وبهم تم الكلام في خندف، وهم بنو الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.
أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الهمداني، قال: نا إبراهيم بن أحمد البلخي. نا محمد بن يوسف الفربري: نا محمد بن إسماعيل البخاري: نا أبو اليمان، هو الحكم بن نافع: نا شعيب، هو ابن أبي حمزة، عن الزهري: سمعت سعيد بن المسيب قال: قال أبو هريرة: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ "رأيت عمرو بن عامر بن لحي يجر قصبه في النار. وكان أول من سيب السوائب".
حدثنا عباد بن أحمد: نا عبد الله بن إبراهيم: نا أبو زيد بن المروزي: نا البخاري: نا إسحاق بن إبراهيم، هو ابن راهويه: نا يحيى بن آدم: نا إسرائيل، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "عمرو بن حلي بن قمعة بن خندف أبو خزاعة".
قال علي: ليس هذا مخالفاً لما قبله، إذ قد ينسبه إلى والد جده نسبة إضافة كما قال -عليه السلام-:
أنا النبـي لا كـذب |
|
أنا ابن عبد المطلب |
حدثنا عبد الله بن يوسف بن نامي: حدثان أحمد بن فتح المعافري: نا عبد الوهاب بن عيسى بن ماهان: نا محمد بن عيسى بن عمر الجلودي: نا إبراهيم بن محمد بن سفيان: نا مسلم بن الحجاج: نا زهير بن حرب: نا جرير، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "رأيت عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف، أبا بني كعب هؤلاء، يجر قصبه في النار".
حدثنا أحمد بن عمر بن أنس العدوي: نا أبو ذر عبد بن أحمد الهروي الأنصاري: نا علي بن عمر الدارقطني: نا الحسين بن إسماعيل القاضي المحاملي الضبي: نا سعيد بن يحيى الأموي: نا أبي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "عرضت علي النار، فرأيت فيها عمرو بن لحي بن قمعة بن خندف يجر قصبه في النار. وهو أول من غير دين إبراهيم عليه السلام، وأشبه من رأيت به أكثم بن أبي الجون". فقال أكثم: "أيضرني شبهه يا رسول الله؟": قال: "لا، لأنه كافر، وأنت مسلم".
حدثنا عبد الله بن ربيع التميمي: نا محمد بن أحمد بن أحمد بن مفرج: نا سعيد ابن السكن: نا الفربري: نا مسدد: نا يحيى، هو ابن سعيد القطان، عن يزيد بن أبي عبيد: نا سلمة بن الأكوع، قال: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على قوم من أسلم يتناضلون بالسوق؛ قال: "ارموا، يا بني إسماعيل؛ فإن أباكم كان رامياً". قال علي: أما الحديث الأول، والثالث، والرابع، ففي غاية الصحة والثبات؛ وأما الثاني، ففيه إسرائيل، ولكن الأحاديث الثلاثة حجة قاطعة وكفاية، ولا يجوز تعدى القول بما فيها. فخزاعة من ولد قمعة بن الياس بن مضر بلا شك، وليس لأحد مع مثل هذا كلام. وأسلم إخوة خزاعة بلا شك عند أحد من النسابين.
قال علي: فولد قمعة بن الياس: عامر بن قمعة. فولد عامر بن قمعة أفصى، وربيعة، وهو لحي، ابنا عامر بن قمعة، فولد لحي: عامر بن لحي. فولد عامر ابن لحي: عمرو بن عامر بن لحي، وهو عمرو بن لحي نسب إلى جده؛ وهو أول من غير دين إسماعيل -عليه السلام- ودعا العرب إلى عبادة الأوثان. فولد عمرو بن عامر بن لحي: كعب، بطن، ومليح، بطن؛ وعوف، بطن، أمهم أسدية؛ وعدي، بطن: أمه أيضاً أسدية؛ وسعد: أمه أم خارجة البجلية، التي يقال لها: "أسرع من نكاح أم خارجة".
ولد كعب بن عمرو: سلول، بطن؛ وسعد، بطن؛ ومازن، بطن؛ أمهم بنت لؤي بن غالب؛ وحبشية؛ أمه من بني جشم بن معاوية بن بكر.
بنو سلول بن كعب بن عمرو بن عامر بن لحي بن قمعة بن الياس ولد سلول بن كعب: حبشية، والحرمز، وعدي. فولد حبشية بن سلول: قمير، بطن؛ وحليل، بطن، وهو الذي كان حاجب الكعبة، وتزوج قصي بن كلاب ابنته حبي بنت حليل؛ وضاطر، بطن؛ وكليب، بطن. فولد قمير ابن سلول: عبد الله، وعبد مناف، وعبد العزى، منهم: بشر بن صفوان بن عمرو بن عويمر بن صرمة بن عبد الله بن قمير، كتب إليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يدعوه إلى الإسلام؛ وعمرو بن خالد بن عمرو بن عويمر بن صرمة بن عبد الله بن قمير، كان حلف في الجاهلية أن لا ؟؟؟؟ إلا وطلب به؛ وذؤيب بن حلحلة بن عمرو بن كليب بن أصرم بن عبد الله بن قمير، له صحبة، وكان على بدن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ وابنه قبيصة بن ذؤيب الفقيه، صاحب عبد الملك بن مروان؛ ومالك بن الهيثم بن عوف بن وهب ابن عميرة بن عمير بن هاجر بن عبد العزى بن قمير، أحد نقباء بني العباس؛ وبنوه: نصر، وحمزة، وعبد الله: ولي حمزة وعبد الله الشرطة. وأحمد بن نصر ابن مالك الفقيه، الذي قتله الواثق في المحنة.
مضى بنو قمير بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن عامر بن لحي ابن قمعة.
بنو ضاطر بن حبشية بن سلول منهم: طلحة بن عبد الله بن كريز بن جابر بن ربيعة بن هلال بن عبد مناف بن ضاطر، وهو غير طلحة الطلحات.
