جمهرة من نسب البربر

قال قوم: إنهم من بقايا ولد حام بن بنوح -عليه السلام- وادعت طوائف منهم إلى اليمن، إلى حمير، وبعضهم إلى بر بن قيس عيلان. وهذا باطل، لا شك فيه. وما علم النسابون لقيس عيلان ابناً اسمه بر أصلاً. ولا كان لحمير طريق إلى بلاد البربر، إلا في تكاذيب مؤرخي اليمن.

ورأيت لبعض نسابي البربر أن زناتة هو شانا بن يحيى بن صولات بن ورتناج بن ضرى بن سقفو بن جنذواذ بن يملا بن مادغس بن هوك بن هرسق بن كراد بن مازيغ بن هواك بن هريك بن بدا بن بديان بن كنعان بن حام بن نوح النبي -صلى الله عليه وسلم-: ذكر ذلك يوسف الوراق، عن أيوب بن أبي يزيد مخلد بن كيداد بن سعد الله بن مغيث بن كرمان بن مخلد بن عثمان بن وريمت بن خوبنفر بن سميران بن يفرن بن شانا، وهو زناتة.

قال: وقد أخبرني بعض البربر بأسماء زائدة بين يفرن وشانا.

فولد بر: مادغس، وبرنس. فولد برنس: كتامة، وصنهاجة، وعجيسة، ومصمودة، وأوربة، وأزاداجة، وأوريغ. فولد أوريغ بن برنس: موار ولكل هؤلاء بطونٌ عظيمةٌ جداً.

وولد مادغس: زجيك؛ فولد زجيك: ضرى، ولوى الكبير، ونفوس وأداس؛ فتزوج أم أداس هذا أوريغ بن برنس، والدهوار؛ فدخل نسبه في هوارة. فولد أداس بن زجيك بن مادغس هذا: وشفانة، وأندارة، وهتروقة وصنبرة، وهراغة وأوطيطة، وترهنة؛ وكل هؤلاء اليوم في هوارة. ومن قبائل هوارة: كهلان ومليلة.

وولد ضرى بن زجيك بن مادغس: يحيى، وتمزيت. فولد يحيى بن ضرى بن زجيك بن مادغس: زانا، وهو أبو زناتة؛ وسمجان؛ وورسطف. فولد زانا، وهو أبو زنانة: ورسيج، والديديت، وفريني. فولد فريني بن زانا بن يحيى: برمرختا، ورجلة، ومنجصة، ونمالة. وولد ورسيج بن زانا بن يحيى: بني مسارت، وبني تاجرة، وبني واسين. وولد ورسطف بن يحيى: مكناسة، وأوكنة، وورتناج؛ فولد ورتناج: مكنسة، وبطالسة، وكزنيطة وسدرجة. وولد سمجان بن يحيى: زواغة، وزواوة. مضى ولد يحيى بن ضرى.

وهؤلاء ولد تمزيت بن ضرى: ولد تمزيت: مطمامة، وصدفورة، ولماية، ومدغرة، وصدينة، ومغيلة، وملزوزة، وكشانة، ودونة، ومديونة. مضى ولد ضرى بن زجيك.

وهؤلاء ولد لوى الكبير؛ ولد لوى: نفزاو "بالسين بين الزاي والشين"، ولوى الصغير بن لوى الكبير، تخلفه أبوه حملاً. فولد نفزاو بن لوى: يطوفت. فولد يطوفت: ألهاصة، ومرنيسة، وزهيلة، ومجر، وسوماتة، وزيتم، وورجول، وورغوس، وغساسة، ووردين، ووسيف. فولد ألهاص: دحية، وترغاسن. فولد دحية بن ألهاص بن يطوفت بن نفزاو بن لوى: ملين، ويعون، وورتدين، وترير، ورينويت. وولد ترغاسن ابن ألهاص: ورفجوم؛ فولد ورفجوم: وانجن، وبورغش، وما ايتجدل وكرطا، وونمو، وزجال، وسبيت. مضت نفزاو بن لوى. وولد لوى بن لوى: ماضل، وكطوف؛ وزائر؛ فولد ماضل بن لوى بن لوى؛ غنزورة، وأكورة.

