وهو علم يبحث عن الجسم من جهة ما يلحقه من الحركة والسكون فينظر في الأجسام السماوية والعنصرية وما يتولد عنها من حيوان وإنسان ونبات ومعدن وما يتكون في الأرض من العيون والزلازل وفي الجو من السحاب والبحار والرعد والبرق والصواعق وكتب أرسطو فيه موجودة بين أيدي الناس ترجمت مع ما ترجم من علوم الفلسفة أيام المأمون وألف الناس على حذوها وأوعب من ألف في ذلك أبن سينا في كتاب الشفاء جمع فيه العلوم السبعة للفلاسفة كما قدمناه ثم لخصه في كتاب النجا وفي كتاب الإرشادات وكأنه يخالف أرسطو في الكثير من مسائلها ويقول براءته فيها وأما ابن رشد فلخص كتب أرسطو وشرحها متبعا له غير مخالف والف الناس في ذلك كثير لكن هذه هي المشهورة لهذا العهد والمعتبرة في الصناعة ولأهل المشرق عناية بكتاب الإرشادات لأبن سينا وللإمام ابن الخطيب عليه شرح حسن وكذا الآمدي وشرحه أيضا نصير الدين الطوسي المعروف بخواجه من أهل المشرق وبحث مع الإمام في كثير من مسائله فأوفى على أنظاره وبحوثه وفوق كل ذي علم عليم
493
والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم