الفن الأول
في ابتداء أمر الكلام والمتكلمين
من المعتزلة والمرجئة وأسماء كتبهم
الواسطي
أبو عبد الله محمد بن زيد الواسطي من جلة المتكلمين وكبارهم أخذ عن أبي علي الجبائي واليه كان ينتمي وكان في زمانه علي الصوت كثير الأصحاب وقيل إنه من متكلمي بغداد وفيهم بعد وهو الصحيح وكان ينزل في الفصيل وكان من أخف عالم الله روحا ومع ذلك يقول الشعر وهجا نفطويه وقال فيه:
من سره أن لا يرى فاسقـاً |
|
فليجتنب أن يرى نفطـويه |
أحرقه الله بنصف اسـمـه |
|
وصير الباقي صراخاً عليه |
ومن طريف قوله في نفطويه أنه كان يقول: من أراد أن يتناهى في الجهل فليتعرف الكلام على مذهب الناشئ والفقه على مذهب داود بن علي والنحو على مذهب نفطويه قال ونفطويه يتعاطى الكلام على مذهب الناشئ والفقه على مذهب داود وهو نفطويه فهو إذا نهاية في الجهل وتوفي بعد أبي علي بأربع سنين وقيل سنة ست وثلاثمائة وله من الكتب كتاب إعجاز القرآن في نظمه وتأليفه كتاب الإمامة جود فيه كتاب.
أبو العباس الكتاب واسمه وله من الكتب كتاب نقض كتاب الإرادة صفة في الذات.
هو أبو بكر أحمد بن علي بن معجور الأحشاد من أفاضل المعتزلة وصلحائهم وزهادهم وكانت له ضيعة منها مادته وكان نصف أكثر ما يحمل إليه منها إلى العلم وأهله ومع ذلك كان حسن الفصاحة وله معرفة بالعربية والفقه وله في الفقه عدة كتب ومنزله في سوق العطش في درب يعرف بدرب الأحشاد وكان من محبته للعلم وورعه يقول لوكيل له في ضيعته لا تحدثني بشيء من أمر ضيعتي وتعمد ما يقم رمقي ولا غنىً بي عنه ودعني أتوفر على العلم وعلى أمر الآخرة وتوفي أبو بكر يوم الأحد لثمان بقين من شعبان سنة ست وعشرين وثلاثمائة وله من الكتب كتاب المعونة في الأصول ولم يتمه كتاب المبتدي كتاب نقل القرآن كتاب الإجماع كتاب النقض على الخالدي في الأرجاء كتاب اختصار كتاب أبي علي في النفي والإثبات كتاب اختصار التفسير للطبري.
وهو أبو الحسين عبد الواحد بن محمد الحصيني من أصحاب أبي علي الجبائي أخذ عنه وله من الكتب.
أبو العلاء وأبو الحسن علي بن عيسى وأبو عمران بن رباح وأبو عبد الله الحنشي
هو الرماني قد مضى ذكر أبي الحسن في مقالة النحويين واللغويين ونحن نذكر في هذا الموضع أسماء كتبه في الكلام فمن ذلك كتاب...
أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عياش معتزلي وله من الكتب كتاب نقض كتاب بن أبي بشتر في إيضاح البرهان.
وله من الكتب كتاب إلى أخيه علي بن أيوب في الرد على النصارى وتبيين فساد مقالتهم وتثبيت النبوة.
أبو عمران موسى بن رباح المتكلم على مذهب أبي علي قرا على أبي بكر بن الإخشيد وعلي الصيمري وغيره من المتكلمين وقيل يحيى في زماننا هذا بمدينة مصر وقد جاوز الثمانين ومولده وله من الكتب.
أبو الطيب إبراهيم بن محمد بن شهاب أخذ عن البلخي والخياط وغيرهما وتوفي بعد الخمسين وثلاثمائة عن سن عالية وكان مولده وله من الكتب كتاب مجالس الفقهاء ومناظراتهم نحو أربع مائة ورقة
أبو عمر أحمد بن محمد بن حفص الخلال البصري مولده بها ولقي الصيمري وأبا بكر بن الإخشيد وأخذ عنهما وكان إليه القضاء بمدينة حرة وهي الحديثة ورد إليه قضاء تكريت وهو بها إلى هذه الغاية وله من الكتب كتاب الأصول كتاب المتشابه.
أبو هاشم عبد السلام بن محمد الجبائي قدم مدينة السلام سنة أربع عشرة وثلاثمائة وكان ذكياً حسن الفهم ثاقب الفطنة صانعاً للكلام مقتدراً عليه قيما به وتوفي سنة إحدى وعشرين وثلاثمائة وله من الكتب كتاب الجامع الكبير كتاب الأبواب الكبير كتاب الأبواب الصغير كتاب الجامع الصغير كتاب الإنسان كتاب العوض كتاب المسائل العسكريات كتاب النقض على أرسطاليس في الكون والفساد كتاب الطبائع والنقض على القائلين بها كتاب الاجتهاد.
أبو علي محمد بن خلاد من أصحاب أبي هاشم خرج إليه إلى العسكر وأخذ عنه وكان مقدماً من أصحابه وله من الكتب كتاب الأصول وممن أخذ عن أبي هاشم ولا كتاب له يعرف...، المعروف بقشور واسمه... وعبد الله بن خطاب ويعرف... بن سهلويه محمل عايشة ويكنى أبا القاسم.
وهو أبو عبد الله الحسين بن علي بن إبراهيم المعروف بالكاغدي من أهل البصرة ومولده بها وأستاذه أبو القاسم بن سهلويه ويلقب بقشور على مذهب أبي هاشم وإليه انتهت رياسة أصحابه في عصره وكان فاضلاً فقيهاً متكلماً عالي الذكر نبيه القدر عالماً بمذهبه منتشر الذكر في الأصقاع والبلدان وسيما بخراسان وكان يتفقه على مذاهب أهل العراق قرأ علي أبي الحسن الكرخي ونحن نذكر في هذا الموضع كتبه في الكلام ونذكر كتبه في الفقه في مقالة الفقهاء إن شاء الله وقرأ أيضاً علي أبي جعفر المعروف بسهكلام الصيمري العباداتي وصحب أبا علي بن خلاد وقرأ على أبي هاشم عبد السلام بن محمد ومولده سنة ثمان وثلاثمائة وتوفي بمدينة السلام سنة تسع وتسعين وثلاثمائة وله من الكتب كتاب نقض كلام الروندي في أن الجسم لا يجوز أن يكون مخترعاً لا من شيء ونقضه لنقض الرازي لكلام البلخي على الرازي كتاب نقض كتاب الرازي في أنه لا يجوز أن يفعل الله تعالى بعد أن كان غير فاعل كتاب الجواب عن مسئلتي الشيخ أبي محمد الرامهرمزي كتاب الكلام في أن الله تعالى لم يزل موجودا ولا شيء سواه إلى أن كتاب خلق الخلق كتاب الإيمان كتاب الإقرار كتاب المعرفة.