عبيد الله بن عبد الله

أبو عبد الله عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود بن عاقل بن حبيب بن شمخ بن مخزوم بن صبح بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هزيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان الهذلي، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة - وقد تقدم ذكر أربعة منهم - وهذا عبيد الله ابن أخي عبد الله بن مسعود الصحابي، رضي الله عنه، وهو من أعلام التابعين، لقي خلقاً كثيراً من الصحابة، رضوان الله عليهم، وسمع من ابن عباس وأبي هريرة وأم المؤمنين عائشة، رضي الله عنهم أجمعين، وروى عنه أبو الزناد والزهري وغيرهما، وقال الزهري: أدركت أربعة بحور، فذكر فيهم عبيد الله المذكور، وقال: سمعت من العلم شيئاً كثيراً فظننت أني قد اكتفيت حتى لقيت عبيد الله فإذا كأني ليس في يدي شيء. وقال عمر بن عبد العزيز: لأن يكون لي مجلس من عبيد الله أحب إلي من الدنيا؛ " وقال: والله إني لأشتري ليلة من ليالي عبيد الله بألف دينار من بيت المال، فقالوا: يا أمير المؤمنين، تقول هذا مع تحريك وشدة تحفظك؟ فقال: أين يذهب بكم؟ والله إني لأعود برأيه وبنصيحته وبهدايته على بيت مال المسلمين بألوف وألوف، إن في المحادثة تلقيحاً للعقل، وترويحاً للقلب، وتسريحاً للهمّ، وتنقيحاً للأدب ".

وكان عالماً ناسكاً. وكانت وفاته سنة اثنتين ومائة، وقيل سنة تسع وتسعين، وقيل ثمان وتسعين للهجرة بالمدينة، رضي الله عنه.
وله شعر، فمن ذلك ما أورده له في كتاب " الحماسة " وهو قوله:

شققت القلب ثم ذررت فيه

 

هواك فليم فالتأم الفطـور

تغلغل حب عثمة في فؤادي

 

فباديه مع الخافـي يسـير

تغلغل حيث لم يبلغ شرابٌ

 

ولا حزن ولم يبلغ سرور

ولما قال هذا الشعر قيل له: أتقول مثل هذا؟ فقال:في اللّدود، راحة المفؤود. وهو القائل: لابد للمصدور من أن ينفث.

والهذلي: بضم الهاء وفتح الذال المعجمة وبعدها لام، هذه النسبة إلى هذيل بن مدركة كما تقدم في نسبه، وهي قبيلة كبيرة، وأكثر أهل وادي نخلة المجاور لمكة، حرسها الله تعالى، من هذه القبيلة.

وتوفي والده عبد الله سنة ست وثمانين للهجرة، رضي الله عنه، وكانت الرياسة في الجاهلية إلى جده صبح بن كاهل.