الراوندي

أبو الحسين أحمد بن يحيى بن إسحاق الرواندي، العالم المشهور؛ له مقالة في علم الكلام، وكان من الفضلاء في عصره، وله من الكتب المصنفة نحو من مائة وأربعة عشر كتاباً، منها كتاب فضيحة المعتزل وكتاب التاج وكتاب الزمرد وكتاب القصب وغير ذلك. وله مجالس ومناظرات مع جماعة من علماء الكلام، وقد انفرد بمذاهب نقلها أهل الكلام عنه في كتبهم.

توفي سنة خمس وأربعين ومائتين برحبة مالك بن طوق التغلبي، وقيل: ببغداد، وتقديرعمره أربعون سنة، وذكر في البيتان أنه توفي سنة خمسين، والله أعلم، رحمه الله تعالى.

ونسبته إلى رواند - بفتح الراء والواو وبينهما ألف وسكون النون وبعدها دال مهملة - وهي قرية من قرى قاسان بنواحي أصبهان. وراوند أيضاً ناحية ظاهر نيسابور.

وقاسان: بالسين المهملة، وهي غير قاشان - بالشين المعجمة - المجاورة لقم.

وهذه رواند التي ذكرها أبو تمام الطائي في كتاب الحماسة في باب المراثي، فقال: ذكروا أن رجلين من بني أسد خرجا إلى أصبهان فآخيا دهقانا بها في موضع يقال له رواند وخزاق، ونادماه، فمات أحدهما وغير الآخر والدهقان ينادمان قبره: يشربان كأسين ويصبان على قبره كأساً، ثم مات الدهقان، فكان الأسدي الغابر ينادم قبريهما ويترنم بهذا الشعر:

خليلي هبا طالما قد رقـدتـمـا

 

أجد كما لاتقضيان كراكـمـا

أمن طول نوم لاتجيبـان داعـياً

 

كأن الذي يسقي المدام سقاكمـا

ألم تعلما مالي براوند كـلـهـا

 

ولايخزاق من صديق سواكمـا

أقيم على قبريكما لست بارحـاً

 

طوال الليالي أو يجبيب صداكما

وأبكيكما حتى الممات، وماالذي

 

يرد على ذي لوعة إن بكاكمـا

فلوجعلت نفس لنـفـس وقـاية

 

لجدت بنفسي أن تكون فداكمـا

أصب على قبريكما من مـدامة

 

فإلا تنالاها تـرو ثـراكـمـا

وخزاق - يضم الخاء المعجمة وبعدها زاي وبعد الألف قاف - قرية أخرى مجاورة لها، والله أعلم بالصواب.