أبو سليمان الخطابي

أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن الخطاب البستي؛ كان فقيهاً أديباً محدثاً له التصانيف البديعة منها "غريب الحديث" و"معالم السنن في شرح سنن أبي داود" و"أعلام السنن في شرح البخاري" وكتاب "الشحاح" وكتاب "شأن الدعاء" وكتاب "إصلاح غلط المحدثين" وغير ذلك.

سمع بالعراق أبا علي الصفار وأبا جعفر الرزاز وغيرهما، وروى عنه الحاكم أبو عبد الله ابن البيع النيسابوري وعبد الغفار بن محمد الفارسي وأبو القاسم عبد الوهاب بن أبي سهل الخطابي وغيرهم، وذكره صاحب "يتيمة الدهر"، وأنشد له:

وما غمة الإنسان في شقة النوى

 

ولكنها والله في عدم الشـكـل

وإني غريب بين بست وأهلهـا

 

وإن كان فيها أسرتي وبها أهلي

 

وأنشد له أيضاً:

 

شر السباع العوادي دونه وزر

 

والناس شرهم ما دونه وزر

كم معشر سلموا لم يؤذهم سبع

 

وما ترى بشراً لم يؤذه بشـر

 

وأنشد له أيضاً:

 

فسامح ولا تستوف حـقـك كـلـه

 

وأبق فلم يستـقـص قـط كـريم

ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد

 

كلا طرفي قصـد الأمـور ذمـيم

 

وذكر له أشياء غير ذلك. وكان يشبه في عصره بأبي عبيد القاسم بن سلام علماً وأدباً وزهداً وورعاً وتدريساً وتأليفاً. وكانت وفاته في شهر ربيع الأول سنة ثمان وثمانين وثلثمائة بمدينة بست، رحمه الله تعالى.


والخطابي-بفتح الخاء المعجمة وتشديد الطاء المهملة وبعد الألف باء موحدة-وهذه النسبة إلى جده الخطاب المذكور، وقيل إنه من ذرية زيد بن الخطاب، رضي الله تعالى عنه، فنسب إليه، والله أعلم.


والبستي-بضم الباء الموحدة وسكون السين المهملة وبعدها تاء مثناة من فوقها-هذه النسبة إلى بست، وهي مدينة من بلاد كابل بين هراة وغزنة كثيرة الأشجار والأنهار.


وقد سمع في اسم أبي سليمان حمد المذكور أحمد أيضاً-بإثبات الهمزة-والصحيح الأول؛ قال الحاكم أبو عبد الله محمد بن البيع: سألت أبا القاسم المظفر ابن طاهر بن محمد البستي الفقيه عن اسم أبي سليمان الخطابي أحمد أو حمد فإن بعض الناس يقول أحمد، فقال: سمعته يقول: اسمي الذي سميت به حمد، ولكن الناس كتبوا أحمد، فتركته عليه. وقال أبو القاسم المذكور: أنشدنا أبو سليمان لنفسه:

 

ما دمت حياً فدار النـاس كـلـهـم

 

فإنمـا أنـت فـي دار الـمـداراة

من يدر داري ومن لم يدر سوف يرى

 

عما قلـيل نـديمـاً لـلـنـدامـات