حسان التنوخي

أبو ليلى حسان بن سنان بن أوفى بن عوف التنوخي وهو جد إسحاق بن البهلول؛ سمع أنس بن مالك رضي الله عنه؛ روى عنه ابن ابنه إسحاق، وقال أبو حاتم محمد بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن البهلول: قال جدي إسحاق عن جدي حسان قال: خرجت في وفد من أهل الأنبار إلى الحجاج إلى واسط نتظلم إليه من عامله علينا الرقيل، فدخلنا ديوانه فرأيت شيخاً والناس حوله يكتبون عنه، فسألت عنه فقيل لي: أنس بن مالك، فوقفت عليه فقال لي: من أين؟ فقلت: من الأنبار، جئنا إلى الأمير نتظلم إليه، فقال لي: بارك الله فيك، فقلت: حدثني بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يا خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: سمعته يقول: مر بالمعروف وأنه عن المنكر ما استطعت؛ وأعجلني أصحابي فلم أسمع منه غير هذا الحديث؛ قال أبو حاتم وكان إسحاق يقول: أرجو أن أكون ممن سبقت فيه دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: طوبى لمن رآني ولمن رأى من رآني. وكان من بركة دعاء أنس لحسان أنه عاش مائة سنة وعشرين سنة، وخرج من أولاده جماعة فقهاء وقضاة ورؤساء وصلحاء وكتاب وزهاد؛ ولذ حسان سنة ستين من الهجرة، وتوفي سنة 180 رحمه الله تعالى وكان أحياناً يكنى أبا العلاء ولد بالأنبار على النصرانية وكانت دينه ودين آبائه وكانت له حين أسلم ابنه بالغة فأقامت على النصرانية فلما حضرتها الوفاة أوصت لدير تنوخ بالأنبار؛ وكان حسان يتكلم ويقرأ ويكتب بالفارسية والسريانية والعربية ولحق الدولتين، فلما قلد أبو العباس السفاح ربيعة الرأي قضاء الأنبار، أتي بكتب مكتوبة بالفارسية فلم يحسن أن يقرأها، فطلب رجلاً ثقة ديناً يحسن قراءتها فدل على حسان بن سنان فجيء به فكان يقرأ له الكتب الفارسية، فلما اختبره رضي مذهبه واستكتبه على جميع أمره.