ومن ولد لوى بن لوى: سدراته بنو نيطط؛ ويقال إن مغراو، وهو من زنانة، تزوج أم سدراتة؛ فصار سدراتة أخا أولاد مغراو لأمهم. وولد كطوف: جدانة، ومغاغة. وزعم قومٌ في أوريغ أنه ابن خبور بن المثنى بن المسور، من السكاسك من كندة؛ وذلك كله باطل. وولد أوريغ: هوار، وملك، ومقر، وفلدان؛ فولد ملك بن أوريغ ستات، وورفل، وأسيل، ومسراتة؛ ويقال لهؤلاء: لهانة. وولد مقر بن أوريغ: ماوس، وزمور، وكبا، ومسرات. وولد فلدان بن أرويغ: قمصانة، وورسطيف، وبياتة، وبل، ويقال إن صهناج ولمط إنما هما ابنا امرأة يقال لها تزكى، لا يعرف لها أب، تزوجها أوريغ؛ فولدت له هوار؛ فهم إخوة لأم.

ومن قبائل وزداجة: مسطاسة. ولزنانة بطونٌ عظيمةٌ كبني برزال، وبني دمر، ومغراوة، وبني صغمار، وغيرهم.

قال لي أبو محمد بويكنى الرزالي الإباضي، وكان ناسكاً، عالماً بأنسابهم: ولد شانا بن يحيى المذكور قبل: الديديت بن شانا. فولد الديديت: ورسيك بن الديديت. فولد ورسيك: الغانا، ولقبه دمر، وزاكيا، وهما شقيقان. فولد زاكيا بن ورسيك: مصرا بن زاكيا. فولد مصرا: يصلتن. فولد يصلتن بن مصرا بن زاكيا: مغراو، جد بني مغراوة؛ ويفرن: وواسين، أمه مملوكة لأم مغراو. وولد الغانا، وهو دمر: وارديزن بن دمر. فولد وارديزن بن دمر: وانتين ابن وارديزن. فولد وانتين بن وارديزن: وزنيد بن وانتين. فولد ونيد بن وانتين: برزال، ويزدرين، وصغمار، ويطوفت، أشقاء؛ وورتانين، وغرزول، وتفورت، أشقاء؛ فبنو ورتانين هم الذين ينتسبون بني دمر.

وكل من ذكرنا معتزلة، حاشا بني برزال وبني واسين، فهم إباضيةٌ. وأما جمهور بني مغراوة وبني يفرن، فسنيةٌ. وذكر لي أن نسابي البربر يزعمون أن سدراتة، ومزاتة، ولواتة، من القبط.

بيوتات البربر بالأندلس

وزداجة: منهم بنو دليم الفقهاء.

ملزوزة: منهم عوسجة، الذي ينسب إليه بلاط عوسجة بسنت برية؛ ومنهم كان إبراهيم بن براح، قاتل أزهر بن مهلب المولد، الفارس المشهور الذكر من أهل والبة، من عمل شنت برية.

مغيلة: منهم بنو الياس، رهط الوزير أحمد بن الياس، وبنو زروال الأمراء بالمنتانية.

مكناسة: منهم بنو وانسوس، رهط الوزير سليمان بن وانسوس.

زناتة: منهم بنو الخروبي، وأصلهم من لقنت. وبنو الليث من شنت فيلة، منهم: يحيى بن محمد بن عبد الله بن عبد الملك بن هاشم بن الليث بن شبل بن إيلاف بن بلاغ بن مسرة بن زانا؛ ويذكرون أنهم موالي الوليد بن عبد الملك. ومن زنانة أيضاً: بنو عزون، الأمراء بشنت برية؛ أخبرني الأمير عبد الرحمن بن عزون أنهم ولد سعيد، الذي ينسب إليه فحص سعيد بقرب شوذر، وهم قتلوا ثابت بن عامر المديوني.

أمراء الثغر: بنو هذيل، ليسوا من بني رزين، لكن من مديونة. بنو عبدوس: من سرتة، من صدينة. بنو غزلون: من تيروال. بنو عميرة: من شاطبة، من ألهاصة من نفزة. بنو رزين: بالسهلة. بنو ذي النون: بوبذة. بنو فرفرن: من ماردة؛ ومدلين: من هوارة. بنو نبيه وبنو أبي الأخطل: من شذونة. بنو الفرج؛ من وادي الحجارة. بنو مضى، من قصر المنتانية. بنو الياس: من شذونة من مغيلة، حاشا بني أبي الأدلم؛ فلا أدري ممن هم.

