باب الألف والتاء، الثاء

أتأ

حكى أَبو علي، في التَّذكرة، عن ابن حبيب: أَتأةُ أُمُّ قَيْس بن ضِرار قاتل المقدام، وهي من بَكر وائل. قال: وهو من باب أَجأ. قال جرير:

أَتَبِيتُ لَيْلَكَ، يا ابْنَ أَتأَةَ، نـائمـاً،

 

وبَنُو أُمامَةَ، عَنْـكَ، غَـيرُ نـيامِ

وتَرى القِتالَ، مع الكرامِ، مُحَرَّماً،

 

وتَرى الزِّناءَ، عَلَيْكَ، غَيرَ حَرَامِ

أتب

الإِتْبُ: البَقِيرة، وهو بُرْدٌ أَو ثوب يُؤْخَذُ فَيُشَقُّ في وسَطِه، ثم تُلْقِيه المرأَةُ في عُنُقِها من غير جَيْب ولا كُمَّيْنِ. قال أَحمد بن يحيى: هو الإتْبُ والعَلَقةُ والصِّدارُ والشَّوْذَرُ، والجمع الأُتُوبُ.
وفي حديث النخعي: أَنّ جارِيةً زَنَتْ، فَجَلَدَها خَمسين وعليها إتْبٌ لها وإزارٌ. الإِتْبُ، بالكسر: بُرْدةٌ تُشَقُّ، فتُلبس من غير كُمَّيْنِ ولا جَيْب. والإتْبُ: دِرْعُ المرأَة. ويقال أَتَّبْتُها تَأْتِيباً، فَأْتَتَبَتْ هي، أَي أَلبَسْتُها الإِتْبَ، فَلَبِسَتْه. وقيل: الإتْبُ من الثياب: ما قَصُر فَنَصَفَ الساقَ. وقيل: الإِتْبُ غير الإِزار لا رِباطَ له، كالتِّكَّةِ، وليس على خِياطةِ السَّراوِيلِ، ولكنه قَمِيصٌ غير مَخِيطِ الجانبين. وقيل: هو النُّقْبةُ، وهو السَّراوَيلُ بلا رجلين. وقال بعضهم: هو قميص بغير كُمَّيْنِ، والجمع آتابٌ وإِتابٌ. والمِئْتَبةُ كالإِتْبِ. وقيل فيه كلُّ ما قيل في الإِتْبِ.
وأُتِّبَ الثوبُ: صُيِّرَ إِتْباً. قال كثير عزة:

هَضِيم الحَشَى، رُؤْد المَطا، بَخْتَرِيَّة،

 

جَمِيلٌ عليَها الأَتْحمِيُّ الـمُـؤَتَّـبُ

وقد تَأَتَّبَ به وأْتَتَبَ. وأَتَّبَها به وإيَّاه تأْتِيباً، كلاهما: أَلْبَسها الإِتْبَ، فلَبِسَتْه. أَبو زيد: أَتَّبْتُ الجارِيةَ تَأْتِيباً إذا دَرَّعْتَها دِرْعاً، وأْتَتَبَتِ الجارِيةُ، فهي مُؤْتَتِبةٍ، إذا لبست الإتْبَ. وقال أَبو حنيفة: التَّأَتُّبُ أَن يَجْعَلَ الرَّجلُ حِمالَ القَوْسِ في صَدره ويُخْرِجَ مَنْكِبَيْه منها، فيَصِيرَ القَوْس على مَنْكِبَيْه. ويقال: تَأَتَّبَ قَوْسَه على ظَهرِه.
وإتْبُ الشعِيرةِ: قِشْرُها.
والمِئْتَبُ: المِشْمَلُ.

أتت

أَتَّهُ يَؤُتُّه أَتّاً: غَتَّه بالكلام، أَو كَبَتَهُ بالحُجَّةٍ وغَلَبَه. ومَئِتَّةً: مَفْعِلة.

أتر

الأُتْرُور: لغة في التُّؤْرُور مقلوب عنه.

أتل

الفراء: أَتَلَ الرجلُ يَأُتِلُ أُتُولاً، وفي الصحاح: أَتْلاً، وأَتَنَ يَأْتِنُ أُتُوناً إذا قارب الخَطْوَ في غضب؛ وأَنشد لثَرْوانَ العُكْلي:

أَرانِـيَ لا آتـيك إِلا كـأَنَّـمــا

 

أَسَأْتُ، وإِلا أَنت غَضْبـانُ تَـأْتِـلُ

أَردتَ لِكَيْما لا تَرَى لِـيَ عَـثْـرَةً

 

ومَنْ ذا الذي يُعْطَى الكَمال فيَكْمُلُ؟

وقال في مصدره: الأَتَلان والأَتَنان؛ قال ابن بري: وأَنشد أَبو زيد في ماضيه:

وقد مَلأْتُ بطنَه حـتـى أَتَـل

 

غَيْظاً، فأَمْسَى ضِغْنُه قد اعْتَدَل

وفي ترجمة كرفأَ:

كَكِرْفِئَةِ الغَيْثِ، ذاتِ الصَّبِي

 

رِ، تَأْتي السحاب وتَأْتالَهـا

تَأْتالُ: تُصْلِحُ، وأَصله تَأْتَوِل ونصبه بإِضمار أَن.

أتم

الأَتْمُ من الخُرَز: أَن تُفْتَق خُرْزَتان فتَصِيرا واحدة، والأتُومُ من النساء: التي التَقى مَسْلَكاها عند الافْتِضاض، وهي المُفْضاة، وأَصلُه أَتَمَ يأْتِمُ إذا جمع بين شيئين، ومنه سمي المَأْتَمُ لاجتماع النساء فيه؛ قال الجوهري: وأَصله في السِّقاء تَنْفَتِق خُرْزَتان فَتَصيران واحدة؛ وقال:

أَيا ابنَ نخّاسِية أَتُومِ

وقيل الأَتُومُ الصغيرة الفَرْج؛ والمَأْتم كل مُجْتَمَعٍ من رجال أَو نساء في حُزْن أَو فَرَحٍ؛ قال:

حتى تَراهُنَّ لَـدَيْه قُـيّمـا،

 

كما تَرى حَوْلَ الأَمِير المَأْتَما

فالمَأْتَمُ هنا رِجالٌ لا مَحالةَ، وخصَّ بعضهم به النساء يجتمعن في حُزْن أَو فرَح. وفي الحديث: فأَقاموا عليه مَأْتَماً؛ المَأْتَمُ في الأَصل: مُجْتَمَعُ الرجال والنساء في الغَمِّ والفَرَح، ثم خصَّ به اجتماع النساء للموت، وقيل: هو الشَّوابُّ منهنَّ لا غير، والميم زائدة. الجوهري: المَأْتم عند العرب النِّساء يجتمعن في الخير والشر؛ وقال أَبو حَيَّة النُّمَيْرِيّ:

رِمَتْهُ أَناةٌ من رَبِيعةِ عـامِـرٍ،

 

نَؤُومُ الضُّحى في مَأْتَمٍ أَيّ مأْتَمِ

فهذا لا مَحالة مَقام فَرَح؛ وقال أَبو عطاء السِّنْدي:

عَشِيَّة قام النائحاتُ، وشُقِّقت

 

جُيوبٌ بأَيْدي مَأْتَمٍ وخُـدُودُ

أَي بأَيدي نِساءٍ فهذا لا مَحالة مَقام حُزْن ونَوْح. قال ابن سيده: وخصَّ بعضهم بالمَأْتَم الشوابَّ من النِّساء لا غير، قال: وليس كذلك؛ وقال ابن مقبل في الفَرَح:

ومَأْتَمٍ كالدُّمى حور مَدامِعهـا،

 

لم تَيْأَس العَيْشَ أَبكاراً ولا عُونا

قال أبو بكر: والعامة تَغْلَط فتظنُّ أَن المأْتم النَّوْح والنياحة، وإِنما المَأْتَمُ النساء المجتَمِعات في فَرَح أَو حُزْن؛ وأَنشد بيت أَبي عَطاء السِّنْدي:

عَشِيَّة قام النائحاتُ، وشُقِّقت

 

جُيوبٌ بأَيْدي مَأْتَمٍ وخُـدُودُ

فجعل المأْتم النساء ولم يجعله النِّياحة؛ قال: وكان أَبو عطاء فصيحاً، ثم ذكر بيت ابن مقبل:

ومَأْتمٍ كالدُّمى حور مَدامِعهـا،

 

لم تيْأَس العَيْشَ أَبكاراً ولا عُونا

وقال: أَراد ونِساء كالدُّمى؛ وأَنشد الجوهري بيت أَبي حَيَّة النميري:

رَمَتْهُ أَناةٌ من رَبيعةِ عـامِـرٍ،

 

نَؤُومُ الضُّحى في مَأْتَمٍ أَيّ مَأْتَمِ

يريد في نِساء أَي نِساء، والجمع المَآتِم، وهو عند العامَّة المُصيبة؛ يقولون: كنّا في مَأْتَمِ فلان والصواب أَن يقال: كُنّا في مَناحة فلان.
قال ابن بري: لا يمتنع أَن يقَع المَأْتَم بمعنى المَناحةِ والحزْن والنَّوْحِ والبُكاءِ لأَن النساء لذلك اجْتَمَعْنَ، والحُزْن هو السبب الجامع؛ وعلى ذلك قول التيمي في منصور بن زِياد:

والناسُ مَأْتَمُهُم عليه واحدٌ،

 

في كل دار رَنَّةٌ وزَفِيرُ

وقال زيد الخيل:

أَفي كلِّ عامٍ مَأْتَمٌ تَبْعَـثُـونَـه

 

على مِحْمَرٍ، ثَوَّبْتُموه وما رضَا

وقال آخر:

أَضْحى بَناتُ النَّبِّي، إِذْ قُتلوا،

 

في مَأْتَمٍ، والسِّباعُ في عُرُسِ

أَي هُنَّ في حُزْن والسِّباع في سُرورٍ؛ وقال الفرزدق:

فَما ابْنُكِ إِلا ابنٌ من الناس، فاصْبِري،

 

فَلن يُرْجِع المَوْتَى حَنِينُ الـمَـآتِـمِ،

فهذا كله في الشرّ والحُزْن، وبيت أَبي حية النميري في الخير. قال ابن سيده: وزعم بعضهم أَن المأْتَم مشتقٌّ من الأَتْمِ في الخُرْزَتَيْنِ، ومن المرأَة الأَتُوم، والتقاؤهما أَنَّ المَأْتَم النساء يجتمعن ويَتقابلن في الخير والشرِّ.
وما في سيره أَتَمٌ ويَتَمٌ أَي إِبطاء. وخطب فما زال على......شيء واحد.
والأُتُم: شجر يشبه شجر الزيْتون ينبت بالسَّراة في الجبال، وهو عِظام لا يحمل، واحدته أُتُمة، قال: حكاها أَبو حنيفة.
والأَتْم: موضع؛ قال النابغة:

فأَوْرَدَهُنَّ بَطْنَ الأَتْمِ، شُعْثاً،

 

يَصُنَّ المَشْيَ كالحِدَإِ التُّؤامِ

وقيل: اسم واد؛ قال ابن بري: ومثله قول الآخر:

أُكَلَّفُ، أَن تَحُلَّ بنو سُلَـيم

 

بطونَ الأَتْمِ؛ ظُلْم عَبْقَريّ

قال: وقيل الأَتْمُ اسم جبل؛ وعليه قول خُفاف ابن نُدْبة يصف غَيثاً:

عَلا الأَتْمَ منه وابلٌ بعد وابِـلٍ،

 

فقد أُرْهقَتْ قِيعانُه كل مُرْهَق

أتن

الأَتانُ: الحِمارةُ، والجمع آتُنٌ مثل عَناقٍ وأَعْنُقٍ وأُتْنٌ وأُتُنٌ؛ أَنشد ابن الأَعرابي:

وما أُبَيِّنُ منهمُ، غـيرَ أَنَّـهـمُ

 

