حرف الميم

ماهودانه: تأويله بالفارسية أي القائم بنفسه أي أنه يقوم بذاته في الإسهال ويسميه عامة الأندلس طارطيه وبعضهم يسميه بالسيسبان أيضاً ويعرف بحب الملوك أيضاً عند أطباء المشرق. ديسقوريدوس في الرابعة: لانورنس هو نبات قد يعده الناس من أصناف اليتوع له ساق طولها نحو من ذراع جوفاء في غلظ إصبع وفي طرف الساق شعب من الورق ما هو على الساق ومنه على الشعب فالذي على الساق مستطيل كورق اللوز وأشد ملاسة والذي على الشعب أقصر منه يشبه ورق الزراوند المستطيل، وورق النبات الذي يقال له قسوس وله حمل على أطراف الشعب مستدير كأنه حب الكبر في جوفه ثلاث حبات مفترق بعضها من بعض بغلف هي فيها والحب أكبر من الكرسنة وإذا قشر كان أبيض وهو حلو الطعم وله أصل دقيق لا ينتفع به في الطب وهذا النبات كما هو مملوءاً ليناً كاليتوع. جالينوس في السابعة: قد زعم أن هذا أيضاً نوع من أنواع اليتوع لأن له لبناً مثله ويسهل كما يسهل وجميع قوته شبيهة بقوته، وإنما الفرق بينهما بقوة واحدة وهي أن بزره إذا ذاقه الذائق وجده حلواً وهذا البزر هو الذي فيه خاصية قوة الإسهال. ديسقوريدوس: وبزره إذا أخذ منه سبع أو ثمان عدداً وعمل منه حب وشرب أو مضغ بلا أن يعمل منه حب وازدرد وشرب بعده ماء بارد أسهل بلغماً ومرة وكيموساً مائياً ولبنه إذا شرب كما يشرب لبن اليتوع فعل ذلك وقد يطبخ ورق هذا النبات مع الدجاج أو مع البقول فيفعل ذلك إذا أكل. الغافقي: قال ابن جريج هو صنفان وكلاهما طويل الورق وأحد صنفيه ورقه مشرف أشبه شيء بالسمك الصغار في طول أصبع وقد يسميه بعض السريانيين لذلك سمكاً وبزره إذا شرب منه وزن درهمين أسهل البلغم والصفراء وكان في إخراج البلاغم الغليظة بالغاً ويقيئ الماء بقوة وإذا ابتلع بزره كان إسهاله ألين، وإن أجيد مضغه كان أقوى والإسهال به ينفع من أوجاع المفاصل والنقرس وعرق النسا والاستسقاء والقولنج وهو إن لم يصلح مضر بفم المعدة. غيره: يولد الغشي وينفع من وجع الظهر ويجب أن لا يشربها إلا من كان قوي المعدة.

ماهي زهره: معناه بالفارسية سم السمك. حبيش بن الحسن: فيها خاصية النفع من وجع المفاصل ولمن أصابه تشبك في أصابعه وإنما ينفع من شجرته لحاؤها الذي هو خارج الأغصان ويدخل في أدوية كبار معجونة وقد ذكر بعض الناس أنه رأى من ورق هذه الشجرة نحو ما وصفت في شجرة اللاعية إلا أنه قال: إذا صيرت في غدير فيه ماء وسمك، ثم خلطت بالماء أسكر السمك وأجوده ما رق عن اللحاء وكان فيه طعم حدة يسيرة، وما أخذ من شجره من قرب ولم يطل مكثه ومقدار الشربة منه مع السكر مثقال، وإن طبخ مع غيره من الأدوية في مطبوخ كان مقدار الشربة منه درهمين أو ثلاثة. المنصوري: حار مسهل جيد لوجع النقرس ووجع الورك والظهر وقال في المسهلات: هو أحد اليتوعات إلا أنه نافع للمفاصل الغليظة الباردة. لي: بحثت عن حقيقة هذا الدواء مشرقاً ومغرباً فلم أقف له على حقيقة أكثر مما أني رأيت أهل الشام والمشرق أيضاً يستعملون مكانه قشر أصل الدواء المعروف بالبوصير وقد ذكرته في الباء وأهل المغرب والأندلس يعرفونه بشوكران الحوت أيضاً بالبرشكوا أيضاً وهي ثلاثة أنواع نوعان جبليان ونوع بستاني والنوعان الجبليان هما القويان وهي المستعملة والجبلية في جبال الشام كلها.

مازريون:   ديسقوريدوس في الرابعة: خامالا وهو تمنش صغير يستعمل في وقود النار وله أغصان طولها شبر وورق شبيه بورق الزيتون إلا أنه أدق منه وهو مر متكاثف يلذع اللسان. جالينوس: في الثامنة فيه طعم كثير المقدار من المرارة فهو لذلك يمكن فيه تنقية القروح الكثيرة الوسخ وقلع القشرة العسرة العظيمة الجارية في وجه القرحة عن الحرق إذا استعمل بالعسل. ديسقوريدوس: وورق هذا النبات يسهل بلغماً لا سيما إن خلط بجزء منه جزء من الإفسنتين وعجن بعسل أو بماء وعمل منه حب واستعمل والحب المتخذ منه إذا شرب لم يثبت في الجوف وخرج كله في البراز وإذا أخذ ورق هذا النبات ودق ناعماً وعجن بعسل نفى القرحة الوسخة وقلع الخشكريشة. قالت الخوز: هو حار يابس في الرابعة يأكل الرطوبة من الكبد ومن جميع الجسد ويسرع الإستسقاء إلى شاربه. حبيش بن الحسن: هو جنسان كبار الورق إلى الرقة ما هو وجنس آخر صغار الورق إلى الثخن ما هو جعد وهو أردأ الجنسين والكبار الورق أصلحهما، وأعني بالكبار والصغار الذي ليس يلقط من شجرة واحدة فيختار الكبار الرقيق منه ويبقى الصغار والجعد من الورق ولكنه أجناس وشجرة مفردة لكل جنس منها. وقوة المازريون كقوة الشبرم في الحرارة واليبس والحدّة والقبض فإذا سقي منه إنسان من غير أن يصلح إعتراه غم وكرب شديد وربما قيأ شاربه وأسهله معاً وربما دفعت الطبيعة بأحدهما دون الآخر، وإذا سقيه إنسان من غير أن يصلحه أخلفه شيئاً مثل غسالة المعي أو مثل عجين الدقيق الذي حل بماء وإنما ذلك من جملة المعي اللحم يجردها وأصحاب الرطوبات أكثر احتمالاً لشربه من أصحاب الحرارات والمشايخ أحمل من الشباب لشربه والمكتهلين، لأن هذه الأدوية الحارة لا تكاد معد الشباب تحتملها لفرط حرارتهم واجتماع المرة الصفراء فيهم، وهي تعكس الدواء من معدهم ويمسهم عليه كرب وغم، فإذا أردت إصلاحه فاعمد إلى أصلح الجنسين وهو أعرضهما وأطولهما ورقاً فأنقعه كما هو في خل ثقيف يومين وليلتين وغير له الخل مرتين أو ثلاثة وصب ذلك الخل الذي نقعته فيه وأغسله بالماء العذب مرتين أو ثلاثة وجففه في الظل أو في الشمس إن لم يسرع جفافه في الظل ثم خذه ودقه دقاً فيه بعض الجراشة ولته بدهن اللوز الحلو ودهن البنفسج أو دهن الخل، فإن أحببت أن تخلطه بما يصلحه من الأدوية فاخلطه بالتربد والأفتيمون والإهليلج الأصفر والورد ورب السوص والكمون الكرماني والملح الهندي فإنه حينئذ يكون دواء موافقاً لعل المرة السوداء فيخرجها بالإسهال، وينفع من أوجاع البلغم، فإن أردت أن تعالج به من الماء الأصفر فاخلطه بعد تدبيره بما ذكرناه بأصول السوسن الإسمانجوني وتوبال النحاس والأسارون والمر الصافي والسكبينج والملح الهندي والإهليلج الأصفر وبزر الكرفس البستاني وعصارة الغافث وعصارة الأفسنتين وسنبل الطيب والمصطكي واسقه ماء عنب الثعلب والرازيانج المعصور المصفى، فإن كانت الطبيعة شديدة فزد فيه مع الخيار شنبر ماء البقول فإنه يسهل الماء الأصفر وإن شئت جعلته حباً وإن شئت أقراصاً غير أنه يسقى من كان قوياً ولا يحتمله الضعفاء ولا الذين قد سقطت قواهم ولا المحرورون ولا يسقوا في زمان حار وبلد حار فإن دبر هكذا وخلط بهذه الأدوية فالشربة منه مدبراً في القوي الذي ليس به علة ولا سقم نصف درهم إلى دانقين فأما المرضى فعلى قياس قدر قواهم، وأما أصحاب الماء فالشربة منه للقوي منهم من أربع حبات إلى ستة. الطبري: هو في حره ويبسه يفسد مزاج الجوف ويسهل الماء الأصفر والمرة الصفراء، والبلغم وإن أنقع في الخل ووضع على الطحال أدبله ويصلح بأن يطبخ منه أوقية بثلاثة أرطال ماء حتى يبقى الثلث ثم يمرث ويصفى ويصب عليه أوقية دهن لوز حلو ويطبخ حتى يذهب الماء، ويبقى الدهن ويشرب من ذلك الدهن ما بين وزن درهم إلى خمسة فقط. ديسقوريدوس في الخامسة: وقد يتخذ شراب منه في وقت ما يزهر تؤخذ قضبانها بورقها وزن إثني عشر درهماً فيلقى على الكيل الذي يقال له حوس من العصير ويترك شهرين ثم بعده يروق في إناء آخر وهذا الشراب ينفع من الإستسقاء ووجع الكبد أو من عرض له الوجع الذي يقال له الإعياء وقد ينقي النفساء التي تعسر تنقيتها.

ماميثا:   أبو العباس النباتي: ويقال مميثا والإسمان مشهوران عند أكثر الناس ووصفهما ديسقوريدوس وذكر أنها تغش بالخشخاش السواحلي يغلط كثير من الناس فيها أو كلاماً هذا معناه. ورأيته بالشأم على ما وصف ورأيت منها نوعاً صغيراً جداً ينبت بين الصخور الجبلية وأهل حلب يستعملونه في علاج العين ويسميها بعضهم بالحضض على أن الحضض معلوم عندهم، وقد ذكر الأطباء كلهم الماميثا ولم يصفوها في كتبهم إتكالاً على وصف ديسقوريدوس إلا أن إسحاق بن عمران الإفريقي من المتأخرين وصفها وهي بإفريقية معروفة وأهل تلك البلاد يسمون بزرها بالسمسم الأسود في الحقيقة غيرها وقد كنت رأيتهما ولا شبه بينهما وقد تكون الماميثا ببلاد الأندلس بجهة لبلة وبقرطبة وما والاها وبغرناطة أيضاً فهذه صفتها وهي تشبه النبتة المعروفة بإشبيلية مميثا سواء بسواء إلا أن زهر هذا النوع الذي يكون في البر منه ما يكون في الأكثر لونه فيه نكتة إلى الحمرة ما هي ومنه ما لا نكتة فيه أيضاً والصورة الصورة، وأما الذي يستعمل بإشبيلية فصح لي بالخبر بطول المزاولة أن الصالحين فيما مضى إزدرعوه في البساتين مما جلب إليهم من سواحل البحر من بزر الخشخاش الساحلي وذلك من ظن أهل السواحل الأندلسية وما والاها من بر العدوة في هذا الدواء وهو الخشخاش المذكور أنه الماميثا. والأمر بخلاف ظنهم وقلة بحث المتظننين القدماء والمحدثين وقد جرى الغلط في هذا إلى هذه الغاية وعلى أني رأيت أبا الحسن مولى الحيرة وكان له تحقيق بهذا الشأن قد ظن أن الماميثا الإشبيلية المزروعة في البساتين ماميثا صحيحة وقد كنت أظن قبل ذلك به غيره وجعل الفرق بين الخشخاش الساحلي وبين الماميثا الإشبيلية النكتة النعمانية الموجودة في ورق الخشخاش الساحلي، وقال إن هذا الفرق بين الماميثا البستانية على ظنه وبين الخشخاش المعروف بالمقرن، وهذا الفرق ليس بصحيح فإن الخشخاش الساحلي وإن كان كما قال فإن منه في السواحل أيضاً ما لا نكتة فيه وزهره كله أصفر ولذلك نجد الماميثا المحققة النابتة في البراري في زهرها المنكت وغير المنكت لكن الفرق الثابت الذي لا يشكل ولا يحتاج معه إلى فرق آخر، وقد خفي على من مضى من المحدثين ولم يعلمه كثير من المتأخرين أن الخشخاش الساحلي فيه الحبة المنكتة وغير المنكتة والماميثا المحققة في البرّ مستأنفة الكون في كل سنة وتنحطم عند انتهاء الصيف والمزدرع من الخشخاش الساحلي بالبساتين المسمى ماميثا عند أهل إشبيلية فإن الذي ينبت منه على الأصل تنحطم أغصانه وتبقى أرومته ينبت منها في المقبل، فاعلم ذلك وتحققه وقد أوضحت لك القول في هذا الدواء الكثير المنافع العظيم الفائدة في علاج العين وغيره، واعلم أن الخشخاش المقرن والماميثا لا فرق بينهما في صورة الورق والزهر والثمر ولون الأصل من الصفرة التي فيها إلا ما أنبأتك به أوّلاً وآخراً من اختصاص الماميثا بالبراري والأرض الطيبة واختصاص الخشخاش بالسواحل البحرية برمليها وبحجريها وكذا قد أعلمتك أن من الماميثا ما يكون في أسفل ورقه نكتة دكنة اللون، ومنه ما لا نكتة فيه وكذا من أنواع الخشخاش ما يشبهه إلا أن زهر هذا أحمر وشنفته قائمة فصار فيها خشونة بخلاف شنقه الخشخاش المقرن، والماميثا فإن زهر ثمرتها معوج كالقرون وهذا النوع من الخشخاش قد ذكره ديسقوريدوس في الرابعة وقد بينا ذلك في موضعه. ديسقوريدوس في الثالثة: علوفيون وهو نبات ينبت في المدينة التي يقال لها منبج ورقه شبيه بورق الخشخاش الذي يقال له فاراعيس وهو المقرن إلا أن فيه رطوبة تدبق باليد، وهو قريب من الأرض ثقيل الرائحة من الطعم كثير الماء ولون مائه شبيه بلون الزعفران. جالينوس في السابعة: هذا نبات فيه قبض مع بشاعة يبرد تبريداً بيناً حتى أنه مراراً كثيرة يشفي العلل المعروفة بالحمرة إذ لم تكن قوّته ومزاجه مزاجاً مركباً من جوهر مائي وجوهر أرضي وكلاهما باردان إلا أن برودتهما ليست بشديدة لكن كبرودة مياه الغدران. ديسقوريدوس: وقد تعمد إليه أهل تلك البلاد ويصيرونه في قدر نحاس ويسخنونه في تنور ليس بمفرط الحرارة إلى أن يضمر ثم يدقونه ويخرجون ماءه ويستعملونه في الأكحال في ابتداء العلل لبرده وهو قابض. المسيح: يبرد في الدرجة الثانية. الطبري: جيد للأورام الحارة وحرق النار إذا طلي به. التجربتين: إذا عجن بماء ورقهدقيق الشعير سكن أوجاع الحمرة وحللها في ابتدائها وسكن أوجاع الغلغموني وإذا حلت عصارتها بحل نفعت من الصداع والصدغين من الوجع الصفراوي، وإذا حلت هذه العصارة في ماء الورد نفعت من القلاع في أفواه الصبيان وإذا حلت بماء الورد أيضاً وطلي بها متمادياً جباه الصبيان قطعت انصباب المواد إلى أعينهم وعصارة الزهر إذا أحكمت صنعتها ولم تحرق في الطبخ نفعت من الدمعة وتقوي العين وتنفع في آخر الرمد. إسحاق بن عمران: حبها صغير أسود شبيه بالخردل يؤكل ويسمن به النساء ويبرئ الحمرة وورم السرة النقرس.

ماش: شينه معجمة. سليمان بن حسان: بعض الأطباء يجعله الجلبان وهو خطأ والماش حب صغير كالكرسنة الكبيرة أخضر اللون براق وله عين كعين اللوبياء مكحل ببياض وشجره كشجر اللوبياء في غلف كغلفه، ويتخذ في المشرق ببساتينها ويؤكل أصله باليمن ويسمى الأقطف وهو طيب الطعم. جالينوس في أغذيته: هو في جملة جوهره شبيه بالباقلا ويخالفه في أنه لا ينفخ كنفخه فإنه لا جلاء فيه ولذلك كان انحداره عن المعدة والبطن أبطأ من انحدار الباقلا. ابن ماسويه: بارد في الدرجة الأولى معتدل في الرطوبة واليبس غير أنه إلى اليبس أقرب ولا سيما إذا قشر وطبخ وجعل معه مري ودهن لوز حلو وفي قشره بعض العفوصة والخلط الذي يولده محمود ليس بنافخ، وإذا ضمدت به الأعضاء الواهية نفعها وسكن وجعها، ولا سيما إذا عجن بالمطبوخ والزعفران والمر وأحمد المعالجة به في الصيف أو في المزاج الحار والأوجاع الحارة، وإن أراد أحد أن يذهب نفخه ويلين به الطبيعة فليطبخه بماء القرطم ودهن اللوز الحلو إذا لم يكن هناك حمى صفراوية أو ورم، فإن كان هناك حمى حادة فاطبخه بماء البقلة الحمقاء والخس والسويق والسرمق وشعير مرضوض مجروش فإن أحببت أن يعقل البطن فاطبخه بالماء بقشره وصب الماء وألق عليه ماء البقل الحماض ويصير معه ماء رمان وسماق وزيت الأنفاق فإن الطبيعة تعقل إذا صيرته كذلك ويسكن الحرارة فإن كرهت الزيت فاجعل مكانه دهن اللوز الحلو. سندهشار: الماش يسكن المرّة وينقص الباه. ماسرحويه: هو نظير العدس غير أنه أقل برداً منه. الرازي في دفع مضار الأغذية: إذا أكله المحرورون والمحتاجون إلى تدبير لطيف لم يحتج إلى إصلاح ولم يكن فيه كثير مضرة فينبغي أن لا تدفع لأنه يبرد ويغذو غذاء ليس بالكثير وأما المبرودون وأصحاب الرياح فينبغي أن تدفع ضرره بالجوارشن الكموني وأكله بالخردل. غيره: ماؤه يلين البطن والحسو المتخذ منه ينفع السعال والنزلات وهو نافع للمحمومين ومن كان به منهم سعال، وإذا طبخ بالخل نفع من الجرب المتقرح.

مارون: حنين في قاطا حابس: هو المرماخور: ديسقوريدوس في الثالثة: وقد يسمى أيضاً أيصورس وهو عشيب معروف في مقدار ما يصلح لقتل القناديل وله زهر شبيه بزهر أوريعاس وورقه أشد بياضاً من ورق اوريعاس بكثير وزهره طيب الرائحة وقوته شبيهة بقوة النمام البري وفيه قبض يسير وله تسخين لين ولذلك إذا تضمد به منع القروح الخبيثة من أن تسعى في البدن. وقد يستعمل في المسوحات المسخنة وقد ينبت كثيراً في البلاد التي يقال لها مقنيسا والتي يقال لها طورس.

ماركيونا:   الغافقي: قال صاحب الفلاحة: هي شجرة تنبت في المواضع الوعرة على المياه لها أغصان كثيرة صلبة عسرة الرض تطول مقدار خمسة أذرع ورقها أصغر من ورق الزيتون ناعم أملس وتورد في الربيع ورداً أحمر كالخيري وتعقد ثمراً كالبندق وفي جوفها حب أسود كالفلفل لين إذا دق اندق بسهولة ولون ثمرها أغبر أدكن وهو حار منضج محلل وقشر هذه الشجرة إذا جمع وجفف وسحق وذر على الأورام الغليظة الجاسية حللها وثمرتها إذا بخرت بها البواسير تبخيراً دائماً متتابعاً جففها ورماد ورقها وثمرها وأغصانها إذا خلط به زرنيخ وعجن بالماء حلق الشعر، وإذا طلي هذا الرماد على الكلف ثلاث طليات قلعه.

ماسفود: الرازي: هو دواء معروف هندي حار لطيف يدخل في الأدهان وهو يشبه الياسمين الأبيض إلا أن ورقه ألطف وهي أقل حرارة منه.

ماس: وسينه مهملة. كتاب الأحجار: هو أربعة أنواع. الأول الهندي: ولونه إلى البياض وعظمه في قدر باقلاة وفي قدر بزر الخيار والسمسم وربما كان في قدر الجوزة إلا أن هذا قليل الوجود ولونه قريب من لون جيد النوشادر الصافي. والثاني: هو الماقدوني لونه شبيه بالذي قبله وأما عظمه فإنه أكبر منه عظماً وقدراً. والثالث المعروف بالحديدي إلا أن لونه شبيه بلون الحديد وهو أثقل يوجد في أرض اليمن في بلاد سوقة وهو شبيه بالمنشار. الرابع القبرسي: وهو موجود بالمعادن القبرسية أبيض كالفضة إلا أن سوطافس الحكيم لا يرى نوعه من أنواع الماس لأن النار تناله ومن خاصية الماس أنه لا يرى حجراً إلا هشمه وإذا ألح به عليه كسره، وكذا يفعل بجميع الأجساد الحجرية المتجسدة إلا الرصاص فإنه يفسده ويهلكه ولا تعمل فيه النار ولا الحديد وإنما يكسره الرصاص. وقد يسحق هذا الحجر بالرصاص ثم يجعل سحيقه على أطراف المثاقب من الحديد ويثقب به الأحجار واليواقيت والدر، وزعم قوم أنه يفتت حصا المثانة إذا ألزقت حبة منه في حديدة بعلك البطم وأدخلت في الإحليل حتى تبلغ إلى الحصاة فيفتتها وهذا خطر، وإن أمسك هذا الحجر في الفم كسر الأسنان.

ماء: ديسقوريدوس في الخامسة: تمييز الماء عسر لاختلاف الأماكن التي يكون فيها أو يمر بها واختلاف الهواء وأشياء أخر يتغير بها ليست بقليلة وأجوده ما كان صافياً عذباً لا يشوبه كيفية أخرى سريع الذهاب من البطن سلس التنفيذ للغذاء وليست له نفخة ولا يفسد.

