الملك العادل أتابك

أبو الحارث أرسلان شاه بن عز الدين مسعود بن قطب الدين مودود بن عماد الدين زنكي بن آق سنقر صاحب الموصل المعروف بأتابك الملقب الملك العادل نور الدين، وسيأتي ذكر جماعة من أهل بيته إن شاء الله تعالى، كل واحد في حرفة.

ملك نور الدين المذكور الموصل بعد وفاة أبيه في التاريخ المذكور هناك، وكان ملكا شهما عارفا بالأمور، وانتقل إلى مذهب الشافعي رضي الله عنه، ولم يكن في بيته شافعي سواه، وبنى مدرسة الشافعية بالموصل قل أن توجد مدرسة في حسنها.

وتوفي ليلة الأحد التاسع والعشرين من رجيب سنة سبع وستمائة في شبارة بالشط ظاهرالموصل - والشبارة عندهم هي الحراقة بمصر - وكتم موته حتى دخل به إلى دار السلطنة بالموصل. ودفن في تربته التي بمدرسته المذكورة، رحمه الله تعالى.

وخلف ولدين هما الملك القاهر عز الدين مسعود، والملك المنصور عماد الدين زنكي. وهما مذكوران في ترجمة جدهما عز الدين مسعود بن مودود بن زنكي فليطلب منه إن شاء الله تعالى، وقام بالمملكة بعده ولده الملك القاهر كما هومشروح هناك، وهو أستاذ الأمير بدر الدين أبي الفضائل لؤلؤ الذي تغلب على الموصل وملكها في سنة ثلاثين وستمائة في أواخر شهر رمضان، وكان قبل نائبا بها ثم استقل. وهو المذكور في ترجمة عماد الدين بن المشطوب.