هُمُ الذين غَذَتْ من خَلْفِها الأُتُنُ

وإنما قال غَذَت من خَلْفِها الأُتُن لأَن ولدَ الأَتانِ إنما يَرْضَع من خَلْف. والمَأْتوناءُ: الأُتُنُ اسمٌ للجمع مثل المَعْيوراء. وفي حديث ابن عباس: جئتُ على حمارٍ أَتانٍ؛ الحمارُ يقع على الذكر والأُنثى، والأَتانُ والحِمارةُ الأُنثى خاصة، وإنما اسْتَدْرَكَ الحمارَ بالأَتانِ ليُعلَم أَن الأُنثَى من الحُمُرِ لا تقطع الصلاة، فكذلك لا تقطعُها المرأَة، ولا يقال فيها أَتانة. قال ابن الأَثير: وقد جاء في بعض الحديث واسْتَأْتَنَ الرجلُ اشْتَرى أَتاناً واتَّخَذَها لنفسه؛ وأَنشد ابن بري:

بَسَأْتَ، يا عَمْرُو، بأَمرٍ مؤتِنِ

 

واسْتَأْتَنَ الناسُ ولَمْ تَسْتَأْتِـنِ

واسْتَأْتَنَ الحمارُ: صارَ أَتاناً. وقولهم: كان حماراً فاسْتَأْتَنَ أَي صارَ أَتاناً؛ يضرب للرجل يَهُون بعد العِزِّ. ابن شميل: الأَتان قاعدةُ الفَوْدَجِ، قال أَبو وهب: الحَمَائِرُ هي القواعدُ والأُتن، الواحدةُ حِمارةٌ وأَتانٌ. والأَتانُ: المرأَةُ الرَّعناء، على التشبيه بالأَتانِ، وقيل لِفَقيه العربِ: هل يجوزُ للرجل أَنْ يتزوَّج بأَتان؟ قال: نعم؛ حكاه الفارسي في التذكرة. والأَتانُ: الصخرةُ تكون في الماء؛ قال الأَعشى:

بِناجيةٍ، كـأَتـانِ الـثَّـمـيل،

 

تُقَضِّي السُّرَى بَعْدَ أَيْنٍ عَسِيرَا

أَي تُصْبِحُ عاسِراً بذَنَبِها تَخْطُرُ به مِراحاً ونشاطاً. وقال ابن شميل: أَتانُ الثَّميل الصخرةُ في باطن المَسيلِ الضَّخْمةُ التي لا يرفعُها شيءٌ ولا يُحرّكُها ولا يأْخذُ فيها، طولُها قامةٌ في عَرْضِ مثْلِه. أَبو الدُّقَيْش: القواعِدُ والأُتُنُ المرتفعةُ من الأَرض. وأَتانُ الضَّحْلِ: الصخرة العظيمةُ تكون في الماء، وقيل: هي الصخرةُ التي بين أَسْفلِ طيِّ البئرِ، فهي تلي الماءَ. والأَتانُ: الصخرةُ الضخمةُ المُلَمْلَمةُ، فإذا كانت في الماء الضَّحْضاحِ قيل: أَتانُ الضَّحْلِ، وتُشَبَّه بها الناقةُ في صَلاَبَتِها؛ وقال كعب بن زهير:

عَيْرانةٌ كأَتان الضَّحل ناجِيةٌ،

 

إذا ترَقَّصَ بالقُورِ العَساقِيلُ

وقال الأخطل:

بِحُرّةٍ، كأَتانِ الضَّحْلِ، أَضْمَرَها،

 

بعد الرَّبالةِ، تَرْحالي وتَسْياري

وقال أَوس:

عَيرانةٌ، كأَتانِ الضَّحْلِ، صَلَّبهـا

 

أَكلُ السَّواديّ رَضُّوهُ بِمِرْضاح.

ابن سيده: وأَتانُ الضَّحلِ صخرةٌ تكون على فَمِ الرَّكِيِّ، فيركبُها الطُّحْلُبُ حتى تَمْلاسَّ فتكون أَشَدَّ ملاسةً من غيرها، وقيل: هي الصخرةُ بعضُها غامِرٌ وبعضُها ظاهِرٌ. والأَتانُ: مقامُ المُسْتَقي على فَمِ البئر، وهو صخرةٌ. والأَتانُ والإتانُ: مقامُ الرَّكيّة. وأَتَنَ يأْتِنُ أَتْناً: خَطَبَ في غَضَب. وأَتَنَ الرجلُ يأْتِنُ أَتَناناً إذا قارَبَ الخَطْوَ في غَضَب، وأَتَلَ كذلك، وقال في مصدره: الأَتَنانُ والأَتَلانُ. وأَتَنَ بالمكانِ يأْتِنُ أَتْناً وأُتوناً: ثَبَتَ وأَقامَ به؛ قال أَباقٌ الدُّبَيريّ:

أَتَنْتُ لها ولم أَزَلْ فـي خِـبـائهـا

 

مُقيماً، إلى أَنْ أَنْجَزَت خُلّتي وَعْدي.

والأَتْنُ: أَنْ تخْرجَ رجْلا الصبيّ قَبْل رأْسِه، لغة في اليَتْنِ؛ حكاه ابن الأَعرابي، وقيل: هو الذي يُولَدُ مَنْكوساً، فهو مرةً اسمٌ للوِلادِ، ومرّةً اسمٌ للولَدِ. والمُوتَنُ: المنكوسُ، من اليَتْنِ.
والأَتُّونُ، بالتشديد: المَوْقِدُ، والعامّة تخفِّفه، والجمع الأَتاتين، ويقال: هو مُولَّد؛ قال ابن خالويه: الأَتُونُ، مخفف من الأَتُّون، والأَتُّونُ: أُخْدُودُ الجَبّارِ والجصَّاص، وأَتُون الحمّامِ، قال: ولا أَحسبه عربيّاً. وجمعه أُتُنٌ. قال الفراء: هي الأَتاتينُ؛ قال ابن جني: كأَنه زاد على عين أَتُونٍ عيناً أُخرى، فصار فعُول مخفف العين إلى فعّول مشدّد العين فيُصوّره حينئذ على أَتّونٍ فقال فيه أَتانين كسَفّودٍ وسَفافيد وكَلّوب وكَلاليبَ؛ قال الفراء: وهذا كما جمعوا قُسَّاً قَساوِسةً، أَرادوا أَن يجمعوه على مثال مهالِبة، فكثرت السِّينات وأَبدلوا إحداهنَّ واواً، قال:وربما شدّدوا الجمعَ ولم يُشدِّدوا واحدَه مثل أَتُونٍ وأَتاتِينَ.

أته

التَّأْتُّهُ مبدل من التَّعَتُّه.

أتي

الإِتْيان: المَجيء. أَتَيْته أَتْياً وأُتِيّاً وإِتِيّاً وإِتْياناً وإِتْيانةً ومَأْتاةً: جِئْته؛ قال الشاعر:

فاحْتَلْ لنفسِك قبل أَتْيِ العَسْكَرِ

وفي الحديث: خَيْرُ النِّساء المُواتِيةُ لِزَوْجها؛ المُواتاةُ: حُسْنُ المُطاوعةِ والمُوافقةِ، وأَصلُها الهمزُ فخفِّف وكثُر حتى صار يقال بالواو الخالِصة؛ قال: وليس بالوجه. وقال الليث: يقال أَتاني فلان أَتْياً وأَتْيةً واحدة وإِتْياناً، قال: ولا تَقُلْ إِتْيانة واحدة إِلاَّ في اضطرار شعر قبيح، لأَن المَصادر كلَّها إذا جعلت واحدة رُدَّتْ إِلى بناء فَعْلة، وذلك إذا كان الفِعْل منها على فَعَل أَو فَعِل، فإِذا أُدْخِلَتْ في الفِعْل زياداتٌ فوق ذلك أُدْخِلَت فيها زيادتها في الواحِدة كقولك إِقْبالةً واحدةً، ومثل تَفَعَّلَ تَفْعِلةً واحدةً وأَشباه ذلك، وذلك في الشيء الذي يحسُن أَن تقول فَعْلة واحدة وإِلاَّ فلا؛ وقال:

إِني، وأَتْيَ ابنِ غَـلاَّقٍ لِـيَقْـرِيَنـي،

 

كغابِطِ الكَلْبِ يَبْغي الطِّرقَ في الذنَبِ

وقال ابن خالَوَيه: يقال ما أَتَيْتَنا حتى اسْتأْتَيْناك. وفي التنزيل العزيز: ولا يُفْلِحُ الساحِرُ حيث أَتى؛ قالوا: معناه حيث كان، وقيل:معناه حيث كان الساحِرُ يجِب أَن يُقْتل، وكذلك مذهب أَهل الفِقْه في السَّحَرة؛ وقوله:

تِ لي آلَ زيد فابدُهم لي جماعةً،

 

وسَلْ آلَ زيدٍ أَيُّ شيء يَضِيرُها

قال ابن جني: حكي أَن بعض العرب يقول في الأَمر من أَتى: تِ زيداً، فيحذف الهمزة تخفيفاً كما حذفت من خُذْ وكلْ ومُرْ. وقُرئ: يومَ تَأْتِ، بحذف الياء كما قالوا لا أَدْرِ، وهي لغة هُذيل؛ وأَما قول قَيْس بن زُهَير العَبْسيّ:

أَلمْ يَأْتِيكَ، والأَنْباءُ تَنْمِـي،

 

بما لاقَتْ لَبُون بني زِياد؟

فإِنما أَثبت الياء ولم يحذفها للجزم ضرورة، وردَّه إِلى أَصله. قال المازني: ويجوز في الشعر أَن تقول زيد يرْمِيُك، برفع الياء، ويَغْزُوُك، برفع الواو، وهذا قاضيٌ، بالتنوين، فتُجْري الحرْفَ المُعْتَلَّ مُجرى الحرف الصحيح من جميع الوُجوه في الأَسماء والأَفعال جميعاً لأَنه الأَصل.والمِيتاءُ والمِيداءُ، مَمْدودانِ: آخِرُ الغاية حيث ينتهي إِليه جَرْيُ الخيل. والمِيتاءُ: الطريق العامِرُ، ومجتَمَع الطريق أَيضاً مِيتاء وميداءُ؛ وأَنشد ابن بري لحُميد الأَرْقَط:

إِذا انْضَزَّ مِيتاءُ الطريق عليهما،

 

مَضَتْ قُدُماً برح الحزام زَهُوقُ

وفي حديث اللُّقطة: ما وجَدْتَ في طريقٍ ميتاءٍ فعَرِّفْه سنةً، أَي طريقٍ مَسْلوكٍ، وهو مفْعال من الإِتْيان، والميم زائدة. ويقال: بَنَى القومُ بُيوتَهم على ميتاءٍ واحد ومِيداءٍ واحدٍ. وداري بمِيتاء دارِ فلانٍ ومِيداءْ دارِ فُلان أَي تِلْقاءَ دارِه. وطريق مِئْتاءٌ: عامِرٌ؛ هكذا رواه ثعلب بهمز الياء من مِئْتاءٍ، قال: وهو مِفْعال من أَتيت أَي يأْتيه الناسُ. وفي الحديث: لولا أَنه وَعدٌ حقٌّ وقولٌ صِدْقٌ وطريقٌ مِيتاءٌ لَحَزِنّا عليك أَكثر ما حَزِنّا؛ أَراد أَنه طريقٌ مسلوك يَسْلُكه كلُّ أَحدٍ، وهو مِفْعال من الإِتْيان، فإِن قلت طريق مَأْتِيٌّ فهو مفْعول من أَتَيْته. قال الله عزَّ وجل: إِنه كان وَعْدُه مَأْتِيّاً؛ كأَنه قال آتِياً، كما قال: حجاباً مستوراً أَي ساتراً لأَن ما أَتيته فقد أَتاك؛ قال الجوهري: وقد يكون مفعولاً لأَنَّ ما أَتاك من أَمر الله فقد أَتَيْته أَنتَ، قال: وإِنما شُدِّد لأَن واو مَفعولٍ انقلَبت ياء لكسرة ما قبلها فأُدغمت في الياء التي هي لامُ الفعل. قال ابن سيده: وهكذا روي طريقٌ مِيتاءٌ، بغير همز، إِلا أَن المراد الهمز، ورواه أَبو عبيد في المصنف بغير همز، فِيعالاً لأَن فِيعالاً من أَبْنِية المَصادر، ومِيتاء ليس مصدراً إِنما هو صفةٌ فالصحيح فيه إِذن ما رواه ثعلب وفسره. قال ابن سيده: وقد كان لنا أَن نقول إِن أَبا عبيد أَراد الهمز فتركه إِلا أَنه عَقَد الباب بفِعْلاء ففضح ذاته وأَبان هَناتَه.
وفي التنزيل العزيز: أَينما تكونوا يأْتِ بكم الله جميعاً؛ قال أَبو إِسحق: معناه يُرْجِعُكم إِلى نَفْسه، وأَتَى الأَمرَ من مأْتاهُ ومَأْتاتِه أَي من جهتِه وَوَجْهه الذي يُؤْتَى منه، كما تقول: ما أَحسَنَ مَعْناةَ هذا الكلام، تُريد معناه؛ قال الراجز:

