوم على الريق، وقد جرب هذا فنفع، ودم الدب وهو حار إذا وضع على الأورام أنضجها سريعاً، ويفعل ذلك دم التيوس ودم الكبش ودم الثور، وقد زعموا أن دم القردان الكلبية إذا نتف الشعر الزائد في الأجفان ووضع منه على موضع الشعر لم ينبت. وأخبرني من جربه أنه لم ينتفع به، وكذا لم أجرب دم الخيل. وذكروا أنه يعفن ويحرق ودم الفأرة أيضاً قالوا إنه يقلع الثآليل والمسامير من البدن. ديسقوريدوس في الثانية: دم الأوز ودم الدجاج والحملان والحدا ودم بط الماء ينتفع به في أخلاط الأدوية المعجونة، ودم التيس والمعز والأيايل والأرانب إذا استعمل مقلواً نفع من قرحة الأمعاء وقطع الإسهال المزمن، وإذا شرب بشراب كان صالحاً للسم الذي يقال له طفسقون، ولحم الخيل المخصية يقع في أخلاط المراهم المعفنة. ابن سينا: ودم التيس المجفف يفتت حصا الكليتين وأجود ما يؤخذ في الوقت الذي يبتدىء فيه العنب للتلون، وأطلب قدراً جديداً وأغسلها بالماء حتى يذهبَ بما فيها من طبيعة الترمد والملوحة وإن كان برام فهو أجود ثم أذبح التيس الذي له أربع سنين على تلك القدر ودع أول عمه وآخره يسيل، ثم خذ الأوسط منه فقط ثم اتركه حتى يجمد ثم قطعه أجزاء صغاراً واتخذ منه أقراصاً واجعلها على شبكة أو خرقة نقية وانشره في الشمس تحت السماء من وراء حريرة واقية له من الغبار، واتركها حتى يشتد جفافها في موضع لا تصل إليه النداوات البتة، واحفظ الأقراص، وإذا أردت أن تسقيها سقيت منها ملعقة في شراب حلو في وقت سكون الوجع أو في ماء الكرفس الجبلي فترى أثراً عجباً.

دم الأخوين: هو دم التنين ودم الثعبان أيضاً. أبو حنيفة: هو صمغ شجرة يؤتى به من سقطري وهي جزيرة الصبر السقطري يداوى به الجراحات وهو الآيدع عند الرواة، ويقال له الشيان أيضاً. مسيح: وقوته باردة في الدرجة الثالثة قابضة. البصري: دم الأخوين صالح لقطع السيف وشبهه وتحميل الجراحات الحادثة الدامية وإذا احتقن به عقل الطبيعة وقوى الشرج. غيره: شديد القبض يقطع نزف الدم من أي عضو كان وينفع من سحج الأمعاء إذا شرب منه نصف درهم في بيضة نيمرشت. ابن سينا: وأما يبسه ففي الثانية يقوي المعدة وينفع من شقاق المقعدة.

دماغ: قد ذكرت كثيراً منها مع حيواناتها. جالينوس في أغذيته: الدماغ يولد غذاء بلغمياً وهو غليظ بطيء الانحدار عن المعدة والنفوذ في الأمعاء عسر الإنهضام، وفيه مع هذا خلة ليست بدون هذه الحال وهي أن كل دماغ فهو ضار للمعدة أي الأدمغة كان وهو يغثي ويهيج القيء، ولذلك قد ينبغي لك متى أردت أن تستدعي من إِنسان القيء بعد الطعام أن تطعمه بعد طعامه دماغاً قد طيب بزيت كثير، وليكن ذلك في آخر الأمر كله، واحذر وتوق أن تطعمه إنساناً في شهوته تقصير، وقد أصاب كثير من الناس في أكلهم الدماغ مع الفوذنج البري وقوم آخرون يأكلونه بالملح المطيب بالأبازير المختلفة، وذلك أن الدماغ لما كان الخلط المتولد منه غليظاً، وكانت الفضول فيه كثيرة صار إذا طيب بالأبازير التي تقطع وتسخن جاد وصلح وصار أنفع منه وحده في جميع الحالات، ومتى انهضم الدماغ انهضاماً جيداً كان ما يناله البدن منه من الغذاء ذا قدر صالح. ابن ماسويه: الدماغ بارد رطب يلطخ المعدة ويرطبها برطوبته ويذهب بشهوة الطعام، فمن آثر أن يأكله فليأكله بالنعنع والصعتر والفلفل والخردل والمري والدارصيني والخل. الرازي: الدماغ يتولد عنه دم بارد لزج، والمشوية من الأدمغة أبطأ نزولاً من المطبوخة إلا أنها أقل تلطيخاً للمعدة. ابن سينا: أفضلها أدمغة الطير وخصوصاً الجبلية منها ومن أدمغة ذوات الأربع دماغ الجمل ودماغ العجل. وزعم قوم أن الأدمغة صالحة في سقي السموم ونهش الحيوانات أكلاً.
دمادم: البالسي: هما صنفان أحدهما أحمر كله وهو يشبه اللوبياء الحمراء إلا أنه أصغر حباً وأصبغ حمرة وأصفى لوناً، والصنف الآخر أصغر حباً من الأول ولونه في الحمرة كلون الأوّل إلا أنه في رأسه سواد والصنفان جميعاً حاران قاطعان للعاب السائل من أفواه الصبيان وهما مقويان لأدمغتهم إذا سقوا من أيهما حضر مقدار نصف دانق.

دميا: وفي بعض النسخ من مفردات جالينوس الرميا بالراء. وقال حنين: هو حيوان اسمه السرطان البحري وليس الأمر فيه كما قال حنين، وإنما هو السمكة المعروفة بالسينيا وقد ذكرتها في حرف السين وخرفتها التي في باطنها هو لسان البحر وليس بسرطان بحري كما فسر حنين الرميا فافهمه. دند: هو الخروع الصيني وغلط من قال إنه الماهودانة كما قال ابن جلجل وابن الهيثم وأكثر أطباء زماننا هذا يغلطون في ذلك، وقد ذكر أبو جريج الراهب وحبيش بن الحسن ومحمد بن زكريا الرازي وغيرهم الدند والماهودانة بصنفين مختلفين. أبو جريج: الدند ثلاثة أصناف صيني وشجري وهندي، فالصيني كبير الحب أشبه شيء بالفستق، والشجري يشبه حب الخروع إلا أنه منقط بنقط سود صغار، والهندي متوسط في المقدار بين الصيني والشجري وهو أغبر يضرب إلى الصفرة، والصيني أجود الثلاثة وأقواها في الإسهال، والهندي أصلح من الشجري، واعلم أنه على طول الزمان لا يزال لبه الذي في جوفه مثل الألسن يصغر حتى ينفد وخاصة في غير بلاط، وأما في بلاده فهو أقوى وأنقى. عيسى بن علي: وطعمه يشبه طعم اللوز المر ويضرب إلى الغبرة في داخلها لسان يشبه لسان العصفور وهو السم. حبيش: الدند كله حار حاد وأتعجب من حدته مع الدهنية التي فيه وهو يخلف الخام والأخلاط الغليظة والرطوبات والبلغم الذي ينصب إلى المفاصل، وأهل الهند يخلطونه بأدويتهم الكبار المعجونة والاصطما حيقونات وغيرها من الأدوية المسهلة، ولأن بلدهم أعدل الأقاليم السبعة محتمل أن يسقى فيها الدند، فأما البلدان الشديدة الحر كالعراق وسواحل البحر وبلاد اليمن ومصر، فلا أرى أن يسقى فيها الدند لأن تحلل الأبدان يكثر فيها ويضعف عند الخلفة ضعفاً مفرطاً، وشرب الدند لأهل البلدان الباردة كالمشرق وجبالها والشام وما والاها، وأما بلاد مصر والعراق وسواحل البحر والحجاز واليمن وكل بلد حار فلا يحتمل أهلها شرب الدند، فأما مصر فإنها حارة يابسة عفنة، وأما العراق فإنها وإن كانت حارة يابسة فليست بها عفونة ولا يكثر فيها اختلاف الهواء، وإنما كرهت شرب الدند فيها لكثرة تحليل الرطوبات من أبدان أهلها، وأما بلاد اليمن والحجاز فلأن بلاد الحجاز حارة عفنة كثيرة التحليل واليمن شتاؤها صيف وصيفها شتاء ويكثر فيها الأمطار والأنداء، فينبغي أن يجتنب في مثل هذه البلدان الأدوية الحارة الحادة ويتخير لها من الأدوية ما لان وكان فيه قبض مثل التربد والأهليلج والبنفسج واللبلاب والترنجين وأشباهها. الرازي: وأما الدرند فإني كنت إذا رأيت إنساناً شربه وأفرطت عليه الخلفة أمرت من يقعده في الماء البارد أو من يصبه عليه صباً فكانت تسكن عنه الخلفة والكرب، وهو دواء إن لم يحترس من شربه قتل شاربه، فمن أراد شربه فليشرب منه الصيني الكبار الحب بعد إصلاحه فإن تعذر عليه شرب الهندي الذي دونه في القدر، وأما الشجري الصغار الحب بعد إصلاحه فلا أرى سقيه البتة لأنه يبطىء عمله ويورث كرباً ومغصاً وإصلاحه يكون أن يؤخذ منه الصيني أو الهندي ويقشر عنه قشره الأعلى بحديدة، ولا يقرب بشيء من الفم لأنه إن أصاب الشفتين قشره الأعلى فألح عليهما به أذهب صبغتهما وأحدث فيهما بياضاً شبيهاً بالبرص، ويؤخذ لسانه الدقيق الذي على مقدار النصف من الحبة وقشره الخارج فيرمي بهما ويدق نفس الحب مع شيء من النشاشتج، والورد المنقى من أقماعه وشيء من الزعفران، فإن الزعفران وإن كان حاراً فإن فيه لطافة ودقة مذهب يدفع بهما ضرر الدواء ويكسر شره ويبلغ به أقاصي البدن، وإن أردت أن تمزجه بشيء من الأدوية المسهلة فامزجه بالثريد وعصارة العافث وعصارة الأفسنتين وما أشبه هذه الأدوية التي هي من مزاجه ولا يخلط الدند في دواء نقع فيه الأفيون والقربيون لأنهما ليسا من مزاجه، فإذا اختلط بالأدوية التي وصفنا كان دواء كبيراً ونفع من أوجاع المرة السوداء والبلغم وأسهل الخام وحلل أوجاع المفاصل وأمسك الشعر الأسود على حاله، ومنعه أن يستحيل إلى البياض وأن يشيب سريعاً ومقدار الشربة منه بعد إصلاحه للأقوياء الذين تحتمل طباعهم الأدوية الشديدة الإسهال من دانقين إِلى نصف درهم. عيسى بن علي: الدند حار يابس يسهل إسهالاً كثيراً ويسحج الأمعاء، وينبغي أن يقيأ شاربه أولاً ثم يسقى السمن واللبن الحليب ويسقى من الأدوية الحابسة للبطن ما فيه لزوجة مثل البقلة الحمقاء والبزرقطونا والصمغ العربي والكثيراء ونحو ذلك، ويحسى حساء من الأرز والشعير المقشر بدهن الورد بغير السكر ويتخذ ماء اللحم بماء التفاح والحصرم ويرش عليه شيء من نبيذ ويطعم سمكاً ونحوه.

دنقة: هو الزوان الذي يكون في الحنطة وتنقى منه. دهن الأذخر: من كتاب التجربتين قوّته مثل قوة دهن المصطكي في النفع من أوجاع الأضراس واللثة الوارمة وغير المتورمة، ومن الأوجاع الباردة وصفة ما جرّب منه أن يؤخذ الزهر منه فيوضع في زيت أنفاق طيب بقدر ما يغمره مرتين ويجعل في زجاجة بحر الشمس من أول الصيف ويترك مدة ثلاثين يوماً، ثم يعصر ويرمى به ويوضع فيه غيره يكرر عليه ذلك ثلاث مرات، وما اتفق في طول زمان الحر ثم يستعمل. حنين في كتاب الترياق: ينفع من جميع أنواع الحكة حتى في البهائم ويذهب الإعياء وهو جيد للبرص. قال فيلفويوس: أنه لا شيء أبلغ في علاج بثور الفم من إمساك دهن الأذخر في الفم فاتراً. غيره: ينبت اللحية إذا أبطأت في الخروج.

دهن الأقحوان: ديسقوريدوس في الأولى: أجود ما يكون من دهن الأقحوان ما يكون من المدينة التي يقال لها فورنفس ويعمل من زيت أنفاق ودهن البان إذا عفصا بعود البلسان، وأذخر وقصب الذريرة وطيبا بأقحوان وقسط وحماما وناردين وسليخة وحب البلسان ومر، ومن الناس من يحب أن يبالغ في تطييبه فيزيد فيه دارصيني، ويستعمل أيضاً العسل والشراب في تلطيخ الآنية وعجن الأفاويه المدقوقة: وَدهن الأقحوان ملهب مسخن جداً ملين مفتح لأفواه العروق مدر للبول نافع إذا وقع في أخلاط الأدوية المعفنة ومن النواصير ومن أدرة الماء بعد أن يشق ويقشر الخشكريشات الحمر والقروح الخبيثة، ويوافق عسر البول وأورام المقعدة الحارة وفتح البواسير إذا دهنت به المقعدة ويدر الطمث إذا احتمل في الرحم ويحلل الصلابة التي في الرحم وأورامه البلغمية وهو موافق للخراجات في العضل والالتواء في الأعصاب إذا بل صوف به ووضع عليها. ابن ماسه: يسبت إذا استعط به ويدر البول إذا شرب منه. ابن سينا: نافع من وجع الأذان، وينفع من القولنج ووجع المثانة وصلابة الطحال ويدر العرق والشربة منه ثلاثة دراهم.

