سالم بن عبد الله بن عمر

أبو عمرو-ويقال أبو عبد الله-سالم بن عبد الله ابن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب العدوي، رضي الله عنهم أجمعين؛ أحد فقهاء المدينة، من سادات التابعين وعلمائهم وثقاتهم، روى عن أبيه وغيره، وروى عنه الزهري ونافع. توفي في آخر ذي الحجة سنة ست ومائة، وقيل سنة ثمان ومائة، وهشام بن عبد الملك يومئذ بالمدينة، وكان قد حج بالناس تلك السنة، ثم قدم المدينة فوافق موت سالم، فصلى عليه بالبقيع لكثرة الناس، فلما رأى هشام كثرتهم قال لإبراهيم بن هشام المخزومي والي المدينة: اضرب على الناس بعث أربعة آلاف، فسمي عام أربعة آلاف.

حدث الزهري قال سمعت سالم بن عبد الله يقول: دخلت على الوليد بن عبد الملك، فقال: ما أحسن جسمك! فما طعامك؟ قلت: الكعك والزيت، قال: وتشتهيه؟ قلت: أدعه حتى أشتهيه، فإذا اشتهيته أكلته، وكان يقول: إياكم ومداومة اللحم، فإن له ضراوة كضراوة الشراب.

وكتب عمر بن عبد العزيز إلى سالم بن عبد الله أن اكتب لي بشيء من رسائل عمر بن الخطاب، فكتب إليه: "يا عمر، اذكر الملوك الذين تفقأت أعينهم التي كانت لا تنقضي لذتهم بها، وتفقأت بطونهم التي كانوا لا يشبعون بها، وصاروا جيفاً في الأرض تحت آكامها، لو كانت إلى جنب مساكن لنا لتأذينا بريحهم".

وقال محمد بن إسحاق صاحب المغازي والسير: رأيت سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم يلبس الصوف، وكان علج الخلق يعالج بيديه ويعمل.

ودخل سليمان بن عبد الملك الكعبة، فرأى سالماً، فقال له: سلني حوائجك، فقال: والله لاسألت في بيت الله غير الله.