هَرَأَ في مَنْطِقِه يَهْرَأُ هَرْءاً: أَكثر، وقيل: أَكثر في خَطَإٍ أَو قال الخَنا والقَبِيحَ.
والهُراءُ، ممدود مهموز: المَنْطِقُ الكَثِيرُ، وقيل: المَنْطِقُ الفاسِدُ الذي لا نِظامَ له. وقَوْلُ ذي الرُّمَّة: لَها بَشَرٌ مِثْلُ الحَرِيرِ، ومَنْطِقٌ رَخِيمُ الحَواشِي، لا هُراءٌ ولا نَزْرُ يحتملهما جميعاً.
وأَهْرَأَ الكلامَ إذا أَكثر ولم يُصِب المَعْنَى. وإِنَّ مَنْطِقَه لغيرُ هُراءٍ.
ورَجُلٌ هُراءٌ: كثير الكلام. وأَنشد ابن الأَعرابي: شَمَرْدَلٍ، غَيْرِ هُراءٍ مَيْلَقِ وامْرأَةٌ هُراءَةٌ وقوم هُراؤُون.
وهَرَأَه البَرْدُ يَهْرَؤُه هَرْءاً وهَراءَةً وأَهْرَأَه: اشْتَدَّ عليه حتى كاد يَقْتُلُه، أَو قَتَلَه. وأَهْرَأَنا القُرُّ أَي قَتَلَنا. وأَهْرَأَ فلان فلاناً إذا قَتَلَه.
وهَرِئ المالُ وهَرِئ القومُ، بالفتح، فَهُم مَهْرُوءُونَ.
قال ابن بري: الذي حكاه أَبو عبيد عن الكسائي: هُرِئ القوم، بضم الهاءِ، فَهم مَهْرُوءُونَ، إذا قَتَلَهم البَرْدُ أَو الحَرُّ. قال: وهذا هو الصحيح، لأَن قوله مَهْرُوءُونَ إِنما يكون جارياً على هُرِئ.
قال ابن مقبل في المَهْرُوءِ، من هَرَأَه البَرْدُ، يَرْثِي عُثمانَ بن عَفَّانَ، رضي اللّه تعالى عنه: نَعاءٌ لِفَضْلِ العِلْمِ والحِلْمِ والتُّقَى، ومَأْوَى اليَتامَى الغُبْرِ، أَسْنَوْا، فأَجدَبُوا ومَلْجَإِ مَهْرُوئِينَ، يُلْفَى به الحَيا، إذا جَلَّفَتْ كَحْلٌ هو الأُمُّ والأَبُ قال ابن بري: ذكره الجوهري ومَلْجَأُ مَهْرُوئين، وصوابه ومَلْجَإِ، بالكسر، معطوف على ما قبله. وكَحْلُ: اسمٌ عَلَمٌ للسَّنةِ المُجْدِبة.
وعَنَى بالحَيا الغَيْثَ والخِصْبَ.
قال أَبو حنيفة: المَهْرُوءُ الذي قد أَنْضَجَه البَرْدُ. وهَرَأَ البَرْدُ الماشِيَةَ فَتَهرَّأَتْ: كسَرَها فتَكَسَّرَت. وقِرَّةٌ لها هَرِيئةٌ، على فَعِيلة: يُصِيبُ الناسَ والمالَ منها ضُرٌّ وسَقَطٌ أَي مَوْتٌ.
وقد هُرِئ القومُ والمالُ. والهريئة أَيضاً: الوقت الذي يُصِيبهم فيه البَرْدُ. والهَرِيئةُ: الوقت الذي يَشْتَدُّ فيه البَرْدُ. وأَهْرَأْنا في الرَّواحِ أَي أَبْرَدْنا، وذلك بالعشيِّ، وخصَّ بعضُهم به رَواحَ القَيْظ، وأَنشد لإِهابِ بن عُمَيْرٍ يَصِفُ حُمُراً: حتَّى إذا أَهْرَأْنَ للأَصائِلِ، وفَارَقَتْها بُلَّةُ الأَوابِلِ قال: أَهْرَأْنَ للأَصائِلِ: دَخَلْنَ في الأَصائِلِ، يقول: سِرْنَ في بَرْدِ الرَّواحِ إلى الماءِ. وبُلَّةُ الأَوابِلِ: بُلَّةُ الرُّطْبِ، والأَوابِلُ: التي أَبَلَتْ بالمكانِ أَي لَزِمَتْه، وقيل: هي التي جَزَأَتْ بالرُّطْبِ عن الماءِ.
وأَهْرِئ عنك من الظَّهِيرَةِ أَي أَقِمْ حتى يسكن حَرُّ النهار ويَبْرُدَ.
وأَهْرَأَ الرَّجُلَ: قَتَله. وهَرَأَ اللحمَ هَرْءاً وهَرَّأَه وأَهْرَأَه: أَنْضَجَه، فَتَهَرَّأَ حتى سَقَطَ من العظم. وهو لَحْمٌ هَرِيءٌ.
وأَهْرَأَ لَحْمَه إهْرَاءً إذا طَبَخَه حتى يَتَفَسَّخَ. والمُهَرَّأُ والمُهَرَّدُ: المُنْضَجُ من اللحم.
وهَرَأَتِ الرِّيحُ: اشْتَدَّ بَرْدُها. الأَصمعي: يقال في صغار النخل أَوَّلَ ما يُقْلَعُ شيءٌ منها من أُمِّه: فهو الجَثِيثُ والوَدِيُّ والهِرَاءُ والفَسِيل. والهِراءُ: فَسِيلُ النخل. قال: أَبَعْدَ عَطِيَّتِي أَلْفاً جَمِيعاً، مِنَ المَرْجُوِّ، ثاقِبةَ الهِراءِ أَنشده أَبو حنيفة قال: ومعنى قوله ثاقِبةَ الهِراءِ: أَنّ النخل إذا اسْتَفْحَل ثُقِبَ في أُصُوله.
والهُرَاءُ: اسم شَيْطانٍ مُوَكَّل بِقَبِيح الأَحْلام.
الهِراوةُ: العَصا، وقيل: العصا الضَّخمةُ، والجمع هَراوى، بفتح الواو على القياس مثل المَطايا، كما تقدم في الإِداوةِ، وهُرِيٌّ على غير قياس، وكأَن هُرِيّاً وهِرِيّاً إِنما هو على طَرْح الزائد، وهي الأَلف في هِراوة، حتى كأَنه قال هَرْوة ثم جَمَعه على فُعول كقولهم مَأْنةٌ ومُؤُونٌ وصَخْرة وصُخور؛ قال كثير:
يُنَوَّخُ ثم يُضرَبُ بالهَراوى |
|
فلا عُرْفٌ لَدَيْه ولا نَكِيرُ |
وأَنشد أَبو علي الفارسي:
رأَيتك لا تُغْنِينَ عَـنِّـي نَـقْـرةً |
|
إِذا اخْتَلَفَتْ فيَّ الهَراوى الدَّمامِكُ |
قال: ويروى الهِرِيُّ، بكسر الهاء. وهَراه بالهِراوةِ يَهْرُوه هَرْواً وتَهَرَّاه: ضرَبه بالهِراوةِ؛ قال عمرو بن مِلْقَط الطائي:
يَكْسى ولا يَغْرَثُ مَمْلُوكُها |
|
إِذا تَهَرَّتْ عَبْدَها الهارِيَهْ |
وهَرَيْتُه بالعَصا: لغة في هَرَوْتُه؛ عن ابن الأَعرابي؛ قال الشاعر:
وإِنْ تَهَرَّاهُ بها العَبْدُ الهارْ |
وهَرا اللحمَ هَرْواً: أَنْضَجه؛ حكاه ابن دريد عن أَبي مالك وحده؛ قال: وخالفه سائر أَهل اللغة فقال هَرَأَ. وفي حديث سَطِيح: وخَرج صاحبُ الهِراوةِ؛ أَراد به سيدَنا رسولَ الله،صلى الله عليه وسلم، لأَنه كان يُمْسِك القَضِيب بيده كثيراً، وكان يُمْشى بالعَصا بين يديه وتُغْرَزُ له فيُصَلِّي إِليها،صلى الله عليه وسلم.وفي الحديث: أَنه قال لحَنِيفةِ النَّعَمِ، وقد جاء معه بيَتيمٍ يَعْرِضُه عليه، وكان قد قارَبَ الاحتِلامَ ورآه نائماً فقال: لعَظُمَت هذه هِراوةُ يَتيمٍ أَي شَخْصُه وجُثَّتُه، شبَّهه بالهِراوة، وهي العَصا، كأَنه حِينَ رآه عظيم الجُثّة اسْتَبْعَدَ أَن يقال له يتيم لأَنّ اليُتْم في الصِّغَر.
والهُرْيُ: بيت كبير ضَخْم يُجْمَع فيه طَعام السُّلْطانِ، والجمع أَهْراء؛ قال الأَزهريّ: ولا أَدرِي أَعربي هو أَم دخيل.
وهَراةُ: مَوضِعٌ، النسب إِليه هَرَوِيٌّ، قلبت الياء واواً كراهية توالي الياءَات؛ قال ابن سيده: وإِنما قضينا على أَنّ لام هراة ياء لأَن اللام ياء أَكثر منها واواً، وإِذا وقفت عليها وقفت بالهاء، وإِنما قيل مُعاذ الهَرّاء لأَنه كان يَبِيع الثيابَ الهَرَوِيّة فَعُرِفَ بها ولُقِّب بها؛ قال شاعر من أَهل هَراةَ لما افتتحها عبد الله بن خازم سنة:
عاوِدْ هَـراةَ، وإِنْ مَــعْـــمُـــورُهـــا خَـــرِبـــا |
|
وأَسْـعِـدِ الـيومَ مَـشْـــغُـــوفـــاً إذا طَـــرِبـــا |
وارْجِعْ بِطَرْفِكَ نَحْوَ الخَنْدَقَيْنَ تَرَىرُزءاً جَليلاً، وأَمْراً مُفْظِعاً عَجَبا: |
||
هاماً تَزَقَّى وأَوْصالاً مُفَرَّقةً |
|
ومَـنْـزِلاً مُـقْـفِـراً مِـــنْ أَهْـــلِـــه خَــرِبــا |
لا تَـأْمَـنَـنْ حَـدَثـاً قَــيْسٌ وقـــد ظَــلَـــمَـــتْ |
|
إِنْ أَحْـدَثَ الـدَّهْـرُ فـي تَـصْـرِيفـه عُـــقَــبـــا |
مُقَتَّلُون وقَتّالونَ، قد عَلِـمُـوا |
|
أَنَّا كذلِك نَلْقَى الحَرْبَ والحَرَبا |
وهَرَّى فلان عِمامته تَهْرِيةً إذا صَفَّرها؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:
رَأَيْتُكَ هَرَّيْتَ العِمامَةَ بَعْدَمـا |
|
أَراك زماناً فاصِعاً لا تَعَصَّبُ |
وفي التهذيب: حاسِراً لا تَعَصَّبُ؛ معناه جعلتها هَرَوِية، وقيل: صَبَغْتَها وصفَّرتها، ولم يسمع بذلك إِلا في هذا الشعر، وكانت ساداتُ العرب تَلْبَسُ العمَائم الصُّفر، وكانت تُحمَل من هَراةَ مَصْبوغةً فقيل لمن لَبِسَ عمامة صفراء: قد هَرَّى عِمامته، يريد أَن السيد هو الذي يتَعمَّم بالعِمامة الصفراء دون غيره. وقال ابن قتيبة: هَرَّيت العِمامة لبستها صَفْراء. ابن الأَعرابي: ثوب مُهَرّىً إذا صبغ بالصَّبِيب، وهو ماء ورق السمسم، ومُهَرّىً أَيضاً إذا كان مصبوغاً كلون المِشْمِش والسِّمسم.
ابن الأَعرابي: هاراه إذا طانَزَه، وراهاه إذا حامَقَه. والهِراوةُ: فَرس الرَّيان بن حُوَيْصٍ. قال ابن بري: قال أَبو سعيد السيرافي عند قول سيبويه عَزَبٌ وأَعْزابٌ في باب تكسير صفة الثلاثي: كان لعبد القيس فرس يقال لها هِراوةُ الأَعْزاب، يركبها العَزَبُ ويَغْزُو عليها، فإِذا تأَهَّل أَعْطَوْها عَزَباً آخر؛ ولهذا يقول لبيد:
يَهْدِي أَوائِلَهُنّ كُلُّ طِـمِـرَّةٍ |
|
جَرْداء مِثْلِ هِراوةِ الأَعْزابِ |
قال ابن بري: انقضى كلام أَبي سعيد،قال: والبيت لعامر بن الطفيل لا للبيد.
وذكر ابن الأثير في هذه الترجمة قال: وفي حديث أَبي سلمة أَنه، عليه السلام، قال ذاك الهُراء شيطان وُكِّل بالنُّفوس، قيل: لم يسمع الهُراء أَنه شيطان إِلا في هذا الحديث، قال: والهُراء في اللغة السَّمْحُ الجَوادُ والهَذَيانُ، والله أَعلم.
الهَرَبُ: الفِرارُ. هَرَبَ يَهْرُبُ هَرَباً: فَرَّ، يَكونُ ذلك للإِنسان، وغيره من أَنواع الحيوان. وأَهْرَبَ: جَدَّ في الذَّهابِ مَذْعُوراً؛ وقيل: هو إذا جَدَّ في الذهاب مَذْعُوراً، أَو غيرَ مَذْعور؛ وقال اللحياني: يكون ذلك للفَرَس وغيره مما يَعْدُو؛ وهَرَّبَ غيرَه تَهْريباً.
وقال مرَّة: جاءَ مُهْرِباً أَي جادّاً في الأَمْرِ؛ وقيل: جاءَ مُهْرِباً إذا أَتاك هارِبا فَزِعاً؛ وفلانٌ لنا مَهْرَبٌ. وأَهْرَبَ الرجلُ إذا أَبْعَدَ في الأَرض؛ وأَهْرَبَ فلانٌ فلاناً إذا اضْطَرَّه إِلى الهَرَبِ.
ويقال: هَرَبَ من الوَتِدِ نِصْفُه في الأَرض أَي غابَ؛ قال أَبو وَجْزَةَ:
ومُجْنَأً كإِزاءِ الحَوْضِ مُنْثَلِمـاً |
|
ورُمَّةً نَشِبَتْ في هارِبِ الوَتِدِ |
وساحَ فلان في الأَرضِ وهَرَبَ فيها. قال: وقال بعضهم: أَهْرَبَ فلانٌ أَي أَغْرَقَ في الأَمْر.
الأَصمعي، في نفي المال: ما لَه هارِبٌ ولا قارِبٌ أَي صادرٌ عن الماءِ ولا وارِد؛ وقال اللحياني: معناه ما له شيءٌ، وما له قَوْمٌ؛ قال: ومثله ما له سَعْنةٌ ولا مَعْنَةٌ. وقال ابن الأَعرابي: الهارِبُ الذي صَدَر عن الماءِ؛ قال: والقارِبُ الذي يَطْلُبُ الماءَ. وقال الأَصمعي في قولهم ما لَه هارِبٌ ولا قارِبٌ: معناه ليس له أَحَدٌ يَهْرُبُ منه، ولا أَحدٌ يَقْرُبُ منه أَي فليس هو بشيءٍ؛ وقيل: معناه ما لَه بَعِيرٌ يَصْدُرُ عن الماءِ، ولا بَعِيرٌ يَقْرُبُ الماءَ. وفي الحديث: قال له رجل: ما لي ولعيالي هارِبٌ ولا قارِبٌ غيرَها أَي ما لي بعيرٌ صادرٌ عن الماء، ولا واردٌ سواها، يعني ناقتَه.
ابن الأَعرابي: هَرِبَ الرجُلُ إذا هَرِمَ؛ وأَهْرَبَتِ الريحُ ما على وجهِ الأَرض من التُّراب والقَمِيم وغيره إذا سَفَتْ به. والهُرْبُ: الثَّرْبُ، يمانية. وهَرَّابٌ ومُهْرِبٌ: اسمان. وهارِبةُ البَقْعاءِ: بَطْنٌ.
الهِرْبِذُ، بالكسر، واحد الهَرابِذَة المجوس وهم قَوَمَة بيت النار التي للهند، فارسي معرب، وقيل: عظماء الهند أَو علماو هم.
والهِرْبِذَى: مِشْيَةٌ فيها اختيال كَمَشْي الهرابذة وهم حكام المجوس؛ قال امرؤ القيس:
مَشَى الهِرْبِذَى في دَفِّه ثم فَرْفَرَا |
وقيل: هو الاختيال في المشي. وقال أَبو عبيد: الهِرْبذي مِشْية تشبه مِشْية الهرابذة، حكاه في سير الإِبل؛ قال: ولا نظير لهذا البناء. والهَرْبَذة: سير دون الخَبب. وعدا الجملُ الهِرْبذي أَي في شُقّ.
الأَزهري: لِصٌّ هُرْبُعٌ وذِئْبٌ هُرْبُعٌ خفيفٌ؛ قال أَبو النجم:
وفي الصَّفِيحِ ذِئْبُ صَيْدٍ هُرْبُعُ |
|
في كَفِّه ذاتُ خِطامٍ مُمْتِـعُ |
هَرَتَ عِرْضَه، وهَرَطَه، وهَرَدَه؛ ابن سيده: هَرَتَ عِرضَه وثَوْبه يَهْرُته ويَهْرِتُه هَرْتاً، فهو هريتٌ. مَزَّقه وطَعَنَ فيه، لغاتٌ كلها؛ الأَزهري: هَرَتَ ثوبَه هَرْتاً إذا شَقَّه. ويقال للخطيب من الرجال: أَهْرَتُ الشِّقْشِقةِ؛ ومنه قول ابن مُقْبل:
هُرْت الشَّقَاشِق، ظَلاَّمُونَ للجُزُرِ |
والهَرَتُ: سَعَةُ الشِّدْقِ. والهَرِيتُ: الواسعُ الشِّدْقَيْن؛ وقد هَرِتَ، بالكسر، وهو أَهْرَتُ الشِّدْقِ وهَرِيتُه.
وفي حديث رَجاء بن حَيْوة: لا تُحَدِّثْنا عن مُتهارِتٍ أَي مُتَشَدِّقٍ مُتَكاثِر، مِن هَرَتِ الشِّدْقِ، وهو سَعَتُه.
ورجل أَهْرَتُ، وفرس هَرِيتٌ وأَهْرَتُ: متَّسِعُ مَشَقِّ الفَمِ.
وجَمَلٌ هَريتٌ، كذلك؛ وحيَّة هَرِيتُ الشِّدْقِ، ومَهْرُوتَتُه؛ أَنشد يعقوب في صفة حية:
مَهْرُوتَةُ الشِّدْقَيْن، حَولاءُ النَّظَرْ |
والهَرَتُ: مصدرُ الأَهْرَتِ الشِّدْق.
وأَسَدٌ أَهْرَتُ: بَيِّنُ الهَرَتِ، وهَريتٌ ومُنْهَرِتٌ؛ الأَزهري: أَسَدٌ هَرِيتُ الشِّدْقِ أَي مَهْرُوتٌ ومُنْهَرِتٌ، وهو مَهرُوتُ الفم، وكلابٌ مُهَرَّتةُ الأَشْداقِ.
والهَرْتُ: شَقُّك الشيءَ لتُوَسِّعَه، وهو أَيضا جَذْبُك الشِّدْقَ نحوَ الأُذن؛ وفي التهذيب: الهَرْتُ هَرْتُكَ الشِّدْقَ نحوَ الأُذن.
وامرأَة هَرِيتٌ وأَتُومٌ: مُفْضاةٌ؛ ورجل هَريتٌ: لا يَكْتُم سِرّاً؛ وقيل: لا يَكتُم سِرّاً، ويتكلم مع ذلك بالقبيح.
وهَرَتَ اللحمَ: أَنْضَجَه وطَبَخَه حتى تَهرَّى.
وفي الحديث: أَنه أَكلَ كَتِفاً مُهَرَّتةً ومَسَح يَدَه فَصَلَّى؛ لَحْمٌ مُهَرَّتٌ ومُهَرَّدٌ إذا نَضِجَ؛ أَراد قد تَقَطَّعَتْ من نُضْجِها؛ وقيل: إِنها مُهَرَّدَة بالدال.
وهاروتُ: اسم مَلَك أَو مَلِك، والأَعْرَف أَنه اسم مَلَك.
الهَرْتَمةُ: العَرْتَمةُ، ويه الدائرة التي وسَطَ الشفةِ العليا.