دهن الآس: ديسقوريدوس في الأولى: وأقوى ما يكون من دهن الآس ما كان في طعمه مرارة، وكان الزيت عليه أغلب وكان أخضر صافياً تسطع منه رائحة الآس وقوته قابضة مصلبة ولذلك نفع في أخلاط المراهم المدملة التي تختم الجرح وتصلح لحرق النار ولقروح الرأس والبثور والسحج والشقاق الذي يكون في المقعدة والبواسير واسترخاء المفاصل ويحقن العرق، ولكل شيء يحتاج إلى قبض واستصحاف، وصفته: تأخذ من ورق الآس برياً كان أو بستانياً ما كان طرياً ودقه وأعصره وأخلط بعصارته قدراً مساوياً من الزيت الإنفاق وضعهما على جمر ودعهما حتى ينطبخا ثم أجمع الدهن والعصارة، وصفة أخرى أهون من الأولى يؤخذ من ورق الآس وينقع في زيت ويوضع في الشمس، ومن الناس من يعفص الزيت قبل ذلك بقشر الرمان والسرو والسعد والأذخر. غيره: خاصته تقوية الشعر ومنعه من الانتثار والتساقط وتقوية أصوله وتكثيف نباته.

دهن المرزنجوش: ديسقوريدوس: خذ من الصنف من النمام الذي يقال له أرقلس وورق الآس ومن زهر الصنف الذي يقال له باليونانية سينسنبريون والسليخة والقيصوم، وزهر الآس المرزنجوش من كل واحد على قدر قوته ودقها كلها معاً وصب عليه. من الزيت الإنفاق بقدر ما تعلم أن قوته لا تقهر قوتها ودعه أياماً أربعة ثم اعصره وأنقع فيه ثانية تلك الرياحين رياحين طرية بمثل مقدارها ودعها تمكث فيها مثل ما مكث الأول واعصرها، فإنك إذا عملت هكذا كان أقوى له، واختر منه ما كان لونه إلى الخضرة ما هو والسواد وكانت رائحته رائحة المرزنجوش ساطعة سطوعاً شديداً، وكانت حرافته يسيرة وله قوة مسخنة ملطفة حارة ويصلح لانضمام فم الرحم وانقلابه ويدر الطمث ويخرج المشيمة، وينفع من وجع الأرحام التي يعرض معه الاختناق، ويسكن وجع الظهر والأرنبة، وإن استعمل بعسل كان أجود وأقوى لأنه يصيب المواضع لشدّة قبضة ويحلل الإعياء إذا تمسح به، وقد يحتاج إليه في ضمادات الفالج الذي يعرض فيه ميل الرقبة إلى خلف وفي الضروب الأخر من الفالج، وهو يدخل في أضمدة مصلحة نافعة من الكزاز الكائن في مؤخر الرأس وتشنج العصب. دهن الباذروج: ديسقوريدوس: خذ من الزيت المطيب الذي يعمل منه دهن الحناء أحداً وعشرين رطلاً وسنذكر صنعته بعد قليل، ومن الباذروح أحد عشر رطلاً وثمانية أواق واقطف ورقه وانقعه في الزيت يوماً وليلة، ثم اعصره في حلة خوص واخزنه وفرغ الثفل من الحلة في إناء وصب عليه من الزيت مثل ما صببت أولاً واعصره وصفه ويقال له الدهن الباني فليس يحتمل هذا الثفل أن ينفع ثالثة، وإن أحببت فخذ من الباذروح الطري المقدار الذي أخذت أولاً وافعل به كما وصفت أولاً أن يفعل بالورد، ثم خذ الثفل وصب عليه الزيت ثانية ودعه يمكث فيه مثل ما يمكث الباذروح ثم اعصره واخزنه، وإن أحببت أن تجدد فيه الباذروج مرة ثالثة ورابعة فجيد وليكن طرياً، وقد يمكن أن يعمل أيضاً من زيت انفاق لم يعفص غير أنه إذا عمل من الزيت المعفص كان أجود، وقوة هذا الدهن تشبه قوة دهن المرزنجوش غير أنه أضعف.

دهن القيصوم: ديسقوريدوس: خذ من الزيت المطيب الذي يعمل منه دهن الحناء تسعة أرطال وخمسة أواق من ورق القيصوم ثمانية أرطال وانقعه يوماً وليلة واعصره فإن أحببت أن تفعل به ذلك مرات فاطرح الأول وجدد آخر واعصر، وله قوة مسخنة تصلح لانضمام فم الرحم والصلابة العارضة له ويدر الطمث ويخرج المشيمة.

دهن الشبث: ديسقوريدوس: خذ من الزيت أحد عشر رطلاً وثمان أواق ومن زهر الشبث أحد عشر رطلاً وانقعه فيه يوماً واحداً ثم اعصره بيدك واخزنه وإن أحببت أن تجدد فيه الزهر ثانية فجدد وليكن طرياً وله قوة تلين الصلابة العارضة في الرحم ويفتح انضمامه ويوافق الناقض بحرارته ويحلل الأعياء وينفع من أوجاع المفاصل. الشريف: دهن الشبث ينفع من أوجاع الأعصاب وما يشبهها. ابن ماسه: نافع من الارتعاش والقشعريرة الكائنة من دور الحمى إذا دهن به البدن.

دهن السوسن: وهو الرازقي. ديسقوريدوس: خذ من الزيت تسعة أرطال وخمس أواق ومن قصب الذريرة خمسة أرطال وعشرة أواق ومن المر خمسة مثاقيل دق القصب والمر واعجنهما بخمر طيب الرائحة واطبخهما بالزيت ثم صفه ثم صبه على ثلاثة أرطال ونصف قردمانا مدقوق منقع في ماء المطر ودعه يبتل فيه ثم اعصره ثم خذ الدهن المعفص ثلاثة أرطال ونصف وصبها على ألف سوسنة واجعل السوسن في إجانة واسعة ليست بعميقة، ثم حركه بيدك وقد لطختها بعسل ودعه يوماً وليلة والغداة واجعله في قفة واعصره على المكان وخذ الدهن من العصارة فإنه إن بقي معها فسد مثل دهن الورد، وذلك أنه يسخن ويغلي ويتعفن وصبه من إناء في إناء مراراً كثيرة وتكون الآنية ملطخة بعسل ودعه يوماً وليلة وبالغداة، وفي خلال ذلك ذر عليه ملحاً مسحوقاً وما اجتمع فيه من وسخ فخذه منه واستقص ذلك، ثم أفرغ ما في الفقه من الثفل في الإجانة وصب عليه من الزيت العفص بمقدار الذي صببت أولاً وألق عليه من القردمانا عشرة مثاقيل وحركه بيدك ثم دعه قليلاً واعصره وخذ الزهر من العصارة وصفه وصب عليه أيضاً ثانية من الزيت المعفص المقدار الذي صببت عليه أوِّلاً وألق عليه من القردمانا عشرة مثاقيل ومثله عسلاً وملحاً، وحركه بيدك ثم دعه قليلاً واعصره وخذ الدهن من العصارة وصفه وصب عليه أيضاً ثالثة من الزيت المعفص على الثفل واطرح عليه من القردمانا والملح كما فعلت أوّلاً، ولطخ يدك بالعسل واعصره، وأجود هذه الأدهان ما عصر أولاً والتالي بعده ما عصر الثانية والذي يتلو هذا ما عصر الثالثة، وأيضاً خذ ألف سوسنة وصب عليها الدهن الذي عصر أولاً وافعل بها كما فعلت أوّلاً، واخلط بها قردمانا واعصرها وافعل الثانية والثالثة كما ذكرنا أنفاً، وكلما جددت السوسن الطري في الدهن قويته وتؤخره فإذا اكتفيت بما جدّدت من السوسن فاخلط بكل واحد من الأدهان من المر أربعين مثقالاً، ومثله من القردمانا ومن الزعفران عشرة مثاقيل، ومن الناس من يلقي من الزعفران والدارصيني مقداراً مساوياً، ومنهم من زاد فيه من ورق الآس نصف من ودق هذه وأنخلها وأجعلها في إجانة فيها ماء وصب عليها الدهن الذي عصر أولاً وافعل بها كما فعلت أولاً واخلط بها قردماناً واعصرها، وافعل الثانية والثالثة كما ذكرنا أولاً، وكلما جددت السوسن الطري في الدهن قويته وتؤخره، ودعه قليلاً ثم أودعه في آنية جافة ملطخة بماء قد ديف فيه صمغ ومر وزعفران وعسل وافعل ذلك بالدهن الثاني والثالث، ومن الناس من يعمل دهن السوسن الساذج من دهن البان ومن غيره من الأدهان، ومن السوسن الذي ذكرنا، وأجود ما يكون من دهن السوسن ما كان من البلاد التي يقال لها فليقا وما كان من مصر، والفائق من هذين ما سطعت منه رائحة السوسن، وقوة دهن السوسن مسخنة مفتحة لانضمام فم الرحم محللة لأورامها الحارة، وبالجملة: ليس له نظير في المنفعة من أوجاع الرحم ويوافق قروح الرأس الرطبة والكلف ويرد اللون الحائل إلى لونه والثآليل والطمث ونخالة الرأس، وهو بالجملة محلل وإذا شرب أسهل مرة صفراء ويدر البول والطمث وهو رديء للمعدة ومغث. ماسرحويه: دهن الرازقي حار لطيف ينفع من العصب والكليتين التي تكون من البرد ومن الفالج والارتعاش والكزاز، وجميع الأمراض التي تكون من البرد وضعف الأعضاء إذا تمرخ به وقد يقوي الأعضاء الباطنة إذا تمرخ به لطيبته. التميمي في المرشد: حسن التأثير في تحليل أوجاع الأعصاب الكائنة من البرودة ورياح البلغم مسكن لها محلل لما يعارض لأصلها من التعقد والالتواء والتقبض ويحلل الورم الحادث في عصبة السمع ومن السدة الكائنة فيها من النزلات البلغمية المنحدرة من الرأس، وإذا سخن اليسير منه وقطر منه قطرات في الأذن الثقيلة السمع حلل ما فيها من الورم وفتح السدد الكائنة في مجرى السمع وسكن ما يعرض لها من الأوجاع الباردة السبب، وقد ينفع من الحراز وأنواع السعفة والثآليل والنار الفارسية والخراجات الحارة والباردة.

دهن النرجس: ديسقوريدوس: خذ من الزيت المغسول وتسعة أرطال وخمسة أواق ومن الدارشيشعان ستة أرطال وأوقيتين ودق الدارشيشعان وبله بماء بمقدار الزيت ثم اخلطه بالزيت واطبخه، فإذا طبخته فاخرجه من الزيت وخذ من قصب الذريرة خمسة أرطال وثمانية أواق، ومن المر قطعة ودقه وانخله واعجنه بخمر طيب الرائحة واخلطه بذلك الزيت واطبخه به، فإذا انطبخ الزيت معه أيضاً فدعه حتى يبرد ثم صفه ثم خذ منه وصبه في إجانة وألق عليه من زهر النرجس شيئاً كثيراً ودعه يومين ثم حركه كما وصفنا لك في صنعة دهن السوسن واعصره، وخذ الدهن من العصارة فإنه يفسد إن بقي فيها وصفَه مراراً كثيرة من إناء في إناء، وهذا الدهن يصلح لأوجاع الأرحام لتليينة صلابتها وفتحه إياها إذا انضمت وهو مصدع. غيره: نافع لأوجاع العصب وهو يوافق الصداع ويحلل الأورام الصلبة الباردة في الحجاب إذا مرخ على الصدر، وينفع أوجاع المثانة وينفع وجع الأذن من البرد ومن الريح.

دهن الجماجم: وهو فقاح الحبق العريض الورق. التميمي: حار يابس في الدرجة الثانية ومنشق مفتح للسدد الكائنة في أغشية الدماغ وأوراده والاستعاط به أبلغ في ذلك من تنشقه وهو دهن ذكي الرائحة طراد للرياح المستكنة في الرأس والمنخرين، وإذا تمرخ به حلل ما في المفاصل والأعصاب من الرياح والسدد.

دهن الزعفران: إِذا شئت أن تصنع دهن الزعفران فعفص الزيت بما وصفت لك في صنعة دهن السوسن وليكن مقدار الزيت وما يعفص به كالمقدار الذي حددنا لك هناك وخذ منه ثلاثة أرطال ونصفاً وألق عليه من الزعفران خمسين مثقالاً وحركه مراراً كثيرة في النهار حركة دائمة وليكن ذلك خمسة أيام، وفي السادس صف الدهن من الزعفران وأوعه ثم صب على ذلك الزعفران بعينه من الزيت مثل المقدار الذي صببت أولاً وحركه ثلاثة عشر يوماً، ثم صفه من الزعفران وألق عليه من المر مسحوقاً منخولاً أربعين مثقالاً وحركه في هاون وأوعه في إناء ومن الناس من يستعمل في صنعة دهن الزعفران الزيت المطيب أعني المعفص الذي يعمل منه دهن الحناء وأقوى دهن الزعفران فعلاً ما كان منه مشبعاً من رائحة الزعفران، ويصلح للعلاج وبعده ما فاحت منه رائحة المر وقوة دهن الزعفران مسخنة منومة، وكذا كثيراً ما يوافق المبرسمين إذا دهن به أو اشتم أو دهن به المنخران ويفتح الأورام وينقي القروح ويوافق صلابة الرحم وانضمامه والقروح الخبيثة العارضة فيه إذا خلط بموم وزعفران ومخ وضعفه زيت لأنه ينضج ويلين ويسكن ويرطب ويصلح للزرقة إذا اكتحل به بالماء، والذين لا يقدرون أن يستقبلوا ضوء الشمس وقد يشاكل هذا الدهن الدهن الذي يقال له وهو المتخذ من الرند وهو أظفار الطيب ودهن الميعة وهي الأصطرك ودهن الحناء، وإنما تختلف أسماؤها فقط. دهن الحناء: ديسقوريدوس: خذ من الزيت الإنفاق المغسول جزءاً ومن ماء المطر نصف جزء وصب بعضه على الزيت وبل ببعضه الأفاويه التي تريد أن تعفص بها الزيت، وخذ من الدارشيشعان خمسة أرطال ونصفاً، ومن قصب الذريرة ستة أرطال ونصفاً ومن المر رطلاً ومن القردمانا ثلاثة أرطال وتسعة أواق ومن الزيت تسعة أرطال وخمسة أواق ودق الدارشيشعان وبله بماء وألقه على الزيت وأغله معه، وخذ المر ودقه في خمر عتيق طيب الرائحة وخذ القصب ودقه وألقه على المر واعجنه به، وأخرج الدارشيشعان من الزيت وألق على الزيت القصب المعجون بالمر واغله فإذا غلي فصفه من القدر وصبه على القردمانا المدقوقة المعجونة بباقي الماء ولا تزال تحركه بمحراك خشب حتى يبرد ثم صفه والق على الثمانية وعشرين رطلاً من الزيت تسعة وأربعين رطلاً وثمانية أواق من زهر الحناء ودعه يبتل يوماً وليلة ثم صيره في قفه واعصره، فإن أحببت أن تستكثر من دهن الحناء فخذ من زهر الحناء طرياً مثل المقدار الذي أخذته أولاً فألقه على مقدار من الزيت مثل المقدار الذي ذكرنا أولاً واعصره، وإن أحببت أن تجدد في الدهن زهر الحناء ثانية وثالثة فألق منه على الدهن في كل مرة مثل المقدار الأول فإنك إذا فعلت ذلك قويته، وينبغي أن يختار من دهن الحناء ما كان منه طيب الرائحة ساطعها، ومن الناس من يخلط أيضاً دارصيني بالأفاويه التي ذكرنا آنفاً، ودهن الحناء له قوة مسخنة ملينة مفتحة لأفواه العروق موافقة لأوجاع الرحم والأعصاب ولمن به شوصة، ولكسر العظام إن استعمل وحده أو خلط بموم مداف بزيت عذب، وقد يقع في أخلاط المراهم الموافقة للفالج الذي يعرض فيه ميل الرقبة إلى خلف والخناق والأورام الحارة العارضة في الأرنبة وقد يقع في أخلاط الأدهان المحللة للأعياء. التميمي: دهن فاغية الحناء خاصيته تقوية شعور النساء وتكثيفها وتربيتها ويكسبها حمرة وطيباً.

