ابن السراج

أبو محمد جعفر بن أحمد بن الحسين بن أحمد بن جعفر السراج المعروف بالقاري البغدادي؛ كان حافظ عصره، وعلامة زمانه، وله التصانيف العجيبة، منها كتاب مصارع العشاق وغيره، حدث عن أبي علي بن شاذان، وأبي القاسم ابن شاهين، والخلال، والرمكي، والقزويني، وابن غيلان، وغيرهم، وأخذ عنه خلق كثير، وروى عنه الحافظ أبو طاهر السلفي رحمه الله تعالى، وكان يفتخر بروايته مع أنه لقي أعيان ذلك الزمان وأخذ عنهم وله شعر حسن، فمنه

بان الخليط فـادمـعـي

 

وجدا عليهم تسـتـهـل

وحدا بهم حادي الـفـرا

 

ق عن المنازل فاستقلوا

قل للـذين تـرحـلـوا

 

عن ناظري والقلب حلوا

ودمي بـلا حـرم أتـي

 

ت غداة بينهم استحلـوا

ما ضرهم لو أنـهـلـوا

 

من ماء وصلهم وعلـوا

 

ومن شعره أيضاً رحمه الله تعالى:

 

وعدت بأن تزوري كل شـهـر

 

فزوري قد تقضى الشهر زوري

وشقة بيننا نهـر الـمـعـلـى

 

إلى البلد المسمى شـهـرزور

وأشهر هجرك المحـتـوم حـق

 

ولكن شهر وصلك شهـر زور

 

وأورد له العماد الكاتب الأصبهاني في كتاب الخريدة:

 

ومدعٍ شرخ شبابٍ وقـد

 

عممه الشيب على وفرته

يخضب بالوشمة عثنونـه

 

يكفيه أن يكذب في لحيته

وله غير ذلك نظم جيد.

وكانت ولادته إما في أواخر سنة سبع عشرة وأربعمائة أو أوائل سنة ثماني عشرة وأربعمائة، وذكر الشريف أبو المعمر المبارك بن أحمد بن عبد العزيزالأنصاري في كتاب وفيات الشيوخ أن مولده سنة ست عشرة ببغداد، وتوفي بها ليلة الأحد الحادي والعشرين من صفر سنة خمسمائة، ودفن بباب أبرز