الأَزهري عن ابن الأَعرابي: هي الخُنْعُبةُ والنُّونةُ والثُّومةُ والهَزْمةُ والوَهْدةُ والقَلْدةُ والهَرْتَمةُ والعَرْتَمَةُ والحِثْرِمة.
وقال الليث: الخُنْعُبةُ مَشَقُّ ما بين الشارِبَين بحِيالِ الوَتَرةِ.
الهَرْثَمةُ: مُقَدَّمُ الأَنف، وهي أَيضاً الوترةُ التي بين مَنْخِرَي الكلبِ. وهَرْثَمَةُ: من أَسماء الأَسد، وفي الصحاح: الهَرْثَمةُ الأَسدُ، وبه سمي الرجل هَرْثَمة.
الهَرْجُ: الاختلاط؛ هَرَجَ الناس يَهْرِجُون، بالكسر، هَرْجاً من الاختلاط أَي اختلطوا. وأَصل الهَرْج: الكثرة في المشي والاتساعُ.
والهَرْجُ: الفتنة في آخر الزمان. والهَرْجُ: شدَّة القتل وكثرته؛ وفي الحديث: بين يدي الساعة هَرْج أَي قتال واختلاط؛ وروي عن عبد الله بن قيس الأَشعري أَنه قال لعبدالله بن مسعود: أَتعلم الايام التي ذَكَرَ رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، فيها الهَرْجَ؟ قال: نعم، تكون بين يدي الساعة، يرفع العلم وينزل الجهل ويكون الهَرْجُ، قال أَبو موسى: الهَرْجُ بلسان الحبشة القتل. وفي حديث أَشراط الساعة: يكون كذا وكذا ويكثُر الهَرْجُ، قيل: وما الهَرْجُ يا رسول الله؟ قال: القتل؛ وقال ابنُ قَيْس الرُّقَيَّاتِ أَيامَ فتنة ابن الزبير:
ليتَ شِعْري أَأَوّلُ الهَرْجِ هذا، |
|
أَم زمانٌ من فتنةٍ غيرِ هَرْجِ؟ |
يعني أَأَوّل الهرج المذكور في الحديث هذا، أَم زمان من فتنة سوى ذلك الهرج؟ الليث: الهَرْج القتال والاختلاط، وأَصلُ الهَرْج الكثرةُ في الشيء؛ ومنه قولهم في الجماع: بات يَهْرِجُها ليلتَه جَمْعاء. والهَرْجُ: كثرة النكاح. وقد هَرَجَها يَهْرُجُها ويَهْرِجها هَرْجاً إذا نكحها. وفي حديث صفة أَهل الجنة: إِنما هم هَرْجاً مَرْجاً؛ الهَرْجُ: كثرة النكاح. ومنه حديث أَبي الدرداء: يَتهارَجُون تهارُجَ البهائم أَي يتسافدون؛ قال ابن الأَثير: هكذا خَرَّجه أَبو موسى وشَرَحَه وأَخرجه الزمخشري عن ابن مسعود، وقال: أَي يَتَساوَرُونَ. والتَّهارُج: التناكح والتسافُدُ.
والهَرْجُ: كثرة الكذب وكثرة النوم. وهَرَج القومُ يَهْرِجُون في الحديث إذا أَفْضَوا به فأَكثروا. وهَرَج النومَ يَهْرِجُه: أَكثره؛ قال:
وحَوْقَلٍ سِرْنا به وناما، |
فما دَرى إِذ يَهْرِجُ الأَحْلاما، |
أَيَمَناً سِرْنا به ام شَاما؟ |
والهَرْج: شيء تراه في النوم وليس بصادق.
وهَرَجَ يَهْرِجُ هَرْجاً: لم يوقن بالأَمر. وهَرِجَ الرجلُ: أَخذه البُهْرُ من حَرٍّ أَو مَشْي. وهَرِجَ البعير، بالكسر، يَهْرَجُ هَرَجاً: سَدِرَ من شدّة الحر وكثرة الطلاءِ بالقَطِرانِ وثِقَلِ الحِمْل؛ قال العجاج يصف الحمار والأَتان:
ورَهِبَا من حَنْذِه أَن يَهْرَجا |
وفي حديث ابن عمر: لأَكونَنَّ فيها مثلَ الجَمَل الرَّداح يُحْمَلُ عليه الحِمْلُ الثقيلُ فَيَهْرَجُ فَيَبْرُك، ولا يَنْبَعِثُ حتى يُنْحَر أَي يتحير ويَسْدَرُ.
وقد أَهْرَجَ بعيرُه إذا وصل الحرّ إِلى جوفه. ورجل مُهْرِجٌ إذا أَصاب إِبلَه الجرَبُ، فطليت بالقطران فوصل الحرُّ إِلى جوفها؛ وأَنشد:
على نار جِنٍّ يَصْطَـلُـونَ |
|
كأَنها طلاها بالغيبة مُهْرِجُ |
قال الأَزهري: رأَيت بعيراً أَجرب هُنِئ بالخضْخاضِ فَهَرَجَ ومات.
الأَصمعي: يقال هَرَّجَ بعيرَه إذا حمل عليه في السير في الهاجرة.
وهَرَّجَ بالسبع: صاح به وزجره؛ قال رؤْبة:
هَرَّجْتُ فارْتَدَّ ارْتِدادَ الأَكْمَهِ، |
|
في غائلاتِ الحائِر المُتَهْتِه |
ِ قال شمر: المُتَهْتِهُ الذي تَهْتَهَ في الباطل أَي تَرَدَّد فيه.
ويقال للفَرَس: مَرَّ يَهْرِجُ وإِنه لَمِهْرَجٌ وهَرَّاج إذا كان كثير الجري.
وفي حديث عمر: فذلك حين استَهْرَجَ له الرأْيُ أَي قَوِيَ واتسع.
وهَرَجَ الفرسُ يَهْرِجُ هَرْجاً، وهو مِهْراجٌ، وهو مِهْرَجٌ وهَرَّاجٌ إذا اشتدّ عَدْوُه؛ قال العجاج:
غَمْرَ الأَجارِيِّ مِسَحّاً مِهْرَجا |
وقال الآخر:
من كلِّ هَرَّاجٍ نَبِيلٍ مَحْزِمُه |
التهذيب: ابن مُقْبل يصف فرساً:
هَرْج الوَليدِ بخَيْطٍ مُبْرَمٍ خَـلَـقٍ، |
|
بينَ الرَّواجِبِ، في عُودٍ من العُشَرِ |
قال: شبهه بخُذْرُوف الوليد في دُرُورِ عَدْوِه.
وهَرَّجْتُ البعير تَهْريجاً وأَهْرَجْتُه أَيضاً إذا حملت عليه في السير في الهاجرة حتى سَدِرَ. وهَرَّجَ النبيذُ فلاناً إذا بلغ منه فانْهَرَجَ وانْهَكَّ.
وقال خالد بن جَنْبَةَ: بابٌ مَهْرُوجٌ، وهو الذي لا يُسَدُّ يدخله الخلق، وقد هَرَجَه الإِنسان يَهْرِجُه أَي تركه مفتوحاً.
والهِرْجُ: الضعيف من كل شيء؛ قال أَبو وَجْزَة:
والكَبْشُ هِرْجٌ إذا نَبَّ العَتُودُ له، |
|
زَوْزَى بأَلْيَتِه للذُّلِّ، واعْتَرَفـا |
الهِرْجابُ من الإِبل: الطويلةُ الضَّخْمَةُ؛ قال رُؤْبةُ بنُ العَجَّاج:
تَنَشَّطَتْه كُلُّ هِرجابٍ فُنُقْ |
قال ابن بري: تَرْتِيبُ إِنْشادِه في رَجَزِه:
تَنَشَّطَتْه كُلُّ مِـغْـلاةِ الـوَهَـقْ |
|
مَضْبُورَةٍ، قَرْواءَ، هِرْجابٍ، فُنُقْ |
والمِغْلاةُ: الناقةُ التي تُبْعِدُ الخَطْوَ. والوَهَقُ: المُباراةُ والمُسايرة. ومَضْبُورَةٌ: مجتمعةُ الخَلْقِ. والقَرْواءُ: الطويلَةُ القَرَى، وهو الظَّهْر. والفُنُقُ: الفَتِيَّةُ الضَّخْمة؛ والهاء في تَنَشَّطَتْه تعود على الخَرْق الذي وُصِفَ قبل هذا في قوله:
وقاتِمِ الأَعْماقِ خاوِي المُخْتَرَقْ |
ومعنى تَنَشَّطَتْهُ: قَطَعَتْهُ، وأَسْرَعَتْ قَطْعَه. والهَراجيبُ والهَراجيلُ من الإِبل: الضِّخام؛ قال رؤْبة:
من كُلِّ قَرْواءَ وهِرْجابٍ فُنُقْ |
وهو الضَّخْمُ من كل شيءٍ؛ وقيل: الهِرْجابُ التي امْتَدَّتْ مع الأَرْضِ طُولاً؛ وأَنشد:
ذُو العَرْشِ والشَّعْشَعاناتُ الهَراجِيبُ |
ونَخْلَةٌ هِرجابٌ، كذلك؛ قال الأَنْصاري:
تَرَى كُلَّ هِرْجابٍ سَحُوقٍ، كأَنها |
|
تَطَلَّى بقَارٍ، أَوْ بأَسْوَدَ نـاتِـحِ |
وهِرْجابٌ: اسم مَوضِع؛ أَنشد أَبو الحسن: بِهِرْجابَ، ما دامَ الأَراكُ به خُضْرا الأَزهري: هِرْجابٌ موضع؛ قال ابن مُقْبل:
فطافَتْ بِنا مُـرْشِـقٌ جَـأْبَةٌ |
|
بِهِرجابَ تَنْتابُ سِدْراً، وَضالا |
الهِرْجاسُ: الجَسِيمُ.
هَرْجَعٌ: لغة في هَجْرَعٍ؛ عن ابن الأَعرابي، وقد تقدَّم.
الهَرْجَلة: الاختلاط في المشي، وقد هَرْجَل، وهَرْجَلت الناقة كذلك. ابن الفرَج: الهَراجِيبُ والهَراجِيلُ من الإِبل الضِّخام؛ قال جِرَان العَوْد: حتى إذا مُنِعَتْ، والشمسُ حامِيةٌ، مَدَّتْ سَوالِفَها الصُّهْبُ الهَراجِيلُ
هَرَدَ الثوبَ يَهْرِدُه هَرْداً: مَزَّقَه. وهَرَّدَه: شَقَّقَه.
وهَرَدَ القَصَّار الثوب وهَرَتَه هَرْداً، فهو مَهْرِودٌ وهَرِيدٌ: مَزّقه وخَرَّقه وضَرَبَه وهَرْدُ العِرْضِ: الطعن فيه، هَرَدَ عِرْضَه وهَرَته يَهْرِدُه هَرْداً. الأَصمعي: هَرَتَ فلان الشيء وهَرَدَه: أَنضجه إِنضاجاً شديداً. وقال ابن سيده: أَنْعَمَ إِنْضاجَه. وهَرَدْتُ اللحمَ أَهْرِدُه، بالكسر، هَرْداً: طبخته حتى تَهَرّأَ وتَفَسَّخَ، فهو مُهَرَّد.
قال الأَزهري: والذي حَفِطناه عن أَئمتنا الحِرْدى بالحاء ولم يقله بالهاء غير الليث وقال أَبو زيد: فإِن أَدخلت اللحمَ النارَ وأَنضجته، فهو مُهَرَّد، وقد هَرَّدْتُه فَهَرِدَ هو. قال: والمُهَرَّأُ مِثْلُه، والتهْريد مِثْلُه شدّد للمبالغة؛ وقد هَرِدَ اللحمُ.
والهَرْدُ: الاختلاطُ كالهَرْجَ. وتركتهم يَهْرِدُون أَي يَمُوجون كيَهْرِجون.
والهُرْدُ: العُروق التي يصبغ بها، وقيل: هو الكُرْكُم. وثوب مَهْرُودٌ ومُهَرَّدٌ: مصبوغ أَصفر بالهُرْد. وفي الحديث: ينزل عيسى بن مريم، عليه السلام، في ثوبين مَهْرُودَيْن. وفي التهذيب: ينزل عيسى، عليه السلام، وعليه ثوبان مَهْرُودان؛ قال الفراء:الهَرْدُ الشقُّ. وفي رواية أُخرى: ينزل عيسى في مَهْروُدَتَيْن أَي في شُقّتين أَو حُلَّتين. قال الأَزهري: قرأْت بخط شمر لأَبي عدنان: أَخبرني العالم من أَعراب باهلة أَن الثوب المهرود الذي يصبغ بالورس ثم بالزعفران فيجيء لونه مثل لون زَهْرة الحَوْذانةِ، فذلك الثوب المَهْرُودُ. ويروى: في مُمَصَّرَتَيْن، ومعنى المُمَصَّرتين والمهرودتين واحد، وهي المصبوغة بالصُّفْرة من زَعْفران أَو غيره؛ وقال القتيبي: هو عندي خطأٌ من النَّقَلة وأُراه مَهْرُوَّتَيْن أَي صَفْراوَيْن. يقال: هَرَّيْتُ العمامة إذا لَبِسْتهَا صفراء وفَعَلْتُ منه هَرَوْتُ؛ قال: فإِن كان محفوظاً بالدال، فهو من الهَرْدِ الشق، وخطئ ابن قتيبة في استدراكه واشتقاقه. قال ابن الأَنباري: القول عندنا في الحديث ينزل بين مهرودتين، يروى بالدال والذال، أَي بين ممصرتين على ما جاء في الحديث؛ قال: ولم نسمعه إِلا فيه. والممصرة من الثياب: التي فيها صفرة خفيفة؛ وقيل: المهرود الثوب الذي يصبغ بالعروق، والعروق يقال لها الهُرْد. قال أَبو بكر: لا تقول العرب هَرَوْتُ الثوب ولكنهم يقولون هَرَّيْتُ، فلو بني على هذا لقيل مُهَرّاة في كُرْكُمٍ على ما لم يُسَمّ فاعله، وبعد فإِن العرب لا تقول هَرَّيْتُ إِلا في العِمامة خاصة فليس له أَن يقيس الشقة على العمامة لأَن اللغة رواية. وقوله: بين مَهْرودتين أَي بين شقتين أُخذتا من الهَرْد، وهو الشق، خطأٌ لأَن العرب لا تسمي الشق للاصلاح هَرْداً بل يسمون الإِخْراقٍ والإِفساد هَرْداً؛ وهَرَد القَصَّارُ الثوب؛ وهَرَدَ فلان عِرْض فلان فهذا يدل على الإِفساد، قال: والقول في الحديث عندنا مهرودتين، بين الدال والذال، أَي بين مُمَصَّرتين، على ما جاء في الحديث؛ قال: ولم نسمعه إِلا في الحديث كما لم نَسْمَعِ الصِّيرَ الصِّحْناءَةَ إِلا في الحديث، وكذلك الثُّفّاءَ الحُرْفَ ونحوَه؛ قال: والدال والذال أُختان تبدل إِحداهما من الأُخرى؛ يقال: رجُل مِدْلٌ ومِذْلٌ إذا كان قليل الجسم خَفِيَّ الشخص، وكذلك الدال والذال في قوله مَعْرودَتَين. والهُرْدِيّة: قَصَباتٌ تُضَمُّ مَلْوِيّة بطاقات الكرم تُحْمَلُ عليها قُضْبانُه. أَبو زيد: هَرَدَ ثَوْبَه وهَرَتَه إذا شقه، فهو هَريدٌ وهَريتٌ؛ وقول ساعدة الهذلي:
غَداةَ شُواحِطٍ فَنَجوْتَ شَدّاً، |
|
وثَوْبُكَ في عَباقِيةٍ هَـريدُ |
أَي مَشْقُوقٌ. وهرْدانُ وهَيْرُدان: اسمان.
والهُردانُ والهِرْداء: نبت. وقال أَبو حنيفة: الهِرْدى، مقصور: عُشْبةٌ لم يبلغني لها صفة، قال: ولا أَدري أَمُذكرة أَم مؤنثة؟ والهَبْرُدانُ: نبت كالهِرْدى. الأَصمعي: الهِرْدَى، على فِعْلى بكسر الهاء، نبت، قاله ابن الأَنباري، وهو أُنثى. والهَيْرُدانُ: اللِّصّ، قال: وليس بثبا.
وهُرْدانُ: موضع.
الهِرْدَبُّ والهِرْدَبَّةُ: الجَبانُ الضَّخْمُ، المُنْتَفِخُ الجوفِ الذي لا فُؤَاد له؛ وقيل: هو الجَبانُ الضَّخْمُ، القليلُ العَقْلِ. والهِرْدَبَّةُ: العجوزُ؛ قال:
أُفٍّ لِتِلْكَ الدِّلْقِمِ الـهِـرْدَبَّـهْ |
|
العَنْقَفِيرِ، الجِلْبِحِ، الطُّرْطُبَّهْ، |
العَنْقَفيرُ والجِلْبِح: المُسِنَّةُ. والطُّرْطُبَّة: الكبيرةُ الثَّدْيَيْنِ. الأَزهري: يقال للرجل العَظيمِ الطويلِ الجسمِ هِرْطالٌ وهِرْدَبَّة وهَقَوَّر وقَنَوَّرٌ. والهَرْدَبةُ: عَدْوٌ فيه ثِقَلٌ، وقد هَرْدَبَ.
الهَرْدَجةُ: سرعةُ المشي.
التهذيب في أَثناء كلامه على هرشف: يقال للناقة الهَرِمة: هِرْشَفَّةٌ وهِرْدِشَةٌ وهِرْهِر.
النهاية في الحديث فأَقْبَلَتْ تُهَرْدِلُ أَي تسترخي في مَشْيها.
الهِرْدَمَّة: العجوز؛ عن كراع، كالهِرْدَبّةِ.
هَرَّ الشيءَ يَهُرُّه ويَهِرُّه هَرّاً وهَريراً: كَرِهَهُ؛ قال المفضل بن المهلب بن أَبي صُفْرَةَ:
ومَنْ هَرَّ أَطْرافَ القَنَا خَشْيَةَ الرَّدَى |
|
فليسَ لمَجْدٍ صالـحٍ بِـكَـسُـوبِ |
وهَرَرْتُه أَي كَرِهْتُه أَهُرُّه وأَهِرُّه، بالضم والكسر. وقال ابن الأَعرابي: أَجِد في وَجْهِهِ هِرَّةً وهَرِيرَةً أَي كراهية. الجوهري: والهِرُّ الاسم من وقولك هَرَرْتُه هَرّاً أَي كرهته. وهَرَّ فلان الكأْسَ والحرْبَ هَرِيراً أَي كرهها؛ قال عنترة:
حَلَفْنا لهم، والخَيْلُ تَرْدي بنا معاً |
|
نُزايِلُكُمْ حتى تَهِرُّوا العَوالِـيا |
الرَّدَيانُ: ضَرْبٌ من السَّيْرِ،وهو أَن يَرْجُمَ الفَرَسُ الأَرضَ رَجْماً بحوافره من شدَّة العَدْوِ. وقوله نزايلكم هو جواب القسم أَي لا نزايلكم، فحذف لا على حدِّ قولهم تالله أَبْرَحُ قاعداً أَي لا أَبرح، ونزايلكم: نُبارِحُكُمْ، يقال: ما زايلته أَي ما بارحته. والعوالي: جمع عاليةِ الرمح، وهي ما دون السِّنان بقدر ذراع. وفلان هَرَّهُ الناسُ إذا كرهوا ناحِيته؛ قال الأَعشى:
أَرَى الناسَ هَرُّونِي وشُهِّرَ مَدْخَلِـي |
|
ففي كلِّ مَمْشىً أَرْصُدُ الناسَ عَقْربَا |
وهَرَّ الكلبُ إِليه يَهِرُّ هَرِيراً وهِرَّةً، وهَرِيرُ الكلبِ: صوته وهو دون النُّبَاحِ من قلة صبره على البرد؛ قال القَطَامِيُّ يصف شدَّة البرد:
أَرى الحَقَّ لا يعْيا عَلَـيَّ سـبـيلُـه |
|
إِذا ضافَنِي ليلاً مع القُـرِّ ضـائِفُ |
إِذا كَبَّدَ النجمُ السَـمـاءَ بـشَـتْـوَةٍ |
|
على حينَ هَرَّ الكلبُ، والثَّلْجُ خاشِفُ |
ضائف: من الضيف. وكَبَّدَ النجمُ السماءَ: يريد بالنجم الثريا، وكَبَّدَ: صار في وسط السماء عند شدَّة البرد. وخاشف: تسمع له خَشْفَة عند المشي وذلك من شدة البرد. ابن سيده: وبالهَرِيرِ شُبِّهَ نَظَرُ بعض الكُماةِ إِلى بعض في الحرب. وفي الحديث: أَنه ذكر قارئ القرآن وصاحب الصدقة فقال رجل: يا رسول الله أَرأَيْتَكَ النَّجْدَةَ التي تكون في الرجل؟ فقال: ليستْ لها بِعِدْلٍ، إِن الكلب يَهِرُّ من وراءِ أَهله؛ معناه أَن الشجاعة غَرِيزة في الإِنسان فهو يَلقَى الحروبَ ويقاتل طبعاً وحَمِيَّةً لا حِسبَةً، فضرب الكلب مثلاً إِذ كان من طبعه أَن يَهِرَّ دون أَهله ويَذُبَّ عنهم، يريد أَنَّ الجهاد والشجاعة ليسا بمثل القراءَة والصدقة. يقال: هَرَّ الكلبُ يَهِرُّ هَرِيراً، فهو هارٌّ وهَرَّارٌ إذا نَبَحَ وكَشَرَ عن أَنيابه، وقيل: هو صوته دون نُباحه. وفي حديث شُرَيْحٍ: لا أَعْقِلُ الكلبَ الهَرَّارَ أَي إذا قتل الرجلُ كلبَ آخر لا أُوجب عليه شيئاً إذا كان نَبَّاحاً لأَنه يؤْذي بِنُباحِه. وفي حديث أَبي الأَسود: المرأَة التي تُهارُّ زوجَها أَي تَهِرُّ في وجهه كما يَهِرُّ الكلب. وفي حديث خزيمة: وعاد لها المَطِيُّ هارّاً أَي يَهِرُّ بعضها في وجه بعض من الجهد. وقد يطلق الهرير على صوت غير الكلب، ومنه الحديث: إِني سمعت هَرِيراً كَهَرِيرِ الرَّحَى أَي صوت دورانها. ابن سيده: وكلب هَرَّارٌ كثير الهَرِير، وكذلك الذئب إذا كَشَرَ أَنيابه وقد أَهَرَّه ما أَحَسَّ به.