دهن الايرسا: هو السوسن الاسمانجوني. ديسقوريدوس: خذ من قشر الكفرى ستة أرطال وثمانية أواق ومن الزيت تسعة أرطال وخمسة أواق ودق قشر الكفرى دقاقاً ناعماً بتسعة أرطال ونصف ماء، وصيره في قدر نحاس مع الزيت واطبخه حتى تعبق بالزيت رائحته، ثم صفِّه في إجانة ملطخة بعسل، والدهن الفائق من إدهان الإيرسا من هذا الزيت يعمل ومن الناس من يأخذ من الزيت تسعة أرطال ومن عود البلسان خمسة أرطال وأوقية ويدقونه ثم يطبخونه بالزيت ثم يخرجونه منه ويلقون على الزيت من قصب الذريرة مدقوقاً تسعة أرطال وعشرة أواق ومن المر قطعة منقعة بخمر عتيق طيب الرائحة بهذا التعفيص الثاني والأول أجود منه، ثم يؤخذ من الزيت المعفص المطيب أربعة عشر رطلاً وألق عليه من الإيرسا مدقوقاً بوزنه ودعه يومين وليلتين، ثم اعصره عصراً شديداً فإن أحببت أن تزيد في قوة الدهن فجدد فيه من الإيرسا بوزن الأول وافعل به ذلك مرتين أو ثلاثة واعصره، وأقوى ما يكون من دهن الإيرسا ما لم تفح منه رائحة شيء آخر غير الإيرسا فقط، ودهن الإيرسا التي من البلاد التي يقال لها فرعي ومن البلاد التي يقال لها قيلقا، ومن المدينة التي يقال لها أخانيا، ومن المدينة التي يقال لها إيلس التي من البلاد التي يقال لها أفانيا هو على هذه الصفة وهذا الدهن قوته ملينة وينقى الخشكريشة والعفونات والأوساخ ويوافق أوجاع الرحم وأورامه الحارة وانضمام فمه ويخرج الجنين، ويفتح أفواه البواسير ويوافق ذوي الأدر إذا استعمل بالخل والسذاب واللوز المر، ويوافق النزلات المزمنة ونتن الأنف إذا دهن به المنخران، وإذا شرب منه مقدار أوقية ونصف أسهل البطن، ويصلح لمن عرض له القولنج المسمى إيلاوس، ويدر البول والطمث ويسلس القيء على من عسر عليه إذا دهنت به لأصابع أو الريش، الذي يتقيأ به، ويصلح لمن به خناق أو خشونة في قصبة الرئة، وإذا تحنك. به أو تغرغر مع ماء القراطن وقد يسقى منه من شرب البنج والفطر والكزبرة.

 دهن عصير العنب: ديسقوريدوس: هو في الجملة يعمل من زيت أنفاق وأذخر وقصب الذريرة والدواء الذي يقال له باليونانية ناردين أقليطي وهو السنبل الرومي وقشر الكفرى ودارشيشعان وإكليل الملك وقسط وعصير العنب وتصير بقل العنب فوق الإناء الذي فيه الأفاويه والعصير والزيت ويحرك ثلاثين يوماً كل يوم مرتين ثم يعصر ويخزن، وقوة دهن عصير العنب مسخنة ملينة مسكنة للنافض ولكل أوجاع الأعصاب ولأوجاع الرحم وهو أنفع الأدهان المحللة للأعياء لتليينه.

دهن الدارصيني: ديسقوريدوس: يعمل من دهن البان إذا عفص بعود البلسان وقصب الذريرة وأذخر وطيب بدارصيني وحب بلسان ومر أربعة أضعف الدارصيني، ويستعمل بعسل في عجن الأفاويه، وأجود ما يكون من دهن الدارصيني ما لم يكن حاد رائحة بل خفيها وكانت رائحة المر منه غالبة وكان ثخيناً طيب الرائحة جدًا مر الطعم، فأما ما كان منه على هذه الصفة فإن ثخنه إنما هو من المر لا من الراتينج لأن الراتينج ليست له مرارة ولا طيب رائحة، ودهن الدارصيني حار جداً مسخن مر المذاق ويفتح أفواه العروق ويحلل ويذوب ويجذب رطوبات ورياحاً، ويورث الرأس ثقلاً ويصلح لأوجاع الرحم إذا خلط بضعفه زيتاً وموم ومخ فإنه إذا كان هكذا بطل أكثر حدته وصار مليناً فإن لم يعمل هكذا فإنه يحرق ويصلب أكثر من باقي الأدهان الثخينة، وإذا خلط بالقردمانا صلح للنواصير والأدوية المعفنة ولأدرة الماء وللقروح التي تسمى الجمر والورم الذي يسمى غنفرانا، وإذا تمسح به كان صالحاً للنافض العارض بدور والارتعاش ولمن نهشه شيء من ذوات السموم، وإذا خلط به الغض من التين ووضع على لسعة العقرب ولسعة الرتيلاء ينفع منها.

دهن الناردين: ديسقوريدوس: دهن الناردين له ضروب من الصنعة، وذلك أنه إنما ربما عمل بالساذج وربما لم يعمل به، وأكثر ذلك إنما يعمل من دهن البان أو من زيت الأنفاق ويستعمل الأذخر في تعفيص الدهن ويلقى فيه لطيبه قسطاً وحماماً وناردين وهو سنبل هندي ومر وبلسان، وأجود ما يكون من دهن الناردين ما كان رقيقاً ليس بحادّ الرائحة طيب رائحته شبيه بطيب الناردين اليابس أو الحماما، وقوة دهن الناردين مسخنة ملطفة حارة جالية محللة، ودهن الناردين رقيق وليس بثخين وإن لم يكن فيه راتينج، وقد يعمل على جهة أخرى منه بزيت إنفاق وأذخر وقصب الذريرة وقسط وناردين. المنهاج: ينفع من وجع المعدة والكبد والقولنج وبرد الجوف إذا شرب أو تضمد به أو احتقن به، ومن برد الأعضاء إذا تمرخ به ولوجع الرحم إذا احتملته المرأة أو احتقنت به لوجع الأذن إذا قطر فيها، وينفع من الصداع والشقيقة إذا استعط به ولاسترخاء المثانة إذا زرق في القضيب.

دهن الحلبة: ديسقوريدوس: خذ من الحلبة تسعة أرطال ومن الزيت خمسة أرطال ومن قصب الذريرة رطلاً ومن السعد رطلين، وانقعهما في زيت سبعة أيام وحركه في كل يوم ثلاث مرات، ثم اعصره واخزنه، ومن الناس من يستعمل بدل قصب الذريرة قردمانا وبدل السعد عود البلسان، ومن الناس من بعفص الزيت بهذه الأدوية ثم بعد ذلك ينفع فيه الحلبة ويعصره، وله قوة ملينة للدبيلة منضجة ويوافق جد الصلابة العارضة في الرحم، ويستعمل منه حقنة لرحم المرأة التي تعسر ولادتها إذا جف يخرج الرطوبات منه وينفع من أورام المقعدة ويحتقن به من الزحير وينتفع به، وقد يحتقن به للمغص وينتفع به ويجلو نخالة الرأس وقروحه الرطبة، وينفع إذا خلط بالشمع من الحرق والشقاق العارض من البرد وقد يخلط بأدوية الكلف وبالغمر واختر منه ما كان حديثاًً لا يظهر منه رائحة الحلبة ظهوراً بيناً يبقى في اليد وفي طعمه حلاوة مع مرارة فإن أجوده ما كان على هذه الصفة.

دهن السذاب: ينفع من برد الكلي والمثانة والظهر والرحم واسترخاء العصب ووجع الجنبين، ويسكن الوجع المزمن ويحلل الرياح وينفع النافض إذا مرخ به البدن، ويسقى منه نصف أوقية في الحمام فإنه يبرىء من الرعشة مجرب وينفع من جميع الأوجاع التي تكون من أسفل البدن ويفتح سدد الآذان إذا قطر فيها، وينفع من أوجاعها الباردة، وإذا احتقن به نفع من أنواع المغص ومن القولنج الذي يكون عن خلط لزج وعن رياح غليظة، وصنعته: زيت أربعة أرطال ونصف، ورق السذاب الطري أربعة إواق، ماء عذب، رطل ونصف يطبخ بنار لينة في قدر نظيفة حتى يذهب الماء ويبقى الدهن ويبرد ويصفى. دهن النسرين: التميمي: شمه واستنشاقه يسخن الدماغ البارد المزاج ويقويه ويحلل الرياح الكائنة في أغشيته ويخرجها بالعطاس وهو نافع من أوجاع الأرحام ومحلل لأورامها الباردة، وقد يختص دون سائر الأدهان بالنفع من الشوصة العارضة من سوء مزاج البلغم والمرة السوداء.

دهن البابونج: حار باعتدال مجفف باعتدال مسكن للأوجاع وينفع من الأعياء ومن الحمى العارضة من استحصاف الجلد، ويرخي المواضع الممتدة وينفع من الرياح الكائنة في المعي، ويحلل الأورام المركبة من البلغم والمرّة الصفراء، ومن البلغم والمرة السوداء، وسبيله أن تجعل نواره الأصفر رطباً بالزيت الأنفاق في الشمس الحارة أو يطبخ الزيت بنواره.

دهن السفرجل: ديسقوريدوس: خذ من الزيت ستة أقساط ومن الماء عشرة أقساط واخلطهما واطرح عليهما من قشر الكفري مرضوضاً ثلاثة أواق، ومن الأذخر أوقية ودعهما يوماً واحداً ثم اطبخهما، ثم صف الدهن وصيره في إناء واسع على فمه قطعة بارية أو حصير متخلخلان وضع عليه سفرجلاً وغطه بثياب ودعه أياماً كثيرة حتى تصير قوته في الدهن، ومن الناس من يلقي السفرجل في ثياب ويدعه عشرة أيام ملفوفاً ليحتقن فيه طيب الرائحة ولا يتحلل، ثم من بعد ينقعونه في الزيت يومين وليلتين ويعصرونه ويخزنونه، وله قوة قابضة، ويصلح للقروح الجربة ونخالة الرأس والشقاق العارض من البرد والنملة والقروح في الفم إذا حقن به الرحم، وينفع القروح العتيقة والحكة فيها، وينفع من حرقة البول إذا حقن به الذكر ويحقن العرق، وقد يشرب للذراريح فينتفع به والجيد ما سطعت منه رائحة السفرجل. غيره: مائل للقبض والبرد نافع من نفث الدم والصداع الحار والزكام الحار وأورام الكبد والإسهال المزمن المتواتر المتولد من قبل الحر والزحير، وإذا احتقن به نفع من قرحة الأمعاء نفعاً بيناً، وإذا عجن به الحناء وحمل على البثر نفعه.

دهن زهرة الكرم: ديسقوريدوس: خذ زهرة الكرم وأذبلها وانقعها في زيت إنفاق وحركه، ودعها فيه يومين ثم من بعد ذلك اعصرها واخزن الدهن فله قوة قابضة شبيهة بقوة دهن الورد ما خلا أنه ليس يطلق البطن، وأجود هذا الدهن أيضاً ما سطعت منه رائحة زهرة الكرم.

