الشيخ أبو محمد الجويني

أبو محمد عبد الله بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن محمد حيويه الجويني الفقيه الشافعي والد إمام الحرمين - وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى -؛ كان إماماً في التفسير والفقه والأصول والعربية والأدب، قرأ الأدب أولاً على أبيه أبي يعقوب يوسف بجوين، ثم قدم نيسابور واشتغل بالفقه على أبي الطيب سهل بن محمد الصعلوكي - المقدم ذكره في حرف السين - ثم انتقل إلى أبي بكر القفال المروزي المذكور قبله، واشتغل عليه بمرو ولازمه واستفاد منه وانتفع به وأتقن عليه المذهب والخلاف وقرأ عليه طريقته وأحكمها، فلما تخرج عليه عاد إلى نيسابور سنة سبع وأربعمائة وتصدّر للتدريس والفتوى فتخرّج عليه خلق كثير منهم ولده إمام الحرمين.

وكان مهيباً لا يجري بين يديه إلا الجد، وصنف التفسير الكبير المشتمل على أنواع العلوم، وصنف في الفقه التبصرة والتذكرة ومختصر المختصر والفرق والجمع والسلسلة وموقف الإمام والمأموم وغير ذلك من التعاليق، وسمع الحديث الكثير.

وتوفي في ذي القعدة سنة ثمان وثلاثين، كذا قال السمعاني في كتاب الذيل، وقال في الأنساب في سنة أربع وثلاثين وأربعمائة بنيسابور، والله أعلم.

وقال غيره: وهو في سن الكهولة، رحمه الله تعالى. وقال الشيخ أبو صالح المؤذن: مرض الشيخ أبو محمد الجويني سبعة عشر يوماً، وأوصاني أن أتولّى غسله وتجهيزه، فلما توفي غسلته، فلما لففته في الكفن رأيت يده اليمنى إلى الإبط زهراء منيرةً من غير سوء، وهي تتلألأ تلألؤ القمر، فتحيرت وقلت في نفسي: هذه بركات فتاويه.

وحيويه: بفتح الحاء المهملة وتشديد الياء المثناة من تحتها وضمها وسكون الواو وفتح الياء الثانية وبعدها هاء.

والجويني: بضم الجيم وفتح الواو وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها نون، هذه النسبة إلى جوين، وهي ناحية كبيرة من نواحي نيسابور تشتمل على قرىً كثيرة مجتمعة.