شعيب بن حرب

شعيب بن حرب

أبو صالح شعيب بن حرب المدائني، وهو من أبناء خراسان، سمع شعبة وسفيان الثوري وزهير بن معاوية وغيرهم، روى عنه موسى بن داود الضبي ويحيى بن أيوب المقابري وأحمد بن حنبل وغيرهم. وكان أحد المذكورين بالعبادة والصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

قال شعيب بن حرب: بينا أنا في طريق مكة إذ رأيت هارون الرشيد، فقلت لنفسي: قد وجب عليك الأمر والنهي، فقالت لي: لا تفعل فإن هذا رجل جبار ومتى أمرته ضرب عنقك، فقلت لنفسي: لابد من ذلك. فلما دنا مني صحت: يا هارون قد أتعبت الأمة وأتعبت البهائم، فقال: خذوه، ثم أدخلت عليه وهو على كرسي بيده عمود يلعب به فقال: ممن الرجل؟ قلت: من أفناء الناس، فقال: ممن ثكلتك أمك! قلت: من الأبناء. قال: ما حملك على أن تدعوني باسمي؟ قال شعيب: فورد على قلبي كلمة ما خطرت لي قط على بال، فقلت له: أنا أدعو الله باسمه فأقول يا الله يا رحمن، لا أدعوك باسمك؟ وما ينكر من دعائي باسمك وقد رأيت الله تعالى سمى في كتابه أحب الخلق إليه محمداً وكنى أبغض الخلق إليه أبا لهب، فقال: (تبت يدا أبي لهب). فقال: أخرجوه، فأخرجت.

وكان يقول: من أراد الدنيا فليتهيأ للذل. واراد أن يتزوج امرأة، فقال لها: أنا سيء الخلق، قالت: أسوأ منك خلقاً من أحوجك أن تكون سيء الخلق، فقال لها: أنت إذاً امرأتي.

قال سري السقطي رحمه الله تعالى: أربعة كانوا في الدنيا أعملوا أنفسهم في طلب الحلال، فلم يدخلوا أجوافهم إلا الحلال، فقيل له: من هم؟ قال: وهيب بن الورد وشعيب بن حرب ويوسف بن اسباط وسليمان الخواص.

قال شعيب: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في النوم ومعه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، فجئت، فقال: أوسعوا له فإنه حافظ لكتاب الله عز وجل. وقال شعيب: أكلت في عشرة أيام أكلة وشربت شربة. وكان ثقة مأموناً، مات بمكة سنة تسع وتسعين ومائة، رحمه الله تعالى.