دهن الكفري: ديسقوريدوس: خذ قشر الكفري وهو الطلع فقشره ورضه وصيره في إجانة وصب عليه زيت أنفاق وحركه حركة دائمة ثلاثة أيام وصيره في حلة خوص واعصره، وليكن الزيت وقشر الكفري متساويي الوزن واخزنه في آنية نظيفة واستعمله، وله قوّة مشاكلة لقوة دهن الورد غير أنه لا يلين البطن. دهن الورد: ديسقوريدوس: له قوة قابضة مبردة ويصلح الأدهان وليخلط بالضمادات ويسهل البطن إذا شرب ويطفىء التهاب المعدة ويبني اللحم في القروح العميقة، ويسكن رداءة القروح الرديئة ويدهن به لقروح الرأس الرطبة ويدهن به الرأس في ابتداء الصداع، ويتمضمض به لوجع الأسنان، ويصلح للجفون التي فيها غلظ إذا اكتحل به، وإذا احتقن به نفع من قرحة الأمعاء والرحم. ابن سينا: يزيد في قوّة الدماغ والفهم نطولاً ويطلق إذا وجد مادة تحتاج إلى الإزلاق، وهو يحبس الإسهال المراري شرباً. ابن زهر: يبرد تبريداً يسيراً، وهو إلى اليبس والرطوبة إما معتدل أو قريب من الاعتدال، وهو إلى التجفيف أميل يقوي الأعضاء ويردع ما ينصب إليها عنها ويحلل ما يمكن مما حصل فيها، ولست أعرف شيئاً للجراحات ينفع من شدة ألمها في أول أمرها ويحلل النفخ عنها مثل دهن الورد، ويفعل في هذه المواضع مالا يصدق بمنزلة السحر. سفيان الأندلسي: دهن الورد العطر كان على زيت أو على شيرج يسكن أوجاع الدماغ مضروباً بالخل، وينفع من أورام الدماغ الحارة والباردة إذا ضرب بالخل وغمست فيه خرق وكرر وضعها عليه مراراً، والذي على الشيرج أكثر تسكيناً للأوجاع والذي على الزيت أكثر تقوية. التميمي: وقد بات به السفوفات الحابسة والبزورات المحمصة فيقوي فعلها في الإمساك والتكسين للأوجاع في المعي المستقيم، وينفع من وجع الأذن الحار السبب ومن ضربانها إذا قتر في قطنة وقطر في الأذن منه قطرات، مسكن للضربان المؤلم وقد يزيل الضربان الكائن عن الأورام الحارة الكائنة عند انصباب المرّة الصفراء والدم الحريف إلى الأعضاء الشديدة الحس، وإن مسح به البدن وجميع الأعضاء مضروباً بماء الآس الرطب مع خل خمر قطع انبعاث الدم من العرق المفرط، وإن ضرب بعصارة حماض الأترج أو بعصارة لب الخيار ودلك به أسفل قدم المحموم بيعض الحميات الحارة الكائن فيها الصداع الشديد حط البخار المولد للصداع وسكنه وإن احتقن به مفتراً وقد ديف فيه صفرة بيضة مشوية نفع من قرحة المعي الكائنة في المعي المستقيم ونفع من الزجير وأدمل الشجوج، وإن عولجت به الجراحات الغائرة أنبت فيها اللحم وأدملها، وهو بالجملة نافع من القروح والبثور الحارة السبب الكائنة في سطح الجسد وفي باطنه مبرد لها مجفف لرطوباتها، وقد ينفع من النملة وتقشر الجلد وداء الحية، وقد يحل به القيروطي ويطلي على الأورام الحارة والحمرة فيدملها ويبردها ويسكن ضربانها وأوجاعها، وخاصة إن ديف فيه شيء من كافور رباحي مسحوق وينفع من سقي شيئاً من الأدوية القتالة كالنورة والزرنيخ والصابون والذراريح وما جرى مجرى ذلك، فينبغي أن يسقى منه لمن احتاج إلى شربه في هذه المواضع وزن أوقية بماء الشبت المطبوخ ويقيأ به ويعاد شربه والقيء به ثانية ثم يسقى به وزن خمسة دراهم مع وزن درهم من الترياق الفاروق فإنه عند ذلك يأمن غائلته. وصنعته من ديسقوريدوس: خذ من الأذخر ثلاثة أرطال وثمانية أواق ومن الزيت عشرين رطلاً وخمسة أواق ودق الأذخر واعجنه بماء ثم زد فيه من الماء بقدر ما يغمره واطبخه بالزيت وحركه في طبخك إياه ثم صفَه ثم اطرح عليه ألف وردة منقاة من أقماعها لم يصبها الماء ولطخ يدك بعسل طيب الرائحة وحركه كثيراً وفي تحريكك له اعصره عصراً رفيقاً ودعه يستنقع ليلة ثم اعصره، فإذا رسب عصيره فصيره في إجانة ملطخة بعسل ثم صير ثفل الورد في إناء ثم صب عليه عشرين رطلاً وثلاثة أواق من زيت قد عفص واعصرها ثانية، وإن أحببت فانقع العصارة في زيت ثالثة واعصرها رابعة فإنها تجيبك في المرة الأولى أول في القوّة، وفي المرة الثانية ثانياً وفي الثالثة ثالثاً، وفي الرابعة رابعاً، ولطخ الإناء بالعسل في كل مرة تريد أن تعمل، وإن أحببت أن تنقع الورد ثانية في الدهن الذي عصرته أوّلاً فاطرح عليه من الورد الطري الذي لم يمسه ماء على علا الأوّل وحركه بيدك وقد لطختها بعسل واعصره واعمل الثاني والثالث والرابع كما وصفنا أولاً فإن أحببت أيضاً أن تلقي على الدهن الأوّل ورداً فالق ويكون طرياً، فإنك كلما جمدت فيه الورد قويته، وإنما يحتمل أن يبدل فيه الورد سبعة مرار فإن أكثر من ذلك فليس يحتمل ولطخ المعصرة بعسل، وينبغي أن يستقصي تمييز الدهن من عصارة الورد فإنه إن بقيت فيه منه بقية أفسدت الدهن وإن كانت قليلة، ومن الناس من  يدق الورد وينفعه في الزيت ويبدله في كل سبعة أيام ويفعل ذلك ثلاث مرات ثم يعكره بيده ثم يخزنه، ومن الناس من يعفص الزيت بقصب الذريرة ودارشيشعان، ومنهم من يلقي فيه خس الحمار لتحسين لونه وملحاً لئلا يفسد.

دهن البنفسج: يبرد ويرطب وينوم ويعدل الحرارة التي لم تعتدل، وهو طلاء جيد للجرب وينفع من الحرارة والحرافة التي تكون في الجسد، ومن الصداع الحار الكائن في الرأس سعوطاً، وإذا قطر الحديث منه في الإحليل سكن حرقته وسكن حرقة المثانة، وإذا حل فيه شمع مقصور أبيض ودهن به صدور الصبيان نفعهم من السعال منفعة قوية، ونفع من يبس الخياشم وانتثار شعر اللحية والرأس وتقصفه وانتثار شعر الحاجبين دهناً، وإذا تحسى منه على الريق في حوض الحمام وزن درهمين بعد التعرف على الريق نفع من ضيق النفس وتعاهد المستعمل منه في كل جمعة مرة واحدة. المنهاج: هو ملين لصلابة المفاصل والعصب ويسهل حركة المفاصل ويحفظ صحة الأظفار طلاء وينوم أصحاب السهر لا سيما ما عمل منه بحب القرع واللوز ويعتاض عنه بدهن اللينوفر، وصنعته العاهة: أن يقطف من عيدانه ويرمى في طنجير فيه شيرج طري ويغلى فيه أو يشمس في شمس حارة أياماً كثيرة حتى تخرج قوته في الشيرج، ثم يعصر ويرمى بثفله ويرفع الدهن ويكون مقداره أربع أواقي من زهر البنفسج لكل رطل من الشيرج، وهكذا يتخذ الدهن من سائر الأدهان أيضاً، وقد يتخذه أهل العراق على وجه آخر كما ذكره أمين الدولة ابن التلميذ، وهو أن يؤخذ سمسم مقشور مخلوع غير مقلو مجفف، ويجعل في كيس كرباس جديد ساق وسمسم وساق زهر بنفسج منقى مقطوع الساق غير مبلول لا كثير التندية فيعفن ولا قليلها بل متوسط، ويشد رأس الكيس ويغطى الكيس بخرقة كرباس ويترك ثلاثة أيام أو أربعة ويخرج ويبسط على إزار كرباس في غرفة لا يقربه دخان البتة حتى يجف ويرمى عنه البنفسج يفعل ذلك به ثلاث مرات أو أربعة أو أكثر على قدر ما يقيم البنفسج، ثم يبسط ويجفف تجفيفاً جيداً ويطحن ويستخرج دهنه ويجعل في إناء زجاج، وكلما ركد في أسفل الإناء شيء روق إلى إناء آخر يفعل به ذلك مراراً عدة حتى يصفو، وعلى هذا المثال يتخذ دهن البنفسج بلب اللوز الحلو، وكذا يفعل بدهن الورد والنيلوفر والنرجس والخلاف وغيره من الأزهار.

دهن النيلوفر: هو بارد رطب، وقالت الأطباء: منافعه كمنافع دهن البنفسج إلا أنه أقوى فعلاً منه في الصداع الحار، فإنه ينفع منه منفعة بالغة وهو يقوم مقامه في غير ذلك واتخاذه كما وصفنا لك في دهن البنفسج سواء.

دهن فقاح الخلاف: التميمي: يتخذ من فقاحه وهي السنابل الناعمة التي في أغصانه المكتسية بها على نحو ما ذكرته في دهن البنفسج وهو بارد مجفف بخاصية فيه يسكن الصداع الكائن من الحرارة المفرطة، وبخار المرة الصفراء والدم الحريف، قامع لما يتصاعد إلى الرأس من الأبخرة الحارة إذا استنشق منه أو استعط به، وقد يستعمل مكان دهن الورد ويقوم مقامه.

دهن الخيري: التميمي: لطيف محلل موافق للجراحات وخاصة ما عمل من الأصفر منه وهو شديد التحليل لأورام الرحم والأورام الكائنة في المفاصل، ولما يعرض من التعقد والتحجر في الأعصاب والتقبض وفعله في ذلك أكثر من جميع الأدهان المحللة المتخذة من سائر الأزهار، وقد يقوي شعر الرأس ويكثفه ويدخل في المراهم المحللة للخراجات، وصنعته كصنعة دهن البنفسج إن اتخذ بلوز.

دهن الزنبق: سليم بن حسان: يربى السمسم بنوّار الياسمين الأبيض ثم يعتصر منه دهن يقال له الزنبق. غيره: دهن الياسمين حار يابس نافع من الفالج والصرع واللقوة والشقيقة الباردة والصداع البارد إذا دهنت به الصدغان أو قطر في الأنف منه، وإذا تمرخ به جلب العرق وحلل الإعياء، ونفع من وجع المفاصل، وإن عمل منه مع الشمع الأبيض قيروطي وحمل على الأورام الصلبة أنضجها وحللها، وإذا دق ورق الياسمين الرطب وأغلى بدهن الخل قام مقام الزنبق. الطبري: دهن الزنبق عجيب شديد النفع لمن أخذت خصاه أن تعظم وترم بأن يقطر منه في إحليله مراراً.

دهن الحسك: ابن سرانيون: ينفع من وجع المفاصل ويحسن اللون ويزيد في الباه ويحث على الجماع وينفع الكلي والظهر وإذا شرب منه أوقية واحدة بميبختج أو نبيذ ويصب في الحقنة فينفع جداً. غيره: مفتت للحصاة في الكلي والمثانة ذرقاً ومروخاً يدهن به ما سفل من فقارات الظهر والخواصر والأنثيين وينفع من عسر البول منفعة عجيبة، وقد يدخل في القيروطي وفي المراهم المحللة للأورام الحارة، وصنعته كما يصنع سائر الأدهان من تربيته أما في السمسم بالدهن الركابي أو دهن السمسم وتعيد عليه الحسك ثلاث مرات وإن شئت صنعته بأن ترضه وتلقي عليه الدهن والماء وتحمله على النار وتصفيه وترفعه كما تقدم.

دهن نوار القندول: التميمي: هذا دهن نوار شجرة تسمى بالشام القندول وهي شجر كبار ذات شوك حاد منتظم على أغصانها وقضبانها كمثل شوك أم غيلان، وينبت كثيراً بجبال بيت المقدس وهو يزهر في شهر أذار وهو أصفر اللون في صورة العصافير رؤوسها وأجنحتها، ونواره شبيه بنوار شجر النشر المسمى شجر الذهب، وقد يلقط هذا النوار من شجره ويستكثر من لقاطه وجمعه، فمن الناس من يربيه بالسمسم المخلوع المشمس على مسوح الشعر، وإذا اشتد حماره في الشمس بسط نوار القندول وهو طري على أزر كتان بسطاً رقيقاً، ويذر عليه من السمسم المحمى مقدار ما يعمه ويغطي بإزار آخر ويترك يوماً وليلة، فإذا كان ضحى النهار غربل السمسم عن النوار وأعيد إلى الشمس مبسوطاً على مسح الشعر وترك في الشمس في أوان الظهر ليحمي وينشف ما اكتسبه من رطوبة النوار ثم يجد له زهر ثانياً ويذر عليه فوق الإزار على الرسم ويغطي بإزار آخر ويترك باقي يومه وليلته يفعل به مثل ذلك ثلاث مرات أو أربعاً ليأخذ السمسم قوته وذكاء رائحته، وذلك أن رائحته تؤدي إلى رائحة عسل اللبني وهو الميعة البيضاء العطرية، فإذا تناهت تربيته غربل وطحن السمسم مع النوار جميعاً، ثم يعصر على التخت ويجلس دهنه كما يجلس سائر أدهان الأزهار ويرفع لوقت الحاجة إليه، ومن الناس من يأخذ له من الشيرج المخلوع نحو رطلين أو أكثر فيجعله في إناء زجاج رقيق، ويكون في الإناء فضل سعة عن الدهن ويلقى فيه كل يوم حصة من نوار القندول ويشد رأسه بخرقة شرب ويجعله في الشمس، ولا تزال تطعمه النوار ما بين كل يومين قبضة إلى أن يكتفي وتتركه في ذلك الإناء مع الدهن حتى تنشف الشمس رطوبة النوار، فإذا جف النوار في الدهن قلب على منخل شعر وترك حتى يصفو الدهن ويعتصر ثخين النوار فيرمي به ويرفع الدهن في ظرف زجاج لوقت الحاجة إليه وهو دهن ذكي الرائحة حار يابس في الدرجة الثانية نافع من الرياح الناشئة في المفاصل وفي الأعضاء محلل لها نافع من أوجاع النقرس والمفاصل الباردة السبب إذا تمرخ به وقد يسخن الأعضاء الباردة والكلي والمثانة ويقوي شهوة الباء ويعين على الجماع ويقوي على الإنعاظ إِذا مرخ به أسفل الظهر والحالبين والإحليل والأنثيين والمثانة ويحلل الأورام الصلبة والجاسية الباردة السبب، وقد ينفع شمه والتنشق منه من أوجاع الرأس الباردة السبب. والزكام والنزلات والشقيقة والصداع المزمن البارد، وإذا استعط بشيء منه حلل الرياح المستكنة في أغشية الدماغ وفتح السدد، وينفع من اللقوة واسترخاء الأعضاء، وقد يعقل الطبيعة إذا سكب منه في الحقن الحابسة للبطن، وقد يقوي فم المعدة الباردة الضعيفة إذا مرخت به أو شرب منه ببعض الأدوية والأشربة المسخنة مثل شراب الراسن أو شراب الجزر أو شراب الميبة المطيبة. دهن القرع: المجوسي: بارد رطب ينفع من حرارة الدماغ ويبسه إذا استعط به لأصحاب السرسام والمالنخوليا إذا استنشق أو صب على رؤوسهم مع يسير خل خمر، وينفع من كل حرارة تعرض في البدن. صنعته: أن يؤخذ القرع الكبار فيقشر ويدق ويعصر ماؤه ويؤخذ من مائه أربعة أجزاء ومن الشيرح الطري جزء ويطبخ بنار لينة حتى يذهب الماء ويبقى الدهن ويعتبر هل بقي من الماء شيء أم لا بإدخال عود على رأسه قطن إلى أسفل الإناء الذي فيه الدهن ثم يخرج ويشعل بالنار فإن لم تسمع له نشيش واشتعل فما بقي فيه من الماء شيء، وأما استخراج دهن حب القرع فهو أن يقشر ويدق وينعم ويرش عليه الماء الحار ويعجن إلى أن يخرج دهنه. غيره: دهن لب القرع صنعته كصنعة اللوز وسائر الحبوب، وكذا البطيخ والقثاء والخيار نافع من الصفراء والحر والصداع وخشونة الأنف ويقطر منه لمثل هذا وحده أو بلبن امرأة فإنه يجلب نوماً معتدلاً ومنافع دهن البطيخ والقثاء والخيار مثل منفعة دهن حب القرع إلا أن دهن البطيخ قد يستعمل في علل الأحليل من الحرقة والحصا.