بنو حليل بن حبشية بن سلول ولد حليل بن حبشية: أبو غبشان، واسمه المحترض؛ باع الكعبة بزق خمر من قصي بن كلاب؛ وهلال؛ وعامر؛ وعبدنهم. كان لبني أبي غبشان عدد عظيم وأحياء جمة. ومن بني عبدنهم كان كرز بن علقمة بن هلال بن جريبة بن عبدنهم بن حليل، الذي قفا أثر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى انتهى إلى الغار: فرأى عليه نسج العنكبوت وعش الحمامة ببيضها؛ فقال: "ها هنا انقطع الأثر؛ فإما غاص في الأرض، أو ارتفع إلى السماء، فانصرفوا!". وهو الذي وضع معالم الحرم في زمن معاوية، والقيافة إلى اليوم باقية في ولده بالحجاز، ويعرفون بذلك.
مضى بنو حليل بن حبشية.
بنو أخيهم كليب بن حبشية منهم: خراش بن أمية بن ربيعة بن الفضل بن عفيف بن كليب بن حبشية، حليف بني مخزوم.
مضى بنو حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن عامر بن لحي.
بنو عدي بن سلول بن كعب بن عمرو بن عامر بن لحي ولد عدي بن سلول: حبتر، بطن؛ وهينة، بطن. من بني هبنة بن عدي: أبو قصاف حراب بن عمرو بن عامر بن صبرة بن هينة، الذي أصاب سهمه الوليد بن المغيرة المخزومي. ولبني حبتر أيضاً عدد جم.
بنو أخيه حبشية بن كعب بن عمرو بن عامر بن لحي ولد حبشية بن كعب بن عمرو بن عامر بن لحي: حرام، بطن؛ وغاضرة، بطن. فمن بني غاشرة: عمران بن الحصين بن عبيد بن خلف بن عبدنهم بن خزيمة بن جهمة بن غاضرة بن حبشية بن كعب، صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ ومن ولده: نجيد بن عمران؛ ومحمد بن عمران؛ ويعقوب بن عبد الله بن نجيد بن عمران بن الحصين، محدث؛ وخالد بن طليق بن محمد بن عمران بن الحين، قاضي البصرة؛ وسعد بن سارية بن مرة بن عمران بن رباح بن سالم بن غاضرة بن حبشية بن كعب، ولي شرطة علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- ثم ولاه أذربيجان؛ وسليمان بن صرد بن الجون بن أبي الجون عبد العزى بن منقذ بن ربيعة بن أصرم بن ضبيس بن حرام بن حبشية بن كعب، له صحبة، وكان من شيعة علي؛ قتل يوم عين الوردة، وهو رئيس التوابين يومئذ. ومنهم: حبيش، وهو الأشعر، بن خالد بن خليف بن منقذ بن ربيعة بن أصرم، قتل يوم فتح مكة؛ وعاتكة بنت خليف بن قنفذ بن أصرم بن حبشية بن كعب، وهي أم معبد، صاحبة الخيمتين.
مضى بنو حبشية بن كعب بن عمرو.
منهم: عمرو بن الجموح بن الكاهن بن حبيب بن عمرو بن القين بن رزاح بن عمرو بن سعد بن كعب بن عمرو بن لحي، له صحبة: كان ممن أجلب على عثمان رضي الله عنه، وكان من شيعة علي رضي الله عنه، قتل أيام معاوية رحمهما الله؛ ورأسه أول رأس مسلم حمل في الإسلام من بلد إلى بلد.
مضى بنو كعب بن عمرو بن عامر بن لحي بن قمعة بن الياس، وهم جمهور خزاعة.
منهم: طلحة الطلحات بن عبد الله بن خلف بن سعد بن عامر بن بياضة ابن سبيع بن جعثمة بن سعد بن مليح بن عمرو بن عامر بن لحي؛ قتل أبوه مع أم المؤمنين -رضي الله عنهما- يوم الجمل؛ والشاعر كثير بن عبد الرحمن ابن الأسود بن عامر بن عويمر بن مخلد بن سبيع بن جعثمة. ويقال إن بني مليح هؤلاء من ولد الصلت بن مالك بن النضر بن كنانة، أخي فهر بن مالك؛ ولذلك كان كثير ينتمي إلى قريش.
مضى بنو مليح بن عمرو بن عامر بن لحي.
منهم: بديل بن ورقاء بن عبد العزى بن ربيعة بن جزي بن عامر بن عبد بن مازن بن عدي بن عمرو بن لحي، وكان أدهى العرب؛ وابنه عبد الله، قتل يوم صفين مع علي؛ ونافع بن بديل أخوه، له صحبة، قتل يوم بئر معونة؛ وأخوهما أبو عمرو بن بديل، كان من المصريين الذين حصروا عثمان -رضي الله عنه-؛ والحسيمان بن عبد عمرو بن ضبيعة بن عمرو بن زمان بن عدي بن عمرو بن عامر بن لحي، الذي أتى بقتل كفار قريش يوم بدر إلى مكة، ثم أسلم بعد ذلك.
مضى بنو عدي بن عمرو بن عامر بن لحي.
ولد سعد بن عمرو: الحياء، والمصطلق: اسم الحياء عامر، واسم المصطلق جذيمة. منهم: أم المؤمنين جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار، واسمه حبيب، ابن الحارث بن عائد بن مالك بن جذيمة؛ وأخوها عمرو بن الحارث، له صحبة.
ولد عوف بن عمرو بن عامر بن لحي: نصر، بطن؛ وجفنة، وهم عباد بالحيرة. فمن بني نصر: علقمة بن الفغواء، صاحب رسول الله، صلى الله عليه وسلم.
مضى بنو عمرو بن عامر بن لحي، وهو ربيعة بن عامر بن قمعة بن الياس ابن مضر. ولا يعلم لجده لحي عقب من غيره.
وهو أخو لحي بن عامر بن قمعة بن الياس، ولد أفصى بن عامر: أسلم، بطن؛ ودارهم بالأندلس: ألش وأعمالها وما حواليها؛ منهم بنو الشيخ وغيرهم؛ ومالك بن أفصى؛ وملكان بن أفصى؛ وهؤلاء الثلاثة ممن تخزع، فهم مع خزاعة؛ وامرؤ القيس؛ وجهارة؛ وعدي؛ وعمرو؛ والحريش؛ وخطاب؛ ولائذ؛ وخثم؛ وخثيم؛ وسوادة؛ هؤلاء ينتمون إلى غسان.
