ابن فارس

أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكرياء بن محمد بن حبيب الرازي اللغوي؛ كان إماماً في علوم شتى، وخصوصاً اللغة فإنه أتقنها، وألف كتابه المجمل في اللغة، وهو على اختصاره جمع شيئاً كثيراً، وله كتاب حلية الفقهاء، وله رسائل أنيقة، ومسائل في اللغة، ويعايي بها الفقهاء، ومنه اقتبس الحريري صاحب المقامات الآتي ذكره إن شاء الله تعالى ذلك الأسلوب، ووضع المسائل الفقهية في المقامة الطيبة، وهي مائة مسألة. وكان مقيماً بهمذان، وعليه اشتغل بديع الزمان الهمذاني صاحب المقامات - الآتي ذكره إن شاء الله تعالى - وله أشعار جيدة، فمنها قوله:

مرت بنا هيفاء مجدولة

 

تركية تنمى لتـركـي

ترنو بطرف فاتر فاتـنٍ

 

أضعف من حجة نحوي

وله أيضاً:

اسمع مقالة نـاصـح

 

جمع النصيحة والمقه

إياك واحذر أن تـبـي

 

ت من الثقات على ثقه

وله أيضاً:

إذا كنت في حاجة مرسلاً

 

وأنت بها كلف مـغـرم

فأرسل حكيماً ولا توصه

 

وذاك الحكيم هو الدرهم

وله أيضاً:

سقى همذان الغيث، لست بقـائل

 

سوى ذا، وفي الأحشاء نار تضرم

ومالي لا أصفي الدعاء لـبـلـدة

 

أفدت بها نسيان ما كنت أعـلـم

نسيت الذي أحسنته غـير أنـنـي

 

مدين وما في جوف بيتي درهـم

وله أشعار كثيرة حسنة.


توفي سنة تسعين وثلثمائة - رحمه الله تعالى - بالري، ودفن مقابل مشهد القاضي علي بن عبد العزيز الجرجاني. وقيل: إنه توفي في صفر سنة خمس وسبعين وثلثمائة بالمحمدية، والأول أشهر. والرازي - بفتح الراء المهملة وبعد الألف زاي - هذه نسبة إلى الري، وهي من مشاهير بلاد الديلم، والزاي زائدة فيها كما زادوها في المروزي عند النسبة إلى مرو الشاهجان.
ومن شعره أيضاً:

وقالوا كيف حالك قلت خـير

 

تقضى حاجة وتفوت حـاج

إذا ازدحمت هموم الصدر قلنا

 

عسى يوماً يكون لهاانفـراج

نديمي هرتي، وأنيس نفسـي

 

دفاتر لي، ومعشوقي السراج