الأمراء أيضاً: كان الأمراء بالثغر، ثم بشنت برية ووادي الحجارة خاصةً من البربر، بنو غزلون: بتيروال. وبلال: من ألهاصة من نفزة. بنو رزين بالسهلة، من هوارة. بنو ذي النون بوبذة، من هوارة. بنو قنة: من هوتوتة. بنو الفرج بوادي الحجارة: من مصمودة. بنو عزون: من زناتة. بنو أبي الأخطل: من ملزوزة. بنو أبي الأدهم. بنو مضى: من مصمودة. بنو زروال: من مغيلة. بنو هذيل: من مديونة. بنو عبدوس: من...... بسرتة. بنو عميرة بشاطبة، من ألهاصة. بنو أران: من مصمودة.

وكان الأمراء بها من المولدين أيضاً: بنو قسى بتطيلة، ووناط، وأرنيط وبنو عمروس بوشقة. وبنو شبراط، وهم بنو الطويل، بوشقة وبربشتر.

وكان الأمراء بالثغر من العرب: بنو المهاجر من تجيب خاصةً: أصلهم دروقة وقلعة أيوب؛ ثم ملكوا سرقسطة وغيرها.

مديونة: منهم كان ثابت بن عامر المديوني، خال بني ذي النون. والأمراء المعروفون ببني هذيل بشنت برية ليسوا بني رزين، لأن بني رزين إنما هم من هوارة بلا شك؛ وكان نفر منهم بقرطبة: بنو الزجالي الوزراء. والقاضي منذر بن سعيد سوماتي. وبنو الخليع بتاكرنا؛ وصاحب أم جعفر بالجوف، وهو زغلل بن يعيش بن فرانك، الذي ينسب إليه مسجد فرانك بقرطبة، بن لب بن خالد. منهم، ثم من ألهاصة بن يطوفت بن نفزاو: بنو طرينة ابن عزلون، أمراء تيروال. وبنو عميرة بشاطبة. وبنو نعمان بشنت برية، رهط عامر بن فرج بن نعمان. هوارة: منهم كان بنو القمراطي، جيراننا في الجانب الغربي، وقد بادوا، وكان آخرهم فتى يكنى أبا معدن، اسمه طالوت بن بسطام بن العاصي، غاب وانقطع خبره. ومنهم: بنو ذي النون، أمراء أقليش ووبذة. ومنهم: بنو رزين، أمراء السهلة. ومنهم: بنو فرفرين، ولاة مدلين، وكان لهم ثروةٌ وعدد، منهم: خطار بن سعد بن فرفرين، وأبو عمرو بن هاشم بن فرفرين، وعمهما خير بن فرفرين، كلهم ولي مدلين. ومنهم: بنو جهور المرشانيون، وهم من ولد أبي موسى عبد الرحمن بن موسى الفقيه، المشبه بالشعبي في زمانه؛ وكان لهم عدد وثروةٌ، وبقيت منهم الآن بقيةٌ صالحةٌ.

ملزوزة: منهم بنو تيه الأمراء بشنت برية؛ وبنو أبي الأخطل الأمراء بها؛ وآل عامر بن وهب، الذي كان صاحب وبذة وأعمالها؛ فثار عليه موسى بن ذي النون، فقتله، وضبط البلد.

مصمودة: منهم كان بنو سفيان بن عبد ربه الحاجب، وقد بادوا، فما أعلم منهم بقيةً؛ وبنو يحيى بن كثير، صاحب مالك، وكانت لهم ثروةٌ وعددٌ، وقد بقيت لهم بقية يسيرة. وبنو طريف من أشونة، ومنهم كان الذي تنبأ ببراغواطة؛ فاتبعوه على دينه. ومحمود؛ وجميلة أخته المشهورة بالشجاعة والنجدة والفروسية ولقاء الفرسان ومبارزتهم في العساكر؛ وهما ابنا عبد الجبار بن زاقلة القائم بماردة. وبنو دانس بن عوسجة، كانوا أصحاب قلنبيرة، وإلى جدهم ينسب قصر أبي دانس بالجوف؛ ومسعود بن تاجيت بن محمد بن تاجيت بن مناع بن مسعود بن الفرج بن راشد، صاحب ماردة هو وأبوه وجده؛ وكانوا أصحاب قورية ولجدانية؛ ففروا، إذ غلب النصارى على تلك الجهة؛ وبنو مضى بن تيهلت الأمراء، بقصر مضى؛ وبنو سالم، الذين تنسب إليهم مدينة سالم، وتنسب مدينة الفرج إلى ابنه الفرج بن سالم؛ ومنهم: أبو جعفر المعروف بالتميمي صاحبنا -رحمه الله- وهو تميم بن عبد الله بن محمد بن يوسف بن الفرج، الذي تنسب إليه مدينة الفرج، ابن سالم، الذي تنسب إليه مدينة سالم، ابن ورعمال بن وكذات بن أكلله بن مقر بن أكلله بن مسالة بن ناكور بن يوطافان بن مسقاط بن مصاذ بن مصمود، وهم موالي بني محزوم وكان لأبي جعفر؛ ابنان بطرسونة، التي بقرب تطيلة، في الثغر، وهما: عبد الله، وأحمد؛ وعقبه بها.