بنو أسلم بن أفصى بن عامر ولد أسلم بن أفصى: سلامان بن أسلم، بطن؛ وهوازن بن أسلم، بطن؛ منهم: مالك والنعمان ابنا خلف بن عوف بن دارم بن عد بن وائلة بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم، كانا طليعتين للنبي -صلى الله عليه وسلم- يوم أحد، قتلا فدفنا في قبر واحد؛ وبريدة بن الحصيب الأسلمي، وهو بريدة بن الحصيب بن عبد الله بن الحارث بن الأعرج بن سعد بن رزاح بن عدي بن سهم بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم؛ وابناه: عبد الله، وسليمان، لهما عقب بمرو وعدد؛ ولدا في يوم واحد توأمين، وماتا في يوم واحد؛ ولعبد الله بنون: سهل، وأوس، وصخر؛ ومنهم: مالك بن جبير بن حبال بن ربيعة، شعد الحديبية؛ وجرهد الأسلمي، وهو من بني رزاح بن عدي بن سهم؛ وسلمة بن الأكوع، واسم الأكوع سنان، بن عبد الله بن قشير بن خزيمة بن مالك بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم؛ وأخواه أهبان بن الأكوع، وعامر بن الأكوع، لهم كلهم صحبة وتقدم؛ وابنه سنان بن سلمة، ولد زمان النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ وعقبة، وإياس، ومحمد، ويزيد: بنو سلمة بن الأكوع. ومن ولده: عبد العزيز بن عقبة بن سلمة بن الأكوع، محدث؛ والشاعران دعبل بن علي بن رزين، وابن عمه لحاً أبو الشيص، وهو لقب وكنيته أبو جعفر، واسمه محمد بن علي بن عبد الله بن رزين بن سلمان بن تميم ابن بهز بن حراس بن خلف بن عبد بن دعبل بن أنس بن مالك بن خزيمة ابن مالك بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم؛ ولد عبل بن أخ شاعر اسمه علي بن رزين؛ والقائد محمد بن الأشعث بن عقبة بن أهبان مكلم الذئب ابن عباد بن ربيعة بن كعب بن أمية بن يقظة بن خزيمة بن مالك بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم، كانت له ولآله آثار عظيمة في دعوة بني العباس؛ وبنوه: جعفر بن محمد، وعبد الله بن محمد، وغيرهما؛ وهزال بن ذئاب بن يزيد بن كليب بن عامر بن خزيمة بن مالك بن مازن بن الحارث بن سلامان بن أسلم؛ وابنه نعيم بن هزال، له صحبة، وهو الذي جاء فيه الأثر: "يا هزال لو سترته بردائك!"؛ وزرعة بن عامر بن مازن بن ثعلبة، من بني هوازن بن أسلم، أول من قتل من المسلمين يوم أحد؛ وأبو حدرد، واسمه سلامة بن عمير ابن أبي سلامة بن سعد بن مساب بن الحارث بن عبس بن هوازن بن أسلم؛ وابنه عبد الله بن أبي حدرد، صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ وابنه القعقاع بن عبد الله، له أيضاً صحبة؛ وأم الدرداء خيرة بنت أبي حدرد المذكور، صاحبة فاضلة عالمة -رضي الله عنها- وهي أم الدرداء الكبرى؛ وعبد الله بن أبي أوفى، واسمه علقمة بن خالد بن الحارث بن أبي أسيد، له صحبة، آخر الصحابة موتاً بالكوفة.
مضى بنو أسلم بن أفصى بن عامر بن قمعة بن الياس بن مضر بنو ملكان بن أفصى بن عامر بن قمعة وهم مع خزاعة. منهم: الحارث، وهو غبشان بن عبد عمرو بن بوي بن ملكان بن أفصى. وقد حجب البيت منهم ذو الشمالين، واسمه عميرة بن عبد عمرو بن غبشان بن عبد عمرو بن بوي بن ملكان بن أفصى، بدري، حليف لبني زهرة، قتل يوم بدر؛ وسباع بن عبد عمرو بن ثعلبة بن عمرو بن غبشان، قتله حمزة بن عبد المطلب؛ ومالك بن الطلاطلة بن عمرو بن غبشان، كان من المستهزئين؛ ونافع بن الحارث بن حبالة بن عمير بن الحارث، وهو غبشان، ولي مكة لعمر بن الخطاب، ومن ولده: المحدث الخزاعي بمكة، وهو إسحاق بن أحمد بن إسحاق بن نافع بن أبي بكر بن يوسف بن عبد الله بن نافع بن الحارث ابن حبالة بن عمير بن الحارث بن غبشان.
مضى بنو ملكان بن أفصى.
منهم: أسماء بن حارثة بن سعيد بن عبد الله بن عتاب بن سعد بن عمرو ابن عامر بن ثعلبة بن مالك بن أفصى، له صحبة: وسليمان بن كثير بن أمية بن سعد بن عبد الله بن المؤتنف بن عمرو بن عامر بن ثعلبة بن مالك بن أفصى، رئيس دعاة بني العباس؛ وابنه محمد بن سليمان؛ ضرب أبو مسلم عنق سليمان وابنه هذا صبراً.
مضت خزاعة كلها.
مضى بنو قمعة بن الياس بن مضر بن نزار، وبهم تم الكلام في ختدف وفي أبيهم الياس بن مضر بن نزار.
ولد عمرو بن قيس عيلان: فهم؛ والحارث، وهو عدوان: أمهما جديلة بنت مر بن أد؛ فنسبوا إليها؛ وقيل: بل هي جديلة بنت مدركة بن الياس.
بنو فهم بن عمرو بن قيس عيلان ولد فهم بن عمرو: قين؛ وسعد؛ وعامر؛ وعائذ. منهم: تأبط شراً، واسمه ثابت بن جابر بن سفيان بن كعب بن حرب بن تيم بن سعد بن فهم.
