ولد عبد الدار بن قصي: عبد مناف، وعثمان، والسباق. فأما بنو السباق، فكثروا جداً؛ ثم بقوى بمكة، هم وبنو خالد بن عبد مناف بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، ففنوا وهلكوا إلا القليل، وصار بعض بني السباق في عك؛ منهم: الأسود بن عامر بن الحارث بن السباق بن عبد الدار، قتل يوم بدر كافراً. ومنهم: سويبط بن سعد بن حرملة بن مالك بن عميلة بن السباق، بدري من مهاجرة الحبشة، وهو الذي باعه النعيمان على سبيل الدعابة؛ وأبو السنابل بن بعكك بن السباق، له صحبة، وهو الذي خطب سبيعة الأسلمية، زوجة سعد ابن خولة، وهي التي جاء فيها الحديث.
وولد عبد مناف بن عبد الدار: هاشم، وكلدة، فولد كلدة: علقمة؛ والحارث؛ فولد الحارث: النضر، أحد أعداء الله تعالى، قتل يوم بدر كافراً. أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بضرب عنقه صبراً بالصفراء؛ والنضير، أحد مهاجرة الحبشة، استشهد يوم اليرموك -رضي الله عنه-؛ وعبد المنذر. وولد النضير المرتفع، وعطاء، ونافع؛ فولد المرتفع بن النضير: محمد بن المرتفع بن النضير، صاحب بئر ابن المرتفع. وللفاسق النضر بن الحارث ابن من مهاجرة الحبشة، اسمه فراس. ومن ولد عبد المنذر: محمد بن أيوب بن عبد المنذر، قتل يوم الحرة. وولد هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار: عمير، وعامر، وعبد شرحبيل؛ وولد عمير: مصعب، وهو من أجل الصحابة -رضي الله عنهم- بدري، قتل يوم أحد، وبيده لواء رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، لا عقب له إلا من قبل ابنته زينب، تزوجها عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر ابن مخزوم، فولدت له؛ وأبو الروم بن عمير، من مهاجرة الحبشة، استشهد يوم اليرموك -رضي الله عنه-؛ وزرارة أبو عزيز بن عمير، أسر يوم بدر كافراً، وله عقب كثير؛ منهم كان عامر بن وهب، كان له بالأندلس قدر، وبعث إليه أبو جعفر المنصور سجلاً ولواء بولاية الأندلس؛ وقام بسرقسطة؛ وقتله يوسف بن عبد الرحمن الفهري؛ وله عقب كثير بسرقسطة، بقرية قربلان؛ ومن ولده بالأندلس: عمر بن المصعب بن قاسم بن وهب بن عامر بن وهب بن عمرو ابن المصعب بن أبي عزيز بن عمير، فقيه. وولد عامر بن هاشم بن عبد مناف بن عبد الدار: منصور، وعكرمة، وله كانت دار الندوة، باعها من حكيم بن حزام في الجاهلية. وولد عبد شرحبيل بن هاشم: أرطاة، قتله مصعب بن عيمر يوم أحد ومعه اللواء؛ وأبو الروم منصور بن عبد شرحبيل، يقال إن كاتب الصحيفة على بني هاشم وبني المطلب؛ وقيس بن عبد شرحبيل؛ فولد قيس هذا: جهم ابن قيس، من مهاجرة الحبشة.
وولد عثمان بن عبد الدار: عبد العزى؛ وشريح. فولد شريح: قاسط، قتل يوم أحد كافراً، وبيده اللواء. وولد عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار: عبد الله، وهو أبو طلحة، وهو كان على بني عبد الدار يوم الفجار؛ وبرة بنت عبد العزى، وهي أم أم رسول الله -صلى الله عليه وسلم؛ فولد أبي طلحة: عثمان، أسلم؛ وطلحة؛ وأبو سعد؛ وكلاب، قتلوا كلهم كفاراً يوم أحد: قتل على طلحة، وقتل الزبير كلاباً. فولد طلحة بن أبي طلحة: عثمان بن طلحة بن أبي طلحة، دفع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إليه وحده مفتاح الكعبة؛ وقيل: إلى أخيه شيبة معه؛ فبنو طلحة إلى اليوم هم ولاة الكعبة دون سائر بني عبد الدار. فولد عثمان بن طلحة: شيبة بن عثمان؛ فولد شيبة: عبد الرزاق، وجبيراً، وجماعة مشهورين إلى اليوم، ومن ولده كان عبد الله بن شيبة، الذي أقاده سليمان بن عبد الملك من خالد بن عبد الله القسري؛ وعبيد الله؛ وعبد الرحمن؛ والمصعب؛ ومسافع؛ وغيرهم؛ وأختهم صفية بنت شيبة، روى عنها الحديث. ومنهم: شيبة بن جبير بن شيبة بن عثمان، تزوج ابنة طلحة بن عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي.
و"من" ولد طلحة بن أبي طلحة أيضاً: مسافع، والجلاس، والحارث، قتلوا يوم أحد كفاراً مع أبيهم وأعمامهم، كلهم يأخذ لواء الكفار، فيقاتل حتى يقتل: قتل عاصم بن ثابت بن أبي الأقلح مسافعاً والجلاس، وقتل قزمان الحارث؛ وعثمان بن طلحة، أسلم وهاجر قبل الفتح وقد ذكرناه. ومنهم: إبراهيم بن عبيد الله بن عثمان بن عبد الله بن عثمان بن طلحة بن أبي طلحة، ولاه الرشيد اليمن، وقتل بمكة في فتنة العلوية أيام المأمون، وكان متكلماً، فصحب النظام وهشام بن الحكم وغيرهما. هكذا وجد نسبه، وهو عندي خطأ، لأنه ينقص أسماء بلا شك. ولهم عقب. فولد مسافع بن طلحة: عبد الله، قتل يوم الجمل؛ ويزيد، قتل يوم الحرة.
مضى بنو عبد الدار بن قصي.
ولد عبد بن قصي: وهب، وبجير. فمن ولد وهب: ظليب بن عمير ابن وهب بن عبد بن قصي، من المهاجرين الأولي، بدري، استشهد يوم اليرموك، وهو أول من دمى مشركاً في الإسلام. ومن ولد بجير: الحويرث بن نفير بن بجير بن عبد بن قصي، أهدر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دمه يوم الفتح. وقد انقرض جميع ولد عبد بن قصي. وكان آخر من مات منهم رجل مات في أيام بني العباس؛ فورثه بالقعدد عبد الصمد بن علي بن عبد الله ابن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي وإسماعيل بن محمد بن عبد الله بن قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف بن قصي، وعبيد الله بن عروة بن الزبير بن خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي.
ولد زهرة بن كلاب: الحارث، وعبد مناف. فولد عبد مناف بن زهرة: وهب، ووهيب. فولد وهب: آمنة، أم رسول الله -صلى الله عليه سلم- وعبد يغوث بن وهب. فولد عبد يغوث: الأرقم، والأسود. فولد الأرقم: عبد الله، له صحبة، ولاه عمر وعثمان بيت المال. وولد الأسود، وهو أحد المستهزئين، مات كافراً: عبد الرحمن، له صحبة، وكان فاضلاً، ذكر في شورى أبي موسى وعمرو -رضي الله عن جميعهم. وولد وهيب بن عبد مناف بن زهرة: نوفل؛ ومالك، وهو أبو وقاص؛ وهالة، أم حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه. فولد نوفل: مخرمة، له صحبة، وهو أحد المؤلفة قلوبهم. فولد مخرمة: المسور، له صحبة، وكان فاضلاً. ومن ولده: أبو بكر بن عبد الرحمن بن المسور، وهو القائل:
بينما نحن من بلاكـث بـالـقـا |
|
ع سراعاً والعيس تهـوي هـويا |
خطرت خطرة على القلب من ذك |
|
راك وهناً فما استطعت مـضـيا |
قلت: لا صبر إذ دعاني لك الشـو |
|
ق، وللحاديين: كـراً الـمـطـيا |
وابن أخيه: عبد الله بن جعفر بن عبد الرحمن بن المسور.