أوربة: منهم كان الذي ولى اليشة، وهو صبرون بن شبيب؛ ثم وليها ابنه وكيل بن صبرون؛ ثم عزله عبد الرحمن بن محمد الناصر.

زواوة، من كتامة: منهم بنو مشرف الشقنديون. ومن كتامة أيضاً: بنو مهلب، الذين كانوا أصحاب قرذيرة وأشبرغيرة من عمل إلبيرة؛ ومنهم كان محمد بن مهلب، كاتب مفرج الوزير؛ وبنو قاسم أصحاب البونت، وهم ينتمون فهريين بالحلف.

صنهاجة: منهم بنو الغليظ، رهط أبي عبد الله محمد بن عبد الأعلى الأديب -رحمه الله-؛ وبنو دراج، رهط الشاعر أبي عمرو أحمد بن محمد بن دراج القسطلي؛ كان منهم محمد بن العاصي بن أحمد بن سليمان، من ولد ذر بن عيسى بن دراج. ومنهم ببلكونة: يحيى بن ضريس، الذي صدم ابن حفصون، فأبطل يده بالضربة المشهورة؛ فلم يأكل ابن حفصون بيمينه بعدها، وعاش بعد ذلك نحو ثلاثين سنة. ومنهم بأشونة: بنو عبد الوهاب، وهم من ولد ميمون بن أبي جميل، وهو ابن أخت طارق بن زياد؛ وكانت لهم ثروةٌ وعددٌ؛ وكان منهم قوادٌ وكتاب وفقهاء، وقد خملوا؛ فما بقي منهم من يعرف إلا رجلٌ له رحلة، حج وطلب العلم والرواية والقرآن، وهو اليوم خطيب جامع قرطبة، والمقريء فيه، وهو: عبد ابن محمد بن عبد القدوس بن يوسف بن أحمد؛ وبنو طاهر بن مناع، من أشونة.

قطعة من نسب بني قسي المولدين بالثغر

كان قسي قومس التغر في أيام القوط. فلما افتتح المسلمون الأندلس، لحق بالشأم، وأسلم على يدي الوليد بن عبد الملك، فكان ينتمي إلى ولائه؛ ولذلك كان بنو قسى، في أول أمرهم، إذا وقعت العصبية بن المضرية واليمانية، يكونون في جملة المضرية. فولد قسى؛ فرتون، وأبو ثور، وأبو سلامة، ويونس، ويحيى.