بنو عدوان بن عمرو بن قيس عيلان بن مضر ولد عدوان بن عمرو: زيد؛ ويشكر؛ ودوس، يقال إنهم دوس التي في الأزد، رهط أبي هريرة رضي الله عنه. فمن ولد زيد بن عدوان: أبو سيارة، الذي كان يدفع بالناس في المواسم، وهو عميلة بن الأعزل بن خالد بن سعد بن الحارث بن وابش بن زيد بن عدوان. ومن بني وشقة بن عوف بن بكر من يشكر عدوان: يحيى بن يعمر القاضي بخراسان؛ وحاكم العرب، عامر بن الظرب بن عمرو بن عياذ بن يشكر بن عدوان؛ ولعامر بن الظرب إخوة، منهم: سعد، وعمرو، وصعصعة، وثعلبة؛ فولد سعد بن الظرب: عوف بن سعد؛ من ولده: القاضي العوفي، واسمه الحسين بن الحسن بن عطية بن جنادة؛ ومن بني ثعلبة بن الظرب: ذو الإصبع الشاعر، واسمه حرثان بن محرث. ومن بني وائلة بن عمرو بن ناج بن يشكر بن عدوان: أبو عبد الله الجدلي، وهو اسمة، وهو ابن عبد بن عبد الله بن أبي يعمر بن حبيب بن عائذ بن مالك بن وائلة بن عمرو؛ وبنو كبة الذين في ثقيف، هم من بني جئذمة بن رهم بن ناج بن يشكر بن عدوان؛ ومعبد بن خالد بن ربيعة بن مزين بن حارثة بن ناضرة بن عمرو بن سعد بن علي بن رهم بن ناج بن يشكر بن عدوان، كان ناسكاً من أهل الشأم؛ جعله عبد الملك بن مروان على قطع الميرة عن ابن الزبير وأهل مكة.
ودار عدوان وفهم على مقطع البرام بقرب مكة، على طريق نجد.
مضى بنو عدوان بن عمرو بن قيس بن مضر. ومضى بنو عمرو بن قيس عيلان بن مضر.
ولد سعد بن قيس عيلان: غطفان، وفيه البيت؛ ومنبه، وهو أعصر.
بنو أعصر بن سعد بن قيس عيلان وهم باهلة، وغني، ابنا الطفاوة ولد أعصر بن سعد بن قيس عيلان: مالك، وهم باهلة؛ وعمرو، وهم غني؛ وأمهما همدانية؛ وثعلبة، وعامر، ومعاوية: أمهم الطفاوة بنت جرم بن ربان وإليها ينسبون.
ولد مالك بن أعصر: سعد مناة، وأمه باهلة بنت صعب بن سعد العشيرة، من مذحج؛ ومعن بن مالك، خلف بعد أبيه على باهلة، فولدت له أولاداً، وحضنت سائر ولده من غيرها؛ فنسب جميعهم إلى باهلة. فولد معن بن مالك: أود بن معن، وجئاوة أمهما باهلة؛ وفراس، واسمه شيبان؛ وزيد؛ ووائل؛ والحارث؛ وحرب: أمهم بنت شمخ بن فزارة؛ وقتيبة؛ وقعنب: أمهما بنت عمرو بن تميم، حضنتهم كلهم باهلة، فكلهم ينسب إليها. فمن بني قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر: عمارة بن عبد العزى بن عامر بن عمرو بن ثعلبة بن عمرو بن قتيبة بن معن، وهو قاتل عبد الدار بن قصي؛ ومن ولده: حاتم بن النعمان بن عمرو بن جابر بن عمارة بن عبد العزى، كان سيداً بالجزيرة؛ وابنه عبد العزيز بن حاتم سيد أيضاً؛ والأحدب بن عمرو بن جابر بن عمارة بن عبد العزى، وهو الذي أخذ عفاق بن مري بن سلمة بن قشير بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة؛ فشواه، وأكله: فقال فيه الراجز:
إن عفاقاً أكلته باهـلـه |
|
تمششوا عظامه وكاهله |
وتركوا أم عفاق ثاكله |
|
|
ومنهم: الأصمعي العالم، هو عبد الملك بن قريب بن عبد الملك بن علي بن أصمع بن مظهر بن رياح بن عبد شمس بن أعيا بن سعد بن عبد "بن" غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر؛ وكان الأصمعي يقول: "لست من باهلة، لأن قتيبة بن معن لم تلده باهلة قط". أدرك أصمع النبي -صلى الله عليه وسلم- وكذلك أبوه مظهر، وأسلما جميعاً؛ وقبر مظهر بكاظمة بقرب البحر. ومن ولد وائل بن معن بن مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان، صاحب خراسان، ذو الآثار المشهورة، قتيبة بن مسلم بن عمرو بن الحصين بن ربيعة بن خالد "بن" أسيد الخير بن قضاعي بن هلال بن سلامة بن ثعلبة بن وائل بن معن بن مالك بن أعصر؛ وبنوه سلم، والحجاج، وقطن، وغيرهم؛ ولهم بقية ضخمة بالبصرة، ومنهم: أبو الأحوص سعيد بن أحمد بن سعيد بن سلم بن قتيبة، ثار بالبطائح أيام المعتمد، فقتل وصلب؛ وإبراهيم وعلي ابنا سمل بن قتيبة، ولي إبراهيم هذا اليمن للهادي؛ وسعيد بن سلم، ولي الولايات للمنصور والمهدي؛ والفضل وعمرو ابنا سعيد بن سلم؛ ومحمد بن المثنى بن الحجاج بن قتيبة بن مسلم، كان مغنياً، وكان من قواد طلحة بن طاهر بن الحسين بخراسان، وكان منهم بجيان: بنو عبد الخالق بن محمد بن أحمد "قاضي" ابن الوليد "قاضي" بن عبد الخالق "قاضي" بن عبد الجبار بن قيس بن عبد الله بن عبد الرحمن بن قتيبة بن مسلم، وبطليطلة ووادي الحجارة قوم ينتمون إلى قتيبة بن مسلم؛ وحكيم بن عبد الكريم بن مسلم بن عمرو بن مسلم، أخي قتيبة بن مسلم؛ ويزيد بن مسلم بن عمرو بن مسلم، كان على شرطة سلم بن قتيبة بن مسلم؛ الفاتك المشهور، وهو المنتشر بن وهب بن عجلان بن سلامة بن كراثة -ابن هلال بن سلامة بن ثعلبة بن وائل بن معبن بن مالك، قتلته بنو حارث بن كعب؛ فرثاه أعشى باهلة بالقصيدة التي أولها:
إني أتتني لسان لا أسر بها |
وهي مشهورة؛ ومالك بن أدهم بن محرز بن أسيد بن أخشن بن رياح بن أبي خالد بن ربيعة بن زيد بن عمرو بن سلامة بن ثعلبة بن وائل بن معن بن مالك كان من أصحاب جعفر المنصور، وبلغ مائة سنة؛ وأبوه من قواد الحجاج؛ وجده محرز أحد المهاجرين إلى الشام في أول فتحها، حمصي الدار. ومنهم: أبو أمامة الصدي بن عجلان، له صحبة ورواية، وهو من بني سهم بن عمرو ابن ثعلبة بن غنم بن قتيبة بن معن بن مالك بن أعصر؛ ولا يصل نسب أبي أمامة بأكثر. ومنهم: الهرماس بن زياد، له صحبة؛ وسلمان بن ربيعة، من كبار التابعين، كوفي، وله الفتوح بأذربيجان؛ ولي قضاء الكوفة.
