النحاس النحوي

أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن يونس المرادي النحاس، النحوي المصري؛ كان من الفضلاء، وله تصانيف مفيدة منها: تفسير القرآن الكريم وكتاب إعراب القرآن وكتاب الناسخ والمنسوخ وكتاب في النحو اسمه التفاحة وكتاب في الاشتاق، وتفسير أبيات سيبويه، ولم يسبق إلى مثله، وكتاب الكافي في النحو، وكتاب المعاني وفسر عشرة دواوين وأملاها، وكتاب الوقف والابتداء صغرى وكبرى، وكتاب في شرح المعلقات السبع، وكتاب طبقات الشعراء وغير ذلك، وروى عن أبي عبد الرحمن النسائي، وأخذ النحو عن ابي الحسن علي بن سليمان الأخفش النحوي، وأبي إسحاق الزجاج، وابن الأنباري، ونفطويه، وأعيان أدباء العراق، وكان قد رحل إليهم من مصر. وكانت فيه خساسة وتقتير على نفسه، وإذا وهب عمامة قطعها ثلاث عمائم بخلاً وشحاً، وكان يلي شراء حوائجه بنفسه ويتحامل فيها على أهل معرفته، ومع هذا فكان للناس رغبة كبيرة في االأخذ عنه، فنفع وأفاد وأخذ عنه خلق كثير.

وتوفي بمصر يوم السبت لخمس خلون من ذي الحجة سنة ثمان وثلاثين وثلثمائة، وقيل: سنة سع وثلاثين، رحمه الله تعالى؛ وكان سبب وفاته أنه جلس على درج المقياس علىشاطىء النيل، وهو في أيام زيادته، وهو يقطع بالعروض شيئاً من الشعر، فقال بعض العوام: هذا يسحر النيل حتى لايزيد فتغلو الأسعار، فدفعه برجله في النيل، فلم يوقف له على خبر.

والنحاس - بفتح النون والحاء المشددة المهملة وبعد الألف سن مهملة - هذه النسبة إلى من يعمل النحاس، وأهل مصر يقولون لمن يعمل الأواني الصفرية النحاس.