??ماء البحر:   هو حار حريف رديء المعدة مسهل للبطن ويسهل بلغماً، وإذا صب على البدن وهو سخن جذب وحلل وكان موافقاً لألم العصب والشقاق العارض من البرد من قبل أن يتقرح وقد يقع في أخلاط الأضمدة المتخذة من دقيق الشعير والمراهم المحللة وقد ينتفع به في الحقنة فاتراً، وإذا احتقن به سخناً نفع من المغص وقد يصب على الجرب والحكة والقوابي والصنان وأورام الثدي فينفعها وإذا تضمد به حلل الدم المجتمع تحت الجلد وإن تضمد به وأدخل فيه وهو سخن نفع من نهش الهوام التي يعرض من نهشها الإرتعاش وبرد البدن ولدغة العقرب ونهشة الرتيلا والأفعى والاستحمام به ينفع الأمراض المزمنة العارضة للبدن كله والأعصاب خاصة وبخاره إذا كان سخناً نفع من الإستسقاء والصداع وعسر السمع، وإذا أخذ ماء البحر خالصاً لم يخالطه شيء من الماء العذب ورفع في إناء أذهب زهومته ومن الناس من يطبخه أوّلاً ثم يرفعه وقد يسقى منه أيضاً بخل ممزوج بماء أو شراب أو سكنجبين لإسهال البطن وقد يسقى منه وحده لإسهالها ويسقى بعد الإسهال من شربه مرق دجاجة أو سمكة ليكسر اللذع العارض من حدته. وقال جالينوس حيث ذكر الملح وماء الملح قوته وفعله مثل فعل الملح إلا أنه يجلو ويقبض ويلطف ويحقن به لقرحة الأمعاء الخبيثة وعرق النسا المزمن ويصلح للصب على الأعضاء مكان ماء البحر إذا احتيج إليه يقوم مقام ماء البحر في النفع. جالينوس في الأولى: من مفرداته الماء العذب الذي للشرب إذا سحق به القيروطي كان منه دواء مبرد لجميع الأطراف، وينبغي أن يسقى القيروطي من الماء مقداراً كثيراً ما أمكن أن يشربه ويسحق به حتى يمتزج وماء البحر إن سحق به القيروطي كذلك كان مجففاً محرقاً. ابن سينا: في الكليات الماء جوهر نفيس في تسهيل الغذاء وترقيقه وتذرقته إلى العروق نافذاً به إلى العروق ونافذاً إلى المخارج ولا يستغنى عن معونته هذه في إتمام أمر الغذاء، ثم المياه مختلفة لا في جوهر المائية لكن بحسب ما يخالطها وبحسب الكيفيات التي تغلب عليها، فأفضل المياه مياه العيون ولا كل العيون ولكن ماء العيون الحرة الأرض التي لا يغلب على تربتها شيء من الأحوال والكيفيات الغريبة أو تكون حجرية فتكون أولى بأن لا تعفن العفونة الأرضية لكن ما طينته حرة خير من الحجرية ولا كل عين حرة بل التي هي مع ذلك جارية ولا كل جارية بل الجارية المكشوفة للشمس والرياح فإن هذا مما تكتسب به لجارية فضيلة، وأما الراكدة فربما أكسبها الكشف رداءة لا تكتسبها بالغور والستر لها أولى والطينية الميل خير من الحجرية لأن الطين ينقيه ويروقه ويأخذ منه الممزوجات الغريبة بخلاف الحجارة لكن يجب أن يكون طين مسيلها حراً لا حمأة فيه ولا سبخة ولا غيرهما. فإن اتفق أنه يكون الماء غمراً شديد الجري يحيل بكثرته ما يخالطه إلى طبعه يأخذ في جريانه إلى المشرق وخصوصاً الصيفي منه فهو أفضل لا سيما إذا بعد جداً عن مبدئه وبعده ما يتوجه إلى الشمال والمتوجه إلى المغرب والجنوب رديء وخصوصاً عند هبوبها والذي ينحدر من العلو مع ما قدمنا من الفضائل أفضل، وكذا ما لا يحتمل الخمر إذا مزج به إلا قليلاً وكان خفيف الوزن سريع التبريد والتسخين لتخلخله بارداً في الشتاء حاراً في الصيف لا يغلب عليه طعم البتة ولا رائحة ويكون سريع الإنحدار من الشراسيف سريع التهري لما طبخ فيه واعلم أن الوزن من الدستورات المنجحة في تعرف حال المياه فإن الأخف في الأكثر أفضل وقد يعرف الوزن بالمكيال بأن يبل فيه خرقتان بمانيتان أو قطنتان متساويتا الوزن ثم يجففان تجفيفاً بالغاً ثم يوزنان فالماء الذي قطنته أخف أفضل والتصعيد والتقطير مما يصلح المياه الرديئة فإن لم يمكن ذلك فالطبخ فقد شهد العلماء أن المطبوخة أقل نفخاً وأسرع انحداراً قال وإن تركت المياه الغليظة مدة كثيرة لم يرسب منها شيء يعتد به، وإذا طبختها رسب في الوقت شيء كثير فصار الماء الباقي خفيف الوزن صافياً فكان سبب الرسوب الترقيق الحاصل بالطبخ ألا ترى أن مياه الغدران الكبار كجيحون وخصوصاً ما اغترف من آخره يكون كدراً عند الإغتراف ثم يصفو في زمان قصير كرة واحدة بحيث إذا استصفيته مرة أخرى لم يرسب شيء يعتد به، وقوم يفرطون في مدح النيل إفراطاً شديداً ويجمعون محامده في أربعة بعد منبعه وطيب مسلكه وغمورته وأخذه إلى الشمال عن الجنوب ملطفاً لما يجري   فيه من المياه أما غمورته فيشاركه فيها غيره والمياه الرديئة إذا استصفيتها كل يوم من إناء إلى إناء رسبت كل يوم ولا يرسب عنها ما من شأنه أن يرسب إلا بأناة من غير إسراع ومع ذلك فلا يتصفى تصفياً بالغاً والعلة فيه أن المخالطات الأرضية يسهل رسوبها عن الرقيق الجوهر الذي لا غلظ له ولا لزوجة ولا دهنية ولا يسهل رسوبها عن الكثيف تلك السهولة ثم الطبخ يفيده رقة الجوهر وبعد الطبخ المخض، ومن المياه الفاضلة ماء المطر وخصوصاً الصيفي ومن سحاب راعد، وأما الذي يكون من سحاب ذي رياح عاصفة فيكون كدر البخار الذي يتولد منه وكدر السحاب الذي يقطر منه فيكون مغشوش الجوهر غير خالصة إلا أن العفونة تبادر إلى ماء المطر وإن كان أفضل ما يكون لأنه شديد الرقة فيؤثر فيه المفسد الأرضي والمفسد الهوائي بسرعة وتصير عفونته سبباً لتعفن الإخلاط ويضر بالصوت والصدر قال قوم: والسبب في ذلك أنه متولد عن بخار مصعد عن رطوبات مختلفة ولو كان السبب ذلك لكان ماء المطر مذموماً غير محمود وليس كذلك ولكنه لشدة لطافة جوهره يتعفن فإن كل لطيف الجوهر قوامه قابل للإنفعال، وإذا بودر إلى ماء المطر وأغلي قبل قبوله العفونة والحموضات إذا تنوول مع وقوع الضرورة إلى شرب ماء مطر قابل للعفونة أمن ضرره ومياه الآبار والقنى بالقياس إلى ماء الأعين رديئة لأنها مياه محتقنة مخالطة للأرضية مدة طويلة لا تخلو عن تعفين ما، وقد استخرجت وحركت بقوة قاصرة لا بقوة فيها مائلة إلى الظهور والإندفاع بل بالحيلة والصناعة بأن قرب لها السبيل إلى الرشوح وأردؤهما ما جعل له مسالك في الرصاص فيأخذ من قوته ويوقع في قروح الأمعاء والنز أردأ من ماء البئر لأنه يستجد نبوعه بالنزح فتدوم حركته ولا يلبث اللبث الكثير في الحفر ولا يريث في المنافس ريثاً طويلاً فأما ماء النز فيها فيطول تردده في منافس الأرض المعفنة ويتحرك إلى النبوع والبروز حركة بطيئة لا تصدر عن قوة اندفاعها بل لكثرة مادتها ولا يكون إلا في أرض فاسدة عفنة وأما المياه الجليدية والثلجية فغليظة والمياه الراكدة والآجامية خصوصاً المكشوفة رديئة ثقيلة وإنما تبرد في الشتاء بسبب الثلوج وتولد البلغم وتسخن في الصيف بسبب الشمس والعفونة فتولد المرار ولكثافتها واختلاط الأرضية بها وتحليل اللطيف منها يتولد في شاربيها أطحلة وترق مراقهم وتجسو أحشاؤهم وتقصف منهم الأطراف والمناكب والرقاب وتغلب عليهم شهوة الأكل والعطش وتحتبس بطونهم ويعسر قيؤهم وربما وقعوا في الإستسقاء لاحتباس المائية فيهم، وربما وقعوا في ذات الجنب وذات الرئة وزلق الأمعاء والطحال وتضمر أرجلهم وتضعف أكبادهم ويقل غذاؤهم بسبب الطحال ويتولد فيهم الجنون والبواسير والدوالي والأورام الرخوة خصوصاً في الأحشاء ويعسر حبل نسائهم وولادتهن جميعاً ويلدن أجنة متورمين ويكثر فيهم الحبل الكاذب ويكثر بصبيانهم الأدرة وبكبارهم الدوالي وقروح الساق ولا تبرأ قروحهم وتكثر شهوتهم ويعسر إسهالهم ويكون مع أذى وتقرح الأحشاء وتكثر فيهم الربع وفي مشايخهم المحرقة ليبس طبائعهم، وبالجملة فالمياه الراكدة غير موافقة للغذاء وحكم المغترف من العين قريب من الراكد لكنه يفضل عليه بأن بقاءه في موضع واحد غير طويل وما لم يجرفان فيه ثقلاً ما لا محالة فربما كان في كثير منه قبض وهو سريع الإستحالة إلى التسخن في الباطن، فلا يوافق أصحاب الحميات والذين غلب عليهم المرار بل هو موافق للعلل التي تحتاج إلى حبس أو إلى إنضاج. والمياه التي يخالطها جوهر معدني وما يجري مجراه والمياه العلقية كلها رديئة لكن لبعضها منافع فالذي يغلب عليه قوة الحديد ينفع في تقوية الأحشاء ويمنع الذرب وإنهاض القوة الشهوانية كلها وسنذكر حالها وحال ما يجري مجراها فيما بعد والجمد والثلج إذا كان نقياً غير مخالط لقوة رديئة فسواء حلل ماء برد به الماء من خارج أو ألقي في الماء فهو صالح فليس تختلف أحوال أقسامه اختلافاً كثيراً فاحشاً إلا أنه أكثف من سائر المياه ويستضربه صاحب وجع العصب وإذا طبخ عاد إلى   الصلاح فأما إذا كان الجمد من مياه رديئة أو ثلج مكتسباً به قوة قريبة من مساقطه فالأولى أن يبرد به الماء محجوباً عن مخالطة الماء، والماء البارد المعتدل المقدار أوفق المياه للأصحاء وإن كان قد يضر بالعصب ويضر أصحاب الأورام في الأحشاء وهو مما ينبه الشهوة ويشد المعدة، والماء البارد جداً رديء للصدر والرئة ولقروحهما بما يبرد ويرطب، وهو خلاف الواجب في تدثير القروح ويضر أصحاب السدد لكنه ينفع أصحاب التخلخل والسيلان أي سيلان كان من أي عضو كان ويقوي القوى كلها على أفعالها إذا كان باعتدال أعني الهاضمة   والدافعة والجاذبة والماسكة إلا أنه رديء للباه ويعقل البطن ويسكن حركات المني وسيلانه، قال والماء الحار يفسد الهضم ويطفئ الطعام ولا يسكن العطش في الحال وربما أدى إلى الإستسقاء والدق ويذبل البدن، فأما المسخن إذا كان فاتراً أعني وإن كان أسخن من ذلك وتجرع على الريق فكثيراً ما غسل المعدة وأطلق الطبع لكن الإستكثار منه رديء يوهن قوة المعدة والشديد السخونة ربما حلل القولنج وكثر الرياح والذين يوافقهم الماء الحار بالحقيقة أصحاب الصرع والماليخوليا وأصحاب الصداع والرمد والذين بهم بثور في الحلق والعمور وأورام خلف الأذنين وأصحاب النوازل والذين بهم قروح في الحجاب وانحلال انفرد في نواحي الصدر وهو يدر الطمث والبول ويسكن الأوجاع والماء المالح يهزل ويقشف ويسهل أولاً بالجلاء الذي فيه ويعقل بعده لتجفيف طبعه ويفسد الدم ويولد الحكة والجرب. والماء الكدر يولد الحصارة والسدد فليتناول بعده ما يدر على أن المبطون كثيراً ما ينتفع به وبسائر المياه الغليظة والثقيلة لإحتباسها في بطنه وبطء انحدارها ومن ترياقاته الدسم والحلاوات. روفس: وماء المطر خفيف الوزن لطيف نقي حلو يسرع نضج ما يطبخ به ويسرع إلى السخونة وجميع فضائل الماء موجودة فيه وهو جيد للهضم وإدرار البول وللكبد والطحال والكلى والرئة والعصب إلا أنه ليس معه قوة مبردة شديدة التبريد لكنه أكثر ترطيباً وهو ينفذ سريعاً للطافته. والماء البارد يسكن شهوة الباه وينفع الإنتفاخ المسمى الألفي وينفع لمن هضمه بطيء ولمن يعرق كثيراً شرباً واستحماماً ولمن يبول في الفراش وللهيضة ولمن أفرط به إسهال الدواء ولانفجار الدم من المنخرين أو من جراحة أو من أفواه العروق التي في أسفله ولمن شرب شراباً صرفاً كثيراً فعرض له إلتهاب في المعدة ولمن به حمى محرقة متى لم يكن به جساء فيما دون الشراسيف لأنهم إذا أكثروا من شربه عرض لهم منه قيء وانحلت الحمى وخرجت من العروق ويشد اللثة ويقوي العصب وينفع من به ذوبان المني إذا شرب أو استجمر به وينفع من الكرب والفواق ونتن رائحة الفم والعرق. حنين: القليل بالشراب الممزوج يكون أكثر نفعاً لنتن عرق البدن. غيره: الماء البارد على الطعام إذا أخذ منه قليل قوى المعدة وأنهض الشهوة ولا ينبغي أن يشرب على الريق. الطبري: عن الهند: ولا ينبغي أن يشرب الماء البارد الضعيف المعدة والضعيف البدن القليل اللحم والناقة ومن به طحال أو يرقان أو استسقاء أو بواسير أو اختلاف. غيره: والماء العذب يقوي الجسد والذي يجري على الجبل والحصا ولا يخرج إلى غيرها ثقيل لا يمري ويورث الشوصة والربو وضيق النفس. روفس: والحار منه يجود جميع حس البدن ويسهل حركات البدن وينفع الأحشاء والرأس وينضج الأورام الباطنة شرب أو احتقن به ويسكن الأعراض الحادثة عن نهش الهوام ويسكن الإقشعرار وكل برد يجده الإنسان وربما سكن الحكاك شرباً كان أو استحماماً. غيره: رديء إذا أكثر منه وأدمن لأنه يرخي الجسد ويسقط الشهوة فإن تجرع منه على الريق غسل المعدة من فضول الغذاء المتقدم وربما أطلق البطن غير أن الإسراف منه يخلق البدن ويوهنه ويسهل حركاته وينفع الأحشاء والرأس وينضج الأورام الباطنة. روفس: والماء الكبريتي يستفرغ البدن وينفع القوابي والبهق ويقشر الجلد والبثر والجرب والقروح المزمنة وأورام المفاصل وصلابة الطحال والكبد والرحم وأوجاع البطن والركبة والإسترخاء والثآليل المتعلقة والسعفة. غيره: ماء الكبريت ينفع وجع الرحم والنساء التي لا يحبلن من كثرة رطوبات أرحامهن إذا استحممن به ويبرئ الجراحات والأورام الحادثة عن عض السباع وحيات البطن ومن المرة السوداء ويلين العصب ويسخنه ويضعف المعدة ويذهب بالشراء الكائن في الجلد وينفع من الشخوص. الرازي في دفع مضار الأغذية: الماء الكبريتي يهيج الصداع ويظلم العين ويضعف البصر ويسخن الكبد ويعد الدم للعفونة إلا أنه يكسر الرياح وشربه يدفع هذه المضار بأن لا يشرب وقت غرفه بل بعد وقت طويل وصبه من إناء إلى إناء وخاصة في الأواني الخزف الجدد، فإنه يذهب وينقشع عنه بهذا التدبير أكثر رائحة الكبريت ثم يصب على طين حر ويصفى عنه مع رب السفرجل والريباس وحماض الأترج والرمان ويؤخذ من هذه الفواكه، أو مائها قبله أو بعده وليحذر أن يشرب عليه شراب أو يمزج به وإما القفرية والنفطية فحالهما كحال الكبريتية. غيره: ماء القفر خاصته يثقل الرأس والحواس ويسخن البدن جداً وينفع العصب إذا قعد فيه، وأما ماء النحاس فقال الرازي في دفع مضار الأغذية: ينفع من القولنج ويولد سحج الأمعاء العسر المتآكل الواغل في جرم الأمعاء وينفع أيضاً من به قرحة عتيقة عفنة في رئته، ويدفع مضرته الأخذ مما يغري ويمنع السحج كصفرة البيض والصمغ والطين وشحم الكلى والأرز المطبوخ باللبن ونحوها. غيره: وماء النحاس صالح لفساد المزاج وينفع الفم واللهاة والأذن والعين والأحشاء الضعيفة والبواسير وهو غير موافق للأصحاء ويورثهم سوء المزاج وأما الماء الحديدي فقال الرازي فيه أنه يقوي المعدة ويضمر الطحال ويزيد في الإنعاظ إلا أنه قابض حامض. غيره: ماء الحديد الذي ينبع من معادن الحديد يقوّي القلب والكبد ويشجع ويذهب بالخفقان وينفع من اللون الرصاصي ومن كثرة العرق وإذا غسل به الشعر أمسك الشعر المتساقط، وأما الماء الرصاصي فقال الرازي في دفع مضار الأغذية: يولد القولنج الشديد ويحبس البول ولذلك ينبغي أن يتلاحق بما يدره ويسهل البطن والمتولد في معادن الذهب فهو دون ماء النحاس في الرداءة وينفع من الخفقان والماليخوليا والتوحش وكذا المتولد في معادن الفضة فإنه دون الرصاصي في مضرته وينفع من الخفقان وأما المر فيفتح السدد ويلطف الأخلاط الرديئة إلا أنه يفسد الدم بكثرة الإسهال، ولذلك ينبغي أن يطرح فيه السكر أو يقطع قصب السكر أو يلقى فيه من الخرنوب الشامي كثيراً فهو أجود ومن حب الآس أو العناب أو البسر المطبوخ وتتعاهد الأغذية الممسكة للبطن والماء القابض ينفع من استطلاق البطن وترهل البدن وكثرة التخلخل ويضر بعقله الطبيعة وإمساكه البول وبطء نزوله عن المعدة ويسد مسام البدن ويجفف اللحم بقلة نفوذه إلى الأعضاء ويضر الصوت والنفس بتجفيفه الرئة وقصبتها. وهذا في الأكثر شيء أو راجي أو حديدي أو يجري على الحجارة التي فيها هذا الطعم وتدفع هذه المضار بأكل العسل وشرب مائه وشرب دهن الخل على نقيع الزبيب وتدسيم الغذاء وإدمان الحمام، وينفع هذا الماء من زلق الأمعاء ودرور البول وكثرة جري العرق والطمث. غيره: وأما المياه الشبية فإنها تنفع من سيلان دم الطمث ومن نفث الدم وتمنع الإسقاط والقيء وتمنع سيلان دم البواسير غير أنها تثير الحميات في الأبدان الحارة وهي من أنفع الأشياء للقروح المتحلبة إليها الموادّ ومياه المعادن إذا أدمنت ولدت عسر البول والبخر وهي تفسد الدم ولا توافق الأصحاء لأنها كأدوية الماء النوشادري تطلق الطبع إن شرب منها أو جلس فيها أو احتقن بها. ماء الجبن:   ديسقوريدوس في الثانية: وكل لبن من الألبان لا يخلو من أن تكون فيه رطوبة مائية إذا انفصلت عنه واستعملت كانت صالحة لإسهال البطن جداً إسهالاً قوياً إذا أردنا أن نسهل من غير سقي شيء حرّيف كما يفعل بأصحاب الماليخوليا والصرع والجرب المتقرح وداء الفيل أو البثور في كل البدن وتخرج هذه المائية هكذا. يؤخذ اللبن فيغلى في قدر فخار جديدة ويحرّك بقضيب تين قطع من شجرته قريباً وبعد غليتين أو ثلاثة يرش عليه لكل تسع أواق أوقية ونصف من سكنجبين وهكذا يفصل الماء من الجبن وينبغي أن تؤخذ إسفنجة فتشرب بالماء ويمسح بها شفة القدر مسحاً دائماً في وقت طبخ اللبن لئلا يشتد غليانه وينبغي أن يؤخذ إبريق فيصبه مملوءاً ماءاً بارداً ويصير في اللبن وقد تسقى هذه الرطوبة وهي ماء الجبن وقتاً بعد وقت في كل وقت تسع أواق حتى ينتهي إلى ثلاثة أرطال وتسع أواق، وينبغي لشارب ماء الجبن أن يتمشى فيما بين الوقت والوقت. جالينوس في العاشرة: قوة ماء اللبن الذي قد تميز من الدسم والجبنية ينقي ويغسل الأحشاء وينقى عنها الفضول العفنة إذا شرب أو احتقن به يفعل ذلك من غير لذع بل له في تسكينه فعل جيد ويغسل القروح التي فيها قيح رديء فاسد ويبرئها إذا غسلت به ومن الناس من يخلط بهذا الماء الأدوية التي تفش الماء النازل في العين ويستعملها فينفع من ذلك وكذا فعله أيضاً في جلاء الكلف وقد يشفي به أورام العين والدم المنصب إليها إذا خلط ببعض أدويته الموافقة له. روفس في كتاب اللبن: ماء الجبن يسقى من يحتاج إلى أن يسهل إسهالاً قوياً ويتخذ على هذه الصفة غير أنه يرش عليه مرة سكنجبيناً ومرة شراباً ومرة ماء العسل على قدر الحاجة فإن كان الخلط بلغمياً يرش عليه سكنجبين وقد يخلط معه في أول الأمر ملح فإن أخذ معه أدوية مسهلة فليستقص مقدارها فإن الخطأ فيها عظيم إن أفرط وزنها وأما هو وحده فلا يعرض منه خطأ والمجبن منه بالقرطم يرفق في إسهاله وإن طبخ بعد أخذه وجعل فيه ملح أسهل بقوة ومن احتاج إلى مسهل ولم يقو على الأدوية فليسق مع الملح أو ماء البحر فإنه يستفرغه إستفراغاً صالحاً ويخلط فيه حاشا أو أفتيمون وقد يسقى للأمعاء التي يخاف أن تحدث بها قرحة والتي يخرجها البراز المراري وقروح المثانة ولا ينبغي أن يجعل معه في هذه الحالة ملح ولحرقة البول ولا يتوقى أخذه في الصيف كما تتوقى الأدوية المسهلة وينفع القوى والإسهال منه للجراحات والبثر الكمدة وإخراج الأخلاط الرديئة المجتمعة تحت الجلد والقروح الحديثة والقديمة والخبيثة والشقيقة والموادّ السائلة إلى العين والأجفان والكلف والقروح والحميات المزمنة الكامنة الطويلة ومن يتخوّف عليه الإستسقاء. ابن رضوان في الأدوية المسهلة: وماء اللبن مادة موافقة لأن تخلط به الأدوية المسهلة إن خلط به الأدوية التي تستفرغ المرار الأصفر استفرغ مرة صفراء وإن خلط به الأدوية التي تستفرغ المرار الأسود استفرغ مرة سوداء وإن خلط به الأدوية التي تستفرغ البلغم استفرغ وإن خلط به الأدوية التي تستفرغ الماء استفرغ الماء الأصفر لأن اللبن قريب من طبيعة البدن وله قوة يجلو بها ويغسل من غير تلذيع فوجب أن يقمع حدة الأدوية ويكسر من تلذيعها للأحشاء وإن يعين في إسهالها بقوة مسهلة واستحالته إليها والأجود في خلطه معها أن يسحق وينفع فيه حتى يأخذ قوتها ثم ينزع منه ويسقى ماء اللبن فإنه في هذه الحال يسهل الخلط المطلوب استفراغه بسهولة لا خوف معها على الأحشاء من نكاية الأدوية المسهلة التي يفعلها بالقوى الذاتية في إجرامها ولا عنف فيها لأن القوى المسهلة قد انكسرت حدتها برطوبته لأن المرار الأصفر والمرار الأسود مفرطا الحدة والنكاية والمحمودة أيضاً لها حدة عظيمة، وكذا الأفتيمون وما جرى مجراهما فكان ماء اللبن عجيب النفع في استفراغ هذين الخليطين أما في المرار الأصفر فإنه ينفع فيه المحمودة وما قام مقامها وأما في المرار الأسود فبأن ينقع فيه ثمر أفتيمون أو ما قام مقامه وذلك إن ماء اللبن يحمل قوى هذه الأدوية ويوصلها إلى البدن فتستفرغ الأخلاط التي تستفرغها بلا حدة ولا حرارة قوية تعرض منها في الأمعاء والأحشاء والمعدة والماساريقا والكبد وتجاويف العروق وقد اختار بعض الأطباء إذا كان في شيء من الأحشاء مرار مجتمع أن يعطي قبل ماء اللبن شيئاً من الصبر أوالأفسنتين أو الإهليلج الأصفر ليحرّك ذلك المرار الغليظ أعني: الذي قد غلظ بمخالطة البلغم ونحو ذلك لأن ماء اللبن أيضاً إذا صار إلى الأحشاء التي هذا حالها لم يؤمن عليه أن يستحيل إلى طبيعة ذلك المرار الذي يخالطه فيها، ولذلك ينبغي أن يعطي قبل أخذه ما يحرّك المرار إلى الإنحدار عن الأحشاء، فإذا جاء بعده ماء اللبن وجده متهيأ للخروج والإنحدار فاحدر جميعه وأخرجه بالإسهال فهذه منافع اللبن في الإسهال. أمين الدولة بن التلميذ: وصفة عمل ماء الجبن في الربيع يتخذ من لبن المعز الفتية التي عهدها بالولادة نحو شهر وتختار الحمراء الزرقاء الفتية فإنها صنف جيد المزاج وتعلف قبل استعمال لبنها بأيام شعيراً مجروشاً مبلولاً مع نخالة وثيل وهندبا وشاهترج ثم يحلب رطلان من لبنها في كل يوم ويطبخ في طنجير حجر بنار هادئة ويحرك بخشبة من خشب التين رطبة مأخوذ عنها لحاؤها مرضوضة يقصد بذلك أن تعلق بماء الجبن من اللبنية واليتوعية التي في الخشب الرطب قوة تعينه على الإسهال في رفق وقد يعتاض عنه بشجرة خلاف رطبة إذا لم يوجد خشب التين وكان يسقى ماء الجبن للترطيب دون الإسهال ويمسح حول القدر بخرقة مبلولة بماء عذب، فإذا غلى اللبن فليترك الطنجير على ناره ويرش على اللبن الذي فيه ثلاثون درهماً من السكنجبين الساذج السكري فربما رش معه ثلاثة دراهم من خل خمر صاف وليكن السكنجبين والخل باردين جداً يسرع إلقاؤهما لتتميز الجبنية من المائية ويحرك بالعود المذكور ويترك هنية حتى يجمد وتتميز المائية ثم يصفى في خرقة كتان صفيقة أو زنبيل خوص صفيق النسج ويعلق حتى ينقطع سيلان ماء الجبن عنه وتبقى فيه الجبنية ويعاد الماء فيه إلى الطنجير بعد غسله ويغلي برفق ويلقى عليه نصف درهم من ملح دراني مسحوق ويصفى ثانياً ويؤخذ من ماء الجبن المذكور نصف رطل إلى ثلثي رطل على تدريج بسكر طبرزذ ويؤخذ في وقت بسفوف مسهل وفي وقت بسفوف مبدل. سفيان الأندلسي: ماء الجبن دواء مسهل تستعمله الصبيان فمن فوقهم دون فرق وإذا كان القصد به الإسهال فيجب أن يغلى على النار بعد عصره من الجبن ليتميز ما فيه من الجزء الجبني والماء المستخرج من اللبن المعقود بالأنفحة فهو يسهل أولاً فإذا تمودي عليه وألفه البدن اغتذى به ولم يسهل ويطيب ولا سيما الأجسام دماؤها فاسدة وهي التي يكثر أكلها وينهضم ولا يخصب البدن وأكثره إسهالاً أرقه لبناً وأكثره ترطيباً أغلظه لبناً. ماء الفحم: ابن سينا في الأدوية القلبية: اللحم وإن كان غذاء صرفاً فإن ماءه يدخل في معالجات ضعف القلب فلا بأس أن نتكلم فيه فنقول أن ماء اللحم إذا كان اللحم محمود أما لحم الحولي منه والفتيّ من الضأن وأما لحم الحملان والجداء فإنه أنفع شيء لضعف القلب فإن كان من رقة الروح فلحم الحولي من الضأن والفتي منها، وإن كان من غلظه وكدورته مع قلته فالذي هو أخف منه، وأكثر أطباء زماننا يظنون أن ماء اللحم هو المرقة التي يطبخ في مائها اللحم وليس كذلك بل ماء اللحم ما يخرجه المدقوق بالطبخ حتى يسيل منه رشح وعرق وينقلي فيه اللحم ثم يصفى ويشرب.

