الربيع بن سليمان المرادي

الربيع بن سليمان المرادي

أبو محمد الربيع بن سليمان بن عبد الجبار بن كامل المرادي بالولاء المؤذن المصري، صاحب الإمام الشافعي؛ وهو الذي روى أكثر كتبه، وقال الشافعي في حقه: الربيع راويتي، وقال: ما خدمني أحد ما خدمني الربيع، وكان يقول له: يا ربيع، لو أمكنني أن أطعمك العلم لأطعمتك. ويحكى عنه أنه قال: دخلت على الشافعي رضي الله عنه عند وفاته، وعنده البويطي والمزني وابن عبد الحكم، فنظر إلينا ثم قال: أما أنت يا أبا يعقوب-يعني البويطي-فتموت في حديدك، وأما أنت يا مزني فستكون لك في مصر هنات وهنات، ولتدركن زماناً تكون فيه أقيس أهل زمانك، وأما أنت يا محمد-يعني ابن عبد الحكم-فترجع إلى مذهب مالك، وأما أنت يا ربيع فأنت أنفعهم لي في نشر الكتب، قم يا أبا يعقوب فتسلم الحلقة. قال الربيع: فلما مات الشافعي رضي الله عنه صار كل واحد منهم إلى ما قاله، حتى كأنه ينظر إلى الغيب من ستر رقيق.

وحكى الخطيب في تاريخه في ترجمة البويطي: قال الربيع بن سليمان المرادي: كنا جلوساً بين يدي الشافعي رضي الله عنه أنا والبويطي والمزني، فنظر إلى البويطي فقال: ترون هذا؟ إنه لن يموت إلا في حديده، ثم نظر إلى المزني فقال: ترون هذا؟ أما إنه سيأتي عليه زمان لا يفسر شيئاً فيخطئه، ثم نظر إلي فقال: أما إنه ما في القوم أحد أنفع لي منه، ولودتت أني حشوته العلم حشواً. والربيع هذا آخر من روى عن الشافعي بمصر.

ورأيت بخط الحافظ زكي الدين عبد العظيم المنذري المصري شعراً للربيع المذكور:

صبراً جميلاً ما أسرع الفرجا

 

من صدق الله في الأمور نجا

من خشي الله لم ينـلـه أذى

 

ومن رجا الله كان حيث رجا

وتوفي الربيع يوم الاثنين لعشر بقين من شوال سنة سبعين ومائتين بمصر، ودفن بالقرافة مما يلي الفقاعي في بحريه في حجرة هناك، وعند رأسه بلاطة رخام فيها اسمه وتاريخ وفاته، رحمه الله تعالى.

والمرادي-بضم الميم وفتح الراء وبعد الألف دال مهملة-هذه النسبة إلى مراد، وهي قبيلة كبيرة باليمن خرج منها خلق عظيم.