دهن الأملج: يسود الشعر ويقويه ويخشنه ويطيله ويحفظه من الانتثار والتقصف، وصفته أملج منقى من النوى وآس وقشور أصل الصنوبر بالسوية يطبخ بالماء جيداً ويصفى ويصب عليه مثل نصفه من الشيرج، ويطبخ بنار لينة في قدر مضاعفة حتى يفنى الماء ويبقى الدهن ويرفع لوقت الحاجة إليه. دهن الآجر: ويسمى الدهن المبارك ودهن المنفذ أيضاً. الزهراوي: منافع هذا الدهن كمنافع دهن النفط إلا أنه أحر وألطف جوهراً من النفط وأشرع غوصاً في الأبدان وأكثر نفعاً في الأبدان الباردة البلغمانية، ومن لطافته أنه متى دهن به باطن الكف نفذ إلى ظاهره بسرعة، وإن سقطت منه نقطة في بعض الأجسام من النبات أو غيره انبسطت تلك النقطة وأخذت مكاناً واسعاً، وإن شرب منه قدر مثقال نفع من الحصاة وعلل المثانة ويدر البول حتى أنه يشم رائحته في البول، وإن شرب منه قدر مثقالين لين بشراب أو بشيء من لبن قتل جميع الدود والحيات التي في البطن، ونفع من الأمغاص وجميع الأوجاع التي تكون من البرد، وإن قطر منه في الأذن نفع من جميع عللها الباردة وقتل الدود المتولد فيها ونفع من الفالج واللقوة نفعاً عظيماً إذا دهن به أو شرب وينفع من عرق النسا ومن أوجاع المفاصل والظهر، وإن حل فيه الأشق وعمل منه ضماد على الطحال أذهب ورمه الصلب في أقرب مدة وكذا يفعل في جميع الأورام الصلبة التي يكون سببها من البرد، وإن قطر منه قطرات في أنف المصروع نفعه ونفع من انسداد الخياشيم ويسخن الدماغ، وإن دهن به مؤخر الدماغ نفع من النسيان، وإن قطر منه في السن الوجعة أذهب وجعها، وإن استعمل في فرزجة أدر الطمث بسرعة وأخرج الجنين الحي والميت، وإن احتمل في صوفة قتل الدود الصغار التي تكون في المقعدة، وقد يفتح أفواه العروق وبحلل الدم الجامد، وإن قطر منه شيء على شراب الزوفا وشرب نقى الرئة من الفضول الغليظة ونفع من ضيق النفس، وإن دهن به ظاهر البدن نفع من برد الهواء، وإن اكتحل به نفع من الماء النازل إلى العين وربما أبرأه، وينفع من جميع السموم الباردة ومن لسع العقارب ومن شرب الأفيون والبنج واليبروح، وما أشبه ذلك ومنافعه لذلك كثيرة. وهذه صفته: تأخذ من الزيت العتيق المقدار الذي تريد وتأخذ من الآجر الأحمر الذي لم يمسه ماء فتكسره قطعاً قطعاً كل قطعة من أوقية أو أوقيتين وتوقد عليه النار حتى يحمى، ثم تأخذها واحدة واحدة وتطفئها بالزيت حتى يفرغ جميعها وتدقها دقاً جريشاً. وتمد منها بطون اليقطين المزججة المصابرة للنار بعد أن تجعل عليها طين الحكمة وتعلقها في الفرن على هيئة يقطين الماورد، ولا يكون بينها وبين النار حجاب، ثم انصب على البطون رؤوسها وطين أوصالها بطين الحكمة واترك ذلك حتى يجف جميع ذلك، ثم أدخل النار تحت البطون برفق كلما سخنت البطون شددت النار فلا تزال تشده حتى ترى الماء يقطر أحمر شديد الحمرة، وتحفظ أن لا تدب النار إلى الدهن القاطر فإنها تتعلق به فلا تستطيع أن تطفئه، وفي ذلك كله تشد النار حتى لا يبقى يقطر شيئاً من الدهن وتترك الفرن يبرد حتى تخرج الأثفال من البطون وتجعل غيرها إن سلمت البطون وإلا عوضت من المكسور آخر وأحكمت طينه وشددت رأسه وقطرت فيها حتى تأخذ حاجتك منه وترفعه في قارورة وتسد عليه لئلا يخرج منه شيء، وتستعمله في علاج الأمراض الباردة المتقدمة الذكر وهو من أسرار الطب المكتوم لم أخذه تقليداً.

دهن الغار: ديسقوريدوس: يصنع دهن الغار من حبه إذا أدرك ويطبخ بالماء حتى يظهر حينئذ على قشره دسم وتمسح بالأيدي وتجمع في صدفة، ومن الناس من يعفص الزيت الإنفاق بالسعد والأذخر وقصب الذريرة، ومن بعد ذلك يلقون فيه ورق الغار الطري ويطبخونه، ومن الناس من يطرح مع ورق الغار حبه وكلهم يطبخونه حتى تعبق به رائحته جداً، ومن الناس من يخلط به ميعة وآساً وأصلح الغار ليعمل منه دهن ما كان منه جبلياً عريض الورق، وأجود منه ما كان حديثاً أخضر شديدة المرارة حريفاً له قوّة مسخنة ملينة مفتحة لأفواه العروق محللة للأعياء، ويوافق كل وجع من أوجاع الأعصاب والاقشعرار وأوجاع الأذن والنزلات والصداع وإذا شرب غنى شاربه. غيره: ينفع من الحكة والجرب والقوابي العارضة من البلغم المالح إذا دهن به في الحمام، ويقتل الديدان والقمل والصبيان وينفع من الأبرئة ومن داء الثعلب. المجوسي: نافع من الاختلاج والأمراض الباردة وسائر أوجاع العصب والشقيقة إذا كانت من برد ورطوبة. دهن شجرة المصطكي: ديسقوريدوس: يعمل من ورقها وثمرتها إذا أدركت كما يعمل دهن الغار وكما يعفص أيضاً، ويبرىء المواشي والكلاب من الجرب، وقد يقع في أخلاط الفرزجات والأدهان المحللة للأعياء، وفي مراهم الجرب المتقرح والجذام ويحقن العرق.

دهن المصطكي: ديسقوريدوس: يعمل من المصطكي وهو مسحوق بعد تعفيص الزيت ويصلح لأوجاع الأرحام كلها لإسخانه برفق وقبضه وتليينه، ويصلح أيضاً للضمادات التي تضمد بها المعدة مثل القيروطي، ولمن به إسهال مزمن ولمن به قرحة الأمعاء وقرحة السل، ولما يعرض في الوجه من الآثار التي من فضول البدن بجلائه وتحسينه اللون، وقد يعمل منه شيء فائق من الجزيرة التي يقال لها حيوس. غيره: ينفع من ضعف المعدة ويصنع أيضاً على جهة أخرى، وهو أن يؤخذ دهن خل ثلاثة أرطال مصطكي ستة أواق يطبخ بنار لينة في قدر مضاعفة حتى تذوب المصطكي في الدهن ويتحد به، ويترك على النار ويبرد ويرفع لوقت الحاجة.

دهن الخروع: جالينوس في السادسة: في ذكر الزيت الدهن الذي يكون من الخروع أشبه شيء بالزيت العتيق، ولذلك ينبغي أن يستعمل بدله وهو أكثر تحليلاً من الزيت الحديث وألطف. جالينوس في السابعة: أما دهن الخروع فهو أحد وألطف من الزيت الساذج فهو لذلك أكثر تحليلاً منه. ديسقوريدوس: ودهن الخروع يصلح للجرب والقروح الرطبة التي تكون في الرأس والأورام الحارة التي تكون في المقعدة ولانضمام فم الرحم ولانقلابه والآثار السمجة العارضة من الاندمال، ولوجع الآذان. وإذا خالط بعض المراهم قوى فعله، وإذا شرب أسهل وأخرج الدود الذي في البطن. الرازي: منق للعصب من اللزوجات التي ترتبك فيه. غيره: له جلاء كثير ولطافة بينة. ديسقوريدوس: ودهن الخروع يصنع هكذا يؤخذ من حب الخروع المستحكم في شجره ما أحببت وشمسه فإذا تشقق قشره وتساقط عنه فاجمع ما في داخله وصيره في هاون ودقه ناعماً، ثم اطرحه في قدر مرصصة برصاص قلعي فيها ماء واغله، فإذا خرج دهنه كله فأنزل القدر عن النار وخذ الدهن بصدفة واخزنة، وأما المصريون فلأنهم يحتاجون منه إلى شيء كثير يعملونه عملاً آخر وهو أنهم بعد أن ينقوا حب الخروع يطبخونه ناعماً ويجعلونه في خلال خوص ويعصرونه بلولب. وعلامة استحكام الخروع تساقطه من قشره.

دهن اللوز المر: ديسقوريدوس: يصلح لأوجاع الأرحام وانقلابها وأورامها الحادة ووجعها الذي يعرض منه اختناق النسا والصداع، ووجع الأذن ودويها وطنينها وينفع من به وجع الكلي ومن به عسر البول، وإذا خلط بعسل، وأصل السوسن وشمع بدهن الحناء أو دهن ورد نفع من به حصاة أو ربو أو ورم في الطحال، ويقلع الآثار التي تكون في الوجه من فضول البدن، ويقلع الكلف ويبسط تشنج الوجه، وينفع من تكدر البصر وكلاله، وإذا خلط بخمر نفع القروح الرطبة التي تكون في الرأس والحرارة التي تكون في الوجه والنخالة ويستخرج كما يستخرج دهن الخروع.

دهن اللوز الحلو: معتدل البرد كثير الرطوبة ينفع من ورم الثدي ووجع المثانة إذا نالتهما حرارة، وينفع من عسر البول والحصا والقولنج وعضة الكلب الكلب، وينفع من الصداع ووجع المعدة والسرسام وخشونة الحلق وقصبة الرئة ومن السعال ويضر بالأعضاء والأحشاء الضعيفة. ابن رشيد: هو أفضل بكثير من دهن السمسم وهو أفضل الأدهان في الترطيب لأصحاب التشنج. غيره: إن لزوم فقار الظهر بدهن اللوز الحلو أمان من التقوس وهو الانحناء الشيخوخي.

دهن الجوز: المجوسي: قوي الحرارة محلل نافع لأصحاب اللقوة والفالج والتشنج إذا استعط به أو مرخ به البدن. المنهاج: ينفع من الأكلة والنواصير في نواحي العين وينفع أصحاب الأمزجة الباردة. التجربيين: دهن العتيق منه يلين العصب المتشنج وينفع من الأوجاع الباردة ومن القوباء منفعة بينة وينفع من داء الثعلب لطوخاً. الشريف: وإذا شرب منه ثلاثة دراهم نفع من وجع الورك مجرب لا سيما إذا فعل ذلك سبعة أيام متوالية فإن دلك به البدن قطع العمل مجرب.

دهن لب الخوخ: سفيان الأندلسي: نافع من دوي الآذان ويفتح سددها إذا تمودي عليه نفع من الطرش ووجع الأذن الباردة.

دهن لب نوى المشمش: يحلل أورام السفل وغلظ الشرج ويضمد للبواسير الباطنة منها والظاهرة لطوخاً والباطنة حمولاً وهو شبيه القوّة بدهن اللوز المر وينفع من الزحير الذي يكون من البرد والرطوبة.

 دهن النارجيل: الرازي: مسخن للكلى. غيره: حار مسخن ينفع من نقصان الباه ويحد الذهن وينفع من وجع المثانة، وهو نافع من الريح العارضة في الظهر والوركين والبواسير المتولدة من المرة السوداء والبلغم إذا شرب مع دهن نوى المشمش أو الخوخ وإن طليت به البواسير نفع منها وهو محلل لما يلحج في المفاصل من البلغم اللزج الغليظ شرباً قي الأحشاء ومروخاً في الحمام.