ماء الشعير:   ديسقوريدوس في الثانية: هو أكثر غذاء من سويق الشعير يماع في الطبخ وهو صالح لقمع حدة الفضول وخشونة قصبة الرئة وتقرّحها وبالجملة يصلح لكل ما يصلح له كشك الحنطة غير أنّ ماء كشك الحنطة هو أكثر غذاء منه وأدر للبول وإذا طبخ الكشك من الحنطة أيضاً ببزر الرازيانج وتحسى أدر اللبن وكشك الشعير أيضاً يدر البول وهو جلاء نافخ رديء للمعدة منضج للأورام البلغمانية. ابن رضوان في مقالة له في الشعير: وما يتخذ من الشعير المقشور أقل جلاء من الذي ليس بمقشور فإنا متى احتجنا إلى استعمال شيء مما يتخذ من الشعير نظرنا فإن كنا نحتاج مع ذلك إلى فضل جلاء أخذنا من شعير مقشور سواء كان ذلك ماءه أو حساءه أو كشكه أو غيره وكذا متى احتجنا إلى فضل تجفيف فيما نتخذه من سويقه قلينا الشعير بقشره وإن لم نحتج إلى فضل تجفيف قليناه مقشوراً ولذلك متى احتجنا إلى اعتدال البراز استعملناه مقشوراً قال: وينبغي أن يتخير الشعير ويؤخذ أفضله ويرذل الحديث منه والقديم ويقشر بأن ينقع في الماء وقتاً يسيراً ويلقى في مهراش ويلين باليد مسحاً ويهرش إلى أن تنسلخ قشوره حساء، ثم يكال ويلقى في طنجير ويصب عليه ماء كثير بحسب ما يرى من صلابته ولينه أما اللين فلا يحتاج إلى ماء كثير لأنه ينضج بسرعة وأما الصلب فيحتاج إلى ماء كثير لأنه يبطئ في الطبخ قبل أن ينهضم وتقدير الماء يختلف ويزيد وينقص وليس له حد يقف عليه وذلك أنه إن كان المطلوب ماء الشعير فيحتاج إلى ماء كثير وإن كان المطلوب حساءه الذي هو عصارته والمطلوب كشكه فلا يحتاج إلى ماء كثير وأكثر ما ينبغي أن يصب عليه من الماء ثلاثون كيلاً بكيل الشعير وأقله خمسة عشر والأجود أن يكون في قدر أخرى ماء يرفع على النار إذا غلي فإن رأيت الشعير قل ماؤه صببت عليه من الماء المغلي كفايته وينبغي أن تكون نار طبخ الشعير هادئة أو نار جمر والحد في استخراج مائه أن يطبخ إلى أن ينتفخ الشعير وينشق فإذا انشق أنزلته وبردته وصفيت ماءه واستعملته والحد في استخراج عصارة الشعير أو كشكه أن يطبخ إلى أن يتهرى أو يماع الشعير والفرق بين عصارته وكشكه أن تصب مع الماء منذ أول الطبخ زيتاً جيداً بقدر الحاجة وطاقات يسيرة من كراث وشبث ويطبخ حتى إذا انتفخ الشعير ورأيته قد أخذ يتشقق صببت فيه خلاً جيداً صافياً ليس بالحديث جداً ولا بالشديد القدم مقدار ما يصير به طعمه مزالاً حامضاً، ويطبخ حتى ينحل الشعير فإذا انحل وتهرى الشعير جعلت فيه من الملح الطيب بقدر الحاجة وأنزلته عن النار وناولت العليل منه إما إن كنت تريد الحال الوسطى بين تلطيف الغذاء وتغليظه فتناوله بثفله، وأما إن كنت تريد دون هذه الحالة صفيته وناولت المريض عصارته فقط ورميت بثفله وكذا الحال فيما يفعل بحساء الشعير المقدم ذكره. قال أبقراط في كتابه في الأمراض الحادة: اقتصر فيما اتخذ من الشعير على كشكة فقط ويسمى المصفى منه حساء وهو عصارته وكثيراً ما يسمى دلك ماء الشعير وإنما يسمى اللطيف الرقيق من هذه العصارة ماء الشعير وصرح في كلامه أن كشك الشعير أفضل الأغذية في الأمراض الحادة لأنه يستجمع فيه عشر خصال لا يمكن اجتماعها بوجه ولا بسبب في غيره من الأغذية في هذه الأمراض وأنا أنبه على ذلك. قال أبقراط في المقالة الأولى من كتابه في الأمراض الحادة: إن كشك الشعير عندي بالصواب غذاء اختير على سائر الأغذية التي تتخذ من سائر الحبوب في هذه الأمراض وأحمد من قدمه واختاره على غيره وذلك لأن فيه لزوجة معها ملاسة واتصالاً وليناً وزلقاً ورطوبة معتدلة وتسكيناً للعطش وسرعة انغسال إن احتيج إلى ذلك أيضاً منه وليس فيه قبض، ولا تهيج رديء ولا ينفخ ويربو في المعدة لأنه قد انتفخ وربا في الطبخ غاية ما يمكن فيه أن لا ينفخ ويربو. قال ابن رضوان: وأنا أعد العشر خصال التي عدها أبقراط في كشك الشعير فأقول الأولى قوله فيه لزوجة معها ملاسة هذه الخصلة يدل بها على أنه متشابه الأجزاء وليس يوجد ذلك في شيء من الأغذية ولذلك يقاوم ما تحدثه الأمراض الحادة من الخشونة والتلذيع، الثانية هذه الخصلة أيضاً دل بها على أن أجزاء المتشابهة باتصالها تنهضم سريعاً معاً وتولد معاً كيموساً جيداً، الثالثة كونه ليناً وذلك مما يقاوم بها الزعارة ولا يحتاج فيه إلى مضغ ولا غيره، الرابعة كونه زلقاً دل به على أنه يجوز ويمر بالمري من غير أن يبقى فيه شيء كما يبقى ما يلحج ويلصق من الأشياء اللزجة مثل حسو الحنطة وهو مع زلقه يجلو ما يجده في ممرّه، والخامسة كونه رطباً رطوبة معتدلة، السادسة تسكينه للعطش وهاتان الخصلتان نافعتان المنافع العظيمة جداً في الحميات لأنهما يقاومان جفاف البدن وحرارته ولذلك يضادان ويقاومان ما تحدثه الحمى في البدن، والسابعة سرعة انغساله وإن ذلك دليل على تليينه للبطن وإنما أراد أبقراط بقوله إن احتيج إلى ذلك منه أنه ليس في كل حمى حادة يحتاج معها إلى تليين البطن، والثامنة قوله وليس فيه قبض لأن القبض رديء في هذه الحميات من قبل أنه يسد مجاري الغذاء النافذ إلى البدن وإنما يحتاج معها إلى الأغذية القابضة متى كان في فم المعدة والكبد ما يحتاج معها إلى تقويتها بالأشياء القابضة. والتاسعة قوله: ولا تهيج رديء أراد به أنه لا يحدث في وقت انهضامه شيء من التهيج مثل النفخة أو اللذع أو غير ذلك من الأشياء التي تعوق المعدة عن الإنهضام بالسوية على الغذاء، والعاشرة أن لا ينتفخ ويربو في المعدة كسائر الأطعمة، وهذا من أفضل خصاله فهذه العشر لا تجتمع في غيره ولذلك يقاوم الحمى الحارة الحادة ببرده ويبسها برطوبته وما تحدثه في البدن من سائر الأعراض ينافي خصاله. التجربتين: وماء الشعير المتخذ من المحمص منه فإنه ينفع المحمومين الذي أصابهم إسهال ذريع. وأما: ماء الشعير على الصفة المشهورة فإنه ينفع من جميع الحميات بحسب صنعته، فيتخذ للصفراء المحضة مفرداً ولسائر الحميات الباردة السبب مع البزر والأصول ومع أعناق الكراث في المختلطة، فإذا احتيج أن يكون أكثر تغذية أخذه بكشكه فهو بكشكه أنفع للمسلولين ولا سيما إذا طبخت فيه السراطين النهرية، وإذا طبخت مع الشعير السراطين النهرية وعرق السوس فينفع من السعال ومن الصدر إذا نفث منه الدم المتولد عن حدة ومتى شربه ساذجاً من يسهل عليه القيء من المحمومين وأكثر منه حتى يتكرهه قيأه ونقى معدته من الأخلاط وانتفع به.
ماء الورد: من كتاب المغني المفرد في أوصاف الورد أجوده النصيبي العطر العرق الذكي الرائحة المستخرج بانبيق وقرع فوق بخار الماء وهو بارد في الدرجة الأولى معتدل فيما بين الرطوبة واليبس مائل إلى الرطوبة يقوي الدماغ ويسكن الخفقان والصداع الحار شماً وطلاء وكذلك يقوي القوى كلها وآلاتها، ويقوي المعدة والقلب شماً وطلاء وشرباً، وشمه يزيل الغشي وينبه الحواس الخمس ويبسط النفس وينفع من الخفقان الحار ويقوي الجسم بعطريته وقبضه ويسكن وجع العين من حرارة وينفع من كثير من أدوائها تحجيراً به وكحلاً وتقطيراً ويشد اللثة مضمضة، وإذا تجرع نفع من العشي ويقوي المعدة وينفع من نفث الدم وهو يخشن الصدر ويصلحه نبات الجلاب وإذا صب على الرأس حلل الخمار وسكن الصداع. الرازي: ماء الورد بارد لطيف والإكثار منه يبيض الشعر وإذا شرب من ماء الورد الطري وزن عشرة دراهم أسهل فوق عشرة مجالس. حكيم بن حنين: يمنع انصباب المواد إلى العين ويمنع تزيد ما قد حصل فيها من العلل. خلف الطييي: أجوده الذي يتخذ من الورد الأبيض لأنه أبقى.

ماء الكافور: إبن بطلان: في تقويم الصحة هو حار يابس في الثالثة جيد الشبه بصفرة دهن البلسان منفعته أنه يستخرج الذفر ومضرته أنه يصدع الرأس للمحرور ودفع مضاره أن يخلط بدهن بنفسج وهو موافق للأمزجة الباردة وللمشايخ في الشتاء وفي البلدان الباردة سوى الجنوبية. وذكر ماسرحويه ويوحنا والرازي: أنه يخرج من بدن شجرة الكافور إذا شرطت سال منها وهؤلاء هم شيوخ الصيادلة وذكر أنه شاهده وقال أن الكافور منه ما هو في أبدان شجره صافياً وهو القنصوري ومنه ما يوجد مختلطاً باللحاء والقشر وهذا يطبخ ويصفى فتتميز منه في طبخه هذه المائية الدهنية وخاصيته أنه إذا ألقي على طعام لم يقربه الذباب.

ماء الخيار: ابن ماسه: خاصية ماء الخيار الحلو إسهال المرة الصفراء التي تعرض في المعدة والأمعاء وتطفف حدتها وتليين الصدر، وإن أراد أحد أن يأخذه فليأخذ منه ما بين ثلث رطل إلى نصف رطل مع وزن عشرة دراهم سكراً سليمانياً. حبيش بن الحسن: ماء الخيار والقثاء ينفعان من لهب الحمى، ويسكنان العطش ويسهلان برفق وليس ينبغي أن يسقوا ذلك إذا كانت طبائعهم منعقدة جداً لأنه ليس لهما من القوة ما يسهلان الطبيعة المنعقدة فربما وقفا في المعدة فأكربا كرباً شديداً وربما قيئآ وربما نفخا وهما صالحان معصورين مفردين أو مؤلفين ويسقى ماؤهما مع بعض الأمراض النافعة للحميات.

ماء برطاع: أخبرني به الشيخ الأمين نفيس الدين هبة الله مقدم الطب بالديار المصرية أن هذا الماء كان منه شيء بخزانة البيمارستان بالقاهرة المحروسة وكان من خواصه أنه إن سقي منه شيئاً من تشبث في حلقه عظم أو شوك أو حديد أذابه في ساعته ولو أخذ منه نصف درهم أو أقل. ونقد جميعه من الخزانة ولم يعتض بغيره ولم يقع إلينا منه شيء آخر بعد ذلك فنبحث عنه.

ماء الحمة: سألت عنه جماعة من التجار المترددين إلى بلاد الهند وغيرها من تلك الأقاليم فأخبرت عنه أنه ماء أسود كالبحر سهك الرائحة جداً نتنها يوجد في جوف سمكة معروفة بالحمة تصاد في بحر الصين وهذا الماء يكون في جوفها في كيس كالمزادة لا يوجد فيها سواه ومن خواصه أنه إن سقي منه وزن حبتين أو أكثر بقليل لمن قد سقط من موضع عال وانكسر عضو من أعضائه فإنه يجبره على المكان وهو في ذلك عجيب مجرب.

ماء الرماد:   ديسقوريدوس في 1: قد يستعمل من التبن البري والتين البستاني بأن تحرق الأغصان ويستعمل رمادها وينبغي أن ينفع الرماد بالماء مدة ثم يصفى ثم ينقع فيه رماد آخر ويفعل به ذلك مرات كثيرة ويعتق. جالينوس في السابعة: ماء الرماد يكون بحسب الرماد الذي يعمل منه فإن كان للرماد حدة كان ماء الرماد أيضاً حاداً وإن كان الرماد غير حاد كان ماؤه لا حدة له ليناً ولذلك صار ماء الرماد يخلط في الأدوية التي يقال لها المعفنة، لأن فيه حرارة محرقة لكنها تحرق من غير وجع للطافة جوهرها، وسائر مياه الرماد في قوة الجلاء والتجفيف بحسب ما تكون قوة الخشب الذي يعمل منه سوى ماء رماد خشب التين ورماد اليتوع وهذان الماءان قريبان في قوتهما من الأدوية المعفنة. ديسقوريدوس: وقد يصلح أن يستعمل في الأدوية المحرقة والقروح الخبيثة وقد يأكل اللحم الزائد في القروح ويستعمل في بعض الأحايين بأن تبل به إسفنجة فاتراً وتوضع على المكان ويحقن به لقرحة الأمعاء وللسيلان المزمن في القروح العظيمة الخبيثة لأنه يقلع اللحم الفاسد ويبني اللحم ويلحم ويلزق كما تلزق أدوية الجراحات اللازقة لها في أول ما تعرض وقد يصفى شيء من حديثه ويسقى منه أوقية ونصف مع شيء يسير من زيت لجمود الدم والسقطة من موضع عال والوهن وقد يسقى منه وحده أوقية ونصف لمن به إسهال مزمن وقرحة الأمعاء، وإذا خلط بزيت وتمسح به جلب العرق ونفع من وجع العصب والفالج وقد يشربه من شرب الجبسين وينفع من نهشة الرتيلا وقد تفعل ذلك مياه أصناف الرماد الباقية وخاصة ماء رماد خشب البلوط وكلها فيها قبض شديد.

مانون: جالينوس في الحادية عشرة: ماء السمك المالح وهو المانون ينفع الجراحات المتعفنة كما ينفعها الجري وينفع أيضاً من وجع الورك والنسا وقروح الأمعاء إذا احتقن به العليل وذلك أنه بحدته يجذب الأخلاط الحاصلة من الورك ويخرجها من الأمعاء ويغسل ويجفف القروح المتعفنة في الأمعاء، وأكثر من يستعمله في هذه الوجوه قوم من الأطباء وماء الجري المملح وماء السميكات المملوحة وهو مانون الصحناة وقد استعملنا نحن أيضاً هذا المانون في مداواة القروح المتعفنة الحادثة في الفم.

ماء الملح: ديسقوريدوس في 5: ماء الملح قوته وفعله كقوة الملح لأنه يجلو ويقبض ويلطف ويحتقن به لقروح الأمعاء الخبيثة وعرق النسا المزمن ويصلح لنصب الأعضاء مكان ماء البحر إذا احتيج إليه ويوم مقام ماء البحر في النقع.

ماست: هو الرائب الذي لم يستعد حمضه وقد ذكر في آخر القول في اللبن.

ماء القراطن: ابن حسان: معناه باليونانية عسل مقصور. الرازي في الحاوي: هو الشراب المسمى باليونانية حنديقون. ديسقوريودس في الخامسة: هو بعض الأشربة وقوته كالشراب الذي يقال له أويومالي ويستعل ما لم يطبخ منه إذا أردنا أن نلين البطن أو نهيج القيء إذا سقي إنسان دواء قتالاً فنسقيه منه بالزيت للقيء والمطبوخ منه نسقيه لتحليل القوة وضعف البدن وللسعال والورم الحار العارض في الرئة. بعض علمائنا: وصنعته كما قال ديسقوريدوس يؤخذ من العسل جزء ومن ماء المطر المعتق جزء فيخلط به ويوضع في الشمس ومن الناس من يأخذ من ماء العيون فيخلطه بالعسل ويطبخه حتى يذهب الثلثان ويرفعه.

ماعز:   الرازي في كتاب دفع مضار الأغذية: لحوم الماعز أوفق لأصحاب الأبدان الملتهبة والقليلة الرياضة وأبطأ إلى الإمتلاء ولمن تهيج به الجراحات والأمراض والحميات الحادة والدماميل والبثور وتصلح في الأوقات الحارة، ولمن يحتاج إلى كثير قوة وكد ويختار السمين منها ويصنع بالبصل والزيت والحمص والجزر وبالجملة فالإسفيذباجات منها جيدة ويؤخذ قبلها وبعدها من الفواكه والبقل والأشربة ما يتلاحق به دفع ضررها ويقصد ما يسخن ويرطب منها عند أكل لحومها كالتمر واللوز والفانيذ والنارجيل، ويشرب عليها من الشراب الأحمر الذي له أدنى غلظ وحلاوة وليس بالعتيق جداً ويكثر عليه من أكل الحلو ويجتنب عليه الفواكه المزة والحامضة فإنه بهذا التدبير يمكن أن يسلم من اضطر إلى لحم الماعز. قال: ولحوم الجداء أرطب منه لأنها موافقة لأهل الترفه والدعة لأنها قليلة الفضول معتدلة في الحر والبرد والرطوبة واليبس فهي أوفق لهم منه ومن لحوم الحملان إذا كان لا يسرع بالإمتلاء ولا تضعف عليه القوة ولا ينهك البدن ولا سيما في الصيف والبلدان الحارة. ديسقوريدوس في الثانية: وشحم العنز أشد قبضاً من غيره من الشحوم ولذلك يعالج به من قرحة الأمعاء بالسويق والنخالة وقد يذاب ويحقن به مع ماء الشعير وقد يصلح المرق الذي يقع فيه إذا تحثى لمن في رئته قرحة وقد ينتفع به من شرب الذراريح وشحم التيس أشد تحليلاً منه وإذا عجن شحم التيس ببعر ماعز وزعفران ووضع على النقرس شفاه. التجربيين: وشحم الماعز إذا شرب في حسو رقيق مصنوع من نشاء أو أرز مطحون نفع من السحج والإسهال المتولد عن أخلاط لذاعة ومن إفراط الدواء المسهل. جالينوس في الحادية عشرة: وبعره قوته حارة نافعة من الأورام الجاسية ولذلك يستعمله بعض الأطباء في أورام الطحال الجاسية وغيرها من الأورام الصلبة وأورام الركبة المتقاعدة إذا خلطوا بها دقيق شعير وعجنوها بالخل والماء ووضع عليها فإنه مما ينبغي أن يستعمل في علاج الأكرة وشبههم ولا يعالج به من كان رطب البدن رخصه، وقد يستعمل هذا الزبل في أصحاب وجع الطحال وجسائه وفي الحبن، وإذا أحرقت هذه الزبول صارت ألطف وأشد جلاء مما كانت أولاً فينفع ذلك من داء الثعلب ومن كل داء يحتاج إلى أدوية منقية جالية كالجرب والوضح والقروح الرديئة وشبهها وكثيراً ما نخلطه في الضمادات المحللة بمنزلة الضماد النافع من الأورام العارضة في أصول الأذان والأرنبتين المتقاعدة، وكثير من أطباء القرى يعالجون أهلها بمثل هذه الزبول لكثرة ما فيها من التحليل فيشفون بها من نهش الأفاعي وغيرها من الهوام وكانوا من تداركوه منهم وعالجوه نجا، ومنهم من كان يسقي أصحاب اليرقان فيبرئهم ومن الأطباء من كان يسقي ذلك النساء فيسكن به نزف الدم عنهن سريعاً. ديسقوريدوس: وبعر الماعز إذا شرب ولا سيما الجبلية منها بشراب نفع من اليرقان وإذا شرب ببعض الأدوية والأشربة أدر الطمث ويخرج الجنين وإذا دق اليابس منه ناعماً وخلط بكندر واحتملته المرأة في صوفة قطع سيلان نزف الدم المزمن من البدن وإذا أحرق وخلط بسكنجبين أو خل ولطخ على داء الثعلب أبرأ منه وإذا تضمد به مع شحم خنزير عتيق نفع من النقرس وقد يطبخ بالخل والشراب ويوضع على نهش الهوام والنملة والحمرة المنتشرة وأورام خلف الأذنين فينفعها وإذا كوي به نفع عرق النسا والكي به على هذه الصفة، أن يأخذ زيتاً ويشرب فيه صوفة ويضعه على الموضع العميق الذي بين الإبهام والزند وهو إلى الزند أقرب ثم تأخذ بعرة وتلهبها بالنار حتى تصير جمرة ثم تضعها على الصوفة ثم لا تزال تفعل ذلك حتى يصل الحر بتوسط العضد إلى الورك ويسكن الألم وهذا الضرب من الكي يسمى الكي العربي. الطبري: وبعره يوضع مسحوقاً بالشراب على لذع الهوام كلها وعض السباع فينفعها وإذا سحق بالعسل وطلي به البدن نفع من النقرس ووجع المفاصل، وإن طبخ بشراب صلباً حتى يصير كالعسل ووضع على الدبيلة أياماً حللها. مجهول: وإن طبخ ببول صبي ووضع على البطن نفع من القولنج العارض من البلغم اللزج والرياح ويسهل الماء الأصفر. ديسقوريدوس: وظلفه إذا أحرق وخلط بخل وتلطخ به يبرئ داء الثعلب. جالينوس في الحادية عشرة: إن كان الأمر على ذلك فقوة هذا الرماد قوة تلطف الأخلاط الغليظة. الشريف: إذا أحرق ظلافه وسحق رماده وخلط بمثله ملحاً معدنياً واستن به نفع   من قلح الأسنان وصفرتها خضرتها وإذا عجن رماده بخل وطلي به على المسامير المنكوسة أذهبها وإذا بخرت به المنازل هربت الحيات منها. الغافقي: وظلفه إذا أحرق وعجن بعسل وشرب بالماء نفع من البول في الفراش. التجربتين: أظلاف المعز إذا أحرقت وسحقت وذرت على القروح المرهلة التي في الأعضاء اليابسة المزاج جففتها. ديسقوريدوس: ومرارة المعز الوحشية إذا اكتحل بها أبرأت غشاوة العين لخاصية فيها وقد تفعل ذلك أيضاً مرارة التيس وتقلع اللحم الزائد أيضاً الذي يقال له البوث، وإذا تلطخ بها نفعت من داء الفيل أيضاً. غيره: ومرارة التيوس الجبلية ترياق للمنهوشين. جالينوس في 11: وأما كبد الماعز فيشويه قوم ويأخذون الصديد الذي يقطر منه فيكحلون به أصحاب العشاء ويأمرونهم أيضاً بفتح أعينهم وأن ينكبوا على هذه الكبد ليدخل فيها البخار المرتفع منها ويزعمون أيضاً أنها إذا أكلت مشوية نفعت من هذه العلة وتنفع من به صرع وتكشف أمره إذا أكلت ويقولون إن كبد التيوس تفعل أيضاً ذلك وقال ديسقوريدوس مثله. التجربتين: رطوبة كبد المعز المستخرجة بالشي إذا ذر عليها في وقت الشي زنجبيل ودارفلفل وبولغ في شيها ثم جمع الزنجبيل مع ما خالطه من الرطوبة وسحق واكتحل به نفع من العشاء. الشريف: إذا شويت كلي ماعز وذر عليها سحيق كرنب وحل بما يسيل منها على البهق الأبيض أذهبه من حينه سريعاً.

مالكي: هو طير الماء من أقراباذبن سابوربن سهل فاعرفه.

ماميران: هو الصنف الصغير من العروق الصفر وقد ذكرته في العين.

مالي: هو العسل وقد ذكرته في العين.

مالسوفلن: معناه النحلي سمي بذلك لاستطابة النحل الحلول فيها وهو الباذرنجبويه وقد ذكر في الباء.

ماطرسيله: معناه باللطيني أم الشعراء وهو صريمة الجداء وقد ذكرته في الصاد المهملة.

مارماهيج: هو السليناج المعروف بالنون وهو حوت طويل كالحيات مشهور.

ماطونيون: هي شجرة القنة باليونانية وهي مذكورة في القاف.

متيل: هو الأترج وقد ذكر في الألف.

مثنان:   ديسقوريدوس في الرابعة: يومالاآ وقد يسمى خامالاآ ومن الناس من يسميه بوروس أحني ويسمى أيضاً قسطرون والدواء المعروف المسمى بأفنديوس قوقس، وهو ثمرة هذا النبات وإنما يلتقط من هذا النبات ثمرته والقوم الذين يقال لهم أربواس يسمون هذه الثمرة أطبوليوس ومن الناس من يسميه ليقوس ومعناه الكتاني وهذا النبات يخرج قضباناً كثيرة حساناً طولها نحو من ذراعين وورقها شبيه بالنبات الذي يقال له خامالا أغبر أنه أدق منه وعليه رطوبة تدبق باليد والفم وهو لزج يدبق عند المضغ وله زهر أبيض فيما بين الزهر ثمر صغير شبيه بحب الآس مائل إلى الإستدارة وهو في ابتداء كونه أخضر ثم يحمر وقشره صلب أسود وداخله أبيض يسهل البطن رطوبة مائية ومرة وبلغماً إذا شرب منه عشرون حبة عدداً وإذا شرب وحده أحرق الحلق ولذلك ينبغي أن يشرب مع الدقيق أو السوس أو في حبة عنب أو يزدرد ملطخاً بعسل مطبوخ وقد تلطخ الأبدان التي يتعسر عرقها بلطوخ يعمل من هذا الحب مسحوقاً مخلوطاً بنطرون وبخل، وأما ورق هذا النبات وهو الذي نسميه خاصة فيارون فإنه ينبغي أن يجمع في أوان الحصاد ويجفف في الفيء ويرفع وإذا احتيج أن يسقى منه فينبغي أن يدق ويجمع ما فيه من الشظايا فإذا فر منه مقدار أكسوثافن في شراب ممزوجاً بماء أسهل البطن رطوبة مائية وإذا خلط بطبيخ العدس أو بالفول المسحوق أسهل إسهالاً ليناً وقد يخزن مسحوقاً معجوناً بعصارة الحصرم مصنوعاً أقراصاً وهو رديء للمعدة وإذا احتمل قتل الجنين وينبت في مواضع جبلية حسنة والذين يظنون أن أفينديوس هي ثمرة الشجرة المسماة خامالاا يغلطون وإنما يعرض لهم ذلك من تشابه الورق. لي: قال الرازي في مواضع كثيرة من الحاوي: أن يوقس عنديوس هي الحبة المسماة بالفارسية كرمدانه وصحح ذلك بأن قال وهي حبة شريفة جليلة القدر ذكرها أبقراط وتعمل إعمالاً جميلة جليلة. قالت الخوز: النساء يستعملن هذه الحبة لتسخين الفروج. غيره: الكرمدانة تسهل البلغم الغليظ وتمنع من أبخرة الدم المرتفعة إلى الرأس وأبخرة السوداء وتقيء أيضاً وهو دواء قتال إن أكثر منه لأنه يسحج المعي ويلهب المخرج ولا يحتمله إلا الأقوياء والغلاظ الطبائع. وقد يعالج به البرص وأفضله إذا طبخ بالزيت ولطخ به الجرب والقوابي والقروح في الرأس نفع من ذلك.

مثنان آخر: هو النبات المعروف بهذا الإسم بالديار المصرية والسواحل الشامية أيضاً ويتخذ بها من قشره أرسان للدواب وخاصة بأرض غزة والدارون أيضاً فإنه بتلك الرمال كثير جداً. كتاب الرحلة: هو شجر متدوح وورقه دقيق جداً تكون الأغصان على هيئة الفتل وزهره رقيق إلى الصفرة ما هو ثمره صلب صغير فيه شبه من بزر الأنجرة يكون في غلف صغار في كل غلاف حبتان وأغصانه مائلة إلى الأرض لونها أبيض وأصله أبيض غائر تحت الأرض مشعب فهذا هو المثنان بديار مصر وببرقة من هذا المثنان الذي وصفت نوع إذ قطعت من ورقه أو من أغصانه شيئاً أراق لبناً وورقه دقيق منبسط على الأرض. الشريف: هو نبات يكون أكثر نباته في الرمال وقرب ماء البحر وهو نبات له ساق يعلو نحو شبرين أو أكثر متفرق ذو أغصان كثيرة متدوح وله ورق دقيق مترادف بعضه على بعض شبيه بورق الأبهل بل أدق منه وله بزر أبيض كثير نابت من الورق وله أصل خشبي لا ينتفع به وهو يابس في الثالثة إذا أصلح ورقه بأنواعه بالخل ثم جفف في الظل وخلط بدهن لوز وعسل وأخذ منه درهم أسهل الديدان وحب القرع، وأسهل كيموساً مائياً وهو جيد في علاج المستسقين فإن طبخ منه وزن خمسة دراهم مع أوقية زبيب منقى من عجمه في رطل ماء إلى أن ينقص الثلثان ثم صفي وألقي عليه درهم دهن لوز حلو وقيراط صمغ مربى ثم يشرب الكل أسهل البلغ المسمى خاماً والدود الصغار من المعي، وإذا صنع من قشر أغصانه قتل ودست في الجراحات والخنازير كانت مقام الموامس وكان لها علاجاً موافقاً وإذا سحق ورقه وخلط مع مرهم الأكلة قواها ونفع منها مجرب.

مج: قد زعم قوم أنه الماش المعجم الشين.

محلب:   لم يذكره ديسقوريدوس ولا جالينوس البتة. أبو حنيفة: هو شجرة يابسة بيضاء النور وثمره يقع في الطيب. الفلاحة: يعلو كقامة الرجل وورقه شبيه بورق المشمش وأصغر منه بقليل وينتشر شجره عرضاً ويحمل حباً متبدداً منتشراً على أغصانها طيب الرائحة عطري يدخل في كثير من الطب. إبن حسان: هو حب شجرة تشبه الصفصاف في ورقها وعودها إلا أنها دونها في الطول وهو بالأندلس كثير وحب المحلب مدور عليه قشر الحمرة والسواد تحتها قشر خشبية صلبة داخلها طعمة بيضاء عطرية فيها شيء من مرارة وشجره يسمو وله خشب غليظ صلب ويستعمل حب المحلب في المسوحات والنقاوات. إسحاق بن عمران: المحلب ضروب أبيض وأسود وأخضر صغير الحب وأكبره مثل الجلنارة وهو الجزيري وأصغره الأندلسي وأجوده أبيضه وأنقاه وأذكاه رائحة وأردؤه أسوده ويستعمل منه قلوبه دون قشره وهو أسود القشر وداخله أبيض يؤتى به من أذربيجان ونهاوند ويجمع في أيلول. ابن واقد: قال ابن ماسويه: أنه حار لين نافع لوجع الخاصرة إذا شرب نفع من الغشي وهو أحد الأدوية النافعة للتنقية للفضول المخرجة للدود وحب القرع والنافعة للنقرس. البصري: هو حار في الثانية يابس في الأولى مفتت لحصى الكلى والمثانة الرازي: ملين للأعضاء العاطلة الطويلة المرض من ضربة. الطبري: ينزل دم الحيض. ابن سينا: جلاه محلل لطيف مسكن للأوجاع جيد لأوجاع الظهر نافع للغشي مشروباً بماء العسل وهو نافع للقولنج. التجربتين: يفتح سدد الكلى ويقوي الكبد وينفع من الأوجاع الباطنة المتولدة من السدد حيث كانت من الصدر أو من الأحشاء ويجب أن يتمادى على استعماله وطبيخ حبه إذا هشم وكان فيه اللب ينفع كما ينفع اللب. الغافقي: يفتح سدد الكبد والطحال ويعين على نفث ما في الصدر والرئة ويقلع الكلف إذا دق وخلط به وطلى عليه.

محروث: هو أصل الأنجذان وقد ذكرته في الألف وهو بالتاء بنقطتين من فوقها.

محمودة: هو السقمونيا وقد ذكرته في السين المهملة ولم يذكره جالينوس في مفردات.

محاجم: أهل الأندلس يسمون بهذا الإسم الدواء المعروف عند أطباء الشام بالمخلصة وسنذكره فيما بعد.

مخلصة:   أبو عبيد البكري: هو أصناف فمنه ما يطلع فروعاً وورقه على مقدار ورق الكرفس إلا أنه ألين وكل ورقة منه مشققة شقوقاً كثيرة وإذا طلع الفرع وسما دقت الأوراق وصارت على شكل ورق الكتان والفرع أملس أخضر يطلع في استقبال القيظ له نوار أزرق منكوساً كأنه في شكل المحاجم ومنه صنف آخر مثله سواء إلا أن نوره بين الزرقة والحمرة منكوس أيضاً وصنف آخر مثله صغير ينبت في الرمل وورقه هدب ونواره أبيض فيه صفرة ورسمه سواد لطيف منكوس أيضاً ومذاقتها كلها مرة. لي: هذا النوع الثالث ينبت بثغر ظاهر الإسكندرية ويعرف هناك برأس الهدهد. التميمي في مقالته في الترياق: هذه شجرة ذات ساق مستطيل القضبان لها ورق على شكل القضيب وهي دقيقة الساق جداً ترتفع عن الأرض وساقها أخضر مستدير على شكل القضيب الذي من دونه سنبلة البزر وهو رأس العضلة التي تكون السنبلة معلقة به. وإذا كان في آخر حزيران وعند أول تموز التبس بفرعها بزر متعلق من فروعها بقضيب ضئيل والزهر في صورة العقارب التي لها جمة ولونها إسمانجوني وعند ذلك يجب لقطها وجمعها وقال لي من امتثل قوله وأثق بعقله أنه سقى من هذه الشجرة لجماعة أمرهم بأخذ الأفاعي والتعرض لنهشها ففعلوا ذلك ولم يضرهم سمها وأن منهم من أقام حولاً كاملاً يتعرض لنهش الحيات والعقارب ولا يضره ذلك من تلك الشربة الواحدة فلما تم عليه الحول ولسع بعد ذلك أحس بدبيب السم في جسده وإيذائه فجاء إلى الرجل بعد ذلك وشكا إليه فسقاه شربة أخرى فلم يضره وعاد إلى ما كان عليه من قلة الإكتراث بها عند لسعها فعلمنا بذلك أن نفعها وقوتها تلبث في الجسم فتمنع فعل السموم وتدفعه عن النفوس حولاً كاملاً. قال المؤلف: وأيضاً حشيشة أخرى تفعل في نهش الأفاعي كما ذكره التميمي في هذه وأول ما اشتهر أمرها من بلد الشام في حماة من رجل غريب من بلاد المشرق وكان يعرفها فعبر على ضيعة من بلد حماة فوجدها نابتة هناك فسكن بالضيعة المذكورة ولقطها وصار يسقي منها الناس شربة بثمن معلوم ويأمرهم بالتعرض لنهش الحيات فلا يجدون لها ألماً واكتسب بذلك مالاً عظيماً، وهي حشيشة ربيعية ذات ساق مربع وورق مشرف إلى التدوير ما هو يشبه في تشريفه وتدويره ورق النبات المسمى بالفارسية بأذرنجيبويه وهو والريحان سواء إلا أنها ليس لها رائحة وطعمها مر وأصلها لا ينتفع به ويوجد كثيراً بجبل نابلس وغيره من بلاد الشام. وأخبرني من أثقه من رؤساء أهل الشام وأكابرهم وهو القاضي فخر الدين قاضي نابلس سلمه الله أنه لم يسق منها منهوشاً أو ملسوعاً إلا خلص ويسقي منها للمنهوش أو الملسوع وزن درهم إلى مثقال بزيت مجربة في ذلك وقد عرفناها وتحققناها وأيضاً حشيشة أخرى تعرف بديار المشرق وخاصة بأرض حران وهناك عرفت وتعرف بالكيننفشة يشرب منها نصف درهم ويتعرض شاربها للعقارب فإن لسعته لم يجد لها ألماً ألبتة وتبقى كذلك حولاً كاملاً كما ذكره التميمي أيضاً في المخلصة وهي حشيشة شكعة العيدان غير سبطة صلبة غبراء اللون مرة الطعم جداً قليلة الورق وهو مع قلته إلى الطول والدقة ما هو وعلى أطراف قضبانها رؤوس زغبانية فيها فرفيرية، كأنها رؤوس البابونج الفرفيري اللون بلا أسنان وأصلها لا ينتفع به في الطب وهي أيضاً بجميع أرض الشام وشاهدتها بمجدل يابا إلى قبر الكلبة وجمعته من هناك وهو ههنا أجود من غيره لصلابة الأرض التي تنبت فيها هناك ومنها كثير أيضاً بغير تلك الأراضي بظاهر غزة بموضع يعرف بالحسى إلى جبل الخليل وإلى جبل بيت المقدس كثيراً جداً وبموضع من أعمال حلب أيضاً يعرف بنهر الجوز منها كثير جداً.

مخاطة: وهي المخيط والدبق أيضاً والسبستان بالفارسية وقد ذكرته في السين المهملة.

مخ:   جالينوس في العاشرة: قوة مخ العظام تحلل وتلين الصلابات والتحجر إن كان في العضل أو في الوترات والرباطات والأحشاء والذي جربته أنا أيضاً فوجدته ينفع منفعة كثيرة مخ عظام الإبل وبعده مخ عظام العجل، أما مخ فحول البقر والتيوس فهي أشد حر وحدة وأكثر تجفيفاً فهو لذلك لا يقدر أن يحلل الصلابة المتحجرة ومخ عظام الإبل وعظام العجل قد يركب منها أشياء تلين وتمسك من أسفل فتنفع علل الأرحام وتوضع منه أضمدة على الرحم من خارج وقوتها قوة تلين وقد يوجد في مثل هذه المواضع مخ العظام الذي هو بالحقيقة مخ ويؤخذ معه أيضاً مخ الصلب وهو النخاع الذي هو أصلب وأيبس من المخ الآخر وذلك أن المخ المأخوذ من العظام له من اللين والدسومة أكثر ما للنخاع، وأن من شأني أنا أن أخزن وأحفظ النخاع وأعني بأن لا يعفن مخ العظام ولا مخ الصلب وهو النخاع ولا يتكرج، وبهذا السبب أنا آخذهما في الشتاء كالشحم ثم أجففهما في غرفة ليس فيها نداوة مع ورق الغار اليابس لأن الورق الرطب القوي تكتسب الأمخاخ من طعمه وقوته حتى تصير بسببه أشد حرافة وحدة، فإن كنت تخزن مخاً وكان الهواء في ذلك الوقت جنوبياً فأعد لذلك بيتاً لا يكون من قوة الحرارة على مثال ما عليه البيوت المستقبلة للجنوب، فإنه يعفن في هذه البيوت ولا يكون أيضاً مستقبلاً للجنوب ولا مستسفل الأرض ندياً فإنه يتكرج في مثل هذا البيت لكن بيتاً علوياً مستقبل الشمال فيكون فيه كوي وروازن ليدخلها الريح الشمالي في الليل والنهار. ديسقوريدوس في الثانية: مخ الإبل أقوى ما يكون من أصناف المخ فعلاً وبعده مخ الفحل ثم مخ الثور ثم مخ الماعز والضأن وإنما يحمد في آخر الصيف لأنه في سائر الأزمنة إنما يوجد في العظام كأنه فضلة دموية جامدة أو لحم يابس يماث إذا ميث وليس يعرف هذا إلا بأن يباشر كسر العظام وإخراج المخ وجميع أصنافه محللة ملينة تملأ القروح ومخ الإبل إذا تلطخ به طرد الهوام، وإذا عولج الطري من مخ الإبل فليؤخذ ويمرس كالشحم ويصب عليه ماء وينقى من العظام ويصفى بخرقة كتان ويغسل إلى أن ينقى ماؤه ثم يصير في قدر ثم يجعل القدر في قدر أخرى فيها ماء ويؤخذ ما يظهر عليه من الوسخ بريشة ثم يصفى في إناء ويودع حتى يجمد، ثم يؤخذ صفوه ويطرح عكره ويخزن في إناء جديد من فخار وإن أحببت أن تخزنه من غير معالجة فافعل به ما وصفت لك في شحم الإوز وشحم الدجاج.

مخيض: مذكور في رسم لبن حامض.

مداد: ديسقوريدوس في آخر الخامسة: ما كان منه يستعمله المصورون فإنه يجمع من المواضع التي يعمل فيها الزجاج وهو أوفق للمصورين من غيره من السواد وقوته قابضة معفنة وإذا خلط بقيروطي ودهن ورد أدمل حرق النار وأما ما يكتب به فقد يتخذ من دخان خشب الصنوبر المسمى دادي المجتمع المتراكم بعضه على بعض ومن الصمغ بأن يؤخذ من الصمغ أوقية فيخلط بثلاث أواقي دخان وقد يعمل أيضاً من دخان الراتينج ومن السواد الذي يستعمله المصورون بأن يؤخذ من السواد ومن دخان الراتينج من ومن الصمغ رطل ونصف ومن الغراء المتخذ من جلود البقر أوقية ونصف ومن القلقنت أوقية ونصف، وقد يستعمل من المراهم المعفنة وقد يصلح لحرق النار وينزل عليه ولا يحرك حتى يسقط من نفسه فإذا اندمل الموضع سقط من نفسه. جالينوس في التاسعة: هذا مما يجفف تجفيفاً شديداً وإذا حل وديف بالماء وطلي على حرق النار وينزل عليه ولا يحرك نفع من ساعته وإن كان مع خل كان أنفع. إبن سينا: أجوده أخفه وزناً وأحلكه سواداً وكله حار مجفف إلا الهندي فإن بولس يعد أنه في المبردات ويجعل على الأورام الحارة فينفعها.

مذهب الكلب: هو الدواء المسمى آألوسن وبه فتحت الألف.

مرزجوس:   ويقال مرزنجوش ومردقوش وهو فارسي واسمه السمسق بالعربية والعنقر أيضاً وحبق القثاء. ديسقوريدوس في الثالثة: يكون بالبلاد التي يقال لها قبرس بالجزيرة التي يقال لها مرس شيء جيد، فأما بمصر، فإنه دون هذا في الجودة ويسمونه قورنفس وأهل الجزيرة التي يقال لها صقلية إمراس وهو نبات كثير الأغصان ينبسط على الأرض في نباته وله ورق مستدير عليه زغب شبيه بالقالامني الدقيق الورق وهو طيب الرائحة جداً مسخن وقد يستعمل في الأكاليل. جالينوس في السابعة: قوة هذا قوة لطيفة لأنه يسخن ويجفف في الدرجة الثالثة فاعرفه. ديسقوريدوس: وطبيخه إذا شرب وافق ابتداء الإستسقاء وعسر البول والمغص وإذا أخذ من ورقه يابساً واستعمل ذهب بأثر الدم العارض تحت العين وقد يحتمل لإدرار الطمث وقد يضمد به للسعة العقرب وقد يعجن بقيروطي ويوضع على التواء العصب والأورام البلغمية ويضمد به مع المغرة لأورام العين الحارة وقد يقع في أخلاط الأدهان المذهبة للوجع الذي يسمى وجع الأعياء والمراهم الملينة لتسخن به. مسيح: نافع من الأوجاع العارضة من البرد والرطوبة والصداع المتولد منهما والشقيقة الحادثة من المرة السوداء والبلغم إذا أغلي وصب ماؤه على الرأس أو شم ورقه والمرزنجوش محمود الفعل في كل علة وعلة اللقوة وهو أكثر فعلاً من النمام. عيسى بن ماسه: يفتح السدد الكائنة في الرأَس والمنخرين شماً ونطولاً وخاصة إذا دق وصب ماؤه في محجمة بعد الفراغ من الحجامة وصير على العنق ذهب بالآثار البيض الكائنة من الشرط. التجربتين: إذا خلط ماؤه في الأدوية التي تحد البصر والتي تجفف ابتداء الماء النازل في العين قواهما وإذا درس ورقه رطباً بالملح ووضع على التهيج الريحي والحادث من بلغم رقيق حلله وإذا درس ورقه الرطب بالملح والكمون وأكل نفع من الفواق البارد ومن الخفقان المتولد عن خلط لزج في فم المعدة، وإذا طبخ مع التربد والزبيب نفع من الماليخوليا المعائية وهو يسخن المعدة والأحشاء ويحلل النفخ والسدد ويدر البول إدراراً قوياً ويجفف رطوبات المعدة والأمعاء وإذا مضغ بالملح وابتلع قطع سيلان اللعاب، وإذا عجن به الأدوية النافعة من كثرة النزلات الموضوعة على مقدم الدماغ قواها وإذا درس مع لحم الزبيب ووضع على نتوء الخصيتين أزاله إذا كان الورم هادياً وإن كان شديد الحرارة رطب بالخل ومتى استعط بمائه مع شيء من العسل نقى الدماغ من الأخلاط الباردة وسخنه. إبن عمران: هو مفتح للسدد التي في الرأس مذيب للبلغم قاطع للصداع البارد ملائم لأهل الزكمة نافع من الأوجاع العارضة من البرد والرطوبة ومن الصداع ومن الشقيقة المتولدة من المرة السوداء ومن البلغم إذا أغلي وصب ماؤه بعد انكبابه على الرأس، وإذا شم فتح السدد الكائنة في الرأس والمنخرين وينفع من الأوجاع الباردة والرياح الغليظة وإذا شم على النبيذ أسرع السكر لما فيه من الحر والتفتيح.

مران: ديسقوريدوس في ا: ماليا هو شجرة معروفة ورقها إذا شربت عصارتها بشراب أو تضمد بها نفعت من نهشة الأفعى وقشره إذا أحرق ولطخ به على الجرب المتقرح أذهبه ويقال: إن نحاتة خشب المران إذا شربت قتلت شاربها. لي: ليس هذا هو المران المذكور في السابعة من مفردات جالينوس بل هو دواء آخر غيره والدواء الذي قالت التراجمة فيه من مفردات جالينوس أنه المران هو الدواء المسمى في آخر المقالة الأولى من كتاب ديسقوريدوس باليونانية قرانيا وقد ذكرته في القاف.

مر:   ديسقوريدوس في الأولى: هو صمغ شجرة تكون ببلاد الغرب شبيهة بالشجرة التي تسمى باليونانية بالشوكة المصرية تشرط فتخرج منها هذه الصمغة وتسيل وتصير على حصر وبواري قد بسطت لها ومنها ما يجمد على ساقها، ومنها ما يسمى ودنانستاس وهو دسم ومنه تخرج الميعة السائلة إذا عصر ومنه ما يسمى عابيدا وهو دسم جداً وشجرته تكون في أرض طيبة سمينة، وإذا عصر ماؤه أخرج ميعة سائلة كثيرة وأجوده المر الذي يقال له طرعلود وطيقي، ويسمى بهذا الإسم في البلاد التي يكون منها ولونه إلى الخضرة ما هو لذاع صاف ومنه ما يقال له ليطي وهو بعد الأول وفيه لين تحت المجسة مثل ما لمقل اليهود في رائحته شيء من زهومة وشجرته تكون في مواضع شمسية ومنه ما اسمه قوقاليس وهو حسن جداً أملس أسود كان فيه أثر تلويح النار، وأردأ ما يكون من المر هو الذي يقال له أرغاسيتي وهو هش ليس بدسم حريف يشبه الصمغ في المنظر والقوة والمر الذي يقال له أمني هو أيضاً مرذول وقد يعمل أقراص من ثفل المر فإن كان المر دسماً فإن الأقراص طيبة الرائحة، وإن كان يابساً لا تكون طيبة الرائحة ولا دسمة ولا ضعيفة القوة لما خلط فيها من الدهن لما قرصت وقد يغش المر بصمغ قد أنقع في ماء المر فاختر من المر ما كان حديثاً هشاً خفيفاً لونه واحد، وإذا كسر كان في كسره أشياء بيض شكلها شكل الأظفار أملس صغير المحاجم مر طيب الرائحة حار مسخن وأما ما كان منه ثقيلاً لونه مثل لون الزفت فلا خير فيه. جالينوس في الثانية: هذا في الدرجة الثالثة من درجات الأشياء التي تسخن وتجفف ولهذا صار إذا نثر على الشحج العارضة في الرأس أذهبها وأمكن فيه أن يلزقها وفيه من المرارة ما ليس باليسير وبسبب هذه المرارة أيضاً صار يقتل الديدان والأجنة ويخرجها وفيه من قبل هذا أيضاً جلاء، ولذلك صار يخلط في الأكحال التي تتخذ للقروح والآثار الغليظة التي تكون في العين وبهذا السبب أيضاً صار يخلط في الأدوية التي يشربها من به السعال القديم والربو القديم وليس يحدث في قصبة الرئة خشونة كما تفعل أشياء أخر من الأشياء التي تجلو بل إنما فيه من الجلاء مقدار قصد ولاعتدال جلائه صار بعض الناس يخلطه في أدوية تشرب لخشونة قصبة الرئة خاصة من طريق أنه يسخن ويجفف إسخاناً وتجفيفاً بليغاً ولا يخافون أصلاً فضل مرارته وجلائه، وقال في الأدوية المقابلة للأدواء هو صنفان ويخلط به لبن شجرة بأرض فارس وهي شجرة قتالة فيصير هذا المر إن أكل قتالاً لكنه عجيب في الإكحال لأنه يحلل المدة بغير لذع وربما جفف الماء في ابتدائه إذا كان رقيقاً وقال في الميامن: يصل إلى عمق البدن والأعضاء لأن طبيعته لطيفة حتى يبرئ الأعضاء الوارمة ويستقصي برأها. الرازي: ولذلك هو من أدوية العين وقد يخلط بالقوابض فيوصلها. ديسقوريدوس: وقوته مسخنة ويعمل شيافاً للالتصاق قابضاً ويلين فم الرحم المنضم ويفتحه وإذا استعمل مع الإفسنتين أو مع الترمس أو عصارة السذاب أدر الطمث وأحدر الجنين بسرعة، وقد يشرب منه مقدار باقلاة للسعال المزمن وعسر النفس الذي يحتاج فيه إلى الإنتصاب ووجع الجنب والصدر وكذا يشرب للسعال والإسهال وقرحة الأمعاء وكذا إذا شرب مقدار باقلاة بفلفل قبل أخذ النافض بساعتين سكنها، وإذا جعل تحت اللسان وابتلع ما ينحل منه لين خشونة قصبة الرئة وصفى الصوت ويقتل الدود ويطيب النكهة إذا ليك في الفم وقد يخلط بشب ويلطخ به الإبط النتنة وإذا تمضمض به بخل وزيت شد اللثة والأسنان ويذر على القروح في الرأس فيذهبها، وإذا لطخ مع جوف الحيوان الذي في الصدف أبرأ انصداع الأذن المشدوخة وكسا العظام العارية من اللحم وإذا خلط بأفيون وجندبادستر وماميثا أبرأ الآذان التي يسيل منها قيح وأورامها الحارة، وقد يستعمل مع السليخة والعنصل لطوخاً على الثآليل وإذا خلط بالخل جلا القوابي وإذا خلط باللاذن والخمر ودهن الآس أمسك الشعر المتساقط، وإذا أخذ بريشه ولطخ به المنخران قطع النزلات المزمنة ويبرئ قروح العين ويجلو بياضها وظلمتها وينفع خشونة الجفون وقد يجمع أيضاً دخانه كما يجمع دخان الكندر والعسل لما يصلح له المرّ. ابن الجزار: وإذا سحق وعجن بماء الآس واحتملته المرأة التي تفوح منها رائحة منتنة أزالها، وإذا عجن بزيت فلسطين ووضعه الرجل على إبهام رجله اليمنى لم يزل يجامع ما دام على إبهامه، وإذا سحق   بخل جيد حتى يصير كعصارة الكشك ومسح به الرأس نفع من وجع الصدغين والرأس الذي يكون من أسباب لا تعرف. الرازي في جامعه: ينفع من أوجاع الكلى والمثانة ويفتح ويذهب نفخ المعدة والمغص ووجع الأرحام والمفاصل وينفع من السموم ويفتح ويخرج الديدان ويذهب ورم الطحال ويحلل الأورام. وقال في المنصوري: يسدد وينوم وينفع من لذع العقارب شرباً. ابن سينا: يمنع التعفن حتى أنه يمسك الميت ويحفظه من التعفن والتغير والنتن ويجفف الفضول الخامية. الغافقي: يجفف البلغم وينقي الأعضاء الباطنة ويفتح السدد وإذا شربت منه المرأة التي قد أشرف عليها نزف الدم وزن نصف درهم في بيضة نميرشت أمسك عنها الدم. التجربتين: إذا خلط بخل العنصل وتمضمض به أبرأ اللثة الدامية وإذا عمل بالشراب منه فرزجة واحتمل أسقط الجنين وإذا نثر على الجراحات اليابسة المزاج الطرية بدمها ألصقها، وإذا خلط بالكمون وعجن بالسمن وطليت به قروح الرأس الرطبة واليابسة أبرأها وكذلك إن حل في ماء السلق والخل نفع من الأتربة، وإذا حل في رقيق البيض أو لبن النساء أبرأ قروح القرنية، وإذا حل في ماء شقائق النعمان، أو ماء ورق العوسج أذهب بياض العين وإذا حل في ماء قد طبخ فيه الكركم أو ماء الشمار أو الفوذنج النهري واكتحل به أحدّ البصر ونفع من ابتداء نزول الماء في العين وإذا سحق بالسنبل واكتحل به نفع من خشونة الأجفان، وإذا حل في ماء الفجل وطلي به الدم المنعقد تحت العين حلله وإن طلي به الكلف أذهبه إن تمودي عليه به وإن حل في ماء حماض النارنج وطليت به السعفة وتمودي عليه أزالها وجففها، وإذا حل بالخل ودهن الورد وطلي به الجرب المتفرّج أبرأه وكذا يبرئ الحكة، وإذا حل في ماء الورد والزعفران وطلي به الشعيرة جففها وأزالها وإذا حل في ماء المرزنجوش وماء الحبق القرنفلي وطلي به كل يوم داخل الأنف في زمن الشتاء منع من النزلات مع التمادي عليه وإذا تمضمض به كل يوم مع الشبث محلولاً في خل العنصل أو الخل وحده أو في ماء قد طبخ فيه أصول الهليون أو زنجار شد الأسنان المتحركة المتولدة من رطوبة تنصب أو من خشونة الصدر والقيح، وإذا أمسك في الفم صفى الصوت وأزال البحوحة منه وذوب الخلط الكائن في الحلق، وإذا خلط بدارصيني وسكر كان في ذلك أبلغ وينفع من السعال والبهر ويسهل نفث الأخلاط اللزجة من الصدر والقيح إن أمسك في الفم أو أخذ منه مشروباً، وإذا شرب نفع من أوجاع الجوف وطرد الرياح وأدر البول ونفع من قروح المثانة والسحج في الأمعاء والعتيق منه وأحدر الحيض المتوقف عن سدد حادثة في مجاريه أو خلط غليظ ودم فاسد وإذا شرب أو احتقن به نفع من الطلق وأحدر المشيمة والجنين، وإذا حل في ماء الحلبة واحتقن به لين صلابة الرحم، وإذا حل في ماء الكزبرة الرطبة والكرفس الرطب أو ودح الصوف المستخرج بالخل وطلي به شدخ العضل والورم المتولد منه سكن وجعه وحلله، وإذا ديف بماء النعنع خاثراً وقطر في الخياشيم أزال نتنها وكذا إن حقنت به الرحم وهو بهذه الصفة فعل ذلك وكذا إن طلي به الإبطان أيضاً. ديسقوريدوس: وأما المر الذي من البلاد التي يقال لها تيروطيا فإنه يقطع من أصل شجرة تكون هناك فاختر منه ما كان شبيهاً رائحة المر في طيب رائحته وقوّته مسخنة ملينة محللة وقد يقع في اختلاط الدخن. جالينوس: قوته تلين وتسخن وتحلل. غيره: وبدله وزنه من صمغ اللوز المرّ وقصب الذريرة والقسط المرّ ودهن الأذخر. مرس: ديسقوريدوس في الرابعة: ومن الناس من يسميه مروا وهو نبات له ساق وورق شبيهان بساق وورق النبات الذي يقال له قرينون وله أصل لين المغمز مستدير إلى الطول ما هو لذيذ الطعم طيب الرائحة. جالينوس في السابعة: أصل هذا طيب الرائحة حلو المذاق ويحدر الطمث وينقي الرطوبات من الصدر والرئة فهو لذلك في الدرجة الثانية من درجات الأشياء المسخنة وفيه مع هذا شيء لطيف. ديسقوريدوس: إذا شرب بالشراب نفع من نهشة الرتيلا وقد يدر الطمث ويبقي النفساء وإذا طرح في الإحساء وتحساه من في رئته قرحة نفعه وزعم بعضهم أنه إذا شربه أحد مرة أو مرتين أو ثلاثاً بالنهار بالشراب في وقت فساد الهواء الذي يعرض فيه الطاعون انتفع به ولم يعمل في بدنه فساد ذلك الهواء.

مريافلون: معناه ذو الألف ورقة. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات له ساق صغيرة غضة ليس لها أغصان ولا شعب وله أصل واحد وعليه ورق أملس كثير شبيه بورق الرازيانج وفي الساق شيء من تجويف ولونه مختلف وهو لاصق بالأرض كالمطروح وينبت في الآجام وإذا تضمد به يابساً أو رطباً مع الخل نفع الجراحات في ابتدائها ومنع من ورمها وقد يسقى بالماء والملح للسقطة. جالينوس في 7: قوته مجففة ويبلغ من تجفيفه أنه يدمل الجراحات.