وحاجةٍ كنتُ على صِماتِها

 

أَتَيْتُها وحْدِيَ من مَأْتاتهـا

وآتَى إِليه الشيءَ: ساقَه. والأَتيُّ: النهر يَسوقه الرجل إِلى أَرْضه، وقيل: هو المَفْتَح، وكلُّ مَسيل سَهَّلْته لماءٍ أَتِيٌّ، وهو الأُتِيُّ؛ حكاه سيبويه، وقيل:الأُتيُّ جمعٌ. وأَتَّى لأَرْضِه أَتِيّاً: ساقَه؛ أَنشد ابن الأَعرابي لأَبي محمد الفَقْعسيّ:

تَقْذِفهُ في مثل غِيطان التِّيهْ،

 

في كلِّ تِيهٍ جَدْول تُؤَتِّـيهْ

شبَّه أَجْوافها في سَعَتها بالتِّيهِ، وهو الواسِعُ من الأَرض.
الأَصمعي: كلُّ جدول ماءٍ أَتِيّ؛ وقال الراجز:

ليُمْخَضَنْ جَوْفُكِ بالدُّليِّ،

 

حتى تَعُودي أَقْطَعَ الأَتيِّ

قال: وكان ينبغي أَن يقول قَطْعاً قَطعاء الأَتيِّ لأَنه يُخاطب الرَّكِيَّة أَو البئر، ولكنه أَراد حتى تَعُودي ماءً أَقْطَع الأَتيّ، وكان يَسْتَقِي ويَرْتجِز بهذا الرجز على رأْس البئر.
وأَتَّى للماء: وَجَّه له مَجْرىً. ويقال: أَتِّ لهذا الماء فتُهَيِّئ له طريقه. وفي حديث ظَبْيان في صِفة دِيار ثَمُود قال: وأَتَّوْا جَداوِلَها أَي سَهَّلوا طُرُق المِياه إِليها. يقال: أَتَّيْت الماء إذا أَصْلَحْت مَجْراه حتى يَجْرِي إِلى مَقارِّه. وفي حديث بعضهم: أَنه رأَى رجلاً يُؤتِّي الماءَ في الأَرض أَي يُطَرِّق، كأَنه جعله يأْتي إِليها أَي يَجيءُ.
والأَتيُّ والإِتاءُ: ما يَقَعُ في النهرمن خشب أَو ورَقٍ، والجمعُ آتاءٌ وأُتيٌّ، وكل ذلك من الإِتْيان.
وسَيْل أَتيٌّ وأَتاوِيٌّ: لا يُدْرى من أَيْن أَتى؛ وقال اللحياني: أَي أَتى ولُبِّس مَطَرُه علينا؛ قال العجاج:

كأَنه، والهَوْل عَسْكَرِيّ،

 

سَيْلٌ أَتيٌّ مَـدَّه أَتـيّ

ومنه قولُ المرأَة التي هَجَت الأَنْصارَ، وحَبَّذا هذا الهِجاءُ:

أَطَعْتُمْ أَتاوِيَّ من غيركم،

 

فلا من مُرادٍ ولا مُذْحِجِ

أَرادت بالأَتاوِيِّ النبيّ، صلى الله عليه وسلم، فقَتَلَها بعضُ الصحابة فأُهْدِرَ دَمُها، وقيل: بل السَّيل مُشَبَّه بالرجل لأَنه غريبٌ مثله؛ قال:

لا يُعْدَلُنَّ أَتاوِيُّون تَضْرِبُـهـم

 

نَكْباءُ صِرٌّ بأَصحاب المُحِلاَّتِ

قال الفارسي: ويروى لا يَعْدِلَنَّ أَتاوِيُّون، فحذف المفعول، وأَراد: لا يَعْدِلَنَّ أَتاويُّون شأْنُهم كذا أَنْفُسَهم. ورُوي أَن النبي، صلى الله عليه وسلم، سأَل عاصم بن عَدِيّ الأَنْصاري عن ثابت بن الدحْداح وتُوُفِّيَ، فقال: هل تعلمون له نَسَباً فيكم؟ فقال: لا، إِنما هو أَتيٌّ فينا، قال: فقَضَى رسول الله، صلى الله عليه وسلم، بميراثه لابن أُختِه؛ قال الأَصمعي: إِنما هو أَتيٌّ فينا؛ الأَتيُّ الرجل يكون في القوم ليس منهم، ولهذا قيل للسيل الذي يأْتي من بلَد قد مُطر فيه إِلى بلد لم يُمْطر فيه أَتيٌّ. ويقال: أَتَّيْت للسيل فأَنا أُؤَتِّيه إذا سهَّلْت سبيله من موضع إِلى موضع ليخرُج إِليه، وأَصل هذا من الغُرْبة، أَي هو غَريبٌ؛ يقال: رجل أَتيٌّ وأَتاوِيٌّ أَي غريبٌ. يقال: جاءنا أَتاوِيٌّ إذا كان غريباً في غير بلاده. ومنه حديث عثمان حين أَرسل سَلِيطَ بن سَلِيطٍ وعبدَ الرحمن ابن عتَّاب إِلى عبد الله بن سَلام فقال: ائْتِياه فتَنَكَّرا له وقولا إِنَّا رجُلان أَتاوِيَّان وقد صَنَع الله ما ترى فما تأْمُر؟ فقالا له ذلك، فقال: لَسْتُما بأَتاوِيَّيْن ولكنكما فلان وفلان أَرسلكما أَميرُ المؤمنين؛ قال الكسائي: الأَتاويُّ، بالفتح، الغريب الذي هو في غير وطنه أَي غريباً، ونِسْوة أَتاوِيَّات وأَنشد هو وأَبو الجرَّاح لحميد الأَرْقَط:

يُصْبِحْنَ بالقَفْـرِ أَتـاوِيَّاتِ

 

مُعْتَرِضات غير عُرْضِيَّاتِ

أَي غريبة من صَواحبها لتقدّمهنّ وسَبْقِهِنَّ، ومُعْتَرِضات أَي نشِيطة لم يُكْسِلْهُنَّ السفر، غير عُرْضِيَّات أَي من غير صُعُوبة بل ذلك النَّشاط من شِيَمِهِنَّ. قال أَبو عبيد: الحديث يروى بالضم، قال: وكلام العرب بالفتح. ويقال: جاءنا سَيْلٌ أَتيٌّ وأَتاوِيٌّ إذا جاءك ولم يُصِبْكَ مَطَره. وقوله عز وجل: أَتَى أَمْرُ اللهِ فلا تسْتَعْجِلوه؛ أَي قرُب ودَنا إِتْيانُه.
ومن أَمثالهم: مَأْتيٌّ أَنت أَيها السَّوادُ أَو السُّوَيْدُ، أَي لا بُدَّ لك من هذا الأَمر. ويقال للرجل إذا دَنا منه عدوُّه: أُتِيتَ أَيُّها الرجلُ. وأَتِيَّةُ الجُرْحِ وآتِيَتُه: مادَّتُه وما يأْتي منه؛ عن أَبي عليّ، لأَنها تأْتِيه من مَصَبِّها. وأَتَى عليه الدَّهْرُ: أَهلَكَه، على المثل. ابن شميل: أَتَى على فلان أَتْوٌ أَي موت أَو بَلاء أَصابه؛ يقال: إِن أَتى عليَّ أَتْوٌ فغلامي حُرٌّ أَي إِن مُتُّ. والأَتْوُ: المَرَض الشديد أَو كسرُ يَدٍ أَو رِجْلٍ أَو موتٌ. ويقال: أُتيَ على يَدِ فلان إذا هَلَكَ له مالٌ؛ وقال الحُطَيئة:

أَخُو المَرْء يُؤتَى دونه ثـم يُتَّـقَـى

 

بِزُبِّ اللِّحَى جُرْدِ الخُصى كالجَمامِحِ

قوله أَخو المرء أَي أَخُو المقتول الذي يَرْضى من دِيَةِ أَخيه بِتُيوس، يعني لا خير فيما يُؤتى دونه أَي يقتل ثم يُتَّقَى بتُيوس زُبِّ اللّحَى أَي طويلة اللحى. ويقال: يؤتى دونه أَي يُذهب به ويُغلَب عليه؛ وقال:

أَتَى دون حُلْوِ العَيْش حتى أَمرَّه

 

نُكُوبٌ، على آثارِهن نُكُـوبُ

أَي ذهَب بحُلْو العَيْشِ. ويقال: أُتِيَ فلان إذا أَطلَّ عليه العدوُّ. وقد أُتِيتَ يا فلان إذا أُنْذِر عدوّاً أَشرفَ عليه. قال الله عز وجل: فأَتَى الله بُنْيانَهم من القواعِد؛ أَي هَدَم بُنْيانَهم وقلَع بُنْيانهم من قَواعِدِه وأَساسه فهدَمه عليهم حتى أَهلكهم. وفي حديث أَبي هريرة في ا لعَدَوِيِّ: إِني قلت أُتِيتَ أَي دُهِيتَ وتغَيَّر عليك حِسُّك فتَوَهَّمْت ما ليس بصحيح صحيحاً. وأَتَى الأَمْرَ والذَّنْبَ: فعَلَه.
واسْتأْتَتِ الناقة اسْتِئتاءً، مهموز، أَي ضَبِعَتْ وأَرادت الفَحْل.
ويقال: فرس أَتيٌّ ومُسْتَأْتٍ ومؤَتّى ومُسْتأْتي، بغير هاء، إذا أَوْدَقَت.والإِيتاءُ: الإِعْطاء. آتى يُؤَاتي إِيتاءً وآتاهُ إِيتاءً أَي أَعطاه.ويقال: لفلان أَتْوٌ أَي عَطاء. وآتاه الشيءَ أَي أَعطاه إِيَّاه. وفي التنزيل العزيز: وأُوتِيَتْ من كلِّ شيء؛ أَراد وأُوتِيَتْ من كل شيء شيئاً، قال: وليس قولُ مَنْ قال إِنَّ معناه أُوتِيَتْ كل شيء يَحْسُن، لأَن بِلْقِيس لم تُؤتَ كل شيء، أَلا ترَى إِلى قول سليمان، عليه السلام:ارْجِعْ إِليهم فلنَأْتِيَنَّهم بجنودٍ لا قِبَل لهم بها؟ فلو كانت بِلْقِيسُ أُوتِيَتْ كلَّ شيء لأُوتِيَتْ جنوداً تُقاتلُ بها جنود سليمان، عليه السلام، أَو الإِسلامَ لأَنها إِنما أَسْلمت بعد ذلك مع سليمان، عليه السلام. وآتاه: جازاه. ورجل مِيتاءٌ: مُجازٍ مِعْطاء. وقد قرئ: وإِن كان مِثْقالَ حَبَّةٍ من خَرْدَلٍ أَتَيْنا بها وآتينا بها؛ فأَتَيْنا جِئنا، وآتَيْنا أَعْطَينا، وقيل: جازَيْنا، فإِن كان آتَيْنا أَعْطَيْنا فهو أَفْعَلْنا، وإِن كان جازَيْنا فهو فاعَلْنا. الجوهري: آتاهُ أَتَى به؛ ومنه قوله تعالى: آتِنا غَداءَنا أَي ائْتِنا به. وتقول: هاتِ، معناه آتِ على فاعِل، فدخلت الهاء على الأَلف. وما أَحسنَ أَتْيَ يَدَي الناقة أَي رَجْع يدَيْها في سَيْرِها. وما أَحسن أَتْوَ يَدَيِ الناقة أَيضاً، وقد أَتَتْ أَتْواً. وآتاهُ على الأَمْرِ: طاوَعَه. والمُؤَاتاةُ: حُسْنِ المُطاوَعةِ. وآتَيْتُه على ذلك الأَمْر مُؤاتاةً إذا وافَقْته وطاوَعْته.والعامَّة تقول: واتَيْتُه، قال: ولا تقل وَاتَيْته إِلا في لغة لأَهل اليَمن، ومثله آسَيْت وآكَلْت وآمَرْت، وإِنما جعلوها واواً على تخفيف الهمزة في يُواكِل ويُوامِر ونحو ذلك.
وتأَتَّى له الشيءُ: تَهَيَّأَ. وقال الأَصمعي: تَأَتَّى فلان لحاجته إذا تَرَفَّق لها وأَتاها من وَجْهها، وتَأَتَّى للقِيام. والتَّأَتِّي:التَّهَيُّؤُ للقيام؛ قال الأَعْشى:

إِذا هِي تَأَتَّى قريب القِـيام،

 

تَهادَى كما قد رأَيْتَ البَهِيرا

ويقال: جاء فلان يَتأَتَّى أَي يتعرَّض لمَعْروفِك. وأَتَّيْتُ الماءَ تَأْتِيَةً وتَأَتِّياً أَي سَهَّلت سَبيله ليخرُج إِلى موضع. وأَتَّاه الله: هَيَّأَه. ويقال: تَأَتَّى لفُلان أَمرُه، وقد أَتَّاه الله تَأْتِيَةً. ورجل أَتِيٌّ: نافِذٌ يتأَتَّى للأُمور. ويقال: أَتَوْتُه أَتْواً، لغة في أَتَيْتُه؛ قال خالد بن زهير:

يا قَوْمِ، ما لي وأَبا ذُؤيْبِ،

 

كُنْتُ إذا أَتَوْتُه من غَيْبِ

يَشُمُّ عِطْفِي ويَبُزُّ ثَوْبـي،

 

كأَنني أَرَبْـتـه بِـرَيْبِ

وأَتَوْتُه أَتْوَةً واحدة. والأَتْوُ: الاسْتِقامة في السير والسرْعةُ.وما زال كلامُه على أَتْوٍ واحدٍ أَي طريقةٍ واحدة؛ حكى ابن الأَعرابي:خطَب الأَميرُ فما زال على أَتْوٍ واحدٍ. وفي حديث الزُّبير: كُنَّا نَرْمِي الأَتْوَ والأَتْوَيْن أَي الدفْعةَ والدفْعتين، من الأَتْوِ العَدْوِ، يريد رَمْيَ السِّهام عن القِسِيِّ بعد صلاة المَغْرب.
وأَتَوْتُه آتُوه أَتْواً وإِتاوةً: رَشَوْتُه؛ كذلك حكاه أَبو عبيد، جعل الإِتاوَة مصدراً. والإتاوةُ: الرِّشْوةُ والخَراجُ؛ قال حُنَيّ بن جابر التَّغْلبيّ:

ففِي كلِّ أَسْواقِ العِـراقِ إِتـاوَةٌ،

 

وفي كلِّ ما باعَ امْرُؤٌ مَكْسُ دِرْهَمِ

قال ابن سيده: وأَما أَبو عبيد فأَنشد هذا البيت على الإِتاوَةِ التي هي المصدر، قال: ويقوِّيه قوله مَكْسُ دِرْهَم، لأَنه عطف عرَض على عرَض.
وكلُّ ما أُخِذ بكُرْهٍ أَو قُسِمَ على موضعٍ من الجِبايةِ وغيرِها إِتاوَةٌ، وخص بعضهم به الرِّشْوةَ على الماء، وجمعها أُتىً نادر مثل عُرْوَةٍ وعُرىً؛ قال الطِّرِمَّاح:

لنا العَضُدُ الشُّدَّى على الناسِ، والأُتَى

 

على كلِّ حافٍ في مَعَدٍّ ونـاعِـلِ

وقد كُسِّر على أَتاوَى؛ وقول الجَعْدِيّ:

فَلا تَنْتَهِي أَضْغانُ قَوْمِيَ بينهم

 

وَسَوأَتُهم، حتى يَصِيروا مَوالِيا

مَوالِيَ حِلْفٍ، لا مَوالِي قَرابةٍ،

 

ولكنْ قَطِيناً يَسأَلون الأَتـاوِيَا

أَي هُمْ خدَم يسأَلون الخَراج، وهو الإِتاوةُ؛ قال ابن سيده: وإِنما كان قِياسُه أَن يقول أَتاوى كقولنا في عِلاوةٍ وهِراوَةٍ عَلاوى وهَراوى، غير أَن هذا الشاعر سلَك طريقاً أُخرى غير هذه، وذلك أَنه لما كسَّر إِتاوةً حدث في مثال التكسير همزةٌ بعد أَلِفه بدلاً من أَلف فِعالةٍ كهمزة رَسائل وكَنائن، فصار التقدير به إلى إِتاءٍ، ثم تبدل من كسرة الهمزة فتحة لأَنها عارِضة في الجمع واللام مُعْتلَّة كباب مَطايا وعَطايا فيصير إِلى أَتاأَى، ثم تُبْدِل من الهمزة واواً لظُهورها لاماً في الواحد فتقول أَتاوى كعَلاوى، وكذلك تقول العرب في تكسير إِتاوةٍ أَتاوى، غير أَن هذا الشاعر لو فعلَ ذلك لأَفسد قافِيتَه، لكنَّه احتاج إِلى إِقرار الهمزة بحالها لتصِحَّ بعدَها الياءُ التي هي رَوِيٌّ القافيةِ كما مَعها من القَوافي التي هي الرَّوابيا والأَدانِيا ونحو ذلك، ليَزول لفظُ الهمزة، إذا كانت العادةُ في هذه الهمزة أَن تُعَلَّ وتُغَيَّر إذا كانت اللام معتلَّة، فرأَى إِبْدال همزة إِتاءٍ واواً ليَزُول لفظُ الهمزةِ التي من عادتها في هذا الموضع أَن تُعَلَّ ولا تصحَّ لما ذكرنا، فصار الأَتاوِيا؛ وقولُ الطِّرِمَّاح:

وأَهْل الأُتى اللاَّتي على عَهْدِ تُبَّعٍ،

 

على كلِّ ذي مالٍ غريب وعاهِن

فُسِّر فقيل: الأُتى جمع إِتاوةٍ، قال: وأُراه على حذف الزائد فيكون من باب رِشْوَة ورُشيً. والإتاءُ: الغَلَّةُ وحَمْلُ النخلِ، تقول منه:أَتَتِ الشجرة والنخلة تَأْتو أَتْواً وإِتاءً، بالكسر؛ عن كُراع: طلع ثمرها، وقيل: بَدا صَلاحُها، وقيل: كَثُرَ حَمْلُها، والاسم الإِتاوةُ.
والإِتاءُ: ما يخرج من إِكالِ الشجر؛ قال عبدُ الله بن رَواحة الأَنصاري:

هُنالِك لا أُبالي نَخْلَ بَعْـلٍ

 

ولا سَقْيٍ، وإِن عَظُمَ الإِتاءُ

عَنى بهنالِك موضعَ الجهاد أَي أَستشهد فأُرْزَق عند الله فلا أُبالي نخلاً ولا زرعاً؛ قال ابن بري: ومثله قول الآخر:

وبَعْضُ القَوْلِ ليس له عِناجٌ،

 

كمخْضِ الماء ليس له إِتاءُ

المُرادُ بالإِتاء هنا: الزُّبْد. وإِتاءُ النخلة: رَيْعُها وزَكاؤها وكثرة ثَمَرِها، وكذلك إِتاءُ الزرع رَيْعه، وقد أَتَت النخلةُ وآتَتْ إِيتاءً وإِتاءً. وقال الأَصمعي: الإِتاءُ ما خرج من الأَرض من الثمر وغيره.وفي حديث بعضهم: كم إِتاءٌ أَرضِك أَي رَيْعُها وحاصلُها، كأَنه من الإِتاوةِ، وهو الخَراجُ. ويقال للسقاء إذا مُخِض وجاء بالزُّبْد: قد جاء أَتْوُه. والإِتاءُ: النَّماءُ. وأَتَتِ الماشيةُ إِتاءً: نَمَتْ، والله أَعلم.

أثأ

جاءَ فلان في أُثئِيَّةٍ من قومه أَي جماعة. قال: وأَثأْتُه إذا رميتُه بسهم، عن أَبي عبيد الأَصمعي. أَثيْتُه بسهم أَي رميته، وهو حرف غريب. قال وجاءَ أَيضاً أَصبحَ فلانٌ مُؤْتَثِئاً أَي لا يَشتهي الطعام، عن الشيباني.

أثا

أَثَوْتُ الرجلَ وأَثَيْتُه وأَثَوْتُ به وأَثَيْتُ به وعليه أَثْواً وأَثْياً وإِثاوةً: وشَيْتُ به وسَعَيْتُ عند السلطان، وقيل:وَشَيْتُ به عند من كان، من غير أَن يُخَصَّ به السلطانُ، والمصدر الأَثْوُ والأَثْيُ والإِثاوةُ والإثايَة، ومنه سميت الأُثايةُ الموضع المعروف بطريق الجُحْفةِ إِلى مكة، وهي فُعالةٌ منه، وبعضهم يكسر همزتها.أَبو زيد: أَثَيْتُ به آثي إِثاوةً إذا أَخبرْتَ بعُيُوبه الناسَ. وفي حديث أَبي الحرث الأَزْديّ وغريمه: لآتِيَنَّ عَلِيّاً فلآثِيَنَّ بك أَي لأَشِيَنَّ بك. وفي الحديث: انطلقت إِلى عمر آثي على أَبي موسى الأَشعري.
الجوهري: أَثا بِه يأْثو ويأْثي أَيضاً أَي وَشى به؛ ومنه قول الشاعر: ذو نَيْرَبٍ آثِ؛ هكذا أَورده الجوهري؛ قال ابن بري صوابه:

ولا أَكون لكم ذا نَيْرَبٍ آث

قال: ومثله قول الآخر:

وإِنّ امْرَأً يأْثُو بِسادة قَـوْمـهِ

 

حَريٌّ، لعَمْري، أَن يُذَمَّ ويُشْتَما

قال: وقال آخر:

ولَسْتُ، إذا وَلَّى الصَّديقُ بِوُدِّهِ،

 

بمُنْطَلِق آثُو علـيه وأَكْـذِبُ

قال ابن بري: والمُؤْتَثي الذي يُكْثِر الأَكلَ فيعطَش ولا يَرْوى.