 هؤلاء ولد فرتون بن قسى: ولد فرتون بن قسى: موسى؛ وزاهر. فولد موسى بن فرتون بن قسى: موسى بن موسى؛ ومطرف؛ ويونس؛ ويوارتش؛ ولب؛ وغرسية. فولد موسى بن موسى. وهو أول ثوارهم: لب، الذي ملك الثغر بعد أبيه؛ ومطرف، المصلوب بقرطبة؛ وفرتون؛ وإسماعيل؛ وأورية، التي زفت إلى غروسية ملك البشاكسة؛ وتزوجها، وولدت له موسى بن غرسية. وزوج أيضاً موسى بن موسى -لعنه الله- بنات أخيه لب بن موسى من أولاده ونقه ابن شانجه ملك البشاكسة. فولد فرتون بن موسى، إسماعيل، وموسى، ومحمد، ولب، قتلهم غدراً ابن عمهم لحا محمد بن لب بن موسى بن موسى. وولد إسماعيل بن موسى بن موسى: محمد، ملك طليطلة، وقتله أهلها؛ وموسى، قتل بوشقة؛ وسعيد، مات بقرطبة. فولد محمد بن إسماعيل؛ وهو المقتول بطليطلة: لب، لحق بالشيعي بإفريقية. وولد مطرف المصلوب: محمد، وموسى، ولب، صلبوا ثلاثتهم مع أبيهم بقرطبة في ساعة واحدة؛ ويوسف، قتل بناجرة؛ وعبد الله، وإسماعيل، ارتدا إلى النصرانية. وولد لب بن موسى بن موسى، وهو الذي ملك بعد أبيه: محمد، أمه: عجب البلاطية، ملك بعد أبيه، وهو الذي حاصر سرقسطة وقتل في خرابها؛ وعيسى؛ ومطرف. فولد محمد بن لب بن موسى بن موسى: لب بن محمد، ملك بعد أبيه، وهو الذي كان هبط لتلقي عمر بن حفصون؛ وموسى؛ ويوسف؛ وعبد الله؛ ويونس؛ ومطرف قتله ابن أخيه عبد الله بن لب بن محمد. فولد لب بن محمد بن لب بن موسى بن موسى: محمد؛ وعبد الله؛ وفرتون، تنصر؛ فولد محمد: لب، وولد عبد الله: محمد، هو آخر ملوك بني قسى؛ وموسى، قتله استا، وفرتون، ارتد، وعبد الله، غرق في تاجه؛ وأركة، تزوجها فرويلة بن إذفونش الملك، فولدت له رذمير، وأردوني. وأما يونس بن موسى، أخو موسى بن موسى، فكان على الطاعة، هو وبنو عمه زاهر بن فرتون، وكانوا يقاتلون موسى بن موسى طول حياتهم، نحو ثلاثين سنة. وليونس هذا عقب.

نبذٌ من نسب بني إسرائيل

ولد إسرائيل، وهو يعقوب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بن إسحاق رسول الله بن إبراهيم رسول الله وخليله -صلى الله عليه وسلم-: روبان؛ ولاوى؛ وشمعون؛ ويهوذا؛ ويساخار، وزابلون: أشقاء؛ أمهم؛ لياء بنت لابان بن بثوال بن ناحور بن آزر "وهو تارح"؛ وناحور هذا أخو إبراهيم؛ وهارون والد لوط -عليه السلام-؛ ويوسف رسول الله -صلى الله عليه وسلم؛ وبنيامين: أمهما راحيل بنت لابان المذكور؛ وغاذ؛ وأشار: أمهما أمة لياء؛ ودان؛ ونفثالي: أمهما زلفى أمة راحيل. فعظمت أنسابهم كلهم جداً.

وكان اكثرهم عدداً إذ خرجوا من مصر إلى أن دخلوا الشام: بنو يوسف باعداد بنو يهوذا ثم زاد عدد بني يهوذا جداً حتى صاروا أكثر من بني يوسف بأعداد عظيمة فقد ذكروا أن عدد بني يهوذذا المقاتلين فهم خاصة بلغ في زمن داود علي السلام خمسمائة ألف مقاتل وبلغوا في زمن أسا بن أبيام بن رحبعام ابن سليمان بن داود عليه السلام ثلثمائة ألف مقاتل من بني يهوذا خاصة هكذا في كتبهم وهي كثيرة الكذب جداً.

