أبو بكر المخزومي

أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرابن مخزوم القرشي المخزومي، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة، وكنيته اسمه - وعادة المؤرخين أن يذكروا من كنيته إسمه في الحرف الموافق لأول المضاف إليه، والمضاف إليه ههنا بكر لهذا ذكرنته في الباء، ومن المؤرخين من يفرد للكنى بابا -؛ وكان أبو بكر المذكور من سادات التابعين، وكان يسمى راهب قريش، وأبوه الحارث أخو أبي جهل بن هشام من جلة الصحابة، رضي الله عنهم.

ومولده في خلافة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه؛ وتوفي سنة أربع وتسعين للهجرة رحمه الله تعالى، وهذه السنة تسمى سنة الفقهاء، وإنما سميت بذلك لأنه مات فيها جماعة منهم.

وهؤلاء الفقهاء السبعة كانوا بالمدينة في عصر واحد، وعنهم انتشر العلم والفتيا في الدنيا - ويأتي ذكر كل واحد منهم في حرفه، وننبه عليه في موضعه إن شاء الله تعالى - وقد جمعهم بعض العلماء في بيتين، فقال:

ألا كـل مـن لايقـتـدي بـأئمةٍ             فقسمته ضيزى عن الحق خارجه
فخذهم عبيد الله عـروة قـاسـمٍ         سعيد سليمان أبو بكـر خـارجة

ولولا كثرة حاجة فقهاء زماننا إلى معرفتهم لما ذكرتهم، لأن في شهرتهم غنية عن ذكرهم في هذا المختصر، وإنما قيل لهم الفقهاء السبعة وخصوا بهذه التسمية لأن الفتوى بعد الصحابة رضوان الله عليهم صارت إليهم، وشهروا بها وقد كان في عصرهم جماعة من العلماء التابعين مثل سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنه وأمثاله، ولكن الفتوى لم تكن إلا لهؤلاء السبعة، هكذا قاله الحافظ السلفي.