وولد أبي وقاص: معد بن أبي وقاص، وعمير، وعمارة، وعامر، وعتبة. فأما عمير، فاستشهد يوم بدر، وله ست عشرة سنة. وأما عامر، فكان من مهاجرة الحبشة. وأما عتبة، فهو الذي جرح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم أحد، وقيل: مات مسلماً، وقيل: بل مات كافراً. فولد عتبة: نافع، له صحبة، وسليمان، وهاشم الأعور، قتل مع علي يوم صفين. فولد هاشم بن عتبة؛: هاشم بن هاشم. فولد هاشم بن هاشم: هاشم، فهو هاشم بن هاشم بن هاشم بن عتبة. ومن ولد نافع بن عتبة بن أبي وقاص: عروة بن نافع بن عروة بن نافع. وولد سعد بن أبي وقاص عمر، قاتل الحسين -رضي الله عنه- قتله المختار؛ ومحمد، قتله الحجاج صبراً لخروجه مع ابن الأشعث؛ وعامر، روى عنه الحديث؛ أعقبوا؛ وعمير؛ هلك في حياة أبيه، لا عقب له، وإبراهيم؛ روى عنه الحديث وأعقب؛ وصالح، نزل الحيرة وقتله عبيده وله بقية ولد برأس العين، وروى عنه الحديث؛ ويحيى؛ ويعقوب؛ روى عنهم الحديث؛ وموسى، له عقب. منهم: عبد الله بن عثمان بن إسحاق بن سعد بن أبي وقاص، محدث. فولد موسى بن سعد: هارون، وبجاد: أمهما أم هارون بنت عبد الله بن حنين بن أسد بن هاشم بن عبد مناف. فولد محمد بن سعد: إسماعيل، روى عنه الحديث؛ وإبراهيم، روى عنه أيضاً الحديث. وولد مصعب بن سعد: إسحاق، روى عنه الحديث أيضاً. وولد عمير بن سعد: حفص، قتله المختار. وولد حفص: أبو بكر، روى عنه الحديث. ولسعد عقب كثير. والمعقبون من ولده ستة: عمر، ومحمد، وصالح، وموسى، وإبراهيم، وعامر. وولد الحارث بن زهرة بن كلاب: وهب ذو القرية، وأهيب، وعبد الله، وعبد. انقرض وهب وأهيب.وولد عبد الله بن الحارث بن زهرة: شهاب؛ فولد شهاب بن عبد الله: عبد الجان، سماه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عبد الله، وهو الأكبر بن مهاجرة الحبشة، مات قبل الهجرة إلى المدينة، ولا عقب له؛ وعبد الله الأصغر بن شهاب، شهد أحداً مع المشركين، ثم أسلم بعد. فولد عبد الله الأصغر بن شهاب بن عبد الله بن الحارث بن زهرة: عبيد الله. فولد عبيد الله: مسلم. فولد مسلم: عبد الله، ومحمد، وهو الفقيه "أبو بكر" الزهري المحدث، مات في ضيعته شغبى، وهي بقرب بدا، ودفن على قارعة الطريق -رحمه الله- وولد أخوه عبد الله: محمد، روى عنه الحديث، وليس بالقوي. وقد انقرض جميع بني عبد الله بن الحارث. فأما عبد بن الحارث بن زهرة، ففيه العدد. فولد عبد: عوف. فولد عوف بن عبد الحارث: مكمل بن عوف. فولد مكمل: أزهر بن مكمل، كان يذكر أنه سيلي الخلافة، ومات بفيفاء الفحلتين، ودفن بها، وتولى دفنه حفص بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف. وولد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة: الأزهر، وعوف. فولد الأزهر: المطلب؛ وطليب، من مهاجرة الحبشة، وماتا هنالك -رضي الله عنهما-؛ وأبو جبير عبد الرحمن بن الأزهر، له صحبة، وشهد حنيناً، وله رواية. وولد عوف بن عوف بن عبد الحارث ابن زهرة: عبد الله؛ وعبد الرحمن، صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، القديم الهجرة؛ وحمنن، من مسلمة الفتح؛ والأسود. فولد الأسود بن عوف: جابر، ولي المدينة لابن الزبير؛ وعياش، ومحمد، قتلا مع ابن الأشعث يوم الزاوية؛ وجابر هذا هو الذي ضرب رأس سعيد بن المسيب في بيعة بن الزبير. ومن ولد حمنن ابن عوف: القاسم بن محمد بن المعتمر بن عيضا بن حمنن بن عوف، كان من صحاب أمير المؤمنين -الرشيد. ومن ولد عبد الله بن عوف: طلحة، وأبو عبيدة، ابنا عبد الله بن عوف؛ وكان طلحة من فقهاء المدينة، روى عنه الحديث؛ وولي أيضاً المدينة لابن الزبير، بعد ابن عمه جابر بن الأسود. وولد أبو عبيدة بن عبد الله بن عوف: عبد الرحمن بن أبي عبيدة، قتل يوم الحرة.