وكان أقلهم عدداً سبط لاوى؛ وكان سبط بنيامين أيضاً قليلاً، إلا أن سبط لاوى كان أقل عدداً. فمن سبط لاوى كان موسى، وهارون، رسولا الله -صلى الله عليهما- ابنا عمران بن قاهاث بن لاوى؛ وقارون "وهو قورح بن يصاهر بن قاهاث؛ وعلي الكاهن، الذي دبر أمر بني إسرائيل وأنبياء كثيرةٌ، منهم:... ؛ وبنو العزار بن هارون، نبي ومدبر لأمر بني إسرائيل: وابنه فينحاس بن العزار، كذلك أيضاً؛ ويحيى بن زكرياء -عليه السلام.
ومن سبط يهوذا كان داود النبي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؛ وهو ابن ايشاى بن عوبيذ بن بوعز بن سلمن بن نخشون بن عمينا ذاب بن إرام بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن يعقوب -عليه السلام-. فأم عوبيد المذكور كانت روث العمونية؛ ونخشون بن كان سيد يهوذا أيام يوشع بن نون؛ وأم بوعز كانت رحاب "وليست المذكورة في التوراة" من أهل مدينة أريحا. تلك تزوجها يوشع بن نون. هكذا نسبه في كتب اليهود والنصارى، وهو باطل، لأن نخشون بن عمينا ذاب كان مقدم بني يهوذا، في نص التوراة، إذ خرجوا من مصر مع موسى -عليه السلام:- ومات باتيه؛ لأنه لم يدخل أرض القدس من كل من كان له إذ خرج من مصر عشرون سنةً فصاعداً، أحدٌ، إلا رجلين فقط: كالب بن يوفنا اليهوذائي، ويوشع بن نون "الأفرايمي" من ولد يوسف -عليه السلام- فقط؛ وكان مقدم بني يهوذا إذ دخلوا أرض القدس رجل آخر؛ فعلى قولهم إن الداخل في أرض القدس هو سلمن بن نخشون النازل في بيت لحم بقرب بيت المقدس على أربعة أميال منها؛ ولا يختلفون في أن بين خروجهم من مصر وبين أول ملك داود -عليه السلام- ستمائة سنة وست سنين؛ ولا يختلفون في أنه لم يعش منهم أحد بعد موسى -عليه السلام- مائة عام وثلاثين عاماً إلا يهوياذاع الهاروني؛ ولا يختلفون في أن داود ولى وله ثلاث وثلاثون سنة، فلم يبق لتلك الستمائة سنة وست سنين إلا ولادة بوعز بن سلمن، وعوبيذ بن بوعز، وإيشاى بن عوبيذ، وداود -عليه السلام- ابن إيشاى. وكل ما ذكرنا يكذب هذا بيقين، لأنه لا يمكن أن يكون لكل واحد منهم إذ ولد له ابنه إلا أزيد من مائة وثلاثين سنة، ونقلهم يكذب هذا بيقين.

وفي ولد داود -عليه السلام- كان ملك بني إسرائيل؛ ورياستهم فيهم إلى اليوم. وآخر من ملك منهم بيت المقدس متنياً الملقب صدقياً بن يوشيا؛ هذا كان خبر ملوكهم.

وكان يوشيا بن آمون بن منشا بن حزقيا بن آحاز بن يوثام بن عزيا هو ابن أمصيا هو بن يواش بن أحزياهو بن يهورام بن يهوشافاط بن آسا بن أبيا بن رحبعم بن رسول الله سليمان بن داود.

وكل هؤلاء ملوك، لم ينتقل الملك عنهم إلا ابناً بعد أب، لا إلى أخ، ولا إلى عم، ولا إلى ابن عم، ولا إلى ابن أخ، ولا إلى ابن ابن. إلا أن صدقيا المذكور ملك قبله أخوان له: أحدهما يسمى يهوحاز، بشر أسماء الله تعالى من التوارة، والثاني اسمه إلياقيم، أحرق التوراة بالجملة. وابن ذينك الأخوين وهو يهويا المسمى يخنيا بن الياقيم المذكور، ملك أيضاً.

ودبر الرياسة قبل أن ينعقد الملك في بني إسرائيل من بني يهوذا: كالب بن يوفنا وابن أخيه عثنيال بن كناز بن يوفنا.

وذكر بنو إسرائيل أن كان من بني يهوذا من الأنبياء: ذبوراء، امرأة لها زوج؛ وعاموص الداودي؛ وأخوه إشعياء الداودي؛ وزكرياء بن يهوياذاع؛ ويواب بن صرويا "وهي أمه، واسم أبيه: يثرا"؛ ومريم بنت عمران، أم عيسى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-. ومن كل سبط ذكروا أنه كانت فيه نبوة، إلا سبط غاد وأشار؛ فلم نجد فيهم نبوة بعد الذين نبئوا من كل سبط أيام موسى -عليه السلام- وليس على ظهر الأرض يهودي إلا من ولد يهوذا وبنيامين ولاوى؛ وباد سائر الأسباط. فقبل انقطاع دولتهم ببيت المقدس، نقلهم سنحاريب ملك الموصل إلى بلاد الجزيرة؛ فدخلوا في الأمم، إلا أنه لا يحفظ منهم أحدٌ نسبه موصولاً، إلا بعض بني داود فقط، على ما ذكرنا من فساد وصلهم لذلك النسب.

