باب الواو والميم، الهاء، الياء

ومأ

ومَأَ إليه يَمَأُ وَمْأً: أَشارَ مِثل أَوْمَأَ. أَنشد القَنانيُّ:

فقُلْت السَّلامُ، فاتَّقَتْ مِنْ أَمِيرها،

 

فَما كان إلاّ وَمْؤُها بالحَواجِـبِ

وَأَوْمَأَ كَوَمَأَ، ولا تقل أَوْمَيْتُ. الليث: الإِيماءُ أَن تُومئ برَأْسِكَ أَوْ بيَدِك كما يُومِئ المَرِيضُ برأْسه للرُّكُوعِ والسُّجُودِ، وقد تَقُولُ العرب: أَوْمَأَ برأْسِه أَي قال لا. قال ذو الرمة:

قِياماً تَذُبُّ البَقَّ، عن نُخَراتِها،

 

بِنَهْزٍ، كإِيماءِ الرُّؤُوسِ المَوانِع

وقوله، أَنشده الأخفش في كِتابه المَوْسُوم بالقوافي:

إذا قَلَّ مالُ المَرْءِ قَلَّ صَديقُه،

 

وأَوْمَتْ إليه بالعُيُوبِ الأَصابِعُ

إنما أَراد أَوْمَأَتْ، فاحْتاجَ، فخَفَّف تَخْفِيف إِبْدالٍ، ولم يَجْعَلْها بَيْنَ بَيْنَ، إذْ لَوْ فَعَل ذلك لانكسر البيتُ، لأَنَّ المُخفَّفةَ تَخْفيفاً بَيْنَ بَيْنَ في حكم المُحقَّقةِ.
ووقع في وامِئةٍ أي داهية وأُغْوِيَّة، قال ابن سيده: أُراه اسماً لأَني لم أَسْمَعْ له فِعْلاً. وذهَبَ ثَوْبي فما أَدْري ما كانَتْ وامِئَتُه أَي لا أَدْري مَنْ أَخَذَه، كذا حكاه يعقوب في الجَحْدِ ولم يفسره. قال ابن سيده: وعِنْدِي أَنَّ معناه ما كانت داهِيَتُه التي ذَهَبَتْ به.
وقال أَيضاً: ما أَدْرِي مَنْ أَلْمَأَ عليه. قال: وهذا قد يتَكَلَّمُ به بغير حَرْف جَحْدٍ.
وفلانٌ يُوامِئ فلاناً كيُوائِمُه، إِما لغة فيه، أَو مقلوب عنه، من تذكرة أَبي علي. وأَنشد ابن شميل:

قد أَحْذَرُ مـا أَرَى،

 

فأَنا، الغَداةَ، مُوامِئُهْ

قال النَّضْرُ: زَعم أَبو الخَطَّابِ مُوامِئُه مُعايِنُه. وقال الفرَّاءُ: اسْتَولَى على الأَمْرِ واسْتَوْمَى إذا غَلَب عليه. ويقال: وَمَى بالشيء إذا ذَهَب به. ويقال: ذَهَب الشيءُ فلا أَدْرِي ما كانَتْ وامِئَتُه، وما أَلْمَأَ عليه. واللّه تعالى أَعلم.

ومح

الأَزهري خاصة، ابن الأَعرابي: الوَمْحَة الأَثَرُ من الشمس؛ قال: وقرأْت بخط شمر أَن أَبا عمرو الشَّيْبانيّ أَنشده هذه الأَبيات:

لما تَمَشَّيْتُ بُعَيْدَ العَـتَـمَـه،

 

سَمِعْتُ من فوقِ البُيوتِ كَدَمَه

إِذا الخَريعُ العَنْقَفِيرُ الحُذَمـه،

 

يَؤُزُّها فَحْلٌ شديدُ الضَّمْضَمه

أَزّاً بعَـيَّارٍ إذا مـا قَـدَّمَـه،

 

فيها انْفَرَى وَمَّاحُها وخَزَمَـه

قال: وَمَّاحُها صَدْعُ فرجها. انْفَرَى: انفتح وانْفَتَقَ لإِيلاجه الذكر فيه؛ قال الأَزهري: لم أَسمع هذا الحرف إِلاَّ في هذه الأُرجوزة، وأَحسبها في نوادره.

ومخ

التهذيب، ابن الأَعرابي: الوَمْخَة العَذْلة المحرقة؛ قال الأَزهري: والأَصلا في الوَمْخةِ الوَبْخَة فقلبت الباءُ ميماً لقرب مخرجيهما.

ومد

الوَمَدُ: نَدىً يَجِيءُ في صمِيم الحرِّ من قِبلِ البَحْرِ مع سكون رِيح، وقيل: هو الحَرُّ أَيّاً كان مع سكون الرِّيح. قال الكسائي: إذا سكنت الرِّيحُ مع شدّة الحرّ فذلك الوَمَدُ. وفي حديث عُتْبَة بن غَزْوان: أَنه لَقِيَ المُشْركينَ في يَوْمِ وَمَدَةٍ وعكاكٍ؛ الوَمَدةُ: نَدىً من البحر يقع على الناس في شدة الحرّ وسكون الرِّيح. الليث: الوَمَدَةُ تجيء في صميم الحرّ من قبل البحر حتى تقع على الناس ليلاً. قال أَبو منصور: وقد يقع الوَمَدُ أَيامَ الخَريف أَيضاً. قال: والوَمَدُ لَثْقٌ ونَدىً يَجيءُ من جهة البحر إذا ثارَ بُخاره وهَبَّت به الرِّيحُ الصَّبا، فيقع على البلاد المُتاخِمةِ له مثل نَدى السماء، وهو يؤذي الناس جِدّاً لنَتْنِ رائحَته. قال: وكنا بناحية البحرين إذا حَلَلنا بالأَسْيافِ وهَبَّتِ الصَّبا بَحْريّةً لم ننفك من أَذى الوَمَدِ، فإِذا أَصْعَدْنا في بلاد الدَّهْناءِ لم يُصِبْنا الوَمَدُ.
وقد وَمِدَ اليومُ ومَداً فهو وَمِدٌ، وليلةٌ وَمِدةٌ، وأَكثر ما يقال في الليل، وقد وَمِدَت الليلةُ، بالكسر، تَوْمَدُ وَمَداً. ويقال: ليلة ومِدٌ بغير هاء؛ ومنه قول الراعي يصف امرأَة:

كأَنَّ بَيْضَ نَعامٍ في مَلاحِفِها،

 

إِذا اجْتَلاهُنَّ قَيْظاً ليلةٌ وَمِدُ

الوَمَدُ والوَمَدةُ، بالتحريك: شدّة حر الليل. ووَمِدَ عليه وَمَداً: غَضِبَ وحَمِيَ كَوَبِدَ.

ومذ

ابن الأَعرابي: الوَمْذَةُ البياض النقيّ، والله أَعلم.

ومس

الوَمْس: احْتِكاك الشيء بالشيء حتى يَنْجَرد؛ قال الشاعر:

وقد جَرّد الأَكْتافَ وَمْسُ الحَوارِكِ

قال: ولم أَسمع الوَمْس لغيره، والرواية مَوْر المَوارِكِ. وأَوْمَسَ العِنَب: لانَ للنُّضْجِ. وامرأَةٌ مُومِسٌ ومُومِسَةٌ: فاجرة زانية تميل لمُرِيدِها كما سميت خَرِيعاً من التَخَرُّع وهو اللين والضعف، وربما سميت إِماءُ الخِدْمَة مُومِسات، والمُومِسات: الفواجر مجاهرة. وفي حديث جريج: حتى يَنْظُرَ في وجوه المُومِسات، ويجمع على مَيامِس أَيضاً ومَوامِيس، وأَصحاب الحديث يقولون: ميامِيس ولا يصح إِلا على إِشباع الكسرة ليصير ياء كمُطْفِل ومَطافِل ومَطافِيل. وفي حديث أَبي وائل: أَكْثر أَتْباع الدَّجَّال أَولاد المَيامِس، وفي رواية: أَولاد المَوامِس؛ قال ابن الأَثير: وقد اختلف في أَصل هذه اللفظة فبعضهم يجعله من الهمزة وبعضهم يجعله من الواو، كلٌّ منهما تكلَّف له اشتقاقاً فيه بُعْدٌ، وذكرها هو في حرف الميم لظاهر لفظها ولاختلافهم في لفظها.

ومش

ابن الأَعرابي: الوَمْشةُ الخالُ الأَبيض.

ومض

ومَضَ البرْقُ وغيره يَمِضُ ومْضاً ووَمِيضاً ووَمَضاناً وتوْماضاً أَي لَمَعَ لمْعاً خفسّاً ولم يَعْتَرِضْ في نَواحي الغَيم؛ قال امرؤ القيس:

أَصاحِ تَرَى بَرْقاً أُرِيكَ ومِيضَه،

 

كلَمْعِ اليَدَيْنِ في حَبِيٍّ مُكَـلَّـلِ

وقال ساعدة بن جؤية الهذلي ووصف سحاباً:

أُخِيلُ بَرْقاً مَتَى حابٍ له زَجَلٌ،

 

إِذا يُفَتِّرُ من تَوْماضِه خَلَجـا

وأَنشد في ومض:

تَضْحَكُ عن غُرِّ الثَّنايا نـاصِـعٍ،

 

مِثْلِ ومِيضِ البَرْقِ لَمّا عَنْ وَمَضْ

يريد لما أن ومَضَ. الليث: الوَمْضُ والوَمِيضُ والوَمِيضُ من لَمَعانِ البرْقِ وكلِّ شيء صافي اللوْنِ، قال: وقد يكون الوَمِيضُ للنار.
وأَوْمَضَ البرقُ إِيماضاً كوَمَضَ، فأَما إذا لَمع واعْتَرَضَ في نواحِي الغيم فهو الخَفْوُ، فإِن اسْتَطارَ في وسَط السماء وشقّ الغيم من غير أَن يَعْتَرِضَ يميناً وشمالاً فهو العَقِيقةُ. وفي الحديث: أَنه سأَل عن البرْقِ فقال: أَخَفْواً أَمْ وَمِيضاً؟ وأَوْمَضَ: رأَى ومِيضَ بَرْق أَو نار؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

ومُسْتَنْبِحٍ يَعْوِي الصَّدَى لـعُـوائِه،

 

رأَى ضَوْءَ ناري فاسْتَناها وأَوْمَضا

اسْتَناها: نظَر إِلى سَناها. ابن الأَعرابي: الوَمِيضُ أَن يُومِضَ البرقُ إِماضةً ضعيفة ثم يَخفى ثم يُومِض، وليس في هذا يأْسٌ من مطر قد يكون وقد لا يكون. وأَوْمَضَ: لمع. وأَوْمَضَ له بعينه: أَوْمأَ. وفي الحديث: هَلاَّ أَومَضْتَ إِليَّ يا رسول اللّه أَي هلاَّ أَشَرْتَ إِليَّ إِشارة خفيَّة من أَوْمَض البرقُ ووَمَض. وأَوْمَضَت المرأَةُ: سارقَتِ النظَر. ويقال: أَوْمَضَتْه فلانة بعينها إذا برَقت.

ومط

ابن الأَعرابي: الوَمْطةُ الصَّرْعةُ من التعَب.

ومظ

التهذيب: الوَمْظةُ الرُّمّانة البرّية.

ومع

الأزهري عن ابن الأَعرابي: الوَعْمة ظَبْيةُ الجبَلِ، والوَمْعةُ: الدُّفْعةُ من المعاء

ومغ

ثعلب عن ابن الأَعرابي: الوَمْغَةُ الشعرةُ الطويلة.

ومق

ومِقَهُ يَمِقُه، نادر، مِقةً ووَمْقاً: أَحبه. أَبو عمرو في باب فَعِل يَفعِلُ: ومِقَ يَمِقُ ووَثِقَ يَثِقُ. والتَّوَمُّق: التوددّ، والمِقة: المحبة، والهاء عوض من الواو، وقديَمِقه، بالكسر فيهما، أَي أحبه، فهو وامِق. وفي الحديث: أَنه اطَّلع من وافِد قوم على كذبة فقال: لولا سَخاء فيك وَمِقك اللهُ عليه لشَرَّدْتُ بك، أَي أَحبك الله عليه.
يقال: وَمِق يمِق، بالكسر فيهما، مقة، فهو وامِقٌ ومَوْموق. وقال أَبو رياش: ومِقْته وِماقاً، وفرق بين الوِماق والعشق، فقال: الوِماق محبة لغير رِيبةٍ، والعشق محبة لرِيبة؛ وأَنشد لجميل أَو غيره:

وماذا عَسى الواشُون أَن يَتَحَدَّثُـوا

 

سوى أَن يَقُولوا: إِنَّني لك وامِقُ؟

وقول جابر:

إن البَلِيَّة من تَمَـلُّ حـديثَـهُ،

 

فانْقع فؤادَك من حديثِ الوامِقِ

وضع الوامِق موضع المَوْموق كما قال:

أَناشِرَ لا زالتْ يمينُكَ آشِرَهْ

ويجوز أَن يكون على وجهه، لأَن كل من تَمِقُه فهو يَمِقُك لقوله: الأَرواح جُنود مُجَنَّدةٌ فما تعارف منها ائتَلَفَ وما تناكر منها اختلف. ورجل وامِقٌ ووَمِيق؛ حكاه ابن جني؛ وأَنشد لأَبي دواد:

سقى دارَ سَلْمى، حيث حَلَّتْ بها النَّوى،

 

جزاء حبيبٍ مـن حـبـيبٍ وَمِـيق

الليث: يقال ومِقْتُ فلاناً أَمقُه وأَنا وامِق وهو مِوموق، وأَنا لك ذو مِقةٍ وبك ذو ثِقة.

ومك

ابن الأَعرابي: الوَكْمَةُ الغَيْضَةُ المَسْبَعة، والوَمْكةُ الفُسْحَة

ومن

ابن الأَعرابي: التَّمَوُّنُ كَثْرة النفقة على العيال، والتَّوَمُّن كثرة الأَولاد، والله أَعلم.

ومه

وَمِهَ النهارُ وَمَهاً: اشتد حرُّه. ابن الأَعرابي: الوَمْهةُ الإِذْوابَةُ من كل شيءٍ.