وولد عبد الرحمن بن عوف: سالم، مات قبل الإسلام: أمه أم كلثوم بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس؛ وأم القاسم بنت عبد الرحمن بن عوف، ولدت في الجاهلية: أمها بنت شيبة بن ربيعة بن عبد شمس؛ ومحمد؛ وحميد؛ وإبراهيم: وإسماعيل: أمهم أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط من المهاجرات المبايعات؛ وعروة؛ وسالم آخر، قتلا بإفريقية؛ وعبد الله الأكبر، قتل أيضاً بإفريقية؛ وأبو بكر؛ وأبو سلمة الفقيه، واسمه عبد الله، ولي شرطة سعيد بن العاصي: أمه تماضر بنت الأصبغ الكلبية؛ وعبد الرحمن؛ والمصعب، قتل في حصار ابن الزبير الأول؛ وسهيل أبو الأبيض، زوج الثريا صاحبة عمر ابن أبي ربيعة؛ وعثمان؛ وأبو عثمان واسمه عبد الله: أمه بنت أبي الحيسر أنس ابن رافع بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو "وهو النبيت" بن مالك بن الأوس، وهي التي قال لها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين نكحها بنوا من ذهب: "أولم ولو بشاه!"؛ والقاسم، شقيق عبد الله؛ وعمر؛ ومعن؛ وزيد: أمهم سهلة بنت عاصم بن عدي العجلاني؛ وجويرية بنت عبد الرحمن: أمها بادنة بنت غيلان بن سلمة الثقفي. فولد محمد بن عبد الرحمن بن عوف: القاسم: أمه مريم بنت العاصي ابن الربيع، صهر رسول الله -صلى الله عليه وسلم؛ وكانت أم مريم هذه فاختة بنت أبي أحيحة سعيد بن العاصي بن أمية. وللقاسم بن محمد المذكور عقب. فولد أبي سلمة بن عبد الرحمن: سلمة، ولي القضاء بالمدينة؛ وعمر بن أبي سلمة: وعبد الجبار بن أبي سلمة؛ من ولده: الزهريون الذين بالأندلس بباجة وبطليوس؛ وعمر بن أبي سلمة؛ روى عنه هشيم وغيره، ضعفه شعبة واختلف فيه ابن معين؛ وعبد الواحد بن محمد بن عبد الرحمن بن عوف: وعبد المجيد؛ وعبد العزيز؛ والعتير بنو سهيل بن عبد الرحمن، روى الحديث عن عبد المجيد. ومن ولده: أبو عبد الرحمن بن زيد بن أحمد بن الأبيض بن سهيل بن الأبيض بن عبد العزيز بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف، فقيه مالكي، والحسن ابن عثمان بن عبد الرحمن بن عوف؛ روى عنه الحديث؛ وابن ابنه سعيد بن يحيى بن الحسن بن عثمان، محدث؛ وأبو المصعب الفقيه، صاحب مالك بن أنس، واسمه أحمد بن أبي بكر بن الحارث بن زرارة بن المصعب بن عبد الرحمن بن عوف، آخر فقهاء المدينة، وولي قضاء المدينة؛ وصالح بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، كان سيداً؛ ناسكاً؛ وأخوه سعد بن إبراهيم، وأمه أم كلثوم بنت سعد بن أبي وقاص، ولي شرطة المدينة، وولي قضاءها مراراً، وروى عنه الحديث، وعن ولديه إبراهيم ويعقوب، محدثان؛ واستشهد ابنه الثالث إسماعيل ببلاد الروم؛ ومن ولده: يعقوب بن إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، محدث؛ ومن ولده: أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله بن سعد ابن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، من أصحاب القاضي إسماعيل بن إسحاق، ومات ببغداد سنة 338؛ وأحمد بن سعد، أخو عبيد الله بن سعد المذكور، محدث مشهور. وكان لصالح بن إبراهيم ابن اسمه سالم بن صالح، روى عنه الحديث؛ وحميد بن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، وكان يخاصم أباه في مال له؛ وإسحاق بن غرير "واسم غرير عبد الرحمن" ابن المغيرة بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، صاحب المهدي والهادي والرشيد، وكان مختصاً بهم؛ وكان يظهر تعشق عبادة جارية امرأة من المهالبة، كانت منقطعة إلى الخيزران؛ وأخواه محمد ويعقوب ابنا غرير، وكانا سيدين، كان يعقوب هذا يسكن الفرش من ملل: وأمهم هند بنت مروان بن الحارث بن عمر بن سعد بن معاذ الأنصاري؛ وعبد الرحمن بن محمد بن غرير، كان سيداً؛ وابنه عمه يوسف بن يعقوب بن غرير، ولي بيت المال للرشيد. ويعقوب بن محمد بن عيسى بن عبد الملك بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، حمل عنه العلم والحديث -والمغيرة، وعبد الرحمن، وأبو الليث، بنو المغيرة بن أبي الغيث بن المغيرة بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف، كانوا فضلاء كلهم، وماتوا ثلاثتهم في يوم واحد. ومنهم: عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف: كان له من الولد: محمد، قاضي المدينة، وعبد الله، وإسماعيل، وعمران. فولد القاضي: محمد، وأحمد، وإبراهيم، وعبد العزيز. وولد عمران أخي القاضي: عبد العزيز، كان سيداً. وولد عبد الله أخي القاضي: إبراهيم وسليمان؛ وولد إسماعيل أخي القاضي: عمر، والحسن. وسليمان بن عبد الله هذا قتل ابني عمه جميعاً عمر والحسن؛ والحسن المقتول هذا قتل ابن عمه وإبراهيم أخا سليمان، وعمر أخو الحسن شج إبراهيم المذكور: فإبراهيم مظلوم مشجوج من أحد بني عمه، مقتول من الآخر، وذلك أن إبراهيم كان ناظراً على عمر، وكانوا سكاناً في ضيعة لهم بالعيص من أعمال المدينة؛ فعدا عمر بن إسماعيل بن عبد العزيز عليه؛ فشج إبراهيم بن عبد الله ابن عبد العزيز شجة منكرة؛ فعدا سليمان بن عبد الله بن عبد العزيز على عمر بن إسماعيل بن عبد العزيز، فقتله، ثم هرب إلى مصر؛ فعدا سليمان على الحسن، فقتله؛ فأخذ الذي كان عنده سليمان، فقتله؛ ومحمد بن عبد العزيز بن عمر ابن عبد الرحمن، ولي قضاء المدينة للمنصور، روى عن ابن شهاب؛ وبنوه أحمد، وإبراهيم، وعبد العزيز، كلهم سيد؛ وبمشورة محمد بن عبد العزيز هذا، ضرب جعفر بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، من سادات أهل المدينة؛ وكان أبوه عمران وعمه موسى، ابنا عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، ممن خرج مع محمد بن عبد الله بن الحسن؛ وإبراهيم بن عبد الله بن العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف، قتله ابن عمه الحسين بن إسماعيل بن عبد العزيز، وكان يدعى عليه قتل أخيه عمر بن إسماعيل، ولم يكن كذلك، ولكن كان عمر هذا قد عدا على إبراهيم في ضيعة لهم بالعيص؛ فشجه في رأسه شجة منكرة. وكان عمر في ولاية نظر إبراهيم، فعدا سليمان بن عبد الله أخو إبراهيم على عمر، فقتله، وهرب إلى مصر؛ ثم هرب الحسن بعد قتله إبراهيم إلى مصر؛ فكان وهو وسليمان نازلين بمصر على بعض كبراء أهلها؛ فعدا سليمان على الحسن، فقتله؛ فأخذ الرجل الذي كانا نازلين عليه سليمان؛ فضرب عنقه. وهارون بن عبد الله بن محمد بن كثير بن معن ابن عبد الرحمن بن عوف، ولي القضاء بالمصيصة، ثم بالرقة ثم قضاء الجانب الشرقي ببغداد، ثم قضاء مصر، كل ذلك للمأمون؛ وولده عبد الرحمن بن هارون، ولي قضاء مكة للمعتضد، ومات بها سنة 291؛ وابنه يحيى بن عبد الرحمن بن هارون، ولي قضاء مكة للمقتدر، وكان محموداً في ولايته، لم يرتزق شيئاً؛ ووليها ستة عشرة شهراً؛ وكان من أهل الحزم والنفاذ في الأمور؛ وكانت له ضياع بالفرع وكان مطاعاً في أهل مكة. من أهل العدل، وهرب بعياله حين دخول القرامطة مكة إلى وادي الرهجان، وأخذ القرامطة له حينئذ ما قيمته مائة ألف دينار وخمسون ألف دينار. ولم يسمع شاكياً أو ذاكراً شيئاً مما أخذ له. ومنهم: عبد الرحمن بن الزبير بن سهيل بن عبد الرحمن بن عوف، سكن مصر، وأمه آخر من بقي من بني خارجة بن حذافة العدوي؛ وكانت موسرة.
فالمعقبون من ولد عبد الرحمن بن عوف -رضي الله عنهم- تسعة، وهم: أبو سلمة، ومحمد، وسهيل، والمصعب، وإبراهيم، وحميد، وعمر، ومعن، وعثمان.