قال سيبويه: وفي المثل: شَرٌّ أَهَرَّ ذا نابٍ، وحَسُنَ الابتداءُ بالنكرة لأَنه في معنى ما أَهَرَّ ذا ناب إِلاَّ شَرٌّ، أَعني أَنَّ الكلام عائد إِلى معنى النفي وإِنما كان المعنى هذا لأَن الخبرية عليه أَقوى، أَلا ترى أَنك لو قلت: أَهَرَّ ذا نابٍ شَرٌّ، لكنت على طرف من الإِخبار غير مؤَكدف فإِذا قلت: ما أَهَرَّ ذا نابٍ إِلاَّ شَرٌّ، كان أَوْكَدَ، أَلا ترى أَن قولك ما قام إِلاَّ زيد أَوْ كَدُ من قولك قام زيد؟ قال: وإِنما احتيج في هذا الموضع إِلى التوكيد من حيث كان أَمراً مُهِماً، وذلك أَن قائل هذا القول سمع هَرِيرَ كلب فأَضاف منه وأشفق لاستماعه أَن يكون لطارِقِ شَرٍّ، فقال: شَرٌّ أَهَرَّ ذا نابٍ أَي ما أَهَرَّ ذا ناب إِلاَّ شَرٌّ تعظيماً للحال عند نفسه وعند مُستَمِعِه، وليس هذا في نفسه كأَن يطرقه ضيف أَو مسترشد، فلما عناه وأَهمه أَكد الإِخبار عنه وأَخرجه مخرج الإِغاظ به. وهارَّه أَي هَرَّ في وجهه. وهَرْهَرْتُ الشيءَ: لغة في مَرْمَرْتُه إذا حَرَّكْتَه؛ قال الجوهري: هذا الحرف نقلته من كتاب الاعْتِقابِ لأَبي تُرابٍ من غير سماع. وهرَّت القوسُ هَرِيراً: صَوَّتَتْ؛ عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد:
مُطِلٌّ بِمُنْحاةٍ لها في شِمالِه |
|
هَرِيرٌ، إذا ما حَرَّكَتْه أَنامِلُهْ |
والهِرُّ: السِّنَّوْرُ، والجمع هِرَرَةٌ مثل قِرْدٍ وقِرَدَةٍ، والأُنثى هِرَّةٌ بالهاء، وجمعها هِرَرٌ مثل قِرْبةٍ وقِرَبِ. وفي الحديث: أَنه نهى عن أَكل الهرِّ وثَمَنِه؛ قال ابن الأَثير: وإِنما نهى عنه لأَنه كالوحشيِّ الذي لا يصح تسليمه وأَنه يَنْتابُ الدُّورَ ولا يقيم في مكان واحد، فإِن حبس أَو ربط لم ينتفع به ولئلا يتنازع الناس فيه إذا انتقل عنهم، وقيل: إِنما نهى عن الوحشي منه دون الإِنسي. وهِرّ: اسم امرأَة، من ذلك؛ قال الشاعر:
أَصَحَوْتَ اليومَ أَمْ شاقَتْكَ هِرُّ؟ |
وهَرَّ الشِّبْرِقُ والبُهْمَى والشَّوْكُ هَرّاً: اشتدَّ يُبْسُه وتَنَفَّشَ فصار كأَظفار الهِرِّ وأَنيابه؛ قال:
رَعَيْنَ الشِّبْرِقَ الرَّيَّانَ حتى |
|
إِذا ما هَرَّ، وامْتَنَعَ المَذاقُ |
وقولهم في المثل: ما يعرف هِرّاً من بِرٍّ؛ قيل: معناه ما يعرف من يَهُرُّه أَي يكرهه ممن يَبَرُّه وهو أَحسن ما قيل فيه. وقال الفَزاريُّ: البِرُّ اللُّطف، والهِرُّ العُقُوق، وهو من الهَرِيرِ؛ ابن الأَعرابي: البِرُّ الإِكرام والهِرُّ الخُصُومَةُ، وقيل: الهِرُّ ههنَا السِّنَّوْرُ والبِرُّ الفأْر. وقال ابن الأَعرابي: لا يعرف هاراً من باراً لو كُتِبَتْ له، وقيل: أَرادوا هِرْهِرْ، وهو سَوْقُ الغنم، وبِرْبِرْ وهو دعاؤُها؛ وقيل: الهِرُّ دهاؤُها والبِرُّ سَوْقُها. وقال أَبو عبيد: ما يعرف الهَرْهَرَةَ من البَرْبَرَةِ؛ الهَرْهَرَةُ: صوت الضأْن، والبَرْبَرَةُ: صوتُ المِعْزَى. وقال يونس: الهِرُّ سَوْقُ الغنم، والبِرُّ دعاءُ الغنم. وقال ابن الأَعرابي: الهِرُّ دعاءُ الغنم إِلى العَلَفِ، والبِرُّ دعاؤُها إِلى الماء. وهَرْهَرْتُ بالغنم إذا دعوتها.
والهُرارُ: داءٌ يأْخُذُ الإِبلَ مثلُ الوَرَمِ بين الجلد واللحم؛ قال غَيْلانُ بن حُرَيْث:
فإِلاَّ يكن فيها هُرارٌ، فإِنَّنـي |
|
بِسِلٍّ يُمانِيها إِلى الحَوْلِ خائِفُ |
أَي خائِفٌ سِلاَّ، والباء زائدة؛ تقول منه: هُرَّتِ الإِبِلُ تُهَرُّ هَرّاً. وبعير مَهْرُورٌ أَصابه الهُرارُ، وناقة مَهْرُورَةٌ؛ قال الكميت يمدح خالد بن عبد الله القَسْرِيَّ:
ولا يُصادفْنَ إِلاَّ آجِناً كَدِراً |
|
ولا يُهَرُّ به منهنَّ مُبْتَقِلُ |
قوله به أَي بالماء يعني أَنه مَريءٌ ليس بالوَبِيءِ، وذكر الإِبِلَ وهو يريد أَصحابها. قال ابن سيده: وإِنما هذا مثل يَضْرِبُه يخبر أَن الممدوح هنيءُ العطية، وقيل: هو داء يأْخذها فَتَسْلَحُ عنه، وقيل: الهُرارُ سَلْحُ الإِبل من أَيِّ داءٍ كان. الكسائيُّ والأُمَوِيُّ: من أَدواءِ الإِبل الهُرَارُ، وهو استطلاق بطونها، وقد هَرَّتْ هَرّاً وهُراراً، وهَرَّ سَلْحُه وأَرَّ: اسْتَطْلَقَ حتى مات. وهَرَّهُ هو وأَرَّهُ: أَطلقه من بطنه، الهمزة في كل ذلك بدل من الهاء. ابن الأَعرابي: هَرَّ بِسَلْحِهِ وهَكَّ به إذا رمى به. وبه هُرارٌ إذا اسْتَطْلَقَ بطنُه حتى يموت.
والهَرَّارَانِ: نَجْمانِ؛ قال ابن سيده: الهَرَّارانِ النَّسْرُ الواقِعُ وقلبُ العقرب؛ قال شُبَيْلُ بن عَزْرَةَ الضُّبَعِيُّ:
وساق الفَجْرُ هَرَّارَيْهِ، حتى |
|
بدا ضَوْآهُما غَيْرَ احتِمـالِ |
وقد يفرد في الشعر؛ قال أَبو النجم يصف امرأَة:
وَسْنَى سَخُونٌ مَطْلَعَ الهَرَّارِ |
والهَرُّ: ضَرْبٌ من زجر الإِبل. وهِرٌّ: بلد وموضع؛ قال:
فَوَالله لا أَنْسَى بلاءً لـقـيتُـه |
|
بصَحْراءِ هِرٍّ، ما عَدَدْتُ اللَّيالِيا |
ورأْس هِرّ: موضع في ساحل فارسَ يرابَطُ فيه. والهُرُّ والهُرّهُورُ والهَرْهارُ والهُراهِرُ: الكثير من الماءِ واللَّبَنِ وهو الذي إذا جَرى سمعت له هَرْهَرْ، وهو حكاية جَرْيِهِ. الأَزهري: والهُرْهُورُ الكثير من الماءِ واللبن إذا حلبته سمعت له هَرْهَرَةً؛ وقال:
سَلْمٌ تَرَى الدَّالِيَّ منه أَزْوَرا، |
|
إِذا يَعُبُّ في السَّرِيِّ هَرْهَرَا |
وسمعت له هَرْهَرَةً أَي صوتاً عند الحَلْب. والهَرُورُ والهُرْهُورُ: ما تناثر من حب العُنْقُود، زاد الأزهري: في أَصل الكَرْم. قال أَعرابي: مررت على جَفنةٍ وقد تحركت سُرُوغُها بقُطُوفها فَسَقَطَتْ أَهْرارُها فأَكلتُ هُرْهُورَةً فما وقعت ولا طارت؛ قال الأَصمعي: الجفنة الكَرْمَة، والسُّروغُ قضبان الكرم، واحدها سَرْغٌ، رواه بالغين، والقطوف العناقيد، قال: ويقال لما لا ينفع ما وَقَعَ ولا طارَ. وهرّ يَهُرُّ إذا أَكل الهَرُور، وهو ما يتساقط من الكرم، وهَرْهَرَ إذا تَعَدَّى. ابن السكيت: يقال للناقة الهَرِمَة هِرْهِرٌ، وقال النضر: الهِرْهِرُ الناقة التي تَلْفِظُ رَحِمُها الماءَ من الكِبَر فلا تَلْقَحُ؛ والجمع الهَراهِرُ؛ وقال غيره: هي الهِرْشَفَّةُ والهِرْدِشَةُ أَيضاً. ومن أَسماءِ الحيات: القَزَازُ والهِرْهِيرُ. ابن الأَعرابي: هَرَّ يَهَرُّ إذا ساءَ خُلُقُه.والهُرْهُور: ضرب من السُّفُن. ويقال للكانُونَيْنِ: هما الهَرَّارانِ وهما شَيْبان ومِلْحانُ. وهَرْهَرَ بالغنم: دعاها إِلى الماءِ فقال لها: هَرْهَرْ.
وقال يعقوب: هَرْهَرَ بالضأْن خصها دون المعز. والهَرْهَرَةُ: حكاية أَصوات الهند في الحرب. غيره: والهَرْهَرَةُ والغَرْغَرَةُ يحكى به بعض أَصوات الهند والسِّنْدِ عند الحرب. وهَرْهرَ: دعا الإِبل إِلى الماءِ.
وهَرْهَرةُ الأَسد: تَرْديدُ زئِيرِه، وهي الي تسمى الغرغرة. والهَرْهَرَةُ: الضحك في الباطل. ورجل هَرْهارٌ: ضَحَّاك في الباطل. الأَزهري في ترجمة عقر: التَّهَرْهُرُ صوت الريح، تَهَرْهَرَتْ وهَرْهَرَتْ واحدٌ؛ قال وأَنشد المؤَرِّجُ:
وصِرْتَ مملوكاً بِقاعٍ قَرْقَـرِ |
|
يَجْري عليك المُورُ بالتَّهَرْهُرِ |
يا لك من قُنْبُـرَةٍ وقُـنْـبُـرِ |
|
كنتِ على الأَيَّام في تَعَقُّـرِ |
أَي في صر وجلادة، والله أَعلم.
هَرْوَزَ الرجلُ والدابةُ هَرْوَزَةً: ماتا؛ قال الأَزهري: هو فَعْوَلَةٌ من الهَرْزِ. وروي عن ابن الأَعرابي: هَرِزَ الرجلُ وهُرِئ إذا مات. وفي الحديث: أَنه قضى في سَيْلِ مَهْزُورٍ أَن يُحْبَس حتى يبلغ الماءُ الكَعْبَين؛ مَهْزُورٌ: وادي قُرَيْظَة بالحجاز، وأَما بتقديم الراء على الزاي فموضِعُ سُوقِ المدينة تصدّق به سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، على المسلمين.
الهَرْسُ: الدَّق، ومنه الهَرِيسَة. وهَرَسَ الشيء يَهْرُسُه هَرْساً: دقَّه وكسره، وقيل: الهَرْس دقك الشيء وبينه وبين الأَرض وقاية، وقيل: هو دقُّك إِياه بالشيء العريض كما تُهْرَسُ الهَرِيسَةُ بالمِهْراس.
والمِهْراس: الآلة المَهْرُوس بها. والهَرِيسُ: ما هُرِسَ، وقيل: الهَرِيس الحب المهْروس قبل أَن يُطْبَخ، فإِذا طبخ فهو الهَريسة، وسميت الهَريسَةُ هَرِيسَةً لأَن البُرَّ الذي هي منه يدق ثم يطبخ، ويسمى صانعُه هَرَّاساً. وأَسد هَرَّاسٌ: يَهْرُس كل شيء.
والهِرْماسُ: من أَسماء الأَسد، وقيل: هو الشديد من السباع، فِعْمالٌ من الهَرْس على مذهب الخليل، وغيرُه يجعله فِعْلالاً.
وهَرِسَ يَهْرَسُ هَرَساً: أَخفى أَكلَه، وقيل: بالغ فيه فكأَنه ضد. ابن الأَعرابي: هَرِسَ الرجُل إذا كثر أَكله؛ قال العجاج:
وكَلْكَلاً ذا حامِياتٍ أَهْرَسَا |
ويروى: مِهْرَسا، أَراد بالأَهْرَس الشديدَ الثقيل. يقال: هو هَرِسٌ للذي يدق كل شيء، والفحل يَهْرُس القِرْن بكَلْكَلِه.
وإِبل مَهارِيس: شديدة الأَكل؛ قال أَبو عبيد: المَهَارِيس من الإِبل التي تَقْضَمُ العِيجان إذا قلَّ الكلأ وأَجدبت البلاد فتَتَبَلَّغ بها كأَنها تَهْرُسُها بأَفواهِها هَرْساً أَي تدقُّها؛ قال الحطيئة يصف إِبِلَه:
مَهَارِيسُ يُرْوِي رِسْلُها ضَيْفَ أَهْلِها |
|
إِذا النَّارُ أَبْدَتْ أَوجُهَ الخَـفِـراتِ |
وقيل: المَهَارِيس من الإِبل الشِّداد، وقيل: الجسام الثِّقالُ، قال: ومن شدة وطئها سميت مَهارِيسَ. والهَرِسُ والأَهْرَسُ: الشديد المَرَّاس من الأُسْدِ. وأَسد هَرِسٌ أَي شديد وهو من الدق؛ قال الشاعر:
شَدِيدَ السَّاعِدَيْنِ أَخا وِثـابٍ |
|
شَدِيداً أَسْرُه هَرِساً هَمُوسَا |
والهَرِسُ: الثوب الخَلَق؛ قال ساعدة بن جؤية:
صِفْرِ المَبَاءَةٍ ذي هِرْسَيْنِ مُنْعَجِفِ |
|
إِذا نَظَرْتَ إِليه قلْتَ: قد فَرَجَـا |
والهَراسُ، بالفتح: شجر كبير الشوك؛ قال النابغة: فَبتُّ كأَنَّ العائِذاتِ فَرَشْنَنِي هَرَاساً، به يُعْلى فِراشِي ويُقْشَبُ وقيل: الهَراس شوك كأَنه حَسَك، الواحدة هَراسَة؛ وأَنشد الجوهري للنابغة الجعدي:
وخَيْل يُطابِقْنَ بـالـدَّارِعِـين |
|
طِباقَ الكِلابِ، يَطَأْنَ الهَراسا |
ويروى: وشُعْث، والمطابقة: أَن تَضَع أَرجُلَها مواضع أَيديها وتقدِّم أَيديها حتى تُبْصِر مواقعَها، يريد أَنها لا تريد الهرب، فهي تَتَثَبَّت في مشيها كما تمشي الكلاب في الهَراسِ متقية له؛ ومثله قول قعين:
إِنَّا إذا الخَيْل عَدَتْ أَكْداسا |
|
مِثْل الكِلابِ تَتَّقي الهَراسا |
وقال أَبو حنيفة: الهَراس من أَحْرار البقول، واحدته هَراسَة، وبه سمي الرجل. وأَرض هَرِيسَة: ينبت فيها الهَراس. وفي حديث عمرو بن العاص: كأَنّ في جَوْفي شوكة الهَراس؛ قال: هو شجر أَو بَقْل ذو شوك من أَحرار البقول.والمِهْراس: حَجَر مستطيل منقور يُتَوضأُ منه ويدق فيه. وفي الحديث: أَن أَبا هريرة روى عن النبي، صلى اللَّه عليه سلم، أَنه قال: إذا أَراد أَحدكم الوضوءَ فليُفْرِغْ على يديه من إِنائهِ ثلاثاً، فقال له قَيْنٌ الأَشجعي: فإِذا جِئنا إِلى مِهْراسِكم هذا كيف نَصْنَع؟ أَراد بالمِهْراس هذا الحَجَر المَنْقور الضخم الذي لا يُقِلُّه الرجال ولا يحرِّكونه لثقله يسع ماء كثيراً ويتطهر الناس منه. وجاء في حديث آخر أَن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، مَرَّ بِمِهْراس وجماعة من الرجال يَتَحاذَوْنَه أَي يحملونه ويرفعونه، وهو حجر منقور، سمي مِهْرَاساً لأَنه يُهْرَسُ به الحبُّ وغيره. وفي حديث أَنس: فقمت إِلى مِهْراس لنا فضربتها بأَسفله حتى تكسرت وفي الحديث: أَنه عَطِشَ يوم أُحُدٍ فجاءه عليّ، كرَم اللَّه وجهه، بِماءٍ من المِهْراس فَعَافَهُ وغسل به الدمَ عن وجهه؛ قال: المِهْراس صخرة منقورة تسع كثيراً من الماء وقد يُعْمل منه حياض للماء، وقيل: المِهْراس في هذا الحديث اسم ماء بأُحُد؛ قال:
وقَتِيلاً بِجانِبِ المِهْراسِ |
والمِهْراسُ: موضع. ويقال مِهْراس أَيضاً؛ قال الأَعْشى:
فَرُكْنُ مِهْراسٍ إِلى مارِدٍ |
|
فقاعُ مَنْفُوحَةَ ذي الحائِرِ |
رجل هَرِشٌ: مائِقٌ جافٍ.