ومي

ما أدري أَيُّ الوَمى هو أَي أَيٌّ الناسِ هو. وأَوْمَيْتُ: لغة في أَوْمَأْتُ؛ عن ابن قتيبة. الفراء: أَوْمى يُومي ووَمى يَمِي مثل أَوْحى ووَحَى. وفي الحديث: كان يُصَلِّي على حِمار يُومي إيماء؛ الإيماءُ:الإشارة بالأَعْضاء كالرأْس واليد والعين والحاجب، وإنما يُريد به ههنا الرأْسَ. يقال: أَوْمَأْتُ إِليه أُومئ إِيماء، وومَأْتُ لغة فيه، ولا تقل أَوْمَيْتُ، قال: وقد جاءت في الحديث غير مهموزة على لغة من قال في قرأْت قَرَيْتُ، قال: وهمزة الإِيماء زائدة وبابها الواو. ويقال: اسْتَوْلى على الأَمر واسْتَوْمى عليه أَي غَلَب عليه؛ قال الفراء: ومثله لَوْلا ولوْما.
وني: الوَنا: الفَتْرَةُ في الأَعمال والأُمور. والتَّواني والوَنا: ضَعْفُ البَدَن. وقال ابن سيده: الوَنا التَّعَبُ والفَتْرةُ، ضِدٌّ، يمدّ ويقصر. وقد وَنَى يَنِي وَنْياً ووُنِيّاً ووَنىً؛ الأَخيرة عن كراع، فهو وانٍ، وونَيْتُ أَني كذلك أَي ضَعُفْتُ؛ قال جَحْدَرٌ اليماني:

وظَهْر تَنُوفةٍ للرِّيحِ فـيهـا

 

نَسِيمٌ، لا يَرُوعُ التُّرْبَ، وانِي

والنَّسِيم الواني: الضَّعِيفُ الهُبُوبِ، وتوانَى وأَونَى غيرَه.
ونَيْتُ في الأَمر: فتَرْتُ، وأَوْنيْتُ غيري. الجوهري: الوَنا الضَّعْفُ والفُتور والكَلالُ والإِعْياء؛ قال امرؤ القيس:

مِسَحٍّ إذا ما السابحاتُ، على الوَنَى

 

أَثَرْنَ غُباراً بالكَدِيد الـمُـرَكَّـلِ

وتوَانَى في حاجته: قَصَّر. وفي حديث عائشة تَصِف أَباها، رضي الله عنهما: سَبَقَ إذ وَنَيْتم أي قَصَّرْتم وفَتَرْتمْ. وفي حديث علي، رضي الله عنه: لا يَنْقَطِعُ أَسْبابُ الشّفَقة منهم فيَنُوا في جِدِّهم أَي يَفْتُرُوا في عَزمِهم واجْتِهادهم، وحَذَف نونَ الجمع لجواب النفي بالفاء؛ وقول الأَعشى:

ولا يَدَعُ الحَمْدَ بَل يَشْتَري

 

بِوْشْكِ الظُّنونِ، ولا بالتَّوَنْ

أَراد بالتَّوانْ، فحذف الأَلف لاجتماع الساكنين لأَن القافية موقوفة؛ قال ابن بري: والذي في شعر الأَعشى:

ولا يدع الحمد، أَو يشتَرِيه

 

بوشكِ الفُتُورِ ولا بالتَّوَنْ

أَي لا يَدَعُ مُفَتَّراً فيه ولا مُتَوانِياً، فالجارّ والمجرور في موضع الحال؛ وأَنشد ابن بري:

إِنَّا على طُولِ الكَلالِ والـتَّـوَنْ

 

نَسوقُها سَنّاً، وبَعضُ السُّوْقِ سَنّْ

وناقةٌ وانِيةٌ: فاتِرةٌ طَلِيحٌ، وقيل ناقةٌ وانِيةٌ إذا أَعْيَتْ؛ وأَنشد:

ووانِيةٍ زَجَرْتُ على وجاها

وأَوْنَيْتُها أَنا: أَتْعَبْتُها وأَضْعَفْتُها. تقول: فلان لا يَني في أَمره أَي لا يَفْتُرُ ولا يَعْجِزُ، وفلان لا يَني يَفْعَلُ كذا وكذا بمعنى لا يَزالُ؛ وأَنشده:

فما يَنُونَ إذا طافُوا بحَجِّهِم

 

يُهَتِّكُونَ لِبَيْتِ اللهِ أَسْتارا

وافْعَل ذلك بلا وَنْيةٍ أَي بلا نَوانٍ. وامرأَةٌ وَناةٌ وأَناةٌ وأَنِيَّةٌ: حلِيمةٌ بطِيئةُ القِيامِ، الهمزة فيه بدل من الواو؛ وقال سيبويه: لأَن المرأَةُ تُجعل كَسُولاً، وقيل: هي التي فيها فُتور عند القِيام، وقال اللحياني: هي التي فيها فُتور عند القيام والقعود والمشي، وفي التهذيب: فيها فُتور لنَعْمَتِها؛ وأَنشد الجوهري لأَبي حية النميري:

رَمَتْه أَناةٌ مِن رَبِيعَةِ عامِرٍ

 

نَؤُومُ الضحى، في مَأْتَـمٍ

أَيِّ مَأْتَمِ قال ابن بري: أُبدلت الواو المفتوحة همزة في أَناة حرف واحد. قال: وحكى الزاهد أَين أَخْيُهُمْ أَي سَفَرُهم وقَصْدُهم، وأَصله وَخْيُهُمْ، وزاد أَبو عبيد: كلُّ مالٍ زُكِّيَ ذَهَبت أَبَلَتُه أَي وبَلَتُه وهي شرُّه، وزاد ابن الأَعرابي: واحد آلاءِ اللهِ أَلىً، وأَصله وَلىٍ، وزاد غيره: أَزِيرٌ في وَزِيرٍ، وحكى ابن جني: أَجٌّ في وَجٍّ، اسم موضع، وأَجَمٌ في وَجَمٍ. وقوله عز وجل: ولا تَنيا في ذِكري؛ معناه تَفْتُرا. والمِينا: مَرْفَأُ السُّفُن، يُمدّ ويقصر، والمد أَكثر، سمي بذلك لأن السفن تَني فيه أَي تَفْتُرُ عن جَرْيِها؛ قال كثير في المدّ:

فلما اسْتَقَلَّتْ مالمَناخِ جِمالُهـا

 

وأَشْرَفنَ بالأَحْمالِ قلتَ: سَفِينُ

تَأَطَّرْنَ بالمِيناء ثمَّ جَزَعْـنَـه

 

وقد لَحَّ مِن أَحْمالِهنَّ شُحُـونُ

وقال نصيب في مدّه:

تَيَمَّمْنَ منها ذاهِباتٍ كـأَنَّـه

 

بِدِجْلَة في الميناء، فُلْكٌ مُقَيَّرُ

قال ابن بري: وجمع المِيناء للكَلاَّءِ مَوانٍ، بالتخفيف ولم يسمع فيه التشديد. التهذيب: المِينى، مقصور يكتب بالياء، موضع تُرْفأُ إِليه السُّفن. الجوهري: المِيناء كَلاَّءُ السفن ومَرْفَؤُها، وهو مِفْعال من الوَنا. وقال ثعلب: المِينا يمد ويقصر، وهو مِفْعَلٌ أَو مِفْعالٌ من الوَنى.
والمِيناء، ممدود: جوهر الزُّجاج الذي يُعمل منه الزجاج. وحكى ابن بري عن القالي قال: المِيناء لجوهر الزجاج ممدود لا غير، قال: وأَما ابن ولاد فجعله مقصوراً، وجعل مَرْفأَ السفن ممدوداً، قال: وهذا خلاف ما عليه الجماعة. وقال أَبو العباس: الوَنى واحدته ونِيَّةٌ وهي اللُّؤْلُؤة؛ قال أَبو منصور: واحدة الونَى وناةٌ لا وَنِيّةٌ، والوَنِيّةُ الدُّرَّة؛ أَبو عمرو: هي الوَنِيّةُ والوَناة للدرّة؛ قال ابن الأَعرابي: سميت وَنِيَّةً لثقبها. وقال غيره: جاريةٌ وناةٌ كأَنها الدُّرَّة، قال: والوَنِيّةُ اللؤلؤة، والجمع وَنِيٌّ؛ أَنشد ابن الأَعرابي لأوْس بن حَجَر.

فَحَطَّتْ كما حَطَّـتْ ونِـيَّةُ تـاجِـر

 

وهَى نَظْمُها، فارْفَضَّ مِنها الطَّوائِفُ

شبهها في سرعتها بالدُّرَّة التي انْحَطَّتْ من نِظامها، ويروى: وَهِيَّةُ تاجِرٍ، وهو مذكور في موضعه. والوَنِيّةُ: العِقدُ من الدرّ، وقيل: الوَنِيَّةُ الجُوالِقُ. التهذيب: الوَنْوةُ الاسْتِرخاء في العقل.

ونب

وَنَّبه: لغة في أَنبَهُ.

ونج

الوَنَجُ: المِعْزَفُ، وهو المِزْهَرُ والعُودُ، وقيل: هو ضَرْبٌ من الصَّنْجِ ذو الأَوتار وغيره، فارسي معرّب أَصله وَنَهْ، والعرب قالت: الوَنُّ، بتشديد النون.

ونح

ابن سيده: وانَحْتُ الرجلَ: وافَقْتُه.

ونش

الوَنْش: الرديءُ من الكلام.

ونع

الوَنَعُ: كلمة يُشارُ بها إِلى الشيءِ الحَقِيرِ، يمانية، قال ابن سيده: وليس بثبت.

ونم

الوَنِيمُ: خُرْءُ الذباب، ونَمَ الذُّبابُ وَنْماً ووَنِيماً وذَقَطَ. الجوهري: ونِيمُ الذباب سَلْحه؛ وأَنشد الأَصمعي للفرزدق:

لقد وَنَمَ الذُّبـابُ عـلـيه،

 

حتى كأَنَّ وَنِيمَه نُقَطُ المِدادِ

ونن

الوَنُّ: الصَّنْجُ الذي يُضْرَب بالأَصابع، وهو الوَنَجُ، كلاهما دَخيل مشتق من كلام العجم. والوَنُّ: الضعف، والله أَعلم.

وهب

في أَسماءِ اللّه تعالى: الوَهَّابُ.
الهِبةُ: العَطِيَّة الخاليةُ عن الأَعْواضِ والأَغْراضِ، فإِذا كَثُرَتْ سُمِّي صاحِبُها وَهَّاباً، وهو من أَبنية المُبالغة. غيره: الوَهَّابُ، من صفاتِ اللّه، المُنعِمُ على العباد، واللّهُ تعالى الوهَّابُ الواهِبُ. وكلُّ ما وُهِبَ لك، من ولَد وغيره: فهو مَوهُوبٌ. والوَهُوبُ: الرجلُ الكثيرُ الهِباتِ.
ابن سيده: وَهَبَ لك الشيءَ يَهَبُه وَهْباً، ووَهَباً، بالتحريك، وهِبَةً؛ والاسم المَوهِبُ، والمَوهِبةُ، بكسر الهاءِ فيهما. ولا يقال: وَهَبَكَه، هذا قول سيبويه. وحكى السيرافي عن أَبي عمرو: أَنه سمع أَعرابياً يقول لآخر: انْطَلِقْ معي، أَهَبْكَ نَبْلاً. ووَهَبْتُ له هِبةً، ومَوهِبَةً، ووَهْباً، ووَهَباً إذا أَعْطَيْتَهُ. ووهَبَ اللّهُ له الشيءَ، فهو يَهَبُ هِبةً؛ وتَواهَبَ الناسُ بينهم؛ وفي حديث الأَحْنَفِ: ولا التَّواهُبُ فيما بينَهم ضَعَةٌ؛ يعني أَنهم لا يَهَبُونَ مُكْرَهِينَ.
ورجلٌ واهِبٌ ووَهَّابٌ ووَهُوبٌ ووَهَّابةٌ أَي كثيرُ الهِبة لأَمْواله، والهاء للمبالغة. والمَوهُوبُ: الولدُ، صفة غالبة. وتَواهَبَ الناسُ: وَهَبَ بَعْضُهم لبعض. والاسْتِيهابُ: سُؤَالُ الهِبَةِ. واتَّهَبَ: قَبِلَ الهِبَةَ. واتَّهَبْتُ منكَ دِرْهَماً، افْتَعَلْتُ، من الهِبَةِ. والاتِّهابُ: قَبُولُ الهِبة.
وفي الحديث: لقد هَمَمْتُ أَن لا أَتَّهِبَ إِلاَّ من قُرَشِيٍّ أَو أَنصارِيٍّ أَو ثَقَفِيٍّ أَي لا أَقبلُ هبةً إِلاَّ من هؤُلاء، لأَنهم أَصحابُ مُدُنٍ وقُرىً، وهم أَعْرَفُ بمكارم الأَخلاق. وقال أَبو عبيد: رأَى النبيُّ، صلى اللّه عليه وسلم، جَفاءً في أَخلاقِ البادية، وذَهاباً عن المُروءَة، وطَلباً للزيادة على ما وَهَبُوا، فخَصَّ أَهلَ القُرى العربيةِ خاصَّةً بقَبولِ الهَدِيَّةِ منهم، دون أَهل البادية، لغلبة الجَفاء على أَخلاقهم، وبُعْدِهم من ذوي النُّهَى والعُقُولِ. وأَصلُه: اوْتَهَب، فقلبت الواو تاء، وأُدغمت في تاء الافتعالِ، مثل اتَّزَن واتَّعَدَ، من الوَزْنِ والوَعْدِ.
والمَوْهِبةُ: الهِبةُ، بكسر الهاءِ، وجمعُها مواهبُ. وواهَبَه، فَوَهَبَه يَهَبُهُ ويَهِبُهُ: كان أَكثر هِبةً منه. والمَوْهِبةُ: العطيَّةُ.
ويقال للشيء إذا كان مُعَدّاً عند الرَّجُل، مثل الطعام: هو مُوهَبٌ، بفتح الهاء.
وأَصْبَحَ فلان مُوهِباً، بكسر الهاء، أَي مُعِدّاً قادراً. وأَوهَبَ لك الشيءَ: أَعدَّه. وأَوْهَبَ لك الشيءُ: دامَ. قال أَبو زيد وغيره: أَوهَبَ الشيءُ إذا دام، وأَوهَبَ الشيءُ إذا كان مُعَدّاً عند الرجل، فهو مُوهِب؛ وأَنشد:

عَظِيمُ القَفا، ضَخْمُ الخَواصِرِ، أَوهَبَتْ

 

له عَجْوَةٌ مَسْـمُـونةٌ، وخَـمِـيرُ

وأَوهَبَ لك الشيءُ: أَمْكَنَك أَن تأْخُذَه وتَنالهُ؛ عن ابن الأَعرابي وحده. ولم يقولوا أَوهَبْتُه لك. والمَوهَبة والمَوهِبَةُ: غديرُ ماءٍ صغيرٌ؛ وقيل: نُقْرة في الجبل يَسْتَنْقِع فيها الماءُ. وفي التهذيب: وأَما النُّقْرةُ في الصَّخْرة، فمَوْهَبَة، بفتح الهاء، جاء نادراً؛ قال:

ولَفُوكِ أَطْيَبُ، إِن بَذَلْتِ لنا،

 

مِنْ ماءِ مَوهَبَةٍ، على خَمْر

أَي موضوع على خَمْر، ممزوج بماء. والمَوهَبةُ: السَّحابةُ تَقَعُ حيث وَقَعَتْ، والجمع مَواهِبُ. ويقال: هذا وادٍ مُوهِبُ الحَطَبِ أَي كثير الحطب. وتقول: هَبْ زَيْداً مُنْطَلِقاً، بمعنى احْسُبْ، يَتَعَدَّى إِلى مفعولين، ولا يستعمل منه ماضٍ ولا مُسْتَقْبلٌ في هذا المعنى. ابن سيده: وهَبْني فَعَلْتُ ذلك أَي احْسُبْني واعْدُدْني، ولا يقال: هَبْ أَني فَعَلْتُ. ولا يقال في الواجب: وَهَبْتُك فَعَلْتَ ذلك، لأَنها كلمة وُضِعَتْ للأَمر؛ قال ابن هَمَّامٍ السَّلوليُّ:

فقلتُ: أَجِرْني أَبا خالِدٍ،

 

وإِلاَّ فهَبْني امْرأً هالِكا

قال أَبو عبيد: وأَنشد المازني:

فكُنْتُ كذي داءٍ، وأَنْتَ شِفاؤُهُ،

 

فهَبْني لِدائي، إِذ مَنَعْتَ شِفائِيا

أَي احْسُبْني. قال الأَصمعي: تقول العرب: هَبْني ذلك أَي احْسُبْني ذلك، واعْدُدْني. قال: ولا يقال: هَبْ، ولا يقال في الواجب: قد وَهَبْتُكَ، كما يقال: ذَرْني ودَعْني، ولا يقال: وَذَرْتُك. وحكى ابن الأَعرابي: وَهَبَني اللّهُ فِداكَ أَي جَعَلَني فِداك؛ ووُهِبْتُ فِداكَ، جُعِلْتُ فِداكَ. وقد سَمَّتْ وَهْباً، ووُهَيْباً، ووَهْبانَ، وواهِباً، ومَوْهَباً. قال سيبويه: جاؤوا به على مَفْعَلٍ، لأَنه اسم ليس على الفعل، إِذ لو كان على الفعل، لكان مَفْعِلاً، وقد يكون ذلك لمكان العلمية، لأَنَّ الأَعلام مما تُغَيَّر عن القياس.
وأُهْبانٌ: اسمٌ، وقد ذكر تعليله في موضعه.
وواهِبٌ: موضع؛ قال بِشْرُ بن أَبي خازم:

كأَنها، بَعْدَ عَهْدِ العـاهِـدينَ بـهـا،

 

بينَ الذَّنوبِ، وحَزْمَيْ واهِبٍ صُحُفُ

ومَوْهَبٌ: اسم رجل؛ قال أَبَّاقٌ الدُّبَيْرِيّ:

قد أَخَذَتْني نَعْسَةٌ أُرْدُنُّ،

 

ومَوْهَبٌ مُبْزٍ بها مُصِنُّ

قال: وهو شاذٌّ، مثل مَوْحَدٍ. وقوله مُبْزٍ أَي قوِيٌّ عليها أَي هو صَبُور على دَفْعِ النوم، وإِن كان شديد النُّعاس.
ووَهْبُ بن مُنَبِّه، تسكين الهاء فيه أَفصح.
الأَزهري: ووَهْبِينُ جبلٌ من جِبال الدَّهْناء، قال: وقد رأَيته. ابن سيده: وَهْبِينُ اسم موضع؛ قال الراعي:

رَجاؤُك أَنساني تَذَكُّرَ إِخْوَتي،

 

ومالُكَ أَنساني، بوَهْبِينَ، مالِيا

وهبل

وَهْبِيلُ: حَيٌّ من النَّخَعِ؛ قال ابن سيده: وإِنما قضينا بأَن الواو أَصْل وإِن لم تكن من بَنات الأَربعة، حَمْلاً له على وَرَنْتَلٍ إِذ لا نعرف لوَهْبِيلٍ اشتقاقاً كما لم نَعْرِفه لِوَرَنْتَل.

وهت

وَهَتَ الشيءَ وَهْتاً: داسَه دَوساً شديداً. والوَهْتةُ: الهَبْطَةُ من الأَرض، وجمعها وَهْتٌ. وقد وَهَتَه يَهِتُه وَهْتاً إذا ضَغَطَه، فهو مَوْهُوت. وأَوْهَتَ اللحمُ يُوهِتُ، لغة في أَيْهَتَ: أَنْتَنَ؛ وإِنما صارت الياء في يُوهِتُ واواً لضم ما قبلها.
الأُمَوِيُّ: المُوهِتُ اللحم المُنْتنُ، وقد أَيْهَتَ إِيهاتاً، والله أَعلم.

وهث

وهَثَ الشيءَ وَهْثاً: وطئه وطْأً شديداً. والوَهْثُ: الانهماك في الشيء.
والواهثُ: الملقي نَفْسَه في الشيء، وفي المحكم: الملقي نفسه في هَلَكَةٍ.
وتَوَهَّثَ في الشيء إذا أَمعن فيه.

وهج

يوم وَهِجٌ ووَهْجانٌ: شديد الحر؛ وليلة وَهِجةٌ ووَهْجانةٌ، كذلك، وقد وَهَجا وَهْجاً ووَهَجاناً ووَهَجاً وتَوَهُّجاً.
والوَهَجُ والوَهْجُ والوَهَجانُ والتَّوَهُّجُ: حرارة الشمس والنار من بعيد. ووَهَجانُ الجمر: اضطرام تَوَهُّجِه؛ وأَنشد:

مُصْمَقِرُّ الهجير ذُو وَهَجَانِ

والوَهْجُ، بالتسكين: مصدر وَهَجَتِ النار تَهِجُ وَهْجاً ووَهَجاناً إذا اتَّقَدت. وقد تَوَهَّجَتِ النارُ ووَهَجَتْ تَوَهَّجُ: تَوَقَّدَتْ، ووَهَّجْتُها أَنا. ولها وَهِيج أَي تَوَقُّد، وأَوْهَجْتُها أَنا؛ وفي المحكم: ووَهَجْتُها أَنا.
والمُتَوَهِّجةُ من النساء: الحارَّةُ المَتاع. والوَهَجُ والوَهِيجُ: تَلأْلُؤُ الشيء وتَوَقُّدُه.
وتَوَهَّجَ الجوهر: تلأُلأَ؛ قال أَبو ذؤيب:

كأَنَّ ابْنَةَ السَّهْمِيِّ دُرَّةُ غائصِ،

 

لها، بَعْدَ تَقْطِيعِ النُّبُوحِ، وَهِيجُ

ويروى: دُرَّة قامس.
ويقال للجوهر إذا تلأْلأَ: يَتَوَهَّجُ. ونجم وَهَّاجٌ: وَقَّادٌ. وفي التنزيل: وجعلنا سِراجاً وهَّاجاً؛ قيل: يعني الشمس. وَوَهَجُ الطِّيب ووَهِيجُه: انتشارُه وأَرَجُهُ. وتَوَهَّجَتْ رائحة الطيب أَي توقدت.

وهد

الوَهْدُ والوَهْدَةُ: المطمئنُّ من الأَرض والمكان المنخفض كأَنه حفرة، والوَهْدُ يكون اسماً للحفرة، والجمع أَوهُدٌ ووَهْدٌ ووِهادٌ.
والوَهْدةُ: الهَوّةُ تكون في الأَرض؛ ومكانٌ وهْدٌ في الأَرض أَشدّ دخولاً في الأَرض من الغائط وليس لها حرف، وعَرْضُها رُمْحان وثلاثة لا تُنْبِتُ شيئاً. وأَوهَدُ: من أَسماءِ يوم الاثنين، عادية، وعدّه كراع فَوْعَلاَ، وقياس قول سيبويه أَن تكون الهمزة فيه زائدة. ابن الأَعرابي: هي الخُنْعبةُ والنُّونةُ والثُّومةُ والهَزْمةُ والوَهْدةُ والقِلْدةُ والهَرْتَمةُ والعَرْتَمةُ والحِثْرِمةُ. وقال الليث: الخُنْعُبةُ مَشَقُّ ما بين الشاربين بِحيالِ الوَتَرةِ، والله أَعلم.

وهر

تَوَهَّرَ الليل والشتاء كَتَهَوَّرَ، وتَوَهَّرَ الرملُ كتهوّر أَيضاً.
والوَهَرُ: تَوَهُّجُ وَقْعِ الشمس على الأَرض حتى ترى له اضطراباً كالبُخارِ؛ يمانية. ولَهَبٌ واهِرٌ: ساطِعٌ.
وتَوَهَّرْتُ الرجلَ في الكلام وتَوَعَّرْتُه إذا اضْطَرَرْتَه إِلى ما بقي به متحيراً. ويقال: وَهَّرَ فلانٌ فلاناً إذا أَوقعه فيما لا مخرج له منه.
ووَهْرانُ: اسم رجل وهو أَبو بطن.

وهز

الكسائي: وَهَزْتُه ولَهَزْتُه ونَهَزْتُه، بن سيده: وَهَزَه وَهْزاً دفعه وضربه. وفي حديث مُجَمِّع: شهدنا الحُدَيْبِيَةَ مع النبي، صلى الله عليه وسلم، فلما انصرفنا عنها إذا الناس يَهزُونَ الأَباعِرَ أَي يَحُثُّونها ويدفعونها. والوَهْزُ: شدّة الدفع والوطِ. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَن سَلَمَة بن قيس الأَسْلَمِيَّ بعث إِلى عمر من فتح فارس بِسَفَطَيْنِ مَمْلُؤَيْنِ جواهراً، قال: فانطلقنا بالسَّفَطَيْنِ نَهِزُهما حتى قدمنا المدينة أَي ندفعهما ونسرع بهما، وفي رواية: نَهِزُ بهما أَي ندفع بهما البعير تحتهما؛ ويروى بتشديد الزاي من الهَزِّ. ووَهَزْتُ فلاناً إذا ضربته بِثِقَلِ يدك. والتَّوَهُّزُ: وَطْءُ البعير المُثْقَلِ.
الأَزهري في ترجمة لَهَزَ: اللَّهْزُ الضرب في العُنُق، واللَّكْزُ بجُمْعِك في عنقه وصدره، والوَهْزُ بالرجلين، والبَهْزُ بالمِرْفَقِ. ووَهَزَ القَمْلَة بين أَصابعه وَهْزاً: حكها وقصعها؛ وأَنشد شمر:

يَهِزُ الهَرانِعَ لا يَزالُ، ويَفْتَلِي

 

بأَذَلَّ حيثُ يكونُ من يَتَذَلَّـلُ

والوَهْزُ: الكسر والدَّقُّ. والوَهْزُ الوطءُ أَو الوَثْبُ. وتَوَهُّز الكلب: تَوَثُّبُه؛ قال:

تَوَهُّزَ الكَلْبَةِ خَلُفَ الأَرْنَبِ

ورجل وَهْزٌ: غليظ شديد مُلَزَّزُ الخَلْق قصير، والجمع أَوْهازٌ، قياساً. وجاء يَتَوَهَّزُ أَي يمشي مِشْيَةَ الغِلاظِ ويَشُدُّ وَطْأَهُ.
ووَهَّزَهُ: أَثقله. ومَرَّ يَتَوَهَّز أَي يغمز الأَرض غَمْزاً شديداً، وكذلك يَتَوَهَّسُ.
ابن الأَعرابي: الأَوْهَزُ الحَسَنُ المِشْيَةِ مأْخوذ من الوَهازَةِ وهي مشي الخَفِرات. وفي حديث أُم سلمة: حُمادَياتُ النساء غَضُّ الأَطْرافِ وقِصَرُ الوَهازَةِ أَي قِصَرُ الخُطَى. والوَهازَةُ: الخَطْوُ، وقد تَوَهَّزَ يَتَوَهَّزُ إذا وَطِئ وَطأً ثقيلاً؛ ومنه قول أُم سلمة لعائشة، رضي الله عنهما: قُصارَى النساء قِصَرُ الوَهازَةِ؛ وقال ابن مقبل:

يَمِحْنَ بأَطْرافِ الذُّيولِ عَـشِـيَّةً،

 

كما وَهَّزَ الوَعْثُ الهِجانَ المُزَنَّما

شبَّه مشي النساء بمشي إِبل في وَعْثٍ قد شَقَّ عليها؛ وقال:

كلّ طَويلٍ سَلِبٍ ووَهْزِ

قالوا: الوَهْزُ الغليظ الرَّبْعَة، والله أَعلم.

وهس

الوَهْس: شدة الغَمْز. والوَهْس: الكسر عامة، وقيل: هو كَسْرُكَ الشيء، وبينه وبين الأَرض وقاية لئلا تباشر به الأَرض. والوَهْس: الدِّقّ، وَهَسَه وَهْساً وهو مَوْهُوسٌ ووَهِيسٌ. والوَهْس: الوطء. ووَهَسَه وَهْساً: وطِئَه وَطأً شديداً. ومَرَّ يَتَوَهَّس أَي يغْمز الأَرض غَمْزاً شديداً، وكذلك يَتَوهَّز. ورجل وَهْسٌ: موطوء ذليل. والوَهْس أَيضاً: السير، وقيل: شدة السير، ويوصف به فيقال: سير وَهْس، وقد تَواهَسَ القومُ.
والوَهْس أَيضاً: في شدة البَضْع والأَكل؛ وأَنشد:

كأَنه لَيْث عَرِين دِرْبـاسْ

 

بالعَثَّرَيْنِ، ضَيْغَمِيٌّ وهَّاسْ

ووَهَسَ وَهْساً ووَهِيساً: اشتد أَكله وبَضْعه. والوَهِيسَة: أَن يطبخ الجَرَاد ثم يجفِّف ويدقِّق فيُقْمَخ ويؤكل بدَسَم، وقيل: يُبْكَلُ بسَمْن، ويُبْكَل أَي يُخْلَط، وقيل: يخلط بدَسَم.
الجوهري: التَّوهُّس مشي المثقل في الأَرض.
والوَهْس: الشَّر والنَّمِيمَة؛ قال حميد بن ثور:

بِتنَقُّص الأَعْراضِ والوَهْسِ

والمُواهَسة: المُشارَّة

وهش

الوَهْش: الكَسْر والدقّ، واللَّه أَعلم.

