أبو الحسن صدقة الملقب سيف الدولة فخر الدين بن بهاء الدولة أبي كامل منصور بن دبيس بن علي بن مزيد الأسدي الناشري صاحب الحلة السيفية؛ كان يقال له ملك العرب وكان ذا بأس وسطوة وهيبة، ونافر السلطان محمد ابن ملكشاه بن ألي أرسلان السلجوقي وأفضت الحال إلى الحرب، فتلاقيا عند النعمانية، وقتل الأمير صدقة المذكور في المعركة يوم الجمعة سلخ جمادى الآخرة، وقيل العشرين من رجب سنة إحدى وخمسمائة، وحمل رأسه إلى بغداد، رحمه الله تعالى.
وذكر عز الدين أبو الحسن علي بن الأثير في استدراكاته على السمعاني في كتاب "الأنساب" أنه توفي سنة خمسمائة، والله أعلم.
وله نظم الشريف أبو يعلى محمد بن الهبارية كتاب "الصادح والباغم"-وسيأتي ذكر ذلك في ترجمة ابن الهبارية، إن شاء الله تعالى -.
وكانت وفاة والده أبي كامل منصور في أواخر شهر ربيع الأول سنة تسع وسبيعن وأربعمائة، رحمه الله تعالى.
وتوفي جده دبيس المذكور ولقبه نور الدولة أبو الأغر في ليلة الأحد عاشر شوال سنة ثلاث، وقيل اربع وسبعين وأربعمائة، وكانت إمارته سبعاً وستين سنة، ولي الإمارة سنة ثمان وأربعمائة وعمره يوم ذاك أربع عشرة سنة، وكان أبو الحسن علي بن أفلح الشاعر المشهور كاتباً بين يديه في شبيبته.
وتوفي جد أبيه علي بن مزيد سنة ثمان وأربعمائة، وقد تقدم ذكر ولده دبيس بن صدقة في حرف الدال.
ودبيس: بضم الدال المهملة وفتح الباء الموحدة وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها سين مهملة.
ومزيد: بفتح الميم وسكون الزاي وفتح الياء المثناة من تحتها وبعدها دال مهملة.
والأسدي والناشري: تقدم الكلام عليهما في حرف الدال في ترجمة دبيس.
والحلة: بكسر الحاء المهملة وتشديد اللام وبعدها هاء ساكنة، وهي بلدة بالعراق بين بغداد والكوفة على الفرات في بر الكوفة، اختطها سيف الدولة صدقة المذكور في سنة خمس وتسعين وأربعمائة، فنسبت غليه.
والنعمانية، بضم النون، بلدة بين الحلة وواسط.