والمُهارَشةُ في الكلاب ونحوها: كالمُحارَشةِ. يقال: هارَشَ بين الكلاب؛ وأَنشد:
جِرْوا رَبيضٍ هُورِشا فهَرَّا |
والهِراشُ والاهْتِراشُ: تقاتُلُ الكِلاب. الجوهري: الهِراشُ المُهارَشةُ بالكلاب، وهو تَحْريشُ بعضِها على بعضٍ. والتَّهْرِيشُ: التَّحْريشُ، وكلبُ هِراشٍ وخِراشٍ. وفي الحديث: يَتهارَشُون تَهارُشَ الكِلابِ أَي يَتقَاتَلُون ويَتَواثَبُون. وفي حديث ابن مسعود: فإِذا هُمْ يَتَهارَشُون؛ هكذا رواه بعضهم وفسره بالتَّقاتُلِ، وهو في مسند أَحمد بالواو بدل الراء. والتهارُشُ: الاختلاطُ. أَبو عبيدة: فرسٌ مُهارِشُ العِنانِ؛ وأَنشد:
مُهارِشة العِنانِ كأَنّ فيهـا |
|
جَرادةَ هَبْوةٍ، فيها اصْفِرارُ |
وقال مِرَّة: مُهارِشةُ العِنانِ هي النَشِيطةُ. قال الأَصمعي: مُهارِشةُ العنانِ خَفِيفةُ اللجام كأَنها تُهارِشُه.
وقد سمت هَرّاشاً ومُهارِشاً. وهَرْشَى: موضعٌ؛ قال:
خُذا جَنْبَ هَرْشَى أَو قَفاها، فإِنه |
|
كِلا جانِبَيْ هَرْشَى لَهُنَّ طَريقُ |
وفي الصحاح:
خُذِي أَنْف هرشَى أَو قفاها |
الجوهري: هَرْشَى ثَنِيَّةٌ في طريق مكة قريبة من الجُحْفة يُرَى منها البحرُ، ولها طريقان فكلُّ مَنْ سَلَكهما كان مُصِيباً. وفي الحديث ذكر ثنيَّة هَرْشَى؛ قال ابن الأَثير: هي ثنيَّة بين مكة والمدينة، وقيل: هَرْشَى جبل قريب من الجحفة، واللَّه عز وجل أَعلم.
التهذيب في الرباعي: عَجُوزٌ هِرْشَفَّة، وهِرْشَبَّةٌ، بالفاءِ، والباءِ: باليةٌ، كبيرة.
الهِرْشَدّةُ: العجوز.
هسد: الأَزهري: روي عن المُؤرِّج أَنه قال: يقال للأَسد هَسَدٌ؛ وأَنشد:
فلا تَعْيا، مُعاوِيَ، عن جَوابي، |
|
ودَعْ عَنْكَ التّعَزُّزَ للهِـسـادِ |
قال: ولم أَسمع هذا لغيره.
الهِرْشَفُّ والهِرْشَفَّةُ: العجوز البالية الكبيرة. ويقال للناقة الهَرِمة: هِرْشَفَّة وهِرْدَشّة. وعجوز هِرْشَفَّة وهِرْشَبَّة، بالفاء والباء. ودلْوٌ هِرْشفّة: بالية متشنِّجة، وقد اهْرَشّفَتْ.
والهِرْشَفَّة: خِرقة يُنشَّف بها الماء؛ قال:
كلُّ عَجُوزٍ، رأْسُها كالكِفّهْ |
|
تَسْعى بجُفٍّ معها هِرْشَفّهْ |
والهِرْشَفّة: صوفة الدّواة، وهي أَيضاً صوفة أَو خَرْقة يُنَشَّف بها الماء؛ وفي نسخة: ماء المطر من الأَرض، ثم تعصر في الإناء، وإنما يفعل ذلك إذا قلّ الماء؛ قال الراجز:
طُوبى لِمَن كانت له هِرْشَفّهْ |
|
ونَشْفةٌ يَمْلأُ منهـا كَـفَّـهْ |
أَبو عبيد: الهِرشفَّة قطعة خرقة يحمل بها الماء أَو قطعة كساء أَو نحوه ينشَّف بها ماء المطر من الأَرض ثم تعصر في الجُفّ وذلك من قِلَّة الماء. ويقال لصوفة الدّواة إذا يَبست هِرشفّة، وقد هَرْشَفَت واهْرَشَّفَتْ.
والهِرْشَفُّ من الرجال: الكبير المهزول. والهُرْشَفّ: الكثير الشرب؛ عن السيرافي. أَبو خَيرة: التَّهَرْشُف التحَسِّي قليلاً قليلاً.
الهِرْشَمَّةُ: الغزيرةُ من الغنَم، وخص بعضهم به المَعَزَ. ويقال للناقة الخَوَّارةِ هرْشَمّة. والهِرْشَمُّ، بكسر الهاء وتشديد الميم: الحجرُ الرِّخْوُ، وفي المحكم: الرِّخْوُ النَّخِرُ من الجبال اللّيِّن المَحْفَر. قال أَبو زيد: يقال للجبلَ الليِّن المَحْفَرِ هِرْشَمٌّ؛ وأَنشد:
هَرْشَمّة في جَبلٍ هِرْشَمِّ، |
|
تَبْذُلُ للجارِ ولابْنِ العَـمِّ |
وجبلٌ هِرْشَمٌّ: رقيقٌ كثير الماء، وقيل: هو الحجر الصُّلْبُ، ضدٌّ؛ قال:
عادية الجُول طَمُوح الجَمِّ، |
|
جِيبَتْ بحَرْفِ حَجرٍ هَرْشَمِّ |
فالهِرْشَمُّ ههنا: الصُّلْبُ لأَن البئر لا تُجابُ إلا بحجرٍ صُلْبٍ، ويروى: جُوبَ لها بجَبَلٍ؛ قال ثعلب: معناه رِخْوٌ غَزِيرٌ أَي في جَبَلٍ.
بعير هِرْشِنٌ: واسع الشِّدْقَيْنِ. قال ابن سيده: قال ابن دريد لا أَدري ما صحته.
الفراء: هَرَّصَ الرجلُ إذا اشْتعَل بَدَنُه حَصَفاً، قال: وهو الحَصَف والهَرَصُ والدُّودُ والدُّوادُ، وبه كني الرجل أَبا دُواد. ابن الأَعرابي: الهِرْنِصاصةُ دُودةٌ وهي السُّرْفةُ.
الهَرَضُ: الحَصَفُ الذي يظهر على الجلد. وهَرَضَ الثوبَ يَهْرضُهُ هَرْضاً: مَزَّقَه.
هرَطَ الرجلُ في عرْض أَخِيه وهَرَط عِرْضَ أَخِيه يَهْرِطُه هَرْطاً: طَعَنَ فيه ومَزَّقه وتنَقَّصه، ومثله هَرَتَه وهرَدَه ومزَقَه وهَرْطَمَه. وتهارَطَ الرجلان: تَشاتَما.
وقيل: الهَرْط في جميع الأَشياء المَزْقُ العَنِيف، والهَرْطُ لغة في الهَرْتِ وهو المزق العنيف. وناقة هِرْطٌ: مُسِنَّةٌ، والجمع أَهْراط وهُروط. والهِرْط: لحم مَهْزول كأَنه مُخاط لا يُنْتفع به لغَثاثتِه. والهِرْط والهِرْطةُ: النعجة الكبيرة المهزولة، والجمع هِرَطٌ مثل قِرْبة وقِرَبٍ. الليث: نعجة هِرْطة وهي المهزولة لا ينتفع بلحمها غُثوثةً، الفراء: ولحمها الهِرط، بالكسر. وقال ابن الأَعرابي: الهَرط، بفتح الهاء، وهو الذي يتَفَتَّت إذا طُبِخ. ابن شميل: الهِرْطةُ من الرجال الأَحمق الجبان الضعيف. ابن الأَعرابي: هَرِطَ الرجلُ إذا اسْترْخى لحمُه بعد صَلابة من عِلَّة أَو فَزَع، والإِنسان يَهْرِطُ في كلامه: يُسَفْسِفُ ويَخْلِطُ.
والهَيْرَطُ: الرِّخْو.
الجوهري: الهِرْطالُ الطويلُ؛ وأَنشد ابن بري للبولاني:
قد مُنِيَتْ بِناشِيءٍ هِرْطال |
|
فازْدالَها، وأَيَّمـا ازْدِيالِ |
ويقال للرجل الطويل العظيم الجسيم: هِرْطالٌ وهِرْدَبَّةٌ وهَقَوَّرٌ وقَنَوَّرٌ.
الهَرَعُ والهُراعُ والإِهْراعُ: شدَّة السَّوْقِ وسُرْعةُ العَدْو؛ قال الشاعر أَورده ابن بري:
كأَنَّ حُمُولَهم، مُتتابِـعـاتٍ |
|
رَعِيلٌ يُهْرَعُونَ إِلى رَعيلِ |
وقد هُرِعُوا وأُهْرِعُوا. واسْتُهْرِعَتِ الإِبلُ: أَسْرَعَتْ إِلى الحوضِ. وأْهْرِعَ الرجلُ، على ما لم يسم فاعله: خَفَّ وأُرْعِدَ من سُرْعةٍ أَو خوْفٍ أَو حِرْصٍ أَو غَضَبٍ أَو حُمَّى. وفي النزيل: وجاءه قومه يُهْرَعُون إِليه؛ قال أَبو عبيدة: يُسْتَحَثُّون إِليه كأَنه يَحُثُّ بعضهم بعضاً. وتَهَرَّعَ إِليه: عَجِلَ. قال أَبو العباس: الإِهْراعُ إِسْراعٌ في طُمَأْنِينةٍ، ثم قيل له: إِسْراعٌ في فَزَعٍ، فقال: نعم. وقال الكسائي: الإِهْراعُ إِسْراعٌ في رِعْدَةٍ، وقال المهلهل:
فجاؤُوا يُهْرَعُونَ، وهُمْ أُسارَى |
|
يَقُودُهُمُ على رَغمِ الأُنُـوفِ |
قال الليث: يُهْرَعُون وهم أُسارى يُساقُون ويُعْجَلُون. يقال: هُرِعُوا وأُهْرِعُوا. أَبو عبيد: أُهْرِع الرجلُ إِهْراعاً إذا أَتاكَ وهو يُرْعَدُ من البَرْدِ، وقد يكون الرجل مُهْرَعاً من الحمى والغضب، وهو حين يُرْعَدُ، والمُهْرَعُ أَيضاً كالحريص؛ وذكر ذلك كله أَبو عبيد في باب ما جاء في لفظ مفعول بمعنى فاعل. وقوله تعالى: وهم على آثارِهم يُهْرَعُونَ، أَي يَسْعَوْن عِجالاً. والعرب تقول: أُهْرِعُوا وهُرِعُوا فهم مُهْرَعُون ومَهْرُوعُون؛ أَنشد شمر لابن أَحمر يصف الريح:
أَرَبَّـتْ عـلـيهــا كـــلُّ هَـــوْجـــاءَ سَـــهْـــوةٍ |
|
زَفُـوفِ الـتَّـوالـي، رَحْـبةِ الــمُـــتَـــنَـــسَّـــمِ |
إِبـارِيّةٍ هَـوْجـاء، مَـوْعِـــدُهـــا الـــضُّـــحَـــى |
|
إذا أَرْزَمَـتْ جــاءَتْ بِـــوِرْدٍ غَـــشَـــمْـــشَـــمِ |
زَفُوفٍ نِيافٍ هَيْرَعٍ عَجْرَفِيَّةٍتَرَى البِيدَ، مِنْ إِعْصافِها الجَرْيَ، تَرْتَمي |
|
|
أَراد بالوِرْد المَطَرَ. ورجُل هَرِعٌ: سَرِيعُ المَشْي. وهَرِعٌ أَيضاً: سَرِيعُ البُكاءِ. والهَرِعُ: الجاري. وهَرِعَ الشيءُ هَرَعاً، فهو هَرِعٌ، وهَمَعَ: سال، وقيل: تَتابَعَ في سَيَلانِه؛ قال الشماخ:
عُذَافِرة، كـأَنَّ بِـذِفْـرَيَيْهـا |
|
كُحَيْلاً، بَضَّ من هَرِعٍ هَمُوعِ |
ودم هَرِعٌ أَي جارٍ بَيِّنُ الهَرَعِ، وقد هَرِعَ.
والهَرِعةُ من النساء: المرأَةُ التي تُنْزِلُ حين يخالِطُها الرجل قبله شَبَقاً وحرْصاً على الرجال. والمَهْرُوعُ: المجنونُ الذي يُصْرَعُ.
يقال: هو مَهْرُوعٌ مَخْفُوعٌ مَمْسُوسٌ. وقال أَبو عمرو: المَهْرُوعُ المَصْرُوعُ من الجَهْدِ. والهَيْرَعُ: الذي لا يتَماسَكُ، وهو أَيضاً الجَبانُ الضعيفُ الجَزُوعُ؛ قال ابن أَحمر:
ولَسْتُ بِهَيْرَعٍ خَفِقٍ حَشاه |
|
إذا ما طَيَّرَتْه الرِّيحُ طارَا |
والهَيْرَعُ والهَيْلَعُ: الضعيفُ. وإِذا أَشْرَعَ القومُ رِماحَهم ثم مَضَوْا بها قيل: هَرَّعُوا بها. وتَهَرَّعَتِ الرِّماحُ إذا أَقْبَلَتْ شَوارِعَ؛ وأَنشد:
عِنْدَ البَدِيهةِ والرِّماحُ تَهَرَّعُ |
وهَرَّعَ القومُ الرماحَ وأَهْرَعُوها: أَشْرَعُوها ومضوا بها.
وتَهَرَّعَتْ هي: أَقْبَلَتْ شَوارِعَ.
والهَيْرَعَةُ: الغُولُ كالعَيْهَرةِ. ورِيحٌ هَيْرَعٌ: سَرِيعةُ الهُبُوب، وقيل: تَسْفِي الترابَ. وريح هَيْرَعَةٌ. قَصِفةٌ تأْتي بالتُّرابِ.
والهَيْرَعةُ: القَصَبة التي يَزْمِرُ فيها الرَّاعِي، وربما سميت يَراعةً أَيضاً.
والهَرْعةُ والفَرْعةُ: القَمْلة الصغيرة، وقيل: الضَّخْمة، والهُرْنُوعُ أَكثر، وقيل: الفَرْعةُ والهَرْعةُ والهَيْرعَةُ والخَيْضَعةُ معناها واحِدٌ.
والهِرْياعُ: سَفِيرُ ورَق الشجر. والهَرِيعةُ: شُجَيرة دَقِيقةُ الأَغْصان.
ويَهْرَعُ: موضع.
الهَرْفُ: مُجاوزةُ القَدْر في الثَّناء والمدْح والإطْناب في ذلك حتى كأَنه يَهْدِر. وفي الحديث: أَن رُفْقة جاءت وهم يَهْرِفون بصاحِب لهم ويقولون: ما رأَينا يا رسول اللّه مثل فلان، ما سِرنا إلاَّ كان في قراءة ولا نزلنا إلاَّ كان في صلاة؛ قال أَبو عبيد: يَهْرِفون به أَي يَمدحونه ويُطْنِبون في الثناء عليه. وفي المثل: لا تَهْرِفْ بما لا تَعْرِف، وفي رواية: قبل أَن تعرف، أَي لا تمدح قبل التجربة، وهو أَن تذكره في أَول كلامك ولا يكون ذلك إلاّ في حمد وثناء. التهذيب: الهَرْف شِبْه الهَذَيان من الإعجاب بالشيء.
يقال: هو يَهْرِفُ بفلان نهارَه كله هَرْفاً. ويقال لبعض السباع يَهرِف لكثرة صوته. ويقال: هرَفت بالرجل أَهْرِفُ هَرْفاً. ابن الأَعرابي: هَرَف إذا هذى؛ والهَرْفُ: مدْحُ الرجل على غير معرفة. والهَرْفُ: الأَوّل.
والهَرْفُ: ابتداء النبات؛ عن ثعلب. وهرَف السَّبُع يَهْرِفُ هرْفاً: تابع صوته. وأَهرف الرجل مثل أَحرَفَ أَي نَما مالُه. وأَهرَفَت النخلة أَي عَجَّلت إتاءها.