أثب

المَآثِبُ: موضع. قال كثير عزة:

وهَبَّتْ رِياحُ الصَّيْفِ يَرْمِينَ بالسَّفا،

 

تَلِيَّةَ باقِي قَرْمَـلٍ بـالـمَـآثِـبِ

أثث

الأَثاثُ والأَثاثةُ والأُثوثُ: الكثرة والعِظَمُ من كل شيء؛ أَثَ يَأَثُّ ويَئِثُّ ويَؤُثُّ أَثّاً وأَثاثةً، فهو أَثٌّ، مقصور؛ قال ابن سيده: عندي أَنه فَعْلٌ، وكذلك أَثِيثٌ، والأُنثى أَثِيثة، والجمع أَثائِثُ وأَثايِثُ.
ويقال: أَثَّ النباتُ يَئِثُّ أَثاثةً أَي كثُر والتَفَّ، وهو أَثِيثٌ، ويوصف به الشَّعَر الكثير، والنباتُ المُلْتف؛ قال امرؤ القيس:

أَثِيثٌ كَقِنْوِ النَّخْلة المُتَعَثْكِلِ

وشَعَر أَثِيثٌ: غزير طويل، وكذلك النبات، والفعل كالفعل؛ ولِحْية أَثَّة كَثَّة: أَثِيثة.
وأَثَّتِ المرأَةُ تَئِثُّ أَثّاً: عَظُمَتْ عجيزتُها؛ قال الطِّرِمَّاح:

إِذا أَدْبَرَتْ أَثَّتْ، وإِنْ هي أَقْبَلَتْ،فَرُؤْدُ الأَعالي، شَخْتةُ المُتَوَشَّحِ

وامرأَةٌ أَثِيثةٌ: أَثِيرة، كثيرة اللحم، والجمع إِثاثٌ وأَثائثٌ؛ قال رؤبة:

ومن هَوايَ الرُّجُحُ الأَثائثُ،

 

تُمِيلُها أَعجازُها الأَواعِثُ

وأَثَّثَ الشيءَ: وَطَّأَه ووثَّرَه.
والأَثاثُ: الكثير من المال؛ وقيل: كثرةُ المال؛ وقيل: المالُ كلُّه والمتاعُ ما كان من لِباسٍ، أَو حَشْوٍ لفراشٍ، أَو دِثارٍ، واحدتُه أَثاثةٌ؛ واشتقه ابن دريد من الشيء المُؤَثَّثِ أَي المُوَثَّر. وفي التنزيل العزيز: أَثاثاً ورِئْياً؛ الفراء: الأَثاثُ المَتاع، وكذلك قال أَبو زيد.
والأَثاثُ: المالُ أَجمع، الإِبل والغنم والعبيد والمتاع. وقال الفراء: الأَثاثُ لا واحد لها، كما أَن المَتاع لا واحدَ له، قال: ولو جمعتَ الأَثاثَ، لقلت: ثلاثةُ آثَّةٍ، وأُثُتٌ كثيرة.
والأَثاثُ: أَنواعُ المَتاع من متاع البيت ونحوه.
وتأَثَّثَ الرجلُ: أَصابَ خيراً؛ وفي الصحاح: أَصابَ رِياشاً.
وأَثاثةُ: اسم رجل، بالضم؛ قال ابن دريد: أَحسِبُ أَن اشتقاقه من هذا.

أثجل

العَثْجَلُ والعُثَاجِل: العظيم البطن مثل الأَثْجَل.

أثر

الأَثر: بقية الشيء، والجمع آثار وأُثور. وخرجت في إِثْره وفي أَثَره أَي بعده. وأْتَثَرْتُه وتَأَثَّرْته: تتبعت أَثره؛ عن الفارسي.
ويقال: آثَرَ كذا وكذا بكذا وكذا أَي أَتْبَعه إِياه؛ ومنه قول متمم بن نويرة يصف الغيث:

فَآثَـرَ سَـيْلَ الـوادِيَّيْنِ بِــدِيمَةٍ

 

تُرَشِّحُ وَسْمِيّاً، من النَّبْتِ، خِرْوعا

أَي أَتبع مطراً تقدم بديمة بعده.
والأَثر، بالتحريك: ما بقي من رسم الشيء. والتأْثير: إِبْقاءُ الأَثر في الشيء. وأَثَّرَ في الشيء: ترك فيه أَثراً. والآثارُ: الأَعْلام. والأَثِيرَةُ من الدوابّ: العظيمة الأَثَر في الأَرض بخفها أَو حافرها بَيّنَة الإِثارَة. وحكى اللحياني عن الكسائي: ما يُدْرى له أَيْنَ أَثرٌ وما يدرى له ما أَثَرٌ أَي ما يدرى أَين أَصله ولا ما أَصله.
والإِثارُ: شِبْهُ الشِّمال يُشدّ على ضَرْع العنز شِبْه كِيس لئلا تُعانَ.
والأُثْرَة، بالضم: أَن يُسْحَى باطن خف البعير بحديدة ليُقْتَصّ أَثرُهُ. وأَثَرَ خفَّ البعير يأْثُرُه أَثْراً وأَثّرَه: حَزَّه. والأَثَرُ: سِمَة في باطن خف البعير يُقْتَفَرُ بها أَثَرهُ، والجمع أُثور.
والمِئْثَرَة والثُّؤْرُور، على تُفعول بالضم: حديدة يُؤْثَرُ بها خف البعير ليعرف أَثرهُ في الأَرض؛ وقيل: الأُثْرة والثُّؤْثور والثَّأْثور، كلها: علامات تجعلها الأَعراب في باطن خف البعير؛ يقال منه: أَثَرْتُ البعيرَ، فهو مأْثور، ورأَيت أُثرَتَهُ وثُؤْثُوره أَي موضع أَثَره من الأَرض. والأَثِيَرةُ من الدواب: العظيمة الأَثرِ في الأَرض بخفها أَو حافرها. وفي الحديث: من سَرّه أَن يَبْسُطَ اللهُ في رزقه ويَنْسَأَ في أَثَرِه فليصل رحمه؛ الأَثَرُ: الأَجل، وسمي به لأَنه يتبع العمر؛ قال زهير:

والمرءُ ما عاش ممدودٌ له أَمَـلٌ

 

لا يَنْتَهي العمْرُ حتى ينتهي الأَثَرُ

وأَصله من أَثَّرَ مَشْيُه في الأَرض، فإِنَّ من مات لا يبقى له أَثَرٌ ولا يُرى لأَقدامه في الأَرض أَثر؛ ومنه قوله للذي مر بين يديه وهو يصلي: قَطَع صلاتَنا قطع الله أَثره؛ دعا عليه بالزمانة لأَنه إذا زَمِنَ انقطع مشيه فانقطع أَثَرُه. وأَما مِيثَرَةُ السرج فغير مهموزة.
والأَثَر: الخبر، والجمع آثار. وقوله عز وجل: ونكتب ما قدّموا وآثارهم؛ أَي نكتب ما أَسلفوا من أَعمالهم ونكتب آثارهم أَي مَن سنّ سُنَّة حَسَنة كُتِب له ثوابُها، ومَن سنَّ سُنَّة سيئة كتب عليه عقابها، وسنن النبي، صلى الله عليه وسلم، آثاره.
والأَثْرُ: مصدر قولك أَثَرْتُ الحديث آثُرُه إذا ذكرته عن غيرك. ابن سيده: وأَثَرَ الحديثَ عن القوم يأْثُرُه ويأْثِرُه أَثْراً وأَثارَةً وأُثْرَةً؛ الأَخيرة عن اللحياني: أَنبأَهم بما سُبِقُوا فيه من الأَثَر؛ وقيل: حدّث به عنهم في آثارهم؛ قال: والصحيح عندي أَن الأُثْرة الاسم وهي المَأْثَرَةُ والمَأْثُرَةُ. وفي حديث عليّ في دعائه على الخوارج: ولا بَقِيَ منكم آثِرٌ أَي مخبر يروي الحديث؛ وروي هذا الحديث أَيضاً بالباء الموحدة، وقد تقدم؛ ومنه قول أَبي سفيان في حديث قيصر: لولا أَن يَأْثُرُوا عني الكذب أَي يَرْوُون ويحكون. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: أَنه حلف بأَبيه فنهاه النبي، صلى الله عليه وسلم، عن ذلك، قال عمر: فما حلفت به ذاكراً ولا آثراً؛ قال أَبو عبيد: أَما قوله ذاكراً فليس من الذكر بعد النسيان إِنما أَراد متكلماً به كقولك ذكرت لفلان حديث كذا وكذا، وقوله ولا آثِراً يريد مخبراً عن غيري أَنه حلف به؛ يقول: لا أَقول إِن فلاناً قال وأَبي لا أَفعل كذا وكذا أَي ما حلفت به مبتدئاً من نفسي، ولا رويت عن أَحد أَنه حلف به؛ ومن هذا قيل: حديث مأْثور أَي يُخْبِر الناسُ به بعضُهم بعضاً أَي ينقله خلف عن سلف؛ يقال منه: أَثَرْت الحديث، فهو مَأْثور وأَنا آثر؛ قال الأَعشى:

إِن الذي فيه تَمارَيْتُما

 

بُيِّنَ للسَّامِعِ والآثِرِ

ويروى بَيَّنَ. ويقال: إِن المأْثُرة مَفْعُلة من هذا يعني المكرمة، وإِنما أُخذت من هذا لأَنها يأْثُرها قَرْنٌ عن قرن أَي يتحدثون بها. وفي حديث عليّ، كرّم الله وجهه: ولَسْتُ بمأْثور في ديني أَي لست ممن يُؤْثَرُ عني شرّ وتهمة في ديني، فيكون قد وضع المأْثور مَوْضع المأْثور عنه؛ وروي هذا الحديث بالباء الموحدة، وقد تقدم. وأُثْرَةُ العِلْمِ وأَثَرَته وأَثارَتُه: بقية منه تُؤْثَرُ أَي تروى وتذكر؛ وقرئ: أَو أَثْرَةٍ من عِلْم وأَثَرَةٍ من علم وأَثارَةٍ، والأَخيرة أَعلى؛ وقال الزجاج: أَثارَةٌ في معنى علامة ويجوز أَن يكون على معنى بقية من علم، ويجوز أَن يكون على ما يُؤْثَرُ من العلم. ويقال: أَو شيء مأْثور من كتب الأَوَّلين، فمن قرأَ: أَثارَةٍ، فهو المصدر مثل السماحة، ومن قرأَ: أَثَرةٍ فإِنه بناه على الأَثر كما قيل قَتَرَةٌ، ومن قرأَ: أَثْرَةٍ فكأَنه أَراد مثل الخَطْفَة والرَّجْفَةِ. وسَمِنَتِ الإِبل والناقة على أَثارة أَي على عتيق شحم كان قبل ذلك؛ قال الشماخ:

وذاتِ أَثارَةٍ أَكَلَتْ عليه

 

نَباتاً في أَكِمَّتِهِ فَفارا

قال أَبو منصور: ويحتمل أَن يكون قوله أَو أَثارة من علم من هذا لأَنها سمنت على بقية شَحْم كانت عليها، فكأَنها حَمَلَت شحماً على بقية شحمها.
وقال ابن عباس: أَو أَثارة من علم إِنه علم الخط الذي كان أُوتيَ بعضُ الأَنبياء. وسئل النبي، صلى الله عليه وسلم، عن الخط فقال: قد كان نبيّ يَخُط فمن وافقه خَطّه أَي عَلِمَ مَنْ وافَقَ خَطُّه من الخَطَّاطِين خَطَّ ذلك النبيّ، عليه السلام، فقد علِمَ عِلْمَه. وغَضِبَ على أَثارَةٍ قبل ذلك أَي قد كان قبل ذلك منه غَضَبٌ ثم ازداد بعد ذلك غضباً؛ هذه عن اللحياني. والأُثْرَة والمأْثَرَة والمأْثُرة، بفتح الثاء وضمها: المكرمة لأَنها تُؤْثر أَي تذكر ويأْثُرُها قرن عن قرن يتحدثون بها، وفي المحكم: المَكْرُمة المتوارثة. أَبو زيد: مأْثُرةٌ ومآثر وهي القدم في الحسب. وفي الحديث: أَلا إِنَّ كل دم ومأْثُرَةٍ كانت في الجاهلية فإِنها تحت قَدَمَيّ هاتين؛ مآثِرُ العرب: مكارِمُها ومفاخِرُها التي تُؤْثَر عنها أَي تُذْكَر وتروى، والميم زائدة. وآثَرَه: أَكرمه. ورجل أَثِير: مكين مُكْرَم، والجمع أُثَرَاءُ والأُنثى أَثِيرَة.
وآثَرَه عليه: فضله. وفي التنزيل: لقد آثرك الله علينا. وأَثِرَ أَن يفعل كذا أَثَراً وأَثَر وآثَرَ، كله: فَضّل وقَدّم. وآثَرْتُ فلاناً على نفسي: من الإِيثار. الأَصمعي: آثَرْتُك إِيثاراً أَي فَضَّلْتُك. وفلان أَثِيرٌ عند فلان وذُو أُثْرَة إذا كان خاصّاً. ويقال: قد أَخَذه بلا أَثَرَة وبِلا إِثْرَة وبلا اسْتِئثارٍ أَي لم يستأْثر على غيره ولم يأْخذ الأَجود؛ وقال الحطيئة يمدح عمر، رضي الله عنه:

ما آثَرُوكَ بها إِذ قَدَّموكَ لها

 

لكِنْ لأَنْفُسِهِمْ كانَتْ بها الإِثَرُ

أَي الخِيَرَةُ والإِيثارُ، وكأَنَّ الإِثَرَ جمع الإِثْرَة وهي الأَثَرَة؛ وقول الأَعرج الطائي:

أَراني إذا أَمْرٌ أَتَى فَقَضَيته

 

فَزِعْتُ إِلى أَمْرٍ عليَّ أَثِير

قال: يريد المأْثور الذي أَخَذَ فيه؛ قال: وهو من قولهم خُذْ هذا آثِراً. وشيء كثير أَثِيرٌ: إِتباع له مثل بَثِيرٍ.
واسْتأْثَرَ بالشيء على غيره: خصَّ به نفسه واستبدَّ به؛ قال الأَعشى:

اسْتَأْثَرَ اللهُ بالـوفـاءِ وبـال

 

عَدْلِ، ووَلَّى المَلامَة الرجلا

وفي الحديث: إذا اسْتأْثر الله بشيء فَالْهَ عنه. ورجل أَثُرٌ، على فَعُل، وأَثِرٌ: يسْتَأْثر على أَصحابه في القَسْم. ورجل أَثْر، مثال فَعْلٍ: وهو الذي يَسْتَأْثِر على أَصحابه، مخفف؛ وفي الصحاح أَي يحتاج لنفسه أَفعالاً وأَخلاقاً حَسَنَةً. وفي الحديث: قال للأَنصار: إِنكم ستَلْقَوْنَ بَعْدي أَثَرَةً فاصْبروا؛ الأَثَرَة، بفتح الهمزة والثاء: الاسم من آثَرَ يُؤْثِر إِيثاراً إذا أَعْطَى، أَراد أَنه يُسْتَأْثَرُ عليكم فَيُفَضَّل غيرُكم في نصيبه من الفيء. والاستئثارُ: الانفراد بالشيء؛ ومنه حديث عمر: فوالله ما أَسْتَأْثِرُ بها عليكم ولا آخُذُها دونكم، وفي حديثة الآخر لما ذُكر له عثمان للخلافة فقال: أَخْشَى حَفْدَه وأَثَرَتَه أَي إِيثارَه وهي الإِثْرَةُ، وكذلك الأُثْرَةُ والأَثْرَة؛ وأَنشد أَيضاً:

ما آثروك بها إِذ قدَّمـوك لـهـا

 

لكن بها استأْثروا، إذا كانت الإِثَرُ

وهي الأُثْرَى؛ قال:

فَقُلْتُ له: يا ذِئْبُ هَل لكَ في أَخٍ

 

يُواسِي بِلا أُثْرَى عَلَيْكَ ولا بُخْلِ؟

وفلان أَثيري أَي خُلْصاني. أَبو زيد: يقال قد آثَرْت أَن أَقول ذلك أُؤَاثرُ أَثْراً. وقال ابن شميل: إِن آثَرْتَ أَنْ تأْتينا فأْتنا يوم كذا وكذا، أَي إِن كان لا بد أَن تأْتينا فأْتنا يوم كذا وكذا. ويقال: قد أَثِرَ أَنْ يَفْعلَ ذلك الأَمر أَي فَرغ له وعَزَم عليه. وقال الليث: يقال لقد أَثِرْتُ بأَن أَفعل كذا وكذا وهو هَمٌّ في عَزْمٍ. ويقال: افعل هذا يا فلان آثِراً مّا؛ إِن اخْتَرْتَ ذلك الفعل فافعل هذا إِمَّا لا.
واسْتَأْثرَ الله فلاناً وبفلان إذا مات، وهو ممن يُرجى له الجنة ورُجِيَ له الغُفْرانُ.
والأَثْرُ والإِثْرُ والأُثُرُ، على فُعُلٍ، وهو واحد ليس بجمع: فِرِنْدُ السَّيفِ ورَوْنَقُه، والجمع أُثور؛ قال عبيد بن الأَبرص:

ونَحْنُ صَبَحْنَا عامِراً يَوْمَ أَقْبَلوا

 

سُيوفاً، عليهن الأُثورُ، بَواتِكا

وأَنشد الأَزهري:

كأَنَّهم أَسْيُفٌ بِـيضٌ يَمـانِـيةٌ

 

عَضْبٌ مَضارِبُها باقٍ بها الأُثُر

وأَثْرُ السيف: تَسَلْسُلُه وديباجَتُه؛ فأَما ما أَنشده ابن الأَعرابي من قوله:

فإِنِّي إِن أَقَعْ بِكَ لا أُهَـلِّـكْ

 

كَوَقْع السيفِ ذي الأَثَرِ الفِرِنْدِ

فإِن ثعلباً قال: إِنما أَراد ذي الأَثْرِ فحركه للضرورة؛ قال ابن سيده: ولا ضرورة هنا عندي لأَنه لو قال ذي الأَثْر فسكنه على أَصله لصار مفاعَلَتُن إِلى مفاعِيلن، وهذا لا يكسر البيت، لكن الشاعر إِنما أَراد توفية الجزء فحرك لذلك، ومثله كثير، وأَبدل الفرنْدَ من الأَثَر. الجوهري: قال يعقوب لا يعرف الأَصمعي الأَثْر إِلا بالفتح؛ قال: وأَنشدني عيسى بن عمر لخفاف بن ندبة وندبة أُمّه:

جَلاهَا الصيْقَلُونَ فأَخُلَصُوها

 

خِفاقاً، كلُّها يَتْقي بـأَثْـر

أَي كلها يستقبلك بفرنده، ويَتْقِي مخفف من يَتَّقي، أَي إذا نظر الناظر إِليها اتصل شعاعها بعينه فلم يتمكن من النظر إِليها، ويقال تَقَيْتُه أَتْقيه واتَّقَيْتُه أَتَّقِيه. وسيف مأْثور: في متنه أَثْر، وقيل: هو الذي يقال إِنه يعمله الجن وليس من الأَثْرِ الذي هو الفرند؛ قال ابن مقبل:

إِني أُقَيِّدُ بالمأْثُورِ راحِلَـتـي

 

ولا أُبالي، ولو كنَّا على سَفَر

قال ابن سيده: وعندي أَنَّ المَأْثور مَفْعول لا فعل له كما ذهب إِليه أَبو علي في المَفْؤُود الذي هو الجبان. وأُثْر الوجه وأُثُرُه: ماؤه ورَوْنَقُه وأَثَرُ السيف: ضَرْبَته. وأُثْر الجُرْح: أَثَرهُ يبقى بعدما يبرأُ. الصحاح: والأُثْر، بالضم، أَثَر الجرح يبقى بعد البُرء، وقد يثقل مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ؛ وأَنشد:

عضب مضاربها باقٍ بها الأُثر

هذا العجز أَورده الجوهري:

بيضٌ مضاربها باقٍ بها الأَثر

والصحيح ما أَوردناه؛ قال: وفي الناس من يحمل هذا على الفرند. والإِثْر والأُثْر: خُلاصة السمْن إذا سُلِئ وهو الخَلاص والخِلاص، وقيل: هو اللبن إذا فارقه السمن؛ قال:

والإِثْرَ والضَّرْبَ معاً كالآصِيَه

الآصِيَةُ: حُساءٌ يصنع بالتمر؛ وروى الإِيادي عن أَبي الهيثم أَنه كان يقول الإِثر، بكسرة الهمزة، لخلاصة السمن؛ وأَما فرند السيف فكلهم يقول أُثْر. ابن بُزرُج: جاء فلان على إِثْرِي وأَثَري؛ قالوا: أُثْر السيف، مضموم: جُرْحه، وأَثَرُه، مفتوح: رونقه الذي فيه. وأُثْرُ البعير في ظهره، مضموم؛ وأَفْعَل ذلك آثِراً وأَثِراً. ويقال: خرجت في أَثَرِه وإِثْرِه، وجاء في أَثَرِهِ وإتْرِه، وفي وجهه أَثْرٌ وأُثْرٌ؛ وقال الأَصمعي:الأُثْر، بضم الهمزة، من الجرح وغيره في الجسد يبرأُ ويبقى أَثَرُهُ. قال شمر: يقال في هذا أَثْرٌ وأُثْرٌ، والجمع آثار، ووجهه إِثارٌ، بكسر الأَلف.
قال: ولو قلت أُثُور كنت مصيباً. ويقال: أَثَّر بوجهه وبجبينه السجود وأَثَّر فيه السيف والضَّرْبة.
الفراء: ابدَأْ بهذا آثراً مّا، وآثِرَ ذي أَثِير، وأَثيرَ ذي أَثيرٍ أَي ابدَأْ به أَوَّل كل شيء. ويقال: افْعَلْه آثِراً ما وأَثِراً ما أَي إِن كنت لا تفعل غيره فافعله، وقيل: افعله مُؤثراً له على غيره، وما زائدة وهي لازمة لا يجوز حذفها، لأَن معناه افعله آثِراً مختاراً له مَعْنيّاً به، من قولك: آثرت أَن أَفعل كذا وكذا. ابن الأَعرابي: افْعَلْ هذا آثراً مّا وآثراً، بلا ما، ولقيته آثِراً مّا، وأَثِرَ ذاتِ يَدَيْن وذي يَدَيْن وآثِرَ ذِي أَثِير أَي أَوَّل كل شيء، ولقيته أَوَّل ذِي أَثِيرٍ، وإِثْرَ ذي أَثِيرٍ؛ وقيل: الأَثير الصبح، وذو أَثيرٍ وَقْتُه؛ قال عروة بن الورد:

فقالوا: ما تُرِيدُ؟ فَقُلْت: أَلْهُو

 

إِلى الإِصْباحِ آثِرَ ذِي أَثِير

وحكى اللحياني: إِثْرَ ذِي أَثِيرَيْن وأَثَرَ ذِي أَثِيرَيْن وإِثْرَةً مّا. المبرد في قولهم: خذ هذا آثِراً مّا، قال: كأَنه يريد أَن يأْخُذَ منه واحداً وهو يُسامُ على آخر فيقول: خُذْ هذا الواحد آثِراً أَي قد آثَرْتُك به وما فيه حشو ثم سَلْ آخَرَ. وفي نوادر الأَعراب: يقال أَثِرَ فُلانٌ بقَوْل كذا وكذا وطَبِنَ وطَبِقَ ودَبِقَ ولَفِقَ وفَطِنَ، وذلك إذا إِبصر الشيء وضَرِيَ بمعرفته وحَذِقَه.
والأُثْرَة: الجدب والحال غير المرضية؛ قال الشاعر:

إِذا خافَ مِنْ أَيْدِي الحوادِثِ أُثْرَةً

 

كفاهُ حمارٌ، من غَنِيٍّ، مُـقَـيَّدُ

ومنه قول النبي، صلى الله عليه وسلم: إِنكم ستَلْقَوْن بَعْدي أُثْرَةً فاصبروا حتى تَلْقَوني على الحوض.
وأَثَر الفَحْلُ الناقة يأْثُرُها أَثْراً: أَكثَرَ ضِرابها.

