عبد الله بن عبد الحكم

أبو محمد عبد الله بن عبد الحكم بن أعين بن ليث بن رافع، الفقيه المالكي المصري؛ كان أعلم أصحاب مالك بمختلف قوله، وأفضت إليه رياسة الطائفة المالكية بعد أشهب، وروى عن مالك الموطأ سماعاً، وكان من ذوي الأموال والرباع، له جاه عظيم وقدر كبير، وكان يزكي الشهود ويجرحهم، ومع هذا لم يشهد ولا أحد من ولده لدعوة سبقت فيه، ذكر ذلك القضاعي في كتاب " خطط مصر "، ويقال: إنه دفع للإمام الشافعي، رضي الله عنه، عند قدومه إلى مصر ألف دينار من ماله، وأخذ له من ابن عسامة التاجر ألف دينار، ومن رجلين آخرين ألف دينار، وهو والد أبي عبد الله محمد، صاحب الإمام الشافعي - وسيأتي ذكره في حرف الميم، ان شاء الله تعالى.

وروى بشر بن بكر، قال: رأيت مالك بن أنس في النوم بعدما مات بأيام، فقال: إن ببلدكم رجلاً يقال له ابن عبد الحكم، فخذوا عنه فإنه ثقة.
وكان لأبي محمد المذكور ولد آخر يسمى عبد الرحمن من أهل الحديث والتواريخ، صنف كتاب فتوح وغيره.

وكانت ولادة أبي محمد المذكور في سنة خمسين ومائة، وقيل سنة خمس وخمسين ومائة. وتوفي في شهر رمضان سنة أربع عشرة ومائتين بمصر، وقبره إلى جانب قبر الإمام الشافعي، رضي الله عنهما، مما يلي القبلة، وهو الأوسط من القبور الثلاثة.

وتوفي ولده عبد الرحمن المذكور في سنة سبع وخمسين ومائتين، وقبره إلى جانب قبر أبيه من جهة القبلة.

وأعين: بفتح الهمزة وسكون العين المهملة وفتح الياء المثناة من تحتها وبعدها نون.

وعسامة: بضم العين المهملة وفتح السين المهملة وبعد الألف ميم ثم هاء.