وهص

الوَهْصُ: كسْرُ الشيء الرِّخْوِ؛ وقد وَهَصَه وَهْصاً فهو مَوْهوصٌ ووَهِيص: دقَّه وكَسره، وقال ثعلب: فدَغَه، وهو كسْرُ الرطب، وقد اتَّهَصَ هو؛ عنه أَيضاً. ووَهَصَه الدَّيْنُ: دَقُّ عنقه. ووَهَصَه: ضرب به الأَرض. وفي الحديث: أَنَّ آدم، صلواتُ اللّه على نبينا وعليه، حيث أُهْبِط من الجنة وَهَصَه اللّه إِلى الأَرض، معناه كأَنما رَمى به رمياً عنيفاً شديداً وغمزه إِلى الأَرض. وفي حديث عُمَر: أَنَّ العبد إذا تكبَّر وعَدَا طَوْرَه وَهَصَه اللّه إِلى الأَرض، وقال ثعلب: وَهَصَه جَذبَه إِلى الأَرض. وفي حديث عمر، رضي اللّه عنه: مَنْ تواضَعَ رَفَع اللّهُ حَكَمَتَه ومَنْ تَكَبَّرَ وعَدَا طَوْرَه وهَصَه اللّهُ إِلى الأَرض؛ قال أَبو عبيد: وهَصَه يعني كسَرَه ودَقّه. يقال: وهَصْت الشيءَ وَهْصاً ووَقَصْته وَقْصاً بمعنى واحد. والوَهْصُ: شدَّة غمزِ وَطْءِ القدم على الأَرض؛ وأَنشد لأَبي العزيب النصري:

لقد رأَيت الظُّعُنَ الشَّواخِصَا،

على جِمَالٍ تَهِيصُ المَواهِصا،

في وَهَجانٍ يَلِجُ الوَصاوِصَا

المَواهِصُ: مواضع الوَهْصة. وكذلك إذا وضع قدمه على شيء فشَدخه تقول وَهَصَه. ابن شميل: الوَهْصُ والوَهْسُ والوهْزُ واحدٌ، وهو شدة الغَمْز، وقيل: الوَهْصُ الغَمْزُ؛ وأَنشد ابن بري لمالك بن نويرة:

فَحيْنُكَ دلاَّك، ابنَ واهِصَةِ الخُصَى،

 

لِشَتْمِيَ، لولا أَنَّ عِرْضَـك حـائِنُ

ورجل مَوْهوصُ الخَلْق: كأَنه تداخلت عظامُه، ومُوَهَّصُ الخلق، وقيل: لازَمَ عظامه بعضه بعضاً؛ وأَنشد:

مُوَهَّصٌ ما يتَشَكَّى الفائقا

قال ابن بري: صواب إِنشاده مُوَهَّصاً لأَن قبله:

تَعَلَّمِي أَنَّ عَلَيكِ سَـائقـا،

 

لا مُبْطِئاً، ولا عَنِيفاً زاعِقَا

ووَهَصَ الرجلُ الكَبْشَ، فهو مَوْهُوص ووَهِيص: شَدَّ خُصْيَيْه ثم شدَخَهما بين حجرين، ويُعَيَّر الرجلُ فيقال: يا ابنَ واهِصة الخُصَى إذا كانت أُمه راعية؛ وبذلك هجا جريرٌ غسانَ:

ونُبِّئْتُ غَسَّانَ بنَ واهِصة الخُصَى،

 

يُلَجْلج مِنِّي مُضْغةً لا يُحِـيرُهـا

ورجل مَوْهُوص ومُوَهَّصٌ: شديد العظام؛ قال شمر سأَلت الكلابيِّين عن قوله:

كأَن تحت خُفِّها الوَهَّاصِ

 

مِيظَبَ أُكْمٍ نِيطَ بالمِلاصِ

فقالوا: الوَهَّاصُ الشديد. والمِيظَبُ: الظُّرر. والمِلاصُ: الصَّفا.
ابن بُزُرج: بنو مَوْهَصَى هم العَبِيد؛ وأَنشد:

لَحَا اللّهُ قوماً يُنْكِـحُـونَ بـنـاتِـهـم

 

بَني مَوْهَصَى حُمْر الخُصَى والحَناجِر،

وهض

التهذيب: الأَصمعي يقال لما اطْمَأَنَّ من الأَرض وَهْضةٌ. أَبو السَّمَيْدَع: الوَهْضةُ والوَهْطةُ وذلك إذا كانت مُدَوَّرة.

وهط

وهَطَه وَهْطاً، فهو مَوْهُوط ووَهِيطٌ: ضرَبه، وقيل: طعنَه. ووَهَطه يَهِطُه وَهْطاً: كسَره وكذلك وَقَصَه؛ وأَنشد:

يمرُّ أَحْلافاً يَهِطْنَ الجَنْدَلا

والوَهْطُ: شِبْهُ الوَهْنِ والضَّعْف. ووهَط يَهِطُ وَهْطاً أَي ضَعُف.
ورَمَى طائراً فأَوْهَطَه أَي أَضْعَفَه. وأَوْهَط جناحه وأَوْهَطه: صرَعه صَرْعةً لا يَقُوم منها، وهو الإِيهاطُ، وقيل: الإِيهاطُ القَتل والإِثْخانُ ضَرْباً أَو الرَّمْي المُهْلك؛ قال:

بأَسْهُمٍ سَرِيعة الإِيهاط

قال عَرّام السُّلَمِي: أَوْهَطْت الرَّجل وأَوْرَطْته إذا أَوْقَعْتَه فيما يكره. والأَوْهاطُ: الخُصومة والصِّياح. والوَهْطُ: الجماعة.
والوَهْطُ: المكان المطمئنّ من الأَرض المُستوي ينبُت فيه العِضاهُ والسَّمُر والطَّلْح والعُرْفُطُ، وخَصّ بعضهم به مَنْبِت العرفط، والجمع أَوْهاط ووِهاطٌ. ويقال لما اطمأَنَّ من الأَرض وَهْطة، وهي لغة في وَهْدةٍ، والجمع وَهْطٌ ووِهاطٌ، وبه سمي الوَهْط. ويقال: وَهْط من عُشَر، كما يقال: عِيصٌ من سِدْر. وفي حديث ذِي المِشْعارِ الهَمْدانيّ: على أَن لهم وِهاطَها وعَزازَها؛ الوِهاطُ: المواضع المطمئنَّة، واحدتها وَهْط، وبه سمي الوَهْطُ مالٌ كان لعَمرو بن العاص، وقيل: كان لعبد اللّه بن عمرو بن العاص بالطائف، وقيل: الوَهْط موضع، وقيل: قَرية بالطائف. والوهْطُ: ما كثر من العُرفط.

وهف

الوَهْفُ مثل الوَرْفِ: وهو اهتزاز النبت وشدّة خُضرته. وهَف النبتُ يَهِف وَهْفاً ووَهِيفاً: اخضرّ وأَورق واهتز مثل ورَف ورْفاً. يقال: يَهِفُ ويَرِفُ وَهِيفاً ووَرِيفاً. وأَوْهف لك الشيء: أَشرفَ وسُنَّته الوِهَافة. وفي الحديث: فلا يُزالَنّ واهِفٌ عن وِهافَتِه. وفي كتاب أَهل نَجْرانَ: لا يُمْنع واهف عن وَهْفِيَّتِه، ويروى وَهافته ووِهافته. قال: الواهِفُ في الأَصل قيِّم البِيعةِ، ويروى وافِهٌ عن وَفْهِيَّته، وهو مذكور في موضعه. ويقال: ما يُوهِفُ له شيء إلاَّ أَخذه أَي ما يرتفع له شيء إلا أَخذه. وكذلك ما يُيطِفُّ له شيء وما يُشْرِف إيهافاً وإشرافاً. وروي عن قتادة أَنه قال في كلام: كلما وهَف لهم شيء من الدنيا أَخذوه؛ معناه كلما بدا لهم وعرَض. وقال الأَزهري في هذا المكان: يقال وهَف الشيء يَهِفُ وهْفاً إذا طارَ؛ قال الراجز:

سائلة الأَصْداغ يَهْفو طاقُها

أَي يطير كساؤها، ومنه قيل للزَّلة هَفْوة، وأَورد ابن بري هذا البيت في ترجمة هفا. المفضَّل: الواهف قيِّم البِيعة، ومنه قول عائشة في صفة أَبيها، رضي اللّه عنهما: قلَّده رسولُ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، وَهْف الأَمانةِ، وفي رواية: وَهْف الدِّين، أَي قلَّده القِيامَ بشرَف الدِّين بعده، كأَنما عنَتْ أَمرَ النبي، صلى اللّه عليه وسلم، إيّاه أَن يصليَ بالناس في مرَضه، وقيل: وَهْفُ الأَمانة ثِقَلُها. ووَهْفٌ وهَفْو: وهو المَيْل من حقّ إلى ضعْف، قال: وكلا الأَمرين مدح لأَبي بكر: أَحدهما القيام بالأَمر، والآخر رَدُّ الضعف إلى قوّة الحق.

وهق

الوَهَقُ: الحبل المُغاز يُرْمى فيه أُنشوطة فتؤخذ فيه الدابة والإنسان، والجمع أَوْهاق؛ وأَوْهق الدابة: فعل بها ذلك. والمُواهقَة في السير: المواظبة ومدّ الأَعناق. وهذه الناقة تُواهِق هذه: كأَنها تُبارِيها في السير. وفي حديث جابر: فانطلق الجمل يُواهِقُ ناقته مواهقةً أَي يباريها في السير ويماشيها. ومُواهقة الإبل: مَدّ أَعناقها في السير.
والمُواهقَة: أن تسير مثل سير صاحبك وهي المواضخة والمواغدة كله واحد. وقد تواهَقَت الركاب أَي تَسايَرَتْ، قال ابن أَحمر:

وتَواهَقَتْ أَخْفافُها طَبَقـاً،

 

والظِّلُّ لم يَفْضُل ولم يُكْرِ

وأَنشد الأَزهري:

تَنَشَّطَتْه كلُّ مُغْلاة الوَهَقْ

وقال أَوس بن حجر:

تُواهِقُ رجْلاها يَداها ورأسهُ،

 

لها قَتَبٌ خَلْفَ الحَقِيبة رادِفُ

فإنه أَراد تُواهِقُ رجلاها يديه فحذف المفعول، وقد عَلِمَ أَن المواهقة لا تكون من الرِّجْلين دون اليدين فأَضمر، وأَن اليدين مواهِقتان كما أَنهما مُواهَقَتان فأَضمر لليدين فعلاً دَلَّ عليه الأَولُ، فكأَنه قال:وتُواهِقُ يداه رجليها، ثم حذف المفعول في هذا كما حذفه في الأَول فصار على ما ترى: تُواهِقُ رجلاها يداه، فعلى هذه الصنعة تقول ضارَبَ زيدٌ عَمْروٌ، على أَن يُرْفع عمرو بفعل غير هذا الظاهر، ولا يجوز أَن يرتفعا جميعاً بهذا الظاهر، وقد تكون المُواهقة للناقة الواحدة لأَن إحدى يديها ورجليها تُواهِقُ الأُخرى. وتواهَقَ الساقِيان: تباريا؛ أَنشد يعقوب:

أَكلّ يومٍ لك ضَيْزَنانِ،

على إزاء الحوض مِلْهَزانِ،

بكرْفَتين يتواهِقَانِ؟

الوَهقُ، بالتحريك: حبل كالطِّوَل، وقد يسكن مثل نَهْر ونَهَر؛ قال بن بري: ومنه قول عدي ابن زيد العبادي:

بَكَرَ العاذِلون في فَلَقِ الصب

 

ح يقولون لي: أَما تَسْتَفِيقُ؟

ويلومون فيكِ، يا ابْـنَةَ عـب

 

د الله، والقَلْبُ عندكم مَوْهُوق

وفي حديث علي: وأَغْلَقَت المَرْءَ أَوْهاقُ المنية، الأَوْهاقُ جمع وَهَقٍ، بالتحريك، وقد يسكن وهو حبل كالطِّوَل تشد به الإبل والخيل لئلا تَنِدَّ. أَبو عمرو: توَهَّقَ الحصى إذا حَمِيَ من الشمس؛ وأَنشد:

وقد سَريْتُ الليلَ حتى غَرْدَقا،

 

حتى إذا حامِي الحَصى تَوْهَّقا

وهل

وَهِل وَهَلاً: ضعُف وفَزِعَ وجَبُن، وهو وَهِلٌ، ووَهَّله: أَفزعه. الجوهري: الوَهَل، بالتحريك، الفزَع، وقد وَهِلَ يَوْهَل فهو وَهِلٌ ومُسْتَوْهِل؛ قال القطامي يصف إِبلاً:

وتَرى لِجَيْضَتهِنّ عند رَحِيلِنا

 

وَهَلاً، كأَنَّ بهنَّ جِنَّة أَوْلَق

ووَهَلْت إِليه إذا فَزعْت إِليه. ووَهِلْت، بالكسر، إذا فَزِعْت منه؛ قال: وشاهدُ مُسْتَوْهِلٍ قول أَبي دُواد:

كأَنه يَرْفَئِيُّ، باتَ عـن غَـنَـمٍ

 

مُستَوْهِلٌ في سَواد الليل مَذْؤُوبُ

وفي حديث قضاء الصَّلاة والنَّوم عنها: فقُمْنا وَهِلِينَ أَي فَزِعِينَ. والوَهِل والمُسْتَوْهِل: الفَزِع النَّشِيط. ووَهِلْت إِليه وَهَلاً: فَزِعْت إِليه. ووَهِلْت منه: فَزِعْت منه. والوَهْلةُ: الفَزْعة.
ووَهَلْت إِليه، بالفتح، وأَنت تريد غيرَه: مثل وَهَمْت وسَهَوْت، ووَهَلْت فأَنا واهِل أَي سَهَوْت. ووَهِل في الشيء وعنه وَهِلاً: غَلِط فيه ونَسِيه.
وفي التهذيب: وَهَلْت إِلى الشيء وعنه إذا نَسِيته وغَلِطت فيه.
وتوَهَّلت فلاناً أَي عَرَّضته لأَن يَهِلَ ويَغْلَط؛ ومنه الحديث: كيف أَنت إذا أَتاكَ مَلَكان فتَوَهَّلاك في قَبْرك؟ أَبو سعيد: أَبو زيد وهَلْت إِلى الشيء أَهِلُ وَهْلاً، وهو أَن تُخْطِئ بالشيء فتَهِل إِليه وأَنت تريد غيرَه. أَبو زيد: وَهِلَ في الشيء وعن الشيء يَوْهَل وَهَلاً إذا غلِط فيه وسَها. ووَهَلْت إِليه، بالفتح، وأَنت تريد غيره: مثل وَهَمْت؛ ومنه الحديث: رأَيت في المَنام أَني أُهاجِر من مَكَّة فذهَب وَهَلِي إِلى أَنها اليَمامةُ أَو هَجَرُ؛ وهَلَ إِلى الشيء، بالفتح، يَهِل، بالكسر، وَهْلاً، بالسكون، ويَوْهَل إذا ذهب وَهْمُه إِليه؛ ومنه حديث عائشة، رضي الله عنها: وَهَلَ ابنُ عُمر أَي ذهب وَهْمُه إِلى ذلك؛ قال: ويجوز أَن يكون بمعنى سَها وغَلِط. يقال منه: وَهِل في الشيء وعن الشيء، بالكسر، يَوْهَل وَهَلاً، بالتحريك؛ ومنه قول ابن عمر: وَهِلَ أَنَسٌ أَي غَلِط.
وكلَّمت فلاناً وما ذهَب وَهَلي إِلاَّ إِلى فلان أَي وَهْمِي. ولَقِيته أَوَّل وَهْلةٍ ووَهَلة ووَاهِلةٍ أَي أَوَّل شيء، وقيل: هو أَوّل ما تراه.
وفي الحديث: فلَقِيته أَوَّل وَهْلةٍ أَي أَوَّل شيء، والوَهْلة المرَّة من الفزَع، أَي لقيته أَوّل فزعة فَزِعتها بلقاء إِنسان.