دهن البان: ديسقوريدوس: وكما يصنع دهن اللوز كذا يصنع دهن البان، وله قوة يجلو ما يظهر في الوجه من الآثار العارضة من فضول البدن والرطوبات اللبنية والثآليل والأثار المسودة العارضة من اندمال القروح، ويسهل البطن وهو رديء للمعدة ويوافق وجع الآذان ودويها وطنينها إذا خلط بشحم البط وقطر فيها. المجوسي: ملين للعصب نافع من الشقاق الحادَث عن البرد في الشتاء. التجربتين: دهنه المطيب إذا دهن به الرأس نفع من الأوجاع الباردة منفعة بالغة، وإذا حل فيه العنبر وطيب بيسير مسك وطلي به مقدم الدماغ سخنه ونفع من توالي النزلات، وإذا قطر في الأذان نفع من أوجاعها الباردة وفتح سددها، وإذا تمضمض به نفع من وجع الضرس البارد السبب، وإذا دهنت به موضع الأوجاع الباردة حيثما كانت نفع منها، وإذا دهن به فقار المفلوج والمخدور نفعه، وإذا دهنت به المعدة وذر عليها مصطكي مسحوقاً قطع القيء البلغمي وقواها، وإذا غمست فيه قطنة أو قطعة لبد وهو حار ووضع على المعدة نفع من أوجاعها الباردة، وإذا حل فيه المصطكي ووضع على صلابة الكبد والطحال وتمودي عليه حللها وسخن مزاج الكبد الباردة.

دهن البزر: أبو حنيفة: وعكر البزر والبزر أيضاً بالفتح والكسر وهو دهن بزر الكتان.

ابن الجزار: حار رطب رديء للمعدة والمرّة والبصر ينفع من الرياح ومن ضربان العروق، ومن القروح التي في الأمعاء إذا خلط بدهن الورد واحتقن به، ومن القوابي وسائر القروح الظاهرة إذا طلي عليها. سفيان الأندلسي: إذا حل فيه السندروس على الصفة التي يستعملها الدهانون وطليت به الجراحات الطرية بدمها أدملها وجففها ومنعها من التقيح.

دهن الفستق: حار رطب ينفع من وجع الكبد عن رطوبة وغلظ ويستخرج دهنه كما يستخرج دهن اللوز وله خاصية بإضراره المعدة.

دهن البندق: يستخرج كاللوز أيضاً وهو حار رطب ينفع من السعال البارد ووجع الصدر والكبد البارد المزاج ويضر بالمعدة.

دهن البطم: ديسقوريدوس: يصنع كما يصنع دهن الغار كذلك يصنع دهن الحبة الخضراء وله تبريد وقبض كالذي لدهن الورد. الطبري: أنه يذيب الحصاة شرباً وخاصة حصا المثانة. ابن سينا: يقع في إدهان الإعياء ومراهمها وهو حار نافع للفالج واللقوة. التميمي: نافع من برد الأعضاء ومن أوجاع المفاصل والظهر والأوراك والركب إذا شرب منه على الحساء ومرخ به في الحمام أو في الشمس، ويسخن المعدة الباردة المزاج ويقوي هضمها إذا ادهنت أو أدخل في أضمدتها ويسخن الكلي الباردة ويفتح ما فيها من السدد سقياً ومروخاً.
دهن البنج: ديسقوريدوس: خذ من ثمره ما كان أبيض حديثاً يابساً وورقه واعجنه بماء حار ثم شمسه فما جف منه فاخلطه بالباقي ولا تزال تفعل به ذلك حتى يسود ويلين ثم اعصره في خلال حوض واخزنه. وهذا الدهن يصلح لوجع الأذن ويقع في أخلاط الفرزجات لتليينه. غيره: بارد ينفع من السهر إذا قطر منه في الأنف ويسكن الصداع الصفراوي وينفع من قروح الرأس إذا كانت من المرّة الصفراء ومن الحكة والجرب وقد يدهن به مواضع الصبيان في البدن فيقتلها، ويدهن به الصدغين فيجلب نوماً معتدلاً وينفع من وجع الأذن قطوراً.

دهن بزر الفجل: ديسقوريدوس: موافق لمن عرض له قمل من مرض ويجلو الخشونة التي في الوجه. المنهاج: دهن الفجل يشبه الزيت العتيق وهو أسخن من دهن الخروع لطيف ينفع من الريح في الأذن وأوجاعها من برد. غيره: يجلو بشرة الوجه وينفع من البهق والبرص ويحلل تحليلاً قوياً إذا دهن به ويسخن تسخيناً بيناً وينفع من الفالج واللقوة.

دهن القرطم: ديسقوريدوس: قوته شبيهة بقوة دهن بزر الأنجرة غير أنه أضعف منه. لي: مستفاض عند العامة بالديار المصرية أن زيت هذا البزر يولد البرص استعماله مجرب. دهن بزر الأنجرة: ديسقوريدوس: يصنع كما يصنع دهن البنج بعد أن يقشر ويدق وقوته تسهل البطن إذا شرب. غيره: فيه قوّة مسهلة للبلغم نافع من وجع الظهر إذا شرب أو دهن به.

دهن الشونيز: ديسقوريدوس: قوّته مثل قوة دهن البزر. التميمي: هو مفتح للسدد الكائنة في أغشية الدماغ وفي بطونه إذا استعط بشيء منه مع ماء المرزنجوش الرطب أو ماء اليرنوف، وينفع الفالج واللقوة والخمر والرعشة والكزاز مطرق للروح الحيواني بتفتيحه السدد الكائنة في الدماغ والأعصاب.

دهن الخردل: ديسقوريدوس: ينفع الأوجاع المزمنة. التميمي: نافع من الصمم المزمن محلل لأورام الأذن مفتح لسددها وقد يعين على تحليل جميع الأورام البارد الصلبة وهو يسخن الأعصاب الباردة ويفتح ما يعرض في الأعصاب المؤذية للحس والحركة، وما يعرض في فقارات الظهر وفي مؤخر الدماغ من السدد، وقد ينفع من الخدر إذا أديم التمرخ به في الحمام، وينبغي أن يكون ما يقصد من البدن بالمروخ به مؤخر الرأس وفقارات أعلى الظهر، فإنه عند ذلك ينفع مما ذكرناه، ومن الفالج والرعشة والنستان وفساد الذكر نفعاً بيناً، ويستخرج دهنه على وجهين فمنه ما يدق ويعرك بالماء الحار ويعتصر على التخت كمثل ما يستخرج دهن السمسم، ومن الأطباء من يستخرجه بنار الحضانة. قال جالينوس: يؤخذ الخردل يدق دقاً ناعماً ويخلط بماء حار ويخلط به زيت ويعصر.
دهن بزر الحرمل: التميمي: يستخرج على مثال ما يستخرج دهن الخردل وهو حار يابس في الثالثة مفتح لما في أغشية الدماغ من السدد، طرّاد لما فيها من الرياح إذا استعط بشيء منه مع ماء البرنوف أو مع ماء المرزنجوش، نافع من الفالج والصرع واللقوة إذا تمرخ به، وإذا دهنت به فقارات الظهر فإنه عند ذلك يقوي الحس والحركة ويحلل الرياح المستكنة في الأعصاب والرباطات، وينفع من أوجاع المفاصل الباردة السبب، وإن حقن بشيء منه أسخن الكلي الباردة ونفع من عرق النساء البارد السبب وقد ينفع من الخمر والرعشة.

دهن الزقوم الشامي: التميمي: هذا دهن عجيب الفعل قويّ التأثير في تحليل الرياح الباردة اللاحجة في المفاصل وأمراض البلغم، وطبعه أنه حار في وسط الدرجة الثانية منشف في آخر الأولى نافع من الأبردة والرياح المستكنة في المفاصل والرباطات والأعصاب وفقارات الظهر، محلل للخلط البلغمي مخرج له بإطلاق الطبيعة وبالتعرق في الحمام بعد التمرّخ به وبعد شربه على الحساء أو على طبيخ الأصول، وقد ينفع من أوجاع المفاصل والنقرس البارد السبب وعرق النساء والريح اللاحجة في حق الورك، ومقدار ما يشرب منه مع الحساء أو مع طبيخ الأصول من وزن خمسه دراهم إلى سبعة ويوالي شربه كذلك أياماً ثلاثة أو خمسة، فيتبين نفعه ويحسن أثره، وربما أقام الزمنى من أقعد منهم من رجليه، ويزيل الخمر وينفع من به بدء الفالج، وهذا الدهن يستخرج كما يستخرج بغور ريحا من بلد القدس من لب نوى ثمرة تسمى الزقوم في صورة الهليلج المسمى الزقومي، ويزعم أهل ذلك الصقع وأشياخهم وعلماؤهم أن أصله أهليلج كابلي نقلته بنو أمية من كابل في أيام دولتهم فزرعوه بغور ريحا فنبتت منه شجر عظام تمادى باقية من ذلك العهد إلى الآن وأن أرض ريحا قلبت ثمرته وغيرته عن طبع الهليلج، فهو يثمر ثمراً أخضر في شكل الهليلج وعلى صورته غير أنه لا قبض له كقبض الأهليلج وأنه يقيم في شجره إلى أن ينضج ويصير مثال الرطب فيؤكل ظاهره إذا نضج ولان فيه يسير حلاوة مع يسير من مرارة، وقد تغثى ثمرته إذا أكل وتسهل الطبيعة، وربما قيأ فإذا بلغ قلع ما على ثمره من اللحم فأطعم الضعفاء وجمع حبه الذي هو نواه فأنعم غسله وتجفيفه ويكسر حتى يستخرج لبه وهو في شكل ثمر الصنوبر الكبار فيه دهانة قوية فيدق حتى ينعم دقه، ويعجن بالماء الحار كمثل ما يفعل بقلوب اللوز ويعتصر على التخت فيخرج منه دهن عجيب غريب في صورة الزيت المغسول وطعم دهن اللوز، ولذاذته غير كريه ولا بشع الطعم.

دهن الأترج: نافع من أمراض الشيوخ إذا دهنوا به من البرد ومن النافض العارض من  حمى البرد وهي النائبة والربع، وإذا مسح به أسفل القدمين في الأسفار عند شدة البرد سخنها غاية التسخين، وإذا حمل على المفاصل الوجعة بعد تنقية البدن سكنها وهو نافع من الفالج واللقوة والرعشة والاختلاج ومن عرق النساء ووجع المفاصل والظهر، وإذا قطر في الأنف نفع من الشقيقة وداء الصرع وعلل السوداء، وينفع من برد الأعصاب واسترخائها ومن وجع الكلي والمثانة من برد، ومن وجع الأسنان من برد إذا طليت به، ومن الصداع البارد السبب، وينبت الشعر الذي قد أبطأ نباته إذا طلي به موضعه، والتمرخ به يطيب رائحة البشرة ورائحة العرق وصفته يصنع على ضروب وهو أن تأخذ من دهن الزنبق ومن دهن الخيري من كل واحد رطلاً وتأخذ قشر الأترج لكل رطل دهن قشر ثلاث أترجات تبدل في كل ثلاثة أيام حتى يطيب الدهن وتحسن رائحته ويصنع أيضاً بأن تأخذ الأترج الأخضر الغض فتقشر قشره الأعلى بحديدة أو بزجاجة وتصير في قدر برام ويصب عليه دهن زنبق وماء ورد، ويطبخ بنار لينة حتى يبيض ويخرج دهناً، ريحه في الدهن ثم ينزل عن النار ويغطى يوماً وليلة ثم يصفى ويطرح فيه سك ومسك وكافور بعد المبالغة في تصفيته ولا يبقى فيه شيء من الماء فإنه يبقى عجيناً ويصنع أيضاً بأن تأخذ قطنة فتغمسها في الشيرج ثم توالى الأترجة النابتة في شجرها فتطيلها بالدهن في كل يوم ثلاث مرات تفعل ذلك أربعين يوماً، ثم تقطف وتجر عليها ملعقة فضة رقيقة وتستخرج الدهن شيئاً فشيئاً ويصنع على هذه الصورة وهر أن يربب الأترج الصغير في الطيب بالسمسم وتغطيها به حتى يأخذ السمسم قوة الأترج ويبدل له آخر يفعل به ذلك على قدر ما يزيده من قوّة الدهن، ثم يعصر السمسم ويخرج دهنه وتعصره وترفعه، ويصنع بأن تأخذ الأترج إذا بلغ واستحكم فتنفعه ليلة ثم تأخذ فخارة لينة الحرف أو مدهن فضة لين الحرف فتجرد الأترجة جرداً لطيفاً لا يخدشها فتخرج الماء معه، فإذا اجتمع ما يحتاج إليه جعل في قدح قد بخر بشيء من عنبر طيب مرتين أو ثلاثاً بعد أن يترك الدهن في آنية أخرى، وكلما كثر تبخيره كان الدهن أعطر وأقوى لنفع الدماغ ثم اجعله في زجاجة ضيقة الفم وسد رأسها بالشمع وارفعها، فهذا الدهن من الأدهان الجليلة القدر يدخل مدخل الطيوب التي تستعملها الملوك وأهل الرفاهة.

دهن الكادي: الكادي شجرة يشبه النخل يكون باليمن مشهور بها جداً، وهناك يتخذ منه الدهن، وزعم التميمي أن منافعه إذا تمرخ به في الحمامات فينفع من وجع الظهر والأوراك والمفاصل ومن الرياح المسكنة فيها. وقال شمعون الراهب: دهن الكادي بارد يابس قابض قامع للحرارة يبرد ويشد الأعضاء المسترخية بقبضه، ويعقل الطبيعة، ويقوي المعدة ويقع في أخلاط الرامك وغيره من الأدوية المعجونة.

