أبو المطاع ذو القرنين ابن أبي المظفر حمدان بن ناصر الدولة أبي محمد الحسن ابن عبد الله بن حمدان التغلبي الملقب وجيه الدولة-وقد تقدم ذكر جده ناصر الدولة في حرف الحاء، ورفعت هناك في نسبه فأغنى عن إعادته-؛ كان أبو المطاع المذكور شاعراً ظريفاً حسن السبك جميل المقاصد، ومن شعره قوله:
إني لأحسد "لا" في أسطر الصحف |
|
إذا رأيت اعتناق اللام لـلألـف |
وما أظنهما طال اعتنـاقـهـمـا |
|
إلا لما لقيا من شدة الـشـغـف |
وله أيضاً:
أفدي الذي زرته بالسيف مشتملاً |
|
ولحظ عينيه أمضى من مضاربه |
فما خلعت نجادي في العناق لـه |
|
حتى لبست نجـاداً مـن ذوائبـه |
فكان أسعدنا في نـيل بـغـيتـه |
|
من كان في الحب أشقانا بصاحبه |
وأورد له الثعالبي في "اليتيمة" الأبيات التي تقدم ذكرها في ترجمة الشريف أبي القاسم أحمد بن طباطبا العلوي التي أولها:
قالت لطيف خيال زارني ومضى |
|
بالله صفه ولا تنقص ولا تـزد |
وذكر في ترجمة أبي المطاع أنها له وفي ترجمة الشريف أنها له، والله أعلم لمن هي منهما.
وله أيضاً:
لما التقينا معاً والليل يستـرنـا |
|
من جنحة أظلم في طيها نعـم |
بتنا أعف مبيت بـاتـه بـشـر |
|
ولا مراقب إلا الطرف والكرم |
فلا مشى من وشى عند العدو بنا |
|
ولا سعت بالذي يسعى بنا قـدم |
وله أيضاً:
لو كنت ساعة بيننا وما بينـنـا |
|
فشهدت حين نكرر التوديعـا |
أيقنت أن من الدموع محـدثـاً |
|
وعلمت أن من الحديث دموعا |
وقوله:
ترى الثياب من الكتان يلمحهـا |
|
نور من البدر أحياناً فيبلـيهـا |
فكيف تنكر أن تبلى معاجرهـا |
|
والبدر في كل وقت طالع فيها |
وللشريف الرضي في المعنى:
كيف لا تبلى غلالته |
|
وهو بدر وهي كتان |
ومن المنسوب إليه:
تقول لما رأتـنـي |
|
نضواً كمثل الخلال |
هذا اللقـاء مـنـام |
|
وأنت طيف خـيال |
فقلت كلا ولـكـن |
|
أساء بينك حالـي |
فليس تعرف منـي |
|
حقيقتي من محالي |
وله أشعار كثيرة حسنة، ولعبد العزيز بن نباته الشاعر المشهور في أبيه مدائح جمة.
وتوفي أبو المطاع في صفر سنة ثمان وعشرين وأربعمائة، وكان قد وصل إلى مصر في أيام الظاهر بن الحاكم العبيدي صاحبها، فقلده ولاية الاسكندرية وأعمالها في رجب سنة أربع عشرة وأربعمائة، وأقام بها مقدار سنة، ثم رجع إلى دمشق، هكذا قاله المسبحي في تاريخه.