ويعرف اللاويون أنهم من بني لاوى فقط، والهارونيون أنهم من ولد هارون -عليه السلام- فقط. بلا شك، لأن التوقيف عليهم يتكرر كل يوم سبت.

وتقول النصارى، على اختلاف أناجيلهم في ذلك: إن يوسف النجار هو ابن يعقوب بن متان بن ألعزار بن أليوث بن أخيم بن صدوق بن أزور بن الياقيم بن أبيوث بن زربابيل "الذي ولى أمورهم في رجوعهم إلى بيت المقدس" بن سلتيا بن يخنيا، واسمه يهويا، وهو آخر ملوكهم الذين ذكرنا آنفاً.

وأما سبط يساخار، فكان فيهم من الرؤساء الذين دبروا أمر بني إسرائيل قبل الملك: تولع بن فوا بن برحالات. وكان فيهم من الملوك القائمين على سليمان بن داود -عليه السلام-: بعشا بن أخيا، وابنه أيلا بن بعشا، ومناحيم بن قارا، وابنه بقحيا بن مناحيم.

وكان في سبط زبالون من الرؤساء المدبرين لأمور بني إسرائيل: ايلون؛ ومن الأنبياء: باروخيا. وكان في سبط يوسف -عليه السلام- من الأنبياء: يوشع بن نون، خليفة موسى -عليه السلام- وهو من ولد أفراييم بن يوسف؛ و...... أفراييمي أيضاً؛ وشموال، أفراييمي أيضاً. وكان فيهم من الرؤساء المدبرين لأمور بني إسرائيل: هود بن ثارا، وقيل إنه من بني بنيامين؛ وعبدون بن هلال، من بني أفراييم بن يوسف؛ وجدعون بن يوآش، من بني منشا بن يوسف؛ وابنه أبو ملك بن جدعون؛ ويائير بن جلعاد، من بني منشا بن يوسف؛ ويفتاح ابن جلعاد، من بني منشا بن يوسف. وكان فيهم من الملوك القائمين على بني سليمان بن داود -عليهما السلام: ياربعام بن ناباط بن ياربعام، من بني أفراييم بن يوسف؛ وزكرياء بن ياربعام بن يوآش بن يهوياحاز بن ياهو بن نمشي كل هؤلاء ملك، ابن ملك، حاشا نمشى، فلم يملك، وهم من ولد منشا بن يوسف.

ومن بني بنيامين من الملوك؛ طالوت بن قيس الدباغ بن أبيال؛ ثم ابنه يشبوشث. وكان قائدهما أبنير بن نار بن أبيال، من بني بنيامين، وهو ابن عم طالوت لحا.

ومن بني دان، ومن الرؤساء: شمسون بن ماناح القوي؛ ومن الملوك: فاقح ابن رمليا.

وكان في سبط نفثالي من الملوك: شلوم بن يابيش.

ومن بني غاد من الملوك؛ هوشيع بن إيلا، آخر الملوك القائمين على ولد سليمان -عليه السلام-. ومن بني غاد من الرؤساء: شمقار بن عناث.

فجملة حكامهم، سوى أربعين سنة دبر كل قرية أهلها قبل أن يكون فيهم ملك: ثلاثة من بني لاوى، من جملتهم موسى -عليه السلام-؛ وثلاثة من يهوذا، منهم ذبوراء؛ وثمانية من يوسف -عليه السلام-، منهم ثلاثة من أفراييم، منهم يوشع، اختلف في واحد منهم، فقيل: هو من بنيامين، دبرهم؛ وأربعة من منشا؛ وواحد من زابولون. وواحد من دان؛ وواحد من يساخار. فلم يكن في حكامهم أحدٌ من رؤبان، ولا من شمعون، ولا من بنيامين، إلا باخنلاف، ولا من غاد، ولا من نفثالى. وكان منهم من الملوك "سرب ودادمى يهوا" من يهوذا، اثنان؛ ومن بنيامين، سبعاً وعشرين سنة؛ واثنان من أفراييم، وأربعة أيضاً باستدلال، ستاً وعشرين سنة؛ وواحد من دان؛ وواحد من غاد؛ وواحد من نفثالى، شهراً واحداً، سوى ملوك الهارونيين من..... بعد الرجعة، وإلى هرودوس. "سوى رعوس سبعة أيام وسوى هي سبعة أعوام..... أخآب. وابنا أخآب: أخزيا ويورام، ثمانياً وثلاثين سنة........ كان هؤلاء" فقد قيل إنهم من يهوذا. ولم نجد أنه ملكهم أحدٌ من رؤبان، ولا من شمعون، ولا من زابولون، ولا من أشار؛ فلم يكن في غاد حاكم ولانبي، ولم يكن في أشار ملكٌ ولا نبيٌ، ولم يكن في رؤبان ولا شمعون ملكٌ ولا حاكمٌ، ولم يكن في غاد ولا نفثالى حاكمٌ، ولم يكن في زابولون ولا أشار ملكٌ، ولم نجد في غاد، ولا في أشار نبياً أصلاً.

