ابن الأبار الخولاني

أبو جعفر أحمد بن محمد الخولاني الأندلسي الإشبيلي المعروف بابن الأبار الشاعر المشهور؛ كان من شعراء المعتضد عباد بن محمد اللخمي صاحب إشبيلية، المجيدين في فنونه، وكان عالماً فجمع وصنف، وله في صناعة النظم فضل لايرد، وإحسان لايعد، فمن محاسن شعره قوله:

لم تدر ما خلدت عيناك في خلـدي

 

من الغرام ولا ما كابدت كـبـدي

أفديه من زائر رام الـدنـو فـلـم

 

يسطعه من غرق في الدمع متقـد

خاف العيون فوافاني على عـجـل

 

معطـلا جـيده إلا مـن الـجـيد

عاطيته الكأس فاستحيت مدامتـهـا

 

من ذاك الشنب لعسول والـبـرد

حتى إذا غازلت أجـفـانـه سـنة

 

وصيرته بيد الصهباء طـوع يدي

أردت توسـيده خـدي وقـل لـه

 

فقال: كفك عندي أفضل الـوسـد

فبات فـي حـرم لاغـدر يذعـره

 

وبت ظمآن لـم أصـدر ولـم ارد

بدر ألم وبدر التـم مـمـتـحـق

 

والأفق محلولك الأرجاء من حسد

تحير الليل منـه أين مـطـلـعـه

 

أما درى الليل أن البدر في عضدي

وله أبيات ثابتة في المجموع الكبير بخطي في الكراس المنقول بالإسكندرية وله على هذا الأسلوب مقاطيع ملاح، وله ديوان شعر، وذكره ابن بسام في الذخيرة.

وتوفي سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.

والأبار: بفتح الهمزة وتشديد الباء الموحدة وبعد الألف راء.

والخولاني - بفتح الخاء المعجمة وسكون الواو وبعد اللام ألف ونون - هذه النسبة إلى خولان بن عمرو، وهي قبيلة كبيرة نزلت الشام.

والإشبيلي: نسبة إلى إشبيلية - بكسر الهمزة وسكون الشين المثلثة وكسر الباء الموحة وسكون الياء المثناة من تحتها وكسر اللام وفتح الياء تحتها نقطتان وبعدها هاء - وهي من اعظم بلا الأندلس.