مريافلون آخر: يعقوب بن إسحاق الكندي: هو دواء يجلب من الشام وهو عروق يشبه أصل اللقاح إذا دق ناعماً وأخذ منه قدر درهم وأنقع في لبن حليب أو نبيذ ليلة وشرب على الريق من الغد ولم يؤكل شيء إلى نصف النهار أمن شاربه من السموم كلها سنة قال بعض الأوائل: ينفع الدهر كله وكل ما زيد من شربه كان أنفع. لي: زعم جماعة من أطباء الشام أن هذا الدواء هو الأول وليس كذلك إنما هو المعروف اليوم عند المحققين لصناعة النبات بأرض الشام بالحزنبل والطرقيون يسمونه بالحرمد أنه بضم الحاء المهملة وإسكان الراء المهملة وقد تقدم ذكرهما في الحاء المهملة.

مرطولست: الفلاحة هي شجرة تعلو كقامة الرجل وورقها كذوائب الشعر لأنها تطلع من أغصانها رقاقاً ويلتف بعضها على بعض وفي ورقها رطوبة مدبقة وكذا أغصانها إلا أن ورقها أشد تدبقاً، وإذا تضمد به نهش الأفاعي نفع منها جداً وإذا أحرق ورقها ولحاؤها وطلي برمادها الجرب في الحمام ثلاث طليات قلعه، وإذا اعتصر ورقها وشرب من مائه قدر أوقيتين قتل بعد يوم أو يومين، وزعم قوم أنه من أخذ من ورقها واحدة وغرسها في الأرض أنبتت شجرة السبستان وإن قطعت قضبانها ودفنت في التراب وسقيت بالماء أنبتت بعد نيف وأربعين يوماً الفطر المشاع أكله.

مرار: بضم الميم وفتح الراء المشددة بعدها ألف ثم راء مهملة إسم لنوع من النبات الشوكي يكون في آخر الربيع وفي أول الصيف وهو معروف بالديار المصرية بالمرير وأطباؤها يستعملونه بدل الشكاعا وليس ببعيد عن فعله وسمعت أهل ديار بكر يسمونه بالربدرية. أبو حنيفة: له ورق طوال يلزم الأرض لونه إلى السواد ثم يعود في القيظ شجره وله شعب ذات عقد من أصل واحد وزهر أصفر، وإذا دنا منه أحد التبس به شوكه من أعاليه وذلك في موضع الزهرة حيث كانت يخرج له ثمر شوكه حاد فيه مثل حب العصفر وهي مرة جداً شديدة المرارة ومنابتها القيعان وإجراف الزروع والسائمة كلها ترعاها ولا شيء أسمن للإبل منها الغافقي: هو صنفان منه مازهر مهدب يخلفه ثمر في قدر الفول فيه شوك حديد ومنه مازهره أحمر مهدب أيضاً وشوكه أطول وليس للمرار شوك إلا في ثمره وموضع زهره فقط وشوكه أبيض، وقد يؤكل بعد سلقه ويطبخ باللحم والبربر تأكله نيئاً على شدة مرارته ويسمونه عندهم شوكة مغيلة ومغيلة بلد من بلادهم وقد يظنه قوم أنه الشكاعا وآخرون يظنونه الباذاورد ويغلطون وقد يؤكل ساقه مقشراً وهو أقل مرارة من ورقه وخاصة هذا النبات إذا أكل يفتح السدد ويطفئ حرارة الدم ويصفيه وينفع من الحميات المتقادمة وذات الجنب والجرب والحكة، وإذا أكل ثفله أو شرب ماؤه نفع الرمد الحار إذا ضمد به.

مرانية:   المجوسي: خاصتها تفتيت الحصا المتولد في المثانة وإدرار البول. ابن هرزداري الهروي: هرم المجوس بالفارسية يسمى بهذا الإسم وهو دواء حار يابس في الثانية وفيه تجفيف بليغ. المنهاج: فيها بعض الجلاء والحدة وأجود زهرها الأغبر الذي يعلوه صفرة فيكون حديثاً يحبس الدم من الجراحات إذا دق ووضع عليها وإذا طبخ وشرب ماؤه أذاب الفضول.

مرو: الغافقي: قال صاحب الفلاحة هو سبعة أصناف فمنه المرماحور وهو أجودها وأنفعها للجوف وأكثرها دخولاً في الأدوية والتالي له في المنفعة مر ويقتلونه والثالث مرواطوس، والرابع مرواهان، والخامس مرومريدان، والسادس مروالهرم، والسابع مروكلائل وهو أصغرها نباتاً وأقلها دخولاً في الأدوية تتشابه في الصورة قليلاً إلا أن المرماحور أشرفها وأنفعها ويرتفع من الأرض شبراً وزيادة ساقه خشبي وعروقه نابتة متقاربة وهي قريبة من مقدار فروعه ويتفرع ورقه على ذلك الساق بشيء يمتد منه إِلى الورقة وريح ورقه طيب قليلاً وطعمه مر وفيه أدنى بشاعة تخالط مرارته أول ما يخالط الفم ويبزر في طرفه بزر يلقط في تموز كبزر الكتان وهو في ورقه أدنى تحديد في رأسه منكسر الخضرة نحو السلق والآس ومن أصناف المرو ثلاثة ورقها مدور، أحدها ورقه كورق الخبازي إلا أن فيه تشريفاً، وآخر أصغر منه، وآخر ورقه كورق الكبر سواء، والآخر يشبه ورقة ورق اللبلاب وهو أصغر منه وبزر جميع أصنافه ينضج الأورام الصلبة والدماميل والجراحات وهو يصلح المعدة الضعيفة والكبد، ويزيل ضرر الرطوبات وفساد المزاج ويذهب الرياح أكثر من كل شيء ويزيل الضعف العارض من سوء المزاج العارض بسبب كثرة الأكل وكثرة شرب الماء البارد، وإذا أدمن المستسقى اقتماح وزن درهمين في كل يوم من ورقها وبزرها مع مثله سكراً على الريق جفف الماء وأخرجه بالبول والعرق دائماً. إسحاق بن عمران: هو صنف من الأحباق وهو أربعة أضرب وهو حبق الشيوخ وحبه وورقه أجرش أغبر فبعضه يسمى مردارون وهو حار يابس في الدرجة الثانية،. وصنف يسمى أردشيردار وصنف يسمى داروما وهو المرو الأبيض وحبه أبيض وهو معتدل في الحرارة والرطوبة وصنف منه يسمى مرماحور وهو مروالجبل ويسمى بأفريقية أوسهومة وتفسيره رجل صالح وكلها تجمع في الربيع ولها عود مربع خوار تشبه ورقته الحبق والمرماحور حار يابس في الثالثة نافع من الخفقان الكائن في القلب من المرارة والمرة السوداء مفتح لسدد الرأس نافع من أوجاع الرحم والنساء الحوامل إذا شرب بالشراب لا سيما إذا كانت العلة من برد وهو أجود شيء نفعاً من الأوجاع وهو على اختلاف أنواعه ينفع المرطوبين ومن به بلغم فإن أكثر شمه على النبيذ أسكر وصدع. قالت الخوز: المرماحور إن نقع في الشراب وشرب أسكر شاربه سكراً شديداً والمسمى مردارون يسكر كالحرمل وأشد ما يكون إذا كان بشراب والصنف المسمى الدرومة تستعط منه الصبيان ليناموا. أبو جريج: وبزره أقل حرارة من بزر الكتان لكنه أشد إنضاجاً للجراحات وإذا قلي عقل البطن وقوى الأمعاء فإن لم يقل أسهل وكذا حال البزور اللعابية. ابن سينا: هو أنواع لكن الأبيض معتدل مفرح وجميع أصنافه مفش للريح لطيف محلل للنفخ والبلغم مفتح للسدد الباردة حيث كانت ويقطر ماؤه مع اللبن في الأذن الوجعة ومنه نوع يسمى مستيهار نافع من الصداع الحار وأصنافه كلها تنفع من الصداع البارد ويقوي المعدة ويفتح سدد الأحشاء وينشف رطوبتها ويقوي الأمعاء. غيره: وإذا قرش ورقه الغض في الحمام ورقد عليه صاحب الرياح الجائلة في الأعضاء فبينفعه نفعاً بيناً بليغاً وهو من أبلغ الأدوية فيه.

مرماحور: تقدم ذكره في المرو.

مريخ: الرازي في الحاوي: هو حب هندي شبيه بالدوقو حار يابس في الثالثة يدر الطمث ويفتح سدد الكبد والطحال.

مرعود الجن: ابن ماسوية: هو حار يابس في الثالثة جلاء لطيف. مري: جالينوس في الحادية عشرة: قوته حارة يابسة ولذلك يستعمله قوم من الأطباء في مداواة القروح العتيقة ويلقون منه في الحقنة التي يحقن بها من به قرحة في الأمعاء ومن به وجع في الورك. ديسقوريدوس في الثالثة: عارس وهو المري المعمول من السمك المالح واللحوم المالحة إذا صب على القروح الخبيثة منعها أن تسعى في البدن ويبرئ عضة الكلب الكلب، ويحتقن به لقرحة الأمعاء لتكونها وأما لعرق النساء فيحرك الأعضاء على دفع الفضول. الرازي: يعمل عمل الملح إلا أنه أقوى منه وألطف ويسهل البطن ويقطع اللزوجات ويلطف الأغذية الغليظة ويعطش ويسخن المعدة والكبد ويجففهما وأقوى أصنافه المري النبطي إذا تجرع منه قليل على الريق قتل الديدان والحيات ويكتحل به صاحب الجدري فيمنع أن يخرج في العين وإن خرج فيها منه شيء أذابه. وقال في دفع مضار الأغذية في ذكر التوابل يسخن البدن ويجففه ويعطش وليس بموافق لمن في صدره خشونة ولمن به حكة أو بواسير فليتلاحق هؤلاء ضرره بالأشياء الحلوة الدسمة ويكثروا من الدخول في الماء الفاتر العذب وهو قطع ويلطف ويمنع من اجتماع البلغم الغليظ في المعدة ولذلك ينفع من يعتريه القولنج ويتولد فيه الديدان وبالجملة فإنه مجفف للبدن بذاته وهو أقوى فعلاً في ذلك من الملح لكن له في تفتيقه الشهوة أن تتولد عنه التخم من الإكثار من الطعام وبتلطيفه وتقطيعه يعين على جودة الهضم فيخصب البدن كأكله مع الهريسة والفلفل، فإن البدن يخصب في هذا الوقت لا من أكل المري والفلفل لكن من أجل تجويدهما لهضم الطعام ويفتق الشهوة. التجربتين: وإذا تغرغر به جذب بلغماً كثيراً من الدماغ والحنك ونقى أورام النغانغ إذا انفجرت. الجاحظ في رسالته في المري: هو جوهر الطعام وروح البارد المستظرف، والحار المستنظف يصلح بالليل والنهار ويطيب بالبارد والحار، ويدبغ المعدة ويشهي الطعام ويغسل أوضار الجوف الفاسدة وينشف البلغم ويذهب بخلوف الفم.

مرهيطس: كتاب الأحجار: هذا الحجر أسود رخو عليه خطوط ناتئة وهو يبرئ النملة التي تخرج في الرأس إذا حمله إنسان معه وكذا يبرئ أيضاً من انفجار القيحة التي تكون في أطراف الأصابع.

مرطيس: كتاب الأحجار: هذا حجر له خشونة الصخور ولونه لون اللازورد وليس به يوجد بمصر ونواحي بلاد الغرب إذا سحق خرج منه شيء شبيه برائحة الخمر وإن شرب منه وزن ثلاث شعيرات بماء بارد نفع من وجع الفؤاد.

مرداسنج:   وهو المرتك. ديسقوريدوس في الخامسة: منه ما يعمل من الرمل الذي يقال له موليدانيطس ومعنى هذا الإسم الرصاصي وإنما يعمل منه بأن يؤخذ فيحمى حتى يصير ناراً ومنه ما يعمل من الفضة ومنه ما يعمل من الرصاص وأجوده ما كان من البلاد التي يقال لها أشبانيا وبعده ما كان من البلاد التي يقال لها أرخيااوفيا والذي من الهند وبعده الذي من صقلية وقد يكون في هذه المواضع لأنه يعمل من صفائح رصاص تحرق ومنه ما لونه أحمر وهو صقيل ويقال له حورسطس ومعناه الذهبي وهو أجود أصنافه وبعده الفضي وبعده ما يعمل من الرصاص ومنه ما لونه إلى الفرفيرية ويقال له أرخوسطس ومعناه الفضي والذي يعمل من الفضة يقال له أريونيطس وقلويدس، فأما الذي يعمل من الرصاص فإنه يقال له موليدنيطس. جالينوس في التاسعة: هذا أيضاً يجفف كما تجفف سائر الأدوية المعدنية الأخر والحجارية والأرضية إلا أن تجفيفه قليل جداً وهو في كيفيته وقواه الأخر كأنه منها في الوسط وذلك أنه لا يسخن إسخاناً بيناً ولا يبرد وجلاؤه أيضاً وقبضه يسيران فهو لذلك دون الأدوية التي تجلو جلاء معتدلاً ودون الأدوية التي تجمع وتقبض، وهو دواء نافع للسحج الحادث في الفخذين إلا أن هاتين القوتين فيه قليلان فحق له أن يعد في الطبقة الوسطى من طبقات الأدوية التي يحتقن بها ولذلك نستعمله مراراً كثيرة كالمادة فنخلط منه الأدوية التي قوتها شديدة أما لذاعة أو قابضة أو تفعل فعلاً آخر شبيهاً بهذا كما تفعل بالأدوية التي تذوب الشمع كالمادة في كثير من الأدوية لأن الشمع أيضاً في الوسط بين الأدوية الشديدة العنيفة القوة. ديسقوريدوس: وقوة جميعه قابضة ملينة مسكنة مبردة تملأ القروح العميقة لحماً وتذهب اللحم الزائد في القروح وتحملها وقد يحرق على هذه الصفة يؤخذ فيرض حتى يصير قطعاً كقطع الجوز ثم يصير على جمر ويترك عليه حتى يصير ناراً ثم يترك حتى يبرد ثم يصفى من وسخه ويرفع. ومن الناس من إذا أخذها من الجمر أطفأها بالخل والخمر ثم يفعل به ذلك مرة ثانية ويرفعها وقد يغسل كما يغسل القليميا ويبيض على هذه الصفة يؤخذ المرتك الذي يقال له أرخونيطس، فإن لم يحضر منه شيء فيؤخذ من غيره فيرض ويصير أمثال الباقلا ويؤخذ منه مقدار المكيال الذي يقال له سوقس المستعمل في البلاد التي يقال لها أطيقي ويصير في قدر حديد ويصب عليه الماء ويلقى عليه من حنطة البر الأبيض مقدار سوقس ويؤخذ من الشعير حفنة وتشد في خرقة صوف جديدة رقيقة لطيفة وتربط بإذن القدر وتعلق في داخلها وتطبخ إلى أن يتفلق الشعير ثم يرفع ما في القدر في إجانة واسعة ويؤخذ البر ويرمى به ويصب على المرادسنج ماء ويغسل ويدلك دلكاً شديداً ويؤخذ فيجفف ويسحق في صلاية من البلاد التي يقال لها سافس ويصب عليها ماء سخن إلى أن تذوب وتنحل مع الماء ثم تترك حتى تصفو ثم يصب عليه ماء آخر ثم يسحق النهار كله، فإذا كان العشاء صب عليه ماء حار ويترك وإذا كان من الغد صفى عنه الماء وصب عليه ماء آخر ويترك أيضاً ساعة ثم يصفى عنه ويفعل به ذلك ثلاث مرات في سبعة أيام متوالية، فإذا تمت خلط به بكل درهم من المرداسنج خمس درخميات من الملح الدراني ثم يصب عليه ماء حار ويسحق ويصفى عنه الماء ثم يصب عليه ماء آخر فإذا ابيض صب عليه ماء آخر حار وفعل به كما فعل أولاً حتى لا يبقى فيه شيء من الملوحة ثم يجفف في شمس حارة ويترك حتى لا يبقى فيه شيء من النداوة ويرفع ويؤخذ من المرداسنج الذي يقال له أربورنيطس منا فيسحق ناعماً ثم يؤخذ من الملح الحراني مسحوقاً مع مثله ثلاثة أمثال المرداسنج فيخلط به ويصير في قدر جديدة ويصب عليه من الماء ما يغمره ويحرك في كل يوم بالغداة والعشي ويمد بالماء قليلاً في كل يوم من غير أن يصب عليه شيء من الماء الأول ويفعل به ذلك ثلاثين يوماً واعلم أنه إن لم تحركه جمد وصار كالخزف ويحرك بالماء قليلاً لئلا يجمد ويتحجر، فإذا تمت ثلاثون يوماً صب عليه الماء صباً رقيقاً وألقي في صلاية من البلاد التي يقال لها لبني وسحق وبعد السحق يصير في إناء من خزف ويصب عليه ماء ويصفى عنه حتى لا يبقى فيه شيء من الملوحة ثم يترك حتى يجف قليلاً ثم يعمل منه أقراص ومن الناس من يرض المرداسنج ويصيره قطعاً كالباقلا ثم يجعله في معدة خنزير ثم يطبخه بالماء حتى تنضج المعدة ويخرجه منها ويخلط به من الملح   مقداراً مساوياً ويغسله كما وصفنا ومن الناس من يأخذ منه رطلاً ويخلط به من الملح مثله ثم يصب عليه ماء ويسحقه في الشمس ولا يزال يبدل ماءه حتى يبيض وقد يبيض أيضاً على هذه الصفة يؤخذ منه أي مقدار كان ويلف بصوف أبيض ويصير في قدر فخار جديدة ويصب عليه ماء صاف ويلقي عليه ماء ويؤخذ من الباقلا الحديث، ويطبخ بماء فإذا انقلع الباقلا واسود الصوف أخرج من لفف الصوف ثم يؤخذ ماء صاف ويصب عليه ويلقى عليه من الباقلا كالأول ويطبخ ثانية ويفعل به ذلك وأكثر حتى يصب الصوف ثم يؤخذ فيصير في صلاية ويلقى على كل ثمان درخميات منه بالدرخمي المستعمل بالبلاد التي يقال لها أطيقي رطل من الملح المراني ويسحق وتلقى عليه من النطرون الأبيض الشديد البياض سبعة وأربعين مثقالاً مدافاً بماء ويسحق أيضاً حتى يبيض ويشتد بياضه ويلقى في إناء خزف واسع الفم ويصب عليه ماء كثير ويحرك ويترك حتى يصفو ويصب عليه ماء آخر ولا تزال تفعل به ذلك حتى يصفو ويعذب ولا يبقى فيه شيء من الملوحة، ثم تصفي الماء عنه ثم تصيره في الشمس أربعين يوماً ويكون صيفاً وإذا تمت الأربعون واستحكم جفافه استعمل وقد يقال أن المرداسنج المغسول يصلح إن استعمل في الأكحال وأنه يجلو الآثار السمجة العارضة من القروح التي في الوجه كالكلف ونحوه. الخوز: الأبيض يقطع رائحة الإبط ويحسن العرق. بليناس: المرداسنج إن طرح في الخل بدل الحموضة حلاوة وإن طرح في نورة الحمام إسود بدن من استعملها إسحاق بن عمران: يدخل في بعض الحقن التي تقي الخلقة وإذا أخذ المرتك وكبريت أصفر بالسوية وسحقا مع خل ودهن الآس حتى يثخن كالعسل ولطخ به الشر أو النفاخات نفع منها. ابن سينا: النساء في بلادنا يسقينه الصبيان للخلفة وقروح الأمعاء هذا ويلقونه في كيزان الماء ليقل ضرره وهو قابض يحبس البول وينفخ البطن والحالبين ويقبض اللسان ويخنق ويضيق النفس. التجربتين: ينفع من حرق النار والماء منفعة بالغة لا سيما من حر النار، وإذا نثر على القرحة المتولدة في أصابع القدمين من قلة غسلهما وانضمامهما على الوسخ المجتمع أزالها وإذا خلط بسائر أدوية الجرب والحكة نفعها. غيره: وإذا طلي الرأس به مع خل وزيت نفع من القمل وإن سحق وطبخ بأربعة أمثاله زيتاً حتى يصير في قوام الزفت الرطب وقطر هو حار في الشقاق المزمن الواغل في اللحم نفع منه. ديسقوريدوس: إن شرب كان منه ثقل في البطن والمعدة ومغص شديد وربما شق المعي بثقله وانتفخ الجسد كله ويجعل لونه مثل لون الآبار وينفع صاحبه بعد التقيؤ ببزر أرميس البري ومرزنة ثلاثة عشر مثقالاً وإفسنتين وزوفاً، وبزر الكرفس أو فلفل وفاغية الحناء مع طلاء وفرق الحمام البري اليابس مع ناردين وطلاء. الرازي في الحاوي: يجب أن يقيأ بماء الشبث المطبوخ والتين ويسقى من المر ثلاثة دراهم بماء فاتر وألزمه لحوم الخرفان وأسقه خل خمر أسود واكد عرقه. مرعزي: ابن رقية: ثيابه حارة رطبة الدن من الصوف وأقل حرارة منه تلائم طبيعة الإنسان وتشاكل جميع أصناف الناس وتنعم الأبدان الكثيرة اللين والتي فيها لين وتسخن الكلى وتقوي الظهر. مرقشيثا: كتاب الأحجار: منها ذهبية وفضية ونحاسية وحديدية وكل صنف يشبه الجوهر الذي نسب إليه في لونه وكلها يخالطها كبريت وهي تقدح النار مع الحديد النقي. ديسقوريدوس في الخامسة: هو صنف من الحجارة يستخرج منه النحاس وينبغي أن يختار منه ما كان لونه شبيهاً بلون النحاس وكان خروج شرر النار منه هيناً وينبغي أن يحرق على هذه الجهة يؤخذ فيغمس في عسل ويوضع على جمر لينة ويروح دائماً إلى أن يحمر ويخرج ومن الناس من يضع الحجر مغموساً بالعسل في جمر كثير فإذا بدا أن يحمر لونه أخرج من النار ثم نفخ عنه الرماد ثم أعاده إلى النار نار الجمر وقد غمسه أيضاً بالعسل فلا يزال يفعل به ذلك إلى أن تصير أجزاؤه هشة وربما احترق ظاهره دون باطنه فإذا أحرق على هذه الصفة وجفف، فإن احتيج إلى أن يغسل فليغسل كما يغسل القليميا. جالينوس في التاسعة: هو واحد من الحجارات التي لها قوة شديدة جداً ونحن نستعمله بأن نخلطه في المراهم المحللة ونلقي معه أيضاً من الحجر المسمى سحطبوس وقد حلل هذا المرهم مراراً كثيرة الفيح والرطوبة الشبيهة تعلق الدم إذا كان كل واحد منهما مجتمعاً في المواضع التي بين العضل. ديسقوريدوس: وقوته محرقاً كان أو غير محرق مسخنة ملينة محللة تجلو غشاوة البصر منضج للأورام الجاسية إذا خلط بالراتينج وقد يقلع اللحم الزائد في القروح مع شيء من تسخين وقبض ومن الناس من يسمى هذا الحجر إذا أحرق على هذه الصفة يافروخس. وقال الرازي في المنصوري: هو حار يابس يقوي العين مع جلاء يسير. الرازي في الحاوي: إن علق على الصبي لم يقرع فإنه يجعد الشعر وإن سحق بالخل وطلي على البرص أبرأه. غيره: يحلل المدة الكائنة في العين ويقوي البصر ويطلى بالخل على النمش فينفعه. ابن ماسه: البصري: فيه تنشيف للقيح والرطوية الشبيهة بالدم الحادثة بين العضل ويتلوه في القوة حجر الرحا.

مرمر: الغافقي: قيل أنه صنف من الرخام أبيض أكثر ما يوجد في معادن الجزع وهو أفضل أصناف الرخام ويسمى باليونانية الأشطريطس وزعم قوم أن الأشطريطس هو الجزع ويسمى باليونانية ألوفرسطس وهو حجر يوجد في أرض دمشق والشام وهو أبيض في لونه خطوط شبيهة بمناطق فيؤخذ ويحرق ويجعل معه ملح داراني ويسحق ناعماً، وتدلك به الأسنان فينفعها ويشد اللثة وينفع من حرق النار أيضاً وذلك أنه يؤخذ فيدق ويسحق ويذر على موضع الحرق وهذا الحجر يوجد بمصر كثيراً. جالينوس في التاسعة: إذا أحرق هذا الحجر نفع في الطب وقوم يسقون منه من هو عليل فم المعدة فيجدونه نافعاً. ديسقوريدوس في 5: إذا أحرق هذا الحجر وخلط بالراتينج والزفت حلل الأورام الصلبة وإذا استعمل بقيروطي سكن وجع المعدة وهو يشد اللثة.

مرارة:   ديسقوريدوس في الثانية: كل مرارة هكذا تخزن خد مرارة طرية وأربط فمها وصيرها في ماء حار مغلي ودعها فيه بقدر ما يعدو الإنسان ثلاث مرات وأخرجها من الماء وجففها في ظل في موضع غير ندي، وأما المرارات التي نستعملها في أدوية العين فاربط أفواهها بخيط كتان وهي طرية وصيرها في إناء من زجاج فيه عسل وأربط طرف الخيط بفم الإناء وغطه واخزنه والمرارت كلها حريفة مسخنة يخالف بعضها بعضاً في شدة القوة وضعفها. جالينوس: ما كان من الحيوان مسكنه في المواضع التي هي أشد حرارة كانت المرارة فيها ضرورة أكثر وأزيد من سائر الأخلاط الأخر وإن كانت في موضع أقل حرارة كانت أقل وقد توجد مائيتها صفراء في لونها وربما كانت خضراء والسبب في خضرتها غلبة الرطوبة عليها فما كان لونه طبيعياً أصفر فهو أشد حرارة من الأخضر فإن أحرقت الصفراء صارت سوداء وذلك ربما يكون من شدة عطش الحيوان الحار المزاج أو جوعه ولذلك تجد مرارة الحيوان الذي تأتيه هذه الآفة عند التشريح يضرب لونها إلى الزنجار ومرة إلى اللازوردية ومرة إلى لون النبات المسمى سنديريطس إذا كان هذا النبات في خضرته أكثر من خضرة الكرنب وكانت إلى السواد أميل فمن أراد استعمال شيء من هذه المرارات فينبغي أن يفحص فحصاً بليغاً ولا يستعمل منها إلا ما كان لونه طبيعياً صحيحاً لم تعتره هذه العلل التي ذكرنا فقد تقع هذه المرارات في كثير من أدوية العين وغيرها فمرة يخلطون منها مع أدوية أخر ومرة وحدها مفردة وأما قوة هذه المرارات في كثير من أدوية العين فمرارة الثور الفحل أشد حرارة ويبوسة من الخصي فإن كان حيوان خصي فطبعه إلى الإناث أميل فمرارة الثور الفحل أقوى من جميع مرارة الحيوان المشاء وبعده على ما ذكر بعضهم مرارة الضبعة العرجاء البرية ومرارة الرق البحري ومرارة العقرب البحري ومرارة الثور أقوى من مرارة الضأن وأحر من مرارة الخنزير وأيبس، وأما مرارة الطير فجميعها حارة لذاعة يابسة قوية ويفعل بعضها في ذلك فعلاً قوياً وبعضها فعلاً ضعيفاً ومرارة الديك والدراج أقوى وأكثر دخولاً في العلاجات الطبية ومرارة العقبان والبزاة شديدة اللذع قوية الحدة أكلة اللحم، ولذلك لونها زنجاري وربما كانت سوداء، وأما مرارة الظباء فقد ذكر بعض الناس أنها نافعة من ظلمة البصر ومن الأطباء من يمدح مرارة بعض الحيوان ويحمدها في ذلك وزعموا أنها تحد البصر وتجلوه وتنفع من الماء النازل في العين مثل مرارة السمكة البحرية المسماة قليمويون ومرارة الضبعة العرجاء والديك والدراج، وزعموا أن مرارة الضبع أضعف وأقل لذعاً للقروح من غيرها والريفية منها أكثر رطوبة ومائية من البرية والبرية من التي تأوي في المواضع اليابسة الصخرية أشد يبساً وأقل رطوبة ومرارة الخنزير ذكروا أنها إذا طليت على قروح الآذان نفعتها فإن كانت القروح فاسدة جداً واحتاجت إلى ما هو أقوى من هذه المرارة وعدمت أدويتها فيجعل مكانها مرارة التيس فإنها أشد حدة ومرارة الدب أيضاً أو الثور أيهما حضرت على مقدار ما يراد من حدة من يعالج بها من هذه القروح وغيرها، ومن الأطباء من يجعل مرارة الثور على البواسير إذا أرادوا أن يفتحوا أفواه العروق التي فيها وربما جاوزت المقدار في تفتيحها لحدة المرارة وشدة لذعها، ولذلك لا ينبغي أن يستعمل شيء من هذه المرارات إلا بعد رعاية ومعرفة الأبدان التي تعالج بها إذ من الأبدان ما تحتمل العلاج القوي، ومنها ما لا يحتمل ذلك على قدر سرعة حس العضو الألم وإبطائه وحدة الدواء ولينه فقد تبين لك أن المرارة الصفراء حادة تفتح أفواه العروق التي في البواسير بلذغ شديد وحرقة موجعة ولا ينبغي أن يقرب منها شيء للمحرورين وجميع المرارات تدخل في كثير من الشياقات المتخذة للعين، وإذا خلط أيها حضر بماء الرازيانج واكتحل به أحد البصر وجلاه. ديسقوريدوس: ومرارة السمك البحري الذي يقال له أسفدينوس ومعناه العقرب والصنف من السمك الذي يقال له بلوبوس وهو الشبوط والسلحفاة البحرية والضبعة العرجاء والقبج والدجاج والعقاب والسنور والمعز الوحشية فإنها شديدة القوة وتوافق ابتداء الماء النازل في العين والقرحة في العين الذي يقال لها أحليس والتي يقال لها أرعامر وجربها ومرارة الثور أقوى من مرارة الضأن والتيس والخنزير والدب والمرارات كلها تحرك الإسهال وخصوصاً فيالصبيان إذا صيرت في صوفة واحتملت في المقعدة. ابن سينا: كلها نافعة من الخشم مفتحة جداً لسدد المصفاة وكلها تنفع من ابتداء الماء النازل والانتشار ولكن لا ينبغي أن تستعمل إلا بعد تنقية البدن والرأس وأنفع المرارات للعين أما من ذوات الأربع فمرارة الظبي، وأما من الطير فمرارة القيح وأما من السمك فمرارة الشبوط ومرارة السمك أقل حدة من سائر المرارات وإن سقيت إمرأة في بطنها ولد ميت مرارة قنفذ معجونة بشمع خرج الولد الميت وإن اكتحل لمرارته أيضاً أبرأ البياض.

