الطافر العبيدي

أبو المنصور إسماعيل الملقب الظافر ابن الحافظ محمد بن المستنصر بن الطاهربن الحاكم بن العزيز بن المعز بن المنصور بن القائم بن المهدي وقد تقدم ذكر جده المنصور قبله. بويع الظافر يوم مات أبوه بوصية أبيه، وكان أصغر أولاد ابيه سناً، وكان كثير اللهو واللعب والتفر بالجواري واستماع الأغاني، وكان يأنس إلى نصر بن عباس، وكان عباس وزيره - وسيأتي ذكره في ترجمة العادل علي بن السلار إن شاء الله تعالى - فاستدعاه إلى دار أبيه ليلاً سراً بحيث لم يعلم به أحد وكانت تلك الدار هي المعروفة بدار يونس وهي الآن المدرسة الحنفية المعروفة بالسيوفية، فقتله بها وأخفى قتله وقضيته مشهورة، وكان ذلك في منتصف المرحم سنة تسع وأربعين وخمسمائة، رحمه الله تعالى؛ وقيل: ليلة الخميس سلخ المحرم من السنة المذكورة ومولده بالقاهرة يوم الأحد منتصف شهر ربيع الآخر، وفي: الأول، سنة سبع وعشرين وخمسائة.

وكان من أحسن الناس صورة، ولما قتله نصر حضر إلى أبيه عباس وأعلمه بذلك من ليلته، وكان أبوه قد أمره بقتله لأن نصراً كان في غاية الجمال، وكان الناس يتهمونه به، فقال له أبوه: إنك أتلفت عرضك بصحبة الظافر، وتحدث الناس في أمركما، فاقتله حتى تسلم من هذه التهمة فقتله، فلما كان صباح تلك الليلة حضر عباس إلى باب القصر وطلب الحضور عند الظافر في شغل مهم، فطلبه الخدم في المواضع التي جرت عادته بالمبيت فيها فلم يوجد، فقيل له: ما نعلم أين هو، فنزل عن مركوبه ودخل القصر بمن معه ممن يثق إليهم وقال للخدم: أخرجوا إلي أخوي مولانا، فأخرجوا له جبريل ويوسف ابني الحافظ فسألهما عنه فقالا: سل ولدك عنه فغنه أعلم به منا، فأمر بضرب رقابهما وقال: هذان قتلاه. هذه خلاصة هذه القضية، وقد بسطت القول فيها في ترجمة الفائز عيسى بن الظافر المذكور، والله أعلم.

والجامع الظافري الذي بالقاهرة داخل باب زويلة منسوب إليه، وهو الذي عمره ووقف عليه شيئاً كثيراً على ما يقال.