مضى بنو زهرة بن كلاب، وتم الكلام في بني كليب بن مرة.
ولد تيم بن مرة: سعد بن تيم، فولد سعد: حارثة، وكعب. فمن بني حارثة بن سعد بن تيم: بنو عمير بن الحارث بن حارثة بن سعد، والفقهاء الفضلاء: محمد، وأبو بكر، وعمر، بنو المنكدر بن عبد الله بن الهدير بن محرز بن عبد العزى بن عامر بن الحارث بن حارثة بن سعد بن تيم. وكان على الشرطة بمكة أيام المعتمد عبد الله بن الحسن بن داود بن محمد بن المنكدر، وقتل بها في بعض الفتن؛ وربيعة بن عبد الله بن الهدير، أخو المنكدر، له عقب. ولهم كان ولاء ربيعة الرأي. ومنهم: محرز بن هارون بن عبد الله بن محرز بن الهدير، محدث ضعيف. وولد كعب بن سعد بن تيم: عامر، وعمرو؛ فولد عامر بن كعب بن سعد بن تيم: جبيلة، وصخر، وهم أهل بدر، وكان فيهم مهاجرون. فولد صخر بن عامر بن كعب: أم الخير سلمى، وهي أم أبي بكر الصديق -رضي الله عنه، وخالد، وعياض. فولد خالد: الحارث بن خالد، هاجر إلى أرض الحبشة، هو وامرأته ريطة بنت الحارث بن جبيلة بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم، وولده، فشربوا من ماء مروا به، فماتوا كلهم إلا هو وحده؛ فزوجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بنت عبد بن يزيد بن هاشم بن المطلب بن عبد مناف؛ ومن ولده: الفقيه المحدث محمد بن إبراهيم بن الحارث بن خالد؛ فولد المحدث محمد بن إبراهيم المذكور: إبراهيم بن محمد، قاضي البصرة أيام المتوكل. وولد عياض بن صخر: مسافع بن عياض الشاعر، الذي عنى حسان بن ثابت -رضي الله عنه- بقوله:
يا آل تيم ألا تنهون جاهلكم |
|
قبل القذاف بصم كالجلاميد |
فولد عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة: جدعان؛ وعامر؛ وعثمان. فولد جدعان: عبد الله بن جدعان، سيد قريش في زمانه؛ وعمير بن جدعان؛ وكلدة بن جدعان، قتل يوم الفجار. فمن ولد عمير بن جدعان: المهاجرين قنفذ بن عمير بن جدعان، له صحبة، واسمه عمرو، والمهاجر لقب، ومن ولده كان محمد بن يزيد بن المهاجر؛ ومن ولد عبد الله بن جدعان: عبد الله ابن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة -واسمه زهير- بن عبد الله بن جدعان، محدث ثقة، وابن أخيه عبد الرحمن بن أبي بكر بن عبيد الله، محدث ضعيف؛ وابنه أبز غرازة محمد بن عبد الرحمن، محدث أيضاً: أمه جبرة الخزاعية؛ وابن عمه علي بن زيد بن عبد الله بن أبي مليكة، بصري، ضعيف.
وولد عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة: عثمان أبو قحافة؛ فولد أبي قحافة: أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- واسمه عبد الله، خليفة رسول الله -صلى الله عليه وسلم؛ وعتيق؛ ومعتق، لا عقب لهما؛ وأم فروة، تزوجها الأشعث الكندي؛ وأخرى تزوجها قيس بن سعد بن عبادة.
فولد أبي بكر الصديق -رضي الله عنه: عبد الله، مات في حياة أبيه؛ وعبد الرحمن؛ ومحمد؛ وعائشة، أم المؤمنين؛ وأسماء، زوجة الزبير بن العوام؛ وأم كلثوم، امرأة طلحة بن عبيد الله: أمها بنت خارجة بن زيد الأنصاري؛ وأم عبد الله: أمها قتيلة بنت عبد العزى بن عبد بن سعد بن جابر بن مالك ابن حسل بن عامر بن لؤي؛ وأم عائشة وعبد الرحمن: أم رومان بنت عامر بن عمير بن ذهل بن دهمان بن الحارث بن تيم بن مالك بن كنانة.
فولد عبد الله بن أبي بكر الصديق: إسماعيل، انقرض بلا عقب، وولد عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق: محمد؛ وعبد الله؛ وأم حكيم؛ وميمونة؛ وقريبة؛ كانت أم عبد الله وأم أم حكيم: قريبة بنت أبي أمية، أخت أم المؤمنين أم سلمة -رضي الله عنها- تزوج ميمونة هشام بن عبد الملك، ثم طلقها؛ وتزوج أختها قريبة القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق؛ فولدت له عبد الرحمن الفقيه المشهور؛ وتزوج أم حكيم المذكورة موسى بن طلحة بن عبيد الله؛ فولدت له محمداً، ويحيى، وعائشة التي تزوجها عبد الملك بن مروان؛ فولدت له بكار بن عبد الملك؛ فكان عبد الله عمته عائشة، وخالته أم سلمة، أما المؤمنين. فولد عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق: طلحة، وأبو بكر، وعمران، وعبد الرحمن، ونفيسة، تزوجها الوليد بن عبد الملك: أمهم كلهم عائشة بنت طلحة. فولد طلحة ابن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، لهم بنجد عقب عظيم، يحاربون الحسنيين والجعفريين فينتصفون؛ وقد انحدروا في وقتنا هذا إلى أعمال مصر؛ ومنهم: أبو بكر بن عبد الله أخو طلحة المذكور، ثار بالسوس زمان مروان بن محمد؛ وابنه هاشم بن أبي بكر، ولي قضاء مصر، ومات بها، وله بقية بالكوفة، وعمران بن عبد الله، أخو طلحة المذكور، له عقب يسير، وعبد الرحمن بن عبد الله، لا عقب له؛ وابن أبي عتيق، وهو عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ابن أبي بكر.
وولد محمد بن أبي بكر الصديق: القاسم، أحد فقهاء المدينة السبعة؛ وعبد الله قتل يوم الحرة، فولد القاسم بن محمد: عبد الرحمن، من فقهاء المدينة، فولد عبد الرحمن بن القاسم: إسماعيل، وعبد الله، وعبد الرحمن ولي قضاء المدينة للحسن بن زيد؛ ومن ولده: محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم ابن محمد بن أبي بكر الصديق، ولي قضاء المدينة للمأمون. ولا عقب لعامر بن عمرو إلا من قبل أبي بكر الصديق -رضي الله عنه.