مضت بنو باهلة، وهم بنو مالك بن أعصر بن سعد بن قيس عيلان بن مضر.
بنو عمرو بن أعصر وهم غني منهم: بهثة بن غنم بن عمرو بن أعصر، وهم بالجزيرة والكوفة. ومنهم: مرثد بن أبي مرثد، واسم أبي مرثد كناز بن حصن بن يربوع بن طريف بن خرشة بن عبيدة بن سعد بن عوف بن كعب بن مالك بن جلان بن غنم بن عمرو، وهو غني، ابن أعصر بن سعد، من المهاجرين الأولين؛ هو وأبوه حليفان لحمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنهم-؛ قتل مرثد في أيام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الرجيع؛ وعاش أبو مرثد إلى أيام عثمان -رضي الله عنه؛ ورياح بن الأشل، وهو من بني هلال بن عبيد بن سعد بن عوف بن كعب بن مالك بن جلان بن غنم بن عمرو، وهو غني؛ وابن أخيه ثعلبة، قاتل شأس بن زهير بن جذيمة العبسي؛ وقد قيل إن رياح بن الأشل هو قاتل شأس، وإنه من ولد رفاعة بن عبيد أخي هلال بن عبيد؛ وعلي بن الغدير بن مضرس بن قيس بن حجوان بن مطعم بن كعب بن ثعلبة بن سعد بن عوف بن كعب، الشاعر القائل:
فمن مبلغ قيس بن عيلان كلهـا |
|
بما حاز منها أرض نجد وشامها |
فلا تهلكنكم فتنة كل أهـلـهـا |
|
كحيران في طخياء داج ظلامها |
وخلوا قريشاً تقتتل إن ملكـهـا |
|
لها وعليها برهـا وأثـامـهـا |
فإن وسعت أحلامها وسعت لهـا |
|
وإن عجزت لم تدم إلا كلامهـا |
وإن قريشاً مهلك من أطاعـهـا |
|
تنافس دنيا قد أحم انصرامـهـا |
ومرداس بن خويلد بن واقد بن رياح بن يربوع بن ثعلبة بن سعد بن عوف ابن كعب، وفد إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ومنهم: سرحان بن معتب ابن الأجب بن الغوث بن الأجب بن الغوث بن العتريف بن سعد بن عوف بن كعب "بن مالك" بن جلان، الذي ضرب به المثل فقيل: "وقع العشاء به على سرحان"؛ وعصيمة بن وهب، من بني زبان بن كعب، الذي أسر معبد ابن زرارة يوم رحرحان: وربيعة بن المخارق بن جأوان بن خويلد بن حرثان بن جابر بن مالك بن عامر بن عبس بن جعدة بن عمرو بن أعصر.
مضت غني بن أعصر بن سعد؛ ولهم ظاعنة ضخمة بطفوف الشأم. ومضى أعصر بن سعد بن قيس عيلان بن مضر.
ولد غطفان: ريث؛ وعبد العزى، بدل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اسمه، فسماه عبد الله، فهم بنو عبد الله بن غطفان، منهم: عقبة بن وهب بن كلدة بن الجعد بن هلال بن الحارث بن عمرو بن عدي بن جشم بن عوف بن بهثة بن عبد الله بن غطفان، أحد السبعين الذي بايعوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة العقبة، وهاجر إلى مكة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم هاجر إلى المدينة؛ كان حليفاً لبني الحبلى، وهم بنو سالم بن غنم، من بني عوف بن الخزرج من الأنصار؛ ومنهم: ضرار بن عمرو، المتكلم، أحد شيوخ المعتزلة، وكانت فيه ثلاثة أعاجيب: كان معتزلياً كوفياً؛ وكان عربياً شعوبياً؛ وزوج ابنته من علج أسلم، وكان يختلف إليه، ومات وله تسعون سنة، بالدماميل؛ ومنهم: سالم بن دارة الشاعر. ومنهم كان بإشبيلية، بقرية قرشانة من الشرف: الطفيل بن العباس بن معاوية بن المضار بن المهلب بن معاوية بن الكوثر بن يزيد بن زهدم بن الأدهم بن مالك بن عبد الله بن غطفان.
مضى بنو عبد الله بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان.
بنو ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان ولد ريث بن غطفان: أهون، هم مع بني ثعلبة بن سعد؛ ومازن، وهم مع بني شمخ بن فزارة؛ وأشجع؛ وبغيض.
منهم: معقل بن سنان بن مظاهر بن عكري بن فتيان بن سبيع بن أشجع ابن ريث، له صحبة؛ وهو كان على المهاجرين يوم الحرة؛ قتله مسلم بن عقبة المري -لعنه الله- يومئذ صبراً؛ ففي ذلك يقول القائل:
وأصبحت الأنصار تبكي سراتها |
|
وأشجع تبكي معقل بن سنـان |
ومنهم: هذيل بن عبد الله بن سالم بن هلال بن الحراق بن زبينة بن عصيم ابن زبينة بن هلال بن عيش بن خلاوة بن سبيع بن أشجع الشاعر، الذي هجا ابن أبي ليلى وغيره من فقهاء الكوفة، ورجيلة بن عائذ بن مالك بن حبيب ابن نبيح بن ثعلبة بن قنفذ بن خلاوة بن سبيع بن أشجع، رئيس أشجع يوم الأحزاب؛ ونعيم بن مسعود بن عامر بن أنيف بن ثعلبة بن قنفذ بن خلاوة بن سبيع، له صحبة؛ وهو الذي شتت جموع الأحزاب -رضي الله عنه-؛ وعقبة بن حليس بن نصر بن دهمان بن بصار بن سبيع بن أشجع، جعلت على يديه الرهان يوم داحس والغبراء؛ والحارث بن حميل بن نشبه بن قرط بن مرة بن نصر بن دهمان بن بصار بن سبيع بن أشجع، بدري. ومنهم: نبيط بن شريط بن أنس بن مالك بن هلال، له صحبة؛ وابنه سلمة بن نبيط، تابعي.
