ولد عدنان والصريح من ولد إسماعيل

هؤلاء ولد عدنان والصريح من ولد إسماعيل عليه السلام قال علي: شرطنا أن لا نذكر من ولادات أوائل القبائل وأوساطها إلا من أنسل من العرب. وأما من انقرض نسله فلا معنى لذكره، إلا من كان من الصحابة -رضي الله عنهم- وأبنائهم، وأهل الشرف ونباهة الذكر، فلا بد من ذكرهم؛ أو يدعو سبب إلى ذكر من انقرض عقبه لشهرته أو لبعض الأمر، وإن انقرضت أعقابهم. وبالله تعالى التوفيق.

ولد عدنان: معد بن عدنان: وعك بن عدنان، قيل: اسمه الحارث، وقد قيل: عك بن الديث "بالدال غير منقوط، والثاء التي عليها ثلاث نقط" ابن عدنان.

فولد معد بن عدنان: نزار بن معد، وإياد بن معد؛ وقنص بن معد. وقد قيل إن ملوك الحيرة من المناذرة وآلهم من ولد قنص، والله أعلم؛ وقيل وعبيد الرماح بن معد؛ ذكر أنهم دخلوا في بني مالك بن كنانة، والله أعلم. والضحاك بن معد؛ هو الذي أغار على بني إسرائيل في أربعين فارساً من تهامة.

فولد نزار بن معد بن عدنان: مضر، وربيعة، وإياد؛ وقيل: وأنمار. وذكروا أن خثعم وبجيلة من ولد أنمار، والله أعلم. إلا أن الصحيح المحض الذي لا شك فيه، أن قبائل مضر، وقبائل ربيعة ابني نزار، ومن تناسل من إياد ومن عك، فإنهم صرحاء ولد إسماعيل عليه السلام، ولا يصح ذلك لغيرهم البتة.

فولد مضر: إلياس بن مضر: وقيس عيلان بن مضر، أمهما أسمى بنت سود بن أسلم بن الحارث بن قضاعة. وقد قال قوم: قيس بن عيلان بن مضر، والصحيح قيس عيلان. قال نصر بن سيار.

أنا ابن خندف تنميني قبائلهـا للصالحات وعمي قيس عيلانا

وقال حضين بن المنذر بن الحارث بن وعلة، بحضرة وجوه العرب وقتيبة ابن مسلم، في حديث طويل: "لو رآها قيس لسمى قيس شعبان، ولم يسم قيس عيلان". وهاتان شهادتان عاملتان.

فولد إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان: عامر، وهو مدركة؛ وعمرو، وهو طابخة؛ وعمير، وهو قمعة، أمهم خندف من قضاعة؛ فنسبوا إليها، وخزاعة من ولد قمعة المذكور.

فولد مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان: خزيمة بن مدركة، وهذيل بن مدركة. وقيل: وغالب بن مدركة، قيل إن ولد غالب هذا دخلوا في بني الهون بن خزيمة بن مدركة؛ والله أعلم.

فولد خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان: كنانة ابن خزيمة: وأسد ين خزيمة، والهون بن خزيمة. وقال قوم، وليس بشيء: وأمد بن خزيمة، وإن لخماً وجذام وعاملة هم بنو أسدة بن خزيمة، والله أعلم.

ولد كنانة بن خزيمة

هؤلاء ولد كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر ابن نزار بن معد بن عدنان ولد كنانة بن خزيمة بن مدركة: النضر، وملك، وملكان، وعبد مناة؛ لم يعقب لكنانة ولد غير هؤلاء. وليس في العرب ملك "بإسكان اللام" غير ملك بن كنانة فقط؛ وسائرهم مالك "بكسر اللام وقبلها الألف"، ولا أعرف فيمن تأخر من اسمه ملك أيضاً، إلا ملك والد بكر بن ملك، صاحب فرغانة، من كبار الدهاقين.

فإلى هؤلاء ترجع جميع أنساب كنانة.

ولد النضر بن كنانة بن خزيمة

هؤلاء ولد النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس ابن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ولد النضر بن كنانة: مالك بن النضر، لا يصح له عقب من ولد غيره؛ وقيل: ويخلد بن النضر، وإن بني يخلد هؤلاء دخلوا في بني كنانة؛ والله أعلم. قيل إنه كان منهم قريش بن بدر بن يخلد بن النضر، وإنه كان دليل قومه في الجاهلية في متاجرهم؛ فكان يقال: "قدمت عير قريش!". فبه سموا قريشاً. وقيل إن بدراً أباه إليه نسبت بدر، البقعة المكرمة التي نصر الله فيها رسوله صلى الله عليه وسلم.

فولد مالك بن النضر بن كنانة: فهر بن مالك، لا يصح له عقب من ولده غيره، وهو الصريح من ولده. وقيل أيضاً: والصلت بن مالك، وإن ولد الصلت هذا دخل في بني مليح من خزاعة، رهط كثير بن عبد الرحمن الشاعر؛ ولذلك كان ينتسب في قريش.

ولد فهر بن مالك بن النضر

هؤلاء ولد فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وهم قريش لا قريش غيرهم؛ ولا يكون قريشي إلا منهم، ولا من ولد فهر أحد إلا قريشي.

ولد فهر بن مالك: غالب، وفيه البيت والعدد "نعني بالبيت حيث ما ذكرناه الشرف، وبالعدد الكثرة"؛ ومحارب؛ والحارث. فولد غالب بن فهر: لؤي بن غالب؛ وتميم بن غالب، وهو الأدرم؛ وقيس بن غالب، انقرض. آخر من بقي من قيس ابن غالب رجل مات في أيام خالد بن عبد الله القسري، فبقي لا يعرف من يستحق ميراثه؛ لكثرة ولد لؤي وانتشارهم.