مريق: هو العصفر عن أبي حنيفة وقد ذكرته في العين المهملة.

مرقد: يقال على الأفيون وعلى جوز مائل أيضاً وقد ذكرت كل واحد منهما في بابه.

مرار الصحراء: هو الحنظل وقد ذكرته في الحاء المهملة التي بعدها نون.

مرجان: قد تقدم القول عليه في رسم بسد في حرف الباء المنقوطة بواحدة من تحتها.

مروية يلبوشة: هذا الإسم لطيني للدواء الذي سماه ديسقوريدوس في الثالثة بلوطي وقد ذكرته في حرف الباء المنقوطة بواحدة من تحتها، ومن الناس من زعم أنه الباذرنجيويه ولم يصب في ذلك.

مرورية: هو العلف وهو اليعضيد وهو صنف من الهندبا البري شديد المرارة، وفي الكتاب الحاوي المرورية صنف من الخس له مرارة يسيل منه لبن.

مزر: جالينوس في 7: قومنى هذا شراب يتخذ من شعير وهو يولد خلطاً رديئاً كالفقاع ويصدع الرأس ويضر بالعصب جداً. ديسقوريدوس في الثانية: قومني وهو شراب يعمل من الشعير ويستعمل عند بعض الناس بدل الخمر مصدع رديء للأعصاب وقد يعمل من الحنطة مثل هذه الأشربة كما يعمل في غري البلاد التي يقال لها أشربا وبرطانا أيضاً. التميمي في كتابه المرشد: فأما ما يتخذ من الحنطة والشعير والجاورس المنبتة من الشراب الذي يسكر ويسمى بمصر المزر فإنها النبذة تسكر سكراً شديداً غير أنها تبعد عن قوته ومنافعه بعداً شديداً، وقل إن يجد شاربها من الفرح والإنبساط والطرب وتطييب النفس شيئاً فإذا أكثر منها أثارت الغثيان والقيء وأكثرت الرياح والإزدحام، وقد يستخرج بها على طريق العلاج بالقيء الأخلاط المرّية والبلغمية الراكدة في المعدة ولكنه لا يجب أن يطمع منها في حل نفخة ولا بدرقته بغذاء بعد كمال نضجه بل قل أن يحل الطبع ويدر البول ويسهله لكنه ينفع منه بعض المنافع.

مزمار الراعي: ويقال زمارة الراعي. ديسقوريدوس في الثالثة: العما. ومن الناس من يسميه طاماسونيوت ومنهم من يسميه لوزن وهو نبات له ورق شبيه بورق لسان الحمل إلا أنه أدق منه وهي منحنية إلى الأرض ولها ساق دقيقة ساذجة طولها أكثر من ذراع وعلى طرفها رأس شبيهة برأس العمود والذي يسمى حيدار أوله زهر أبيض إلى الصفرة ما هو دقاق وأصوله شبيهة بأصول الخربق الأسود دقاق طيبة رائحتها جداً حريفة فيها رطوبة يسيرة تدبق باليد وهذا النبات ينبت في أماكن مائية. جالينوس في السادسة: جربت منه أنه يفتت الحصا المتولد في الكليتين إذا طبخ وشرب ماؤه وإذا كان كذلك فمعلوم أن قوته تجلو كثير. ديسقوريدوس: وإذا شرب من أصله مقدار درخمي واحدة أو اثنتين مع شراب وافق من شرب سم الأرنب البحري وسم الضفدع التي يقال لها فرونوس وضرر الأفيون، وإذا شرب وحده أو مع جزء مساو له من الدوقو أسكن المغص ونفع من قرحة الأمعاء ويوافق شدخ أطراف العضل وأوجاع الأرحام، وإذا شرب هذا النبات عقل البطن وأدر البول والطمث وإذا ضمد به الأورام البلغمية سكنها. ابن سينا: ينفع من الأورام الرخوة والثقيلة في الأحشاء.

مسك:   ابن واقد: قال المسعودي في كتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر الأرض التي فيها ظباء المسك من التبت أرض واحدة متصلة وإنما بان فضل المسك النبتي على الصيني بجهتين إحداهما أن ظباء التبت ترعى سنبل الطيب وأنواع الأفاويه وظباء الصين ترعى الحشيش دون ما ذكرنا من أنواع حشائش الطيب التي ترعاها التبنية، والجهة الأخرى إن أهل التبت لا يتعرضون لإخراج المسك من نوافجه ويتركونه كما هو بخلاف الصين فإنهم يخرجونه ويلحقه الغش بالدم وغيره، وأن الصيني أيضاً قطع ريحه طول المسافة في البحار وكثرة الأنداء واختلاف الأهوية وإن عدم من أهل الصين الغش في مسكنهم وأودعوه البراني الزجاج وأحكم عفاصها ووكاؤها وورد إلى بلاد الإسلام وفارس وعمان والعراق وغير ذلك من الأمصار كان كالنبتي وأجوده وأطيبه ما خرج من الظباء، بعد بلوغه النهاية في النضج وذلك أنه لا فرق بين غزلاننا هذه وغزلان المسك لا في الصورة ولا في الشكل ولا في اللون ولا في القرن، وإنما يتبين ذلك بأنياب لها كأنياب الفيلة لكل ظبي نابان خارجان من الفكين قائمان منتصبان أبيضان نحو شبر أو أقل فينصب لها في بلاد التبت والصين الحبائل والشرك والشباك فيصطادونها وربما رموها بالسهام فصرعوها ويقطعون عنها نوافجها والدم في سررها خام وطري لم ينضج ولم يدرك فيكون في رائحته سهوكة، فيبقى زماناً حتى تزول سهوكته وتزول تلك الروائح الكريهة عنه ويستحيل بمواد من الهواء فيصير مسكاً وسبيل ذلك سبيل الثمار على الأشجار إذا قطعت قبل استحكام نضجها في شجرها واستحكام  موادها فيه وخير المسك ما نضج في وعائه وأدرك في سرته واستحكم في حيوانه وتمام مواده وذلك لأن طبيعته تدفع مواد الدم إلى سرته، فإذا استحكم كون الدم الذي فيه ونضجه آذاه وحكه فيفزع حينئذ إلى أحد الصخور والأحجار الحادة من الشمس فيحتك بها ملتذاً بذلك فتنفجر حينئذ وتسيل على تلك الأحجار كالدمل والجراحة الدامية إذا نضجت فيجد لخروجه لذة، فإذا فرغ ما في نافجته اندمل حينئذ ثم مضى فاندفعت إليه مواد أخرى من الدم فيجتمع ثانيه هكذا فيخرج رجال التبت فيقصدون مرعاها بين تلك الحجارة فيجدون الدم قد جف على الصخر وقد أحكمته المواد ونضج بحر الشمس فوق نضجه في حيوانه وأثر فيه الهواء وذلك أفضل المسك فيأخذونه ويودعونه نوافج معهم قد أخذوها من غزلان اصطادوها معدة معهم فذلك هو المسك الذي تستعمله ملوكهم ويتهادونه فيما بينهم وتحمله التجار في النادر من بلادهم والتبت مدن كثيرة فيضاف مسك كل ناحية إليها. غيره: وللغزالة نابان مجدولان صغيران الأعلى منهما مدلى على أسنانه السفلى ويداه قصيرتان ورجلاه طويلتان وبلدهم وعر صعوداً أو هبوطاً فإذا صار هذا الحيوان في الهبوط يصاد فيه. العلهمان: هو حار في الثانية يابس في الثالثة. ابن ماسه: يطيب العرق ويقوي القلب ويشجع أصحاب المرة السوداء دافع للجبن العارض لهم، وإذا خلط مع أدوية تصلح لهذا الشأن قواها ويسخن الأعضاء الخارجة ويقويها إذا ضعفت وإذا وضع عليها ويقوي الأعضاء الباطنة شرباً وجماعة من أهل الأهواز وفارس ذكروا أن فيه رطوبة بسببها يعين على الباه وأنه إذا أخذ منه جزء يسير فأذيب بدهن خيري وطلي به على رأس الإحليل أعان على كثرة الجماع وسرعة الإنزال، وقال الرازي في كتاب الإجماع، أنه يبخر الفم إذا حل في الطبيخ. وقال في المنصوري: ينفع من العلل الباردة في الرأس وهو جيد للغشي وسقوط القوة. الطبري: لطيف يقوي الأعضاء لطيب رائحته وينفع إذا استعط به مع شيء من زعفران مدوفين من كل واحد نصف عدسة نفع من الصداع البارد ويقوي الدماغ. حكيم بن حنين: يستعمل في الأدوية المقوية للعين ويجلو لبياض الرقيق وينشف رطوبتها جداً. إسحاق بن عمران: ينفع المشايخ والمرطوبين وخاصة في الأزمان والبلدان الباردة ويصدع الشباب والمحرورين ولا سيما في البلدان والأزمان الحارة، وبالجملة فإنه ينفع من جميع العلل الباردة في الرأس ويفتح السدد وينفع من الرياح التي تعرض في العين وفي سائر الجسم ويعقل البطن ويزيل صفرة الوجه ويذهب عمل السموم وهو جيد للخفقان ويصلح الفكر ويذهب تحديث النفس. ابن سينا: هو أجل ترياق لليبس والبهميين وقرون السنبل وهو مقرح ينفع من التوحش ويعدل حره بالكافور ويبسه بالأدهان الرطبة مثل دهن البنفسج ودهن الورد. التجربتين: إذا استعمل في أدوية الحواس الأربع كلها ذكاها ويقوي الحرارة الغريزية، وإذا خلط بالأدوية المسهلة كان أبلغ في التنقية وينفع انبعاث الدم من البدن ومن أضعاف الدواء المسهل، وإذا استعط به المفلوجون وأصحاب السكتة الباردة نبههم ونفعهم ونقى أدمغتهم مع الأدوية التي يستعط بها، وإذا حل في الأدهان المسخنة وطلي بها فقار الظهر نفع من الخدر والفالج مع التمادي عليه، وإذا حل في دهن البان وطلي به الرأس منع من النزلات. ابن رضوان: ينفع من أوجاع البواسير الظاهرة طلاء عليها. غيره: ينفع من الرياح الغليظة المتولدة في الأمعاء شرباً. ابن رشد: وبدله جندبادستر في أوجاع العصب وينوب عنه في جميع أفعاله إلا في الطيب خاصة.

مسن:   ديسقوريدوس في الخامسة: مسن الماء إذا سن عليه الحديد وأخذ ما ينحك منه ولطخ على داء الثعلب أنبت فيه الشعر وإذا لطخ على ثدي الأبكار منعها أن تعظم، وإذا شرب بالخل حلل أورام الطحال وينفع من الصرع. جالينوس في التاسعة: محكه ينفع ثدي الأبكار من أن تعظم قبل وقته ويمنع خصي الصبيان أن تعظم إن طلي عليها لأن قوته تبرد. الغافقي: قال بعض القدماء مسن الماء الأغبر الذي يفنى سريعاً من حكه بنحاس قبرسي وأخذ ما يخرج من مائه ولطخ به القروح التي تكون بالإنسان فجأة جففها وأبرأها وأما مسن الزيت الأخضر فإنه إذا كسر ثم شرب بخمر وسحق بالخل والنّطرون نفع الحكة والقوباء والخنازير والسرطان والأكلة، وإذا سحق هذا الحجر واكتحل به نفع من بياض العين. التجربتين: حكاكته تحد البصر وتقوي العين ولذلك يجب أن تحك الشيافات عند عملها عليه، وإذا سحق وجعل على القروح التي من حرق النار جففها.

مسحقونيا: الرازي: إنه ماء الجرار الخضر وماء الزجاج وذلك كتابه المسمى بالقوى والدساكر. الرازي في الحاوي: هو ماء الزجاج وفي كتاب أهرن القس أنه ماء الجرار الخضر حين تعمل. سليمان بن حسان: المسحقونيا هي الشجيرة وهو خلط يقوم من الملح والآجر يعرفه أهل صنعة تخليص الذهب. وزعم قوم: أنه حار جداً ولذلك يقلع البياض من العين ويجفف الرطوبة وينفع من الحكة والجرب إذا طلي به الجسم في الحمام.

مستعجلة: نبات مشهور بالديار المصرية ينبت بظاهر الإسكندرية ومنها يحمل إلى سائر بلاد الشام ورقه يشبه ورق الطرخشقوق حريفي الطعم تستعمل عروقه النساء ليسمنهن فيحمدنه كثيراً ويؤخذ أيضاً مع الإحساء وفي اللبن فيسمن ويحسن اللون جداً وأطباء مصر والشام يستعملونه مكان البوزيدان.

مسواك الراعي: قيل إنه الزوفرا وقيل هو الشيطرج وهو الأصح.

مسواك القرود: هي الأشنة سميت بذلك لأنها تصبغ الأفواه إذا استيك بها وقد ذكرتها في الألف.

مسواك العباس: قيل إنه رعي الإبر وقد يقال أيضاً على الدواء المعروف باليونانية بوارس.

مسك الجن: عامتنا بالأندلس يسمي بهذا الإسم النوع الصغير من الجعدة وقد يسمى أيضاً الشواصيرا بهذا الإسم.

مسمقورة: ومسمقارة ومسمقران إسم بربري للزرواند الطويل وقد ذكر في الزاي.

مشمش: جالينوس في السابعة: هي ثمرة رطبة باردة كأنها من الأمرين جميعاً في الدرجة الثانية. وقال في الأغذية: هو بجانس الخوخ إلا أنه أفضل منه في أنه لا يفسد كفساده في المعدة. ديسقوريدوس في الأولى: وأما أرمانيا فيقال له بالإفرنجية بارقوقيا أطيب طعماً من الخوخ وأطيب للمعدة. الحور: يسهل الماء الأصفر والصفراء ويولد خلطاً غليظاً. الرازي في الحاوي: كان برجل بخر فحدست أنه بخر معدته فأطعمته من رطبه فذهب البخر ثم كان يستعمل نقيعه في دائماً فلا أحسب أنه يوجد شيء أشدّ برداً للمعدة منه وتلطيخاً وأضعافاً.

وقال في دفع مضار الأغذية: يبرد المعدة جداً ويورث الجشاء الحامض ويقمع الصفراء والدم ولا سيما إن كان معه مرارة يسيرة وينبغي أن يجتنبه من تعتريه الرياح ومن يسرع إليه الجشاء الحامض، وإذا أخذ عليه الشراب الصرف والجوارشن الكموني والكندري والعنداديقون أو استف عليه من الناخواه نفعه، وأما أصحاب المعدة الحارة والجشاء الدخاني والعطش الدائم فكثيراً ما ينتفعون به ولا سيما في يوم بعد يوم ويوم يمسهم فيه حر وعطش دائم، ولا ينبغي أن يشرب عليه ماء الثلج ولا هؤلاء أيضاً ويؤخذ بعد إدمانه قبل مضي شهر طبيخ الإهليلج، ثم بزر الرازيانج والسكر أياماً ليؤمن بذلك من المائية التي تتولد عنه في الدم فإن تلك المائية تعفن بعض الأيام وتهيج حميات إن لم تتدارك بذلك إلا أن يتفق للإنسان أن يكثر بعد ذلك التعب وبجري منه عرق كثير ويصيبه هيضة قوية أو يدمن عليه شراباً قوياً يغزر عليه عرقه وبوله.

مشط الراعي: هوديساقوش باليونانية وقد ذكرته في آخر الدال وهو شوك الدراجين عند عامة أهل المغرب والأندلس.

مشكطرامشير:   وهو الفودنج البستاني وقد ذكرته بأنواعه مع الفودنج في الفاء، وكان شجارو الأندلس أعرف بهذا الدواء من غيرهم وأطباء الشام والروم يستعملون مكانه النوع الأبيض من الهيوفاريقون، وهو غلط منهم وهذا النوع من الهبوفاريقون إذا مضغت أوراقه وهي رطبة وعصرت خرج منها ماء أحمر كالدم ولذلك قال أطباء العراق والشام، أنه إذا رعته الغنم حلبت دماً والحقيقي منه تسمية أطباء الأندلس وشجاروها باللطينية وهي عجمية الأندلس بلديه خرنوبه أي غبيرة الإبل وهو مشهور عندهم بما ذكرته ومنه نوع آخر يعرف بالكاذب أكثر ما رأيته بأرض الشأم وببلد حماة كثيراً بأرضها إذا فركت شيئاً من ورقه أدنى فرك أدى إليك رائحة الفوذنج المعروف بحبق التمساح ويفترش على الأرض في منبته وله زهر صغير أحمر قان ينبت في العمارات والحروث وفي الجبل أيضاً، ورأيت منه نوعاً يسمى بالنارجيل وهو أكثر نباتاً من الذي ينبت بأرض حماة.

مصطكا: وهو علك الروم. جالينوس في الثامنة: شجرة المصطكا مركبة من جوهر مائي حار قليل ومن جوهر أرضي بارد يابس ليس بكثير المقدار وبسببه صارت تقبض قليلاً وتجفف في الدرجة الثانية عند انقضائها وفي الدرجة الثالثة عند ابتدائها، وأما حالها في البرودة والحرارة فوسط معتدل المزاج والقبض في أجزاء هذه الشجرة على مثال واحد أعني في عروقها وقضبانها وورقها وأغصانها وأطرافها وفي ثمرتها أيضاً ولحائها وإن أحببت أن تتخذ من ورقها ما دام طرياً ضماداً كانت قوّة ذلك الضماد على مثال قوة هذه الأجزاء كأن يقبض قبضاً يسيراً، ولذلك قد يشرب وحده على حدة أو مع أدوية أخر لقروح الأمعاء واستطلاق البطن وهو أيضاً نافع جداً لمن به نفث الدم وللنساء إذا انفجر من أرحامهن الرطوبات، وإذا برز الرحم وخرجت المقعدة وليس هو في هذه الأفعال ببعيد عن لحية التيس. ديسقوريدوس في الأولى: مستجين وهو ثمرة المصطكا وهي شجرة معروفة كلها قابضة وأجزاؤها متساوية في القبض وقد يطبخ قشرها وأصلها وورقها طبخاً طويلاً، وإذا طبخت أخرجت من الماء ثم طبخ الماء حتى يصير كالعسل ثخناً فيصلح هذا الطبيخ لقبضة إذا شرب لنفث الدم واستطلاق البطن وقرحة الأمعاء ونزف الدم من الرحم وظهور الرحم والسرم، وبالجملة يمكن أن يستعمل بدل القاقيا والهيو فافسطيداس وهو الطراثيث وقد يقوم مقامه عصارة الورق، وإذا صب طبيخه الورق على القروح العميقة والعظام المكسورة بني اللحم فيهما وشد الأعضاء المسترخية وقد يقطع سيلان الرطوبات المزمنة من الرحم ويمنع القروح الخبيثة من أن تسعى في البدن ويدر البول، وإذا تمضمض به شد الأسنان المتحرَكة وإذا عملت من أغصانها مساويك وتسوك بها جلت الأسنان وقد يكون من ثمرة هذه الشجرة دهن قابض يوافق كل ما احتاج إلى قبض، وقد يكون من هذه الشجرة صمغة يقال لها مستجى، ومن الناس من يسميها مسطيجي وهي المصطكا وقد يكون منها شيء جيد بالجزيرة التي يقال لها حيوس وأجودها ما كان يبرق وكان أحمر مشرقاً أو كان أبيض وكان بياضه مثل بياض الموم الذي من البلاد التي يقال لها طوريارا ثقيلة الحصا مفرطة اليبس هينة الإنفراك طيبة الرائحة، وأما الصفراء فهي دونها وقد تغش بكندر وصمغ صنوبر. جالينوس في السابعة: أما الأبيض من المصطكا وهو المسمى علك الروم فهو مركب من قوى متضادة أعني من قوة تقبض وتسخن وأخرى تلين فهو بهذا السبب نافع لأورام المعدة والمقعدة والأمعاء والكبد ويسخن ويجفف، وأما المصطكا الأسود المعروف بالنبطي فيجفف أشد من تجفيف المصطكا الأبيض وقوة القبض فيه أقل منها في ذلك فهو لذلك أنفع لمن يحتاج إلى تجفيف قوى وللأورام الصلبة جداً ودهنه أقل قبضاً ولا يكاد يتخذ من الأسود دهن. ديسقوريدوس: ينفع من نفث الدم والسعال المزمن شرباً وهو جيد للمعدة محرك للجشاء وقد يستعمل في أخلاط السنونات الجالية للأسنان وفي أخلاط الغمر لجلائها ويلزق الشعر النابت في الجفون نباتاً منقلباً، وإذا مضغ طيب النكهة وشد اللثة. أبو جريج: يسخن المعدة والكبد وله فعل في الرأس وجذب للبلغم إذا مضغ ولذلك جعل من الصبر ليصلح ويجذب بلغماً من الرأس. مسيح: يطيب النكهة ويفتق الشهوة ويحسن البشرة إذا طليت به ويسكن وجع اللثة. ابن عمران: يزيل حديث النفس. الإسرائيلي: مقو للمعدة محلل لرطوباتها ورياحها ومخرج لها بالجشاء ومسكن للأمغاص العارضة من الرطوبة. الغافقي: إن شرب بماء بارد أحدر البلة ورطوبة المعدة وإن شرب بماء حار لم يحدر ذلك ويسرع بانجبار الكسير ويسكن وجع العظام وينفع من الوثي والرض والفسخ، وأما ما يقال أنه يجبر العظام جبراً تاماً فباطل وهو نافع من الصداع البارد إذا سعط بدهن زنبق وإذا ديف بزيت ولطخ به شفاق الشفتين أبرأه، وإن خلط بالضمادات نفع من أوجاع الأمعاء. التجربتين: إذا سحقت المصكطا وشربت أو أخذت لعقاً أو مزجت بغيرها سخنت المعدة وفتحت السدد ونفعت من وجع المعدة الباردة إن كان عن خلط أو برد مفرط ولذلك تسخن الكبد وتنفع من عللها الباردة كلها، وإذا خلط بالأدوية العاقلة للجوف أو القاطعة للدم أعانها وإن كان في المعدة رطوبة كثيرة وأخذت بماء بارد أو ممروس فيه الورد المربى عصرتها ولينت الطبع فإن تمودي عليه عقلت وتسهل نفث الفضول من الصدر والرئة والشراب المتخذ منه يقوي الأعضاء الباطنة إذا أخذ ممزوجاً بالماء البارد عند العطش، وإذا تمودي عليه أدر البول وينفع مما تنفع منه المصطكا وإذا حل في الأدهان القابضة شد اللثة، وإذا تمودي عليه بالمضمضة منع من تحرّك الأسنان ونفع من وجع الأضراس والبلة المتولدة عن بلغم، وإذا ربي بالأدهان سكن الأوجاع الباردة المتولدة عن أخلاط أو رياح، وإذا دهنت الفسوخ بدهن ورد وذر عليها مسحوقاً وشدت بخرقة تمسكه سكن أوجاعها وحل جساوتها، وإذا دهنت المعدة بأحد الأدهان النافعة لها مما نذكر وذر عليها مصطكاً مسحوقة حتى تبتل بالدهن وضمدت بخرقة وتركت حتى تنقلع من ذاتها نفع من وجع المعدة ومن القيء.

مصع: أبو حنيفة: ثمرة شجر العوسج وهي حمراء ناصعة نحو الحمصة حلوة طيبة تؤكل وفيها تطويل وفي جوفها حب مثل عنب الثعلب. الغافقي: هو عندنا بالأندلس صنفان جبلي وبستاني وهو ثمرة صنف من الشوك كالعوسج، والجبلي منه إذا ركب في العوسج الذي يعرف بالزيتون وهو العوسج الأحمر كان منه المصع البستاني، وأكثر ما يستعمل هذا التركيب بالمرية من بلاد الأندلس، ويباع بأسواقها كالفواكه ويسمونه المصع وثمر البري منه في قدر الباقلاء وأصغر وهو أحمر قان في داخله حب كعجم الزبيب وهو قابض عاقل للبطن، وإذا أكثر منه ولد القولنج وآذى العصب وإذا ركب في الزيتون الحب كان حبه كاللوز وأصغر وإذا غرس كبر شجره ولا ينبت من نواه، وورقه شبيه بورق الخوخ إلا أنه أصغر وعليها زغب وهي منحنية إلى خلف وله زهر شبيه بزهر العليق، وقد يجمع حبه في آخر الصيف وليس ينضج بعض النضج حتى يعفن إما بأن يدفن في شعير أو يجعل في ظرف ويغطى ويترك فيه حتى ينضج وحبه يؤكل، وزعم قوم أنه الأشج وليس بصحيح.

مصل: الرازي في دفع مضار الأغذية: يبرد ويطفئ المرة إلا أنه ينفخ ولذلك ينبغي أن يتلاحق ضرره بالجوارشنات والأدوية والأقاويه، ولا سيما في الأبدان الباردة والجبن أقل منه وأدون في هذه الحال وهو أقل برودة منه. ابن ماسه: هو بارد يابس في الثالثة رديء الكيموس ضار للمعدة ولأصحاب السوداء فإذا طبخ باللحم السمين صلح قليلاً.

مصباح الروم: هو الكهرباء وقد ذكرته في الكاف.

مطبوخ: هو عقيد العنب وقد ذكرته في العين المهملة.

مظ: هو الجلنار. أبو حنيفة: هو رمان يكون بالسراة جبلي ينور ولا يعقد له حطب جيد ويعمل منه دادين كدادين الأرز وله عسل يسمى المرخ يظهر في الجلنار وأكثره يمص الإنسان منه حتى يملأ فمه وتأكله الإبل وتجرسه النحل.

معشوق: هو الجمشت من الحجارة وأما من النبات فهو من الماهوندانة وقد ذكرتهما في بابيهما.

مغين: هو المازريون وقد ذكرته في هذا الحرف.

مغاث: ابن سينا: حار إلى الثانية رطب إلى الثالثة مقو للأعضاء مسمن نافع إذ ضمد به من الوثي والكسر ودهن العضل وينفع من النقرس والتشنج وهو جيد للدشبذ ولصلابة المفاصل ملين لصلابات الحلق والرئة وقيل أنه يحرك الباه وخصوصاً بزره. ماسرحويه: يلين التشبك وصلابة الرحم.

مغره:   ديسقوريدوس في الخامسة: ما كان منها منسوباً إلى البلاد التي يقال لها سويس فأجوده ما كان كثيفاً صلباً ثقيلاً ولونه شبيه بلون الكندر وليس فيه حجارة ولا مختلف اللون وإذا بل بالماء ربا وقد يجمع بالبلاد التي يقال له قيادوقيا من بعض المغاير ويصفى ويحلب إلى البلاد التي يقال لها سويس ويباع هنالك، ولذلك ينسب إليها ولها قوة مجففة مغرية ولذلك تقع في أخلاط المراهم الملينة والأمراض المجففة وتمسك البطن وإذا تحسى ببيضة واحتقن بها عقلت البطن وقد تسقى لوجع الكبد والتي يستعملها النجارون هي في جميع أفعالها أضعف من المغرة المنسوبة إلى سويس، وأجودها المصرية والتي من قيادوقيا ومن المدينة التي يقال لها رسندنيون ولم يكن فيها حجارة وكانت هينة التفتت وقد تعمل المغرة فيما يلي الغرب من البلاد التي يقال لها لينس بأن يحرق الجوهر الذي يقال له الآجر فإنه إذا احترق استحال وصار مغرة. ابن سينا: باردة في الأولى يابسة في الثانية. البصري: تدخل في أدوية لزجة لاصقة وتقتل حب القرع. التجربتين: إذا حل في الخل وطلي به الحمرة والأورام الحارة كلها مع تقرح أو بغير تقرح وعلى حرق النار ردع المادة وأضمر الورم وجفف التقرح، وإذا سحقت وخلطت بالبيض النميبرشت وتحسيت قطعت الدم من أي موضع انبعث، وكذا إذا أخذت مع ماء لسان الحمل نفعت من قروح الأمعاء والمثانة وأمسكت الطبيعة والمأخوذ منها من درهمين إلى نحوهما ويتمادى عليها بحسب الشكاية في الضعف والقوة ولهذا إذا احتقن بها بماء لسان الحمل وما أشبهه قطع إفراط الدم من الحيض، وكذلك إذا احتقن بها لقرحة الأمعاء والدم المنبعث من المعا السفلي قطعه.

مغنيسيا: الرازي: هي أصناف فمنها تربة سوداء وفيها عيون بيض لها بصيص، ومنها قطع صلبة فيها تلك العيون، ومنها مثل الحديد ومنها حمراء. غيره: هو حجر لا يتم عمل الزجاج إلا به وهو ألوان كثيرة وقد يستعمل في الأكحال وقوته تبرد وتقبض وتجفف وتأكل الأوساخ كلها.

مغناطيس: هو الحجر الذي يجذب الحديد. ديسقوريدوس في الخامسة: أجوده ما كان قوي الجذب لازوردي اللون كثيفاً ليس بمفرط الثقل وإن سقي منه ثلاث أوثولوسات بالشراب الذي يقال له ماء القراطن أسهل كيموساً غليظاً ومن الناس من يحرقه ويتبعه بحسبات الشادنة. جالينوس في التاسعة: قوته كقوة الشادنة. البصري: قال الإنطيلس الآمدي عن بعض الناس أنه حجر إذا مسك بالكف نفع من وجع اليدين والرجلين ونفع من الكزاز. الطبري: يابس جداً جيد لمن في بطنه خبث الحديد نافع لعسر الولادة إذا وضع على المرأة النفساء أو أمسكته. غيره: يذهب الإسهال العارض من شرب خبث الحديد وإن ذر على جرح بحديد مسموم أبرأه.

مغافير: الغافقي: هو شيء يشبه العسل كالترنجبين فيه شيء من رائحة الموز. أبو حنيفة: يكون في الزفت وفي العشر وفي النمام فما كان في الزفت كان أبيض حلواً فيه لين وما كان في العشر فإنه يخرج فصوصه ومواضع زهره فييبس وتجمعه الناس فيسمى سكر العشر وفيه مرارة وهو شبيه بالصمغ تأكله الناس ويقال مغفر ومغفر ومغفار.

مغد: أبو حنيفة: هو اللقاح البري وقيل الباذنجان وزعم قوم أنه الكماة الصغار والأول أصح، قال وهو أيضاً شجر يلتوي على الشجر والكرم ورقه دقاق ناعمة طوال ويخرج جراء كجراء الموز إلا أنه أدق قشراً وأكثر حلاوة ولا يقشر لها حب كحب اللقاح ويبدو أخضر ثم يحمر إذا انتهى ويؤكل وهو كثير بواد يقال له بررة.

مغدود: ضرب من الكمأة صغير رديئة لآكلها.

مغرزة: أبو حنيفة: هي بقلة ربيعية لها ورق صفار أغبر مثل ورق الحرف وزهره أحمر يشبه زهرة الجلنار وهي تعجب البقر جداً وتغزر عليه ولذلك سميت بهذا.

مفرح: إذا قيل مطلقاً فإنما يراد به لسان الثور.

مفرح قلب المحزون: هو الباذرنجبويه وهو الترنجان وقد ذكرته في التاء.

مقل:   ديسقوريدوس في الأولى: هو صمغ شجرة تكون ببلاد العرب وأجوده ما كان مراصاً في اللون كأنه الغراء المتخذ من جلود البقر وباطنه علك لازوقي سريع الإنحلال لا يخالطه شيء من خشب ولا وسخ وإذا بخربه كان طيب الرائحة شبيهاً بالأظفار وقد يوجد منه شيء أسود وسخ غليظ كبير المقدار رائحته كرائحة الدارشيشغان أو رائحة قشر الكفري يؤتى به من بلاد الهند وقد يؤتى بشيء منه من البلاد التي يقال لها باطوناس شبيه بالراتينج قريب من لون الباذنجان، وهو ثان بعد الجيد في قوته وقد يغش المقل بصمغ غربي وغراء يخلطونه وما كان هكذا فلا يكون له من المرارة ما للخالص ورائحته في التبخير طيبة. جالينوس في السادسة: هو جنسان صقلي وهو أشد سواداً وألين من المقل الآخر وقوته ملينة وعمله بهذه القوة بليغ والآخر عربي والعربي أيبس من الآخر وقوته أشد تجفيفاً من الأدوية الملينة وما كان منه حديثاً رطباً إذا عجن كان كاللبن فعمله كعمل الصقلي وكلما عتق حدثت في طعمه مرارة شديدة وصار حاداً حريفاً يابساً فقد خرج من طبيعة اعتدال الأدوية الملينة للأورام الصلبة ومن الناس من يستعمله وخاصة العربي في مداواة الأورام الحادثة في الحنجرة وفي قبلة الأمعاء وإذا أرادوا استعماله لينوه بريق إنسان لم يأكل شيئاً ثم لا يزالون يعجنونه حتى يصير كالمرهم وقد يظن بالمقل العربي أنه يفتت حصى الكليتين إذا شرب ويدر البول ويذهب الرياح الغليظة إذا لم تنضج ويفشها ويطردها ويشفي وجع الأضلاع وفسوخ العضل كلها. ديسقوريدوس: وقوته مسخنة ملينة وإذا ديف بريق صائم حلل الجساء والورم الذي يقال له قريحوقيلي العارض في الحلق وأدرة الماء وإذا احتمل أو تبخر به فتح الرحم المنضمة ويحدر الجنين وكل رطوبة وإذا شرب فتت الحصا وأدر البول وإذا شربه من كان به سعال أو من نهشه شيء من الهوام نفع من ذلك وهو نافع من شدخ أوساط العضل والكزاز ووجع الجنب والرياح ويقع في أخلاط المراهم اللينة لصلابة الأعصاب وتعقدها ويلين بأن يدق ويصب عليه أما شراب أو ماء حار قليلاً قليلاً. ابن سرانيون: يسهل البلغم ويعطي منه على رأي القدماء والمحدثين مثقالان مع ماء العسل، وينفع خاصة الذين تقطع أعينهم الرطوبات. جامع الرازي: حار لين في الدرجة الثالثة وينفع من الطواعين. أبو جريج: المقل المسمى الكور حار يابس في آخر الثانية وله حدة وينفع من الجراحات إذا خلط بالمراهم وينقي أعضاءها ويدمل الخنازير وإن طلي على السعفة بالخل أبرها. حنين في كتاب الترياق: يحلل الورم الجامد. ابن ماسويه: يحلل الأورام الداخلة شرباً بمطبوخ والخارجة إن وضع عليها محلولاً بمطبوخ وإن خلط بالأدوية الحادة المسهلة منع حدتها ونفع من سحج الأمعاء والأضرار بها. ماسرحويه: إنه يحلل الأورام الصلبة في الأنثيين وغيرهما. ابن سينا: ينفع من أوجاع قصبة الرئة وأورامها والسعال المزمن، وينقي الرحم وينفع من البواسير شرباً. وحكى ابن واقد عن غيره أنه يزيد في شهوة الجماع ويسمن وينفع من جميع السموم كلها شرباً. التجربتين: إذا سحق وعجن برغوة الفول المطبوخ ووضع على الثآليل المتعلقة والقوباء وتمودي عليه قلعها وأزالها وإن ضمدت به الأورام البلغمية الصلبة حللها وقيله الماء وحفظ الأسنان ويضمر قيله اللحم للصبيان خاصة إذا كان معجوناً بهذه الرغوة أو لعاب الصائم حتى يصير كالمرهم ويسهل نفث الأخلاط كلها من الصدر والرئة ويدر الطمث إذا كان اعتقاله من سدد غليظة ويؤخذ منه درهم ونصف فما دونه، فيخرج الثفل ويسهل الولادة وينزل المشيمة شرباً وحمولاً وبخوراً، وإذا سحق وخلط بنخالة القمح الكبيرة وكون النخالة أغلب وطبخاً برب العنب وعركاً بسمن ووضعاً على أورام النغانغ من خارج حللها، وإذا وضع على البرودة الحادثة في الجفن محلولاً بلعاب الصائم حللها وإذا وضع على البواسير من خارج والثآليل المتعلقة هناك معجوناً بماء الكرم الجاري فيه من أول أمشير وهو أشباط أوقي مطبوخ زنبق في زيت عتيق ويعاد إلى الطبخ حتى يغلظ وتمودي عليه أضمرها، وإن خلط به شيء يسي من الزنجار بعد ظهورها أسقطها وهو مفتح للسدد في الكلى والمثانة.

مقل مكي:   ابن واقد: هو ثمرة الدوم وهو ينضج بمكة ويؤكل خارجه لذيذ وأما بالأندلس فهو غير محرك بل هو كثير العفوصة قليل المائية خشن جداً عشبي بارد قابض يعقل البطن ويقوي المعدة. التجربتين: قشره مطبوخاً ينفع من تقطير البول. غيره: ينفع من انفجار الدم من العروق شرباً.

مقر: قيل إنه الصبر الحضرمي. أبو حنيفة: هو شجر الصبر وقد ذكر في الصاد.

مقلياثا: هو الحرف بالسريانية فيما زعموا. قال بعضهم: إنما سمي مقلياثا لما قلي منه خاصة وبه سمي السفوف سفوف المقلياثا لأن الحرف الذي يقع فيه مقلو.

مقدونس: هو الكرفس الماقدوني وهو منسوب إلى ماقدونيا بالروم وهو البطراساليون.

مكنسة الأندر: عامة الأندلس يسمي بهذا الإسم الدواء المسمى باليونانية قلومس وهو البوصير وقد ذكرته في الباء ويسمونه أيضاً بسيكران الحوت وهو الذي يستعمل أطباء الشام وغيرها من البلاد المشرقية لحاء أصوله على أنه الماهي زهره.

مكنسة قرشية: هي المخلصة عن البكري وقد ذكرتها في هذا الحرف.

ملح: ديسقوريدوس في الخامسة: أقواه المعدني وزعم قوم أن المعدني هو الأندراني وأقوى المعدني ما كان متحجراً صافي اللون كثيفاً متساوي الأجراء وما كان بهذه الصفة أقواه ما كان من البلاد التي يقال لها ليونيا وكان يتشقق وكانت عروقه متساوية. حنين: وملح أمرونيا هو النوشاذر المعدني وأما الملح البحري فينبغي أن يستعمل منه ما كان أبيض متساوياً ويكون منه شيء جيد من قبرس التي يقال لها سالاميني والموضع الذي يقال له ماغر، أو قد يكون أيضاً بصقلية وبالبلاد التي يقال لها لينوى منه شيء جيد إلا أنه دون الأول، وينبغي أن يختار منه ما كان في المواضع التي فيها مياه قائمة وأقواه الذي من البلاد التي يقال لها قيرقصا وهو الذي يسمى طاماون ويسمى أيضاً طاوعان. جالينوس في الحادية عشرة: الملح المحتفر من الأرض والملح البحري قوتهما واحدة بعينها في الجنس وإنما يختلفان في أن جوهر الملح المأخوذ من الأرض أشد اكتنازاً ولذلك صار الغلة والقبض فيه أكثر ولهذا السبب صار البحري ساعة يصب عليه الماء ينحل، والملح المأخوذ من الأرض لا يعرض له ذلك والملح المتولد في البحيرات والنقائع نوعه شبيه بالبحري وإنما هناك في الصيف يجتمع وتحترق مياهها فتنحجر الحمأة الشديدة الحرارة، كالذي يكون في طراغيسون بالقرب من منيس لأن المياه هناك مالحة فتجتمع في الصِف في موضع ليس بالواسع كثيراً، ولا يزال هذا الماء في جميع الصيف يفني ويجف بحرارة الشمس أولاً فأولاً إلى أن يتحجر وهناك ملوحة طبيعية فيصير جميع ذلك الماء ملحاً فسمي لإسم الموضع المبين وإسم ذلك الماء ملحاً طراغيسيا لأن الماء الذي في ذلك الموضع من الحمايات يسمى طراغيسيا وقوته مجففة جداً ويستعمله الأطباء هنالك للتجفيف، وقد كنت قلت في الملح الذي بسذوم والذي بالبحيرة المعروفة بالمتينة في المقالة الرابعة من هذا الكتاب قولاً لا يحتاج معه من كان له نظر واهتمام إلا إلى التذكرة به فقد وصفت لك كيفية الملح في المذاقة والطعم وعرفتك قوته ومن شأن الكيفية المالحة أن تجمع وتحل معاً جوهر الجسم الذي تدنو منه، وإنما الخلاف بين الملح والبورق الأفريقي أن البورق إنما الغالب عليه طعم واحد فقط وهو المرارة التي فيه وقوة محللة وليس له قوة تجمع جوهر الجسم الذي تلقاه وهو رطب لا يدع فيه البتة شيئاً منه ويجمع ما في جوهره الصلب بقبضه، ولذلك صار الملح يجفف الأجسام التي تعفن وإنما تعفن من قبل رطوبة فيها فضل وجوهرها جوهر منحل غير كثير، وبهذا السبب صارت الأجسام التي ليس فيها رطوبة فضلية بمنزلة العسل الفائق والأجسام التي جرمها كثيف بمنزلة الحجارة ليس يمكن أن تعفن، والملح بهذا السبب لا يمكن أن يستعمل في هذه الأجسام لكن في الأجسام التي يخاف عليها أن تعفن، والملح المحرق له من التحليل أكثر من الذي لم يحرق وحرقه يصيره ألطف بسبب القوة التي اكتسبها من النار كما يعرض لسائر ما يحرق من جميع الأشياء على ما بينا، ولكن ليس يمكن فيه أيضاً أن يجمع ويكثر جوهر الجسم الصلب الذي يلقاه كما يفعل الملح الذي لم يحرق. وقال في موضع آخر قبله: وأما الملح المتولد في البحيرة المتينة المعروفة ببحيرة الزفت، وهي بحيرة مالحة في غور بلاد الشأم ويسمى ملح سذوم باسم الجبال المحيطة بالبحيرة وهي بلاد سذوم فقوته قوة تجفف تجفيفاً أكثر من تجفيف سائر أنواع الملح وهو مع هذا ملطف لأنه قد ناله من إحراق الشمس أكثر من غيره من أنواع الملح وليس هو مر الطعم فقط لكنه مر المذاق لأن موضع هذه البحيرة غائر تحرقه الشمس فلذلك هو في الصيف أشد مرارة منه في الشتاء، وإن ألقيت هناك في ماء هذه البحيرة ملحاً لا يذوب لأنه يخالطه من الملح شيء كثير وإن انغمس فيه إنسان تولد فيه على بدنه عند خروجه منه غبار رقيق من غبار الملح كالسورج ولذلك صار ماء هذه البحيرة أثقل من كل مياه البحر ومقدار زيادة ثقله على مياهها كمقدار زيادة ثقل ماء البحار على ماء الأنهار، ولذلك إذا وقفت في هذه البحيرة ثم رمت أن تغوص إلى أسفل لم تقدر، وإن أخذت حيواناً فربطت يديه ورجليه وألقيته في ماء تلك البحيرة لم يغرق لأنه لا يرسب لكثرة ما يخالطها من جوهر الملح الثقيل الأرضي. ديسقوريدوس: وقوته قابضة تجلو وتنقي وتحلل وتقلع اللحم الزائد في القروح وتكوى وقد تختلف هذه الأفعال في الشدة والضعف على قدر اختلافه وقوة أصنافه وتمنع القروح الخبيثة من الإنتشار ويقع في أخلاط أدوية الجرب ويقلع اللحم النابت في العين ويذهب الظفرة ويصلح للحقن، وإذا خلط بالزيت والخل وتلطخ به أذهب الأعياء والحكة والجرب وهو صالح للأورام البلغمية العارضة لمن به إستسقاء، وإذا تكمد به سكن الوجع، وإذا خلط بالزيت والخل وتلطخ به بقرب النار إلى أن يعرق نفع الحكة والجرب المتقرح وغيره والجذام والقوابي، وإذا خلط بالخل والعسل والزيت وتحنك به سكن الخناق، وإذا خلط بالعسل نفع من ورم اللهاة والنغانغ وقد يضمد به مع الشعير المحرق والعسل للأكلة والقلاع واللثة المسترخية ويضمد به مع بزر الكتان للذعة العقرب ومع فودنج الجبل والزوفا لنهشة الأفعى الذكر ومع الزفت والقطران أو العسل لنهشة الأفعى والحية التي يقال لها فرسطس وهي التي لها قرنان، ومع الخل والعسل لمضرة سم الحيوان الذي يقال له أم أربعة وأربعين ولذع الزنابير ومع شحم العجل للبثور التي يقال لها سورداقيا إذا خرجت في الرأس وللحم الزائد في ظاهر البدن الذي يقال له يوميا، وإذا تضمد به مع الزيت والعسل نفع لتحليل الدماميل، وإذا خلط بفودنج الجبل وخمر أنضج الأورام البلغمية العارضة في الأنثيين ينفع من نهشة التمساح الذي يكون بنيل مصر، وإذا سحق وصر في خرقة كتان وغمس في خل حاذق وضرب به ضرباً رفيقاً ووضع على العضو المنهوش من بعض الهوام نفع من النهشة، وإذا استعمل بالعسل نفع من كمنة الدم الذي تحت العين وقد ينفع من الأفيون والفطر القتال إذا شرب بسكنجبين، وإذا خلط بالعسل والدقيق نفع التواء العصب وإذا خلط بالزيت ووضع على حرق النار لم يدعه أن يتنفط وقد يوضع على النقرس كذلك فينفعه ويستعمل بالخل لوجع الأذن، وإذا تضمد به مع الخل ولطخ به مع الزوفا منع الحمرة والنملة من الإنتشار في البدن وقد يحرق على هذه الصفة يؤخذ فيصير في إناء من جديد ويستوثق من تغطيته لئلا يندر الملح إذا أصاب حرارة النار أو يدفن في جمر ويترك إلى أن يحمى الملح ويخرج من النار، ومن الناس من يأخذ الملح العربي فيصيره في عجين ويضعه في جمر ويتركه حتى يحترق العجين، وقد يستقيم بأن يحرق سائر الملح على الصفة يؤخذ فيغسل بالماء غسلة واحدة ثم يجفف ويترك في قدر ويغطى ويوقد تحتها النار وحولها الجمر فلا يزال الملح يحرك حتى تسكن حركته. أبو جريج: هو حار يابس إذ بالأغذية الباردة كالجبن والسمك والكوامخ أحالها عن طباعها حتى تصير حارة يابسة على الإسهال والقيء ويحلل الأورام ويقلع البلغم اللزج من المعدة والصدر ويغسل ويهيج القيء ويعين على قلع السوداء والبلغم اللزج من أقاصي البدن. الرازي في المنصوري: يذهب بوخامة الطبيخ ويهيج الشهوة ويحدها والإكثار منه محرق للدم والبصر ويقلل المني ويورث الحكة والجرب. وقال في دفع مضار الأغذية: يعين على الطعام وينفع من سريان العفونة إلى البدن ويذهب بوخامة الدسم ويوافق أصحاب الأبدان الكثيرة الرطوبة ويضر النحفاء. غيره: هو أنواع فمنه ملح العجين ومنه نوع محتقر من معدته ومنه الأندراني الشبيه بالبلور ومنه نفطي سواده لأجل نفطية فيه، وإذا دخن طارت نفطيته وصار كالأندراني ومنه أسود ليس لنفطية فيه بل في جوهره ومنه المر ومنه الهندي الأحمر اللون. البصري: ملح العجين حار في الثالثة وأما الملح الأسود الذي ليس سواده شديداً ولا له رائحة النفط فحار في الثانية يسهل البلغم والسوداء والنفطي يسهل الماء والسوداء والبلغم العفن والأندراني حار يابس في الثانية: وأما المر فحار يابس في الدرجة الثالثة ويسهل السوداء بقوة والأحمر الهندي حار يابس في الثانية يسهل الكيموسات المختلفة. الخوز: الملح الهندي يسهل الماء الأصفر ويطرد الرياح ويلين الصدر والبطن ويذهب البلغم ويحد الفؤاد وينفع من وجعه ويشهي الطعام وبذهب بصفرة الوجه. غيره: الأندراني يحد الذهن والمر إذا سحق بشيء من صمغ الزيتون وحشي به الجرح الطري من ساعته ألحمه. التجربتين: إذا حل الملح بالخل وتمضمض به قطع سيلان الدم المنبعث من اللثات والمنبعث أيضاً بعد قلع الضرس، وإذا سخنا وأمسكا في الفم نفعا من وجع الضرس وإذا تغرغر بهما حلبا بلغماً وخماً ونقيا الدماغ وورم النغانغ، وإذا غسل بالملح والخل كل يوم الأواكل والنملة الساعية وبثور الأعضاء وتمودي على ذلك أبرأها، وإذا خلط وحده مع الأدوية المسهلة قطع الأخلاط وسهل اندفاعها، وإذا خلط الأندراني في أدوية العين أحد البصر وأضعف الظفرة وخفف البياض ونفع من السبل، وإذا خلط مع الصبر ووضع على الدماغ نفع من النزلات، وإذا سحق وسخن ووضع على الفسخ والوثي، والرض في أول حدوثها بعد أن يدهن الموضع بزيت أو غسل ويعصب عليه سكن وجعها، وإذا حل في خل وصابون نفع من الورم الرخو ومن تهيج الأطراف إذا كمدت بهما حارين وإذا حل في شراب السكنجبين أو شرب بالماء وحده فتح السدد حيث كانت وقلع البلغم اللزج ويؤخذ من درهمين إلى نحوهما.

ملح الدباغين: هو السورج من المنصوري.

ملح الصاغة: قيل هو التنكار فاعرفه.

ملح بونيه: هو النوشاذر وسيأتي ذكره في النون.

ملح سبخي: هو ملح العجين وقد ذكرناه.

ملح الغرب: هو ملح يوجد في شجرة الغرب.

ملح وسخ: هو ملح يوجد من نفس الأرض وقد ذكرناه.

ملوخ:   هو القطف البحري. ديسقوريدوس في ا: السمون وأهل الشام يسمونه الملوخ وهو شجرة يعمل منها السباحات وهو شبيه بالعوسج غير أنه ليس لها شوك وورقها شبيه بورق الزيتون غير أنه أعرض منه وينبت في سواحل البحار في السباخات. جالينوس في السادسة: هو نبات يكون كثيراً في بلاد قاليقلا وأطرافه تؤكل إذا كانت طرية وتكبس وليستعذبها لوقت آخر ويولد في بدن كل من يستعمله منياً ولبناً وطعمه مالح يسير القبض وهذا كله مما يعلم به أن أجزاءه غير متساوية ولا متشابهة إلا أن جوهره حار باعتدال مع رطوبة غير نضيجة له نفخة يسيرة. ديسقوريدوس: وقد يطبخ ورقه ويؤكل وإذا شرب من أصله وزن درهمين بماء القراطن نفع من شدخ العضل وسكن المغص وأدر اللبن.

ملاخ: ابن حسان قال أبو حنيفة: أخبرنا أعرابي من ربيعة بأن قال الملاخ من الحمض مثل القلام له أغصان بلا ورق إلا أن القلام أخضر وفي الملاخ حمرة، قال: وأخبرني بعض أعراب بني أسد عن الملاخ أنه يؤكل مع اللبن يتنقل به، قال: ويسميه أهل البصرة بالفارسية الكشلج. ابن حسان: وسمي ملاخاً للون لا للطعم وقد ذكره ديسقوريدوس في المقالة الثالثة وسماه باليونانية أيدروطافاس. لي: وقد ذكرته في الألف.

ملوخيا: كتاب الرحلة: بقلة مشهورة بالديار المصرية كثيرة اللزوجة تربى في اللزوجة أكبر من الخطمي والخبازي والبزرقطونا وغيرها تشاكل البقلة اليمانية في هيئتها وأغصانها وورقها على هيئة الباذروج إلا أن أطرافها إلى الإستدارة وخضرتها مائلة إلى الذهبية مشرفة الحافات، وزهرتها صفراء فيها مشابهة من زهر القثاء إلا أنها أصغر تخلف إذا أسقطت مشفة عودية الشكل إلى الخضرة ما هي في داخلها بزر أسود كشكل بزر الشونيز البري وطعم البقلة كلها مسبخ الطعم. غيره: وهي ألذ طعماً من الخبازي وتنفع الطحال وتلين الطبع وترطب الصدر وبزرها إذا سقي منه درهمان أسهل إسهالاً ذريعاً وهو شديد المرارة.

ملطاه: هو مشط الغول وهو نبات يكون في الجبال الشامخة يدوح أغصاناً دقاقاً لا زهر له ولا ثمر له ورق شبيه بورق الكزبرة إذا شرب من مائه ثلاثة أواقي نفع من عضة الكلب الكلب. لي: هكذا زعم الشريف في نقله عن الفلاحة.

ملونيا: هو البطيخ الطويل وقد ذكر في الباه.