الأَزهري: هَراقتِ السماء ماءها وهي تُهَرِيقُ والماء مُهَراق، الهاء في ذلك كله متحركة لأَنها ليست بأَصلية إنما هي بدل من همزة أَراق، قال: وهَرَقْت مثل أَرَقْتُ، قال: ومن قال أَهْرَقْت فهو خطأٌ في القياس، ومثل العرب يخاطب به الغضبان: هَرِّقْ على جمرك أَو تَبَيَّنْ أَي تَثَبت، ومثل هَرَقْتُ والأَصل أَرَقْتُ قولُهم: هَرَحْت الدابة وأَرَحْتُها وهَنَرْتُ النار وأَنَرْتُها، قال: وأما لغة من قال أَهْرَقْتُ الماء فهي بعيدة؛ قال أَبو زيد:الهاء منها زائدة كما قالوا أَنهأْت اللحم، والأصل أَنأْته بوزن أَنَعْتهُ.ويقال هَرِّقْ عنا من الظهيرة وأَهْرِئ عنا بمعناه، من قال أَهْرِقْ عنا من الظهيرة جعل القاف مبدلة من الهمزة في أَهْرِئ، قال: وقال بعض النحويين إنما هو هَراق يُهَرْيقُ لأن الأصل من أَراقَ يُرِيقُ يُأَرْيق، لأن أَفْعَل يُفْعِلُ كان في الأَصل يُأَفْعِلُ فقلبوا الهمزة التي في يُأَرْيِقُ هاء فقيل يُهَرْيِق، ولذلك تحركت الهاء. الجوهري: هَراق الماء يُهَرِيقه، بفتح الهاء، هِراقة أَي صبَّه؛ وأَنشد ابن بري:
رُبَّ كَأْسٍ هَرَقْتَها، ابنَ لُؤَيّ، |
|
حَذَرَ الموت، لم تكُنْ مُهْراقَهْ |
وأَنشد لأَوس بن حجر:
نُبِّئْتُ أَنّ دَماً حراماً نِلْـتَـهُ، |
|
فهُرِيق في ثوبٍ عليك مُحَبَّر |
وأَنشد للنابغة:
وما هُرِيقَ على الأَنْصابِ من جَسَدِ |
قال: وأَصل هَراق أَراقَ يُرِيقُ إراقَةً، وأصل أَراقَ أَرْيَقَ، وأَصل يُرِيِقُ يُرْيِقُ، وأَصل يُرْيِق يُأَرْيِقُ، وإنما قالوا أَنا أُهَرِيقُه وهم لا يقولون أُأَرِيقُهُ لاستثقالهم الهمزتين، وقد زال ذلك بعد الإبدال، وفيه لغة أُخرى: أَهْرَقَ الماء يُهْرِقُه إهْراقاً على أَفْعَلَ يُفْعِلُ؛ قال سيبويه: أَبدلوا من الهمزة الهاء ثم أُلزمت فصارت كأنها من نفس الحرف، ثم أُدخلت الأَلف بعدُ على الهاء وتركت الهاء عوضاً من حذفهم حركة العين، لأن أَصل أَهْرَق أَرْيقَ. قال ابن بري: هذه اللغة الثانية التي حكاها عن سيبوبه هي الثالثة التي يحكيها فيما بعدُ إلاّ أَنه غلط في التمثيل فقال أَهْرَق يُهْرِق، وهي لغة ثالثة شاذة نادرة ليست بواحدة من اللغتين المشهورتين؛ يقولون: هَرَقْت الماءَ هَرْقاً وأَهْرَقْتُه إهْراقاً، فيجعلون الهاء فاء والراء عيناً ولا يجعلونه معتلاً، وأما الثانية التي حكاها سيبويه فهي أَهْرَاق يُهْرِيق إهْراقةً، فَيَّرها الجوهري وجعلها ثالثة وجعل مصدرها إهْرِياقاً، أَلا ترى أَنه حكي عن سيبويه في اللغة الثانية أَن الهاء عوض من حركة العين لأن الأَصل أَرْيَق؟ فهذا يدل أَنه من أَهْرَاق إهْراقةً بالألف، وكذا حكاه سيبويه في اللغة الثانية الصحيحة، قال الجوهري: وفيه لغة ثالثة أَهْرَاقُ يُهْرِيق إهْرِياقاً، فهو مُهْريق، والشيء مُهْراق ومُهَراق أَيضاً، بالتحريك، وهذا شاذ، ونظيره أَسْطَاع يُسْطيع اسْطِياعاً، بفتح الألف في الماضي وضم الياء في المستقبل، لغة في أَطاع يُطِيع، فجعلوا السين عوضاً من ذهاب حركة عين الفعل على ما تقدم ذكره عن الأَخفش في باب العين، قال: وكذلك حكم الهاء عندي. قال ابن بري: قد ذكرنا أَن هذه اللغة هي الثانية فيما تقدم إلاّ أَنه غَيَّرَ مصدرها فقال إهْرِياقاً، وصوابه إِهْراقةً، وتاءُ التأْنيث عوض من العين المحذوفة، وكذلك قال ابن السراج أَهْرَاق يُهْرِيقُ إِهْراقةً، وأسْطاع يُسْطيع إسْطاعةً، قال: وأَما الذي ذكره الجوهري من أَن مصدر أَهْراقَ وأَسْطَاع إهْرياقاً واسطِياعاً فغلط منه، لأنه غير معروف، والقياس إهْراقةً وإسْطَاعةً على ما تقدم، وإنما غلَّطه في اسْطِيَاع أَنه أَتى به على وزن الاسْتِطاعِ مصدر اسْتَطاع، قال: وهذا سهو منه لأن أَسْطاع همزته قطع، والاسْتِطاع والاسْطِيَاع همزتهما وصل، وقوله: والشيءُ مُهْراق ومُهَراق أَيضاً، بالتحريك، غير صحيح لأن مفعول أَهْرَاق مُهْراق لا غير؛ قال: وأَما مُهَراق، بالفتح، فمفعول هَرَاق وقد تقدم شاهده؛ وشاهد المُهْراق ما أُنشد في باب الهجاء من الحماسة لعُمارة بن عقيل:
دعَتْهُ، وفي أَثوابِهِ من دِمَائِهَا |
|
خَليطَا دمٍ مُهْراقةٍ غير ذَاهِبِ |
وقال جرير العِجْلي، ويروى للأخطل وهي في شعره:
إذا ما قُلْتُ: قد صالَحْتُ قَوْمِي، |
|
أَبى الأَضْغَانُ والنسبُ البَعـيدُ |
ومُهْراقُ الدمـاءِ بـوارِدَاتٍ، |
|
تَبِيدُ المُـخْـزِياتُ ولا تَـبِـيدُ |
قال: والفاعل من أَهْراقَ مُهْرِيقٌ؛ وشاهده قول كثيِّر:
فأَصْبَحْتُ كالمُهْرِيقِ فَضْلَةَ مائِهِ |
|
لضَاحِي سَرَابٍ، بالمَلا يَتَرَقْرَقُ |
وقال العُدَيْلُ بن الفَرْخ:
فكنْت كمُهْرِيقِ الذي في سِقائِهِ |
|
لِرَقْرَاقِ آلٍ، فوق رابيةٍ جَلْدِ |
وقال آخر:
فظَلَلْتُ كالمُهْرِيقِ فَضْلَ سِقائِهِ |
|
في جَوِّ هاجِرَةٍ، لِلَمْعِ سَرابِ |
وشاهد الإهْرَاقةِ في المصدر قول ذي الرمة:
فلما دَنَتْ إهْرَاقَةُ الماءِ أَنْصَـتَـتْ |
|
لأَعْزِلَةٍ عنها، وفي النفس أَن أُثْني |
قال ابن بري عند قول الجوهري: وأَصل أَرَاقَ أَرْيَقَ، قال أَراق أَصله أَرْوَقَ بالواو لأنه يقال رَاقَ الماءُ رَوَقاناً انصبَّ، وأَراقهُ غيره إذا صَبَّه، قال: وحكى الكسائي رَاقَ الماءُ يَرِيقُ انصبَّ، قال: فعلى هذا يجوز أن يكون أَصل أَرَاقَ من الياء. وفي الحديث: أُهْرِيقَ دَمُهُ؛ وتقدير يُهَرِيقُ، بفتح الهاء، يُهَفْعِلُ، وتقدير مُهَرَاق، بالتحريك، مُهَفْعَل؛ وأما تقدير يُهْرِيق، بالتسكين، فلا يمكن النطق به لأن الهاء والفاء ساكنان، وكذلك تقدير مُهْرَاق، وحكى بعضهم مطر مُهْرَوْرِقٌ. وفي حديث أُم سلمة: أَن امرأَة كانت تُهَراقُ الدمَ؛ هكذا جاءَ على ما لم يسمَّ فاعله، والدم منصوب أي تُهَرَاقُ هي الدمَ، وهو منصوب على التمييز، وإن كان معرفة، وله نظائر، أو يكون قد أُجري تُهَراقُ مجرى نُفِسَت المرأَةُ غلاماً، ونُتِجَ الفرسُ مُهْراً، ويجوز رفع الدم على تقدير تُهَرَاقُ دماؤها، وتكون الأَلف واللام بدلاً من الإضافة كقوله تعالى: أو يَعْفُوَ الذي بيده عُقْدَةُ النكاح؛ أي عُقْدَةُ نكاحِهِ أو نكاحها، والهاء في هَرَاقَ بدل من همزة أَرَاقَ الماء يُرِيقهُ وهَرَاقه يُهَرِيقُه، بفتح الهاء، هَراقةً. ويقال فيه: أَهْرَقْتُ الماءَ أُهْرِقُهُ إهْرَاقاً فيجمع بين البدل والمبدل. ابن سيده: اهْرَوْرَقَ الدمعُ والمطر جَرَيا، قال: وليس من لفظ هَرَاق لأن هاء هَرَاق مبدلة والكلمة معتلة، وأما اهْرَوْرَقَ فإنه وإن لم يتكلم به إلاَّ مَزيداً متوهم من أصل ثلاثي صحيح لا زيادة فيه، ولا يكون من لفظ أَهْرَاقَ لأن هاء أَهْرَاقَ زائدة عوض من حركة العين على ما ذهب إليه سيبويه في أَسْطَاعَ.ويوم التهَارُقِ: يوم المَهْرَجان، وقد تَهَارقُوا فيه أي أَهْرَقَ الماء بعضُهم على بعضٍ، يعني بالمَهْرَجانِ الذي نسميه النَّوْرُوز.
والمُهْرُقَانُ: البحر لأنه يُهَرِيق ماءَه على الساحل إلاَّ أنه ليس من ذلك اللفظ؛ أَبو عمرو: هو اليَمُّ والقَلَمَّشُ والنَّوْفَلُ والمُهْرُقانُ البحر، بضم الميم والراء؛ قال ابن مقبل:
تَمَشَّى به نَفْرُ الظِّبـاءِ كـأَنَّـهـا |
|
جَنَى مُهْرُقانٍ، فاضَ بالليل سَاحِلهْ |
ومُهْرُقان: معرب أَصله ما هي رُويانْ؛ وقال بعضهم: مُهْرُقان مُفْعُلان من هَرَقْت لأن البحر ماؤُه يفيض على الساحل إذا مَدَّ، فإذا جزر بقي الوَدَع. أَبو عمرو: يقال للبحر المُهْرَقان والدَّ أْماءُ، خفيف؛ وقيل المُهْرُقان ساحل البحر حيث فاض فيه الماءُ ثم نَضَب عنه فبقي الوَدَع، وأَورد بيت ابن مقبل وقال: وجَناهُ ما يبقى من الوَدَعِ. والمُهْرَقُ: الصحيفة البيضاء يكتب فيها، فارسي معرب، والجمع المَهارق؛ قال حسان:
كَمْ للمَنازل من شَهْرٍ وأَحـوالِ، |
|
لآل أَسْماءَ، مِثْل المُهْرَقِ البالِي |
قال ابن بري: والذي في شعره:
كما تَقادَمَ عَهْدُ المُهْرَقِ البالي |
قال: وقال الحرث بن حلِّزة:
آياتها كَمَهارِقِ الحَبَشِ |
والمَهارق في قول ذي الرمة:
بيَعْمَلة بين الدُّجَى والمَهَارِق |
الفَلَواتُ، وقيل الطرق، وقيل: المُهْرَق ثوب حرير أَبيض يُسْقَى الصمغَ ويُصْقَلُ ثم يكتب فيه، وهو بالفارسية مُهر كَرْد، وقيل: مَهْره لأن الخَرَزة التي يُصقل بها يقال لها بالفارسية كذلك.
والمُهْرَقُ: الصحراء الملساء. والمَهارق: الصَّحاري، واحدها مُهْرَق، وهو معرب؛ قال الأزهري: وإنما قيل للصحراء مُهْرق تشبيها بالصحيفة؛ قال الأعشى:
رَبّي كريم لا يكدِّرُ نِـعْـمَةً، |
|
فإذا تُنُوشِد في المَهارِق أَنْشَدا |
أراد بالمَهارق الصحائف. وقال اللحياني: بلد مَهَارِق وأَرضٌ مَهَارِق كأَنهم جعلوا كل جزءٍ منه مُهْرَقاً؛ قال:
وخَرْق مَهَارِق ذي لُهْلُهٍ، |
|
أجَدَّ الأُوَامَ به مَظْمَـؤُه |
قال ابن الأَعرابي: إنما أَراد مثل المَهارق، وأَجَدَّ: جَدَّد، واللُّهْلُه: الاتساع. قال ابن سيده: وأما ما رواه اللحياني من قولهم هَرِقْتُ حتى نصف الليل فإنما هو أَرِقْتُ، فأَبدل الهاء من الهمزة. وقال أَبو زيد:يقال هَرِيقُوا عنكم أوَّل الليل وفَحْمَةَ الليل أي انزلوا، وهي ساعة يَشُقُّ فيها السير على الدواب حتى يمضي ذلك الوقت، وهما بين العشاءَين.
هِرْقِلُ: من ملوك الروم، وهِرْقِلُ، على وزن خِنْدِف: ملك الروم.
ويقال هِرَقْل على وزن دِمَشق، وهو أَول من ضرَب الدنانيرَ وأَول من أَحدث البَيعَة؛ قال لبيد:
غَلَب اللَّيالي خَلْفَ آلِ محرِّقٍ |
|
وكما فَعَلْنَ بِتُبَّعٍ وبِهِـرْقَـلِ |
أَراد هِرَقْلاً فاضطرَّ فغيَّر؛ وأَنشد ابن بري لجرير: وأَرْضَ هِرَقْلٍ قد قَهَرْت وداهِراً، ويَسْعَى لكم من آلِ كسْرَى النَّواصِفُ وأَنشد لِمُزاحِم العقيليّ:
يراتب جما في أَسِيلٍ ومُـقْـلةٍ |
|
كما شافَ دِينارَ الهِرَقْليِّ شائفُ |
وفي حديث عبد الرحمن بن أَبي بكر: لما أُريد على بَيْعة يزيدَ بنِ مُعاوية في حياة أَبيه قال جئتم بها هِرَقْلِيَّةً وقُوقِيَّة: أَراد أَن البَيعة لأَولاد الملوك سُنَّة ملوك الرُّوم والعَجم.
والهِرْقِلُ: المُنْخُل وأَما دَيْرُ الهِزْقِل فهو بالزاي.
الهَرْكَلةُ والهُرَكِلةُ والهِرْكَوْلةُ والهِرَّكْلة الحسَنة الجسم والخلْق والمِشْية؛ قال:
هِرَّكْـلةٌ فُـنُـقٌ نِـيافٌ طَـلَّةٌ |
|
لم تعدُ عن عَشْرٍ وحَوْلٍ، خَرْعَبُ |
والهَرْكَلةُ: ضرْب من المشي فيه اخْتيالٌ وبُطْءٌ؛ وأَنشد:
قامَتْ تَهادَى مَشْيَها الهِرْكَلاَّ |
|
بين فِناءِ البَيْتِ والمُصَلَّـى |
وحكى ابن بري عن قطرب: الهَرْكلةُ المشي الحسن، وحكى بعضهم: أَنه رأَى أَبا عبيدة محموماً يَهْذِي يقول دينار كذا وكذا فقلنا للطبيب: سَلْه عن الهِرْكَوْلةِ، فقال: يا أَبا عبيدة، فقال: ما لك؟ قال: ما الهِرْكَوْلة؟ قال: الضَّخْمة الأَوْراك، وقد قيل: إِن الهاء في هِرْكَوْلة زائدة، وليس بقويٍّ. امرأَة هِرْكَولة: ذات فخذين وجسم وعَجُز. الأَصمعي: الهِرْكَولة من النساء العظيمة الوَرِكين. وجمل هُرَاكِل: جسيم ضخم، ورجل هُراكِل كذلك. والهِرْكَوْلة، على وزن البِرْذَونة: الجارية الضخمة المُرْتَجَّة الأَرْداف. والهَراكِلةُ من ماء البحر: حيث تكثر فيه الأَمْواج؛ قال ابن أَحمر يصف دُرَّة:
رأَى من دونها الغَوَّاصُ هَوْلاً |
|
هَراكِلةً، وحِيتانـاً ونُـونـا |
التهذيب: الهَراكِلة كِلابُ الماء؛ أَنشد أَبو عبيدة
فلا تَزالُ وُرَّشٌ تأْتِينا |
|
مُهَرْكِلاتٌ ومُهَرْكِلِينا |
وُرَّش: جمع وارِش وهو الطفيليّ.
الهَرَم: أقْصى الكِبَر، هَرِمَ، بالكسر، يَهْرَمُ هَرَماً ومَهْرَماً وقد أَهْرَمَه اللهُ فهو هَرِمٌ، من رجال هَرِمينَ وهَرْمَى، كُسِّر على فَعْلى لأَنه من الأَسماء التي يُصابُون بها وهم لها كارهون، فطابَقَ بابَ فَعِيلٍ الذي بمعنى مفعول نحو قَتْلى وأسْرَى، فكُسِّرَ على ما كُسِّرَ عليه ذلك، والأُنثى هَرِمةٌ من نِسْوةٍ هَرِماتٍ وهَرْمَى، وقد أَهْرَمَه الدهرُ وهَرَّمَه؛ قال:
إذا ليلةٌ هَرَّمَتْ يَوْمَها، |
|
أَتَى بعد ذلك يومٌ فَتي |
والمَهْرَمةُ: الهَرَمُ. وفي الحديث: تَرْكُ العَشاء مَهْرَمةٌ أي مَظِنَّةٌ للهَرَمِ؛ قال القُتَيبيّ: هذه الكلمة جاريةٌ على أَلْسِنة الناس، قال: ولَسْتُ أَدرِي أَرسولُ الله، صلى الله عليه وسلم، ابْتَدأَها أَمْ كانت تُقالُ قَبْلَه. وفلان يَتَهارَم: يُرِي من نفْسِه أنه هَرِمٌ وليس به. وفي الحديث: إنَّ الله لَمْ يَضَعْ داءً إلا وضَعَ له دواءً إِلا الهَرَمَ؛ الهَرَمُ: الكِبَرُ، جعل الهَرَمَ دَاءً تشبيهاً به لأَن الموت يعَقَّبُه كالأَدْواءِ.
وابنُ هِرْمة: آخرُ وَلَد الشيخ والعجوز، وعلى مثاله ابنُ عِجْزة. ويقال: وُلِدَ لِهِرْمَةٍ.
وما عنده هُرْمانةٌ ولا مَهْرَمٌ أَي مَطْمعٌ.
وقَدَحٌ هَرِمٌ: مُنْثَلِمٌ؛ عن أَبي حنيفة؛ وأَنشد للجعدي:
جَوْز كَجَوْزِ الحِمارِ جَرَّدَه ال |
|
خَرَّاسُ، لا ناقِسٌ ولا هَـرِمُ |
والهَرْمُ، بالتسكين: ضربٌ من الحَمْض فيه ملوحةٌ، وهو أَذلُّه وأَشدُّه انْبِساطاً على الأَرض واسْتِبْطاحاً؛ قال زهير:
ووَطِئْتَنا وَطْأَ على حَنَقٍ |
|
وَطْأَ المُقَيَّدِ يابسَ الهَرْمِ |
واحدتُه هَرْمةٌ، وهي التي يقال لها حَيْهَلة. وفي المثل: أَذلُّ من هَرْمة، وقيل: هي البَقْلة الحمقاء؛ عن كراع، وقيل: هو شجر؛ عنه أيضاً. ويقال للبعير إذا صار قَحْداً هَرِمٌ، والأُنثى هَرِمةٌ. قال الأَصمعي: والكَزُوم الهَرِمةُ. وكان النبي، صلى الله عليه وسلم، يتعوَّذُ من الهَرَمِ.وفي الحديث: اللهم إني أَعوذ بك من الأَهْرَمَيْنِ: البناء والبئر؛ قال: هكذا روي بالراء، والمشهور الأَهْدَمَيْنِ، بالدال، وقد تقدم. وبعيرٌ هارِمٌ وإِبلٌ هوارِمُ: تَرْعَى الهَرْمَ، وقيل: هي التي تأْكل الهَرْمَ فتَبْيَضُّ منه عَثانِينُها وشعرُ وجْهِها؛ قال:
أَكَلْنَ هَرْماً فالوجُوهُ شِيبُ |
وإنك لا تَدِري علامَ يُنْزأُ هَرِمُك وإنك لا تدري بمَنْ يُولَع هَرِمُك؛ حكاه يعقوب ولم يفسره. الجوهري: يقال إنك لا تَدْرِي علامَ يُنْزَأُ هَرِمُك ولا تدري بِمَ يُولَع هَرِمُك أَي نفْسُك وعقْلُك. الأَزهري: سمعت غير واحد من العرب يقول: هَرَّمْتُ اللحمَ تَهْرِيماً إذا قَطَّعْتَه قِطَعاً صغاراً مثل الخُزّة والوَذْرَة، ولحمٌ مُهَرَّمٌ.
وهَرِمٌ وهَرَمِيٌّ وهِرْمٌ وهَرْمةُ وهُرَيْمٌ وهَرَّام، كلها: أَسماءٌ.ويقال: ما له هُرْمانٌ؛ والهُرْمانُ، بالضم: العَقْلُ والرأْي.
وابن هَرْمةَ: شاعرٌ. وهَرِمُ بنُ سِنانِ بنِ أَبي حارثةَ المُرِّيّ: من بني مُرّة بن عوف بن سعد بن دِينارٍ؛ وهو صاحب زهير الذي يقول فيه:
إن البَخيلَ مَلُومٌ حيثُ كان، ول |
|
كنَّ الجَوادَ، على عِلاَّتِه، هَرِمُ |
وأَما هَرِمُ بن قُطْبةَ بن سَيَّارٍ فمن بني فَزارة، وهو الذي تَنافَرَ إله عامرٌ وعَلْقَمةُ والهَرَمانِ: بناءان بمصر، حرسها الله تعالى.
هَراميتُ: آبارٌ مجتمعة بناحية الدَّهْناء، زَعموا أَن لقمان بن عاد احْتفَرَها؛ الأَصمعي عن يسارِ ضَريَّة؛ وهي قريةٌ رَكايا، يقال لها هَراميتُ، وحولَها جِفار؛ وأَنشد: بَقايا جِفَّارِ من هَرامِيتَ نُزَّحِ النَّضْرُ: هي رَكايا خاصَّةٌ.
الهُرْمُزُ والهُرْمُزانُ والهارَمُوزُ: الكبير من ملوك العجم.
وفي التهذيب: هُرْمُزْ من أَسماء العجم. ورَامَهُرْمُز: موضع، ومن العرب من يبنيه على الفتح في جميع الوجوه، ومنهم من يعربه ولا يصرفه، ومنهم من يضيف الأَول إِلى الثاني ولا يصرف الثاني ويُجْرِي الأَول بوجوه الإِعراب.
والشَّيْخُ يُهَرْمِزُ، وهَرْمَزَتُهُ: لَوْكَتُهُ لُقْمَتَه في فيه لا يُسِيغه وهو يديره في فيه.
الهِرْماس: من أَسماء الأَسد، وقيل: هو الشديد من السباع واشتقه بعضهم من الهَرْس الذي هو الدَّقُّ وهو على ذلك ثلاثي، وقد تقدم. الكسائي: أَسد عِرْماسٌ وهُرامِس وهو الجريء الشديد؛ وقيل: الهِرْماس الأَسد العادي على الناس. ابن الأَعرابي: الهِرْماس ولد النَّمِر؛ وأَنشد الليث في الأَسد: يَعْدُو بأَشْبالٍ أَبوها الهِرْماس والهِرْمِيسُ: الكَرْكَدَّنُ، قال: وهو أَكبر من الفيل له قَرْن وهو يكون في البحر أَو على شاطئه؛ قال:
والفيلُ لا يَبْقى ولا الهِرْمِيسُ |
وهِرْماس: موضع أَو نهر. وهِرْمِس: اسم علم سُرْياني. والهِرْمَوْس: الصُّلْب الرأْي المُجَرَّب.