وولد عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة: عمرو: قتل يوم القادسية؛ وأبو المطاع، قتل يوم عكاظ؛ وعبيد الله؛ ومعمر؛ ومعاذ. فولد عبيد الله: طلحة بن عبيد الله، الصاحب المشهور -رضي الله عنه-؛ وعثمان؛ ومالك؛ قتل يوم بدراً كافراً، فولد عثمان بن عبيد الله أخو طلحة: عبد الرحمن، قتل مع ابن الزبير؛ فولد عبد الرحمن بن عثمان هذا: عثمان، ومعاذ، روى عنهما الحديث وعن أبيهما. ومن ولده أيضاً: محمد بن طلحة بن عبد الرحمن بن طلحة ابن عبد الله بن عثمان بن عبيد الله أخي طلحة بن عبيد الله، محدث. وولد مالك ابن عبيد الله أخو طلحة: عثمان بن مالك، قتله صهيب يوم بدر كافراً. ومن ولد طلحة بن عبيد الله: محمد السجاد، قتل يوم الجمل؛ وعمران: أمهما حمنة بنت جحش، لا عقب لعمران؛ وموسى: أمه خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة، وعيسى؛ ويحيى: أمهما سعدى بنتعوف بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة؛ ويعقوب، قتل يوم الحرة؛ وإسماعيل، لا عقب له؛ وإسحاق: أمهم أم أبان بنت شيبة بن ربيعة؛ وزكريا: أمه أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق لكلهم عقب. حاشا عمران وإسماعيل؛ وأم إسحاق بنت طلحة، تزوجها الحسن ابن علي، ثم خلف عليها الحسين بن علي: فولدت له فاطمة بنت الحسين؛ وكانت أم أم إسحاق هذا الجرباء. وهي أم الحارث بنت قسامة بن حنظلة بن وهب بن قيس بن عبيد بن طريف بن مالك بن جدعان الطائي؛ وطريف هذا هو الذي مدحه امرؤ القيس بن حجر، فولد محمد بن طلحة: إبراهيم، ولي خراج الكوفة لابن الزبير؛ فولد إبراهيم بن محمد: عمران، ويعقوب، وصالح، وداود، وسليمان، ويونس، واليسع، وشعيب، وهارون؛ أمهم كلهم حاشا عمران: أم يعقوب بنت إسماعيل بن طلحة، وأمها: لبابة بنت عبد الله بن العباس؛ وخلف على أم يعقوب هذه إسحاق بن يحيى بن طلحة، ثم تزوج بنت أبي بكر بن عثمان بن عروة بن الزبير؛ وكان بين النكاحين خمس وسبعون سنة. ومن أولاد إبراهيم أيضاً: إسماعيل وإسماعيل آخر، وموسى، ويوسف، ونوح، وإسحاق، وكان لإبراهيم بن محمد ابنة تزوجها عمر بن عبد العزيز، ثم طلقها. وكانت أم عمران بن إبراهيم بن محمد بن طلحة: زينب بنت عمر بن أبي سلمة المخزومي؛ وكان أخوه لأمه عمر بن مروان بن الحكم.
فولد عمران بن إبراهيم بن محمد: محمد بن عمران، ولي قضاء المدينة للمنصور: أمه أسماء بنت أبي سلمة "بن عمر بن أبي سلة" المخزومي؛ وابنه عبد الله بن محمد، ولي قضاء المدينة للمهدي وقضاء مكة للرشيد، ومات مع الرشيد بطوس؛ فقبره بها؛ وموسى بن محمد، أخو عبد الله المذكور، ولي أيضاً قضاء المدينة للرشيد؛ وصالح بن يوسف بن إبراهيم بن محمد بن طلحة، محدث. ومن ولد طلحة أيضاً: عبد الرحمن بن محمد بن يوسف بن يعقوب بن طلحة بن عبيد الله، ولي شرطة الكوفة لعيسى بن موسى، والقاسم بن محمد بن يحيى بن زكرياء بن طلحة بن عبد الله، ولي شرطة الكوفة أيضاً لعيسى بن موسى؛ وطلحة، وإسحاق، وبلال، بنو يحيى بن طلحة بن عبيد الله، روى عنهم الحديث؛ وسليمان وفاطمة ابنا محمد بن محمد بن عيسى بن طلحة بن عبد الله، تزوج أبو جعفر المنصور فاطمة هذه، فولدت له: سليمان، ويعقوب، وعيسى بني المنصور؛ ويحيى بن عيسى بن طلحة: أمه بنت جرير بن عبد الله البجلي. فولد موسى بن طلحة: حماد؛ وعمران؛ وعيسى؛ ومحمد، قتله شبيب الخارجي؛ وعائشة، وهي أم أبي بكر بن عبد الملك بن مروان: وعبيد الله بن إسحاق بن حماد ابن موسى بن طلحة بن عبيد الله، روى عنه الحديث؛ ومعاوية، والمصعب، ابنا إسحاق بن طلحة، روى عنهما الحديث؛ وعبد الله بن إسحاق بن طلحة: أمه بنت أبي موسى الأشعري؛ ويحيى بن إسحاق بن طلحة، روى عنه، وليس بالمعتمد عليه. ولبني طلحة عقب كثير بالكوفة وأعراض مكة والبصرة. وولد معمر بن عثمان: عبيد الله؛ فولد عبيد الله بن معمر: عمر بن عبيد الله أمير فارس؛ وعثمان؛ قتلته الخوارج؛ وموسى؛ ومعاذ: فمن ولد معاذ هذا: عثمان ابن إبراهيم بن محمد بن معاذ بن عبيد الله بن معمر؛ ولم يعقب عثمان بن عبيد الله فولد عمر: طلحة بن عمر، لا عقب له من غيره؛ فولد طلحة بن عمر: عثمان، ولي قضاء المدينة؛ وإبراهيم، وكان سيداً: أمه فاطمة بنت القاسم بن محمد بن جعفر بن أبي طالب، وأمها: أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، وأمها: فاطمة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم؛ وجعفر بن طلحة، صاحب أم العيال، وهي عين أنفق عليها ثمانين ألف دينار، وكان يغل من ثمرتها خاصة أربعة آلاف دينار، وكانت تسقي أزيد من عشرين ألف نخلة؛ ولا عقب لجعفر، ولا لنصر؛ وعبد الرحمن: ونصر؛ ومحمد. فولد إبراهيم بن طلحة بن عمر: إسحاق، دعي إلى القضاء، فأبى، ومحمد؛ فولد محمد هذا: موسى، ولي قضاء المدينة للأمين.
وولد موسى بن عبيد الله بن معمر: عمر، قتله الحجاج صبراً لخروجه مع ابن الأشعث؛ فولد عمر هذا: حفص؛ وعثمان بن عمر، ولي قضاء المدينة لمروان ابن محمد، ثم ولي القضاء ببغداد لأبي جعفر المنصور؛ فول عثمان هذا: عمر، ولي قضاء البصرة. ومنهم: ابن عائشة البصري الكريم المشهور؛ وهو أبو عبد الرحمن عبيد الله بن محمد بن حفص بن عمر بن موسى، وابنه عبد الرحمن، شاطر ماجن. ومنهم كان التيمي، الفقيه المالكي بإشبيلية، وقد انقرض عقبه. وولد معاذ بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة: عبد الرحمن، له صحبة ورواية.
مضى بنو تيم بن مرة.