فولد لؤي بن غالب: كعب بن لؤي، وفيه البيت والعدد؛ وعامر بن لؤي: وهذان الصريحان من ولد لؤي بن غالب؛ وسامة بن لؤي. وقد قيل: وسعد بن لؤي؛ وعوف بن لؤي: والحارث، وهو جشم، بن لؤي. وليس هؤلاء ممن يقطع على صحة أمرهم.

أما عوف، فدخلوا في بني ذبيان من غطفان بن قيس عيلان، وهم بنو مرة ابن عوف بن سعد بن ذبيان، رهط الحارث بن ظالم المري؛ وسائر بني مرة؛ وفيهم شرف قومهم؛ وينتمون فيقولون: بنو عوف بن سعد بن ذبيان.

وأما خزيمة، فدخلت في شيبان بن ذهل بن بكر بن وائل؛ يعرفون ببني عائذة: منهم مقاس العائذي الشاعر. وأما بنو سعد، فدخلوا أيضاً في بني شيبان بن ذهل، وهم بنو بنانة، رهط ثابت البناني الفقيه الزاهد، رحمه الله.

وأما الحارث، وهو جشم، فدخلوا في هزان من عنزة، ثم من ربيعة. فمن بني خزيمة المذكور، الفقيه علي بن مسهر بن عمير بن عصم بن حضنة ابن عبد الله بن مرة بن ربيعة بن جارية بن سمي بن تميم بن الحارث بن مالك بن عبيد بن خزيمة المذكور، قاضي الموصل.

وبنو ناجية، الذين قتلهم علي -رضي الله عنه- على الردة وسباهم، من بني سامة. ومنهم علي بن الجهم بن بدر الجهم بن مسعود بن أسيد بن أذينة بن كراز بن كعب بن جابر بن مالك بن عتبة بن الحارث بن قطن بن مدلج بن أخرم بن ذهل بن عمرو بن مالك بن عبيدة بن الحارث بن سامة بن لؤي، الشاعر القديم. وأما كعب بن لؤي، فولد مرة، وفيه العدد والشرف؛ وعدي، وهصيص. فولد مرة بن كعب بن لؤي: كلاب بن مرة، وفيه البيت والشرف؛ وتيم بن مرة: ويقظة بن مرة.

فولد كلاب بن مرة: قصي بن كلاب، وفيه البيت والشرف؛ وزهرة بن كلاب.

فولد قصي بن كلاب: عبد مناف، وفيه البيت والشرف؛ وعبد العزى؛ وعبد الدار، وفيهم حجاجة البيت؛ وعبد، انقرض عقب عبد.

فولده عبد مناف بن قصي: عمرو وهو هاشم، وفيه العدد والشرف؛ والمطلب؛ وعبد شمس؛ ونوفل. وأم هاشم وعبد شمس والمطلب: عاتكة بنت مرة بن هلال ابن فالج بن ذكوان السلمية. وأم نوفل: واقدة من بني مازن بن صعصعة السلمية، خلف عليها هاشم بن عبد مناف بعد أبيه؛ وكانت العرب تسمى هذا النكاح نكاح المقت؛ فولدت له ابنتين: خالدة وضعيفة. وكان هاشم وعبد شمس توأمين، وخرج عبد شمس في الولادة قبل هاشم. فولد هاشم بن عبد مناف: شيبة، وهو عبد المطلب، وفيه العمود والشرف، ولم يبق لهاشم عقب إلا من عبد المطلب فقط. وأم عبد المطلب: سلمى بنت عمرو ابن زيد بن لبيد بن خداش بن عامر بن غنم بن عدي بن النجار من الأنصار، وأخواه لأمه معبد، وعمرو، ابنا أحيحة بن الجلاح. وكان لهاشم أيضاً من الولد: نضلة؛ وأبو صيفي، وأسد، بنو هاشم بن عبد مناف: انقرضت أعقابهم. وكان منهم عمرو بن أبي صيفي، الذي أعتق سارة التي حملت كتاب حاطب بن أبي بلتعة إلى قريش، ينذرهم بغزو النبي صلى الله عليه وسلم إليهم، عام الفتح لمكة، فاتبعها علي والزبير فأدركاها، وأخذا الكتاب منها؛ وفاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وهي من المهاجرات المبايعات؛ أم جميع ولد أبي طالب: علي، وجعفر وعقيل، وأم هانيء، وطالب، بني أبي طالب، وابن أخيها عبد الله بن حنين بن أسد بن هاشم، لا عقب له.

فولد عبد المطلب بن هاشم: عبد الله، فيه الشرف كله؛ وأبا طالب، وأبا لهب اسمه عبد العزى، ويكنى أبا عتبة؛ والزبير؛ وأم عبد الله والزبير وأبي طالب: فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة؛ والمقوم؛ والحارث؛ وحمزة؛ والعباس؛ وبنين غيرهم، فلم يعقب أحد معهم عقباً باقياً إلا أربعة: العباس، وأبو طالب، والحارث، وأبو لهب، وأربع بنات، منهن البيضاء أم أم عثمان -رضي الله عنها- وهي توأمة عبد الله بن عبد المطلب. أم عبد الله وأبي طالب والزبير: فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران. وأم العباس وضرار: نتيلة بنت جناب بن كليب بن مالك بن عمرو بن عامر بن النمر بن قاسط بن ربيعة بن نزار؛ وأم عمرو بن عامر هذا هي القرية التي ينسب إليها بنو القرية. وأم حمزة وصفية أم الزبير: هالة بنت وهيب بن عبد مناف ابن زهرة. وأم الحارث: صفية من بني عامر بن صعصعة. وأم أبي لهب: لبنى الخزاعية.