هَرْمَطَ عِرْضه: وقع فيه وهو مثل هرَطه.
الهَرَمَّعُ: السُّرْعةُ والخِفَّةُ في المَشْي. وقد اهْرَمَّعَ الرجل أَي أَسْرَعَ في مَشْيَتِه، وكذلك إذا كان سَرِيعَ البُكاءِ والدُّمُوعِ، واهْرَمَّعَتِ العين بالدَّمْعِ كذلك. ورجل هَرَمَّعٌ: سَرِيعُ البُكاء. واهْرَمَّعَ إِليه: تبَاكى إِليه، قال ابن سيده: وأَظن الميم زائدة. ابن الأَعرابي: نَشَأَتْ سَحابةٌ فاهْرَمَّعَ قَطْرُها إذا كان جَوْداً. ابن الأَعرابي، وذكر غيثاً قال: فاهْرَمَّعَ مَطَرُه حتى رأَينا ما نَرَى عين السماءِ مِن الماء؛ اهْرَمَّعَ أَي سالَ بكثرة ماء؛ وأَنشد:
وقَصَباً رأَيته عُرْهُوما |
وقال الليث: اهْرَمَّعَ الرجلُ في مَنْطِقِه وحَدِيثِه إذا انهمَل فيه، والنعت مُهْرَمِّعٌ، قال: والعين تَهْرَمِّعُ إذا أَذْرَتِ الدَّمْعَ سَرِيعاً. قال ابن بري: اهْرَمَّعَ بمنزلة احْرَنْجَمَ ووزنه افْعَنْلَلَ وأَصله اهْرَنْمَعَ، فأُدغمت النون في الميم، وهذا في الأَربعة نظير امَّحَى من باب الثلاثة الأَصل فيه انْمَحَى، فأُدغمت نونه في الميم، وذلك لعدم اللبس.
هَرْمَلَت العجوزُ: بَلِيَتْ من الكِبَر. والهُرْمُولةُ مثل الرُّعْبُولة تَنْشَقُّ من أَسفل القميص ودَنادِنِ القميص. والهُرْمُولُ: قطعة من الشَّعَر تبقى في نواحي الرأْس، وكذلك من الرِّيش والوَبَر؛ قال الشماخ:
هَيْق هِزَفّ وزَفَّانِيَّة مَرَطَـى |
|
زَعْراء ريش ذُناباها هَراميلُ |
وشَعر هَراميل إذا سقط. وهَرْمَل الشعرَ وغيرَه: قطعه ونتَفه؛ قال ذو الرمة:
رَدُّوا لأَحْداجِـهِـمْ بُـزْلاً مُـخَـيَّسةً |
|
قد هَرْمَل الصيفُ عن أَعْناقها الوَبَرا |
وهَرْمَل عمله: أَفسده. وهَرْمَلَهُ أَي نتف شَعرَه. وهَرْمَل شعره إذا زَبَقَه.
الأَزهري: أَما هرن فإِني لا أَحفظ فيه شيئاً، وإسم هَرُون مُعَرَّب لا اشتقاق له في العربية. وقال القتيبي: الهَيْرُون ضرب من التمر جيد لعمل السِّلِّ. ابن سيده: الهَرْنَوَى نبت، قال: لا أَعرف هذه الكلمة ولم أَرها في النبات، وأَنكرها جماعة من أَهل اللغة، قال: ولستُ أَدري الهَرْنَوَى مقصور أَم الهَرْنَوِيُّ، على لفظ النسب.
الأَزهري في الرباعي: الهَرْنَصةُ مَشْيُ الدودة، والدودة يقال لها الهِرْنِصاصةُ.
الهُرْنُع: أَصْغَرُ القَملِ، وقيل: هو القمل عامَّةً، والأُنثى هِرْنِعةٌ. والهُرْنُوعُ والهِرْنِعةُ، كلاهما: القملة الضخمة،وقيل: الصغيرة؛ وأَنشد:
نهر الهَرانِع عقده عِنْد الخصا |
|
بأَذَلَّ حيثُ يكونُ مَنْ يَتَذلَّـلُ |
الأَزهري: الهَرانِعُ أُصولُ نباتٍ تُشْبِهُ الطَّراثِيثَ.
الليث: الهُرْنوغُ شبه الطُّرْثوثِ يؤْكل.
الهَرَنْقَصُ: القصير.
الهَرْولة: بين العَدْوِ والمشي، وقيل: الهَرْولة بعد العَنَق، وقيل: الهَرْولة الإِسراع. الجوهري: الهرولة ضرْب من العَدْو وهو بين المشي والعَدْو. وفي الحديث: مَن أَتاني يمشي أَتَيْته هَرْوَلة، وهو كناية عن سرعة إِجابة الله عز وجل وقبول توبة العبد ولُطْفه ورحمته. هَرْوَل الرجل هَرْولة: بين المشي والعَدْو، وقيل: الهَرْولة فوق المشي ودون الخبب، والخَبَبُ دون العَدْو.
الهُزْءُ والهُزُؤُ: السُّخْرِيةُ.
هُزِئ به ومنه.
وهَزَأَ يَهْزَأُ فيهما هُزْءاً وهُزُؤاً ومَهْزَأَةً، وتَهَزَّأَ واسْتَهْزَأَ به: سَخِرَ. وقوله تعالى: إِنما نَحْنُ مُسْتَهْزِئون، اللّه يَسْتَهْزِئ بهم. قال الزجاج: القِراءَةُ الجَيِّدة على التحقيق، فإذا خَفَّفْتَ الهمزة جَعَلْتَ الهمزةَ بين الواو والهمزة، فقلت مُسْتَهْزِئون، فهذا الاختيار بعد التحقيق، ويجوز أَن يُبدل منها ياءٌ فَتُقْرَأَ مُسْتَهْزِيُون؛ فأَما مُسْتَهْزُونَ، فضعيف لا وَجْهَ له إلا شاذاً، على قول من أَبدل الهمزة ياءً، فقال في اسْتَهْزَأْتُ اسْتَهْزَيْتُ، فيجب على اسْتَهْزَيْتُ مُسْتَهْزُونَ. وقال: فيه أَوجه من الجَواب؛ قيل: معنى اسْتِهْزَاءِ اللّه بهم أَن أَظهر لهم من أَحْكامه في الدنيا خَلافَ ما لهم في الآخرةِ، كما أَظْهَرُوا للمسلمين في الدنيا خِلافَ ما أَسَرُّوا. ويجوز أَن يكون اسْتِهْزَاؤُه بهم أَخْذَه إيَّاهم من حَيْثُ لا يَعْلَمُون، كما قال، عزّ من قائل: سَنَسْتَدْرِجُهم مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُون؛ ويجوز، وهو الوجه المختار عند أَهل اللغة، أَن يكون معنى يَسْتَهْزِئ بهم يُجازِيهم على هُزُئِهم بالعَذاب، فسمي جَزاءُ الذَّنْب باسمه، كما قال تعالى: وجزاءُ سَيِّئةٍ سَيِّئةٌ مِثلُها؛ فالثانية ليست بِسَيِّئة في الحقيقة إِنما سميت شيئة لازْدِواجِ الكلام، فهذه ثلاثة أَوجه.
ورجلٌ هُزَأَةٌ، بالتحريك، يَهْزَأُ بالناس. وهُزْأَةٌ، بالتسكين: يُهْزَأُ به، وقيل يُهْزَأُ منه. قال يونس: إذا قال الرجلُ هَزِئتُ منك، فقد أَخْطأَ، إنما هو هَزِئتُ بك. وقال أَبو عمرو: يقال سَخِرْتُ منك، ولا يقال: سَخِرْتُ بك.
وهَزَأَ الشيءَ يَهْزَؤُه هَزْءاً: كَسَره. قال يَصِفُ دِرْعاً: لهَا عُكَنٌ تَرُدُّ النَّبْلَ خُنْساً، وتَهْزَأُ بالمَعابِلِ والقِطاعِ عُكَنُ الدِّرْعِ: ما تَثَنَّى منها. والباءُ في قوله بالمَعابِل زائدة، هذا قول أَهل اللغة. قال ابن سيده: وهو عندي خطأٌ، إنما تَهْزَأُ ههنا من الهُزْءِ الذي هو السُّخْرِيُّ، كأَنَّ هذه الدّرْعَ لمَّا رَدَّتِ النَّبْلَ خُنْساً جُعِلَتْ هازِئةً بها.
وهَزَأَ الرجلُ: ماتَ، عن ابن الأَعرابي. وهَزَأَ الرجلُ إِبِلَه هَزْءاً، قَتَلَها بالبَرْدِ، والمعروف هَرَأَها، والظاهر أَن الزاي تصحيف. ابن الأَعرابي: أَهْزَأَه البَرْدُ وأَهْرَأَه إذا قَتَلَه. ومثله: أَزْغَلَتْ وأَرْغَلَتْ فيما يتعاقب فيه الراءُ والزاي.
الأَصمعي وغيره: نَزَأْتُ الرّاحِلةَ وهَزَأْتها إذا حَرَّكْتَها.
الهَوْزَبُ: المُسِنُّ، الجَرِيءُ من الإِبِل؛ وقيل: الشَّديدُ، القَوِيُّ الجَرْيِ؛ قال الأَعْشَى:
أُزْجِي سَراعِيفَ كالقِسِيِّ من ال |
|
شَوْحَطِ، صَكَّ المُسَفَّعِ الحَجَلا |
والهَوْزَبَ العَوْدَ أَمْتَطِيهِ بـهـا |
|
العَنْتَريسَ الوَجْناءَ، والجَـمَـلا |
والهاء في قوله بها، تعود على سَراعيف. وأُزْجي: أَسُوقُ.
والسَّراعِيفُ: الطِّوالُ من الإِبِل، الضَّوامِرُ، الخِفافُ، واحدُها سُرْعُوفٌ.
وجَعَلها تَصُكُّ الأَرضَ بأَخْفافِها، كصَكِّ الصَّقْرِ المُسَفَّعِ الحَجَلَ. والوَجْناءُ: الغَليظةُ، مأْخوذةٌ من الوَجْن، وهو ما غَلُظَ من الأَرض. والمُسَفَّعُ: الذي في لونه سُفْعة. والهَوْزَبُ: النَّسْرُ، لِسِنِّهِ.
والهازِبى: جنسٌ من السَّمَك. والهَيْزَبُ: الحديدُ. وهَزَّابٌ: اسم رجل.
الهِزْبْرُ: من أَسماء الأَسد. والهَزَنْبَرُ والهَزَنْبَرانُ: الحديد السَّيِّءُ الخُلُقِ. وقال ابن السكيت: رجل هَزَنْبَرٌ وهَزَنْبَران أَي حديد وثَّابٌ. ابن الأَعرابي: ناقة هِزَبْرَةٌ صُلْبَةٌ؛ وأَنشد:
هِزَبْرَةٌ ذاتُ نَسِيبٍ أَصْهَبَا |
الهَزَنْبَزُ والهَزَنْبَزانُ والهَزَنْبَزانِيُّ، كلُّه: الحديدُ، حكاه ابن جني بزايين، قال: وهي من الأَمثلة التي لم يذكرها سيبويه.
ما في النِّحْيِ هَزْبَلِيلةٌ أَي شيء، لا يتكلَّم به إِلاَّ في الجَحْد، وفي بعض النسخ: ما فيه هَزْبَليّة إذا لم يكن فيه شيء.
الأَزهري: الهَزْبلِيلُ الشيء التافِه اليسير. وهَزْبَل إذا افتقر فقراً مُدْقِعاً.
الهَزَجُ: الخِفَّة وسُرعةُ وَقْعِ القوائم ووضعِها. صبي هَزِجٌ وفرس هَزِجٌ؛ قال النابغة الجَعْدي يَنْعَتُ فرساً:
غَدا هَزِجاً طَرِباً قلبُه، |
|
لَغِبْنَ، وأَصْبَحَ لم يَلْغَبِ |
والهَزَجُ: الفَرَحُ. والهَزَجُ: صوتٌ مُطْرِبٌ؛ وقيل: صوت فيه بَحَحٌ؛ وقيل: صوت دقيق مع ارتفاع. وكلُّ كلامٍ مُتقارِبٍ مُتدارِك: هَزَجٌ، والجمع أَهزاج. والهَزَجُ: نوع من أَعاريض الشعر، وهو مفاعيلن مفاعيلن، على هذا البناء كله أَربعة أَجزاء، سمِّي بذلك لتقارب أَجزائه، وهو مُسَدَّس الأَصل، حملاً على صاحبيه في الدائرة، وهما الرجز والرمل إِذ تركيب كل واحد منهما من وتد مجموع وسببين خفيفين. وهَزَّجَ: تَغَنَّى؛ قال يزيد بن الأَعور الشَّيْبي:
كأَنَّ شَنّاً هَزَجاً، وشَنَّا |
|
قَعْقَعةً، مُهَزِّجٌ تَغَنَّى |
وتَهَزَّج: كهَزَّجَ. والهَزَج: من الأَغانيِّ وفيه تَرَنُّم؛ وقد هَزِجَ، بالكسر، وتَهَزَّج؛ قال الشاعر:
كأَنها جاريةٌ تَهَزَّجُ |
وقال أَبو إسحق: التَّهَزُّج تردُّدُ التحسين في الصوت؛ وقيل: التَّهَزُّج صوت مُطَوَّل غير رفيع؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
كأَنَّ صوتَ حَلْبِها المُناطِقِ |
|
تَهَزُّجُ الرياحِ بالعَشارِقِ |
ورَعْدٌ مُتَهَزِّج: مُصَوِّت. وقد هَزَّجَ الصوتَ. ورَعْدٌ هَزِجٌ بالصوت؛ وأَنشد:
أَجَشُّ مُجَلْجِلٌ، هَزِجٌ مُلِثٌّ، |
|
تُكَرْكِرُه الجَنائِبُ في السِّدادِ |
وعُودٌ هَزِجٌ، ومُغَنٍّ هَزِجٌ: يُهَزِّجُ الصوتَ تَهْزيجاً. والهَزَجُ: تدارك الصوت في خِفَّة وسرعة؛ يقال: هو هَزِجُ الصوت هُزامِجُه أَي مُدارِكه. قال: وليس الهَزَجُ من التَّرَنُّم في شيء؛ وقال عنترة:
وكأَنما تَنْأَى بجانِـبِ دَفِّـهـا ال |
|
وَحْشِيِّ، من هَزِجِ العَشِيِّ، مُؤَوِّمِ |
يعني ذباباً لطيرانه تَرَنُّمٌ، فالناقة تحذر لسعه اياها. وتَهَزَّجت القوس إذا صوّتت عند إِنْباضِ الرمي عنها؛ قال الكميت:
لم يَعِبْ رَبُّها ولا الناسُ منها، |
|
غيرَ إِنذارها عليه الحَمِـيرَا |
بأَهازيجَ من أَغانِيِّها الجُـشْ |
|
شِ، وإِتباعِها النَّحِيبَ الزَّفِيرَا |
وفي الحديث: أَدبر الشيطان وله هَزَج، وفي رواية: وَزَجٌ. الهَزَجُ: الرَّنَّة. والوَزَجُ: دونه، وقد استعمل ابن الأَعرابي الهَزَجَ في معنى العُواءِ؛ وأَنشد بيت عنترة:
وكأَنما تنأَى بجانـب دفِّـهـا ال |
|
وحشيِّ، من هَزِج العشيِّ، مؤَوّمِ |
هِرٍّ جَنِيبٍ، كلَّما عَطَـفَـتْ لـه |
|
غَضْبَى، اتَّقاها باليدين وبالـفَـمِ |
قال: هَزِجٌ كثير العُواء بالليل، ووضع العَشِيَّ موضع الليل لقربه منه، وأَبدل هِرّاً من هَزِجٍ؛ ورواه الشيباني يَنْأَى، وهِرٌّ عنده رفع فاعل لينأَى. ومَرَّ هَزيجٌ من الليل كهَزيعٍ. الجوهري: الهَزَجُ صوتالرعل والذِّبَّانِ.
الهَزْرُ والبَزْرُ: شدة الضرب بالخشب، هَزَرَهُ هَزْراً كما يقال هَطَرَة وهَبَجَهُ.
ابن سيده: هَزَرَه يَهْزِرُهُ هَزْراً بالعصا ضربه بها على جنبه وظهره ضرباً شديداً. الجوهري: هَزَرَه بالعصا هَزَرات أَي ضربه. وفي حديث وَفْدِ عبد القيس: إذا شرب قام إِلى ابن عمه فَهَزَر ساقَه؛ الهَزْرُ: الضرب الشديد بالخشب وغيره، وهو مَهْزُورٌ وهَزِيرٌ. والهَزْرُ: الغَمْزُ الشديد، هَزَرَهُ يَهْزِرُه هَزْراً فيهما. ورجل مِهْزَر، بكسر الميم، وذو هَزَراتٍ وذو كَسَراتٍ: يُغْبَنُ في كل شيءٍ؛ قال: إِلاَّ تَدَعْ هَزَراتٍ لستَ تاركها، تُخْلَعْ ثِيابُكَ، لا ضأْنٌ ولا إِبلُ يقول: لا يبقى له ضَأْن ولا إِبل. الفرّاء: في فلان هَزَراتٌ وكَسَراتٌ ودَغَوات ودَغَيات، كله الكسل. والهُزَيْرَة: تصغير الهَزْرَةِ، وهي الكسل التام. والهَزْرُ في البيع: التَّقَحُّمُ فيه والإِغلاء. وقد هَزَرْتُ له في بيعه هَزْراً أَي أَغلبت له. والهازِرُ: المُشْتَري المُقَحِّمُ في البيع. ورجل هِزْرٌ: مغبون أَحمق يطمع به. والهَزْرَةُ والهَزَرَةُ: الأَرض الرقيقة.
والهُزَرُ: قبيلة من اليمن يُبِّتُوا فَقُتِلُوا. والهُزَرُ: موضع؛ قال أَبو ذؤَيب:
لقالَ الأَباعدُ والشَّـامِـتُـو |
|
ن: كانوا كَليْلَةِ أَهلِ الهُزَرْ |
يعني تلك القبيلة أَو ذلك الموضع. وقال بعضهم: الهُزَرُ ثَمُودُ حيث أُهلكوا فيقال: كما باد أَهلُ الهُزَرِ؛ وقال الأَصمعي: هي وقعة كانت لهم منكرة. ومَهْزُورٌ: واد بالحجاز. وفي الحديث: أَنه قضى في سيل مَهْزُورٍ أَن يُحْبَسَ حتى يبلغ الماء الكعبين. قال ابن الأَثير: مَهْزُورٌ وادي بني قُرَيْظَة بالحجاز، قال: فأَما بتقديم الراء على الزاي فموضع سوق المدينة تصدق به رسول الله، صلي الله عليه وسلم، على المسلمين. وهَيْزَرٌ: اسم.
والهَزَوَّرُ: الضعيف، زعموا.
الهُزْرُوفُ والهِزْراف: الظَّلِيم. والهِزْراف: الخفيفُ السريع وربما نُعِتَ به الظليم. وظَلِيم هِزْرَوْفٌ: سريع خَفيف، وقد هَزْرَف في عَّدْوه هَزْرَفةً. قال ابن بري: الهِزْرِفيّ الكثير الحركة،و الهُزْرُوف السريع؛ قال تأَبَّطَ شرّاً يصِف ظَليماً:
من الحُصِّ هُزْرُوفٌ يَطِير عِفاؤه |
|
إذا اسْتَدْرَجَ الفَيْفاء مَدَّ المَغابِنـا |
أَزَجُّ زَلُوجٌ هِزْرِفـيٌّ زفـازِفٌ |
|
هِزَفٌّ يَبُذُّ النَّاجِياتِ الصَّوافِـنـا |
قال: وقيل الهُزْرُوفُ العظيم الخَلْق؛ ذكره ابن بري في هزف.
الهَزْرَقة: من أَسْوإِ الضحك؛ قال:
ظَلَلْنَ في هَزْرقَةٍ وقَهِّ، |
|
يَهْزَأْنَ من كل عَيَام فَهِّ |
قال الأَزهري: لم أَسمع الهَزْرَقة بهذا المعنى لغير الليث؛ وروى شمر عن المؤَرّج أنه قال: النَّبَط تسمي المحبوس المُهَزْرَقَ، الزاي قبل الراء. قال الأَزهري: والذي نعرفه في باب الضحك زَهْرَقَ ودَهْدَق زَهْرَقةً ودَهْدَقةً، قال: قال ذلك أبو زيد وغيره. وظليم هُزْرُوق وهِزْراق وهُزارِق: سريع. وهزرق الرجلُ والظَّليمُ: أسرع، وهو ظليم هُزْروق وهُزَارِق.