دهن قثاء الحمار: ابن عبدون: يؤخذ ويدق ثم تؤخذ عصارته. ثم يضاف إليها مثلها زيتاً، ثم يطبخ حتى تذهب العصارة ويبقى الدهن أو يؤخذ قثاء الحمار وهو أخضر يقطع ثم ينقع في الزيت قدر ما يغمره مرتين ويسد رأس الإناء ويعلق في الشمس أربعين يوماً ثم يصفى ويرفع منافعه ينفع من برد الجسد إذا دهن به، ومن تحلب الفضول إلى الأعضاء وينفع من الكلف والعدسيات التي تخرج في الوجه، وإذا قطر منه في الأذن نفع من الدوي والطنين الذي يسمع فيها ويقتل عودها، ويذهب بثقل السمع الحادث من الرياح الغليظة.

دهن الدفلي: يؤخذ من عصارة الدفلي قدر رطل ويلقى عليه نصف رطل دهن ورد أو زيت أنفاق، ويطبخ ذلك حتى تذهب العصارة ويبقى الدهن ويصفى ويرفع فينفع من الجرب الرطب يذهب به البتة.

دهن الشهدانج: وهو دهن العنب استخراجه على حسب استخراج سائر الأدهان، وهو حار يابس ينفع من وجع العصب وصلابة الرحم وانقباضه، ومن وجع الأذن والريح فيها، وإذا عمل منه قيروطي وحمل على الأورام الجاسية حللها.

دهن الضرو: استخراجه على حسب استخراج دهن الزيتون وهو عطري الرائحة منفعته يقوي المعدة ويشد الأعضاء وهو قريب في فعله من فعل دهن الحبة الخضراء ويبرىء المواشي من الجرب. دهن الخشخاش الأسود: هو على ضربين إما أن يؤخذ زهره فيربب في السمسم أو يوضع في دهن الخل ويعلق في الشمس على ما وصفنا ويصفى ويرفع، والخشخاش الأبيض كذلك منافعه بارد مخدر منوم إذا دهن به الأصداغ أو قطر منه في الأذن الوجعة من الحر سكن وجعها في المقام، فإن حمل على الأورام الحارة سكن حرارتها وضربانها، وأما دهن بزر الخشخاش الأبيض فإنه نافع من السعال الذي يكون عن مواد حارة تنزل من الرأس إلى الصدر شرباً وادهاناً به للصدر.

دهن الحنظل: يؤخذ من عصارة الحنظل المتناهي نضجه قدر أربعة أرطال، ثم يلقى عليه من الدهن مثله، ثم يحمل على النار حتى تذهب العصارة ويبقى الدهن، ثم يصفى ويرفع وإن لم يوجد الحنظلِ الأخضر أخذت اليابس ورميت بحبه وقشره وأخذت من شحمه ربع رطل وألقيت عليه رطلاً من زيت وطبخته حتى تخرج قوة الحنظل فيه ورقعته واستعملته ينفع من الأمراض الباردة، وإذا شرب أسهل بلغماً ونخاماً كثيراً، وأخرج الحيات وحب القرع من البطن، وإذا حمل على الصرة معقوداً بمرارة البقر فعل مثل ذلك، وإذا احتقن به نفع من القولنج الذي يكون سببه فضولاً غليظة، وإذا دهن به الرأس نفع من الأبرية ومنع الشعر المتساقط، وإذا قطر منه في الأذن نفع من الدوي والطنين فيها وقتل الدود المتولد فيه، وإذا جعل منه على صوفة وحمل على السن الوجعة نفعها وأزال الوجع وهو مسخن جداً، وإذا دهن به مواضع الأوجاع الباردة حيثما كانت أزالها.

دهن البيض: وهو أن تأخذ من البيض عشرة وتسلقها ثم تقشرها وتأخذ محها وتجعله في مغرفة جديدة على نار جمر حتى يحترق المح، ويخرج منه دهنه ويصير المح فحمة فترفعه في زجاجة فينفع من أوجاع المقعدة والضربان فيها، وأوجاع الأذن والضرس وينبت شعر اللحية إن أبطأ في الخروج لطوخاً.

دهن القمح: استخراجه أن تأخذ من الحنطة النقية رطلاً وتجعله في زجاجة قد طينت بطين الحكمة وتلف فم الزجاجة بليفة قد صنعت من خيط الصوف الدقيق ليقوم في حلق الزجاجة شيء يخرج فيه ما يقطر من الحنطة، ويمنع من أن يخرج من الزجاجة شيء إذا كبست ويتخذ كانوناً ويثقب وتكبس فيه الزجاجة وتخرج رأسها إلى أسفل ويوضع، بإزاء فم الزجاجة شيء يخرج فيه ما يقطر من الحنطة ويلقى حول الزجاجة سرجيناً يابساً ويشعل فيه النار فإن الدهن يقطر ويرفع ويستعمل في علاج القوابي على ما وصفنا، وقد يصنع على جهة أخرى، وهو أن يؤخذ القمح ويوضع على رخامة وتحمى صفيحة حديد غليظة وتوضع على القمح فإن الدهن يخرج ويجمع برفق.

دهن الحمص: يؤخذ الحمص فيطحن طحناً جريشاً ويجعل في قدر ويربط فمها بخرقة وتؤخذ قدر ثانية فارغة ويكون فمها أوسع من الذي فيها الحمص ثم تكب على الذي فيها الحمص ليقع فمها داخل فم هذا القدر الفارغة وبطينا جميعاً وتحفر حفرة تدخل الفارغة فيها وتبقى الملأى بالحمص خارجاً وتجعل على نار لينة حتى يعرق الحمص ويخرج دهنه ويسيل في القدر الفارغ.

دهن الشيلم: استخراجه على حسب استخراج دهن القمح سواء وهو حار ينفع من القوابي فوق دهن القمح بكثير.

دهن الأفسنتين: يؤخذ من فقاحه غير متناه وهو أخضر رطل ويلقى عليه أربعة أرطال من الزيت الركابي ويعلق في الشمس أربعين يوماً ثم يصفى فيرفع، وإن شئت صنعته في السمسم على ما تقدم في سائر الأدهان، وهذا الدهن من الأدهان التي تنفع ظاهر البدن وباطنه إن شرب نفع من سدد الكبد وينفع من اليرقان ويدر الطمث ويقوي المعدة الضعيفة، وإذا قطر منه في الأذن قتل الدود المتولد فيها، وإذا شرب منه مقدار صالح قتل الدود والحيات في البطن، وقد ينفع من السكر إذا أخذ قبل الشراب، وإذا عمل منه قيروطي وحمل على المعدة الضعيفة قواها، وإن حمل على العين الوجعة نفعها ونفع من أكل الفطر القتال، وإذا شرب مع السكنجبين العسلي كان لتفتيح سدد الكبد والطحال أقوى.

دهن القسط الساذج: يؤخذ من القسط الهندي ثلاثون درهماً ثم تدق دقاً جريشاً وتنقع قي شراب ريحاني يوماً وليلة ثم يصب عليه من الزيت الركابي أربعة أرطال ويطبخ بنار لينة حتى تذهب رطوبة الشراب، ثم يستعمل عند الحاجة إليه، ومنافعه: إذا شرب أو دهن به البدن نفع من برد المعدة والكبد والنافض الكائن في نوائب الحميات ويحسن الشعر وينفع من جملة الأمراض الباردة. دهن العاقر قرحا: يؤخذ من العاقر قرحا ثلاثون درهماً ويفعل به كما فعل بالقسط، وهذا الدهن يقوي المعدة وينفع الأعضاء التي يغلب عليها البرد، وينفع من الفالج واسترخاء العصب وسائر الجسد وبطلان الحركة العارضة من غلبة البرد على الأعضاء، وإذا دهن به الظهر والقفا قتل أثوار الحميات ذات النوائب ونفع من النافض، وإذا مسح به البدن كله أدر العرق ونفع من الضريان والخدر وجلب إلى العضو حرارة، وإن قطر منه في أنف المصروع نفعه وينفع من الشقيقة الباردة والصداع البارد.

دهن الحميات: ينفع من القوابي واسترخاء السفل إذا طلي به بريشة ولا يصلح للشراب البتة، وإذا غمر به الرأس أنبت فيه الشعر وطوله وغزره وحسنه ويداوى به سائر انتثار الشعر، وصنعته: شيرج أربعه أرطال ونصف وجعل في قدر نحاس وتصير فيها من الحبات السود ما بين الخمسين إلى العشرين، ويسد رأس القدر ويطبخ بنار لينة حتى يتهرى وينزل عن النار ويبرد قليلاً ويفتح رأس القدر ويحذر من بخارها وينزل حتى يبرد ويصفى وقد يطبخ بزيت أيضاً.

دهن العقارب: ابن سينا: طلاؤه وزرقه بالزراقة في حصاة المثانة مجرب. غيره: نافع من وجع الآذان جداً، ويبرىء من الصمم ويكتحل به الأعمش وهو له جيد، وينفع من ريح الخصيتين وعمله أن يوضع زيت خالص في قارورة وتوضع فيه عقارب بالحناء ويوضع في الشمس الحارة ثلاثة أسابيع في الصيف، وهو ينفع من البواسير إذا دهنت به.

دهن الجل: بالجيم وهو دهن الورد بالفارسية وقد تقدم ذكره.

دهن الحل: بالحاء المهملة وهو دهن السمسم الذي لم ينزع عنه قشره عن مسيح، وسيأتي ذكره ودهنه في حرف السين المهملة.

دهن عسلي: هو الأومالي باليونانية وهو عسل داود عليه السلام وهو دهن الشجرة التدمرية، وقد ذكرته في حرف الألف التي بعدها لام.

دهمت: وهو حب الغار بالفارسية وسنذكر الغار في حرف الغين المعجمة.

دهنج: كتاب الأحجار: هو حجر أخضر في لون الزبرجد يوجد في معادن النحاس كما يوجد الزبرجد في معادن الذهب، وقد يضاف إليه نحاس مخالط جسمه وتكونه أن نحاسه إذا تحجر في معدنه ارتفع له بخار من الكبريت المتولد فيه مثل الزنجار، فإذا صار إلى موضع تضمه الأرض وتكاثف ذلك البخار بعضه على بعض فيتحد حجراً وهو ألوان كثيرة فمنه الشديدة الخضرة، ومنه الموشى، ومنه الطاووسي، ومنه الكمد، ومنه ما بين ذلك، وربما أصيبت هذه الألوان في حجر واحد يخرطه الخراطون، فتخرج فيه ألوان كثيرة من حجر واحد، وذلك على قدر تكوّنه في الأرض طبقة بعد طبقة وهو حجر فيه رخاوة ويصير صافياً مع صفاء الجو ويتكدر مع كدره، وفيه خاصية سم، وإذا انحك انحل سريعاً لرخاوته فإن سقي من محكه أو سحالته شارب السم نفعه بعض النفع، وإن سقيته لمن لم يشرب سم كان سماً مفرطاً ينفط الأمعاء ويلهب البدن بثراً ويعفن فلا يكاد يبرأ سريعاً ومص مائه بعد إمساكه في الفم رديء لمن فعله، وإذا مسح به على موضع لدغ العقرب سكنه بعض السكون، وإذا سحق منه شيء وديف بالخل ودلك به القوابي الحادثة في الجسد من المرة السوداء ذهب بها وينفع من السعفة في الرأس وفي جميع الجسد. إسحاق بن عمران: وقوته في الحرارة من الدرجة الرابعة، وإذا سحق فهو أجود ما يكون مدوفاً بمسك للذي يصرع ولا يعرف حاله يستعط به ثلاث مرات ويبخر به ثلاث مرات فيبرأ.

دومر: قال أبو حنيفة: هو المقل وهو شجرة تعبل وتسمو ولها خوص كخوص النحل ويخرج أقناء كأقنائها فيها المقل، ويقال لخوصها الطفلي والأسلم وهو قوي متين يصنع منه حصر وغرائر، وثمره هو المقل والوقل، ورطبه الهش ويبيسه الحشف وهو سويقه وهو الحسك وسيأتي ذكر المقل في حرف الميم.

دوايا أغريا: الفلاحة: وهو قضيب ينبت بين الصخور وفي الأرض المخصبة الصلبة تعلو شبراً وهو مصمت الداخل تشوبه صفرة يسيرة وعليه زغب من أسفله إلى أعلاه وأوراق زغبه إلى الصفرة، وله في رأسه أربع ورقات مربعة الشكل تضرب. إلى البياض في خضرة وفوقها شيء نابت فيه بزر بغير ورد رائحته طيبة ويؤكل نيئاً ومطبوخاً وفيه حرافة يسيرة وهو جيد للمعدة مدر للبول يخرج منه رطوبات غليظة وربما أسهل البطن إذا أكل نيئاً مطبوخاً مطيب للجشاء.

دوسر: أبو حنيفة: أخبرني أعرابي من أهل السراة قال: الدوسر ينبت في أصناف الزرع وهو في خلقته غير أنه يجاوز الزرع في الطول وله سنبل وحب صغار دقيق أسمر يختلط بالبر نسميه الزوان. قال: وهذه الصفة صفة حب ينبت عندنا أيضاً في الزرع دقيقة فيها خضرة لا تفسد الطعام، وقد تؤكل وهي طيبة، وأما الزوان فهو مسكر وتسميه الدبقة والتي تسكر عندنا هي حبة مدورة صغيرة تسمى بالفارسية الحر، وفيها علقّمة يسيرة وليس شيء مما يخالط الحنطة عندنا أشدّ إضراراً للطعام من الذي يسمى بالفارسية الشيلم. ديسقوريدوس في الرابعة: أغيلص هي عشبة لها ورق شبيه بورق سنبل الحنطة إلا أنه ألين منه في طرفه ثمرة في غلافين أو ثلاثة يظهر في جوف الغلف شيء دقيق شبيه في دقته بالشعر، جالينوس في السادسة: قوّته محللة كما قد يدل على ذلك طعمه، وذلك أن فيه حرافة يسيرة وقد يستدل على ذلك منه بأن تشفي الأورام التي تبتدىء أن تصاب والنواصير التي تحدث عند العينين ويعرف بالغرب. ديسقوريدوس: هذا النبات إذا تضمد به مع الدقيق أبرأ الغرب المتفجر وحلل الأورام الصلبة، وقد تستخرج عصارته وتخلط بالدقيق وتجفف، وتستعمل لهذه العلل. أريناسيس: يذهب بداء الثعلب لطوخاً. أبو العباس النباتي: هذا الدواء ليس بالدوسر وإنما هو نوع منه، وهذا هو الشيلم المعروف عند العرب بالزوان.

