أزهر السمان

أبو بكر أزهر بن سعد السمان الباهلي بالولاء البصري؛ روى الحديث عن حميد الطويل، وروى عنه أهل العراق، كان يصحب أبا جعفر المنصور قبل أن يلي الخلافة، فلما وليها جاءه أزهر مهنئا، فحجبه المنصور فترصد له يوم جلوسه العام وسلم عليه، فقال له المنصور: ما جاء بك؟ قال: جئت مهنئا بالأمر، فقال المنصور: أعطوه ألف دينار، وقولو له: قد قضيت وظيفة الهناء، فلاتعد إلي، فمضى وعاد في قابل، فحجبه فدخل عليه في مثل ذلك المجلس وسلم عليه، فقال له: ما جاء بك؟ فقال له: سمعت أنك مرضت فجئتك عائدا، فقال: أعطوه ألف دينار وقولوا له: قد قضيت وظيفة العيادة فلا تعد إلي، فإني قليل الأمراض. فمضى وعاد في قابل، فقال له في مثل ذلك المجلس: ماجاء بك؟ فقال: سمعت منك دعاء مستجابا فجئت لأتعلمه منك، فقال له: ياهذا، إنه غير مستجاب، إني في كل سنة أدعو الله به أن لاتاتيني وأنت تأتي. وله وقائع وحكايات مشهورة. وكانت ولادته سنة إحدى عشرة ومائة. وتوفي سنة ثلاث ومائتين، وقيل: سبع ومائتين، رحمه الله تعالى.

وأزهر - بفتح الهمزة وسكون الزاي وفتح الهاء وبعدها راء - وهو اسمم علم.

والسمان - بفتح السين المهملة وتشديد الميم وبعد الألف نون - هذه النسبة إلى بيع السمن وحمله.

والبصري - بفتح الباء الموحدة وكسرها وسكون الصاد المهملة وبعدها راء - هذه النسبة إلى البصرة، وهي من أشهر مدن العراق وهي إسلامية، بناها عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - في سنة أربع عشرة للهجرة على يد عتبةى ابن غزوان، رضي الله عنه. قال ابن قتيبة في كتاب أدب الكاتب في باب ما تغير من أسماء البلاد البصرة: الحجارة الرخوة فإن حذفوا الهاء قالوا: البصر - بكسر الباء - وإنما اجازوا في النسب بصري لذلك، والبصر أيضاً: الحجارة الرخوة، قاله في الصحاح.