فولد يقظة بن مرة: مخزوم. فولد مخزوم: عمر، وعامر، وعمران. فولد عمران: عائذ بن عمران. فولد عائذ: عمرو. ولد عمرو: وهب، وأبو وهب، وفاطمة، وهي أم عبد الله والد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو وهب هذا هو الذي يذكر أن الحجر من أساس الكعب وثب عن يده. فولده وهب بن عمرو: وهب بن وهب: وعبد العزيز بن وهب؛ ومعبد بن وهب. فولد معبد: حذافة؛ وأبو بردة. فولد حذافة؛ معبد، وعبد الله، وعبد الملك. وولد أبو بردة بن معبد: عبد الرحمن، قتل يوم الجمل مع أم المؤمنين؛ ومسلم، قتل يوم الحرى. فولد أبي وهب؛ هبيرة بن أبي وهب؛ زوج أم هانئ بنت أبي طالب أخت علي، فر عن الإسلام يوم الفتح، فمات كافراً طريداً بنجران؛ وحزن بن أبي وهب؛ ويزيد بن أبي وهب. فولد هبيرة بن أبي وهب: هانئ؛ وعمر، به كان يكنى؛ ويوسف؛ وجعدة، ولاه علي خاله خراسان: أمهم كلهم أم هانئ بنت أبي طالب. فولد جعدة بن هبيرة: جعفر، وعلي، والحسن؛ والحارث، وعبد الله، ويحيى؛ أمهم أم الحسن بنت علي بن أبي طالب؛ منهم: عون بن جعفر بن جعدة. وولد حزن بن أبي وهب: المسيب بن حزن، من أهل بيعة الرضوان. فولد المسيب: سعيد الفقيه، ومحمد، وعمر، وأبو بكر، والسائب: أمهم سلمية. فولد سعيد بن المسيب: محمد. فولد محمد: عمران، وطلحة. ومن ولد وهب بن عمر بن عائذ بن عمران بن مخزوم: عبد الرحمن بن أبي بردة بن معبد بن حذافة بن معبد بن وهب بن عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم، قتل يوم الجمل؛ وقيس بن السائب بن عويمر بن عائذ بن عمران ابن مخزوم، مولى مجاهد بن فوق؛ وإخوته: بجاد، وجابر، وعمير، وعائذ.
وولد عامر بن مخزوم؛ هرمي بن عامر؛ ومن ولده: شماس -وهو عثمان- بن عثمان بن الشريد بن هرمي، من المهاجرين، استشهد يوم أحد -رضي الله عنه؛ والصرم، واسمه سعيد، بن يربوع بن عنكثة بن عامر بن مخزوم، له صحبة ورواية؛ له ابنان: عبد الله، وعبد الرحمن.
وولد عمر بن مخزوم: عبد الله، وعبيد. فمن ولد عبيد بن عمر بن مخزوم: المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب بن الحارث بن عبيد بن عمر بن مخزوم، روى عنه الحديث، وزوجه سعيد بن المسيب ابنته بصداق درهمين، لا صداق لها غيرهما.
حدثنا بذلك يونس بن عبد الله القاضي: نا يحيى بن مالك بن عائذ: نا هشام بن محمد بن أبي خليفة: نا أحمد بن محمد بن سلمة الطحاوي: نا عبد الرحمن بن معاوية العتبي، عن يحيى بن بكير، عن الليث بن سعد، عن الوليد بن مسلم، عن زهير بن محمد، عن المطلب بن عبد الله بن المطلب المخزومي، أن سعيد بن المسيب زوجه ابنته على صداق درهمين، لا صداق لها غيرهما؛ وكان سعيد على ابنة أبي هريرة. وروى عن المطلب هذا الحديث. فولد المطلب بن عبد الله: الحكم، من نساك قريش؛ وعلي: والحارث، مات أبوه وجداً عليه إذ مات؛ وعبد العزيز، ولي قضاء مكة والمدينة للمنصور والهادي؛ وخرج علي منهم مع محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن.
وولد عبد الله بن عمر بن مخزوم: عائذ، وعثمان، وهلال، والمغيرة، وأسد، وخالد. فولد عائذ: عتيق بن عائذ، وأمية بن عائذ، وعبد الله بن عائذ، وصيفي بن عائذ، يكنى صيفي هذا أبا السائب؛ وأما عتيق، فإنه كان على خديجة أم المؤمنين قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولد له منها ابنة تسمى أم محمد؛ تزوجها صيفي بن أبي رفاعة "واسمه أمية" بن عائذ بن عبد الله بن عمر بن مخزوم؛ وقتل صيفي بن أبي رفاعة؛ وأخواه رفاعة، ورفيع، ابنا أبي رفاعة أمية بن عائذ، قتلا ببدر كافرين؛ وقتل أيضاً معهم ابن أخيهم عبد الله بن المنذر بن أبي رفاعة؛ وكان بنو مخزوم قد ألبسوه لأمة أبي جهل ليخفوا مكان أبي جهل؛ فقتله علي. وولد لصيفي بن أبي رفاعة من أم محمد بنت خديجة، ابن اسمه محمد؛ ومنهم قاضي مكة، عبد الرحمن بن يزيد بن محمد بن حنظلة بن محمد بن عباد ابن جعفر بن رفاعة بن أبي رفاعة المذكور؛ وله ابن محدث اسمه محمد؛ وكان أبوه يزيد بن محمد قد استخفه عيسى بن يزيد الجلودي على مكة فدخلها عنوة إبراهيم بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين، وقتل يزيد بن محمد؛ وأحمد بن زكريا بن الحسن محمد بن سعيد بن محمد، أخي حنظلة بن محمد المذكور، محدث. وولد عبد الله بن عائذ: السائب؛ وولد أبو السائب، وهو صيفي بن عائذ: المسيب بن أبي السائب، والسائب بن أبي السائب، وأبا نهيك بن أبي السائب؛ فولد السائب: عبد الله بن السائب، شريك رسول الله -صلى الله عليه وسلم؛ فولد عبد الله أبو السائب: السائب بن أبي السائب، قتل يوم بدر كافراً: ومن ولده: أبو السائب الظريف المخزومي، واسمه عبد الله؛ وولد السائب بن أبي السائب: عبد الرحمن، قتل يوم الجمل: ومن ولد المسيب ابن أبي السائب، وهو المقرئ، محمد بن إسحاق بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن المسيب بن أبي السائب، وهو المعروف بالمسيبي بن السائب. ومن ولد أبي نهيك ابن أبي السائب: صيفي بن عائذ بن سعيد بن عبد الرحمن بن سعيد بن حسان بن أبي نهيك المذكور، محدث ثقة، يروي عن سفيان بن عيينة؛ مات سنة 249 بمصر.
وولد أبو جندب أسد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم: عبد مناف؛ فولد عبد مناف، وهو أبو الأرقم: الأرقم، وهو من قدماء الصحابة، بدري، وفي داره كان يجتمع النبي -صلى الله عليه وسلم- مع المسلمين سراً، قبل أن يفشوا الإسلام بمكة، وابنه عثمان بن الأرقم، روى عنه الحديث.
