الأخفش الأوسط

أبو الحسن سعيد بن مسعدة المجاشعي بالولاء النحوي البلخي المعروف بالأخفش الأوسط؛ أحد نحاة البصرة، والأخفش الأكبر أبو الخطاب، وكان نحوياً أيضاً من أهل هجر من مواليهم، واسمه عبد الحميد بن عبد المجيد، وقد أخذ عنه أبو عبيدة وسيبويه وغيرهما.

وكان الأخفش والأوسط المذكور من أثمة العربية، وأخذ النحو عن سيبويه، وكان أكبر منه، وكان يقول: ما وضع سيبويه في كتابه شيئاً إلا وعرضه علي، وكان يرى أنه أعلم به مني، وأنا اليوم أعلم به منه.

وحكى أبو العباس ثعلب عن آل سعيد بن سلم، قالوا: دخل الفراء على سعيد المذكور، فقال لنا: قد جاءكم سيد أهل اللغة وسيد أهل العربية، فقال الفراء: أما ما دام الأخفش يعيش فلا.

وهذا الأخفش هو الذي زاد في العروض بحر الخبب كما سبق في حرف الخاء في ترجمة الخليل، وله من الكتب المصنفة كتاب "الأوسط" في النحو وكتاب "تفسير معاني القرآن" وكتاب "المقاييس" في النحو، وكتاب "الاشتقاق" وكتاب "العروض" وكتاب "القوافي" وكتاب "معاني الشعر" وكتاب "الملوك" وكتاب "الأصوات" وكتاب "المسائل" الكبير، وكتاب "المسائل" الصغير، وغير ذلك.

وكان أجلع، والأجلع: الذي لا تنضم شفتاه على أسنانه، والأخفش: الصغير العينين مع سوء بصرهما. وكانت وفاته سنة خمس عشرة ومائتين، وقيل سنة إحدى وعشرين ومائتين، رحمه الله تعالى. وكان يقال له: "الأخفش الأصغر" فلماظهر علي بن سليمان المعروف بالأخفش أيضاً، صار هذا وسطاً.

ومسعدة: بفتح الميم وسكون السين وفتح العين والدال المهملات وبعدهن هاء ساكنة.

والمجاشعي: بضم الميم وفتح الجيم وبعد الألف شين مثلثة مكسورة وبعدها عين مهملة، هذه النسبة إلى مجاشع بن دارم، بطن من تميم.