أثف

الأُثْفِيَّةُ والإثْفِيّةُ: الحجر الذي تُوضَعُ عليه القِدْرُ، وجمعها أَثافيُّ وأَثافٍ، قال الأَخفش: اعْتَزَمت العرب أَثافيَ أَي أَنهم لم يتكلموا بها إلامخففة. وفي حديث جابر: والبُرْمة بينَ الأَثافي؛ هي جمع أُثْفِيّة، وقد تخفف الياء في الجمع، وهي الحجارة التي تُنْصَبُ وتجعل القِدْرُ عليها. يقال: أَثْفَيْتُ القِدْرَ إذا جعلتَ لها الأَثافي، وثَفَّيْتُها إذا وضعتها عليها، والهمزة فيها زائدة؛ ورأَيت حاشية بخط بعض الأَفاضل. قال أَبو القاسم الزمخشَري: الأُثْفِيّةُ ذات وجهين تكون فُعْلُويةً وأُفْعُولةً، تقول أَثَّفْتُ القِدْرُ وثَفَّيْتُها وتأَثَّفَتِ القِدْرُ. الجوهري: أَثَّفْتُ القِدْرَ تأْثِيفاً لغة في ثَفَّيْتُها تَثْفِيةً إذا وضعتَها على الأَثافي. وقولهم: رماه اللّه بثالثة الأَثافي، قال ثعلب: أَي رماه اللّه بالجبل أَي بِداهيةٍ مثلِ الجبل، والمعنى أَنهم إذا لم يجدوا ثالثة من الأَثافي أَسْنَدُوا قُدُورَهم إلى الجبل. وقد آثَفَها وأَثَّفَها وأَثْفاها، وقِدْرٌ مُؤَثْفاةٌ؛ قال:

وصالياتٍ كَكما يُؤَثْفَيْنْ

وتأَثَّفْناه: صرنا حَوالَيْه كالأُثْفِيةِ.
ومرَةٌ مؤَثَّفةٌ: لزوجها امرأَتان سِواها وهي ثالثتهما، شبهت بأَثافي القِدْر. ومنه قول المخزومية: إني أَنا المُؤَثَّفة المُكَثَّفةُ؛ حكاه ابن الأَعرابي ولم يفسر واحدة منهما. والإثْفِيّةُ، بالكسر: العَدَدُ والجماعةُ من الناس. قال ابن الأَعرابي في حديث له: إن في الحِرْمازِ اليومَ لَثَفِنةً إثْفِيَّةً من أَثافي الناس صُلْبةً؛ نَصَب إثْفِيّة على البدل ولا تكون صفة لأَنها اسم. وتأَثَّفوا بالمكان: أَقاموا فلم يبرحوا. وتأَثَّفوا على الأَمر: تَعاوَنُوا. وأَثَفْتُه آثِفُه أَثْفاً: تَبِعْتُه. والآثِفُ: التَّابِعُ، وقد أَثَفَه يأْثِفُه مثال كسَرَه يكْسِرُه أَي تَبِعَه. الجوهري: أَبو زيد تأَثَّفَ الرجلُ المكانَ إذا لم يَبْرَحْه. ويقال: تأَثَّفُوه أَي تَكَنَّفُوه؛ ومنه قول النابغة:

لا تَقْذِفَنِّي برُكْنٍ لا كِفاء له

 

وإنْ تأَثَّفَك الأَعْداءُ بالرِّفَدِ

أَي لا تَرْمِني منكَ برُكْنٍ لا مِثْلَ له، وإِن تأَثَّفَك الأَعْداء واحْتَوَشُوكَ مُتَوازِرِينَ أَي مُتعاوِنِين. والرِّفَدُ: جمع رِفْدةٍ.

أثكل

في ترجمة عثكل: العُثْكُول والعِثْكال الشِّمْراخ، وما هو عليه البُسْر من عِيدان الكِبَاسة وهو في النخل بمنزلة العُنقود من الكَرْم؛ وقول الراجز:

لو أَبْصَرَتْ سُعْدَى بها، كَنَائِلي

 

طَوِيلَةَ الأَقْنـاءِ والأَثَـاكِـلِ

اراد العَثَاكل فقلب العين همزة، ويقال إِثكال وأُثْكُول. وفي حديث الحدّ: فَجُلِد بأُثْكُول، وفي رواية: بإِثْكال، هما لغة في العُثْكُول والعِثْكال، وهو عِذْق النخلة بما فيه من الشماريخ، والهمزة فيه بدل من العين وليست زائدة، والجوهري جعلها زائدة وجاء به في فصل الثاء من حرف اللام، وسنذكره أَيضاً هناك.

أثل

أَثْلَةُ كل شيء: أَصله؛ قال الأَعشى:

أَلَسْتَ مُنْتَهياً عن نَحْتِ أَثْلَتِـنـا

 

ولَسْتَ ضائِرَها، منا أَطَّتِ الإِبلُ

يقال: فلان يَنْحَتُ أَثْلَتَنا إذا قال في حَسبَه قبيحاً.
وأَثَلَ يأْثِل أُثولاً وتَأَثَّل: تأَصَّل. وأَثَّل مالَه: أَصَّله.
وتَأَثَّل مالاً: اكتسبه واتخذه وثَمَّره. وأَثَّل اللهُ مالَه: زكاه.
وأَثَّل مُلْكَه: عَظَّمه. وتَأَثَّل هو: عَظُم.
وكلُّ شيء قديم مُؤَصَّلٍ: أَثيلٌ ومُؤَثَّل ومُتأَثِّل، ومال مؤَثَّل.
والتَّأَثُّلُ: اتخاذ أَصل مال. وفي حديث النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال في وصيّ اليتيم: إِنه يأْكل من ماله غَيْرَ مُتَأَثِّل مالاً؛ قال: المتأَثل الجامع، فقوله غير متأَثل أَي غير جامع، وقال ابن شميل في قوله، صلى الله عليه وسلم: ولمن وليها أَنْ يَأْكُل ويُؤْكِلَ صَديقاً غيرَ مُتَأَثِّلٍ مالاً، يقال: مال مُؤَثَّل ومَجْدٌ مؤثَّل أَي مجموع ذو أَصل.
قال ابن بري: ويقال مال أَثِيلٌ؛ وأَنشد لساعدة:

ولا مال أَثِيل

وكل شيء له أَصل قديم أَو جُمِعَ حتى يصير له أَصل، فهو مُؤَثَّل؛ قال لبيد:

لله نافِلَةُ الأَجَلِّ الأَفـضـل

 

وله العُلى وأَثِيثُ كُلِّ مُؤَثَّل

ابن الأَعرابي: المؤَثَّل الدائم. وأَثَّلْتُ الشيءَ: أَدَمْتُه. وقال أَبو عمرو: مُؤَثَّل مُهَيَّأٌ له. ويقال: أَثَّلَ اللهُ مُلْكاً آثِلاً أَي ثَبَّته؛ قال رؤبة:

أَثَّل مُلْكاً خِنْدِفاً فَدَعَما

وقال أَيضاً:

رِبابَةً رُبَّتْ ومُلْكاً آثِلا

أَي ملكاً ذا أَثْلَةٍ. والتأْثيل: التأْصيل. وتأْثيل المجد: بناؤه. وفي حديث أبي قتادة: إِنه لأَوَّلُ مال تَأَثَّلْتُه. والأَثال، بالفتح: المحد، وبه سمي الرجل. ومجد مُؤَثَّل: قديم، منه، ومجد أثيل أَيضاً؛ قال امرؤ القيس:

ولكِنَّما أَسْعى لمَجْـدٍ مُـؤَثَّـلٍ

 

وقد يُدْرِكُ المَجْدَ المؤثَّل أَمثالي

والأَثْلَةُ والأَثَلَةُ: متاع البيت وبِزَّتُه. وتَأَثَّلَ فلان بعد حاجة أَي اتخذ أَثْلَةً، والأَثْلة: المِيرةُ. وأَثَّل أَهْلَه: كساهم أَفضل الكُسوة، وقيل: أَثَّلهم كساهم وأَحسن إِليهم. وأَثَّلَ: كَثُرَ مالُه؛ قال طفيل:

فَأَثَّلَ واسْتَرْخَى به الخَطْبُ بعدما

 

أَسافَ، ولولا سَعْيُنا لـم يُؤَثِّـل

ورواية أَبي عبيد: فأَبّل ولم يُؤَبِّل. ويقال: هم يَتَأَثَّلون الناسَ أَي يأْخذون منهم أَثالاً، والأَثال المال. ويقال: تأَثَّل فلان بئراً إذا احتفرها لنفسه. المحكم: وتَأَثَّلَ البئر حَفَرها؛ قال أَبو ذؤيب يصف قوماً حفروا بئراً، وشبه القبر بالبئر:

وقد أَرْسَلُوا فُرّاطَهُم، فَتَأَثَّلوا

 

قَلِيباً سَفَاهَا كالإِماءِ القَواعِد

أَراد أَنهم حفروا له قبراً يُدْفَن فيه فسماه قليباً على التشبيه، وقيل: فتأَثّلوا قليباً أَي هَيَّأُوه؛ وقوله أَنشده ابن الأَعرابي:

تُؤَثِّلُ كَعْبٌ عَليَّ القَضاء

 

فَرَبِّي يُغَيِّرُ أَعمالَـهـا

فَسَّره فقال: تؤثل أَي تُلْزِمني، قال ابن سيده: ولا أَدري كيف هذا.
والأَثْلُ: شجر يشبه الطَّرْفاء إِلا أَنه أَعظم منه وأَكرم وأَجود عُوداً تسوَّى به الأَقداح الصُّفْر الجياد، ومنه اتُّخِذ مِنبر سيدنا محمد رسول الله، صلى الله عليه وسلم؛ وفي الصحاح: هو نوع من الطَّرْفاء.
والأَثْل: أُصول غليظة يسوّي منها الأَبواب وغيرها وورقه عَبْلٌ كورق الطرفاء.
وفي الحديث: أَن منبر رسول الله، صلى الله عليه وسلم، كان من أَثْل الغابة، والغابة غَيْضة ذات شجر كثير وهي على تسعة أَميال من المدينة، قال أَبو حنيفة: قال أَبو زياد من العضاه الأَثْل وهو طُوَال في السماء مستطيل الخشب وخشبه جيد يحمل من القرى فتبنى عليه بيوت المدر، وورقُه هَدَبٌ طُوَال دُقَاق وليس له شوك، ومنه تُصنع القِصَاع والجِفَان، وله ثمرة حمراء كأَنها أُبْنَة، يعني عُقْدة الرِّشاء، واحدته أَثْلة وجمعه أُثول كتَمْر وتُمور؛ قال طُرَيح:

ما مُسْبِلٌ زَجَلُ البَعُوضِ أَنِيسُه

 

يَرْمي الجِراعَ أُثُولَها وأَراكَها

وجمعه أَثَلاث. وفي كلام بَيْهَسٍ الملقب بنَعامةَ: لكِنْ بالأَثَلات لَحْمٌ لا يُظَلِّل؛ يعني لحم إِخوته القَتْلى؛ ومنه قيل للأَصل أَثْلة؛ قال: ولسُمُوّ الأَثلة واستوائها وحسن اعتدالها شبه الشعراء المرأَة إذا تم قَوامها واستوى خَلْقها بها؛ قال كُثَيِّر:

وإِنْ هِيَ قامت، فما أَثْلَةٌ

 

بعَلْيا تُناوحُ رِيحاً أَصيلا،

بأَحْسَنَ منها، وإِن أَدْبَرَتْ

 

فأَرْخٌ بِجُبَّةَ تَقْرْو خَمِيلا

الأَرْخُ والإِرْخُ: الفَتيُّ من البَقَر. والأُثَيْل: مَنْبِتُ الأَراك.وأُثَيْل، مصغَّر: موضع قرب المدينة وبه عين ماء لآل جعفر بن أبي طالب عليه السلام.
وأُثال، بالضم: اسم جبل، وبه سمي الرجل أُثالاً. وأُثالة: اسم. وأَثْلة والأَثِيل: موضعان؛ وكذلك الأُثَيْلة. وأُثال: بالقَصِيم من بلاد بني أَسد؛ قال:

قاظَتْ أُثَالَ إِلى المَلا، وتَرَبَّعَتْ

 

بالحَزْنِ عازِبَةً تُسَنُّ وتُـودَع

وذو المأْثول: وادٍ، قال كُثَيِّر عَزَّة:

فلما أَنْ رأَيْتُ العِيسَ صَبَّـتْ

 

بِذِي المأْثولِ، مُجْمِعَةَ التَّوالي

أثم

الإِثْمُ: الذَّنْبُ، وقيل: هو أَن يعمَل ما لا يَحِلُّ له. وفي التنزيل العزيز: والإِثْمَ والبَغْيَ بغير الحَقّ. وقوله عز وجل: فإِن عُثِر على أَنَّهما استَحقّا إثْماً؛ أَي ما أُثِم فيه. قال الفارسي: سماه بالمصدر كما جعل سيبويه المَظْلِمة اسم ما أُخِذ منك، وقد أَثِم يأْثَم؛ قال:

لو قُلْتَ ما في قَوْمِها لم تِيثَمِ

أَراد ما في قومها أَحد يفْضُلها. وفي حديث سعيد بن زيد: ولو شَهِدْتُ على العاشر لم إِيثَم؛ هي لغة لبعض العرب في آثَم، وذلك أَنهم يكسرون حَرْف المُضارَعة في نحو نِعْلَم وتِعْلَم، فلما كسروا الهمزة في إِأْثَم انقلبت الهمزة الأَصلية ياء.
وتأَثَّم الرجل: تابَ من الإِثْم واستغفر منه، وهو على السَّلْب كأَنه سَلَب ذاته الإِثْم بالتوْبة والاستغفار أَو رامَ ذلك بهما. وفي حديث مُعاذ: فأَخْبر بها عند موتِه تَأَثُّماً أَي تَجَنُّباً للإِثْم؛ يقال: تأَثَّم فلانٌ إذا فَعَل فِعْلاً خرَج به من الإِثْم، كما يقال تَحَرَّج إذا فعل ما يخرُج به عن الحَرج؛ ومنه حديث الحسن: ما عَلِمْنا أَحداً منهم تَرك الصلاة على أَحدٍ من أَهْل القِبْلة تأَثُّماً، وقوله تعالى: فيهما إِثْمٌ كَبِيرٌ ومَنافِعُ للناس وإِثْمُهُما أَكْبَرُ من نَفْعِهما؛ قال ثعلب: كانوا إذا قامَرُوا فَقَمَروا أَطْعَمُوا منه وتصدَّقوا، فالإطعام والصّدَقة مَنْفَعَة، والإِثْم القِمارُ، وهو أَن يُهْلِك الرجلُ ويذهِب مالَه، وجمع الإِثْم آثامٌ، لا يكسَّر على غير ذلك. وأَثِم فلان، بالكسر، يأْثَم إثْماً ومَأْثَماً أَي وقع في الإِثْم، فهو آثِم وأَثِيمٌ وأَثُومٌ أَيضاً. وأَثَمَه الله في كذا يَأْثُمُه ويأْثِمُه أَي عدَّه عليه إِثْماً، فهو مَأْثُومٌ. ابن سيده: أَثَمَه الله يَأْثُمُه عاقَبَه بالإِثْم؛ وقال الفراء: أَثَمَه الله يَأْثِمُه إِثْماً وأَثاماً إذا جازاه جزاء الإِثْم، فالعبد مأْثومٌ أَي مجزيّ جزاء إثْمه، وأَنشد الفراء لنُصيب الأَسود؛ قال ابن بري: وليس بنُصيب الأَسود المَرواني ولا بنُصيب الأَبيض الهاشمي:

وهَلْ يَأْثِمَنِّي اللهُ في أَن ذَكَرْتُها،

 

وعَلَّلْتُ أَصحابي بها لَيْلة النفْرِ؟

ورأَيت هنا حاشيةً صورتُها: لم يقُل ابن السِّيرافي إِن الشِّعْر لنُصيب المرواني، وإِنما الشعر لنُصيب بن رياح الأَسود الحُبَكي، مولى بني الحُبَيك بن عبد مناة ابن كِنانة، يعني هل يَجْزِيَنّي الله جزاء إِثْمِي بأَن ذكرت هذه المرأَة في غِنائي، ويروى بكسر الثاء وضمها، وقال في الحاشية المذكورة: قال أَبو محمد السيرافي كثير من الناس يغلَط في هذا البيت، يرويه النَّفَرْ، بفتح الفاء وسكون الراء، قال: وليس كذلك، وقيل: هذا البيت من القصيد التي فيها:

أَما والذي نادَى من الطُّور عَـبْـدَه،

 

وعَلَّم آياتِ الـذَّبـائح والـنَّـحْـر

لقد زادني للجَفْر حـبّـاً وأَهِـلـه،

 

ليالٍ أَقامَتْهُنَّ لَيْلى على الـجَـفْـر

وهل يَأْثِمَنِّي اللهُ في أَن ذَكَـرْتُـهـا،

 

وعَلَّلْتُ أَصحابي بها ليلة النَّـفْـر؟

وطيَّرْت ما بي من نُعاسٍ ومن كَرىً،

 

وما بالمَطايا من كَلال ومن فَـتْـرِ

والأَثامُ: الإِثْم. وفي التنزيل العزيز: يَلْقَ أَثاماً، أَراد مُجازاة الأَثام يعني العقوبة. والأَثامُ والإِثامُ: عُقوبة الإِثمِ؛ الأَخيرة عن ثعلب. وسأَل محمد بن سلام يونس عن قوله عز وجل: يَلْفُ أَثاماً، قال: عُقوبةً؛ وأَنشد قول بشر:

وكان مقامُنا نَدْعُو عليهم،

 

بأَبْطَح ذي المَجازِ له أَثامُ

قال أَبو إسحق: تأْويلُ الأَثامِ المُجازاةُ. وقال أَبو عمرو الشيباني: لَقِي فلان أَثامَ ذلك أَي جَزاء ذلك، فإِنَّ الخليل وسيبويه يذهبان إِلى أَن معناه يَلْقَ جَزاء الأَثامِ؛ وقول شافع الليثي في ذلك:

جَزى اللهُ ابنَ عُرْوةَ حيث أَمْسَى

 

عَقُوقاً، والعُـقـوقُ لـه أَثـامُ

أَي عُقوبة مُجازاة العُقُوق، وهي قطيعة الرَّحِم. وقال الليث: الأَثامُ في جملة التفسير عُقوبة الإِثمِ، وقيل في قوله تعالى، يَلقَ أَثاماً، قيل: هو وادٍ في جهنم؛ قال ابن سيده: والصواب عندي أَن معناه يَلْقَ عِقابَ الأَثام. وفي الحديث: مَن عَضَّ على شِبذِعِه سَلِمَ من الأَثام؛ الأَثامُ، بالفتح: الإِثمُ. يقال: أَثِمَ يَأْثَم أَثاماً، وقيل: هو جَزاء الإِثمِ، وشِبْذِعُه لسانه. وآثَمه، بالمدّ: أَوقعه في الإِثمِ؛ عن الزجَّاج؛ وقال العجاج:

بل قُلْت بَعْض القَوْمِ غير مُؤْثِمِ

وأَثَّمه، بالتشديد: قال له أَثِمْت. وتأَثَّم: تحَرَّجَ من الإِثمِ وكَفَّ عنه، وهو على السَّلْب، كما أَن تَحَرَّجَ على السّلْب أَيضاً؛ قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود:

تَجَنَّبْت هِجْرانَ الحَبيب تأَثُّمـاً،

 

إِلا إِنَّ هِجْرانَ الحَبيب هو الإِثمُ

ورجل أَثَّامٌ من قوم آثمين، وأَثِيمٌ من قوم أُثَماء. وقوله عز وجل: إِنَ شَجرَةَ الزَّقُّوم طَعامُ الأَثِيم؛ قال الفراء: الأَثِيمُ الفاجر، وقال الزجاج: عُنِيَ به هنا أَبو جهل بن هِشام، وأَثُومٌ من قوْم أُثُمٍ؛ التهذيب: الأَثِيمُ في هذه الآية بمعنى الآثِم. يقال: آثَمَهُ اللهُ يُؤْثمه، على أَفْعَله، أَي جعله آثِماً وأَلفاه آثِماً. وفي حديث ابن مسعود، رضي الله عنه: أَنه كان يُلَقِّنُ رَجُلاً إِنَّ شَجرةَ الزَّقُّومِ طَعام الأَثِيم، وهو فَعِيل من الإِثم. والمَأْثَم: الأَثامُ، وجمعه المَآثِم. وفي الحديث عنه، صلى الله عليه وسلم، قال: اللّهم إِني أَعوذ بك من المَأْثَمِ والمَغْرَمِ؛ المَأْثَمُ: الأَمرُ الذي يَأْثَمُ به الإِنسان أَو هو الإِثْمُ نفسهُ، وَضْعاً للمصدر موضع الاسم. وقوله تعالى: لا لَغْوٌ فيها ولا تأْثِيمٌ، يجوز أَن يكون مصدر أَثِمَ، قال ابن سيده: ولم أَسمع به، قال: ويجوز أَن يكون اسماً كما ذهب إِليه سيبويه في التَّنْبيت والتَّمْتين؛ وقال أُمية بن أَبي الصلت:

فلا لَغْوٌ ولا تأْثيمَ فيها،

 

وما فاهُوا به لَهُمُ مُقِيمُ

والإِثمُ عند بعضهم: الخمر؛ قال الشاعر:

شَرِبْتُ الإِثَمَ حتى ضَلَّ عَقْلي،

 

كذاكَ الإِثمُ تَذْهَبُ بالعُقـولِ

قال ابن سيده: وعندي أَنه إِنما سمَّهاها إِثْماً لأَن شُرْبها إِثْم، قال: وقال رجل في مجلس أَبي العباس:

نَشْرَبُ الإِثمَ بالصُّواعِ جِهارا،

 

وتَرى المِسْكَ بيننا مُسْتَعارا

أَي نَتَعاوَره بأَيدينا نشتمُّه، قال: والصُّواعُ الطِّرْجِهالةُ، ويقال: هو المَكُّوكُ الفارسيُّ الذي يَلْتَقِي طَرفاه، ويقال: هو إِناء كان يشرَب فيه المِلك. قال أَبو بكر: وليس الإِثمُ من أَسماء الخمر بمعروف، ولم يصح فيه ثبت صحيح. وأَثِمَتِ الناقة المشي تأْثَمُه إِثْماً: أَبطأَت؛ وهو معنى قول الأَعشى:

جُمالِيَّة تَغْتَلي بالـرِّداف،

 

إِذا كَذَبَ الآثِماتُ الهَجِيرَا

يقال: ناقة آثِمَةٌ ونوق آثِماتٌ أَي مُبْطِئات. قال ابن بري: قال ابن خالويه كذب ههنا خفيفة الذال، قال: وحقها أَن تكون مشدّدة، قال: ولم تجئ مخففة إِلا في هذا البيت، قال: والآثِمات اللاتي يُظنُّ أَنهنَّ يَقْوَيْن على الهَواجِر، فإِذا أَخْلَفْنه فكأَنهنَّ أَثِمْنَ.

أثن

الأُثْنةُ: منبِتُ الطَّلْحِ، وقيل: هي القِطْعةُ من الطَّلْح والأَثْلِ. يقال: هبَطْنا أُثْنةً من طلحٍ ومن أَثْلٍ. ابن الأَعرابي: عِيصٌ من سِدْرٍ، وأُثْنةٌ من طلحٍ، وسلِيلٌ من سَمُر. ويقال للشيء الأَصِيل: أَثِينٌ.