ملبن: الرازي في دفع مضار الأغذية: هو غليظ مولد للسدد والقولنج بطيء النزول رديء في أكثر أحواله واجتنابه أصلح، اللهم إلا أن يكون الإنسان جائعاً ويصلح منه ويسرع نزوله الفانيذ وينبغي أن يحذره من في كبده وطحاله غلظ والحصا يعتريه في كلاه وليس بضار للصدر والرئة.

من: مسيح: حار جلاء غسال إلا أن قوته تزيد وتنقص بحسب الشجر الذي يقع عليه. ماسرحويه: حار في الأولى معتدل الرطوبة واليبس جيد للصدر والرئة والذي يقع على الطرفاء نافع للسعال وخشونة الصدر. ابن ماسه: المن الذي ينزل على الطرفاء ويلتقط منها صالح للسعال والخشونة الكائنة في الصدر. جامع الرازي: المن يقع على ورق الخطمي كالعسل فما تخلص منه كان أبيض وما لم يتخلص وجمع بالورق كان أخضر. حبيش بن الحسن: حار في آخر الدرجة الثانية يقرب يبسه من حرارته وأجوده ما صفا لونه وكان بقرب من البياض يشوبه يسير حمرة لا يخالطه شيء من خشب الشجرة وهو ينفع استرخاء العصب والمعدة ويشد الطبع وينفع من الماء الأصفر إذا شرب منه وتضمدت به البطن وينشف البلة إذا استعط بوزن دانق منه ويجلو الدماغ ويخرج عنه الريح الغليظ، ويقوي الأدوية إذا خلط بها في الشراب والسعوط ويبدد الأورام التي من البلغم ويخلط بالأدوية الكبار لكثرة منافعه في البدن. لي: هذا القول الذي أورده حبيش في المن لا يسوغ إلحاقه به لما اشتمل عليه من كثرة المباينة له في الكيفية والقوة فتأمله ولو أورده في صمغ المر لكان أشبه به وأليق، وإنما ذكرت كلام حبيش ههنا بنصه لأنبه عليه لأن جماعة من الأطباء قد نقلوا هذا بعينه عنه ولم يذكروا ما نبهت عليه.

منيرة:   بفتح الميم وتشديد النون بعدها ياء منقوطة باثنتين من تحتها ساكنة ثم راء مفتوحة مهملة بعدها هاء. الغافقي: هو نبات له ساق جوفاء خوارة تعلو نحو ذراعين في داخلها شيء شبيه بالقطن وله ورق يشبه ورق الحبق وما قرب من الأرض كان أعظم وباطنها فرفيري اللون وجوانبها مشرفة كالمنشار، وفي طرف الساق إكليل كالشبت فرفيري وله أصل خشبي نباته بقرب الماء ويسميه بعض الناس أرجونية، وإذا دق هذا النبات وذر على القروح الخبيثة الساعية نفع منها وهو قتال لمن أكله خناق له.

منتجوشه: هو السنبل الرومي وقد ذكرته في السين المهملة.

منذغورة: هو اليبروح عند أهل مصر وأصله بالرومية منذاغورس وسيأتي ذكر اليبروح في الياء.

منثور: يقال على الخيري وقد تقدم في الخاء المعجمة ويقال على نوع من الخشخاش يسمى باليونانية منقش رواش وقد ذكر في الخاء.

ممسك الأرواح: وموقف الأرواح أيضاً وهو الأسطوخودس عن إسحاق بن عمران وقد ذكرته في الألف.

مها: كتاب الأحجار: هو صنف من الزجاج غير أنه يصاب في معدته مجتمعاً بالمغنيسيا ويوجد في البحر الأخضر وقد يوجد أيضاً بصعيد مصر، وهو حجر أبيض بهي جداً لا يوجد إلا أبيض ومنه نصف أقل حسناً وصبغاً وأشد صلابة إذا نظر إليه الناظر ظن أنه من جنس الملح، وإذا قرع به الحديد الصلب أخرج ناراً كثيرة والأول هو البلور ويستقبل به عين الشمس فينظر إلى عين الشعاع الذي قد خرج من الحجر مما شفته الشمس بضوئها فيستقبل بذلك الموضع خرقة سوداء فتأخذ فيها النار حتى تحرقها ومن أراد أن يشعل من ذلك ناراً فعل سريعاً. كسوقيراطيس: نافع من الرعدة والإرتعاش والسل العارض للصبيان ويمسح به ثدي المرأة إذا عسر عليها لبنها ويقوي، وقال دواوسطوس الجوهري، إن دم التيس إذا كان سخناً فصير فيه أذابه وحله. وذكر هرمس: أنه جيد لمن ثقل لسانه وفسد كلامه، وإذا سحق بخل وملح ومر وزعفران ونوشاذر وحل بعسل وعرك به اللسان مرار، أذهب ذلك منه. أبو طالب بن سليمان: يسهل الولادة بخاصية فيه وإن علقته المرأة في حين الطلق على وركها سهل الولادة. التميمي: إذا سحق وصول بالماء سهل الولادة لطخاً وقلع البياض من العين.

مهد: يقال بضم الميم وإسكان الهاء وبالدال المهملة إسم للنوع من العرطنيثا المعروف براحة الأسد وهو ينبت بأعمال الشام وأهل الشام يسمونه القيلعي وقد ذكرته في الراء المهملة.

مو: ديسقوريدوس في الأولى: قد يسمى أمامنطقون وهو المرقد يكون كثيراً بالبلاد التي يقال لها مقدونيا وهي الأندلس وقد يسمى لنا المرمنطيقن وساقه يشبه ساق الشبث وورقه شبيه بورقه غير أنه أغلظ من ساق الشبث وله إكليل كإكليلة فيه بزر يشبه الكمون عطر الرائحة نحواً من ذراعين متفرق الأصول وأصوله دقاق بعضها معوجة وبعضها مستقيمة طوال طيبة الرائحة يحذو اللسان. جالينوس في السابعة: أصول هذا هي التي ينتفع بها وهي حارة في الدرجة الثانية يابسة في الثالثة ولذلك صارت تدر البول وتحدر الطمث وإذا أكثر الإنسان من أخذ هذه الأصول أحدثت له صداعاً من طريق أنها تسخن أكثر مما تجفف لأن فيها رطوبة نافخة غير نضيجة فإذا أصعدت الحرارة هذه الرطوبة إلى الرأس صدعته وأوجعته كثيراً. ديسقوريدوس: وإذا أغليت بالماء أو لم تغل وشربت مسحوقة سكنت الوجع العارض من اختناق الفضول في المثانة والكلى، وهي صالحة لعسر البول، وإذ سحقت وخلطت بعسل ولعقت نفعت من الريح العارضة في فم المعدة والمغص وأوجاع الأرحام والمفاصل والصدر الذي تنصب إليه المواد، وإذا سلقت وجلس النساء في مائها أدرت الطمث، وإذا ضمد بها عانة الصبي أدرت البول وإذا أخذ منه أكثر من المقدار الكافي صدع. الشريف: ينفع من ضعف الكبد وبردها ونفخها شرباً كان أو ضماداً، مسيح: يغرز المني شرباً.

موز:   قال أبو حنيفة: تنبت الموزة نبات البردي ولها عنقزة غليظة وأوراقها طويلة عريضة تكون ثلاثة أذرع في ذراعين وليست بمنخرطة على نبات السعف ولكن شبيهة المربعة وترتفع الموزة قامة باسطة ولا تزال فراخها تنبت حولها واحدة أصغر من الأخرى وربما كانت عشرين، فإذا هي طلعت تطلع وقد قاربها فراخها في الطول فإذا أدركت موزها قطعت الأم من أصلها فتؤخذ وتطلع فراخها إلى أن تصير أماً ولا يزال كذلك أبداً ويكون القنو منه ما بين الثلاثين إلى الخمسين فيجمد العنق حينئذ. سليمان بن حسان: شجره في شكل النخلة ساقه له ورق خارج منه أملس عريض كبير جداً مخطوط مليح المنظر وله عنقود يخرج منه الموز كالقثا، وهي أول طلوعها خضراء ثم تصفر ثم تسود إذا نضجت وداخلها طعمه كالزبد حلوة لينة تؤكل بالسكر وهي مرطبة للمعدة اليابسة مع تبريد لطيف ولين الصدر وتنفع من السعال اليابس. ابن ماسويه: هو حار في وسط الأولى رطب في آخرها يغذو غذاء يسيراً والإكثار منه يولد ثقلاً كثيراً، وهذه خاصية نافعة من القرحة الكائنة في الحلق والصدر والرئة والمثانة إلا أن إكثاره يثقل في المعدة وينبغي لمدمنه إن كان مزاجه بارداً أن يشرب بعده ماء العسل أو سكنجبيناً معسلاً، ويؤخذ بعد السكنجبين زنجبيل مربى وهو ملين للطبيعة. شندهشار: يزيد في النطفة والبلغم ابن ماسه: الإكثار منه يولد السدد. الطب القديم: يحرك الباه ويزيد في الصفراء وهو ثقيل على المعدة. العلهمان: هو دواء جيد للصدور والكلى ويدر البول.

مورداسفرم: ابن سينا: هو زهر وقضبان دقاق منفركة إلى الغبرة والصفرة وقد يكون منه ما هو إلى البياض ومنه أيضاً ما هو أشد ميلاً إلى الصفرة وقوته كقوة الباذروج عند بعضهم. قالت الخوز: إنه في قوة الإفسنتين الرومي وأشد قبضاً وهو حار يابس في الثانية ينفع من الصداع ورطوبة الدماغ ويقوي المعدة والكبد وينفع من السقطة على الأحشاء ومن الديدان حمولاً.

مورقا: الغافقي: هو نبات ينبت كثيراً ببلاد البربر والسودان وقد ينبت أيضاً بقرب الأندلس جهة إسبانيا وهي إشبيلية وأهل هذه البلاد يسمونه بالمورقا والبربر يسمونه إسمامن ومن الناس من يسميه سنبلاً برياً، وقوم يظنون أنه المو وذلك غلط منهم وهذا نبات صغير له ثلاث أوراق أو أربع تخرج من أصل واحد صغار طوال متشققة تشبه ورق المو وفي تشققها ملاسة ولها سويقة مدورة في غلظ الميل تعلو شبراً عليها جمة صغيرة كجمة الثوم فيها بزر أبيض مائل إلى الحمرة قليلاً، ولها أصل في غلظ الخنصر أبيض لزج طيب الرائحة جداً فيه حرافة يسيرة ويتحول إلى طعم الزنجبيل إلا أنه أقل حرافة وحرارة ويستعمل في لخالخ الطيب ويشفي الأوجاع وأرياح البلغم ويحل القولنج الريحي ويزيد في الباه.

مواعرن: ديسقوريدوس قال في الرابعة: ومن الناس من يسميه ماليقون، وهو من النبات المستأنف كونه في كل سنة ويستعمل في وقود النار طوله نحو ذراعين له ورق شبيه بورق الفوة وله بزر شبيه باللوبيا البيضاء في شكلها ولونها وفيه رطوبة تدبق باليد، ويؤخذ فيقلى قلية خفيفة ويدق ويطلى على أعواد الخشب ويستعمل بدل السراج، وأما الدسم الذي يخرج من البزر فإنه إذا مسح به الجسد لين خشونته. جالينوس في السابعة: بزر هذا النبات فيه دسومة كثيرة حتى أنه إذا وضعته خرج منه دهن وقوته قوة تغري وتلحج.

موميا:   ديسقوريدوس في الأولى: قسطملطس يكون بالبلاد التي يقال لها أبلونيا التي تلي البلاد التي يقال لها أقندريون ويتخذ من الجبال التي يقال لها الصواعقية مع الماء ويلقيه الماء إلى الشواطئ وقد جمد وصار قاراً ويفوح منه رائحة الزفت المخلوط مع الماء بالقفر مع نتن وقوته مثل قوة الزفت بالقفر إذا خلطا. لي: الموميا، يقال على هذا الدواء وعلى الدواء المعروف بقفر اليهود وعلى الموميا القبوري، وهي موجودة بمصر كثيراً وهو خلط كانت الروم قديماً تلطخ به موتاهم حتى تحفظ أجسادهم بحالها ولا تتغير، ويقال على حجارة تكون بصنعاء اليمن سود وفيها أدنى تجويف، وهي إلى الخفة تكسر فيوجد في ذلك التجويف شيء سيال أسود وتقلى هذه الحجارة إذا كسرت في الزيت فتقذف جميع ما فيها من تلك الرطوبة السوداء السيالة وأكثر ما توجد فيها متوفرة إذا كانت السنة عندهم كثرة المطر وهذه جميعها تجبر الكسر وهي مجربة في ذلك. الرازي في الحاوي: حكى لي بعض الأطباء عن منافع الموميا قال: إنه نافع للصداع البلغمي والبارد من غير مادة والشقيقة والفالج واللقوة والصرع والدوار يسعط به لهذه العلل حبة منه بماء مرزنجوش ولوجع الأذن بزيت وحبة منه بدهن ياسمين ويقطر لوجع الحلق يداف فيه قيراط برب التوت أو بطبيخ العدس والسوسن ولسيلان القيح من الأذن يذيب منه شعيرة بدهن ورد ماء حصرم ويجعل منه فتيلة، ولثقل اللسان قيراط بماء قد طبخ فيه صعتر فارسي، وللسعال يطبخ بماء عناب أو بماء الشعير وسبستان ويسقى منه ثلاثة أيام على الريق، وللخفقان قيراط بسوسن أو بماء النعنع، وللريح وللنفخة في المعدة قيراط بماء كمون وكراويا، أو بماء النانخواه، وللصدمة الواقعة بالمعدة والكبد مع قيراط ودانقين طين أرمني ودانق زعفران بماء عنب الثعلب أو خيار شنبر وللفواق حبة بطيخ بزر الكرفس وكمون كرماني، ولوجع الرأس العتيق يؤخذ منه حبة ومسك وكافور وجندبادستر أو حبة بدهن بأن يسعط، وللخناق قيراط بسكنجبين ولوجع الطحال قيراط وللكزازة والسموم حبتان بماء طبيخ الحسك والأنجدان وللعقارب قيراط بخمر صرف ويوضع على الموضع بسمن بقر. أبو جريج: يصلح للكسر والرض والوهن داخل البدن وخارجه وينفع الصدر والرئة وهو قريب من الإعتدال إلا أن له خصوصية في تسكين أوجاع الكسر والوهن داخل البدن إذا شرب منه أو تمرخ به أو احتقن به، وينفع قروح الإحليل والمثانة إذا سقي منه قيراط باللبن. الطبري: حار لطيف جيد للسقطة والضربة والرياح وخبرت أن رجلاً نفث الدم فلم ينقطع بشيء من أدويته، وكان شفاؤه أن سقي الموميا ثلاث شعيرات بنبيد فانقطع ذلك عنه. قالت الخوز: أنه أبلغ دواء النفث الدم وإن حل بزنبق وتحمل به نفع من قلة الصبر على البول. غيره: ويشفي الفالج واللقوة والبرد والرياح ويتمرخ به لذلك وهو نافع للخلع والهتك في الأعصاب الباطنة ويشرب مع طين مختوم بشراب قابض للسقطة الشديدة. ابن سينا في الأدوية القلبية: حار في آخر الثانية يابس كما أظن في الأولى أما خاصيته فتقوية الروح ويعينها لزوجته الممتنة.

مولوبدانا: ديسقوريدوس في الخامسة: أجوده ما كان بلون المرداسنج وإلى الحمرة صقيلاً ياقوتياً إذا سحق وإذا طبخ بالزيت كان شبيهاً بلون الكندر وما كان بلون الهواء وبلون الرصاص فرديء، وقد يكون منه أيضاً شيء من الذهب والفضة ومنه ما يخرج من المعادن وهو حريف وجوهره معدني موجود في المكان الذي يقال له سرسطا، والذي يقال له قوقس وأجود هذا المعدني ما لم يشبه خبث الرصاص ولم يكن متحجراً وكان أحمر صقيلاً. جالينوس في التاسعة: قوته شبيهة بالمرداسنج وهو بعيد قليلاً عن المزاج الوسط المعتدل مائل إلى البرودة لأن فيه قوة تجلو، وهذان الدواءان يذوبان وينحلان وليسا مما ينحل ولا يذوب كالحجارة والقليميا والرمل وأسرع ما ينحلان ويذوبان متى وقعا في الزيت ويذوبان وينحلان أيضاً متى طبخا بالماء فضل طبخ. ديسقوريدوس: وقوته أصلح لأن يخلط بالمراهم التي يقال لها لينارامن المرداسنج وخبث الرصاص وهو ينبت اللحم الزائد فليس يصلح أن يخلط بالمراهم التي تجلو أبداً.

موش دربندي: صوابه بوش بالباء بواحدة من تحتها وقد ذكرته هناك.

موم: وهو الشمع وقد ذكرته في الشين المعجمة.

مولى: قيل إنه الحرمل العربي وقد ذكر في الحاء أيضاً.

ميس:   ديسقوريدوس في الأولى: لوطوس وهو شجرة عظيمة لها ثمر أكبر من الفلفل حلو يؤكل طيب طعمه جيد للمعدة يعقل البطن. جالينوس في السابعة: هذه الشجرة فيها كيفية قابضة ليست بالكبيرة، وهي مع هذا لطيفة مجففة ويدل على ذلك أن نشارة خشبها تنفع من نزف النساء ومن قروح الأمعاء ومن الذرب والنشارة مرة تطبخ بالماء طبخاً وبالشراب مرة حسب ما تدعو إليه الحاجة والماء الذي تطبخ فيه النشارة ليس يستعمل في الحقن فقط بل يشرب أيضاً وتشديدها أيضاً أصول الشعر حتى لا ينتثر دليل على أن فيها شيئاً من القبض يسيراً مع قوة تجفف تجفيفاً معتدلاً، وقد قلنا في ذكر اللاذن أن كل دواء يشد أصول الشعر وييبسه تكون له هذه القوة. لي: يصنع منه بالشام رب وخاصة بدمشق فينفع السعال وهو مجرب في ذلك، ومنه نوع يكون في الجبال ببلاد المشرق وخاصة بديار بكر يعرف عندهم بالكركياس ينبت بنفسه عفواً ويستعمل حبه لسعال الأطفال أكلاً فينفعهم وغلب على ظني أن إياه أراد ديسقوريدوس في ترجمته لوطوس فتأمله. ديسقوريدوس: وطبيخ نشارة خشبه إذا طبخت وشربت واحتقن بها نفعت قرحة الأمعاء والنساء اللواتي يسيل من أرحامهن الرطوبات سيلاناً مزمناً ويحمر الشعر ويمسك البطن المستطلقة. الشريف: إذا طبخت عروقه بالماء أرخت لعابية لزجة، وإذا ضمد بها الأعضاء الصلبة الجاسية لينتها تلييناً عجيباً، وإذا طبخت هذه العروق بالماء مع النخالة وضمدت بها الأعضاء التي انكسرت ثم انجبرت على اعوجاج لينتها تلييناً عجيباً، وإذا طبخت هذه العروق بالماء وحدها طبخاً محيداً وخضب بها الشعر الجعد لينته وسبطته، وإذا ضمدت به الأدرة الصلبة ورجلا العليل معلقه أذهبها في ثلاثة أيام يعاود عليها كل يوم ذلك مرة مجرب.

ميعة:   ديسقوريدوس في الأولى: صطفطي وهي الميعة السائلة وهي دسم المر طري وتستخرج من المر بأن يدق بماء يسير ويعتصر بلولب وهي طيبة الرائحة جداً مشربة من الطيب وعلى انفرادها طيبة من غير أن يخالطها شيء آخر وأجودها ما لم يخالطه شيء من الأدهان وكان القليل منها عظيم القوة يسخن كإسخان المر والأدهان المسخنة. قال: وأما سطايلس ويقال له باليونانية مطركا وأهل الشام يسمونه الأصطرك وهو ضرب من الميعة وهو صمغ شجرة شبيهة بشجرة السفرجل وأجوده ما كان أشقر دسماً شبيهاً بالراتينج في جسمه أجزاء لونها إلى البياض ما هي طيبة الرائحة يبقى زماناً طويلاً، وإذا فرك انبعثت منه رطوبة كأنها العسل وهو أجود، والذي من البلاد التي يقال لها قسطانا على هذه الصفة، والذي من البلاد التي يقال لها قمندبا والبلاد التي يقال لها قليقيا هما أيضاً على هذه الصفة وما كان أسود هشاً كالنخالة فإنه رديء وقد توجد صمغة شبيهة بالصمغ العربي صافية اللون رائحتها شبيهة برائحة المرو قلما توجد هذه الصمغة وقد يغشها قوم بأن يسحق من نشارة الخشب التي تكون الصمغة إذا تأكلت وتفتتت من الدود وأخلطت بعسل أو بدخان وثفل الإيزسا وأشياء أخر، ومن الناس من يطيب الشمع والشحم ويعجنه بالأصطرك في شمس حارة يصفيه بمصفاة واسعة الثقب في ماء بارد ويصير شكله شكل الدود ويبيعه ويسميه سقوليقطس، وقد يختاره الجهال على أنه فيما يظنون غير مغشوش ويجعلون محنته بقوة الرائحة فإن الذي منه غير مغشوش حاد الرائحة جداً. ديسقوريدوس: شجرة الميعة شجرة جليلة لها خشب يشبه خشب شجرة التفاح ولها ثمرة بيضاء أكبر من الجوز يشبه عيون الأبيض من البقر ويؤكل ظاهرها وفيه مرارة وثمرتها التي داخل النوى دسمة يعصر منها دهن قشر هذه الشجرة الميعة اليابسة ومنه يستخرج الميعة السائلة وصمغتها هو اللبني وهو ميعة رهبان وهو صمغ أبيض شديد البياض وهو العبهر وهو لبني الرهبان. أبو جريج الراهب: الميعة صمغة يسيل من شجرة تكون ببلاد الروم يتحلب منه فيؤخذ ويطبخ ويعتصر من لحاء تلك الشجرة فما عصر سمي ميعة سائلة ويبقى الثجير فيسمى ميعة يابسة. جالينوس في السابعة: الميعة السائلة تسخن وتلين وتنضج ولذلك صارت تشفي السعال والزكام والنوازل والبحوحة وتحدر الطمث إذا شربت، وإذا احتملت من أسفل ودخانها إذا أحرق يكون شبيهاً بدخان الكندر. ديسقوريدوس: وقوة الأصطرك مسخنة ملينة منضجة وتصلح للسعال والزكام والنزلات وبحوحة الصوت وانقطاعه، وإذا شرب واحتمل وافق انضمام فم الرحم والصلابة العارضة فيها ويدر الطمث وإن ابتلع منه شيء يسير مع صمغ البطم لين البطن تلييناً خفيفاً، وقد يخلط ببعض المراهم المحللة للأعياء وقد يستعمل مقلياً ومشوياً ومحرقاً ويجمع دخانه كما يجمع دخان الكندر ودخانه المجتمع منه يوافق كل ما يوافقه دخان الكندر والدخان الذي يعمل بسوريا يسخن ويلين جداً وهو مصدع يثقل الرأس ويسبت. حبيش بن الحسن: الميعة حارة في أول الثالثة ويبسها أقل من حرارتها وتنفع السائلة من وجع الصدر والرئة وتنشف البلة وتمسك الطبيعة عن الإسهال وتطيب المعدة وتقوي أعصابها وتنفع من الرياح الغليظة وتشبك الأعضاء إذا شربت أو طليت من خارج البدن، وتنفع من قروح ظاهر البدن وتمسك الجرب والبثور رطبة ويابسة إذا طلي عليها ببعض الأدهان ويابسها ينزل البلة من الرأس إذا تبخر به وكثيراً ما يخلط السائلة منها بالأدوية. غيره: إذا شرب من السائلة مثقالان بثلاث أواق ماء حار أسهلت البلغم بلا أذى واليابسة تمسك الطبيعة. التجربيين: رائحة بخورها تقطع رائحة العفونة كيف كانت وتنفع من الوباء.

ميوديون:   وتأويله ذنب الإيل قاله ابن حسان. ديسقوريدوس في الرابعة: هو نبات ينبت في مواضع مظللة وصخرية وله ورق شبيه بورق الهندباء وساق طولها نحو من ثلاثة أذرع وزهره كثير مستدير لونه شبيه بلون الفرفير وله بزر صغار شبيه بحب القرطم وأصل طوله نحو شبر في غلظ العصا قابض. جالينوس في السابعة: وأصلها مخالف لثمرتها في المزاج وذلك لأن أصلها يقبض ويقطع النزف العارض للنساء وجميع ما يجري ويسيل من المواد الأخر، وبزره من البعد عن أن يفعل هذا في حد هو معه محدر للطمث لأن قوته لطيفة قطاعة. ديسقوريدوس: إذا جفف ودق ناعماً وخلط بالعسل ولعق بالغداة أياماً قطع نزف الدم من الرحم وبزره إذا شرب بالشراب أدر الطمث.

ميشيار: ويقال ميشهار وهو إسم فارسي للنبات المسمى باليونانية طيلاقيون وقد ذكرته في الطاء المهملة.

ميسم: صاحب المنهاج: هي حبة تشبه البطم مثلث تقطيعها إلى الصفرة طيبة الرائحة من شجرتها بستاني وبري ومصري ويتخذ من بزره خبز ويشبه أن يكون الحربة والبستاني معتدل والبري في الثانية في الحر واليبس والبستاني ثلاثة ورقات وقوته مجففة قليلاً والبري أقوى. لي: هذه ترجمة كان الأولى أن تسقط من أصل الكتاب لأنه لا فائدة فيها لما اشتملت عليه من كثرة تخبيط وعظم تشويش وعدم تحقيق كما سأبينه وذلك لأنه قال في أولها ميسم، وهو تصحيف وصوابه ميس بحذف الميم وقد ذكرته فيما تقدم إلا أنه وصفه بصفة غير صفة حب الميس، ثم ذكر أنه من أنواع الحندقوقا وهو قوله إن منه بستانياً وبرياً ومصرياً يتخذ من بزره خبز ثم قال: ويشبه أن يكون الحربة فخلط في قوى هذا الدواء الذي هو ميسم في ترجمته خمسة أدوية وهو حب الميس وميسم الذي لا يفهم ما أراد به ثم نوعا الحندقوقا وأحد نوعي الحربة، أما حب الميس فلأن ديسقوريدوس سماه في كتابه لوطوس كما قدمناه ولوطوس أيضاً إسم لنوعي الحندقوقا فاختلط عليه لإشتباه الإسم ثم قال: منه مصري يتخذ من بزره خبز فوهم الوهم الذي وهمه ووهمته فيه الجماعة حسب ما بيناه عنهم في حرف الحاء في ذكر الحندقوقا بسبب إشتراك الإسم في اليونانية مع البشنين وقوله: ويشبه أن تكون الحربة فأشكل عليه الأمر فيه من طريق نعت الثمرة لأن ديسقوريدوس قال في وصف ثمره أحد نوعي الحربة أنه مثلث شبيه بزج الحربة وقال صاحب المنهاج في الميسم: أنها حب يشبه القرطم مثلث التقطيع فأشكل عليه الأمر من جهة التثليث في الثمر فاعلم ذلك، وبالجملة فإن جميع ما اشتملت عليه هذه الترجمة من الوهم والتخليط وفيما نبهت عليه كفاية، وقد ذكرت الحربة في الحاء المهملة وذكرت ما فيما قاله صاحب المنهاج فيها من الخلل والوهم أيضاً فتأمله هناك.

ميبختج: تأويله بالفارسية مطبوخ العنب وهو الرب. إسحاق بن سليمان: ما كان من الشراب شبيهاً بالعقيد المعروف بالميبختج فغليظ بطيء الإنهضام.

ميويزج: تأويله بالفارسية زبيب الجبل وقد ذكرته في الزاي وهو حب الرأس أيضاً فاعرفه.