وهم

الوَهْمُ: من خَطَراتِ القلب، والجمع أَوْهامٌ، وللقلب وَهْمٌ.
وتَوَهَّمَ الشيءَ: تخيَّله وتمثَّلَه، كان في الوجود أَو لم يكن. وقال: تَوهَّمْتُ الشيءَ وتفَرَّسْتُه وتَوسَّمْتُه وتَبَيَّنْتُه بمعنى واحد؛ قال زهير في معنى التوَهُّم:

فَلأْياً عَرَفْتُ الدار بعدَ تَوهُّمِ

والله عز وجل لا تُدْرِكُه أَوْهامُ العِبادِ. ويقال: تَوَهَّمْت فيَّ كذا وكذا. وأَوْهَمْت الشيء إذا أَغفَلْته. ويقال: وَهِمْتُ في كذا وكذا أي غلِطْتُ. ثعلب: وأَوْهَمْتُ الشيءَ تركتُه كلَّه أُوهِمُ. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم: أَنه صلَّى فأَوْهَم في صلاتِه، فقيل: كأَنك أَوْهَمْت في صلاتِك، فقال: كيف لا أُوهِمُ ورُفغُ أَحدِكم بين ظُفُره وأَنْمُلَتِه؟ أي أَسقَط من صلاته شيئاً. الأَصمعي: أَوْهَمَ إذا أَسقَط، وَوَهِمَ إذا غَلِط. وفي الحديث: أنه سجَد للوَهَمِ وهو جالس أي للغلط.
وأَورد ابنُ الأَثير بعضَ هذا الحديث أَيضاً فقال: قيل له كأَنك وَهِمْتَ، قال: وكيف لا أَيهَمُ؟ قال: هذا على لغة بعضهم، الأَصلُ أَوْهَمُ بالفتح والواوِ، فكُسِرت الهمزةُ لأَنَّ قوماً من العرب يكسِرون مُسْتقبَل فَعِل فيقولون إعْلَمُ وتِعْلَم، فلما كسر همزة أوْهَمُ انقلبت الواوُ ياءً.
ووَهَمَ إليه يَهِمُ وَهْماً: ذَهب وهْمُه إليه. ووَهَمَ في الصلاة وَهْماً ووهِمَ، كلاهما: سَهَا. ووَهِمْتُ في الصلاة: سَهَوْتُ فأَنا أَوْهَمُ.
الفراء: أَوْهَمْتُ شيئاً ووَهَمْتُه، فإذا ذهب وَهْمُك إلى الشيء قلت وَهَمْت إلى كذا وكذا أَهِمُ وَهْماً. وفي الحديث: أَنه وَهَم في تزويج ميمونةَ أي ذهَب وَهْمُه. ووَهَمْت إلى الشيءِ إذا ذهب قلبُك إليه وأَنت تريد غيرَهُ أَهِمُ وَهْماً. الجوهري: وَهَمْتُ في الشيء، بالفتح، أَهِمُ وَهْماً إذا ذهَبَ وَهْمُك إليه وأَنت تريد غيره، وتوَهَّمْتُ أي ظننت، وأَوْهَمْتُ غيري إيهاماً، والتَّوْهِيمُ مثلُه؛ وأَنشد ابن بري لحُميد الأَرْقط يصف صَقْراً:

بَعِيد توْهِيم الوِقاع والنَّظَرْ

وَوَهِمَ، بكسر الهاء: غَلِط وسَها. وأَوْهَم من الحساب كذال: أَسقط، وكذلك في الكلام والكتاب. وقال ابن الأَعرابي: أَوْهَم ووَهِمَ ووَهَمَ سواء؛ وأَنشد:

فإن أَخْطَأْتُ أَو أَوْهَمْتُ شيئاً،

 

فقد يَهِمُ المُصافي الحَبـيبِ

قوله شيئاً منصوب على المصدر؛ وقال الزِّبْرِقان بن بَدْر:

فبِتِلك أَقْضي الهَمَّ إذ وَهِمَتْ به

 

نَفْسي، ولستُ بِنَأْنـإٍ عَـوّارِ

شمر: أَوْهَمَ ووَهِمَ وَوَهَمَ بمعنى، قال: ولا أَرى الصحيح إلاَّ هذا.
الجوهري: أَوْهَمْتُ الشيءَ إذا تركته كلَّه. يقال: أَوْهَمَ من الحساب مائةً أي أَسقَط، وأَوْهَمَ من صلاته ركعةً، وقال أبو عبيد: أَوْهَمْتُ أَسقطتُ من الحساب شيئاً، فلم يُعَدِّ أَوْهَمْتُ. وأَوْهَم الرجلُ في كتابه وكلامه إذا أَسقَط.
ووَهِمْتُ في الحساب وغيره أَوْهَم وَهَماً إذا غَلِطت فيه وسَهَوْت.
ويقال: لا وَهْمَ من كذا أي لا بُدَّ منه.
والتُّهَمةُ: أصلها الوُهَمةُ من الوَهْم، ويقال اتَّهَمْتُه افتِعال منه. يقال: اتَّهَمْتُ فلاناً، على بناء افتعَلْت، أي أَدخلتُ عليه التُّهَمة. الجوهري: اتَّهَمْتُ فلاناً بكذا، والاسم التُّهَمةُ، بالتحريك، وأَصل التاء فيه واوٌ على ما ذكر في وَكلَ. ابن سيده: التُّهَمةُ الظنُّ، تاؤه مبدلةٌ من واوٍ كما أبدلوها في تُخَمةٍ؛ سيبويه: الجمع تُهَمٌ، واستدل على أَنه جمع مكسر بقول العرب: هي التُّهَمُ، ولم يقولوا هو التُّهمُ، كما قالوا هو الرُّطَبُ، حيث لم يجعلوا الرُّطَبَ تكسيراً، إنما هو من باب شَعيرة وشَعير. واتَّهَمَ الرجلَ وأَتْهَمه وأَوْهَمَه: أَدخلَ عليه التُّهمةَ أي ما يُتَّهَم عليه، واتَّهَم هو، فهو مُتَّهمٌ وتَهيمٌ؛ وأَنشد أَبو يعقوب:

هُما سَقياني السُّمَّ من غيرِ بِغضةٍ،

 

على غيرِ جُرْمٍ في إناءِ تَـهِـيمِ

وأَتْهَم الرجُل، على أَفْعَل، إذا صارت به الرِّيبةُ. أبو زيد: يقال للرجل إذا اتَّهَمْتَه: أَتْهَمْتُ إتْهاماً، مثل أَدْوَأْتُ إدْواءً. وفي الحديث: أَنه حُبس في تُهْمةٍ؛ التُّهْمةُ: فُعْلةٌ من الوَهْم، والتاء بدل من الواو وقد تفتح الهاء. واتَّهَمْتُه: ظننتُ فيه ما نُسب إليه.
والوَهْمُ: الطريق الواسع، وقال الليث: الوَهْمُ الطريقُ الواضح الذي يَرِدُ المَوارِدَ ويَصْدُرُ المَصادِرَ؛ قال لبيد يصف بعيرهَ وبعيرَ صاحبه:

ثم أَصْدَرْناهُمـا فـي واردٍ

 

صادرٍ، وَهْمٍ صُواهُ، كالمُثُلْ

أَراد بالوَهْمِ طريقاً واسعاً؛ قال ذو الرمة يصف ناقته:

كأَنها جَمَلٌ وَهْمٌ، وما بَـقِـيتْ

 

إِلاَّ النَّحيرةُ والأَلْواحُ والعَصَبُ

أَراد بالوَهْم جملاً ضَخْماً، والأُنثى وَهْمةٌ؛ قال الكميت:

يَجْتابُ أَرْدِيَةَ السَّرابِ، وتـارةً

 

قُمُصَ الظّلامِ، بوَهْمةٍ شِمْلالِ

والوَهْم: العظيمُ من الرجال والجمالِ، وقيل: هو من الإِبل الذَّلولُ المُنْقادُ مع ضِخَمٍ وقوّةٍ، والجمع أَوهامٌ ووُهومٌ ووُهُمٌ. وقال الليث: الوَهْمُ الجملُ الضخم الذَّلُولُ.

وهن

الوَهْن: الضَّعف في العمل والأَمر، وكذلك في العَظْمِ ونحوه. وفي التنزيل العزيز: حمَلَتْه أُمُّه وَهْناً على وَهْنٍ؛ جاء في تفسيره ضَعْفاً على ضعف أَي لَزِمَها بحملها إياه تَضْعُف مَرّةً بعد مرَّة، وقيل: وَهْناً على وَهْنٍ أَي جَهْداً على جَهْدٍ، والوَهَنُ لغة فيه؛ قال الشاعر:

وما إنْ بعَظْمٍ له مِنْ وَهَنْ

وقد وَهَنَ ووَهِن، بالكسر، يَهِنُ فيهما أَي ضَعُف، ووَهَنَه هو وأَوْهَنَه؛ قال جرير:

وَهَنَ الفَرَزْدَقَ، يومَ جَرَّدَ سيفَه،

 

قَيْنٌ بـه حُـمَـمٌ وآمٍ أَرْبَـع

وقال:

فلئن عَفَوْتُ لأَعْفُوَنْ جَلَـلاً،

 

ولئن سَطَوْتُ لأُوهنَنْ عَظْمِي

ورجُلٌ واهِنٌ في الأَمر والعمل ومَوْهُون في العَظْم والبدن، وقد وَهَنَ العَظْمُ يَهِنُ وَهْناً وأَوهنَه يُوهِنُه ووَهَّنْته تَوْهيناً. وفي حديث الطواف: وقد وَهَنَتْهم حُمَّى يَثْرِب أَي أَضعفتهم. وفي حديث علي، عليه السلام: ولا واهِناً في عَزْمٍ أَي ضعيفاً في رأْي، ويروى بالياء: ولا واهِياً في عزم. ورجل واهِنٌ: ضعيف لا بَطْش عنده، والأُنثى واهِنةٌ، وهُنَّ وُهُنٌ؛ قال قَعْنَب بن أُم صاحب:

الَّلائماتُ الفَتى في عُمْرهِ سَفَهاً،

 

وهُنَّ بَعدُ ضَعيفاتُ القُوَى وُهُنُ

قال: وقد يجوز أَن يكون وُهُن جمع وَهُونٍ، لأَن تكسير فَعُول على فُعُل أَشْيَع وأَوسع من تكسير فاعِلة عليه، وإنما فاعِلة وفُعْلٌ نادر، ورجل مَوْهُون في جسمه. وامرأَة وهْنانةٌ: فيها فُتُورٌ عند القيام وأَناةٌ.
وقوله عز وجل: فما وَهَنُوا لِما أَصابهم في سبيل الله؛ أَي ما فَتَروا وما جَبُنُوا عن قتال عدوِّهم. ويقال للطائر إذا أُثْقِلَ من أَكْل الجِيَف فلم يقدر على النُّهوض: قد توَهَّنَ توَهُّناً؛ قال الجعدي:

تَوَهَّنَ فيه المَضْرَحِـيَّةُ بَـعْـدَمـا

 

رأَينَ نَجِيعاً، مِنْ دَم الجَوْف، أَحْمَرا

والمَضْرَحِيَّةُ: النُّسور ههنا. أَبو عمرو: الوَهْنانة من النساء الكَسْلى عن العمل تَنَعُّماً. أَبو عبيد: الوَهْنانة التي فيها فَتْرة.
الجوهري: وَهَنَ الإنسانُ ووَهَنَه غيرُه، يتعدَّى ولا يتعدَّى. والوَهْنُ من الإبل: الكَثِيفُ.
والواهِنَةُ: ريح تأْخذ في المَنْكِبَين، وقيل: في الأَخْدَعَين عند الكِبَر. والواهِنُ: عِرْق مُسْتبطِنٌ حَبْلَ العاتق إلى الكتف، وربما وَجِعَ صاحبُه وعَرَتْه الواهِنة، فيقال: هِنِي يا واهِنةُ، اسكني يا واهِنة، ويقال للذي أَصابه وجَعُ الواهِنة مَوْهونٌ، وقد وُهِنَ؛ قال طَرَفة:

وإذا تَلْسُنُني أَلْسُنُـهـا،

 

إنَّني لَسْتُ بمَوْهُونٍ فَقِرْ

يقال: أَوْهَنه اللهُ، فهو مَوْهون، كما يقال: أَحَمَّه اللهُ، فهو مَحْمُوم، وأَزْكَمه، فهو مَزْكوم. النضر: الواهِنَتانِ عَظْمانِ في تَرْقُوَة البعير، والتَّرْقُوَةُ من البعير الواهِنَةُ. ويقال: إنه لشديد الواهِنَتَيْن أَي شديد الصدر والمُقَدَّم، وتسمى الواهِنَةُ من البعير الناحرة لأَنها ربما نحَرَت البعيرَ بأَن يُصْرع عليها فينكسر، فيُنْحَر البعير ولا تدرك ذكاته، ولذلك سُمِّيت ناحِرة. ويقال: كَوَيْناه من الواهِنَة، والواهِنَةُ: الوَجَعُ نفسه، وإذا ضَرَبَ عليه عِرْقٌ في رأْس مَنكِبه قيل: به واهِنة، وإنه ليَشْتَكي واهِنَته، والواهِنَتان: أَطراف العِلْباءَيْن في فأْس القفا من جانبيه، وقيل: هما ضِلَعان في أَصل العنق من كل جانب واهنةٌ، وهما أَوَّل جوانح الزَّوْر، وقيل: الواهِنَةُ القُصَيْرَى، وقيل: هي فَقْرة في القفا. قال أَبو الهيثم: التي من الواهِنة القُصَيرَى، وهي أَعلى الأَضلاع عند التَّرْقُوَةَ؛ وأَنشد:

لَيْسَتْ به واهِنَةٌ ولا نَسَا

وفي الصحاح: الواهِنَة القُصَيْرِى وهي أَسفل الأَضلاع. والواهِنَتانِ من الفرس: أَوَّلُ جَوانح الصدر. والواهِنَة: العَضُدُ: والواهِنَةُ: الوَهْنُ والضَّعْفُ، يكون مصدراً كالعافية؛ قال ساعدة بن جُؤَيَّة:

في مَنْكِبَيْه وفي الأَرْساغِ واهِنةٌ،

 

وفي مَفاصِله غَمْزٌ من العَسَـمِ

الأَشجعي: الواهِنَةُ مَرَضٌ يأْخذُ في عَضُد الرجل فتَضْرِبُها جاريةٌ بِكْرٌ بيدها سبع مرات، وربما عُلِّق عليها جنس من الخَرَز يقال له خَرَزُ الواهِنة، وربما ضربها الغلامُ، ويقول: يا واهِنَة تَحَوَّلي بالجارية؛ وهي التي لا تأْخذ النساءَ إنما تأْخذ الرجال. وروى الأَزهري عن أَبي أُمامة عن النبي، صلى الله عليه وسلم: أَن رجلاً دخل عليه وفي عَضُده حَلْقةٌ من صُفْرٍ، وفي رواية: خاتم من صُفْرٍ، فقال: ما هذا الخاتم؟ فقال: هذا من الواهِنة، فقال: أَمَا إنَّها لا تَزِيدُك إلاَّ وَهْناً. وقال خالد بن جَنْبة: الواهِنةُ عِرْقٌ يأْخذ في المَنْكِب وفي اليد كلها فيُرْقَى منها، وهي داءٌ يأْخذ الرجال دون النساء، وإنما نهاه، صلى الله عليه وسلم، عنها لأَنه إنما اتخذها على أَنها تَعْصِمه من الأَلم فكانت عنده في معنى التَّمائم المنهيِّ عنها. وروى الأَزهري أَيضاً عن عمران بن حصين قال: دخلت على النبي، صلى الله عليه وسلم، وفي عَضُدي حَلْقة من صُفْر فقال: ما هذه؟ فقلت: هي من الواهنة، فقال: أَيَسُرُّك أَن تُوكَلَ إِليها؟ انْبِذْها عنك. أَبو نصر قال: عِرْقُ الواهنة في العَضُد الفَلِيقُ، وهو عِرْقٌ يجْري إلى نُغْضِ الكتِف، وهي وَجَعٌ يقع في العَضُد، ويقال له أَيضاً الجائف. ويقال: كان وكان وَهْنٌ بذي هَنَاتٍ إذا قال كلاماً باطلاً يتعلل فيه. وفي حديث أَبي الأَحْوَصِ الجُشَمِيّ: وتَهُنُّ هذه من حديث سنذكره في ه ن ا، وإنما ذكر الهَرَويّعن الأَزهري أَنه أَنكر هذه اللفظة بالتشديد، وقال: إنما هو وتَهِنُ هذه أَي تُضْعِفُه، من وَهَنْتُه فهو مَوْهُون، وسنذكره.
والوَهْنُ والمَوْهِنُ: نَحْوٌ من نصف الليل، وقيل: هو بعد ساعة منه، وقيل: هو حين يُدْبِر الليلُ، وقيل: الوَهْنُ ساعة تمضي من الليل. وأَوْهَنَ الرجلُ: صار في ذلك الوقت.
ويقال: لَقِيتُه مَوْهِناً أَي بعد وَهْنٍ. والوَهِينُ: بلغة من يلي مصر من العرب، وفي التهذيب: بلغة أَهل مصر، الرجل يكون مع الأَجير في العمل يَحُثُّه على العمل.

وهوه

الوَهْوَهَةُ: صياح النساء في الحُزْنِ. ووَهْوَه الكلبُ في صوته إذا جَزِعَ فردَّده، وكذلك الرجل. ووَهْوَهَ العَيْرُ: صَوَّتَ حول أُتُنِه شفقةً. وحمارٌ وَهْواهٌ: يفعل ذلك ويُوَهْوِه حول عانَتِه؛ قال رؤْبة يصف حماراً:

مُقْتَدِرُ الضَّيْعَةِ وَهْواهُ الشَّفَقْ

والوَهْوَهةُ: حكاية صوت الفَرَسِ إذا غَلُظَ، وهو محمود، وقيل: هو الصوت الذي يكون في حَلْقِه آخِرَ صَهِيله. وفرس وَهْواهُ الصَّهِيل إذا كان ذلك يَصْحَبُ آخِر صَهيلِه. أَبو عبيدة: من أَصوات الفرس الوَهْوهةُ.
وفرس مُوَهْوِهٌ: وهو الذي يقطع من نفَسِه شِبْهَ النَّهْمِ غير أَن ذلك خلقةٌ منه لا يستعين فيه بحَنْجَرَتِه. قال: والنَّهْمُ خروجُ الصوتِ على الإِبْعاد؛ وأَنشد بيت رؤْبة: وَهْواهُ الشَّفَقْ؛ وأَنشد أَيضاً له:

ودون نَبْحِ النابحِ المُوَهْوِه

قال أَبو بكر النحوي في قول رؤْبة وَهْواهُ الشَّفَقْ: يُوَهْوِهُ من الشَّفقة يُدارِكُ النَّفَس كأَنَّ به بُهْراً، قال: وقوله مُقْتَدِر الضَّيْعةِ؛ معناه أَن ضَيْعة هذا المِسْحَلِ في هذه الأُتُنِ ليس في أُتُنٍ كثيرة فتنتشِر عليه. وقال ابن بري: كَنَى بالضَّيْعةِ عن أُتُنِه أَي أُتُنُه على قدرِ نحوٍ من ثمانٍ أَو عشرٍ فحِفظُها متيسِّر عليه. والوَهْوَهُ والوَهْواهُ من الخيل أَيضاً: النشِيطُ الحديد الذي يكاد يُفْلِتُ عن كل شيءٍ من حِرْصِه ونَزَقِه، وقيل: فرس وَهْوَهٌ ووَهْواهٌ إذا كان حريصاً على الجَرْي نشِيطاً؛ قال ابن مُقْبلٍ يصف فرساً يصيد الوحش:

وصاحبي وَهْوةٌ مُسْتَوْهِلٌ زَعِـلٌ،

 

يَحُولُ دون حِمارِ الوَحْشِ والعَصَرِ

ووَهْوهَ الأَسدُ في زَئيره، فهو وَهْواهٌ، والوَهْوهُ: الذي يُرْعَدُ من الامْتِلاء. ورجل وَهْواهٌ: مَنْخُوب الفؤاد.

وهي

الوَهْيُ: الشقُّ في الشيء، وجمعه وُهِيٌّ، وقيل: الوُهِيّ مصدر مبني على فُعولٍ، وحكى ابن الأَعرابي في جمع وَهْيٍ أَوْهِيةً، وهو نادر، وأَنشد:

حَمَّالُ أَلْوِيةٍ شَهَّادُ أَنْجِيةٍ

 

سَدّادُ أَوْهِيةٍ فَتَّاحُ أَسْدادِ

ووَهَى الشيء والسِّقاء ووَهِيَ يَهِي فيهما جميعاً وَهْياً، فهو واهٍ: ضَعُفَ؛ قال ابن هرمة:

فإِنَّ الغَيْثَ قد وَهِيَتْ كُلاه

 

بِبَطْحاء السَّيالةِ فالنَّظِـيمِ

والجمع وُهِيٌّ. وأَوْهاه: أَضْعَفه. وكلُّ ما اسْتَرْخَى رِباطه فقد وَهَى. الجوهريّ: وَهَى السقاء يَهِي وَهْياً إذا تَخَرَّقَ. وفي السقاء وَهْيٌ، بالتسكين ووُهَيَّةٌ على التصغير: وهو خَرْق قليل؛ وأَنشد ابن بري للحطيئة على قوله في السقاء وَهْيٌ قال:

ولا مِنّا لِوَهْيك راقِع

وفي الحديث: المؤمن واهٍ راقِعٌ أَي مُذْنِبٌ تائبٌ، شبَّهه بمن يَهِي ثَوبُه فيَرْقَعُه. وقد وَهَى الثَّوبُ يَهِي وَهْياً إذا بَلِيَ وتَخَرَّقَ، والمراد بالواهِي ذو الوَهْي، ويروى المؤمن مُوهٍ راقِعٌ، كأَنه يُوهِي دِينَه بمَعْصِيته ويَرْقَعُه بتوبته. وفي حديث علي، رضي الله تعالى عنه: ولا واهِياً في عَزْمٍ، ويروى: ولا وَهْي في غرام أَي ضَعِيف أَو ضَعْف؛ وفي المثل:

خَلِّ سَبِيلَ مَنْ وَهَى سِقاؤُه

 

ومَنْ هُرِيقَ بالفَلاةِ ماؤُه

يضرب لمن لا يَستقِيم أَمرُه. ووَهَى الحائط يَهِي إذا تَفَزَّرَ واسْتَرْخَى، وكذلك الثَّوْبُ والقِربةُ والحَبْلُ، وقيل: وهِيَ الحائطُ إذا ضَعُفَ وهَمَّ بالسُّقُوطِ. وفي الحديث: أَنه مر بعبد الله بن عَمْرو وهو يُصْلِحُ خُصّاً له قد وهَى أَي خَرِبَ أَو كادَ. ويقال: ضربَه فأَوْهَى يَدَه أَي أَصابَها كَسْرٌ أَو ما أَشبه ذلك. وأَوْهَيْتُ السِّقاء فوَهَى: وهو أَن يَتَهَيّأَ للتَّخرُّق. ويقال: أَوْهَيْتَ وَهْياً فارْقَعْه. وقولهم: غادَرَ وَهْيةً لا تُرْقَعُ أَي فَتْقاً لا يُقدَرُ على رَتْقِه. ويقال للسحاب إذا تَبَعَّقَ بالمطر تَبَعُّقاً أَو انْبَثَقَ انْبِثاقاً شديداً: قد وهَتْ عَزالِيه؛ قال أَبو ذؤيب:

وهَى خَرْجُه واسْتُجِيلَ الرَّبا

 

بُ منه، وغُرِّمَ ماء صَريحا

ووَهَتْ عَزالي السَّماء بمائها. وإِذا اسْتَرْخَى رِباطُ الشيء يقال: وَهَى؛ قال الشاعر:

أَمِ الحَبْل واهٍ بها مُنْحذِمْ

ابن الأَعرابي: وهَى إذا حَمُقَ، ووهَى إذا سَقَط، ووَهَى إذا ضَعُفَ. والوَهِيَّةُ: الدُّرّةُ، سُميت بذلك لثَقْبِها لأَن الثَّقْب مما يُضْعِفُها؛ عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

فَحَطَّتْ كما حَطَّتْ وَهِـيَّةُ تـاجِـر

 

وهى نَظْمُها، فارْفَضَّ منها الطَّوائفُ

قال ويروى ونِيَّةُ تاجِرٍ، وهي دُرَّةٌ أَيضاً، وقد تقدم.

ووق

الليث: الواقةُ من طير الماء عند أَهل العراق؛ وأَنشد:

أَبوك نَهارِيٌّ وأُمُّكَ واقَة

قال: ومنهم من يهمز الأَلف فيقول وأُقة، لأَنه ليس في كلام العرب واو بعدها أَلف أَصلية في صدر البناء إلا مهموزة نحو الوَألة، فتقول كان جده وألة، فلينت الهمزة، وبعضهم يقول لهذا الطير قاقة.

ويا

وَيْ: كلمة تعَجُّب، وفي المحكم: وَيْ حرف معناه التعجب. يقال: وَيْ كأَنه، ويقال: وَيْ بِك يا فلانُ، تهديد، ويقال: وَيْكَ ووَيْ لعبدِ الله كذلك؛ وأَنشد الأَزهريّ:

وَيْ لامِّها من دوِيِّ الجَوِّ طـالِـبة

 

ولا كهذا الذي في الأَرضِ مَطْلُوبُ

قال: إِنما أَراد وَيْ مفصولة من اللام ولذلك كسر اللام. وقال غيره: ويْلُمِّه ما أَشدَّه، بضم اللام، ومعناه وَيْلُ أُمِّه فحذف همزة أُمّ واتصلت اللام بالميم لما كثرت في الكلام. وقال الفراء: يقال إنه لَوَيْلُمِّه من الرجال وهو القاهِرُ لقِرْنه؛ قال أَبو منصور: أَصله وَيْلُ أُمّه، يقال ذلك للعِفْرِ من الرجال ثم جُعِلَ الكَلِمتان كَلِمةً واحدة وبنيتا اسماً واحداً. الليث: وَيْ يُكْنَى بها عن الوَيْل، فيقال: ويْكَ أَتْسْمَعُ قَوْلي، قال عَنْتَرَةُ:

ولقد شَفَى نَفْسي وأَذْهَبَ سُقْمَها

 

قِيلُ الفَوارِس: وَيْكَ عَنْتَر أَقْدِمِ

الجوهريّ: وقد تدخل وَيْ على كأَنَّ المخففة والمشدّدة تقول وَيْ كأَن، قال الخليل: هي مَفْصولة، تقول وَيْ ثم تبتدئ فتقول كأَنَّ، وأَما قوله تعالى: ويْكَأَنَّ الله يَبْسُطُ الرِّزْقَ لمن يشاء؛ فزعم سيبويه أَنها وَيْ مفصولة من كأَن، قال: والمعنى وَقَعَ على أَنَّ القوم انتبهوا فتكلموا على قدر علمهم أَو نُبِّهُوا، فقيل لهم إِنما يشبه أَن يكون عندكم هذا هكذا، والله أَعلم؛ قال: وأَما المفسرون فقالوا أَلم تر؛ وأَنشد لزيد بن عمرو بن نُفَيْلٍ، ويقال لنبِيه بن الحَجَّاجِ:

وَيْ كَأَنَّ مَنْ يَكُنْ له نَـشَـبٌ يُحْ

 

بَبْ، ومَنْ يَفْتَقِرْ يَعِشْ عَيْشَ ضْرِّ

وقال ثعلب: بعضهم يقول معناه اعْلَمْ، وبعضهم يقول معناه وَيْلَك. وحكى أَبو زيد عن العرب: وَيْكَ بمعنى ويلك، فهذا يُقَوِّي ما رواه ثعلب، وقال الفراء في تفسير الآية: وَيْكأَنّ في كلام العرب تقرير كقول الرجل أَما ترى إِلى صُنْع الله وإِحسانه. قال: وأَخبرني شيخ من أَهل البصرة أَنه سمع أَعرابية تقول لزوجها أَيْنَ ابنُكَ ويْلَك، فقال: ويْكَأَنه وراء البيت؛ معناه أَما تَرِينَّه وراء البيت؛ قال الفراء: وقد يذهب بها بعض النحويين إِلى أَنها كلمتان يريدون وَيْكَ أَنهم، أَرادوا ويلك فحذفوا اللام، وتجعل أَن مفتوحة بفعل مضمر كأَنه قال: ويْلَكَ اعْلَمْ أَنه وراء البيت، فأَضمر اعلم؛ قال الفراء: ولم نجد العرب تُعْمِلُ الظن مضمراً ولا العلم ولا أَشباهه في ذلك، وأَما حذف اللام من قوله ويلك حتى يصير وَيْكَ فقد تقوله العرب لكثرتها. وقال أَبو الحسن النحوي في قوله تعالى، ويْكأَنه لا يُفْلِح الكافرون: وقال بعضهم أَما تَرى أَنه لا يُفلح الكافرون، قال:وقال بعض النحويين معناه وَيْلَكَ أَنه لا يفلح الكافرون فحذف اللام وبقي ويكَ، قال: وهذا خطأ، لو كانت كما قال لكانت أَلف إِنه مكسورة، كما تقول وَيْلَك إِنه قد كان كذا وكذا؛قال أَبو إِسحق: والصحيح في هذا ما ذكره سيبويه عن الخليل ويونس، قال: سأَلت الخليل عنها فزعم أَن وَيْ مفصولة من كأَن، وأَن القوم تنبهوا فقالوا وي متندّمين على ما سلف منهم. وكُلُّ من تَنَدَّم أَو نَدِمَ فإِظهارُ ندامته أَو تَنَدُّمُه أَن يقول وَيْ، كما تُعاتِب الرجل على ما سلف فتقول: كأَنَّك قصدت مكروهي، فحقيقة الوقوف عليها وَيْ هو أَجود. وفي كلام العرب: وي معناه التنبيه والتندم، قال: وتفسير الخليل مشاكل لما جاءَ في التفسير لأَن قول المفسرين أَما ترى هو تنبيه.
قال أَبو منصور: وقد ذكر الفراء في كتابه قول الخليل وقال: وي كأَن مفصولة كقولك للرجل وَيْ أَما ترى ما بين يديك، فقال وي، ثم استأْنف كأَنَّ الله يَبْسُط الرزق، وهو تعجب، وكأَنَّ في المعنى الظن والعلم؛ قال الفراء: وهذا وجه يستقيم ولو تكتبها العرب منفصلة، ويجوز أَن يكون كثر بها الكلام فوصلت بما ليس منه كما اجتمعت العرب كِتابَ يابْنَؤُمِّ، فوصلوها لكثرتها؛ قال أَبو منصور: وهذا صحيح، والله أَعلم.
يبا: ابن بري خاصة: يَبةُ اسم موضع واد باليمن؛ قال كثير:

إِلى يَبةٍ إِلى بَرْكِ الغُماد

ويب

وَيْبٌ: كلمةٌ مثلُ وَيْلٍ. وَيْباً لهذا الأَمْر أَي عَجَباً له.
ووَيْبةً: كوَيْلَةٍ. تقول: وَيْبَكَ، ووَيْبَ زيدٍ، كما تقول: وَيْلَك، معناه: أَلْزَمَكَ اللّه وَيلاً، نُصِبَ نَصْبَ المصادر، فإِن جئت باللام رفعتَ، قلت: وَيْبٌ لزيد، ونَصَبتَ منوَّناً، فقلت: وَيْلاً لزيد، فالرفعُ مع اللام، على الابتداء، أَجودُ من النصب؛ والنصبُ مع الإِضافة أَجودُ من الرفع. قال الكسائي: من العرب مَن يقول: وَيْبَكَ، ووَيْبَ غيرِك، ومنهم من يقول: وَيْباً لزيد، كقولك: ويلاً لزيدٍ، وفي حديث إِسلام كعب بن زهير:

أَلا أَبْلِغا عَنِّـي بُـجَـيراً رِسـالةً:

 

على أَيِّ شيءٍ، وَيبَ غَيرِكَ، دَلَّكا؟

قال ابن بري: وفي حاشية الكتاب بيت شاهد على وَيْبٍ، بمعنى وَيْلٍ؛ وهو:

حَسِبْتُ بُغامَ رَاحلَتي عَنـاقـاً،

 

وما هِيَ، وَيْبَ غَيرِكَ، بالعَناقِ

قال ابن بري: لم يذكر قائله، وهو لذي الخِرَق الطُّهَوِيِّ يُخاطِب ذِئباً تَبِعَه في طريقه؛ وبعده:

فلو أَني رَمَيْتُكَ مـن قَـريبٍ،

 

لَعاقَكَ، عن دُعاءِ الذِّئْبِ، عاقِ

وقوله: حَسِبْتُ بُغام راحلتي عَناقاً؛ أَراد بُغامَ عَناق، فحذف المضاف، وأَقام المضاف إِليه مقامه، وقوله عاقٍ: أَراد عائق. وحكى ابن الأَعرابي: وَيْبِ فلانٌ، بكسر الباء، ورفع فلان، إِلاَّ بني أَسَدٍ؛ لم يَزِدْ على ذلك، ولا فسره. وحكى ثعلب: وَيْبِ فلانٍ، ولم يَزِدْ. قال ابن جني: لم يستعملوا من الوَيْبِ فعلاً، لِمَا كان يَعْقُبُ من اجْتماع إِعلال فائه كوَعَد، وعَيْنِه كباعَ. وسنذكر ذلك في الوَيْح، والوَيْسِ، والوَيْلِ. والوَيْبةُ: مِكْيالُ معروف.

ويج

الوَيْجُ: خشبة الفدّان، عُمانِيَّة؛ وقال أَبو حنيفة: الوَيْجُ الخشبة الطويلة التي بين الثورين، والله أَعلم.

ويح

وَيْح: كلمة تقال رحمةً، وكذلك وَيْحَما؛ قال حُمَيْدُ بن ثور:

أَلا هَيّما مما لَقِـيتُ وَهَـيّمـا،

 

ووَيْحٌ لمن لم يَدْرِ ما هنَّ وَيْحَما،

الليث: وَيْحَ يقال إِنه رحمة لمن تنزل به بليَّة، وربما جعل مع ما كلمة واحدة وقيل وَيْحَما. ووَيْحٌ: كلمة تَرَحُّم وتَوَجُّع، وقد يقال بمعنى المدح والعجب، وهي منصوبة على المصدر، وقد ترفع وتضاف ولا تضاف؛ يقال: وَيْحَ زيدٍ، ووَيْحاً له، ووَيْحٌ له، الجوهري: وَيْح كلمة رحمة، ووَيْلٌ كلمة عذاب؛ وقيل: هما بمعنى واحد، وهما مرفوعتان بالابتداء؛ يقال: وَيْحٌ لزيد ووَيْلٌ لزيد، ولك أَن تقول: ويحاً لزيد وويلاً لزيد، فتنصبهما بإِضمار فعل، وكأَنك قلت أَلْزَمَهُ اللهُ وَيْحاً ووَيْلاً ونحو ذلك؛ ولك أَن تقول وَيْحَكَ ووَيْحَ زيد، ووَيْلَكَ ووَيْلَ زيد، بالإِضافة، فتنصبهما أَيضاً بإِضمار فعل؛ وأَما قوله: فَتَعْساً لهم وبُعْداً لثمود، وما أَشبه ذلك فهو منصوب أَبداً، لأَنه لا تصح إِضافته بغير لام، لأَنك لو قلت فتَعْسَهُم أَو بُعْدَهم لم يصلح فلذلك افترقا. الأَصمعي: الوَيْلُ قُبُوحٌ، والوَيحُ تَرَحُّمٌ، ووَيْسٌ تصغيرها أَي هي دونها. أَبو زيد: الوَيْلُ هَلَكةٌ، والوَيْحُ قُبُوحٌ، والوَيْسُ ترحم. سيبويه: الوَيْلُ يقال لمن وقع في الهَلَكَة، والوَيْحُ زجر لمن أَشرف على الهَلَكة، ولم يذكر في الوَيْس شيئاً. ابن الفرج: الوَيْحُ والوَيْلُ والوَيْسُ واحد. ابن سيده: وَيْحَه كَوَيْلَه، وقيل: وَيْح تقبيح. قال ابن جني: امتنعوا من استعمال فِعْل الوَيْحِ لأَن القياس نفاه ومنع منه، وذلك لأَنه لو صُرِّف الفعل من ذلك لوجب اعتلال فائه كوَعَدَ، وعينه كباع، فتَحامَوا استعماله لما كان يُعْقِبُ من اجتماع إِعلالين، قال: ولا أَدري أَأُدْخِلَ الأَلفُ واللام على الوَيْح سماعاً أَم تَبَسُّطاً وإِدْلالاً؟ الخليل: وَيْس كلمة في موضع رأْفة واستملاح، كقولك للصبي: وَيْحَهُ ما أَمْلَحَه، ووَيْسَه ما أَملحه، نصر النحوي قال: سمعت بعضَ من يَتَنَطَّعُ بقول الوَيحُ رحمة؛ قال: وليس بينه وبين الويل فُرْقانٌ إِلا أَنه كأَنه أَلْيَنُ قليلاً، قال: ومن قال هو رحمة؛ يعني أَن تكون العرب تقول لمن ترحمه: وَيْحَه، رِثايَةً له. وجاءَ عن سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال لعَمَّارٍ: وَيْحَكَ يا ابن سُمَيَّةَ بُؤْساً لك، تقتلك الفئةُ الباغية. الأَزهري: وقد قال أَكثر أَهل اللغة إِن الويل كلمة تقال لكل من وقع في هَلَكَة وعذاب، والفرق بين ويح وويل أَن وَيْلاً تقال لمن وقع في هَلَكَة أَو بلية لا يترحم عليه، وَيْح تقال لكل من وقع في بلية يُرْحَمُ ويُدْعى له بالتخلص منها، أَلا ترى أَن الويل في القرآن لمستحقي العذاب بجرائمهم: وَيْلٌ لكل هَمْزَةٍ، ويْلٌ للذين لا يؤتون الزكاة، ويل للمطففين، وما أَشبهها؟ ما جاءَ ويل إِلا لأَهلِ الجرائم، وأَما وَيح فإِن النبي، صلى الله عليه وسلم، قالها لعَمَّار الفاضل كأَنه أُعْلِمَ ما يُبْتَلى به من القتل، فَتَوَجَّعَ له وترحم عليه؛ قال: وأَصل وَيْح ووَيْس ووَيْل كلمة كله عندي وَيْ وُصِلَتْ بحاءٍ مرة وبسين مرة وبلام مرة. قال سيبويه: سأَلت الخليل عنها فزعم أَن كل من نَدِمَ فأَظهر ندامته قال وَيْ، ومعناها التنديم والتنبيه. ابن كَيْسانَ: إذا قالوا له: وَيْلٌ له، ووَيْحٌ له، ووَيْسٌ له، فالكلامُ فيهن الرفعُ على الابتداءِ واللام في موضع الخبر، فإِن حذفت اللام لم يكن إِلا النصب كقوله وَيْحَه ووَيْسَه.

ويس

وَيْسُ: كلمة في موضع رأْفة واسْتِمْلاحٍ كقولك لصبي: وَيْسَه ما أَمْلَحَه، والوَيْح والوَيْس: بمنزلة الوَيْل في المعنى. وَوَيْسٌ له أَي ويل، وقيل: ويْسٌ تصغير وتحقير، امتنعوا من استعمال الفعل من الوَيْس لأَن القياس نفاه ومنع منه، وذلك أَنه لو صِّرِّف منه فعل لوجب اعتلال فائه وعدم عينه كَباعَ، فَتَحامَوا استعماله لِمَا كان يُعْقِب من اجتماع إِعلالين؛ هذا قول ابن جني، وأَدخل الأَلف واللام على الوَيْس، قال ابن سيده: فلا أَدري أَسَمِع ذلك أَم هو منه تبسُّط وإِدْلال. وقال أَبو حاتم في كتابه: أَما وَيْسَك فإِنه لا يقال إِلا للصبيان، وأَما وَيْلَك فكلام فيه غِلَظ وشَتْم، قال اللَّه تعالى للكفار، وَيْلَكُم لا تَفْتَروا على اللَّه كَذِباً؛ وأَما وَيْح فكلام ليِّن حسن، قال: ويروى أَن وَيْح لأَهل الجنة ووَيْل لأَهل النار، قال أَبو منصور: وجاء في الحديث عن النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، ما يدل على صحة ما قال، قال لعَمَّار: ويْح ابن سُمَيَّة تقتله الفِئَة الباغية، وذكر ابن الأَثير قال في الحديث قال لعمار: وَيْسَ ابن سُمَيَّة، قال: وَيْس كلمة تقال لمَنْ يُرْحَم ويُرْفَق به مثل وَيْح، وحكمُها حكمُها. وفي حديث عائشة، رضي اللَّه عنها، أَنها ليلة تَبِعت النبي، صلى اللَّه عليه وسلم، وقد خرج من حُجْرتها لَيْلاً فنظر إِلى سوادها فَلحِقها وهو في جوف حُجْرتها فوجد لها نَفَساً عالياً، فقال: وَيْسها ماذا لَقِيت الليلة؟ ولقي فلان وَيْساً أَي ما يريد؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

عَصَتْ سَجَاحِ شَبَثاً وقَيْسَا

 

ولَقِيَتْ مِنَ النِّكاحِ وَيْسَا

قال: معناه أَنها لقيت منه ما شاءت، فالوَيْس على هذا هو الكثير. وقال مرَّة: لَقِي فلانٌ وَيْساً أَي ما لا يريد، وفسر به هذا البيت أَيضاً.
قال أَبو تراب: سمعت أَبا السَّمَيْدَع يقول في هذه الثلاثة إِنها بمعنى واحد. وقال ابن السكيت في الأَلفاظ إِن صحَّ له: يقال وَيْسٌ له فَقْرٌ له.
والوَيْسُ: الفقر. يقال: أُسْه أَوساً أَي شُدَّ فَقْره.

ويط

الواطةُ: من لُجَج الماء.

ويل

وَيْلٌ: كلمة مثل وَيْحٍ إِلاَّ أَنها كلمة عَذاب. يقال: وَيْلَهُ ووَيْلَكَ ووَيْلي، وفي النُّدْبةِ: وَيْلاهُ؛ قال الأَعشى:

قالتْ هُرَيْرَةُ لمّا جـئتُ زائرَهـا

 

وَيْلي عليكَ، ووَيْلي منكَ يا رَجُلُ،

وقد تدخل عليه الهاء فيقال: وَيْلة؛ قال مالك بن جَعْدة التغلبي:

لأُمِّك وَيْلةٌ، وعليك أُخْرَى

 

فلا شاةٌ تُنِيلُ ولا بَعِـيرُ

والوَيْل: حُلولُ الشرِّ. والوَيْلةُ: الفضيحة والبَلِيَّة، وقيل: هو تَفَجُّع، وإِذا قال القائل: واوَيْلَتاه، فإِنما يعني وافَضِيحَتاه، وكذلك تفسير قوله تعالى: يا وَيْلَتَنا ما لهذا الكتاب، قال: وقد تجمَع العرب الوَيْل بالوَيْلات.
ووَيَّلَه ووَيَّل له: أَكثر من ذكْر الوَيْل، وهما يَتوايَلان.
ووَيَّلَ هو: دَعا بالوَيْل لما نزَل به؛ قال النابغة الجعدي:

على مَوْطِنٍ أُغْشِي هَوازِن كلَّها

 

أَخا الموت كَظّاً، رَهْبةً وتوَيُّلا

وقالوا: له وَيْلٌ وئِلٌ ووَيْلٌ وئِيلٌ، هَمَزوه على غير قياس؛ قال ابن سيده: وأَراها ليست بصحيحة. ووَيْلٌ وائلٌ: على النسَب والمُبالغة لأَنه لم يستعمَل منه فِعْل؛ قال ابن جني: امتنعوا من استعمال أَفعال الوَيْل والوَيْسِ والوَيْحِ والوَيْبِ لأَنَّ القياس نفَاه ومَنَع منه، وذلك لأَنه لو صُرِّف الفعل من ذلك لوجب اعتلالُ فائه وعَيْنِه كوَعَد وباعَ، فتَحامَوا استعماله لما كان يُعْقِب من اجتماع إِعْلالين. قال ابن سيده: قال سيبويه وَيْلٌ له ووَيْلاً له أَي قُبْحاً، الرفع على الاسم والنصب على المصدر، ولا فِعْل له، وحكى ثعلب: وَيْل به؛ وأَنشد:

وَيْل بِزَيْد فَتَى شيخ، أَلُوذُ بـه

 