وكان لإبراهيم عليه السلام - ابن اسمه مدين، باد نسله، قيل: منهم كان شعيب النبي -صلى الله عليه وسلم- وبنون جماعةٌ من امرأة تسمى قطورا، سكنوا مكة مع إسماعيل؛ ثم بادوا كلهم. وذكر في الكتب القديمة أنه كان للوط -عليه السلام- ابنان: أحدهما عمون، والثاني مؤاب؛ فكان سكنى بني عمون في البلد المعروف بمعان وهي بلاد البلقاء بأرض الشأم؛ وكان سكنى بني مؤاب البلد المعروف بمآب، وهي أيضاً من بلاد البلقاء بأرض الشام. ولا يعرف لهاتين الأمتين في الدنيا أحد ينتمي إليهم بصحة.

وكان لإسحاق -عليه السلام- ابن آخر غير يعقوب، واسمه عيصاب؛ كان بنوه يسكنون جبال الشراة التي بين الشأم والحجاز؛ وقد بادوا جملةً إلا أن قوماً يذكرون أن الروم من ولده؛ وهذا خطأ؛ وإنما وقع لهم هذا الغلط لأن موضعهم كان يقال له أروم؛ فظنوا أن الروم من ذلك الموضع؛ وليس كذلك، لأن الروم إنما نسبوا إلى روملس باني رومة. فإن ظن ظان أن قول النبي -صلى الله عليه وسلم- للجد بن قيس: "هل لك في جلاد بني الأصفر العام؟"، وذلك في غزوة تبوك، فيه أن الروم من بني الأصفر، وهو عيصاب المذكور، فليس كما ظن، وقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حق، وإنما عنى -عليه السلام- بني عيصاب على الحقيقة، لا الروم، لأن مغزاه -عليه السلام- في تلك الغزوة كان إلى ناحية الشراة، مسكن القوم المذكورين. وبالله التوفيق.

قطعة من نسب الفرس

 آخر ملوك الفرس: يزدجرد بن شهريار بن كسرى أبرويز بن هرمز بن كسرى أنوشروان بن قباذ بن فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور بن يزدجرد الأثيم بن بهرام بن سابور بن سابور ذي الأكتاف بن هرمز بن نرسى بن بهرام بن بهرام بن هرمز بن سابور بن أردشير بن بابك، وهو من بني ساسان بن بهمن، أخى دارا الأكبر، بن بهمن بن أسفنديار بن بستاشب، أول من أظهر دين المجوسية، بن لهراسب. وليزدجرد آخر ملوك الفرس عقب بمرو.

وكان له ابنان: بهرام، وفيروز. فكان من ملوكهم جاماسب بن فيروز، أخو قباذ بن فيروز. وجاماسب هو عم أنوشروان.

وبنو رستم، ملوك تيهرت، من ولد جاماسب الملك المذكور. ومن ولد جاماسب: كان وهرز صاحب اليمن، وباذان، ملك اليمن، الذي أسلم طوعاً، وابنه شهر بن باذان؛ ودادويه؛ وفيروز المعروف بابن الديلمي، لهما صحبة.
ومن ولد بهرام جور، كان الإصبهاني، الذي أسس دعوة القرامطة. ومن ولد أردشير بن بابك، كان عبد الله بن محمد الكلواذي، وزير المقتدر.

ومن ولد دارا بن دارا، بنو الجراح، رهط الوزير علي بن عيسى بن الجراح. وبيوتات الفرس بكسكر، وسرفقان وجرم قاشان من إصبهان، وبإصطخر.