وولد هلال بن عبد الله بن عمر بن مخزوم: عبد الأسد؛ فولد عبد الأسد: أبا سلمة، استخلفه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المدينة، واسمه عبد الله، من قدماء "الصحابة" المهاجرين الأولي، وهو زوج أم سلمة أم المؤمنين قبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ والأسود بن عبد الأسد، أحد المستهزئين، قتل يوم بدر كافراً؛ وسفيان بن عبد الأسد. فولد أبو سلمة -رضي الله عنه- سلمة، وعمر، وزينب، ودرة: أمهم كلهم أم سلمة أم المؤمنين -رضي الله عنها؛ ولد عمر بأرض الحبشة، وله عقب، وولاه علي البحرين؛ وكان له ابن اسمه سلمة بن عمر؛ ولزينب أيضاً عقب؛ ولا عقب لدرة، ولا لسلمة، وزوجه النبي -صلى الله عليه وسلم- بنت حمزة، وكان لسلمة عقب انقرض، منهم: سلمة بن عبد الله بن سلمة بن أبي سلمة بن عبد الأسد، ولي قضاء المدينة لعبد الرحمن بن الضحاك. وولد الأسود بن عبد الأسد: المرأة التي سرقت، فقطعها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ وولد سفيان بن عبد الأسد: الأسود؛ وهبار قتل يوم مؤتة؛ وعمر، هاجر إلى الحبشة؛ وعبيد الله، قتل يوم اليرموك؛ وعبد الله: أمهم كلهم صفية بنت الخطاب أخت عمر؛ وأبو سلمة؛ والحارث؛ وعبد الرحمن؛ وعبد الرحمن آخر؛ وعبد الله؛ ومعاوية؛ وسفيان؛ أم هؤلاء أم جميل بنت المغيرة بن أبي العاصي بن أمية بن عبد شمس. ومن ولده: رزق، وعبد الله، ابنا الأسود بن سفيان بن عبد الأسد: أمهما أم حبيب بنت العباس ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف، ومن ولده أيضاً: محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي سلمة بن سفيان بن عبد الأسد، استقضاه الهادي على مكة، واستقضاه المأمون ببغداد. وولد المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وفيه بيت بني مخزوم وعددهم: هشام؛ والوليد؛ وأبو حذيفة، واسمه مهشم؛ وأبو أمية، واسمه حذيفة؛ وهاشم؛ والفاكه؛ ونوفل؛ وأبو ربيعة، واسمه عمرو؛ وعبد الله؛ وأبو زهير، واسمه تميم. وعبد شمس؛ وحفص. فأما هاشم، فإنه ولد حنتمة أم عمر بن الخطاب؛ ولا عقب لهاشم، ولا للفاكه، ولا لعبد الله. وكان للفاكه ابن اسمه أبو قيس، قتل يوم بدر كافراً. وكان لعبد الله بن المغيرة ابنان: عثمان، أسر يوم بدر كافراً؛ ونوفل، قتل يوم الخندق كافراً. فولد هشام بن المغيرة: أبو جهل، اسمه عمرو، وكنيته أبو الحكم، وأبو جهل لقب؛ والحارث، أسلم وحسن إسلامه؛ والعاصي، قتله عمر يوم بدر كافراً؛ وخالد ومعبد، أسر يوم بدر؛ وسلمة، استشهد يوم أجنادين؛ مات خالد كافراً؛ وأسلم سلمة وحسن إسلامه، واستشهد -رحمه الله- هو وابنه عمرو بن عكرمة يوم اليرموك، وقيل: يوم أجنادين؛ وزرارة بن أبي جعل، قتل باليمن؛ وتممي بن أبي جهل: أمهما بنت عمير بن معبد بن زرارة التميمي؛ وعلقمة بن أبي جهل؛ أمه بنت الحارث بن الربيع بن زياد العبسي. وقد انقرض عقب أبي جهل. وولد أيضاً أبو جهل الحنفاء، أراد علي أن يتزوجها، فكره ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتزوجها عتاب ابن أسيد.
وولد الحارث بن هشام: عبد الرحمن، من فضلاء التابعين: أمه فاطمة بنت الوليد بن المغيرة، لا عقب للحارث من غيره. فولد عبد الرحمن: أبو بكر بن عبد الرحمن، أحد فقهاء المدينة السبعة؛ وعمر؛ وعثمان؛ ومحمد؛ وعكرمة؛ وخالد: أمهم فاختة بنت عتبة بن سهيل بن عمرو: والوليد؛ وأبو سعيد؛ وهشام؛ وسلمة؛ وعبيد الله، وعياش؛ والمغيرة؛ وعوف؛ كانت أم عياش أم الحسن بنت الزبير بن العوام؛ وكانت أم المغيرة سعدى بنت عوف بن خارجة ابن سنان بن أبي حارثة المري؛ وأصيبت عين المغيرة مع مسلمة على القسطنطينية وخمس عشرة بنتاً. فولد أبو بكر: عبد الملك؛ والحارث، روى عنهما الحديث؛ أمهما سارة بنت هشام بن المغيرة بن الحارث؛ وعبد الله: أمه أيضاً سارة المذكورة؛ وعمر؛ وهشام بن عبد الملك بن عكرمة بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، ولي قضاء المدينة للرشيد، وكان عكرمة بن عبد الرحمن تزوج بنت عمر بن عبيد الله بن معمر.
وولد عمر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام: عتبة، ومحمد؛ كان عتبة ساكناً بواسط؛ وكان أثيراً عند الحجاج؛ وتزوج عبد الملك بن الحجاج أم عمرو بنت محمد بن عمر المذكور، فولدت له؛ ثم خلف عليها بعده معاوية بن هشام بن عبد الملك بن مروان. ومنهم: عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكر بن عبد الله بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، سكن هو وأبوه البصرة؛ وولي عبد الرحمن المذكور قضاء البصرة لمحمد بن سليمان، ولم يزل يستعفى، ويستعفى له أبوه، حتى عزل بعد أربعة أشهر؛ وهو أول قاض حنفي ولي قضاء البصرة، وكان من تلاميذ زفر بن الهذيل. ولولد الحارث عقب كثير.
وولد العاصي بن هشام: خالد، وهشام، والحارث. فولد خالد: الحارث بن خالد الشاعر، ولي مكة ليزيد بن معاوية؛ وكان ممن يحاصر ابن الزبير مع الحجاج على جهة منى؛ وأخوه المحدث عكرمة بن خالد، وولد الحارث بن خالد: عبد الرحمن بن الحارث؛ فولد عبد الرحمن: حفصة، تزوجها صالح بن علي ابن عبد الله بن العباس. ومن ولد هشام بن العاصي: خالد بن سلمة بن هشام ابن العاي، قتل مع ابن هبيرة؛ والأوقص بن محمد بن عبد الرحمن بن هشام ابن يحيى بن هشام بن العاصي، قاضي مكة للمهدي. وولد أبي حذيفة، واسمه مهشم: هشام بن أبي حذيفة، من مهاجرة الحبشة؛ وأبو أمية بن أبي حذيفة، قتل يوم أحد كافراً. وولد أبي أمية بن المغيرة، واسمه حذيفة: أم سلمة أم المؤمنين، واسمها هند؛ وإخوتها زهير؛ ومسعود، قتل يوم بدر كافراً؛ والمهاجر، وكان اسمه الوليد، فسماه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المهاجر؛ وأبو ربيعة؛ وهشام، قتل يوم أحد كافراً؛ وعبد الله، أسلم؛ وأبو عبيدة؛ وقريبة، وهي أم عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق. فولد عبد الله بن أبي أمية: عبد الله بن عبد الله، روى عنه الحديث. فولد عبد الله بن عبد الله بن أبي أمية: محمد، والمصعب: أمهما زينب بنت المصعب بن عمير، صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ولهما عقب؛ وموسى بن عبد الله بن عبد الله. وولد زهير بن أبي أمية؛ معبد بن زهير، قتل يوم الجمل. وولد أبي ربيعة، واسمه عمرو: عبد الله، كان اسمه بجير، فسماه النبي -صلى الله عليه وسلم- عبد الله، وولاه عمر اليمن؛ وعياش، من المهاجرين الأولين: فولد عبد الله بن أبي ربيعة: عبد الرحمن: أمه ليلى بنت عطارد ابن حاجب بن زرارة؛ وكان سيداً، وخلف على أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق؛ فولدت له عثمان، وموسى، وإبراهيم وله عقب كثير؛ منهم: موسى بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي ربيعة، محدث؛ وابن عمه لحاً إبراهيم بن موسى ابن عبد الرحمن؛ والحارث بن عبد الله المعروف بالقباع: أمه سجا الحبشية، ماتت نصرانية، وقد ولي البصرة؛ وعمر بن عبد الله الشاعر الماجن؛ أمه أم ولد اسمها مجد؛ وإبراهيم؛ فكان لعمر ابن اسمه جوان، ولي الصدقات بالحجاز؛ وكان لجوان بن عمر ابن اسمه غني؛ وقد انقرض عقب عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة؛ وإسماعيل بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي ربيعة؛ وكان من ولد عياش بن أبي ربيعة: عبد العزيز بن عبد الله بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، لا عقب له؛ وابن عمه لحاً المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، صاحب مالك بن أنس؛ وابنه عياش بن المغيرة؛ وكان للمغيرة بن عبد الرحمن أخ اسمه عبد الله، يكنى أبا سلمة، خرج مع محمد ابن عبد الله بن الحسن، فقتله المنصور صبراً؛ وأمه وأم أخيه المغيرة: قريبة بنت محمد بن عمر بن أبي سلمة بن عبد الأسد المخزومي، حلف عبد الرحمن ابن الحارث بن عبد الله بطلاقها ثلاثاً إن تزوجها؛ ثم سأل بالمدينة؛ فأفتى أن لا شيء عليه في ذلك ولا يلزمه طلاقها؛ فتزوجها؛ فولدت له أبا سلمة، والمغيرة المذكور. وقد انقرض جميع عقب عياش بن أبي ربيعة.