مضت بنو أشجع بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان.
ولد بغيض بن ريث: أنمار، وعبس، وذبيان. فمن بني أنمار بن بغيض: فاطمة بنت الخرشب الأنمارية، التي ولدت الكملة من بني عبس. ومنهم: بنو صخر، بناحية قرمونة.
ولد عبس: قطيعة، ووزدة، والحارث، "وغالب"، وورقة. منهم: خالد بن برد، ولاه الوليد دمشق، وهو من بني يربوع بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس. ومن ولد ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة بن عبس: رواحة، وروح، وعبيد، بنو ربيعة بن مازن. فولد رواحة: جذيمة، وخلف، وعمرو، وعويمر، ولقبه عفير، وخالد، وحنظلة. فمن ولد جذيمة بن رواحة: زهير بن جذيمة، سيد بني عبس وجميع غطفان، وأسيد، وزنباع، وحذيم، وقيس، بنو جذيمة. فولد زهير بن جذيمة بن رواحة بن ربيعة بن مازن بن الحارث بن قطيعة ابن عبس: قيس، صاحب حرب داحس وغبراء؛ والحارث بن زهير، قتلته كلب يوم عراعر؛ وشأس بن زهير، قتله رياح بن الأشل بن غني؛ ومالك بن زهير، قتلته فزارة؛ وعوف بن زهير، قتلته أيضاً فزارة؛ وورقاء بن زهير؛ والحين، قتله رياح بن الأشل أيضاً؛ وخداش؛ وجرير؛ وكثير: أمهم تماضر بنت الشريد السلمية. فمن بني قيس بن زهير: المساور بن هند بن قيس ابن زهير الشاعر؛ وأسود بن حبيب بن جمانة بن قيس بن زهير، شهد مع علي جميع مشاهده؛ وولادة بنت العباس بن جزء بن الحارث بن زهير، أم الوليد وسلمان ابني عبد الملك بن مروان؛ وابن عمها القعقاع بن خليد بن جزء بن الحارث بن زهير، الذي نسبت إليه حيار بني القعقاع، مدينة بالشام لبني عبس؛ وأخوه الحصين بن خليد، كان سيداً بالشأم؛ وقرة بن حصين بن فضالة بن الحارث بن زهير، له صحبة، وبعثه -عليه السلام- إلى بني هلال بن عامر داعياً إلى الإسلام؛ فقتلوه -رحمه الله-؛ وسليط بن مالك بن زهير، أحد العشرة الذين قاموا مع خالد بن سنان في إطفاء النار. وكان قبل الإسلام حرب بالبادية بين بني مالك بن زهير وبين قيس بن زهير. ومن بني زنباع بن جذيمة: مروان القرظ بن زنباع بن جذيمة بن رواحة؛ وابنه الحكم بن مروان؛ وكان مروان يغير على أهل القرظ؛ فنسب إلى ذلك. ومن بني حذيم بن جذيمة بن رواحة: شريح بن أوفى بن يزيد بن زاهر بن جزء بن شيطان بن حذيم بن رواحة: شريح بن أوفى بن يزيد بن زاهر بن جزء بن شيطان بن حذيم بن جذيمة، قتل يوم النهروان، وفيه قيل:
اقتتلت همدان يوماً ورجل |
وابن عمه أبي بن عمارة بن مالك بن جزء بن شيطان، أدرك النبي -صلى الله عليه وسلم "وشرف وكرم وعظم ومجد".
ومضت عبس.
منهم: خزيمة بن نصر؛ وغطفان وسنان، ابنا أبي حارثة بن مرة بن نشبة ابن غيظ. فمن ولد غطفان بن أبي حارثة: الشاعر المشهور أرطاة بن سهية. وهي أمه؛ وأبوه اسمه زفر بن عبد الله بن مالك بن شداد بن غطفان المذكور. ومن بني سنان: هرم بن سنان، الذي مدحه زهير الشاعر؛ ويزيد؛ وخارجة. وفي ولد خارجة هذا بيت بني مرة بن عوف. ومنهم: الجنيد بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة، والي خراسان؛ وكان له عقب بإلبيرة، لهم رياسة ثم خملوا؛ وخريم الناعم، وهو ابن عمرو بن الحارث ابن خارجة؛ ومن ولد خريم هذا: أبو الهيذام القائم بالشأم، واسمه عامر بن عمارة. ومنهم: شبيب بن البرصاء الشاعر، وهو شبيب بن يزيد بن حمزة بن عوف بن أبي حارثة بن مرة، وأمه أمامة بنت الحارث بن عوف بن أبي حارثة، يقال إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خطبها، فقال أبوها: إن بها بياضاً، يريد البرص، ولم يكن بها شيء فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "لتكن كذلك!"؛ فبرصت؛ فلذلك سميت البرصاء، واسمها قرصافة؛ وأختها عمرة العوراء، هي أم عقيل بن علفة المذكور بعد هذا. ومنهم: الفاتك أبو الخريف عبيد بن شبة بن غيظ، وهو الذي علم الحارث بن ظالم الفتاكة.