دوقس: ديسقوريدوس في الثالثة: منه ما يقال له مريطيقوس له ورق شبيه بورق الرازيانج إلا أنه أصغر منه وأدق وله ساق طولها نحو من شبر وإكليل شبيه بإكليل الكزبرة وزهر أبيض فيه ثمر أبيض حريف عليه زغب إذا مضغ كان طيب الرائحة وعرق في غلظ أطبع طوله نحو من شبر، وينبت في مواضع صخرية وأماكن يطول مكث الشمس عليها، ومنه ما يشبه الكرفس الذي ليس ببستاني طيب الرائحة عطرها حريف يحذو اللسان وأجودهما الذي يقال له قريطيقوس، ومنه صنف ثالث ورقه شبيه بورق الكزبرة وله زهر أبيض ورأس مثل رأس الشبث وثمره وإكليل شبيه بإكليل النبات الذي يقال له اسطافالينس، وهو الجزر مملوء بزراً طويلاً شبيه بالكمون حريف. جالينوس: بزره حار حرارة شديدة حتى أنه يدر البول وهو في إدراره للبول من أقوى الأدوية ويصلح أيضاً لإدرار الطمث، وإذا وضع من خارج حلل غاية التحلل، وورقه أيضاً قوته هذه القوة بعينها إلا أنه أضعف من بزره، وذلك بسبب ما يخالط الورق من الرطوبة المائية التي هي أيضاً حارة المزاج. ديسقوريدوس: وبزر هذه الأصناف كلها إذا شرب أسخن وأدرَ الطمث والبول وأحدر الجنين وسكن المغص والسعال المزمن، وإذا شرب بالشراب نفع من نهش الرتيلا، وإذا تضمد به حلل الأورام البلغمية، ومن أصناف الموقس إنما تستعمل البزرة ما خلا الصنف منه الذي يقال له قريطيقوس، فإن أصله أيضاً يستعمل وقد يشرب أيضاً بالخمر لضرر الهوام. الغافقي: هو حار يابس في الثالثة يسخن المعدة ويحلل النفخ والرياح ويعين على الاستمراء وينفع من لدغ العقارب إذا طبخ، وإذا شرب ماؤه أو صب على موضع اللدغة وينقي الرحم ويعين على الحبل لذلك ويذهب شهوة الجماع وطبيخه ينقي الصدر بالنفث، ويحلل المواد الغليظة من الأمعاء وينفع من المغص، وإذا خلط ببزر الكرفس قوي فعله. سفيان الأندلسي: النوع منه الذي بزره دقيق في مقدار بزر الأنيسون دقيق إلا أنه مزغب حريف الطعم يطرد الرياح من المعدة والأمعاء، وينفع من الأوجاع المتولدة عنها وينفع من الاستسقاء الريحي شرباً. لي: بزر هذا النوع هو المعروف بالشام بالقميلة تصغير قملة، ويعرف بالبيت المقدس وما والاه بحشيشة البراغيث، وذلك أنهم يأخذون بزرها ويفركونها بالزيت الطيب ويطرحونها في فرشهم عند النوم فيخدر البراغيث من رائحته ولا يكون لها قوّة تلدغ بها.

دود القرمز: ديسقوريدوس في الرابعة: وقد يؤخذ من شجر البلوط في البلاد التي يقال لها قيلقيا شيء صدفي صغير شبيه بالحلزون، وتجمعه نساء أهل تلك البلدة بأفواههن ويسمونه فقيص. جالينوس في الثامنة: إذا أخذ هذا من الشجر وهو رطب طري فهو يبرد ويجفف في الدرجة الثانية، لأن فيه شيئاً يقبض شيئاً معتدلاً وسيأتي ذكر القرمز في حرف القاف.

دود البقل: ديسقوريدوس في الثانية: يقال إنه إذا تلطخ به مطبوخاً مع الزيت منع المتلطخ به من نهش ذوات السموم من الهوام. دود البقل: الشريف: وأما الدود الأصفر الذي يتكوّن في الزبل فإنه إذا طبخ في زيت عتيق حتى ينضج ودهن بذلك الزيت الفرطسة وداء الثعلب شفاهما بدوام دلكهما به وهو في ذلك عجيب.

دود الصباغين: هو دود القرمز وقد تقدم ذكره.

دوادم: ويقال دودم وهو شيء يخرج من أجواف الخشب مثل الصمغ أسود في حمرته يشبه الدم وأكثر نباته بأرض الشام بجبل بيروت يخرج من شجر يسمونه العرعر ويستعمل أهل الجبل المذكور هذه الصميغة فيما يستعمل فيها الموميا مجرب عندهم.

دود الحرير: الشريف: هو عود أصله بزر يلده عود آخر دقيق على هيئة بزر الحناء يوجد في شهر مايو وهو أيار ويوضع في خرقة نقية وتعلقه المرأة في عنقها بين ثدييها بعد النظافة والزينة ولبس الثياب السرية ويلقى كذلك تقعد وتنام إلى أن يتم له مقدار عشرين يوماً، وتقعده في بيت لا يدخله ريح ولا ضوء كثير حتى يعلق ما تحرك منه بورق التوت فتزيله وتمسك الباقي معلقاً عليها إلى أن يتحرّك كله وهي تنفله شيئاً بعد شيء إلى ورق التوت ويربى في آلات مصنوعة من الحلفاء مطرات بأرواث البقر إلى أن يعمل الحرير الخام، تبنيه على أنفسها بنياناً ويموت داخله، فإذا غزل الحرير استخرجت وعلفت بها الدجاجة فسمنتها إذا أخذت هذه الدودة وجففت ووضعت في خرقة أرجوان وعلقت على المحموم أبرأه ذلك، وإذا جففت وسحقت ووضعت من سحقها زنة ثلاثة دراهم في حساء حنطة ويشرب أياماً متوالية حسن لون الوجه وخصب البدن.

دوغ: هو مخيض البقر، وسيأتي ذكره مع اللبن في حرف اللام.

دود خشب الصنوبر: جالينوس: ذكره مع الذراريح، وقال: إن قوته شبيهة بقوة الذراريح كذا فعل ديسقوريدوس أيضاً. الشريف: إذا دقت وضمد بها عفنت اللحم، وكذا تفجر الدماميل والأورام المحتاجة إلى البطء.

دوفص: هو البصل وقد ذكرته في حرف الباء.

دواء اللحية: هو الجنطيانا عن دويس بن تميم وقد ذكرتها في حرف الجيم.

دوشاب: هو نبيذ التمر.

دوص: هو ماء الحديد، وزعم قوم أنه خبثه.

دوقوا: قالت التراجمة: إن أصل هذه الكلمة باليونانية دوقص، وقد ذكرته، والذي يخص باسم الدوقوا اليوم في زماننا هذا هو بزر الجزر البري، وقد تقدم القول على نوعي الجزر بريه وبستانه في حرف الجيم.

دور حولي: هو النوع من السوسن البري المسمى باليونانية كسفيون وهو الدليوث وقد ذكرته في حرف الدال.

ديودار: بالفارسية ومعناه شجر الجن. ابن سينا: هو من جنس الأبهل يقال له الصنوبر الهندي، وتشبه عيدانه عيدان الزرنباد فيه حدة يسيرة وشيرديودار، وهو لبنه حار حريف محرق معطش، يبسه في الثانية أكثر من حدته جيد لاسترخاء العصب والفالج واللقوة غاية لا شيء أفضل منه، وينفع من الأمراض الباردة في الدماغ والسكتة والحصا في الكلية والمثانة، وينفع الصرع ويحبس الطبيعة ويزيل استرخاء المقعدة قعوداً في طبيخه. ديفروحس: معناه باليونانية المعقدة المضاعف الاحتراق والتشييط. ديسقوريدوس في الخامسة: هو ثلاثة أصناف فصنف منه معدني يكون بقبرس فقط وهو جوهر من جنس الطين، يخرج من بئر في تلك الجزيرة ثم يجفف في الشمس، وبعد أن يجفف يوضع حواليه الدغل ويحرق، ومنه صنف آخر كأنه عكارة النحاس التي يصفى غليظه، وذلك أنه بعد صب الماء على النحاس وإخراجه من الطوابيق يوجد في أسفلها هذا الصنف وفيه قبض النحاس وطعمه، ومنه صنف آخر يعمل على هذه الصفة يؤخذ الحجر الذي يقال له بوريطس، وهو المرقشيثا ويصير في أتون مدة أيام كما يطبخ الكلس، فإذا صار لونه شبيهاً بلون المغرة أخرج من التنور أو الأتون ورفع، ومن الناس من زعم أنه قد يعمل صنف آخر رابع من حجارة يعمل منها النحاس إذا شويت هذه الحجارة في المواضع التي يقال لها البيادر وهي الكوخات وصرت في إناء وطبخت فإنه يوجد منه حول الإناء شيء وإذا أخرجت هذه الحجارة أصيب أيضاً فيها شيء كثير، وينبغي أن يختار من الديفروحس ما كان منه في طعمه شيء من طعم النحاس وطعم الزنجار، وكان قابضاً يجفف اللسان تجفيفاً شديداً، وهو ليس يوجد في الجوهر الذي يقال له الآجر المحرق وقد يحرق الآجر ويباع بحساب الديفروحس. جالينوس في التاسعة: قوة هذا وطعمه قوّة وطعم مركب، وذلك أنه فيه شيء قابض بقبض وشيء حار قليل فهو لذلك دواء نافع للجراحات الخبيثة الرديئة نافع جداً في علاج القروح الحادثة في الفم إن استعمل وحده مفرداً وإن استعمل مع العسل المنزوع الرغوة، وينفع أيضاً في مداواة الخوانيق إذا استعمل بعدما قد منع وقطع أولاً ما كان يجري وينصب إلى تلك الأعضاء، وقد استعملته أيضاً لما قطعت اللهاة فداويتها به ساعة قطعها ثم أعدته مراراً كثيرة إلى أن اندملت لأنه دواء يدمل ويحتم إدمالاً وحتماً شديداً، وينفع من هذا العضو خاصة في جميع الأعضاء التي تحدث فيها الجراحات، ولذلك هو نافع للقروح الحادثة في العانة وفي الدبر واستعماله في هذه الأعضاء يكون مثل استعماله في الفم لأن هذه الأعضاء تستريح بمثل هذه الأدوية بأعبائها وينتفع بها، والسبب في ذلك أنها أعضاء حارة رطبة على مثال واحد. ديسقوريدوس: وقوّته مجففة منقية تنقية قوية تجلو وتقلع اللحم الزائد في القروح وتدمل القروح الخبيثة المنتشرة في البدن، وإذا خلط بصمغ البطم أو بقيروطي حلل الدبيلات. غيره: ينشف قروح الرأس الرطبة وإذا سحق بالخل وطليت به الحكة أبرأها، وإذا سحق ونثر على الشعر الغليظ دققه ولينه.

دينساقوس: هو شوك الدارجين عند أهل المغرب ويعرف أيضاً بمشط الراعي. ديسقوريدوس في الثالثة: صنف من أصناف الشوك وله ساق طويلة مشوّكة وورق يحيط بالساق شبيه بورق الخس على كل عقدة من الساق ورقتان والورق محيط مستطيل مشوك أيضاً في وسطه من داخل ومن خارج شبيه بنفاخات الماء مشوكة أيضاً في وسطه من داخل ومن خارج وما يلي الساق من الورق ذو عمق، ويجتمع فيها ماء من الأمطار والطل، ولذلك سمي دينساقوس وتفسيره العطشان وعلى كل شعبة في طرف الساق رأس شبيه برأس القنفذ إلى الطول ما هو مشوك إذا جف كان لونه أبيض وإذا شق تراءى في وسطه ما داخله ديدان صغار. جالينوس في السادسة: هي شوكة وأصلها تجفف في الدرجة الثانية وفيه أيضاً شيء  يجلو. ديسقوريدوس: وأصل هذا النبات إذا طبخ بالشراب ودق حتى يصير قوامه مثل قوام القيروطي وضمدت به المقعدة أبرأ الشقاق العارض لها والنواصير العارضة في البدن، وينبغي أن يجعل هذا الدواء في حق من نحاس، وزعم قوم أنه يبرىء الصنف من الثآليل التي يقال لها النملية، والصنف منها الذي يقال له: أفروخودوس، وزعم قوم أن الديدان الموجودة في رؤوس هذا النبات إذا أخذت وشدَّت في جلد وعلقت في الرقبة أو في العضد أبرأت حمى الربع. الغافقي: سماه صاحب الفلاحة خس الكلب، وتسميه الجرامقة بحناء وزهره يدق رطباً كان أو يابساً وهو رطب أحسن، ويجعل في خرقة نقية وتربط الخرقة وتدلى في اللبن وتمرس حتى لا يبقى في الخرقة شيء ويصب ذلك اللبن على لبن آخر فإنه يعقمه ويصيره جميعه قطعة واحدة لا ماء فيه البتة، ومتى سلق هذا النبات وجدت به المواضع التي يحتاج إلى قطعها منع الحس، وإذا حل في الماء كما يحل لعقد اللبن وشرب ثلاث غدوات على الريق أذهب الطحال، وإذا سلق هذا النبات وأكل فهو مسخن يدر البول ويذهب الاقشعرار ويقوي النفس. غيره: حمل هذا النبات يطبخ ويسد حينئذ ويضمد به موضع لسعة الأفعى وكل ذي سم فيبرأ.

دياقوذا: المسيح ابن الحكم: هو صنفان ساذج وغير ساذج وهو شراب رمان الخشخاش.

دينارويه: هي الحزا والزوفرا عند أطباء العراق، وأما أطباء المغرب فيقولون إن الزوفرا غير الحزا، وقد ذكرت ما قيل في الحزا في باب الحاء المهملة وما قيل في الزوفرا في الزاي.

ديك برديك: معناه بالفارسية قدر على قدر وهو الدواء الحاد المركب.