أبو بكر سالم بن عياش بن سالم الحناط، الأسدي مولاهم، الكوفي؛ كان من أرباب الحديث والعلماء المشاهير، وهو أحد راوي يالقراءات عن عاصم، وهو مولى واصل بن حيان الأحدب.
ذكر أبو العباس المبرد في كتاب "الكامل"، قال: قال ابو بكر ابن عياش: أصابتني مصيبة آلمتني، فذكرت قول ذي الرمة:
لعل انحدار الدمع يعقـب راحة |
|
من الوجد أو يشفي نجي البلابل |
فخلوت بنفسي وبكيت فاسترحت. وله أخبار وحكايات كثيرة. وقيل: اسمه كنيته، وقيل: اسمه شعبة، والله أعلم.
وروي عنه أنه قال: لما كنت شاباً وأصابتني مصيبة تجلدت لها، ودفعت
البكاء بالصبر، فكان ذلك يؤذيني ويؤلمني، حتى رأيت أعرابياً بالكناسة
وهو واقف على نجيب له ينشد:
خليلي عوجا من صدور الرواحـل |
|
بمهجور حزوى فابكيا في المنازل |
وبعده:
لعل انحدار الدمع يعقـب راحة |
|
من الوجد أو يشفي نجي البلابل |
فسألت عنه، فقيل لي: ذو الرمة، فأصابني بعد ذلك مصائب، فكنت أبكي فأوجد لذلك راحة، فقلت: قاتل الله الأعرابي ما كان أبصره! قال أبو بكر: قال لي رجل وأنا شاب: خلص رقبتك ما استطعت في الدنيا من رق الآخرة، فان أسير الآخرة غير مفكوك أبداً، فأنسيتها.
وكانت وفاته بالكوفة في سنة ثلاث وتسعين ومائة، بعد هارون الرشيد بثمانية عشر يوماً، وعمره ثمان وتسعون سنة، وكانت وفاة الرشيد ليلة السبت لثلاث خلون من جمادى الآخرة من السنة المذكورة بمدينة طوس، رحمهما الله تعالى.
وعياش: بفتح العين المهملة وتشديد الياء المثناة من تحتها وبعد الألف شين معجمة.
والأسدي والكوفي: قد تقدم الكلام عليهما، وقيل: هو مولى بني كاهل ابن أسد بن خزيمة.