ومن بني يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف: النابغة الذبياني الشاعر، وهو زياد بن معاوية بن ضباب بن جابر بن يربوع بن غيظ؛ وأخوه الحارث بن معاوية ابن ضباب؛ وللنابغة عقب بمصر. ومن ولد الحارث هذا: عقيل بن علفة بن الحارث بن معاوية، الذي خطب إليه عبد الملك بن مروان بعض بناته لبعض ولد عبد الملك؛ فقال له عقيل: "إن كان ولا بد، فجنبني هجناءك!"، وخطب إليه عثمان بن حيان، وهو أمير المدينة، إحدى بناته؛ فقال له: "أبكرة من إبلي أيها الملك!" فأمر بإخراجه على أسوأ أحواله؛ وهو القائل:
إن بني ضرجوني بـالـدم |
من يلق أبطال الرجال يكلم |
شنشنة أعرفها من أخـزم |
وتزوج أمير المؤمنين يزيد بن عبد الملك بن مروان ابنته الجرباء بنت عقيل، وهي ثيب من ابن عمها، فولدت له ابناً مات صغيراً؛ وتزوج عمرة بن عقيل سلمة بن عبد الله بن المغيرة المخزومي؛ فولدت له يعقوب بن سلمة، والد أم سلمة امرأة أبي العباس السفاح؛ وتزوج أم عمرو بنت عقيل يحيى بن الحكم بن أبي العاصي بن أمية؛ فمات عنها؛ فتزوجها أخوه خالد بن الحكم، ثم مات عنها؛ فتزوجها أخوهما الحارث بن الحكم. وكان لعقيل بن علفة من الولد الذكور: علفة، والعملس، والمتعسر، وجثامة؛ وحصين بن ضمضم بن ضباب بن جابر ابن يربوع، الذي ذكره زهير في شعره:
وحصين هذا ابن عم النابغة لحاً، ابنا أخوين؛ والحارث بن ظالم بن جذيمة ابن يربوع بن غيظ، الفاتك المشهور؛ والشاعر ابن ميادة، وهو الرماح بن ميادة ابن برد بن ثوبان بن سراقة بن حرملة بن سلمي بن ظالم، أخي الحارث بن ظالم؛ وكانت أم ثوبان، جد الرماح، وإخوته: العوبثان وبريض، وناعصة، بني سراقة -سلمى بنت كعب بن زهير بن أبي سلمى الشاعر؛ وعامر بن ضبارة، هو من بني الحارث بن مالك بن يربوع بن غيظ، كان من قواد ابن هبيرة؛ والفاسق الملعون مسلم بن عقبة بن رياح بن أسعد بن ربيعة بن عامر بن مالك بن يربوع بن غيظ بن مرة بن عوف، صاحب يوم الحرة -لعنه الله- وهو مسرف؛ ورياح بن عثمان بن حيان بن عثمان بن معبد بن شداد بن نعمان بن رياح بن أسعد، ولي المدينة للمنصور، وعليه قام محمد بن عبد الله بن الحسن، فقتل رياح؛ وولى أبوه عثمان المدينة لبني أمية أيضاً. وغالب بن عوف، من بني ربيعة بن عامر بن مالك بن مرة بن عوف، وهو الذي قطع الحلف بين بني أسد وذبيان.
ومن بني سهم بن مرة: الحصين بن الحمام بن ربيعة بن مساب بن حرام بن وائلة بن سهم بن مرة. ومن بني صرمة بن مرة: هاشم بن حرملة بن إياس بن مريط بن صرمة بن مرة، سيد غطفان.
ودار بني مرة بالأندلس: إلبيرة؛ ولهم بإشبيلية أهل بيت واحد، وهم بنو عوف بن مرة بن ديسم بن زيد بن المختار بن المخشي بن عمرو بن الجراح بن معاوية بن خصيلة بن عدي بن سعد بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان، عقد له الأمير محمد على إشبيلية، وعقد أيضاً لامرأته عليهم، تعصباً للمضرية، إذ فخر عليها رجل يماني باليمانية وكثرتها؛ وكان قد افتقر حتى صار يعاني عمل الفخار. ومن بني دهمان بن عوف، أخي مرة بن عوف، أبو غطفان، كاتب عثمان بن عفان رضي الله عنه، روى عنه الحديث.
مضى بنو سعد بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان.
أصبح عني الشباب مبـتـكـرا |
|
إن ينأ عني فقد ثوى عصـرا |
أصبحت لا أحمل السـلاح ولا |
|
أملك رأس البعير إن نـفـرا |
والذئب أخشاه إن مـررت بـه |
|
وحدي وأخشى الرياح والمطرا |
الأبيات؛ وعبد الرحمن بن مسعود بن الحارث بن عمرو بن خارجة بن حرام بن سعد بن عدي بن فزارة، قاد الصوائف، وله يقول القائل:
أقم يا بن مسعود قناة صـلـيبة |
|
كما كان سفيان بن عوف يقيمها |
والحصين بن جندب بن خنيس بن خرجة، كان سيد أهل البادية، واعتزل حرب كلب وفزارة يوم بنات قين؛ وكردم بن شعثة بن زهير بن خديج بن حزيم بن سعد بن عدي، وهو الذي طعن دريد بن الصمة يوم قتل عبد الله بن الصمة؛ وأخوه كريز بن شعثة. ومن بني خزامة بن لوذان بن ثعلبة بن عدي بن فزارة: عدي بن أرطاة، والي البصرة لعمر بن عبد العزيز -رضي الله عنه-؛ وبنو حساس بن عمرو بن جوية بن لوذان بن ثعلبة بن عدي، أربعة أبداً، لا يزيدون؛ وأما بنو بدر بن عمرو بن جوية بن لوذان ثعلبة بن عدي بن فزارة، فهم بيت فزارة وعددهم؛ وبنوه: حذيفة، الذي يقال له رب معد؛ وحمل، المقتولان يوم الهباءة؛ ومالك، وعوف، المقتولان في أمر داحس والغبراء؛ والحارث؛ وربيعة؛ وزبان؛ وزيد، سادوا كلهم. فأما حمل فلم يعقب. وولد حذيفة: حصن بن حذيفة، وندبة بن حذيفة، قتل إثر أمر داحس؛ ومالك بن حذيفة؛ وورد بن حذيفة؛ وشريك بن حذيفة؛ وعقبة بن حذيفة؛ فولد عقبة: حجر، وغيره؛ وولد ورد: حبيب، وغيره؛ وولد حصن عشرة ذكور، منهم: قيس بن حصن؛ وعيينة بن حصن، كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسميه الأحمق المطاع؛ وخارجه بن حصن؛ وحسان بن حصن؛ وجابية بن حصن؛ وعقبة بن حصن؛ وعمرو بن حصن. فولد عمرو بن حصن: عبد عمرو، كان سيداً. وولد عيينة بن حصن: عمران، وأبان، وعلي، وسعيد، وعقبة، وحبيب، وزيد، وعنبسة. فولد