فلا أُعشِّي لَدَى زيد، ولا أَرِدُ

أَراد فلا أُعشِّي إِبلي، وقيل: أَراد فلا أَتَعَشَّى. قال الجوهري: تقول وَيْلٌ لزيدٍ ووَيْلاً لزيد، فالنصب على إِضمار الفعل والرفع على الابتداء، هذا إذا لم تضِفْه، فأَما إذا أَضفْت فليس إِلا النصْب لأَنك لو رفعته لم يكن له خبر؛ قال ابن بري: شاهد الرفع قوله عز وجل: وَيْلٌ لِلْممُطَفِّفِينَ؛ وشاهد النصب قول جرير:

كَسَا اللُّؤْمُ تَيْماً خُضْرةً في جُلودِهافَوَيْلاً لِتَيْمٍ من سَرابِيلِها الخُضْرِ،

وفي حديث أَبي هريرة: إذا قرأَ ابنُ آدمُ السَّجْدةَ فسَجَدَ اعْتزَلَ الشيطانُ يَبْكي يقول يا وَيْلَه؛ الوَيْلُ: الحُزْن والهَلاك والمشقَّة من العَذاب، وكلُّ مَن وَقع في هَلَكة دَعا بالوَيْل، ومعنى النِّداءِ فيه يا حَزَني ويا هَلاكي ويا عَذابي احْضُر فهذا وقْتُك وأَوانك، فكأَنه نادَى الوَيْل أَن يَحْضُره لِما عَرض له من الأَمر الفَظيع وهو النَّدَم على تَرْك السجود لآدمَ، عليه السلام، وأَضاف الوَيْلَ إِلى ضمير الغائب حَمْلاً على المعنى، وعَدَلَ عن حكاية قَوْلِ إِبليس يا وَيْلي، كَراهية أَن يُضيف الوَيْلَ إِلى نفسه، قال: وقد يَرِدُ الوَيْلُ بمعنى التَّعْجُّب. ابن سيده: ووَيْل كلمة عَذاب. غيره: وفي التنزيل العزيز: وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِين ووَيْلٌ لكُلِّ هُمَزةٍ؛ قال أَبو إِسحق: وَيْلٌ رَفْعٌ بالابتداء والخبرُ لِلْمُطَفِّفين؛ قال: ولو كانت في غير القرآن لَجاز وَيْلاً على معنى جعل الله لهم وَيْلاً، والرفع أَجْودُ في القرآن والكلام لأَن المعنى قد ثبَت لهم هذا. والوَيْلُ: كلمة تقال لكل مَن وَقع في عذاب أَو هَلَكةٍ، قال: وأَصْلُ الوَيْلِ في اللغة العَذاب والهَلاك. والوَيْلُ: الهَلاك يُدْعَى به لِمَنْ وقع في هَلَكة يَسْتَحِقُّها، تقول: وَيْلٌ لزيد، ومنه: وَيْلٌ للمُطَفِّفِين، فإِن وَقع في هَلَكة لم يستَحِقَّها قلت: وَيْح لزيد، يكون فيه معنى التِّرَحُّم؛ ومنه قول سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم: وَيْحُ ابنِ سُمَيَّة تَقْتُله الفِئةُ الباغِية، ووَيْلٌ: وادٍ في جهنَّم، وقيل: بابٌ من أَبوابها، وفي الحديث عن أَبي سعيد الخُدْريّ قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: الوَيْلُ وادٍ في جهنم يَهْوِي فيه الكافِر أَربعين خَرِيفاً لو أُرسلت فيه الجبال لَمَاعَتْ من حَرِّه قبل أَن تبلغ قَعْرَه، والصَّعُودُ: جبَل من نار يَصَّعَّد فيه سبعين خَريفاً ثم يَهْوِي كذلك، وقال سيبويه في قوله تعالى: وَيْلٌ للمُطفِّفين؛ وَيْلٌ للمُكَذِّبين، قال: لا ينبغي أَن يقال وَيْلٌ دعاء ههنا لأَنه قَبيح في اللفظ، ولكن العباد كُلِّموا بكلامهم وجاء القُرآن على لغتهم على مِقدار فَهْمِهم، فكأَنه قيل لهم: وَيْلٌ للمُكَذِّبين أَي هؤلاء مِمَّن وجَب هذا القَوْلُ لهم؛ ومثله: قاتَلَهم اللهُ، أُجْرِيَ هذا على كلام العرب، وبه نزل القرآن. قال المازني: حفظت عن الأَصْمَعي: الوَيْلُ قُبُوح، والوَيْحُ تَرحُّم، والوَيْسُ تصغيرهما أَي هي دونهما. وقال أَبو زيد: الوَيْل هَلَكة، والوَيْح قُبُوحٌ، والوَيْسُ ترحُّم. وقال سيبويه: الوَيْل يقال لِمَنْ وقَع في هَلَكة، والوَيْحُ زَجْرٌ لمن أَشرف على هَلَكة، ولم يذكر في الوَيْسِ شيئاً. ويقال: وَيْلاً له وائِلاً، كقولك شُغْلاً شاغِلاً؛ قال رؤبة:

والهامُ يَدْعُو البُومَ وَيْلاً وائلا

قال ابن بري: وإِذا قال الإِنسان يا وَيْلاهُ قلت قد تَوَيَّل؛ قال الشاعر:

تَوَيَّلَ إِنْ مَدَدْت يَدي، وكانت

 

يَميني لا تُعَلّلُ بالـقَـلِـيل

وإِذا قالت المرأَة: واوَيْلَها، قلت وَلْوَلَتْ لأَنَّ ذلك يَتَحَوَّل إِلى حكايات الصَّوْت؛ قال رؤبة:

كأَنَّما عَوْلَتُـه مـن الـتَّـأَقْ

 

عَوْلةُ ثَكْلى ولْوَلَتْ بعد المَأَقْ

وروى المنذري عن أَبي طالب النحوي أَنه قال: قولهم وَيْلَه كان أَصلها وَيْ وُصِلَتْ بِلَهُ، ومعنى وَيْ حُزْنٌ، ومنه قولهم وايْه، معناه حُزْنٌ أُخْرِجَ مُخْرَج النُّدْبَة، قال: والعَوْلُ البكاء في قوله وَيْلَه وعَوْلَه، ونُصِبا على الذمِّ والدعاء، وقال ابن الأَنباري: وَيْلُ الشيطان وعَوْلُه، في الوَيْل ثلاثة أَقوال: قال ابن مسعود الوَيْلُ وادٍ في جهنم، وقال الكلبي الوَيْل شِدَّة من العذاب، وقال الفراء الأَصل وَيْ للشَّيطان أَي حُزْنٌ للشيطان من قولهم وَيْ لِمَ فعلْت كذا وكذا، قال: وفي قولهم وَيْل الشيطان ستة أَوجه: وَيْلَ الشيطان، بفتح اللام، ووَيْلِ، بالكسر، ووَيْلُ، بالضم، ووَيْلاً ووَيْلٍ ووَيْلٌ، فمن قال وَيْلِ الشيطان قال: وَيْ معناه حُزْنٌ للشيطان، فانكسرت اللام لأَنها لام خفض، ومن قال وَيْلَ الشيطان قال: أَصل اللام الكسر، فلما كثر استعمالُها مع وَيْ صار معها حرفاً واحداً فاختاروا لها الفتحة، كما قالوا يالَ ضَبَّةَ، ففتحوا اللام، وهي في الأَصل لام خفْض لأَنَّ الاستعمال فيها كثر مع يَا فجعلا حرفاً واحداً؛ وقال بعض شعراء هذيل:

فَوَيْلٌ بِبَزّ جَرَّ شَعْلٌ على الحصى

 

فَوُقِّرَ ما بَزٌّ هنـالـك ضـائعُ

شَعْلٌ: لقَب تأَبَّط شرّاً، وكان تأَبَّط قصيراً فلبس سيفَه فجرَّه على الحصى، فوَقَّره: جعل فيه وَقْرةً أَي فُلولاً، قال: وَيْل ببزّ فتعجَّب منه. قال ابن بري: ويقال وَيْبَك بمعنى وَيْلَك؛ قال المُخَبَّل:

يا زِبْرِقان، أَخا بني خَلَـفٍ

 

ما أَنت، وَيْبَ أَبيك، والفَخْر

قال: ويقال معنى ويْبَ التصغير والتحقير بمعنى وَيْس. وقال اليزيدي: وَيْح لزيد بمعنى وَيْل لزيد؛ قال ابن بري: ويقوِّيه عندي قول سيبويه تَبّاً له ووَيْحاً وويحٌ له وتَبٌّ، وليس فيه معنى الترحُّم لأَن التَّبَّ الخَسار. ورجلٌ وَيْلِمِّهِ ووَيْلُمِّهِ: كقولهم في المُسْتجادِ وَيْلُمِّهِ، يريدون وَيْلَ أُمِّه، كما يقولون لابَ لك، يريدون: لا أَبَ لك، فركَّبوه وجعلوه كالشيء الواحد؛ ابن جني: هذا خارج عن الحكاية أَي يقال له من دَهائه وَيْلِمِّهِ، ثم أُلحقت الهاء للمبالغة كداهِيةٍ. وفي الحديث في قوله لأَبي بعصِير: وَيْلُمِّهِ مِسْعَر حَرْب، تَعَجُّباً من شجاعته وجُرْأَتِه وإِقدامِه؛ ومنه حديث علي: وَيْلُمِّهِ كَيْلاً بغير ثمنٍ لو أَنَّ له وِعاً أَي يَكِيلُ العُلوم الجَمَّة بلا عِوَضٍ إِلا أَنه لا يُصادِفُ واعِياً، وقيل: وَيْ كلمة مُفردة ولأُمِّه مفردة وهي كلمة تفجُّع وتعجُّب، وحذفت الهمزة من أُمِّه تخفيفاً وأُلقيت حركتُها على اللام، وينصَب ما بعدها على التمييز، والله أَعلم.

ويم

قال في ترجمة وأَم: ابن الأَعرابي الوَأْمةُ المُوافقَةُ، والوَيْمَةُ التُّهْمَةُ، والله أَعلم.

وين

الوَيْنُ العَيْب؛ عن كراع، وقد حكى ابن الأَعرابي أَنه العنب الأَسود، فهو على قول كراع عرض، وعلى قول ابن الأَعرابي جوهر.
والوانةُ: المرأَة القصيرة، وكذلك الرجل، وأَلفه ياء لوجود الوَيْنِ وعدم الوَوْن.
قال ابن بري: الوَيْن العِنب الأَبيض؛ عن ثعلب عن ابن الأَعرابي؛ وأَنشد:

كأَنَّه الوَيْنُ إذا يُجْنَى الوَيْن

وقال ابن خالويه: الْوَيْنَةُ الزبيب الأَسود، وقال في موضع آخر:الْوَيْنُ العِنب الأَسود، والطاهر والطهار العنَب الرَّازِقِيّ. وهو الأَبيض، وكذلك المُلاَّحِيُّ، والله أَعلم.

ويه

وَيْهِ: إِغْراءٌ، ومنهم من يُنَوِّن فيقول وَيْهاً، الواحد والاثنان والجمع والمذكر والمؤنث في ذلك سواء، وإِذا أَغْرَيْتَه بالشيء قلت:وَيْهاً يا فلانُ، وهو تَحْريضٌ كما يقال: دونَك يا فلانُ؛ قال الكميت:

وجاءت حوادثُ، في مِثْلِها

 

يقال لهثلِيَ: وَيْهـاً فُـلُ،

قال ابن بري: قوله فُلُ يريد يا فلان، قال: ومثله قول حاتم:

وَيْهاً، فِدىً لكُمُ أُمِّي وما وَلَدَتْ،حامُوا على مَجْدِكمْ، واكْفُوا مَنِ اتَّكَلا

وقال الأَعشى:

وَيْهاً خُثَيْمٌ إِنـه يومٌ ذَكَـرْ،

 

وزاحَمَ الأَعداءُ بالثَّبْتِ الغَدَرْ

وقال آخر:

وَيْهاً فِداءً لَكَ يا فَضالَهْ،

 

أَجِرَّهُ الرُّمْحَ ولا تُهالَهْ

وقال قيس بن زهير:

فإِذا شَمَّرَتْ لك عن ساقِها،

 

فَوَيْهاً رَبـيعَ ولا تَـسْـأَمِ

يريد ربيعةَ الخيرِ بن قُرْطِ بن سَلَمة بن قُشَيْرٍ. قال سيبويه: أَما عَمْرَوَيهِ وما أَشبهها فأَلْزَمُوا آخِرَه شيئاً لم يلزم الأَعجمية، فكما تركوا صَرْفَ الأَعجمية جعلوا ذا بمنزلة الصوت، لأَنهم رأَوه قد جَمعَ أَمرين فحَطُّوهُ درجةً عن إِسمعيل وشِبْهِه، وجعلوه في النكرة بمثال غاقٍ، منوَّنة مكسورة، في كل موضع. الجوهري: وسِيَبوَيْه ونحوه اسم بني مع الصوت، فجعلا اسماً واحداً، وكسروا آخره كما كسروا غاقٍ لأَنه ضارَعَ الأَصوات، وفارق خمسة عشر لأَن آخره لم يُضارِعِ الأَصوات فيُنَوَّنُ في التنكير، ومن قال: هذا سيبويهُ ورأَيت سيبويهَ فأَعربه بإِعراب ما لا ينصرف ثَنَّاه وجمَعه، فقال السِّيبَوَيْهانِ والسِّيبَوَيْهُونَ، وأَما من لم يعربه فإِنه يقول في التثنية ذَوا سيبويهِ، وكلاهما سيبويِهِ، ويقول في الجمع: ذُوُو سِيبويهِ، وكلهم سيبويهِ.
وواهَ: تَلَهُّفٌ وتَلَوّذٌ، وقيل: استطابة، ويُنَوَّنُ فيقال: واهاً لفلانٍ؛ قال أَبو النجم:

واهاً لرَيَّا ثم واهاً واهَا،

يا لَيْتَ عَيْناها لنا وفاها،

بثمنٍ نُرْضي به أَباها،

فاضتْ دموعُ العينِ من جَرَّاها

هي المُنَى لو أَنَّنا نِلْناها

قال ابن جني: إذا نوَّنْتَ فكأَنك قلت استطابةً، وإِذا لم تُنَوَّنْ فكأَنك قلت الاستطابة، فصار التنوين عَلَمَ التنكير وتركُهُ عَلَمَ التعريف؛ وأَنشد الأَزهري:

وهْو إذا قيل له ويْهاً كُل،

 

فإِنهُ مُواشِكٌ مُسْتَعْجِـل

وهْو إذا قيل له وَيْهاً فُل،

 

فإِنه أَحْجِ به أَن يَنْكُـل

أَي إذا دعي لدفع عظيمة، فقيل له يا فلان، نَكَلَ ولم يُجِبْ، وإِن قيل له كُلْ أَسرع، وإِذا تعجبت من طيب الشيء قلت: واهاً له ما أَطْيَبَه، ومن العرب من يتعجب بواهاً فيقول: واهاً لهذا أَي ما أَحْسَنَه. قال ابن بري: وتقول في التَّفْجِيع واهاً وواهَ أَيضاً. ووَيْهِ: كلمة تقال في الاستحثاث.