الهَزُّ: تحريك الشيء كما تَهُزُّ القَناةَ فتضطرب وتَهْتَزُّ، وهَزَّه يَهُزُّه هَزّاً وهَزَّ به وهَزَّزَهُ. وفي التنزيل العزيز: وهُزِّي إِليك بِجِذْعِ النخلة؛ أَي حَرِّكِي. والعرب تقول: هَزَّه وهَزَّ به إذا حركه؛ ومثله: خُذِ الخِطامَ وخُذْ بالخطام وتَعلَّق زيداً وتَعَلَّق بزيد؛ قال ابن سيده: وإِنما عَدَّاه بالباء لأَنَّ في هُزِّي معنى جُرِّي؛ وقال المتنخل الهُذَليُّ:
قد حال بَـيْنَ دَرِيسَـيْهِ مُـؤَوِّبَةٌ |
|
مِسْعٌ، لها بِعِضاهِ الأَرضِ تَهْزِيزُ |
مؤَوِّبة: ريح تأْتي ليلاً، وقد اهْتَزَّ؛ ويستعار فيقال: هَزَزْتُ فلاناً لخير فاهْتَزَّ، وهَزَزْتُ الشيءَ هَزّاً فاهْتَزَّ أَي حركته فتحرك؛ قال:
كَرِيمٌ هُزَّ فاهْتَزّ، |
|
كذاك السَّيِّدُ النَّزّ |
وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: اهْتَزَّ العرشُ لموت معاذ؛ قال ابن شميل: اهْتَزَّ العرشُ أَي فَرِحَ؛ ؤأَنشد:
كريم هُزَّ فاهْتَزّ |
وقال بعضهم: أُريد بالعرش ههنا السرير الذي حمل عليه سعد بن معاذ حين نقل إِلى قبره، وقيل: هو عرش الله ارتاح واستبشر لكرامته على ربه أَي لروح سعد بن معاذ حين رفع إِلى السماء، والله أَعلم بما أَراد. قال ابن الأَثير: الهَزُّ في الأَصل الحركة، واهْتَزَّ إذا تحرك، فاستعمله على معنى الارتياح، أَي ارتاح لصعوده حين صُعِدَ به واستبشر لكرامته على ربه. وكل من خَفَّ لأَمر وارتاح له، فقد اهتز له؛ وقيل: أَراد فَرِحَ أَهلُ العرش بموته. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: فانطلقنا بالسِّقْطَينِ نَهُزُّ أَي نُسْرِعُ السَّيْرَ بهما، ويروى: نَهِزُ من الوَهْزِ، وهو مذكور في موضعه.
وأَخَذَتْهُ لذلك الأَمر هِزَّة أَي أَرْيَحِيَّة وحركة. واهْتَزَّ النبات: تَحَرَّك وطال. وهَزَّتْه الريح والرِّيُّ: حَرَّكاه وأَطالاه.
واهتَزَّت الأَرضُ: تحركت وأَنبتت. وفي التنزيل العزيز: فإِذا أَنزلنا عليها الماءَ اهْتَزَّتْ ورَبَتْ؛ اهتزت أَي تحركت عند وقوع النبات بها، ورَبَتْ أَي انتفخت وعَلَتْ. وفي الحديث: إِني سمعت هَزِيزاً كَهزِيز الرَّحَى أَي صوت دورانها. والهَزُّ والهَزِيزُ في السير: تحريك الإِبل في خِفَّتِها. وقد هَزَّها السيرُ وهَزَّها الحادي هَزِيزاً فاهْتَزَّتْ هي إذا تحركت في سيرها بِحُدائِه. الأَصمعي: الهِزَّةُ من سير الإِبل أَن يَهْتَزَّ المَوْكِبُ. قال النضر: يَهْتَزّ أَي يُسْرِع. ابن سيده: الهِزَّة أَن يتحرك الموكِبُ وقد اهْتَزَّ؛ قال ابن قيس الرُّقَيَّاتِ:
أَلا هَزِئَتْ بِنا قُرَشِيْ |
|
يَةٌ يَهْتَزُّ مَوْكِبُـهـا |
واهْتِزازُ الموكب أَيضاً وخَلَبَتُهُم. وهَزِيزُ الريح: دَوِيُّها عند هَزِّها الشجرَ؛ يقال: الريح تُهَزِّزُ الشجر فَيَتَهَزَّزُ؛ وهَزْهَزَهُ أَي حركه فَتَهَزْهَزَ. وهَزِيزُ الريح: صوتُ حَرَكَتِها؛ قال امرؤُ القيس:
إِذا ما جَرَى شَأْوَيْنِ وابْتَلَّ عِطْفُه، |
|
تقولُ: هَزِيزُ الريحِ مَرَّتْ بأَثْأَبِ |
وهِزَّانُ بن يَقْدُمَ: بطنٌ، فِعْلانٌ من الهِزَّة؛ قال الشاعر
وفِتْيان هِزَّانَ الطِّوالُ الغَرانِقَهْ |
وقيل: هِزَّانُ قبيلة معروفة، وقيل: هِزَّان قبيلة من العرب.
وهَزْهَزَ الشيءَ: كَهزَّه. والهَزْهَزَةُ: تحريك الرأْس. والهَزْهَزةُ: تحريك البلايا والحروب للناس. والهَزاهِزُ: الفتن يَهْتَزُّ فيها الناس.
وسيف هَزْهازٌ وسيف هُزَهِزٌ وهُزاهِزٌ: صافٍ. وماء هُزْهُزٌ وهُزاهِزٌ وهَزْهازٌ: يَهْتَزُّ من صفائه. وعَيْنٌ هُزْهُزٌ: كذلك. وماء هُزَهِزٌ في اهْتِزازِه إذا جَرى، ونَهْرٌ هُزْهُزٌ، بالضم؛ وأَنشد الأَصمعي:
إِذا اسْتَراثَتْ ساقياً مُسْتَـوْفِـزا |
|
بَجَّتْ من البَطْحاءِ نَهْراً هُزْهُزا |
قال ثعلب: قال أَبو العالية: قلت للغَنَويِّ ما كان لك بنَجْدٍ فقال: ساحاتٌ فِيحٌ وعَيْنٌ هُزْهُزٌ واسعةُ مُرْتَكَضِ المَجَمِّ، قلت: فما أَخرجك عنهافقال: إِن بني عامر جعلوني على حِنْدِيرَةِ أَعينهم يريدون أَن يَخْتَفُوا دَمِيَهْ؛ مَرتكض: مُضْطَرَب. والمَجَمُّ: موضع جُموم الماء أَي توفُّره واجتماعه. وقوله: أَن يختفوا دميه أَي يقتلوني ولا يُعْلَم بي.
وبعير هُزاهِزٌ: شديد الصوت؛ وقال الباهلي في قول الراجز:
فَوَرَدَتْ مِثْلَ اليَمانِ الهَزْهازْ، |
|
تَدْفَعُ عن أَعْناقِها بالأَعْجـازْ |
أَراد أَن هذه الإِبل وردت ماءً هَزْهازاً كالسيف اليماني في صفائه.
أَبو عمرو: بئر هُزْهُزٌ بعيدة القَعر؛ وأَنشد:
وفَتَحَتْ للعَرْدِ بِئْراً هُزْهُزا |
وقول أَبي وَجْزَةَ:
والماءُ لا قَسْمٌ ولا أَقْلادُ، |
هُزاهِزٌ أَرْجاؤُها أَجْلادُ، |
لا هُنَّ أَمْلاحٌ ولا ثِمادُ |
قيل: ماء هَزْهازٌ إذا كان كثيراً يَتَهَزْهَزُ، واهْتَزَّ الكوكبُ يف انْقِضاضِه، وكوكب هازٌّ. والهِزَّةُ، بالكسر: النَّشاط والارتياح وصوت غليان القِدْرِ. ويقال: تَهَزْهَزَ إِليه قلبي أَي ارتاح وهَشَّ؛ قال الراعي:
إِذا فاطَنَتْنا في الحديث تَهَزْهَزَتْ |
|
إِليها قلوبٌ، دُونَهُنَّ الجَـوانِـحُ |
والهَزائِزُ: الشدائد؛ حكاها ثعلب قال: ولا واحد لها.
هَزَعَه يَهْزَعه هَزْعاً وهَزَّعه تَهْزِيعاً: كَسَّرَه فانْهَزَعَ أَي انْكَسرَ وانْدَقَّ. وهَزَّعَه: دَقَّ عُنُقَه. وانْهَزَعَ عَظْمُه انْهِزاعاً إذا انْكَسَرَ وقُدَّ؛ وأَنشد:
لَفْتاً وتَهْزِيعاً سَواءَ اللَّفْتِ |
أَي سَويَّ اللَّفتِ، ورجل مِهْزَعٌ وأَسدٌ مِهْزَعٌ من ذلك.
وهَزَّعْتُ الشيءَ: فَرَّقْتُهُ. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: إِياكم وتَهْزِيعَ الأَخْلاقِ وتَصَرُّفَها من قولهم هَزَّعْتُ الشيءَ تَهْزِيعاً كَسَّرْتُه وفَرَّقْتُه.
والهَزِيعُ: صَدْرٌ من الليل. وفي الحديث: حتى مَضَى هَزِيعٌ من الليل أَي طائِفةٌ منه نحو ثلثه وربعه، والجمع هُزُعٌ. ومضى هَزِيعٌ من الليل كقولك مضى جَرْسٌ وَجَوْشٌ وهَدِيءٌ كله بمعنى واحد.
والتَّهَزُّعُ: شِبْه العُبُوس والتَّنَكُّر. يقال: تَهَزَّعَ فلان لفلان، واشْتِقاقُه من هَزيعِ الليل، وتلك ساعةٌ وحْشِيَّةٌ. والهَزَعُ والتَّهَزُّع: الاضْطِرابُ. تَهَزَّعَ الرُّمْحُ: اضْطَرَبَ واهْتَزَّ.
واهْتِزاعُ القَناةِ والسَّيْفِ: اهْتِزازُهما إذا هُزَّا. وتَهَزَّعَتِ المرأَةُ: اضْطَرَبَتْ في مَشْيَتِها؛ قال:
إِذا مَشَتْ سالَتْ، ولم تَقَرْصَعِ |
|
هَزَّ القَناةِ لَدْنةِ الـتَّـهَـزُّعِ |
قَرْصَعَتْ في مَشْيَتِها إذا قَرْمَطَتْ خُطاها.
ومَرَّ يَهْزَعُ ويَهْتَزِعُ أَي يَتَنَفَّضُ. وسيف مُهْتَزِعٌ: جيِّدُ الاهْتِزازِ إذا هُزَّ؛ وأَنشد الأَصمعي لأَبي محمد الفَقْعَسي:
إِنَّا إذا قَلَّتْ طخَارِيرُ الـقَـزَعْ، |
وصَدَرَ الشَّارِبُ منها عن جُرَعْ، |
نَفْحَلُها البِيضَ القَلِيلاتِ الطَّبَـعْ، |
من كلِّ عَرَّاصٍ، إذا هُزَّ اهْتَزَعْ |
مِثْلِ قُدامَى النَّسْرِ، ما مَسَّ بَضَعْ |
أَراد بالعَرَّاصِ السيفَ البَرَّاقَ المضطَرِبَ.
واهْتَزَعَ: اضْطَرَبَ. ومَرَّ فلان يَهْزَعُ أَي يُسْرِع مثل يَمْزَع.
وهَزَعَ واهْتَزَعَ وتَهَزَّعَ، كله: بمعنى أَسْرَعَ. وفرس مُهْتَزِعٌ: سرِيعُ العَدْوِ. وهَزَعَ الفرسُ يَهْزَعُ: أَسْرَعَ، وكذلك الناقة.
وهَزَعَ الظَّبْيُ يَهْزَعُ هَزْعاً: عَدا عَدْواً شَدِيداً. ومَرَّ فلان يَهْزَعُ ويَقْزَعُ أَي يَعْرُجُ، وهو أَيضاً أن يَعْدُوَ عَدْواً شديداً؛ قال رؤبة يصف الثور والكلاب:
وإِن دَنَتْ من أَرْضِه تَهَزَّعا |
أَراد أَن الكِلابَ إذا دنت من قَوائِمِ الثور تَهَزَّعَ أَي أَسْرَعَ في عَدْوِه. والأَهْزَعُ من السِّهامِ: الذي يبقى في الكِنانة وحده، وهو أَرْدَؤُها، ويقال له سهم هِزاعٌ، وقيل: الأَهْزَعُ خير السِّهامِ وأَفضلُها تَدَّخِرُه لشَديدة، وقيل: هو آخر ما يَبْقَى من السهام في الكنانة، جيِّداً كان أَو رديئاً، وقيل: إِنما يتكلم به في النفي فيقال: ما في جَفِيرِه أَهْزَعُ، وما في كنانته أَهْزَعُ؛ وقد يأْتي به الشاعر في غير النفي للضرورة، فإِنَّ النَّمِر ابنَ تَوْلَبٍ أَتى به مع غير الجَحْد فقال:
فأَرْسلَ سَهْماً له أَهْزَعا |
|
فَشَكَّ نواهِقَه والفَمـا |
قال ابن بري: وقد جاءَ أَيضاً لغير النمر؛ قال رَيَّانُ بن حُوَيْصٍ:
كَبِرْتُ ورَقَّ العَظْمُ مِني، كأَنَّـمـا |
|
رَمَى الدَّهْرُ مِني كلَّ عِرْقٍ بأَهْزَعا |
وربما قيل: رُمِيتُ بأَهْزَعَ؛ قال العجاج:
لا تَكُ كالرامِي بغيرِ أَهْزَعا |
يعني كمن ليس في كِنانته أَهْزَعُ ولا غيره، وهو الذي يتكلف الرَّمْيَ ولا سَهْمَ معه. ويقال: ما في الجَعْبَةِ إِلاَّ سَهْمٌ هِزاعٌ أَي وحده؛ وأَنشد:
وبَقِيتُ بعْدَهُمُ كَسَهْمِ هِزاعِ |
وما بَقِيَ في سَنامِ بَعِيرِك أَهْزَعُ أَي بَقِيَّةُ شَحْمٍ. وقولهم: ما في الدارِ أَهْزَعُ أَي ما فيها أَحَدٌ. وظَلَّ يَهْزَعُ في الحشِيشِ أَي يَرْعى.
وهُزَيْعٌ ومِهْزَعٌ: اسْمانِ. والمِهْزَعُ: المِدَقُّ؛ وقال يصف أَسداً:
كأَنَّهُمُ يَخْشَوْن مِـنْـكَ مُـدَرَّبـاً |
|
بحَلْيَةَ، مَشْبُوحَ الذِّراعَيْنِ، مِهْزَعا |
هَزَفَتْه الريح تَهْزِفُه هَزْفاً. اسْتَخَفَّتْه. والهِزَفُّ: الجافي من الظِّلْمان؛ وقال يعقوب: هو الجافي الغليظ مثل الهِجَفِّ، وقيل: الهِزَفّ الطويل الريش.
هَزِقَ في الضحك هَزَقاً وأَهْزَق فلان في الضحك وزَهْزَقَ وأَنْزَقَ وكَرْكَرَ: أكثر منه. ورجل هَزِقَ ومِهْزاق: ضَحّاك خفيف غير رَزِين.
وامرأَة هَزقة بيِّنة الهَزَقِ ومِهْزاق: ضحَّاكة؛ وأَنشد ابن بري للأعشى:
حُرَّة طَفْلَة الأَنامِلِ كالدُّمْ |
|
يِة لا عَابس، ولا مِهْزاق |
وحكى ابن خالويه: رجل مِهْزاق طَيّاش. والهَزَقُ: النشاط، وقد هَزِقَ يَهْزَق هَزَقاً؛ قال رؤبة:
وشَجَّ ظَهْرَ الأرضِ رقَّاص الهَزَقْ |
وحمار هَزِق ومِهْزَاق: كثير الاسْتِنَان. والهَزَق: النَّزَقُ والخفة.
والهَزَق: شدة صوت الرعد؛ قال كثيِّر يصف سحاباً:
إذا حَرَّكَتْهُ الريحُ أَرْزَمَ جانـبُ |
|
بلا هَزَقٍ منه، وأَوْمَضَ جانبُ |
قال في ترجمة هرقل: وأَما دَيْرُ الهِزْقِل فهو بالزاي.
الهَزْل: نقيض الجِدّ، هَزَل يَهْزِلُ هَزْلاً؛ قال الكميت:
أَرانا على حُبِّ الحياةِ وطُولِها |
|
تَجِدُّ بنا في كل يوم ونَهْـزِلُ |
قال ابن بري: الذي في شعره. يُجَدُّ بنا؛ قال: وهو الصحيح. وهَزِل في اللعب هَزَلاً؛ الأَخيرة عن اللحياني، وهَزَل الرجلُ في الأَمر إذا لم يجدَّ، وهازَلني؛ قال:
ذو الجِدِّ، إِنْ جدَّ الرجال به |
|
ومُهازِلٌ، إِن كان في هَزْل |
ورجل هِزِّيلٌ: كثير الهَزْل. وأَهْزلهُ: وجَدَه لَعَّاباً. حكى ابن بري عن ابن خالويه قال: كلُّ الناس يقولون هَزَل يَهْزِل مثل ضرَب يضرِب، إِلا أَن أَبا الجراح العقيلي قال: هَزِل يَهْزَل من الهَزْل ضدّ الجِدّ.
وفي الحديث: كان تحت الهَيْزَلةِ؛ قيل: هي الرَّايةُ لأَن الريحَ تَلْعَب بها كأَنها تَهْزِل معها، والهَزْل واللَّعِب من وادٍ واحِد، والياء زائدة. وفي حديث عُمر وأَهل خيبر: إِنما كانت هُزَيْلة من أَبي القاسم؛ تصغير هَزْلة، وهي المرَّة الواحدة من الهَزْل ضد الجِدّ. وقولٌ هَزْل: هُذاءٌ. وفي التنزيل: وما هو بالهَزْل؛ قال ثعلب: أَي ليس بِهَذَيان، وفي التهذيب: أَي ما هو باللَّعِب. وفلان يَهْزِل في كلامه إذا لم يكن جادّاً؛ تقول: أَجادٌّ أَنت أَم هازِل؟ والمُشَعْوِذُ إذا خفَّت يداه بالتَّخاييل الكاذبة ففِعْله يقال له الهُزَيْلى لأَنها هَزْل لا جِدَّ فيها. والهُزَالة: الفُكاهة.
ابن الأَعرابي: الهَزْل استرخاء الكلام وتَفْنينه.
والهُزال: نقيض السِّمَن، وقد هُزِل الرجل والدابَّة هزالاً، على ما لم يُسمَّ فاعله، وهَزَل هو هَزْلاً وهُزْلاً؛ وقوله أَنشده أَبو إِسحق:
واللهِ لولا حَنَفٌ بِرِجْلِه، |
ودِقَّةٌ في ساقِه من هُزْلِه، |
ما كان في فِتْيانِكم مِنْ مِثْله |
وهَزَلَتْه أَنا أَهْزِلُه هَزْلاً فهو مَهْزُول، قال ابن بري: كل ضُرٍّ هُزال؛ قال الشاعر:
أَمِنْ حَذَرِ الهُزال نَكَحْتِ عبداً |
|
وعَبْدُ السَّوْءِ أَدْنى لِلهُـزال |
ابن الأَعرابي قال: والهَزْل يكون لازماً ومتعدياً، يقال: هَزَل الفرسُ وهَزَله صاحبه وأَهْزَله وهَزَّله. وهَزَل الرجلُ يَهْزِل هَزْلاً: مَوَّتَتْ ماشِيَتُه، وأَهْزَل يُهْزِل إذا هُزِلت ماشيته، زاد ابن سيده: ولم تَمُت؛ قال:
يا أُمَّ عبدِ الله، لا تَسْتَعْجِلي |
ورَفِّعِي ذَلاذِلَ المُرَجَّلِ، |
إِنِّي إذا مُرُّ زَمانٍ مُعْضِلِ |
يُهْزِلْ ومَنْ يُهْزِل ومن لا يُهْزَلِ |
يَعِهْ، وكلٌّ يَبْتَلِيهِ مُبْتَلي |
يُهْزِل موضعه رَفْعٌ ولكنه أُسكن للضرورة وهو فعل للزمان، ويَعِهْ كان في الأَصل يَعِيه فلما سقطت الياء انجزمت الهاء، ويَعِه: تُصِبْ ماشِيَتَه العاهةُ. وأَهزَل القومُ: أَصابتْ مَواشيهم سَنة فهُزِلتْ. وأَهزَل الرجلُ إذا هُزلتْ دابَّته. وتقول: هَزَلْتها فعَجِفَت. وفي حديث مازِن: فأَذهَبْنا الأَموالَ وأَهزَلْنا الذَّراريّ والعِيالَ أَي أَضعفناهم، وهي لغة في هَزَل وليست بالعالية. والهَزْل: موت مواشي الرجل، وإِذا ماتت قيل: هَزَل الرجلُ يَهْزِل هَزْلاً فهو هازِل أَي افتقر، وفي الهُزال يقال: هُزِل الرجل يُهْزَل فهو مَهْزول؛ وقال اللحياني: يقال هَزَلْت الدابة أَهْزُلُها هَزْلاً وهُزالاً، وهَزَلهم الزمان يَهْزِلهم. وقال بعضهم: هَزَل القومُ وأَهزَلوا هُزِلت أَموالهم.