عمران بن عيينة: مسعدة، وأبان، وضبيعة، وعبد الله. فولد عبد الله: الجعد بن عبد الله، قتله حميد بن بحدل فيمن قتل من فزارة، وقتل أيضاً زيد بن عيينة. وولد عنبسة بن عيينة: حرب، وناشرة، وحبيب، وبشر، وخليفة، وعنبسة، بنو عنبسة. وولد ربيعة بن بدر: أم قرفة، وهي التي أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أسامة بن زيد بقتلها؛ فقتلها وقتل جميع بنيها؛ وكانت تحت مالك بن حذيفة بن بدر؛ فولدت له: خرشة، وجبلة، وحكمة، وقرفة ومعاوية، وأرطاة، وحصين، وعبيد، وشهرباء، وقيس، وحصن، وزفر، ومرثد؛ منهم: أمير مصر لمروان بن محمد، وهو المغيرة بن عبد الله بن المغيرة ابن عبد الله بن مسعدة بن حكمة المذكور بن مالك بن حذيفة؛ وابناه: عبد الله أبو مسعدة، وكان فاضلاً، والوليد؛ وعبد الرحمن بن مسعدة بن حكمة المذكور، كان من جلساء عبد الملك بن مروان وملازماً له بالشام؛ قتل حبيب بن عيينة بن حصن، أبو قتادة الأنصاري -رضي الله عنه- يوم ذي قرد؛ وسعيد بن أبان بن ابن عيينة بن حصن بن قتادة، القائم بحرب فزارة مع كلب يوم بنات قين، وكان ناسكاً، لم يدخل في ذلك حتى صح عنده عن كلب ما يوجب قتلهم؛ قتله عبد الملك بن مروان صبراً. ومنهم: ركضة بن علي بن عيينة بن حصن؛ ويعقوب بن جعفر بن أبان بن سعيد بن عيينة بن حصن بن حذيفة؛ ومسعدة ابن عمار بن أبان بن سعد بن عيينة بن حصن؛ وجلهمة بن الحصين بن شريك بن حذيفة: ويزيد بن إياس بن الوليد بن سعد بن عيينة بن حصن؛ وأسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة، من سادات أهل الكوفة؛ ومن ولده: الفقيه الفاضل أبو إسحاق الفزاري، فقيه الثغر، وهو إبراهيم بن محمد بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر؛ وابن عمه لحاً، المحدث الثقة المشهور، مروان بن معاوية بن الحارث بن أسماء بن خارجة بن حصن؛ والشاعر عويف القوافي بن معاوية بن عقبة بن حصن بن حذيفة؛ قاتل عريجة بن مصاد الكلبي؛ والحر بن قيس بن حصن بن حذيفة، كان له منزلة عند عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وكان فاضلاً، من القراء. ومن بني مازن بن ذبيان: منظور بن زبان بن سيار بن عمرو بن جابر بن عقيل بن هلال بن سمي بن مازن بن فزارة؛ وابنته خولة، تزوجها الحسن بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بعد محمد بن طلحة -رضي الله عنه-؛ وابن عمه لحاً: هرم بن قطبة بن سيار بن عمرو، الذي تحاكم إليه علقمة بن علاثة وعامر بن الطفيل؛ وخالد بن دثار بن كرز بن قطبة بن سيار، الذي ركب إلى عبد الملك بن مروان شاكياً بما فعل حميد بن بحدل؛ ومنظور بن زبان بن سيار: دعته فزارة إلى أن يقودها، إذ فعلوا ببنات قين ما فعلوا، فأبى، وكان ناسكاً؛ وحلحلة بن قيس بن سيار بن عمرو بن فزارة، قتله أيضاً عبد الملك بن مروان صبراً، لقيامه بحرب فزارة مع كلب يوم بنات قين مع سعيد بن أبان بن عيينة، وقال إذ قدمهما للقتل، وقد قال لهما بشر ابن مروان، وكان صهره معهما، لأن أمه قيسية من بني جعفر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، ثم من ولد أبي براء ملاعب الأسنة: "اصبر سعيد واصبر حلحلة!". فقال أحدهما:
أصبر من عود بدفيه الجلب |
|
قد أثر البطان فيه والحقب |
وقال الآخر:
أصبر من ذي ضاغط معرك |
|
ألقى بواني زوره للمبـرك |
ومنهم سعيد بن أبان، وكان متديناً متورعاً، لم يغز كلب بن وبرة يوم بنات قين عصبية، لكن حتى شهد عنده أنهم لا يدينون بدين، وأنهم يطئون الحيض، فغزاهم حينئذ.
ومن بني شمخ بن فزارة: المسيب بن نجبة بن ربيعة بن غوث بن هلال بن شمخ بن فزارة، أحد أمراء التوابين يوم عين الوردة؛ وكان من أصحاب علي -رضي الله عنه-؛ وإخوته مروان، وحكيم، ومرثد، وجبار، وقرفة، وحكمة، وزمعة، بنو نجبة. وكان مرثد منهم من أصحاب خالد بن الوليد -رضي الله عنه- شهد معه فتح الجزيرة واليرموك؛ وكان على مقدمته فتح دمشق، فقتل يومئذ؛ وابناه: كردم وصفوان، ابنا مرثد: وابن ابنه هشام بن صفوان ابن مرثد، كان سيداً؛ والحكم بن مروان بن نجبة، قتل مع عمه يوم عين الوردة؛ وكثير بن زياد بن شأس بن ربيعة، أخو نجبة بن ربيعة، له صحبة؛ ومالك بن خمار بن حزن بن عامر بن عمرو بن جابر بن خشين ذي الرأسين بن لأي بن عصيم بن شمخ بن فزارة، كان سيداً؛ وكان أبو جده عمرو بن جابر له من كل أسير أسرته غطفان، إذ أخذ فداؤه، بكرتان؛ والربيع بن عميلة بن كلدة بن هلال بن حزن بن عمرو بن جابر بن خشين، كان هو وأبوه سيدين؛ وسمرة بن جندب بن هلال بن حريج بن مرة بن حزن بن عامر بن عمرو بن جابر، الصاحب المشهور -رضي الله عنه-؛ وله عقب بالبصرة؛ منهم "كان" الفزاري المنجم، واسمه محمد بن إبراهيم بن حبيب بن سليمان بن سمرة بن جندب؛ وجعفر بن عبيد الله بن محمد بن جعفر بن سعيد بن سمرة بن جندب، محدث؛ وبشر بن الحسين بن سليمان بن سمرة بن جندب.
مضى فزارة بن ذبيان بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان، ومضت سعد بن قيس عيلان كلها.