أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان بن المغيرة بن حبيب بن المهلب ابن أبي صفرة الأزدي، الملقب نفوطيه النحوي الواسطي؛ له التصانيف الحسان في الآداب، وكان عالماً بارعاً، ولد سنة أربع وأربعين ومائتين، وقيل: سنة خمسين ومائتين بواسط وسكن بغداد. وتوفي في صفر سنة ثلاث وعشرين وثلثمائة يوم الأربعاء، لست خلون منه، بعد طلوع الشمس بساعة. وقيل؛ توفي سنة أربع وعشرين وهو ابن مجاهد المقرىء ببغداد، والله أعلم، ودفن ثاني يوم بباب الكوفة، رحمه الله تعالى.
قال ابن خالويه: ليس في العلماء من اسمه إبراهيم وكنيته أبو عبد الله سوى نفوطويه.
ومن شعره ما ذكره أبو علي القالي في كتاب الأمالي:
قلبي عليك أرق من خـديكـا |
|
وقواي أوهى من قوى جفنيكا |
لم لاترق لمن يعذب نفـسـه |
|
ظلماً وبعطفه هواه علـيكـا |
وفيه يقول أبو عبد الله محمد بن زيد بن علي بن الحسين الواسطي المتكلم المشهور، صاحب الإمامة وكتاب إعجاز القرآن الكريم في نظمه وغيرهما:
من سره أن لايرى فاسقـاً |
|
فليجتهد أن لايرى نفطويه |
أحرقه الله بنصف اسـمـه |
|
وصير الباقي صراخاً عليه |
وتوفي أبو عبد الله محمد المذكور سنة سبع - وقيل: سنة ست - وثلثمائة رحمة الله تعالى.
حكى عبد العزيز بن الفضل قال: خرج القاضي أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج، وأبو بكر محمد بن داود الظاهري، وأبو عبد الله نفطويه إلى وليمة دعوا لها، فأفضى بهم الطريق إلى مكان ضيق، فأراد كل واحد منهم صاحبه أن يتقدم عليه، فقال ابن سريج: ضيق الطريق يورث سوء الأدب، وقال ابن داود: لكنه يعرف مقادير الرجال، فقال نفطويه: إذا استحكمت المودة بطلت التكاليف.
ونفطويه - بكسر النون وفتحها والكسر أفصح والفاء ساكنة - قال أبو منصور الثعالبي في أوائل كتاب لطائف المعارف: إنه لقب نفطويه لدمامته وأدمته تشبيها له بالنفط، وهذا اللقب على مثال سيبويه، لأنه كان ينسب في النحو إليه، ويجري على طريقته، ويدرس كتابه، والكلام في ضبط نفطويه ونظائره كالكلام على سيبويه، وهو مذكور في ترجمته، واسمه عمرو، فليكشف منه.