والهَزيلة: اسم مشتق من الهُزال كالشَّتِيمة من الشتْم ثم فَشَتِ الهَزيلة في الإِبل؛ قال:
حتى إذا نَوَّرَ الجَرْجارُ وارْتَفَعَتْ |
|
عنها هَزيلَتُها، والفحلُ قد ضَرَبا |
والجمع هَزائِل وهَزْلى. والهَزْل: الفَقْر. والمَهازل: الجُدُوب.
وأَهزَل القومُ: حبَسوا أَموالهم عن شدة وتضييق. واستعمل أَبو حنيفة الهَزْل في الجَراد فقال: يجيء في الشتاء أَحمر هَزْلاً لا يَدَع رطْباً ولا يابساً إِلاَّ أَكله؛ وأَرض مَهْزولة: رقيقة؛ عنه أَيضاً؛ واستعمل الأَخفش المَهْزول في الشعر فقال: الرَّمَل كل شِعر مَهْزُول ليس بمؤتلف البناء كقوله:
أَقْفَرَ من أَهْلِه مَلْحُوبُ |
|
فالقُطَبِيَّات فالذَّنُـوبُ |
وهذا نادر. الأَزهري: العرب تقول للحيَّات الهَزْلى على فَعْلى جاء في أَشعارهم ولا يعرَف لها واحد؛ قال:
وأَرْسال شِبْثانٍ وهَزْلى تَسَرَّبُ |
وهَزَّال وهُزَيْل: اسمان.
الهَزَلَّجُ: الظَّلِيم السريع؛ وقد هَزْلَجَ هَزْلَجَةً، وقيل: كلُّ سُرْعة هَزْلَجة.
والهِزْلاجُ: السريع. وذئب هِزْلاجٌ: سريع خفيف؛ قال جَنْدَلُ بن المُثَنَّى الحارثي:
يَتْرُكْنَ بالأَمالِس السَّمارِجِ |
|
للطَّيرِ، واللَّغاوِسِ الهَزالجِ |
التهذيب: وأَنشَدَ الأَصمعي لهِمْيان:
تُخْرِجُ من أَفواهها هَزالِجا |
قال: والهَزَالِجُ السِّراعُ من الذئاب؛ ومنه قوله:
للطيرِ واللغاوسِ الهزالج |
وقول الحسين بن مُطَيْر:
هُدْلُ المَشافِرِ، أَيْديها مُوَثَّقَةٌ، |
|
دُفْقٌ، وأَرجُلُها زُجٌّ هَزاليجُ |
فسره ابن الأَعرابي فقال: سريعة خفيفة. وقال كراع: الهِذْلاجُ السريعُ، مشتق من الهَزَجِ، واللام زائدة، وهذا قول لا يُلتفت إِليه.
الهِزْلاعُ: الخفِيفُ. والهِزْلاعُ: السِّمْعُ الأَزَلُّ، وهَزْلَعَتُه: انْسِلالُه ومُضِيُّه؛ وأَنشد ابن بري لعبد الله بن سمعان:
واغْتَالَها مُهَفْهَفٌ هَزَلَّعُ |
وهِزْلاعٌ: اسم.
الأزهري: ابن الأعرابي القِرَاطُ السِّراجُ، وهو الهِزْلِقُ، الهاء قبل الزاي. غيره: هو الزِّهْلِق، قال: وأَما الهِزْلق فهي النار.
الهَزْمُ: غَمْزك الشيء تَهْزِمُه بيَدِك فيَنْهَزِمُ في جوفه كما تَغْمِزُ القَناةَ فتَنْهَزِم، وكذلك القِربةُ تَنْهَزِم في جوفها، وهَزَمَ الشيءَ يَهْزِمُه هَزْماً فانْهَزَمَ: غمَزه بيده فصارت فيه وَقْرةٌ كما يُفْعل بالقِثّاء ونحوه، وكلُّ موضعٍ مُنْهزِمٍ منه هَزْمةً، والجمع هَزْمٌ وهُزومٌ. وهُزومُ الجوفِ: مواضعُ الطعامِ والشرابِ لتَطامُنِها؛ قال:
حتى إذا ما بَلَّت العُـكـومـا، |
|
من قَصَبِ الأَجْوافِ والهُزوما |
والهَزْمةُ: ما تَطامَن من الأَرض. الليث: الهَزْم ما اطْمَأَنَّ من الأرض. وفي الحديث: إذا عَرَّسْتُمْ فاجتنبوا هَزْمَ الأرضِ فإنها مأوَى الهوامِّ؛ هو ما تَهزَّم منها أَي تَشَقَّقَ، قال: ويجوز أَن يكون جمعَ هَزْمةٍ، وهو المُتطامِنُ من الأَرض، والجمع هُزومٌ؛ قال:
كأَنَّها بالخَبْتِ ذي الهُزومِ، |
وقد تدَلَّى قائدُ النُّجومِ، |
نَوَّاحةٌ تَبْكِي على حَميمِ |
وجاء في الحديث في زمزم: إنها هَزْمةُ جبريلَ، عليه السلام، أَي ضربَ برجلِه فانخفض المكان فنبَعَ الماءُ، وقيل: معناه أَنه هَزَمَ الأرضَ أي كسَر وجهَها عن عينِها حتى فاضت بالماء الرَّواء. وبئرٌ هَزِيمة إذا خِسِفَت وكُسِر جَبَلُها ففاض الماءُ الرَّواء، ومن هذا أُخذ هَزِيمةُ الفَرسِ، وهو تصبُّبُ عرَفِه عند شدَّة جَرْيِه؛ قال الجعدي:
فلمَّا جرَى الماءُ الحَمِيمُ، وأُدْركتْ |
|
هَزِيمتُه الأُولى التي كنتُ أَطلُبُ |
وكلُّ نُقْرةٍ في الجسد هَزْمةٌ، والجمع كالجمع. والهَزْمةُ: النُّقْرةُ في الصَّدْر، وفي التُّفّاحة إذا غمزْتَها بيدِك ونحو ذلك. وفي حديث المغيرة: مَخْزونُ الهَزْمةِ، يعني الوَهْدةَ التي في أَعلى الصدر وتحت العُنُقِ أَي أَن الموضع منه حَزْنٌ خَشِنٌ، أَو يريد ثِقَلَ الصدر من الحُزْنِ والكآبةِ. وهزَمَ البئرَ: حفَرَها.
والهَزيمةُ: الرَّكِيَّةُ، وقيل: الركيَّة التي خُسِفتْ وقُطع حجرُها ففاض ماؤها.والهَزائمُ: البِئارُ الكثيرةُ الماء، وذلك لتَطامُنِها؛ قال الطرمَّاح بن عديّ:
أَنا الطِّرِمّاحُ وعَمِّي حاتمُ، |
وَسْمي شَكِيٌّ ولساني عارِمُ، |
كالبَحْرِ حِينَ تَنْكَدُ الهَزائمُ |
وسْمِي: من السِّمَة، وشَكِيٌّ أَي مُوجِعٌ، وتَنْكَدُ أَي يَقِلُّ ماؤها، وأَراد بالهَزائِم آباراً كثيرةَ المِياه. وهُزومُ الليل: صُدوعه للصُّبْحِ؛ وأَنشد للفرزدق:
وسَوْداء من ليل التِّمامِ اعْتَسَفْتُـهـا |
|
إلى أَن تَجَلَّى، عن بياضٍ، هُزومُها |
ابن الأعرابي: هي الخُنْعُبة والنُّونة والثُّومةُ والهَزْمةُ والوَهدةُ والقَلْدة والهَرتمةُ والعَرْتَمةُ والحِثْرِمة؛ قال الليث: الخُنْعُبة مَشَقُّ ما بين الشاربَيْن بِحِيال الوتَرةِ. وهَزمَه هَزْماً: ضربه فدخل ما بين وَرِكَيْه وخرجت سُرَّتُه. والهَزْمةُ والهَزَمُ والاهْتِزام والتهزُّم: الصوت. واهْتِزامُ الفرَس: صوتُ جَرْيِه؛ قال امرؤ القيس:
على الذَّبل جَيّاشٌ، كأَنَّ اهْتِزامَه، |
|
إذا جاشَ فيه حِمْيُه، غَلْيُ مِرْجَلِ |
وهَزَمَت القوسُ تَهْزِمُ هَزْماً وتَهَزَّمَت: صوَّتَت؛ عن أَبي حنيفة.
وهَزِيمُ الرعدِ: صوتُه، تَهَّزَم الرعدُ تَهزُّماً. والهَزِيمُ والمُتَهَزِّمُ: الرعدُ الذي له صوتٌ شبيهٌ بالتكسُّرِ. وتَهزَّمَت السحابةُ بالماء واهتَزَمت: تشقَّقَت مع صوت عنه؛ قال:
كانت إذا حالِبُ الظَّلْماءِ نَبَّههَـا، |
|
قامت إلى حالبِ الظَّلْماءِ تَهْتَزِمُ |
أَي تَهْتَزِم بالحلَب لكثرته؛ وأَورد الأَزهري هذا البيت شاهداً على جاء فلانٌ يَهْتَزِمُ أَي يُسْرِع، وفسره فقال: جاءت حالبَ الظَّلْماءِ تَهْتَزمُ أَي جاءت إليه مُسْرِعةً. الأَصمعي: السحابُ المُتَهَزِّمُ والهَزِيمُ وهو الذي لِرَعْدِه صوتٌ، يقال منه: سمعت هَزْمةَ الرَّعْدِ، قال الأَصمعي: كأَنه صوت فيه تشقُّقٌ. والهَزيمُ من الخَيْلِ: الشديدُ الصوتِ؛ قال النَّجاشيّ:
ونَجَّى ابن حَرْب سابحٌ ذو عُلالةٍ، |
|
أَجَشُّ هَزِيمٌ، والرِّمـاحُ دَوانـي |
وقال ابن أُمِّ الحكم:
أَجَشّ هَزيم جَرْيُه ذو عُـلالةٍ، |
|
وذلك خيرٌ في العَناجِيج صالحُ |
وفرسٌ هَزِمُ الصوتِ: يُشَبَّه صوتُه بصوت الرعد. وفرسٌ هَزيمٌ: يتشقَّق بالجَرْيِ: والهَزِيمُ: صوتُ جَرْيِ الفرس. وقِدْرٌ هَزِمةٌ: شديدةُ الغَلَيانِ يُسْمَع لها صوتٌ، وقيل لابنة الخُسِّ: ما أَطْيبُ شيء؟ قالت: لحمُ جزورٍ سَنِمَة، في غداة شَبِمَه، بِشِفارٍ خَذِمه، في قُدُورٍ هَزِمه. وفي حديث ابن عمر: في قِدْرٍ هَزِمة، من الهَزيم وهو صوتُ الرعد، يريد صوتَ غَلَيانِها. وقوس هَزومٌ: بَيِّنة الهَزَمِ مُرِنّة؛ قال عمرو ذو الكَلْب:
وفي اليمينِ شَمْحةٌ ذاتُ هَزَمْ |
وتَهَزَّمت العَصا وانهَزَمَت: تشقَّقت مع صوتٍ، وكذلك القوسُ؛ قال:
ارْمِ على قَوْسك ما لم تَنهزم، |
|
رَمْيَ المَضاءِ وجوادِ بنِ عُتُمْ |
وقَصبٌ متَهَزِّمٌ ومُهَزَّمٌ أَي قد كُسِّرَ وشُقِّق. وتَهَزَّمت القِرْبةُ: يَبِست وتكسَّرت فصوّتت.
والهُزومُ: الكُسورُ في القِربة وغيرها، واحدها هَزْم وهَزْمةٌ.
والهَزِيمةُ في القتال: الكَسْرُ والفَلُّ، هَزَمَه يَهْزِمُه هَزْماً فانْهَزَمَ، وهُزِمَ القومُ في الحرب، والاسم الهَزِيمة والهِزِّيَمى، وهَزَمْتُ الجيشَ هَزْماً وهَزِيمةً فانْهَزَمُوا؛ وقول قَيْس بن عَيْزارةَ الهُذلي:
وحُبِسْنَ في هَزْمِ الضَّريعِ، فكلُّها |
|
حَدْباءُ باديةُ الضُّلـوعِ حَـرودُ |
إنما عنى بهَزْمِه يَبِيسَه المتكسِّرَ، فإما أَن يكون ذلك واحداً، وإما أَن يكون جميعاً. وهَزمُ الضَّريعِ: ما تكسّر منه. والهَزْم: ما تكسّرَ من الضريع وغيره. والتَّهزُّمُ: التكسُّرُ. وتَهَزَّم السّقاء إذا يَبِس فتكسّر يقال: سِقاءٌ مُتَهَزِّمٌ ومُهَزَّمٌ إذا كان بعضُه قد ثُنِيَ على بعض مع جَفافٍ. الأَصمعي: الاهْتِزام من شَيْئَينِ، يقال للقِرْبة إذا يَبِسَت وتكسّرت: تهزَّمت، ومنه الهَزِيمة في القتال، إنما هو كسرٌ، والاهْتِزامُ من الصوت، يقال: سمعت هَزِيمَ الرعد. وغَيْثٌ هَزِيمٌ: لا يَسْتَمْسِك كأنه مُنْهَزِمٌ عن سحابة؛ قال:
هَزِيمٌ كأَنَّ البُلْقَ مَجْنوبةٌ به، |
|
تَحامَيْنَ أَنهاراً فَهُنَّ ضَوارِح |
والهَزِمُ من الغيث: كالهَزيم؛ أَنشد ابن الأَعرابي:
تأْوِي إلى دِفْءِ أَرْطاةٍ، إذا عَطَفَتْ |
|
أَلْقَتْ بَوانِيَها عـن غَـيِّثٍ هَـزِمِ |
قوله: عن غَيِّث هَزِم، يعني غزارتَها وكثرة حلَبها. وغيثٌ هَزِم: مُتهزِّم مُتَبعِّق لا يستَمْسك كأَنه متهزِّم عن مائه، وكذلك هَزيمُ السحاب؛ وقال يزيد بن مُفرّغ:
سَقا هَزِمُ الأَوساطِ مُنْبَجِسُ العُرى |
|
مَنازِلَها من مَسْرُقانَ وسُـرَّقـا |
وهَزَم له حقَّه: كهَضَمه، وهو من الكسر. وأَصابتهم هازِمة من هَوازِم الدَّهر أعي داهية كاسر. وقال أَبو إسحق في قوله عز وجل: فهَزَموهم بإذن الله؛ معناه كسَروهم ورَدُّوهم. وأَصل الهَزْم كَسْر الشيء وثَنْيُ بعضه على بعض. وهُزِمْتُ عليك: عُطِفت؛ قال أَبو بدر السُّلَمي:
هُزِمْتُ عليكِ اليومَ، يا ابنةَ مالكٍ، |
|
فجُودِي علينا بالنَّوالِ وأَنْعِمـي |
قال أَبو عمرو: وهو حرف غريب صحيح. والهَزائم: العَجائف من الدوابّ، واحدتها هَزيمة. وقال غيره: هي الهِزَمُ أَيضاً، واحدتها هِزْمة. ابن السكيت: الهَزيمُ السحاب المُتشقِّق بالمطر، والهَزْمُ سحابٌ رقيق يَعترِض وليس فيه ماء.
واهْتزَم الشاةَ: ذبحها؛ قال أَبّاقٌ الدُّبَيري:
إني لأخْشَى، وَيْحَكمْ، أَن تُحْرَموا |
|
فاهْتزِموا من قبلِ أَنْ تَنَدَّمـوا |
واهْتزَمتُ الشاةَ: ذبحتُها. أَبو عمرو: من أَمثال العرب في انتِهاز الفُرَص: اهْتزِموا ذبيحتَكم ما دام بها طِرْقٌ؛ يقول: إذْبَحوها ما دامت سَمينةً قبل هُزالِها. والاهْتِزامُ: المُبادرة إلى الأمر والإسراع. وجاء فلان يَهْتزِمُ أَي يُسرِع كأَنه يُبادِر شيئاً. ابن الأَعرابي: هَزَمه أَي قَتَله، وأَنْقَزَه مثله.
والهَزَم: المَسانُّ من المِعْزى، واحدتها هَزَمةٌ؛ عن الشيباني.
والمِهْزام: عُود يُجْعل في رأْسه نارٌ تَلعَب به صبيان الأَعراب، وهو لُعبة لهم؛ قال جرير يهجو البَعيث ويُعَرِّض بأُمه:
كانت مُجَرِّئة تَروزُ بكَفِّـهـا |
|
كَمَرَ العبيد، وتَلْعبُ المِهْزاما |
أَي تلعب بالمهزام، فحذف الجارَّ وأَوصلَ الفعلَ، وقد يجوز أَن تَجْعل المِهزامَ اسماً لِلُّعبة، فيكون المِهْزام هنا مصدراً لِتَلعب، كما حكي من قولهم: قعَد القُرْفصاء. الأَزهري: المِهزام لعبة لهم يَلعبونها، يُغَطّى رأْسُ أَحدِهم ثم يُلطَم، وفي رواية: ثم تُضْرب استُه، ويقال له: مَنْ لَطَمك؟ قال ابن الأَثير: وهي العميضا وقال ابن الفرج: المِهْزام عصاً قصيرة، وهي المِرْزام؛ وأَنشد:
فشامَ فيها مثلَ مِهْزامِ العَصا |
أَو الغَضى ويروى: مثل مِهرْزام.
وفي الحديث: أول جُمُعةٍ جُمِّعتْ في الإسلام بالمدينة في هَزْم بني بَياضة؛ قال ابن الأَثير: هو موضع بالمدينة. وبنو الهُزَم: بَطن. والهَيزَم: لغة في الهَيْصَم، وهو الصُّلب الشديد. وهَيزَمٌ ومِهْزَمٌ ومُهَزَّم ومِهْزام وهَزَّام، كلها: أَسماء.
الهَزْمَجَة: كلام متتابع. والهَزْمَجَةُ: اختلاط الصوت. وصوت هُزامِجٌ: مختلط؛ وأَنشد الأَصمعي:
أَزامِجاً وزَجَلاً هُزامِجا |
والهُزامِجُ: أَدنى من الرُّغاء. والهُزامِجُ، بالضم: الصوت المُتدارِك، بزيادة الميم.
الهَزْمَرَةُ: الحركة الشديدة. وهَزْمَرَه: عَنَّفَ به.
هَوْزَنُ: إسم طائر؛ قال الأَزهري: جمعه هَوْزَنٍ: بطنٌ من ذي الكُلاع، وروى الأَزهري عن الأَصمعي في كتاب الأَسماء قال: هَوَازِنُ جمع هَوْزَنٍ، وهو حَيّ من اليمن يقال لهم هَوْزَن؛ قال: وأَبو عامر الهَوْزَنيُّ منهم. وهَوازِنُ: قبيلة من قيس وهو هَوَازِنُ بن منصور بن عِكرمة بن حَفْصةَ بن قيس عَيْلانَ. قال الأَزهري: هَوَازِنُ لا أَدري مِمَّ اشْتقاقُه، والنسب إلى هَوازِنَ القبيلة هَوازِنيٌّ، لأَنه قد صار اسماً للحيّ، ولو قيل هَوْزَنِيٌّ لكان وجهاً؛ وأَنشد ثعلب:
إنَّ أَباك فَرَّ يومَ صِفِّـينْ، |
|
لما رأَى عَكّاً والأَشْعَرِيِّينْ |
وحابِساً يَسْتَنُّ بالطَّائِيِّينْ، وقَيْسِ عَيْلانَ الهَوَازِنِيّينْ
الهُزْنُوعُ: أَصل نبات يُشْبِهُ الطُّرْثُوثَ.