اخو الغزالي

أبو الفتاح أحمد بن محمد بن أحمد الطوسي الغزالي الملقب مجد الدين أخو الإمام أبي حامد محمد بن محمد الغزالي الفقيه الشافعي؛ كان واعظا مليح الوعظ حسن المنظر صاحب كرامات وإشارات، وكان من الفقهاء، غير أنه مال إلى الوعظ فغلب عليه، ودرس بالمدرسة النظامية نيابة عن اًخيه أي حامد لما ترك التدريس زهادة فيه، واختصر كتاب أخيه أبي حامد المسمى بإحياء علوم الدين في مجلد مجلد واحد وسماه لباب الإحياء، وله تصنيف آخر سماه الذخيرة في علم البصيرة. وطاف البلاد وخدم الصوفية بنفسه، وكان مائلاً إلى الانقطاع والعزلة.

وذكره ابن النجار في تاريخ بغداد فقال: كان قد قرأ القارىء بحضرته ياعبادي الذين أسرفوا على أنفسهم - الآية فقال: شرفهم بياء الإضافة إلى نفسه بقولة ياعبادي، ثم أنشد يقول:

وهـان عـلـي الـلـوم فـي جـنـب حـبـهـــا

 

وقـول الـعــادي إنـــه لـــخـــلـــيع

أصم إذا نوديت باسمي، وإننيإذا قيل لي يا عبدها لسميع

 

 

قلت: ومثل هذا قول بعضهم:

لا تدعي إلا بيا عبدها

 

فإنه اشرف أسمائي

وتوفي أحمد بقزوين في سنة عشرين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.

والطوسي - بضم الطاء المهملة وسكون الواو وبالسين المهملة - نسبة إلى طوس، وهي ناحية بخراسان تشتمل على مدينتين تسمى إحاهما طاببران: بفتح الطاء المهملة وبعد اللف باء موحدة ثم راء مفتوحة وبعد الألفا لثانية نون، والأخرى نوقان: بفتح النون وسكون الواو وفتح القاف وبعد الألف نون، ولهما مايزيد على ألف قرية.

والغزالي - بفتح الغين المعجمة وتشديد الزاي المعجمة وبعد الألف لام - هذه النسبة إلى الغزال، على عادة أهل خوارزم وجرجان فانهم ينسبون إلى القصار القصاري، وإلى العطار العطاري، وقيل: إن الزاي مخففة نسبة إلى غزالة وهي قرية من قرى طوس، وهو خلاف المشهور، ولكن هكذا قاله السمعاني في كتاب الأنساب، والله أعلم.

وقزوين - بفتح القاف وسكون الزاي المعجمة وكسر الواو وسكون الياء المثناة من تحتها، وبعدها نون - وهي مدينة كبيرة في عراق العجم عند قلاع الإسماعيلية.