وولد الوليد بن المغيرة: خالد، سيف الله؛ وعمارة؛ وأبو قيس، قتل يوم بدر كافراً؛ وهشام، وأسلم يوم الفتح؛ وعبد شمس؛ والوليد، هاجر قبل الفتح؛ فولد خالد بن الوليد: المهاجر؛ وعبد الرحمن، ولي الجزيرة، وشهد صفين مع معاوية؛ وعبد الله، قتل بالعراق: أمهم بنت أنس بن مدرك الخثعمي؛ وسليمان وبه كان يكنى. فولد عبد الرحمن بن خالد: المهاجر؛ وولد المهاجر: خالد، روى عنه الزهري. وكثر ولد خالد بن الوليد حتى بلغوا نحو أربعين رجلاً، وكانوا كلهم بالشام؛ ثم انقرضوا كلهم في طاعون وقع؛ فلم يبق لأحد منهم عقب. وولد عمارة بن الوليد: الوليد، قتل مع عمه خالد بالبطاح؛ وأبو عبيدة، قتل مع عمه خالد بأجنادين. وولد هشام بن الوليد بن المغيرة: إسماعيل بن هشام؛ فولد إسماعيل بن هشام: هشام بن إسماعيل؛ فولد هشام بن إسماعيل؛ أم هاشم بنت هشام، ولدت هشام بن عبد الملك أمير المؤمنين؛ وولد أيضاً إبراهيم بن هشام، ومحمد بن هشام، وليا مكة والمدينة، وولي أبوهما المدينة؛ وخالد بن هشام، قتله مروان بن محمد صبراً.
وولد الوليد بن الوليد بن المغيرة: عبد الله، وكان اسمه الوليد، فسماه رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله؛ فولد عبد الله: سلمة؛ فولد سلمة بن عبد الله؛ يعقوب؛ وأيوب، وأيوب هذا ورث آخر من بقي من ولد خالد بن الوليد؛ وكان لأيوب هذا أربعة عشر ولداً، منهم واحد قريب منه في السن، أراه إسماعيل بن أيوب؛ ولذلك الابن أربعة عشر ولداً، أسنانهم مقاربة لأسنان أعمامهم؛ فكان أيوب وابنه الأكبر يوماً قاعدين في قصر لهما؛ فجري بينهما كلام؛ فقام أيوب، فأخذ بحلية ابنه؛ فوثب إليه أحد أولاد ابنه، فقال له: "أيها الشيخ! اكفف يدك قبل أن تكف!" فوثب أحد أولاد أيوب، فانتصر لأبيه؛ فتواثب أولاد أيوب وأولاد ولده، حتى أخذوا الخشب؛ فتقاتلوا حتى قتل بعضهم بعضاً، وفني جميعهم، حاشا أيوب وابنه الأكبر. منهم: أبو سلمة يحيى بن المغيرة ابن إسماعيل بن أيوب بن سلمة المذكور، محدث. وولد يعقوب بن سلمة: إبراهيم: فولد إبراهيم: إسحاق؛ فولد إسحاق: أم سلمة، زوجة أبي العباس السفاح، الغالبة عليه؛ وهي أم محمد بن السفاح؛ هكذا ذكر بعض النسابين، والأصح أنها بنت يعقوب بن سلمة نفسه. وأم أم سلمة هذه: هند بنت عبد الله ابن جبار، بن سلمى، نزال المضيق، بن مالك بن جعفر بن كلاب.
وأما عبد شمس بن المغيرة، فمن ولده: الجواد المعروف بالأزرق، وهو عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الوليد بن عبد شمس بن المغيرة. وولد حفص بن المغيرة: أبو عمرو بن حفص، وهو زوج فاطمة بنت قيس، له صحبة؛ وقيل إن اسمه أحمد: فولد أبو عمرو هذا: عبد الله. أول من خلع يزيد ابن معاوية، وقتل يوم الحرة. ومن ولده: أبو المغيرة محمد بن عيسى بن محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن عبد الحميد بن عبد الله بن أبي عمرو بن حفص بن المغيرة. ولي مكة للمعتمد، ووليها أيضاً أبوه للمعتز؛ وكان يسكن سر من رأى. وبنو طرف، الذين ولوا بعض جهات اليمن، هم موالي عيسى بن محمد والد أبي المغيرة: وكان "طرف" مولى عيسى، وجد أبي المغيرة لأمه، وابنه الحسن بن طرف خال أبي المغيرة. وأبو المغيرة هذا هو الذي حارب ابن عمه وابن عمته وزوج أخته على إمارة مكة، وهو أبو عيسى محمد بن يحيى بن محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن عبد الوهاب بن عبد الله بن أبي عمرو بن حفص بن المغيرة. وكان المعتمد قد ولى أبا عيسى هذا مكة؛ ثم عزلة بأبي المغيرة المذكور؛ فتحاربا؛ فقتل أبو عيسى، ودخل أبو المغيرة مكة، ورأس أبي عيسى بين يديه.
ومن ولد خالد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم: العطاف بن خالد بن عبد الله ابن عثمان بن العاصي بن وابصة بن خالد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، محدث ضعيف. وولد عثمان بن عبد الله بن عمر بن مخزوم: عمرو؛ فولد عمرو: حريث؛ فولد حريث: سعيد، وعمر: ولهما صحبة؛ فأما سعيد، فهو الذي قتل ابن خطل؛ وكان إسلامه يوم الفتح؛ وأما عمرو، فقيل إنه كان له إذ مات رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اثنا عشر عاماً؛ وقيل: بل ولد يوم بدر؛ وسكن الكوفة، وكانت له بها منزلة وأموال عريضة، وله بها عقب؛ منهم: جعفر ابن عون بن عمرو بن عمرو بن حريث، محدث ثقة؛ وخلف بن حفص بن عمرو بن عمرو بن حريث.
مضى الكلام في بني مخزوم بن يقظة بن مرة. وتم بنو مرة بن كعب.